هي البدعة فاعرفها - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هي البدعة فاعرفها

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-03-26, 16:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
raoufdraria
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي هي البدعة فاعرفها

ما هي البدعة ؟
عرَّف العلماء البدعة بأنها : "طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشريعة، يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية، أو يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد للَّه".
و الاختراع : الإتيان بالجديد،ليس للناس به عهد..

فعلماء الغرب الذين توصلوا إلى إحداث الطائرة و القاطرة و الراديو مخترعون، لأنهم جاءوا بما لا يعرفه الأوائل، و اختراعهم في هذا المجال محمود.


أما الذين يخترعون أعمالا أو أقوالا. و يزوِّقونها للناس حتى يحسبوها ديناً –فهم المبتدعون الذين جاءوا من عند أنفسهم بما لم يُنزِّل اللَّه، و لم يعلِّم نبيه.


فأصل الابتداع خلق ما ليس له مثال سابق و لا دليل قائم. و منه سُمِّي اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ "البديع" لأنه اخترع هذا العالم الفخم الضخم غير مسبوق إليه بشيء يشبهه :

] بَدِيعُ السماوات و الأَرْضِ وَ إذا قَضَى أمْراً فَإِنَّمَا يَقوُلُ لَهُ كُن فَيَكُونُ [(1).

و الذي يخترع شيئاً ما –يجعله دينًا- يجب أن يسبك خديعته ببطلان، يخيل للرائي أنَّ باطله حق.


و من ثمة فهو يحرص على مضاهاة الشريعة في المظهر. و إن خالفها في الجوهر. و ما أشبه مروجي البدع بمزيفي النقود.


إنَّ عصابات التزييف تجتهد –إذا زوَّرت أوراقاً مالية- أن تُضفي عليها من الألوان و التقاسيم، ما يجعلها قريبة من الأصل، حتى تنطلي على السذج.


و عندما تُزيِّف الدراهم أو الدنانير لا ترى حرجا من استجلاب قدر من المعدن النفيس، إلى أقدار من المعادن الدنيئة، ثم تصوغ خلطها إلى الأشكال و النقوش التي تضاهي النقد الصحيح، حتى يلبس به المزيف و يروج.


و قد كان أئمة الإسلام الأولون حرصا على تتبع البدع و مصادرتها، حرص الحكومات المعاصرة على إتلاف النقد المزيف، و عقاب المجرمين الذين يصنعونه و ينشرونه.


و ساندهم في هذا قول رسول اللَّه e : "مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، و قوله كذلك:"مَن عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". و كلا الحديثين حرب على البدع: الأول على اختراعها،و الآخر على إقرارها و متابعتهَا.


و لو أن المحدثاَت في دين اللَّه لاقت عُشر المقاومة التي يلقاها تزييف النقد لبقي جوهر الإسلام نقيا زكياً، يُرغب فيه و يُستمسك به.
و لكن المؤسف أنَّ الناس أهمهم أمر معاشهم، فصانوه جهدهم مما يعكره.

أما شأن الدين فكان أنزل قَدَرًا مما ينبغي له، فراجت البدع، و كاد الحق يذوب خلالها و يتلاشى...


و حرص أعداء الإسلام على التمكين لهذه البدع و إظهارها للأعين الجاهلة كأنها الدين كله.
و من ثَمَّ تنصرف عنه الأذواق السليمة و الفِطَر الخالصة.


و إنك لتلمح الشر المبيَّت للإسلام و أهله، مما نشرته صحيفة "التايمس" أخيراً،إذ قالت تحت عنوان "الاستعمار و الإسلام" : "يتقدم الإسلام بخطى سريعة، في غرب أفريقيا، حتى إن بعثات التبشير و الأوروبيين على السواء ليبدون قلقًا شديدًا، مما يترتب على انتشار الإسلام في المنطقة كلها.


و كان الاعتقاد قديماً أنَّ الإسلام هو دين شعوب الصحراء! و قد يتجه نحو الحَضَر، و لكن أنَّ سير الأمور يدل على أنَّ دائرة الإسلام تتسع.
و ما كان أحد ليصدق أنه يستطيع اختراق المناطق الاستوائية، و أن يصل إلى الجنوب كما حدث في "سيراليون" و "الساحل العاجي" و ساحل الذهب" و "داهومي".


و يخشى رجال الإدارة على الأخص من أنَّ انتشار الإسلام في هذه البقاع يتبعه اتصالات بالقاهرة و بالعالَم العربي.
و يختلف المفكرون الغربيون في اتجاههم الفكري نحو مستقبل الإسلام في إفريقيا.

فمن قائل:إنَّ تقدم الإسلام لن يضر المصالح الاستعمارية، ما داك يسير في الخطوط التي رسمها المستعمر.


بينما يرى آخرون ضرورة الحد من تقدم الإسلام عن طريق نشر البدع و الخرافات فيه،حتى يكون هذا بمثابة حائل يقف أمام ضغط الإسلام المتزايد".

أرأيت كيف تقوم البدع حَجَر عثرة أمام الإسلام،و كيف توهن قوته،و تمزق دولتـه !؟
و الخاصة البارزة في هذه البدع، أنها أشبه ما تكون بالغش التجاري.

الغش الذي يشوب مختلف الأصناف بمواد رديئة، ثم يدفعها إلى الأسواق على أنها أصناف لا عيب فيها...
فالذي يريد إقحام شيء على الإسلام لا يختلق أمراً ظاهر النبو مكشوف العار، ثم يزعم أنه دين.
بل إنه يحتال على بدعته بلون من التلبيس، حتى يجعلها مضاهية للشريعة أو متصلة بقواعدها و نصوصها، اتصالا باطلا...


ألا ترى إلى المشركين لما أرادوا تسويغ عبادة الأصنام كيف زعموا أنها وسائط إلى اللَّه تعالى !؟
و لما كانوا بالكعبة عرايا كيف احتجوا لذلك بأنهم لا يبغون الطواف بملابس عصوا اللَّه فيها !؟


و أظهر ما تكون البدع في قسم "العبادات" لا مانع من تسربها إلى جملة التعاليم التي جاء بها الإسلام.
إذ الإسلام –كما هو ثابت من نصوصه- عقائد و عبادات و أخلاق، و سياسات، و شرائع شخصية و مدنية و جنائية... الخ.
و الغلو في التقرب إلى اللَّه أول ما يتجه إلى صور الطاعة المعروفة بالزيادة و التكلف.

و قد يتجه كذلك إلى تعاليم الإسلام الأخرى، فيضع من تقاليد و القوانين ما يريد ليجعله ديناً، و هو ليس إلا الهوى المبين.
و على هذا فإن الابتداع يشمل العادات و العبادات جميعاً.
لكن الاختراع في قسم العادات – إذا لم يكن مضاهيًا للدين و لا متخذًا سُنَّته و غايته، فليس من قبيل البدع، بل يُنظر إليه في ضوء الشريعة التي وضعت للمصالح العامة موازين دقيقة...

و معنى هذا أن التجديد و الابتكار مقرران في ميدان العادات، داخل النطاق الذي رسمنا.
أما في ميدان العبادات، فإنَّ الاتباع المحض هو الأصل، و الاختراع الذي هو جرثومة الابتداع جور و ضلال.
و قد تسأل : أهناك فرق بين الاختراع في العادات و الاختراع في العبادات ؟
و الجواب : إنَّ الطاعات التي رسمها الشارع لها أشكال و نصوص محددة، و لا مكان لاختلاق صور جديدة فيها.
أما الشئون التي تندرج في قواعد عامة أو تتصل بشئون الدنيا، فإنَّ الشارع لا يكترث بأشكالها و أطوارها، و إنما يعنى بالمعاني التي تقارنها. و الغايات التي تنتهي ليها فحسب.


فإضافة صلاة جديدة إلى الصلوات الموقوتة، أو ركعة زائدة على الركعات المعدودة، أمر يُرفض بتة.
أما إذا أوجب الإسلام الطهارة من الأحداث،فمد الناس مجاري للفضلات تحت الأرض، و نسَّقوا مواسير المياه، و قرَّبوا هذه و تلك من المساجد على غير ما كان عليه السَّلَف الأولون يعهدون، فأمر لا صلة له بطبيعة الابتداع الذميم.
إنَّ البدعة –على التعريف الذي شرحنا- لا صلة لها بشئون الدنيا، و لا مكان لإقحامها فيما يجب على البَشر إحسانه و تجديده، من أحوال الحياة و وجوه المعايش المتكاثرة، كما أنَّ البدعة شيء آخر غير المعصية...


المعصية مخالفة نص أو تعطيل قاعدة، مع بقاء كليهما قائمًا واضحاً على ما جاءت به الشريعة المحكمة.
أما البدعة فهي إفساد للنص و القاعدة جميعًا.


إذ هي خروج بالخطاب الإلهي عن حقيقته العليا،بإشرابه نوازع الهوى و أمالته عن الصراط السوي.
و العاصي يخالف أمر اللَّه، و هو يدري ما أمر اللَّه! و قد يتقرب إليه عاجلا أو آجلا.
أما المبتدع فقد اضطربت في ذهنه معاني الدين فهو يتقرب إلى اللَّه بما لم يُشرَّع، و قد ينفذ له ما لم يفرضه و لم يأذن به.
و ربما تحولت المعصية إلى بدعة إذا جُعلت دينًا !


فإن التأكل بالقرآن حرام، لمخالفته قول الرسول e :"لا تأكلوا به".
فإذا جعل ذلك دينا و استأجر القراء لتشييع الموتى، قُربَى به إلى اللَّه فذلك إثم مُركَّب من عصيان و ابتداع !!

* * *


و يرى بعض العلماء أنَّ البدعة كل ما جَدَّ بعد رسول اللَّهe من مخالفات و محدَثات.
سواء في المعاصي التي نَفَّر منها الشارع، أو المخترعات التي لفَّقها الجُهال و المغرضون، لتكون ديناً و ليست من الدين في شيء...
و هذا الإطلاق بعيد عن الدقة...


و أبعد منه مَن يجعل البدعة تسع كل المحدَثات التي وقعت بعد رسول اللَّه من عادات أو عبادات، في الخير و الشر، ما يُحمد منها و ما يُعاب...


و التعريف الأول ارتضاه الإمام الشاطبي.و درس –على ضوئه- المحدَثات الذميمة دراسة أصلية جيدة، في كتابه "الاعتصام".
أما إطلاق البدع على كل جديد في دين اللَّه و دنيا الناس، فأمر أقرب إلى معاني اللَّغة منه إلى مصطلحات الشريعة...
و قد جنح إليه القرافي،و عز الدين عبد السلام.


و لكن ذلك لا يسلَّم لهما، و إن كان الأمر في نهايته يصل إلى إنكار الإضافات المدسوسة على الإسلام كلها.
إذ لا خلاف بين العلماء على ذلك. و إن اختلف تحديدهم لمدلول كلمة "بدعة".

* * *


(1) البقرة : 117.









 


قديم 2011-03-27, 10:40   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
fatimazahra2011
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية fatimazahra2011
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2011-03-28, 06:38   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مطيعة الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مطيعة الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ششششششششششششششششششششششششكرا










قديم 2011-03-29, 14:50   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جويرية بنت أبي العاص الفاروق
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جويرية بنت أبي العاص الفاروق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله كل الخير










قديم 2011-04-02, 19:30   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
raoufdraria
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=fatimazahra2011;5427100]

[/QUOTE]

وفقكم الله









قديم 2011-04-02, 20:41   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
حامل اللواء
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية حامل اللواء
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

احسنــــــــت يا اخي لكن هناك من يجعلُ في ذهه

انّها
ما استحدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بإطلاق...، فقد استحدث المسلمون أشياء كثيرة لم تكن في عهده صلى الله عليه وسلم، ولم تُعَدّ بدعة، مثل استحداث عثمان أذانًا آخر يوم الجمعة بالزوراء لما كثر الناس، واتسعت المدينة.

لكن الجواب الفصل ليست البدعة

فقد تسمع احدهم يقول درس الجمعة بدعة ...!و السبحة بدعة ...وحزب الراتب بدعة ...؟

ويقولون ويقولون

والله المستعان









قديم 2011-04-04, 18:09   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
katyoran
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
بارك الله فيك على الموضوع القيم وعلى هذا التوضيح










قديم 2011-04-04, 21:37   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
لقاء الجنة
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية لقاء الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2011-04-05, 22:25   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
raoufdraria
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مطيعة الله مشاهدة المشاركة
ششششششششششششششششششششششششكرا
العفو
بوركت على المرور الطيب









قديم 2013-07-01, 16:15   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
hassene96
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا بارك الله فيــــك










 

الكلمات الدلالية (Tags)
البدعة, فاعرفها


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:15

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc