بقلب الوالد وبصيرته - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بقلب الوالد وبصيرته

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-04-28, 15:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
smaine29400
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي بقلب الوالد وبصيرته

"]بقلب الوالد وبصيرته '''' منقول لل امانة
أي بني .! إنّ العلاقة التي تربط بين الوالد وولده تسمو على كلّ علاقة مع الخلق ، يعجز الفكر عن تصوّرها ، واللسان عن التعبير عنها ، إذ هي تحكم العقل ولا يحكمها ، وتسمو بالوجدان وتوجّهه ، وترشده وتسعده ، ويكفي أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قرّب لنا هذه الصورة ، وترك لنا وراءها مدىً بعيداً ، من شفافيّة التصوّر ، ورقيّ العلاقة عندما قال : ( لا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِداً إِلاّ أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكاً فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ (.
وأكثر الأبناء لا يعي هذه الحقيقة إلاّ عندما يصبح والداً ، فيستطيع أن يقدّر عظم حقيقة الوالديّة وحقّها ، ورفعة مكانتها .. وبعض الأبناء ربّما لا يدرك ذلك إلاّ عندما يكون الأمر قد فات ، والتدارك له غير مُوات ، فيندم و ليست ساعة مندم ، ويتحسّر إذ لا تنفع الحسرة .!
ـ أي بنيّ .! أتعدّ نفسك من عوام الناس أم من خواصّهم .؟ أمّا أنا فلو عددتك من عوامّ الناس لما حدّثتك إلاّ عن أدنى حقّ للوالد على ولده ، الذي إن فرّط به خرج إلى العقوق ، الذي هو كبيرة من كبائر الإثم .. ولكنّ حديثي معك عن البرّ .. والبرّ أمر أسمى من الحقّ وأجلّ ، وأرفع وأمنع .. إنّه سمت الأنبياء والأصفياء ، وخلق ذوي الشفافيّة الألبّاء .. وسيأتيك يوم إن شاء الله تكون فيه والداً .. فتدرك حقيقة ما أحدّثك عنه وتتذوّقه .. وخير لك أن تدركه منذ اليوم ، فربّما فاتك التدارك في الغد ، أو حيل بينك وبينه ..
ـ فما بالك اليوم ! قد تغيّرت عمّا كنت عليه .؟! لقد أصبحتَ لا ترى إلاّ نفسك .. ولا تفكّر إلاّ فيما تريد .. ولقد أصبحتُ أرى بيني وبينك حاجزاً كثيفاً .!؟ ولقد تقول : وكيف رأيت ذلك .؟! فأقول لك : رأيتُه بقلب الوالد وبصيرته .. ولو شئتَ لرأيتَه بقلبك ، وما أخطأه حدسك .. وإنّ حديث نفس الآباء يا بنيّ لا يخطئ قلوب الأبناء .. وإنّه يا بنيّ من معاني البرّ ، التي تستشفّها القلوب ، ولا تخضع لفلسفات العقول وحججها وبراهينها .. وإنّي لألمح في البرّ معاني ذوقيّة عميقة ، لا يدركها ، ولا يعيها كثير من الناس ، ولعلّها كانت السبب وراء وصف بعض أنبياء الله تعالى في القرآن الكريم بالبرّ ، وتخصيصهم بهذا الوصف ، وثناء الله عليهم بذلك ، فمن المعاني التي ألمحها :
ـ أنّ البرّ دليل على شفافيّة الروح وتحليقهَا ، وصفاء النفس ورقيّها ، واكتمال المروءة ونضجها ..
ـ أنّ البرّ سرّ جاذبيّة القلوب ، وأن ينال الإنسان القبول ، فما رأيت برّاً بوالديه إلاّ موفّقاً في عمله ، محبوباً من الناس ، يقبلون عليه بكلّ قلوبهم ، ويجتهدون في خدمته وتحقيق رغباته ..
ـ عندما يتفكّر الولد الموفّق للبرّ ببرّ والديه إيّاه قبل برّه ، فلن يسعه إلاّ أن يكون برّاً بهما حفيّاً ، وهذا ما أسمّيه : " تناغم البرّ " ، وأحمدُ الله تعالى يا بنيّ على نعمه وآلائه ، أنّي من أبرّ الناس بأولادهم ، لم آلهم حبّاً وإشفاقاً ، ونصحاً ورشداً ، يشهد بذلك كلّ من عرفني ، وعرف أسرتي وعلاقتي بها ، وهذا من أعظم فضل الله عليّ وعليهم ونعمه ..
ـ وإنّ حبّي يا بنيّ وإشفاقي ، ونصحي لك الصادق ، يدعوني إلى أن أقدّم إليك معالم ضروريّة ، على طريق بناء الشخصيّة السويّة ، والبعد عن سلبيّات المراهقة ، التي قد تنحرف بصاحبها عن سواء السبيل :
ـ إنّ أكثر الناس يعتدّون بعقولهم إلى درجة العجب بالنفس والغرور ، والاستهانة بعقول الآخرين وأفكارهم ، والزهد في استشارتهم ، وبخاصّة في علاقتهم بوالديهم ، فاحذر أن تكون منهم .
ـ اعلم أنّك في مرحلة تستطيع فيها التغيير والبناء بكلّ سهولة ، وستصل إلى مرحلة تحتاج فيها أضعافاً مضاعفة من الجهد لتستطيع تغيير ما يؤسّس لك من عادات ، في المأكل والمشرب ، والعلاقات مع الآخرين ، وأسلوب التفكير ، ومعالجة الأمور .
ـ إنّ شخصيّة الإنسان تكاد تكون مجموعة من العاداتِ ، منها الحسن ، ومنها غير ذلك ، فانظر بم تبنيها اليوم ، قبل أن يأتيك يومٌ تستحكم فيكَ فتندم .؟
ـ أترضى أن تتّسم شخصيّتك بالتسرّع والبعد عن الحلم والرويّة .؟ فإذا لم ترتضِ ذلك فدقّق في مواقفك وردود فعلك ، ولا يكن من خلقك التبرير والتماس الأعذار لمواقفك وأخطائك ..
ـ كن واضحاً في علاقاتك ، صريحاً في مواقفك ، جريئاً في طلب حقّك ، فمن لم يتعوّد على ذلك تقُده صفات ضعفه إلى الكذب وَالمُراوغة ، ولا يخفى أمرُه على أكثر الناس ، ممّا يضع الحجب الكثبفة بينه وبينهم ، ويسقط مكانته عندهم .
ـ لا يعكّر صفو شخصيّتك أن تستأذن والديك ، فإنّك لن تعدم منهما خبرة في الحياة وحكمة ، ونصحاً ودعاءً ، ولا يعكّر صفو شخصيّتك أن تشاور .. وأن تسمع رأي والدك ، ومن هو أكبر منك ، وتتفهّم وجهة نظره .. ولا يعكّر صفو شخصيّتك أن تستنير بآراء الآخرين ، وخبرتهم في الحياة ..
إنّ العقلاء والحكماء يا بنيّ يجمعون على أنّ المشورة دليل على عقل الإنسان ورزانته ، وبصيرته وبعد نظره .. وأسأل الله تعالى أن لا أعدم فيك نجيباً لبيباً ، وقرّة عين أريباً .. والله يتولّى توفيقك وإسعادك .. --------------------------------------------------
(1) ـ مراهقة البنوّة لا تنتهي إلاّ بالزواج والأبوّة ، وأحبّ أن أنوّه أنّ كثيراً من الناس ينظرون إلى كلمة " المراهقة " نظرة سلبيّة ، ويأنف أكثر الشباب من أن يوصفَ بها ، وأقصد بها في كلمتي إليك المعنى الموضوعيّ لهذه الكلمة ، لا المعنى الذي يأباه أكثر الشباب .. وأقصد بها تحديداً أنّها المرحلة التي تقارب النضج العقليّ والنفسيّ ، لا مقاربة البلوغ الجنسيّ ، وما يعتري الغلام فيها من تقلّبات[/font][/font]









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بقلب الوالد وبصيرته


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc