الزاب المصطلح والدلالات - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأنساب ، القبائل و البطون > منتدى القبائل العربية و البربرية

منتدى القبائل العربية و البربرية دردشة حول أنساب، فروع، و مشجرات قبائل المغرب الأقصى، تونس، ليبيا، مصر، موريتانيا و كذا باقي الدول العربية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الزاب المصطلح والدلالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-05-28, 17:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
yacin msily
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي الزاب المصطلح والدلالات

نقل من موقع الراشدية وهدا المقال سيساعد الباحثين عن الحقيقة ودللك لمعرفة الانساب القبائل
بقلم : فوزي مصمودي
إطلع على مواضيعي الأخرى
[ شوهد : 1434 مرة ]

هذا هو الجزء الثاني من دراستي حول مصطلح الزاب ومفهومه
الزّاب المصطلح والدّلالات
الجزء الثاني
الزاب في عهد الموحدين
بعد أن دخلت بلاد الزاب في ظلال دولة الموحدين (1121 م – 1269 م) كانت (المسيلة) حينها عاصمة للزاب، لكنّ نجمها بدأ يأفل عقب تخريب قلعة بني حمّاد، ولم تكن (بسكرة) في ذلك الحين سوى إحدى مدن الزاب الـهامة، وفي مادّة (بسكرة) يذكر ياقوت الحموي المتوفى عام 1228م (والدّولة الموحديّة قائمة) أنّ (بسكرة) بلدة بنواحي المغرب، ولم يشر إلى أنّها كانت قاعدة بلاد الزاب، فيقول: " بسكرة بكسر الكاف، وراء : بلدة بالمغرب من نواحي الزاب، بينها وبين قلعة بني حمّاد مرحلتان، فيها نخل وشجر وقسْب جيّد، بينها وبين طبنة مرحلة، كما يورد بيتا من الشعر لأحمد بن محمّد المروذي حين قال:
ثمّ أتـــى بســكرة النخــــيل

قـــد اغتــدى في زيــّه الجميل

لكننا نجد في نفس القرن (القرن الثالث عشر) المؤرّخ الأندلسي علي بن سعيد المغربيّ (1214م – 1286 م) الذي عاصر سقوط دولة الموحدين عام 1269 م يصف بسكرة في كتابه (الجغرافيا) الذي قام بتحقيقه الأستاذ إسماعيل العربي قائلا :" وفي شرقيّها مدينة بسكرة قاعدة بلاد الزاب " .
ومن خلال هذا النّص وغيره نستطيع أن نجزم أنّ بسكرة أصبحت عاصمة بلاد الزاب وقاعدته الرئيسة قبيل أو بعيد اضمحلال دولة الموحدين عام 1269 م.
بسكرة قاعدة بلاد الزاب
بعد سقوط الموحدين وتفكك عرى دولتهم نهائيّا كما أشرنا، وإعادة تجزئة بلاد المغرب إلى ثلاثة دول مستقلّة: الحفصيّة بالمغرب الأدنى، الزيّانيّة بالمغرب الأوسط والمرينيّة بالمغرب الأقصى، تنافست هذه الدّول على ضمّ هذا الإقليم بالقوّة، ولـهذا وجدنا بلاد الزاب تارة تابعة للحفصيين وتارة للزيّانيين وتارة أخرى ضمن نفوذ الدّولة المرينيّة، وأحيانا أخرى تتمتع بالاستقلال، وأن تخطف بسكرة الأضواء كعاصمة لبلاد الزاب بعد خفوت صوت مدن: زابي، طبنة، المسيلة، القلعة، نقاوس... ويؤكد هذه الحقيقة الكثير من المؤرّخين والجغرافيين، ومن هؤلاء مؤسس علم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون الذي لبث في بسكرة بضع سنين متفرقات، وكانت لـه دراية عميقة بالمنطقة حيث يقول: " هذا البلد بسكرة هو قاعدة وطن الزاب لـهذا العهد" أي القرن 14 م.
ولم يكتف صاحب (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر) بذلك فقط، بل عرض حدودا جديدة لبلاد الزاب مستثنيا مدنه القديمة كزابي وطبنة والمسيلة والقلعة وباغاي ومسكيانة ونقاوس... وغيرها، " وطن الزاب لـهذا العهد وحدّه من لدن قصر الدوسن بالغرب إلى قصور تنومة وبادس في الشرق" ثمّ يعدّد بعض قرى الزاب التي كانت لامعة في ذلك الحين " وهذا الزاب وطن كبير يشتمل على قرى متعددة متجاورة جمعا جمعا، يعرف كلّ واحد منها بالزاب، وأو لـها زاب الدوسن، ثمّ زاب طولقة، ثمّ زاب مليلة، وزاب بسكرة، وزاب تهودا، وزاب بادس. وبسكرة أمّ هذه القرى كلـها " .
وهذه الرقعة الجغرافيّة التي حدّدها ابن خلدون كإقليم لبلاد الزاب؛ تمثل اليوم جزءا مهما من ولاية بسكرة. كما أعطى تقسيما لبلاد الزاب ما زال متداولا إلى اليوم إلى حدّ كبير حيث قسّمه إلى زاب غربي وأوسط وشرقي، " وأما الزاب فالجانب الغربي منه، وقاعدته طولقة... والجانب الوسط، وقاعدته بسكرة... وأما الجانب الشرقي من الزاب وقاعدته باديس (بادس) وتنومة" على اعتبار أن مدينة سيدي عقبة لم تكن ذات شأن على عهد ابن خلدون.
أما ابن الحاج النميري الذي زار بسكرة في إطار حملة السلطان المريني أبي عنّان عام 758 هـ يوم كانت عاصمة لبني مزني فذكر في رحلته (فيض العباب وإفاضة قدّاح الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب) أنّ " بسكرة هي قاعدة الزاب " والذي عاصر دولة بني مزني ببسكرة والزاب وكان ضيفا مع السلطان أبي عنان لدى أميرها أنذاك أبي يعقوب يوسف بن منصور بن الفضل بن مزني، فيما صاحب (درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة) تقيّ الدين المقريزيّ (713 هـ – بعد 774 هـ) ، أورد نصّا نستشفّ منه أنّ بلاد الزاب في القرن الرابع عشر الميلادي كانت عاصمتها مدينة بسكرة وهو في سياق الحديث عن الفضل بن علي بن أحمد بن الحسن بن علي بن مزني، الأمير... وكيف أضحى كبير بلاد الزاب، وعاصمته بسكرة، " وقام بعده أبو إسحاق في الخلافة بتونس – طبعا بعد وفاة أخيه المستنصر – فعقد لفضل هذا على الزاب ولأخيه عبد الواحد بن علي على بلاد الجريد، فقدم بسكرة متوليّا على الزاب حتى فتك به بنو رمّان في سنة ثلاث وثمانين وست مئة واستبدّوا بعده بأمر بسكرة والزاب " قاعدة بلاد الزاب " أكد هذا كذلك في القرن 16 م محمّد بن علي البروسوي (ت 997 هـ - 1589 م) في كتابه (أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك) لتفتك ريادة هذا الإقليم إلى يوم الناس هذا.
كما حاول بنو زيان الاستيلاء على بلاد الزاب وإخضاعها إلى سلطانهم وافتكاكها من الحفصيين، حيث وجه أبو تاشفين بن أبي حمّو جيشا عام 720 هـ لاستكشاف المنطقة والتعرّف على طبيعتها وبث الرّعب في نفوس حكامها .
الزاب اليوم
أمّا مصطلح الزاب في العصر الراهن فيكاد يقتصر على تراب ولاية بسكرة دون غيرها من المدن الزابيّة الأخرى التي تقع اليوم في إقليم ولاية: باتنة، المسيلة، خنشلة، قسنطينة... وغيرها " وعاصمة الزاب الإداريّة والتجاريّة في يومنا هذا هي مدينة بسكرة" استنادا إلى العلامة البشير الإبراهيمي الذي ردّ على دائرة المعارف الإسلاميّة حول مادّة (الزاب) كما أنّ هذا الزاب يقسم اليوم إلى زابين، الزاب الغربي والزاب الشرقي، والزاب الغربيّ يقسم بدوره إلى شطرين، الزاب الظهراوي والآخر قبلي، فالزاب الظهراوي يشـمل بلدات العامري، برج بن عزوز، طولقة، فوغالة، ليشانة، فرفار، بوشقرون، لغروس، الدوسن،... إلى غاية أولاد جلال وسيدي خالد وما جاورهما، رغم أنّ العلامة الإبراهيمي ردّ على دائرة المعارف الإسلاميّة، واعتبر" الدوسن وأولاد جلال خارجان عن الزاب وتقعان غربيه" مخالفا بذلك ابن خلدون الذي يؤكد على زابية الدّوسن في قولـه:"وسلكنا القفر إلى الدّوسن من أطراف الزاب " .
أمّا الزاب القبلي فيضمّ بلدات: أورلال، ليوة، الصّحيرة، بنطيوس، مخادمة، أمليلي، أوماش، بيقو، مناهلة، زاوية بن واعر... أمّا الزاب الشرقي فيقع شرق مدينة بسكرة، عاصمة الزاب، ويضمّ سيدي عقبة، تهودة، عين الناقة، الذيبيّة، سيدي خليل، شتمة، الدروع، الفيض، خنقة سيدي ناجي، زريبة الوادي، بادس، القصر، ليانة، سريانة، قرطة، زريبة حامد... وغيرها. . وجميعها تقع في إقليم ولاية بسكرة الجزائريّة.
بل أذهبُ إلى أكثر من ذلك حيث أجزم أنّ مصطلح (الزاب) يكاد يقتصر اليوم عند الإشارة إلى مناطق بعينها فقط، تشـمل دائرة أورلال ببلدياتها وقراها وبدرجة أقلّ دائرة طولقة، بحيث لما يقول الرّجل في هذا الزمان إنّي ذاهب إلى الزاب، مباشرة تتجه الأنظار صوب أورلال وكذلك طولقة وضواحيهما القريبة إلى حدّ ما، ولـهذا ما زال إلى اليوم يطلق على الشارع الرئيس ببسكرة (الزعاطشة) المؤدّي إلى هذه البلديات (طريق الزاب).
من مدن الزاب القديمة
رغم اتساع الرّقعة الجغرافيّة لبلاد الزاب واحتوائه قديما على أكثر من 360 مدينة وقرية، إلا أنّ مجموعة منها فقط تصدّرت أحداث التاريخ ومحطاته الكبرى وكان لـها شأن يذكر.
ومن مدن الزاب تأتي في الطليعة مدينة (زابي) التي اشتق منها مصطلح الزاب، والتي بنيت على أطلالـها مدينة المسيلة، ومدينة (طبنة) عاصمة الزاب في العهد الأغلبي وتقع اليوم قريبا جدا من بريكة بولاية باتنة، وعاصمة الزاب الجزائريّ كما يقول المؤرّخ عبد الرحمن الجيلالي ، أمّا ابن حوقل المتوفى عام (981 م) فيذكر عن (طبنة) بعدما فقدت بريقها " طبنة مدينة قديمة وكانت عظيمة كثيرة البساتين والزروع والقطن والحنطة والشعير ولـها سور" ، و(مقرة) التي تقع شرق (المسيلة) التي نبغ فيها العلامة المقّري صاحب كتاب (نفح الطيب) وقد نقل عنه العلامة محمّد البشير الإبراهيمي " أصل سلفنا من مقرة إحدى قرى زاب إفريقية انتقلوا في المائة السادسة إلى تلمسان" .
و(المسيلة) التي بناها الفاطميون لتحلّ محلّ طبنة كما أسلفنا، إلى جانب مدينة (قسنطينة) يقول الأستاذ الكعّاك وهو يتحدّث عن الجزائر في العهد الموحّدي " ولم تكن بجاية وحدها حضرة علم فإنّ مدن الزاب وعلى الخصوص قسنطينة وعموم المدن الجزائريّة " .
إضافة إلى مدينة (باغاي) التي اشتهرت بمؤتمر شيعة دوناتيس عام 394 م، كما ارتبطت بشخصيّتي الكاهنة وكسيلة في البدايات الأولى للفتوحات الإسلاميّة لبلاد المغرب، وهي مدينة شهيرة تقع حاليّا في ولاية خنشلة، ومدينة (أربه أو أذنه أو أدنه) وكانت ذات شان على عهد عقبة بن نافع، ومدينة (مسكيانة) بولاية أم البواقي اليوم والقريبة من (باغاي)، قال عنها ابن حوقل في كتابه صورة الأرض ما نصّه " مسكيانة قرية عليها سور قديمة كثيرة المياه والزرع ولـها سوق وماؤها جار من عيون فيها من الحوت الكثير الرخيص وسوقها ممتد كالبساط" .
ومن مدن الزاب قديما كذلك (نقاوس) و(تيجيس) جنوب شرقيّ قسنطينة، وبالتراب التونسيّ اليوم مدينة (توزر) هذه المدينة التي اعتبرها ياقوت الحمويّ في معجم بلدانه من مدن الزاب " مدينة في أقصى إفريقية من نواحي الزاب الكبير من أعمال الجريد، معمورة، بينها وبين نفطة عشرة فراسخ... " إضافة إلى قفصة ونفطة الزابيتين التونسيتين حاليّا، يقول الحمويّ دائما حول الزاب"الزاب الكبير منه بسكرة وتوزر وقسنطينية وطولقة وقفصة ونفزاوة ونفطة وبادس" .
أمّا مدن الزاب القديمة والموغلة في التاريخ وتتبع حاليا إقليم ولاية بسكرة؛ فهناك: الدوسن، طولقة، تهوذا (تهودة)، بادس، بسكرة، ملشون، حياس، مشاش…وغيرها.
الزاب في الشعر العربي
احتلّ مصطلح (الزاب) حيّزا معتبرا في المساحة الشاسعة لديوان العرب في قديمه وحديثه، مما يمكن أن يشكل ديوانا مستقلا (الزاب في الشعر العربي). أو ينهض بإعداد دراسة عن الزاب .
ومن الشعراء القدامى الذين استحوذت بلاد الزاب على إعجابهم فاستلـهموا من ربوعها درر قصائدهم، الشاعر محمّد بن هانئ الأندلسي (932 م – 973 م) الذي بعدما ضاقت عليه الأرض بما رحبت ومطاردته من الأندلس لتشيّعه الواضح، لجأ إلى بلاد الزاب، يوم كانت شيعيّة وعاصمتها المسيلة، فاتصل بأميرها جعفر بن حمدون الأندلسي، وقد ظلّ ينعم في كنفه مادحا لـه ولأخيه يحي وابنه إبراهيم وللزاب كذلك.
ولشدّة إعجابه وسحره بهذا الإقليم فقد خصّه بوصف بليغ في عدّة قصائد ، مشبّها إيّاه بجنّة الخلد والكوثر في قولـه:
خليلي أين الزاب عـنّا وجعفـــر
وجنّـة خلد بنـت عنهــا وكوثــر
أتى النّاس أفواجـا إليـك كأنّمــا
من الزاب بيت أو من الزاب محشر
و في قصيدة أخرى :
إنمــا الـزاب جنـّة الخلـد فيـهـا
مـن نَــدَاهُ غـضـــارة التصريف
أما قصره فقد أعجب بقبابه المشيدة التي ازدانت بها بلاد الزاب:
ألا أيّها الـوادي المقدّس بالطــوى
وأهــلَ الندى قلبي إليـك مشـوق
ويا أيّها القصر المنيـف قبابــه
على الزاب لا يسـدد إليك طريــق
ويا ملك الزاب الرّفيعَ عمــادُه
بقيتَ لجـمع المجد وهـي فريـــق
وفي قصيدة أخرى يشبّه بلاد الزاب بالعراق وهي تضم حينذاك بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية العباسية، حيث يتزاحم كبار القبائل والشيوخ على باب جعفر بن علي بن حمدون كأنّه خليفة بغداد:
ورأيت حولي وفـد كـلّ قبيلـة أرضا وطأت الدر رضراضا بها وسمعت فيـا كلّ خطبة فيصـل حتى توهمت العـراق الزابــا والمسك تربا والرّيّاض جنابـا حتى حسبت ملوكها أعرابـا
وفي موضع آخر يمدح جعفر بن علي ويسمو ببلاد الزاب إلى مرتبة بغداد حاضرة الخلافة العبّاسيّة في عدلـه وحسن سيّاسته في قولـه:
تبغدد منه الزابُ حتى رأيتُـه
يَهبّ نسيمُ الروض فيه فيُستجفى





قائمة مصادر ومراجع ( دراسة الزاب ):
الكتـب:
1- الإدريسي (الشريف) نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، المجلد الأوّل، عالم الكتب، بيروت، لبنان، 1409 هـ 1989 م.
2 – الإبراهيميّ (محمّد البشير) الآثار، الجزء الرابع، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1997.
3 – ابن حوقل (النصيبي) كتاب صورة الأرض، الطبعة الثانية، دار صادر، بيروت، لبنان (دون تاريخ).
4 – ابن خلدون (عبد الرحمن)،، التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا، تعليق محمد بن تاويت الطنجي، وزارة الثقافة، الجزائر، 2007.
• كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر، المجلد الثاني، دار ابن حزم، بيروت لبنان 1424هـ/2003 م.
• المقدّمة، الجزء الثالث، وزارة الثقافة، الجزائر، 2006.
5 – ابن خلدون (يحي) بغية الرّواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد، تقديم وتحقيق وتعليق الدكتور عبد الحميد حاجيات، وزارة الثقافة، الجزائر، 2007.
6- ابن سعيد (علي المغربي الأندلسي)، كتاب الجغرافيا، تحقيق الأستاذ اسماعيل العربي.
7 – ابن منظور (جمال الدّين) لسان العرب، المجلّد الأول والرابع عشر، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، دون تاريخ.
8 – البروسويّ (محمّد بن علي) أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك، تحقيق الأستاذ المهدي عيد الرواضية، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1427 هـ، 2006م.
9 – البكريّ (أبو عبيد عبد اللـه) المسالك والممالك، المجلد الثاني، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1424 هـ - 2003 م.
10 – بورويبة (رشيد) الدّولة الحماديّة تاريخها وحضارتها، ديوان المطبوعات الجامعيّة، المركز الوطني للدّراسات التاريخيّة، الجزائر، 1977.
11 – بونار (رابح) المغرب العربيّ تاريخه وثقافته، الشركة الوطنيّة للنشر والتوزيع، الجزائر، 1981م.
12 – الجيلالي (عبد الرحمن) تاريخ الجزائر العام، الجزء الأوّل، الطبعة السابعة، ديوان المطبوعات الجامعيّة، الجزائر، 1995.
• الجزء الثاني، الطبعة السادسة، دار الثقافة، بيروت، لبنان، 1403 هـ، 1983 م.
13 – الحموي (ياقوت) معجم البلدان، المجلّد الأوّل والثاني والثالث، الطبعة الثانية، دار صادر، بيروت، لبنان، 1995م.
14 – الرقيق (أبو اسحاق إبراهيم بن القاسم)، قطعة من تاريخ إفريقية والمغرب، تحقيق الدكتور عبد الله العليّ الزيدان والدكتور عزالدّين عمر موسى، دار الغرب الإسلاميّ، بيروت، لبنان، 1990م.
15 – شنيتي (محمّد البشير) الجزائر في ظلّ الاحتلال الروماني، الجزء الأوّل، ديوان المطبوعات الجامعيّة، الجزائر، 1999 م.
16 – الطالبي (محمّد) الدولة الأغلبيّة التاريخ السياسيّ، الطبعة الثانية، دار الغرب الإسلاميّ، بيروت، لبنان، 1415 هـ - 1995م.
17 – الطمّار (محمّد) الروابط الثقافيّة بين الجزائر والخارج، الشركة الوطنيّة للنشر والتوزيع، الجزائر، 1983.
18 – العربيّ (إسماعيل) الصحراء الكبرى وشواطئها، المؤسسة الوطنيّة للكتاب، الجزائر، 1983.
• المدن المغربيّة، المؤسسة الوطنيّة للكتاب، الجزائر، 1984م.
19 – الكعّاك (عثمان) موجز التاريخ العام للجزائر من العصر الحجري إلى الاحتلال الفرنسيّ، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 2003م.
20 - المقريزي (تقي الدّين أحمد) درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة، تحقيق الدكتور محمود الجليلي، المجلد الأول، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1423 هـ - 2002.
21 – المنجد في اللغة والأعلام، الطبعة الثانية والأربعون، دار المشرق، بيروت، لبنان، 2007.
22 – النميريّ (ابن الحاج) فيض العباب وإفاضة قدّاح الآداب في الرحلة السعيدة إلى قسنطينة والزاب، دار الغرب الإسلاميّ، بيروت، لبنان، 1990.
23- الوزّان (الحسن بن محمد) وصف إفريقيا، الجزء الثاني، الطبعة الثانية، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1983 م.
الدّوريّات:
1 – الطائي (ابتهال عادل) أضواء في الفكر الجغرافي القديم في وادي الرّافدين، مجلّة آفاق الثقافة والتراث، السنّة 14، العدد 56، جانفي 2007، دبيّ، الإمارات العربيّة المتحدة.









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-05-28, 17:26   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
yacin msily
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

من فضلكم اي مداخلة ارجوكم قدم الادلة ة المراجع والوثائق والمصادر التي تثبت كلامكم ولاداعي لانشاء










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-28, 17:38   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
yacin msily
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مع الأستاذ مصمودي في بحثه الزاب المصطلح والدلالات بقلم : عز الدين العقبي
إطلع على مواضيعي الأخرى
[ شوهد : 832 مرة ]

[SIZE=4.8]لقد نشر الأستاذ الكريم بحثه هذا في مجلة الخلدونية التابعة للجمعية ثم في كتاب (بسكرة بعيون عربية) وأخيرا نشره على صفحات (أصوات الشمال) ولقد لاحظت عدة ملاحظات ألخصها فيما يلي:
1) مفهوم (المغرب الأوسط) وقوله (الجزائر حاليا) وهذا الوصف غير دقيق ولا مسلم به.
2) إطلاقه على العبيديين تسمية (الفاطميين) أحيانا وهي منهم براء؛ وأحيانا (الشيعة) وهم ليسوا كذلك.
3) قوله عن باغاية أنها ارتبطت بشخصيتي (الكاهنة وكسيلة).. أما الكاهنة فنعم.. وأما كسيلة من أين؟
4) أخيرا.. توضيح عن ابن هانئ.. وأننا يجب أن نفرق بين شعره وعقيدته..[/SIZE]

[SIZE=4.8]والآن لنبدأ بالملاحظة الأولى –مستعينين بالله تعالى-:
إن مفهوم (المغرب الأوسط) اختلف وتوسع وضاق عبر القرون ولم يثبت على الصورة الراهنة إلا في العهد العثماني حيث دخلت الدولة العثمانية إقليم الجزائر وحمته وحررته من العدوان الإسباني على السواحل الجزائرية التي كان الأخوان بربروس ينقذون المسلمين الأندلسيين تحت حمايتهم إلى أماكن آمنة على السواحل الجزائرية والتونسية؛ وبعد تشكل الحدود الحالية تقريبا للجزائر الحديثة؛ استولت الدولة العثمانية على إقليم تونس فتشكلت الحدود الجزائرية التونسية ثم وبعد محاولة العثمانيين رد العدوان الإسباني عن المغرب الأقصى تصدى المغاربة –للأسف الشديد- مع المعتدين عليهم الإسبان بحجة أن العثمانيين جاءوا للاحتلال المغرب وهكذا تشكلت الحدود الطبيعية بين الجزائر والمغرب.. واستقر الإسبان في أخصب الأراضي المغربية –أرض الريف- التي ما تزال جزءا لا يتجزأ من التراب الإسباني.. ولم يفكر المغاربة في تحريرها من الاستدمار الأجنبي بل توجهوا للعدوان على إخوانهم في الصحراء الغربية..(1)
وبعد أن دخل الاستدمار الفرنسي للجزائر؛ حافظ على الحدود الموروثة فبقيت الجزائر الحديثة بحدودها الحالية تقريبا، وساعد على ذلك محاولات فرنسا والمغرب إحباط الثورات الوطنية الجزائرية ابتداء بالأمير عبد القادر الجزائر ومرورا ببو عمامة وأولاد سيدي الشيخ..(2)
وهكذا تكرست الحدود الجزائرية مع جيرانها.. وأصبح مصطلح المغرب الأوسط يعني الجزائر الحالية.. فماذا كان يعني هذا المصطلح قبل ذلك؟
لولا أن هذا المفهوم يرتبط بإنجازات تاريخية عظيمة من الظلم نسبتها إلى غير أهلها؛ لما تدخلت في هذا الموضوع ولما أثرته بتاتا.. ولكن ذلك المفهوم إذا غمض خاصة على أهل هذا العصر فإنهم يغمطون الناس حقوقهم وتنسب إنجازات إلى غير أهلها.. ولذلك فلا بد من توضيح هذا الأمر حتى يتضح ما ينبني عليه من أحكام واستنتاجات وتداعيات.. وتتضح الرؤية لمن يبحث عن الحقيقة ويعتني بها.. أما من لا تهمه الحقيقة فهذا لا يهمني بحال..(3)
لقد فتح المسلمون مصر حتى وصلوا إلى برقة وطرابلس وكانت تعد من بلاد مصر منذ أقدم العصور.. ثم طمحت نفوس المسلمين إلى فتح ما وراء ذلك من بلاد إفريقية.. ولكن خليفة المسلمين الراشد الثاني عمر بن الخطاب الفاروق رفض المجازفة بأرواح المسلمين خوفا عليهم من الانسياح في أرض لا يعرفونها وبلاد لم يدخلوا من قبل إطلاقا..(4)
فما هي إفريقية وما مدى علاقتها بمفهوم المغرب الأدنى؟

لتستدل بأقوال العلماء والمؤرخين والباحثين القدماء والمحدثين ولا نخاف من الحقيقة سواء تعرفنا عليهم نحن أم غيرنا؟ وإن كنا نتمنى لأنفسنا الخير وأن نفيد غيرنا بما يوفقنا الله إليه.
والآن فهذا المرحوم (حسين مؤنس) في كتابه (معالم تاريخ المغرب والأندلس)(5) يعرف المغرب الأدنى، فيقول:
ص 26: ثم إقليم إفريقية وهو يقابل تونس الحالية ثم تمتد إفريقية فتشمل الجزء الشرقي من الجمهورية الجزائرية حاليا حتى نهر صغير يسمى شلف وهو يجري هناك من الجنوب إلى الشمال حتى جنوبي مدينة الجزائر، ثم يسير غربا بحذاء الساحل ويصب في البحر المتوسط قرب وهران، وهذا الجزء الشرقي من بلاد الجزائر الحالية كان يسمى إقليم الزاب وكان يعتبر جزءا من ولاية إفريقية.
وهذا الأستاذ: سالم عبد الله الزناتي في كتاب: معالم الحضارة الإسلامية في ليبيا/ تاريخ ليبيا الإسلامي(6) يقول:
ص51: إفريقية: .. وتمتد من طرابلس شرقا حتى تاهرت غربا وقاعدتها مدينة القيروان.
وهذا المرحوم عبد الرحمان الجيلالي في كتابه (تاريخ الجزائر العام ج 1 ص 160 ط 1965؟)(7) يقول:
فاقتصر اسم إفريقية على ما يلي مصر إلى بجاية من مقاطعة قسنطينة -الجزائر- ثم يلي ذلك المغرب حتى المحيط.
وهذا الدكتور يوسف الدعيج: يقول (8):
(المغرب الأدنى ويسمونه أيضا إفريقية.. فعندما نسمع إفريقية فهي المغرب الأدنى فما هي إفريقية أو المغرب الأدنى؟ إفريقية أو المغرب الأدنى هو تونس الحالية والأجزاء الشرقية من الجزائر).
ويقول الدكتور محمد محمد زيتون وهو مؤرخ منصف9)
ص: 5: (وعندما بدأ المسلمون فتوحهم للشمال الإفريقي أطلقوا لفظ إفريقية على ما يلي طرابلس غربا ثم تحدد ذلك بعد الفتح فأصبح يشمل الإقليم الذي تتوسطه القيروان ويتسع من طرابلس حتى بجاية).
ص: 6: (ثم إذا أرادوا تحديد جزء من هذا الكل قالوا: برقة للقسم الشرقي من ليبيا الحالية وطرابلس للقسم العربي منها. وقالوا: إفريقية لتونس الحالية مع الناحية الشرقي للقطر الجزائري. وقالوا: المغرب لما يلي ذلك من إفريقيا الشمالية، وسموا والبرتغال الأندلس.
وهذا ياقوت الحموي في كتابه الموسوعة (معجم البلدان ج: 1 ص: 228)(10) يقول:
(وحد إفريقية من طرابلس الغرب من جهة برقة والإسكندرية إلى بجاية وقيل إلى مليانة فتكون مسافة طولها نحو شهرين ونصف).

أما من فتح الجزائر فهذا موضوع طويل عريض يحتاج إلى بحث مستقل نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لإنجازه..

والآن لنعد إلى موضوعنا.. فما هو (المغرب الأوسط)؟
فماذا يقول الدكتور (حسين مؤنس) في كتابه (معالم تاريخ المغرب والأندلس)(11):
ص 27: بعد ذلك هناك المغرب الأوسط ويمتد من نهر شلف حتى مجرى نهر يجري حاليا في شرق المملكة المغربية من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، يسمى نهر مولوية.
وينقسم هذا المغرب الأوسط تاريخيا إلى قسمين: شرقي ويسمى إقليم تاهرت ويتميز بالجبال والغابات والمراعي، وإلى هذا يرجع ما يتصف به أهله من صحة وعافية واحتمال للمصاعب وحب للحرية.
وينقسم هذا المغرب الأوسط تاريخيا إلى قسمين شرقي ويسمى إقليم تاهرت ويتميز بالجبال والغابات، وغربي ويسمى إقليم تلمسان ويتميز بالمراعي والسهول، ويشتهر المغرب الأوسط بمناطقه العمرانية ذات الشخصية التاريخية المتميزة مثل إقليم القبائل شرقي مدينة الجزائر الحالية ؟؟؟؟
وفي ص 55: المغرب الأوسط: ويشمل المساحة الممتدة من المجرى الأعلى لنهر شلف إلى مجرى نهر المولوية، وهو نهر ينبع من جبال الأطلس جنوبي المغرب الأقصى ثم يتجه شمالا حتى يصب في البحر المتوسط إلى الشرق من ميناء مليلة الحالية وهو الحد الفاصل الطبيعي بين المغربين الأوسط والأقصى وإن كانت الحدود السياسية للمغرب الأقصى تسير اليوم شرقي هذا النهر فتدخل فيه مناطق وجدة وتاوريرت، أي أنها تمتد اليوم مسافة قليلة شرقي بحري نهر المولوية.(12)
ص 62: ولاية المغرب الأوسط: بين نهر شلف ونهر المولوية وعاصمتها تلمسان.(13)
ويقول الأستاذ سالم عبد الله الزناتي في كتاب: معالم الحضارة الإسلامية في ليبيا/ تاريخ ليبيا الإسلامي)(14):
ص51: إفريقية: .. وتمتد من طرابلس شرقا حتى تاهرت غربا وقاعدتها مدينة القيروان.
المغرب الأوسط: ويمتد من تاهرت شرقا حتى وادي ملوية وجبال تازة غربا وقاعدته مدينة تلمسان.
ويقول الأستاذ قجة في كتابه (معارك عقبة في المغرب)(15)
ص23: المغرب الأوسط ويمتد من بجاية شرقا حتى وادي ملوية غربا وقاعدته مدينة تلمسان الواقعة اليوم في غربي الجزائر.
ويقول الدكتور يوسف الدعيج:
(المغرب الأدنى ويسمونه أيضا إفريقية.. فعندما نسمع إفريقية فهي المغرب الأدنى فما هي إفريقية أو المغرب الأدنى؟ إفريقية أو المغرب الأدنى هو تونس الحالية والأجزاء الشرقية من الجزائر).(16)
المغرب الأوسط وهو بقية الجزائر).
ويقول السلاوي في كتابه الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ج: 1 ص: 33
ثم هذا المغرب يشتمل على ثلاث ممالك مملكة إفريقية وهي المغرب الأدنى وقاعدتها في صدر الإسلام مدينة القيروان وفي هذا العصر مدينة تونس وسمي أدنى لأنه أقرب إلى بلاد العرب ودار الخلافة بالحجاز ثم بعد إفريقية مملكة المغرب الأوسط وقاعدتها تلمسان وجزائر بني مزغنة.(17)
ويقول في كتابه (مآثر الإنافة ج: 1 ص: 115)(18)
فعزل مسلمة عقبة عن إفريقية وولى عليها مولاه أبا المهاجر دينارا سنة خمس وخمسين فغزا الغرب وبلغ تلمسان وهى الغرب الأوسط.
ويقول المؤرخ العظيم في كتابه (مقدمة ابن خلدون ج: 1 ص: 75-76)
ثم إن جبل درن هذا من جهة غربيه مطل على بلاد المغرب الأقصى وهي في جوفيه ففي الناحية الجنوبية منها بلاد مراكش وأغمات وتادلا وعلى البحر المحيط منها رباط أسفى ومدينة سلا وفي الجوف عن بلاد مراكش بلاد فاس ومكناسة وتازا وقصر كتامة وهذه هي التي تسمى المغرب الأقصى في عرف أهلها وعلى ساحل البحر المحيط منها بلدان أصيلا والعرايش وفي سمت هذه البلاد شرقا بلاد المغرب الأوسط وقاعدتها تلمسان وفي سواحلها على البحر الرومي بلد هنين ووهران والجزائر..(19)
وظل هذا المفهوم يضيق أحيانا ويتسع أحيانا ولم يستقر إلى صورة محددة؛ وبقي نصف الجزائر الشرقي امتدادا طبيعيا وجغرافيا واجتماعيا للمغرب الأدنى وبقي النصف الغربي للجزائر امتداد طبيعيا واجتماعيا وسياسيا للمغرب الأوسط حتى وصول العثمانيين حماية وأمنا وتحريرا ومجدا..
ص: 6: (وعندما أخرج المسلمون من الأندلس صار لفظ المغرب يطلق على القطر التونسي ويسمى المغرب الأدنى وعلى القطر الجزائري ويسمى المغرب الأوسط وعلى القطر المغربي ويسمى المغرب الأقصى ثم صار المغرب الأدنى يسمى: تونس. والأوسط: الجزائر. والأقصى: المغرب بدون نعت ولا وصف). (20)
ومعنى ذلك أن من يخلط بين المغرب الأوسط التاريخي والحالي إنما يخلط الحقائق ويغمط الناس أشياءهم وأعمالهم وإنجازاتهم وأمجادهم..
***
(1) تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر ج2 ص: 123، 151 وما بعدها، للدكتور إسماعيل ياغي والأستاذ محمود شاكر دار المريخ الرياض ، التاريخ السياسي للجزائر تأليف الدكتور عمار بوحوش الطبعة الأولى 1997 دار الغرب الإسلامي ص: 63
(2) انظر معاهدة لالا مغنية مثلا
(3) إن القول بأن فلان أو علانا فتح الجزائر أو فتح المغرب الأوسط.. مغالطة تاريخية هامة فالذي فتح المغرب الأوسط ليس هو نفسه الذي فتح الجزائر وسيتضح المعنى لاحقا بإذن الله تعالى.
(4) المسلمون في المغرب والأندلس ص 12-13 للدكتور محمد محمد زيتون 1990
(5) معالم تاريخ المغرب والأندلس مهرجان القراءة للجميع 2004 مكتبة الأسرة
(6) كتاب: معالم الحضارة الإسلامية في ليبيا: إعداد وتأليف مجموعة من الأساتذة والباحثين إشراف اللجنة الوطنية الليبية للتربية والثقافة والعلوم: الفصل الثاني تاريخ ليبيا الإسلامي ص51 سالم عبد الله الزناتي
(7) تاريخ الجزائر العام ج 1 ص 160 ط 1965 مكتبة الشركة الجزائرية/ منشورات دار مكتبة الحياة بيروت طبعة ثانية منقحة ومزيدة
(8) التاريخ السياسي للمغرب والأندلس: محاضرات صوتية
(9) المسلمون في المغرب والأندلس للدكتور محمد محمد زيتون 1990
(10) معجم البلدان دار صادر بيروت 1977
(11) حسين مؤنس: مرجع سابق
(12) حسين مؤنس: مرجع سابق
(13) حسين مؤنس: مرجع سابق
(14) سالم عبد الله الزناتي: مرجع سابق
(15) محمد قجة: معارك عقبة في المغرب سلسلة المكتبة التاريخية للفتيان والفتيات دارالحوار للنشر والتوزيع سورية الطبعة الأولى 1984
(16) الدكتور يوسف الدعيج: مرجع سابق
(17) الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ج: 1 ص: 33 طبعة قديمة دون ذكر السنة ولا المطبعة
(18 أحمد بن عبد الله القلقشندي: مآثر الإنافة ج1 تحقيق عبد الستار أحمد فراج عالم الكتب
(19) تاريخ ابن خلدون ج: 1 ص: 75-76، ضبط المتن ووضع الحواشي والفهارس الأستاذ خليل شحادة مراجعة الدكتور سهيل زكار دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع 2001
(20) محمد محمد زيتون: مرجع سابق


[/SIZE]









رد مع اقتباس
قديم 2013-05-28, 17:45   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
yacin msily
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الزاب المصطلح والدلالات الجزء الأوّل بقلم : فوزي مصمودي
إطلع على مواضيعي الأخرى
[ شوهد : 1234 مرة ]

هذا الجزء الأوّل من دراسة تاريخيّة في مصطلح الزاب ومفهومه
الزّاب المصطلح والدّلالات

كان لإقليم الزاب بشرق المغرب الأوسط (الجزائر حاليا) عبر العصور دور هام في صناعة تاريخ بلاد المغرب العربي، وكانت ربوعه مسرحا للكثير من الأحداث السيّاسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة، كما شهدت مدنه وقراه وقائع حاسمة ومعارك فاصلة ومحطات بارزة في سيّاق هذا التاريخ، ويكفيه أنّ بعض أقطاره كانت منطلقا للكثير من الدّول التي تعاقبت على حكم بلاد المغرب، على غرار الدّولة الأغلبيّة التي انطلق مؤسسها الأوّل إبراهيم بن الأغلب من الزاب، وبني مرين الذين كانت بلاد الزاب مرتعهم الأوّل، وبني زيّان كذلك، كما أضحت في العصر الحديث الخلافة (الولاية) الثامنة في دولة الأمير عبد القادر.
إلا أنّ الباحث الحصيف وبعد رصد دقيق وتتبع مرحلي ومتأن لـ (الزاب) يدرك ملامح التغيير المستمرّ لحدود هذا الإقليم؛ توسّعه تارة وتقلصه تارة أخرى، مما حدا بأستاذنا الشيخ محمد البشير الإبراهيمي إلى التأكيد بأنّ هذا " الإقليم يضيّقه الاستعمال العرفي ويوسّعه" إلى جانب تغيير عواصمه ومدنه حسب المستجدّات الإقليميّة والرّهانات الدوليّة، هذه المدن ساد الكثير منها ثمّ باد، على غرار: زابي، طبنة، ملشون، حياس... وأخرى بقيت صامدة تؤدّي دورها الطلائعي إلى اليوم كقسنطينة، المسيلة، بسكرة، ميلة... دون إغفال تداول هذا المصطلح في بلاد المشرق العربي والمغرب الأقصى والأندلس، وتفرّع دلالاته وعلاماته...
وسنتناول في هذه الدراسة بشيء من التفصيل مدلولات هذه الكلمة والمراحل التاريخيّة التي شهدها إقليم (الزاب) منذ الفترة الرومانيّة والونداليّة والبيزنطيّة، مرورا بالفتوحات الإسلاميّة والدّول التي تعاقبت على حكم هذا الإقليم أو مناجزته، كالدّولة: الأغلبيّة، الفاطميّة، الزيريّة، الحمّاديّة، الموّحديّة، الحفصيّة، المرينيّة ، واحتفاظها باستقلالـها في كثير من المحطات... وانتهاء بعصرنا الرّاهن، إلى جانب التطرّق إلى (الزاب) في الشعر العربي، متخذين من ابن هانئ الأندلسي أنموذجا.
الزاب لغة
يقول ابن منظور في لسان العرب " زأب القربة ، يزأبها زأبا، وازدأبها : حملـها، ثم اقبل بها سريعا... وزأب الرجل وازدأب اذا حمل ما يطيق وأسرع في المشي، قال:
وازدأب القربة، ثم شـمر
وزأبت القربة، وزعبتها، وهو حملكها محتضنا. والزأب: أن تزأب شيئا فتحملـه بمرة واحدة، وزأب الرجل إذا شرب شربا شديدا. قال الأصمعي : زأبت وقأبت أي شربت... " أما صاحب معجم البلدان فيقول: الزاب بعد الألف باء موحّدة، إنْ جعلناه عربيّا أو حكمنا عليه بحكمه... ويستدلّ بابن الأعرابيّ في قولـه: زاب الشيءُ إذا جرى، وقال سلمة زاب يزوب إذا انسلّ هربا " وفي المنجد في اللغة والأعلام : " زأب زأبا: شرب شربا شديدا... وزبّ القربة أي ملأها" ، وهنا نلحظ ارتباط هذا المصطلح بالمياه وجريانها وبعملية الشرب، ولـهذا وجدنا أربعة أنهار أو روافد جارية بالعراق يعرف كلّ منها بـ (الزاب).
وينقل العلامة عبد الرحمن الجيلالي من أقوال السلفي أنّه سمع " الأصمّ المنورقي يقول: الزاب كورة صغيرة يقال لـها ريغ، وهي كلمة بربريّة معناها السّبخة" فمن كان منها يقال لـه الرّيغيّ، والسبخة لغة هي الأرض ذات النز والملح، ولـهذا سُميت بلاد ريغ بجنوب زيبان بسكرة بهذا الاسم، نسبة إلى شط ملغيغ.
وتثنيتها " زابان وزابيان " قال الأخطل وهو بزاذان (موضع قرب الرّقة بسوريا حاليا):
أتاني، ودوني الزابيان كلاهما
أتاني بأن ابنـي نزار تناجيــا
ودجلة، أنباء أمرّ من الصبر وتغلب أولى بالوفـاء وبالعـذر

وإذا جمعت قيل لـها زوابي وزيبان.
زاب المشرق
الزاب مصطلح يطلق على واديين من أودية بلاد الرافدين (بالعراق)، ويقال أنّ الفضل في شقهما يعود إلى أحد ملوك الفرس، وهو زاب بن توركان بن منوشهر بن إيرج بن أفريدون وهما وادي (الزاب الأعلى) أو الزاب الكبير بين الموصل وأربيل، ومنبعه بلاد مشتكهر وهو حدّ ما بين أذربيجان وبابغيش، وهو ما بين قطينا والموصل من عين في رأس جبل ينحدر إلى واد، ويردف الحموي أنّ هذا الوادي شديد الحمرة ويجري في جبال وأوديّة (روافد) وكلما جرى صفى قليلا حتى يصير في ضيعة كانت ليزيد بن عمران أخي خالد بن عمران الموصلي، وبينهما وبين مدينة الموصل مرحلتان وتعرف بباشزّا. . ثمّ يمتدّ وادي الزاب الأعلى (الزاب الكبير) حتى يصبّ في نهر دجلة على فرسخ من الحديثة (مدينة عراقيّة عامرة اليوم)، ويسمّى كذلك بالزاب المخبرن لشدّة جريانه، ويقدّر طولـه بحوالي " 392 كلم" .
وأمّا الزاب الأسفل أو الزاب الصغير فهو وادي ينبع من جبال السلق، سلق أحمد بن روح بن معاوية من بني أود ما بين شهرزور وأذربيجان، ثمّ يمرّ ما بين دوقا وأربيل، وبينه وبين الزاب الأعلى مسيرة يومين أو ثلاثة، ثمّ يمتدّ حتى يفيض ويصبّ هو الآخر في نهر دجلة عند السّن، وبهذا الوادي كان مقتل عبيد الله بن زياد بن أبيه، فقال يزيد بن مفرغ يهجوه بعد مصرعه:
أقول لما أتانـــي ثمّ مـصرعـه

لابن الخبيثة وابن الكودن النّابـي
ما شُق جيب ولا ناحتك نائــحة

و لا بكتـك جيــاد عنـد أســلاب
إنّ الذي عاش ختـارا بذمتـــه

ومات عـبدا قــتيل الله بالـــزاب

ويقدّر طول الزاب الأسفل أو الصغير بحوالي "400 كلم"، ينبع في إيران ويروي زرادشت والتون كوبري ويلتقي دجلة شـمالي تكريت، عليه الآن سدّ دخان " .
وهناك من يعيد مصطلح (الزاب) بالمشرق إلى النصوص المسماريّة العراقيّة القديمة، حيث ورد بصيغة أكديّة على هيئة زاب عليو zalu elu وزاب شيل zalu splu أمّا الاسم زاب فلا يعرف معناه حيث أنّه يعود إلى التراث اللغوي القديم الذي ظهر قبل الكتابة وقد يضاهي الكلمة العربيّة (الصاب) أي النّهر الذي يصبّ أو الرّافد العظيم .
وبالعراق كذلك بين مدينتي بغداد وواسط رافدان آخران، يسمّيان بـ (الزاب الأعلى والزاب الأسفل) ولـهذا أورد ابن منظور في لسان العرب"الزابيان: نهران بناحية الفرات، وقيل: في سافلة الفرات، ويسمّى ما حو لـهما من الأنهار الزوابي، وربما حذفوا الياء فقالوا الزابان"
كما ارتبطت هزيمة الأمويين وأفول نجمهم وانتصار العباسيين، وبروز نجمهم بمعركة (الزاب) بالعراق على نهر الزاب الأعلى بين الموصل وأربيل عام 132هـ، 750م، بين مروان بن محمّد آخر خلفاء دولة بني أميّة، وبين جيش العباسيين، والتي انتهت بانكسار شوكة مروان وقتلـه بمصر، والقضاء المبرم على دولة بني أميّة بالمشرق.
كما أنّ هناك نهرا صغيرا بالمغرب الأقصى يطلق عليه كذلك نهر (الزاب) في منطقة شاسعة " على البرّ الأعظم عليه بلاد واسعة وقرى متواطئة بين تلمسان وسجلماسة (بين الجزائر والمغرب الأقصى حاليّا) والنهر متسلّط عليها وقد خرج منها جماعة من أهل الفضل" .
بلاد الزاب الجزائريّة خلال الاحتلال الثلاثي
كان هذا الزاب المترامي الأطراف خلال الاحتلال الروماني لبلاد المغرب (149ق م _ 439 م) يعرف بنوميديا التي كانت عاصمتها سيرتا (قرطة أو قسنطينة) ومن أعظم قوّادها ماسينيسا، وهي تمتدّ من بجاية وجيجل وعنّابة على البحر الأبيض المتوسط إلى الصحراء، أي الشرق الجزائريّ حاليا، وحسب ٍرأي المـؤرّخ عثمان الكعاك فإنّ نوميـديا أصبحت تعرف بعد الفتـح الإسلامي ببــلاد الـزاب و" ألحقت بإفريقية (تونس) فكانت من مشـمولاتها" .
وينحو نحوه الحسن الوزان الشهير بـ : ليون الإفريقي (1488هـ م – بعد 1550 م) الذي اعتبر الزاب ضمن مفازات نوميديا وبيّن حدوده من تخوم المسيلة غربا وجبال مملكة بجاية شـمالا، ويمتد شرقا إلى بلاد الجريد التي توافق مملكة تونس، وجنوبا إلى القفار التي تقطعها الطريق المؤدية من تقرت إلى وركلة (ورقلة)، إلا أنه يكتفي بذكر خمس مدن زابية فقط ! وهي: بسكرة، البرج، طولقة، دوسن ، ونفطة التي تقع حاليا بالجنوب الغربي من التراب التونسي.
ويؤكد هذه الحقيقة التاريخيّة الأستاذ رابح بونار وهو يتحدّث عن إبراهيم بن الأغلب مؤسّس الدّولة الأغلبيّة (184 هـ - 800 م) " وعاش ما بين سنوات 140 هـ 196 هـ ولما استقلّ بملك إفريقـية والجزائـر الشرقيّة (بلاد الزاب) خرج عليه خريش الكندي سنـة 186 هـ "
ويذهب الأستاذ إسماعيل العربي إلى أنّ (الزاب) يأخذ اسمه من مدينة زابي (zabi) الرومانيّة التي كانت تقع في إقليم الحضنة، بالمسيلة حاليا، وقد أقام حو لـها الرومان الكثير من الأبراج ومراكز الحراسة في إطار (خط الليمس) الذي شرعوا في تشييده في بداية القرن الثاني الميلادي.
و(زابي) يدعوها اليوم السكان المحليون بشيلغا (بشيلقا) وقد أكد المؤرّخ الفرنسي جزيل s. gesell أنّ بشيلغا " تنمّ عن مدينة كبيرة كانت تدعى زابي حسب مضمون النقيشة اللاتينيّة المكتشفة بعين المكان، وكذا خريطة انطونيني التي حدّدت موقع زابي فيما بين سطيف وأوزيا على الطريق الرّابط بين هاتين المدينتين، مرورا بجنوبيّ مرتفعات الحضنة " .
وفي مؤتمر عام 484م الذي عقد بقرطاجة، وردت أسماء أساقفة مدينة زابي.
وقد تمكن الوندال بعد احتلا لـهم لبلاد المغرب عام 439 م من اقتحام مدينة (زابي) رغم حصانتها وأعملوا فيها يد التخريب والتدمير على غرار جميع المدن المغاربيّة التي احتلوها، لكن المور المستقلين تمكنوا من استرجاع مدينة ( زابي ) التي ظلت تحت نفوذهم إلى غاية مجيئ البيزنطيين عام 533م، الذين عملوا بدورهم على استرجاعها، وهو ما أدّى إلى نشوب حروب طاحنة بينهم وبين الموريين، حتى سقطت المدينة في أيدي البيزنطيين في عهد قائدهم صولون، مما تسبب في تخريب جزء هام منها، فقام أسيادها الجدد بإعادة بنائها.
وحسب رأي الدكتور محمّد البشير شنيتي فقد عثر بالمسيلة على نقش لاتيني يخلّد هذا النصر ويشيد بعملية تجديد بناء زابي، وبالرّغم من طمس الكثير من معالم هذه المدينة الرومانية باستثناء بقايا الحجـارة، إلا أنّ اسمها ورد في رحلـة الجغـرافي العربي أبـي عبيد عبد الله البكـري (1040 م – 1094 م) المعروفة بـ(المسالك والممالك) وحدّد موقعها بأنّها تقع قريبا من المسيلة كما وصف أطلا لـها.
إقليم الزاب في بداية الفتح الإسلامي
خلال الحملة الثانية للفاتح عقبة بن نافع الفهري ما بين 62 و63 هـ كانت عاصمة بلاد الزاب وأعظم مدنه مدينة (أذنه) أو (أدنه) في بعض المصادر وكما أوردها البكريّ، وقد ذكر صاحب (تاريخ إفريقية والمغرب) أبو إسحاق إبراهيم بن القاسم الرقيق المتوفى بعد عام 417 هـ أنّ عقبة بن نافع لما وصل إلى بلاد الزاب " سأل عن أعظم مدائنهم قدرا فقالوا : مدينة يقال لـها أذنة، ومنها الملك (وهي مجمع ملوك) الزاب. وكان حولـها ثلاثمائة قرية (وستون قرية) وكلـها عامرة" .
وقيل أنّ اسمها أربة لكنّها حرّفت إلى أذنة أو أدنة، وقد أرشدنا البكريّ إلى أنّ أدنة تقع على بعد مرحلتين من طبنة، وبعد مرحلة من المسيلة.
بعد تمام عملية الفتح الإسلامي ألحقت بلاد الزاب كاملة بمدنها وقراها بإفريقية (تونس)، مما حدا بمؤرخ الجزائر الشيخ عبد الرحمن الجيلالي إلى التأكيد " أنّ أرض الزاب أو الجنوب الجزائريّ فإنه كان ملحقا في الغالب بولاية تونس " .
وفي هذه الفترة كان الزاب في عمومه ينقسم إلى قسمين " الزاب الأعلى وهو يمتدّ من جنوب قسنطينة إلى ساحل البحر إلى الغرب، وهو تابع إداريّا لولاية إفريقية أي تونس الحالية، والزاب الأسفل ويمتدّ من جنوب قسنطينة إلى سفوح جبال أوراس، وهو معدود في مدن المغرب الأوسط أي الجزائر " .
الزاب في عهد الأغالبة
بعد تأسيس الدّولة الأغلبيّة عام 184 هـ – 800 م التي شـملت تونس وطرابلس وجزءا من شرق الجزائر، كانت بلاد الزاب بطبيعة الحال ضمن حدودها، لاسيما أنّ مؤسس الدّولة إبراهيم بن الأغلب كان قبل ذلك واليا على الزاب وعاصمته حينذاك مدينة طبنة، بمحاذاة بريكة بإقليم ولاية باتنة اليوم ، حيث خلف الفضل بن روح بداية من عام 174 هـ 791م "وقد أجمع الرواة دون استثناء على أنّ الزاب كان منطلقا لـه" .
وقد نقل الدكتور محمد الطالبي عن البلاذريّ الذي توفي عام 892 انه قال " وكان إبراهيم بن الأغلب من وجوه جند مصر، فوثب اثنا عشر رجلا معه فأخذوا من بيت المال مقدار أرزاقهم لم يزدادوا على ذلك شيئا، وهربوا فلحقوا بموضع يقال لـه الزاب"، وهنا نتوقف برهة ونضع أسطرا تحت كلمة (يقال) فلو كان الإقليم شهيرا بهذا الاسم في ذلك الحين، فلما احتاج البلاذري أن يقول "يقال لـه الزاب" ثمّ يضيف " وهو من القيروان على مسيرة أكثر من عشرة أيّام".
ولـهذا يكون أحمد البلاذريّ صاحب (فتوح البلدان) و(أنساب الأشراف) من أوائل المؤرخين العرب الذين ورد مصطلح (الزاب) ضمن كتبهم.
وخلال هذا العهد الأغلبي كانت منطقة الزاب كذلك تشـمل الشرق الجزائريّ كاملا، حيث شـملت بلاد الأوراس والنمامشة، إلى غاية الشواطئ الشرقيّة كعنابة (هيبون) وسكيكـدة (روسيكادا) وبجاية (صلداي) والقلّ (شولو) وتمتدّ إلى الجنوب حيث تشـمل بسكرة وتهودة وبادس...
وقد زار الرّحالة الجغرافي أحمد اليعقوبي (ت بعد عام 905 م) أي قبل سقوط الدّولة الأغلبيّة، زار بلاد الزاب في عهد الأغالبة، فذكر طبنة بأنّها " مدينة الزاب العظمى. وهي التي ينزلـها الولاة وبها أخلاط من قريش والعرب والجند والعجم والأفارقة والروم والبربر. إلى أن يقول: والزاب بلد واسع " .
لكن بعد انتقال عاصمة الزاب من طبنة إلى المسيلة، ذكرها الرحالة العرب على اعتبارها من مدن الزاب فقط، على غرار بن حوقل (ت 981 م) الذي وصفها في قولـه: "طبنة مدينة قديمة ولكنّه يستدرك بأنها " كانت عظيمة " أمّا الإدريسي (ت 1165 م) ورغم تراجع دورها الا انه يقر بأنّ "طبنة مدينة الزاب وهي مدينة حسنة كثيرة المياه والبساتين والزروع والقطن والحنطة والشعير وعليها سور من تراب وأهلـها أخلاط وبها صنائع وتجارات وأموال لأهلـها متصرّفة في ضروب من التجارات والتمر بها كثير وكذلك سائر الفواكه" . فلم تفقد بريقها وإشعاعها رغم انتقال السلطة منها.
ويؤكد الكثير من المؤرخين أنّ بلاد الزاب خلال حكم الأغالبة كانت تنعم بالاستقرار والدّعة والسلام، مما أسهم في نموّ اقتصاديّ، فأضحت هذه الرّبوع منطقة رخاء وفضاء للعبور من الغرب إلى الشرق ومن الشـمال إلى الجنوب، ورقيّ ثقافيّ وعلمي متميّز. كما نبغ فيها الكثير من الأعلام.
وقد ظلت (طبنة) عاصمة للزاب إلى غاية ظهور الفاطميين على مسرح الأحداث ببلاد المغرب في بداية القرن 10 م وبالتحديد بنواحي سطيف، الذين قضوا على الدّولة الأغلبيّة عام 296 هـ 909 م لينهوا أوج مدينة (طبنة) ويختاروا مدينة أخرى لتكون عاصمة لـهذا الإقليم.
بلاد الزاب في العهد الفاطمي
بعد إخضاع بلاد الزاب إلى حكم الفاطميين، وعودة أبي القاسم محمّد بن عبيد الله الفاطمي (القائم بأمر اللـه) من المغرب الأقصى عقب ضمه لـه، ارتأى أن يؤسس عاصمة أخرى لبلاد الزاب، تكون خلفا لـ (طبنة) فأسس (المسيلة ) على أطلال مدينة (زابي) التي أشرنا إليها آنفا، واشتق اسمها من اسمه (المحمّديّة).
ويذكر الأستاذ عثمان الكعاك أنّ القاسم كان راكبا على فرسه وهو يخط المدينة برمحه، ثمّ عهد إلى علي بن حمدون الأندلسي ببنائها، وذلك في صفر 315 هـ 15 أفريل 927 م، وبعد إتمام البناء سمّى ابن حمدون واليا عليها، وانتقلت مباشرة عاصمة الزاب بصفة رسميّة من (طبنة) إلى (المسيلة).
وقد بلغت (المسيلة) درجة متقدّمة في الجانب العمرانيّ فضمّت الكثير من القصور والحمّامات والمتنزهات والمساجد، كما كانت مقصدا للعلماء والرّحالة والجغرافيين، ومن بينهم الرّحالة أبو عبيد عبد الله البكريّ في القرن 11 م الذي قال عنها " وهي: مدينة جليلة على نهر يسمّى بنهر سهر، أسسها أبو القاسم إسماعيل بن عبيد الله سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ... وهي مدينة في بساط من الأرض، عليها سوران، بينهما جدول ماء جار يستدير بالمدينة، ولـه منافذ يسقى منها عند الحاجة " وقد أورد البكريّ بعد وصفه لـ(المسيلة) عاصمة الزاب أبياتا قا لـها أحمد بن محمّد المروذي، يذكر نزول إسماعيل بالمسيلة التي يطلق عليها الشيعة (المحمّديّة):

ثمّ إلــى مدينـــة مرضيـّـــه

أسّت على التقوى محمّديّـه
أقبل حـتى حــلـها ضحيّـــه

بالنــور من طلعتـه المضيّـه
فحلّ فـي عسكـر المسيلـه

في هـيئــة كاملـــة جميلــه
للنصر في أرجـائه مخيلـه

بنعمـة من ذي العلى جليلــه
بلاد الزاب في العهد الزّيريّ الصنهاجيّ
بعد أن همّ الفاطميون بالانتقال من بلاد المغرب إلى مصر قام المعز بن منصور العبيدي بدعوة جعفر بن علي بن حمدون أمير ولاية المسيلة والزاب عموما ليعهد إليه بأمر إفريقيّة، لكنّه أوجس منه خيفة، فرفض المثول بين يديه، وخرج على طاعته واعتصم بقبيلة مغراوة التي أجارته، لِما يعلمه من حنق زيري الصنهاجي عليه، وقام مع الخيّر بن محمّد الزناتي بالدّعوة الأمويّة، فنشبت الحرب بين زناتة وصنهاجة والتي قتل زيري في إحدى معاركها في رمضان 360 هـ - جوان 970 م، كما يؤكد ذلك الشيخ عبد الرحمن الجيلالي ، بعد ذلك عزم ابنه بلكين (بولوغين) على الثأر لوالده، وبعد حروب عديدة تمكن من إخضاع كامل المغرب الأوسط (الجزائر حاليا) بما في ذلك بلاد الزاب، كما قضى على حركة محمّد بن الحسن بن خزر المغراوي في ثورته ضدّ الشيعة، والذي سبق لـه أن انتزع بلاد الزاب من الفاطميين، وقد أدت به سلسلة ا لـهزائم التي مني بها إلى الانتحار.
بلاد الزاب في العهد الحمادي
يشير الكثير من المؤرخين أنّه بعد المفاوضات التي جرت بين المعز وحمّاد استقلّ هذا الأخير بأجزاء واسعة من المغرب الأوسط وبالكثير من مدنها، كالمسيلة، طبنة، مقرة، أشير، تيهرت، بسكرة... ليؤسس الدّولة الحمّاديّة (1007 م – 1152 م) ثاني دولة مستقلّة بالمغرب الأوسط (الجزائر) بعد الرستميّة (776 م 909 م)، متخذا من القلعة (قلعة بني حمّاد) عاصمة لـه، ومن هنا انتقلت عاصمة بلاد الزاب من المسيلة إلى القلعة التي بناها حمّاد بن بلكين بن زيري بن منّاد الصنهاجيّ في حدود 370 هـ.
وقد كانت بسكرة في ذلك الحين ضمن نفوذ الدّولة الحمّاديّة، ولم تصبح بعدُ عاصمة لبلاد الزاب، وكانت آنذاك تتوارث الحكم عليها أسرة بني رمّان، ولما قتل بلكين بن محمّد خرجت هذه الأسرة ببسكرة على الناصر بن علناس، وأعلنت عصيانها رفقة بعض قرى بسكرة، فجهز لـهم وزيره خلف بن أبي حيدرة في حملة عسكريّة فأحبط عصيانهم، وقضى على تمرّدهم في مهده، وأخمد الثورة بشكل نهائيّ عام 450 هـ 1050 م وأخذ معه رؤساء بني رمّان وشيوخهم فقام بصلبهم بالقلعة، ثمّ انتقلت رياسة بسكرة وما جاورها إلى أسرة جديدة هي أسرة عروس من بني سندي.
بلاد الزاب في عهد بني هلال
خلال حكم السلطان الحمّاديّ الناصر بن علناس الذي بدأ في 454 هـ 1062 م اشتدّت ضربات بني هلال على المغرب الأوسط، فاقتحموا مدن الزاب وقراه " واكتسحوا بسائطه بقوّة لا تقهر حتى انتهوا إلى ضواحي القلعة" وعاثوا في الأرض و" هجم الأعراب على الزاب وعملوا به عملـهم بإفريقية "
ولما جئت أبحثُ عمّا فعلـه الـهلاليون بإفريقية (تونس) وقفتُ على ما قالـه ابن خلدون "وجاء العرب فدخلوا البلد (القيروان) واستباحوه، واكتسحوا المكاسب وخرّبوا المباني وعاثوا في محاسنها، وطمسوا من الحسن والرونق معالمها" كما اطلعت على قصيدة لابن رشيق المسيلي القيرواني تعرف بـ (النونيّة) رثى فيها القيروان على إثر تخريبها وتدمير عمرانها وخاصّة مسجدها، مع ترويع أهلـها الآمنين وانتهاك حرماتها، فبعد أن ذكر فضلـها وسبقها ونشاطها الاقتصاديّ حتى كادت تتفوّق على مصر أو بغداد، وصف فضائع بني هلال في شهر رمضان 449 هـ الموافق لـ 1 نوفمبر 1057 م في قولـه:
فتكـوا بأمّـــة أحمــد أتراهـم

أمِنـوا عقـاب الله في رمضــان؟
نقضوا العهود المبرمات وأخفروا

ذمم الإلـه، ولم يفـوا بضمــان
فاستحسنوا غدر الجوار وآثروا

سبي الحريم وكشفة الـنسـوان
إلى أن يقول وهو يتألـم لما آل اليه مسجد عقبة بن نافع بالقيروان وما أصابه، وكيف أضحى مظلما موحشا مع استياء الجبال والإنس والجنّ مما حلّ به من خراب:
والمسجد المعمور جامع عقبة
خرب المعاطن مـظـلم الأركان

وأرى الجبال الشم أمست خشّعا

لمصابها وتزعـزع الثقــلان
ومثل هذا الذي حدث لبلاد الزاب ومدنها وقراها كطبنة والمسيلة والقلعة على حد تأكيد ابن خلدون " فخربو ها وأزعجوا ساكنيها، وعطفوا على المنازل والقرى والضيّاع والمدن فتركوها قاعا صفصفا أقفر من بلاد الجن، وأوحش من جوف العير" ، لكن بعد وصولـهم إليها جوبهوا بمقاومة عنيفة شاركت فيها عدّة قبائل متحالفة، وهذا الذي يؤكده المؤرّخ عثمان الكعاك " وتحارب الحلفاء مع الأعراب في عدّة مواضع هلك في إحداها أبو سعدى وانكسرت جيوش التحالف وانساب الأعراب (الـهلاليون) على الزاب والجزائر من كلّ صوب وحدب يحرقون ويدمرون ويخرّبون " .
إلا أنّ بعض المؤرخين ينفون عن الـهلاليين صفة التدمير والحرق والتخريب ويعتبرون هجرة بني هلال وبني سُليم فتحا ثانيا بعد الفتوحات الإسلاميّة الأولى ويشيدون بإسهامهم في تعريب بلاد المغرب. كما أظهروا بطولات رجالية ونسائية شهيرة وتركوا تراثا ثقافيا شفويا لايزال متداولا إلى اليوم لاسيما بصعيد مصر وبلاد المغرب، ويتهمون ابن خلدون بترويج ذلك حيث وصفهم بشتى النعوت ناسبا اليهم عمليات التدمير والفساد والقتل من مثل قولـه "وقتلوا فيها من البشر ما لا يحصى "
ويقصد الأستاذ الكعاك هنا بالتحالف الذي جمع بين بني يعلى وبطون من بني مرين وبني عبد الواد، الذين سيتركون موطنهم الأصلي بلاد الزاب بعد هزائمهم المتتالية أمام الـهلاليين ويتجهون صوب الغرب ليؤسس أحفادهم فيما بعد دولة بني مرين بالمغرب الأقصى ودولة بني زيّان العبد الواديّة بالمغرب الأوسط (الجزائر) وعاصمتها تلمسان.
وبعد فشلـهم في صدّ الزحف الـهلالي استقر بنو هلال ببلاد الزاب بعد أن أبرموا اتفاقا مع الحمّاديين الذين احتفظوا بالمدن، كما نقل ملكهم النّاصر بن علناس عاصمته إلى بجاية الناصريّة تاركا القلعة بين يدي الـهلاليين الذين استولوا بدورهم على الأرياف نظرا لطبيعتهم التي يغلب عليها الطابع البدوي الريفي، لكنّهم اندمجوا بعد ذلك واختلطوا بسكان المدن، كمدينة بسكرة التي أضحت عاصمة لدولة أحفادهم بني مزني (1279 م – 1402 م) لاسيما بعدما أنهكتهم الحروب وهلك منهم الكثير، فلم يجدوا بدا من الاستقرار في بلاد الزاب "ثم عجزوا عن الطعن ونزلوا ببلاد الزاب واتخذوا بها المدن فهم على ذلك لـهذا العهد" وهذا الذي نجده كذلك في (درر العقود الفريدة) للمقريزي، المتوفى عام 1442 م، حيث يقول " ونزل أوّلـهم ببعض قرى بسكرة، فلما كثروا وتأثلوا الأموال تحوّلوا إلى بسكرة، وانتظم كبارهم في أرباب الشورى، فنافسهم بنو رمّان رؤساء بسكرة، وعادوهم حتى اقتتلوا " ليتمكنوا بعد ذلك من إبعادهم عن مسرح الأحداث وإزاحتهم عن حكم بسكرة ليستفرد بها بنو مزني ردحا من الزمن.

نشر في الموقع بتاريخ : السبت 9 ذو الحجة 1432هـ الموافق لـ : 2011-11-05









رد مع اقتباس
قديم 2013-05-28, 18:06   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
مريم888
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المصطلح, الشات, والدلالات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:05

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc