المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 [7] 8 9 10

pamplemous
2011-12-19, 19:40
من فظلكم اريد بحث عن مايلي :


* تنظيم معرض تنظيم معرض لإحياء عيد الثورة
سنة أولى متوسط

pamplemous
2011-12-19, 19:45
اسم العضو :......pamplemous......................

الطلب :................بحث تنظيم معرض تنظيم معرض لإحياء عيد الثورة.....................

المستوى :............1متوسط....................

أجل التسليم :..........21 ديسمبر..................

halim abed
2011-12-21, 18:27
اسم العضو : halim abed
الطلب :بحث حول la pollution atmospherique par ****ux lourds
المستوى : السنة 4 جامعي بيولوجيا
أجل التسليم : على 3 أيام

halim abed
2011-12-21, 18:29
اسم العضو : halim abed
الطلب :بحث حول la pollution atmospherique par ****ux lourds
المستوى : السنة 4 جامعي بيولوجيا
أجل التسليم : على 3 أيا

halim abed
2011-12-21, 18:30
البحث هو la pollution atmospherique par ****ux lourds

halim abed
2011-12-21, 18:31
****ux lourds

فريد سات
2011-12-21, 18:57
السلام عليكم
اسم العضو فريد سات
اريد بحث الانظمة الاعلامية ولكن فيما يخص الانظمة التالية فقط
= الامريكي . بريطاني فرنسي . العالم العربي ٍٍٍِِِِِِِِِِ=لان الاستاذة حددت لنا الانظمة
سنة اولى علوم انسانية
شكرا لك

محب بلاده
2011-12-21, 19:46
الإعلام الحــديث في ظل العولـــمة

إعداد الباحث : أدهم عدنان طبيل

فلسطين/ غزة – مخيم جباليا


أولا : مفهوم العولمة وتعريفها

ظهر مصطلح العولمة أولا بالغة الإنجليزية وترجم إلى اللغات الأخرى ومنها العربية وقد جرى تناول كلمات أخرى في اللغة العربية ترجمة للفظ الإنجليزي "Globalization" منها الكوكبة ، والكونية والكنوننة ولكن يبدو الآن غلبة لفظ عولمة على غيره من الألفاظ للدلالة على هذه الظاهرة " " .

والعولمة في اللغة اسم مصدر على وزن " فوعلة " مشتقة من كلمة " العالم " نحو القولبة وهى جعل الشئ في شكل القالب الذي يحتويه ، والعولمة تعنى جميع النشاطات الإنسانية في نطاق عالمي ، بمعنى جعل العالم كله مجالا للنشاطات الإنسانية المتعددة .

و صياغة تعريف دقيق للعولمة، تبدو مسألة شاقة نظراً لتعدد وجهات النظر، حول نشأتها ومصادرها وأصولها ومبادئها، والتي تتأثر أساساً وضرورة حتمية، بانحيازات الباحثين الأيديولوجية واتجاهاتهم إزاء هذه العولمة رفضاً أو قبولاً، فالخلاف في وجهات النظر في العولمة بين اليسار واليمين، بين الاشتراكية والرأسمالية، بين النظم الوطنية والتابعة، بين الخصوصية والعولمة، وأيضاً وهو مهم للغاية، بين وجهة نظر إسلامية ووجهة نظر غير إسلامية .

على رغم من ذلك اختار الباحث مجموعة من التعريفات للعولمة وهى كما يلى :

حيث يعرفها عبد الرشيد عبد الحافظ بأنها : الدوران في فلك الأقوى فالعالم الآن لابقاء فيه إلا للأقوياء ولاكلام إلا لمن يمتلك القوة ، أما الضعفاء فهم مقهورون مغلبون وعليهم أن يكونوا دائما تبعا لمن هو أقوى منهم يدورون في فلكه ويأتمرون بأمره. " "

ويعرفها كمال الدين مرسى بأنها " وصول الرأسمالية التاريخية عند منعطف القرن العشرين تقريبا إلى نقطة الانتقال من عالمية دائرة التبادل والتجارة والسوق والاستخراج إلى عالمية دائرة الإنتاج وإعادة إنتاجها اى حقبة ثالثة متميزة تنضاف إلى مرحلة الاستعمار التجارى الأول ومرحلة الإمبريالية الكلاسيكية اللاحقة " " .

ويعرفها الدكتور بركات مراد (مركزة العالم في حضارة واحدة) أي إعادة إنتاج العالم وفقاً لثقافة واحدة هي ثقافة الجهة صاحبة المشروع وهي تعرف (بأنها تشكيل وبلورة العالم بوصفه موقفاً واحداً، وظهور لحالة إنسانية عالمية واحدة) " ويشير الباحث المصري محمد مبروك العولمة هي تحقيق مصالح النخب الرأسمالية والنخب الحليفة، على حساب شعوب العالم، فالعالم يتم تقسيمه إلى مراكز وهوامش، وكلما ازداد ثراء المركز، ازداد فقر الهوامش، فإذا كان الميكانيزم الأساسي للعولمة هو تعاظم أسعار المواد الأولية، وكانت الأخيرة هي المقوم الأساسي لثروة الدول الفقيرة، فإن تنامي العولمة، يعني سحق الدولة الفقيرة لحساب الدول الغنية " "

ويعرفها حاكمي بوحفص " بأنها السيطرة المطلقة على العالم وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على مقدرته ، خاصة أن الإستراتيجية تسعى للسيطرة على العالم ومقدراته بدون خسائر أو حروب وكأن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في كتابه انتصار بدون حرب إلى نشر القيم الأمريكية إذا ما أرادت أمريكا أن تصبح زعيمة العالم " ".

ثانيا : عوامل ظهور العولمة

هناك عدة عوامل ساعدت على انتشار ظاهرة العولمة وتأصيلها كظاهرة كونية أهمها:

1. التقدم الكبير في المجال التكنولوجي و المعلوماتي من خلال تطور الاتصالات و ظهور الانترنت ووسائل الاتصال الحديثة. .

2. زيادة التحالفات والتكتلات الدولية والإقليمية،الآسيان،الإتحاد الأوربي،النافتا….

3. ظهور منظمات دولية مثل المنظمة العالمية التجارية

4. التحالفات الإستراتيجية لشركات عملاقة عالمية خاصة في المجالات المصرفية والصناعية والنفط

5. ظهور معايير الجودة العالمية.

6. تزايد حركة التجارة و الإسثثمارات الأجنبية.

7. وجود مشاكل جديدة علمية مثل التلوث البيئي،غسيل الأموال و البطالة و الهجرة غير الشرعية

8. المخدرات و التي تتطلب تعاون دولي ومزيد من التنسيق و إيجاد مفاهيم جديدة يتعلق بالتنمية المستدامة .

9. تركز الثروة في أيدي عدد قليل من الدول

10. تزايد هيمنة الاحتكارات الكبرى و الشركات العابرة للقارات توفر بيئة ملائمة تساعد الولايات المتحدة الأمريكية لتلعب دور الدركي العالمي دون أي مواجهة بالإضافة إلى عوامل أخرى يمكن تسميتها بالعوامل الشرطية ،كلها عوامل أدت إلى انتشار ظاهرة العولمة كظاهرة كونية فيها التراجع الذي حدث في دور الدولة خاصة في المجالات الإنتاجية في العقود الأخيرة الماضية.

11. محاولات الولايات المتحدة لتفكيك ما يسمى بالدول الكبرى مثل الإتحاد السوفيتي

و يمكننا القول أن بعد الانهيار السوفيتي وتربع الولايات المتحدة الأمريكية على عرش العالم حرص الليبرالية الجديدة تحت مسمى العولمة لتغزو كل الدول داعية إلى حرية انتقال رأس المال وإلغاء الحدود و الحواجز الجمركية لتعزز حرية المبادلات التجارية مما أدى إلى تباعد النشاط المالي عن النشاط الاقتصادي حيث نجد أن من أصل 1500مليار دولار تدخل العمليات اليومية على المستوى العالمي نجد1% فقط يوظف لاكتشاف ثروات جديدة أما الباقي فيدور في إطار المضاربات ويمكن تسـمية هـذا النظام الاقـتصادي الـمعاصر باعـتباره اقـتصاديا دولـيا أكثر تكاملا و اندماجا بالعولمة .

ثالثا : أهداف العولمة

أ. أهداف العولمة من وجهة نظر مؤيديها:" "

وأهم هذه الأهداف هي:

- توحيد الاتجاهات العالمية وتقريبها بهدف الوصول إلى تحرير التجارة العالمية(السلع ورؤوس الأموال)

- محاولة إيجاد فرض للنمو الاقتصادي العالمي.

- زيادة الإنتاج العالمي و توسيع فرص التجارة العالمية.

- تسريع دوران رأس المال على المستوى العالمي من خلال ما يسمى Back Office

- التعاون في حل المسائل ذات الطابع العالمي (الأسلحة المدمرة،مشاكل البيئة،المخدرات،الإرهاب….).

- فتح الباب على مسرعيه في مجال التنافس الحر.

- تدفق المزيد من الإسثثمارات الأجنبية.

ب. أهداف العولمة من وجهة نظر المعارضين:

- فرض السيطرة الاقتصادية و السياسية و العسكرية على شعوب العالم.

- هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على اقتصاديات العالم من خلال سيطرة الشركات الأمريكية الكبرى على اقتصاديات الدول.

- تدمير الهويات و الثقافة القومية وتغليب الثقافة الغربية.

- صناعة القرار السياسي و التحكم في خدمة لمصالح أمريكا.

- إلغاء النسيج الحضاري و الاجتماعي للأمم الأخرى.

- تفتيت الدول و الكيانات القومية.

إن للعولمة أهدافا أبعد من الربح والتجارة الحرة و الحدود المفتوحة ،و الأسواق الحرة، ولكنني أعتقد بأن الخطر في العولمة يكمن فيما يسمى بثقافة العولمة،على اعتقاد أن هذه الظاهرة تروج لأربع ثوراث يتوقع أن يكون لها تأثير كبير على حياة المجتمع الدولي بكامله وهي :

1- الثورة الديمقراطية.

2- الثورة التكنولوجية الثالثة أو ما بعد الثالثة.

3- ثورة التكتلات الاقتصادية العملاقة.

4-ثورة الإصلاح واقتصاد السوق.

وفي هذه الثورات وما ينتج عنها من آثار وانعكاسات سيتم تشكيل النظام العالمي الجديد المتسم بالعولمة،حيث يعتمد الاقتصاد في إطار هذا النظام على إسثثمار الوقت بأقل تكلفة عن طريق استخدام المعرفة الجديدة وتحويلها إلى سلع أو خدمات جديدة وتغيير مفهوم البحث من نقل الاقتصاد من وضع سيئ إلى وضع أفضل وأصبح المهم هو الوقت الذي يستغرقه هذا التغيير.

رابعا : وسائل الإعلام والعولمة

تعريف إعلام العولمة

إعلام العولمة :

سلطة تكنولوجية ذات منظومات معقدة لا تلتزم بالحدود الوطنية للدول وإنما تطرح حدودا فضائية غير مرئية ترسمها شبكات اتصالية معلوماتية على أسس سياسة واقتصادية وثقافية وفكرية لتقييم عالما من دون دولة ومن دون أمة ومن دون وطن وهو عالم المؤسسات والشبكات التي تتمركز وتعمل تحت إمارة منظومات ذات طبيعة خاصة وشركات متعددة الجنسيات يتسم مضمونها بالعالمية والتوحد على رغم تنوع رسائلها التي تبث عبر وسائل تتخطى حواجز الزمن والمكان واللغة لتخاطب مستهلكين متعددي المشارب والعقائد والرغبات والأهواء .

وهناك من عرفها بأنها "عملية تهدف إلى التعظيم المتسارع والمذهل في قدرات وسائل الإعلام والمعلومات على تجاوز الحدود السياسية والثقافية بين المجتمعات بفضل ما تقدمه تكنولوجيا الحديثة والتكامل والاندماج بين هذه الوسائل بهدف دعم وتوحيد ودمج أسواق العالم وتحقيق مكاسب لشركات الإعلام والاتصال والمعلومات العملاقة وهذا على حساب دور الدولة في المجالات المختلفة .

خامسا : العولمة الإعلامية

للإعلام دور فعال في حركة المجتمع في الميادين كافة، فكثيراً ما نسمع مقولة "الحرب دعايات" في إشارة إلى أهمية الإعلام في مجريات الأحداث ، فإذا كان الإعلام يتمتع بهذه الدرجة من الأهمية منذ القدم، حين كان يتطلب وصول الخبر من مكان أضعاف الوقت الذي يتطلبه الآن، فيمكن تصور الدور الذي يضطلع به الإعلام إيجاباً أو سلباً في عصر العولمة.

وحتى يؤدي الإعلام دوره بإيجابية، فلا بد من مواكبة قضايا الأمة والدفع باتجاه تحقيق الأهداف الوطنية بشكل مدروس ودقيق، فعلى سبيل المثال، يمكن للمراقب لمجريات الأحداث على الساحة الفلسطينية أن يلحظ مدى التأثير الإعلامي في إلهاب عواطف الجماهير الفلسطينية وحتى العربية أو تهدئة الوتيرة الحماسية وفقاً لمزاج الأنظمة الحاكمة "فلو قيض لمؤرخ منصف أن يدرس واقع الإعلام العربي لما وجد أفضل من عبارة آلة السلطان تعبيراً يشير إلى هذا الإعلام" "

وبما أن الشعوب العربية أكثر تأثراً بالإعلام من سواها؛ نظراً لما تتميز به من عواطف جياشة، وحماس مفرط، وقدرة على التهدئة أيضاً "بكبسة زر" -كما يقولون- فإن "هذه الإمبراطوريات الإعلامية التي تبث صوت سيدها وتحاول فرض آرائها وأفكارها تشكل خطراً على ثقافات العالم الثالث وهويتها القومية".

فعلى سبيل المثال، تستخدم هذه الوسيلة الإعلامية مصطلح "عملية استشهادية"، وأخرى "عملية انتحارية"، وثالثة "عملية إرهابية"، وقد سمعنا من قبل "عملية تخريبية"، وتلك تبارك هذه العمليات، وأخرى تشجب وتستنكر وتدين، ومرة يكون الاستنكار شديد اللهجة، وقد يكون لطيفها، وربما ابتكروا لهجة متوسطة إذا أمروا بذلك.

و نسلم هنا بأن العولمة أصابت الإعلام فتعولم هو الآخر، ولكن كيف عولمنا إعلامنا العربي؟ لقد طبقنا تصاميم البناء وأحضرنا الأجهزة المتطورة واستخدمنا تقنيات البث الحديثة، ولكن بقيت الهوة واسعة بين تقنيات العرض والمادة المعروضة، ففي حين تنتمي الأولى إلى عصر العولمة نجد الثانية تنتمي إلى قرون خلت.

إن من يحلل معظم المادة الإعلامية التي تبثها القنوات الفضائية يخرج باستنتاج مفاده أن بعضها لا يصلح إلا "قنوات للصرف الصحي" وليس للإعلام، فهل يعتقدون أن بيوتنا "بالوعات" أو "مكبات نفايات"؟ نفايات عقدية، ونفايات سلوكية، ونفايات سلعية ... وكل ما يمكن أن يخطر لك على بال وما لا يمكن أن يخطر " ".

إن معظم المادة الإعلامية هي "غلف ثقافي فاسد"، وقد أصبنا بعدة "حالات تسمم" ولم نتعلم بعد، وهنا أريد أن أتطرق إلى مصطلح واحد فقط هو "الإرهاب"، ذاك المصطلح الرهيب الذي أصبح يستخدم كشتيمة وينظر إليه على أنه قنبلة موقوتة كل يخاف أن ينفجر بين يديه، وننسى أن القرآن الكريم استخدمه، بل حث عليه في ظرف محدد؛ قال تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم". فإذا كان محظوراً علينا أن نرهب عدونا فما المطلوب منا إذن؟ هل ندعوه إلى وليمة شرقية دسمة، أم نهديه أكاليل الورود وأغصان الزيتون الذي تقتلعه جرافاته كل يوم؟!

وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر ، ظهر ولأول مرة أن النشاط الإعلامي قد حدد لنفسه بعدا عالميا ، وذلك ليس فقط على مستوى تغطيته ومعالجته للأخبار ، ولكن أيضا على مستوى تلبية حاجة المتعاملين معه ، فقد أنشا شارل لوي هافاس سنة 1832 " مكتبة للأخبار " الذي أطلق عليه لاحقا وكالة هافاس " وقد اعتمد على مبدأين مكناه منة تحقيق نجاح كبير التغطية العالمية للأخبار ، والقدرة التي تضاعفت مع الأيام على نقل وتوزيع الأخبار ( من الحمام الزاجل إلى الأقمار الاصطناعية مرورا بالتلغراف والتلكس ...الخ ) وقد تمكن اثنان من معاونيه رويتر وولف ، من إنشاء وكالتهما للأنباء ، الأول في بريطانيا والثاني في ألمانيا وذلك بهدف تحقيق الأهداف نفسها التي أرادها هافاس وأصبحا منافسيه في هذا الميدان ، رغم ذلك ظلت وسائل الإعلام محلية أو وطنية وذلك لغاية السبعينات من القرن العشرين ، فكل دولة لديها قناعة بأن القوانين الخاصة بالإعلام كانت من صميم سلطتها وحديثا رفع المنتجون شعار " الإستناء الثقافي " مؤكدين إن الإعلام يقع في صميم هذا الإستناء وذلك في مواجهة مفاوضات ألغات واللجنة التابعة للإتحاد الأوربي في بروكسل

الواقع إن سنوات الثمانينات قد عرفت اتجاه عولميا واضحا مثل الكثير من القطاعات ، كالصحافة المكتوبة وبخاصة الأسبوعية وبرامج التلفزيون ( الأفلام الخيالية بخاصة ) وبنوك المعلومات ، من دون أن ننسى المعلوماتية والبرمجيات الحاسوبية ، الإنترنت ولا تمس هذه العولمة وسائل الإعلام بالمعنى الدقيق والحصرى فقط ، بل أنها اذخلت تغيرات عميقة على بعض المجموعات الصحفية والتلفزيونية والمعلوماتية حيث أنها أصبحت مجموعات كبرى ذات حضور عالمي" ".

إن عولمة الإعلام هي سمة رئيسية من سمات العصر المتسم بالعولمة وهي امتداد أو توسع في مناطق جغرافية مع تقديم مضمون متشابه وذلك كمقدمة لنوع من التوسع الثقافي نتيجة ذلك التطور لوسائل الإعلام والاتصال، التي جعلت بالإمكان فصل المكان عن الهوية، والقفز فوق الحدود الثقافية والسياسية، والتقليل من مشاعر الانتماء إلى مكان محدود، ومن الأوائل الذين تطرقوا إلى هذا الموضوع عالم الاجتماع الكندي مارشال ماكلوهان، حيث صاغ في نهاية الستينات ما يسمى بالقرية العالمية، وتشير عولمة الإعلام إلى تركيز وسائل الإعلام في عدد من التكتلات الرأسمالية العابرة للقارات لإستخدامها في نشر وتوسيع نطاق النمط الرأسمالي في كل العالم من خلال ما يقدم من مضمون عبر وسائل الإعلام المجالات المختلفة، وعند تأمل عناصر وأشكال الاتصال في العالم الذي تملك فيه الولايات المتحدة الأميركية عناصر السيطرة نجد ما يلي:

1- المواد والتجهيزات التقليدية الخاصة بالاتصال وصناعة الإعلام أمريكية.

2- تدفق المعلومات عبر الفضائية تحت السيطرة الأميركية.

3-مصادر المعلومات أميركية الصنع.

4- الطريق السريع للمعلومات تحتل فيه الولايات المتحدة المرتبة الأولى.كل هذه العوامل تجعل منها تمارس عولمة الاتصال من خلال أبرز آلياتها متمثلة في القنوات الفضائية والانترنت، وهذا التفوق على أوربا واليابان سواء في الإنتاج أو الترويج للمنتوجات الإعلامية مكنها من أن تصبح النموذج الذي تسعى الدول المتخلفة إلى تقليده. ومن خلال عولمة الإعلام ومظاهرها يمكن القول أن من يملك الثالوث التكنولوجي

( وسائل الإعلام السمعية البصرية، شبكات المعلومات، الطريق السريع للمعلومات ) يفرض سيطرته على صناعة الاتصال والمعلومات المصدر الجديد في عصر العولمة لإنتاج وصناعة القيم والرموز والذوق في المجتمعات، وهنا تظهر الصورة كأحد أهم آليات العولمة في المجال الإعلامي بعد التراجع الكبير للثقافة المكتوبة وظهور ما أصطلح على تسميته بثقافة ما بعد المكتوب.

ويمكن القول أن وسائل الإعلام وشبكات الاتصال تؤدي مجموعة من المهام في مسار العولمة يمكن ذكرها:

1- تمثل آلية أساسية للعولمة الاقتصادية باعتبارها تيسر التبادل الفوري واللحظي والتوزيع على المستوى الكوني للمعلومات ولا يمكن تصور الاقتصاد العالمي اليوم دون اتصال.

2- تروج وسائل الإعلام الإيديولوجية الليبرالية الكونية انطلاقا من الدول الكبرى و المؤسسات الاقتصادية العملاقة

3- تساهم في خلق إشكال جديدة للتضامن والتعاون بين الأفراد عبر الشبكات.

وقد مكن الإعلام والتطور التكنولوجي من ظهور الإعلام والمعلومات كسلطة ووسيلة تحول المجتمعات وتغيرها.

سادسا : مؤسسات وأدوات العولمة

إن العولمة بمختلف مستوياتها وأدوات تعتمد عليها في عملية الممارسة وتتمثل هذه المؤسسات والأدوات في " " :

أ- شركات متعددة الجنسيات : إن نشاط هذه الشركات وآليات عملها يشكل مظهرا من مظاهر العولمة والشركات بحد ذاتها كمؤسسات ذات شخصية اعتبارية وتعد أهم قوى العولمة وأدواتها الفعالة والتي تتميز بالانتشار الجغرافي وتنوع الأنشطة وهذه الشركات تشكل محور اقتصاد العولمة ولقد أدى سيطرة هذه الشركات على الحقل الإعلامي إلى تقسيم العالم إلى جزأين غير متكافئين المسيطر وتمثله الدول الصناعية المتقدمة وهى قليلة العدد والمتخلف والذي يمثل دور التابع .

ب- المنظمات والمؤسسات الدولية : وتشكل العنصر الحاسم في نظام العولمة عبر آليات عملها حيث يساهم البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في بلورة العولمة الاقتصادية وتظهر هذه المنظمات والمؤسسات في ترسيخ نظام العولمة بالأتي :

أنها سلطة دولية للتشاور والتنسيق بين المنظمات السبع الكبرى

أنها سلطة معنوية تعبر عن سيطرة الشمال على الجنوب والأغنياء على الفقراء

يمكنها أن تفرض القواعد التي ينبغي على الدول الأعضاء تنفيدها في سياستها المالية الاقتصادية .

أن سياستها تمثل حماية للأسواق التي تسيطر عليها الاحتكارات الدولية .أنها تترجم مفهوما ليبراليا من خلال الأسس التي اعتمدتها للنظام النقدي الدولي وللسياسات المالية .

ج- أدوات الاتصال وتكنولوجيا الاتصال : لقد شهد العالم تحولات كاسحة ومتسارعة تجرى على المستوى الكوني بفعل ثورة الاتصالات والتقنيات العالمية والوسائط المركبة والشبكات الإلكترونية ، وبذلك يجد المرء نفسه إزاء ظاهرة كونية جديدة على مسرح التاريخ العالمي أن ثورة الاتصالات هي ثورة تفرض الانتقال من نظام مفاهيمي قديم إلى نظام مفاهيمي أخر جديد . وأهم هذه الأدوات :

1- البث الفضائي التلفازى والإذاعي : حيث حولت وسائل الإعلام خاصة التلفاز عالمنا إلى شاشة صغيرة يمكن التجول في أجوائها عبر جهاز التحكم ولا يوجد رقعة على الأرض لاتمسها بالبث قنوات الأقمار الصناعية التلفازية ومن أهم شبكات البث التلفزيوني الفضائي والتي تعد أدوات من أدوات العولمة الإعلامية وهى :

شبكة (CNN )

شبكة(B.B.C)

شبكة(euro news)

2- شبكة الإنترنت : حيث أصبح وسيلة لتبادل الأفكار والآراء ووجهات النظر والثقافات ، وقد عمدت الولايات المتحدة في إطار سعيها لعولمة الإعلام والاتصال في العالم على استخدام الشبكة لتحقيق ذلك من خلال نقل الثقافة الأمريكية ونشرها عبر الحدود ونقل الفكر والعادات الغربية وفق نمط الحياة الأمريكية عبر العالم عن طريق البريد الإلكتروني ، والاستفادة من الأمية التكنولوجية في دول العالم الثالث وبإبعاد هذه الدول عن مسيرة التقدم والسعي إلى الهيمنة والتحكم والإنفراد بالعالم .

ويأتي الإعلام ليلعب في ظل العولمة دوره الأكبر في تنفيذ خطط وبرامج العولمة في جميع تلك المجالات وعلى سبيل المثال فإن شبكة C.N.N الأمريكية (وهي نظام إعلامي أمريكي متكامل) نصّبت من نفسها قيّماً على صياغة الأحداث في العالم فلا يستطيع جهاز إعلامي في أية دولة أو ليس بمقدور متتبع للقضايا العالمية التحرك دون ترتيب السي إن إن للأحداث كما تبين من الدور الذي لعبته في حرب الخليج الأولى والثانية "الإعلام العربي وتحديات العولمة،

وعودة إلى أرقام احتكار وسائل الإعلام وصناعة المعلومات ومواقع الانترنت لتؤكد على مدى الهيمنة الإعلامية الكاسحة للغرب وخاصة أمريكا وبالتالي على نشر برامج العولمة في المجالات الثقافية والاجتماعية والقيمية لإخراج ثقافة جماهيرية (عالمية) واحدة بقوالب محددة مسبقة الصنع كما يظهر عبر انتشار وتسلط المحطات الفضائية مما ستؤثر معه على منظومة القيم الخاصة وتصبح معه نمطاً جديداً من الغزو الفكري الثقافي وخاصة ما يتعلق منها بقيم الاستهلاك.

وفي ظل العولمة ودور الإعلام الكاسح فيها تظهر عدة مواقف إزاءها، منها: التسليم بها كقدر محتوم أو الرفض التام لكافة معطياتها وآخرها الموقف الوسط الذي يدعو للتمسك بالهوية مع التطوير والتغيير بما يتمشى مع الخصوصية الحضارية والتراث والقيم الدينية دون اندماج مطلق وتابع للدول المهيمنة، أي النظر لها بموضوعية والإفادة من معطياتها الايجابية فيجب ألاّ يحول الصراع القديم بين الشرق والغرب دون النظر للعولمة من خلال معايير موضوعية وصحيحة حتى نتمكن من أن نعرف وننكر بعيداً عن الأحكام العامة والعامية التي لن تمكننا من التعامل معها بمهارة " "

ويتضح مما سبق أن عناك أشكال متعددة ومتنوعة للعولمة ولا يوجد عولمة واحدة ، ولكن جمعيها تعنى الهيمنة والسيطرة بكافة الوسائل والإمكانات على العالم وتحويل العالم إلى قرية صغيرة تتحكم فه دولة واحدة .

سابعا : سمات إعلام العولمة

هناك مجموعة من السمات لإعلام العولمة وهى كما يلى " "

• إعلام متقدم من الناحية التكنولوجية ومؤهل للتطورات مستقبلية جديدة ومستمرة تدفع بها إلى المزيد من الانتشار المؤثر في المجتمعات المتخلفة تشكل جزء من البنية السياسية الدولية الجديدة التي تطرح مفاهيم جديدة لسيادة الدولة على أرضها وشواطئها وفضائها الخارجي بما يعرف بالنظام السياسي العالمي الجديد

• يشكل جزء من البنية الاقتصادية و العالمية التي تفرض على الكل أن يعمل ضمن شروط السوق السائدة من صراعات ومنافسات وتكتلات وسعى متصل لتحقيق الربح للمؤسسات التي تحتكرها بحكم انتمائها إلى أكثر من وطن وعملها فى أكثر من مجال بما في ذلك صناعة وتجارة السلاح

• يشكل جزء من البنية الثقافية للمجتمعات التي تنتجها وتوجهها وتتواجه بها ولهذا فأنها يسعى إلى نشر وشيوع ثقافة عالمية تعرف عند مصادرها بالانفتاح الثقافي وعند ملتقيها للغزو الثقافي

• يشكل جزء من البنية الاتصالية الدولية التي مكانتها من تحقيق عولمتها وعولمة رسائلها ووسائلها فهو يتنمى إلى أحد حقول التكنولوجية الأكثر تطورا فى الوقت الراهن والمحتكر بشكل مباشر للشركات المعينة تصنيع وسائلها والتي تشكل نسبة 23% من قائمة الشركات المائة الأكبر في العالم .

• لايشكل نظام دولي متوازيا لأن كل مذخلاته ومراكز تشغيله وآليات التحكم فيها تأتى من شمال الكرة الأرضية وهذا مما أدى إلى هيمنة الدول المتقدمة عليها في مقابل تبعية الدول النامية لها

• لا يستند إلى فراغ فثم اتفاقيات دولية تدعمها منظمات وقرارات تتحدد استخدام شبكاتها توزيع طيفه وموجاته السمعية وأليافه البصرية وبثه المباشر وتعريفتها الجمركية للصحف والمجلات والكتب والأشرطة والأسطوانات المدبلجة وآخير وليس أخر وسائطه المتعددة .




ثامنا : وظائف الإعلام العولمة :

تشير الدكتورة عواطف عبد الرحمن في مؤلفها " الإعلام العربي وقضايا العولمة " إلى أهم وظائف الإعلام العولمى وهى " ":

أولا : في ظل صعود الإعلام السمعبصرى أصبح هو المؤسسة التربوية والتعليمية الجديدة التي حلت مكان الأسرة والمدرسة والتي تقوم بدور أساسي في تلقين النشء والأجيال الجديدة المنظومة المعرفية المنزوعة من سياقها التاريخي للقيم السلوكية ذات النزعة الاستهلاكية ومن خلال هذه الوظيفة يمارس الإعلام أخطر أدوره الاجتماعية التي تتمثل في إحداث ثورة إدراكية ونفسية تستهدف إعادة تأهيل البشر للتكيف مع متطلبات العولمة وشروطها .

ثانيا : تقوم وسائل الإعلام باختراق منظومة القيم الثقافية لدول الجنوب من خلال المسلسلات والأفلام وقد نجحت أمريكا في اختراق الأنظمة الثقافية لدول الجنوب وقدمت لشعوبها النموذج الأمريكي كغاية مثلى .

ثالثا : تقوم وسائل الإعلام باستقطاب النخب المثقفة للترويج لفكر العولمة وأيديولوجيتها عبر الحوارات التلفزيونية والمقالات والمؤتمرات محاولة منها تهميش الثقافات والسياسات الأخرى ويتم أيضا تكثيف الجهود لمساندة السياسات الاقتصادية الثلاثة الذي يقوم بإدارة اقتصاد العالم " البنك الدولي وصندوق النقد الدولي و منظمة التجارة العالمية .

رابعا : تشير الدراسات إلى استفادة العولمة من استمرار النظام الإعلامي العالمي الراهن الذي يتسم بالخلل وأوجه التفاوت الخطيرة سواء على المستويات المحلية والعالمية والتي تتمثل في الإنسياب غير المتوازن للمعلومات مع رسوخ الاتجاه الرأسي الأحادي الجانب من الشمال إلى الجنوب من المراكز إلى الأطراف ومن الحكومات إلى الأفراد ومن الثقافة المسيطرة إلى الثقافة التابعة و الدول الغنية تكنولوجيا في الشمال إلى الدول الأفقر في الجنوب .

خامسا : تشير الدراسات إلى تزايد أهمية الأدوار التي تقوم بها الشركات المتعددة الجنسيات في الأنشطة الإعلامية والثقافية ويتجلى ذلك في توظيف وسائل الإعلام الدولية والمحلية كأحزمة ناقلة يتم من خلالها ترويج القيم الاجتماعية والثقافية الغربية ونشرها في دول الجنوب .مما يتسبب في إحداث بلبلة واضطراب شديد في منظومة القيم المميزة لثقافات الشعوب .

سادسا : يقوم الإعلام بدور أساسي في ترويج السلع والخدمات التي تقدمها السوق العالمية من خلال الإعلانات التي تتضمن محتوياتها قيما وأنماط للسلوك الإستهلاكى تستهدف الدعاية للسلع الأجنبية مما يلحق الضرر بالاقتصاديات المحلية علاوة على التأثير السلبي للإعلانات على حرية الإعلام والصحافة في دول الجنوب .

سابعا : تروج وسائل الإعلام العولمية حول مايسمى بالقرية الاتصالية العالمية باعتبارها أبرز ثمار التكنولوجيا المعاصرة والذي يعنى في جوهره إحاطة الجماهير في كافة إنحاء المعمورة بكل مايدور في العالم من أحدث وأفكار وصراعات وانجازات بشرية وان يتم ذلك بشكل يتسم بالموضوعية والتكامل والمصداقية بحيث يخلق معرفة شاملة وحقيقية بما يدور في الكون .

تاسعا : نفوذ إعلام العولمة " "

- استطاع إعلام العولمة أن يكفل محيطا ثقافيا واسعا ونظرة أشمل إلى العالم وعمقا في الاتصال الإنساني وبذلك استقطب الملايين عبر رسائله المبسطة في عالم مليء بالتعقيدات .

- استطاع الإعلام في عصر العولمة أيضا أن يعيد تشكيل العالم في صورة محسوسة بعد أن سيطرت وسائله على الزمان والمكان وصار المشاهد يجد نفسه في اى نقطة في العالم وهكذا استطاع إعلام العولمة عبر وسائله علاقة جديدة مع العالم والزمن ليكتشف الإنسان أن العالم المترمى الأطراف يمكن أن يختصر فيه المسافات والفروق الزمنية ليصير كرة معلوماتية بعد أن كان في مرحلة سابقة قرية الكترونية صغيرة .

- استطاع في عصر العولمة أن يوفر لوكالات الإعلان الدولية المناخ الملائم لنشر قيم المجتمع الإستهلاكى التي تعارض لثقافة جديدة على شعوب تحاول أن تحتفظ بذاتيتها وخصوصيتها الثقافية .

- استطاع إعلام العولمة بقدراته التكنولوجية الهائلة أن يضعف من نظم الإعلام الوطنية ويزيد من تبعيتها له لتنقل منه مايجود به عليه من صور ومعلومات واعلانات .

- استطاع الإعلام في عصر العولمة أن يحل العلاقات الدولية إلى بحر من الأمواج المتلاطمة فأحدث تأثيرات من الصعب تقييمها في الوقت الحاضر فالواقع يؤكد أن عمليات التوظيف والتعتيم والتضليل والتحريف والتشهير لخدمة أغراض قوى عظمة أصبحت مسائل واضحة للعيان وأترث بدورها في العلاقات بين الدول .

- استطاع الإعلام في عصر العولمة إن يدفع بالإنسان خطوات واسعة في طريق السلوك الإستهلاكى ذلك أن الاستخدام الواسع الإعلان الدولي عبر وسائله فى مجال تسويق السلعي والخدمات أدى إلى خلق طلب واسع على هذه السلع حتى في بلاد لا تسمح الدخل فيها بتبنى أنماط الثقافة الاستهلاكية والنتيجة الطبيعية انخفض معدلات الادخار في مثل هذه الدول وبالتالي امتصاص جزء كبير من فضائلها الاقتصادية على الرغم الحاجة الماسة إليها .

عاشرا : عولمة الرسالة الإعلامية

كثيراً ما نسمع اليوم عن ظاهرة «العولمة» ونتائجها وآثارها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولا يمكننا أن نغض النظر عما يجري تحت مظلة هذه الظاهرة العالمية حتى وان كنا ممن يخالفون أو ممن لا يؤمنون بالعولمة كظاهرة أخذت تضع بصماتها حتى على ما يمارسه الأفراد يومياَ ناهيك عن المجتمعات التي انجرّت وراء هذه الظاهرة العالمية.

أما عن الاعلام، فما هي العلاقة بين العولمة والإعلام؟ هل أن الاعلام العالمي تأثر بالعولمة؟ أم أن العولمة هو انعكاس لظاهرة الاعلام العالمي الذي حمل الرسالة السياسية والاقتصادية والثقافية عبر وسائلها لتقنية ؟

الحقيقة هي أن كلا الظاهرتين متلازمتان لا يمكن أن ينفكّ احدهما عن الأخر على الأقل في عالمنا المعاصر الذي طوي شوطا من الزمن توسعت فيه دائرة العولمة من ناحية وكثرت وتشعّبت وسائل الاعلام فيه من ناحية أخرى.

وقد أثّرت العولمة وبحد كبير على الأنشطة الإعلامية في عالمنا المعاصر ولا تخلو اليوم أية ظاهرة من ظواهر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا ولعبت فيها وسائل الاعلام دوراً يكاد أن يكون الأهم حتى بالنسبة لما تحتويه هذه الظواهر من معنا في المجتمعات المختلفة.

في مقدمة كتابه أكّد البروفيسور أبو العينين أن الكثير من الباحثين يعتقد بأن عولمة الأنشطة الإعلامية «تمثل أهم تطور أعلامي في العقدين الأخيرين من القرن الماضي ، وأن هذا التطور سوف يحدد مسار هذه الأنشطة طوال سنوات القرن الحالي، فضلاً عما يمثله ذلك من أهمية وتأثير في أنظمة الاعلام الوطنية في دول العالم» ولكن هناك أيضا ملاحظات مهمة في هذا المجال لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار وهي:

اولاً: أن عولمة النشاط الإعلامي لم تتحقق بعد بالصيغة التي ربما تكون قد استقرت لدى الكثيرين.

ثانياً: إن ما تحقق عينياً هو عولمة الرسالة الإعلامية بفضل سقوط الحواجز وهي ظاهرة «تقنية» أكثر من كونها ظاهرة سياسية أو ثقافية على الرغم من تأثيراتها السياسية والثقافية.

ثالثاً: أن درجات استجابة الأنظمة الإعلامية الوطنية للتغييرات التي تفرضها عولمة صناعة الاعلام متفاوتة إلى حدود بعيدة، الأمر الذي ينفي بشدة حقيقة أن تكون العولمة سمة أساسية لأنشطة وسائل الاعلام عبر مناطق العالم المختلفة في الوقت الراهن.

رابعاً: إن عولمة النشاط الإعلامي، حيث توجد الآن ليست ظاهرة حديثة تنتمي للعقدين الأخيرين من القرن الماضي، ولكنها تعبير عن تطور تاريخي تمتدّ جذوره إلى القرن التاسع عشر، وان كانت خطاها قد تسارعت في الربع الأخير من القرن العشرين.

وقد كشفت الممارسات المختلفة في سنوات الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين عن دورين أساسيين قامت بهما وسائل الاعلام في المنظومة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية العالمية، وهو الدور الاقتصادي حيث تلعب فيه وسائل الاعلام دوراً مهماً ، فقد أصبحت العولمة الإعلامية تمثل قيمة اقتصادية هائلة ومتنامية وبخاصة في ظل اقتصاد المعلومات الذي أصبح السمة الأساسية للاقتصاد العالمي، حيث بلغت استثمارات صناعة المعلومات تريليوني دولار عام 1995، وفي نهاية القرن (عام 2000) بلغت 3 تريليونات دولار سنوياً بعد إن كانت هذه الاستثمارات لا تتجاوز 350 مليار دولار عام 1980، وثانياً الدور الإيديولوجي الذي يوفر بيئة معلوماتية وإيديولوجية لدعم الأسس السياسية والاقتصادية والمعنوية لتسويق السلع والخدمات وتطوير نظام اجتماعي قائم على تحقيق الربح عبر الثقافات الوطنية المختلفة. وبصورة عامة فان دراسات العولمة في العلوم الاجتماعية تتسم بالتركيز على ظاهرتين أساسيتين، تحتل وسائل الاعلام وخاصة التلفزيون فيهما مكانة متميزة:

اولاً: الوسائل التي يسّرت بها الشركات متعددة الجنسيات عولمة رأس المال والإنتاج.

ثانياً: الثقافة العالمية الناتجة عن ظهور نمط من الشركات متعددة الجنسيات يمتلك ويهيمن على وسائل الاعلام الجماهيرية مما سبب ظهور نمط من الثقافات والإيديولوجيات ذات التوجه الاستهلاكي.

وتخضع أدبيات البحث في ظاهرة العولمة أيضا للعديد من التصنيفات تؤكد بعضها على أنها أحادية السبب mono-causual والأخرى متعددة الأسباب multi-causual ويرى هناك تصنيفاً آخر أكثر ملائمة لتقديم شروح أفضل لظاهرة شديدة التعقيد مثل العولمة وهو تصنيف رباعي يرتكز على تمايز الاتجاهات التالية:

اولاً: مدخل النظم العالمية The World System Approach وهو يبنى على التمييز بين دول المركز وشبه المحيط والمحيط من حيث طبيعة دور هذه الدول في تقسيم العمل الدولي الخاضع لسيطرة النظام الرأسمالي العالمي.

ثانيا: النموذج الثقافي العالمي Global Culture Model ونشأ هذا النموذج من البحوث التي تناولت عولمة الثقافة، ويهتم هذا المدخل بالمشكلات التي تسببها ثقافة متجانسة مرتكزة على وسائل الاعلام، وبخاصة التلفزيون .

ثالثا: نماذج المجتمع الدولي: Global Society Models ويعتقد أصحاب هذه النماذج بأن المجتمع العالمي تاريخيا قد أصبح حقيقة في العصر الحديث فقط، وأن العلم والتقنية والصناعة والقيم العالمية المتنامية أوجدت عالما مختلفاً عن أي عصر من عصور الإنسان السابقة.

رابعاً: مدخل الاقتصاد السياسي: Political Economy ويرتكز هذا المدخل على افتراض أن ديناميكيات الصناعات المنتجة للثقافة يمكن فهمها في ضوء الحتمية الاقتصادية ، وينتمي هذا التوجه إلى الغلاة من الماركسيين اللذين يعتقدون بأن ظاهرة العولمة هي نتاج هيمنة القوى الرأسمالية على التطور الاجتماعي والثقافي السائد عالمياً، وفي هذا المجال تمثل وسائل الاعلام ركناً أساسيا في تفسير هذا المدخل لظاهرة العولمة.

وهناك من يشير إلى «ثمة علاقة وثيقة ربطت بين عولمة النشاط الإعلامي وتصدير الرأسمالية التجارية عبر تطورهما التاريخي، وأن تلك العلاقة هي التي تحكم التطورات الراهنة والمستقبلية في صناعة الاعلام من دون أن ينفي ذلك تدخل عوامل أخرى». ويدعم هذا الافتراض العوامل التالية:

1) التزامن بين ظهور النشاط الإعلامي خارج الأسواق الوطنية الرأسمالية وتصدير الرأسمالية الصناعية والتمدد التجاري في الأسواق الخارجية.

2) الاختلاف الموجود في عولمة الأنشطة الإعلامية التي تطرح على الصعيد العالمي وتنعكس في الأنظمة الإعلامية الوطنية الغربية.

3) خضوع اكبر نسبة من الأنشطة الإعلامية الدولية لعدد من الشركات العالمية العملاقة ونمو الشركات الإعلامية العالمية تبعاً لنمو تلك الشركات.

4) وحدة العمل والمنشأ للشركات العالمية العملاقة مما يشير على انسجامها في الأصعدة المختلفة.

5) تماثل التوزيع الجغرافي للمستوى الذي تحقق من عولمة الأنشطة الإعلامية مع توزيع الاستثمارات التجارية والصناعية للشركات العالمية متعددة الجنسيات مما يدل على إنهما حقيقة واحدة.

6) الاختلاف في تأثير النشاط الإعلامي عبر الوسائل الإعلامية المختلفة. فصناعة التلفزيون مثلاً هي الأكثر تأثراً بسياسات العولمة.

ويستخلص من هذا الافتراض نتيجة مهمة وهي «إن الطابع التاريخي لظاهرة العولمة ينفي عنها صفة الاستمرار باعتبارها مرحلة تاريخية مرتبطة بالقوى الداعمة لها مما يفسح المجال أمام العوامل الوطنية سياسية كانت أم اقتصادية أم ثقافية، للتعامل مع هذه الظاهرة» وهذا يعني من جهة أخرى أن عولمة النشاط الإعلامي ستزول أو ستتغير إذا تغيرت معالم التجارة العالمية وان تكامل الاقتصاد الوطني سيلعب دوره في تعديل الأنشطة الإعلامية لصالح الشعوب خلافاً لما تريده الشركات العالمية المتعددة الجنسيات.

وهناك حقيقة مهمة يجب الإشارة إليها في تجارب الثمانينيات والتسعينيات حول الاعتبارات الجيوبوليتيكية المؤثرة على عولمة النشاط الإعلامي، حيث أن قوى السوق قد أصبحت الوسيلة العالمية الأساس لتنظيم الأنشطة الاتصالية، وأن المبادئ والقيم غير المرتبطة بقوى السوق يتناقض دورها في تنظيم صناعة الاتصال وبالرغم من أهمية هذه الحقيقة في تنظيم العلاقة بين السوق العالمية وعولمة الاعلام فان الاعتبارات الجيوبوليتيكية تؤثر تأثيراً جاداً في تنظيم هذه العلاقة فهذه العلاقة لا تعمل بدرجة واحدة عبر مناطق العالم المختلفة متأثرة بالاعتبارات الجيوبوليتيكية وآثارها في المراحل المختلفة. ولأهمية هذه الحقيقة فان الإستراتيجية الجديدة للشركات العالمية هي أن تصل إلى قطاعات معينة من السكان داخل الأسواق الوطنية، أن الوصول إلى هذه القطاعات تبدو وكأنها المسؤولية الحقيقية لوسائل الاعلام العالمية.

ففي الأقطار العربية على سبيل المثال، يعتقد بأن العوامل السياسية هي المحدد الرئيسي لمدى استجابة الاعلام العربي للتحديات التي تفرضها عولمة الأنشطة الإعلامية. فلا يخلو أي قطر من هذه الأقطار من هيمنة الدولة على واقع الاعلام ومستقبله مما تحدّ كثيراً من خطى الاعلام العربي للتفاعل مع الأنشطة الإعلامية العالمية.

أما بالنسبة إلى تأثير العولمة على اتجاهات البحث الإعلامي ثم تصنّيف بحوث الإعلام المرتبطة بقضايا العولمة إلى تيارين أساسيين:

أ) تيار يحاول رصد التغييرات التي جاءت بها الأنشطة الهادفة إلى عولمة صناعة الاعلام وتأثيراتها.

ب) تيار يحاول رصد تأثيرات تقنية الاتصال الحديثة على صناعة الاعلام.

فعلى الرغم من اهتمام بحوث الاعلام برصد الخطوات التي قطعتها صناعة الاعلام في سبيل تحقيق سوق عالمية للأنشطة الإعلامية المختلفة، ولكنه يمكن رصد العديد من الدراسات خلال سنوات التسعينيات التي تمثل تياراً مناهضاً لظاهرة عولمة الأنشطة الإعلامية وتقسيم هذه الدراسات إلى اتجاهين:

الاتجاه الأول: وهو اتجاه يبدي الكثير من التحفظات على عولمة الأنشطة الإعلامية التي يتم من خلالها تجاهل المصالح الوطنية، وإنهاك اقتصاديات الطبقات الوسطى في المجتمع، وإضعاف قدرات المجتمعات المحلية على الإبداع والابتكار في ظل المنتجات الثقافية الجاهزة التي تقدمها وسائل الاعلام إلى الجمهور، ولكن يجب أن نؤكد هنا على أن تأثير هذا الاتجاه ضعيف في مواجهة قوى العولمة وما تحققه يوماً بعد يوم على أرض الواقع.

الاتجاه الثاني: وهو الاتجاه الذي يقبل بوجود عولمة الأنشطة الإعلامية مدفوعة بدوافع الربح المادي ، وهذا الاتجاه هو أقوى الاتجاهات المناهضة لعولمة الأنشطة الإعلامية سواء في مجال البحوث أم في مجال التحركات الاجتماعية الفعلية .

الحادي عشر : المخاطر السلبية للعولمة

الواقع أن هناك أثار سلبية مختلفة للعولمة سواء على المستوى السياسي والإقتصادى والثقافي ، خاصة في ظل التقدم الهائل لوسائل الاتصال لم يعد من المبالغة القول بأن العالم أضحى قرية صغيرة يمكن للقاطن في أي من أطرافها معرفة ما يحدث في الطرف الآخر ، وهناك دولة واحدة كبرى تنفرد بقيادة العالم وتمتلك موارد اقتصادية هائلة وتعيش نشوة انتصار فلسفتها وإيديولوجيتها بعد انهزام الإيديولوجية المقابلة مع انهيار الإتحاد السوفيتي ومنظومته الاشتراكية وعقيدته الشيوعية مع الاعتقاد بسمو تلك الثقافة .

وامتنا العربية أدهمتها ظروف العولمة وهى في اضعف حالها بحاجة إلى إدراك مخاطر العولمة وجوانبها السلبية والتنبه إلى مخاطرها المتعددة وأهم هذه المخاطر :

1) المخاطر السلبية للعولمة الإعلامية

أ- انهيار السيادة القومية للإعلام في ظل انهيار المفاهيم التقليدية حول القومية الحديثة مثل السيادة على الفضاء والحدود وصنع السياسات الإعلامية وظهر تقسيمات جديدة للعالم .

ب- اعتماد دول الجنوب بشكل اساسى على البرامج الإخبارية والإعلانات والحوارات والمسلسلات والأفلام خاصة الأمريكية وقد ترتب على ذلك زيادة الهيمنة الاتصالية لدول المركز المتحكمة في العولمة على دول الأطراف .

ج- تدفق الثقافة والمفاهيم والأفكار وعادات وسلوكيات ومعلومات غربية جديدة إلى دول العالم بلا حواجز ولا ضوابط وفى إطار تنافسي تجارى بين الشركات المتعددة الجنسيات .

د- زيادة الفجوة الاتصالية بين الشمال الغنى والجنوب الفقير على مستوى العالم بين الريف والحضر داخل دول الجنوب مما أدى إلى تزايد الخلل في التدفق الإعلامي والمعلوماتى من طرف الشمال الغنى إلى الجنوب الفقير وترسيخ الأنماط التقليدية السلبية والمتحيزة في سريان وتدفق الأنباء المبتورة المشوهه عن دول الجنوب والتي تعتمد إغفال كافة الإنجازات التنموية التي تحققت في تلك الدول .

ه- تحويل دول الجنوب إلى سوق للاستهلاك الإعلامي والإعلاني نتيجة لتركز تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في دول الشمال .

2) المخاطر السلبية للعولمة الثقافية " "

أ- هيمنة الثقافة الغربية :

معظم الإنتاج الإعلامي والثقافي ومعظم محتوى شبكات الإنترنت هو نتاج غربي امريكى فهي القادرة على استثمار التقدم الهائل في تكنولوجيا الاتصال والإعلام ، وهذه المنتجات الإعلامية تحمل فكرا محدد وتعبر عن ثقافة معينة من ثقافتهم الخاصة بكل ما تحمله من قيم وعادات وتقاليد وأنماط سلوك ، والغرب هو الذي يسيطر على أغلب القنوات البث الفضائي وعلى محتوى شبكات الإنترنت وعلى أكبر دور الصحف والمجلات ودور النشر ووكالات الأنباء ، فالعولمة تبدو في المجال الثقافي اتجاه إلى إعادة صياغة العالم وفق ثقافة معينة هي الثقافة الغربية الأمريكية بوجه خاص أي أن العولمة الإعلامية لها تأثير ثقافة هام وهو تسويق ثقافة جديدة مغايرة لثقافتنا الغربية .

ب- زعزعة منظومة القيم الاجتماعية :

ومنظومة القيم الاجتماعية تتمثل في العقائد والقواعد العامة التي وتحرص كل أمة على حماية هذه القيم ووسائل الإعلام العالمية تبث أفكار وآراء وتصورات منافية ومختلفة مع عقائدنا وقيمنا وتترك آثار سلبية في إدراك ووعى ووجدان المتلقيين وبالتالي تشكل خطر على إدراك الشباب ومعتقداتهم الأصلية ووعيهم بقيمهم نتيجة لبث قيم بديلة تشغل عقولهم وفكرهم .

ج- تهديد لغتنا العربية :

وتمثل ملامح هذه الأزمة في الإقصاء المستمر للغة العربية بمظاهر شتى منها : انسحاب اللغة العربية من حياتنا اليومية وفى أجهزتنا الإعلامية الرسمية والغير الرسمية

وفى ظل ظروف العولمة ستتعمق الأزمة التي تعيشها لغتنا يتم التبشير بالفلسفة الليبرالية الغربية باعتبارها النموذج الأرقى لأسلوب الحياة الإنسانية . ومعظم شبكات الإنترنت تبث بالغة الإنجليزية وبالتالي يؤدى هذا إلى إعلاء شأن اللغات الغربية على حساب لغتنا العربية .

3) المخاطر السلبية للعولمة في المجال السياسي

إضعاف سلطة الدولة الوطنية :

حيث أن التقدم الهائل في الاتصالات والمعلومات فرض واقعا جديدا أصبحت فيه قدرة الدولة على فرض سياج حول نفسها ومجتمعها أمرا مستحيل

محاولة فرض نظام سياسي معين على العالم :

حيث لابد من الإشارة هنا أن النظام السياسي الغربي حقق لمجتمعاته الخير والفائدة الكبيرة ولكن هذا النظام لايمكن أن يكون مناسبا لكل المجتمعات فكل مجتمع له ظروفه وثقافته الخاصة به والتي لاتتناسب مع النظام الغربي والذي هو ليس هدفه تحقيق الخير والتقدم لباقي المجتمعات بقدر السعي إلى تخلفها وإضعاف نظامها فهو لاينطلق من دوافع أخلاقية .

محولة إملاء سياسة معينة على العالم :

فمن خلال ترويج وسائل الإعلام لأفكار ومفاهيم ومبادئ حق تقرير المصير والشرعية الدولية واحترام حقوق الإنسان يتم السيطرة والهيمنة على الدول الفقيرة حيث يتم تطبيق هذه المبادئ وفقا للمصلحة الغربية محاولة منها السيطرة والهيمنة على دول العالم فمن خلال الشرعية الدولية ثم حصار العراق وليبيا والسودان وباسم الشرعية تم احتلال العراق وغزو أفغانستان .حيث يتم استغلال ظروف العولمة الإعلامية لإملاء سياسات معينة يتم فرضها على العالم لتحقيق مصالح دول كبرى .

4) الآثار السلبية للعولمة في الحياة الاجتماعية " "

أ- الترويج للنمط الغربي من أساليب الحياة والسلوك :

حيث أن لكل مجتمع أسلوب حياته الخاصة ونمط مميز للسلوك وله عادته وتقاليده ولابد من حصول التأثير والتأثر بين المجتمعات وتلك سنة الحياة ، ويبرز هنا عامل مهم من عوامل التأثير وهو ناتج عن سطوة الأجهزة الإعلامية وتأثيرها البالغ على سلوك الأفراد بما تملكه من وسائل الجدب والإبهار المغرية خاصة القدرات التي تملكها الشركات الغربية العملاقة و الأمريكية خصوصا حيث تبث مواد إعلامية هي نتاج للواقع الإجتماعى الغربي وتمثل قيمة وتعبر عن سلوك ذلك المجتمع وأنمط حياته وهذه المواد الإعلامية تحمل مضامين هدامة منافية لقيمنا وأحلامنا وتكرس قيما سلبية متناقضة مع قيمنا وسلوكياتنا

ب- تعميق التفاوت الإجتماعى :

حيث زادت معدلات الفقر والبطالة في كثير من دول العالم نتيجة لظروف العولمة الإعلامية التي تسوق مفاهيم الحرية الاقتصادية وعدم تدخل الدولة في الشئون الاقتصادية وحتى لو سمحت ظروف العولمة للشركات الأجنبية بالاستثمار للدول الفقيرة لتحسين ظروف العمل والعمال فتلك الشركات لايتوقع منها تحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية ولن تنمح العمال إلا الحد الأدنى من الأجور .

ج- إيقاف الانتماءات الأولية :

حيث أن الظروف التي جاءت مصاحبة للعولمة من إشاعة الديمقراطية الليبرالية والدعوة إلى حق تقرير المصير واحترام حقوق الإنسان ، قد فتحت المجال أمام دعوات إيقاف الانتماءات الأولية للظهور وأزلت الحواجز التي كانت تحول دون بروزها أو أن إضعاف سلطة الدولة في ظل ظروف العولمة يفتح المجال لاستيقاظ الدعوات لتلك الانتماءات التي ربما تكون مكبوتة " ".

إعداد الباحث : أدهم عدنان طبيل

محب بلاده
2011-12-21, 19:46
الإعلام الحــديث في ظل العولـــمة

إعداد الباحث : أدهم عدنان طبيل

فلسطين/ غزة – مخيم جباليا


أولا : مفهوم العولمة وتعريفها

ظهر مصطلح العولمة أولا بالغة الإنجليزية وترجم إلى اللغات الأخرى ومنها العربية وقد جرى تناول كلمات أخرى في اللغة العربية ترجمة للفظ الإنجليزي "Globalization" منها الكوكبة ، والكونية والكنوننة ولكن يبدو الآن غلبة لفظ عولمة على غيره من الألفاظ للدلالة على هذه الظاهرة " " .

والعولمة في اللغة اسم مصدر على وزن " فوعلة " مشتقة من كلمة " العالم " نحو القولبة وهى جعل الشئ في شكل القالب الذي يحتويه ، والعولمة تعنى جميع النشاطات الإنسانية في نطاق عالمي ، بمعنى جعل العالم كله مجالا للنشاطات الإنسانية المتعددة .

و صياغة تعريف دقيق للعولمة، تبدو مسألة شاقة نظراً لتعدد وجهات النظر، حول نشأتها ومصادرها وأصولها ومبادئها، والتي تتأثر أساساً وضرورة حتمية، بانحيازات الباحثين الأيديولوجية واتجاهاتهم إزاء هذه العولمة رفضاً أو قبولاً، فالخلاف في وجهات النظر في العولمة بين اليسار واليمين، بين الاشتراكية والرأسمالية، بين النظم الوطنية والتابعة، بين الخصوصية والعولمة، وأيضاً وهو مهم للغاية، بين وجهة نظر إسلامية ووجهة نظر غير إسلامية .

على رغم من ذلك اختار الباحث مجموعة من التعريفات للعولمة وهى كما يلى :

حيث يعرفها عبد الرشيد عبد الحافظ بأنها : الدوران في فلك الأقوى فالعالم الآن لابقاء فيه إلا للأقوياء ولاكلام إلا لمن يمتلك القوة ، أما الضعفاء فهم مقهورون مغلبون وعليهم أن يكونوا دائما تبعا لمن هو أقوى منهم يدورون في فلكه ويأتمرون بأمره. " "

ويعرفها كمال الدين مرسى بأنها " وصول الرأسمالية التاريخية عند منعطف القرن العشرين تقريبا إلى نقطة الانتقال من عالمية دائرة التبادل والتجارة والسوق والاستخراج إلى عالمية دائرة الإنتاج وإعادة إنتاجها اى حقبة ثالثة متميزة تنضاف إلى مرحلة الاستعمار التجارى الأول ومرحلة الإمبريالية الكلاسيكية اللاحقة " " .

ويعرفها الدكتور بركات مراد (مركزة العالم في حضارة واحدة) أي إعادة إنتاج العالم وفقاً لثقافة واحدة هي ثقافة الجهة صاحبة المشروع وهي تعرف (بأنها تشكيل وبلورة العالم بوصفه موقفاً واحداً، وظهور لحالة إنسانية عالمية واحدة) " ويشير الباحث المصري محمد مبروك العولمة هي تحقيق مصالح النخب الرأسمالية والنخب الحليفة، على حساب شعوب العالم، فالعالم يتم تقسيمه إلى مراكز وهوامش، وكلما ازداد ثراء المركز، ازداد فقر الهوامش، فإذا كان الميكانيزم الأساسي للعولمة هو تعاظم أسعار المواد الأولية، وكانت الأخيرة هي المقوم الأساسي لثروة الدول الفقيرة، فإن تنامي العولمة، يعني سحق الدولة الفقيرة لحساب الدول الغنية " "

ويعرفها حاكمي بوحفص " بأنها السيطرة المطلقة على العالم وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على مقدرته ، خاصة أن الإستراتيجية تسعى للسيطرة على العالم ومقدراته بدون خسائر أو حروب وكأن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في كتابه انتصار بدون حرب إلى نشر القيم الأمريكية إذا ما أرادت أمريكا أن تصبح زعيمة العالم " ".

ثانيا : عوامل ظهور العولمة

هناك عدة عوامل ساعدت على انتشار ظاهرة العولمة وتأصيلها كظاهرة كونية أهمها:

1. التقدم الكبير في المجال التكنولوجي و المعلوماتي من خلال تطور الاتصالات و ظهور الانترنت ووسائل الاتصال الحديثة. .

2. زيادة التحالفات والتكتلات الدولية والإقليمية،الآسيان،الإتحاد الأوربي،النافتا….

3. ظهور منظمات دولية مثل المنظمة العالمية التجارية

4. التحالفات الإستراتيجية لشركات عملاقة عالمية خاصة في المجالات المصرفية والصناعية والنفط

5. ظهور معايير الجودة العالمية.

6. تزايد حركة التجارة و الإسثثمارات الأجنبية.

7. وجود مشاكل جديدة علمية مثل التلوث البيئي،غسيل الأموال و البطالة و الهجرة غير الشرعية

8. المخدرات و التي تتطلب تعاون دولي ومزيد من التنسيق و إيجاد مفاهيم جديدة يتعلق بالتنمية المستدامة .

9. تركز الثروة في أيدي عدد قليل من الدول

10. تزايد هيمنة الاحتكارات الكبرى و الشركات العابرة للقارات توفر بيئة ملائمة تساعد الولايات المتحدة الأمريكية لتلعب دور الدركي العالمي دون أي مواجهة بالإضافة إلى عوامل أخرى يمكن تسميتها بالعوامل الشرطية ،كلها عوامل أدت إلى انتشار ظاهرة العولمة كظاهرة كونية فيها التراجع الذي حدث في دور الدولة خاصة في المجالات الإنتاجية في العقود الأخيرة الماضية.

11. محاولات الولايات المتحدة لتفكيك ما يسمى بالدول الكبرى مثل الإتحاد السوفيتي

و يمكننا القول أن بعد الانهيار السوفيتي وتربع الولايات المتحدة الأمريكية على عرش العالم حرص الليبرالية الجديدة تحت مسمى العولمة لتغزو كل الدول داعية إلى حرية انتقال رأس المال وإلغاء الحدود و الحواجز الجمركية لتعزز حرية المبادلات التجارية مما أدى إلى تباعد النشاط المالي عن النشاط الاقتصادي حيث نجد أن من أصل 1500مليار دولار تدخل العمليات اليومية على المستوى العالمي نجد1% فقط يوظف لاكتشاف ثروات جديدة أما الباقي فيدور في إطار المضاربات ويمكن تسـمية هـذا النظام الاقـتصادي الـمعاصر باعـتباره اقـتصاديا دولـيا أكثر تكاملا و اندماجا بالعولمة .

ثالثا : أهداف العولمة

أ. أهداف العولمة من وجهة نظر مؤيديها:" "

وأهم هذه الأهداف هي:

- توحيد الاتجاهات العالمية وتقريبها بهدف الوصول إلى تحرير التجارة العالمية(السلع ورؤوس الأموال)

- محاولة إيجاد فرض للنمو الاقتصادي العالمي.

- زيادة الإنتاج العالمي و توسيع فرص التجارة العالمية.

- تسريع دوران رأس المال على المستوى العالمي من خلال ما يسمى Back Office

- التعاون في حل المسائل ذات الطابع العالمي (الأسلحة المدمرة،مشاكل البيئة،المخدرات،الإرهاب….).

- فتح الباب على مسرعيه في مجال التنافس الحر.

- تدفق المزيد من الإسثثمارات الأجنبية.

ب. أهداف العولمة من وجهة نظر المعارضين:

- فرض السيطرة الاقتصادية و السياسية و العسكرية على شعوب العالم.

- هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على اقتصاديات العالم من خلال سيطرة الشركات الأمريكية الكبرى على اقتصاديات الدول.

- تدمير الهويات و الثقافة القومية وتغليب الثقافة الغربية.

- صناعة القرار السياسي و التحكم في خدمة لمصالح أمريكا.

- إلغاء النسيج الحضاري و الاجتماعي للأمم الأخرى.

- تفتيت الدول و الكيانات القومية.

إن للعولمة أهدافا أبعد من الربح والتجارة الحرة و الحدود المفتوحة ،و الأسواق الحرة، ولكنني أعتقد بأن الخطر في العولمة يكمن فيما يسمى بثقافة العولمة،على اعتقاد أن هذه الظاهرة تروج لأربع ثوراث يتوقع أن يكون لها تأثير كبير على حياة المجتمع الدولي بكامله وهي :

1- الثورة الديمقراطية.

2- الثورة التكنولوجية الثالثة أو ما بعد الثالثة.

3- ثورة التكتلات الاقتصادية العملاقة.

4-ثورة الإصلاح واقتصاد السوق.

وفي هذه الثورات وما ينتج عنها من آثار وانعكاسات سيتم تشكيل النظام العالمي الجديد المتسم بالعولمة،حيث يعتمد الاقتصاد في إطار هذا النظام على إسثثمار الوقت بأقل تكلفة عن طريق استخدام المعرفة الجديدة وتحويلها إلى سلع أو خدمات جديدة وتغيير مفهوم البحث من نقل الاقتصاد من وضع سيئ إلى وضع أفضل وأصبح المهم هو الوقت الذي يستغرقه هذا التغيير.

رابعا : وسائل الإعلام والعولمة

تعريف إعلام العولمة

إعلام العولمة :

سلطة تكنولوجية ذات منظومات معقدة لا تلتزم بالحدود الوطنية للدول وإنما تطرح حدودا فضائية غير مرئية ترسمها شبكات اتصالية معلوماتية على أسس سياسة واقتصادية وثقافية وفكرية لتقييم عالما من دون دولة ومن دون أمة ومن دون وطن وهو عالم المؤسسات والشبكات التي تتمركز وتعمل تحت إمارة منظومات ذات طبيعة خاصة وشركات متعددة الجنسيات يتسم مضمونها بالعالمية والتوحد على رغم تنوع رسائلها التي تبث عبر وسائل تتخطى حواجز الزمن والمكان واللغة لتخاطب مستهلكين متعددي المشارب والعقائد والرغبات والأهواء .

وهناك من عرفها بأنها "عملية تهدف إلى التعظيم المتسارع والمذهل في قدرات وسائل الإعلام والمعلومات على تجاوز الحدود السياسية والثقافية بين المجتمعات بفضل ما تقدمه تكنولوجيا الحديثة والتكامل والاندماج بين هذه الوسائل بهدف دعم وتوحيد ودمج أسواق العالم وتحقيق مكاسب لشركات الإعلام والاتصال والمعلومات العملاقة وهذا على حساب دور الدولة في المجالات المختلفة .

خامسا : العولمة الإعلامية

للإعلام دور فعال في حركة المجتمع في الميادين كافة، فكثيراً ما نسمع مقولة "الحرب دعايات" في إشارة إلى أهمية الإعلام في مجريات الأحداث ، فإذا كان الإعلام يتمتع بهذه الدرجة من الأهمية منذ القدم، حين كان يتطلب وصول الخبر من مكان أضعاف الوقت الذي يتطلبه الآن، فيمكن تصور الدور الذي يضطلع به الإعلام إيجاباً أو سلباً في عصر العولمة.

وحتى يؤدي الإعلام دوره بإيجابية، فلا بد من مواكبة قضايا الأمة والدفع باتجاه تحقيق الأهداف الوطنية بشكل مدروس ودقيق، فعلى سبيل المثال، يمكن للمراقب لمجريات الأحداث على الساحة الفلسطينية أن يلحظ مدى التأثير الإعلامي في إلهاب عواطف الجماهير الفلسطينية وحتى العربية أو تهدئة الوتيرة الحماسية وفقاً لمزاج الأنظمة الحاكمة "فلو قيض لمؤرخ منصف أن يدرس واقع الإعلام العربي لما وجد أفضل من عبارة آلة السلطان تعبيراً يشير إلى هذا الإعلام" "

وبما أن الشعوب العربية أكثر تأثراً بالإعلام من سواها؛ نظراً لما تتميز به من عواطف جياشة، وحماس مفرط، وقدرة على التهدئة أيضاً "بكبسة زر" -كما يقولون- فإن "هذه الإمبراطوريات الإعلامية التي تبث صوت سيدها وتحاول فرض آرائها وأفكارها تشكل خطراً على ثقافات العالم الثالث وهويتها القومية".

فعلى سبيل المثال، تستخدم هذه الوسيلة الإعلامية مصطلح "عملية استشهادية"، وأخرى "عملية انتحارية"، وثالثة "عملية إرهابية"، وقد سمعنا من قبل "عملية تخريبية"، وتلك تبارك هذه العمليات، وأخرى تشجب وتستنكر وتدين، ومرة يكون الاستنكار شديد اللهجة، وقد يكون لطيفها، وربما ابتكروا لهجة متوسطة إذا أمروا بذلك.

و نسلم هنا بأن العولمة أصابت الإعلام فتعولم هو الآخر، ولكن كيف عولمنا إعلامنا العربي؟ لقد طبقنا تصاميم البناء وأحضرنا الأجهزة المتطورة واستخدمنا تقنيات البث الحديثة، ولكن بقيت الهوة واسعة بين تقنيات العرض والمادة المعروضة، ففي حين تنتمي الأولى إلى عصر العولمة نجد الثانية تنتمي إلى قرون خلت.

إن من يحلل معظم المادة الإعلامية التي تبثها القنوات الفضائية يخرج باستنتاج مفاده أن بعضها لا يصلح إلا "قنوات للصرف الصحي" وليس للإعلام، فهل يعتقدون أن بيوتنا "بالوعات" أو "مكبات نفايات"؟ نفايات عقدية، ونفايات سلوكية، ونفايات سلعية ... وكل ما يمكن أن يخطر لك على بال وما لا يمكن أن يخطر " ".

إن معظم المادة الإعلامية هي "غلف ثقافي فاسد"، وقد أصبنا بعدة "حالات تسمم" ولم نتعلم بعد، وهنا أريد أن أتطرق إلى مصطلح واحد فقط هو "الإرهاب"، ذاك المصطلح الرهيب الذي أصبح يستخدم كشتيمة وينظر إليه على أنه قنبلة موقوتة كل يخاف أن ينفجر بين يديه، وننسى أن القرآن الكريم استخدمه، بل حث عليه في ظرف محدد؛ قال تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم". فإذا كان محظوراً علينا أن نرهب عدونا فما المطلوب منا إذن؟ هل ندعوه إلى وليمة شرقية دسمة، أم نهديه أكاليل الورود وأغصان الزيتون الذي تقتلعه جرافاته كل يوم؟!

وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر ، ظهر ولأول مرة أن النشاط الإعلامي قد حدد لنفسه بعدا عالميا ، وذلك ليس فقط على مستوى تغطيته ومعالجته للأخبار ، ولكن أيضا على مستوى تلبية حاجة المتعاملين معه ، فقد أنشا شارل لوي هافاس سنة 1832 " مكتبة للأخبار " الذي أطلق عليه لاحقا وكالة هافاس " وقد اعتمد على مبدأين مكناه منة تحقيق نجاح كبير التغطية العالمية للأخبار ، والقدرة التي تضاعفت مع الأيام على نقل وتوزيع الأخبار ( من الحمام الزاجل إلى الأقمار الاصطناعية مرورا بالتلغراف والتلكس ...الخ ) وقد تمكن اثنان من معاونيه رويتر وولف ، من إنشاء وكالتهما للأنباء ، الأول في بريطانيا والثاني في ألمانيا وذلك بهدف تحقيق الأهداف نفسها التي أرادها هافاس وأصبحا منافسيه في هذا الميدان ، رغم ذلك ظلت وسائل الإعلام محلية أو وطنية وذلك لغاية السبعينات من القرن العشرين ، فكل دولة لديها قناعة بأن القوانين الخاصة بالإعلام كانت من صميم سلطتها وحديثا رفع المنتجون شعار " الإستناء الثقافي " مؤكدين إن الإعلام يقع في صميم هذا الإستناء وذلك في مواجهة مفاوضات ألغات واللجنة التابعة للإتحاد الأوربي في بروكسل

الواقع إن سنوات الثمانينات قد عرفت اتجاه عولميا واضحا مثل الكثير من القطاعات ، كالصحافة المكتوبة وبخاصة الأسبوعية وبرامج التلفزيون ( الأفلام الخيالية بخاصة ) وبنوك المعلومات ، من دون أن ننسى المعلوماتية والبرمجيات الحاسوبية ، الإنترنت ولا تمس هذه العولمة وسائل الإعلام بالمعنى الدقيق والحصرى فقط ، بل أنها اذخلت تغيرات عميقة على بعض المجموعات الصحفية والتلفزيونية والمعلوماتية حيث أنها أصبحت مجموعات كبرى ذات حضور عالمي" ".

إن عولمة الإعلام هي سمة رئيسية من سمات العصر المتسم بالعولمة وهي امتداد أو توسع في مناطق جغرافية مع تقديم مضمون متشابه وذلك كمقدمة لنوع من التوسع الثقافي نتيجة ذلك التطور لوسائل الإعلام والاتصال، التي جعلت بالإمكان فصل المكان عن الهوية، والقفز فوق الحدود الثقافية والسياسية، والتقليل من مشاعر الانتماء إلى مكان محدود، ومن الأوائل الذين تطرقوا إلى هذا الموضوع عالم الاجتماع الكندي مارشال ماكلوهان، حيث صاغ في نهاية الستينات ما يسمى بالقرية العالمية، وتشير عولمة الإعلام إلى تركيز وسائل الإعلام في عدد من التكتلات الرأسمالية العابرة للقارات لإستخدامها في نشر وتوسيع نطاق النمط الرأسمالي في كل العالم من خلال ما يقدم من مضمون عبر وسائل الإعلام المجالات المختلفة، وعند تأمل عناصر وأشكال الاتصال في العالم الذي تملك فيه الولايات المتحدة الأميركية عناصر السيطرة نجد ما يلي:

1- المواد والتجهيزات التقليدية الخاصة بالاتصال وصناعة الإعلام أمريكية.

2- تدفق المعلومات عبر الفضائية تحت السيطرة الأميركية.

3-مصادر المعلومات أميركية الصنع.

4- الطريق السريع للمعلومات تحتل فيه الولايات المتحدة المرتبة الأولى.كل هذه العوامل تجعل منها تمارس عولمة الاتصال من خلال أبرز آلياتها متمثلة في القنوات الفضائية والانترنت، وهذا التفوق على أوربا واليابان سواء في الإنتاج أو الترويج للمنتوجات الإعلامية مكنها من أن تصبح النموذج الذي تسعى الدول المتخلفة إلى تقليده. ومن خلال عولمة الإعلام ومظاهرها يمكن القول أن من يملك الثالوث التكنولوجي

( وسائل الإعلام السمعية البصرية، شبكات المعلومات، الطريق السريع للمعلومات ) يفرض سيطرته على صناعة الاتصال والمعلومات المصدر الجديد في عصر العولمة لإنتاج وصناعة القيم والرموز والذوق في المجتمعات، وهنا تظهر الصورة كأحد أهم آليات العولمة في المجال الإعلامي بعد التراجع الكبير للثقافة المكتوبة وظهور ما أصطلح على تسميته بثقافة ما بعد المكتوب.

ويمكن القول أن وسائل الإعلام وشبكات الاتصال تؤدي مجموعة من المهام في مسار العولمة يمكن ذكرها:

1- تمثل آلية أساسية للعولمة الاقتصادية باعتبارها تيسر التبادل الفوري واللحظي والتوزيع على المستوى الكوني للمعلومات ولا يمكن تصور الاقتصاد العالمي اليوم دون اتصال.

2- تروج وسائل الإعلام الإيديولوجية الليبرالية الكونية انطلاقا من الدول الكبرى و المؤسسات الاقتصادية العملاقة

3- تساهم في خلق إشكال جديدة للتضامن والتعاون بين الأفراد عبر الشبكات.

وقد مكن الإعلام والتطور التكنولوجي من ظهور الإعلام والمعلومات كسلطة ووسيلة تحول المجتمعات وتغيرها.

سادسا : مؤسسات وأدوات العولمة

إن العولمة بمختلف مستوياتها وأدوات تعتمد عليها في عملية الممارسة وتتمثل هذه المؤسسات والأدوات في " " :

أ- شركات متعددة الجنسيات : إن نشاط هذه الشركات وآليات عملها يشكل مظهرا من مظاهر العولمة والشركات بحد ذاتها كمؤسسات ذات شخصية اعتبارية وتعد أهم قوى العولمة وأدواتها الفعالة والتي تتميز بالانتشار الجغرافي وتنوع الأنشطة وهذه الشركات تشكل محور اقتصاد العولمة ولقد أدى سيطرة هذه الشركات على الحقل الإعلامي إلى تقسيم العالم إلى جزأين غير متكافئين المسيطر وتمثله الدول الصناعية المتقدمة وهى قليلة العدد والمتخلف والذي يمثل دور التابع .

ب- المنظمات والمؤسسات الدولية : وتشكل العنصر الحاسم في نظام العولمة عبر آليات عملها حيث يساهم البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في بلورة العولمة الاقتصادية وتظهر هذه المنظمات والمؤسسات في ترسيخ نظام العولمة بالأتي :

أنها سلطة دولية للتشاور والتنسيق بين المنظمات السبع الكبرى

أنها سلطة معنوية تعبر عن سيطرة الشمال على الجنوب والأغنياء على الفقراء

يمكنها أن تفرض القواعد التي ينبغي على الدول الأعضاء تنفيدها في سياستها المالية الاقتصادية .

أن سياستها تمثل حماية للأسواق التي تسيطر عليها الاحتكارات الدولية .أنها تترجم مفهوما ليبراليا من خلال الأسس التي اعتمدتها للنظام النقدي الدولي وللسياسات المالية .

ج- أدوات الاتصال وتكنولوجيا الاتصال : لقد شهد العالم تحولات كاسحة ومتسارعة تجرى على المستوى الكوني بفعل ثورة الاتصالات والتقنيات العالمية والوسائط المركبة والشبكات الإلكترونية ، وبذلك يجد المرء نفسه إزاء ظاهرة كونية جديدة على مسرح التاريخ العالمي أن ثورة الاتصالات هي ثورة تفرض الانتقال من نظام مفاهيمي قديم إلى نظام مفاهيمي أخر جديد . وأهم هذه الأدوات :

1- البث الفضائي التلفازى والإذاعي : حيث حولت وسائل الإعلام خاصة التلفاز عالمنا إلى شاشة صغيرة يمكن التجول في أجوائها عبر جهاز التحكم ولا يوجد رقعة على الأرض لاتمسها بالبث قنوات الأقمار الصناعية التلفازية ومن أهم شبكات البث التلفزيوني الفضائي والتي تعد أدوات من أدوات العولمة الإعلامية وهى :

شبكة (CNN )

شبكة(B.B.C)

شبكة(euro news)

2- شبكة الإنترنت : حيث أصبح وسيلة لتبادل الأفكار والآراء ووجهات النظر والثقافات ، وقد عمدت الولايات المتحدة في إطار سعيها لعولمة الإعلام والاتصال في العالم على استخدام الشبكة لتحقيق ذلك من خلال نقل الثقافة الأمريكية ونشرها عبر الحدود ونقل الفكر والعادات الغربية وفق نمط الحياة الأمريكية عبر العالم عن طريق البريد الإلكتروني ، والاستفادة من الأمية التكنولوجية في دول العالم الثالث وبإبعاد هذه الدول عن مسيرة التقدم والسعي إلى الهيمنة والتحكم والإنفراد بالعالم .

ويأتي الإعلام ليلعب في ظل العولمة دوره الأكبر في تنفيذ خطط وبرامج العولمة في جميع تلك المجالات وعلى سبيل المثال فإن شبكة C.N.N الأمريكية (وهي نظام إعلامي أمريكي متكامل) نصّبت من نفسها قيّماً على صياغة الأحداث في العالم فلا يستطيع جهاز إعلامي في أية دولة أو ليس بمقدور متتبع للقضايا العالمية التحرك دون ترتيب السي إن إن للأحداث كما تبين من الدور الذي لعبته في حرب الخليج الأولى والثانية "الإعلام العربي وتحديات العولمة،

وعودة إلى أرقام احتكار وسائل الإعلام وصناعة المعلومات ومواقع الانترنت لتؤكد على مدى الهيمنة الإعلامية الكاسحة للغرب وخاصة أمريكا وبالتالي على نشر برامج العولمة في المجالات الثقافية والاجتماعية والقيمية لإخراج ثقافة جماهيرية (عالمية) واحدة بقوالب محددة مسبقة الصنع كما يظهر عبر انتشار وتسلط المحطات الفضائية مما ستؤثر معه على منظومة القيم الخاصة وتصبح معه نمطاً جديداً من الغزو الفكري الثقافي وخاصة ما يتعلق منها بقيم الاستهلاك.

وفي ظل العولمة ودور الإعلام الكاسح فيها تظهر عدة مواقف إزاءها، منها: التسليم بها كقدر محتوم أو الرفض التام لكافة معطياتها وآخرها الموقف الوسط الذي يدعو للتمسك بالهوية مع التطوير والتغيير بما يتمشى مع الخصوصية الحضارية والتراث والقيم الدينية دون اندماج مطلق وتابع للدول المهيمنة، أي النظر لها بموضوعية والإفادة من معطياتها الايجابية فيجب ألاّ يحول الصراع القديم بين الشرق والغرب دون النظر للعولمة من خلال معايير موضوعية وصحيحة حتى نتمكن من أن نعرف وننكر بعيداً عن الأحكام العامة والعامية التي لن تمكننا من التعامل معها بمهارة " "

ويتضح مما سبق أن عناك أشكال متعددة ومتنوعة للعولمة ولا يوجد عولمة واحدة ، ولكن جمعيها تعنى الهيمنة والسيطرة بكافة الوسائل والإمكانات على العالم وتحويل العالم إلى قرية صغيرة تتحكم فه دولة واحدة .

سابعا : سمات إعلام العولمة

هناك مجموعة من السمات لإعلام العولمة وهى كما يلى " "

• إعلام متقدم من الناحية التكنولوجية ومؤهل للتطورات مستقبلية جديدة ومستمرة تدفع بها إلى المزيد من الانتشار المؤثر في المجتمعات المتخلفة تشكل جزء من البنية السياسية الدولية الجديدة التي تطرح مفاهيم جديدة لسيادة الدولة على أرضها وشواطئها وفضائها الخارجي بما يعرف بالنظام السياسي العالمي الجديد

• يشكل جزء من البنية الاقتصادية و العالمية التي تفرض على الكل أن يعمل ضمن شروط السوق السائدة من صراعات ومنافسات وتكتلات وسعى متصل لتحقيق الربح للمؤسسات التي تحتكرها بحكم انتمائها إلى أكثر من وطن وعملها فى أكثر من مجال بما في ذلك صناعة وتجارة السلاح

• يشكل جزء من البنية الثقافية للمجتمعات التي تنتجها وتوجهها وتتواجه بها ولهذا فأنها يسعى إلى نشر وشيوع ثقافة عالمية تعرف عند مصادرها بالانفتاح الثقافي وعند ملتقيها للغزو الثقافي

• يشكل جزء من البنية الاتصالية الدولية التي مكانتها من تحقيق عولمتها وعولمة رسائلها ووسائلها فهو يتنمى إلى أحد حقول التكنولوجية الأكثر تطورا فى الوقت الراهن والمحتكر بشكل مباشر للشركات المعينة تصنيع وسائلها والتي تشكل نسبة 23% من قائمة الشركات المائة الأكبر في العالم .

• لايشكل نظام دولي متوازيا لأن كل مذخلاته ومراكز تشغيله وآليات التحكم فيها تأتى من شمال الكرة الأرضية وهذا مما أدى إلى هيمنة الدول المتقدمة عليها في مقابل تبعية الدول النامية لها

• لا يستند إلى فراغ فثم اتفاقيات دولية تدعمها منظمات وقرارات تتحدد استخدام شبكاتها توزيع طيفه وموجاته السمعية وأليافه البصرية وبثه المباشر وتعريفتها الجمركية للصحف والمجلات والكتب والأشرطة والأسطوانات المدبلجة وآخير وليس أخر وسائطه المتعددة .




ثامنا : وظائف الإعلام العولمة :

تشير الدكتورة عواطف عبد الرحمن في مؤلفها " الإعلام العربي وقضايا العولمة " إلى أهم وظائف الإعلام العولمى وهى " ":

أولا : في ظل صعود الإعلام السمعبصرى أصبح هو المؤسسة التربوية والتعليمية الجديدة التي حلت مكان الأسرة والمدرسة والتي تقوم بدور أساسي في تلقين النشء والأجيال الجديدة المنظومة المعرفية المنزوعة من سياقها التاريخي للقيم السلوكية ذات النزعة الاستهلاكية ومن خلال هذه الوظيفة يمارس الإعلام أخطر أدوره الاجتماعية التي تتمثل في إحداث ثورة إدراكية ونفسية تستهدف إعادة تأهيل البشر للتكيف مع متطلبات العولمة وشروطها .

ثانيا : تقوم وسائل الإعلام باختراق منظومة القيم الثقافية لدول الجنوب من خلال المسلسلات والأفلام وقد نجحت أمريكا في اختراق الأنظمة الثقافية لدول الجنوب وقدمت لشعوبها النموذج الأمريكي كغاية مثلى .

ثالثا : تقوم وسائل الإعلام باستقطاب النخب المثقفة للترويج لفكر العولمة وأيديولوجيتها عبر الحوارات التلفزيونية والمقالات والمؤتمرات محاولة منها تهميش الثقافات والسياسات الأخرى ويتم أيضا تكثيف الجهود لمساندة السياسات الاقتصادية الثلاثة الذي يقوم بإدارة اقتصاد العالم " البنك الدولي وصندوق النقد الدولي و منظمة التجارة العالمية .

رابعا : تشير الدراسات إلى استفادة العولمة من استمرار النظام الإعلامي العالمي الراهن الذي يتسم بالخلل وأوجه التفاوت الخطيرة سواء على المستويات المحلية والعالمية والتي تتمثل في الإنسياب غير المتوازن للمعلومات مع رسوخ الاتجاه الرأسي الأحادي الجانب من الشمال إلى الجنوب من المراكز إلى الأطراف ومن الحكومات إلى الأفراد ومن الثقافة المسيطرة إلى الثقافة التابعة و الدول الغنية تكنولوجيا في الشمال إلى الدول الأفقر في الجنوب .

خامسا : تشير الدراسات إلى تزايد أهمية الأدوار التي تقوم بها الشركات المتعددة الجنسيات في الأنشطة الإعلامية والثقافية ويتجلى ذلك في توظيف وسائل الإعلام الدولية والمحلية كأحزمة ناقلة يتم من خلالها ترويج القيم الاجتماعية والثقافية الغربية ونشرها في دول الجنوب .مما يتسبب في إحداث بلبلة واضطراب شديد في منظومة القيم المميزة لثقافات الشعوب .

سادسا : يقوم الإعلام بدور أساسي في ترويج السلع والخدمات التي تقدمها السوق العالمية من خلال الإعلانات التي تتضمن محتوياتها قيما وأنماط للسلوك الإستهلاكى تستهدف الدعاية للسلع الأجنبية مما يلحق الضرر بالاقتصاديات المحلية علاوة على التأثير السلبي للإعلانات على حرية الإعلام والصحافة في دول الجنوب .

سابعا : تروج وسائل الإعلام العولمية حول مايسمى بالقرية الاتصالية العالمية باعتبارها أبرز ثمار التكنولوجيا المعاصرة والذي يعنى في جوهره إحاطة الجماهير في كافة إنحاء المعمورة بكل مايدور في العالم من أحدث وأفكار وصراعات وانجازات بشرية وان يتم ذلك بشكل يتسم بالموضوعية والتكامل والمصداقية بحيث يخلق معرفة شاملة وحقيقية بما يدور في الكون .

تاسعا : نفوذ إعلام العولمة " "

- استطاع إعلام العولمة أن يكفل محيطا ثقافيا واسعا ونظرة أشمل إلى العالم وعمقا في الاتصال الإنساني وبذلك استقطب الملايين عبر رسائله المبسطة في عالم مليء بالتعقيدات .

- استطاع الإعلام في عصر العولمة أيضا أن يعيد تشكيل العالم في صورة محسوسة بعد أن سيطرت وسائله على الزمان والمكان وصار المشاهد يجد نفسه في اى نقطة في العالم وهكذا استطاع إعلام العولمة عبر وسائله علاقة جديدة مع العالم والزمن ليكتشف الإنسان أن العالم المترمى الأطراف يمكن أن يختصر فيه المسافات والفروق الزمنية ليصير كرة معلوماتية بعد أن كان في مرحلة سابقة قرية الكترونية صغيرة .

- استطاع في عصر العولمة أن يوفر لوكالات الإعلان الدولية المناخ الملائم لنشر قيم المجتمع الإستهلاكى التي تعارض لثقافة جديدة على شعوب تحاول أن تحتفظ بذاتيتها وخصوصيتها الثقافية .

- استطاع إعلام العولمة بقدراته التكنولوجية الهائلة أن يضعف من نظم الإعلام الوطنية ويزيد من تبعيتها له لتنقل منه مايجود به عليه من صور ومعلومات واعلانات .

- استطاع الإعلام في عصر العولمة أن يحل العلاقات الدولية إلى بحر من الأمواج المتلاطمة فأحدث تأثيرات من الصعب تقييمها في الوقت الحاضر فالواقع يؤكد أن عمليات التوظيف والتعتيم والتضليل والتحريف والتشهير لخدمة أغراض قوى عظمة أصبحت مسائل واضحة للعيان وأترث بدورها في العلاقات بين الدول .

- استطاع الإعلام في عصر العولمة إن يدفع بالإنسان خطوات واسعة في طريق السلوك الإستهلاكى ذلك أن الاستخدام الواسع الإعلان الدولي عبر وسائله فى مجال تسويق السلعي والخدمات أدى إلى خلق طلب واسع على هذه السلع حتى في بلاد لا تسمح الدخل فيها بتبنى أنماط الثقافة الاستهلاكية والنتيجة الطبيعية انخفض معدلات الادخار في مثل هذه الدول وبالتالي امتصاص جزء كبير من فضائلها الاقتصادية على الرغم الحاجة الماسة إليها .

عاشرا : عولمة الرسالة الإعلامية

كثيراً ما نسمع اليوم عن ظاهرة «العولمة» ونتائجها وآثارها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولا يمكننا أن نغض النظر عما يجري تحت مظلة هذه الظاهرة العالمية حتى وان كنا ممن يخالفون أو ممن لا يؤمنون بالعولمة كظاهرة أخذت تضع بصماتها حتى على ما يمارسه الأفراد يومياَ ناهيك عن المجتمعات التي انجرّت وراء هذه الظاهرة العالمية.

أما عن الاعلام، فما هي العلاقة بين العولمة والإعلام؟ هل أن الاعلام العالمي تأثر بالعولمة؟ أم أن العولمة هو انعكاس لظاهرة الاعلام العالمي الذي حمل الرسالة السياسية والاقتصادية والثقافية عبر وسائلها لتقنية ؟

الحقيقة هي أن كلا الظاهرتين متلازمتان لا يمكن أن ينفكّ احدهما عن الأخر على الأقل في عالمنا المعاصر الذي طوي شوطا من الزمن توسعت فيه دائرة العولمة من ناحية وكثرت وتشعّبت وسائل الاعلام فيه من ناحية أخرى.

وقد أثّرت العولمة وبحد كبير على الأنشطة الإعلامية في عالمنا المعاصر ولا تخلو اليوم أية ظاهرة من ظواهر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا ولعبت فيها وسائل الاعلام دوراً يكاد أن يكون الأهم حتى بالنسبة لما تحتويه هذه الظواهر من معنا في المجتمعات المختلفة.

في مقدمة كتابه أكّد البروفيسور أبو العينين أن الكثير من الباحثين يعتقد بأن عولمة الأنشطة الإعلامية «تمثل أهم تطور أعلامي في العقدين الأخيرين من القرن الماضي ، وأن هذا التطور سوف يحدد مسار هذه الأنشطة طوال سنوات القرن الحالي، فضلاً عما يمثله ذلك من أهمية وتأثير في أنظمة الاعلام الوطنية في دول العالم» ولكن هناك أيضا ملاحظات مهمة في هذا المجال لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار وهي:

اولاً: أن عولمة النشاط الإعلامي لم تتحقق بعد بالصيغة التي ربما تكون قد استقرت لدى الكثيرين.

ثانياً: إن ما تحقق عينياً هو عولمة الرسالة الإعلامية بفضل سقوط الحواجز وهي ظاهرة «تقنية» أكثر من كونها ظاهرة سياسية أو ثقافية على الرغم من تأثيراتها السياسية والثقافية.

ثالثاً: أن درجات استجابة الأنظمة الإعلامية الوطنية للتغييرات التي تفرضها عولمة صناعة الاعلام متفاوتة إلى حدود بعيدة، الأمر الذي ينفي بشدة حقيقة أن تكون العولمة سمة أساسية لأنشطة وسائل الاعلام عبر مناطق العالم المختلفة في الوقت الراهن.

رابعاً: إن عولمة النشاط الإعلامي، حيث توجد الآن ليست ظاهرة حديثة تنتمي للعقدين الأخيرين من القرن الماضي، ولكنها تعبير عن تطور تاريخي تمتدّ جذوره إلى القرن التاسع عشر، وان كانت خطاها قد تسارعت في الربع الأخير من القرن العشرين.

وقد كشفت الممارسات المختلفة في سنوات الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين عن دورين أساسيين قامت بهما وسائل الاعلام في المنظومة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية العالمية، وهو الدور الاقتصادي حيث تلعب فيه وسائل الاعلام دوراً مهماً ، فقد أصبحت العولمة الإعلامية تمثل قيمة اقتصادية هائلة ومتنامية وبخاصة في ظل اقتصاد المعلومات الذي أصبح السمة الأساسية للاقتصاد العالمي، حيث بلغت استثمارات صناعة المعلومات تريليوني دولار عام 1995، وفي نهاية القرن (عام 2000) بلغت 3 تريليونات دولار سنوياً بعد إن كانت هذه الاستثمارات لا تتجاوز 350 مليار دولار عام 1980، وثانياً الدور الإيديولوجي الذي يوفر بيئة معلوماتية وإيديولوجية لدعم الأسس السياسية والاقتصادية والمعنوية لتسويق السلع والخدمات وتطوير نظام اجتماعي قائم على تحقيق الربح عبر الثقافات الوطنية المختلفة. وبصورة عامة فان دراسات العولمة في العلوم الاجتماعية تتسم بالتركيز على ظاهرتين أساسيتين، تحتل وسائل الاعلام وخاصة التلفزيون فيهما مكانة متميزة:

اولاً: الوسائل التي يسّرت بها الشركات متعددة الجنسيات عولمة رأس المال والإنتاج.

ثانياً: الثقافة العالمية الناتجة عن ظهور نمط من الشركات متعددة الجنسيات يمتلك ويهيمن على وسائل الاعلام الجماهيرية مما سبب ظهور نمط من الثقافات والإيديولوجيات ذات التوجه الاستهلاكي.

وتخضع أدبيات البحث في ظاهرة العولمة أيضا للعديد من التصنيفات تؤكد بعضها على أنها أحادية السبب mono-causual والأخرى متعددة الأسباب multi-causual ويرى هناك تصنيفاً آخر أكثر ملائمة لتقديم شروح أفضل لظاهرة شديدة التعقيد مثل العولمة وهو تصنيف رباعي يرتكز على تمايز الاتجاهات التالية:

اولاً: مدخل النظم العالمية The World System Approach وهو يبنى على التمييز بين دول المركز وشبه المحيط والمحيط من حيث طبيعة دور هذه الدول في تقسيم العمل الدولي الخاضع لسيطرة النظام الرأسمالي العالمي.

ثانيا: النموذج الثقافي العالمي Global Culture Model ونشأ هذا النموذج من البحوث التي تناولت عولمة الثقافة، ويهتم هذا المدخل بالمشكلات التي تسببها ثقافة متجانسة مرتكزة على وسائل الاعلام، وبخاصة التلفزيون .

ثالثا: نماذج المجتمع الدولي: Global Society Models ويعتقد أصحاب هذه النماذج بأن المجتمع العالمي تاريخيا قد أصبح حقيقة في العصر الحديث فقط، وأن العلم والتقنية والصناعة والقيم العالمية المتنامية أوجدت عالما مختلفاً عن أي عصر من عصور الإنسان السابقة.

رابعاً: مدخل الاقتصاد السياسي: Political Economy ويرتكز هذا المدخل على افتراض أن ديناميكيات الصناعات المنتجة للثقافة يمكن فهمها في ضوء الحتمية الاقتصادية ، وينتمي هذا التوجه إلى الغلاة من الماركسيين اللذين يعتقدون بأن ظاهرة العولمة هي نتاج هيمنة القوى الرأسمالية على التطور الاجتماعي والثقافي السائد عالمياً، وفي هذا المجال تمثل وسائل الاعلام ركناً أساسيا في تفسير هذا المدخل لظاهرة العولمة.

وهناك من يشير إلى «ثمة علاقة وثيقة ربطت بين عولمة النشاط الإعلامي وتصدير الرأسمالية التجارية عبر تطورهما التاريخي، وأن تلك العلاقة هي التي تحكم التطورات الراهنة والمستقبلية في صناعة الاعلام من دون أن ينفي ذلك تدخل عوامل أخرى». ويدعم هذا الافتراض العوامل التالية:

1) التزامن بين ظهور النشاط الإعلامي خارج الأسواق الوطنية الرأسمالية وتصدير الرأسمالية الصناعية والتمدد التجاري في الأسواق الخارجية.

2) الاختلاف الموجود في عولمة الأنشطة الإعلامية التي تطرح على الصعيد العالمي وتنعكس في الأنظمة الإعلامية الوطنية الغربية.

3) خضوع اكبر نسبة من الأنشطة الإعلامية الدولية لعدد من الشركات العالمية العملاقة ونمو الشركات الإعلامية العالمية تبعاً لنمو تلك الشركات.

4) وحدة العمل والمنشأ للشركات العالمية العملاقة مما يشير على انسجامها في الأصعدة المختلفة.

5) تماثل التوزيع الجغرافي للمستوى الذي تحقق من عولمة الأنشطة الإعلامية مع توزيع الاستثمارات التجارية والصناعية للشركات العالمية متعددة الجنسيات مما يدل على إنهما حقيقة واحدة.

6) الاختلاف في تأثير النشاط الإعلامي عبر الوسائل الإعلامية المختلفة. فصناعة التلفزيون مثلاً هي الأكثر تأثراً بسياسات العولمة.

ويستخلص من هذا الافتراض نتيجة مهمة وهي «إن الطابع التاريخي لظاهرة العولمة ينفي عنها صفة الاستمرار باعتبارها مرحلة تاريخية مرتبطة بالقوى الداعمة لها مما يفسح المجال أمام العوامل الوطنية سياسية كانت أم اقتصادية أم ثقافية، للتعامل مع هذه الظاهرة» وهذا يعني من جهة أخرى أن عولمة النشاط الإعلامي ستزول أو ستتغير إذا تغيرت معالم التجارة العالمية وان تكامل الاقتصاد الوطني سيلعب دوره في تعديل الأنشطة الإعلامية لصالح الشعوب خلافاً لما تريده الشركات العالمية المتعددة الجنسيات.

وهناك حقيقة مهمة يجب الإشارة إليها في تجارب الثمانينيات والتسعينيات حول الاعتبارات الجيوبوليتيكية المؤثرة على عولمة النشاط الإعلامي، حيث أن قوى السوق قد أصبحت الوسيلة العالمية الأساس لتنظيم الأنشطة الاتصالية، وأن المبادئ والقيم غير المرتبطة بقوى السوق يتناقض دورها في تنظيم صناعة الاتصال وبالرغم من أهمية هذه الحقيقة في تنظيم العلاقة بين السوق العالمية وعولمة الاعلام فان الاعتبارات الجيوبوليتيكية تؤثر تأثيراً جاداً في تنظيم هذه العلاقة فهذه العلاقة لا تعمل بدرجة واحدة عبر مناطق العالم المختلفة متأثرة بالاعتبارات الجيوبوليتيكية وآثارها في المراحل المختلفة. ولأهمية هذه الحقيقة فان الإستراتيجية الجديدة للشركات العالمية هي أن تصل إلى قطاعات معينة من السكان داخل الأسواق الوطنية، أن الوصول إلى هذه القطاعات تبدو وكأنها المسؤولية الحقيقية لوسائل الاعلام العالمية.

ففي الأقطار العربية على سبيل المثال، يعتقد بأن العوامل السياسية هي المحدد الرئيسي لمدى استجابة الاعلام العربي للتحديات التي تفرضها عولمة الأنشطة الإعلامية. فلا يخلو أي قطر من هذه الأقطار من هيمنة الدولة على واقع الاعلام ومستقبله مما تحدّ كثيراً من خطى الاعلام العربي للتفاعل مع الأنشطة الإعلامية العالمية.

أما بالنسبة إلى تأثير العولمة على اتجاهات البحث الإعلامي ثم تصنّيف بحوث الإعلام المرتبطة بقضايا العولمة إلى تيارين أساسيين:

أ) تيار يحاول رصد التغييرات التي جاءت بها الأنشطة الهادفة إلى عولمة صناعة الاعلام وتأثيراتها.

ب) تيار يحاول رصد تأثيرات تقنية الاتصال الحديثة على صناعة الاعلام.

فعلى الرغم من اهتمام بحوث الاعلام برصد الخطوات التي قطعتها صناعة الاعلام في سبيل تحقيق سوق عالمية للأنشطة الإعلامية المختلفة، ولكنه يمكن رصد العديد من الدراسات خلال سنوات التسعينيات التي تمثل تياراً مناهضاً لظاهرة عولمة الأنشطة الإعلامية وتقسيم هذه الدراسات إلى اتجاهين:

الاتجاه الأول: وهو اتجاه يبدي الكثير من التحفظات على عولمة الأنشطة الإعلامية التي يتم من خلالها تجاهل المصالح الوطنية، وإنهاك اقتصاديات الطبقات الوسطى في المجتمع، وإضعاف قدرات المجتمعات المحلية على الإبداع والابتكار في ظل المنتجات الثقافية الجاهزة التي تقدمها وسائل الاعلام إلى الجمهور، ولكن يجب أن نؤكد هنا على أن تأثير هذا الاتجاه ضعيف في مواجهة قوى العولمة وما تحققه يوماً بعد يوم على أرض الواقع.

الاتجاه الثاني: وهو الاتجاه الذي يقبل بوجود عولمة الأنشطة الإعلامية مدفوعة بدوافع الربح المادي ، وهذا الاتجاه هو أقوى الاتجاهات المناهضة لعولمة الأنشطة الإعلامية سواء في مجال البحوث أم في مجال التحركات الاجتماعية الفعلية .

الحادي عشر : المخاطر السلبية للعولمة

الواقع أن هناك أثار سلبية مختلفة للعولمة سواء على المستوى السياسي والإقتصادى والثقافي ، خاصة في ظل التقدم الهائل لوسائل الاتصال لم يعد من المبالغة القول بأن العالم أضحى قرية صغيرة يمكن للقاطن في أي من أطرافها معرفة ما يحدث في الطرف الآخر ، وهناك دولة واحدة كبرى تنفرد بقيادة العالم وتمتلك موارد اقتصادية هائلة وتعيش نشوة انتصار فلسفتها وإيديولوجيتها بعد انهزام الإيديولوجية المقابلة مع انهيار الإتحاد السوفيتي ومنظومته الاشتراكية وعقيدته الشيوعية مع الاعتقاد بسمو تلك الثقافة .

وامتنا العربية أدهمتها ظروف العولمة وهى في اضعف حالها بحاجة إلى إدراك مخاطر العولمة وجوانبها السلبية والتنبه إلى مخاطرها المتعددة وأهم هذه المخاطر :

1) المخاطر السلبية للعولمة الإعلامية

أ- انهيار السيادة القومية للإعلام في ظل انهيار المفاهيم التقليدية حول القومية الحديثة مثل السيادة على الفضاء والحدود وصنع السياسات الإعلامية وظهر تقسيمات جديدة للعالم .

ب- اعتماد دول الجنوب بشكل اساسى على البرامج الإخبارية والإعلانات والحوارات والمسلسلات والأفلام خاصة الأمريكية وقد ترتب على ذلك زيادة الهيمنة الاتصالية لدول المركز المتحكمة في العولمة على دول الأطراف .

ج- تدفق الثقافة والمفاهيم والأفكار وعادات وسلوكيات ومعلومات غربية جديدة إلى دول العالم بلا حواجز ولا ضوابط وفى إطار تنافسي تجارى بين الشركات المتعددة الجنسيات .

د- زيادة الفجوة الاتصالية بين الشمال الغنى والجنوب الفقير على مستوى العالم بين الريف والحضر داخل دول الجنوب مما أدى إلى تزايد الخلل في التدفق الإعلامي والمعلوماتى من طرف الشمال الغنى إلى الجنوب الفقير وترسيخ الأنماط التقليدية السلبية والمتحيزة في سريان وتدفق الأنباء المبتورة المشوهه عن دول الجنوب والتي تعتمد إغفال كافة الإنجازات التنموية التي تحققت في تلك الدول .

ه- تحويل دول الجنوب إلى سوق للاستهلاك الإعلامي والإعلاني نتيجة لتركز تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في دول الشمال .

2) المخاطر السلبية للعولمة الثقافية " "

أ- هيمنة الثقافة الغربية :

معظم الإنتاج الإعلامي والثقافي ومعظم محتوى شبكات الإنترنت هو نتاج غربي امريكى فهي القادرة على استثمار التقدم الهائل في تكنولوجيا الاتصال والإعلام ، وهذه المنتجات الإعلامية تحمل فكرا محدد وتعبر عن ثقافة معينة من ثقافتهم الخاصة بكل ما تحمله من قيم وعادات وتقاليد وأنماط سلوك ، والغرب هو الذي يسيطر على أغلب القنوات البث الفضائي وعلى محتوى شبكات الإنترنت وعلى أكبر دور الصحف والمجلات ودور النشر ووكالات الأنباء ، فالعولمة تبدو في المجال الثقافي اتجاه إلى إعادة صياغة العالم وفق ثقافة معينة هي الثقافة الغربية الأمريكية بوجه خاص أي أن العولمة الإعلامية لها تأثير ثقافة هام وهو تسويق ثقافة جديدة مغايرة لثقافتنا الغربية .

ب- زعزعة منظومة القيم الاجتماعية :

ومنظومة القيم الاجتماعية تتمثل في العقائد والقواعد العامة التي وتحرص كل أمة على حماية هذه القيم ووسائل الإعلام العالمية تبث أفكار وآراء وتصورات منافية ومختلفة مع عقائدنا وقيمنا وتترك آثار سلبية في إدراك ووعى ووجدان المتلقيين وبالتالي تشكل خطر على إدراك الشباب ومعتقداتهم الأصلية ووعيهم بقيمهم نتيجة لبث قيم بديلة تشغل عقولهم وفكرهم .

ج- تهديد لغتنا العربية :

وتمثل ملامح هذه الأزمة في الإقصاء المستمر للغة العربية بمظاهر شتى منها : انسحاب اللغة العربية من حياتنا اليومية وفى أجهزتنا الإعلامية الرسمية والغير الرسمية

وفى ظل ظروف العولمة ستتعمق الأزمة التي تعيشها لغتنا يتم التبشير بالفلسفة الليبرالية الغربية باعتبارها النموذج الأرقى لأسلوب الحياة الإنسانية . ومعظم شبكات الإنترنت تبث بالغة الإنجليزية وبالتالي يؤدى هذا إلى إعلاء شأن اللغات الغربية على حساب لغتنا العربية .

3) المخاطر السلبية للعولمة في المجال السياسي

إضعاف سلطة الدولة الوطنية :

حيث أن التقدم الهائل في الاتصالات والمعلومات فرض واقعا جديدا أصبحت فيه قدرة الدولة على فرض سياج حول نفسها ومجتمعها أمرا مستحيل

محاولة فرض نظام سياسي معين على العالم :

حيث لابد من الإشارة هنا أن النظام السياسي الغربي حقق لمجتمعاته الخير والفائدة الكبيرة ولكن هذا النظام لايمكن أن يكون مناسبا لكل المجتمعات فكل مجتمع له ظروفه وثقافته الخاصة به والتي لاتتناسب مع النظام الغربي والذي هو ليس هدفه تحقيق الخير والتقدم لباقي المجتمعات بقدر السعي إلى تخلفها وإضعاف نظامها فهو لاينطلق من دوافع أخلاقية .

محولة إملاء سياسة معينة على العالم :

فمن خلال ترويج وسائل الإعلام لأفكار ومفاهيم ومبادئ حق تقرير المصير والشرعية الدولية واحترام حقوق الإنسان يتم السيطرة والهيمنة على الدول الفقيرة حيث يتم تطبيق هذه المبادئ وفقا للمصلحة الغربية محاولة منها السيطرة والهيمنة على دول العالم فمن خلال الشرعية الدولية ثم حصار العراق وليبيا والسودان وباسم الشرعية تم احتلال العراق وغزو أفغانستان .حيث يتم استغلال ظروف العولمة الإعلامية لإملاء سياسات معينة يتم فرضها على العالم لتحقيق مصالح دول كبرى .

4) الآثار السلبية للعولمة في الحياة الاجتماعية " "

أ- الترويج للنمط الغربي من أساليب الحياة والسلوك :

حيث أن لكل مجتمع أسلوب حياته الخاصة ونمط مميز للسلوك وله عادته وتقاليده ولابد من حصول التأثير والتأثر بين المجتمعات وتلك سنة الحياة ، ويبرز هنا عامل مهم من عوامل التأثير وهو ناتج عن سطوة الأجهزة الإعلامية وتأثيرها البالغ على سلوك الأفراد بما تملكه من وسائل الجدب والإبهار المغرية خاصة القدرات التي تملكها الشركات الغربية العملاقة و الأمريكية خصوصا حيث تبث مواد إعلامية هي نتاج للواقع الإجتماعى الغربي وتمثل قيمة وتعبر عن سلوك ذلك المجتمع وأنمط حياته وهذه المواد الإعلامية تحمل مضامين هدامة منافية لقيمنا وأحلامنا وتكرس قيما سلبية متناقضة مع قيمنا وسلوكياتنا

ب- تعميق التفاوت الإجتماعى :

حيث زادت معدلات الفقر والبطالة في كثير من دول العالم نتيجة لظروف العولمة الإعلامية التي تسوق مفاهيم الحرية الاقتصادية وعدم تدخل الدولة في الشئون الاقتصادية وحتى لو سمحت ظروف العولمة للشركات الأجنبية بالاستثمار للدول الفقيرة لتحسين ظروف العمل والعمال فتلك الشركات لايتوقع منها تحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية ولن تنمح العمال إلا الحد الأدنى من الأجور .

ج- إيقاف الانتماءات الأولية :

حيث أن الظروف التي جاءت مصاحبة للعولمة من إشاعة الديمقراطية الليبرالية والدعوة إلى حق تقرير المصير واحترام حقوق الإنسان ، قد فتحت المجال أمام دعوات إيقاف الانتماءات الأولية للظهور وأزلت الحواجز التي كانت تحول دون بروزها أو أن إضعاف سلطة الدولة في ظل ظروف العولمة يفتح المجال لاستيقاظ الدعوات لتلك الانتماءات التي ربما تكون مكبوتة " ".

إعداد الباحث : أدهم عدنان طبيل

ali.fati
2011-12-23, 10:54
لو سمحت اخي اريد هده البحوث الجدوى الاقتصادية للبحث العلمي2 النظام المعلوماتي و الاسواق المالية .و شكرا

zakaria_alger
2011-12-24, 10:35
اسم العضو :.zakaria_alger

الطلب : بحث عن ألعاب القوى

المستوى : سنة أولى جامعي *رياضة*

أجل التسليم :..2/1/2012

محب بلاده
2011-12-24, 12:51
اسم العضو :.zakaria_alger

الطلب : بحث عن ألعاب القوى

المستوى : سنة أولى جامعي *رياضة*

أجل التسليم :..2/1/2012

بحث عن ألعاب القوى

في هذا البحث سنتطرق الى النقاط التالية :


- المِضمار والميدان

المِضمار
الميدان



- سباقات المضمار

سباقات الجري
سباقات الحواجز
سباقات الموانع
سباقات المشي
سباقات التتابع



- سباقات الميدان
سباقات الوثب (القفز)
سباقات الرمي
العشاري والسباعي والخماسي



- المنافسات
المنظمات
أنواع المنافسات
المضمار
لقاءات ألعاب القوى



- ألعاب القوى في الدول العربية
على مستوى دول الخليج العربية
على المستوى القاري
دورة البحر المتوسط الثالثة عشرة
على المستوى الأوليمبي
على المستوى العالمي




- نبذة تاريخية
البدايات
الانتعاش في القرن التاسع عشر الميلادي
أوائل وأواسط القرن العشرين الميلادي
ألعاب القوى اليوم


مقدمة :



لقاءات ألعاب القوى شائعة في بلدان كثيرة. وفي كريستال بالاس بجنوبي لندن ملعب لألعاب القوى مضاء بأنوار اصطناعية تمكّن من مواصلة المسابقات في الليل.
ألعاب القوى رياضة يتنافس فيها اللاعبون في مسابقات الجري والمشي والوثب والرمي. تتألف مسابقات المضمار من سباقات في الجري والمشي لمختلف المسافات. والسباقات الميدانية مباريات في الوثب أو الرمي، ويمكن أن تقام لقاءات المضمار والميدان في صالات مغلقة أو في الهواء الطلق. ويتنافس الرجال والنساء بشكل منفصل في اللقاءات.


تعد ألعاب القوى أكثر الرياضات شيوعًا في العالم. فهناك حوالي 180 دولة تنتسب إلى الاتحاد الدولي لألعاب القوى للهواة، وهو الهيئة التي تدير ألعاب القوى وتنظّمها. ويعترف الاتحاد الدولي لألعاب القوى للهواة بأرقام البطولات العالمية في 65 مسابقة من مسابقات الرجال والنساء. ويعترف الاتحاد بأرقام البطولات العالمية في المسافة المترية فقط، ماعدا سباق الميل. وترصد القائمة المرفقة بهذه المقالة أرقام البطولات الرئيسية للرجال والنساء.

لقاءات ألعاب القوى شائعة في بلدان كثيرة. وفي كريستال بالاس بجنوبي لندن ملعب لألعاب القوى مضاء بأنوار اصطناعية تمكّن من مواصلة المسابقات في الليل.

المِضمار.

تكون مضامير الجري المقامة في الهواء الطلق (الخارجية) بيضية الشكل وتخطط عادة في ملعب كبير (أستاد). تحدد قواعد الاتحاد الدولي لألعاب القوى للهواة ألا يقل طول مضامير الجري الخارجية عن 400م تقريبـًا، ومعظم المضامير الحديثة تكون بهذا الطول تمامـًا. كانت المضامير في الماضي ترابية أو تغطى بالرماد أو نفايات معادن، ولكن معظم المضامير الجديدة مصنوعة من مادة اصطناعية مانعة للماء، ويمكن استخدامها في الجو الممطر.



للمضامير في الصالات المغلقة سطح خشبي أو سطح من مادة اصطناعية. ويكون لها عادة منحنيات مائلة. ووفقـًا لقواعد الاتحاد الدولي لألعاب القوى للهواة فإن المقياس المفضل للمضمار في صالة مغلقة هو 200م.

تقسم المضامير الخارجية إلى ستة مسارات أو ثمانية. ويجب على العدائين أن يبقوا في مساراتهم في جميع السباقات التي تكون مسافاتها 400م وأقل من ذلك، وحتى يجتازوا المنحنى الأول في سباق 800م. كما تقضي قاعدة الاتحاد الدولي لألعاب القوى للهواة بأن يكون عرض المسار بين 1,22م و1,25م.




الميدان.

تجرى معظم مسابقات الميدان في حيز محاط بمضمار. ولكن في بعض اللقاءات، قد تقام واحدة أو أكثر من مسابقات الرمي خارج الملعب، وذلك لوقاية الرياضيين الآخرين والمشاهدين المحتشدين في منطقة الميدان، أو لتفادي إلحاق الضرر بالعشب الاصطناعي الذي يغطي كثيرًا من ميادين ألعاب القوى. يتضمن الميدان طرق اقتراب مسابقات القفز. وفيه أيضـًا مناطق دائرية مغطاة بمواد كالخرسانة أو الإسفلت في أكثر مسابقات الرمي
سباقات المضمار


تشتمل مسابقات المضمار على مجموعة منوعة من السباقات، مثل سباقات المسافات القصيرة، وتدعى العَدْو حيث يعدو العداء فيها بأقصى سرعة، في حين أن سباقات المسافات الطويلة تتطلب قوة تحمل أكبر. وفي سباقات جري معينة، مثل سباقات الحواجز وسباقات الموانع، يتوجب على العدائين أن يقفزوا فوق العوائق. أما السباقات الأخرى، وتدعى سباقات التتابع فإن فرقـًا من العدائين تشترك فيها.



سباقات الجري.

تُجرَى في مضمار خارجي، يغطي مسافات تتراوح بين 100م و 10,000م. أما سباقات الجري داخل الصالات المغلقة فتبلغ مسافاتها بين 50م و5,000م. سباقات اختراق الضاحية و سباقات الطرق وتُجرَى خارج الملعب. يجتاز المتنافسون في سباق اختراق الضاحية تضاريس مثل الهضاب والحقول. وتكون معظم سباقات الطرق مفتوحة لاشتراك جميع العدائين فيها، وتمنح جوائز مالية للفائزين في العديد من السباقات. والمسافة المتعارف عليها في سباق الطرق هي عشرة كيلو مترات.



سباقات الحواجز.

مسابقات يجتاز المتنافسون فيها عوائق تسمى الحواجز. وأكثر هذه السباقات يكون فيها عشرة حواجز تفصل بينها مسافات متساوية. هناك نوعان من سباقات الحواجز، متوسطة وعالية. فالحواجز المتوسطة يكون ارتفاعها 91سم للرجال و 76سم للنساء. أما الحواجز العالية للرجال فيكون ارتفاعها 107سم في حين يكون ارتفاع الحواجز العالية للنساء 84سم. وتغطي سباقات الحواجز المتوسطة مسافة 400م أو 440 ياردة في منافسات الرجال والنساء على السواء. وأكثر سباقات اجتياز الحواجز العالية الخارجية تكون أطوالها 110م للرجال و 100م للنساء. ويمكن أن تسقط الحواجز دون أن يحتسب ذلك خطأ على المتسابق، لكن الاحتكاك بالحاجز يؤدي عادة لإبطاء العداء.



سباقات الموانع.
جرت العادة أن تكون مسافة هذا السباق 3000م، وتقام فيه نوعان من العوائق ؛ الحواجز والمواثب المائية. يجب أن يثب العداؤون فوق حواجز ارتفاعها 91 سم 28 مرة. هذه الحواجز قوية وأكثر ثباتـًا من المستخدمة في سباق الحواجز، وللعداء أن يطأ بقدمه عليها عندما يتخطاها. ويجب على العداء أن يعبر الموثب المائي سبع مرات. يتكون الموثب المائي من حاجز وحفرة مربعة الشكل مملوءة بالماء طول ضلعها 66,3م. يجتاز العداء في سباق الموانع من فوق الحاجز ويتخطى واثبـًا عبر الماء. ويكون عمق الحفرة أسفل الحاجز 70سم، ثم يتدرج لأعلى ليصل إلى مستوى المضمار. ويهبط معظم العدائين في سباق الموانع في مياه الطرف الضحل من الحفرة لتلطيف هبوطهم.





سباقات المشي.
ويجب فيها على اللاعبين اتباع قواعد محددة لتقنية المشي، إذ يجب أن تلامس القدم الأمامية الأرض قبل أن ترتفع القدم الخلفية عن الأرض. وفي أثناء ملامسة القدم للأرض، يجب ألا تـُثـنى الساق للحظة واحدة في الأقل.و يحق للمشتركين في سباق المشي تلقي إنذار واحد فقط عن خطأ الأداء قبل أن يستبعدوا من السباق. ويمكن أن تقام سباقات المشي على مضمار أو طريق. ومعظم سباقات المشي الدولية للرجال تغطي مسافة 20,000م أو 50,000م. أما أرقام البطولات العالمية للنساء فقد تم الاعتراف برقمين هما 5,000 و10,000م.




سباقات التتابع.
تقوم بها فرق يتألف كل منها من أربعة عدائين. يحمل العداء الأول عصا طولها حوالي 30سم، وبعد أن يجري لمسافة محدودة تدعى مرحلة، يسلم العصا لعضو الفريق التالي. يجب أن يتم هذا التسليم في منطقة طولها 20 م. وإذا لم يتبادل العداءان العصا ضمن هذه المنطقة فإنه يتم استبعاد فريقهم. وتحدد مسافات الجري في معظم سباقات التتابع بـ 400م أو 1,600م. يحفظ الاتحاد الدولي لألعاب القوى للهواة أرقامـًا عالمية لسباقات التتابع لمسافة 800م و 3,200م وللرجال فقط 6,000م. يجري أعضاء الفريق الأربعة جميعهم في سباقات التتابع هذه مسافات متساوية.




سباقات الميدان



تقام سباقات الميدان في أماكن أعدت خصيصا لهذه الغاية وضمن حدود مضمار بيضي الشكل. تتألف المنافسة الميدانية النموذجية من أربع مسافات في الوثب وأربع مسابقات في الرمي. مسابقات الوثب هي: الوثب الطويل والوثب الثلاثي والوثب العالي والقفز بالعصا. أما مسابقات الرمي فهي رمي القرص ورمي المطرقة ورمي الرمح ورمي الكرة الحديدية. ولا تشارك النساء في سباق القفز بالعصا أو رمي المطرقة، كما أن الاتحاد الدولي لألعاب القوى للهواة لايعترف بالوثبة الثلاثية للمرأة.



سباقات الوثب (القفز).

يقفز اللاعبون في الوثب الطويل والوثب الثلاثي إلى الأمام قدر استطاعتهم. أما في الوثب العالي والقفز بالعصا (الزّانة) فيثب المتنافس في المسابقة عاليًا فوق العارضة قدر مايمكن من الارتفاع.

أما الوثب الطويل، ويدعى أحيانـًا الوثب العريض، فيتم في وثبة واحدة إلى داخل حفرة مملوءة بالرمل. ولبدء الوثبة الطويلة يجري المشارك بأقصى سرعة منحدرًا فوق طريق طويلة، ويقفز واثبـًا من لوحة الارتقاء. إذا خطا اللاعب عبر اللوحة قبل الوثب تحتسب الوثبة خطـأ عليه. يقاس طول الوثبة من أمام حافة لوحة الارتقاء إلى أقرب علامة يتركها اللاعب في الرمل. وعندما يكون عدد اللاعبين كبيرًا يسمح لكل لاعب بثلاث وثبات، ويؤهل عدد معين من المتقدمين لثلاث وثبات أخرى. وعندما يتنافس لاعبون أقل يسمح لكل واحد بست وثبات. وإذا تخطى لاعبان المسافة نفسها يكون الفائز منهما صاحب أفضل وثبة تالية.

تتألف الوثبة الثلاثية، وتسمى في الأصل الحجلة والخطوة والوثبة، وهي ثلاث وثبات متواصلة، تتم الوثبتان الأوليان على طريق الاقتراب. يرتقي اللاعب على قدم واحدة في الحجلة ويهبط على القدم نفسها، وفي الخطوة الثانية يهبط اللاعب على القدم الثانية. وفي نهاية الوثبة الثالثة، يهبط اللاعب على كلتا قدميه في حفرة رمل.

يحاول لاعبو الوثب العالي والقفز بالعصا (الزّانة) أن يدفعوا أنفسهم من فوق عارضة طويلة مرفوعة على عمودين يسميان القائمين. يهبط اللاعبون على وسائد مطاط رغوية. وإذا أسقط اللاعب العارضة من على القائمين تحتسب الوثبة فاشلة. وتؤدي ثلاث وثبات فاشلة إلى استبعاد اللاعب.


والفائز هو المنافس الذي يثب إلى أعلى ارتفاع. وإذا ظل التعادل قائمًا يعد المتنافس الفائز هو الحاصل على أقل مجموع من المحاولات الفاشلة في ذلك الارتفاع. فإذا بقي التعادل مستمرا فالمتنافس الذي لديه أقل مجموع من المحاولات الفاشلة في كل الارتفاعات يكون الفائز.

يبدأ لاعب الوثب العالي الجري نحو العارضة من أي زاوية ضمن منطقة اقتراب كبيرة شبه مستديرة. وللاعب أن يستخدم أي طريقة للوثب، ولكن يجب عليه الارتقاء بقدم واحدة. وفي الطريقة الحديثة الأكثر شيوعـًا التي تسمى وثبة فوسبري يقفز اللاعبون وظهورهم للعارضة متجاوزين برؤوسهم أولاً. وهذه الطريقة سميت باسم البطل الأمريكي للوثب العالي ديك فوسبري، الذي أدخلها في أواخر الستينيات من القرن العشرين.

أما لاعب القفز بالعصا فيستخدم عصا طويلة تصنع عادة من الألياف الزجاجية. ويبدأ قفزته بالجري بأقصى سرعة في طريق الاقتراب حاملاً العصا بكلتا يديه. وعندما يقترب من حفرة القفز يكبس طرف العصا البعيد في صندوق خشبي أو معدني مطمور في الأرض فتنثني العصا. بينما يتعلق هو موليـًا ظهره للأرض وقدميه للأعلى. وعندما تستقيم العصا حيث تساعد على قذفه في الهواء يجذب نفسه عاليـًا، ويقلب جسده ليواجه الأرض. وقبل أن يتخلىعن العصا يعطي نفسه دفعة أخيرة بذراعيه لتزيد من ارتفاعه.





سباقات الرمي.

تتطلب سابقات الرمي من اللاعبين أن يدفعوا جسمـًا إلى أبعد مسافة ممكنة. ويرمي المتنافسون في رمي القرص والمطرقة والكرة الحديدية جميعهم من داخل دائرة. يرمي اللاعبون في سابقات رمي القرص والمطرقة من داخل سياج يدعى القفص لوقاية المشاهدين من الرميات الطائشة. أما في مسابقات رمي الرمح فيجري اللاعب في طريق الاقتراب المخططة في الميدان، ويرمي الرمح قبل أن يصل إلى خط الخطأ المحظور تخطّيه. ويجب أن يهبط الجسم المقذوف في كل مسابقة داخل منطقة محددة مخططة، وإذا حقق متنافسان المسافة نفسها فإن التعادل بينهما يُحسم بأفضل رمية تالية.

والقرص جسم بشكل صحن مصنوع من الخشب في إطار معدني. ويبلغ قطر القرص الذي يستخدمه الرجال حوالي 22سم ويزن كيلوجرامين على الأقل. أما قطر القرص الذي تستخدمه النساء فهو حوالي 18سم، ويزن كيلو جرامـًا واحداً على الأقل. ويمسك اللاعب القرص بيد واحدة، ويدور بسرعة حول نفسه مرة ونصف المرة، ويرميه بحركة ذراع جانبية ليجعله يسبح في الهواء.



تتألف المطرقة من سلك فولاذي مع كرة معدنية مربوطة بأحد طرفيه ومقبض مثبت في الطرف الآخر. تزن المطرقة بأكملها 7,26كجم، وطولها يقارب 120سم. ويستخدم اللاعب كلتا يديه، فيمسك المقبض، ويدور حول نفسه ثلاث أو أربع دورات قبل أن يطلقها.

والرمح حربة مصنوعة من المعدن أو الخشب. يتراوح طول الرمح الذي يستخدمه الرجال بين 2,6م و2,7 م ويزن 800جم على الأقل. أما الرمح الذي تستخدمه النساء فيتراوح طوله بين 2,2 م و 2,3م، ويزن 600جم على الأقل. ويقبض اللاعب الرمح من مقبضه قرب الوسط ويجري به، ومن ثم يطلقه برمية من فوق أعلى الذراع أثناء جريه

والكرة معدنية، وقطر كرة الرجال 12 سم تقريبًا. وتزن 7,26كجم بحد أدنى، أما قطر كرة النساء فهو حوالي عشرة سنتيمترات، وتزن أربعة كيلو جرامات في الأقل. يدفع المتنافسون الكرة على الأصح ولا يرمونها؛ إذ يجب أن تمسك الكرة بـإزاء العنق لمنع أي حركة رمي. يبدأ اللاعب بانطلاقة قوية من ساق واحدة، وينتهي بدفعة قوية جدًا بالذراع.





العشاري والسباعي والخماسي

العشاري والسباعي والخماسي منافسات مركبة يتنافس اللاعب فيها في عدة مسابقات مختلفة في فترة يوم أو يومين. وتعلن النقاط التي أحرزها المتنافسون بعد الانتهاء من كل مسابقة. وتحسب النقاط بناءً على جدول احتساب النقاط وفق قواعد الاتحاد الدولي لألعاب القوى للهواة. والفائز هو اللاعب الذي يحتسب له أعلى مجموع من النقاط. وهكذا، فإن بطل المنافسة هو اللاعب الأفضل متعدد البراعات، وليس بالضرورة أن يكون أفضل منافس في أي مسابقة فردية.

والعشاري عشرة سباقات للرجال. وتقام في يومين متتاليين. وفي اليوم الأول، يتنافس المشاركون في سباقات 100م عدو، ووثب طويل، ودفع الكرة الحديدية، ووثب عالٍ، 400م عدو. وفي اليوم الثاني، يتنافس المشاركون في الحواجز العالية، رمي القرص، والقفز بالعصا، ورمي الرمح، و1500م جري.

والســباعي هـــو ســـبع مســابقات للنسـاء تقام في يومين متتاليين. وفي اليوم الأول يبدأن بالحواجز العالية يتبعها الوثب العالي ثم دفع الكرة الحديدية ثم 200م جري. وفي اليوم الثاني تجري المنافسة في الوثب الطويل ثم رمي الرمح ثم 800م جري.

والخماسي منافسة في يوم واحد من خمس مسابقات، ونادرًا ماتقام هذه الأيام، إذ إن السباعي حل محل الخماسي للنساء في عام 1981م. أما مسابقات الخماسي للرجال فتشمل الوثب الطويل ثم رمي الرمح ثم 200م جري، ثم رمي القرص ثم 1500م جري.

المنافسات


المنظمات. يشرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى للهواة على ألعاب القوى الدولية. فهو يدير وينظم البطولات العالمية لألعاب القوى، ويتعاون مع اللجنة الأوليمبية الدولية في إخراج مباريات المضمار والميدان بالألعاب الأوليمبية. وتدير المنظمات الأخرى اللقاءات الدولية والبطولات الوطنية والبطولات المقيدة، مثل لقاءات الجامعات والكليات واللقاءات الإقليمية والنوادي ولقاءات المدارس.


أنواع المنافسات.
اللقاءات الدولية الأكثر هي الألعاب الأوليمبية التي بدأت في عام 1896م، والبطولات العالمية التي بدأت عام 1983م. وتقام الألعاب الأوليمبية كل أربعة أعوام. كما تقام البطولات العالمية كل أربعة أعوام. وتشمل اللقاءات الدولية الرئيسية الأخرى البطولات الإفريقية وألعاب دول الكومنولث والبطولات الأوروبية وألعاب بان أمريكان وكأس العالم. وتتنافس بلدان كثيرة

الواحدة ضد الأخرى في لقاءات ثنائية سنوية منافسات بين فريقين.



المضمار.
في لقاء المضمار النموذجي تقام مسابقات عديدة في الوقت نفسه. يتولى الإداريون تنظيم كل مسابقة وفقـًا لقواعدها الخاصة. ويتطلب السباق وجود نقطة بداية وبضعة حكام عند خط النهاية، وعدد كبير من ساعات التوقيت يصل أحيانـًا إلى اثنتي عشرة ساعة. وتستخدم الأجهزة الإلكترونية عادة بدلا من بعض الحكام وساعات التوقيت في اللقاءات الرئيسية. يقيس الحكام الوثبات والرميات ويراقبون الأخطاء في مسابقات الميدان. وفي بعض المسابقات، يتحقق الحكام أيضًا من اتباع اللاعبين للقواعد. يفحص الحكام اللاعبين ليتأكدوا أنهم يتبعون قواعد اللعبة.



لقاءات ألعاب القوى.
تجرى كثير من اللقاءات في يوم واحد، ولكن سباقات الألعاب الأوليمبية والبطولات العالمية توزع على مدى أكثر من أسبوع. وتضم البطولات الكبيرة عددًا كبيرًا من اللاعبين، الذين لايستطيعون التنافس جميعـًا في وقت واحد. في هذه اللقاءات يجب أن يتأهل اللاعبون للنهائيات في الأدوار التمهيدية. يتأهل عادة ثمانية متنافسين لنهائيات مسابقة مضمار الجري التي تتم في مسارات. ومعظم مسابقات الميدان التمهيدية تقلل عدد المشاركين في النهائيات إلى 12 مشاركًا.



------------------------------
ألعاب القوى في الدول العربية


تعتبر ألعاب القوى من الرياضات القديمة في الدول العربية، حيث بدأت ممارستها في وقت مبكر. وتنتشر ألعاب القوى انتشارًا واسعًا في جميع الدول العربية، ولها في كل دولة عربية اتحاد رياضي محلي يتولى رعاية شؤونها وتنظيم نشاطاتها المحلية. ويرعى شؤون ألعاب القوى على المستوى العربي الاتحاد العربي لألعاب القوى للهواة الذي تأسس عام 1975م، ومقره في الرياض في المملكة العربية السعودية. ويقوم الاتحاد بالتنظيم والإشراف على تنظيم مسابقات وبطولات ألعاب القوى المستقلة والمتضمنة في الدورات الرياضية المتنوعة التي تشارك فيها الدول العربية. ويصدر الاتحاد مجلة فصلية متخصصة تشمل كافة أخبار العالم العربي في مجال ألعاب القوى بالإضافة إلى الأرقام القياسية العربية والقارية والدولية. ومن أبرز نشاطات ألعاب القوى التي تقام بانتظام على مستوى الدول العربية: البطولة العربية لألعاب القوى للكبار، والبطولة العربية لألعاب القوى للشباب (تحت 20 سنة)، والبطولة العربية لاختراق الضاحية (كأس فلسطين). ومن البطولات التي تقام على مستوى دول الخليج: بطولة دول مجلس التعاون الخليجي لألعاب القوى، وبطولة دول مجلس التعاون الخليجي لاختراق الضاحية.


ويعتبر سجل الأبطال العرب في ألعاب القوى حافلاً بالانتصارات المشرفة المتمثلة في الأرقام العالمية والميداليات الذهبية والألقاب العالمية في مختلف مسابقات ألعاب القوى. ومن أبرز الأبطال العرب في مسابقات الجري التونسي محمد القمودي، حصل على الميدالية الذهبية لسباق 5,000م في الدورة الأوليمبية التي أقيمت في المكسيك عام 1968م. المغربي سعيد عويطة حصل على الميدالية الذهبية لسباق 5,000م في كل من الدورة الأوليمبية التي أقيمت في لوس أنجلوس عام 1984م، وبطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في روما عام 1987 وبطولة كأس العالم لألعاب القوى التي أقيمت في برشلونة عام 1989م. المغربية نوال المتوكل، حصلت على الميدالية الذهبية لسباق 400م في الدورة الأوليمبية التي أقيمت في لوس أنجلوس عام 1984م. المغربي إبراهيم بو الطيب، حصل على الميدالية الذهبية لسباق 10,000م في الدورة الأوليمبية التي أقيمت في سيؤول عام 1988م. السوداني الكشيف حسن، حصل على الميدالية الذهبية لسباق 400م في بطولة كأس العالم لألعاب القوى التي أقيمت في مونتريال عام 1979م. السوداني عمر خليفة، حصل على الميدالية الذهبية لسباق 1500م في بطولة كأس العالم لألعاب القوى التي أقيمت في كانبرا عام 1985م. الصومالي عبدي بيلي، حصل على الميدالية الذهبية لسباق 1500م في كل من بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في روما عام 1987م، وبطولة كأس العالم لألعاب القوى التي أقيمت في برشلونة عام 1989. الجزائري نور الدين مرسلي، فاز بالمركز الأول لسباق الميل في بطولة الجائزة الكبرى في ألعاب القوى التي أقيمت في أثينا عام 1990م، وفاز بالميدالية الذهبية لسباق 1500م في كل من بطولتي العالم لألعاب القوى اللتين أقيمتا في طوكيو عام 1991م، وفي شتوتجارت عام 1993م، وبطولة العالم لألعاب القوى للصالات المقفلة التي أقيمت في أشبيلية في عام 1991م.

الجزائري رضا عبدالنور، فاز بالمركز الأول لسباق الميل في بطولة الجائزة الكبرى في ألعاب القوى التي أقيمت في أثينا عام 1990م. المغربي خالد سكاح، فاز بالمركز الأول لسباق 5,000م في بطولة الجائزة الكبرى في ألعاب القوى التي أقيمت في أثينا عام 1990م، وحصل على الميدالية الذهبية لسباق 10,000م في الدورة الأوليمبية التي أقيمت في برشلونة عام 1992م. المغربي إبراهيم بو الطيب، فاز بالمركز الأول لسباق 5,000م في بطولة الجائزة الكبرى في ألعاب القوى التي أقيمت في أثينا عام 1990م. المغربي حمو بو الطيب، حصل على الميدالية الفضية لسباق 3,000م في بطولة العالم لألعاب القوى للصالات المقفلة التي أقيمت في أشبيلية عام 1991م. القطري طلال منصور، حصل على الميدالية الذهبية لسباق 100م في كل من بطولتي العالم العسكرية لألعاب القوى اللتين أقيمتا في وارندورف بألمانيا عام 1987م وفي كاياني بفنلندا عام 1990م. القطري راشد شيبان، حصل على الميدالية الذهبية لسباق 110م حواجز في بطولة العالم العسكرية لألعاب القوى التي أقيمت في كاياني بفنلندا عام 1990م. القطري إبراهيم إسماعيل، حصل على الميدالية الذهبية لسباق 400م في بطولة العالم العسكرية لألعاب القوى التي أقيمت في كاياني بفنلندا عام 1990م. القطري أحمد إبراهيم، حصل على الميدالية الذهبية لسباق 5,000م في بطولة العالم العسكرية لألعاب القوى التي أقيمت في كاياني بفنلندا عام 1990م. البحريني خالد جمعة، حصل على الميدالية الذهبية لسباق 200م في كل من بطولتي العالم العسكرية لألعاب القوى اللتين أقيمتا في روما عام 1989م وفي كاياني بفنلندا عام 1990. التونسي فتحي البكوش، حصل على الميدالية الذهبية لسباق 3,000م موانع في بطولة العالم العسكرية لألعاب القوى التي أقيمت في كاياني بفنلندا عام 1990م. الجزائرية حسيبة بولمرقة، فازت بالميدالية الذهبية لسباق 1,500م في كل من بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في طوكيو عام 1991، والدورة الأوليمبية التي أقيمت في برشلونة عام 1992م. القطري محمد سليمان، فاز بالميدالية الذهبية لسباق 1,500م في بطولة كأس العالم السادسة لألعاب القوى التي أقيمت في لافانا بكوبا عام 1992م.

يواصل الأبطال العرب في ألعاب القوى تحقيق المزيد من الإنجازات والانتصارات على كافة المستويات العربية والقارية والأوليمبية والعالمية. فعلى المستوى العربي أقيمت البطولة العربية السابعة في ألعاب القوى للشباب والشابات عام 1996م في مدينة اللاذقية بسوريا، وتقدم فيها المنتخب السعودي للشباب بإحرازه سبع ميداليات ذهبية، تلاه المنتخب الجزائري بخمس ميداليات ذهبية، ثم المنتخب التونسي بثلاث ميداليات ذهبية، وتقدم المنتخب الجزائري للشابات بإحرازه تسع ميداليات ذهبية، تلاه المنتخب التونسي بسبع ميداليات ذهبية، ثم المنتخب المصري بميداليتين ذهبيتين. وأقيمت البطولة العربية العاشرة لألعاب القوى للرجال عام 1997م في مدينة الطائف بالسعودية، وتقدم فيها المنتخب القطري بإحرازه عشر ميداليات ذهبية، تلاه المنتخب السعودي بخمس ميداليات ذهبية، ثم المنتخب السوداني بميداليتين ذهبيتين. وفاز المنتخب السعودي لألعاب القوى بالبطولة العربية التاسعة للشباب التي أقيمت في سوريا في نوفمبر 2000م.






على مستوى دول الخليج العربية.

أقيمت بطولة مجلس التعاون الخليجي لألعاب القوى عام 1996م بالكويت، وفاز فيها المنتخب السعودي بالمركز الأول، تلاه المنتخب القطري في المركز الثاني، ثم المنتخب الكويتي في المركز الثالث. وأقيمت بطولة مجلس التعاون الخليجي الثامنة لاختراق الضاحية عام 1996م بالدوحة، وفاز فيها المنتخب القطري بالمركز الأول، تلاه المنتخب السعودي في المركز الثاني، ثم المنتخب الإماراتي في المركز الثالث. وأقيمت البطولة الخليجية السادسة لألعاب القوى للشباب عام 1997م بالإمارات العربية المتحدة، وفاز فيها المنتخب القطري بالمركز الأول، تلاه المنتخب السعودي في المركز الثاني.



على المستوى القاري.
أقيمت بطولة آسيا السادسة في ألعاب القوى للشباب والشابات عام 1996م في نيودلهي بالهند، وأحرز فيها لاعبا ألعاب القوى القطريان خمس ميداليات ذهبية، وثلاث ميداليات فضية، وميدالية برونزية. فقد أحرز فرج مبارك النوبي الميداليتين الذهبيتين لسباقي العدو لمسافة 400م، حيث سجل رقمًا مقداره 47,15 ثانية، والعدو لمسافة 400م حواجز، مسجلاً رقمًا جديدًا للبطولات الآسيوية للشباب مقداره 50,76 ثانية، وأحرز ناصر سليمان الميدالية الذهبية لسباق الجري لمسافة 5000م حيث سجل رقمًا مقداره 14,26,91 دقيقة، وأحرز مبارك خصيف الميدالية الذهبية لسباق العدو لمسافة 110م حواجز بتسجيله رقمًا جديدًا للبطولات الآسيوية للشباب مقداره 14,11 ثانية، وأحرز ناصر راشد الدوسري الميدالية الذهبية لمسابقة رمي القرص حيث سجل رقمًا مقداره 50,36م. وأحرز ناصر سليمان الميدالية الفضية لسباق الجري لمسافة 1500م حيث سجل رقمًا مقداره 3,53,20 دقائق، وأحرز اللاعب عبدالعزيز الميدالية الفضية لمسابقة الوثب الثلاثي، حيث سجل رقمًا مقداره 15,62م، وأحرز فريق التتابع الميدالية الفضية لسباق تتابع العدو لمسافة 4 * 400م حيث سجل رقمًا قطريًا جديدًا للشباب مقداره 3,12,7 دقائق، وأحرز ناصر سليمان الميدالية البرونزية لسباق الجري لمسافة 10000م، حيث سجل رقمًا مقداره 31,23,47 دقيقة. وفي البطولة الآسيوية الرابعة لاختراق الضاحية التي أقيمت عام 1997م في اليابان فاز السعودي سعد شداد الأسمري بالمركز الأول في الفردي قاطعًا مسافة السباق 12كم في 37,04 دقيقة، وفاز الفريق السعودي الأول بالمركز الأول في الفرق، وفاز السعودي سعيد مبارك آل ثنيان بالمركز الأول في الفردي قاطعًا مسافة السباق 8كم في 25,07 دقيقة، وحقق فريق الشباب السعودي المركز الثاني في الفرق. وفي بطولة ألعاب القوى الثالثة عشرة في أغسطس 2000م أحرز المنتخب السعودي فيها عشر ميداليات منها أربع ذهبية وثلاث فضية وثلاث برونزية. وأقيمت بطولة إفريقيا العاشرة في ألعاب القوى للرجال والنساء عام 1996م في ياوندي بالكاميرون، وأحرز فيها لاعبو ألعاب القوى العرب خمس ميداليات ذهبية، وأربع ميداليات فضية، وخمس ميداليات برونزية. فقد أحرز التونسي أنيس قلالي الميدالية الذهبية لمسابقة الوثب الطويل، حيث سجل رقمًا مقداره 16,52 مترًا، وأحرز التونسي أنيس رياحي الميدالية الذهبية لمسابقة القفز بالعصا، حيث سجل رقمًا مقداره 4,60م، وأحرز الجزائري حكيم تومي الميدالية الذهبية لمسابقة رمي المطرقة، حيث سجل رقمًا مقداره 69,32م، وأحرز التونسي حاتم غولة الميدالية الذهبية لسباق المشي لمسافة 20كم، حيث سجل رقمًا مقداره 1,29,48 ساعة. وأحرز الجزائري آدم حسيني الميدالية الفضية لسباق الجري لمسافة 800م، حيث سجل رقمًا مقداره 1,47,17 دقيقة، وأحرز المصري حسن السيد الميداليتين الفضيتين لمسابقة القفز بالعصا حيث سجل رقمًا مقداره 4,20م، ومسابقة العشاري حيث سجل رقمًا مقداره 6793 نقطة، وأحرز الجزائري سمير حوام الميدالية الفضية لمسابقة رمي المطرقة حيث سجل رقمًا مقداره 65,34م. وأحرز المصري إبراهيم الحفني الميدالية البرونزية لسباق الجري لمسافة 400م حواجز حيث سجل رقمًا مقداره 50,74 ثانية. وأحرز التونسي ماهر ريدان الميدالية البرونزية لمسابقة رمي الرمح حيث سجل رقمًا مقداره 72,7460 مترًا، وأحرز الجزائري ياسين لوعيل الميدالية البرونزية لمسابقة رمي المطرقة حيث سجل رقمًا مقداره 52,34 مترًا، وأحرز التونسي محيي الدين داود الميدالية البرونزية لسباق المشي لمسافة 20كم، حيث سجل رقمًا مقداره 1,31,10 ساعة، وأحرز الجزائري سيد علي صابر الميدالية البرونزية لمسابقة العشاري، حيث سجل رقمًا مقداره 5071 نقطة. وأحرزت لاعبات ألعاب القوى العربيات أربع ميداليات ذهبية، وميداليتين فضيتين، وثلاث ميداليات برونزية. فقد أحرزت المصرية حنان خالد الميدالية الذهبية لمسابقة رمي الكرة الحديدية حيث سجلت رقمًا مقداره 14,47 مترًا، وأحرزت التونسية منية كاري الميدالية الذهبية لمسابقة رمي القرص حيث سجلت رقمًا مقداره 53,00 مترًا، وأحرزت التونسية فاطمة تومي الميدالية الذهبية لمسابقة رمي الرمح، حيث سجلت رقمًا مقداره 51,88 مترًا، وأحرزت الجزائرية دينا قارة الميدالية الذهبية لسباق المشي لمسافة 5 كم حيث سجلت رقمًا مقداره 23,15,8 دقيقة. وأحرزت المصرية وفاء بغدادي الميدالية الفضية لمسابقة رمي الكرة الحديدية حيث سجلت رقمًا مقداره 14,24 مترًا، وأحرزت المصرية نجوى إبراهيم الميدالية الفضية لسباق المشي لمسافة 5كم، حيث سجلت رقمًا مقداره 24,05,4 دقيقة. وأحرزت المصرية كريمة مسكين الميداليتين الفضيتين لسباقي العدو لمسافة 200م، حيث سجلت رقمًا مقداره 23,1 ثانية، والعدو لمسافة 400م، حيث سجلت رقمًا مقداره 53,46 ثانية، وأحرزت التونسية فاطمة تومي الميدالية البرونزية لمسابقة رمي الكرة الحديدية حيث سجلت رقمًا مقداره 14,17 مترًا.




دورة البحر المتوسط الثالثة عشرة.

أقيمت عام 1997م في باري بإيطاليا، وأحرز لاعبو ألعاب القوى العرب ثماني ميداليات ذهبية، وأربع ميداليات فضية، وخمس ميداليات برونزية. فقد أحرز المغربي إدريس معزوزي الميدالية الذهبية لسباق الجري لمسافة 1500م حيث سجل زمنًا مقداره 3,4,77 دقائق، وأحرز المغربي إسماعيل صغير الميدالية الذهبية لسباق الجري لمسافة 10000م حيث سجل رقمًا مقداره 28,05,74 دقيقة، وأحرز السوري زيد أبوحامد الميدالية الذهبية لسباق العدو لمسافة 400م حواجز، حيث سجل رقمًا مقداره 49,25 ثانية، وأحرز المغربي إبراهيم بولامي الميدالية الذهبية لسباق الجري لمسافة 3000م موانع، حيث سجل رقمًا مقداره 8,18,80 دقائق، و أحرز الجزائري عزالدين صخري الميدالية الذهبية لسباق الماراثون، حيث سجل رقمًا مقداره 2,20,40 ساعة. وأحرزت المغربية حسناء بن حسّي الميدالية الذهبية لسباق الجري لمسافة 800م، حيث سجلت رقمًا مقداره 2,03,70 دقيقة، وأحرزت الجزائرية نورية بندية الميدالية الذهبية لسباق الجري لمسافة 1500م حيث سجلت رقمًا مقداره 4,11,27 دقائق، وأحرزت المغربية نزهة بدوان الميدالية الذهبية في سباق العدو لمسافة 400م حواجز، حيث سجلت رقمًا مقداره 55,01 ثانية. وأحرز المغربي حسن لحسيني الميدالية الفضية لسباق الجري لمسافة 5000م، حيث سجل رقمًا مقداره 13,28,95 دقيقة، وأحرز المغربي عبدالرحيم زيتونة الميدالية الفضية لسباق الجري لمسافة 10000م، حيث سجل رقمًا مقداره 28,19,95 دقيقة، وأحرز المغربي هشام بوعويش الميدالية الفضية لسباق الجري لمسافة 3000م موانع، حيث سجل رقمًا مقداره 8,20,30 دقائق، وأحرزت المغربية سميرة رائف الميدالية الفضية لسباق الجري لمسافة 1500م، حيث سجلت رقمًا مقداره 4,11,60 دقيقة، وأحرز الجزائري سمير لواحلة الميدالية البرونزية لسباق العدو لمسافة 400م حيث سجل رقمًا مقداره 46,07 ثانية، وأحرز الجزائري جبير سعيد القرني الميدالية البرونزية لسباق الجري لمسافة 800م حيث سجل رقمًا مقداره 1,47,76 ثانية، وأحرز المغربي سعيد بريوي الميدالية البرونزية في سباق الجري لمسافة 5000م، حيث سجل رقمًا مقداره 13,53,98 دقيقة، وأحرز الجزائري كمال كحيل الميدالية البرونزية لسباق الجري لمسافة 10000م، حيث سجل رقمًا مقداره 28,24,19 دقيقة، وأحرز المغربي مصطفى دموي الميدالية البرونزية لسباق الماراثون، حيث سجل رقمًا مقداره 2,21,32 ساعة.



على المستوى الأوليمبي.

شهدت دورة الألعاب الأوليمبية السادسة والعشرون التي أقيمت عام 1996م في مدينة أتلانتا بأمريكا رفع علمي دولتين عربيتين أربع مرات: حينما أحرزت السورية غادة شعاع الميدالية الذهبية للمسابقة السباعية، حيث سجلت رقمًا مقداره 6780 نقطة، وأحرز الجزائري نور الدين مرسلي الميدالية الذهبية لسباق 1500م جري، حيث سجل رقمًا مقداره 78,35,3 دقائق. كما أحرز المغربي خالد بولامي الميدالية البرونزية لسباق الجري لمسافة 5000م، حيث سجل زمنًا مقداره 13,08,37 دقيقة، وأحرز المغربي صلاح حيسو الميدالية البرونزية لسباق الجري لمسافة 10000م، حيث سجل زمنًا مقداره 27,24,67 دقيقة. وفي دورة الألعاب الأوليمبية السابعة والعشرين التي أقيمت في سيدني بأستراليا عام 2000م أحرز الجزائري عبدالرحمن حماد الميدالية البرونزية في الوثب العالي، وأصبح أول عربي وإفريقي يحقق ميدالية في هذه المسابقة. وأحرز المغربي هشام القروج فضية 1500م، وأحرز السعودي هادي الصميلي فضية 400م حواجز، وهي الميدالية الأولى للمملكة العربية السعودية في الألعاب الأوليمبية.




على المستوى العالمي. حقق لاعبا ألعاب قوى عربيان مركزين متتاليين في سباق 1500م في بطولة ميلان العالمية لألعاب القوى التي أقيمت عام 1996م، فقد أحرز المغربي هشام القروج الميدالية الذهبية، وأحرز الجزائري نور الدين مرسلي الميدالية الفضية للسباق. كما أحرز المغربي هشام القروج الميدالية الذهبية للسباق نفسه في بطولة سراييفو الدولية لألعاب القوى التي أقيمت عام 1996م. وفي بطولة العالم السادسة في ألعاب القوى للصالات المغطاة التي أقيمت عام 1997م في باريس بفرنسا، أحرز المغربي هشام القروج الميدالية الذهبية لسباق الجري لمسافة 5000م، حيث سجل زمنًا مقداره 13,35,31 دقيقة، وأحرز المغربي محجوب حيدة الميدالية الفضية لسباق الجري لمسافة 800م، حيث سجل زمنًا مقداره 1,45,76 دقيقة، وأحرز المغربي إسماعيل صغير الميدالية البرونزية لسباق الجري لمسافة 3000م، حيث سجل زمنًا مقداره 7,40,01 دقائق. وفي بطولة العالم الخامسة والعشرين لاختراق الضاحية التي أقيمت عام 1997م في تورينو بإيطاليا، أحرز المغربي صلاح حيسو الميدالية الفضية في سباق الرجال لمسافة 12,33كم، حيث سجل زمنًا مقداره 35,13 دقيقة، وحقق فريق الرجال المغربي المركز الثاني في ترتيب فرق الرجال، حيث حصل على 70 نقطة، وحقق فريق الشباب المغربي المركز الرابع في ترتيب فرق الشباب لمسافة 8,5كم، حيث حصل على 74 نقطة. وفي بطولة العالم السادسة في ألعاب القوى التي أقيمت عام 1997م في أثينا باليونان أحرز لاعبا ألعاب القوى المغربيان ميداليتين ذهبيتين، وميدالية فضية، وميدالية برونزية. فقد أحرز هشام القروج الميدالية الذهبية لسباق الجري لمسافة 1500م، حيث سجل رقمًا مقداره 3,85,83 دقائق، وأحرزت نزهة بدوان الميدالية الذهبية لسباق العدو لمسافة 400م حواجز، حيث سجلت زمنًا مقداره 52,97 ثانية، وأحرز خالد بولامي الميدالية الفضية لسباق الجري لمسافة 5000م حيث سجل رقمًا مقداره 13,09,34 دقيقة، وأحرز صلاح حيسو الميدالية البرونزية لسباق الجري لمسافة 10000م حيث سجل رقمًا مقداره 27,28,67 دقيقة. وفي أكتوبر 2000م، حقق السعودي حمدان عوضة البيشي أول ميدالية ذهبية في تاريخ المملكة العربية السعودية ضمن فعاليات البطولة العالية الثامنة للشباب التي أقيمت في تشيلي. فقد قطع مسافة 400م في زمن قدره 44,6 ثانية وهو ثاني أفضل رقم في تاريخ هذه المنافسة.


نبذة تاريخية

البدايات.
من المرجح أن أول سباق للعدو جرى منذ آلاف السنين. فلقد ورد وصف سباق العدو في الملحمة الشعرية الإغريقية الإلياذة التي يرجح أنها ألفت في القرن الثامن قبل الميلاد. كان سباق العدو هو المسابقة الوحيدة في الألعاب الأوليمبية الأولى التي أقيمت في اليونان عام 776 ق.م وتم إدخال ألعاب القوى إلى إنجلترا في القرن الثاني عشر الميلادي، ولكنها لم تصبح شعبية وشائعة حتى حلول القرن التاسع عشر.



الانتعاش في القرن التاسع عشر الميلادي.
شاعت في إنجلترا سباقات العدو على الطرق إبان القرن السادس عشر الميلادي، ولكن السباقات على مضامير محددة القياسات لم تبدأ حتى بداية القرن التاسع عشر الميلادي؛ حيث بدأت ألعاب القوى العصرية في مدارس إنجلترا. ولقد أقامت مدرسة إيتون مباراة بين الصفوف عام 1837م. وتنافست جامعة كمبردج عام 1864م ضد جامعة أكسفورد في أول سباق لألعاب القوى بين الجامعات. أما البطولات الإنجليزية السنوية فقد بدأت في لندن عام 1866م.


وأقامت عدة دول أخرى بطولات قبل بداية القرن العشرين، ففي عام 1895م، تقابل نادي نيويورك لألعاب القوى مع نادي لندن لألعاب القوى في أول لقاء دولي بارز. وفي عام 1896م استضافت مدينة أثينا باليونان أول دورة ألعاب أوليمبية عصرية. وعلى الرغم من أن أداء اللاعبين في أثينا لم يكن رائعـًا، إلا أن الألعاب الأولمبية أثارت اهتمامـًا عظيمـًا بالألعاب نفسها. كما أن المنافسات بين النساء، والتي لم تكن جزءًا من الألعاب الأوليمبية الأولى، بدأت أيضـًا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.


أوائل وأواسط القرن العشرين الميلادي.
في عام 1912م وافق 16 بلدًا على تشكيل الاتحاد الدولي لألعاب القوى للهواة ليحكم ويدير ألعاب القوى للرجال. وفي عام 1917م تشكلت منظمة دولية للمنافسات بين النساء. وكانت تقام بطولات دولية منفصلة للنساء حتى عام 1928م عندما دخلت النساء في المنافسات الأوليمبية.



وفي العشرينيات من القرن العشرين رفع العداء الفنلندي بافي نورمي ألعاب القوى إلى المستوى الشعبي الدولي؛ حيث حطَّم الأرقام العالمية 35 مرة، وفاز بتسع ميداليات ذهبية أوليمبية وثلاث ميداليات فضية. كما أن بابي ديدركسون، وهي من الولايات المتحدة، رفعت ألعاب القوى النسائية إلى مكان رفيع من الشهرة والشعبية. فقد فازت ديدركسون بميداليتين ذهبيتين وميدالية فضية واحدة في الألعاب الأوليمبية التي جرت عام 1932م. وفي عام 1936م فاز جسي أونز، وهو من الولايات المتحدة الأمريكية، بأربع ميداليات ذهبية، وتقاعد بعد أن حقق أرقامـًا عالمية في سبع مسابقات. وفي أوائل الأربعينيات من القرن العشرين لفت كورنيليوس ورمردام، وهو من الولايات المتحدة الأمريكية، أنظار متابعي ألعاب الميدان والمضمار بفوزه في المضمار والميدان العالمي بالقفز بالعصا أعلى من 15 قدمـًا بما مجموعه 43 مرة. خلال الخمسينيات من القرن العشرين حطم لاعبو ألعاب القوى كافة الأرقام العالمية السابقة ماعدا رقم أوون في الوثب الطويل لعام 1935م. ومن بين اللاعبين الكبار في منتصف القرن العشرين برز عداء المسافات الطويلة إميل زاتوبيك من تشيكوسلوفاكيا، ورامي الكرة الحديدية باري أوبريان ورامي القرص آل أورتر من الولايات المتحدة الأمريكية. وفاز زاتوبيك بأربع ميداليات ذهبية أوليمبية في ألعاب القوى وبعشرة أرقام عالمية في الوقت نفسه. وقد حطم أوبريان أرقام رمي الكرة الحديدية 13 مرة، وفاز بمركزين أولين ومركز ثان، ومركز رابع واحد في الألعاب الأوليمبية. أما أورتر فقد فاز برمي القرص في الألعاب الأولمبية أربع مرات.




ألعاب القوى اليوم.

لقد طرأ تغيـير كبير على هذه الرياضة منذ أواسط القرن العشرين. فالإنجازات التي ساد الاعتقاد أنها مستحيلة أصبحت عادية في هذه الأيام. ففي عام 1954م، أصبح العداء البريطاني روجر بانستر أول شخص يقطع مسافة الميل في أقل من أربع دقائق. وفي غضون الـ 20 عامـًا التي تلت ذلك، قطع أكثر من 200 شخص مسافة الميل في أقل من أربع دقائق. وفي أواخر الثمانينيات من القرن العشرين، لم يكن بين أفضل 50 لاعبـًا من الذين أحرزوا إجازات عظيمة في كل مسابقة سوى عدد قليل من لاعبي فترة ماقبل عام 1980م.

هناك عدد من الأسباب لهذا التقدم الرائع في ألعاب القوى؛ فمن بين تلك الأسباب تزايد المنافسات في أوروبا، بالإضافة إلى التطور الذي حدث في كل من أساليب التدريب والمعدات وفنون الأداء. كانت ألعاب القوى، في العادة رياضة للهواة. ومع ذلك، فقد تم التوسع في القواعد بحيث أصبحت تسمح للرياضيين بتلقي مبالغ نقديةكبيرة لقاء التوقيع على أحذية الرياضيين أو المنتجات الأخرى، ولقاء الظهور في دعوات المسابقات الرياضية. ونتيجة لذلك فقد رفعت فرص اكتساب النقود من مستوى المنافسات.

كما أن أساليب التدريب المطورة ساعدت رياضيي هذه الأيام على حسن الأداء وإجادته ؛ فالتدريب على رفع الأثقال يعطي اللاعبين قوة أكبر للرمي والوثب وحتى للجري. كما أن المعدات والأجهزة الحديثة رفعت من مستويات أداء اللاعبين.




إن المضامير الاصطناعية، التي تتضمن الكثير من القوى النابضة تختصر وقت العدّاء بدرجة كبيرة تصل إلى مقدار ثانية واحدة كل دورة. واستخدام عصا القفز المصنوعة من الألياف الزجاجية بدلاً من العصا الخشبية (الزانة) قد خفضت ارتفاعات ورمردام المدهشة إلى مستويات أداء المدارس الثانوية، وقد أفادت التقنيات الحديثة أيضاً، فمثلاً في الوثب العالي، يضيف استخدام وثبة فوسبري نحو 15 سم إلى معظم الوثبات.

يعكس الأبطال الحاليون في ألعاب القوى، الشعبية العالمية لهذه الرياضة. وتتضمن قائمة أكبر الأسماء في ألعاب القوى للرجال في ثمانينيات القرن العشرين كلا من بطل سباق الحواجز إدوين موسز، والعداء كارل لويس من الولايات المتحدة، وعداء المسافات الطويلة سعيد عويطة من المغرب، وسباستيان كو من بريطانيا وبطل القفز بالعصا سيرجي بوبكا من الاتحاد السوفييتي (سابقـًا)، وبطل سباق العشاري دالي طومبسون من بريطانيا. أما في مسابقات النساء فإن العداءة ماريتا كوخ والعداءة وبطلة الوثب الطويل هيكي دريزلر من ألمانيا الشرقية (سابقـًا) كانتا من الشخصيات البارزة الرئيسية في الثمانينيات من القرن العشرين. ومن الشخصيات الرياضية المهمة أيضـًا كل من العداءة فلورنس جريفث جوينر، وبطلة الوثب الطويل ولاعبة مسابقة السباعي جاكي جوينر كيرسي من الولايات المتحدة الأمريكية.

mahdi cir
2011-12-25, 15:17
السلام عليكم

اريد بحث جامعي في الادب العربي عن

1_ اسباب نشوء ظواهر التشكيل الصوتي في اللغة العربية

2_ القران الكريم والدراسات اللغوية

3_ القيمة التعبيرية للصوت اللغوى

محب بلاده
2011-12-25, 17:36
السلام عليكم

اريد بحث جامعي في الادب العربي عن

1_ اسباب نشوء ظواهر التشكيل الصوتي في اللغة العربية

2_ القران الكريم والدراسات اللغوية

3_ القيمة التعبيرية للصوت اللغوى




النظام اللغوي للقرآن الكريم في دراسات القدامى والمعاصرين






الخلاصة:

إن في أسلوب النص القرآني نظاماً يمنحه خصوصية عن الأساليب الأخرى ويحفظه من الدخيل والاختلاف واللحن ، وإن ما يبدو خروجاً عن القياس العقلي والمنطق فيه هو داخل في نظامه مقصود لغايات دلالية دقيقة وأسرار فنية وجمالية وحكمة إلهية. وهو وجه إعجازي ، وليس أمرا اعتباطياً..

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . وبعد..

فيبنى النظام الغوي للقرآن الكريم على (المشابهة) وتعلق بعضه برقاب بعض في المستويات كافة: الدلالية والنحوية والصرفية والصوتية والبلاغية ، وعدم الاختلاف. قال تعالى:

{أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كبيراًْْ} (سورةالنساء 82).

وقال: { كتاب أُحكمت آياته ثم فصلت من لدن خبير عليم} (سورةهود1).

وهذا النظام يجعل النّص القرآني نصاً مفتوحاً يحمل معنى متحركاً يوافق حركة التاريخ وتحولات الفكر الإنساني في مختلف العصور ، يناسب المتغيرات الزمانية والمكانية ، على الباحث تدبره والانطلاق منه في دراسة لغة القرآن الكريم (العربية) وظواهرها المختلفة ، لا من مناهج معيارية ومنطقية وغربية وغيرها.

قال باحث معاصر: "إن في القرآن نظاماً محكماً شديد الصرامة ، منتشراً في جميع أجزائه ، بحيث ان اللفظ – مفردة كان أو حرفاً- والترتيب والتسلسل المعيَّن للألفاظ في كل تركيب هو جزء من هذا النظام ، والخطأ في تصوّر شيء منه في أي موضع يؤدي إلى الخطأ في تصور فروع كثيرة متصلة بذلك الموضع"([1]). وألزم الدراسين والمفسرين بالخضوع لهذا النظام ويقصد بالخضوع "السير على ذلك النظام والتحرك على وفقه واكتشاف مسائله وطرقه"([2])، في دراساتهم القرآنية.

عني بعض الدارسين – قدامى ومعاصرين – بدراسة نظام لغة القرآن الكريم ، إلا ان دراساتهم جاءت جزئية لم تتناوله تناولاً شاملاً فضلاً عن تناوله في أكثر من علم من علوم القرآن وعلوم اللغة العربية: الأصوات والصرف والنحو والبلاغة والمعجم وعلم المناسبة والتفصيل وإعجاز القرآن وعلم التفسير ولاسيما في منهج تفسير القرآن بالقرآن ذلك ان القرآن يفسّر بعضه بعضاً([3]).

و خلص علماء إعجاز القرآن إلى ان وجه الإعجاز هو في نظم القرآن واسلوبه "وطرائق نظمه ، ووجوه تراكيبه ، ونسق حروفه في كلماته في جمله ، ونسق هذه الجمل ... هو وجه الكمال اللغوي"([4]).

وقد شكلت مباحثهم في ذلك ما أطلق عليه المعاصرون بـ (الأسلوبية العربية الإسلامية) فقد تناولوا: الحروف وتآلفها ، والمفردة القرآنية ، ودقة اختيارها واستقرارها في موضعها من النظم القرآني ، والفاصلة ، والمقابلة ، والتكرار ، والقصة ، والمثل في الأسلوب القرآني ، والمباحث التي شكلت فيما بعد علم البلاغة ، كالمعاني النحوية والتشبيه والاستعارة والكناية وغيرها.

وبحثوا: "اتساق القرآن وائتلاف حركاته وسكناته ، مدّاته وغنّاته ... (ما) يسترعي الأسماع ويستهوي النفوس بطريقة لا يمكن أن يصل إليها أي كلام آخر من منظوم او منثور"([5])، فكان ذلك كالسور المنيع لحفظ القرآن الكريم "بحيث لو داخله شيء من كلام الناس لاعتلّ مذاقه ، واختلَّ نظامه"([6]).فالقرآن الكريم كله وحدة مترابطة " من حيث قوة الموسيقى في حروفه وتآخيها في كلماته ، وتلاقي الكلمات في عباراته ونظمه المحكم في رنينه ... وكأنَّ المعاني مؤامنة للألفاظ ، وكأنَّ الألفاظ قطِعتْ لها وسويت حسبها"([7]). ففي الحروف وطريقة نظمها وصفاتها ومخارجها أسرار ولطائفٌ ودلالاتٌ أودعها الله تعالى فيها([8]) والمفردة القرآنية "تمتاز بجمال وقعها في السمع واتساقها الكامل مع المعنى واتساع دلالتها لما تتّسع له عادة دلالات الكمال الأخرى..."([9]) و "إن كل كلمة في جملة من الكلام تدل بمفردها على معان تتساوق مع المعنى الجلي للكلام وان كل كلمة تكون بمفردها صورة بيانية تكون جزءاً من الصورة"([10]). و "كان القرآن الكريم دقيقاً في اختيار ألفاظه وانتقاء كلماته ، فإذا اختار اللفظة معرفة ، كان ذلك لسبب ، وإذا انتقاها نكرة كان ذلك لغرض. كذلك إذا كان اللفظ مفرداً كان ذلك لمقتضى يطلبه ، وإذا كان مجموعاً كان الحال يناسبه ، وقد يختار الكلمة ويهمل مرادفها الذي يشترك معها في بعض الدلالة... وكل ذلك لغرض يرمي إليه في التعبير وهكذا دائماً لكل مقام مقال في التعبير القرآني"([11]).

قال الرافعي: "ولما كان الأصل في نظم القرآن أن تُعبِّر الحروف بأصواتها وحركاتها ومواقعها من الدلالة المعنوية ، استحال أن يقع في تركيبه ما يسوّغ الحكم في كلمة زائدة أو حرف مضطرب أو ما يجري مجرى الحشو والاعتراض ، او ما يقال فيه انه تغوّث واستراحة كما تجد من ذلك في أساليب البلغاء. بل نزّلت كلماته منازلها على ما استقرَّت عليه طبيعة البلاغة ... بحيث لو نزعت كلمة منه او أزيلت عن وجهها ثم أُديرَ لسان العرب كله على أحسن منها في تأليفها وموقعها وسدادها لم يتهيأ ذلك ولا اتّسعت له اللغة بكلمة واحدة"([12]).

وتحدثوا في جماليات التناسق القرآني بين المفردات والآيات والسور القرآنية ، والتناسب اللفظي والمعنوي في التركيب القرآني ، وفواصله حتى يجعل منه نسيجاً واحداً أو بناء متسق الأركان والأبعاد والجماليات([13]). وتناسق الموضوعات ، والنبرة اللفظية ، وجرسه الفريد ، وتأثيره في النفوس ، والمشاهد الراقية... وغير ذلك([14]). مما تنالوه في أسلوب القرآن الذي يدل على نظام لغة القرآن وهي دراسات جلها متابعة لاقوال عبد القاهر وأصحاب كتب الإعجاز القرآني الذين كانوا يُردّون بهذه المباحث على المطاعن التي وجهت إلى أسلوب القرآن،نحو قولهم أن القرآن الكريم مختلف في مواضع كثيرة ، فكرياً ودلالياً ، وأن في تراكيبه خروج عن القياس المنطقي. وادعى بعضهم معارضته ، وقال: ان فيه "اختلافات من حيث تناسب النظم ودرجة الفصاحة وشموله على الغث والسمين وتناقض المعنى..."([15]).

فكان تناول علماء الاعجازالمتقدمين ردَّ فعل ٍ على المطاعن والتناقض المزعومين. وليس دراسة أسلوب القرآن لذاته ، لذلك جاء تناولهم جزئياً وليس شاملاً ولم يشيروا إلى كثير من العدول عن المعاييراللغوية والنحوية ( المنطقية ) والظواهر النحوية والأسلوبية التي اختصّ بها النصّ القرآني بوصفه خطاباً عامّاً يحمل معنى متحركاً ، يستعمل هذه العدولات على وفق نظام متماسك. فيختاروا شواهد من هنا وهناك من غير ربطها بأنظمة لغة القرآن الكريم المترابطة في داخله.

علم المناسبة:

ومن علوم القرآن التي لها صله بنظامه وأسلوبه الذي عني به بعض القدماء والمعاصرين علم المناسبات وهو "علم تعرف منه علل الترتيب ، وموضوعه أجزاء الشيء المطلوب مناسبته من حيث الترتيب ، وثمرته الإطلاع على الرتبة التي يستحقها الجزء بسبب ماله بما ورائه وما أمامه من الارتباط والتعلق "([16]).

والمناسبة لغة: "المقاربة والمشاكلة "ومرجعها في الآيات إلى معنى رابط بينهما عام او خاص عقلي او حسي او خيالي وغير ذلك من أنواع علاقات التلازم الذهني كالسَّبب والمسبب والعلة والمعلول والنظيرين والضدين ونحوها ، وفائدته جعل أجزاء الكلام بعضها آخذا بأعناق بعض فيقوى بذلك الارتباط ويصير التأليف حالته حال البناء المحكم المتلائم الأجزاء"([17]).

وعد السيوطي المناسبة الوجه الرابع من وجوه إعجاز القرآن وهو "مناسبة آياته وارتباطه بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة ، متسقة المعاني ، منتظمة المباني" ، "وأكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط"([18]).

قال الزركشي: "وإذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة لما ختم به السور قبلها ، ثم هو يخفى تارة ويظهر أخرى كافتتاح سورة الأنعام بالحمد فانه مناسب لختام سورة المائدة في فصل القضاء كما قال سبحانه: {وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين} (سورةالزمر 75). وكافتتاح سورة فاطر بـ (الحمد) أيضاً ، فانه مناسب لختام ما قبلها من قوله تعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فُعِلَ باشياعهم من قبل} (سورةسبأ 54) وكما قال تعالى: {فقطِعَ دابرُ القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} (سورةالأنعام 45). وكافتتاح سورة الحديد بالتسبيح فانه مناسب لختام سورة الواقعة من الأمر به ، وكافتتاح سورة البقرة بقوله تعالى: {آلم. ذلك الكتاب لا ريب فيه} (سورةالبقرة 1 ، 2) إشارة إلى الصراط في قوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم} (فاتحة الكتاب 5) كأنهم لما سألوا الهداية إلى الصراط المستقيم قيل لهم: "ذلك الصراط الذي سألتم الهداية إليه هو الكتاب..." ثم قال: "وإذا ثبت هذا بالنسبة للسور فما ظنَّك بالآيات وتعلق بعضها ببعض ، بل عند التأمل يظهر أنّ القرآن كله كالكلمة الواحدة"([19]).

لكن ذلك لا يطرّد للدارس لذلك قالوا يحتاج إلى تدبّر ومعرفة واسعة باسلوب القرآن الكريم ، لذا قلّت العناية بهذا العلم وأعْرضَ المفسرون عنه([20]). ومنهم من ردّ هذا العلم ،لان المناسبة على حَسْبِ الوقائع المتفرقة "تنزيلاً في نيّف وعشرين سنة ، لذلك نجد تكلف بعضهم بما لا يقدر عليه إلا برباط ركيك"([21]).

وقد استشكل السيوطي ارتباط بعض الآيات مع قبلها أومع بعدها و مناسبتها لهما ، وعدّ الوقوف علي ذلك عسيراً مشكلاً كما في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} (سورةالقيامة 16) ومناسبتها لأول السورة وآخرها. وقوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البرّ أن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البرّ منْ اتقى} (سورةالبقرة189) أي رابط بينها وبين إتيان البيوت من أبوابها ، ورأى ذلك من باب الاستطراد([22]).

قال الزركشي: "ذكر الآية بعد الأخرى أما أن يظهر الارتباط بينهما لتعلّق الكلام بعضه ببعض ... وأمّا ألاّ يظهر الارتباط ، بل يظهر انّ كلَّ جملة مستقلة عن الأخرى وأنها خلاف النوع المبدوء به..." وحاول ليجد ارتباطاً لذلك بالتأويل وغيره([23]).

واشهر مَنْ ألّفَ بهذا العلم الإمام أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي (708هـ) في كتابه "البرهان في تناسب سور القرآن"([24]) ، لكنه مختصر.

والذي توسّع في تطبيق هذا العلم على النص القرآني كله الإمام البقاعي([25]) في تفسيره: "نظم الدّرر في تناسب الآيات والسور" وقد طبع جزء منه مؤخراً حاول فيه أن "يبيّن مناسبة كل لفظ لموضعه ، وكل آية لموقعها ، وكل سورة لما قبلها وما بعدها ، ثم ارتباط القرآن كله من أول لفظ إلى آخر لفظ كأنه اللفظ الواحد([26]).

وقد عني بهذا العلم ايضاً الفخر الرازي في تفسيره الكبير ، وأبو حيان في تفسيره (البحر المحيط) وغيرهما.

وفي هذا العلم نجد تحليلات أسلوبية دقيقة على طريقة الأسلوبية المعاصرة من حيث إيجاد لمحات دلالية في المناسبة بين الآيات والسور ، اذ يكشف التحليل الأسلوبي لمحات دلالية من مجموع النصّ وشكله وحروفه وأصواته وتركيباته وترتيبه وعدد حروفه وكلماته.

فالبقاعي مثلا يلمح دلالات دقيقة بين عدد كلمات السورة ومعاني أحداث مناسبة نزولها أو حروب نُصرة الإسلام أو تاريخ الهجرة او فتح مكة ، أو استحكام أمر عمر (رض) ويرى في ذلك أسراراً ، وربط كلمات سورة الناس وحروفها بسورة الفاتحة من حيث أنواع الحروف. واستنتج من ذلك قائلا : "إشارة إلى انه تكامل نزول القرآن من أوله إلى أخره في عدد اشتمل عليها كل من سورتي أوله وأخره من السنين وذلك اثنتان وعشرون والثالثة سنة القدوم على منزله الحي القيوم سبحانه"([27]).

"ومن سورة الإيلاف (108) شرع البقاعي في بيان وجوه التقاء طرفي القرآن الكريم ، فكل سورة من السور التسع الأواخر تقابلها سورة من التسع الأوائل ، والعدُّ بناء على ذلك يكون تصاعدياً من سورة الإيلاف إلى سورة الناس ، وتنازلياً من سورة التوبة إلى سورة الفاتحة وهكذا..."([28])

وفسروا في ضوء نظام القرآن بعض العدول عن المعايير اللغوية والنحوية على أنه موافق لنظام العربية والقرآن نحو حذف الباء في قوله تعالى: {إنّ ربك هو اعلم من يضلّ عن سبيله} (سورةالأنعام 117) وبزيادتها بسورتي (النجم 30) {ان ربّك هو اعلم بمن ضلّ عن سبيله} و (القلم 7) {بمن ضلّ عن سبيله}. علل ابن الزبير الثقفي ذلك بنظم القرآن وسياقه والمناسبة بين الآيات ومحتواها. قال: "إن آية الأنعام قد اكتنفها من غير الماضي من الأفعال والإعلام بما يكون قطعياً او يتوقع في المآل ما يقتضي المناسبة في النظم ، ولو ورد غير الماضي هنا لما ناسب ولا لائم. أما آية النجم فمبنيّة على مصطلح السورة في قوله تعالى: {والنجم إذا هوى ما ضلّ صاحبكم وما غوى} (النجم 2) فقال تعالى مشيراً إلى حالهم {ان ربك هو اعلم بمن ضلّ عن سبيله} ( 30) فبرأ نبيه صلى الله عليه وسلم مما نسبوا إليه وأثبت ذلك لهم بكناية وتعريض أوقع في نفوسهم من الإفصاح بتعيينهم.

وأما آية سورة القلم فانه لما تقدم فيها قوله تعالى: { مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) (القلم:2)

وقوله تعالى: {وفستبصر ويبصرون بأييكم المفتون} (القلم 6) تهديداً لهم وتعريضاً بكذبهم في قولهم حين نسبوه إلى الجنون ، أعقب ذلك بقوله تعالى: {أن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله} (القلم 7) فسجلت هذه الكناية بضلالهم وكذبهم وتناسب هذا كله أوضح تناسب"([29]).

ومن ذلك في قوله تعالى: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء}(الرعد 33) . قال الزركشي: الارتباط بينهما "ان المبتدأ وهو (مَنْ) خبره محذوف ، أي أفمن هو قائم على كل نفس تترك عبادته" ومعادل الهمزة تقدير: أفمن هو قائم على كل نفس كما ليس بقائم. ووجه العطف على التقديرين واضح. أما الأول فالمعنى : أتترك عبادة من هو قائم على كل نفس ، ولم يكفِ الترك حتى جعلوا له شركاء. أما على الثاني فالمعنى : إذا انتفت المساواة بينها فكيف تعلون لغير المساوي حكم المساوي"([30]).

ومنه ما سموه بـ (ما يوهم فساداً وليس بفساد) " وهو أن يقرن الناظم او الناثر كلاماً بما ليس يناسبه ..."([31]) ، ومما ورد منه في أسلوب القرآن قوله تعالى: {ان الذين اتقوا اذا مسّهم طائف من الشيطان تذّكروا فإذا هم مبصرون واخوانهم يمدونهم في الغي}(سورةالأعراف201و202) وهذا يرجع إلى كفّار مكة يمدونهم في الغي.

ومنه ما سموّه بالمدرج ، وهو "أن تجيء الكلمة إلى جنب أخرى كأنها في الظاهر معها. وهي في الحقيقة غير متعلقة بها"([32]). وقال ابن الجوزي: "وقد تأتي العرب بكلمة إلى جانب كلمة أخرى كأنها معها وهي غير متصلة بها. و في القرآن: {أنا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين} (يوسف 51) انتهى قولها ، فقال يوسف (ع): {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} (يوسف 52)([33]).

وهذا التعليل من أشد التعليلات بعداً عن فهم النصّ القرآني واللغة العربية وعجزاً عن ردّ مطاعن أعداء الإسلام في القرآن الكريم ،أقصد ما سموّه بسنن العرب في كلامها وطرائقها ومجازاتها وعاداتها في الكلام وغير ذلك. وهو هروب عن التعليل العلمي المبني على نظام النص القرآني واسلوب بلاغته العالية وأسرارها الفنية والجمالية. ناهيك عن المساس بإعجاز القرآن ونسبه إلى لغة الإعراب الذين لم يصل إلينا منهم نص مكتوب إلا بعد نزول القرآن ، وما وصل الينا منهم دوّنَ بعد قرنين من النزول([34]). والدليل على ذلك أنّ هذا التعليل قلّ من يعلل به بعد اكتشاف أسرار العربية والنص القرآني فقد اتجهوا الى التعليلات البلاغية والنحوية والاسلوبية وغيرها.

ومنه ما سموه بـ (الموصول لفظاً المفصول معنى) ، وهو تعليل آخر لما يبدو مشكلاً من حيث ربط الكلام بعضه ببعض وجعلوا له صلة بالوقف نحو قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا كلٌّ من عند الله} (سورةآل عمران 5) عن ابي الشعثاء قال "إنكم تصلون هذه الآية وهي مقطوعة ، ويؤيد ذلك كون الآية دلت على ذم متبعي المتشابه ووصفهم بالزيغ"([35]).

ومن التعليلات المقبولة قول ابن عطية: "ان الله تعالى قد أحاط بكل شيء علماً وأحاط بالكلام كله علماً. فإذا ترتبت اللفظة من القرآن ، علم بإحاطته أي لفظة تصلح ان تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى ثم كذلك من أول القرآن إلى أخره والبشر فيهم الجهل والنسيان والذهول ومعلوم بالضرورة أن بشراً لم يكن قط محيطاً بذلك فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة"([36])

ومن المعاصرين الذين تناولوا علم الارتباط أو (علم الأحكام والتفصيل) الأستاذ محمد العفيفي في كتابيه : (القرآن القول الفصل بين كلام الله وكل البشر) و (القرآن دعوة الحق ، مقدمة في علم التفصيل القرآني) الذي كرر أكثرأ طروحاته فيه.

عرّف علم التفصيل "بأنه العلم الدال على وجود الله تعالى ووحدانيته دلالة ظاهرة" رابطاً ذلك بنظام القرآن والكون. فالأحكام عنده (هو الشمول الذي يدلّ على تقدير الله تعالى لجملة الكلام (القرآن). والتفصيل هو: التخصيص الذي يربط كل إنسان من كل زمان ومكان بأي موضع نجده به في القرآن كله"([37]).

ويرى اللفظة الواحدة والجملة وحروف المعاني في القرآن الكريم ترد بدلالات مختلفة (مرتبطة بجديد من المقاصد مع كل موضع جديد من المواضع) وتؤدي علماً جديداً من خلال ارتباطها بالقرآن في المواضع التي ترد فيها ، فلفظ الجلالة (الله) يعطي دلالات جديدة في كل موضع يرد بالقرآن الكريم ، وآية (الحمد لله ربّ العالمين) كذلك ، متتبعاً إياها في النصّ القرآني كله وهكذا. وقال: المقصود بالأحكام والتفصيل ، (الوحدة والتنوّع). "الوحدة التي تجمع مفردات القرآن جميعاً من الحروف ولكلمات والجمل ، فان هذه المفردات مرتبطة بالقرآن كله ارتباطاً لا ينبغي ان يختلط كلام البشر بكلام الله. والتنوع الذي يختص كل موضع نجد به أي حرف او كلمة او جملة من القرآن كله بوجه متفرّد من وجوه العلم"([38]). فلا يمكن تبديل لفظة او حرف او جملة ، فكلها ثابتة في نصّه وإنما لكل مفردة منه عمل جديد بكل موضع جديد وهذا من أعظم الحدود الفاصلة بين كلام الله (تعالى) وكلام البشر المبني على العجز والتفاوت والتناقض في أي فعل بشري"([39]).

وعلى الرغم من كثرة الأمثلة وتكرارها والتطبيق الكثيرالذي عمله ، تبقى فكرته غير واضحة كل الوضوح يعتريها غموض كثير. فضلاً عن العناية بالشكل أكثر من المضمون وعدم الترابطعلى الرغم من ان الدراسة في علم الترابط ، والتواصل مع الكتابين مُتْعِبٌ. ناهيك عن عدم تخصص المؤلف بعلوم اللغة.

على الخلاف من باحث آخر تناول النظام القرآني على وفق منهج جديد سماه (المنهج اللفظي) اذ يرى انه لا يجوز تفسير أو شرح مفردة او اللفظ بمفرده او لفظ آخر ، بحجة التقارب في المعنى... فلا يمكن أن يؤدي المعنى المحدود المقصود للقائل إلا لفظ واحد أو ترتيب واحد([40]) فلا يجوز في المنهج اللفظي شرح مفردة بأخرى بحجة التقارب في المعنى بين المفردتين ، فذلك يغير المعنى ويؤثر فى التركيب المقصود الأساس وفى جميع مفردات النص ، ولهذا أبطل المترادفات والتناوب بين الحروف والتضمين بين معاني الأفعال وغير ذلك مما يتقاطع مع النظام القرآني ونظام العربية الذي يقوم على المشابهة وتعلق بعضه ببعض ، إلا انه يمكن عدِّ منهجه اللفظي وتطبيقاته تحليلاً أسلوبياً ذا نظرة شاملة للنص القرآني ، او تفسيرا لغويا أسلوبيا يقترب من مناهج لغوية حديثة كالتحليل النّصي الذي سنمر به.

فاللفظ في القرآن يحوي دلالة واحدة في أي موضع ورد، وبهذا أبطل أيضاً ما سموّه بـ (الأشباه و النظائر) التي صنفوا بها عشرات المصنفات ، و بُني عليه علم التفسير. وأبطل تعدد المعاني للفظ الواحد ، والتأويل والتقديرات العشوائية للترتيب العام للجملة ، و المجاز والإيجاز والإطناب وغير ذلك([41]).

ويرى أنّ المنهج اللفظي يعتمد على إلغاء نظرية الترادف في اللغة وما يتبعه من اعتباط لغوي الذي قال به سوسير ، وينظر إلى القرآن على انه نظام لغوي محكم مستقل بذاته.

أما مباديء هذا المنهج فهي مبدأ عدم الاختلاف في القرآن ، ومبدأ قصور المتلقي ، ومبدأ التغاير عن كلام المخلوقين ، ومبدأ خضوع المتلقي للنظام القرآني ، ومبدأ التبيين القرآني ، وأخيراً مبدأ الإقناع ، أي ان القرآن يبين نفسه ويقنع متلقيه.

هذه أسس المنهج اللفظي ومبادئه التي درس عالم سبيط النص القرآني في ضوئها ، ورأى انه ضرورة لا محيص عنها لانه "المنهج الوحيد الذي يلائم نظام القرآن من حيث كونه كتاباً معجزاً ، فالكشف عن النظام هو الطريق الوحيد لمعرفة القرآن وأسراره "([42]) وأخذ على اللغويين أنّهم "قد حكموا على القرآن بقواعدهم النحوية والبلاغية واللغوية العامة"([43]).

ومن تطبيقاته على النصّ القرآني هذا المنهج اللفظي الذي يشبه التحليل الأسلوبي ، ذكر الواو و حذفها في الآيتين الكريمتينمن سورة الزمر {حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها} (73) و{حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها} (71) بالواو في الآية الأولى وبغير الواو في الآية الثانية.

قال: "إن هذا التعاطف بين مجيئهم وفتح الأبواب بهذا الحرف يجعل من فتح الأبواب أمراً متصلاً بالمجيء ، وكأن مجيئهم كان منتظراً في حين أدى غياب الحرف في التركيب الثاني إلى انفصال بين المجيء وفتح الأبواب كما لو كان يتوجب عليهم ألاّ يجيء احد منهم ، وأصبح فتح الأبواب اضطرارياً حتّمه مجيؤهم ، ومن غير الحاجة للرجوع لمواضع التركيبين تمكن هذه الواو السامع التيقظ إنّ التركيب الأول لابدّ أن يكون لأهل الجنة ، وان الثاني لابدّ أن يكون لأهل النار ، لأن هذا الحرف هو الفارق الوحيد بين ألفاظ وترتيب العبارتين ، مما يفهم منه محبّة مجيء المجموعة الأولى ، وكراهية مجيء الثانية"([44]).

وشواهد أخرى طبقها في ضوء منهجه اللفظي ليثبت "أن اللفظ قائم بنفسه لا يتميز بالمعنى وإنما يتغيّر المعنى التام للعبارة عند تغير مواقع الألفاظ مع بعضها وترتيبها "([45]).

وهذا يدل على حركية المعنى القرآني إذ يتحرك مع المناهج المختلفة التي تتناوله والثقافات والعقول في العصور المختلفة.فالمنهج النحوي يرى أن الواو حذفت للعلم بها - كما ذهب الخليل - وللاستغناء عن المحذوف([46]).

وقد اختلف البصريون والكوفيون في ذلك اختلافاً تناول الشكل بحسب الصنعة النحوية لا المضمون ، واتجهوا إلى التأويل والتقدير نحو تأويلهم (ما) بـ (مَنْ) و (ما طاب) بـ (ما حلّ) في قوله تعالى: {وان خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم}(سورة النساء 3) ذلك ان القاعدة النحوية : ان (ما) لا يستعمل للعقلاء([47]).

من الملحوظات على المنهج اللفظي ، أنه لم يذكر الشواهد القرآنية التي تبدو متقاطعة مع النظام القرآني كالشواهد السابقة التي ذكرناها ، ونحو قوله تعالى: {إنّ المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضاً حسناً} (سورةالحديد 18) وقوله تعالى: {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً...} (سورةالرعد31 ).

علم النص:

ومن المناهج اللغوية الغربية الحديثة التي عنيت بتحليل النصّ وتناوله وحدة كلية ، (علم اللغة النصي) او ( علم النصّ ) . وكانت عنايته بالجوانب المشتركة بين اللغات المختلفة ، لكن بعض المعاصرين العرب طبّقوه على النصّ القرآني بوصفه وحدة نصية متماسكة.

وعلم النصّ : فرع من فروع علم اللغة (الحديث) يعنى بدراسة النصّ بوصفه الوحدة اللغوية الكبرى وذلك بدراسة جوانب عديدة تتصل بالنص أهمها الترابط او التماسك ووسائله وأنواعه والاصالة او المرجعية Reference وأنواعها والسياق النصي Textual Context. ودور المشاركين في النصّ (المرسل والمستقبل) ، وتشمل دراساته النص المنطوق والنص المكتوب على حدّ سواء([48]).

وما نعني به من هذا العلم هو كونه منهجاً اسلوبياً في تحليل النصّ يبحث في تماسك النصّ والنظر إليه نظرة شاملة كلية. وبشروط هذا التماسك وأدواته ، ثم الصلة بين التماسك النصي والسياق.

ان تطبيق أطروحات هذا العلم الوافد على النص القرآني كما هي من غير مراعاة خصوصية أسلوب القرآن الكريم تصل بالدارس الى نتائج غير مجدية بل منحرفة عن المنهج العلمي الرصين ، ذلك ان النص القرآني ينأى كثيراً عن النصوص التي اتخذها أصحاب هذا العلم ميداناً تطبيقياً لأطروحاتهم. أمثال هارتمان مؤسس العلم([49]) وان كان هذا العلم قد ولد من رحم البنيوية الوصفية القائمة على أجرومية الجملة في أمريكا . وكان مقال ( زيليخ هاريس ) تلميذ بلومفيلد واستاذ تشومسكي ثم مريديه فيما بعد عن (تحليل الخطاب) من معالم الطريق في هذا الاتجاه نفسه([50]).

وكذلك سعة أنماط النصوص التي يتناولها هذا العلم ومناهجه تنأى كثيرا عن طبيعة النص القرآني، وخلطه بين النصوص الايصالية والابداعية واللغة المحكية واللغة الفصحى المكتوبة وغيرها .

ان أنماط النصّ الرئيسة كما حددوها هي: نصوص ربط نحو: (وعد ، عقد ، قانون ، أمر)...) ونصوص إرشاد نحو: (إرشاد وخطاب ودفاع ودعاية ، وإعلان ، وخطاب سياسي...) ونصوص اختزان نحو: (ملاحظات ، فهرس ، دليل ، تلفون ، يوميات ، مسودة...) فضلاً عن (الدراسة والرواية والقصة والمسرحية والشعر ). ومنها الإعلانات وبطاقات التهنئة والحديث اليومي والأدب الشعبي وغير ذلك مما تناوله كلاوس بينكر في تطبيقه عليها مبادئ التحليل النصي ، الذي يرى مهمة لغة النص هي "وصف الشروط والقواعد العامة لتكوين النص التي تعد أساس النصوص الفعلية ، وصفاً منظماً وان يوضح أهميتها لتلقي النص"([51]).



ويؤكد المعنيون بهذا العلم صعوبة البحث النصي للتداخل المعرفي الذي يتطلب دراسة واسعة في فروع مختلفة ، فهو مزيج من النحو والبلاغة والصرف وعلم الأصوات والمعجم والتفسير ، واللسانيات و الأسلوبية وعلم الدلالة ونظرية الاتصال والبراجماتية وعلم المنطق والأدب وعلم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة ومناهج لغوية مختلفة كالوظيفية والسياق والتوزيع والشكلية والتوليدية والوصفية والسيميائية فضلاً عن عدم استقرارمناهجه ذلك انه علم بكر([52]).

قال أحد المختصين بهذا العلم : " لقد تشعبت المنابع التي استقى منها مفاهيمه و متصوراته ومناهجه واتسم هو نفسه بقدرة فائقة على استيعاب كل ذلك الخليط المتباين ، بل تشكل بنية منسجمة قادرة على الحفاظ على ذلك التداخل... وشكلت الخواص التركيبية والدلالية والايصالية للنصوص صلب البحث النصّي ، بمعنى ان البحث يتحقق على مستويات ثلاثة أساسية هي: المستوى النحوي والمستوى الدلالي والمستوى التداولي بالمفهوم الواسع له ولا يجيز الفصل بين هذه المستويات"([53]).

وثمة محاولات عربية في تطبيق هذا العلم على النصّ القرآني ، أكرهته "على قبول تلك القواعد التي اشتقت من نصوص لغات مختلفة"([54]) ، منها عمل الدكتور صبحي الفقي ( دراسة تطبيقية لعلم اللغة النصي على السور المكية ) ، وتتبعه بالموروث: البلاغي والنحوي وعلوم القرآن كالتفسير وعلم المناسبة الذي يُعدّ جذوراً لهذا العلم في موروثنا القرآني([55]).

وقد شملت تطبيقاته أبواب النحو والبلاغة ، وأهم أدوات التماسك التي تناولها في تطبيقه: الضمائر ، التوابع ، العطف ، الإبدال ، التكرار ، الحذف ،علاقات الإسناد كلها ، التماسك المعجمي ، الأسماء الموصولة ، وأسماء الإشارة وغيرها([56]).

إلا أن تطبيقاته لم تكن دقيقة بل هي أقرب إلى المشابهة الشكلية بسبب المنهج التقليدي الذي أتبعه من غير الأخذ بما يفيدنا ويناسب النص العربي القرآني ، في ضوء الثقافة الإسلامية ونظام العربية لكونه علماً يعنى بأنظمة اللغة وتماسك النص. ناهيك عن أنها علوم غير مستقرة غالباً ما ينقضها أصحابها الغربيون أنفسهم ويأتون بالجديد.

وأخذ على الموروثين: النحوي والبلاغي ولاسيما جهود الامام عبد القاهر في نظرية النظم ، عنايتهم بالجملة ، اذ عدّوها الوحدة اللغوية الكبرى، وعلم النص يعني بالنص كله، قائلاً "لأن تحليل الجملة يعد قصوراً في الدراسة اللغوية إذ لا يمكن دراستها منفصلة عن سياقها اللغوي المتمثل في البنية اللغوية الكبرى للنص"([57]).

وهو قول إن صحّ على نظرية النظم فلا يصح على الموروث التفسيري والاعجازي وبعض علوم القرآن كعلم المناسبة الذي يرى النص القرآني وحدة كاملة متماسكة كالجملة الواحدة بل كالكلمة الواحدة. وانه يفسّر بعضه بعضاً لتعلق بعضه برقاب بعض ، وقد نوّه نولد نولدكة بذلك إذ رأى أنّ القرآن وحدة مترابطة ترجع كلها إلى معنى (التوحيد)([58]).

ثم انه طبق مبادئ هذا العلم على جزء من النص القرآني: (السور المكية) وان كانت نصوصاً كثيرة إلا أنها جزء من نص متماسك هو النصّ القرآني ينبغي ربطها به.

ومن أهم مّنْ طبّق المناهج الغربية الحديثة ومنها علم النص الدكتور تمام حسان إذ مزج بينها وبين الموروث البلاغي والنحوي، وكان الدكتور تمام إلى الموروث أقرب من المناهج الغربية التي خبرها أسلوباً وعرضاً. ففي كتابه (البيان في روائع القرآن ، دراسة لغوية وأسلوبية للنص القرآني)([59]) طبق آراءه اللغوية ونظرياته التي ذكرها في كتبه السابقة ومنها : نظرية تضافر القرائن التي فسّر في ضوئها الرخصة والعدول الأسلوبي بعد نضوجها. واتسم بكثرة الشواهد القرآنية لكل ظاهرة أسلوبية او لغوية.

ويهمنا في هذا المبحث القرائن الآتية: التضام والربط والسياق وهو كبرى القرائن. فقد تناول فيها أساليب الربط والتماسك في التركيب القرآني والعلاقات الملحوظة في النصّ القرآني وموقف علماء النص من السياق([60]).

ففي ظاهرة التضام قال: "لا يكاد بابٌ من أبواب النحو العربي يخلو من ظاهرة التضام إما في صورتها الايجابية كالافتقار والاختصاص والتوارد ، او في صورتها السلبية كالتنافي او التنافر"([61]). "ومما يقع في حيز القول في ظاهرة التضام: الحذف والزيادة والفصل والاعتراض وإدخال اللفظ على غير مدخوله ومنه التضمين وإغناء احد العنصرين عن الآخر والشروط التركيبية لتأليف ألفاظ السياق"([62]) ثم تناولها كلها بالتفصيل والتمثيل.

والفرق بين الحذف والفصل البلاغي من حيث انه حذف له "خصوصية المقام ما يجعله شيئاً آخر غير مجرد الحذف النحوي. ذلك بان الفصل البلاغي يتم دائماً عن موقف انفعال قد يكون خوفاً او غضباً او استعجالاً او استغراباً او تعجباً وغير ذلك من هذا النحو من المواقف الجديدة"([63]) كقوله تعالى:

{وسع ربنا كلّ شيء علماً على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين} (سورةالأعراف 89) الموقف موقف التبرؤ والرَّفض. وشواهد أخر كثيرة ذكرها لم يرد العطف بين التراكيب المترابطة ، لأسباب انفعالية وخصوصية المقام. ولكن لا أرى انها تحتاج إلى رابط أو القول بوجود فاصل بينها وهو حذف حرف العطف إلا من باب التقدير.

وكذلك الأمر لقضية الاعتراض "والمقصود مجرى النمط التركيبي بما يحول دون اتصال عناصر الجملة بعضها ببعض اتصالاً تتحقق به مطالب التضام النحوي فيما بينها والجملة المعترضة في كل أحوالها أجنبية عن مجرى السياق النحوي فلا صلة لها بغيرها ولا محل لها من الإعراب وإنما هي تعبير عن خاطر طارئ من دعاء او قسم او قيد بشرط او نفي او وعد او أمر او نهي او تنبيه إلى ما يريد المتكلم أن يلفت إليه انتباه السامع"([64]).

لا أرى الاعتراض من باب التضام وتماسك النصّ إلا إذا تكلفنا ذلك و أوّلناه ،إذ معناه يتقاطع مع ارتباط النص ، ناهيك عمّا أورده من شواهد قرآنية أكثرها قدرفيها الاعتراض بحسب منهج النحاة المعياري وبحسب فهمه للنص القرآني نحو قوله تعالى:

{في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضاً ولهم عذابٌ أليم بما كانوا يكذبون} (سورةالبقرة 10) قال معلقاً: "في الآية اعتراض للدعاء على مرض القلوب المذكرين"([65])

وقد رأيته يمزج بين التحليل الأسلوبي و النحو المعياري ، ويكثر من اعتماده على نحو المتأخرين الممزوج بالمنطق العقلي لا اللغوي ولاسيما لدى أبي البركات الأنباري ، فمن ظواهر التضام التي ذكرها "اغناء أحد العنصرين عن الأخر" مثل لها بأقوال النحاة نحو (اغناء الفتحة عن الكسرة في إعراب ما لا ينصرف وعكسه في جمع المؤنث السالم ) و( واغناء (يا) النداء عن الفعل (أدعو) و (اغناء العوض عن المعوض في كل صور التعويض)([66]). وفي المظهر التضامي الذي وسمه باسم ((الشروط التركيبية التي تتضح بتحقيقها خصوصية السياق ومعناه التركيبي)) ثم ذكر تحته قائمة طويلة من القواعد النحوية المعيارية التي وضعها النحاة المتأخرون([67]) ناهيك عن استشهاده بشواهد قرآنية للظواهر اللغوية والأسلوبية التي يذكرها بحسب ما يرى بعض المفسرين لمعنى الشاهد القرآني او ما يراه هو. وقد ذكرنا ان المعنى القرآني متحرك وله خصوصية أسلوبية مغايرة عن الأساليب الأخرى بحيث تسمح للمفسرين أن يحملوه على وجوه في بعض شواهده. وبعضها الآخر من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله تعالى على خلاف في ذلك.

وفي قرينة الربط الذي مثل لها بمجموعة من الألفاظ لا معنى لها ، لكونها غير مرتبة بحسب قواعد الربط في اللغة: (فَحمَدَ في الناس خطيباً عليه وأثنى قال الله زيد ثم قائم) قال الدكتور تمام حسان: "إذا وضعت هذه المفردات نفسها مرتبة ترتيباً آخر معيناً اتضح انها تدل على معنى وذلك اذا قلت: (قام زيد في الناس خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال) وتحققت الإفادة منها ، لان المفردات هناك قد رتبت بحسب الأصول المرعية في تركيب النمط"([68]) .

وبهذا مثل لقرينة الربط وعلاقته في العربية وهو أمرٌ معروف لدى جميع متكلمي اللغة حتى المبتدئين منهم ، ذلك انه من السياق. ثم ذكر علاقات الربط (كالإسناد والتعدية والمصاحبة والإخراج والتفسيرو التبعية والملابسة) ،قال: "الأصل في الربط أن يكون بإعادة اللفظ لأنها ادعى للتذكير وأقوى ضماناً للوصول إليه..."([69]) ثم ساق شواهد كثيرة. و قال: " وقد يعني إعادة اللفظ إعادة المعنى" ، وهذا مما وصفه بـ (إعادة الذكر لإنعاش الذاكرة) . ومنه التكرار([70]) ، ومثل له بعشرات الشواهد القرآنية. ثم تناول الضمير بأنواعه الكثيرة ، والمطابقة والإشارة و(أل) التعريف وحروف المعاني ولاسيما حروف العطف([71]) والمعية وغيرها من وسائل الربط بالتفصيل والشواهد الكثيرة.

الخاتمة:

ان النص القرآني ينساق في ضوء نظام معجز محكم ، يشبه بعضه بعضاً ويتعلق بعضه برقاب بعض في كل مكونات النص القرآني نجد النظام نفسه: الصوتي والصرفي والتركيبي والبياني والدلالي ، وكل هذه المكونات يحكمها النظام نفسه، وهذا سبب الترابط والتماسك والجمال والعذوبة والموسيقى الرائعة التي تحدّث عنها علماء إعجاز القرآن القدامى والمعاصرين ، و لكنهم لم يتناولوا نظام القرآن تناولاً كلياً بل كان تناولهم اياه تناولاً جزئياً.

وهذا النظام المعجزهو من أسباب حفظ القرآن منذ نزوله والى يومنا هذا من غير تغيير أو تطورلفظي في نصه ، فاللفظ ثابت والمعنى متحرك ، ذلك ان نظام القرآن يحوي المتغيرات الزمانية والمكانية.

وهو كذلك أهم وجوه إعجاز القرآن ، ذلك ان نظامه اللغوي يشبه نظام الكون المبني على التشابه والترابط أيضا، قال تعالى: {كل في فلك يسبحون} وهو دليل على أن خالق الكون هو قائل القرآن الكريم ، وهذا اثبات علمي لمعجزة نبينا الكريم (محمد) صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا ، ورد علمي على المعادين للاسلام ممن نسمع بهم عبر وسائل الاعلام هذه الأيام.

وقد فصّلت القول بنظام القرآن اللغوي في اطروحة الدكتوراه : ( العدول عن النظام التركيبي في أسلوب القرآن الكريم – دراسة نحوية أسلوبية )([72]) وذكرت شواهد قرآنية كثيرة عليه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين هو حسبنا و نعم الوكيل.

المصادر والمراجع

- القرآن الكريم

- الاتقان في علوم القرآن ، جلال الدين السيوطي (911هـ) ، تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم ، مكتبة المشهد الحسيني ، القاهرة ، (د.ت).

- الاشباه والنظائر ، جلال الدين السيوطي ، دار الحديث للطباعة والنشر ، بيروت 1984

- اعجاز القرآن ، ابو بكر الباقلاني ، تحقيق: السيد احمد صقر ، دار المعارف ، مصر 1963.

- اعجاز القرآن والبلاغة النبوية ، مصطفى صادق الرافعي ، تحقيق: محمد سعيد العريان ، مطبعة الاستقامة ، مصر 1952.

- البرهان في تناسب سور القرآن ، ابن الزبير الثقفي (708هـ) ، تحقيق: د. سعيد الفلاحي ، مطبعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ، المملكة العربية السعودية 1988.

- البرهان في علوم القرآن ، بدر الدين الزركشي (894هـ) ، تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم (د.ت).

- البيان في روائع القرآن ، د. تمام حسان ، ط2 ، عالم الكتب 2000م.

- تاريخ القرآن ، تيودور نولدكه ، ترجمة: د. جورج تامر ، دار نشر جورج ألمز ، نيويورك 2000 .

- التعبير الفني في القرآن الكريم ، د. بكري شيخ امين ، ط1 ، دار العلم للملايين 1994.

- تفسير جزء عم ، مقتطف من (نظم الدرر في تناسب الآيات و السور) ،الامام ابراهيم بن عمر البقاعي (885) ، تحقيق: أحمد عز الدين خلف الله ، ط1 ، دار صادر،بيروت 2001 .

- جماليات المفردة القرآنية في كتب الإعجاز والتفسير ، أحمد ياسوف ، ط1، دار المكتبي، دمشق1994.

- دلائل الإعجاز ، الإمام عبد القاهر الجرجاني (47هـ) ، ط1 ، تعليق وشرح: محمد عبد المنعم خفاجي ، مكتبة القاهرة ، مطبعة الفجالة بمصر 1969.

- صفاء الكلمة ، د. عبد الفتاح لاشين ، دار المريخ ، مطبعة النهضة ، مصر (د.ت).

- الظاهرة الجمالية في القرآن الكريم ‘نذير حمدان ، ط1 ، دار المنايرة ، جدة – السعودية 1991 .

- العدول عن النظام التركيبي في اسلوب القرآن الكريم ، (دكتوراه ثانية) ، د. حسن منديل العكيلي ، جامعة بغداد ، كلية التربية للبنات ، 2008.

- علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ، دراسة تطبيقية على السور المكية. د.صبحي ابراهيم الفقي ، دار قباء ،القاهرة 2000 .

- علم لغة النص ، المفاهيم والاتجاهات ، د. سعيد حسن بحيري ، ط1. مؤسسة المختار ،القاهرة 2004 .

- الفوائد المشوقة إلى علوم القرآن وعلم البيان ، ابن قيم الجوزية (751هـ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت (د.ت).

- في عوالم القرات،د.شلتاغ عبود،ط1 ، دار المعرفة،مطبعة الصباح 1999 .

- القرآن دعوة الحق. مقدمة في علم التفصيل لبفرآني، محمد العفيفي، الكويت 1976 .

- كتاب سيبويه (180هـ) ، تحقيق: د. عبد السلام محمد هارون ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، دار غريب للطباعة والنشر 1988.

- معترك الاقران ، جلال الدين السيوطي ( 0911هـ) ، تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم ، مكتبة ومطبعة المشهد الحسيني (د.ت).

- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ، د. جواد علي ، الكويت 1975.

- ملاك التأويل ، احمد بن الزبير ، تحقيق: محمود كامل احمد ، دار النهضة العربية للطباعة والنشر ن بيروت 1985.

- مناهل العرفان في علوم القرآن ، الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ، دار الفكر ، ( د. ت) .

- النظام القرآني مقدمة في المنهج اللفظي ، السيد عالم سبيط النيلي ، ط2 ، مكتبة بلوتو ، بغداد 2003هـ.
-----------------------------------------------------------------------------------------

[1] - النظام القرآني 12.

[2] - نفسه 17 وينظر ص 14-16.

[3] - البرهان في علوم القرآن 3/75 ، ومباحث في علوم القرآن 299.

[4] - اعجاز القرآن ، الرافعي 214 ، 254 ، وينظر: اعجاز القرآن ، للباقلاني 280 ، ومعترك الاقران 1/5 ، ومناهل العرفان 2/331.

[5] - التعبير الفني في القرآن الكريم 190.

[6] - المعجزة الكبرى 300 ، 133 ، 95 ، 97.

[7] - المصدر نفسه.

[8] - ينظر: من اسرار التعبير في القرآن 25 والتعبير الفني في القرآن الكريم 190 والتنغيم في القرآن الكريم 16.

[9] - اعجاز القرآن ، الرافعي 185.

[10] - المعجزة الكبرى 131.

[11] - صفاء الكلمة 3 ، 8 ، 15 ، 46 ، 60 ، 120.

[12] - اعجاز القرآن 454 ، 265.

[13] - الظاهرة الجمالية 53-54.

[14] - الظاهرة الجمالية 53-45.

[15] - معترك الأقران 1/9.

[16] - تفسير جزء عمّ ، البقاعي 41.

[17] - البرهان ، الزركشي 1/ 35 ومعترك الاقران 1/ 57 ، 55.

[18] - معترك الاقران 1/ 55.

[19] - البرهان ، الزركشي 1/ 38-39.

[20] - تفسير جزء عمّ 4.

[21] - البرهان ، الزركشي 1 /37.

[22] - معترك الاقران 1/ 62-64.

[23] - البرهان 40- 43.

[24] - طبع بتحقيق د. سعيد الفلاح ، المملكة العربية السعودية 1988.

[25] - تفسير جزء عمّ 41 وللتفسير طبعة قديمة بالهند.

[26] - نفسه 45.

[27] - تفسير جزء عمّ 567.

[28] - مقدمة تحقيق: تفسير جزء عمّ 46-47.

[29] - ملاك التأويل 1/ 470.

[30] - البرهان 46.

[31] - الفوائد المشوق ، ابن القيم 175 ومعجم المصطلحات البلاغية 3 / 379.

[32] - البرهان 3 /94.

[33] - الاتقان 1 / 352.

[34] - ينظر: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8/ 264.

[35] - الاتقان 1 / 253.

[36] - تفسير جزء عمّ 0مقدمة التحقيق) 45.

[37] - القرآن دعوة الحق 6 ، 25.

[38] - المصدر نفسه 11 و 15.

[39] - المصدر نفسه 16.

[40] - النظام القرآني 27.

[41] - المصدر نفسه 27.

[42] - المصدر نفسه 17.

[43] - المصدر نفسه 27.

[44] - المصدر نفسه 36.

[45] - المصدر نفسه 36.

[46] - سيبويه 1/114 ، والبرهان ، الزركشي 3/ 189.

[47] -الاشباه والنظائر 4/ 187 وفي عوالم القرآن 91.

[48] - علم الغة النصي بين النظرية والتطبيق 1/32.

[49] - علم اللغة النصي 58.

[50] - المصدر نفسه 1/ 36.

[51] - ينظر: التحليل اللغوي للنص.63

[52] - علم لغة النص ، المفاهيم والاتجاهات 3 ، 13.

[53] - نفسه 9.

[54] - نفسه 12.

[55] - علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ، دراسة تطبيقية على السور المكية.

[56] - نفسه 1/17.

[57] - علم اللغة النصّي 12.

[58] - ينظر: تاريخ القرآن.77

[59] - طبعة عالم الكتب ضمن مشروع مكتبة الاسرة 2002.

[60] - تنظر الصفحات 1/ 83 ، 127 ، 163 ، 304.

[61] - البيان في روائع القرآن 1 /89.

[62] - نفسه 1 / 91.

[63] - نفسه 1/ 112.

[64] - نفسه 1/ 115-116.

[65] - نفسه 1 م116.

[66] - البيان 1/ 124.

[67] - نفسه 1/ 125-126.

[68] - البيان 1/ 137.

[69] - نفسه 1/ 128.

[70] - نفسه 1/ 134.

[71] - نفسه 1/ 156.

[72] جامعة بغداد ، كلية التربية للبنات 2008.

محب بلاده
2011-12-25, 17:37
السلام عليكم

اريد بحث جامعي في الادب العربي عن

1_ اسباب نشوء ظواهر التشكيل الصوتي في اللغة العربية

2_ القران الكريم والدراسات اللغوية

3_ القيمة التعبيرية للصوت اللغوى





دراسات لغوية في القرآن الكريم

http://www.4shared.com/rar/uh7ZIfZv/____.html

ssousou
2011-12-26, 20:03
سلام عليكم
ممكن اخي الكريم مساعدة في البحث والذي عنوانه هو مخاطر فقدان الخصوصية ومخاطر الانغلاق في المؤسسة
واذا ممكن اخي
تعطيني معنة الفراغ الضريبي , الجنات الضريبية , المناطق الحرة
وجزاك الله كل خير

محب بلاده
2011-12-26, 20:33
استجابة المدير العربي لتحديات مخاطر فقدان الخصوصية ومخاطر الانغلاق (http://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=++%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%B1+%D9%81%D9%82%D8 %AF%D8%A7%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B5%D9%88%D8% B5%D9%8A%D8%A9+%D9%88%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%B 1+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%82 +%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3 %D8%A9&source=web&cd=1&ved=0CCEQFjAA&url=http%3A%2F%2Fiefpedia.com%2Farab%2Fwp-*******%2Fuploads%2F2009%2F08%2F%25D8%25A7%25D8%25 B3%25D8%25AA%25D8%25AC%25D8%25A7%25D8%25A8%25D8%25 A9-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AF%25D9%258A %25D8%25B1-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25B1%25D8%25A8 %25D9%258A-%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25AD%25D8%25AF%25D9%258A %25D8%25A7%25D8%25AA-%25D9%2585%25D8%25AE%25D8%25A7%25D8%25B7%25D8%25B1-%25D9%2581%25D9%2582%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2586-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AE%25D8%25B5%25D9%2588 %25D8%25B5%25D9%258A%25D8%25A9-%25D9%2588%25D9%2585%25D8%25AE%25D8%25A7%25D8%25B7 %25D8%25B1-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25BA %25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2582-%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2589-%25D9%2588%25D9%2581%25D9%2582-%25D9%2585%25D9%2586%25D9%2587%25D8%25AC-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D9%2581%25D9%2583 %25D9%258A%25D8%25B1-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AA%25D9%2588 %25D8%25A7%25D8%25B2%25D9%2586.doc&ei=TMv4TrXtHoWt8QOQncCdAQ&usg=AFQjCNE46NNoKlTnXvTMweA2NnpVOxyPhw)

محب بلاده
2011-12-26, 20:35
المناطق الحرة هي مناطق جغرافية محددة تطبق فيها قوانين وأنظمة خاصة مختلفة عما يطبق على باقي أنحاء الدولة و تتمتع بالعديد من المزايا والحوافز

fifine
2011-12-27, 13:27
اسم العضو :.فيفين

الطلب : بحث حول الجدول الدوري

المستوى : ثانوي
أجل التسليم : في أقرب وقت

مصطفي63
2011-12-27, 13:46
اللي عندو اي شي عن نظم المعلومات بالعربية يساعدني please
المستوى : جامعي

محب بلاده
2011-12-27, 16:46
اسم العضو :.فيفين

الطلب : بحث حول الجدول الدوري

المستوى : ثانوي
أجل التسليم : في أقرب وقت

بحث عن : الجدول الدوري الحديث

تاريخ الجدول الدوري الحديث

قصة الجدول الدوري في الحقيقة قصة مشوقة ومثيرة تتضح فيها كيف تتطور المفاهيم العلمية من أفكار بسيطة وقد تكون ساذجة ومضحكة في بعض الأحيان إلى أن تصبح انموذجاً علمياً يفتخر كل من ساهم في انجازه ، ومن هذه المفاهيم العلمية التي تطورت عبر التاريخ جدولنا الدوري الحديث والذي بدأت فكرته بمحاولة بسيطة قام بها كيميائي لترتيب العناصر في جدول معين ثم تطور هذا التصنيف حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن .
ويبدوا بأنه لم يكن هناك حاجة في القديم لترتيب العناصر وتصنيفها في جدول خاص ، لسببٍ بسيط وهو أن عدد هذه العناصر لم يكن يتجاوز عدد أصابع اليدين ، ولكن بتطور علم الكيمياء واكتشاف المزيد من العناصر بات من الضروري تصنيف هذه العناصر وجدولتها لتيسير دراستها وتسهيل التعامل معها .
ولعله من أولى المحاولات التي تمت لغرض تصنيف العناصر وترتيبها في جداول خاصة محاولة تصنيف العناصر إلى مجموعتين وهما الفلزات واللافلزات ، فقد لوحظ أن هناك مجموعة من العناصر تتميز بالخصائص التالية :

* مواد صلبة ذات مظهر براق .
* قابلة للسحب على شكل أسلاك والطرق على شكل صفائح .
* موصلة جيدة للحرارة والكهرباء .
* ذات درجة غليان وانصهار مرتفعة في الغالب .

أطلق على هذه العناصر الفلزات ( مثل الحديد ، الذهب ، الصوديوم ... الخ ) .
كما أطلق على العناصر التي تتصف بعكس هذه الخواص باللافلزات ( مثل الهيدروجين ، الكربون ، الكبريت .... الخ ) .


كانت البداية مع دوبرينر Johann Dobereiner الكيميائي الالماني ( 1780_ 1849 ) والذي لاحظ أن هناك تشابهاً وتدرجاً في خواص العناصر الثلاث بحيث أن للعنصر الثاني خواص فيزيائية وكيميائية متوسطة بين خواص العنصرين الأول والثالث :

Ca Sr Ba <==== 40 88 137

كما لاحظ أن الوزن الذري للعنصر الأوسط يساوي متوسط الوزن الذري للعنصرين الأول والثالث .

(40 + 137) ÷ 2 = 88

ظنها في البداية صدفة طريفة ولكن سرعان ما اكتشف أن هذه القاعدة تنطبق على ثلاثيات أخرى من العناصر مثل ثلاثية :

Li Na K <==== 7 23 39

وثلاثية Cl Br I <==== 35 80 127




وهنا نشر دوبرينر ملاحظته هذه واطلق عليها التصنيف الثلاثي ودونت في التاريخ كأول محاولة علمية لتصنيف العناصر المكتشفة .


وفي محاولة تالية قام John Newlands وهو كيميائي انجليزي (1837-1898)




بترتيب العناصر حسب ازدياد الوزن الذري في شكل مجموعات تتكون كل مجموعة من ثمان عناصر ، فلاحظ أن الخواص المتشابهة للعناصر تتكرر دورياً وبانتظام بشكلٍ يشبه تدرج السلم الموسيقي .



فكانت محاولة يطلق عليها ثمانيات نيولاندز ( Law of Octaves )



وفي عام 1869 للميلاد ظهر عالم روسي يدعى مندليف ( Dimitri Mendeleev )



وقام بترتيب العناصر المكتشفة في عصره ( وعددها 63 عنصر تقريباً )حسب ازدياد الوزن الذري أيضاً ( atomic weights ) فلاحظ تكرار الخواص المتشابهه للعناصر دورياً وبانتظام .
وفي نفس العام تقريباً توصل ماير ( Lothar Meyer ) من ألمانيا لنفس الجدول تقريباً .



جدول مندليف


Mendeleev's Periodic Table


والحقيقة أن هذا الجدول ارتبط باسم مندليف لانه استطاع تحديد خواص بعض العناصر غير المكتشفة في عصرة فقد استطاع تحديد خواص عنصر الجرمانيوم قبل اكتشافه وقد سماه بشبيه السليكون .

أما بالنسبة لعيوب هذا الجدول فهناك الحقيقة عيبين رئيسين :
الأول : اليود والتيلوريوم لم يوضعا في أماكنهما المناسبة حسب ازدياد الوزن الذري .
الثاني : لم يجدا أماكن مناسبة في الجدول للعناصر الأرضية النادرة .

وبعد ذلك ظهر موزلي ( Henry Moseley ) في (1887-1915) للميلاد ولأول مرة قام بترتيب العناصر حسب ازدياد العدد الذري atomic number
فلاحظ تكرار الخواص المتشابهة للعناصر دورياً وبانتظام فكان هذا الترتيب في الحقيقة أساس الجدول الدوري الحديث .



الجدول الدوري الحديث للعناصر

تم الاعتماد لترتيب العناصر في الجدول الدوري الحديث على الأسس التالية :
1- رتبت العناصر حسب ازدياد العدد الذري .

2- صفت العناصر في سطور أفقية ( دورات ) تبعاً لعدد مستويات الطاقة الالكترونية فيها المشغولة بالالكترونات ( فعناصر الدورة الأولى تشغل الكتروناتها مستوى واحد من الطاقة وعناصر الدورة الثانية مستويين .. وهكذا ) .

3- وضعت العناصر في أعمدة رأسية ( مجموعات ) تبعاً لعدد الالكترونات الموجودة في مستوى الطاقة الأخير ( الكترونات التكافؤ ) .

وبهذا نلاحظ أن الجدول الدوري بشكلِ عام يتألف من سبع دورات ( عدد مستويات الطاقة الالكترونية المعروفة ) وثمان مجموعات رئيسية رمز لها بالحرف ( أ ) وثمان مجموعات فرعية رمز لها بالحرف ( ب ) ( لاحظ أن العدد ثمانية هو العدد الذي يشكل التركيب المستقر لذرات العناصر ) .

مناطق الجدول الدوري الحديث

أولاً : المنطقة اليسرى .
وتحوي عناصر المجموعتين الرئيسيتين ( 1أ و 2أ ) والمعروفة باسم الفلزات القلوية والفلزات القلوية الأرضية على الترتيب ، وتشغل الكترونات التكافؤ في ذرات هذه العناصر المجال الكروي S .

ثانياً : المنطقة اليمنى .
وتحوي بقية العناصر في المجموعات الرئيسية ( 3،4،5،6،7،صفرالرئيسية ) وتتميز عناصر هذه المنطقة بملء المجالين ( S , P ) في مستوى التكافؤ ، وهذه المنطقة تحوى جميع اللافلزات وأشباه الفلزات وبقية الفلزات ، كما تضم جميع الهالوجينات ( عناصر المجموعة 7أ ) والغازات النادرة أو الخاملة ( عناصر المجموعة صفر ) .
وتعرف عناصر هاتين المنطقتين ( اليسرى واليمنى ) بالعناصر التمثيلية وكذلك تعرف بالعناصر غير الانتقالية .

ثالثاً : المنطقة الوسطى .
وتحوي جميع العناصر في المجموعات الفرعية (ب) وتتألف من ثلاثين عنصراً جميعها من الفلزات في ثلاث متسلسلات تضم كل متسلسلة عشرة عناصر، وتتميز عناصر هذه المنطقة بوجود الكترونات التكافؤ في المجالين( S , d) في مستوى التكافؤ ، وتعرف عناصر هذه المنطقة بالعناصر الانتقالية غير التمثيلية .

رابعاً : المنطقة السفلى .
وتتألف من سلسلتين كل سلسلة تضم أربعة عشر عنصراً سلسلة اللانثانيدات والتي تأتي بعد عنصر اللانثانوم وتبدأ بالسيريوم وسلسلة الاكتينيدات وتأتي بعد عنصر الاكتينيوم وتبدأ بعنصر الثوريوم ، تتميز عناصر هذه المنطقة بملء المجال من نوع f في مستوى التكافؤ ، وتعرف عناصر هذه المنطقة بالعناصر الانتقالية الداخلية .



ووللأمــــــانه ..

منقوول من أحد المنتديات



او هذا

بحث عن الجدول الدوري

جاهز ومنسق

لا تنسونا من خالص الدعاء

وفقك الله

هنااااااااا (http://www.ziddu.com/download/17977084/.rar.html)

محب بلاده
2011-12-27, 16:49
اللي عندو اي شي عن نظم المعلومات بالعربية يساعدني please
المستوى : جامعي





[DOC] بحث نظم المعلومات (http://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=6&ved=0CGIQFjAF&url=http%3A%2F%2Fwww.kantakji.com%2Ffiqh%2FFiles%2 FManage%2F4025.doc&ei=Iub5TruWKIzm-gb36onHAQ&usg=AFQjCNG6l4AKgUGpFjLtVLxQ3fuisn0-nQ&sig2=9M1pi5R7EHLPLOk1FDSEoA)

محب بلاده
2011-12-27, 16:49
اللي عندو اي شي عن نظم المعلومات بالعربية يساعدني please
المستوى : جامعي


أنواعنظم المعلومات
الأستاذ الدكتور عامر قنديلجي والدكتور علاء الدينالجنابي
أولاً: نظم المعلومات التي تخدم الهرم الإداري للمنظمة
نستطيع أن نصنف نظم المعلومات التي تخدم المنظمات وتنظيماتها المتسلسلة الهرمية في اتجاهين أساسيين، هما: النظم التي تخدم كل مستوى من المستويات التنظيمية الأربعة المتسلسلة إدارياً، ثم النظم الشمولية التي تتعامل مع هذه المستويات، وعددها ستة نظم. وسنوضح لكلا من هذين التقسيمين بالآتي.
أ. النظم الأربعة التي تخدم المستويات التنظيمية:
- بسبب وجود اهتمامات متباينة ومختلفة، وكذلك تخصصات ومستويات هي الأخرى متباينة ومختلفة، في المنظمة، فإن هنالك أنواعاً من النظم، هي الأخرى فيها نوع من التباين والاختلاف. ومن الجدير بالذكر هنا أنه لا يوجد نظام معلومات منفرد واحد يمكن أن يزود كل المعلومات التي تحتاجها المنظمة، بمستوياتها المتعددة.
- ومن جانب آخر فأنه من الممكن تقسيم وتصنيف نظم المعلومات، وعلى أساس المستويات التنظيمية الأساسية التي تقدم الدعم لها، ابتداء من المستوى الأدنى، وصعوداً إلى المستويات الأعلى، وكآلاتي:
1. مستوى العمليات leveloperational، والذي يمثل القاعدة الأساسية لحركة المنظمة، ويشتمل على إدارة عملياتها
2. المستوى المعرفي levelknowledge ، والذي يشتمل على العاملين في مجالات البيانات والمعلومات والمعرفة
3. المستوى الإداري management level ، والذي يشتمل على إدارات المنظمة الوسطى
4. المستوى الإستراتيجي strategic level، والذي يشتمل على الإدارات العليا، أو إدارات العمل الاستراتيجي في المنظمة
ب. النظم الستة التي تتعامل مع المستويات التنظيمية:
وهذه المستويات الأربعة، التي أشرنا إليها وأوضحناها في المخطط، تحصل على الخدمات المعلوماتية عادة من خلال ستة أنواع من نظم المعلومات في المنظمات المعاصرة، والتي تصمم لأغراض مختلفة، ولجمهور من المستخدمين المختلفين، هي:
1. نظم معالجة المعاملات (التجارية) transaction processing systems
والتي تتخصص في التعامل مع مجالات عدة في المنظمة، مثل متابعة الطلبات ومعالجتها، ومتابعة ما يتعلق بالأجور، وكذلك السيطرة على المكائن والمعدات، ومتابعة التعويضات. وكلها تخدم مستوى العمليات والتعاملات التجارية في المنظمة، التي تتابع انسيابية العمل اليومي الروتيني للتعاملات التي هي ضرورية لأداء أعمال المنظمة track the flow of thedaily routine transactions that are necessary to conduct business..
2. نظم المكتب office systems
والتي تتعلق بوظائف المعالجة المحوسبة للكلمات، والنشر المكتبي، وتصوير الوثائق التي تعتمد عليها أعمال وإجراءات المنظمة، وكذلك تأمين التقويمات الزمنية calendars المطلوبة
3. نظم العمل المعرفي knowledge worksystems
وتتعلق وظائفها بالمحطات الهندسية، ومعالجة البيانات، ومحطات الرسومات، والمحطات الإدارية، وتصوير الوثائق، والمفكرات اليومية الإلكترونية والتي تخدم مستوي العمل المعرفي وكذلك مستوى نظم المكتب.
4. نظم دعم القرار decision-support systems
والمتعلقة أعمالها بتحليل مبيعات الإقليم الذي تقدم خدماتها ومنتجاتها له، وكذلك جدولة الإنتاج، وتحليل التكاليف والأسعار والأرباح، إضافة إلى تكاليف العقود.
5. نظم المعلومات الإدارية management informationsystems.
مثل التحليل الإقليمي للمبيعات، وتحليل التكاليف، والموازنة السنوية، وإعادة توزيع التحليل، والتي هي تخدم نظم دعم القرار ونظم المعلومات الإدارية
6. نظم الدعم التنفيذي executive support systems .
ومن الأمثلة على نظم دعم الإدارات العليا التي تخدم المستوى الإستراتيجي، تنبؤات اتجاهات المبيعات، تطوير خطة العمليات، تنبؤات الموازنة.
ثانياًً: نظم معالجة التعاملات/المعاملات التجارية
Transaction processing systems / TPS
هنالك خمسة أنواع من نظم التعاملات، أو المعاملات التجارية في المنظمة، هي:
أ. نظم المبيعات والتسويق Sales/marketing systems. وتؤدي وظائف عدة، منها: إدارة المبيعات، وبحوث السوق، والتحسين، وتحديد الأسعار، ووظائف المنتجات الجديدة.
ومن أمثلتها التطبيقية نظم معلومات طلبات المبيعات order information systems ، ونظم بحث السوق marketresearch systems، ونظم وكالة وعمولة المبيعات sales commission systems
ب. نظم التصنيع والإنتاج Manufacturing/production systems: وظائفها الأساسية هي الجدولة scheduling ، والمشتريات purchasing ، والشحن والاستلام shipping/receiving ، وهندسة العمليات engineering ، ووظائف العمليات operations functions الأخرى. ومن أمثلتها: نظم السيطرة على المكائن machine control systems ونظم طلبات الشراء purchase order systems ، ونظم السيطرة النوعية quality control systems
ج. نظم التمويل والمحاسبة Finance/accounting systems: والتي تؤمن وظائف الموازنة budgeting ، وعمل ما يسمى بالأستاذ العام general ledger ، والكشوفات والفواتير billing ، ومحاسبة التكاليف cost accounting functions. ومن أمثلة نظمها وتطبيقاتها: نظم الحسابات المستلمة والمدفوعة accounts receivable/payable systems ، ونظم إدارة التمويل funds management systems، ونظم الأستاذ العام general ledgersystems
د. نظم الموارد البشرية Human resource systems والتي تؤمن سجلات العاملين personnel records ، والامتيازات benefits ، والتعويضات compensation ، وعلاقات العاملين labor relations ، والتدريب training ، ووظائف المرتبات والأجور payroll functions. ومن أمثلتها نظم سجلات العاملين/الموظفين systems employeerecords ، ونظم الامتيازات benefit systems ، ونظم التعويضات systems compensation ، ونظم السيرة المهنية career path systems
هـ. نظم أخرى. وتعتمد على طبيعة عمل المنظمة وتخصصاتها. فإذا كانت جامعة مثلاً فإن وظائفها تكون: القبول admissions ، وسجلات المساقات course records، وشؤون الخريجين Alumni...الخ.

ثالثاً: نشاطات نظم معالجة التعاملات الرئيسية
Transaction processing systems basicactivities
نظم معالجة التعاملات تعمل على الحصول على، ومعالجة البيانات التي تقدم توصيفات لتعاملات الأعمال. كذلك تعمل على تحديث قواعد بيانات المنظمة، وتنتج شتى أنواع المعلومات والمخرجات. وعموماً فإن نشاطات نظم معالجة التعاملات الرئيسية يمكن أن نحددها بإدخال البيانات Data entry، ومعالجة التعاملاتTransactionprocessing ، وإدامة قواعد البياناتDatabase maintenance ، وإنتاج وتوليد التقارير والوثائق Document and report generation ، ومعالجة الاستعلامInquiry processing
1. إدخال البيانات Data entry: الحصول على البيانات الخاصة بالأعمال هي الخطوة الأولى والنشاط الأول من نشاطات وخطوات دورة معالجة التعاملات. مثال ذلك، بيانات التعاملات ربما تجمع عن طريق نقطة أو محطة المبيعات point-of-sale terminal باستخدام المسح الضوئيOptical scanning للرموز المسجلة على البضاعةBar codes ، وكذلك قارئ بطاقة الائتمانCredit card readers ، وذلك يتم في متجر لبيع التجزئة أو المفرد، أو أعمال أخرى. أو أن بيانات التعاملات يمكن أن ترسل عن طريق تجارة إلكترونية موقع على الويب في الإنترنت. فيكون هنالك تسجيل ومراجعة للبيانات بغرض أن تؤمن للمعالجة.
2. معالجة التعاملات Transaction processing: وتعمل نظم معالجة التعاملات التجارية عادة بطريقتين رئيسيتين،هما: المعالجة بالدفعاتBatch processing ، حيث يتم معالجة بيانات التعاملات بعد أن تتجمع في خلال فترة زمنية محددة، وبشكل منظم. أما الطريقة الثانية فهي المعالجة بالوقت الحقيقيReal-time processing ، الذي يسمى المعالجة على الخط المباشر Online processing ، حيث يتم معالجة البيانات فوراً، بعد تنفيذ المعاملة، ويعتمد ذلك على الإمكانات المتاحة في نظم المعلومات
3. إدامة قواعد البياناتDatabase maintenance: حيث يتم مراجعة وإدامة وتغذية قاعدة بيانات المنظمة، بواسطة المعالجة التي تتم في نظم تعاملاتها، لكي تبقى القاعدة دائماً صحيحة وبياناتها مستحدثة. وينبغي أن يتم التحديث بشكل يومي منتظم، بغرض أن تبقى بيانات قاعدة بيانات المنظمة دقيقة وحديثة. فالمبيعات التي تتم إلى زبون ما فإنها تنعكس على زيادة في رصيد الزبون، من جهة، وكذلك على نقص في جرد الموجودات من المنتجات.
4. إنتاج وتوليد الوثائق والتقاريرDocument and reportgeneration: حيث تنتج نظم معلومات التعاملات شتى أنواع الوثائق التقارير، مثل طلبات الشراء Purchase orders، وصولات البيع والدفعPaychecks and sales receipts. وقد تأخذ التقارير شكل قائمة الدفع أو المرتب الشهري، أو تقارير مراجعة الحساباتPayrollregister, or edit reports
5. معالجة الاستعلامInquiry processing : فالعديد من نظم التعاملات تسمح للمستخدم من استخدام الإنترنت، والإنترانت، والأكسترانت، ومتصفحات الويب، أو لغات إدارة استعلام قواعد البياناتDatabase management query********s ، لغرض توجيه الاستفسارات واستلام الردود، المتعلقة بنتائج نشاطات معالجة التعاملات. مثال ذلك قد تحتاج الحصول على اجابة على نتيجة طلبات المبيعات، أو الرصيد، وتحصل غلى الإجابة من خلال شاشة حاسوبك الشخصي. وهكذا
رابعاً: ملاحظات أساسية عن نظم المعلومات الأخرى
Other types of Information systems
1. نظم معالجة التعاملات الرئيسيةTransaction processing systems . والذي تطرقنا إليه سابقاً
2. نظم العمل المعرفي Knowledge Work Systems/ KWS
- هو نظام على المستوى المعرفي، تكون مدخلاته ومخرجاته كالآتي:
مدخلات النظام Inputs: أوجه مختلفة من التصميمات Design specs
نوع المعالجة Processing: نمذجة أو عمل نماذج Modeling
مخرجات النظام Outputs: تصاميم Designs ، رسومات graphics
المستخدمون Users: الموظفون الفنيون والمتخصصون Technical staff andprofessionals
- مثال على ذلك: محطة عمل هندسية Engineering work station
3. نظم حوسبة (أتمتة) المكتب Office Automation Systems
- يهدف إلى تحقيق هدف مكتب بلا ورق “Paperless Office”
- وإعادة تصميم لانسيابية العمل Redesign of workflow
- والتكامل في البرمجياتIntegrated software
- وعمل تصاميم Ergonomicdesign
- هنالك فضاء عمل مشرق، ومفرحBright, cheerful work space
4. نظم المعلومات الإدارية Management Information Systems
- مدخلات النظام Inputs : بيانات ذات قيمة عالية High volume data
- نوع المعالجة Processing: نماذج بسيطة Simple models
- مخرجات النظام Outputs: تقارير موجزة Summary reports
- المستخدمون Users: المدراء الوسط Middle managers
مثال على ذلك: إنجاز الموازنة السنوية Annual budgeting
- قرارات مبنية وشبه مبنيةStructured andsemi-structured decisions
- تقارير خاصة بالسيطرةReport control orientation
- بيانات سابقة وحاليةPast and present data
- شؤون موجهة داخلياInternalorientation
- إجراءات تصميم طويلة الأمد Lengthy design process
5. نظم دعم القرار Decision Support Systems/DSS
- على مستوى الإدارة
مدخلات النظام: بيانات ذات قيمة واطئة
المعالجة: تفاعلية
مخرجات النظام: تحليل قرارات
مثال: تحليل تكاليف عقود
- وهي نظم معلومات على مستوى إدارة المنظمة والتي تدمج بين البيانات وبين نماذج تحليلية معقدة ومتطورة
- نماذج تحليلية أو أداة تحليل بيانات لغرض دعم صنع القرارات غير الروتينية
- نظم دعم القرار تساعد المديرين في صناعة قراراتهم التي تكون فريدة، وسريعة التغيير، وليس من السهل تحديدها مسبقاً
- نظم دعم القرار يتوجهون نحو المشكلات التي تكون طرق وإجراءات الوصول إلى الحلول هي ليست معرفة ومحددة مسبقاً
- وبالرغم من أن نظم دعم القرار تستخدم معلومات من نظم معالجة التعاملاتTPS ونظم المعلومات الإداريةMIS ، إلا أنها تأتي بالمعلومات من مصادر خارجية external sources، مثل أسعار الأسهم الجاريةcurrent stock prices ، أو أسعار المنتجات المتوفرة لدى المنافسينproductprices of competitors
6. نظم دعم الإدارة التنفيذية Excusive SupportSystems/ESS
- موجهة إلى المستوى الاستراتيجي
مدخلات النظام: بيانات تجميعية إجمالية aggregate data
المعالجة: تفاعليةInteractive
مخرجات النظام: تقديم مشاريعProjections
مثال: سنوات خطة عمل لخمسة سنوات5-year operating plan :
- المدراء في الإدارة العليا يستخدمون نظم دعم الإدارات التنفيذية بغرض صناعة القرارات
- نظم دعم الإدارة التنفيذية مصمم لتوحيد ودمجincorporate بيانات تخص أحداث وموضوعات خارجية، مثل قوانين جديدة للضرائب أو موضوعات تخص المنافسين، مع معلومات داخلية مستخلصة من نظم المعلومات الإداريةMIS ونظم دعم القرارات DSS
- تعتمد نظم دعم الإدارة التنفيذية برمجيات رسومات هي الأكثر تطوراً، لتستطيع أن تقدم بيانات من مصادر عدة، بشكل مباشر، إلى المدراء التنفيذيين، أو مجالس الإدارة فيها.
- نظم دعم الإدارة التنفيذية يستخدم عادة نماذج تحليلية بشكل أقل

خامساً: نظم المعلومات التي تخدم المجالات الوظيفية للأعمال
Information systems serving each of the major functional areas of abusiness.
هنالك نظم معلومات لكل مستوى وظيفي في المنظمة الواحدة، تدعم مجالات الوظائف الرئيسية فيها، وهي كالآتي:
1. نظم معلومات التسويق marketinginformation systems، أو نظم معلومات المبيعات والتسويق Sales and marketinginformation systems:
ويشتمل على إدارة علاقات الزبائنCustomer relationmanagement ، والتسويق المتفاعلInteractive marketing ، والبيع المحوسب Sales forceautomation. وتعمل نظم معلومات المبيعات والتسويق في إطار النشاطات التالية:
أ. يساعد الشركة في تحديد الزبائن وتوجهاتهم نحو المنتجات والخدمات help the firmidentify customers for the organization's products and services.
ب. تساعد مثل هذه النظم على تطوير، وتحسين، وبيع، وتزويد الشركة بدعم مستمر لمنتجاتها وخدماتها help develop, promote, sell, and provide ongoing customer support for the firm'sproducts and services.
ج. عدد من نظم معلومات المبيعات والتسويق تقوم بنشاطات أخرى، من ضمنها إجراءات الطلبات order processing ، وتحليل السوق market analysis ، وتحليل الأسعار pricing analysis ، وتوقعات توجهات المبيعات sales trendforecasting
2. نظم معلومات التصنيع والإنتاج Manufacturing and productioninformation systems
ويطلق عليه بعض الكتاب عمليات الإنتاج Productionoperations
وهو نظام يزود بالآتي:
أ. بمعلومات تخص التخطيط، وتطوير الإنتاج، وجدولة الإنتاج والخدمات provide information for planning, product development, production or service scheduling
ب*. يزود بمعلومات تتعلق بالسيطرة على انسيابية المنتجات والخدمات controlling the flow of products and services
ج. هنالك عدد من نظم التصنيع والانتاج التي تساعد في السيطرة على المكائن، وتخطيط الانتاج، وتأمين تسهيلات موقعية أخرى machine control, CAD, production planning, and facilities ********.
3. نظم معلومات الموارد البشرية Human resources inf. systems
أ*. تؤمن مثل هذه النظم سجلات العاملين، ومتابعة مهارات العاملين maintain employee records; track employee skills, job performance
ب*. دعم التخطيط لتعويضات العاملين، وبضمنها المتطلبات القانونية support planning foremployee compensation, including pensions and benefits, legal and regulatoryrequirements
ج. التطوير والتدريب المهني training and development, careerpathing
د. تخطيط الموارد البشرية human resources planning
4. نظم معلومات التمويل والمحاسبة Finance and accounting information systems
أ*. متابعة ممتلكات المنظمة المالية، وانسيابية التمويل track the organization's financialassets and fund flows
ب. يساعد في متابعة أعمال الحسابات القابلة للاستلام، وتحليل السندات والأوراق التجارية، والموازنة، وتخطيط الأرباح accounts receivable, portfolio analysis, budgeting, and profit planning.
ويقسم عدد من الكتاب هذا النظام إلى نظامين: الأول نظام المحاسبةAccounting ، والثاني للتمويل Finance ،
سادساً: نظم معلومات التسويق، والتسويق التفاعلي
Marketing InformationSystems
and Interactive Marketing
وظائف إدارة الأعمال بالنسبة للتسويق تتعلق بالتخطيط، والتحسين، والبيع للمنتجات المتوفرة، في الأسواق الموجودة. وكذلك في تطوير المنتجات الجديدة لأسواق جديدة، بغرض تقديم أفضل الخدمات للزبائن الحاليين وكذلك الزبائن المحتملين. وعلى هذا الأساس فإن التسويق يلعب دوراً أساسياً في عملية إدارة أعمال المنشأة. وإن الشركات والمنشآت قد لجأت إلى تكنولوجيا المعلومات لكي تساعدها في أداء الوظائف الأساسية للتسويق في وجه التغيرات المتسارعة في البيئة المعاصرة.
ويوضح المخطط التالي كيف أن نظم معلومات التسويق تزود بتكنولوجيات المعلومات التي تدعم العناصر الرئيسية لوظائف التسويق. مثال ذلك فإن مواقع الويب الإنترنت، أو عن طريق الإنترانت المرتبط بالإنترنت، والخدمات الأخرى التي تؤمن إجراءات سوق تفاعلية Interactive marketing ممكنة، حيث يستطيع الزبائن من أن يكونوا شركاء في تكوين، وتسويق، وشراء، وتحسين المنتجات والخدمات. ونظم أتمتة أو حوسبة قوى المبيعاتSales force automation تستخدم حوسبة متنقلة وتكنولوجيا الإنترنت لأتمتة أو حوسبة العديد من نشاطات معالجة المعلومات لأغراض دعم المبيعات وإدارتها. وكذلك تعمل نظم المعلومات الأخرى على مساعدة مديري التسويق في إدارة علاقات الزبون، وتخطيط الإنتاج، ووضع الأسعار، وقرارات إدارة الإنتاج الأخرى، والإعلان، والترويج للمبيعات، واستراتيجيات التسويق المستهدفة، وبحوث التسويق وخططها.
السوق التفاعلية Interactive marketing:
ويقصد به إجراءات التي يركز عليها الزبون في التسويق، والتي يكون أساسها استخدام الإنترنت، والإنترانت، والأكسترانت، بغرض إنشاء تعاملات تتجه بطريقين Two-way transaction، بين الأعمال وزبائنها، أو بينها وبين المهمين من زبائنها. وإن الهدف من السوق التفاعلي هو تمكين الشركة من استخدام هذه الأنواع الثلاثة من الشبكات بطريقة مربحة ومفيدة، تعمل على اجتذاب الزبائن وإبقائهم ليصبحوا شركاء مع الأعمال في تامين، وشراء، وتحسين المنتجات والخدمات.
ففي السوق التفاعلية لا يكون الزبائن مجرد مشاركين خاملين، بحيث يستلمون إعلانات إعلامية قبل الشراء، ولكنهم يشاركون بشكل نشيط في اتصالات شبكية عملية وإجراءات تفاعلية. فالسوق التفاعلية تشجع الزبائن على أن يصبحوا جزء من عمليات تطوير الإنتاج. وهذا يتم باستخدام تكنولوجيا الإنترنت بطرق شتى، مثل الحوارات أو الدردشة ومجاميع النقاش Chat and discussion groups، ونماذج استبيانات من خلال الويبWeb forms andquestionnaires ، والمراسلات عبر البريد الإلكتروني. وعلى هذا الأساس فإنه يكون للسوق التفاعلية مردودات غنية بالنسبة إلى بيانات التسويق المهمة، وأفكار عن المنتجات الجديدة، وعلاقات متينة مع الزبائن.
سابعاً: العلاقة المتداخلة بين نظم المعلومات
Interrelations between systems
هنالك علاقة متداخلة، من جهة، ومتكاملة، من جهة أخرى، بين كل نظم المعلومات، التي تخدم مستويات مختلفة في المنظمة.
ويعتبر نظام معلومات التعاملات (التجارية) مصدر البيانات الرئيسي لكل أنواع نظم المعلومات الأخرى، بينما يكون نظام دعم الإدارة التنفيذية العليا في المنظمة، هو بشكل رئيسي مستلماً للبيانات من نظم المعلومات، في المستويات الأدنى. كذلك فإن كل الأنواع الأخرى من النظم يحتمل أن تتبادل بالبيانات مع بعضها البعض الآخر. وإن تبادل البيانات بين نظم المعلومات قد يشمل النظم الأخرى التي تخدم مجالات وظيفية مختلفة.
ومن الممكن توضيح صورة هذا النوع من العلاقات المتبادلة والمتداخلة بين نظم المعلومات، من خلال المخطط رقم (22) التالي:

ثامناً: نظم المنشأة: فوائدها وتحديات تنفيذها
enterprise systems: benefits and challengesof implementing
هي عبارة عن نظم تسعى إلى تخطيط موارد المنشأة بغرض تزويد عموم المنشأة (أو المنظمة) بنوع من التكامل، من خلال المنطلقات الآتية:
- تبني العديد من المنظمات ما يسمى بنظم المنشأة Enterprise systems، والذي يسمى أيضاً تخطيط موارد المنشأة Enterprise Resource Planning/ ERP، بغرض تزويد عموم المنظمة أو الشركة بنوع من التكامل.
- برمجيات المنشأة تعمل على عمل نموذج لحوسبة العديد من عمليات وإجراءات إدارة الأعمال Enterprise software model and automates manybusiness process، مثل تنظيم ملفات الطلبات، أو جدولة الشحن، بالإضافة إلى تكامل المعلومات عبر الشركة أو المنظمة، والحد من الروابط المكلفة والمعقدة بين نظم الحواسيب في مختلف الأماكن في المشروع
- وتستطيع المعلومات من الانسياب من خلال الشركة Information can flow throughout the firm ، وعلى هذا الأساس تستطيع أن تتشارك بإجراءات إدارة الأعمال في التصنيع، والمحاسبة، والموارد البشرية، والجوانب الأخرى في الش
فوائد نظم المنشأة:
وعلى أساس ما تقدم فإننا نستطيع تحديد فوائد نظم المنشأة بالآتي:
1. تأمين قاعدة متكاملة وواسعة في المنظمة لغرض تنسيق العمليات المشتركة الداخلية: منظمة واحدة One organization
2. توحد العمليات الأساسية للمبيعات والإنتاج والتمويل والموارد البشرية والسوقية (اللوجستية)، في نظام برمجي واحد، بغرض تأمين انسيابية المعلومات عبر المنظمة
3. يمكن لنظام المنشأة أن يساعد في إيجاد منظمة اكثر تماسكاً، حيث يكون فيها كل شخص يستخدم نظام معالجات ومعلومات موحد، وان يمكنوا من قياس عملهم على أساس معايير أداء موحدة عبر كل أرجاء المنظمة
4. التنسيق في المبيعات، والإنتاج، والتمويل، والإجراءات اللوجستية التي يؤمنها نظام المشاريع، والذي يساعد المنظمات في الاستجابة بشكل أسرع لطلبات الزبائن
تحديات نظم المنشأة:
أما الجوانب السلبية والتحديات التي ينبغي أن تضعها المنظمة في الاعتبار فيمكن أن نلخصها بالآتي:
1. صعبة البناء Difficult to build. فهي بالرغم من أنها أثبتت فوائد تنظيمية على مستوى التنسيق والكفاءة، وصناعة القرار، إلا أنها صعبة في بنائها
2. من النواحي التكنولوجية تتطلب استثمارات تكنولوجية كبيرة
3. تتطلب تغييرات واسعة وجذرية في إدارة الأعمال
4. تحتاج الشركات إلى إعادة النظر والعمل بإجراءاتها وأعمالها بغرض جعل المعلومات تنساب بينها بسهولة
5. ينبغي على العاملين القيام بأعمال ومسؤوليات وظيفية جديدة
6. تحتاج نظم المشاريع إلى برامجيات معقدة
7. تحتاج إلى استثمار واسع في الوقت والمال والخبرة
8. نظراً لأن نظم المنشأة هي متكاملة، لذا فإنه من الصعب إجراء تغيير في جزء واحد من الأعمال، من دون التأثير على بقية الأجزاء كذلك
ويمثل المخطط التالي رقم (23) تصوراً لنظام المنشأة التي كتبنا عنه في السطور السابقة
تاسعاً: إدارة سلسلة التوريد ونشاطاتها في المنظمة
supplychain management
- من تطبيقات المنشأة Enterprise applications: إدارة سلسلة التوريد أو التجهيزSupply chain management، والتجارة التعاونية Collaborativecommerce، والشبكات الصناعيةIndustrial networks ، وإدارة علاقات الزبونCustomerrelation management ، واتلي سنأتي على ذكرها.
إدارة سلسلة التجهيز Supply chainmanagement
من تطبيقات نظم المنشأة ، ما يسمى بإدارة سلسلة التوريد supply chainmanagement هي عبارة عن ربط وثيق وتنسيق في النشاطات التي تشتمل على مبيعات، وتأمين أو صنع، وتحريك المنتجات. وتربط إدارة سلسلة التجهيز بين المجهز زالمصنع والموزع والزبون، لعمليات لوجسية أو سوقية، بغرض التقليص في الوقت، والفائض عن المطلوب، وتكاليف الجرد.
وسلسلة التجهيز هذه هي شبكة من المنظمات، ومن إجراءات عمل تسعى إلى تدبير وتأمين المواد، وتحويل المواد الأولية إلى منتجات مصنعة، نهائية أو وسيطة، بالإضافة إلى توزيع المنتجات إلى الزبائن.
وتربط سلسلة التجهيز بين المجهزين، ومعامل التصنيع، ومراكز التوزيع، وجهات التفريغ، وأماكن بيع المفرد، والأفراد، والمعلومات المطلوبة لهم، من خلال إجراءات محددة، مثل: التدبير، والسيطرة المخزنية، والجرد، والتوزيع، والإيصال إلى بضائع التجهيز والخدمات، من المصادر
فالمواد والمعلومات وإجراءات التسديد تنساب من خلال سلسلة التجهيز هذه في اتجاهين: البضائع تبدأ كمواد أولية وتتحرك إلى نظم الإنتاج، حتى تصل إلى الزبائن. كذلك تشتمل سلسلة التجهيز على حركة معاكسة، حيث تعود المواد لتنساب بالإتجاه المعاكس، من المشترين (رجوعاً) إلى البائعين

عاشراً: التجارة التعاونية، والشبكات الصناعية الخاصة، وإدارة علاقات الزبون
Collaborativecommerce, Private industrial networks & Customer relationshipmanagement
التجارة التعاونية Collaborative commerce:
هي استخدام التكنولوجية الرقمية لتمكين مجموعة من المنظمات في تأمين التصميم، والتطوير، والبناء، والإدارة، بشكل تعاوني لمنتجاتها طيلة فترة انتاجها.
فالشركات تستطيع أن توحد نظمها مع نماذج سلسلة التجهيز بغرض تنسيق توقعات الطلب، وتخطيط الموارد، وتخطيط الانتاج، وسد واستمال النقص، والشحن، والتخزين. فالشركات تستطيع أن تعمل بشكل مشترك مع المجهزين على تصميم الإنتاج والتسويق.
ويستطيع الزبائن أن يؤمنوا تغذية راجعة إلى المسوقين ليستخدموها في تحسين تصاميم انتاجهم، وفي الدعم والخدمة. وعن طريق تجهيز الأدوات البرمجية المناسبة يستطيعون أن يساعدو الشركات في تصميم وتطوير بعض أنواع المنتجات.
الشبكات الصناعية الخاصة Private industrialnetworks:
- لقد ساعدت تكنولوجيا الإنترنت في جعل الشبكات الصناعية تسهم في إجراءات الأعمال الداخلية للمنظمات Interorganizational business processes ، عن طريق تزويدها بمنصة أو قاعدة Platform تمكن مختلف النظم من الشركات المختلفة في تبادل المعلومات. وقد ساعدت الشبكة العنكبوتية على تمكين الشبكات الصناعية الخاصة من التنسيق في مجال إجراءات أعمال التبادل بين المنظمات Transorganizationalbusiness process، والذي يؤمن بنية تحتية ارتكازية للتعاون في مجال النشاطات التجارية.
- وعموماً فإن الشبكات الصناعية الخاصة تسمح بالآتي:
1. المشاركة في تصميم الإنتاج، وتطويره، والتسويق، والجرد، وجدولة الإنتاج
2. الاستفادة من البريد الإلكتروني، وتأمين الرسومات والأشكال المطلوبة
3. العديد من هذه الشبكات هي مملوكة وتدار من قبل الشركات التي تستخدمها فعلاً، في عمليات تنسيق المشتريات، والطلبات، والنشاطات الأخرى مع المجهزين، والموزعين، واختيار نماذج لإدارة الأعمال

إدارة علاقات الزبون Customer relationship management:
أما إدارة علاقات الزبون هي الطريقة التي تتعامل بها الشركة مع زبائنها الحاليين والمحتملين الجدد. وإن إدارة مثل هذه العلاقات هو موضوع يخص إدارة الأعمال واستثمار التكنولوجيا المستخدمة في نظم المعلومات، بغرض توحيد إجراءات إدارة الأعمال المحيطة بتفاعل الشركة مع عملائها في المبيعات، والتسويق، والخدمات الأخرى المقدمة لهم.
فنظام إدارة علاقات الزبون النموذجي يزود الخدمة، من طرف أو نهاية إلى طرف، بالنسبة للزبائن ورعايتهم، من خلال استلام طلباتهم وإرسال منجاتهم
حادي عشر: دور نظم إدارة المعرفة في المنظمة
Role of knowledge management systems in theenterprise
1. إيجاد وتأمين المعرفةCreating knowledge : تعمل نظم المعلومات المعرفية بتجهيز العاملين في الحقل المعرفي بالرسومات، والتحليلات، والاتصالات، ووسائل إدارة الوثائق، إضافة إلى الوصول إلى مصادر المعلومات والمعرفة الداخلية والخارجية.
2. اكتشاف وتصنيف المعرفة Discovering and codifying knowledge نظم الذكاء الاصطناعي Artificial intelligence systems يستطيع أن يستنبط، ويدمج الخبرات، من الخبراء البشر لغرض إيجاد نماذج وعلاقات، في كميات كبيرة من البيانات. ونظم دعم القرار DDS تقوم بتحليل قواعد بيانات واسعة، وتستطيع أيضاً اكتشاف معارف جديدة
3. المشاركة بالمعرفة Sharing knowledge ك فنظم التعاون الجماعية تستطيع أن تساعد العاملين في الوصول، والعمل في آن واحد، على نفس الوثيقة، ومن مواقع مختلفة، ومن ثم التنسيق بين نشاطهم
4. توزيع المعرفة Distributing knowledge : فنظم المكتب وأدوات الاتصال تستطيع تأمين الوثائق والأشكال الأخرى من المعلومات، وتوزيعها على العاملين في مجال المعلومات والمعرفة، بغرض ربط المكاتب إلى وحدات الأعمال الأخرى داخل الشركة وخارجها.

ثاني عشر: اهتمام المديرين بعمليات الأعمال وتكاملها
Managers should pay attention to business processes andintegrate them
تشير إجراءات الأعمال إلى طريقة تنظيم العمل، وتنسيقه، وتسلط الأضواء على تقديم الخدمات والمنتجات الجيدة.
-Business processes refer to themanner in which work is organized, coordinated, and focused to produce avaluable product to services.
- إجراءات الأعمال تؤمن انسيابية عمل متماسكة للمواد، والمعلومات، والمعرفة. وكذلك الطرق التي تختارها الإدارة لتنسيق العمل.
-Business processes are concrete workflows of material, information, and knowledge, and they also represent unique ways in which organizationscoordinate work, information, and knowledge, and the ways in which managementchoose to coordinate work.
- على الرغم من أن كل من وظائف الأعمال الرئيسية لها إجراءاتها، فإن العديد منها لها وظائف متداخلة، مثل إنجاز الطلباتAlthough eachof the major business functions has its own set of business processes, manyother business processes are cross-functional, such as fulfilling an order.

- نظم المعلومات تستطيع أن تساعد المنظمات على تأمين كفاءات عالية عن طريق أتمتة أجزاء من تلك العمليات، أو عن طريق مساعدة المنظمة على إعادة التفكير، وصقل مثل هذه العمليات، وخاصة تلك التي لها علاقة بإدارة علاقة العملاء وإدارة سلسلة التجهيز.-Information systems can help organizations achieve great efficienciesby automating parts of these processes or by helping organizations rethink andstreamline these processes, especially those for customer relationshipmanagement and supply chain management.
- فإدارة علاقة العملاء تستخدم نظم معلومات لغرض تنسيق كل عمليات الأعمال المحيطة بالحركة المتداخلة للشركة، مما له علاقة بالعملاء. Customer relationship management uses information systems tocoordinate all of the business processes surrounding firm’s interactions withits customers.-
- إدارة سلسلة التجهيز هي الترابط الوثيق للأنشطة ذات العلاقة بشراء، وصنع، وتحريك المنتج . ونظم المعلومات تجعل إدارة سلسلة التجهيز أكثر كفاءة، عن طريق مساعدة الشركات بتنسيق، وجدولة، وتدابير السيطرة، والإنتاج، وإدارة جرد المخازن، وتوزيع المنتجات والخدمات للعملاءSupply chain management is the closelinkage of activities involved in buying, making, and moving a product. Information systems make supply chain management more efficient by helpingcompanies coordinate, schedule, and control procurement, production, inventorymanagement, and delivery of products and services to customers.

ثالث عشر: منافع استخدام نظم المعلومات لدعم إدارة سلسلة التجهيز والتجارة التعاونية
thebenefits of using inf. Systems to support supply chain management andcollaborated commerce
1. نظم المنشأة والشبكات الصناعية يمكن أن تؤمن الكفاءات، من خلال التنسيق الأفضل لعمليات وإجراءات الأعمال الداخلية والخارجية.
Enterprise systems and industrial networks promise efficienciesfrom better coordination of both internal and external business processes.
2. نظم المشروع تستطيع أن تساعد في إيجاد منظمة موحدة، والتي من خلالها كل شخص يستخدم عمليات ومعلومات متشابهة، ويقيسون أعمالهم بمقاييس أداء المنظمة الواسعة
Enterprise systems can help create a uniform organization in whicheveryone uses similar processes and information, and measures their work interms of organization-wide performance standards.
3. نظام المنشأة يمكن أن يزود الإدارة ببيانات أفضل حول إجراءات الأعمال وأداء تنظيمي شمولي An enterprisesystem could supply management with better data about business processes andoverall organizational performance.
4. نظم المشروع يكون قاعدة (منصة) تكنولوجية واحدة، ، حيث يكون تعريف البيانات نمطي
من خلال المنظمة. فالتنسيق في المبيعات، والإنتاج، والتمويل، والإجراءات اللوجستية تؤمن بواسطة نظم المنشأة، لتساعد المنظمة على التجاوب السريع مع طلبات العملاء
Enterprise systems featurea single information technology platform where data definitions are standardizedacross the organization. The coordination of sales, production, finance, andlogistics processes provided by enterprise systems helps organizations respondrapidly to customer demands.
5. الحقيقة أن نظم الشركات والصناعات الواسعة صعبة التطبيق بنجاح. إنها تتطلب تغيير تنظيمي شامل، باستخدام تكنولوجيات معقدة. كذلك فهي تتطلب تكاليف متوفرة كبيرة، وعلى مدى المنافع طويلة الأجل، والتي من الصعب احتسابها مقدماً.
The reality is that firm and industry-wide systems are very difficultto implement successfully. They require extensive organizational change, usecomplicated technologies, and require large up-front costs for long-termbenefits that are difficult to quantify in advance.
- وحال تطبيق نظم المنشآت والمشاريع فإنها تكون صعبة التغيير. حيث أن منظور الإدارة ومتطلباتها تستوجب أن تأخذ بالاعتبار نظرة واسعة ووجهة نظر للشركة والصناعة للمشاكل، وأن تجد الحلول التي تدرك القيمة الإستراتيجية من الاستثمار.
Once implemented, enterprise systemsare very difficult to change. Management vision and foresight are required totake a firm and industry wide view of problems and to find solutions thatrealize strategic value from the investment.

رابع عشر: أنواع نظم المعلومات من حيث التخصصات الموضوعية
Types of Information Systems: specialization
- تتوزع نظم المعلومات المتخصصة على عدد من المعارف والتخصصات. فهنالك، على سبيل المثال، نظم المعلومات التسويقية Marketing InformationSystems/MkIS، ونظم المعلومات الجغرافيةGeographic Information Systems/GIS ، ونظم المعلومات المحاسبية Accounting Information Systems ونظم المعلومات المكتبية، أو نظم إدارة المكتبةLibrary Management Systems/LMS، ونظم المعلومات الحاسوبية Computer Information Systems/GIS

1. نظم المعلومات التسويقية MarketingInformation Systems/MkIS
نظم المعلومات التسويقية عبارة عن مجموعة من الطرق والإجراءات التي تؤمن تخطيط، وتحليل، وعرض للمعلومات الضرورية لقرارات التسويقa setof methods and procedures for planning, analyzing and presenting informationnecessary for marketing decisions. ويركز هذا النوع من النظم على نشاطات المبيعات عادة sales activities .
ونظام المعلومات التسويقي هو ليس إلا طريقة للوصول إلى جمع، ومعالجة، وتخزين المعلومات التي يحتاجها المديرون العاملون في مجال التسويق، في المنظمات، لأغراض صناعة القرار
MkIS is but a structured approach forgathering, processing and storing information needed by the marketing managerfor decision-making
وقد تنامى الاعتماد على هذا النظام في ضوء الحاجة الماسة إلية، وفي ضوء الإهتمام الضروري والمتنامي بنظم وتكنولوجيا المعلومات.
ولا تعتبر نظم المعلومات التسويقي في الوقت الحاضر كنظم للإدارة فحسب، بل هي نظم تشغيلية كذلك، حيث توجه هذه النظم نحو نشاطات التسويق.
كذلك فإن نظم المعلومات التسويقية يمكن أن تكون كبيرة ومتطورة في جمع الخبرات المناسبة لفسح المجال واسعاً أمام قرارات المنظمة. وفي هذا المجال فإن استخدام الإنترنت والشبكة العنكبوتية يكون مناسباً جداً في تطوير وتحسين المبيعات والخدمات، والترويج لها.

2. نظم المعلومات الجغرافيةGeographic Information Systems/GIS
نظم المعلومات الجغرافية هي نوع من النظم الحاسوبية، التي تشتمل على مكونات مادية، ومكونات برمجية، وبيانات، تسمح بالعمل الخرائطي والجغرافي للأماكن والمواقع التي يكون لها مقاطع مترابطة، وتمتلك عناصر جغرافية ذات علاقة.
GIS is a type of computer system made ofhardware, software, and data that allows the mapping of spatially related layersthat have a common geographic component.
وهذا النوع من العمل الطبقي الجغرافي يمكن أن يسمح للبيانات من أن تعرض وتحلل في عدد من الأشكال الجغرافية، وتقليديا يكون ذلك على الخرائط. والبيانات التي هي في أشكال جغرافية غالبا ما تكشف معلومات يكون من الصعب فهمها وملاحظتها في أية طريقة فيها مخرجات حاسوبية تقليدية أخرى، مثل المخططات، أو الجداول، أو القوائم. مثال ذلك فان استخدام نظام بيانات سكاني طبقي layering demographic data حسب توزيع الأعمار والدخل، موجودة في مواقع مخزونة لدى جهة معينة على خارطة، يمكن الاستفادة منها.
وعلى أساس ما تقدم فإن نظم المعلومات الجغرافي تعتمد على النظم الحاسوبية المعاصرة، في إدخال وتخزين، ومعالجة، وتحليل البيانات المطلوبة، ومن ثم السعي إلى استخراج المعلومات المطلوبة، والمرتبطة بالموارد أو النتاجات الحضارية، التي هي ناجمة عن تفاعل الإنسان، من جهة، والطبيعة، من جهة أخرى، مرتبطة بمكان أو موقع جغرافي محدد. ويسمح نظام المعلومات الجغرافي بتجميع وتفسير بيانات ومعلومات كبيرة ومعقدة، لها علاقة بالبيئة، والتوزيع السكاني، وتوزيع الدخل، والتخطيط العمراني والإقليمي، والجيولوجيا، وأية موضوعات أخرى مرتبطة بالتوزيع الجغرافي، ومجمعة من جهات ومصادر متعددة، ومن ثم معالجتها وتحويلها إلى أشكال مفهومة تعين صانعي القرارات في إنجاز أعمالهم واتخاذ قراراتهم بالشكل المناسب، وبالاتجاه السليم.

3. نظم المعلومات المحاسبية AccountingInformation Systems/AIS
تحتاج المنظمات المعاصرة أن يكون العاملون فيها، ومن ضمنهم المديرون التنفيذيين والعاملون في مجال المحاسبة والنمويل، لديهم المهرة الكافية والوافية في مجالات عمل الحواسيب ونظم المعلومات المحوسبة.
وتحاول المنظمات أن تستخدم وتوظف خريجي الكليات من الذين يحملون مثل هذه المؤهلات والمهارات، إلا أن الجامعات لا زالت تكافح وتسعى لتأمين البرامج والمساقات المناسبة لتأمين تلبية مثل تلك الحاجات المتنامية.
وقد أعلنت العديد من الجمعيات والمنظمات المهنية العالمية المتخصصة في مجال المحاسبة عن حاجتها إلى مفاهيم الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات لتكون جزءاً من المعرفة، والمهارات، والقدرات للمهن المحاسبية. وإن مثل هذه الجمعيات والمنظمات تعلن بأن مهنة المهنيين المتخصصين في المجال المحاسبي ينبغي أن يكونوا قادرين على تطبيق برامجيات التطوير والتحسين المنتجة، مثل صفحات الجداول وبرامجيات محاسبية محددة، وأن يكونوا قادرين على تفسير وتكامل وتطبيق تكنولوجيا المعلومات Accounting professionals should be able toapply productivity improvement software, such as spreadsheets andaccounting-specific software, and be able to interpret, integrate, and implementinformation technology.
تخصص نظم المعلومات المحاسبية يربط معاً مجموعة مهارات في تخصصين ومجالين للخبرات المتنامية والمتغيرة بشكل سريع، هما المحاسبة وتكنولوجيا المعلومات.
The Accounting Information Systems/AIS major joins together theskill sets of tow areas experiencing rapid growth and change, accounting andinformation technology.
التجارة الإلكترونيةe. Commerce ، اتصالات الأعمال إلى الأعمال المباشرةdirect business-to-business communication ، ومعالجة الأعمال من دون استخدام للورقpaperless working processes، ومستجدات تكنولوجية أخرى and manyother technology-intensive innovations قد أوجدت تحديات وفرص جديدة للمحاسبين الذين يمتلكون أيضاَ خبرات في نظم المعلومات.
إن العديد من الوظائف التقليدية المحاسبية قد دمجت وشملت في نظم تتطلب خليط جديد من المعرفة التكنولوجية والمحاسبية. وإن تخصص نظم المعلومات المحاسبية هو مصمم لتزويد هذا النوع من الدمج للمعرفة ومجموعات المهارات لمواجهة هذه التحديات والفرص الجديدة لعالم تكنولوجيا المعلومات والتعامل معها.

4. نظم إدارة المكتبة Library ManagementSystems/LMS
وهنالك مسميات أخرى لهذا لنوع من التخصص مثل: نظام معلومات المكتبة Library Information Science/LIS . ويؤمن هذا النوع من النظم المحوسبة خدمات تعاونية متقدمة متعددة للمكتبات ومراكز المعلومات المشاركة، وخاصة المكتبات المدرسية. ومن تلك الخدمات: إجراءات الفهرسة التعاونية المحوسبة، والإعارة ومتابعة المواد المعارة، إجراءات التزويد والمسلسلات (الدوريات) يمكن أن يتم التعامل معها بسرعة، وبكفاءة، وبسهولة.
وإن مديري المكتبات الذين يستخدمون هذا النظام يمكن أن يحققوا العديد من الإنجازات لمكتباتهم والمستفيدين من خدماتها، ومواده. ويمكن أن نوجز مثل هذه الخدمات بالآتي:
1. متابعة عدد الكتب التي تقرأ من قبل القراء والمستخدمين، ضمن برنامج القراءة والمطالعة.
2. لمتابعة الكتب والمواد التي تم استعارتها، من قبل المستخدمين، مما يؤدي إلى التقليل من عدد الكتب والمواد التي يمكن أن تفقد من المجموعة
3. للتحري عن توجهات وعادات القراءة عند المستفيدين، لغرض متابعة سياسة أكثر كفاءة وتأثيراً في اقتناء وشراء الكتب والمواد الأخرى، وتطويرها.
4. متابعة طلبات المستفيدين من المكتبة، عن طريق البريد الإلكتروني، فيما يتعلق بالمقالات المتاحة، من خلال قواعد البيانات والإنترنت
5. التمكن من تنفيذ طلبات الشراء والاشتراك والاقتناء على الخط المباشر، وكذلك متابعة مثل هذه الطلبات، بطريقة سهلة وسريعة وسهلة.
6. لتحديث الاشتراكات بالدوريات المطلوبة للمكتبة
7. التمكن من الارتباط بالشبكة العنكبوتية/الويب، التي تشتمل على مجاميع كبيرة، ومتنامية من المواد التعليمية المتاحة
8. لإضافة أو حذف مواقع على الويب، بغرض تعزيز المناهج الدراسية للجهات المعنية بالخدمة المكتبية والمعلوماتية
9. لتمكين إدارة المكتبة من متابعة الكتب والمواد التي استحق موعد استرجاعها من المستفيدين، أو إعادة استعارتها
10. أية خدمات وتسهيلات محوسبة أخرى للمستفيدين من خدمات ونشاطات المكتبة

5. نظم المعلومات الحاسوبية Computer InformationSystems/CIS
لقد أخذت نظم المعلومات الحاسوبية طريقها، كمفهوم تطبقي مهني أو كمسمى أكاديمي علمي، كتحول طبيعي في مختلف المجتمعات الغربية والعربية لما شهدته الحواسيب بوجه خاص وتكنولوجيا المعلومات بشكل عام من تطور وتأثير في مجمل حركة المجتمع. ويستخدم مفهوم نظم المعلومات الحاسوبية الذي يشار إليه بالرمز المختصر CIS بشكل أساس في مجال التدريس والتعليم الأكاديمي، على مستوى الدراسات الجامعية الأولية، وخاصة البكالوريوس، وكذلك على المستويات الأكاديمية العليا والأخرى.
وتركز تدريسات نظم المعلومات الحاسوبية عالمياً على مواد ومفردات عدة، مثل عدد من مساقات الرياضيات several mathematical courses، مثل الإحصاء الرياضي ونظام العد العشري وغيرها
probability theory, mathematical statistics, discrete mathematics, decision science, algorithms and their practical uses, computer ********s,COBOL ...

محب بلاده
2011-12-27, 16:50
اللي عندو اي شي عن نظم المعلومات بالعربية يساعدني please
المستوى : جامعي

نظام المعلومات:
حتى يمكن فهم نظام المعلومات علينا أن نبدأ بفهم كل من المعلومة و النظام فالمعلومة هي منتج نظام المعلومات ، مهنا يجب التفرقة بين البيانات و المعلومة فالبيانات هي حقائق خام و قد تكون أرقاما أو حتى رموزا و هي تمثل مدخلات نظام المعلومات و بالتالي فان المعلومة هي بيانات تم تحويلها إلى معلومة و ذلك بتشغيلها .

أما النظام فهو إطار متكامل له هدف واحد أو أكثر من هدف و يقوم بالتنسيق فيما بين الموارد المطلوبة لتحويل المدخلات إلى مخرجات ، والموارد قد تكون خامات أو آلات أو طاقة و ذلك بالاعتماد على نوع النظام .

و نظرا للترابط الموجود بين هذه العناصر الثلاثة أي المعلومة و النظام و نظام المعلومات ، فقد ارتأينا إلى تقسيمها إلى ما يلي :
 مفاهيم عامة حول النظام و المعلومــــة .
 تعريف و أسباب نشأة نظام المعلومات .
 أنواع و مــــوارد نظــــام المعلومـــات
مفاهيم عامة حول النظام و المعلومة :
- بعض المفاهيم الأساسية للنظم :
أ- يمكن تعريف النظم على أنه مجموعة من المكونات المرتبطة و التي تكون معا كيانا واحدا ، وهناك العديد من أنواع النظم موجودة في العالم مثلا : المجموعة الشمسية ، جسم الإنسان و غيرها .
* أما مفهوم النظام من منظور نظم المعلومات فهو مجموعة من المكونات المرتبطة و التي تعمل معا نحو تحقيق هدف واحد عن طريق قبول مدخلات من البيئة و إجراء عمليات تحويلية عليها لتحولها إلى مخرجات .
و يعتبر النظام ديناميكيا في حالة قيامه بالوظائف الثلاثة التالية و هي :

- الإدخال : ينطوي على تجميع العناصر اللازمة لتشغيل النظام فمثلا لابد من تجميع المواد الخام ، و الأفراد و البيانات قبل أن يتم التشغيل .

- التشغيل : ينطوي على عملية تحويل المدخلات إلى مخرجات مثل إجراء عملية حسابية على البيانات .

- المخرجات : تنطوي على نقل المخرجات الناتجة من عملية التحويل إلى مقرها النهائي ، مثل توزيع التقارير على المستخدمين .

و يعتبر النظام قادر على تنظيم نفسه إذا تمت إضافة العنصرين التاليين :

- التغذية المرتدة : و هي تمثل معلومات حول أداء النظام مثل : صدور معلومات حول أداء رجال البيع لمدير المبيعات .

- الرقابة : تنطوي على متابعة وتقييم المعلومات المرتدة لتحديد أي انحرافات للنظام عن أهدافه ، وكذلك اتخاذ الإجراء اللازم لتعديل مدخلات و عمليات النظام لضمان الوصول إلى مخرجات ملائمة ، كأن يقوم مدير المبيعات بإعادة توزيع رجال البيع على المناطق البيعية بعد تقييمه للمعلومة المرتدة .

ب- أهم الخصائص التي يتميز بها النظام :

- يجب أن يتكون النظام من مجموعة من الأجزاء تتمثل في المدخلات و عمليات التشغيل و المخرجات و التغذية العكسية و يمكن توضيح هذه الأجزاء من خلال الشكل التالي :

المدخلات عمليات التشغيل المخرجات
التغذية العكسيـة

- يجب أن تكون هناك علاقة متبادلة و متداخلة بين الأجزاء الأساسية .

- يجب أن تعمل أجزاء النظام من أجل تحقيق هدف مشترك قد يكون في شكل إنتاج سلعة مادية ملموسة أو خدمة غير ملموسة أو إتاحة معلومات كما هو الحال بالنسبة لنظام المعلومات .
2- بعض المفاهيم الأساسية للمعلومة :

أ- يمكن تعريف المعلومة على أنها هي المعرفة التي لها معنى و مفيدة في تحقيق الأهداف ، و يجب أن تتصف المعلومة بالدقة في الوصف و السرعة في تحضيرها و جلبها إضافة إلى تميزها بالبساطة .

ب- نحصل على المعلومات من المصادر التالية :

- المصادر الداخلية : هذه المصادر تعطي البيانات على شكل رسمي و غير رسمي من داخل المؤسسة و يتم تجميعها للأحداث الواقعة حقيقة ، و بمجرد الحاجة إلى المعلومات يتم تصميم أسلوب لجمعها و استخراج الحقائق منها .

- المصادر الخارجية : تتشكل من المعطيات الناتجة عن المحيط الخارجي للمؤسسة و تشمل أطرافا متعددة فالحكومة مثلا تصدر معلومات عن القوانين و السياسات الاقتصادية ، إضافة إلى هذا هناك مصادر أخرى كالموردين والعملاء .

- المصادر الشفهية : تعرف على أنها المناقشات التي تجري بين العمال و كذا اللقاءات و الاجتماعات .

- المصادر الوثائقية : و تنقسم بدورها إلى مصادر أولية وأخرى ثانوية :

- حيث أن المصادر الأولية تتمثل في الدوريات و البحوث الميدانية و كذلك الأطروحات الجامعية ، ومن ميزات هذه المصادر أنها وسيلة للوصل إلى الكثير من الناس كما أنها تكون من قبل خبراء .
- أما المصادر الثانوية فيمكن حصرها في القوانين و الأجهزة الحكومية و كذا المطبوعات و المنشورات ، ومن ميزة هذه المصادر أنها محددة و جاهزة وتكلفتها رخيصة نسبيا و تقدم حجم كبير من المعلومات .

ج- هناك طرق متعددة لجمع المعلومات و يتم اختيار أنسب طريقة تبعا إلى الاحتياجات و فيما يلي ذكر أهم الطرق :

- البحث و فحص السجلات : و تتم عن طريق متابعة الخريطة التنظيمية للملفات و التقارير و نماذجها ، سجلات العمل ، القرارات ، الشكاوى إضافة إلى المشاكل التي سجلت حين إعداد و تنفيذ الخطط و الموازنات و كذلك خرائط المسارات .

- أسئلة الاستبيان : هي استمارة يتم ملؤها من قبل المستوجب الذي يعتبر سيد القرار ويعتبر الاستبيان طريقة للكشف عن الحقائق و ميول الأفراد .
- المقابلة الشخصية : هي من أهم الطرق للحصول على المعطيات إذ تساعد في ملاحظة سوك الأفراد و الجماعات ومعرفة آرائهم .

- الملاحظة : تعتمد على إرسال الملاحظين لتسجيل الوقائع أثناء العمل على شكل إحصائيات الرقابة الموجودة .

- العينات : هي عبارة عن أخذ عينة من المدخلات و المخرجات أو عينة من المواقف مثل عينة على طلبات البيع ، شكاوى العملاء ، الموظفين .

- الأنترنت : إن الأنترنت أو ما يعرف بشبكة الشبكات ، هي من أحدث طريقة لجمع المعلومات ظهرت مع التطور التكنولوجي ، وسببها التفتح العالمي إضافة إلى الخدمات التي توفرها الشبكة فهي تتميز بسهولة الاستعمال و تكلفة منخفضة .

محب بلاده
2011-12-27, 16:51
تابع : نظام المعلومات :
تعريف نظام المعلومات و أسباب نشأته :
1- تعريف نظام المعلومات : نظام المعلومات هو إطار يتم في ظله التنسيق بين الموارد ( موارد بشرية ، موارد مادية) ، لتحويل المدخلات ( البيانات ) إلى مخرجات ( معلومات ) و ذلك لتحقيق أهداف المشروع .
و لقد تعددت تعاريف و مفاهيم نظام المعلومات و ذلك حسب اختلاف وجهات نظر الباحثين فنجد :

أ-Robert Reix يعرفه بأنه " مجموعة من الموارد و الوسائل و البرامج و الأفراد و المعطيات و الإجراءات التي تسمح بجمع و معالجة و إيصال المعلومات على شكل نصوص ، صور ، رموز ..... في المؤسسة " ¹.

ب- و يعرفه عبد الهادي مسلم " على أنه مجموعة من الإجراءات التي يتم من خلالها تجميع أو استخراج ، تشغيل ، تخزين و نشر المعلومات ، بغرض دعم عمليات وضع القرار و تحقيق الرقابة داخل المؤسسة ".

ج- أما أحمد رجب فقد عرف نظام المعلومات على أنه " نشاط المشروع الذي ينطوي على تجميع و تصنيف و تبويب و توزيع البيانات "
2- أسباب نشوء نظم المعلومات : تعددت الأسباب حول استخدام نظم المعلومات هذه الأسباب يمكن حصرها في العوامل التالية :

2-1- المشكلة الإدارية : إن جوهر المشكلة الإدارية يتمثل في اتخاذ القرارات التي تحدد كيفية توزيع الموارد المحدودة على أوجه الاستخدام الغير محدود ، حيث أن الإدارة الغير السليمة لا تملك القدرة للسيطرة على العوامل الخارجية التي تتأثر بها لكن تستطيع أن تخفف من أثرها السلبي ، كما أن تلك القرارات تتخذ في ظروف تتصف بنقص المعلومات و عدم التأكد وصعوبة الرؤية المستقبلية و هذا كله يتطلب نظام معلومات فعال يساعد الإدارة على تقدير الاحتمالات المستقبلية بصورة صحيحة و اتخاذ القرارات السليمة .

2-2- تقسيم العمل : إن تقسيم العمل أدى إلى ظهور تبادل المعلومات ، فالمؤسسة تنقسم اليوم إلى العديد من الإدارات المختلفة ( المشتريات ، الإنتاج ، التسويق .....) و حتى يتم أداء الأنشطة بشكل فعال يجب أن تتم عملية تبادل المعلومات بين هذه الإدارات و الأقسام بشكل أفقي بين الإدارات في المستوى الواحد ، و عمودي بين الإدارات في المستويات المختلفة من أجل تحقيق الأهداف المرسومة ، و منه نقول أنه كلما زاد التقسيم الوظيفي للعمل زادت أهمية تبادل المعلومات بين الإدارات المختلفة و بالتالي تنشأ الحاجة إلى نظم المعلومات .

2-3- التقدم العملي والفني : إن التطورات العلمية و التقنية للإنتاج تجعل العملية الإنتاجية أكثر تعقيدا ، فالمشروعات أصبحت كبيرة الحجم ، و تحتاج إلى تمويل كبير، كل هذه العوامل أدت إلى صعوبة اتخاذ القرار ، إذ أن كل قرار خاطئ يعود بخسارة كبيرة ، و بالتالي فالمؤسسة تحتاج إلى كم هائل من المعلومات الصحيحة المفيدة و المؤكدة التي يجب أن تتدفق بشكل منتظم بين المراكز الإدارية المتعددة في المؤسسة .

2-4- المنافسة الدولية و المحلية : إن الاقتصاديات المعاصرة تتسم بالانفتاح على العالم أي تقوم على اقتصاد السوق ، حيث توجد مؤسسات عديدة منافسة على الصعيد الدولي و المحلي .

2-5- العرض : نقصد به العرض الذي يتطلب على المؤسسة ضمان بقائها في السوق و استمرارها في العمل في ظل جميع الظروف ، و هذا يتطلب جمع بيانات هامة تساعد المؤسسة على التحدي و متابعة كل التغيرات .
أنواع و موارد نظم المعلومات :
1- أنواع نظم المعلومات :
-1- نظام معلومات الإنتاج : تختص وظيفة الإنتاج بتحويل مجموعة من المدخلات إلى مجموعة من المخرجات في شكل سلع و خدمات ، فمثلا في نظام صناعي مثل صناعة السيارات ـ تقوم وظيفة الإنتاج بتحويل مجموعة من المدخلات متمثلة في الموارد المتاحة من عمالة و رأس مال إلى منتجات نهائية في شكل سيارات .

ويتكون نموذج معلومات الإنتاج من المكونات التالية :

* تخطيط الاحتياجات من الموارد .
* العمليات التحويلية ( تحويل فعلي إلى منتجات و خدمات ) .
* الهندسة الصناعية ( تعمل على اتصال وثيق مع التسويق عند تصميم المنتوج ) .
* الشحن و الاستلام ( العملاء و الموردين ) .
* المشتريات .
* رقابة الجودة .

1-2- نظام معلومات التسويق : منذ عام 1950 بدأت وظيفة التسويق تزداد و تنمو أهميتها و في بعض المؤسسات تتضمن وظيفة التسويق إدارة المخزون و التوزيع المادي للمنتجات النهائية .

و يتكون نموذج معلومات التسويق من المكونات التالية :

* بحوث التسويق ( دراسة السوق ).
* التسعير ( تحديد السعر الصحيح ) .
* الترويج .
* إدارة المبيعات ( نجاح أو فشل التسويق ينسب لقوة رجال البيع ) .

محب بلاده
2011-12-27, 16:52
تابع :
1-3- نظام معلومات التمويل :إن نظام معلومات التمويل يتضمن وظائف محاسبية :
و تتمثل المكونات الأساسية لهذا النظام في :

* الميزانية ( تعد أداة رقابية لكل الموارد المالية ) .
* محاسبة التكاليف .
* إدارة الأموال ( الغرض هو التأكد من أن الأموال متاحة لمواجهة الالتزامات المالية للتنظيم و في نفس الوقت تنظم العائد على الأموال المتاحة للاستثمار ) .
* المحاسبة المالية .
* التحصيل .
* حسابات القبض ( تعتبر امتداد منطقي للتحصيل ).
* حسابات الدفع ( الدفع للموردين ) .

1-4- نظام معلومات الأفراد : إن نظام معلومات الأفراد لم يلق الاهتمام المناسب و قد يرجع السبب في هذا إلى أن تطبيقات الأفراد عادة ما تكون روتينية مثل أنشطة حفظ السجلات ، وبسبب آخر يرجع إلى أنه ما لم يكن عدد الموظفين كبير فان سجلات الأفراد من السهل المحافظة عليها يدويا .

و يتكون نموذج معلومات الأفراد من المكونات التالية :

* علاقات العمل (يمثل التداخل مع نقابات العمال و غيرها من التنظيمات العمالية ) .
* شؤون الأفراد ( المحافظة على سجلات الأفراد ) .
*التدريب ( يعتبر نشاط غير محدد ويجب أن يتم تحديده وفقا لميزانية معينة ).
* المرتبات و الأجور .

1-5- نظام المعلومات المحاسبي : هو نظام معلوماتي منهجي ، فهو يشمل على خصائص مصدرها طبيعة المحاسبة ، التي تتعلق بالتأثير الاقتصادي للأحداث التي تأثر على أنشطة المشروع .

يقبل نظام المعلومات المحاسبي البيانات الاقتصادية الناتجة من الأحداث الخارجية و يتم التعبير عن معظم هذه العناصر من البيانات في شكل مالي مثل كمية المبيعات للعميل ، و لكنها تحول إلى بيانات كمية في النهاية مثل إجمالي المبلغ المسدد للعميل .

ومن جانب المخرجات ينتج نظام المعلومات المحاسبي المستندات و القوائم و غيرها من معلومات المخرجات التي يتم التعبير عن محتواها بشكل مالي ،هذه المعلومات تساعد على اتخاذ القرار

محب بلاده
2011-12-27, 16:52
اللي عندو اي شي عن نظم المعلومات بالعربية يساعدني please
المستوى : جامعي



http://www.rsscrs.info/vb/images/royalflush/buttons/collapse_tcat_collapsed.gif (http://www.rsscrs.info/vb/downloads.php?do=file&id=1511&act=down) [تحميل الملف أنواع نظم المعلومات (http://www.rsscrs.info/vb/downloads.php?do=file&id=1511&act=down)]

mahdi cir
2011-12-27, 19:03
السلام عليكم اريد تعريف الادب المقارن من كتاب larous عربي - فرنسي - انجليجي وشكرا

ياسين 08
2011-12-27, 21:49
نرجو من الاخوة مساعدتي في بحت حول
1- الباحث الجزائري
2- الانترنت والباحت
في اقرب وقت
ولكم جزيل الشكر

marwa2
2011-12-28, 08:59
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
أحتاج كتاب الخصائص و كتاب الصاحبي في فقه اللغة ، لإجراء بحث حول الإشتراك في فقه اللغة .في انتظار الأجابة ، وفقكم الله و سدد خطاكم

محب بلاده
2011-12-28, 12:50
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
أحتاج كتاب الخصائص و كتاب الصاحبي في فقه اللغة ، لإجراء بحث حول الإشتراك في فقه اللغة .في انتظار الأجابة ، وفقكم الله و سدد خطاكم


كتاب الخصائص لابن جني " ملفات ورد " تأليف: أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي
موضوع: الأدب والبلاغة
نبذة: كتابٌ عُمْدَةٌ في أصول اللغة وفقهها، وفي النحو، والصرف. بدأ ببابٍ في مناقشة إلهامية اللغة واصطلاحيتها، وعَرَضَ لقضايا من أصول اللغة: كالقياس، والاستحسان، والعلل... والحقيقة والمجاز، والتقديم والتأخير، والأصول والفروع، واخْتُتِمَ بحديث عن أغلاط العرب، وسقطات العلماء.


الخصائص لابن جني ..... أضغط هنا (http://www.almeshkat.com/vb/attachment.php?attachmentid=3768&d=1084977152)


كتاب الخصائص لابن جني أعيد رفعه كاملا بعد تعطل روابطه

صفحة الكتاب
الكتاب : الخصائص
المؤلف : أبو الفتح ، عثمان بن جني
المحقق : محمد علي النجار
الناشر : المكتبة العلمية
الطبعة : غير متوفر
عدد الأجزاء : 3
رابط التحميل (http://www.4shared.com/file/68346506/1dad29f9/_-__.html?dirPwdVerified=32c713c9)
----------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------

العنوان الصاحبي في فقه اللغة المؤلف ابن فارِسرابط القراءة http://www.almeshkat.net/books/images/html.gif << اضغط هنا >> (http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alsahbi.zip) http://www.almeshkat.net/books/images/msword.gif << اضغط هنا >> (http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alsahbi.zip) رابط التحميل http://www.almeshkat.net/books/images/zip.gif << اضغط هنا >> (http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alsahbi.zip)

محب بلاده
2011-12-28, 12:51
فقه اللغة عند الأوائل

إن أول من استخدم اصطلاح فقه اللغة كان ابن فارس (ت 395 هـ) في عنوان كتابه (الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها). ثم نصادف هذا الاصطلاح بعد ذلك في عنوان كتاب الثعالبي: (فقه اللغة وأسرار العربية)). ولكننا نجد مفهوم فقه اللغة مختلفا عند الرجلين.

مفهوم فقه اللغة عند ابن فارس
يتبين المطلع على كتاب ابن فارس (الصاحبي في فقه اللغة) أنه ينظر إلى هذا النوع من التأليف على أنه دراسة القوانين العامة التي تنتظم اللغة في جميع مستوياتها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية والأسلوبية.

مفهوم فقه اللغة عند الثعالبي:
الثعالبي يرى أنّ فقه اللغة علم خاص بفقه وفهم المفردات، وتمييز مجالاتها واستعمالاتها الخاصة والاهتمام بالفروق الدقيقة بين معانيها. وقد ترجم هذه الفكرة عنه بشكل واضح ابن خلدون في مقدمته حيث قال: "ثم لما كانت العرب تضع الشيء لمعنى على العموم ثم تستعمل في الأمور الخاصة ألفاظاً أخرى خاصة‏ بها فرق ذلك عندنا بين الوضع والاستعمال واحتاج الناس إلى فقه في اللغة عزيز المأخذ، كما وضع الأبيض بالوضع العام لكل ما فيه بياض ثم اختص ما فيه بياض من الخيل بالأشهب ومن الإنسان بالأزهر ومن الغنم بالأملح حتى صار استعمال الأبيض في هذه كلها لحناً وخروجاً عن لسان العرب‏.‏ واختص بالتأليف في هذا المنحى الثعالبي وأفرده في كتاب له سماه (فقه اللغة).

سبب اختلاف المفهومين
ويبدو لنا أن هذا الاختلاف قد نتج عن اختلاف استعمال كلمة (لغة). فابن فارس استعملها بمعناها العام المطلق أي تلك الوسيلة المتعددة المستويات التي يستعملها الناس في التفاهم فيما بينهم. لذا جاء مفهوم فقه اللغة عنده واسعا وشاملا لجميع مستويات اللغة.

أما الثعالبي فقد استخدم كلمة (لغة) في معناها الخاص، الذي يقابل كلمة نحو، وهو معرفة المفردات ومعانيها. لذا نرى فقه اللغة عنده هو فقه للمفردات لا التراكيب والأساليب.

قال ابن فارس في مقدمة كتابه الصاحبي:
"إِن لعلم العرب أصلاً وفرعاً: أمَّا الفرعُ فمعرفة الأسماء والصفات كقولنا: "رجل" و "فرس" و "طويل" و "قصير". وهذا هو الَّذِي يُبدأ بِهِ عند التعلُّم. وأمَّا الأصلُ فالقولُ عَلَى موضوع اللغة وأوَّليتها ومنشئها، ثُمَّ عَلَى رسوم العرب فِي مخاطبتها، وَمَا لَهَا من الافْتِنان تحقيقاً ومجازاً. والنّاسُ فِي ذَلِكَ رجلانِ: رجلٌ شُغل بالفرع فلا يَعْرِف غيرَه، وآخَرُ جَمع الأمريْنِ معاً، وهذه هي الرُّتبة العليا، لأن بِهَا يُعلم خطابُ القرآن والسُّنة، وعليها يُعول أهلُ النَّظر والفُتيا، وذلك أن طالبَ العلم العُلويُ يكتفي من سماء "الطويل" باسم الطويل، ولا يَضِيرُه أن لا يعرف "الأشَقَّ" و "الأَمقَّ" وإن كَانَ فِي علم ذَلِكَ زيادةُ فَضل. وإنَّما لَمْ يَضِره خفاءُ ذَلِكَ عَلَيْهِ لأنَّه لا يَكاد يجدُ منه فِي كتاب الله جل ثناؤه فيُحْوَج إِلَى علمه."

كتب فقه اللغة عند العرب
كتاب الصاحبي في فقه اللغة لابن فارس
موضوعات فقة اللغة في كتاب الصاحبي في فقه اللغة

كتاب القرن الرابع لم يعرفوا تقسيم الموضوعات تقسيماً منهجياً دقيقاً، بل كان يغلب عليهم الاستطراد وعدم المنهجية، لذلك نجد في الكتاب عدداً من الموضوعات عن اللغة وطبيعتها، ثم إن هناك مسائل عن أصوات اللغة وعددا من الأبواب عن الصرف وعن البلاغة ومسائل في الدلالة، وموضوعات في الأسلوب، والاختلاف حول نشأة اللغة. ومن الموضوعات المهمة في فقه اللغة التي نصادفها في كتاب (الصاحبي) ما يلي:

(أ) (باب القول على لغة العرب أتوقيف أم اصطلاح)
وفيه يحتج ابن فارس لنظرية التوقيف التي تقول إن اللغة توقيف وتعليم من الله عز وجل مستدلا بدليل (1) نصي من القرآن هو قوله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها) و (2) بدليل عقلي هو قوله إن إجماع العلماء على الاحتجاج بلغة القوم فيما يختلفون فيه أو يتفقون عليه ، ثم احتجاجهم بأشعارهم، يدل أنه لو كانت اللغة مواضعة واصطلاحا لم يكن أولئك في الاحتجاج بهم بأولى منا في الاحتجاج بنا على لغة عصرنا، و (3) بدليل اجتماعي وهو زعمه "أنه لم يبلغنا أن قوما من العرب في زمان يقارب زماننا أجمعوا على تسمية شيء من الأشياء مصطلحين عليه."

(ب) اختلاف لغات العرب. في هذا الباب أورد ابن فارس وجوه الاختلاف بين اللهجات العربية القديمة ومما ذكره من أصناف هذه الاختلافات:
(1) الاختلاف فِي الحركات كقولنا: "نَستعين" و "نِستعين" بفتح النون وكسرها. قال الفرَّاء: هي مفتوحة فِي لغة قريش، وأسدٌ وغيرهم يقولونها بكسر النون.
(2) الاختلاف فِي الحركة والسكون مثل قولهم: "معَكم" و "معْكم" أنشد الفرّاء:
(3) الاختلاف فِي إبدال الحروف نحو: "أولئك" و "أُولالِكَ". ومنها قولهم: "أنّ زيداً" و "عَنّ زيداً".
(4) الاختلاف فِي الهمز والتليين نحو "مستهزئون" و "مستهزُوْن".
(5) الاختلاف فِي التقديم والتأخير نحو "صاعقة" و "صاقعة".
(6) الاختلاف فِي الحذف والإثبات نحو "استحيَيْت" و "استحْيت" و "صدَدْت" و "أَصْدَدْت".
(7) الاختلاف فِي التذكير والتأنيث فإن من العرب من يقول "هَذِهِ البقر" ومنهم من يقول "هَذَا البقر" و "هَذَه النخيل" و "هَذَا النخيل".
(Cool الاختلاف فِي الإعراب نحو "مَا زيدٌ قائماً" و "مَا زيدٌ قائم" و "إنّ هذين" و "إنّ هذان" وهي بالألف لغة لبني الحارث بن كعب يقولون لكلّ ياء ساكنة انفتح مَا قبلها ذَلِكَ.
(9) الاختلاف فِي صورة الجمع نحو: "أسرى" و "أُسارى".

(جـ) باب (القول فِي اللغة الَّتِي بِهَا نزل القرآن، وأنه لَيْسَ فِي كتاب الله جلّ ثناؤه شيء بغير لغة العرب) عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن عَلَى سبعة أحرُف أَوْ قال بسبعِ لغات، منها خمسٌ بلغة العَجْزِ من هَوازن وهم الذين يقال لهم علُيا هَوازن وهي خمس قبائل أَوْ أربع، منها سَعدُ بن بكر وجُشَمُ بن بكر ونَصْر بن مُعاوية وثَقيف. قال أبو عُبيد: وأحسب أفصَحَ هؤلاء بني سعد بن بكر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أفصَح العَرَب مَيْد أني من قريش وأني نشأت فِي بني سعد بن بكر" وَكَانَ مُسْتَرْضَعاً فيهم، وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العَلاء: أفصح العرب عُليا هَوازِن وسُفْلى تميم. وعن عبد الله بن مسعود أنه كَانَ يَستَحبُّ أن يكون الذين يكتبون المَصاحف من مُضر. وقال عمر: لا يُمْلِيَنَّ فِي مَصاحِفِنا إِلاَّ غلمان قريش وثَقيف. وقال عثمان: اجعلوا المُمليَ من هُذَيل والكاتبَ من ثقيف.

قال: (أبو عبيد) وزعم أهل العَربية أن القرآن لَيْسَ فِيهِ من كلام العجَم شيء وأنه كلَّه بلسانٍ عربيّ، يتأوَّلون قوله جلّ ثناؤه "إنا جعلناه قرآناً عربياً" وقوله "بلسان عربيّ مبين". قال أبو عبيد: والصواب من ذَلِكَ عندي - والله اعلم - مذهب فِيهِ تصديق القوْلين جميعاً. وذلك أنَّ هَذِهِ الحروف وأصولها عجمية - كما قال الفقهاء - إِلاَّ أنها سقَطَت إِلَى العرب فأعرَبَتها بألسنَتها، وحوَّلتها عن ألفاظ العجم إِلَى ألفاظها فصارت عربيَّة. ثُمَّ نزل القرآن وَقَدْ اختَلَطت هَذِهِ الحروف بكلام العَرَب. فمن قال إنها عَرَبية فهو صادق، ومن قال عجمية فهو صادق.

(د) باب (القول فِي مأخذ اللغة)
تؤخذ اللغة اعتياداً كالصبي العربيّ يسمع أبويه وغيرهما، فهو يأخذ اللغة عنهم عَلَى مَرّ من الأوقات. وتؤخذ تلقُّناً من ملقّن. وتؤخذ سماعاً من الرُّواة الثقات ذوي الصدق والأمانة، ويُتَّقى المظنون.

(هـ) باب القول فِي الاحتجاج باللغة العربية
لغةُ العرب يحتج بِهَا فيما اختلفُ فيه، إِذَا كَانَ "التنازع في اسم أو صفة أو شيء ومما تستعمله العرب من سننها في حقيقة ومجاز، أو ما أشبه ذلك مما يجيء في كتابنا هذا إن شاءَ الله. فأما الذي سبيله سبيل الاستنباط، أو ما فيه لدلائل العقل مجال - فإن العرب وغيرهم فيه سواء؛ لأن سائلا لو سأل عن دلالة من دلائل التوحيد أو حجة في أصل فقه أو فرعه - لم يكن الاحتجاج فيه بشيء من لغة العرب، إذ كان موضوع ذلك على غير اللغات. فأما الذي يختلف فيه الفقهاء - من قوله جل وعز: (أو لامستُم النِساء) وقوله: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قُروء) وقوله جل وعز: (ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم) وقوله: (ثم يعودون لما قالوا) - فمنه ما يصلح الاحتجاج فيه بلغة العرب، ومنه ما يوكل إلى غير ذلك.

(و) باب (القول على لغة العرب هل لها قياس وهل يشتق بعض الكلام من بعض؟)
أجمع أهل اللغة إلا من شذ عنهم أن للغة العرب قياساً وأن العرب تشتق بعض الكلام من بعض، وأن اسم الجنّ مشتق من الاجتنان. وأن (الجيم والنون) تدُلاَّن أبداً عَلَى الستر. تقول العرب للدّرع: جُنَّة. وأجَنه الليلُ. وهذا جنين، أي هو فِي بطن أمّه أَوْ مقبور. وأن الإنس من الظهور. يقولون: آنَسْت الشيء: أبصرته. وَعَلَى هَذَا سائرُ كلام العَرَب، عَلم ذَلِكَ من عَلِم وجَهِلَه من جهل.. وَلَيْسَ لَنَا اليوم أن نخترع ولا أن نقول غير مَا قالوه، ولا أن نقيس قياساً لَمْ يقيسوه، لأن فِي ذَلِكَ فسادَ اللغة وبُطلان حقائقها. ونكتةُ الباب أن اللغة لا تؤخذ قياساً نَقيسهُ الآن نحن.

(ز) باب (مراتب الكلام فِي وُضوحه وإشكاله)
أما واضح الكلام - فالذي يفهمه كلّ سامع عرَف ظاهرَ كلام العرب. كقول القائل: شربت ماءً ولَقيت زيداً. وكما جاء فِي كتاب الله جلّ ثناؤه: "حُرِّمَتْ عليكم المَيْتَةُ والدمُ ولحمُ الخِنْزير" وكقول النبي صلى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم: "إِذَا اسْتَيْقَظَ أحدُكم من نومه، فلا يَغْمِسْ يدَه فِي الإِناء حَتَّى يَغْسِلَها ثلاثاً".

وأما المشكل، فالذي يأتيه الإشكال من: غَرابة لفظه، أَوْ أن تكون فِيهِ إشارة إِلَى خبر لَمْ يذكره قائلهُ عَلَى جهته، أَوْ أن يكون الكلام فِي شيء غير محدود، أَوْ يكون وَجيزاً فِي نفسه غير مَبْسوط، أَوْ تكون ألفاظه مُشتركةً.

فأما المُشكلِ لغرابة لفظه - فمنه فِي كتاب الله جلُّ ثناؤه "فلا تَعْضُلوهن"، "ومِن الناس من يعبُد الله عَلَى حَرف"، "وسَيِّداً وحَصُوراً"، "ويُبْرئُ الأكْمَهَ" وغيرُهُ مما صَنَّف علماؤنا فِيهِ كتَبَ غريب القرآن. ومنه فِي حديث النبي صلى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم: "عَلَى التِّيعَةِ شاة. والتِّيمة لصاحبها. وَفِي السُّيُوبِ الخُمُس لا خِلاطَ ولا وِراطَ ولا شِناقَ ولا شِغارَ

والذي أشكل لإيماء قائله إِلَى خبر لَمْ يُفصح بِهِ – فكقوله: إِن العصا قُرِعَت لِذِي الحِلْمِ.

والذي يشكل لأنه لا يُحَدُّ فِي نفس الخطاب - فكقوله جلّ ثناؤه: ""أقيموا الصلاة" فهذا مجمّل غير مفصل حَتَّى فَسَّره النبي صلَى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم:

والذي أشكل لوجَازة لفظه قولهم:

الغَمَراتِ ثُم َّيَنْجَلِينَا

والذي يأتيه الإشكال من اشتراك اللفظ: قول القائل: وضَعوا اللُّجَّ عَلَى قَفيَّ. (اللج هو السيف) ويظهر هنا أن الإشكال ليس من جهة الاشتراك اللفظي كما زعم ابن فارس وإنما من جهة غرابة اللفظ.

(ح) باب (الأسماء كَيْفَ تقع عَلَى المسميات)
يُسمَّى الشيئان المختلفان بالاسمين المختلفين، وذلك أكثر الكلام كرَجُل وفَرَس. ونُسمى الأشياء الكثيرة بالاسم الواحد، نحو: "عين الماء" و "عين المال" و "عين السحاب".

ويسمى الشيء الواحد بالأَسماء المختلفة (الترادف)، نحو: "السيف والمهنّد والحسام".

والذي نقوله فِي هَذَا: إن الاسم واحد وهو "السيف" وَمَا بعده من الألقاب صفات، ومذهبنا أن كل صفة منها فمعناها غير معنى الأخرى. وَقَدْ خالف فِي ذَلِكَ قوم فزعموا أنها وإن اختلفت ألفاظها فإنها ترجع إِلَى معنى واحد. وذلك قولنا: "سيف وعضب وحُسام". وقال آخرون: لَيْسَ منها اسم ولا صفة إِلاَّ ومعناه غيرُ معنى الآخر. قالوا: وكذلك الأفعال. نحو: مضى وذهب وانطلق. وقعد وجلس. ورقد ونام وهجع. قالوا: ففي "قعد" معنى لَيْسَ فِي "جلس" وكذلك القول فيما سواهُ . . . ومن سُنَن العرب فِي الأَسماء أن يسمّوا المتضادَّين باسم واحد. نحو "الجَوْن" للأسود و "الجَوْن" للأبيض. وأنكر ناس هَذَا المذهب وأن العرب تأتي باسم واحد لشيء وضدّه. وهذا لَيْسَ بشيء. وذلك أن الَّذِين رَوَوْا أن العرب تُسمي السيف مهنَّداً والفَرَسَ طِرْفاً هم الَّذِين رَوَوْا أن العرب تُسمِّي المتضادَّين باسم واحد. وَقَدْ جرَّدنا فِي هَذَا كتاباً ذكرنا فِيهِ مَا احتجوا به، وذكرنا ردَّ ذَلِكَ ونقصه، فلذلك لَمْ نكرّرِهُ.

(ط) باب (النحت)
العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة، وهو *** من الاختصار، وذلك مثل: "رجل عَبْشَميّ" منسوب إِلَى اسمين، وأنشد الخليل:

أقول لَهَا ودمعُ العين جارٍ ألَمْ تَحْزُنْكِ حَيْعَلةُ المنادي

مكان قوله: "حَيَّ علي". وهذا مذهبنا فِي أنّ الأشياء الزائدة عَلَى ثلاثة أحرف أكثرها منحوت، مثل قول العرب للرجل الشديد "ضَبَطرٌ" [ضبط وضبر] وَفِي "الصِّلِّدْم" إنه من "الصَّلد" و "الصَّدْم". وَقَدْ ذكرنا ذَلِكَ بوجوهه فِي كتاب مقاييس اللغة.

معجم مقاييس اللغة
لأبن فارس كتاب آخر نادر في موضوعة وقيّم في مادته هو (معجم مقاييس اللغة)، فهو معجم فريد في بابه ، لا يشبهه في تناول المفردات إلا كتاب (مفردات غريب القرآن) للأصفهاني، إلا أن الأخير خاص بمفردات القرآن الكريم لا يتعداها، وأما المقاييس فقد تناول معظم مفردات اللغة. وقد بُنـي معجم مقاييس اللغة على فكرتين تُعدان من أهم موضوعات فقه اللغة: (1) إن لمفردات العربية مقاييس صحيحة وأصولا تتفرع منها. وهذه الفكرة ذكرها ابن فارس أيضا في الصاحبي في باب (القول على لغة العرب هل لها قياس وهل يشتق بعض الكلام من بعض) حيث قال: "أجمع أهل اللغة إلا من شذ عنهم أن للغة العرب قياساً وأن العرب تشتق بعض الكلام من بعض، وأن اسم الجنّ مشتق من الاجتنان. وأن الجيم والنون تدُلاَّن أبداً عَلَى الستر. تقول العرب للدّرع: جُنَّة. وأجَنه الليلُ، وهذا جنين، أي هو فِي بطن أمّه أَوْ مقبور." وقد طبق هذه الفكرة في معجم المقاييس. (2) والفكرة الثانية هي رأيه في أصل ما فوق الرباعي، وقد ذكر ذلك في الصاحبي عندما قال: "مذهبنا فِي أنّ الأشياء الزائدة عَلَى ثلاثة أحرف أكثرها منحوت، مثل قول العرب للرجل الشديد "ضَبَطرٌ" [ضبط وضبر] وَفِي "الصِّلِّدْم" إنه من "الصَّلد" و "الصَّدْم." ولكنه في المقاييس توسع في تطبيق هذا المفهوم على ما يريو على ثلاثمائة لفظ، وما خرج عن ذلك نسبه إما لزيادة حرف على الثلاثي أو نسبه إلى أصل الوضع. وهنا سنورد أمثلة الاشتقاق الذي اصطلح من بعده على تسميته بالاشتقاق الأصغر:

برم الباء والراء والميم يدلُّ على أربعة أصولٍ: إحكام الشَّيء، والغَرَض به، واختِلاف اللَّونين، و***ٌ من النَّبات.

فأمّا الأوّل فقال الخليل: أبْرَمْتُ الأمرَ أحكمتُه. قال أبو زياد: المبارم مغازلُ ضِخامٌ تُبْرِم عليها المرأةُ غَزْلَها، ويقال أبرمْتُ الحَبْلَ، إذا فتَلْتَه متيناً، وَالمُبْرَم الغزْل.

وأمَّا الغَرَض فيقولون: بَرِمْتُ بالأمرِ عَيِيتُ به، وَأبرَمَنِي أعْيَانِي. قال: ويقولون أرجُو أنْ لا أَبْرَمَ بالسُّؤَالِ عن كذا، أي لا أعْيَا.

وأمّا اختلاف اللَّوْنَيْن فيقال إنّ البريمَينِ النَّوعانِ مِنْ كلّ مِن ذي خِلْطَيْنِ، مثل سوادِ اللَّيْلِ مختلطاً ببياض النهار، وكذلك الدَّمع مع الإثْمِد بَريمٌ. قال أبو زياد: ولذلك سُمّي الصُّبْحُ أوَّلَ ما يبدُو بَرِيماً، لاختلاط بياضِه بسواد اللَّيل؛ وَالبريم شيءٌ تشدُّ به المرأةُ وسَطَها، منظَّم بخَرَزٍ.

والأصل الرابع: البَرَم، (وأطيبُها ريحا) بَرَمُ السَّلَم، وأخْبَثُها ريحاً بَرَمَةُ العُرْفُط، وهي بيضاءُ كبَرَمَةِ الآس. قال أبو زياد: البَرَمَةُ الزَّهرةُ التي تخرج فيها الحُبْلة. أبو الخطّاب: البَرَم أيضاً حُبوبُ العِنَب إذا زادَتْ على الزَّمَعِ، أمثال رُءُوس الذّرّ.

وشذّ عن هذِهِ الأصول البُرَام، وهو القُرَاد الكبير، تقول العرب: «هو أَلْزَقُ مِنْ بُرام»؛ وكذلك البُرْمة، وهي القِدْر.

والظاهر أن الأمر بخلاف ما قال ابن فارس لأن هذه المعاني راجعة إلى أصل واحد وهو اللف والبرم. فالغرض هو الشعور بعصر في الجوف، وبرم الشجر لأن زهرته مبرومة، واختلاف اللونين لأن الحبل يلف منمن شريختين مختلفتي اللون.

جدر الجيم والدال والراء أصلان.

فالأوَّل الجِدار، وهو الحائط وجمعه جُدُر وَجُدْران، وَالجَدْرُ أصل الحائط، ومنه الجَديرة، شيءٌ يُجْعَل للغنم كالحظيرة. ومن هذا الباب قولهم هو جديرٌ بكذا، أي حريٌّ به، وهو مما ينبغي أن يثبت ويبني أمرَه عليه. ويقولون: الجديرة الطبيعة

محب بلاده
2011-12-28, 12:52
فقه اللغة عند الأوائل

إن أول من استخدم اصطلاح فقه اللغة كان ابن فارس (ت 395 هـ) في عنوان كتابه (الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها). ثم نصادف هذا الاصطلاح بعد ذلك في عنوان كتاب الثعالبي: (فقه اللغة وأسرار العربية)). ولكننا نجد مفهوم فقه اللغة مختلفا عند الرجلين.

مفهوم فقه اللغة عند ابن فارس
يتبين المطلع على كتاب ابن فارس (الصاحبي في فقه اللغة) أنه ينظر إلى هذا النوع من التأليف على أنه دراسة القوانين العامة التي تنتظم اللغة في جميع مستوياتها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية والأسلوبية.

مفهوم فقه اللغة عند الثعالبي:
الثعالبي يرى أنّ فقه اللغة علم خاص بفقه وفهم المفردات، وتمييز مجالاتها واستعمالاتها الخاصة والاهتمام بالفروق الدقيقة بين معانيها. وقد ترجم هذه الفكرة عنه بشكل واضح ابن خلدون في مقدمته حيث قال: "ثم لما كانت العرب تضع الشيء لمعنى على العموم ثم تستعمل في الأمور الخاصة ألفاظاً أخرى خاصة‏ بها فرق ذلك عندنا بين الوضع والاستعمال واحتاج الناس إلى فقه في اللغة عزيز المأخذ، كما وضع الأبيض بالوضع العام لكل ما فيه بياض ثم اختص ما فيه بياض من الخيل بالأشهب ومن الإنسان بالأزهر ومن الغنم بالأملح حتى صار استعمال الأبيض في هذه كلها لحناً وخروجاً عن لسان العرب‏.‏ واختص بالتأليف في هذا المنحى الثعالبي وأفرده في كتاب له سماه (فقه اللغة).

سبب اختلاف المفهومين
ويبدو لنا أن هذا الاختلاف قد نتج عن اختلاف استعمال كلمة (لغة). فابن فارس استعملها بمعناها العام المطلق أي تلك الوسيلة المتعددة المستويات التي يستعملها الناس في التفاهم فيما بينهم. لذا جاء مفهوم فقه اللغة عنده واسعا وشاملا لجميع مستويات اللغة.

أما الثعالبي فقد استخدم كلمة (لغة) في معناها الخاص، الذي يقابل كلمة نحو، وهو معرفة المفردات ومعانيها. لذا نرى فقه اللغة عنده هو فقه للمفردات لا التراكيب والأساليب.

قال ابن فارس في مقدمة كتابه الصاحبي:
"إِن لعلم العرب أصلاً وفرعاً: أمَّا الفرعُ فمعرفة الأسماء والصفات كقولنا: "رجل" و "فرس" و "طويل" و "قصير". وهذا هو الَّذِي يُبدأ بِهِ عند التعلُّم. وأمَّا الأصلُ فالقولُ عَلَى موضوع اللغة وأوَّليتها ومنشئها، ثُمَّ عَلَى رسوم العرب فِي مخاطبتها، وَمَا لَهَا من الافْتِنان تحقيقاً ومجازاً. والنّاسُ فِي ذَلِكَ رجلانِ: رجلٌ شُغل بالفرع فلا يَعْرِف غيرَه، وآخَرُ جَمع الأمريْنِ معاً، وهذه هي الرُّتبة العليا، لأن بِهَا يُعلم خطابُ القرآن والسُّنة، وعليها يُعول أهلُ النَّظر والفُتيا، وذلك أن طالبَ العلم العُلويُ يكتفي من سماء "الطويل" باسم الطويل، ولا يَضِيرُه أن لا يعرف "الأشَقَّ" و "الأَمقَّ" وإن كَانَ فِي علم ذَلِكَ زيادةُ فَضل. وإنَّما لَمْ يَضِره خفاءُ ذَلِكَ عَلَيْهِ لأنَّه لا يَكاد يجدُ منه فِي كتاب الله جل ثناؤه فيُحْوَج إِلَى علمه."

كتب فقه اللغة عند العرب
كتاب الصاحبي في فقه اللغة لابن فارس
موضوعات فقة اللغة في كتاب الصاحبي في فقه اللغة

كتاب القرن الرابع لم يعرفوا تقسيم الموضوعات تقسيماً منهجياً دقيقاً، بل كان يغلب عليهم الاستطراد وعدم المنهجية، لذلك نجد في الكتاب عدداً من الموضوعات عن اللغة وطبيعتها، ثم إن هناك مسائل عن أصوات اللغة وعددا من الأبواب عن الصرف وعن البلاغة ومسائل في الدلالة، وموضوعات في الأسلوب، والاختلاف حول نشأة اللغة. ومن الموضوعات المهمة في فقه اللغة التي نصادفها في كتاب (الصاحبي) ما يلي:

(أ) (باب القول على لغة العرب أتوقيف أم اصطلاح)
وفيه يحتج ابن فارس لنظرية التوقيف التي تقول إن اللغة توقيف وتعليم من الله عز وجل مستدلا بدليل (1) نصي من القرآن هو قوله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها) و (2) بدليل عقلي هو قوله إن إجماع العلماء على الاحتجاج بلغة القوم فيما يختلفون فيه أو يتفقون عليه ، ثم احتجاجهم بأشعارهم، يدل أنه لو كانت اللغة مواضعة واصطلاحا لم يكن أولئك في الاحتجاج بهم بأولى منا في الاحتجاج بنا على لغة عصرنا، و (3) بدليل اجتماعي وهو زعمه "أنه لم يبلغنا أن قوما من العرب في زمان يقارب زماننا أجمعوا على تسمية شيء من الأشياء مصطلحين عليه."

(ب) اختلاف لغات العرب. في هذا الباب أورد ابن فارس وجوه الاختلاف بين اللهجات العربية القديمة ومما ذكره من أصناف هذه الاختلافات:
(1) الاختلاف فِي الحركات كقولنا: "نَستعين" و "نِستعين" بفتح النون وكسرها. قال الفرَّاء: هي مفتوحة فِي لغة قريش، وأسدٌ وغيرهم يقولونها بكسر النون.
(2) الاختلاف فِي الحركة والسكون مثل قولهم: "معَكم" و "معْكم" أنشد الفرّاء:
(3) الاختلاف فِي إبدال الحروف نحو: "أولئك" و "أُولالِكَ". ومنها قولهم: "أنّ زيداً" و "عَنّ زيداً".
(4) الاختلاف فِي الهمز والتليين نحو "مستهزئون" و "مستهزُوْن".
(5) الاختلاف فِي التقديم والتأخير نحو "صاعقة" و "صاقعة".
(6) الاختلاف فِي الحذف والإثبات نحو "استحيَيْت" و "استحْيت" و "صدَدْت" و "أَصْدَدْت".
(7) الاختلاف فِي التذكير والتأنيث فإن من العرب من يقول "هَذِهِ البقر" ومنهم من يقول "هَذَا البقر" و "هَذَه النخيل" و "هَذَا النخيل".
(Cool الاختلاف فِي الإعراب نحو "مَا زيدٌ قائماً" و "مَا زيدٌ قائم" و "إنّ هذين" و "إنّ هذان" وهي بالألف لغة لبني الحارث بن كعب يقولون لكلّ ياء ساكنة انفتح مَا قبلها ذَلِكَ.
(9) الاختلاف فِي صورة الجمع نحو: "أسرى" و "أُسارى".

(جـ) باب (القول فِي اللغة الَّتِي بِهَا نزل القرآن، وأنه لَيْسَ فِي كتاب الله جلّ ثناؤه شيء بغير لغة العرب) عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن عَلَى سبعة أحرُف أَوْ قال بسبعِ لغات، منها خمسٌ بلغة العَجْزِ من هَوازن وهم الذين يقال لهم علُيا هَوازن وهي خمس قبائل أَوْ أربع، منها سَعدُ بن بكر وجُشَمُ بن بكر ونَصْر بن مُعاوية وثَقيف. قال أبو عُبيد: وأحسب أفصَحَ هؤلاء بني سعد بن بكر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أفصَح العَرَب مَيْد أني من قريش وأني نشأت فِي بني سعد بن بكر" وَكَانَ مُسْتَرْضَعاً فيهم، وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العَلاء: أفصح العرب عُليا هَوازِن وسُفْلى تميم. وعن عبد الله بن مسعود أنه كَانَ يَستَحبُّ أن يكون الذين يكتبون المَصاحف من مُضر. وقال عمر: لا يُمْلِيَنَّ فِي مَصاحِفِنا إِلاَّ غلمان قريش وثَقيف. وقال عثمان: اجعلوا المُمليَ من هُذَيل والكاتبَ من ثقيف.

قال: (أبو عبيد) وزعم أهل العَربية أن القرآن لَيْسَ فِيهِ من كلام العجَم شيء وأنه كلَّه بلسانٍ عربيّ، يتأوَّلون قوله جلّ ثناؤه "إنا جعلناه قرآناً عربياً" وقوله "بلسان عربيّ مبين". قال أبو عبيد: والصواب من ذَلِكَ عندي - والله اعلم - مذهب فِيهِ تصديق القوْلين جميعاً. وذلك أنَّ هَذِهِ الحروف وأصولها عجمية - كما قال الفقهاء - إِلاَّ أنها سقَطَت إِلَى العرب فأعرَبَتها بألسنَتها، وحوَّلتها عن ألفاظ العجم إِلَى ألفاظها فصارت عربيَّة. ثُمَّ نزل القرآن وَقَدْ اختَلَطت هَذِهِ الحروف بكلام العَرَب. فمن قال إنها عَرَبية فهو صادق، ومن قال عجمية فهو صادق.

(د) باب (القول فِي مأخذ اللغة)
تؤخذ اللغة اعتياداً كالصبي العربيّ يسمع أبويه وغيرهما، فهو يأخذ اللغة عنهم عَلَى مَرّ من الأوقات. وتؤخذ تلقُّناً من ملقّن. وتؤخذ سماعاً من الرُّواة الثقات ذوي الصدق والأمانة، ويُتَّقى المظنون.

(هـ) باب القول فِي الاحتجاج باللغة العربية
لغةُ العرب يحتج بِهَا فيما اختلفُ فيه، إِذَا كَانَ "التنازع في اسم أو صفة أو شيء ومما تستعمله العرب من سننها في حقيقة ومجاز، أو ما أشبه ذلك مما يجيء في كتابنا هذا إن شاءَ الله. فأما الذي سبيله سبيل الاستنباط، أو ما فيه لدلائل العقل مجال - فإن العرب وغيرهم فيه سواء؛ لأن سائلا لو سأل عن دلالة من دلائل التوحيد أو حجة في أصل فقه أو فرعه - لم يكن الاحتجاج فيه بشيء من لغة العرب، إذ كان موضوع ذلك على غير اللغات. فأما الذي يختلف فيه الفقهاء - من قوله جل وعز: (أو لامستُم النِساء) وقوله: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قُروء) وقوله جل وعز: (ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم) وقوله: (ثم يعودون لما قالوا) - فمنه ما يصلح الاحتجاج فيه بلغة العرب، ومنه ما يوكل إلى غير ذلك.

(و) باب (القول على لغة العرب هل لها قياس وهل يشتق بعض الكلام من بعض؟)
أجمع أهل اللغة إلا من شذ عنهم أن للغة العرب قياساً وأن العرب تشتق بعض الكلام من بعض، وأن اسم الجنّ مشتق من الاجتنان. وأن (الجيم والنون) تدُلاَّن أبداً عَلَى الستر. تقول العرب للدّرع: جُنَّة. وأجَنه الليلُ. وهذا جنين، أي هو فِي بطن أمّه أَوْ مقبور. وأن الإنس من الظهور. يقولون: آنَسْت الشيء: أبصرته. وَعَلَى هَذَا سائرُ كلام العَرَب، عَلم ذَلِكَ من عَلِم وجَهِلَه من جهل.. وَلَيْسَ لَنَا اليوم أن نخترع ولا أن نقول غير مَا قالوه، ولا أن نقيس قياساً لَمْ يقيسوه، لأن فِي ذَلِكَ فسادَ اللغة وبُطلان حقائقها. ونكتةُ الباب أن اللغة لا تؤخذ قياساً نَقيسهُ الآن نحن.

(ز) باب (مراتب الكلام فِي وُضوحه وإشكاله)
أما واضح الكلام - فالذي يفهمه كلّ سامع عرَف ظاهرَ كلام العرب. كقول القائل: شربت ماءً ولَقيت زيداً. وكما جاء فِي كتاب الله جلّ ثناؤه: "حُرِّمَتْ عليكم المَيْتَةُ والدمُ ولحمُ الخِنْزير" وكقول النبي صلى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم: "إِذَا اسْتَيْقَظَ أحدُكم من نومه، فلا يَغْمِسْ يدَه فِي الإِناء حَتَّى يَغْسِلَها ثلاثاً".

وأما المشكل، فالذي يأتيه الإشكال من: غَرابة لفظه، أَوْ أن تكون فِيهِ إشارة إِلَى خبر لَمْ يذكره قائلهُ عَلَى جهته، أَوْ أن يكون الكلام فِي شيء غير محدود، أَوْ يكون وَجيزاً فِي نفسه غير مَبْسوط، أَوْ تكون ألفاظه مُشتركةً.

فأما المُشكلِ لغرابة لفظه - فمنه فِي كتاب الله جلُّ ثناؤه "فلا تَعْضُلوهن"، "ومِن الناس من يعبُد الله عَلَى حَرف"، "وسَيِّداً وحَصُوراً"، "ويُبْرئُ الأكْمَهَ" وغيرُهُ مما صَنَّف علماؤنا فِيهِ كتَبَ غريب القرآن. ومنه فِي حديث النبي صلى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم: "عَلَى التِّيعَةِ شاة. والتِّيمة لصاحبها. وَفِي السُّيُوبِ الخُمُس لا خِلاطَ ولا وِراطَ ولا شِناقَ ولا شِغارَ

والذي أشكل لإيماء قائله إِلَى خبر لَمْ يُفصح بِهِ – فكقوله: إِن العصا قُرِعَت لِذِي الحِلْمِ.

والذي يشكل لأنه لا يُحَدُّ فِي نفس الخطاب - فكقوله جلّ ثناؤه: ""أقيموا الصلاة" فهذا مجمّل غير مفصل حَتَّى فَسَّره النبي صلَى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم:

والذي أشكل لوجَازة لفظه قولهم:

الغَمَراتِ ثُم َّيَنْجَلِينَا

والذي يأتيه الإشكال من اشتراك اللفظ: قول القائل: وضَعوا اللُّجَّ عَلَى قَفيَّ. (اللج هو السيف) ويظهر هنا أن الإشكال ليس من جهة الاشتراك اللفظي كما زعم ابن فارس وإنما من جهة غرابة اللفظ.

(ح) باب (الأسماء كَيْفَ تقع عَلَى المسميات)
يُسمَّى الشيئان المختلفان بالاسمين المختلفين، وذلك أكثر الكلام كرَجُل وفَرَس. ونُسمى الأشياء الكثيرة بالاسم الواحد، نحو: "عين الماء" و "عين المال" و "عين السحاب".

ويسمى الشيء الواحد بالأَسماء المختلفة (الترادف)، نحو: "السيف والمهنّد والحسام".

والذي نقوله فِي هَذَا: إن الاسم واحد وهو "السيف" وَمَا بعده من الألقاب صفات، ومذهبنا أن كل صفة منها فمعناها غير معنى الأخرى. وَقَدْ خالف فِي ذَلِكَ قوم فزعموا أنها وإن اختلفت ألفاظها فإنها ترجع إِلَى معنى واحد. وذلك قولنا: "سيف وعضب وحُسام". وقال آخرون: لَيْسَ منها اسم ولا صفة إِلاَّ ومعناه غيرُ معنى الآخر. قالوا: وكذلك الأفعال. نحو: مضى وذهب وانطلق. وقعد وجلس. ورقد ونام وهجع. قالوا: ففي "قعد" معنى لَيْسَ فِي "جلس" وكذلك القول فيما سواهُ . . . ومن سُنَن العرب فِي الأَسماء أن يسمّوا المتضادَّين باسم واحد. نحو "الجَوْن" للأسود و "الجَوْن" للأبيض. وأنكر ناس هَذَا المذهب وأن العرب تأتي باسم واحد لشيء وضدّه. وهذا لَيْسَ بشيء. وذلك أن الَّذِين رَوَوْا أن العرب تُسمي السيف مهنَّداً والفَرَسَ طِرْفاً هم الَّذِين رَوَوْا أن العرب تُسمِّي المتضادَّين باسم واحد. وَقَدْ جرَّدنا فِي هَذَا كتاباً ذكرنا فِيهِ مَا احتجوا به، وذكرنا ردَّ ذَلِكَ ونقصه، فلذلك لَمْ نكرّرِهُ.

(ط) باب (النحت)
العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة، وهو *** من الاختصار، وذلك مثل: "رجل عَبْشَميّ" منسوب إِلَى اسمين، وأنشد الخليل:

أقول لَهَا ودمعُ العين جارٍ ألَمْ تَحْزُنْكِ حَيْعَلةُ المنادي

مكان قوله: "حَيَّ علي". وهذا مذهبنا فِي أنّ الأشياء الزائدة عَلَى ثلاثة أحرف أكثرها منحوت، مثل قول العرب للرجل الشديد "ضَبَطرٌ" [ضبط وضبر] وَفِي "الصِّلِّدْم" إنه من "الصَّلد" و "الصَّدْم". وَقَدْ ذكرنا ذَلِكَ بوجوهه فِي كتاب مقاييس اللغة.

معجم مقاييس اللغة
لأبن فارس كتاب آخر نادر في موضوعة وقيّم في مادته هو (معجم مقاييس اللغة)، فهو معجم فريد في بابه ، لا يشبهه في تناول المفردات إلا كتاب (مفردات غريب القرآن) للأصفهاني، إلا أن الأخير خاص بمفردات القرآن الكريم لا يتعداها، وأما المقاييس فقد تناول معظم مفردات اللغة. وقد بُنـي معجم مقاييس اللغة على فكرتين تُعدان من أهم موضوعات فقه اللغة: (1) إن لمفردات العربية مقاييس صحيحة وأصولا تتفرع منها. وهذه الفكرة ذكرها ابن فارس أيضا في الصاحبي في باب (القول على لغة العرب هل لها قياس وهل يشتق بعض الكلام من بعض) حيث قال: "أجمع أهل اللغة إلا من شذ عنهم أن للغة العرب قياساً وأن العرب تشتق بعض الكلام من بعض، وأن اسم الجنّ مشتق من الاجتنان. وأن الجيم والنون تدُلاَّن أبداً عَلَى الستر. تقول العرب للدّرع: جُنَّة. وأجَنه الليلُ، وهذا جنين، أي هو فِي بطن أمّه أَوْ مقبور." وقد طبق هذه الفكرة في معجم المقاييس. (2) والفكرة الثانية هي رأيه في أصل ما فوق الرباعي، وقد ذكر ذلك في الصاحبي عندما قال: "مذهبنا فِي أنّ الأشياء الزائدة عَلَى ثلاثة أحرف أكثرها منحوت، مثل قول العرب للرجل الشديد "ضَبَطرٌ" [ضبط وضبر] وَفِي "الصِّلِّدْم" إنه من "الصَّلد" و "الصَّدْم." ولكنه في المقاييس توسع في تطبيق هذا المفهوم على ما يريو على ثلاثمائة لفظ، وما خرج عن ذلك نسبه إما لزيادة حرف على الثلاثي أو نسبه إلى أصل الوضع. وهنا سنورد أمثلة الاشتقاق الذي اصطلح من بعده على تسميته بالاشتقاق الأصغر:

برم الباء والراء والميم يدلُّ على أربعة أصولٍ: إحكام الشَّيء، والغَرَض به، واختِلاف اللَّونين، و***ٌ من النَّبات.

فأمّا الأوّل فقال الخليل: أبْرَمْتُ الأمرَ أحكمتُه. قال أبو زياد: المبارم مغازلُ ضِخامٌ تُبْرِم عليها المرأةُ غَزْلَها، ويقال أبرمْتُ الحَبْلَ، إذا فتَلْتَه متيناً، وَالمُبْرَم الغزْل.

وأمَّا الغَرَض فيقولون: بَرِمْتُ بالأمرِ عَيِيتُ به، وَأبرَمَنِي أعْيَانِي. قال: ويقولون أرجُو أنْ لا أَبْرَمَ بالسُّؤَالِ عن كذا، أي لا أعْيَا.

وأمّا اختلاف اللَّوْنَيْن فيقال إنّ البريمَينِ النَّوعانِ مِنْ كلّ مِن ذي خِلْطَيْنِ، مثل سوادِ اللَّيْلِ مختلطاً ببياض النهار، وكذلك الدَّمع مع الإثْمِد بَريمٌ. قال أبو زياد: ولذلك سُمّي الصُّبْحُ أوَّلَ ما يبدُو بَرِيماً، لاختلاط بياضِه بسواد اللَّيل؛ وَالبريم شيءٌ تشدُّ به المرأةُ وسَطَها، منظَّم بخَرَزٍ.

والأصل الرابع: البَرَم، (وأطيبُها ريحا) بَرَمُ السَّلَم، وأخْبَثُها ريحاً بَرَمَةُ العُرْفُط، وهي بيضاءُ كبَرَمَةِ الآس. قال أبو زياد: البَرَمَةُ الزَّهرةُ التي تخرج فيها الحُبْلة. أبو الخطّاب: البَرَم أيضاً حُبوبُ العِنَب إذا زادَتْ على الزَّمَعِ، أمثال رُءُوس الذّرّ.

وشذّ عن هذِهِ الأصول البُرَام، وهو القُرَاد الكبير، تقول العرب: «هو أَلْزَقُ مِنْ بُرام»؛ وكذلك البُرْمة، وهي القِدْر.

والظاهر أن الأمر بخلاف ما قال ابن فارس لأن هذه المعاني راجعة إلى أصل واحد وهو اللف والبرم. فالغرض هو الشعور بعصر في الجوف، وبرم الشجر لأن زهرته مبرومة، واختلاف اللونين لأن الحبل يلف منمن شريختين مختلفتي اللون.

جدر الجيم والدال والراء أصلان.

فالأوَّل الجِدار، وهو الحائط وجمعه جُدُر وَجُدْران، وَالجَدْرُ أصل الحائط، ومنه الجَديرة، شيءٌ يُجْعَل للغنم كالحظيرة. ومن هذا الباب قولهم هو جديرٌ بكذا، أي حريٌّ به، وهو مما ينبغي أن يثبت ويبني أمرَه عليه. ويقولون: الجديرة الطبيعة

محب بلاده
2011-12-28, 12:53
والأصل الثاني ظُهور الشيء، نباتاً وغيره. فالجُدرِيّ معروف، وهو الجَدَرِيُّ أيضاً. وَالجَدَر سِلْعَةٌ تظهر في الجَسَد، وَالجَدْر النبات، يقال: أجْدَرَ المكانُ وَجَدَرَ، إذا ظهر نباته.

وَالجَدْرُ: أثر الكَدْمِ بعُنق الحمار، وإنما يكون من هذا القياس لأنَّ ذلك يَنْتَأُ له جلدُه، فكأنَّه الجُدَرِيّ.

جرح الجيم والراء والحاء أصلان: أحدهما الكسب، والثاني شَقّ الجِلْد.

فالأوّل قولهم (اجترح) إذا عمل وكَسَب؛ قال الله عزّ وجلّ: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} (الجاثية21)؛ وإنّما سُمّي ذلك اجتراحاً لأنه عَمَلٌ بالجوَارح، وهي الأعضاء الكواسب. وَالجوارحُ من الطَّير والسباع: ذَوَاتُ الصَّيد.

وأما الآخَر (فقولهم) جرحَه بحديدةٍ جرْحاً، والاسم الجُرْح. ويقال جرَح الشاهدَ إذا ردّ قولَه بِنَثاً غيرِ جميل، وَاستَجْرَحَ فلانٌ إذا عمل ما يُجْرَح من أجله.

عوي العين والواو والياء: أصلٌ صحيح يدلُّ على ليّ في الشىء وعطْفٍ له.

قال الخليل: عَوَيت الحبلَ عَيًّا إذا لويتَه، وعَوَيت رأس النّاقة، إذا عُجْتَه فانعوى، والناقة تَعْوِي بُرَتَها في سَيرها، إذا لوَتْها بخَطْمها، وتقول للرّجُل إذا دعا النّاسَ إلى الفتنة: عوى قومًا، واستعوى. فأمَّا عُوَاء الكلب وغيرِه من السباع فقريبٌ من هذا، لأنّه يَلوِيه عن طريق النَّبْح: يقال عَوَتِ السّباع تَعوِي عُواءً؛ وأمّا الكَلْبة المستحرِمة فإنَّها تسمَّى المعاوِيَة، وذلك من العُواء أيضًا، كأنَّها مُفاعلة منه. والعَوَّاء: نجمٌ في السماء، يؤنّث، يقال لها: «عوّاء البَرْد»، إذا طلعت جاءت بالبرد، وليس ببعيد أن تكون مشتقَّةً من العُواء أيضًا، لأنّها تأتي ببردٍ تعوي له الكلاب؛ ويقولون في أسجاعهم: «إذا طلعت العَوَّاء، جَثَمَ الشتاء، وطابَ الصّلاء»، وهي في هذا السَّجع ممدودة، وهي تمدُّ وتقصر. ويقولون على معنى الاستعارة لسافِلَة الإنسان: العَوَّاء.

ويبدو لنا أن ما قرره ابن فارس من أن عوى الذئب مأخوذ من معنى لوى ليس صحيحا لأنه من الكلمات المحاكية لمعناه أي لصوت الذئب، لأنه يخيل إلينا أن صوته (عووووو).

برق الباء والراء والقاف تعود إلى أصلين أحدهما اللمعان والآخر شئ به نقط بيض وسود. والواقع أن هذا أصل واحد وليس كما زعم. والذي يظهر لنا أنهما يعودان إلى أصل واحد لأن اجتماع البياض والسواد يؤدي إلى حدوث ما يشبه البريق لتداخل اللونين كما يتداخل النور والظلام.

ما جاء من كلام العرب على أكثَر من ثلاثة أحرف

اعلم أنّ للرُّباعيّ والخُماسيّ مذهباً في القياس، يَستنبِطه النَّظرُ الدَّقيق. وذلك أنّ أكثر ما تراه منه منحوتٌ، ومعنى النَّحت أن تُؤخَذَ كلمتان وتُنْحَتَ منهما كلمةٌ تكون آخذةً منهما جميعاً بحَظَ. والأصل في ذلك ما ذكره الخليل من قولهم حَيْعَلَ الرَّجُل، إذا قالَ حَيَّ عَلى.

ومن الشيءِ الذي كأنَّه متَّفَقٌ عليه قولهم عَبْشَمّى من عبد شمس.

فعلى هذا الأصل بَنَيْنَا ما ذكرناه من مقاييس الرُّباعي، فنقول: إنَّ ذلك على ضربين: أحدهما المنحوت الذي ذكرناه، والضَّرْب الآخر (الموضوع) وضعاً لا مجالَ له في طُرق القياس، وسنبيِّن ذلك بعَون الله.

ما جاءَ منحوتاً من كلام العرب في الرُّباعي

ومن ذلك بَحْثَرْتُ الشيءَ، إذا بَدّدته، وَالبَحْثَرَة: الكَدَر في الماء. وهذه منحوتةٌ من كلمتين: من بحثْتُ الشَّيء في التراب ومن البَثر الذي يَظْهَر على البَدَن، وهو عربيٌّ صحيحٌ معروف، وذلك أنَّه يَظْهَرُ متفرِّقاً على الجِلْد

ومن ذلك السَّحْبَل: الوادي الواسع، وكذلك القِرْبة الواسعة: سَحْبلة؛ فهذا منحوت من سحل إذا صبّ، ومن سَبَل، أومن سَحَبَ إذا جرى وامتدّ،

ومن ذلك المُغَثْمَرُ، وهو الثَوْب الخشنُ الرَّدىء النَّسْج. يقال: ألبستُهُ المغَثْمَرَ لأدفع به عنه العينَ؛ وهذه منحوتةٌ من كلمتين: من غثم وغثر، أمّا غثر فمن الغُثْر، وهو كلُّ شىء دُونٍ. وأمّا غثم فمن الأغثم: المختلط السَّواد بالبياض.

ما زيد فيه حرف للمبالغة

ومن هذا الباب ما يجيءُ على الرُّباعي وهو من الثلاثي على ما ذكرناه، لكنَّهم يزيدون فيه حرفاً لمعنىً يريدونه مِنْ مبالغةٍ، كما يفعلون ذلك في زُرْقُمٍ وخَلْبَنٍ، لكن هذه الزيادَة تقع أوّلاً وغيرَ أوّلٍ.

ومن ذلك البَحْظَلَة قالوا: أنْ يَقفِزَ الرَّجُل قَفَزانَ اليَربوع، فالباء زائدةٌ؛ قال الخليل: الحاظل الذي يمشي في شِقِّه، يقال مَرَّ بنا يْحَظَلُ ظالِعاً.

ومن ذلك البِرْشاع الذي لا فُؤاد له. فالرَّاء زائدة، وإنما هو من الباء والشين والعين التي تدل على الكراهة والضيق.

ومن ذلك البَرْغَثَة، الراء فيه زائدة وإنما الأصل الباء والغين والثاء. والأبغث من طير الماء كلون الرَّماد، فالبَرْغَثَةُ لونٌ شبيهٌ بالطُّحْلة، ومنه البُرْغُوث.

ومن ذلك البَرْجَمَةُ: غِلَظُ الكَلام، فالراء زائدةٌ، وإنَّما الأصل البَجْم. قال ابنُ دريد: بَجَم الرّجُل يَبْجُمُ بُجُوماً، إذا سكَتَ من عِيَ أو هَيْبَةٍ، فهو باجِمٌ.

ومن ذلك بَرْعَمَ النَّبْتُ إذا استدارَتْ رُءُوسُه، والأصل بَرَع إذا طال ومن ذلك البَرْكَلَةُ وهو مَشْيُ الإنسان في الماء والطِّين، فالباء زائدةٌ، وإنما هو من تَرَكَّلَ إذا ضَرَبَ بإحدى رجليه فأدخلها في الأرض عند الحفْر.

ومن ذلك الفَرقَعة: تنقيضُ الأصابع، وهذا مما زيدت فيه الراء، وأصله فَقَع.

ما وضع من الرباعي وضعا

البُهْصُلَةُ: المرأة القَصِيرة، وحمار بُهْصُلٌ قصير. وَالبُخْنُق: البُرْقُع القصير، وقال الفرّاء: البُخْنُق خِرْقةٌ تَلْبَسُها المرأة تَقِي بها الخِمَار الدُّهْنَ. البَلْعَثُ: السّيِء الخُلُق. البَهْكَثَةُ: السُّرْعة. البَحْزَج: وَلَدُ البَقَرة وكذلك البُرْغُزُ. بَرْذَنَ الرَّجُل: ثَقُل. البرازِق: الجماعات. البُرْزُلُ: الضخم. ناقة بِرْعِس: غَزِيرة. بَرْشَط اللَّحْمَ: شَرْشَرَهُ. بَرْشَمَ الرَّجُلُ، إذا وَجَمَ وأظهر الحُزْن، وَبَرْهَم إذا إدامَ النظَر. والبَرْقَطَة: خَطْوٌ متقارب.

وممّا وضع وضعًا وليس ببعيدٍ أن يكون له قياس: غَرْدَقْتُ السَّتْرَ: أرسلتُه، والغُرْنُوق: الشاب الجميل. والغُرْنَيْق طائر.

كتب على شاكلة الصاحبي في فقه اللغة
هناك كتب أخرى طرقت موضوعات تشبه تلك التي اشتمل عليها كتاب الصاحبي. من هذه الكتب: (الخصائص) لابن جني، و(المزهر في علوم اللغة) للسيوطي.



كتاب الخصائص لابن جني
ولد ابن جني من أب رومي يوناني. نشأ بالموصل وأخذ النحو عن الأخفش وأبي على الفارسي الذي لازمه طويلاً، واجتمع بالمتنبي الذي، أعجب بسعة علمه في اللغة، في بلاط سيف الدولة وفي شيراز عند عضد الدولة. وكان المتنبي إذا سئل عن دقيقة في شعره قال: اسألوا عنها صاحبنا ابن جني . أهدى كتاب (الخصائص) إلى بهاء الدولة الذي تولى الملك في بغداد. وتوفي هذا العالم اللغوي الفذ سنة 392هـ.

جاء في مقدمة الخصائص "هذا أطال الله بقاء مولانا الملك السيد المنصور المؤيد بهاء الدولة ... كتاب لم أزل على فارط الحال وتقادم الوقت ملاحظا له عاكف الفكر عليه ... هذا مع إعظامي له وإعصامي بالأسباب المنتاطة به واعتقادي فيه أنه من أشرف ما صنف في علم العرب وأذهبه في طريق القياس والنظر ... وأجمعه للأدلة على ما أودعته هذه اللغة الشريفة من خصائص الحكمة ونيطت به من علائق الإتقان والصنعة.

ثم يبين ابن جني غرضه من تأليف هذا الكتاب قائلا: "ذلك أنا لم نر أحدا من علماء البلدين تعرض لعمل أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه فأما كتاب أصول أبي بكر [ابن السراج] فلم يلمم فيه بما نحن عليه إلا حرفا أو حرفين في أوله وقد تعلق عليه به وسنقول في معناه. على أن أبا الحسن [الأخفش] قد كان صنف في شئ من المقاييس كتيبا إذا أنت قرنته بكتابنا هذا علمت بذاك أنا نُبْنا عنه فيه وكفيناه كُلفة التعب به وكافأناه على لطيف ما أولاناه من علومه."

ابن جني قصد بقوله في المقدمة "لم نر أحدا من علماء البلدين تعرض لعمل أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه" تطبيق مناهج أصول الكلام والفقه على المباحث اللغوية. وبعبارة أخرى يريد أن يطبق منهج التعليل والقياس الذي اعتمده الأصوليون والفقهاء في استنباط الأحكام من النصوص على النظر في اللغة. ويقال إنه أول من أدخل منهج القياس في الدرس اللغوي.

ونجده في (باب ذكر علل العربية أكلامية هي أم فقهية) يقارن بين القياس عند اللغويين من جهة وعند الفقهاء والكلاميين من جهة أخرى، فيقول: "اعلم أن علل النحويين وأعنى بذلك حذاقهم المتقنين لا ألفافهم المستضعفين أقرب إلى علل المتكلمين منها إلى علل المتفقهين وذلك أنهم إنما يحيلون على الحس ويحتجون فيه بثقل الحال أو خفتها على النفس وليس كذلك حديث علل الفقه وذلك أنها إنما هي أعلام وأمارات لوقوع الأحكام ووجوه الحكمة فيها خفية عنا غير بادية الصفحة لنا ألا ترى أن ترتيب مناسك الحج وفرائض الطهور والصلاة والطلاق وغير ذلك إنما يرجع في وجوبه إلى ورود الأمر بعمله ولا تعرف علة جعل الصلوات في اليوم والليلة خمسا دون غيرها من العدد ولا يعلم أيضا حال الحكمة والمصلحة في عدد الركعات ولا في اختلاف ما فيها من التسبيح والتلاوات إلى غير ذلك مما يطول ذكره ولا تحْلى النفس بمعرفة السبب الذي كان له ومن أجله وليس كذلك علل النحويين وسأذكر طرفا من ذلك لتصح الحال به.

ويحتج للشبه بين علل النحويين والكلاميين بما ذكره أبو إسحاق في سبب رفع الفاعل ونصب المفعول حيث قال: "إنما فعل ذلك للفرق بينهما، ثم سأل نفسه فقال فإن قيل فهلا عكست الحال فكانت فرقا أيضا قيل الذي فعلوه أحزم وذلك أن الفعل لا يكون له أكثر من فاعل واحد وقد يكون له مفعولات كثيرة فرفع الفاعل لقلته ونصب المفعول لكثرته وذلك ليقل في كلامهم ما يستثقلون ويكثر في كلامهم ما يستخفون فجرى ذلك في وجوبه ووضوح أمره مجرى شكر المنعم وذم المسئ في انطواء الأنفس عليه وزوال اختلافها فيه ومجرى وجوب طاعة القديم سبحانه لما يعقبه من إنعامه وغفرانه ومن ذلك قولهم إن ياء نحو ميزان وميعاد انقلبت عن واو ساكنة لثقل الواو الساكنة بعد الكسرة وهذا أمر لا لبس في معرفته ولا شك في قوة الكلفة في النطق به وكذلك قلب الياء في موسر وموقن واوا لسكونها وانضمام ما قبلها ولا توقف في ثقل الياء الساكنة بعد الضمه لأن حالها في ذلك حال الواو الساكنة بعد الكسرة وهذا كما تراه أمر يدعو الحس إليه ويحدو طلب الاستخفاف عليه وإذا كانت الحال المأخوذ بها المصير بالقياس إليها حسية طبيعية فناهيك بها ولا معدل بك عنها."

يمكن القول بأن موضوعات الخصائص تدور حول القضايا التالية:
أ) ماهية اللغة وتعرفها وماهية الكلام والقول والإعراب.
ب) أصل اللغة ومبدئها وجمع اللغة وتوثيقها وحجيتها.
ج) موضوعات تتعلق مستويات الدرس اللغوي: الأصوات والاشتقاق والصرف والنحو.

موضوعات فقه اللغة في كتاب الخصائص
يجدر بنا في هذا المقام أن نفصل الكلام في قضايا فقه اللغة المشهورة التي وردت في الخصائص وهي كالتالي:

- تعريف اللغة:
- نجد في الخصائص أشهر تعريف للغة في الفكر العربي والإسلامي، وهو تعريف تناقله بعد ذلك اللغويون والأصوليون. يقول ابن جني: أما حدها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم هذا حدها، وأما تصريفها ومعرفة حروفها فإنها فعلة من لغوت أي تكلمت وأصلها لغوة ككرة وقلة وثُبَة كلها لاماتها واوات لقولهم كروت بالكرة وقلوت بالقلة، وقيل منها لغي يلغي إذا هذي ومصدره اللغا. وكذلك اللغو قال الله سبحانه وتعالى وإذا مروا باللغو مروا كراما أي بالباطل وفي الحديث من قال في الجمعة صه فقد لغا أي تكلم.

- مبدأ اللغات:
- تعرض ابن فارس لمبدأ اللغات ولكن بشكل مقتضب أما ابن جني فقد ذكر النظريات الثلاث المتداولة بين مفكري عصره في باب بعنوان (باب القول على أصل اللغة أإلهام هي أم اصطلاح).

بدأ أولا ببيان صعوبة البحت في هذا الموضوع الشائك قائلا: "هذا موضع محوج إلى فضل تأمل." ثم بدأ بعد ذلك بإيراد رأي أهل الاصطلاح قائلا: غير أن أكثر أهل النظر على أن أصل اللغة إنما هو تواضع واصطلاح لا وحي وتوقيف‏.‏ وذلك أنهم ذهبوا إلى أن أصل اللغة لا بد فيه من المواضعة. قالوا‏:‏ وذلك كأن يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعداً فيحتاجوا إلى الإبانة عن الأشياء المعلومات فيضعوا لكل واحد منها سمة ولفظاً إذا ذكر عرف به ما مسماه ليمتاز من غيره وليغنى بذكره عن إحضاره إلى مرآة العين فيكون ذلك أقرب وأخف وأسهل من تكلف إحضاره لبلوغ الغرض في إبانة حاله‏.‏ بل قد يحتاج في كثير من الأحوال إلى ذكر ما لا يمكن إحضاره ولا إدناؤه كالفاني وحال اجتماع الضدين على المحل الواحد ... فكأنهم جاءوا إلى واحد من بني آدم فأومئوا إليه وقالوا‏:‏ إنسان إنسان إنسان فأي وقت سمع هذا اللفظ علم أن المراد به هذا الضرب من المخلوق وإن أرادوا سمة عينه أو يده أشاروا إلى ذلك فقالوا‏:‏ يد عين رأس قدم أو نحو ذلك‏.‏ فمتى سمعت اللفظة من هذا عرف معنيُّها وهلم جرا فيما سوى هذا من الأسماء والأفعال والحروف‏.‏ ثم لك من بعد ذلك أن تنقل هذه المواضعة إلى غيرها فتقول‏:‏ الذي اسمه إنسان فليجعل مكانه مرد والذي اسمه رأس فليجعل مكانه سر وعلى هذا بقية الكلام‏.‏

ثم ذكر رأي القائلين بالتوقيف وحججهم:

إلا أن أبا علي رحمه الله قال لي يوماً‏:‏ هي من عند الله واحتج بقوله سبحانه‏:‏ ‏(‏وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا‏)‏ وهذا أيضاً رأي أبي الحسن على أنه لم يمنع قول من قال‏:‏ إنها تواضع منه‏.‏ على أنه قد فسر هذا بأن قيل‏:‏ إن الله سبحانه علم آدم أسماء جميع المخلوقات بجميع اللغات‏:‏ العربية والفارسية والسريانية والعبرية والرومية وغير ذلك من سائر اللغات فكان آدم وولده يتكلمون بها ثم إن ولده تفرقوا في الدنيا وعلق كل منهم بلغة من تلك اللغات فغلبت عليه واضمحل عنه ما سواها لبعد عهدهم بها‏.‏ وإذا كان الخبر الصحيح قد ورد بهذا وجب تلقيه باعتقاده والانطواء على القول به‏.‏

ثم بعد هذا يذكر رأي عباد بن سليمان الصيمري الذي يرى أن اللغة بدأت طبيعية عن طريق المحاكاة: "وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها إنما هو من الأصوات المسموعات كدوي الريح وحنين الرعد وخرير الماء وشحيج الحمار ونعيق الغراب وصهيل الفرس ونزيب الظبي ونحو ذلك‏.‏ ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد‏.‏ وهذا عندي وجه صالح ومذهب متقبل‏.‏

ثم نراه أمام هذه الآراء المتباينة وغياب الأدلة القطعية يفصح عن تردده في هذه القضية قائلا: "واعلم فيما بعد أنني على تقادم الوقت دائم التنقير والبحث عن هذا الموضع فأجد الدواعي والخوالج قوية التجاذب لي مختلفة جهات التغول على فكري‏.‏ وذلك أنني إذا تأملت حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة وجدت فيها من الحكمة والدقة والإرهاف والرقة ما يملك علي جانب الفكر حتى يكاد يطمح به أمام غلوة السحر‏.‏.. ثم أقول في ضد هذا‏:‏ كما وقع لأصحابنا ولنا وتنبهوا وتنبهنا على تأمل هذه الحكمة الرائعة الباهرة كذلك لا ننكر أن يكون الله تعالى قد خلق من قبلنا .. من كان ألطف منا أذهاناً وأسرع خواطر وأجرأ جناناً‏.‏ فأقف بين تين الخلتين حسيراً وأكاثرهما فأنكفيء مكثوراً‏.‏

- باب في الاشتقاق الأكبر
هذا موضع لم يسمه أحد من أصحابنا غير أن أبا علي رحمه الله كان يستعين به ويخلد إليه مع إعواز الاشتقاق الأصغر‏.‏ لكنه مع هذا لم يسمه وإنما كان يعتاده عند الضرورة ويستروح إليه ويتعلل به‏.‏ وإنما هذا التلقيب لنا نحن‏.‏ وستراه فتعلم أنه لقب مستحسن‏.‏ وذلك أن الاشتقاق عندي على ضربين‏:‏ كبير وصغير‏.‏ فالصغير ما في أيدي الناس وكتبهم كأن تأخذ أصلا من الأصول فتتقراه فتجمع بين معانيه وإن اختلفت صيغه ومبانيه‏.‏ وذلك كتركيب ‏"‏ س ل م ‏"‏ فإنك تأخذ منه معنى السلامة في تصرفه نحو سلم ويسلم وسالم وسلمان وسلمى والسلامة والسليم‏:‏ اللديغ أطلق عليه تفاؤلا بالسلامة‏.‏

وعلى ذلك بقية الباب إذا تأولته وبقية الأصول غيره كتركيب ‏"‏ ض ر ب ‏"‏ و ‏"‏ ج ل س ‏"‏ و ‏"‏ ز ب ل ‏"‏ على ما في أيدي الناس من ذلك‏.‏ فهذا هو الاشتقاق الأصغر‏.‏ وقد قدم أبو بكر رحمه الله رسالته فيه بما أغنى عن إعادته لأن أبا بكر لم يأل فيه نصحا وإحكاما وصنعة وتأنيسا‏.‏

وأما الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه وإن تباعد شيء من ذلك عنه رد بلطف الصنعة والتأويل إليه كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد‏.‏

وقد كنا قدمنا ذكر طرف من هذا الضرب من الاشتقاق في أول هذا الكتاب عند ذكرنا أصل الكلام والقول وما يجيء من تقليب تراكيبهما نحو ‏"‏ ك ل م ‏"‏ ‏"‏ ك م ل ‏"‏ ‏"‏ م ك ل ‏"‏ ‏"‏ م ل ك ‏"‏ ‏"‏ ل ك م ‏"‏ ‏"‏ ل م ك ‏"‏ وكذلك ‏"‏ ق و ل ‏"‏ ‏"‏ ق ل و ‏"‏ ‏"‏ و ق ل ‏"‏ ‏"‏ و ل ق ‏"‏ ‏"‏ ل ق و ‏"‏ ‏"‏ ل و ق ‏"‏ وهذا أعوص مذهباً وأحزن مضطربا‏.‏ وذلك أنا عقدنا تقاليب الكلام الستة على القوة والشدة وتقاليب القول الستة على الإسراع والخفة‏.‏ وقد مضى ذلك في صدر الكتاب‏. لكن بقي علينا أن نحضر هنا مما يتصل به أحرفا تؤنس بالأول وتشجع منه المتأمل‏.‏

فمن ذلك تقليب ‏"‏ ج ب ر ‏"‏ فهي أين وقعت "للقوة والشدة‏."

منها جبرت العظم والفقير إذا قويتهما وشددت منهما والجبر‏:‏ الملك لقوته وتقويته لغيره‏.‏ ومنها رجل مجرب إذا جرسته الأمور ونجذته فقويت منته واشتدت شكيمته‏.‏ ومنه الجراب لأنه يحفظ ما فيه وإذا حفظ الشيء وروعى اشتد وقوى وإذا أغفل وأهمل تساقط ورذى‏.‏

ومنها الأبجر والبجرة وهو القوي السرة‏.‏

ومنه البُرج لقوته في نفسه وقوة ما يليه به وكذلك البَرج لنقاء بياض العين وصفاء سوادها هو قوة أمرها وأنه ليس بلون مستضعف

ومنها رجبت الرجل إذا عظمته وقويت أمره‏.‏ ومنه رجب لتعظيمهم إياه عن القتال فيه وإذا كرمت النخلة على أهلها فمالت دعموها بالرجبة وهو شيء تسند إليه لتقوى به‏.‏ والراجبة‏:‏ أحد فصوص الأصابع وهي مقوية لها‏.‏

ومنها الرباجي وهو الرجل يفخر بأكثر من فعله قال‏:‏ وتلقاه رباجيا فخورا تأويله أنه يعظم نفسه ويقوي أمره‏.‏

واعلم أنا لا ندعى أن هذا مستمر في جميع اللغة كما لا ندعي للاشتقاق الأصغر أنه في جميع اللغة‏.‏ بل إذا كان ذلك الذي هو في القسمة سدس هذا أو خمسه متعذرا صعبا كان تطبيق هذا وإحاطته أصعب مذهبا وأعز ملتمسا‏. ‏بل لو صح من هذا النحو وهذه الصنعة المادة الواحدة تتقلب على ضروب التقلب كان غريباً معجباً‏.‏ فكيف به وهو يكاد يساوق الاشتقاق الأصغر ويجاريه إلى المدى الأبعد.

- إمساس الألفاظ أشباه المعاني
يقصد ابن جني بعبارة (إمساس الألفاظ أشباه المعاني) محاكاة الألفاظ لمعانيها. وقد بين أنواع هذه المحاكاة:

(أ) محاكاة الصوت: من ذلك تسميتهم الأشياء بأصواتها كالخازباز لصوته والبط لصوته والواق للصرد لصوته وغاق للغراب لصوته وحنين الرعد.

(ب) محاكاة طبيعة الأحداث والأشياء: يقول: كثيراً ما يجعلون أصوات الحروف على سمت الأحداث المعبر بها عنها فيعدلونها بها ويحتذونها عليها‏. من ذلك قولهم‏:‏ خضم وقضم‏.‏ فالخضم لأكل الرطب كالبطيخ والقثاء وما كان نحوهما من المأكول الرطب‏. والقضم للصلب اليابس نحو قضمت الدابة شعيرها ونحو ذلك‏.‏ فاختاروا الخاء لرخاوتها للرطب والقاف لصلابتها لليابس حذواً لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث‏.‏

ومن ذلك قولهم‏:‏ النضح للماء ونحوه والنضخ أقوى من النضح. قال الله سبحانه‏:‏ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ‏‏ فجعلوا الحاء لرقتها للماء الضعيف والخاء لغلظها لما هو أقوى منه‏.‏

(جـ) محاكاة الحركة: قال سيبويه في المصادر التي جاءت على الفعلان‏:‏ إنها تأتي للاضطراب والحركة نحو النقزان والغلبان والغثيان‏. فقابلوا بتوالي حركات المثال توالي حركات الأفعال‏.‏ ووجدت أنا من هذا الحديث أشياء كثيرة على سمت ما حداه ومنهاج ما مثلاه‏.‏ وذلك أنك تجد المصادر الرباعية المضعفة تأتي للتكرير نحو الزعزعة والقلقلة والصلصلة والقعقعة والصعصعة والجرجرة والقرقرة‏.‏ ووجدت أيضاً الفَعَلى في المصادر والصفات إنما تأتى للسرعة نحو البَشَكي والجَمَزي والوَلَقي.

(د) محاكاة قوة الأحداث أو كثرتها: ومن ذلك أنهم جعلوا تكرير العين في المثال دليلاً على تكرير الفعل فقالوا‏:‏ كسّر وقطّع وفتّح وغلّق‏.‏ وذلك أنهم لما جعلوا الألفاظ دليلة المعاني فأقوى اللفظ ينبغي أن يقابل به قوة الفعل والعين أقوى من الفاء واللام وذلك لأنها واسطة لهما.

(هـ) محاكاة ترتيب الحدث: وذلك أنهم قد يضيفون إلى اختيار الحروف وتشبيه أصواتها بالأحداث المعبر عنها بها ترتيبها وتقديم ما يضاهي أول الحدث وتأخير ما يضاهي آخره وتوسيط ما يضاهي أوسطه سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المطلوب‏.‏ وذلك قولهم‏:‏ (بحث‏).‏ فالباء لغلظها تشبه بصوتها خفقة الكف على الأرض والحاء لصحلها تشبه مخالب الأسد وبراثن الذئب ونحوهما إذا غارت في الأرض والثاء للنفث والبث للتراب‏. ومن ذلك قولهم‏:‏ شد الحبل ونحوه‏.‏ فالشين بما فيها من التفشي تشبه بالصوت أول انجذاب الحبل قبل استحكام العقد ثم يليه إحكام الشد والجذب وتأريب العقد فيعبر عنه بالدال التي هي أقوى من الشين ولاسيما وهي مدغمة فهو أقوى لصنعتها وأدل على المعنى الذي أريد بها‏.

- تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني
وهو أن تتقارب الحروف لتقارب المعاني‏.‏ وهذا باب واسع‏.‏

من ذلك قول الله سبحانه‏:‏ {‏‏أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} أي تزعجهم وتقلقهم‏.‏ فهذا في معنى تهزهم هزا والهمزة أخت الهاء فتقارب اللفظان لتقارب المعنيين‏.‏ وكأنهم خصوا هذا المعنى بالهمزة لأنها أقوى من الهاء وهذا المعنى أعظم في النفوس من الهز‏.‏

ومنه العسف والأسف والعين أخت الهمزة كما أن الأسف يعسف النفس وينال منها والهمزة أقوى من العين كما أن أسف النفس أغلظ من التردد بالعسف‏.‏ فقد ترى تصاقب اللفظين لتصاقب المعنيين‏.‏

ومنه الجرفة وهي من ‏"‏ ج ر ف ‏"‏ وهي أخت جلفت القلم إذا أخذت جُلْفته وهذا من ‏"‏ ج ل ف ‏"‏ وقريب منه الجنف وهو الميل وإذا جَلَفت الشيء أو جرفته فقد أملته عما كان عليه وهذا من ‏"‏ ج ن ف ‏"‏‏.‏

ومن ذلك تركيب ‏"‏ ح م س ‏"‏ و ‏"‏ ح ب س ‏"‏ قالوا‏:‏ حبست الشيء وحمس الشر إذا اشتد‏.‏ والتقاؤهما أن الشيئين إذا حبس أحدهما صاحبه تمانعا وتعازا فكان ذلك كالشر يقع بينهما‏.‏
ومنه العَلْب‏:‏ الأثر والعَلْم‏:‏ الشقّ في الشفة العليا‏.‏ فذاك من ‏"‏ ع ل ب ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ع ل م ‏"‏ والباء أخت الميم
ومن ذلك العلز‏:‏ خفة وطيش وقلق يعرض للإنسان وقالوا العلوص لوجع في الجوف يلتوي له.
ومنه الغَرب‏:‏ الدلو العظيمة وذلك لأنها يغرف من الماء بها فذاك من ‏"‏ غ ر ب ‏"‏ وهذا من ‏"‏ غ ر ف ‏".‏
واستعملوا تركيب ‏"‏ ج ب ل ‏"‏ و ‏"‏ ج ب ن ‏"‏ و ‏"‏ ج ب ر ‏"‏ لتقاربها في موضع واحد وهو الالتئام والتماسك‏.‏ منه الجبل لشدته وقوته، وجبن إذا استمسك وتجمع، ومنه جبرت العظم ونحوه أي قويته‏.‏

وقد تقع المضارعة في الأصل الواحد بالحرفين نحو قولهم‏:‏ السحيل والصهيل قال‏:‏
وذاك من ‏"‏ س ح ل ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ص هـ ل ‏"‏ والصاد أخت السين كما أن الهاء أخت الحاء‏.‏
ومنه قولهم سحل في الصوت وزحر، والسين أخت الزاي كما أن اللام أخت الراء‏.‏

ومن من مضارعة الأصلين: جلف وجرم فهذا للقشر وهذا للقطع وهما متقاربان معنى متقاربان لفظاً لأن ذاك من ‏"‏ ج ل ف ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ج ر م ‏"‏‏.‏

ومن مضارعة الأصول الثلاثة: ا‏:‏ صال يصول كما قالوا‏:‏ سار يسور‏.‏
وقالوا‏:‏ زأر كما قالوا‏:‏ سعل لتقارب اللفظ والمعنى‏.‏
وقالوا‏:‏ صهل كما قالوا‏:‏ صهل كما قالوا‏:‏ زأر‏.‏
ومنه غدر و ختل (وتدلان على الخفاء).

المزهر في علوم اللغة للسيوطي
المزهر وفقة اللغة : لم يذكر السيوطي صراحة أن هذا الكتاب في فقه اللغة، إذن ما هي مسوغات اعتباره من كتب فقة اللغة . هناك اعتباران وراء هذا:


1- مما يدل على أنه أحد كتب فقه اللغة هو أنه ضمن في مقدمته جزءاً من مقدمة ابن فارس في كتاب الصاحبي في فقه اللغة، يقول: "وقبل الشروع في الكتاب نصدر بمقالة ذكرها أبو الحسين أحمد بن فارس في أول كتابه فقه اللغة قال: اعلم أن لعلم العرب أصلا وفرعا . . إلخ." 2- عند النظر في موضوعات هذا الكتاب نجد أبواباً كثيرة من موضوعات فقه اللغة التى عرفناها في كتاب الصاحبي أو في الخصائص فمثلاً هناك موضوع بداية اللغة، والاشتقاق، الترادف، والاشتراك اللفظي، والقياس. إذن لاشك أن السيوطي وضع هذا الكتاب وفي ذهنه أنه يضع كتاباً في فقه اللغة .
ترتيب المزهر:
- لقد اتبع السيوطي ترتيبا لطيفا "هذا علم شريف ابتكرت ترتيبه واخترعت تنويعه وتبويبه وذلك في علوم اللغة وأنواعها وشروط أدائها وسماعها حاكيت به علوم الحديث في التقاسيم والأنواع وأتيت فيه بعجائب وغرائب حسنة الإبداع وقد كان كثير ممن تقدم يلم بأشياء من ذلك ويعتني في بيانها بتمهيد المسالك غير أن هذا المجموع لم يسبقني إليه سابق ولا طرق سبيله قبلي طارق وقد سميته بالمزهر في علوم اللغة."

موضوعات المزهر:
إن المزهر يتميز بتقسيم منهجي واضح بعكس الكتب السابقة. وهذا التقسيم متأثر بمنهج علماء الحديث. وهناك خمسة أقسام رئيسة:

(ا) اللغة من حيث الإسناد: في هذا القسم والذي يليه يظهر تأثير علم الحديث واضحا في المنهج والمصطلحات. يعدد السيوطي في مقدمته ثمانية أنواع من الموضوعات عائدة إلى إسناد اللغة، هي: (1) معرفة الصحيح الثابت، (2) معرفة ما روي من اللغة ولم يصح ولم يثبت (3) معرفة المتواتر والآحاد (4) معرفة المرسل والمنقطع (5) معرفة الأفراد (6) معرفة من تقبل روايته ومن ترد (7) معرفة طرق الأخذ والتحمل (Cool معرفة المصنوع وهو الموضوع ويذكر فيه المدرج والمسروق.

(ب) اللغة من حيث الألفاظ: يشتمل على ثلاثة عشر نوعا: معرفة الفصيح، معرفة الضعيف والمنكر والمتروك، معرفة الرديء المذموم، معرفة المطرد والشاذ، معرفة الحوشي والغرائب والشوارد والنوادر، معرفة المهمل والمستعمل، معرفة المفاريد، معرفة مختلف اللغة، معرفة تداخل اللغات، معرفة توافق اللغات، معرفة المعرب، معرفة الألفاظ الإسلامية، معرفة المولد.

(جـ) اللغة من حيث المعنى: يتضمن ثلاثة عشر نوعا من الموضوعات: خصائص اللغة، معرفة الاشتقاق، معرفة الحقيقة والمجاز، معرفة المشترك، معرفة الأضداد، معرفة المترادف، معرفة الإتباع، معرفة الخاص والعام، معرفة المطلق والمقيد، معرفة المشجر، معرفة الإبدال، معرفة القلب، النحت.

(د) طرائف اللغة وملحها: يدخل تحته موضوعات مثل: معرفة الأمثال، معرفة الآباء والأمهات والأبناء والبنات والإخوة والأخوات والأذواء والذوات، معرفة الملاحن والألغاز.

(هـ) حفظ اللغة وضبط مفاريدها: ومنه معرفة الأشباه والنظائر.

(ز) رجال اللغة ورواتها: وأنواعه تتعلق بموضوعات مثل: معرفة آداب اللغوي، معرفة كتاب اللغة، معرفة التصحيف والتحريف، معرفة الطبقات والحفاظ والثقات والضعفاء، معرفة الأسماء والكنى والألقاب والأنساب.

أهمية كتاب المزهر: كتاب المزهر من أهم كتب اللغة بوجه عام ومن أهم كتب فقه اللغة بوجه خاص لأمور منها :

(1) اشتماله على أبحاث وافية تتعلق بعدد من موضوعات فقه اللغة, مثل: أصل اللغة، وظيفة اللغة، الاشتقاق، الاشتراك اللفظي، الأضداد، الترادف، القلب، الإبدال، النحت، وغيرها.

(2) اعتمد ترتيباً وتبويباً علمياً لطيفاً بناه منهج أهل الحديث، الأمر الذي جعل هذا الكتاب سهل المأخذ، واضح المنهج.

(3) اشتمل على آراء أخذت من مصادر متعددة من كتب اللغة والأصول والبلاغة والكلام. فمثلاً المجاز موضوع شائك لم يكتف فيه السيوطي بإيراد آراء اللغويين وإنما استقصى فيه الآراء المختلفة التي أدلى بها اللغويون والبلاغيون وأهل الكلام والأصوليون وغيرهم .

(4) حفظ المزهر بين دفتيه كثيرا من المواد والآراء التي كانت جزءا من كتب قيمة فقدت في عصرنا الحاضر.



فقه اللغة وسر العربية للثعالبي
ذكرنا من قبل أن مفهوم الثعالبي لفقه اللغة يختلف عنه عند ابن فارس، فالثعالبي يراه فقها وفهما دقيقا متعلقا بالمفردات والفروق الدقيقة بين استعمالاتها.

فقه اللغة وسر العربية ينقسم على قسمين رئيسين:
الأول: هو فقه اللغة، والثاني: سر العربية.

القسم الأول يشتمل على ثلاثين باباً وكل باب يحتوي على عدد من الفصول. والناظر في القسم الأول يجد أنه يشبه معجماً مؤلفاً حسب ترتيب المعاني لا ترتيب الألفاظ حسب أوائلها أو أواخرها.

محب بلاده
2011-12-28, 12:53
والأصل الثاني ظُهور الشيء، نباتاً وغيره. فالجُدرِيّ معروف، وهو الجَدَرِيُّ أيضاً. وَالجَدَر سِلْعَةٌ تظهر في الجَسَد، وَالجَدْر النبات، يقال: أجْدَرَ المكانُ وَجَدَرَ، إذا ظهر نباته.

وَالجَدْرُ: أثر الكَدْمِ بعُنق الحمار، وإنما يكون من هذا القياس لأنَّ ذلك يَنْتَأُ له جلدُه، فكأنَّه الجُدَرِيّ.

جرح الجيم والراء والحاء أصلان: أحدهما الكسب، والثاني شَقّ الجِلْد.

فالأوّل قولهم (اجترح) إذا عمل وكَسَب؛ قال الله عزّ وجلّ: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} (الجاثية21)؛ وإنّما سُمّي ذلك اجتراحاً لأنه عَمَلٌ بالجوَارح، وهي الأعضاء الكواسب. وَالجوارحُ من الطَّير والسباع: ذَوَاتُ الصَّيد.

وأما الآخَر (فقولهم) جرحَه بحديدةٍ جرْحاً، والاسم الجُرْح. ويقال جرَح الشاهدَ إذا ردّ قولَه بِنَثاً غيرِ جميل، وَاستَجْرَحَ فلانٌ إذا عمل ما يُجْرَح من أجله.

عوي العين والواو والياء: أصلٌ صحيح يدلُّ على ليّ في الشىء وعطْفٍ له.

قال الخليل: عَوَيت الحبلَ عَيًّا إذا لويتَه، وعَوَيت رأس النّاقة، إذا عُجْتَه فانعوى، والناقة تَعْوِي بُرَتَها في سَيرها، إذا لوَتْها بخَطْمها، وتقول للرّجُل إذا دعا النّاسَ إلى الفتنة: عوى قومًا، واستعوى. فأمَّا عُوَاء الكلب وغيرِه من السباع فقريبٌ من هذا، لأنّه يَلوِيه عن طريق النَّبْح: يقال عَوَتِ السّباع تَعوِي عُواءً؛ وأمّا الكَلْبة المستحرِمة فإنَّها تسمَّى المعاوِيَة، وذلك من العُواء أيضًا، كأنَّها مُفاعلة منه. والعَوَّاء: نجمٌ في السماء، يؤنّث، يقال لها: «عوّاء البَرْد»، إذا طلعت جاءت بالبرد، وليس ببعيد أن تكون مشتقَّةً من العُواء أيضًا، لأنّها تأتي ببردٍ تعوي له الكلاب؛ ويقولون في أسجاعهم: «إذا طلعت العَوَّاء، جَثَمَ الشتاء، وطابَ الصّلاء»، وهي في هذا السَّجع ممدودة، وهي تمدُّ وتقصر. ويقولون على معنى الاستعارة لسافِلَة الإنسان: العَوَّاء.

ويبدو لنا أن ما قرره ابن فارس من أن عوى الذئب مأخوذ من معنى لوى ليس صحيحا لأنه من الكلمات المحاكية لمعناه أي لصوت الذئب، لأنه يخيل إلينا أن صوته (عووووو).

برق الباء والراء والقاف تعود إلى أصلين أحدهما اللمعان والآخر شئ به نقط بيض وسود. والواقع أن هذا أصل واحد وليس كما زعم. والذي يظهر لنا أنهما يعودان إلى أصل واحد لأن اجتماع البياض والسواد يؤدي إلى حدوث ما يشبه البريق لتداخل اللونين كما يتداخل النور والظلام.

ما جاء من كلام العرب على أكثَر من ثلاثة أحرف

اعلم أنّ للرُّباعيّ والخُماسيّ مذهباً في القياس، يَستنبِطه النَّظرُ الدَّقيق. وذلك أنّ أكثر ما تراه منه منحوتٌ، ومعنى النَّحت أن تُؤخَذَ كلمتان وتُنْحَتَ منهما كلمةٌ تكون آخذةً منهما جميعاً بحَظَ. والأصل في ذلك ما ذكره الخليل من قولهم حَيْعَلَ الرَّجُل، إذا قالَ حَيَّ عَلى.

ومن الشيءِ الذي كأنَّه متَّفَقٌ عليه قولهم عَبْشَمّى من عبد شمس.

فعلى هذا الأصل بَنَيْنَا ما ذكرناه من مقاييس الرُّباعي، فنقول: إنَّ ذلك على ضربين: أحدهما المنحوت الذي ذكرناه، والضَّرْب الآخر (الموضوع) وضعاً لا مجالَ له في طُرق القياس، وسنبيِّن ذلك بعَون الله.

ما جاءَ منحوتاً من كلام العرب في الرُّباعي

ومن ذلك بَحْثَرْتُ الشيءَ، إذا بَدّدته، وَالبَحْثَرَة: الكَدَر في الماء. وهذه منحوتةٌ من كلمتين: من بحثْتُ الشَّيء في التراب ومن البَثر الذي يَظْهَر على البَدَن، وهو عربيٌّ صحيحٌ معروف، وذلك أنَّه يَظْهَرُ متفرِّقاً على الجِلْد

ومن ذلك السَّحْبَل: الوادي الواسع، وكذلك القِرْبة الواسعة: سَحْبلة؛ فهذا منحوت من سحل إذا صبّ، ومن سَبَل، أومن سَحَبَ إذا جرى وامتدّ،

ومن ذلك المُغَثْمَرُ، وهو الثَوْب الخشنُ الرَّدىء النَّسْج. يقال: ألبستُهُ المغَثْمَرَ لأدفع به عنه العينَ؛ وهذه منحوتةٌ من كلمتين: من غثم وغثر، أمّا غثر فمن الغُثْر، وهو كلُّ شىء دُونٍ. وأمّا غثم فمن الأغثم: المختلط السَّواد بالبياض.

ما زيد فيه حرف للمبالغة

ومن هذا الباب ما يجيءُ على الرُّباعي وهو من الثلاثي على ما ذكرناه، لكنَّهم يزيدون فيه حرفاً لمعنىً يريدونه مِنْ مبالغةٍ، كما يفعلون ذلك في زُرْقُمٍ وخَلْبَنٍ، لكن هذه الزيادَة تقع أوّلاً وغيرَ أوّلٍ.

ومن ذلك البَحْظَلَة قالوا: أنْ يَقفِزَ الرَّجُل قَفَزانَ اليَربوع، فالباء زائدةٌ؛ قال الخليل: الحاظل الذي يمشي في شِقِّه، يقال مَرَّ بنا يْحَظَلُ ظالِعاً.

ومن ذلك البِرْشاع الذي لا فُؤاد له. فالرَّاء زائدة، وإنما هو من الباء والشين والعين التي تدل على الكراهة والضيق.

ومن ذلك البَرْغَثَة، الراء فيه زائدة وإنما الأصل الباء والغين والثاء. والأبغث من طير الماء كلون الرَّماد، فالبَرْغَثَةُ لونٌ شبيهٌ بالطُّحْلة، ومنه البُرْغُوث.

ومن ذلك البَرْجَمَةُ: غِلَظُ الكَلام، فالراء زائدةٌ، وإنَّما الأصل البَجْم. قال ابنُ دريد: بَجَم الرّجُل يَبْجُمُ بُجُوماً، إذا سكَتَ من عِيَ أو هَيْبَةٍ، فهو باجِمٌ.

ومن ذلك بَرْعَمَ النَّبْتُ إذا استدارَتْ رُءُوسُه، والأصل بَرَع إذا طال ومن ذلك البَرْكَلَةُ وهو مَشْيُ الإنسان في الماء والطِّين، فالباء زائدةٌ، وإنما هو من تَرَكَّلَ إذا ضَرَبَ بإحدى رجليه فأدخلها في الأرض عند الحفْر.

ومن ذلك الفَرقَعة: تنقيضُ الأصابع، وهذا مما زيدت فيه الراء، وأصله فَقَع.

ما وضع من الرباعي وضعا

البُهْصُلَةُ: المرأة القَصِيرة، وحمار بُهْصُلٌ قصير. وَالبُخْنُق: البُرْقُع القصير، وقال الفرّاء: البُخْنُق خِرْقةٌ تَلْبَسُها المرأة تَقِي بها الخِمَار الدُّهْنَ. البَلْعَثُ: السّيِء الخُلُق. البَهْكَثَةُ: السُّرْعة. البَحْزَج: وَلَدُ البَقَرة وكذلك البُرْغُزُ. بَرْذَنَ الرَّجُل: ثَقُل. البرازِق: الجماعات. البُرْزُلُ: الضخم. ناقة بِرْعِس: غَزِيرة. بَرْشَط اللَّحْمَ: شَرْشَرَهُ. بَرْشَمَ الرَّجُلُ، إذا وَجَمَ وأظهر الحُزْن، وَبَرْهَم إذا إدامَ النظَر. والبَرْقَطَة: خَطْوٌ متقارب.

وممّا وضع وضعًا وليس ببعيدٍ أن يكون له قياس: غَرْدَقْتُ السَّتْرَ: أرسلتُه، والغُرْنُوق: الشاب الجميل. والغُرْنَيْق طائر.

كتب على شاكلة الصاحبي في فقه اللغة
هناك كتب أخرى طرقت موضوعات تشبه تلك التي اشتمل عليها كتاب الصاحبي. من هذه الكتب: (الخصائص) لابن جني، و(المزهر في علوم اللغة) للسيوطي.



كتاب الخصائص لابن جني
ولد ابن جني من أب رومي يوناني. نشأ بالموصل وأخذ النحو عن الأخفش وأبي على الفارسي الذي لازمه طويلاً، واجتمع بالمتنبي الذي، أعجب بسعة علمه في اللغة، في بلاط سيف الدولة وفي شيراز عند عضد الدولة. وكان المتنبي إذا سئل عن دقيقة في شعره قال: اسألوا عنها صاحبنا ابن جني . أهدى كتاب (الخصائص) إلى بهاء الدولة الذي تولى الملك في بغداد. وتوفي هذا العالم اللغوي الفذ سنة 392هـ.

جاء في مقدمة الخصائص "هذا أطال الله بقاء مولانا الملك السيد المنصور المؤيد بهاء الدولة ... كتاب لم أزل على فارط الحال وتقادم الوقت ملاحظا له عاكف الفكر عليه ... هذا مع إعظامي له وإعصامي بالأسباب المنتاطة به واعتقادي فيه أنه من أشرف ما صنف في علم العرب وأذهبه في طريق القياس والنظر ... وأجمعه للأدلة على ما أودعته هذه اللغة الشريفة من خصائص الحكمة ونيطت به من علائق الإتقان والصنعة.

ثم يبين ابن جني غرضه من تأليف هذا الكتاب قائلا: "ذلك أنا لم نر أحدا من علماء البلدين تعرض لعمل أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه فأما كتاب أصول أبي بكر [ابن السراج] فلم يلمم فيه بما نحن عليه إلا حرفا أو حرفين في أوله وقد تعلق عليه به وسنقول في معناه. على أن أبا الحسن [الأخفش] قد كان صنف في شئ من المقاييس كتيبا إذا أنت قرنته بكتابنا هذا علمت بذاك أنا نُبْنا عنه فيه وكفيناه كُلفة التعب به وكافأناه على لطيف ما أولاناه من علومه."

ابن جني قصد بقوله في المقدمة "لم نر أحدا من علماء البلدين تعرض لعمل أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه" تطبيق مناهج أصول الكلام والفقه على المباحث اللغوية. وبعبارة أخرى يريد أن يطبق منهج التعليل والقياس الذي اعتمده الأصوليون والفقهاء في استنباط الأحكام من النصوص على النظر في اللغة. ويقال إنه أول من أدخل منهج القياس في الدرس اللغوي.

ونجده في (باب ذكر علل العربية أكلامية هي أم فقهية) يقارن بين القياس عند اللغويين من جهة وعند الفقهاء والكلاميين من جهة أخرى، فيقول: "اعلم أن علل النحويين وأعنى بذلك حذاقهم المتقنين لا ألفافهم المستضعفين أقرب إلى علل المتكلمين منها إلى علل المتفقهين وذلك أنهم إنما يحيلون على الحس ويحتجون فيه بثقل الحال أو خفتها على النفس وليس كذلك حديث علل الفقه وذلك أنها إنما هي أعلام وأمارات لوقوع الأحكام ووجوه الحكمة فيها خفية عنا غير بادية الصفحة لنا ألا ترى أن ترتيب مناسك الحج وفرائض الطهور والصلاة والطلاق وغير ذلك إنما يرجع في وجوبه إلى ورود الأمر بعمله ولا تعرف علة جعل الصلوات في اليوم والليلة خمسا دون غيرها من العدد ولا يعلم أيضا حال الحكمة والمصلحة في عدد الركعات ولا في اختلاف ما فيها من التسبيح والتلاوات إلى غير ذلك مما يطول ذكره ولا تحْلى النفس بمعرفة السبب الذي كان له ومن أجله وليس كذلك علل النحويين وسأذكر طرفا من ذلك لتصح الحال به.

ويحتج للشبه بين علل النحويين والكلاميين بما ذكره أبو إسحاق في سبب رفع الفاعل ونصب المفعول حيث قال: "إنما فعل ذلك للفرق بينهما، ثم سأل نفسه فقال فإن قيل فهلا عكست الحال فكانت فرقا أيضا قيل الذي فعلوه أحزم وذلك أن الفعل لا يكون له أكثر من فاعل واحد وقد يكون له مفعولات كثيرة فرفع الفاعل لقلته ونصب المفعول لكثرته وذلك ليقل في كلامهم ما يستثقلون ويكثر في كلامهم ما يستخفون فجرى ذلك في وجوبه ووضوح أمره مجرى شكر المنعم وذم المسئ في انطواء الأنفس عليه وزوال اختلافها فيه ومجرى وجوب طاعة القديم سبحانه لما يعقبه من إنعامه وغفرانه ومن ذلك قولهم إن ياء نحو ميزان وميعاد انقلبت عن واو ساكنة لثقل الواو الساكنة بعد الكسرة وهذا أمر لا لبس في معرفته ولا شك في قوة الكلفة في النطق به وكذلك قلب الياء في موسر وموقن واوا لسكونها وانضمام ما قبلها ولا توقف في ثقل الياء الساكنة بعد الضمه لأن حالها في ذلك حال الواو الساكنة بعد الكسرة وهذا كما تراه أمر يدعو الحس إليه ويحدو طلب الاستخفاف عليه وإذا كانت الحال المأخوذ بها المصير بالقياس إليها حسية طبيعية فناهيك بها ولا معدل بك عنها."

يمكن القول بأن موضوعات الخصائص تدور حول القضايا التالية:
أ) ماهية اللغة وتعرفها وماهية الكلام والقول والإعراب.
ب) أصل اللغة ومبدئها وجمع اللغة وتوثيقها وحجيتها.
ج) موضوعات تتعلق مستويات الدرس اللغوي: الأصوات والاشتقاق والصرف والنحو.

موضوعات فقه اللغة في كتاب الخصائص
يجدر بنا في هذا المقام أن نفصل الكلام في قضايا فقه اللغة المشهورة التي وردت في الخصائص وهي كالتالي:

- تعريف اللغة:
- نجد في الخصائص أشهر تعريف للغة في الفكر العربي والإسلامي، وهو تعريف تناقله بعد ذلك اللغويون والأصوليون. يقول ابن جني: أما حدها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم هذا حدها، وأما تصريفها ومعرفة حروفها فإنها فعلة من لغوت أي تكلمت وأصلها لغوة ككرة وقلة وثُبَة كلها لاماتها واوات لقولهم كروت بالكرة وقلوت بالقلة، وقيل منها لغي يلغي إذا هذي ومصدره اللغا. وكذلك اللغو قال الله سبحانه وتعالى وإذا مروا باللغو مروا كراما أي بالباطل وفي الحديث من قال في الجمعة صه فقد لغا أي تكلم.

- مبدأ اللغات:
- تعرض ابن فارس لمبدأ اللغات ولكن بشكل مقتضب أما ابن جني فقد ذكر النظريات الثلاث المتداولة بين مفكري عصره في باب بعنوان (باب القول على أصل اللغة أإلهام هي أم اصطلاح).

بدأ أولا ببيان صعوبة البحت في هذا الموضوع الشائك قائلا: "هذا موضع محوج إلى فضل تأمل." ثم بدأ بعد ذلك بإيراد رأي أهل الاصطلاح قائلا: غير أن أكثر أهل النظر على أن أصل اللغة إنما هو تواضع واصطلاح لا وحي وتوقيف‏.‏ وذلك أنهم ذهبوا إلى أن أصل اللغة لا بد فيه من المواضعة. قالوا‏:‏ وذلك كأن يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعداً فيحتاجوا إلى الإبانة عن الأشياء المعلومات فيضعوا لكل واحد منها سمة ولفظاً إذا ذكر عرف به ما مسماه ليمتاز من غيره وليغنى بذكره عن إحضاره إلى مرآة العين فيكون ذلك أقرب وأخف وأسهل من تكلف إحضاره لبلوغ الغرض في إبانة حاله‏.‏ بل قد يحتاج في كثير من الأحوال إلى ذكر ما لا يمكن إحضاره ولا إدناؤه كالفاني وحال اجتماع الضدين على المحل الواحد ... فكأنهم جاءوا إلى واحد من بني آدم فأومئوا إليه وقالوا‏:‏ إنسان إنسان إنسان فأي وقت سمع هذا اللفظ علم أن المراد به هذا الضرب من المخلوق وإن أرادوا سمة عينه أو يده أشاروا إلى ذلك فقالوا‏:‏ يد عين رأس قدم أو نحو ذلك‏.‏ فمتى سمعت اللفظة من هذا عرف معنيُّها وهلم جرا فيما سوى هذا من الأسماء والأفعال والحروف‏.‏ ثم لك من بعد ذلك أن تنقل هذه المواضعة إلى غيرها فتقول‏:‏ الذي اسمه إنسان فليجعل مكانه مرد والذي اسمه رأس فليجعل مكانه سر وعلى هذا بقية الكلام‏.‏

ثم ذكر رأي القائلين بالتوقيف وحججهم:

إلا أن أبا علي رحمه الله قال لي يوماً‏:‏ هي من عند الله واحتج بقوله سبحانه‏:‏ ‏(‏وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا‏)‏ وهذا أيضاً رأي أبي الحسن على أنه لم يمنع قول من قال‏:‏ إنها تواضع منه‏.‏ على أنه قد فسر هذا بأن قيل‏:‏ إن الله سبحانه علم آدم أسماء جميع المخلوقات بجميع اللغات‏:‏ العربية والفارسية والسريانية والعبرية والرومية وغير ذلك من سائر اللغات فكان آدم وولده يتكلمون بها ثم إن ولده تفرقوا في الدنيا وعلق كل منهم بلغة من تلك اللغات فغلبت عليه واضمحل عنه ما سواها لبعد عهدهم بها‏.‏ وإذا كان الخبر الصحيح قد ورد بهذا وجب تلقيه باعتقاده والانطواء على القول به‏.‏

ثم بعد هذا يذكر رأي عباد بن سليمان الصيمري الذي يرى أن اللغة بدأت طبيعية عن طريق المحاكاة: "وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها إنما هو من الأصوات المسموعات كدوي الريح وحنين الرعد وخرير الماء وشحيج الحمار ونعيق الغراب وصهيل الفرس ونزيب الظبي ونحو ذلك‏.‏ ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد‏.‏ وهذا عندي وجه صالح ومذهب متقبل‏.‏

ثم نراه أمام هذه الآراء المتباينة وغياب الأدلة القطعية يفصح عن تردده في هذه القضية قائلا: "واعلم فيما بعد أنني على تقادم الوقت دائم التنقير والبحث عن هذا الموضع فأجد الدواعي والخوالج قوية التجاذب لي مختلفة جهات التغول على فكري‏.‏ وذلك أنني إذا تأملت حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة وجدت فيها من الحكمة والدقة والإرهاف والرقة ما يملك علي جانب الفكر حتى يكاد يطمح به أمام غلوة السحر‏.‏.. ثم أقول في ضد هذا‏:‏ كما وقع لأصحابنا ولنا وتنبهوا وتنبهنا على تأمل هذه الحكمة الرائعة الباهرة كذلك لا ننكر أن يكون الله تعالى قد خلق من قبلنا .. من كان ألطف منا أذهاناً وأسرع خواطر وأجرأ جناناً‏.‏ فأقف بين تين الخلتين حسيراً وأكاثرهما فأنكفيء مكثوراً‏.‏

- باب في الاشتقاق الأكبر
هذا موضع لم يسمه أحد من أصحابنا غير أن أبا علي رحمه الله كان يستعين به ويخلد إليه مع إعواز الاشتقاق الأصغر‏.‏ لكنه مع هذا لم يسمه وإنما كان يعتاده عند الضرورة ويستروح إليه ويتعلل به‏.‏ وإنما هذا التلقيب لنا نحن‏.‏ وستراه فتعلم أنه لقب مستحسن‏.‏ وذلك أن الاشتقاق عندي على ضربين‏:‏ كبير وصغير‏.‏ فالصغير ما في أيدي الناس وكتبهم كأن تأخذ أصلا من الأصول فتتقراه فتجمع بين معانيه وإن اختلفت صيغه ومبانيه‏.‏ وذلك كتركيب ‏"‏ س ل م ‏"‏ فإنك تأخذ منه معنى السلامة في تصرفه نحو سلم ويسلم وسالم وسلمان وسلمى والسلامة والسليم‏:‏ اللديغ أطلق عليه تفاؤلا بالسلامة‏.‏

وعلى ذلك بقية الباب إذا تأولته وبقية الأصول غيره كتركيب ‏"‏ ض ر ب ‏"‏ و ‏"‏ ج ل س ‏"‏ و ‏"‏ ز ب ل ‏"‏ على ما في أيدي الناس من ذلك‏.‏ فهذا هو الاشتقاق الأصغر‏.‏ وقد قدم أبو بكر رحمه الله رسالته فيه بما أغنى عن إعادته لأن أبا بكر لم يأل فيه نصحا وإحكاما وصنعة وتأنيسا‏.‏

وأما الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه وإن تباعد شيء من ذلك عنه رد بلطف الصنعة والتأويل إليه كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد‏.‏

وقد كنا قدمنا ذكر طرف من هذا الضرب من الاشتقاق في أول هذا الكتاب عند ذكرنا أصل الكلام والقول وما يجيء من تقليب تراكيبهما نحو ‏"‏ ك ل م ‏"‏ ‏"‏ ك م ل ‏"‏ ‏"‏ م ك ل ‏"‏ ‏"‏ م ل ك ‏"‏ ‏"‏ ل ك م ‏"‏ ‏"‏ ل م ك ‏"‏ وكذلك ‏"‏ ق و ل ‏"‏ ‏"‏ ق ل و ‏"‏ ‏"‏ و ق ل ‏"‏ ‏"‏ و ل ق ‏"‏ ‏"‏ ل ق و ‏"‏ ‏"‏ ل و ق ‏"‏ وهذا أعوص مذهباً وأحزن مضطربا‏.‏ وذلك أنا عقدنا تقاليب الكلام الستة على القوة والشدة وتقاليب القول الستة على الإسراع والخفة‏.‏ وقد مضى ذلك في صدر الكتاب‏. لكن بقي علينا أن نحضر هنا مما يتصل به أحرفا تؤنس بالأول وتشجع منه المتأمل‏.‏

فمن ذلك تقليب ‏"‏ ج ب ر ‏"‏ فهي أين وقعت "للقوة والشدة‏."

منها جبرت العظم والفقير إذا قويتهما وشددت منهما والجبر‏:‏ الملك لقوته وتقويته لغيره‏.‏ ومنها رجل مجرب إذا جرسته الأمور ونجذته فقويت منته واشتدت شكيمته‏.‏ ومنه الجراب لأنه يحفظ ما فيه وإذا حفظ الشيء وروعى اشتد وقوى وإذا أغفل وأهمل تساقط ورذى‏.‏

ومنها الأبجر والبجرة وهو القوي السرة‏.‏

ومنه البُرج لقوته في نفسه وقوة ما يليه به وكذلك البَرج لنقاء بياض العين وصفاء سوادها هو قوة أمرها وأنه ليس بلون مستضعف

ومنها رجبت الرجل إذا عظمته وقويت أمره‏.‏ ومنه رجب لتعظيمهم إياه عن القتال فيه وإذا كرمت النخلة على أهلها فمالت دعموها بالرجبة وهو شيء تسند إليه لتقوى به‏.‏ والراجبة‏:‏ أحد فصوص الأصابع وهي مقوية لها‏.‏

ومنها الرباجي وهو الرجل يفخر بأكثر من فعله قال‏:‏ وتلقاه رباجيا فخورا تأويله أنه يعظم نفسه ويقوي أمره‏.‏

واعلم أنا لا ندعى أن هذا مستمر في جميع اللغة كما لا ندعي للاشتقاق الأصغر أنه في جميع اللغة‏.‏ بل إذا كان ذلك الذي هو في القسمة سدس هذا أو خمسه متعذرا صعبا كان تطبيق هذا وإحاطته أصعب مذهبا وأعز ملتمسا‏. ‏بل لو صح من هذا النحو وهذه الصنعة المادة الواحدة تتقلب على ضروب التقلب كان غريباً معجباً‏.‏ فكيف به وهو يكاد يساوق الاشتقاق الأصغر ويجاريه إلى المدى الأبعد.

- إمساس الألفاظ أشباه المعاني
يقصد ابن جني بعبارة (إمساس الألفاظ أشباه المعاني) محاكاة الألفاظ لمعانيها. وقد بين أنواع هذه المحاكاة:

(أ) محاكاة الصوت: من ذلك تسميتهم الأشياء بأصواتها كالخازباز لصوته والبط لصوته والواق للصرد لصوته وغاق للغراب لصوته وحنين الرعد.

(ب) محاكاة طبيعة الأحداث والأشياء: يقول: كثيراً ما يجعلون أصوات الحروف على سمت الأحداث المعبر بها عنها فيعدلونها بها ويحتذونها عليها‏. من ذلك قولهم‏:‏ خضم وقضم‏.‏ فالخضم لأكل الرطب كالبطيخ والقثاء وما كان نحوهما من المأكول الرطب‏. والقضم للصلب اليابس نحو قضمت الدابة شعيرها ونحو ذلك‏.‏ فاختاروا الخاء لرخاوتها للرطب والقاف لصلابتها لليابس حذواً لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث‏.‏

ومن ذلك قولهم‏:‏ النضح للماء ونحوه والنضخ أقوى من النضح. قال الله سبحانه‏:‏ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ‏‏ فجعلوا الحاء لرقتها للماء الضعيف والخاء لغلظها لما هو أقوى منه‏.‏

(جـ) محاكاة الحركة: قال سيبويه في المصادر التي جاءت على الفعلان‏:‏ إنها تأتي للاضطراب والحركة نحو النقزان والغلبان والغثيان‏. فقابلوا بتوالي حركات المثال توالي حركات الأفعال‏.‏ ووجدت أنا من هذا الحديث أشياء كثيرة على سمت ما حداه ومنهاج ما مثلاه‏.‏ وذلك أنك تجد المصادر الرباعية المضعفة تأتي للتكرير نحو الزعزعة والقلقلة والصلصلة والقعقعة والصعصعة والجرجرة والقرقرة‏.‏ ووجدت أيضاً الفَعَلى في المصادر والصفات إنما تأتى للسرعة نحو البَشَكي والجَمَزي والوَلَقي.

(د) محاكاة قوة الأحداث أو كثرتها: ومن ذلك أنهم جعلوا تكرير العين في المثال دليلاً على تكرير الفعل فقالوا‏:‏ كسّر وقطّع وفتّح وغلّق‏.‏ وذلك أنهم لما جعلوا الألفاظ دليلة المعاني فأقوى اللفظ ينبغي أن يقابل به قوة الفعل والعين أقوى من الفاء واللام وذلك لأنها واسطة لهما.

(هـ) محاكاة ترتيب الحدث: وذلك أنهم قد يضيفون إلى اختيار الحروف وتشبيه أصواتها بالأحداث المعبر عنها بها ترتيبها وتقديم ما يضاهي أول الحدث وتأخير ما يضاهي آخره وتوسيط ما يضاهي أوسطه سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المطلوب‏.‏ وذلك قولهم‏:‏ (بحث‏).‏ فالباء لغلظها تشبه بصوتها خفقة الكف على الأرض والحاء لصحلها تشبه مخالب الأسد وبراثن الذئب ونحوهما إذا غارت في الأرض والثاء للنفث والبث للتراب‏. ومن ذلك قولهم‏:‏ شد الحبل ونحوه‏.‏ فالشين بما فيها من التفشي تشبه بالصوت أول انجذاب الحبل قبل استحكام العقد ثم يليه إحكام الشد والجذب وتأريب العقد فيعبر عنه بالدال التي هي أقوى من الشين ولاسيما وهي مدغمة فهو أقوى لصنعتها وأدل على المعنى الذي أريد بها‏.

- تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني
وهو أن تتقارب الحروف لتقارب المعاني‏.‏ وهذا باب واسع‏.‏

من ذلك قول الله سبحانه‏:‏ {‏‏أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} أي تزعجهم وتقلقهم‏.‏ فهذا في معنى تهزهم هزا والهمزة أخت الهاء فتقارب اللفظان لتقارب المعنيين‏.‏ وكأنهم خصوا هذا المعنى بالهمزة لأنها أقوى من الهاء وهذا المعنى أعظم في النفوس من الهز‏.‏

ومنه العسف والأسف والعين أخت الهمزة كما أن الأسف يعسف النفس وينال منها والهمزة أقوى من العين كما أن أسف النفس أغلظ من التردد بالعسف‏.‏ فقد ترى تصاقب اللفظين لتصاقب المعنيين‏.‏

ومنه الجرفة وهي من ‏"‏ ج ر ف ‏"‏ وهي أخت جلفت القلم إذا أخذت جُلْفته وهذا من ‏"‏ ج ل ف ‏"‏ وقريب منه الجنف وهو الميل وإذا جَلَفت الشيء أو جرفته فقد أملته عما كان عليه وهذا من ‏"‏ ج ن ف ‏"‏‏.‏

ومن ذلك تركيب ‏"‏ ح م س ‏"‏ و ‏"‏ ح ب س ‏"‏ قالوا‏:‏ حبست الشيء وحمس الشر إذا اشتد‏.‏ والتقاؤهما أن الشيئين إذا حبس أحدهما صاحبه تمانعا وتعازا فكان ذلك كالشر يقع بينهما‏.‏
ومنه العَلْب‏:‏ الأثر والعَلْم‏:‏ الشقّ في الشفة العليا‏.‏ فذاك من ‏"‏ ع ل ب ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ع ل م ‏"‏ والباء أخت الميم
ومن ذلك العلز‏:‏ خفة وطيش وقلق يعرض للإنسان وقالوا العلوص لوجع في الجوف يلتوي له.
ومنه الغَرب‏:‏ الدلو العظيمة وذلك لأنها يغرف من الماء بها فذاك من ‏"‏ غ ر ب ‏"‏ وهذا من ‏"‏ غ ر ف ‏".‏
واستعملوا تركيب ‏"‏ ج ب ل ‏"‏ و ‏"‏ ج ب ن ‏"‏ و ‏"‏ ج ب ر ‏"‏ لتقاربها في موضع واحد وهو الالتئام والتماسك‏.‏ منه الجبل لشدته وقوته، وجبن إذا استمسك وتجمع، ومنه جبرت العظم ونحوه أي قويته‏.‏

وقد تقع المضارعة في الأصل الواحد بالحرفين نحو قولهم‏:‏ السحيل والصهيل قال‏:‏
وذاك من ‏"‏ س ح ل ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ص هـ ل ‏"‏ والصاد أخت السين كما أن الهاء أخت الحاء‏.‏
ومنه قولهم سحل في الصوت وزحر، والسين أخت الزاي كما أن اللام أخت الراء‏.‏

ومن من مضارعة الأصلين: جلف وجرم فهذا للقشر وهذا للقطع وهما متقاربان معنى متقاربان لفظاً لأن ذاك من ‏"‏ ج ل ف ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ج ر م ‏"‏‏.‏

ومن مضارعة الأصول الثلاثة: ا‏:‏ صال يصول كما قالوا‏:‏ سار يسور‏.‏
وقالوا‏:‏ زأر كما قالوا‏:‏ سعل لتقارب اللفظ والمعنى‏.‏
وقالوا‏:‏ صهل كما قالوا‏:‏ صهل كما قالوا‏:‏ زأر‏.‏
ومنه غدر و ختل (وتدلان على الخفاء).

المزهر في علوم اللغة للسيوطي
المزهر وفقة اللغة : لم يذكر السيوطي صراحة أن هذا الكتاب في فقه اللغة، إذن ما هي مسوغات اعتباره من كتب فقة اللغة . هناك اعتباران وراء هذا:


1- مما يدل على أنه أحد كتب فقه اللغة هو أنه ضمن في مقدمته جزءاً من مقدمة ابن فارس في كتاب الصاحبي في فقه اللغة، يقول: "وقبل الشروع في الكتاب نصدر بمقالة ذكرها أبو الحسين أحمد بن فارس في أول كتابه فقه اللغة قال: اعلم أن لعلم العرب أصلا وفرعا . . إلخ." 2- عند النظر في موضوعات هذا الكتاب نجد أبواباً كثيرة من موضوعات فقه اللغة التى عرفناها في كتاب الصاحبي أو في الخصائص فمثلاً هناك موضوع بداية اللغة، والاشتقاق، الترادف، والاشتراك اللفظي، والقياس. إذن لاشك أن السيوطي وضع هذا الكتاب وفي ذهنه أنه يضع كتاباً في فقه اللغة .
ترتيب المزهر:
- لقد اتبع السيوطي ترتيبا لطيفا "هذا علم شريف ابتكرت ترتيبه واخترعت تنويعه وتبويبه وذلك في علوم اللغة وأنواعها وشروط أدائها وسماعها حاكيت به علوم الحديث في التقاسيم والأنواع وأتيت فيه بعجائب وغرائب حسنة الإبداع وقد كان كثير ممن تقدم يلم بأشياء من ذلك ويعتني في بيانها بتمهيد المسالك غير أن هذا المجموع لم يسبقني إليه سابق ولا طرق سبيله قبلي طارق وقد سميته بالمزهر في علوم اللغة."

موضوعات المزهر:
إن المزهر يتميز بتقسيم منهجي واضح بعكس الكتب السابقة. وهذا التقسيم متأثر بمنهج علماء الحديث. وهناك خمسة أقسام رئيسة:

(ا) اللغة من حيث الإسناد: في هذا القسم والذي يليه يظهر تأثير علم الحديث واضحا في المنهج والمصطلحات. يعدد السيوطي في مقدمته ثمانية أنواع من الموضوعات عائدة إلى إسناد اللغة، هي: (1) معرفة الصحيح الثابت، (2) معرفة ما روي من اللغة ولم يصح ولم يثبت (3) معرفة المتواتر والآحاد (4) معرفة المرسل والمنقطع (5) معرفة الأفراد (6) معرفة من تقبل روايته ومن ترد (7) معرفة طرق الأخذ والتحمل (Cool معرفة المصنوع وهو الموضوع ويذكر فيه المدرج والمسروق.

(ب) اللغة من حيث الألفاظ: يشتمل على ثلاثة عشر نوعا: معرفة الفصيح، معرفة الضعيف والمنكر والمتروك، معرفة الرديء المذموم، معرفة المطرد والشاذ، معرفة الحوشي والغرائب والشوارد والنوادر، معرفة المهمل والمستعمل، معرفة المفاريد، معرفة مختلف اللغة، معرفة تداخل اللغات، معرفة توافق اللغات، معرفة المعرب، معرفة الألفاظ الإسلامية، معرفة المولد.

(جـ) اللغة من حيث المعنى: يتضمن ثلاثة عشر نوعا من الموضوعات: خصائص اللغة، معرفة الاشتقاق، معرفة الحقيقة والمجاز، معرفة المشترك، معرفة الأضداد، معرفة المترادف، معرفة الإتباع، معرفة الخاص والعام، معرفة المطلق والمقيد، معرفة المشجر، معرفة الإبدال، معرفة القلب، النحت.

(د) طرائف اللغة وملحها: يدخل تحته موضوعات مثل: معرفة الأمثال، معرفة الآباء والأمهات والأبناء والبنات والإخوة والأخوات والأذواء والذوات، معرفة الملاحن والألغاز.

(هـ) حفظ اللغة وضبط مفاريدها: ومنه معرفة الأشباه والنظائر.

(ز) رجال اللغة ورواتها: وأنواعه تتعلق بموضوعات مثل: معرفة آداب اللغوي، معرفة كتاب اللغة، معرفة التصحيف والتحريف، معرفة الطبقات والحفاظ والثقات والضعفاء، معرفة الأسماء والكنى والألقاب والأنساب.

أهمية كتاب المزهر: كتاب المزهر من أهم كتب اللغة بوجه عام ومن أهم كتب فقه اللغة بوجه خاص لأمور منها :

(1) اشتماله على أبحاث وافية تتعلق بعدد من موضوعات فقه اللغة, مثل: أصل اللغة، وظيفة اللغة، الاشتقاق، الاشتراك اللفظي، الأضداد، الترادف، القلب، الإبدال، النحت، وغيرها.

(2) اعتمد ترتيباً وتبويباً علمياً لطيفاً بناه منهج أهل الحديث، الأمر الذي جعل هذا الكتاب سهل المأخذ، واضح المنهج.

(3) اشتمل على آراء أخذت من مصادر متعددة من كتب اللغة والأصول والبلاغة والكلام. فمثلاً المجاز موضوع شائك لم يكتف فيه السيوطي بإيراد آراء اللغويين وإنما استقصى فيه الآراء المختلفة التي أدلى بها اللغويون والبلاغيون وأهل الكلام والأصوليون وغيرهم .

(4) حفظ المزهر بين دفتيه كثيرا من المواد والآراء التي كانت جزءا من كتب قيمة فقدت في عصرنا الحاضر.



فقه اللغة وسر العربية للثعالبي
ذكرنا من قبل أن مفهوم الثعالبي لفقه اللغة يختلف عنه عند ابن فارس، فالثعالبي يراه فقها وفهما دقيقا متعلقا بالمفردات والفروق الدقيقة بين استعمالاتها.

فقه اللغة وسر العربية ينقسم على قسمين رئيسين:
الأول: هو فقه اللغة، والثاني: سر العربية.

القسم الأول يشتمل على ثلاثين باباً وكل باب يحتوي على عدد من الفصول. والناظر في القسم الأول يجد أنه يشبه معجماً مؤلفاً حسب ترتيب المعاني لا ترتيب الألفاظ حسب أوائلها أو أواخرها.

محب بلاده
2011-12-28, 12:53
أمثلة من القسم الأول (فقه اللغة)

في تَقْسِيم اللِّينِ

ثَوْبٌ لين
رِيح رُخَاء
رًمْح لَدْن
لَحْمٌ رَخْص
بَنَان طَفْل
شَعْر سُخام
غُصْن أُمْلُود
فِرَاشٌ وثِير
أرْضٌ دَمِثَة
بَدَن نَاعِمٌ
فَرَس خَوَّارُ العِنَانِ إذا كان ليِّنَ المَعْطَفِ.‏

في خِيَارِ الأشْيَاءِ
سَرَوَاتُ النَّاسِ
حُمْرُ النَّعَمِ
جِيَادُ الخَيْلِ
عِتَاقُ الطَّيْرِ
لَهَامِيمُ الرَجَال
حَمَائِمُ الإبِلِ ، واحِدُها: حَميمَة ، عَن ابْن السِّكِّيتِ
أحْرَارُ البُقُولِ
عَقِيلَةُ المَالِ

حُرُّ المتَاعِ والضِّيَاعِ.‏
فِيمَا لا خيْرَ فِيهِ مِنَ الأَشْيَاءِ الرَّدِيئَةِ والفُضَالات والأثْفَالِ
خُشَارَةُ النَّاسِ
خَشَاشُ الطَّيْرِ
نُفُايَةُ الدَّرَاهِمِ
قشَامَةُ الطَّعَام
حُثَالَةُ المائِدَةِ
حُسَافَةُ التَّمْرِ
قِشْدَةُ السَّمْنِ
عَكَرُ الزَيْتِ
رُذَالَةُ المَتَاعِ
غُسَالَةُ الثَيَابِ
قُمَامَةُ البيْتِ
قُلامَةُ الظُّفْرِ
خَبَثُ الحَدِيدِ.‏
في الخُلُوِّ مِنَ اللِّبَاسِ والسِّلاح
رَجُلٌ حَافِ مِنَ النَّعْلِِ والخُفِّ
عُرْيَان مِنَ الثِّيَابِ
حَاسِر مِنَ العِمَامَةِ
أَعْزَلُ مِنَ السِّلاحِ
أَكْشَفُ مِنَ التُّرْسِ
أَمْيَلُ مِنَ السَّيْفِ
أَجَمُّ مِنَ الرُّمْحِ
أَنْكَبُ مِنَ ا لقَوْسَ.‏
في خَلاءِ الأعْضَاءِ مِن شعُورِهَا
رَأْسٌ أَصْلَعُ
حَاجِب أَمْرَطُ وَأََطْرَطُ
جَفْن أَمْعَطُ
خَد أَمْرَدُ
عارِض أثَطُّ
جَنَاح أحَصُّ
ذَنَبٌ أجْرَدُ
بَدَن أمْلَطُ ،
قَالَ اللَيْثُ:
الأمْلَطُ الَّذِي لاَ شَعْرَ على جَسَدِهِ كُلِّهِ إلا الرأسَ واللِّحْيةَ، وكانَ الأحْنَفُ بنُ قَيْس أَمْلَطَ.‏

في الإشْبَاعِ والتَّأكِيد
أَسْوَدُ حَالِك
أبْيَض يَقِقٌ
أَصْفَرُ فَاقِعٌ
أخضَرُ نَاضِر
أَحْمَرُ قَانِئ.‏
فصل في الأولاَدِ
وَلَدُ الفِيلِ دَغْفَل
وَلَدُ النَّاقَةِ حوَارٌ
وَلَدُ الفَرَسِ مُهْر
وَلَد الحِمَارِ جَحْشٌ
وَلَدُ البَقَرَةِ عِجْل
وَلَدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ بَحْزَجٌ وَبَرْغَز
وَلَدُ الشّاةِ حَمَل
وَلَدُ العَنْزِ جَدْي
وَلَدُ الأسَدِ شِبْل
وَلَد الظَبيِ خَشْفٌ
وَلَدُ الأرْويَّةِ وَعْل وَغًفْر
وَلَدُ الضَّبُع فُرْعُلٌ
وَلَدُ الدُّبِّ دَيْسَمٌ
وَلَدُ الخِنْزِيرِ خِنَّوْص
وَلَدُ الثَّعْلَب هِجْرِسٌ
وَلَدُ الكَلْبِ جَرْو
وَلَدُ الفَأْرَةِ دِرْصٌ
وَلَدُ الضَّبِّ حِسْل
وَلَدُ القِرْدِ قِشَّةَ
وَلَدُ الأرْنَبِ خِرْنِق
وَلَدُ اليَبْرِ خِنْصِيصٌ ، عن الخارَزَنجي عَنْ أبي الزَّحْفِ التَّمِيميّ
وَلَدُ الحيّةِ حِرْبِشٌ
وَلَدُ الدَّجَاجِ فَرُّوجٌ
وَلَدُ النَّعامِ رَأْلٌ.‏

في تَقْسِيم الشفَاهِ

شَفَةُ الإنْسانِ
مِشْفَر البَعِيرِ
جَحْفَلَةُ الفَرَسِ
خَطْمُ السَّبُعِ
مِقَمَّةُ الثَّوْرِ
مَرَمَة الشَاةِ
فِنْطِيسَةُ الخِنْزِيرِ
في تَقْسِيمِ الثَّدْي
ثًنْدُؤَةُ الرَّجُلِ
ثَدْيُ المرْأةِ
خِلْفُ النَّاقَةِ
ضَرْعُ الشَّاةِ والبَقَرَةِ
طُبْيُ الكَلْبَةِ.‏

في ضربِ الأعْضَاءِ

الضَّرْبُ بالرَاحَةِ عَلَى مُقَدَّم الرّأْسِ صَقْع
وَعَلَى القَفَا صَفْع
وَعَلَى الوَجهِ صَكّ (وبِهِ نَطَقَ القُرْآنُ)
وَعَلَىَ الخَدِّ بِبَسْطِ الكَفِّ لَطمٌ
وَبِقَبْضِ الكَفَ لَكْمٌ
وَبِكِلْتَا اليَدَيْنِ لَدْم
وَعَلَى الذَّقَنِ والحَنَكِ وَهْز ولَهْزٌ
وَعَلَى الصَدْرِ والجَنْبِ بِالكَفِّ وَكْز وَلَكْز
وَعَلَى الجَنْبِ بالإصْبَعِ وَخْزٌ
وَعَلَى الصَّدْرِ والبَطْنِ بالرُّكْبَةِ زَبْن
وبالرِّجْل رَكْلٌ ورَفْسٌ
وَعَلَى العَجُزِ بالكَفِّ نَخْسٌ
وَعَلَى الضَرْعِ كَسْع
وَعَلى الاسْتِ بِظَهْرِ القَدَمِ ضَفْن.‏

في تَقْسِيمِ الرَّمْي بأشْيَاءَ مُخْتَلِفَةٍ

خَذَفَه بالحَصَى
حَذَفَهُ بالعَصَا
قَذَفَهُ بالحَجَرِ
رَجَمَهُ بالحجَارَةِ
رَشَقَهُ بالنَّبْلِ
نَشَبَهُ بالنُّشَّابِ
زَرَقَهُ بالمِزْرَاقِ
حَثَاهُ بالتُّرابِ
نَضَحَهُ بالمَاءِ
لَقَعَهُ بالبَعْرَةِ .

قَالَ أبُو زَيْدٍ: وَلا يَكُونُ اللَّقْعُ في غَيْرِ البَعْرَةِ مِمّا يُرْمَى بِهِ ، إِلا أنَهُ يُقَالُ: لَقَعَه بِعَيْنِهِ إِذَا عَانَهُ أيْ: أصَابَهُ بِالْعَيْنِ.

في تَفْصِيلِ جَمَاعَاتٍ شَتّى
جِيلٌ مِنَ النَّاسِ
كَوْكَبَةٌ مِنَ الفُرْسَانِ
حِزْقَة مِنَ الغِلْمَانِ
حَاصِب مِنَ الرِّجَالِ
كَبْكَبَةٌ مِنَ الرَّجَّالَةِ
لُمَّة مِنَ النِّسَاءِ
رَعِيل مِنَ الخَيْلِ
صِرْمَةٌ مِنَ الإِبِل
قَطِيعٌ مِنَ الغَنَمِ
عَرْجَلَة مِنَ السِّبَاعِ
سِرْب مِنَ الظِّبَاءِ
عِصَابَةٌ مِنَ الطَّيْرِ
رِجْلٌ مِنَ الجَرَادِ
خَشْرَمٌ مِنَ النَّحْلِ.‏

وأما القسم الثاني من كتاب الثعالبي وهو سر العربية فيشبه كتاب الصاحبي في موضوعاته، بل إنه نقل فصولا كاملة منه نحو: (فصل في النحت)، (فصل في الإشباع والتوكيد) (فصل نظم للعرب لا يقوله غيرهم ).

كتب على شاكلة فقه اللغة للثعالبي

المخصص لابن سيده
هناك من حذا حذوا الثعالبي، منهم من تابعه في المفهوم فقط ولم يؤلف كتاباً مثل ابن خلدون الذي لم يؤلف كتاباً في فقه اللغة ولكنه شرح مفهوم فقه اللغة قائلا: "ثم لما كانت العرب تضع الشيء لمعنى على العموم ثم تستعمل في الأمور الخاصة ألفاظاً أخرى خاصة‏‏ بها فرق ذلك عندنا بين الوضع والاستعمال واحتاج الناس إلى فقه في اللغة عزيز المأخذ كما وضع الأبيض بالوضع العام لكل ما فيه بياض ثم اختص ما فيه بياض من الخيل بالأشهب ومن الإنسان بالأزهر ومن الغنم بالأملح حتى صار استعمال الأبيض في هذه كلها لحناً وخروجاً عن لسان العرب‏.‏ واختص بالتأليف في هذا المنحى الثعالبي."

وهناك من ألف كتاباً على طريقة الثعالبي ولكنه لم يسمه فقه اللغة وهو ابن سيده في كتاب المخصص، وهو أضخم قاموس موضوعي في العربية مؤلف من خمسة أجزاء ضخمة وقسم كل جزء إلى أسفار ذاكرا في كل سفر المفردات المتعلقة بموضوعاته الجزئية. ذكر في مقدمته هدفه من هذا المصنف: "تأملت ما ألفه القدماء في هذه اللسان المعربة الفصيحة وصنفوه لتقييد هذه اللغة المتشعبة الفسيحة فوجدتهم قد أورثونا بذلك فيها علوماً نفيسة جمة وافتقروا لنا منها قلباً خسيفةً غير ذمة إلا أني وجدت ذلك نشراً غير ملتئم ونثراً ليس بمنتظم إذ كان لا كتاب نعلمه إلا وفيه من الفائدة ما ليس في صاحبه ثم إني لم أر لهم فيها كتاباً مشتملاً على جلها فضلاً عن كلها"

ترتيب المخصص: ثم ذكر السبب الذي دعاه إلى ترتيبه حسب الموضوعات قائلا: " و[أنا] مُبَيّنٌ قبل ذلك لمَ وضعته على غير التجنيس بأني لما وضعت كتابي الموسوم بالمُحكَم مُجَنَّسا لأدُلَّ الباحث على مظنة الكلمة المطلوبة أردت أن أعدل به كتاباً أضعه مُبَوَّباً حين رأيت ذلك أجدى على الفصيح المدره والبليغ المُفَوَّه والخَطيب المصقع والشاعر المجيد المدقع فإنه إذا كانت للمسمى أسماء كثيرة وللموصوف أوصاف عديدة تنقى الخطيب والشاعر منها ما شاءا واتسعا فيما يحتاجان إليه من سجع أو قافية على مثال ما نجده نحن في الجواهر المحسوسة كالبساتين تجمع أنواع الرياحين فإذا دخلها الإنسان أهوت يده إلى ما استحسنته حاستا نظره وشمه."

ثم بيّن ابن سيده مميزات منهج كتابه هذا فقال: "فأما فضائل هذا الكتاب من قبل كيفية وضعه فمنها تقديم الأعم فالأعم على الأخص فالأخص، والإتيان بالكليات قبل الجزئيات، والابتداء بالجواهر والتقفية بالأعراض على ما يستحقه من التقديم والتأخير وتقديمنا كم على كيف وشدة المحافظة على التقييد والتحليل، مثال ذلك ما وصفته في صدر هذا لكتاب حين شرعت في القول على خلق الإنسان فبدأت بتنقله وتكونه شيئاً فشيئاً ثم أردفت بكلية جوهره ثم بطوائفه وهي الجواهر التي تأتلف منها كليته ثم ما يلحقه من العظم والصغر ثم الكيفيات كالألوان إلى ما يتبعها من الأعراض والخصال الحميدة والذميمة."

موضوع معجم المخصص: وفي نهاية مقدمته بين ابن سيده موضوع هذا المعجم الفريد: "وأما ما يشتمل عليه هذا الكتاب، فعلم اللسان... [وهو] في الجملة ضربان أحدهما: حفظ الألفاظ الدالة في كل لسان ... وذلك كقولنا طويل وقصير وعامل وعالم وجاهل والثاني: في علم قوانين تلك الألفاظ ...، وتلك القوانين كالمقاييس التي يعلم بها المؤنث من المذكر والجمع من الواحد والممدود من المقصور والمقاييس التي تطرد عليها المصادر والأفعال ويبين بها المتعدي من غير المتعدي واللازم من غير اللازم وما يصل بحرف وغير حرف وما يقضي عليه بأنه أصل أو زائد أو مبدل وكالاستدلالات التي يعرف بها المقلوب والمحول والاتباع."

نسيم السحر لأبي منصور الثعالبي

هو كتيب في اللغة للثعالبي نفسه مرتب بحسب المعاني. وإليك نماذج من أقسامه:

تقسيم الجودة، تقسيم الطول، تقسيم اللين ، تقسيم الشدة، تقسيم الكثرة، تقسيم القلة، تقسيم السعة، تقسيم الأصوات، تقسيم الكسر.

وعن اختلاف المأوى باختلاف صاحبه يذكر: "وطن الإنسان، عطن الإبل، إصطبل الدواب، زرب الغنم، عرين الأسد، وِجار الذئب والضبع، كناس الظبي، قرية النمل، نافقاء اليربوع، كور الزنابير، خلية النحل، جحر الضب والحية، عش الطائر، أُدحيّ النعامة، أُفحوص القطاة.

كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ لإبراهيم الطرابلسي بن الأجدابي

قال المؤلف في مقدمته: "هذا كتاب مختصر في اللغة وما يحتاج إليه من غريب الكلام ، أودعناه كثيرا من الأسماء والصفات وجنبناه حوشي الألفاظ واللغات وأعريناه من الشواهد ليسهل حفظه، ويقرب تناوله."
وقد رتبه على أربعين بابا. منها:
باب ألقاب الإنسان في أطوار حياته.
با في ألوان الخيل وشياتها.
باب في المحالّ والأبنية.
باب النبات .
باب في الأطعمة.

وقد شرحه أبو عبدالله الصميلي الفاسي، والمرتضي الزبيدي، ونظمه شعرا الخويي، وجمال الدين الطبري، وشمس الدين الهواري وغيرهم. وطبع النهاية عدة طبعات في مصر ولبنان وسوريا .



الإفصاح في فقه اللغة
الإفصاح معجم موضوعي (أي مرتب حسب موضوعاته) وضعه في عصرنا عبد الفتاح الصعيدي وحسين يوسف موسى. وقد أسس مؤلفاه مادته على مادة المخصص لابن سيده. ولأن واضعيه أرادا منه معجما موضوعيا بحتا فقد قاما بحذف القسم الثاني من أقسام المخصص وهو المتعلق بالأمور الصرفية وهذا يعني حذف آخر الجزء الرابع وحذف الجزء الخامس من المخصص،. إضافة إلى ذلك اختصرا كثيرا من استطرادات ابن سيده، وأضافا في مواضع كثيرة مواد جديدة دخلت في معجم العربية الحديث. وظهر في مجلد واحد مما يقرب تناوله ويسهل استعماله.

محب بلاده
2011-12-28, 12:56
[DOC] فقه اللغة (http://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=5&ved=0CDoQFjAE&url=http%3A%2F%2Fwww.islamhouse.com%2Ffiles%2Far%2 Fih_books%2Fsingle%2Far_********_feqh.doc&ei=5__6Tr2HHYvptQaar4D5CA&usg=AFQjCNFKucfyvy3_WsgDRPMGeADi0dVcug&sig2=_gnVRBPQ8fWDsfVrtPWqVw)





[DOC]
فضل العربية (http://www.saaid.net/bahoth/115.doc)

محب بلاده
2011-12-28, 13:02
العنوان فقه اللغة وسر العربية المؤلف أبو منصور الثعالبي نبذه عن الكتاب كتاب في فقه اللغة والنحو، وهو كتابين في كتاب واحد " فقه اللغة " " وسر العربية " جمعا في كتاب واحد لتقارب موضوعهما واتحاد مؤلفهما، وقد ذكر المؤلف في الكتاب فوائد المعاني شارحا" غريبها واضعا" المسميات على المعاني ورادا" المعاني الى المسميات، . شارحا" الصفات الواردة في اللغة العربية ويتسم الكتاب بدقته وشموله وقد تمت فهرسته فهرسة علمية، وجاء الكتاب محققا" ليسهل التحصيل وتزداد الفائدة .

رابط التحميل http://www.almeshkat.net/books/images/zip.gif << اضغط هنا >> (http://www.almeshkat.net/books/archive/books/althalbi.zip)

KMALA
2011-12-29, 00:54
السلام عليكم
أريد هذا البحث في أقفرب وقت ممكن
la fiabilité des systemes
و شكرا

محب بلاده
2011-12-29, 01:06
PDF] II. Fiabilité des systèmes : évaluation de lois et expérimentation (http://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=2&ved=0CCsQFjAB&url=http%3A%2F%2Fhomepages.laas.fr%2Fkader%2Fsdftd 2.pdf&ei=zK77TqjED8m6hAfZtIiKAg&usg=AFQjCNEhJ2vxzHjO3LltEdpKpGOF82SpNA&sig2=LiTLNHo1Irdstjp8d3o5hg)





[PDF]
Caractérisation de la fiabilité des systèmes soumis à des ... (http://www.geniemeca.fpms.ac.be/Recherche/Articles/basi2005b.pdf)

محب بلاده
2011-12-29, 01:07
[PDF] La Fiabilité (http://web-serv.univ-angers.fr/docs/etudquassi/Fiabilite.pdf)





[PDF]
Méthode quantitative d'évaluation de la fiabilité des systèmes ... (http://hal.archives-ouvertes.fr/docs/00/33/89/01/PDF/belhadaoui_lamda_mu_16.pdf)

sara b
2011-12-29, 09:09
السلام عليكم

اسم العضو :sara b

طلب:بحث حولة التلوث الهوائي بالغة الفرنسية

مستوي :اولى جامعي تخصص علوم ماده

اجل التسليم :2جانفي

mira safa
2011-12-29, 19:22
l
ممكن تساعدني في مشروع الرسم حول بناء مدينة
سنعيده بعد العطلة

محب بلاده
2011-12-29, 19:24
كيف مشروع رسم

ممكن توضيح اكثر

wafiiii
2011-12-31, 16:09
ممكل تساعدني بجدول به عدد سكان كل ولاية

تلميذة الأستاذ
2011-12-31, 22:06
إِنّي لَتُطرِبُنـي الخِـلالُ كَريمَـةً --- طَرَبَ الغَريـبِ بِأَوبَـةٍ وَتَـلاقٍ
وَتَهُزُّني ذِكرى المُـروءَةِ وَالنَـدى --- بَينَ الشَمائِـلِ هِـزَّةَ المُشتـاقِ
فَإِذا رُزِقـتَ خَليقَـةً مَحمـودَةً --- فَقَدِ اِصطَفـاكَ مُقَسِّـمُ الأَرزاقِ
فَالناسُ هَـذا حَظُّـهُ مـالٌ وَذا --- عِلـمٌ وَذاكَ مَكـارِمُ الأَخـلاقِ
وَالمالُ إِن لَـم تَدَّخِـرهُ مُحَصَّنـاً --- بِالعِلمِ كـانَ نِهايَـةَ الإِمـلاقِ
وَالعِلمُ إِن لَـم تَكتَنِفـهُ شَمائِـلٌ --- تُعليهِ (كـانَ مَطِيَّـةَ الإِخفـاقِ)
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ (يَنفَـعُ وَحـدَهُ) --- ما لَـم يُتَـوَّج رَبُّـهُ بِخَـلاقِ
كَم عالِمٍ مَـدَّ العُلـومَ حَبائِـلاً --- لِوَقيعَـةٍ وَقَطيـعَـةٍ وَفِــراقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَـد أَحَـلَّ لِطِبِّـهِ --- (مـا (لا تُحِـلُّ شَريعَـةُ الخَـلّاقِ) )
وَأَديبِ قَـومٍ تَستَحِـقُّ يَمينُـهُ --- قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظـى الإِحـراقِ
فـي كَفِّـهِ قَلَـمٌ (يَمُـجُّ لُعابُـهُ) --- سُمّـاً وَيَنفِثُـهُ عَـلـى الأَوراقِ
لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَـدَ قَومَـهُ --- بِبَيانِـهِ وَيَـراعِـهِ السَـبّـاقِ



المطلوب

1. انطلاقا من البيت الثامن حتى الأخير هناك اشارة واضحة لنوع الأسلوب المستعمل في هذه القصيدة
بين هذه الاشارة و سمي هذا الأسلوب
2.محسنين بديعيين مختلفين من النص
3.اعرب ما تحته خط في النص (لفظيا)
4. حدد الوظيفة الاعرابية للجمل الواقعة بين قوسين

MAMMERIRANDA
2012-01-01, 13:35
اسم العضو : عبير معمري

الطلب : هل الفنك حيوان من الحيوانات التي هي في طور الانقراض واذا كان نعم فاجوكم اعطوني الاسباب وكيفية حمايتة بالانجليزية

المستوى : 4 متوسط

أجل التسليم : غدا او بعد غد

محب بلاده
2012-01-01, 16:39
http://en.wikipedia.org/wiki/Fennec_fox

ممكن هذا يساعدك

محب بلاده
2012-01-01, 16:46
have you ever heard of a Fennec Fox?

http://i3.squidoocdn.com/resize/squidoo_images/-1/lens2184007_1221849283fennec_fox_national_geo.jpg
The Fennec Fox is a beautiful creature with some surprising qualities. Learn about its diet, behavior, and how it has adapted to life in the Sahara Desert. You will also see why conservation of the Fennec Fox and its habitat is so important.


What is a Fennec Fox?

http://i36.tinypic.com/2s8fj9t.jpgThe Fennec Fox, sometimes called the Desert Fox, is the smallest member of the fox family. It grows to about 1 1/2 feet high and weighs an average of 3 pounds. The Fennec Fox is dust colored, which helps it blend in with its natural habitat, the Sahara Desert. Probably the most recognizable feature of the Fennec Fox is its large ears, which grow to about 6 inches. The Fennec Fox also has thick fur on its feet to protect them from the hot desert sands.



Diet of the Fennec Fox

http://farm3.static.flickr.com/2247/2111934995_44e2490dbf_m.jpg (http://www.flickr.com/photos/28481088@N00/2111934995/sizes/s/)
The Fennec Fox is an omnivore, meaning they eat both plants and animals. The diet of the Fennec Fox consists of desert creatures like insects, rodents, lizards and birds when available, plus their eggs. They eat the wild desert berries and grasses, which is where the Fennec Fox gets most of its water.

The Fennec Fox is also considered an exotic pet, and the diet of the Fennec Fox in captivity can be a bit challenging, since most people don't live in the desert. Some people have found that a mix of dog food, cat food, fruits and vegetables is an acceptable diet, with occasional fresh raw meat (not the rancid old package of beef left in the fridge too long). The best diet in captivity is the wild canid diet that zoos feed their wild creatures

The Importance of Conservation
The Fennec Fox is approaching endangerment mainly because it is hunted for its fur. The Fennec Fox is a very important part of the Saharan ecosystem because it keeps the insect and rodent population in check. The Fennec Fox poses absolutely no threat to humans or livestock. Many animals have already been hunted to extinction, so the possibly is not remote. If the Fennec Fox population is decimated, the locust and rodent population would explode, damaging the livelihood of the Saharan people and those in surrounding areas. Disease from rodents could cause another epidemic. The Fennec Fox must be preserved to keep the delicate balance of the ecosystem intact.

.

محب بلاده
2012-01-01, 16:47
راجعه واحذف ما تراه غير مناسب

ارجوا ان اكون قد افدتك ولو بالقليل

radifr
2012-01-01, 21:11
اسم radifr..............................

الطلب :جميع دروس و بحوث حقوق lmd.....................................

المستوى :.سنةاولى حقوق................................

أجل التسليم :.بعد اسبوع...........................

radifr
2012-01-01, 21:32
اريد بحث في المنهجية على الاستبيان
و بحث اخر في الدستور على الاحزاب السياسية و القوة الضاغطة
و بحث اخر في المدخل على تفسير القانون

محب بلاده
2012-01-01, 22:30
كتب الكترونية وبحوث قانونية بحسب برنامج السنة الاولى حقوق لكل المقاييس المطبقة بالجامعة

السنة الاولى جامعي تخصص حقوق
http://www.ziddu.com/download/10655081/.doc.html
قواعد الامرة والقواعد المكملة
http://www.ziddu.com/download/10655082/.doc.html القانون الدستوري لطلبة السنة الأولى حقوق
http://www.ziddu.com/download/10655083/.doc.html دروس في المنهجية

قانون دستوري
http://www.ziddu.com/download/10655084/.doc.html البحث الاول النظريات المفسرة لنشاة الدولة
http://www.ziddu.com/download/10655085/.doc.html البحث الثالث الرقابة على دستورية القوانين
http://www.ziddu.com/download/10655086/.doc.html البحث الثامن نظام الحكم في الاسلام
http://www.ziddu.com/download/10655087/.pdf.html البحث الثاني السلطة السياسية و السيادة
http://www.ziddu.com/download/10655088/.doc.html البحث الخامس السلطة التنفيذية
http://www.ziddu.com/download/10655089/.pdf.html البحث الخامس النظام النيابي
الالبحث الرابع الديموقراطية
http://www.ziddu.com/download/10655318/.doc.html
لبحث السابع الاحزاب السياسية و الجماعات الضاغطة
http://www.ziddu.com/download/10655319/.doc.html
ملبحث السادس السلطة التنفيذية
http://www.ziddu.com/download/10655320/.doc.html
لبحث السادس حق الانتخاب
http://www.ziddu.com/download/10655321/.doc.html
بحث الرقابة المتبادلة بين السلطتين
http://www.ziddu.com/download/10655322/.doc.html
بحث خصائص الدولة
http://www.ziddu.com/download/10655323/.doc.html

بحث ماهية القانون الدستوري
http://www.ziddu.com/download/10655324/.doc.html
بحث نشأة الدساتير و مسارها
http://www.ziddu.com/download/10655255/.rar.html
سريان القانون من حيث المكان الزمان والاستثناءات عليهما

http://www.ziddu.com/download/10655256/.pdf.html
مدخل إلى علم القانون
http://www.ziddu.com/download/10655325/.doc.html

محب بلاده
2012-01-01, 22:33
القواعد الآمرة والقواعد المكملة
مقدمة:
القانون ينظم سلوك الأشخاص في المجتمع، غير أن القانون لا يسلك سبيلا واحدا، بل تتعدد مسالكه ن فهو قد ينظم هذا السلوك على نحو معين لا يرتضي بغيره بديلا. وقد ينظمه على نحو يترك فيه الأفراد حرية تنظيمه على وجه قانوني آخر، و عليه نجد في بعض القواعد القانونية أن القانون يقيد حرية الأفراد بحيث بمنعه من مخالفة نصوصها و حينئذ تكون هذه القواعد آمرة، أما في بعضها الآخر فنجد أن القانون يمنح الفرد نوعا من الاختيار في تنظيم نشاطه، و حينئذ نكون أمام القواعد المكملة.
فما المقصود بكل من هذين النوعين من القواعد ؟ و ما معيار التفرقة بينهما ؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذا البحث الذي يتضمن خطة تحتوي على مبحثين، و كل مبحث ينقسم بدوره إلى مطالب.

المبحث الأول: المقصود بكل من ؟

المطلب الأول: المقصود بالقواعد الآمرة règle impérative
هي تلك القواعد التي تأمر بسلوك معين، أو تنهي عنه بحيث لا يجوز للأفراد الاتفاق على خلاف الحكم الذي تقرره، فإن هذا الاتفاق لا يعد به و يعتبر باطلا، و يتضح من ذلك أن هذه القواعد تمثل القيود على حرية الأفراد و هي قيود ضرورية لإقامة النظام العام في المجتمع، و تفرض تحقيقا للمصلحة العامة...
و من أمثلة هذه القواعد:
- القاعدة التي تنهى عن القتل أو السرقة أو التزوير أو الرشوة أو غير ذلك من الجرائم.
- القاعدة التي تأمر بأداء الضرائب أو تلك التي تأمر بأداء الخدمة الوطنية
- القاعدة التي تضع حدا أقصى لسعر الفائدة و تنهي عن تجاوزه.
- القاعدة التي تنهي عن التعامل في تركة إنسان على قيد الحياة، فهي قاعدة آمرة لا تجيز للشخص أن يتعامل في المال على أساس أنه سيرثه في المستقبل، فمثل هذا التعامل يعد مضاربة على حياة المورث.
فاستخدام اصطلاح القواعد الآمرة لا يعني أن كل القواعد التي لا يجوز الاتفاق على مخالفتها و مخالفة الحكم الذي تقرره تتخذ صورة الأمر. فهناك قواعد تتخذ صورة النهي و تعد قواعد آمرة لا يجوز الاتفاق على مخالفتها كقانون العقوبات مثلا:
القانون الذي ينهى عن ارتكاب الجرائم المختلفة، و لذلك استعمل بعض الفقهاء اصطلاح القواعد المطلقة règle absolues و هو اصطلاح يظم داخله القواعد الآمرة و الناهية و رغم ذلك فنحن نستعمل اصطلاح القواعد الآمرة الأكثر شيوعا مع مراعاة أن المقصود به الأمر و النهي.


المطلب الثاني: المقصود بالقواعد المكملة règle supplétives :
الفرع الأول: معنى بالقواعد المكملة règle supplétives
هي تلك القواعد التي تنظم سلوك الأفراد على نحو معين، لكن يجوز للأفراد الاتفاق على ما يخالف حكمها، و من الواضح أن هذه القواعد على خلاف القواعد الآمرة لا تمثل قيودا على حرية الأفراد، إذ يجوز لهم الاتفاق على خلاف ما تقرره في تنظيم علاقاتهم في المجالات التي لا تمس فيها هذه العلاقات بمصلحة عامة، فالقواعد المكملة تنظم علاقات يترك تنظيمها في الأصل لإرادة الأفراد و لكن احتمال تصور إرادة الشعب عن تنظيم علاقاتهم سيشمل القانون على قواعد احتياطية يكمل
ما اتفاقات الأفراد من نقص، أي تنطبق حيث لا يوجد اتفاق على خلاف الأحكام التي تقررها تنظيما لمسائل تفصيلية كثيرا ما لا تنتبه الأفراد التي تناولها بالتنظيم في اتفاقاته و من أمثلة القواعد المكملة ما يلي:
- القاعدة التي تقرر أن الثمن يكون مستحق الوفاء في المكان و في الوقت الذي يسلم فيه المبيع ما لم يوجد اتفاق أو عرف يقضي بغير ذلك.
- القاعدة التي تفرض على المؤجر التزاما بصيانة المكان المستأجر ما لم يقضي الاتفاق بغير ذلك.
- القاعدة التي تجعل نفقات عقد البيع و التسجيل و نفقات تسليم المبيع على المشتري ما لم يوجد اتفاق أو عرف يقضي بغير ذلك.
فهناك قواعد و ما يماثلها يجوز الاتفاق على خلاف الأحكام التي تقررها. فيمكن مثلا الاتفاق على الوفاء بالثمن في وقت لاحق لتسليم المبيع أو الاتفاق على تحمل البائع كل النفقات عقد البيع أو جزء منه.
و يطلق عليها بعض الفقهاء القواعد النسبية règle relatives بالمقابلة لاصطلاح القواعد المطلقة الذي اقترحوه على القواعد الآمرة، و لا يعني جواز الاتفاق على خلاف أحكام القواعد المكملة أن تتحول لقواعد اختيارية موجهة للأفراد على سبيل النصح، و إنما هي قواعد قانونية بمعنى الكلمة لها صفة الإلزام التي تميز قواعد القانون و قواعد الأخلاق.
ملاحظة: فيما يتعلق بالقواعد المكملة يجب أن يكون موضوع الاتفاق مشروع.
الفرع الثاني:
جدوى القواعد القانونية المكملة:
إذا كانت القاعدة القانونية المكملة هي التي يجوز للأفراد الاتفاق على مخالفتها فلماذا لم يترك لهم في بداءة أمر تنظيم علاقاتهم على النحو الذي يرغبون فيه ؟ أي ما هي الـغاية من وجـود هذه الـقاعدة التي تـتـرك حريـة مـخـالفـتها للأفـراد إن شاءوا ؟

إن الإجابة عن هذا السؤال تكون من زاويتين:
الأولى:
رغبة المشرع في جعل الأفراد يستغنون عن البحث عن المسائل التفصيلية التي تنظم علاقاتهم دفعته إلى إيجاد القواعد الكفيلة بحكم تلك العلاقات.
الثانية:
كثيرا ما قد يكون الأفراد على غير خبرة ببعض المسائل القانونية أو كثيرا ما لا ينتبهون إلى تنظيم بعض المسائل التفصيلية أو أنه لا وقت لديهم للبحث عن مثل هذه التفصيلات فما عليهم سوى الاتفاق على المسائل الجوهرية و ترك ما عداها من مسائل تفصيلية لحكم القواعد القانونية المكملة، فالقاعدة المكملة تطبق حيث لا يوجد اتفاق من الأفراد على مسألة معينة، فمن يرم عقد بيع مثلا: ما عليه سوى الاتفاق على المبيع و الثمن فقط، أما ما دون ذلك من يبان لم كان تسليم المبيع و زمانه و كيفية دفع الثمن و التزامات البائع بضمان الاستحقاق، أو بضمان العيوب الخفية، فكلها أمور وفرت القواعد المكملة على الأفراد مشقة البحث عليها.

الفرع الثالث:
قوة الإلزام في القواعد المكملة:
سبق أن ذكرنا في خصائص القاعدة القانونية أنها قاعدة ملزمة و ها نحن نقول الآن
إن القاعدة المكملة يجوز الاتفاق على ما يخالفها أفلا يوجد تعارض بين ناحية إلزامية القاعدة القانونية و جواز مخالفة القاعدة القانونية المكملة ؟ و بعبارة أخرى هل تبقى القاعدة المكملة صفة القاعدة رغم إمكان الخروج على أحكامها باتفاق ذوي الشأن؟
لا نزاع بيت الشرّاح في أن القواعد المكملة شأنها في ذلك شأن القواعد الآمرة هي قواعد قانونية ملزمة و ليست قواعد اختيارية يجوز للأفراد مخالفتها مع عدم الاتفاق على تنظيم آخر غيرها لحكم علاقاتهم، غير أنهم بعد ذلك في كيفية التوفيق بين حقيقة أن القاعدة المكملة قاعدة قانونية بالمعنى الصحيح و إمكان مخالفة حكمها باتفاق الأفراد.
فذهب بعض الفقهاء: إلى أن القواعد المكملة تكون اختيارية إبتداءا و ملزمة انتهاءا. أي أن الأفراد إلى إبرام العقد أحرار في الاتفاق على ما يخالفها. و في هذه الفترة تكون القاعدة اختيارية بالنسبة إليهم و لكنهم متى أبرموا العقد دون أن يستعملوا حقهم في الاتفاق على حكم آخر يخالفها فإنها تصير ملزمة أي تنقلب من اختيارية إلى ملزمة بمجرد عدم الاتفاق على ما يخالفها





* الرد على هذا الرأي :
انتقد هذا الرأي من أغلب الشرّاح لأن القول بأن القاعدة المكملة اختيارية قبل العقد و ملزمة بعده. يعني أن تتغير طبيعة القاعدة القانونية تبعا لعنصر خارج عن القاعدة نفسها و هو عدم اتفاق الأفراد على ما يخالفها و هو ما لا يجوز.
2- و ذهب آخرون: إلى أنه و إن كانت جميع القواعد القانونية ملزمة فإن درجة إلزامها ليست واحدة فالإلزام أشد في القواعد الآمرة منه في القواعد المكملة و هذا ما يبرر جواز مخالفة هذه الأخيرة .
* الرد على هذا الرأي :
أخذ على هذا الرأي أن درجة الإلزام واحدة لا تندرج فالقاعدة إمّا أن تكون ملزمة أو لا تكون.
3- و ذهب غيرهم: إلى أن القاعدة القانونية المكملة قاعدة ملزمة و كل ما في الأمر
أنها على عكس القاعدة الآمرة، لا يمكن تطبيقها إلا إذا لم يتفق الأفراد على استبعادها بمعنى أنه إذا لم يستبعدوها أصبح ما تقرره ملزما لهم أما إذا اتفقوا على مخالفتها فإنها لن تطبق على علاقاتهم القانونية فالمشرع وضع شرطا لتطبيق القاعدة المكملة و هذا شرط هو عدم وجود اتفاق على مخالفتها. فإذا تحقق هذا الشرط أي لم يتفق الأفراد على مخالفتها طبقت القاعدة و إلا فلا. و عدم تطبيقها لا يرجع إلى كونها غير ملزمة بل يرجع إلى تخلف شرط تطبيقها.
و نخلص إلى أن كل القواعد القانونية ملزمة، غير أن المشرع وضع شرطا لتطبيق القاعدة المكملة دون القاعدة الآمرة و هو ألاّ يتفق الأفراد على حكم يغاير ما تقضي به تلك القاعدة
لمبحث الثاني: معايير التفرقة بين القواعد الآمرة و القواعد المكملة:


للتمييز بين هذين النوعين من القواعد أهمية بالغة، و ذلك لما يترتب على اعتبار القاعدة آمرة من إبطال الاتفاق المخالف لحكمها و هو جزاء خطير الأثر لا مجال لأعماله بالنسبة للقواعد المكملة إذ يجوز الاتفاق على خلاف الحكم الذي تقرره، و من ثم كان من الضروري التمييز بدقة من هذين النوعين من القواعد لحصر هذا الجزء في نطاق القواعد الآمرة.


و يمكن التمييز بين هذين النوعين من القواعد بوسيلتين:
المطلب الأول: المعيار اللفظي

وذلك بالرجوع إلى العبارات التي صيغت بها القاعدة و التي قد تفصح عن نوعها، فتعتبر القاعدة آمرة إذا نصت على عدم جواز الاتفاق على ما يخالفها.


و تعتبر القاعدة مكملة إذا كانت عباراتها منتهية بالصيغة التالية:
((... ما لم يقضي الاتفاق بغير ذلك، أو ما لم يوجد اتفاق أو عرف يقضي بغير ذلك، أو ما لم يوجد اتفاق أو نص قانوني يقضي بغير ذلك...)).
• أمثلة للقواعد الآمرة في القانون الجزائري حسب المعيار اللفظي:
- كل قواعد العقوبات صريحة النص على صفتها آمرة، و ذلك بما تتضمنه من عقوبات على ما تحرمه من أفعال.
- نص 92/2 من التقنين المدني الذي ينص على أن التعامل في تركة إنسان على قيد الحياة باطل و لو كان برضاه.
- نص المادة 402 من التقنين المدني الذي يحرم على القضاة و المحاميين و الموثقين و كتاب الضبط أن يشتروا الحق المتنازع فيه، إذا كان النظر في النزاع يدخل في اختصاص المحكمة التي يباشرون أعمالهم في دائرتها.
- نص المادة 107/3 من التقنين المدني الذي يقرر أنه إذا طرأت حوادث استثنائية عامة لم تكن في الوسع توقعها و ترتب على حدوثها أن تنفيذ الالتزام تعاقدي و إن لم يصبح مستحيلا صار مرهقا للمدين بحيث يهدده بخسارة فادحة جاز للقاضي تبعا للظروف و بعد مراعاته لمصلحة الطرفين أن يرد الالتزام المرهق إلى حد معقول و يقع باطلا كل اتفاق يقضي بغير ذلك.
- نص المادة 454 من التقنين المدني الذي يقضي بأن القرض بين الأفراد يكون دائما بدون أجر أي بدون فوائد، و يقع باطلا كل شرط يخالف ذلك .

• أمثلة للقواعد المكملة في القانون الجزائري حسب المعيار اللفظي:
- القاعدة التي تضمنتها المادة 277 من التقنين المدني التي تقضي بأن لا يجبر المدين الدائن على قبول وفاء جزئي لحقه ما لم يوجد اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك.
- القاعدة التي قررتها المادة 387 من التقنين المدني بأن يكون الثمن مستحق الوفاء في المكان و في الوقت الذي يسلم فيه المبيع، ما لم يوجد اتفاق أو عرف يقضي بغير ذلك .
- القاعدة التي تضمنها نص المادة 479 من نفس التقنين التي تفرض على المؤجر التزام صيانة العين المؤجرة أي المكان المؤجر و إجراء الترميمات الضرورية أثناء فترة الإيجار ما لم يقضي الاتفاق بغير ذلك.
المطلب الثاني: المعيار المعنوي:

إن صياغة القاعدة القانونية قد لا تنبئ عن صفتها آمرة أو مكملة فيلزم في هذه الحالة البحث عن معيار آخر يمكن عن طريقه التوصل إلى نوع القاعدة، و هذا المعيار هو المعيار المعنوي، و هذا المعيار ليس حاسما كالمعيار اللفظي أو المادي فهو تقديري مرن يساعد إلى حد بعيد على تحديد نوع القاعدة، وذلك على أساس البحث في موضوع القاعدة ذاتها و مدى اتصالها بالأسس الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية التي يقوم عليها المجتمع لإمكان القول بأنها قاعدة آمرة أو مكملة.

و تسهيلا للفصل في هذا الأمر درج الفقه على القول بأن القواعد القانونية تكون آمرة إذا تعلقت موضوعاتها بالنظام العام ordre public أو بالآداب العامة و تكون مكملة إذا تعلقت بالمصالح الخاصة للأفراد.

غير أنه من المستحيل وضع قائمة جامعة مانعة لكل ما هو مخالف للنظام العام أو الآداب العامة، لذا فقد اكتفى المشرع الجزائري في نطاق الالتزامات بالنص في المادة 96 من التقنين المدني على أنه ( إذا كان محل الالتزام مخالفا للنظام العام أو الآداب العامة كان العقد باطلا)، كما نص في المادة 97 منه على أنه ( إذا التزم المتعاقد لسبب مخالف للنظام العام و الآداب العامة كان العقد باطلا).


و إذا كان النظام العام و الآداب العامة إذن هو المعيار الموضوعي المعنوي للتمييز بين القواعد الآمرة و المكملة حيث لا يمكن صياغة النص من ذلك، فما هو المقصود بالنظام العام وما معنى الآداب العامة؟.

• الفرع الأول: النظام العام
أ- المقصود بالنظام العام:
لم يعرف المشرع الجزائري – على غرار غيره من المشرعين – النظام العام و لم يحدد فكرته بل ترك ذلك للفقه و القضاء بالرغم ما لهذه الفكرة من أهمية كبرى في التفرقة بين القاعدتين و مع أن فكرة النظام العام كانت دائما تستعصي على التعريف فقد حاول الفقه و القضاء فعل ما أغفله المشرع و قد اكتفى الشُرّاح بتقريبها من الأذهان بقولهم إن النظام العام هو الأساس السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و الخلقي الذي يسود المجتمع في وقت من الأوقات، بحيث لا يتصور بقاء مجتمع سليما من دون استقرار هذا الأساس و بحيث ينهار المجتمع بمخالفه المقومات التي تدخل ضمن هذا الأساس، لذا كانت القواعد القانونية المتعلقة بالنظام العام آمرة لا تجوز مخالفتها و ترجع صعوبة تعريف النظام العام تعريفا دقيقا إلى أن فكرته مرنة غير محددة بمعنى أنها فكرة نسبية تتغير وفقا للمكان و الزمان فهي تختلف من مجتمع إلى آخر، بل داخل المجتمع الواحد تختلف من زمان لآخر.

ب- تطبيق فكرة النظام العام :
جرى الفقه على استعراض فروع القانون المختلفة لتجري فكرة النظام العام في كل منها كما رأينا ينقسم إلى قسمين كبيرين هما القانون العام و القانون الخاص.

و إذا كان المجال الطبيعي للقواعد الآمرة هو القانون العام، فإن هذه القواعد نجدها أيضا- و إن كان مجالها أضيق – في نطاق القانون الخاص، و نتناول فيما يلي تطبيق فكرة النظام العام في مجال كل من القانون العام و القانون الخاص :
1- في مجال القانون العام :
تعتبر قواعد القانون العام كلها متعلقة بالنظام العام، و من ثم لا يجوز للأفراد الاتفاق على مخالفة أحكامها و تستوي في ذلك قواعد كل من القانون الدستوري و الإداري و المالي و الجنائي فقواعد كل فروع القانون العام تتعلق بالنظام العام لأنها تمس كيان الدولة السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و الخلقي .


فقواعد القانون الدستوري: تتعلق بالنظام العام لأن التنظيم السياسي للدولة و الحقوق و الحريات العامة التي كفّلها الدستور كلها من النظام العام لذلك يقع باطلا على اتفاق كل تنازل شخص عن حقه في التشريع و يقع باطلا الاتفاق الذي يقيد حق الشخص في اعتناق الدين الذي يريده.

و قواعد القانون الإداري: تتعلق بالنظام العام و بالتالي لا يجوز للأفراد على مخالفتها فلا يجوز للموظف أن يتنازل عن وظيفته للغير مقابل مبلغ من النقود أو بدون مقابل أو أن يتعهد بعدم القيام بواجبه الوظيفي تحقيقا لمصلحة أحد الأفراد، أو أن يتعهد بالقيام بهذا الواجب مقابل مبلغ من النقود.

و قواعد القانون المالي : أيضا تتعلق بالنظام العام فلا يجوز مثلا اتفاق شخص مع مأجور الضرائب على عدم دفع الضريبة لقاء مبلغ معين من النقود.

و قواعد القانون الجنائي : تعتبر أهم قواعد القانون العام المتعلق بالنظام العام فهي التي تكفل الأمن و الطمأنينة في المجتمع فيقع باطلا كل اتفاق على ارتكاب الجريمة أو النزول عنها من جانب المجني عنه، و لا يعتد برضائه بها، أو على تحمل الشخص المسؤولية الجنائية و العقوبة بدل شخص آخر ارتكب جريمة من الجرائم .


و نخلص إلى أن التفرقة بين القواعد الآمرة و القواعد المكملة إنما تقتصر على قواعد القانون الخاص دون قواعد القانون العام .


- في مجال القانون الخاص :


و لئن كانت القواعد المتعلقة بالنظام العام، كما تقدم فيما سبق فإن القانون الخاص لا يخلو منها و خاصة في البلاد التي يسود فيها المذهب الاشتراكي حيث تكثر القيود على سلطان إرادة الأفراد في إبرام التصرفات القانونية، و قواعد القانون العام نتقسم إلى قواعد شكلية و قواعد موضوعية، و تنقسم القواعد الموضوعية إلى قسمين كبيرين هما:
- قواعد الأحوال الشخصية.
- قواعد المعاملات.
القواعد الشكلية:
كقاعد الرافعات ( الإجراءات )، و قواعد القانون الدولي الخاص يتعلق أكثرها بالنظام العام لاتصالها بالنظام القضائي للدولة، و كذلك القواعد المتعلقة بشكل التصرفات القانونية، و مثل ذلك ما نصت عليه المادة 882 من التقنين المدني أن ( لا ينعقد الرهن إلا بعقد رسمي ) فالشكل الرسمي في هذه الحالة هو من النظام العام بحيث يعتبر العقد باطلا إذا لم يتم في هذا الشكل.


القواعد الموضوعية:
و هي تنقسم _ كما سلف_ إلى قواعد الأحوال الشخصية و قواعد المعاملات أي الأحوال العينية :


فقواعد الأحوال الشخصية: هي القواعد التي تحكم الروابط التي تتعلق بحالة الشخص و أهليته و بنظام الأسرة بما فيه من زواج و طلاق و واجبات الأبناء ز لما كانت الأسرة هي أساس المجتمع كان من الطبيعي أن تتعلق كل قواعد الأحوال الشخصية بالنظام العام و بالتالي تكون قواعد آمرة و على ذلك لا يجوز للشخص أن يتنازل عن أهليته ( م 45 مدني) لأن السن التي يحددها القانون للرشد و هي 19 سنة ( م 45 مدني) لا يجوز إنقاصها أو زيادتها بالاتفاق كما أنه لا يجوز الاتفاق على حرمان الصبي المميز أي الذي بلغ سن التمييز التي يحددها التقنين المدني ببلوغ الشخص 16 سنة (م 42 ) من حقه في طلب إبطال التصرف الذي أجراه- و هو ناقص التمييز- بعد بلوغه سن الرشد.


و قواعد المعاملات: هي القواعد التي تحكم الروابط المالية التي تتم بين الأفراد و قوامها ما بينهم من العقود، و الأصل أن هذه القواعد لا تتعلق بالنظام العام لأنها تنشأ لسد حاجات الأفراد الخاصة لذلك تترك لهم حرية تنظيمها على أساس مبدأ سلطان الإرادة و بذلك تعتبر أغلب القواعد القانونية التي تتعلق بهذه الروابط مكملة.


غير أن المشرع استثنى بعض المعاملات المالية التي تمس كيان المجتمع من الناحية الاجتماعية و الاقتصادية للدولة، فلم يتركها للأفراد بل تدخل لتنظيمها تنظيما آمرا بحيث لا يجوز للأفراد الخروج عليها أي أنه اعتبرها متعلقة بالنظام العام.


و هذه أمثلة للروابط المتعلقة بالنظام العام:
1- القواعد الخاصة بنظام الملكية:
تعتبر هذه القواعد متعلقة بالنظام العام و ذلك على أساس أن حق الملكية من الحقوق الأساسية في المجتمع لذلك حرص المشرع على تنظيمه في صورة آمرة فنجده قد أورد على هذا الحق عدة قيود يجب احترامها و الهدف من هذه القيود هو رغبة المشرع في حسن استعمال حق الملكية و عدم التعسف فيه ومن هذه القواعد أيضا تلك التي تنظم مسألة شهر التصرفات المتعلقة بالملكية العقارية، و القواعد المتعلقة بالحقوق العينية الأخرى التي ترد على العقار كحق الارتفاق و الرهن الرسمي، فهي كلها حقوق تعلق بالنظام العام، و بالتالي لا يجوز الاتفاق على ما يخالف أحكامها.
2-القواعد الخاصة لحماية الطرف الضعيف في العقد:
لقد أورد التقنين المدني نصوصا آمرة كثيرة رعاية منه للطرف الضعيف في العقد و منعا لتحكم الطرف القوي فيه عن طريق فرض شروط تعسفية جائرة تلحق بالطرف الضعيف ضررا كبيرا، و مثال هذه النصوص القاعدة التي أقرتها المادة 110 منه لحماية المتعاقد في عقد الإذعان من الشروط التعسفية التي يفرضها الطرف القوي. و مثالها أيضا القاعدة التي تضمنتها المادة 107/3 من نفس التقنين التي ترعى مصلحة المتعاقد إثر الحوادث الطارئة، و منها كذلك القواعد التي أوردتها المواد من 81 إلى 90 منه لحماية المتعاقد الذي شاب إرادته أحد عيوب الإرادة و هي :

الغلط، التدليس و الاستغلال .

• الفرع الثاني: الآداب العامة :
أ معنى الآداب العامة :
هي مجموعة القواعد الخلقية الأساسية و الضرورية لقيام و بقاء المجتمع سليما من الانحلال، أي هي ذلك (( القدر من المبادئ التي تنبع من التقاليد و المعتقدات الدينية و الأخلاق في المجتمع و التي يتكون منها الحد الأدنى للقيم و الأخلاقيات التي يعد الخروج عليها انحرافا و تحللا يدينه المجتمع ))، أي أن الآداب العامة هي التعبير الخلقي عن فكرة النظام العام.


و لما كانت الآداب كذلك، فإن القواعد القانونية التي تتصل بها لا يمكن أن تكون إلا آمرة يمتنع على الفرد مخالفتها، لأن في مخالفتها انهيار للكيان الأخلاقي للمجتمع، و الآداب العامة بهذا المفهوم تكون جزءا من النظام العام.

و على غرار فكرة النظام العام، نجد فكرة الآداب العامة أيضا غير محددة و غير واضحة و صعبة الوصول إليها من الناحية النظرية. و هي أيضا فكرة نسبية تختلف من مجتمع لآخر، كما تختلف في داخل المجتمع الواحد باختلاف الأزمان.

و ننتهي إلى أن الآداب العامة هي مجموعة من القواعد وجد الناس أنفسهم ملزمين بإتباعها طبقا لقانون يسود علاقاتهم الاجتماعية.

ب-تطبيقات فكرة الآداب العامة :

قضت المحاكم ببطلان الاتفاقات الخاصة لمخالفتها للآداب العامة في مسائل شتى تتعلق في الغالب بالعلاقات الجنسية و بيوت الدعارة و المقامرة، و من أمثلة التطبيقات القضائية التي حكم القضاء فيها بالبطلان لمخالفة الآداب العامة :

ما جرى عليه القضاء من إبطال الاتفاقات التي تهدف إلى إقامة علاقات جنسية غير مشروعة بين رجل و امرأة نظير مبلغ من المال.

الاتفاقات التي تعقد بخصوص أماكن الدعارة كبيعها و إيجارها، و لو كانت تلك الأماكن مرخصا بها من جهة الإدارة، لأن الترخيص إذا ينفي عن تلك الأماكن مخالفتها للنظام العام، فلا ينفي عنها مخالفتها للآداب العامة.

عقد الهتاف contrat de claque الذي يبرم بين مدير المسرح و جماعة من الهتافة، يستأجرهم المدير للتصفيق و ترويج ما يعرض على المسرح، لأن الغرض منه هو خداع الجمهور في قيمة المسرحيات، و يلاحظ أن المحاكم سواء في فرنسا أو في مصر أخذت تميل إلى إجازة عقد الهتاف و تصرفات كثيرة أخرى كانت تعتبر مخالفة للآداب العامة، و هذا يؤيد قولنا السابق بنسبة فكرة الآداب العامة، و تغيرها من دولة إلى أخرى، و من جيل إلى جيل داخل الدولة الواحدة.

عقد تلاوة القرآن الذي كان ينظر إليه على أنه تجارة بكلام الله تعالى و الذي أصبح ينظر إليه على أنه وسيلة للارتزاق .


سلطة القاضي في تحديد مضمون النظام العام و الآداب العامة:
لقد اتخذ المشرع من فكرة النظام العام و الآداب العامة معيارا موضوعيا للتمييز بين القواعد الآمرة و القواعد المكملة. غير أن هذه الفكرة لم يحددها المشرع فبسهل التعرف عليها، بل إن المشرع ترك أمر تحديدها للقاضي الذي تكون له في سبيل ذلك سلطة تقديرية واسعة، نظرا لعدم ثبوت مضمون هذه الفكرة و تغييره في الزمان و المكان.


غير أن القاضي لا يملك أن يحل آراءه أو عقائده الشخصية، في هذا الصدد، محل آراء الجماعة، فلا ينبغي أن يعتبر القاضي مصلحة ما مصلحة خاصة بالجماعة أو مصلحة خاصة بالأفراد بحسب رأيه الشخصي، بل يجب عليه أن ينظر إلى الاتجاه السائد في المجتمع و النظام القانوني الذي يحكمه، سواء اتفق مع رأيه الشخصي أم اختلف عنه، و لذلك فإن تطبيق فكرة النظام العام و الآداب العامة رغم مرونتها يعتبر عملا قانونيا يخضع فيه القاضي لرقابة المحكمة التي تراقب حسن تطبيق القانون، و هي المحكمة العليا أو محكمة النقض حسب التسميات.



الخاتمة:
و كخاتمة لموضوع بحثنا هذا المتواضع و بعد التطرق إلى ذكر أهم عناصره يجدر بنا الإشارة إلى القول بأن القانون يضبط سلوك الأفراد بقواعد آمرة و هذا حفاظا منه على المبادئ الأساسية التي تحمل حقوق و حريات الأفراد. هذه الحقوق و الحريات تضمن لها حقها أيضا بتركه لنصيب من القواعد يجسد الأفراد من خلالها و يعبرون عن إرادتهم ما لم يكن موضوع اتفاقهم غير مشروع و هذا بخلقه لقواعد مكملة

محب بلاده
2012-01-01, 22:34
بحث التشريـع كمصـدر أصلي للقانـون
مــــقدمة:
إن القانون يعد من أهم فروع العلوم الاجتماعية وهو مجموعة القواعد العامة التي توجه سلوك الأفراد في المجتمع والقاعدة هي الوحدة أو الخلية التي يتكون منها وقد تكون هذه القواعد:
• صادرة عن الدولة في صورة تشريعات.
• أو صادرة عن الدين.
• أو صادرة عن العادات والتقاليد كالعرف (coutume).
وهذا ما يعرف بمصادره الرسمية والتي يقصد بها تلك الوسائل التي بواسطتها تتحول العوامل المحيطة بالمجتمع إلى قواعد قانونية تكسبها صفة الإلزام، ومن بين هذه المصادر نجد أهم مصدر رسمي للقانون والذي يعتبر كمصدر أصلي له ألا وهو التشريع (Législation).
حيث أن لكل شيء و لكل قول ولكل فعل مردود ومرسوم بالتشريعات التي تلف وتحتضن المجتمع.

الإشكالية: على أي أساس تم اعتماد التشريع كمصدر أصلي للقانون؟

المـبـــــــــحث الأول: المصدر الأصلي للقانون " التشريع "

المطــــــــــلب الأول: مفهوم التشريع (La législation )
إن المقصود بالتشريع لدى الفقهاء هو: " دلك القانون المكتوب الصادر عن السلطة المختصة بإصداره في الدولة " أو بصيغه أخرى " وضع القواعد القانونية بواسطة السلطة العامة المختصة بدلك في صورة مكتوبة، أو هي قيام هده السلطة بصياغة القاعدة القانونية صياغة فنيه مكتوبة وإعطائها قوه الإلزام في العمل " تتمحور كل هده التعريفات الفقهية للتشريع حول ثلاثة عناصر متكاملة : موضوع التشريع، شكله، والجهة أو السلطة المختصة بوضعه . كما أن التشريع يطلق عليه اسم القانون المكتوب لأنه يتضمن قواعد قانونية مدونة على شكل وثيقة مكتوبة ومن أهم صوره التي يخرج فيها للوجود هي عملية التقنين و التقنين (le code) هو مجموعة متجانسة من التشريعات تعد بشكل منهجي في فرع من فروع القانون

المطــــــــلب الثاني: عناصر التشريع
الفـــــــــــرع الأول: العنصر الموضوعي
يجب أن يكون موضوع التشريع قاعدة قانونيه، أي انه يسعى لتنظيم سلوك الأفراد ، فالقواعد القانونية هي قواعد تقويميه ، تكليفيه وهي عامه ومجرده وملزمه، وهده الخصائص تميز القاعدة القانونية باعتبارها العنصر الموضوعي في التشريع عن القرارات الفردية التي تصدر عن السلطة المختصة وفي شكل الكتابة. وتجدر الإشارة في هدا الشأن إلى التمييز الذي وضعه بعض الفقهاء بين المقصود بالتشريع شكلا والمقصود بالتشريع موضوعا " فالحكم الذي يصدر في صوره مكتوبة عن السلطة التشريعية يعتبر تشريعا من الناحية الشكلية ولو لم تتوفر فيه خصائص القاعدة القانونية ، بينما لا يصدق وصف التشريع من الناحية الموضوعية على الأحكام التي تتخلف فيها خصائص القاعدة القانونية رغم صدورها عن السلطة التشريعية " .
الفــــــــــرع الثاني: العنصر الشكلي
يصدر التشريع في صوره مكتوبة، مما يسمح لنا بتمييزه عن العرف باعتباره أهم مصدر رسمي للقاعدة القانونية. ويجب تفادي الخلط بين تدوين أو كتابه الأعراف في بعض الحالات أو في بعض البلدان، واحترام شكل الكتابة بالنسبة للتشريع. فالعرف ينشأ بصفه تلقائية عن طريق تكرار وتواتر العمل به ، حيث لا يشترط لوجوده الكتابة، بينما يترتب على توفر شرط الكتابة في التشريع وجوده، أي لا يوجد التشريع إلا من خلال صدوره في شكل مكتوب .والمقصود بشكل الكتابة هو مفهومها الواسع أي المختلف الإجراءات والشكليات الواجب إتباعها من قبل السلطة المتخصصة لإصدار التشريع. كما يجب التفرقة أيضا بين شرط شكل الكتابة في التشريع من جهة والتقنين من جهة أخرى، والدي يتمثل في تجميع القواعد القانونية المتصلة بفرع واحد من فروع القانون في وثيقة واحده .والمقصود بالتجميع في هدا الشأن ، هو دلك الذي تقوم به السلطة المختصة بوضع التشريع، وليس دلك الذي يقوم به شخص أو هيئه غير رسميه وغير مختصة للقيام بمثل هدا الإجراء .
الفــــــــــرع الثالث: العنصر العضوي
ويصدر التشريع عن السلطة المختصة بوضعه أي تلك التي يخول لها صلاحية وضع التشريع.وهده السلطة _من حيث المبدأ بالنسبة للأنظمة التي تعتمد مبدأ فصل السلطات _ هي السلطة التشريعية ، ونذكر في هدا الشأن أن مبدأ فصل السلطات الذي هو أحد مظاهر الديمقراطية يقوم على ثلاث سلطات تكون مستقلة عن بعضها البعض : فتتولى السلطة التشريعية وضع التشريع والقوانين ، فهي تجسد إرادة الشعب باعتباره مصدر السلطة ،وتقوم السلطة التنفيذية بتنفيذ هده القوانين، ينما تختص السلطة القضائية بالفصل في النزاعات التي تنشأ في كل المجالات.

المطــــــلب الثالث : أهميه التشريع
إن التشريع هو أهم المصادر الرسمية للقانون و إن كان العرف هو أقدم مصادره، ومكانته منذ القدم حيث كان في المرتبة الأولى كمصدر للقانون وقتا طويلا حيث يمكن القول أن العصور القديمة هي عصور العرف والدين أما التشريع فكان تواجده ضئيلا أو شبه منعدم إلا أنه في خضم التطورات التي وقعت للمجتمعات وتقدم البشرية و اتساع نطاق العلاقات الاجتماعية بينهم وكثرتها وتشابكها و رسوخ فكرة الدولة ما يتطلب وفرة في القواعد القانونية التي تحكمها أدى بالتشريع إلى أخذ الصدارة باعتباره مصدرا سريعا من حيث الوضع والصياغة يستطيع أن يقوم بالدور الذي يلعبه العرف وأكثر من ذلك.
و مما ساعد التشريع على احتلال هذا المركز أيضا هي تركز السلطة التي تشرعه في يد الدولة التي تتدخل في تنظيم العلاقات والروابط بين أفراد المجتمع.

المطـــــــلب الرابع: مزايا التشريع وعيوبه
الفـــــــــرع الأول : مزايا التشريع

2- تدوين التشريع في وثيقة رسمية: وذلك في صورة مكتوبة ذات عبارات و ألفاظ محددة حيث تصاغ قواعده القانونية صياغة محكمة وبذلك تبدوا هذه القواعد لأفراد المجتمع واضحة لا تثير أي منازعات بينهم فيعرف كل فرد ما له من حقوق و ما عليه من واجبات، حيث يسود الأمن و الطمأنينة والاستقرار في المعاملات وذلك بالرجوع إلى نصوصه عند الحاجة.
3- التشريع قانون مكتوب والذي يعتمد في قواعده علي طريقة التقنين مثلا القانون المدني le code civile وقانون العقوبات code pénale و بذالك يحقق التنسيق والانسجام بين القوانين.
4- وحدة القانون داخل الدولة: إذ انه عامل مهم في تحقيق الوحدة الوطنية وذلك بإلزام جميع أفراد المجتمع بتطبيقه والسير وفقه.
5- سهولة إصداره/ تعديله / إلغائه: مما يجعله يستجيب لتطور العلاقات سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية وغيرها وذلك في سن قواعد مكتوبة تتلاءم وأوضاع المجتمع الجديد.
الفـــــــــرع الثاني: عيوب التشريع
1-بما أن التشريع يصدر عن سلطة عليا مختصة فقد يتحول في بعض الأحيان إلى وسيلة تحكمية في يدها تجعله يخدم مصالحها الخاصة (الشخصية) علي المصالح العامة و هذا غير ملام لظروف المجتمع. كما أنه قد يصدر كذلك أحيانا تحت ضغوط سياسيه.
2- اتصاف التشريع بالجمود بما انه يعتمد على عملية التقنين وكذلك سهولة تعديله التي تخل باستقرار المعاملات وتزيد من صعوبة الأفراد في الإطلاع على القوانين مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالقانون.


المبـــــــحث الثاني: أنواع التشريع
للتشريع ثلاثة أنواع تتفاوت في دراجاتها من حيث القوة و من حيث أهمية ما يتناوله من مسائل و بما يكفل احترام التشريع الأدنى للتشريع الأعلى وهم علي التوالي:

المطــــــــلب الأول: التشريع الأساسي الدستور (La constitution)
و هو التشريع التأسيسي للدولة و قمة التشريعات فيها و يتميز بالسمو والثبات ويصدر عن سلطة عليا وهي السلطة التأسيسية حيث يضم مجموعة القواعد التي تتضمنها الوثيقة الأساسية، والتي تحدد شكل الدولة، نظام الحكم فيها، السلطات العامة والعلاقات بينها، وتحدد الحقوق والحريات الأساسية للأفراد وواجباتهم، و منه تستمد كافة القوانين الأخرى مستوحية مبادئه و أحكامه التي لا يجوز لأي قانون مخالفتها.
وللدساتير أنواع فمن حيث المصدر نجد الدساتير المكتوبة والدساتير العرفية إلا أن هذه الأخيرة ضئيلة جدا في الوقت الحاضر، كما توجد دساتير مرنه ودساتير جامده.

لإلغاء الدستور هنالك طريقتين اثنتين: إلغاء صريح وإلغاء ضمني
الإلغاء الصريح يكون إدا صدر تشريع جديد ينص على إلغاء التشريع السابق أو بإلغاء بعض مواده فقط، أو إدا كان التشريع مؤقت بمده معينه.
أما الإلغاء الضمني يكون إدا تضمن التشريع اللاحق نصا يتعارض مع النص القديم ، أو إدا صدر تشريع جديد ينظم تنظيما كاملا موضوعا كان ينظمه تشريع سابق ،فيعتبر التشريع اللاحق قد ألغى ضمنا التشريع السابق.

المطــــــلب الثاني: التشريع العادي (القانون) La législation normal
هو مجموعة القواعد القانونية التي تضعها السلطة التشريعية (البرلمان)، وفقا للإجراءات التي نص عليها الدستور قصد تنظيم العلاقات بين الأفراد أو بينهم وبين الدولة في جميع المجالات الاجتماعية المختلفة و التشريع العادي قد يتخذ صورة تقنينات أو مدونات (Codes) تشتمل على تنظيم كامل لفرع معين من فروع القانون مثل تقنين المعاملات المدنية (Code Civile) و تقنين العقوبات (Code Pénale ) وقد يتخذ صورة تشريعات متفرقة (Lois) و هو في المرتبة الثانية.
- وتعتبر السلطة التشريعية في كل دولة هي صاحبة الاختصاص الأصيل في وضع التشريع ومع ذلك فإن الدساتير جرت على إشراك رئيس الدولة في وضع التشريع سواء عن طريق ما تعطيه إياه من حق اقتراح التشريعات أو الاعتراض عليها.


المطــــلب الثالث: التشريع الفرعي (اللوائح) La législation secondaire (les règlements)
و يأتي في المرتبة الثالثة و يقصد به اللوائح التي تختص السلطة التنفيذية بوضعها في حدود اختصاصها التي يبنيه الدستور حيث تفصل أحكامه دون أي تعديل أو إضافة و يكون اختصاص السلطة التنفيذية للتشريع الفرعي اختصاصا أصليا لا استثنائيا وتتشكل هذه اللوائح من نصوص مرتبة من الأعلى إلى الأدنى وفقا للتدرج الداخلي للسلطة التنفيذية .
و يطلق على التشريع الفرعي اسم اللائحة (Le règlement ) في العمل و ذلك رغبة في التمييز بينه و بين التشريع العادي و نجد له ثلاثة أنواع و هي:

الفـــــــرع الأول : اللوائح التنفيذية ( Le règlement d'exécution )

وهي اللوائح التي تخضعها السلطة التنفيذية لضمان تنفيذ القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية ويرجع اختصاص السلطة التنفيذية بهذه المهمة لأنها التي تقوم بتنفيذ هذه القوانين من هنا تعتبر أكثر قوة من السلطة التشريعية على تنفيذ هذه القوانين.

الفـــــرع الثاني : اللوائح التنظيمية règlement d'organisation ))

وهي اللوائح التي تضعها السلطة التنفيذية لتنظيم وترتيب المرفق العامة باعتبارها السلطة الأقدر من غيرها و تتميز بذلك عن اللوائح التنفيذية التي تصدر تفصيلا للتشريع العادي وتتقيد بأحكامه .

الفـــــرع الثالث : لوائح الضبط أو البوليس (règlement de police)
و هي لوائح تضعها السلطة التنفيذية بهدف المحا فضة على الأمن العام و المحافظة على الصحة العامة و مثال ذلك لوائح تنظيم المرور و اللوائح الخاصة بالمجال المقلقة للراحة أو المضرة بالصحة و اللوائح الخاصة بمراقبة الأغذية و الباعة المتجولين....الخ.

المبـــــــحث الثالث: إقرار التشريع
وما يقصد به هو سن التشريع و المصادقة عليه ثم إصداره من قبل السلطات المختصة حيث تقوم هذه الأخيرة بوضع القانون عن طريق صياغة قواعده بشكل يتضمن الدقة و الوضوح في المعاني وفقا للإجراءات المقررة وهذا ما يعرف بسنه.

المطــــــلب الأول: سن التشريع الأساسي
إن لوضع الدستور أهمية بالغة بما انه يعد الركيزة الأساسية لبناء الدولة ولذلك فهو يختلف عن التشريع العادي سواء من حيث وضعه أو تعديله وتختلف الدول في إصداره حسب ظروفها السياسية ونميز حالتين:
الفــــــرع الأول : حاله الأوضاع الغير ديمقراطيه
حيث يتم وضع الدستور حسب إحدى الطريقتين:
1- المنحة: وهنا يصدر الدستور في شكل منحة إذ يتنازل الحاكم أو الملك وهو صاحب السيادة المطلقة عن بعض سلطيه لصالح رعيته.
2- العقد: حيث يتعاقد الملك مع هيئة تمثيلية ينتخبها الشعب(مجلس تأسيسي) فيضع احدهما مشروع الدستور ويعرض على الطرف الأخر للموافقة عليه.

الفـــــــرع الثاني: حالة الأوضاع الديمقراطية
في المجتمعات الديمقراطية تكون سلطة وضع الدستور خالصة للشعب ويتم ذلك عن طريق:
1- المجلس التأسيسي: آو الجمعية التأسيسية حيث يختار الشعب عددا من أفراده قصد تكوين لجنة أو هيئة تقوم بوضع دستورا للدولة وبذالك يكون واجبا للنفاذ.
2- الاستفتاء الشعبي: تقوم هيئة معينة من الحكومة القائمة بوضع نصوص دستورية على شكل مشروع دستور يعرض على الشعب ليبدي رأيه فيه عن طريق الاستفتاء.
3- الطريقة الخاصة: و هي انسب طريقة للديمقراطية حيث تجمع بين الاثنين باعتبار الشعب مصدرا لكل سلطة في الدولة.

المطـــــــلب الثاني: سن التشريع العادي
يمر وضع التشريع العادي في نوعين من الظروف هما:

الفــــــــرع الأول: الظروف العادية
تتميز بالمراحل التالية:
البند الأول :مرحلة الاقتراح
وهي أولى المراحل التي يمر وضع التشريع العادي فهو يبدأ في صورة إقتراح ويسمى مشروع قانون.
البند الثاني:مرحلة الفحص
تحال مشروعات التشريعات المقترحة إلى اللجان المتخصصة بالهيئة التشريعية لفحصها وإعداد تقارير بشأنها.
البند الثالث:مرحلة الموافقة
تعرض مشروعات التشريعات على الهيئة التشريعية للتصويت عليها وتتم الموافقة على هذه المشروعات عادة بالأغلبية المطلقة أي بحصولها على تأييد أكثر من نصف أعضاء الهيئة التشريعية الحاضرين.
البند الرابع :مرحلة الإصدار
هو عمل إجرائي يقصد به قيام رئيس السلطة التنفيذية بالأمر بوضع التشريع الذي صادقت عليه السلطة التشريعية موضع التنفيذ. و يتم ذلك بموجب مرسوم تنفيذي يتضمن الأمر لرجال السلطة التنفيذية بالسهر على تنفيذ التشريع الجديد بوصفه قانونا ً من قوانين الدولة، و ذلك بتحديد تاريخ لنفاذ أحكامه.
البند الخامس :مرحلة النشر
هو إعلام كافة الأشخاص في المجتمع بصدوره عن طريق نشره في الجريدة الرسمية. حتى يمكن إلزامهم به تطبيقاً لقاعدة لا تكليف إلا بمعلوم و لا يعذر أحد بجهله بالقانون, إذ انه يتقرر نفاذ التشريع كقاعدة عامة أن تاريخ نشر التشريع في الجريدة الرسمية يعد هو التاريخ المحدد لنفاذه إلا إذا حدد الأمر بالنشر تاريخا ً لاحقا ً لذلك

الفــــــــرع الثاني: الظروف الغير عادية
أي الظروف التي لا يمكن معها لمجلس الأمة إصدار التشريعات اللازمة (لاستحالة انعقاده / لتعذر انعقاده / لصعوبة وبطء الإجراءات العادية)، حيث يأخذ وضع التشريع العادي حالتين استثنائيتين هما:
البند الأول: حالة الضرورة ( تشريع الضرورة )
تشريع الضرورة هو ما يصدر عن السلطة التنفيذية ممثلة في رئيس الدولة من قرارات و أوامر لمواجهة حالة من حالات الضرورة ( و هي الحالات التي يتعين فيها سن التشريع العادي في غيبة السلطة التشريعية كحالة عطلة المجلس التشريعي أو حالة حله) مع اتخاذ كافة الضمانات اللازمة لعرض ذلك التشريع علي المجلس التشريعي عند عودته للعمل.
البند الثاني:حالة تشريع التفويض
هو تشريع عادي يصدر عن رئيس الدولة في موضوعات معينة بموجب تفويض محدد في القانون حيث أن بعض أنواع التشريع العادي تقتضي المصلحة العامة الاستعجال في إصدارها أو تتطلب درجة من السرية، كتشريعات الضرائب و الرسوم و تشريعات التسليح و يكون لمدة محدودة

الخـــــــــاتمة:
من خلال بحثنا هذا يمكن القول أن التشريع له الحق بأخذ هذه المكانة والاسم الذي هو المصدر الرسمي والأصلي للقاعدة القانونية بما انه يشمل جميع المسائل و يحتويها و الأوضاع التي يمر بها المجتمع, كما أوضحنا تميزه عن باقي المصادر الأخرى من خلال ما تطرقنا إليه من أهمية وتعريف ومزايا وكذلك أنواعه ومراحل صدوره ,ورأينا أن أهم ميزة للتشريع هو المرونة و التطور،غير أن التشريع أولا و أخيرا هو عمل إنساني لا يمكن أن يكون كاملا،من المتصور أن تعرض منازعات لا يكون الحكم فيها للتشريع،من هذا المنطلق يتعين وجود مصادر أخرى في القانون يتم اللجوء إليها في حالة قصوره و لكن مهما يكن فان هذه المصادر تبقى في الأول والأخير مصادر احتياطية أمام المصدر الرئيسي الذي هو التشريع

محب بلاده
2012-01-01, 22:34
تعريف القانون الإداري
:هو مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم الإدارة و علاقتها مع الأفراد أو الإدارة مع الإدارة.


مصادر القانون الإداري :


1 –التشريع :


اولا : الدستور : هو وثيقة عليا في الدولة يحترم كل ما يورد فيه مثلا المادة 15 من الدستور : ( الجماعات المحلية في الجزائر هي البلدية و الولاية ) و بذلك ألغيت محافظة الجزائر الكبرى سنة 1997 لمخالفتها للدستور .


ثانيا : التشريع العادي: هو الذي يصدر عن السلطة التشريعية البرلمان بغرفتيه المادة 28 من الدستور بصوت عليه بالأغلبية المطلقة نصف +1 لأعضاء الحاضرين بالنسبة للمجلس الشعبي الوطني و يصادق عليه مجلس الأمة بالأغلبية ثلاث أرباع الحاضرين و الغائبين.


ثالثا : التشريع الفرعي: يتمثل في اللوائح و القرارات التنظيمية و تصدر عن السلطة التنفيذية ( رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة أو الوالي أو رئيس المجلس البلدي.


2 – المعاهدات: هي التي يصادق عليها رئيس الجمهورية و هي تسمو على القانون كمعاهدة حقوق الإنسان و هي معاهدة تهدف للمساواة و الحرية.


3 – أحكام القضاء: و هو المصدر الرئيس للقانون الإداري يصدر من اجتهاد القاضي.


4 – العرف الإداري : هو تكرار أو اعتياد الإدارة على سلوك معين و على إلزاميته و له ركنان :


- ركن مادي : هو تكرار السلوك.


- ركن معنوي : الشعور أو اعتقاد بالزاميته .


- أن يكون العرف غير مخالف لقاعدة مكتوبة.


5 – مبادئ العامة للقانون : و هي تلك المبادئ التي لا تستند إلى نص مكتوب و إنما يكون مصدرها القضاء و هي تختلف عن المبادئ القانونية التي يكون مصدرها التشريع .


خصائص القانون الإداري :


- حديث النشأة مرتبط بالثورة الفرنسية .


- قانون سريع التطور: يتطور بسرعة تفوق التطور الاعتيادي في القوانين الأخرى و لعل دلك يرجع إلى طبيعة المواضيع التي يعالجها.


- غير مقنن مقارنة بالقوانين الأخرى و لكن لا يعني دلك انه غير مكتوب و لكن في نصوص متفرقة ( قانون الصحة, قانون حماية المستهلك ).


* أسباب انه غير مقنن: لسببين: - أنشطة الإدارة متعددة و متجددة.


- احد مصادر القانونالقضاء. يمثل في القرارات الإدارية و التنظيمية الصادرة عن السلطة التنظيمية.


- انه قانون من صنع القضاء.


علاقة القانون الإداري بالقانون الدستوري :


- هناك رأي يقول إذا كان العمل أو النشاط صادر من جهاز حكومي فهو عمل الدستور حكمه قانون الدستور أو إذا كان هذا النشاط يصدر عن اقل درجة من الوزير فهو عمل أو نشاط إداري يحكمه القانون الإداري...و قد انتقد هدا الرأي .


- و ظهر رأي أخر يقول إذا كان هذا النشاط عبارة عن رسم السياسة العامة و تحديد الأهداف الكبرى فهو يندرج ضمن نطاق العمل الحكومي يحكمه القانون الدستوري أما اذا كانت هده السياسة موضع التنفيذ فهو يندرج ضمن القانون الإداريو يحكم القانون الإداري .

محب بلاده
2012-01-01, 22:35
مصادر القانون الاداري

مقدمة
1.الدستور
2.القضاء الدستوري
3.القانون
خاتمة

مقدمة
يعتبر القانون الإداري حديث النشأة بالطبع, هذا ماجعل الفقه يختلف حول العديد من المسائل المتعلقة بهذا القانون, و من بين هاته المسائل التي ارتئ الفقهاء إلى دراستها و البحث فيها مسألة المصادر التي سنتطرق إليها باختصار على الشكل التالي :

1.الدستور : إن الدستور هو الوثيقة الأسمى على المستوى الداخلي لكل دولة, فهو ميثاق كل دولة, فيه كيفية نشأة مؤسساتها العامة, إداراتها, حقوق أفرادها,...الخ
غير أن دور الدستور على مستوى القانون الإداري يبدو بارزا, كون الدستور يتضمن في طياته العديد من المسائل المتعلقة بالإدارة العامة, وظائفها, تقسيماتها, واجباتها أمام الأفراد ( بوصفها إدارات تهتم بتحقيق المصلحة العامة ) وكذا حقوق الأفراد المنوطة بها.
فتنص المادة 15 من الدستور الجزائري على أنه : ( الجماعات الإقليمية للدولة هي البلدية و الولاية.
البلدية هي الجماعة القاعدية. )
فالمادة أعلاه خصت نصها بتبيان :
1. التقسيمات الإدارية لجهاز الدولة ( ولاية و بلدية )
2. أجهزة المركزية و لا مركزية.
و الدستور أيضا نص على نبدأ المساواة في الإلتحاق بوظائف الإدارة العامة, من خلال المادة 51 من الدستور.
كما أنه يعتبر مصدرا من مصادر القانون الإداري حينما بين أت الإدارة فيه هي السلطة التنفيذية مثل رئاسة الجمهورية و الحكومة.
كما نص على الرقابة الإدارية على الأعمال الإدارة العامة في نص المادة 152 التي حوت ما يلي : ( ... يأسس مجلس الدولة كهيئة مقومة لأعمال الجهات القضائية الإدارية ... ).

2.القضاء الدستوري : مثل ما هو معروف أن القانون الإداري قضائي النشأة, فهو بطبيعة الحال قانون قضائي. و يعد القضاء مصدرا تفسيريا للقانون مما يحتم على القاضي الإداري ابتداع و انشاء القاعدة القانونية الملائمة لكي يطبقها على المنازعات المطروحة أمامه.
وقد ارتأينا إلى أن نورد القضاء الدستوري كمصدر ثاني للقانون الإداري, كون القاعدة القانونية الإدرية أو القانون الإداري بصفة عامة هو قانون قضائي النشأة, فمن الضروري من خلال وجهة نظري أن يكون المصدر الثاني بعد الدستور.

3.القانون ( التشريع العادي ) : يشكل القانون بمعناه الضيق, مصدرا من مصادر القانون الإداري, ذلك أن السلطة التشريعية في معظم الأحيان تصدر قوانين عديدة و مختلفة تهدف إلة تنظيم عمل الإدارة و السلطة العامة في مختلف نواحيها و مجالاتها.
فالمادة 122 و المادة 123 من الدستور الجزائري تبينان المجلات التي تختص السلطة التشريعية ( البرلمان بغرفتيه ) بإصدارها, التي معطمها متعلقة بالإدارة العامة.
فالمادة 122 تختص بإستظهار الميادين التي يختص البرلمان فيها بإصدار القوانين المتعلقة بها على شكل قانون عادي, مثلا القانون رقم 91-11 المؤرخ في 1991.04.27
المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة.
و المادة 123 خصت أحكامها لبيان الميادين التي يجوز فيها للسلطة التشريعية التشريع فيه بقوانين عضوية, مثلا قانون الإنتخابات.

خاتمة :
إن استبيان مصادر القانون الإداري و بيان مركزها و أهميتها القانونية لا يقل أهمية عن تحديده بشمولية.
فلقيام قانون وجد أن يكون له مصادر يرتكز عليها المشرع و يستنبط منها ويستمد منها أحكاما متعلقة بالقانون على شكل قواعد قانونية, فلا مجال للتهاون, هذا مادفعني لإنجاز هذا الملخص المتواضع لمعظم مصادر القانون الإداري,

محب بلاده
2012-01-01, 22:35
مصادر القانون الإداري للدكتور مازن ليلو راضي
تشتمل مصادر القانون الإداري على مصادر القانون بصورة عامة ، وهي عادة أربعة مصادر " التشريع – العرف – القضاء – الفقه " .
وإذا كان التشريع والعرف يعدان المصدران الرسميان للقوانين الأخرى ، بينما يمثل القضاء والفقه المصدران التفسيريان للقواعد القانونية ، فإن القانون الإداري يمنح القضاء دوراً هاماً , بل يعده أهم مصادر القانون الإداري على الإطلاق ، ويكون مع التشريع والعرف مصدراً رسمياً للقانون الإداري , بينما يبقى الفقه مصدراً تفسيراً له .
وفيما يلي نعرض لهذه المصادر وبشيء من التفصيل .
أولاً : التشريع .
يقصد بالتشريع كمصدر للقانون الإداري مجموعة القواعد القانونية المكتوبة الصادرة من السلطة المختصة في الدولة ، وقد تكون هذه السلطة سلطة تأسيسة فيكون التشريع دستورياً، أما إذا كانت السلطة تشريعية فيكون التشريع عادياً ويطلق عليه اصطلاح القانون ، وأخيراً إذا كانت هذه السلطة تنفيذية فإننا نكون أمام ما يمكن تسميته بالتشريعات الفرعية أو اللوائح ، ويتميز التشريع عن غير من المصادر الأخرى بوضوحه وتحديده وسهولة تعديله .
1. التشريع الدستوري :-
تعد التشريعات الدستورية المصدر الأساسي والرسمي للقانون الإداري ، وتقع التشريعات الدستورية الدستورية في قمة الهرم القانوني ، وتسمو على القواعد القانوينة الأخرى جميعاً ، فهي تحدد شكل الدولة ونظام الحكم فيها وعلاقتها بالمواطنين ، وتتضمن التشريعات الدستورية بعض الموضوعات المتعلقة بالقانون الإداري ، كتنظيم الجهاز الإداري في الدولة ونشاطه وحقوق الأفراد وحرياتهم .
ويتوجب على الإدارة بوصفها جهاز السلطة التنفيذية أن تلتزم بالمبادئ التي جاء بها الدستور ولا يحق لها مخالفتها وإلا عدت أعمالها مخالفة لمبدأ المشروعية مما يعرضها للإلغاء والتعويض عما تسببه من أضرار .
والقواعد الدستورية يقصد بها مجموعة القواعد المكتوبة في وثيقة أو عدة وثائق دستورية فحسب فمن الممكن أن تكون تلك القواعد غير مكتوبة في ظل دستور عرفي يتمتع بسمو القواعد الدستورية المكتوبة ذاتها .
كذلك تتمتع إعلانات الحقوق ما تضمنته هذه الإعلانات في حقوق وحريات الأفراد بقوة النصوص الدستورية فلا يجوز مخالفتها .

2. التشريع العادي .
يأتي التشريع العادي أو القانون بالمرتبة الثانية بعد الدستور ، من حيث التدرج التشريعي باعتباره صادراً من الهيئة التشريعية المعبرة عن الإرادة العامة وهي صاحبة الاختصاص في ذلك .
والإدارة بوصفها السلطة التنفيذية تخضع لأحكام القوانين فإذا خالفت حكم القانون أو صدر عمل إداري استناداً إلى قانون غير دستوري وجب إلغاء ذلك العمل . ( )
3. التشريع الفرعي أو اللوائح .
يطلق على القواعد القانوينة التي تصدرها السلطة التنفيذية التشريع الفرعي ، وتسمى في مصر اللوائح الإدارية ، وهي قواعد عامة مجردة واجبة الاحترام تلي التشريع العادي في مرتبتها في سلم التدرج القانوني , وتخضع لرقابة القضاء الإداري على أعمال الإدارة باعتبارها قرارات إدارية يجب أن تكون متفقة مع القانون .

أ / اللوائح التنفيذية :
تصدر الوزارات بصفتها الهيئة لتنفيذية في الدوله اللوائح التنفيذية المتعلقة بتنفيذ القوانين الصادرة عن السلطه التشريعيه لتوضيح ما يكتنفها من غموض وتسهيل تطبيقها .
ب/ اللوائح التنظيمية .
تمارس الاداره أيضاً اختصاص إصدار اللوائح التنظيمية التي تتعدى تنفيذ القوانين إلى تنظيم بعض الأمور التي يتطرق إليها القانون فتقترب وظيفتها من التشريع , ومن ذلك قيامها بما يتعلق بتنظيم الجهات الإدارية ونظام العمل بها وشؤونها الإدارية والمالية , وهو من صميم عملا الوزاره بصفتها المختصة بتنظيم الجهاز الإداري في الدولة .
ج/ اللوائح الضبطية أو البوليسية .
تختص الهيئة التنفيذية بإصدار لوائح الضبط الإداري المتعلقة بالمحافظة على الأمن العام والصحة العامة والسكنية العامة من ذلك اللوائح الخاصة بمكافحة الضوضاء أو غلق المحال المضرة بالصحة العامة .
د/ اللوائح التفويضية .
تصدر الهيئة التنفيذية هذا النوع من اللوائح بتفويض من الهيئة التشريعية التي يمثلها البرلمان في العراق في موضوعات تدخل أصلاً ضمن اختصاصه ، ومن ذلك اختصاصها بإصدار اللوائح الخاصة بإنشاء وتنظيم المؤسسات والهيئات والمصالح والشركات العامة لممارسة الاختصاصات ذات الطبيعة الاستراتيجية وتحديد أهدافها واختصاصاتها .
ه/ لوائح الضرورة .
تصادف الهيئة التنفيذية في بعض الأوقات ظروفاً استثنائية تجبرها على إصدار لوائح إدارية تضمن حماية النظام العام وحسن سير المرافق العامة لتعذر صدروها من الهيئة التشريعية المختصة فعلاً بإصدارها ، لغيبتها أو لحصولها في غير فترة انعقادها على أن تعرض على الهيئة التشريعية خلال مدة معينة لكي تقرها .
ثانياً : العرف :-
العرف الإداري هو مجموعة القواعد التي درجت الإدارة على إتباعها في أداء وظيفتها في مجال معين من نشاطها وتستمر فتصبح ملزمة لها ، وتعد مخالفتها مخالفة للمشروعية وتؤدي إلى أبطال تصرفاتها بالطرق المقررة قانوناً .
ويأتي العرف الإداري في مرتبة أدني من مرتبة القواعد القانونية المكتوبة مما يستلزم إلا يخالف نصاً من نصوص القانون فهو مصدر تكميلي للقانون يفسر ويكمل ما نقص منه ولكي يصبح سلوك الإدارة عرفاً إدارياً و مصدراً من مصادر القانون الإداري ، يجب أن يتوافر فيه ركنان : ركن مادي و ركن معنوي .

1. الركن المادي :
ويتمثل الركن المادي باعتياد جهة الإدارة على إتباع سلوك معين في نشاط معين وقد يكون هذا الاعتياد ايجابياً يظهر في صورة القيام بعمل ، كما يمكن أن يكون سلبياً في صورة الامتناع عن القيام بعمل ما ،على أن يكون هذا العمل أو الامتناع بشكل ثابت ومستقر ويتكرر في الحالات المماثلة بشرط أن يمضى الزمن الكافي لاستقراره ، وتقدير ما إذا كانت هذه المدة كافيه لوجود العرف من عدمه أمر مرجعه إلى القضاء .

2. الركن المعنوي :
أما الركن المعنوي فهو اعتقاد الإدارة والأفراد بإلزامية القاعدة المتبعة وضرورة احترامها وعدم مخالفتها واعتبار ذلك مخالفة قانونية تتطلب الجزاء ، وبهذا المعنى تكون القرارات الإدارية التي تصدر مخالفة للعرف الإداري غير مشروعة وعرضه للإلغاء إذا طعن في مشروعيتها أمام القضاء .
إلى جانب ذلك يجب أن يكون العرف الإداري عاماً تطبقه الإدارة بشكل منتظم ومستمر بلا انقطاع في جميع الحالات المماثلة وان يكون مشروعاً وغير مخالف لنص قانوني أو لائحي .
ومن الجدير بالذكر أن التزام الإدارة باحترام العرف لا يحرمها من أمكان تعديله أو تغييره نهائياً إذا اقتضت ذلك المصلحة العامة فالإدارة تملك تنظيم القاعدة التي يحكمها العرف بيد أن قيام العرف الجديد يتطلب توفر الركنين السابقين فلا يتكون بمجرد مخالفة الإدارة للعرف المطبق . ( )
أما إذا خالفت الإدارة العرف في حالة فردية خاصة دون أن تستهدف تعديله أو تغييره بدافع المصلحة العامة فإن قرارها أو إجراءها المخالف للعرف يكون باطلاً لمخالفته مبدأ المشروعية . ( )
ومع ذلك فأن دور العرف كمصدر رسمي للقانون الإداري أقل أهمية من المصادر الرسمية أخرى لصعوبة الاستدلال على القاعدة العرفية من جهة , ولأن الإدارة في الغالب تلجأ إلى اللوائح كوسيلة لتنظيم نشاطها الإداري من جهة أخرى .
ثالثاً : القضاء .
الأصل في وظيفة القاضي تطبيق القوانين والفصل في المنازعات المعروضة أمامه ، وهو ملزم قانوناً بالفصل في المنازعة الداخلة في اختصاصه وإلا اعتبر منكراً للعدالة ، لذلك رسم المشرع للقاضي الأسلوب الذي يسلكه لفض المنازعة إذا لم يجد في القواعد القانونية حلاً للمنازعة .
وعلى ذلك لا يعد القضاء مصدراً رسمياً للقانون لدوره المتعلق بتطبيق النصوص التشريعية وتفسيرها وإزالة غموضها وإزالة التعارض المحتمل بينها ، ولا يتعدى القاضي هذا الأمر ليصل إلى حد خلق قواعد قانونية خارج نصوص التشريع . ( )
إلا أن الطبيعة الخاصة لقواعد القانون الإداري من حيث عدم تقنينه وظروف نشأته وتعدد مجالات نشاطه ، أدى إلى أن يتجاوز القضاء الإداري دور القضاء العادي ليتماشى مع متطلبات الحياة الإدارية فيعمد إلى خلق مبادئ وأحكام القانون الإداري ،
فيصبح القضاء مصدر رسمي للقانون الإداري بل من أهم مصادرها الرسمية ، ويتعدى دوره التشريع في كثير من الأحيان .
وتتميز أحكام القضاء الإداري بعدم خضوعها للقانون المدني ، فالقاضي الإداري إذا لم يجد في المبادئ القانونية القائمة نصاً ينطبق على النزاع المعروض عليه يتولى بنفسه إنشاء القواعد اللازمة لذلك دون أن يكون مقيداً بقواعد القانون المدني .
ومن جانب آخر أن أحكام القضاء العادي ذات حجية نسبية تقتصر على أطراف النزاع وموضوعه ولهذا تحدد قيمتها بوصفها مصدراً تفسيراً على النقيض من أحكام القضاء الإداري التي تتميز بكونها حجة على الكافة .
وفي ذلك يتبين أن للقضاء دوراً إنشائياً كبيراً في مجال القانون الإداري ومن ثم فهو يشكل مصدراً رئيسياً من مصادر المشروعية .
رابعاً : المبادئ العامة للقانون .
تعد المبادئ العامة للقانون مصدراً مهماً من مصادر القانون الإداري ويقصد بالمبادئ العامة للقانون تلك المبادئ التي لا تستند إلى نص مكتوب ، وإنما يكون مصدرها القضاء وهي تختلف عن المبادئ القانونية التي يكون مصدرها التشريع . ( )
وقد لجأ القضاء الإداري إلى المبادئ العامة للقانون للفصل في العديد من المنازعات الإدارية لعدم تقنين قواعد القانون الإداري .
وتستمد أغلب هذه المبادئ من الطبيعة المتميزة للحياة الإدارية , كمبدأ دوام استمرار سير المرافق العامة بانتظام واطراد ، والمساواة بين المنتفعين بخدمات المرافق العامة ، ونظرية الظروف الاستثنائية , أو تستمد في فكرة العدل والمنطق والتي بمقتضاها مارس القضاء الإداري رقابته على الوجود المادي للوقائع وصحة التكييف القانوني لها وضرورة التناسب بين جسامة الذنب الإداري والعقوبة المقررة لها . ( )
والقضاء الإداري بهذا المعنى لا يخلق المبادئ العامة للقانون إنما يقتصر دوره على كشفها والتحقيق من وجودها في الضمير القانوني للأمة ، ولذلك فمن الواجب على الإدارة والقضاء احترامها والتقيد بها باعتبارها قواعد ملزمة شأنها في ذلك شأن القواعد المكتوبة .

محب بلاده
2012-01-01, 22:36
بحث بعنوان مصادر القانون الاداري


إن القاعدة القانونية كأي شئ آخر في الوجود، لا يمكن أن تنشأ من عدم، فلا شئ يوجد من لا شئ.
إن كلمة"المصدر" لغة يقصد بها الأصل أي أصل الشئ.وانطلاقا من هذا التعريف،فان مصادر القانون الإداري لا تختلف في جوهرها عن مصادر القانون بوجه عام، بصرف النظر عن اختلاف فروعه.بمعنى أن القانون هو مجموعة القواعد الملزمة.القانون الإداري هو مبادئ وقواعد ملزمة حيث تدور مصادر القانون الإداري مع مصادر القاعدة القانونية عموما، على اختلاف وتفصيل في الأمر.وبالتالي فمصادر القانون الإداري هي تلك الطرق والوسائل التي تتكون بواسطتها مجموعة من القواعد التي يتضمنها القانون الإداري.
فتحديد مفهوم مصادر القانون الإداري هو الإجابة كما يقول الأستاذ هنري ليفي بريهل على السؤال التالي: من أين يأتي القانون الإداري؟أو بعبارة أخرى ما هي مصادر القانون الإداري؟
ولقد وجدت ثمة تقسيمات تقليدية للمصادر، لكل تقسيم منها ضابط خاص، فمنهم من قسمها إلى مصادر مكتوبة وأخرى غير مكتوبة وكذا إلى مصادر أساسية وأخرى ثانوية ومنهم أيضا من قسمها إلى مصادر رسمية وأخرى تفسيرية.
ونحن في بحثنا هذا اعتمدنا على التقسيم الأخير.حيث سنتناول هذا البحث في مبحثين، نتطرق في المبحث الأول إلى المصادر الرسمية فيما نكرس المبحث الثاني لدراسة المصادر التفسيرية وذلك وفق الخطة الآتية:






المبحث الأول: المصادر الرسمية

المطلب الأول: التشريع بالمعنى الواسع
الفرع1: التشريع الأساسي (الدستور)
الفرع2: التشريع العادي (القانون)
الفرع3:التشريع الفرعي (اللوائح والقرارات الإدارية)
المطلب الثاني:المبادئ العامة
الفرع1: تعريفها
الفرع2: أصلها
الفرع3: القيمة القانونية
المطلب الثالث: القضاء الإداري


المبحث الثاني: المصادر التفسيرية

المطلب الأول: العرف
الفرع1: الركن المادي
الفرع2: الركن المعنوي
المطلب الثاني: الفقه



المبحث الأول: المصادر الرسمية
لقد قسمت هذه المصادر إلى عدة تقسيمات من بينها كما أسلفنا الذكر مصادر رسمية وأخرى تفسيرية.
والمعنى الأول هو الذي يهمنا في هذا المبحث، بمعنى المصادر الرسمية.
وجدير بالذكر هنا أنه ورغم الخصيصة المميزة للقانون الإداري أنه قانون قضائي فان هذا لا يعني أن القضاء هو المصدر الوحيد لهذا الفرع من القانون، بل إن للتشريع دور رغم عدم قابلية القانون الإداري للتقنين كما أن للعرف ومبادئ القانون دور لا يستهان به في إبراز أحكام ومبادئ القانون الإداري.
المطلب الأول: التشريع
يعتبر التشريع مصدرا هاما من مصادر القانون الإداري.ولا يقصد بالتشريع في هذا المقام المعنى الضيق له.
ونعني به مجموع النصوص القانونية التي تشكل ما يسمى التشريع بالمعنى الواسع وهو ما يضم التشريع الأساسي، التشريع العادي واللوائح التنظيمية وتخضع هذه القوانين لقاعدة التدرج.

الفرع1:التشريع الأساسي (الدستور)
وهو عبارة عن مجموعة القواعد القانونية التي تنظم السلطات المختلفة في الدولة وتحدد اختصاصاتها وتنظم العلاقات فيما بينها،كما تبين حقوق وحريات الأفراد في مواجهة الدولة.بالتالي يشكل الدستور القانون الأساسي والأسمى بالنسبة للنظام القانوني بالدولة.وهو عادة ما يتضمن القواعد والمبادئ الأساسية التي تحكم المجتمع في مختلف نواحي الحياة ومنها الناحية الإدارية.
فالدستور يعتبر مصدرا للقانون الإداري عندما يضع الأسس العامة لبناء الجهاز الإداري للدولة وأساليب تنظيمه.مثل ما ورد في المادة 15 من الدستور الجزائري حينما حددت وحدات الإدارة المحلية
كما تضمنت مختلف الدساتير في الجزائر نصوصا تخص الإدارة العامة في مجالات مختلفة منها على سبيل المثال المادة 16 حيث تحدثت عن اللامركزية وعددت المواد 17 و18 الأملاك الوطنية وأرست المادة 20 مبدأ نزع الملكية الخاصة للمنفعة العامة .
فالدستور الجزائري يعد مصدرا من مصادر قانون الإدارة العامة الجزائرية فيما يتضمنه من نصوص ومبادئ تتعلق بالنظام الإداري الجزائري من الناحية الفنية أو القانونية من حيث إنشاء الإدارة العامة أو أحكام نظام سيرها والرقابة على أعمالها.

الفرع2: التشريع العادي (القانون)
لم تقف خصيصة عدم قابلية القانون الإداري للتقنين حائلا دون سن نصوص تحكم مجالات كثيرة تخص الإدارة.
حيث يشكل الدستور، بمعناه الضيق،المصدر الرئيسي للقانون الإداري،ذلك أن أغلب جوانب الإدارة العامة تنظمها وتحكمها قواعد واردة في قوانين متعددة صادرة عن السلطة التشريعية(البرلمان) في المجالات الواردة بالمادة 122و المادة 123 من الدستور إذ يتعلق جلها بالإدارة العامة بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
فالقانون المدني يتضمن العديد من القواعد والأحكام المتعلقة بالإدارة العامة مثل المادة49 المتعلقة بالأشخاص الاعتبارية،وهي الأشخاص القانونية الأساسية بالنسبة للقانون الإداري أو المادة 677 التي تحدد القيود والشروط المتعلقة بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة.
وقانون العقوبات تعرضت أحكام مواده إلى قضايا وموضوعات ذات علاقة مباشرة بالإدارة العامة في العديد من جوانبها،مثل ما ورد خاصة:في حماية الموظفين أثناء أداء مهامهم بالإدارة العامة من مختلف الاعتداءات عليهم،وذلك بتحريمها ومعاقبة مرتكبيها.
ومن قواعد القانون الإداري،وهي كثيرة،ما ورد أيضا بقوانين مستقلة وقائمة بذاتها:
سواء كانت متعلقة بأوضاع عامة،مثل قوانين الإدارة المحلية ونعني بالذكر مثلا:
-القانون رقم 90-08 المؤرخ في 07/04/1990 والمتعلق بالبلدية
-القانون رقم 90-09 المؤرخ في 07/04/1990 والمتعلق بالولاية
أو القوانين التي تتعلق بمجالات ومواضيع محددة،مثل:
القانون رقم 91-11 المؤرخ في 27/04/1991 و المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة.
إذن القانون هو مصدر نصي هام،ويستخدم كأساس للمراقبة التي يقوم بها القاضي على مشروعية العمل الإداري.كما يلعب دورا هاما في تنظيم جانبها العضوي وفي جانبها الموضوعي-الوظيفي.
الفرع3: التشريع الفرعي(اللوائح والقرارات الإدارية)
و تسمى كذلك بالتشريع الفرعي، ويقصد به،التشريع الذي يصدر عن السلطات التنفيذية،تمييز له عن التشريع العادي أي القانون الذي يصدر دائما كمبدأ عام عن السلطة التشريعية.
تساهم المراسيم الرئاسية والتنفيذية والمناشير والقرارات الوزارية الفردية والمشتركة والقرارات الصادرة عن رؤساء المجالس الشعبية البلدية و%0

محب بلاده
2012-01-01, 22:36
خصائص الدولة .
خطة البحث
مقدمة
المبحث الأول : الشخصية المعنوية للدولة
المطلب الأول : المقصود بالشخصية المعنوية للدولة
الفرع الأول : إنكار الشخصية المعنوية للدولة
الفرع الثاني : تأيد الشخصية المعنوية للدولة
المطلب الثاني : نتائج الشخصية المعنوية للدولة
الفرع الأول : وحدة الدولة و استمرارها
الفرع الثاني : الذمة المالية للدولة
الفرع الثالث : المساواة بين الدول
المبحث الثاني : السيادة
المطلب الأول : مفهوم السيادة للدولة
الفرع الأول : المقصود بسيادة الدولة
الفرع الثاني : خصائص سيادة الدولة
الفرع الثالث: مظاهر السيادة
المطلب الثاني : نظريات سيادة في الدولة
الفرع الأول : نظرية سيادة الحاكم
الفرع الثاني : نظرية سيادة الأمة
الفرع الثالث : نظرية سيادة الشعب
المبحث الثالث : خضوع الدولة للقانون
المطلب الأول : التطور التاريخي لخضوع الدولة للقانون
المطلب الثاني : النظريات الفلسفية لدولة القانون
المطلب الثالث : المبادئ الوضعية التي تقوم عليها دولة القانون

مقدمة

تشكل الدولة ابرز ظاهرة في الحياة الاجتماعية ، فهي عبارة عن مؤسسة سياسية ذات سلطة ملزمة في إقليم معية على الشعب المكون لها ، فما قمنا بصدد ذكره يمثل أركان الدولة فلا تقوم أي دولة إلا بها ، إضافة إلى ذلك فلكل دولة خصائص تميزها عن باقي الدول الأخرى ، و لقد كتب في ذلك أو في هذا الموضوع الكثير نظرا لأهميته ، و من خلال قراءتنا للمراجع المتحصل عليها قمنا بتسطير خطة سنقوم من خلالها البحث ما هي هذه الخصائص ؟
المبحث الأول : الشخصية المعنوية la personne morale
تتمتع الدولة بالشخصية المعنوية أو القانونية
المطلب الأول : المقصود بالشخصية المعنوية للدولة
الشخص المعنوي هو شخص قانوني متميز على الآدميين بأنه قادر على اكتساب الحقوق وتحمل الالتزامات .
ويقصد بالشخصية المعنوية للدولة، أهلية الدولة لاكتساب الحقوق و التحمل بالالتزامات التي يفرضها القانون، بمعنى أهلية الوجوب و أهلية الأداء.
وهذا يعني أن شخصيتها منفصلة عن شخصيات الأفراد المكونين للدولة سواء الذين يمارسون السلطة و الحكم فيها أو المحكومين و هذا ما دفع بعض الفقهاء إلى تعريف الدولة بأنها تشخيص القانوني للأمة .
و لقد ذهب بعض الفقهاء إلى إنكار الشخصية للدولة و البض الآخر إلى إثباتها
الفرع الأول : إنكار الشخصية المعنوية للدولة
يذهب أصحاب هذا الفريق إلى إنكار الشخصية المعنوية للدولة لأنهم يعتبرون الدولة على أنها ظاهرة اجتماعية موجودة بانقسام فئتين حاكمة و محكومة و فالفئة الأولى هي التي تضع القوانين و الثانية تخضع لتلك القوانين و لسلطتها .
ومنهم من ذهب إلى القول (جيز G Jeze) أنه لم يتناول طعامه مع شخص معنوي jen’ai jamais déjeuné avec une personne morale و أما G.Scello فإنه يرى أن الدولة مجرد جهاز المرافق يعمل في خدمة الجماعة ، و كذلك النمساوي كلسن الذي يرى أن الدولة مجموعة من القواعد القانونية الآمرة، و بالتالي يرفض كل من هؤلاء الفقهاء فكرة الشخصية المعنوية للدولة
و منهم أيضا منيرى و على رئسهم (روزنبرج) أن الشعب محور النظام السياسي و ، ذلك أنه هو الذي ينشئ الدولة ويفرض القانون و يمنح السلطة الفوهرر Fûhrer رمز الحدة العرقية الذي يقود المجتمع إلى مثله الأعلى المتمثل في السواد الجنس الآري ، و أما الماركسية يرون أن الدولة هي جهاز يخدم الطبقة المستغلة و إجبار الطبقة الكادحة على قبول المر الواقع و هذا كله ما هو إلى حيلة وبالتالي هذا الفريق أيضا يرفض الفقهاء فكرة الشخصية المعنوية للدولة بحجة أن الطبقية و الاستبداد الطبقة الحاكم على المحكومة و لكن العيب في الأشخاص و ليس في الفكرة .
الفرع الثاني : تأيد الشخصية المعنوية للدولة
يعترف الكثير من الفقهاء بالشخصية المعنوية للدولة مثلها مثل المنضمات والجمعيات و المؤسسات ... و منه فتمتع الدولة للشخصية المعنوية يمنحها القدرة على التمتع بالحقوق و التحمل بالالتزامات بموجب القانون الوضعي
و بالتالي فكرة الشخصية المعنوية يترتب عنها نتائج و هي :
المطلب الثاني : نتائج الشخصية المعنوية للدولة
الفرع الأول : وحدة الدولة و استمرارها
حيث تعتبر الدولة و حدة قانونية مستقلة و متميزة عن الأفراد المكونين لها ويترتب على ذلك الدوام والاستمرار أي أن زوال الأفراد لا يؤثر في بقائها بمعنى أن الدولة لا تزل بزوال الأشخاص ، و كذلك فالمعاهدات والاتفاقيات التي أبرمتها الدولة ، تبقى نافذة مهما تغير شكل الدولة أو نظام الحكم فيها ، و تبقى التشريعات سارية في حالة تغيير شكل الدولة أو نظام الحكم فيها أو القائمين عليها ما لم تعدل هذه التشريعات أو تلغ
الفرع الثاني : الذمة المالية للدولة
تتمتع الدولة بذمة مالية حيث عليها التزامات و حقوق مالية منفصلة عن ذمة الأعضاء المكونين و المسيرين لها و الأشخاص الحاكمين فهم يتصرف باسمها و لحسابها فقط
الفرع الثالث : المساواة بين الدول
بما أن كل دولة لها شخصيها المعنوية فإن الدول متساوية فيما بينها إلا أن هناك بعض العوامل الأخرى تحول دون تحقيق هذه المساواة .
المبحث الثاني : السيادة La Souveraineté
إضافتا إلى الشخصية المعنوية للدولة هناك خاصية السيادة
المطلب الأول : مفهوم السيادة للدولة
الفرع الأول : المقصود بسيادة الدولة
معنى كلمت السيادة اللغوي " الأعلى" .
لقد اتخذت السيادة في البداية مفهوما سياسيا ثم قانوننا، و لقد عرفها الفقيه جون بودان (1530-1596) بالاستقلال المطلق و عدم التبعية سواء في الداخل أو الخارج ، و كان الهدف آنذاك و خاصة في فرنسا هو تحقيق الاستقلالية من الكنيسة و الإمبراطورية من جهة كذالك ، أما المفهوم القانوني للسيادة فيعني ملك السلطات الحكومية و ممارستها من قبل الدولة ، تعرق كذلك بأنها المباشرة الداخلية و الخارجية لاختصاصات السلطة الحاكمة .
الفرع الثاني : خصائص سيادة الدولة
للسيادة خصائص هي
أولا: سلطة شاملة و قائمة على أساس القانون لأنها تسمح للقائمين على الحكم بسن قواعد قانونية ملزمة و تطبق على جميع الموطنين
ثانيا: سلطة أصلية ذاتية و لا تخضع لأي سلطة أخرى مهما كانت ولا يمكن التنازل عنها و لا يمكن تجزئتها
ثالثا: سلطة عليا و مطلقة و لا توجد سلطة أخرى مساوية أو اعلي منها
الفرع الثالث: مظاهر السيادة
أولا: السيادة القانون و السيادة السياسية
1- السيادة القانونية معناها سلطة الدولة في إصدار القوانين و تنفيذها
2- السيادة السياسية فالشعب هو صاحب السيادة السياسية و هو الذي يتولى اختيار المسيرين للدولة و ممارسة السيادة القانونية
ثانيا: السلطة الداخلية و السلطة الخارجية
1- السلطة الداخلية وهو أن تبسط السلطة السياسية سلطاتها على إقليم الدولة. بحيث تكون هي السلطة الآمرة التي تتمتع بالقرار النهائي.
2- السلطة الخارجية يعني استقلالية الدولة وعدم خضوعها لدولة أخرى .
المطلب الثاني : نظريات سيادة في الدولة
أي من هو صاحب السيادة في الواقع ؟ وللإجابة على هذا الإشكال ظهرت عدة اتجاهات
الفرع الأول : نظرية سيادة الحاكم
حتى أواخر القرن 18 م كان يعتقد بأن السيادة تعود للحاكم (الملك) و هي سيادة مطلقة و ساد الخلط آنذاك بين السلطة السياسية و شخص الملك و بعد ظهور المبادئ الديمقراطية في العصر الحديث انقسم الفقهاء إلى اتجاهين ، اتجاه يحدد صاحب السيادة في الأمة و اتجاه يحدد صاحب السيادة في الشعب
الفرع الثاني : نظرية سيادة الأمة
هذه النظرية تعتبر أن السيادة ليست للحاكم و إنما للأمة تنتسب نظرية سيادة الأمة إلى جون جاك روسو في كتابه الشهير "العقد الاجتماعي" على مبدأ سيادة الإرادة العامة التي نشأت بالعقد الاجتماعي و هذه الإرادة العامة ليست حاصل جمع الإرادات الجزئية للأفراد و لكن إرادة الكائن الجماعي قيل بأن السيادة وحدة واحدة لا تتجزأ أو غير قابلة للتصرف فيها أو التنازل عنها فهي ملك الأمة وحدها ، وقد اعتنقت الثورة الفرنسية هذه الفكرة و حولتها إلى مبدأ دستوري إذ نص إعلان حقوق الإنسان و المواطن سنة 1789 على أن الأمة مصدر كل سيادة3 ، و يترتب على هذه النظرية نتائج منها
1- تنج النظام النيابي التقليدي و هذا عند الأحد بعدم التجزئة السيادة.
2- الانتخاب وظيفة وليس حقا و الأخذ بالاقتراع المقيد .
3- النائب ممثل للأمة و التنكر لمفهوم الوكالة الإلزامية .
و لقد تم نقد هذه النظرية و منها :
إن اعتبار الأمة وحدة واحدة مستقلة عن أفرادها المكونين لها يؤدي لاعتراف لها بالشخصية المعنوية وبالتالي إلى قيام شخصين معنويين يتشاركان على إقليم واحد وهما الدولة والأمة .
الأخذ بنظرية سيادة الأمة يؤدي إلى الاستبداد لأن السيادة مطلقة
إن مبدأ سيادة الأمة استنفذ أغراضه لا توجد حاجة في الوقت الحاضر للأخذ بهذه النظرية
الفرع الثالث : نظرية سيادة الشعب
تعترف هذه النظرية بالسيادة للشعب باعتباره مكون من أفراد ولدوا أحرار و متساوين بحيث تنقسم بينهم السيادة و يشكل متساوي و يقصد هنا الشعب السياسي و ليس الاجتماعي .
و من النتائج المترتبة علي سيادة الشعب
الانتخاب حق و ليس وضيفة لأن المواطن له جزء من السيادة و هو حق عام لكل الشعب السياسي
تتناسب هذه النظرية مع الديمقراطية المباشرة على عكس نظرية سيادة الأمة التي تتناسب مع الديمقراطية النيابية و أنها لا تتماشى إلى مع النظام الجمهوري
القانون وفقا لنظرية سيادة الشعب يعد تعبير عن إرادة الأغلبية و على القلية الإذعان له.
و تنقد هذه النظرية على النحو التالي :
أن الناخبون ليسوا دائما على صواب و الأفراد لهم بحق عزل النائب في حالة التعارض مع مصالحهم تجزئة السيادة لا تمنع من تعسف السلطات الحاكمة لقد أصبحا الاقتراع في أغلب الدول حقا و ليس وضيفتا و عاما وليس مقيدا و منه التعارض أصبح نظريا فقط
المبحث الثالث : خضوع الدولة للقانونla Soumission de l’Etat à la loi
لقد أصبح خضوع الدولة للقانون خاصية تميز الدول الحديثة مبدأ من المبادئ الدستورية.
المطلب الأول: التطور التاريخي لخضوع الدولة للقانون
مرت على الدولة مراحل زمنية، كان الخضوع للقانون فيها مختلف عن الآخر حيث كانت تخضع لسلطت الحكم و كانت سلطته مطلقة لكن بعد ظهور المسيحية (النصرانية) كانت البداية و لقد أعطت هذه الأخيرة و سمحت ببعض الحريات كحرية العقيدة ، و قلصت مهام الملك أو السلطان خاصة في ما يخص الأمور الدينية ، لكن رغم هذا في هذه الفترة لم تكن الدولة تخضع للقانون خضوعا عادل و منصف بل كانت تخضع لهوى الحاكم و رغبته ، أثناء هذه الفترة وقبل النهضة الأوربية ظهر الإسلام ، كانت الدول الإسلامية كانت تخضع للقانون ، فالفرد كانت له حقوق عليه واجبات و كان الحكم (الخليفة) يخضع للقانون مثله مثل أي فرد و كان يعمل على تطيق الشريعة الإسلامية حيث كان القضاء في تلك الفترة منفصل عن سلطته فكان مبدأ الفصل بين السلطات قائما بذاته ، و بعد ذلك و خاصة في القرن (16) السادس عشر و بالتحديد بعد ظهور المذهب البروتستانتي في أوربا- الذي كان يعيش في جهل و تخلف - التي سمح بظهور أفكار تقوم على مطالبة بحقوق الأفراد و حرياتهم و تخلصوا من فكرة أن السيادة أنها فكرة دينية ، وبعدها و القرن السابع عشر وخاصة بعد ظهور فكرة أن الشعب صاحب السيادة في الدولة ، و وقوع عددت ثورات و خاصة الثورة الفرنسية مما سمح بانتشار الأنظمة الديمقراطية و إقرار مبدأ الفصل بين السلطات و استقلال القضاء وخضوع الحاكم و كل الأفراد الدولة لذلك .
المطلب الثاني : النظريات الفلسفية لدولة القانون
الفرع الأول : نظرية القانون الطبيعي
هناك قانون طبيعي يسمو على الجميع التي يجب أن تحكم السلوك البشري ، لأنها منبثقة عن طبيعة الإنسان باعتباره كائن عاقل و هذا القانون يعد سابق على دولة فهو قيد الحاكم الذين عليم الالتزام به و بعد أن يستخلصه العقل البشري و يصوغ القوانين الوضعية على ضوئها ، و لقد سادت هذه النظرية عند الإغريق و الرمان ثم ازدهرت في القرن 17م إلى القرن 19م و تنقد هذه النظرية بسبب غموضها و غير محددة وكما أن القانون متغير و متطور حسب المجتمعات في حين أن القوانين الطبيعية ثابتة
الفرع الثاني : نظرية الحقوق الفردية
مفادها أن للفرد حقوقه الطبيعية التي تولد معه و لذا فهي سابقة على الدولة و على الجماعة نفسها و أن الفرد لا يتنازل عنها بانضمامه على الدولة بل أن الدولة تنشئ من أجل حمايته و دعم تلك الحقوق و من ثم فهي ثم فهي مقيدة بتلك الحقوق التي لا تستطيع المساس بها لأنها تشكل علة وجودها
هذه النظرية مرتبطة بنظرية القانون الاجتماعي و نظرية التضامن الاجتماعي ومنه فالانتقادات الموجهة لهذه النظرية هي نفس الانتقادات نظرية القانون الطبيعي.
الفرع الثالث : نظرية التحديد الذاتي
مفادها بما أن الدول هي من تسن القوانين فخضوعها لا يكون خضوعا مطلقا ، غير أن الدولة مضطرة من اجل البقاء و من اجل أداء مهامها و تحقيق العدالة و الأمن و من اجل ضمان طاعة المحكومين لها و بالتالي أن الدولة لا تخضع لقيد من القيود إلا إذا كانت نابعة من إرادتها الذاتية و لكن خضوع الشخص لإرادته لا تعتبر خضوعا و لا يعقل أن تتقيد الدولة بالقانون بمحض إرادتها طالما كان في وسعها أن تخالفه بمعنى انه يمكن أن تعدل و تلغي أي قانون بإرادتها
الفرع الرابع : نظرية التضامن الاجتماعي
يرى أصحب هذه النظرية و على رأسهم ليون دوجي أن الإنسان دائما يبحث إشباع حاجياته ولا يكون ذالك على بالتعاون المشترك وهذا حسب فكرة التضامن بالتشابه ، وهناك فكرة أخرى وهي تضامن بتقسيم العمل أي أن الأفراد ليمكن إشباع الحجات إلا عن طريق تبادل الخدمات و بالتالي يولد جزاء اجتماعي إذا ما قامت الدولة بالانحراف عن ذلك و لكن انتقدت هذه النظرية بالتنافس والتنازع و التناحر في المصالح بين الأفراد .
المطلب الثاني : المبادئ الوضعية التي تقوم عليها دولة القانون
نقصد بالمبادئ التي تقوم عليا دولة القانون بالعناصر التي تميز دولة القانون أو ما هي الضمانات لذلك أي التي تضمن خضوع جميع نشطات الدولة للقانون و هي كالأتي :
الفرع الأول : ضرورة وجود الدستور
ضرورة وجود الدستور و هو من أهم الضمانات، ففيه تحدد اختصاص كل
سلطة من السلطات الثلاث و يقيدها و هو المنشأ لها و عليه الالتزام بنصوصه و احترام مبادئه
الفرع الثاني : الأخذ بمبدأ تدرج القواعد القانونية
الدستور هو في قمة الهرم ثم يليها القانون الوضعي ثم اللوائح و القرارات التنظيمية و أخيرا القرارات الإدارية الفردية، و يجب اعتماد مبدأ القانون الأدنى لا يتعارض مع القانون الأعلى سواء من حيث الموضوع أو الشكل.
الفرع الثالث : الفصل بين السلطات
يعود هذا المبدأ إلى الفقيه منتسكيو و هذا حيث يرى هذا الأخير أنه على كل سلطه أن تقون بمهامها و لا يكون تداخل في ذلك ولا يكون تجاوز في الاختصاص والمهام الموكلة لها ، أي على السلطة التشريعية سن القوانين و السلطة التنفيذية بتنفيذ تلك القوانين و الكشف عنها, وأما السلطة القضائية تقوم بتطبيق القوانين على نزاع يعرض أمامها.
الفرع الرابع : سيادة القانون
و بفرض على الشعب المكون للدولة التقيد بالنظام القانوني القائم و وضع ضمانات للمحكومين .
الفرع الرابع : الرقابة القضائية على الأعمال الإدارية
العمل على أن يق القضاء ضد أي تعسف من الإدارة لأن الرقابة القضائية أكثر فعالية من أي رقابة
الخاتمة
فكل دولة تتميز عن غيرها و ذلك بخاصية الشخصية المعنوية لها ، و هي أساس مباشرة الدولة لنشاطها كوحدة قانونية لها ذمة مالية مستقلة عن الأفراد المكونين لها سواء كانوا حكام أو محكومين ، و كذلك تتميز الدولة بخاصية السيادة التي تمكنها من فرض إرادتها في الداخل و الخارج ، زد على دلك خضوع الدولة للقانون و لسيادته و لا لإرادة الحاكم كما كان عيه الشعوب القديمة ، فكلمن هذه الخصائص لبديل عنها لقيام دولة القانون

المراجع:
1- د. سعد الله عمر ، د. بن ناصر أحمد ، قانون المجتمع الدولي المعاصر، الطبعة الثالثة 2005، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر
2- د. بوالشعير سعيد ، القانون الدستوري و النظم السياسية المقارنة الجزء الأول ، الطبعة السابعة 2005، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر
3- د. أوصديق فوزي ، الوسيط في النظم السياسية القانون الدستوري القسم الأول النظرية العامة للدولة ، طبعة 2000، دار الكتاب الحديث ، الجزائر
4- أ. بوديار حسين ، الوجيز في القانون الدستوري ، طبعة 2003 ، دار العلوم للنشر و التوزيع، عنابة الجزائر

محب بلاده
2012-01-01, 22:38
المصادر الاحتياطية للقانون *خطّة البحث :
- المقدّمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـة.


* المبحث الأوّل : الشريعة الإسلامية كمصدر احتياطي للقانون .
• المطلب الأوّل: مـــفــــهــــوم الــــشــــريــعـــة الإسـلامـية لـغــة، و اصــطـلاحـا.
• المطلب الثاني: التفرقة بين الفقه الإسلامي، و مبادئ الشريعة الإسلامية.
• المطلب الثالث: مــصــادر الأحــكــام الــشــرعــيــة الــمــتّــفــق عـــلـــيـــهــــا.
• المطلب الرابع: مكانة مبادئ الشريعة الإسلامية من بين مصادر الـــقانون
الـجـزائـري .

*المبحث الثاني: العرف كمصدر احتياطي للقانون.
• المطلب الأوّل: مـــــفــهــوم الـــعـــرف، و أقـــســـامــه.
• المطلب الثاني: مــــــزايـــــا الـــعــــرف، و عــــيــوبــــه.
• المطلب الثالث: أركــــــــــان الــــــــعـــــــــــــــــــــــــــرف.
• المطلب الرابع: دور العرف، و أساس القوّة الملزمة له.

*المبحث الثالث: مبادئ القانون الطّبيعي، و قواعد العدالة.
• المطلب الأوّل: الـمـقــصــود بمــبادئ الــقانون الــطّـــبيعـي، و قـواعـد الــعــدالـة.
• المطلب الثاني: المقصود بالإحالة على مبادئ القانون الطّبيعي،و قواعدالعدالة. • المطلب الثالث: مدى ملائمة الإحالة إلى مبادئ القانونالطّبيعي، و قــواعد العدالة.

- الخـــــــــــــــــــــــــــاتمـــــــــــــــــ ـة.




** المقدّمة:

بسم الله عليه نستعين، و سلام على نبيّيه، و الصلاة على حبيبه الصادق الأمين أمّا بعد..
لا شكّ أنّه حدث أن تساءلنا عمّا يلجأ إليه القاضي في حــال لم يجدنصّا،أو حلاّ في التـّشريع المعروض عليه؛و من هذا المنطلق أتى بحثنا هذامجيبا عن هذا التساؤل لأهميته القصوى.
فكلنّا يعلم أنّ التشريع هو أولّ ما يلجأ إليه القاضي باعتباره المصدر الرّسمي الأوّل،و لـــكنّ
التشريع كثيرا ما يكون قاصرا، و هذا ما يستدعي لجوء القاضي في هذه الحالإلى مصادر أخرى فرعية تدعى: المصادر الاحتياطية للقانون، و يكون مجبرا علىتطبيقها، و إلاّ يُعتبر مرتكبا لجريمة إنكار العدالة.و هذه المصادرسنتناولها من الأهمّ إلى المهمّ بدءًا بمبــادئ الـشريعة الإسلامية، كمصدررسميّ احتياطيّ بعد التّشريع- و هذا نظرًا لشمولــية الدّين الإسلامي،و مايتضّمنّه من أحكام عامّة، و شاملة؛ فالشريعة الإسلامية حسب اتفّاق العلماءهي مصـدر كلّ تشريع، أو تنظيم في المجتمع الإسلامي- لِيليها العرف،ثمّمبادئ القانون الطّبيعي،و العدالة.
و موضوعنا هذا برّمته يتبلور في إشكالية أساسية مفادها:
- ماهي المصادر الاحتياطية للقانون،و ما مدى أهميتّها ؟








* المبحث الأوّل: الشريعة الإسلامية كمصدر احتياطي للقانون.

تعدّ الشريعة الإسلامية المصدر الاحتياطي الأوّل حسب ما جاء في ترتيبالمادّة الأولى من القانون المدني الجزائري،فهي تعتبر مصدرا مادّيا،ورسميا في نفس الوقت،أضف إلى ذلك هي نظام شامل لجميع مجالات الحياة -الرّوحية، و الأخلاقية، و العملية – دون أن نفصّل بين أجزائها، و جوانبهاالمختلفة.

- المطلب الأوّل: مفهوم الشريعة الإسلامية لغة، و اصطلاحا
تستعمل كلمة الشريعة في لغة العرب في معنيين:أحدهما الطّريقة المستقيمة؛ ومن هذا المعنى قوله تعالى:  ثمّ جعلناك على شريعة من الأمر فاتبّعها، ولا تتبّع أهواء الذين لا يعلمون  الجاثية (08).
و الثاني هو مورد الماء الجاري الذي يُقصد للشُرب، و منه قول العرب:''شرعت الإبل إذا وردت شريعة الماء لتشرب ''، شبهتها هنا بمورد الماء لأنّبها حياة النّفوس، و العقول، كما أنّ في مورد الماء حياة للأجسام.
و أمّا في الاصطلاح الفقهي: فتطلق على الأحكام التّي شرّعها اللّه لعبادهعلى لسان رسول مــن الرّسل، فسميّت هذه الأحكام بالشريعة لأنّها مستقيمةلا انحراف فيها عن الطّريق المستقيم؛ محـــكمة الوضع لا ينحرف نظامها، ولا يلتوي عن مقاصدها.أمّا الإسلامية:فهذه نسبة إلى الدّين الإسلامي الذييستعمل في الاصطلاح الشّرعي؛ بمعنى الانقياد لأوامر الله، و التّسليمبقضائه، و أحكامه، و إلى العقائد الأهلية، و الأسس، و المبادئ للعقيدةالإسلامية، فالدّين، و الشّريعة، و الملّة بمعنى واحد.
- و من الشّريعة الإسلاميّة بمعناها الفقهي؛ اشتّق الشّرع، و التّشريع؛بمعنى سنّ القواعد القانونية سواء عن طريق الأديان،و يسمّى تشريعاسمويًا،أم كانت من وضع البشر،و صنعهم؛فتسمّى تشــريعا وضعيًّا.


.المطلب الثانـي: التفرقة بين الفقه الإسلامي،و مبادئ الشريعة الإسلامية .
فـالفقه هو الاجتهاد للتّوصّل إلى استنباط الأحكام الشرعية من الأدّلةالتّفصـيلية،و هو الجانب العملي من الشّريعة،و قد نشأ تدريجيا منذ عصرالصّحابة نظرا إلى حاجة النّاس لمعرفة أحكام الوقائع الجديدة (1)، وظهرتعدّة مذاهب فقهية إلى أن انتهى الأمر إلى اســتقرار الأربعة مذاهبالرئيسية؛و هي:المذهب المالكي، و الحنفي، و الشافعي، و المذهب الحنبلي.وتتميّز هـذه المذاهب باختلافها في بعض الأحكام التّفصيلية.
أمّا بالنسبة لـمبادئ الشّريعة؛فهي الأصول الكليّة التّي تتفرّع عنهاالأحكام التّفصيلية،فهي المبادئ العامّة التّي لا تختلف في جوهرها من مذهبلآخر،و هذا يعني أنّ النّظام القانوني في الشّريعة الإسلامية قائم علىقواعد، و أحكام أساسيّة في كلّ الميادين، و أنّ نصوص الشّريعة الإسلاميةأتـــت في القرآن،و السنّة بمبادئ أساسية،و تركت التفصيلات للاجتهاد فيالتّطبيق بحسب المصالح الزمنية، إلاّ القليل من الأحكام التّي تناولتهابالتفصيل كأحكام الميراث، و بعض العقوبات،و من ضمن المبادئ الأساسية فيقسم الحقوق الخاصّة:
أ. اعتبرت الشّريعة الإسلامية كلّ فعل ضارّ بالغير موجبا مسؤوليةالفاعل،أو المتسّبب، و إلزامه بالتعويض عن الضرر، و هذا المبدأ تضمنّهالحديث الشّريف:" لا ضرر، و لا ضرار ".
ب. مبدأ حسن النيّة في المعاملات،تضمنّه الحديث الشّريف:" إنّما الأعمال بالنيّات ".
ج. مبدأ أنّ العقد ملزم لعاقديه،فقد تضمنّته الآية القرآنية: يا أيّها الذين آمنوا أوفوا بالعقود  سورة المائدة
د. المتعاقدون أحرار في وضع شروطهم إلاّ ما يخالف النّظام العام،و الآدابالعامّة،و هذا ما تضمنّه الحديث الشّريف: " المؤمنون عند شروطهم إلاّ شرطاأحلّ حراما، أو حرّم حلالا ".

_____________________________
(1) د. وهبة الزحيلي : الفقه الإسلامي،و أدّلته،دار الفكر 1985 ،الجزء الأوّل،ص15 إلى 26 .


- المطلب الثالث: مصادر الأحكام الشرعية المتّفق عليها.
لقد اتّفق جمهور المسلمين على الاستناد على أربعة مصادر؛وهيالقرآن،السنّة،الإجماع، و القياس، و الدّليل على ذلك حديث معاذ بن جبل(رضيالله عنه)"الذي بعثه رسول الله(صلّى الله عليه،و سلم) قاضيا بالإسلام إلىاليمن، -فقال له الرّسول:كيف تقضي يا معاذ إذا عُرِضَ لك قضاء ؟-قال: أقضيبكتاب الله.-قال:فإن لم تجد في كتاب الله ؟-قال:فبسنّة رسول الله.-قال:فإنلم تجد في سنّة رسول الله.-قال:أجتهد برأيي،ولا آلو.أي لا اُقصّر فيالاجتهاد.فضرب رسول الله(صلّى الله عليه،وسلّم) على صدره، و قال:الحمد للهالذي وفّق رسول الله لما يرضى الله، و رسوله".
و نتناول هذه المصادر بالتّرتيب، و بالتّفصيل الآتي:
أوّلا: القرآن الكريم
هو كتاب الله، نزل القرآن على النبيّ صلّى الله عليه،و سلّم، منّجمًا علىمدى ثلاث، و عشرين سنة؛ فبعض الآيات صرّحت بالأحكام مباشرة، و حدّدتهاتحديدا قاطعا، كآيات العبادات،و المواريث،و آيات تحريم الزنا،و القذف،والقتل بغير حقّ،و بعض الآيات لم يُعَيَّن المراد منـها على وجه التّحديد؛فكانت محلّ الاجتهاد إذ لم يفصّل فيها، و جاءت بصيغة الإرشاد، والتّوجيه،كالآيات المتعلّقة بالمعاملات الماليّة،و حتّى التّي فصّل فيها اكتفتبالإرشاد، و التّوجيه، كآيات المداينة مثلا.
و قيل في تبرير هذا أنّ هذه الآيات خاصّة بمعاملات تتغيّر بتغيّر الظروف،وتطوّر الزّمن، لذلك اكتفى القرآن فيها بالقواعد الكليّة حتّى يكون النّاسفي سعة من أمرهم.
و الذي يتصدّى لاستنباط الأحكام الشّرعية من القرآن الكريم لابدّ أن يعرفهكلّه،و هو أكثر من ستّة آلاف آية منها ما نسخ،و منها ما عدّلت أحكامها،ولم يختلف الفقهاء في نسخ القرآن،و لكنّهم اختلفوا في نسخ القرآنبالسنّة.فقد أجاز فقهاء المذهب الحنفي ذلك،و رأوا أنّ آية المواريث التّيجاء
فيها :  كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين، والأقربين بالمعروف حقّا على المتّقين ، قد نسخت بحديث رسول الله (صلّىالله

عليه،وسلّم): "لاوصيّة لوارث "، لكن جمهور الفقهاء لا يتقّبلون نسخ الكتاببالسنّة،و لو كانت متواترة (1) لـقوله تعالى: ما ننسخ من آية،أو نسنّهانأت بخير منها، أو مثلها ألم تعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير.
ثانيا: السنّة
السنّة هي ما صدر عن قول عن رسول الله(صلّى الله عليه، و سلّم) فتسمّىسنّة قولية،و قد تكون فعلية؛و هي ما تستخلص من أفعال الرّسول (صلّى اللهعليه،و سلّم)،و لا بدّ من تحليل القول، و الفعل،و دراسة المصدر هل هومقبول، أو لا. و قد تكون السنّة تقريرية، و هي أن يسكت الرّسول عن عمل،أوقول، و هو حاضر، أو غائب بعد علمه به.و قد يبدي الرّسول موافقته، أو يظهراستحسانه له (2)، و هناك من يزيد عن سبعة آلاف حديث تتطّلب من المجتهدقدرا من النّباهة، و قد اختلفت المذاهـب في الأخذ بالأحاديث وفقا للثقة فيالرّاوي،و الصّفات التّي يجب أن تتوافر فيه.
ثالثا: الإجماع
إنّ الحاجة المّاسة إلى الحكم في القضايا الجديدة في عصر الصّحابة بعدوفاة النّبي(صلّى الله عليه،و سلّم) أدّت إلى نشأة فكرة الإجماع عن طريقالاجتهاد الجماعي.ّ
و الإجماع عند جمهور الفقهاء؛هو اتفّاق المجتهدين من اُمّة محمد(صلّى اللهعليه،و سلّم)بعد وفاته في عصر مـن العـصور على حكم شرعي (3)، و هنـاك منيرى ضرورة اتـفّاق جميع المجتهدين لـقول الرّسول(صلّى الله عليه، و سلّم):" لا تجتمع أمّتي على ضلالة "، و يذهب بعض الفقهاء إلى أنّه يكفي إجماعأكثر المجتهدين، و يستدّلون بقول الرّسول(صلّى الله عليه و سلّم):" أصحابيكالنّجوم بأيّهم اقتديتم،اهتديتم ".و الإجماع عند جمهور الفقهاء هو اتفّاقجميع المجتهدين.
___________________________________
(1) د. وهبة الزحيلي :أصول الفقه الإسلامي،المرجع السّابق،الجزء الثاني،ص971 و 972.
(2) د. وهبة الزحيلي :أصول الفقه الإسلامي،المرجع السّابق،الجزء الأوّل،ص 450.
(3) د. وهبة الزحيلي : نفس المرجع،ص 490 .


و يرى الأستاذ أبو زهرة أنّه بعد إجماع الصّحابة الذي كان متواترا، و الذيلم يختلف على إجماعهم أحد، تنازع الفقهاء في الإجماع، و لا يكادون يجمعونعلى إجماع (1).
و لكن يرّد على هذا الرأي بأنّه لا يمكن قصر الإجماع على الصّحابة فهو فيمتناول أهل كلّ عصر (2) لقول رسول(صلّى الله عليه، و سلّم): " لا تزالطائفة من أمتّي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم خلاف من خالفهم حتّى يأتي أمرالله ".

رابعا: القياس
و هو إلحاق أمر غير منصوص على حكمه الشّرعي بأمر منصوص على حكمه بالنصّعليه في الكتاب و السنّة لاشتراكهما في علّة الحكم.و هو مشتّق من أمر فطريتقرّه العقول، و يفرضه المنطق،إذ أساسـه ربط بين الأشياء المتماثلة إذاوُجـِدَت صفات موّحدة بينها، فلابدّ من اشتراكهما في الحكم. و القياس هوأعمال للنّصوص الشّرعية بأوسع مدى للاستعمال، فهو ليس تزيّدا فيها، و لكنتفسير لها(3).
و أركان القياس هي:الأصل؛ و هو المصدر من النّصوص الذي يبيّن الحكم،الفرع؛ و هو الموضوع الذي لم ينّص على حكمه، أمّا الحكم؛ فهو الأمر الذياتّجه القياس إلى تَعَدِّيه من الأصل إلى الفرع لوجود علّة مشتركةبينهما.فإذا قال سبحانه،و تعالى مثلا :  إنّما الخمر،و الميسر، والأنصاب، و الأزلام رجس من عمل الشّيطان فاجتنبوه لعلّكم تفلحون .
فهذا نصّ عن الخمر،و الحكم هو تحريمه،و العلّة من تحريمه هي الإسكار،وكذلك هو الضرر الغالب إذ يقول سبحانه،و تعالى : يسئلونك عن الخمر،والميسر قل فيهما إثم كبير،و منافع للنّاس. فيمكن بهذا إلحاق النّبيذبالخمر، و يعتبر النّبيذ فرعا، و يمكن الإلحاق به كلّ ما فيه ضرر غالبفيكون حراما. و القيّاس الصّحيح هو الذي لا يتعارض مع الكتاب، و السنّة بليعدّ تطبيقا لهما.
___________________________________
(1) الإمام محمد أبو زهرة:أصول الفقه، دار الفكر، القاهرة، بدون تاريخ ص 198.
(2) د. وهبة الزحيلي :أصول الفقه الإسلامي،المرجع السّابق،الجزء الأوّل،ص 533.
(3) الإمام محمد أبو زهرة:المرجع السّابق، ص 204 إلى 209.

- المطلب الرابع:
مكانة مبادئ الشريعة الإسلامية من بين مصادر القانون الجزائري.

إنّ الشّريعة الإسلامية تعدّ مصدرا رسميّا للقانون الجزائري إذ تنّص المادة الأولى من القانون المــــدني
على ذلك، فعلى القاضي إذا لم يجد حكما في التّشريع الرّجوع إلى مبادئ الشّريعة الإسلامية، و يقوم
باستخلاصها من الكتاب، و السنّة، و الإجماع، و القيّاس، و ذلك باعتبار الشّريعة الإسلامية المصدر
الرّسمي الثاني بعد التّشريع.
و تعدّ الشريعة الإسلامية أيضا مصدرا مادّيا للقانون الجزائري، و المقصود بذلك أنّ المصدر المـــادّي،
أو جوهر بعض نصوص القانون استمدّها المشرّع من مبادئ الشريعة الإسلامية،فيعدّ قانون الأسرة مستمّدا من الشريعة الإسلامية فيما يتعلّق بالزّواج، والطّلاق، و الولاية، و الميراث، و الوصيّة، و الوقف،وتعدّ الشريعةالإسلامية أيضا مصدرا مادّيا لبعض نصوص القانون المدني منها حوالةالدّين،و كذلك استّمد القانون المدني الأحكام الخاصّة بتصرّفات المريض مرضالموت من الشريعة الإسلامية كما تعـدّ أحكام خيار الرؤية المعروفة فيالشريعة الإسلاميّة مصدرا مادّيا للمادّة 352 مدني.و نظرية الظروفالطّارئة التّي نصّ عليها القانون الوضعي مأخوذة من نظرية العذر فيالشريـعة الإسلامية، و إن كان يتـرّتب عليها فسخ العقد بالنّسبة لمبادئالشريعة الإسلاميّة بينما يترّتب عليها تعديل الالتزامات مع بقاءالعقدقائما بالنّسبة للقانون الوضعي.
و قد جعل المشرّع الجزائري القرض بفائدة بين الأشخاص باطلا وفقا للمادّة 454 من القانون المدني،
و المصدر المادّي لهذا النّص هو الشريعة الإسلامية.
و يلاحظ أنّه إذا كانت الشريعة الإسلامية مصدرا مادّيا لبعض النّصوص التّشريعية، فذلك يعني أنّ
القاضي ملزم بالنّـص التّشريعي،و لا يرجع إلى مــبادئ الشريعة الإسلامية إلاّ لمــساعدته على تفسير
النّصوص المستمدّة منها.





*المبحث الثاني: العرف كمصدر احتياطي للقانون.

العرف هو ما ألّفه النّاس،و ساروا عليه في تصّرفاتهم،سواء كان فعلا،أو قولا،دون أن يصادم نصّا.
و هو يعتبر من أقدم مصادر التّشريع الإنساني، إذ أنّ البشرية بدأت بعادات،و أعراف جـعلت منها شريعة تحتكم إليها.و لا يزال العرف إلى يومنا هذا منأهمّ المصادر للقوانين (المادّة 1/2 من القــانـون المدني الجزائري ).والشريعة الإسلامية حينما جاءت وجدت كثيرا من الأعراف في المجتمعالعـربي،فأقرّت الصالح منها، و ألغت الفاسد من تلك العادات،و الأعراف.
و العرف الصحيح، كالمصالح المرسلة، يعتبر مصدرا خصبا في الفتوى، و القضاء، و الاجتهاد،فينبغي
أن يراعي في كلّ من تشريع الأحكام، أو تفسير النّصوص.
و سنتعرّض لموضوع العرف في ما يلي :
- المطلب الأوّل: مفهوم العرف،و أقسامه.
العرف هو ما استقرّ في النّفوس، و تلّقته الطّباع السّليمة بالقبول، فعلا، أو قولا، دون معارضة لنصّ،
أو إجماع سابق.
يفهم من هذا التّعريف أنّ تحقّق العرف يعتمد على عدد كبير من النّاس، اعتادوا قولا، أو فعلا تكرّر
مرّة بعد أخرى حتّى تمكّن أثره من نفوسهم، و صارت تتلّقاه عقولهم بالقبول، و الاستئناس.و من ثمّ
فإذا لم يكن الأمر المتعارف عليه شائعا بين أكثر النّاس لا يتكون به عرفا معتبرا، بل يكون من قبيل
العادّة الفردية، و السلوك الشخصي.و العرف أصل أخذ به الحنفية، و المالكية في غير موضع النصّ،
و هو عندهم ما اعتاده النّاس من معاملات،و استقامت عليه أمورهم.و قال ابنالعربي المالكي أنّ العرف دليل أصولي بنى الله عليه الأحكام، و ربط بهالحلال، و الحرام.و قد اتّخذ من قوله عليه السّلام: « ما رآه المسلمونحسنًا فهو عند الله حسن ».و الذي مفاده أنّ الأمر الذي يجري عليه عرفالمسلمين على اعتباره من الأمور الحسنة، يكون عند الله أمرا حسنا،و أنّمخالفة العرف الذي



يعدّه النّاس حسنا بشروطه المعتبرة شرعا، يكون فيه حرج، و ضيق، بقوله: «ما جعل عليكم في الدّين من حرج ». و من هنا، قال علماء المذهب الحنفي، والمالكي بأنّ الثابت بالعرف الصّحيح كالثابت بالنصّ الشّرعي(1).
- ينقسم العرف إلى أربعة أقسام رئيسية :
*1/ العرف اللّفظي(أو القولي) :
- هو اتّفاق النّاس على استعمال لفظ معيّن يخالف معناه اللّغوي لأنّه شاع بينهم استعماله، بحيث
أطلق هذا اللّفظ فهم معناه العرفي دون معناه اللّغوي.كتعارف النّاس علىإطلاق كلمة الولد على الذكر،دون الأنثى، مع أنّ الأصل اللّغوي يفيد شمولهلهما (2)، و عدم إطلاق لفظ اللّحم على السمك، مع أنّ اللّغة لا تمنع ذلك(3).و إطلاق لفظ الدّراهم على النّقود الرّائجة في بلد ما،مع أنّ الأصلالـلّغوي يفيد النّقود الفضيّة المسكوكة بوزن معيّن.
*2/ العرف العملي(أو الفعلي) :
- و هو اعتياد النّاس على الأفعال العادّية، أو المعاملات المدنية، أو التّجارية، و هو إمّا أن يكون
معروفا لدى الجميع فيسمّى عامّا ( حيث تمّ التّعامل به لدى كافّة النّاسمثلا )، و إمّا أن يكون خاصّا ببلد معيّن، أو بحرفة معيّنة.كتعارف النّاسعلى تعجيل الأجرة قبل استيفاء المنفعة، أو تعارفهم على البيع بالتعاطي منغير صّيغة لفظية، أو تعارفهم على دفع مبلغ معيّن من المهر في الزّواج قبلالدّخول و غيرها من الأعراف العملية.
*3/ العرف العامّ:
- و هو الذي ألّفه النّاس، و اعتادوه في كلّ البلاد في وقت من الأوقات، من حاجات، و لـــــوازم
أصبحت جارية في أغلب الحاجات، كتعارف النّاس في الصّناعات، و الحرف التّجارية، و الجلوس
في المقاهي دون تحديد المدّة،و دخول الحمّام دون شروط،و إقامة وليمة الزّفاف عند الزّوج،و غيرها.

___________________________________
(1) الإمام محمد أبو زهرة / أصول الفقه ص 261. (2) كقوله تعالى : " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين...".
(3) كقوله تعالى: " و هو الذي سخّر البحر لتأكلوا منه لحما طريا " النّحل14.

*4/ العرف الخاصّ:
- و هو الذي يتعارف عليه أهل بلد دون بلد، أو إقليم دون آخر، أو طّائفة من النّاس دون أخرى
كتعارف التجّار على أنّ العيب ينقص الثمن في البيع، و تعارفهم على استعمال خيار الرؤية في البيع
عن رؤية نموذج من البضاعة كلّها، و تعارف أهل بعض البلاد على تقسيم المهر إلى جزئين معجـّل،
و مؤجّل، و غيرها.

. المطلب الثاني: مزايا العرف، و عيوبه.
*1/ مزايا العرف:
يرجع الفضل في إبراز أهميّة العرف، ومزاياه للمدرسة التّاريخية التّي تعطي الأولوية للعرف على
التّشريع؛ إذ تبيّن أنّ العرف:
1 – يلائم،أو يوافق حاجات الجماعة،لأنّه ينشأ باعتياد النّاس عليه،فيأتي على قدر متـطلّـــبـات
المجتمع باعتباره ينبثق من هذه المتطّلبات،فبظهور متطّلبات جديدة تنشأ أعراف جديدة تزول بزوال
هذه المتطلبّات.
2 – كما أنّه يوافق إرادة الجماعة أيضا باعتباره يصدر عنها،و ينشأ في ضميرالجماعة،فهو قانون أكثر شعبية من التّشريع لأنّ مصدره الشّعب، بينماالتّشريع يصدر من السّلطة فيوافق إرادتها فقط،و قد سبق القول بأنّالقوانين إذا صدرت بهذا الشّكل لن تستمرّ طويلا.
3 – إنّ العرف قابل للتطّور وفقا لتطّور الظروف الاجتماعية، و الاقتصادية، فهو يـتـطّور بـتــطّــور
المجتمع،و يزول إذا زالت الحاجة التّي أدّت إلى ظهوره.
*2/ عيوب العرف:
يمكن إبراز عيوب العرف في المسائل التّالية :
1 – العرف بطيء التّكوين، و كان يعتمد عليه في مرحلة كان فيها التطّور الاقتصادي،و الاجتماعي
بطيئين، و لكن الآن مع سرعة تطّور المجتمع في جــميع المجالات لا يمــكنالاعتماد عـليه لتطــّورالمجتمع في الحالات التّي تتطّلب السرعة.


2 – العرف متعدّد بل قد يكون محلّيا خاصّا بمنطقة معيّنة،ممّا يؤدّي إلى تعدّد القواعد القانــونية،
بينما التّشريع موّحد يطّبق على الكّافة.لهذا يظلّ التّشريع أوّل مصدر للقـانون، و أهمّه، لأنّه يحقّـق
وحدة القانون، و الأمن، و الاستقرار، إلى جانب كونه قابلا للتطّور بسرعةكلّما تطّلبت الأوضاع ذلك،فيتّم إلغاء التّشريع القديم، أو تعديله، و صدورتشريع جديد.
3 – إنّ القواعد العرفية مرنة، و عدم كتابتها يجعلها صعبة بحيث يكون من العسير ضبطها،بينما
التّشريع يسهل ضبطه لكونه مكتوبا.
و لا تعني هذه العيوب أنّ العرف قليل الأهميّة، و لكنّه يعدّ أقلّ فائدة من التّشريع، و تـــظلّ له
مكانته بحيث يعدّ المخرج العملي في حالة عدم وجود نصّ تشريعي إذ يرجع القاضي على العــرف
الجاري،كما أنّ المشرّع يستعين بالعـرف في مسائل معيّنة لا عنه بصددها،إذ هناك مسائل تقـتـضي
طبيعتها أن تكون لها حلول متـنّوعة قابلة للتـغيير، و بفـضل عـدم تجميدها، أو تقـييدها بنصوص
تشريعية تحول دون تطّورها المستمّر.
. المطلب الثالث: أركان العرف.
للعرف ركنان:ركن مادّي،و ركن معنوي يميّزه عن العادّة الاتـّفاقية.

الركن المادّي:
و يتمثّل في اطّراد،أو تكرار سلوك النّاس في مسألة معيّنة بما يكفي لإنشاء عادة Usage تتوفرّ فيها
شروط أساسيّة، و هي:
- أن تكون عامّة(Usage général) و يكفي أن تكون كذلك،و لو كان العرف محلّيا،أو مهنيا.
- أن تكون قديمة) (Usage ancien أي مضت على ظهورها مدّة كافية لتأكيداستقرارها. و تختلف هذه المدّة باختلاف البيئة،و هكذا تتحقّق الأقدميةللعادة التي تنشأ في البيئات التجارية لكثرة تكرارها في وقت أقصر مقارنةبالعادة التي تنشأ في بيئة زراعية.
- أن تكون العادة ثابتة (Usage constant) أي اتبعت بنفس الصورة منذ ظهورها بغير انقطاع.



الركن المعنوي:
هو اعتقاد الناس بالزاميّة العادة، أي شعور الناس كافّة بأنّهم ملزمون باتّباع هذه العادّة لأنّــــــــها
أصبحت قاعدة قانونية،و يتعرّضون لجزاء في حالة مخالفتهم لها،و لا يوجدضابط يمكن الاستناد إليه لتحديد الوقت الذي يتمّ فيه توافر الشــعوربإلزام العرف. و لكن ينشأ هذا الشعور تـدريجيّا، و متـّى استقرّ أصبحتالعادّة عرفا.و الركن المعنوي هو الذي يفرّق بين العرف، و العادّة إذ لوافتقدت العادّة الركن المعنوي، ظلّت عادة فقط،و ليست عرفا، فتكون غيرواجبة التّطبيق كما أنّ التقاليد الاجتـماعية كالعادات المتعلّقة بآدابالزيارات،و التهنئة،و تقديم الهدايا في المناسبات حتّى لو كانت عاداتعامّة ثابتة،و قديمة،فإنّها ليست عرفا،لعدم شعور النّاس بإلزاميتهافمخالفتها لا يترّتب عنها جزاء.

العرف، و العادة الاتّفاقية.
يشترط العرف توفرّ الركنين المادّي، و المعنوي في نفس الوقت، و من ثمّ يتميّز عن مجرّد العــــادة
التـّـي يعمل بها دون أن يسود الاعتقاد بإلزامها، و لا يتحقّق فيها هذا العنصر إلاّ باختـيار الأفـراد
حينما يعبّرون عن إرادتـهم إزاءها بالاتـّـفاق على الأخذ بها،و لذلك يطلق عليها العادة الاتــّفاقية
( L’usage conventionnel).
و بما أنّ العادة يكون إلزامها بالاتـّفاق عليها فهي تخـتلف عن القاعدة المكملّة تشـريعية كـــــانت،
أو عرفية التـّي لا يلزم تطبيقها إلاّ إذا لم يوجد الاتـّفاق على خلافها.
و جدير بالذكر أنّ العادة غالبا ما تنتهي إلى أن تصير عرفا، و ذلك حينما تتوفرّ على عنـصر الإلـزام
المبني على عقيدة عامّة في وجوب احترام السنّة التّي تجري بها العادّة، ووجوب كفالة هذا الاحترام بقوّة القهر المادّي التّي تمارسها السّلطةالعامّة، و يترّتب على التفرقة بيــن العرف، و العادة الاتفاقية نتائجهامّة نذكر من بينها ما يلي: العرف كأيّ قاعدة قانونية يطبّق فــي شأنهمبدأ لا عــــذر بجهل القانون،أمّا العادة،و هي واقعة مادّية أساس إلزامهاإتـّفاق الأفراد فلا يصّح افتراض العلم بها.


العرف كأيّ قاعدة قانونية يلزم القاضي حتّى، و لو لم يطلب الخصوم تطبيقه على خلاف العادّة
التّي لا تطبّق إلاّ عند التمسّك بها من طرف المتقاضين، و من ثمّ يقع عليهم إثبات وجودها المادّي في
حين يلزم القاضي بمعرفة العرف كما يلتزم بمعرفة القانون بوجه عامّ، و إن كان له أن يتوسّل بكلّ
الطرق للوقوف على العرف بما فيها الاعتماد على الإثبات المقدّم من الخصوم، و خاصّة حينما يتعلّق
العرف المراد إثباته بمهنة معينّة حيث تكون الكلمة الحاسمة لذوي الاختصاص، و الكلمة الأخـيرة
للقاضي بمقتضى سلطته التّقديرية،و إن كان يخضع في هذه السلطة لرقابة المحكمة العليا باعتبــار
العرف قانونا أحال عليه التّشريع صراحة،و لا يخضع القاضي طبعا لهذه الرّقابة حينما يتعلّق الأمر

بمجرّد العادة إلاّ في حدود إثبات المتقاضين وجود اتـّفاق بينهما بشأن هذه العادّة فيطّبق آنذاك المبدأ
القانوني:العقد شريعة المتعاقدين ممّا يخوّل المحكمة العليا سلطتها في الرّقابة على تطبيق هذا المبدأ.

- المطلب الرابع: دور العرف،و أساس القوّة الملزمة له.
من وظائف العرف الأساسية دوره التّكميلي للتّشريع،و هذا عند سكوت هذا الأخير لكن للعرف
وظائف أخرى فقد يلعب دورا مساعدا للتّشريع غالبا بإحالة من هذا الأخير لكن إلى أيّ مدى يصـحّ
مخالفة العرف للتّشريع ؟.
العرف المكمّل للتّشريع.
إنّ الدور الأساسي للعرف باعتباره مصدرا رسميّا احتياطيا للقانون هو دوره المكملّ للتّشريع فـــــإذا
وجد نقص في التّشريع فيمكن أن يلجأ إليه لحلّ نزاع قانوني مثلا،و ذلـــك تطبيقا للمادّة الأولى من
القانون المدني التّي تنّص على ذلك صراحة لكن لابدّ من معاينة القاضي لهذا النّقص في التّشريع من
جهة،و لعدم إمكان سدّ هذا النّقص باللجوء إلى مبادئ الشريعة الإسلاميةباعتبارها المصدر الاحتياطي الأوّل من جهة ثانية.و يعلّل الفقه دور العرفالمكمّل في القوانين التي لا تجعل منه مصدرا احتياطيـا صراحةبأمرين:أولّهما أنّ سكوت المشرّع عن مسألة معينّة يحتمل أن يفسّر بوجودعرف ثـابت يدّل في ذاته على صحّة السّلوك المتبّع ممّا يستبعد الحاجة إلىتدّخل المشرّع لتـــغييره،


و ثانيهما أنّه عندسلوك القانون من الأفضل الاعتراف للعرف الموجود بالقوّةالإلزامية لما في ذلك من ضمان للاسـتقرار القانوني، فالنّظام القانونييكون آنذاك مزوّدا بقاعدة سلوك مشهورة، و شّائعة يمكن لأيّ شخص أن يرجعإليها على الأقلّ طالما لم يتدّخل التّشريع بما يتنافى معها و يلعب العرفدوره على هذا النّحو،أي كمصدر رسمي تكميلي بالنّسبة لكلّ المعاملات التّيتسري في شأنها مختلف فروع القانون.على أنّ هذه القاعدة لا تطّبق بنفسالوتيرة، و القوّة بالنسبة لكلّ فروع القانون.
فمثلا بالنّسبة لقانون العقوبات حيث يسود مبدأ لا جريمة، و لا عقوبة، و لا تدبير أمن بــــــغـير
قانون ( م 1 ق ع ) لا مكان إطلاقا للعرف بوصفه مصدرا تكميليا،و من ثمّ فعلى القاضي حين لا يجد
نصّا في التّشريع يقضي بتجريم الفعل، و العقاب عليه، أن ينطق بالبراءة دون تردّد.و لكن العرف قد
يلعب هنا؛ أي في القانون الجنائي كما في غيره من الفروع دورا مساعدا مثلا لتحديد مضمون النــصّ
كما سيأتي.
أمّا بالنسبة للقانون التجاري فنظرا للمكانة المتميّزة للعرف في هذا القانون فإنّ هذه القـاعدة قــــد
تستبعد أصلا للسّماح لقاعدة عرفية بمخالفة قاعدة تشريعية كـما سـيأتي. كما تجدر الإشـارة إلى أنّ
القواعد العرفية تتمتّع بمكانة خاصّة في مجال القانون الدّولي،و لكن يتعلّق الأمر هنا بالعرف الدّولي.

العرف المساعد للتّشريع.
يمكن أن يلعب العرف دورا مساعدا للتّشريع، و يلاحظ في هذا الصدد أنّ التّشريع ذاته غـــالبـا ما
يحيل على العرف كما هو الشأن في القواعد المكملّة التّي غالبا ما تنتهي بالعبارة التّالية ما لم يوجد
اتّفاق، أو عرف يقضي بغير ذلك كما جاء مثلا في المادّتين 387، و388 من القانون المدني )، و قـد يلعــب
العرف دورا في تحديد مضمون النصّ التّشريعي، و من أمثلة ذلك القاعدة التيتقرّر أنّ العقد لا يقتصر على إلزام المتعاقد بما ورد فيه فحسب بل يتناولأيضا ما هو من مستلزماته وفقا للقانون،و العـرف،و العدالة بحسب طبيعةالالتزام ( م 107 من القانون المدني )،و هكذا يمكن الاستعانة هنا بالــعرفلتحديد المقصود بعبارة " مستلزمات العقد "، و نفـس الأمر بالنّسبة للعيوبالتـّي يتضـمنّها المؤجـرّ،و مسؤولية البائع عن النّقص في مقدار المبيعالتّي تحدّد بحسب ما يقضي بــــــه


العرف (المادّة 365 ف1من القانون المدني ) كما يكون للعرف أيضا دور فيالكشف على القصد عند المتعاقدين، و هكذا يحيل القانون على العرف للاسترشادبه من طرف القاضي للتعرّف على نيّة المتعاقدين مثلا في المادّة 111 ف2 منالقانون المدني التّي تنّص على أنّه " إذا كان هـناك محلّ لتأويل العـقدفيجـب البحث عـن الـنيـّة المشتركة للمتعاقدين دون الوقوف عند المـعنىالحرفي للألفاظ مع الاستهداء في ذلك بطبيعة التّعامل، و بما ينبغي أنيتوافر من أمانة،و ثقة بين المتعاقدين،وفقا للعرف الجاري في المعاملات ".

أساس القوّة الملزمة للعرف.
طرحت في الفقه الإسلامي مسالة الأساس الذي يستمّد منه العرف قوّته الإلزامية، و اقترحت في هذا
الصدد عدّة نظريات من بين هذه النظريات تلك التّي تبني إلزام العرف علىإرادة المشرّع، و لكن سبق العرف للتّشريع كاف لدحض هذه النّظرية، وهجرها،و البحث عن أساس آخر.و هكذا أوجد الفقـــه أساس الضّمير الجماعيباعتبار أنّ الــــــقانون استنادا إلى المذهب التّاريخي ينشأ،و ينمو فيضــمير الجماعة، و العـرف أفــــضل وسيلة للتّعبير عن ذلك، و الكشف عنهمباشرة.لكن إلى هذا الحدّ يكون المذهب التّاريخي قد أسهم في بيان العناصرالمكونّة للعرف، و خاصّة العنصر المعنوي دون ينـــــفذ إلى جوهر أساسإلزام العرف لغموض الفكرة المبنيّة عليها أصلا النظرية التّاريخية.
اقترح كذلك أساس آخر هو الأساس القضائي، بمعنى أنّ العرف يأخـذ قوّته الإلـزامية بعـد أخذ
المحاكم به، و لا شكّ أنّ هذه الفكرة لها ما يبــررّها في نظام السّوابقالقضائية (النظام الإنجليزي )، و لكن يكفي الرّجوع إلى إلزامية القواعدالعرفية المهنية لدحض هذه النظرية التّي لا تستقيم أيضا مــن زّاوية كونالقضاء يطّبق القانون الذي يسبق إلزامه كلّ ما هنالك أنّ القضاء يمكن أنيساعد في تحديد مضمون العرف، و تدعيم قوّته الإلزامية، و هكذا ينتهي الرأيالغالب إلى أنّ للعرف قوّة إلزامية ذاتية معترف بها من السّلطة العامّة (م 1 ق مدني ).




*المبحث الثالث: مبادئ القانون الطّبيعي،و قواعد العدالة .
ذكر المشرّع الجزائري في-المادّة الأولى من القانون المدني- مبادئ القانون الطّبيعي، و قــــواعد العدالة
كمصدر يــمكن أن يلجأ إليه القاضي عندما لا يجد قــاعدة يطّبقها لا فيالتّـــشريع،و لا في المصدرين الاحتياطيين المدروسين سابقا؛ أي مبادئالشّريعة الإسلامية،و العرف.

- المطــــلب الأوّل: المقصود بمبادئ القانون الطّبيعي، و قواعد العدالة.
إنّ القانون الطّبيعي فكرة يسودها غموض كبير منذ نشأتها القديمة حيث كانت تعني نــــوعا من
إسقاط التوازن المثالي للطّبيعة على الحياة الاجتماعية،ممّا يضمن سيادة مبدأ سامي للعدالة،و مـن
ثمّ يقترن القانون الطّبيعي دائما بفكرة العدالة.
كما أنّ القانون الطّبيعي يقصد به تلك القواعد المثلى في المجتمع،كالقيم الإنسانية المتعلّقة بالـــخير،
و الشرّ،و هناك مـن عرّفها أنّـها مجموعة المبادئ العليا التّي يسلّمالعـقل الإنساني السّـليم بضرورتها في تنظيم العلاقات بـين الأفراد داخلالمجتـمع الإسلامي، أمّا قواعد العدالة فهي تلك الفكرة المرنة،و التّييختلف مفهومها من شخص إلى آخر.
و من بـين المـبادئ المستعملة من قواعـد العدالة حماية حقوق الإنسان، و حماية الملكية الأدبية،
و الفنيّة، و عدم التعسّف في استعمال الحقّ.
- المطــــلب الثاني:
المقصود بالإحالة على مبادئ القانون الطّبيعي،و قواعد العدالة .
لكي نفهم المقصود بإحالة المشرّع على مبادئ القانون الطّبيعي،و قواعد العدالة،لابدّ من التــــــّذكير
بالكيفية التّي دخل فيها القانون الطّبيعي التّقنيات، و أخذ الصّبغة الرّسمية فيها.
لقد سبقت الإشارة إلى أنّ القانون الطّبيعي يعتبر المصدر المادّي الأسـاسي للـــــــقانون الوضعي، إذ
يستلهمه المشرّع من مبادئه العامّة لوضع القواعد التّفصيلية لهذا الأخير، و هي التّي يطبّقها القاضي.
و لكن ما دور مبادئ القانون الطّبيعي،و قواعد العدالة بالنّسبة للقاضي ؟


يتبيّن من قراءة أوليّة للمادّة الأولى من القانون المدني أنّ المشرّع قد رتّب مبادئ القانون الطّبيعي،
و قواعد العدالة في المرتبة الثالثة من بين المصادر الرّسمية الاحتياطية، و لكن سرعان ما يتبيّن مـن
قراءة تحليلية، و تّاريخية لهذا المصدر الاحتياطي للقانون أنّ المشرّع ما كان يقصد بالإحالة إليــــه
اعتباره حقيقة مصدرًا رسميًّا احتياطيًّا، و لكن مجرّد مصـدر مادّي يستعـين به القاضي في إيــــجاد
الحلّ للنّزاع المعروض عليه حينما لا تسعفه في إيجاد هذا الحلّ، المصادر الأصلية، و الاحتيـاطية.

فمن زاوية تحليلية لفكرة القانون الطّبيعي يلاحظ أنّه على خلاف المصادر الاحتياطية الأخـــــــرى
لا يتضمنّ هذا المصدر الأخير قواعد دقيقة محدّدة قابلة للتّطبيق، إذ هو من المبادئ، و القيّم المثـالية
التي تقوم بها البشرية جمعاء؛ فالقاضي لا يجد إذن أمامه قواعد يطبّقها هنا، و إنّما يعتمد عل هذه
المبادئ المثالية،و يضع نفسه في مكان المشرّع،و ينشئ قاعدة من هذه المبادئ،و يطبّـــقها على النّزاع
المعروض عليه،لكن هذه القاعدة ينتهي مفعولها بحلّها للنّزاع الذي وضعت من أجــل حلّه؛فالقاضي
يطبّق القانون،و لا ينشئه،و ممّا يؤكدّ هذه الفكرة أنّ الفقهاء بما فيهم كبار أنصار القـــانون الطّبيعي
لم ينظروا أبدا إليه كمجرّد قانون يتضمنّ مبادئ عامّة موّجهة للحلول العادلة التي يستــخلصها من
هذا القانون المشرّعون حسب الوضع الاجتماعي الذي يريدون تنظيمه، فلا يمكن إذن تصّور أن يكون
القانون الطّبيعي مصدرا رسميا للقانون، بل مصدرًا احتياطيًّا له.

- المطــــلب الثالث: مدى ملائمة الإحالة إلى مبادئ القانون الطّبيعي، و قواعد العدالة.

- إننّا نرى أنّ نصّ المادّة الأولى من القانون المدني على إحالة القاضيإلى مبادئ القانون الطبيعي، و قواعد العدالة ليس له ما يبرّره،ذلك أنّ هذهالمادّة تعدّ الشريعة الإسلامية المصدر الاحتياطي الرّسمي الأوّل بعدالتشريع،و مبادئها هي الأدّق،و الأكثر انضباطا،لكن مبادئ القانون الطبيعي،و قواعد العدالة تنوب عنها، و المستخلص أنّ التشريع أصل يحيل إليها.




** الخاتمة:

و في ختام ما عرضناه في بحثنا هذا، يتلّخص لنا في الأخير أنّ المصادرالرّسمــية للقانون التي تمّت دراستها سابقا ليست كافية،و القاضي يجب عليهفصل النّزاع المعروض عليه، و ذلك باللّجوء إلى المصادر الاحتياطيّةللقـانون، بـدءًا بالشّريعة الإسلاميـة،ثمّ العـرف، و آخِرُها مبادئالقانون الطّبيعي و قـواعد العدالـة،نظرا للدّور الكبير الذي تلعبه في حالقصور التشريع.و قـــد حاولنا جـهدنا أن نعطي لكلّ مصــــدر من المصادرالاحتياطية حقّه في الشّرح، و التّفصيل،على ضـوء ما وجدناه في المصادر، والمراجع القانونية التي بحثنا فيها، لذا نرجو أننّا وفّقنا،و وضحنّا، و لوجزءا بسيطا من موضوع بحــثنا، و إن لم نـحقّق ذلك فحسبنا أننّا حاولنا،وتبارك ذو الكمال سبحانه جلّ و على ،عليه توّكلنّا، و استعنا،و استهللناعرضنا،و بحمده نختمه، و سلام على إمام الهادين، و على الأنبياء، والمرسلين،و الصّحابة أجمعين.

مصادر البحث، و مراجعه:

 الأستاذة / محمدّي زواوي فريدة مدخل إلى العلوم القانونية ،( ص 06 ).
__________________________________________


 الأستاذ الدكتور / زعلاني عبد المجيد المـدخـل لـدراسـة الــقــانــون
- النظرية العامّة للقانون – ،(ص 75 ).
___________________________________________

 الدكتور / بلحاج العربي" أستاذ محاضر بمعهد الحقوق – جامعة وهران -"
 المدخل لدراسة التّشريع الإسلامي،( ديوان المطبوعات الجامعية).

__________________________________________

 الدكتور / جعفور محمد سعيد مدخل إلى العلوم القانونية-الوجيز في نظرية القانون- ، ( الطبعة الثالثة عشر: دار هومه).
__________________________________________

 الدكتور / بو الشعير سعيد القانون الدستوري،و النظم السياسيةالمقارنة-النظرية العامّة للدولة و الدستور- ج01 ،( الجزائر: المؤسسةالوطنية للكتاب:1992).

محب بلاده
2012-01-01, 22:39
مدلول الدولة
اصل كلمة دولة

إن كلمة دولة عندما كانت تذكر في القديم كانت تعني أو تدل على وجود مجتمع فيه طائفة تحكم وأخرى تطيع .
والدولة جاءت أو تشكلت عبر الزمان من خلال وجود مساحة من الأرض هذه الأرض يتوفر بها أسباب العيش ، من ماء وغذاء ومرعى وطقس جيد ، فتقوم هذه الأرض المتوفر بها أسباب العيش بجذب السكان إليها ، والسكان عندما يحضروا إليها يكون عددهم قليل جدا فيتزاوجوا وينجبوا جيلا جديدا وعددا جديدا في هذا الحال ينتقل هذا العدد القليل من أسره قليلة العدد يحكمها الأب إلى عشيرة يوجد بها عدد من الأفراد لبائس به يحكمها شيخ العشيرة ، فتستمر عملية زيادة عدد الأفراد بأشكال مختلفة وينتج عن ذلك قرية ثم تتحول هذه القرية إلى قرى ثم تتحول هذه القرى إلى مدينة ثم إلى مدن ومن ثم ومع زيادة عدد المدن تتشكل الدولة التي يحكمها سلطة معينة وهي عبارة عن عدد من أبناء الشعب .
"والدولة دوما هي مفهوم نظري ، ولذا فانه لا يمكن قيامها بأي صفة ملموسة أو مادية إلا حين تعبر عن نفسها من خلال الحكومة والدولة موجودة فقط لان الشعب يؤمن بأنها موجودة ، وهي كالشركة القانونية ، كيان قانوني ".(1)

تعريف الدولة :

قبل البداية في مضمون كلمة الدولة من أركان وعناصر ووظائف دعونا نستعرض أولا بعض التعريفات التي جاء بها الفلاسفة للدولة
1 - الفقيه الفرنسي كاري دي مالبيرج carre de mailbag عرف الدولة بأنها " مجموعة من الأفراد تستقر على إقليم معين تحت تنظيم خاص ، يعطي جماعة معينة فيه سلطة عليها تتمتع بلامر والإكراه "(2) .
2 - الفقيه الفرنسي بارتلي bartheley حيث عرف الدولة بأنها " مؤسسه سياسية يرتبط بها الأفراد من خلال تنظيمات متطورة "(3).
3 - الأستاذ الدكتور محسن خليل يعرف الدولة بأنها " جماعة من الأفراد تقطن على وجه الدوام والاستقرار ، إقليما جغرافيا معينا ، وتخضع في تنظيم شؤونها لسلطة سياسية ، تستقل في أساسها عن أشخاص من يمارسها "(4) .
4 - الأستاذ الدكتور كمال العالي يعرف الدولة بأنها " مجموعة متجانسة من الأفراد تعيش على وجه الدوام في إقليم معين ، وتخضع لسلطة عامة منظمة "(5).
5 - ماكيفر mcypher يعرف الدولة بأنها " اتحاد يحفظ داخل مجتمع محدد إقليمها الظروف الخارجية العامة للنظام الاجتماعي وذلك للعمل من خلال قانون يعلن باسطة حكومة مخولة بسلطة قهرية لتحقيق هذه الغاية "(6).
6 - الدكتور بطرس غالي و الدكتور خيري عيسى في المدخل في علم السياسة : " مجموعة من الأفراد يقيمون بصفة دائمة في إقليم معين ، تسيطر عليهم هيئة منظمة استقر الناس على تسميتها الحكومة . ويحدد المؤلفان ثلاثة عناصر لابد منه لكيان الدولة هي (1)مجموعة الأفراد ، (2) الإقليم ، (3)الحكومة .(7)
7 - اما ديفو defoe يعرف الدولة " مجموعة من الأفراد مستقرة في إقليم محدد تخضع لسلطة صاحبة السيادة ، مكلفة ان تحقق صالح المجموعة ، ملتزمة في ذلك مبادئ القانون " وهو بذلك يحدد أربعة أركان لقيام الدولة هي : (1) مجموعة من الأفراد، (2) الإقليم ، (3) السلطة ، (4) السيادة .(1)
8 - رينه جان دولوي ، القانون الدولي : " سلطة النظام الحكومي تمارسها حكومات قوية على العديد من السكان الموزعين في مناطق واسعة أو صغيرة " لذلك فهو يعتبر ان الدولة تتألف من ثلاثة عناصر: (1) السكان ، (2) الإقليم ، (3) الحكومة .(2)
9 - الدكتور نظام بركات و الدكتور عثمان الرواف والدكتور محمد الحلوة . مبادئ علم السياسة :" كيان سياسي وقانوني منظم يتمثل في مجموعة من الأفراد الذين يقيمون على أرض محددة ويخضعون لتنظيم سياسي وقانوني واجتماعي معين تفرضه سلة عليا تتمتع بحق استخدام القوة ". ويحدد المؤلفون أربعة عناصر أساسية للدولة هي : (1) الشعب (الأمةpeople )،(2) الإقليم ( الوطن( territory ،(3) الحكومة government (4) السيادة sovereignty .(3)
10 - علي صادق ، القانون الدولي العام : " الدولة هي مجموعة من الأفراد يقيمون بصفة دائمة في إقليم معين وتسيطر عليهم هيئة حاكمة ذات سيادة " .(4)

أركان الدولة ( عناصر الدولة )

يوجد خلاف بين الدراسات والأبحاث على عناصر الدولة الأساسية فمعظمهم يركز على ستة عناصر أو أركان للدولة وهي :
1- السكان .
2- الإقليم .
3- الحكومة .
4- السيادة .
5- الاستقلال .
6- الاعتراف الدولي .

والبعض الأخر ذهب بتحديد ثلاثة أركان أساسية لأي دولة وهي :
1- الجماعة البشرية ( الشعب) .
2- الإقليم .
3- السلطة السياسية .
والرأي الغالب أن عناصر الدولة أو أركانها هي ست منها ثلاثة تنوب عن الباقيات حيث إن الثلاثة تشمل الباقي ، سوف يوضح لنا ذلك من خلال الدراسة .
دعونا نبدأ بدراسة الأركان ( العناصر ) كل واحد على حيدة :

أولا : السكان - الشعب:-

هل في حياتك سمعت عن دولة بدون سكان ؟ أو هل سمعت عن دولة لا يوجد بها سكان ومواطنين ؟ طبعا لا .
إن وجود الشعب في الدولة يعد ركن أساسيا لا غنى عنه لقيام ايه دولة ، والشعب هو ركن أساسي من أركان الدولة . فلا يعقل وجود دولة بدون شعب لان الشعب وكما ذكرنا في بداية بحثنا هو الذي أنشئ الدولة . ولا يشترط حد أدنى لهذا الشعب كشرط لقيام الدولة ، فهناك دول تضم مئات الملايين من السكان ودول أخرى لا يتجاوز تعدادها عن المليون فلا شرط لقيام الدولة وجود عدد معين من السكان ولكن يجب ان يكون هناك عدد كاف من الأشخاص من أجل تنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم في إطارها الذي يتجاوز إطار العائلة أو القبيلة .
سكان الدولة هم :
يقسم السكان في أي دولة إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهم)
1- المواطنون : وهم أفراد أو الجماعة داخل الدولة التي لها جميع الحقوق والواجبات ويمنحون ولائهم التام للدولة .
2- المقيمون : وهم الأشخاص الذين يقيمون في الدولة لسبب من الأسباب ، دون أن تكون لهم جميع حقوق المواطنين وخاص التصويت .
3- الأجانب : وهم رعايا الدول الأخرى ، وتكون إقامتهم لفترة محددة تتجدد دوريا إن تطلب الأمر ذلك . فان أقاموا في غايات العمل عليهم الحصول على إذن خاص .

ثانيا : الأرض - الإقليم: -

ثاني شرط أساسي لاعتبار كيان ما دوله ، هو وجود مساحة محددة من الأرض لها حدود مميزة تفصلها عن الدول الأخرى المجاورة ، ويتضمن مفهوم الأرض أيضا اليابسة نفسها فقط ، والهواء فوفقها والمياه التي تغمرها وتحدها إلى مسافة اثنتي عشر ميلا من سواحلها والبحيرات والجبال والمصادر الطبيعية والطقس ، وحسب القانون الدولي ، فان للدولة المستقلة نفس والوضع الشرعي بغض النظر عن مساحتها أو عدد سكانها .

عناصر الإقليم :
الإقليم يشمل عدة عناصر:
1 - اليابسة : وهي عبارة عن مساحة من الأرض يطلق عليها اسم إقليم لها حدود معينة تكون عليها سلطة الدولة وحيث أن الدولة تمارس سيادتها على هذه اليابسة .
أنواع الأقاليم :
أ - الإقليم الأرضي : وهو عبارة عن مساحة يابسة الدولة والأنهار ، وقد يحدد هذا الإقليم بعدة طرق منها الصناعية والطبيعية …… الخ .
ب - الإقليم المائي : والإقليم المائي هو حق الدولة في البحار والأنهر الملاصقة بها . وقد تم تحديد هذا الإقليم من خلال طرق عدة منها أقصى مسافة لقذيفة مدفع من الشاطئ ، والبعض حددها بخمسة أميال ولكن التحديد السائد والمتبع في اغلب دول العالم هو اثني عشر ميلاً بحريا .
ج - الإقليم الجوي : يقصد بالإقليم الجوي الفضاء الجوي ، الذي يعلو الإقليم الأرضي والبحري (1) . وإقليم الفضاء الجوي حدد حيث ان حدود فضاء الدولة ينتهي عند حدودها الأرضي . ولم يحدد ارتفاع للفضاء الجوي .

ثالثا : السلطة السياسية :-

إن الدولة لا يمكن أن تنشأ بتوافر مجموعة من الأفراد وإقليم يعيشون به ، وإنما يجب ان يكون على هذا الإقليم سلطة سياسية ليخضع الأفراد لقرارات هذه السلطة . والسلطة الحاكمة لا يكفي مجرد وجودها في الدولة للقول بوجود الدولة ، بل يجب أن تحصل هذه السلطة على اعتراف الأفراد وقبولهم . وهذا لا يعني أيضا أن تكون هذه السلطة بدون قوة فالسلطة وإن كانت إرضاء للأفراد إلا أنها يجب أن تستند إلى القوة ، لان ممارسة السلطة تتم عبر القوة .
وبالتالي فتختلف القوة يعني فناء الدولة لأنه يعطي القوة المنافسة القدرة على الظهور وفرض وجودها على الإقليم .(2)
• التميز بين صاحب السلطة وبين من يمارسها :-
في القديم كانت هناك فترة سادت فيها ما سميت بشخصية السلطة وهذه الفترة جاءت نتيجة تربط السلطة السياسية بفكرة الحاكم . إلا انه ومع تقدم الجماعات بدأت هذه الفكرة ( الارتباط بين السلطة السياسية والحاكم ) بالانهيار ، وبدأت ظهور فكرة جديدة وهي فكرة السلطة المجردة عن شخصية الحاكم ونتج عن هذه الفكرة الفصل بين السلطة والممارس وهو الحاكم.
• مميزات السلطة :-
تمتاز السلطة السياسية في أي دولة بأنها أصلية أي أنها لا تنبع من سلطات أخرى ، وإنما السلطات الأخرى هي التي تنبع منها ، وإن السلطة السياسية داخل الدولة تمتاز أيضا بأنها سلطة ذات اختصاص عام أي أنها تشمل جميع جوانب الحياة داخل الدولة ، بعكس السلطات الأخرى ، التي تهتم بتنظيم جانب معين من حياة الأشخاص . وتمتاز السلطة أيضا أنها تميز الدولة عن الأمة فالدولة يجب لقيامها وجود سلطة أما الأمة لا يوجد لقيامها سلطة سياسية .

رابعا : الاستقلال :

من الشروط الأساسية للدولة هو أن تكون مستقلة عن سيطرة الدول الأخرى ، وغير مرتبطة بحكم فدرالي . ومع أن المحميات قد يكون لها سكان وارض وحكومة سيادة ، إلا انه لا يمكن اعتبارها دولا لأنها غير مستقلة .

خصائص الدولة

أولا : الشخصية المعنوية la personnel morale :

الشخص المعنوي هو شخص قانوني يمتاز على الآدميين بأنه قادر على اكتساب الحقوق وتحمل الالتزامات .
ويترتب على الاعتراف للدولة بالشخصية القانونية إضافة إلى القدرة على التمتع بالحقوق وتحمل الالتزامات ، الفصل بين السلطة ومن يمارسها ( الحاكم).

إن الاعتراف بالشخصية المعنوية للدولة يعني وحدة الدولة واستقلاليتها وهذا لا يعني الاستقلالية فقط عن الأفراد المحكومين بل الاستقلالية أيضا عن الحكام وبالتالي زوال فكرة شخصية الدولة . وظهور السلطة المجردة النظامية .
إن التطور في الأنظمة السياسية وما يصاحب هذا التطور من تغيير في القائمين على السلطة لا يغير من وحدة شخصية الدولة ، التي تفسر في النهاية استمرارها وبقائها ككائن مستقل .

• نتائج الشخصية المعنوية للدولة :-

1- تعتبر الدولة وحدة قانونية مستقلة ومتميزة عن الأفراد المكونين لها .
2- إن المعاهدات والاتفاقيات التي أبرمتها الدولة ، تبقى نافذة مهما تغير شكل الدولة أو نظام الحكم فيها .
3- تبقى التشريعات سارية في حالة تغيير شكل الدولة أو نظام الحكم فيها أو القائمين عليها ما لم تعدل هذه التشريعات أو تلغ .
4- إن الالتزامات المالية تبقى نافذة بغض النظر عن أي تغيير يلق بالدولة .
5- حقوق الدولة والتزاماتها تبقى قائمة ببقاء الدولة بغض النظر عن أي تغيير يلحق بشكل الدولة .

ثانيا : السيادة

إن تمتع الدولة بالسيادة يعني أن تكون لها الكلمة العليا التي لا يعلوها سلطة أو هيئة أخرى . وهذا يجعلها تسمو على الجميع وتفرض نفسها عليهم باعتبارها سلطة آمرة عليا . لذلك فسيادة الدولة تعني وببساطة أنها منبع السلطات الأخرى . فالسيادة أصلية ولصيقة بالدولة وتميز الدولة عن غيرها من الجماعات السياسية الأخرى .
والسيادة وحدة واحدة لا تتجزأ مهما تعددت السلطات العامة لان هذه السلطات لا تتقاسم السيادة وإنما تتقاسم الاختصاص .

• مظاهر السيادة :

1- المظهر الداخلي : وهو أن تبسط السلطة السياسية سلطاتها على إقليم الدولة . بحيث تكون هي السلطة الآمرة التي تتمتع بالقرار النهائي .
2- المظهر الخارجي : يعني استقلالية الدولة وعدم خضوعها لدولة أخرى ( السيادة بالمظهر الخارجي مرتبطة بالاستقلال ) .
مصدر السيادة وصاحبها
أهم النظريات التي قيلت في بيان صاحب السيادة :-
أولا : النظرية الثيوقراطية :-
ترجع هذه النظرية إلى أن السيادة لله وحده ، أي أن الحكم والقرار الأول والأخير لله وحده .
اختلفت التفاسير للنظرية الثيوقراطية فقسمت إلى ثلاث صور –
1- نظرية الطبيعة الإلهية للحاكم.
2- نظرية الحق الإلهي المباشر .
3- نظرية الحق الإلهي غير المباشر .

1 - نظرية الطبيعة الإلهية للحاكم :-
هذه النظرية تقول أن الله موجود على الأرض يعيش وسط البشر ويحكمهم ، ويجب على الأفراد تقديس الحاكم وعدم أبدا أي اعتراض . ( هذه النظرية كانت سائدة غي المماليك الفرعونية والإمبراطوريات القديمة ) .

2 - نظرية الحق الإلهي المباشر :-
هذه النظرية تقول ان الحاكم يختار وبشكل مباشر من الله ( أي ان الاختيار بعيدا عن إرادة الأفراد وانه امر إلهي خارج عن إرادتهم .
تمتاز :-
1- لا تجعل الحاكم غلها يعبد .
2- الحكام يستمدون سلطانهم من الله مباشرة .
3- لا يجوز للأفراد مسألة الحاكم عن أي شيء .
( تبنت الكنيسة هذه النظرية فترة صراعها مع السلطة الزمنية كما استخدمها بعض ملوك أوروبا لتدعيم سلطانهم على الشعب ) .

2 - نظرية الحق الإلهي غير المباشر :-
الحاكم من البشر لكن في هذه النظرية يقوم الله باختيار الحاكم بطريقة غير مباشرة .
حيث يقوم مجموعة من الأفراد باختيار الحاكم وتكون هذه المجموعة مسيرة لا مخيرة في اختيار الحاكم أي مسيرة من الله.
* الانتقادات التي وجهت للنظرية الثيوقراطية :-
1- نظرية مصطنعة فقط لخدمة مصالح معينة .
2- نظرية لتبرير استبداد السلطة .
3- بعض الفقه نادى بعدم تسميتها بالنظرية الدينية على أساس أنها لا تستند في جوهرها إلى الدين .

• الخلافة بالإسلام :-

لم يفصل الإسلام بين الدين والدولة كما فعلت المسيحية ( دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) وإنما جعل الإسلام الخلافة رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا .

مميزات الخلافة الإسلامية :-
1- الخليفة لا يستمد سلطاته من الله .
2- لا تقوم على أساس النظرية الثيوقراطية وإنما على أساس رئاسة عامة في أمور الدين .
3- يستمد الخليفة سلطاته من الأمة .
4- تختار الأمة الخليفة بوساطة أهل الحل والعقد .

ثانيا : نظرية سيادة الأمة :-

بعض العلماء اخذ يقرب مفهوم سيادة الأمة إلى مفهوم الديمقراطية واعتبرهما تعبيران عن فكرة واحدة ولكن من ناحيتين .
حيث أن الديمقراطية هي تعبير عن الشكل السياسي أما مبدأ سيادة الأمة ، فهو عبارة عن التعبير القانوني .
أول ما ظهرت فكرة السيادة ظهرت على لسان القانونيين الذين كانوا يدافعون عن سلطات الملك في فرنسا ضد البابا والإمبراطور ، مؤكدين أن الملك يتمتع بالسيادة الكاملة في ممتلكاته ، وان هذه السلطة العليا لا ينافسه عليها أحد في الدولة .
ومع قيام الثورة الفرنسية بقيت فكرة سيادة الأمة قائمة بما لها من صفة الإطلاق والسمو والأصالة ولكنها انتقلت من الملك إلى الأمة ، لتصبح بذلك إرادة الأمة هي السلطة العليا أن لا تنافس .
إن مبدأ سيادة الآمة يعني أن الصفة الآمرة العليا الدولة لا ترجع إلى فرد أو أفراد معينين بل إلى وحدة مجردة ترمز إلى جميع الأفراد أي الوحدة التي تمثل المجموع بأفراده وهيئاته وأنها بالإضافة إلى ذلك مستقلة تماما عن الأفراد الذين تمثلهم وترمز إليهم .
* النتائج المترتبة على مبدأ سيادة الأمة :
1- النظام النيابي التقليدي .
2- الانتخاب وظيفة وليس حقا .
3- الأخذ بالاقتراع المقيد .
4- النائب ممثل للأمة .
5- التنكر لمفهوم الوكالة الإلزامية .
6- الأخذ بنظام المجلسين .
7- القانون تعبير عن إرادة الأمة .

* نقد مبدأ سيادة الأمة :

1- مبدأ سيادة الأمة يؤدي الاعتراف للأمة بالشخصية المعنوية ، وبالتالي إلى قيام شخصين معنويين يتشاركان على إقليم واحد وهما الدولة والأمة .
2- قيل انه لا توجد حاجة في الوقت الحاضر للأخذ بنظرية سيادة الأمة .
3- تؤدي مبدأ سيادة الأمة إلى السيادة المطلقة وهذا يؤدي إلى الاستبداد ..
4- قيل أن مبدأ سيادة الأمة لا يمثل نظاما معينا .

ثالثا : نظرية سيادة الشعب :-

التطور الذي لحق بالمذهب الفردي ، والانتقادات التي وجهت إلى مبدأ سيادة الأمة هي الأسباب الكافية لظهور أصوات تنادي في التمثيل النسبي الحقيقي للشعب منظورا إليه في حقيقته وتكوينه ، لا بوصفة المجرد كوحدة متجانسة مستقلة عن الأفراد المكونين له .
تقوم نظرية سيادة الشعب على أن السيادة للجماعة بوصفها مكونه من عدد من الأفراد ، لا على أساس أنها وحدة مستقلة عن الأفراد المكونين لها .
وطبقا لنظرية سيادة الشعب تكون السيادة لكل فرد في الجماعة ، حيث إنها تنظر إلى الأفراد ذاتهم وتجعل السيادة شركة بينهم ومن ثم تنقسم وتتجزأ .
الاختلاف بين مبدأ سيادة الأمة وسيادة الشعب

مبدأ سيادة الأمة
سيادة الشعب

السيادة لمجوع الأفراد
ينظر للمجموع من خلال الأفراد

وحدة واحدة مجردة لا تقبل التجزئة
السيادة للأفراد ، تنقسم السيادة بينهم

مستقلة عن الأفراد ذاتهم
السيادة مجزأة ومنقسمة بين الأفراد

وظيفة الدولة

ما هي وظيفة الدولة ؟

للإجابة عن التساؤل نتناول وظيفة الدولة في النظام الرأسمالي من جهة وفي النظام الاشتراكي من جهة ثانية

وظيفة الدولة في النظام الرأسمالي (الفردي)

يقوم على أساس الفرد وتقديسه ، إذ يحصر وظيفة الدولة في أضيق حد ممكن أي أن تمارس كل أوجه النشاط المتصلة مباشرة بوظائف الأمن والدفاع والقضاء ، فيما عدا هذه الوظائف تترك الدولة للأفراد ممارسة مختلف أوجه النشاط الأخرى في حدود القانون

الأسس التي يقوم عليها هذا النظام هي :
* أساس أخلاقي : ترك الفرد حرّ في نشاطاته، أي إتباع نظام المنافسة (عدم تدخل الدولة).
* أساس اقتصادي :ترك كل فرد يحقق مصلحته الخاصة، تحقيق الربح من خلال تطبيق (قانون العرض و الطلب).
* أساس علمي : تطبيق قاعدة البقاء للأصلح.
ظهر هذا النظام على أنقاض النظام الإقطاعي في أوروبا. و النظام الرأسمالي أو الليبرالي يقوم على أساس أن الفرد هو غاية التنظيم الإجتماعي، و أن الدولة وجدت من أجل الحفاظ على الحقوق الطبيعية التي يتمتع بها الأفراد و لهذا منذ أواخر القرن 18 استقر الفقه على أن وظائف الدولة الأساسية.
1- الوظيفة التشريعية
2- الوظيفة التنفيذية
3- الوظيفة القضائية
4- وظيفة الدفاع الخارجي (حماية إقليم الدولة)
5- وظيفة الأمن الداخلي (ممارسة العنف الشرعي)
انطلاقا من هذه المهام كانت الدولة تسمى بـ : "الدولة الحارسة" معنى هذا أنه لا يحق لها التدخل في الميادين الثقافية ، الاقتصادية و الاجتماعية التي تترك للمبدأ المشهور : "دعه يمر دعه يعمل".
في هذه المرحلة كانت الدساتير تنص على الحقوق و الحريات التقليدية التي تتوافق و الدولة الحارسة مثل الحريات الشخصية (حق الأمن، حرية التنقل، حرية المسكن و حرمته، سرية المراسلات) و الحريات المتعلقة بالفكر(حرية الرأي، حرية التعليم، الحرية الدينية، حرية الصحافة) و الحريات الاقتصادية) حرية التملك، التجارة(.
فهذه الحريات و الحقوق حسب المذهب الفردي هي حقوق طبيعية لصيقة بشخص الإنسان و من ثم واجب على الدولة حمايتها و تنظيم ممارستها دون تقييدها.
غير أنه نتيجة للتطور في المجتمع الرأسمالي لاسيما قيام الحرب العالمية الثانية و ازدياد نفقات الدولة و ظهور الأزمات الاقتصادية بصفة دورية 1929... كل ذلك أدى إلى انتشار أفكار المذهب الاشتراكي و هو ما اضطر الدولة الرأسمالية إلى التدخل في كثير من الميادين الاقتصادية، الاجتماعية و الثقافية لكنه تدخل لتكملة النشاط الفردي و ليس بهدف القضاء عليه.
وظيفة الدولة في النظام الاشتراكي

ظهر هذا المذهب كرد فعل لتناقضات المذهب الفردي و ليجعل من الجماعة الهدف والغاية بإزالة بعض مخلفات الرأسمالية من طبقية بين أفراد المجتمع ليؤمن بذلك للدولة التدخل في كافة الأنشطة وإدارتها وذلك
لتحقيق العدالة الاجتماعية بين الأفراد، وكغيره من المذاهب وجهت له إذا كان هدف النظامين هو تحقيق سعادة الفرد فإن تحقيق هذه السعادة تختلف بينهما. فالمذهب الفردي يحد من تدخل الدولة إلى أقصى حد، بينما المذهب الاشتراكي يرى أنصاره أن سعادة الفرد تتحقق من خلال تدخل الدولة التي تتولى تحقيق العدالة و المساواة بين الأفراد في المجتمع و تقضي على الطبقية المبنية على استغلال الإنسان للإنسان.
إن تدخل الدولة يشمل جميع الميادين الاجتماعية، الثقافية و الاقتصادية و يتم من خلال :
- الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج : تقوم الدولة الاشتراكية في مرحلتها من خلال عملية التأميم بتحويل الملكية الخاصة لاسيما الاستقلالية منها إلى ملكية جماعية تستعمل لتوفير الخيرات المادية لجميع أفراد الشعب.
- الاعتماد على أسلوب التخطيط : حتى تحقق الدولة أهدافها الاجتماعية و الاقتصادية لابد من استعمالها لأسلوب التخطيط العلمي و المركزي.
- التوزيع العادل للدخل الوطني :و يتم في المرحلة الأولى من النظام الاشتراكي طبقا لمبدأ "لكل حسب عمله" ثم في مرحلة متطورة من النظام الاشتراكي "لكل حسب حاجته" مجتمع الوفرة.
فالدولة في المذهب الاشتراكي هي دولة متدخلة لها وظيفة أساسية هي تحقيق العدالة و المساواة بين الأفراد.
النقد الموجه للنظريتين
بالنسبة للمذهب الفردي إنتقد على أساس:
- أنه بالغ في تضييق نطاق نشاط الدولة.
- أنه و إن حقق المساواة القانونية إلاّ أنه لم يحقق المساواة الفعلية.

- هناك أنشطة كثيرة ضروري أن تشرف عليها الدولة كمرفقي التعليم و الصحة.
قد ينتج عنها أزمات اجتماعية لذلك لابد من تدخل الدولة لتسيير هذه النشاطات.

- النظام الرأسمالي يركز الثروة في أيدي أقلية في المجتمع.
- يؤدي إلى ازدياد الهوّة بين الملاك و العمال.
يفتقد هذا المذهب إلى الأساس العلمي عندما يقول بوجود حقوق للفرد سابقة على وجود المجتمع وهذا أمر غير منطقي
يفضل المصلحة الخاصة على المصلحة العامة و لكنه استطاع أن يتجدد.
بالنسبة للمذهب الاشتراكي :
- لا يحقق و لا يؤدي حقيقة إلى القضاء على الاستغلال بل هو في صالح الطبقة البيروقراطية.
- إن إلغاء الملكية يتعارض مع الطبيعة البشرية.
- هذه النظرية وجدت صعوبة في التطبيق العملي.
هذه النظرية تحول دون تفتح المواهب الفردية .

إذا كان المذهب الفردي يجعل الإنسان يستغل أخيه الإنسان فإن المذهب
الاشتراكي يقضي على نشاط الفرد ويضعف لديه روح الابتكار والمبادرة بحيث
يصبح يتكل على الدولة في كل شيء.

أركان الدولة
للدولة أركان ثلاثة هي :
-Iمجموعة من الناس : الشعب
بديهيا أن الدولة لا يمكن أن تقوم بغير جماعة بشرية تعيش على وجه الدوام في حدود إقليم معيّن، و إذا كان وجود الشعب يمثل المحور الأساسي لقيام الدولة فإنه لا يشترط أن يبلغ عدده رقما معينا و ثابتا فعدده يختلف من
دولة لأخرى فقد يقل إلى بضعة آلاف و قد يصل إلى مئات الملايين. من الناحية القانونية كل الدول تتمتع بنفس الخصائص إلاّ أنه من الناحية السياسية و الاقتصادية تعتبر كثافة السكان عاملا هاما في ازدياد قوة الدولة و نفوذها.
و يرى الفقه أن وجود الشعب يعد ظاهرة طبيعية و سياسية، فالظاهرة السياسية تتمثل في أن أفراد الشعب يقطنون حتما أرضا معينة أما الظاهرة السياسية فتتمثل في خضوع هؤلاء الأفراد لنظام سياسي معين و تجدر الإشارة إلى أن هذه الجماعة البشرية المكونة للشعب لا يشترط فيها أن تكون متجانسة أو غير متجانسة من الناحية الاجتماعية : اللغة، الدين .

التمييز بين المدلول السياسي و المدلول الاجتماعي للشعب :
المدلول الاجتماعي لكلمة الشعب هو مجموع الأفراد المقيمين على إقليم الدولة و المتمتعين بجنسيتها سواء كانوا رجالا أو نساء كبارا أو صغار عقلاء أو مجانين و كذلك المتمتعين بالحقوق السياسية منهم و المحرومين منها و يطلق على هؤلاء مواطني الدولة أو رعاياها. أما المدلول السياسي للشعب، فيقصد به مجموع الأفراد المتمتعين بالحقوق السياسية و بذلك يخرج من مدلول الشعب السياسي الأطفال و المحرومين من الحقوق السياسية سواء لأسباب تتعلق بالناحية العقلية أو لأسباب أدبية كمرتكبي الجرائم المخلة بالشرف. و بذلك يتضح أن المدلول السياسي للشعب أضيق من المدلول الاجتماعي.

التفرقة بين الشعب و سكان الدولة :
إذا كان الشعب بمفهوميه الاجتماعي و السياسي يعني مجموع الأفراد المرتبطين بجنسية الدولة فإن المقصود بسكان الدولة هو مجموع الأفراد المقيمين على إقليمها سواء كانوا من شعبها أو من الأجانب الذين لا تربطهم بالدولة رابطة
الولاء حيث لا يتمتعون بجنسيتها و إنما تربطهم بها رابطة الإقامة أو التوطن.

التفرقة بين الشعب و الأمة :
سبق لنا أن عرّفنا اصطلاح الشعب في الفقرة السابقة، أما الأمة فهي ظاهرة اجتماعية مفادها وجود جماعة من الناس يستقرون على أرض معينة و يرتبطون بها معنويا، و تستند على مقومات مشتركة من أصل، الدين، اللغة، التاريخ،
العادات، الذكريات، الآمال المشتركة ... التي تولد الرغبة لدى الأفراد في العيش معا.
ما يميّز الأمة عن الشعب هو الظاهرة الاجتماعية و التي تكمن في وجود المصالح و الروابط بين أفراد الجماعة غير أنه لا يشترط لقيام الأمة توافر الظاهرة السياسية أي الخضوع لسلطة سياسية فقد تقوم الأمة دون
أن ينشأ عنها دولة مثل الأمة العربية و قد تنشأ دولة تضم شعبا يتكوّن من عدة أمم مثل الإتحاد السوفياتي سابقا الذي كان شعبه يتكوّن من عدة أمم و قد تنشأ دولة يكون شعبها مكونا لأمة في نفس الوقت مثل الإيطالي، الألماني،
الفرنسي ... الذي هو شعب و أمة في نفس الوقت. و قد تباينت الآراء الفقهية حول العوامل المكونة للأمة إلاّ أن أغلبها يتمحور حول النظريات الآتية :
النظرية الموضوعية : التي يأخذ بها الفقهاء الألمان و تركز على عوامل الأصل اللغة و الدين.
النظرية الشخصية : يأخذ بها الفقه الفرنسي و مضمونها أن الأمة تجد أساسها في الحس التضامني الذي يوحد إرادة الأفراد في العيش معا أي أنها تركز على العامل النفسي و الإرادي.
النظرية المادية : يأخذ بها الفقه الماركسي و هي تستند على النواحي الاقتصادية و الاجتماعية فوفقا لهذه النظرية وحدة
المصالح الاقتصادية هي التي تقرر باقي العلاقات بين الأفراد و تصهرهم في نظام اجتماعي موحد.
النقد الموجه لهذه النظريات : أنها تركز على جوانب معينة من مكونات الأمة و تهمل الجوانب الأخرى و السبب في ذلك أن هذه النظريات هي وليدة ظروف و بيئة سياسية معينة القصد منها خدمة الأهداف
السياسية للتجمعات التي وجدت فيها و بالتالي لا يمكن تعميمها لتشمل مفهوم الأمة بصفة مطلقة.
و خلاصة القول أن تكوين الأمة تشترك فيه مجموعة كثيرة من العوامل : الأصل، اللغة، الدين، العادات و التقاليد، التاريخ، المصير المشترك و الرغبة في العيش معا. تم توظيف كلمة أمة في القرآن الكريم في 44 آية و بمعان مختلفة.
مفهوم الأمة الإسلامية :البعض يطلق تسمية الأمة الإسلامية انطلاقا من الآية : ( وَ جَعلنَاكم أمة وسطا(هذا المصطلح من الناحية الدينية لكن من الناحية السياسية لا يعبر عن الحقيقة فهناك أمم متعددة تضمها الأمة الإسلامية بالمفهوم الديني.

II- الإقليم لقيام الدولة لابد من وجود رقعة من الأرض يقيم عليها أفراد الشعب على وجه الدوام و الاستقرار و من ثمة فإن القبائل الرحل لا يمكن أن تشكل دولة لعدم استقرارها في رقعة معينة. و الإقليم هو النطاق الجغرافي الذي تباشر فيه
الدولة سلطتها حيث لا يمكن لسلطتين مستقلتين تتمتع كل منهما بالسيادة أن تجتمع معا إقليم واحد.
و إقليم الدولة يشمل على ما يلي :
* الإقليم الأرضي : يتحدد بحدود طبيعية مثل الجبال أو البحار أو بحدود اصطناعية مثل الأملاك الشائكة أو الأسوار أو أي علامات يستدل بها على نهاية الإقليم و يمكن أن يكتفي بخطوط الطول و العرض لتعيين الحد الفاصل بين دولة و أخرى.
*الإقليم البحري : يشمل الجزء الساحلي من مياه البحر العامة المجاورة لشواطئ الدولة و كذلك المياه الداخلية في حدودها من البحيرات و الأنهار الداخلية و قد ثار جدل فقهي حول تحديد نطاق البحر الإقليمي حسم هذا النقاش
في إطار اتفاقية قانون البحار 1982 بمسافة 12 ميل بحري.
* الإقليم الجوي : يشمل الفضاء الذي يعلو كل من الإقليم الأرضي و البحري و لا بد من التفرقة بين طبقتين من الجو، طبقة الغلاف الهوائي المحيط بالأرض حتى ارتفاع حوالي 1000 كلم فهذه الطبقة تخضع لسيادة الدولة بالكامل. و لهذا نصت اتفاقية شيكاغو في المادة 1-1944( تقر الدول المتعاقدة بأن لكل منها السيادة على الفضاء الجوي الذي يعلو إقليمها ، و فيه تتمتع الطائرات المدنية دون حربية) يحق الهبوط لأسباب تقنية و يمكن للدولة أن
تغلق أجوائها في وجه الطائرات الأجنبية كما يحق لها تحديد ممرات جوية معينة للدخول إلى إقليمها.
و طبقة الفضاء الجوي، و تمتد إلى ما لا نهاية و هي غير خاضعة لسيادة دولة ما وفقا لقرارات الأمم المتحدة الصادرة
سنة 1963-1966 بشأن اكتشاف الفضاء حيث أصبحت ملكية مشتركة للبشرية.
طبيعة حق الدولة على إقليمها
أختلف الفقه في تكييف الدولة على إقليمها فذهب رأي على أنه حق سيادة غير أن هذا الرأي منتقد على أساس أن السيادة تمارس على الأشخاص و ليس على الأشياء بينما ذهب في اتجاه آخر إلى تكييف ذلك الحق بأنه حق ملكية لكن هذا
الرأي منتقد هو الآخر إذ يتعارض مع حق الملكية الفردية للعقارات. و الرأي الحديث يعتبر الإقليم بمثابة المنطقة الجغرافية التي يحق للدولة أن تستعمل سلطتها داخلها على الأفراد دون غيرها بعبارة أخرى أنه المجال الذي تتحدد
فيه سلطات الدولة.

III- السلطة السياسية
تعتبر السلطة السياسية من أهم العناصر في تكوين الدولة حتى أن البعض يعرّف الدولة بالسلطة و يقول بأنها تنظيم لسلطة القهر أو الإجبار. و يمكن تعريف السلطة السياسية بأنها قدرة التصرف الحر التي تباشر بحكم سموها حكم
الناس عن طريق خلق النظام و القانون بصفة مستمرة، و تتولى السلطة السياسية أداء وظائف الدولة الداخلية و الخارجية و تكون مسؤولية أمام الجماعات الأخرى عن كافة الشؤون التي تتعلق بالإقليم و الشعب.
و لعل الطابع الرئيسي الذي يميّز الدولة الحديثة عن الوحدات السياسية التي كانت موجودة
في السابق هو تجميع السلطات في يد حكومة واحدة تملك من الوسائل المادية و القانونية ما يمكنها من السيطرة التامة على الإقليم دون منازعة من أية سلطة أخرى.
أصل نشأة الدولة
إذا بحثنا عن الجانب الزمني لها فتحت بصدد دراسة تاريخية. نكون بصدد دولة عند حدوث انقسام في الجماعة إلى حكام و محكومين، و إذا انطلقنا من هذا التعريف للدولة فهي ظاهرة قديمة جدا.
للإجابة القانونية عن السؤال : على أي أساس تنقسم الجماعة إلى حكام و محكومين ؟!
هناك عدة نظريات لتقديم جواب عن : "متى نشأت الدولة؟!" و قدمت تفسيرا للتساؤل السابق :

1- النظرية التيوقراطية أو الدينية
مضمون هذه النظرية أن الدولة نظام إلهي السلطة مصدرها الله و هو من يختار الحكام، و أخذت ثلاث أشكال :
التفسير الأول : نظرية الطبيعة الإلهية للحاكم :
الحاكم هو الله بذاته وجدت هذه النظرية تطبيقها في الحضارة الفرعونية.
كل نظرية تعبّر عن مرحلة معينة من تطوّر البشر.
التفسير الثاني : نظرية الحق الإلهي المباشر : التفويض الإلهي :
الحاكم ليس الإله بل هو بشر لكن الله هو الذي يختار الحاكم من بين أفراد البشر، هناك تفسيرين : هناك من يربط هذه النظرية مع ظهور المسيحية أي صراع بين السلطتين الدينية (الكنيسة) و السلطة الزمنية أو السياسية (الحاكم)
التفسير الثالث : نظرية الحق الإلهي غير المباشر :
يبقى مصدر السلطة الله و لكنه لا يسلمها له مباشرة بل أن الله يرتب الحوادث حتى يختار الحاكم، هناك من ربط هذا التفسير مع تطوّر الصراع بين القيصر و الكنيسة.
السلطة ليست للبشر، الحاكم لا يسأل أمام المحكومين بل أمام الله، هذه النظرية تكرس مبدأ الاستبداد و الديكتاتورية.

2- نظرية العقد الاجتماعي : النظريات الديمقراطية

السلطة مصدرها الشعب و حتى تكون مشروعة يجب أن تكون وليدة الإرادة الحرة للجماعة التي تحكمها السلطة نشأت نتيجة لعقد أبرم ما بين الأفراد في داخل المجتمع من أجل إنشاء هيئة تتولى حكم الأفراد.
تبلورت بشكل واضح مع بداية النهضة الأوروبية لما سادت العقلانية كحل للسلطة السياسية، رغم ظهورها في زمن قديم جدا.
التفسير الأول : نظرية العقد الاجتماعي عند توماس هوبز : 1588-1679
حياة الإنسان الفطرية كانت تتسم بالأنانية و الصراعات و رغبة من الإنسان في الخروج من هذه الحياة الصعبة تم الاتفاق على إيجاد شخص أو هيئة حاكمة مهمتها إقرار السلام و العدالة و الأمن داخل المجتمع.
فالحاكم ليس طرفا في العقد و بالتالي سلطة الحاكم سوف تكون مطلقة و لا يحق للأفراد أن يُسائلوه أي أنه ليس مسئولا أمامهم.
التفسير الثاني : لـ : جون لوك
حياة الفطرة كانت تتسم بنزعة السلام و التعاون و الحرية لكن الأشخاص شعروا بحاجة إلى من يستنبط القواعد الطبيعية و يضعها موضع التنفيذ في المجتمع، فإن الأفراد داخل المجتمع تعاقدوا مع الحاكم فتنازلوا عن جزء من حقوقهم الطبيعية مقابل أن يكفل الحاكم حماية بقية حقوقهم.
الحاكم هنا طرف في العقد يحق للأفراد أن يسائلوه.

التفسير الثالث : جان جوك روسو : 1712-1778
يتفق مع لوك في أن حياة الفطرة كانت تتسم بالحرية و المساواة و السعادة لكن تعقد طبيعة الحياة دفع الأفراد إلى إبرام عقد فيما بينهم (الحاكم لا وجود له أثناء العقد).
مضمون العقد : يتنازل الأفراد عن كل حقوقهم الطبيعية مقابل تمتعهم بالحقوق المدنية، يترتب عن هذا التفسير :
1- الفرد لا يفقد شيئا بمقتضى هذا العقد، ينقل من مجتمع طبيعي إلى مجتمع مدني.
2- كل فرد يلتزم باحترام المصلحة العامة أو الإرادة العامة.
3- الحكومة أو الهيئة الحاكمة تكون مفوضة من قبل أفراد المجتمع و القانون تعبير عن إرادة الجماعة.
4- حرية الفرد بما لا يتعارض و الإرادة العامة.
النقد :
لهذه النظرية الفضل في القضاء على الأنظمة الاستبدادية لكن :
1- من الناحية الواقعية لم يبرم الأفراد اتفاق فهي خيالية أي نتيجة تصور الفقهاء.
2- غير متصور من الناحية العملية "أكبر أكذوبة ناجحة عرفها التاريخ".
3- فكرة العقد لا تتماشى مع المنطق القانوني، لأنها تفرض أن العقد هو الذي أنشأ السلطة السياسية أما من حيث المنطق القانوني أن وجود السلطة السياسية هو الذي يضمن إلزامية العقود و توقيع الجزاء على مخالفتها.

3- نظرية التطور العائلي

الدولة أصل السلطة، يعود إلى فكرة السلطة الأبوية فأصل الدولة هو الأسرة التي تطورت إلى عشيرة  قبيلة  مدينة  دولة. الفقهاء يقارنون بين سلطة الدولة و سلطة الأب.
النقد :
1- من الصعب المقارنة بين سلطة الأب و السلطة السياسية للدولة.
2- تفترض بأن حياة البشرية بدأت بالأسرة و هذا خطأ، فالأسرة وجدت بعد فترة طويلة من حياة البشرية المرحلة الأولى مرحلة مشاعية لا يوجد نظام الزواج.

4- نظرية القوة

أساس السلطة هو القوة و إن الدولة هي نظام مفروض عن طريق القوة، ففيه يفرض صاحب الغلبة أو القوة نفسه باستعمال العنف على باقي أفراد الجماعة الذين يمتثلون لإرادته و يخضعون لسلطته.
النقد :
التاريخ عرف أمثلة كثيرة لدول نشأت عن طريق القوة لكن لا يمكن التسليم بهذه النظرية لوحدها لأنه يستحيل على الحكام أن يفوضوا سلطتهم عن طريق القوة وحدها فبدون رضا الجماعة يصعب على الحاكم ممارسة السلطة.

* نظرية عبد الرحمن بن خلدون 1332- 1406

أهم كتبه : "العبر: ديوان المبتدأ و الخبر في عصر العرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر".

5- النظرية الماركسية : التفسير الطبقي
حسب هذه النظرية :
الدولة ظهرت إلى الوجود حين ظهرت في المجتمع طبقات اقتصادية و اجتماعية متصارعة فيما بينها و الدولة كبناء تنظيمي وجدت لتأكيد سيادة الطبقة التي تملك القوة الاقتصادية على الطبقات الأخرى فتمارس سيطرتها من خلال أجهزة الدولة و أن ذلك أي هذه الهيمنة تكفل الاستقرار و النظام في داخل المجتمع، هيئات الدولة (التشريعية، التنفيذية و القضائية)، تمنح صفة الشرعية للطبقة المهيمنة اقتصاديا لأنه في غياب هيئات الدولة سوف يحدث صراعا مباشرا بين الطبقات و هذا يؤدي إلى تهديد كيان المجتمع و تزعم هذه الدولة بأنها فوق المصالح الطبقية أي أنها تظهر بمظهر الحياد في داخل المجتمع، الدولة جهاز أوجدتها الطبقة المسيطرة.
ميزة هذه النظرية أنها لا تفسر أصل السلطة و الدولة فحسب بل مآل هذه الدولة.
الدولة تمر بمرحلة وصول الطبقة العمالية إلى السلطة فتحقق في المرحلة الأولى المجتمع الاشتراكي و فيه يتم تحويل الملكية الخاصة إلى ملكية عامة و يطبق مبدأ التخطيط و من حيث توزيع الدخل يتم وفقا لمبدأ (من كل حسب طاقته و لكل حسب عمله)، و بعد زوال الطبقات من داخل المجتمع فإن هذا الأخير يصبح في غير حاجة إلى الدولة و بالتالي و بالتالي فإنها تزول و يتحقق المجتمع الشيوعي و فيه يطبق مبدأ (من كل حسب عمله و لكل حسب حاجته).
النقد : إذا كانت هذه النظرية الأقرب تفسيرا من الناحية العملية لنشأة الدولة فإنه يصعب قصر نشأة على العامل الاقتصادي فقط، لأن هناك عوامل أخرى أخرى ساهمت في وجود الدولة مثل العوامل الثقافية، و الاجتماعية و الدينية.

6- نظرية التطور التاريخي

يرفض أصحاب هذه النظرية إرجاع أصل الدولة إلى عامل واحد من العوامل المذكورة سابقا، فحسب رأيهم الدولة نشأت كظاهرة اجتماعية نتيجة لمجموعة من العوامل المتفاعلة فيما بينها و قد اتخذت هذه الدولة خلال مراحل تطورها أشكالا متعددة حسب طبيعة العوامل الاجتماعية، التاريخية، و الاقتصادية التي تفاعلت معها.
و في الأخير يمكن القول بأن هذه النظرية هي الأقرب إلى التفسير المقبول لنشأة الدولة.

خصائص الدولة
تتمثل خصائص الدولة في السيادة و الشخصية المعنوية أو القانونية:
1- السيادة
تعريف السيادة : يمكن تعريف السيادة بأنها سلطة سياسية آمرة، نابعة من ذات الدولة، و قادرة على تنظيم نفسها، و على فرض توجيهاتها، دون أن تكون خاضعة داخليا أو خارجيا لغيرها، فهي في الداخل أعلى السلطات التي تملك أمر الحكم فيما ينشأ بين الأفراد و الوحدات الداخلية من خلافات، و هي كذلك لا تخضع ماديا و لا معنويا لسلطة أخرى مهما كان نوعها.
و تقوم سيادة الدولة على عدة خصائص :
- سيادة شاملة : يقصد بها لأنها تنطبق على جميع سكان الدولة باستثناء المتمتعين بالامتيازات أو الحصانة الدبلوماسية.
- سيادة دائمة : أنها تتعدى في أعمار القائمين عليها و النظام الدستوري الذي تعمل في إطاره.
- سيادة لا تقبل التجزئة : و معنى ذلك أنه في الدولة الواحدة سواء كانت دولة موحدة أو مركبة و سواء كانت تأخذ بالنظام المركزي أو اللامركزية فإنها في كل الحالات ذات سيادة واحدة.
- سيادة مطلقة : أي أن الدولة داخل حدودها تمثل أعلى سلطة عامة لا مكان لسلطة أخرى منافسة لها و أنها خارج حدودها لا تخضع لسلطة أعلى منها.

مظاهر السيادة :
- السيادة الإيجابية و السيادة السلبية :
السيادة السلبية يقصد بها عدم خضوع سلطة الدولة لأي جهة أخرى مهما كان نوعها، أما المفهوم الإيجابي للسيادة فهو الذي يبرر سلطة الدولة بكل ما تقوم به من حق الأمر و النهي و الزجر في الداخل و تمثيل الدولة و ترتيب حقوق و التزامات لها و عليها في الخارج.
- السيادة الداخلية و السيادة الخارجية :
يقصد بالسيادة الداخلية حق الأمر في مواجهة كل سكان الدولة أما السيادة الخارجية فيقصد بها عدم خضوع الدولة لسلطة أجنبية فيما عدا ما تلتزم به في مجال علاقاتها مع الدول الأخرى طبقا لقواعد القانون الدولي و يعبّر عن السيادة الخارجية بمصطلح الاستقلال.
- السيادة الشخصية و السيادة الإقليمية :
في السابق كانت السيادة حق شخصي للملك و لهذا فإن قوانين الدولة كانت تطبّق على مواطنيها و لو كانوا مقيمين خارج إقليمها و هو ما يعبّر عنه بالسيادة الشخصية و قد هجرت هذه النظرية و حاليا يأخذ بمفهوم السيادة الإقليمية أي أن سلطة الدولة يتحدد مجالها في نطاق حدود إقليم الدولة.

من هو صاحب السيادة ؟
المقصود بهذا التساؤل هو تحديد صاحب السلطة السياسية ذات السيادة، لا شك أن الدولة هي صاحبة السلطة السياسية العليا و هذه السلطة تكون مجردة و مستقلة في وجودها عن الأشخاص الممارسين لها و هم طبقة الحكام في الدولة فهم مجرد أداة في يد الدولة تمارس من خلالهم مظاهر سلطتها.
و إذا كانت الدولة شخصا معنويا مجردا فإن السلطة فيها لابد أن تنسب إلى صاحب محدد يمارسها بصورة فعلية فمن هو الصاحب الفعلي لهذه السلطة السياسية ذات السيادة ؟
في هذا الصدد قيلت نظريتان هما :
1- نظرية سيادة الأمة : مضمون هذه النظرية أن السيادة تكون للأمة باعتبارها وحدة مجردة مستقلة عن سائر الأفراد المكونين لها، فالسيادة لا تكون لفرد من الأفراد أو جماعة من الجماعات و إنما تنسب إلى الشخص الجماعي الذي يشمل مجموع الأفراد و هذا الشخص هو ما يعبر عنه بكلمة الأمة.
النتائج المترتبة :
* السيادة تمثل وحدة واحدة غير قابلة للتجزئة فما دام أن الأمة هي شخص واحد فإن السيادة تكون كذلك واحدة غير مجزئة و يترتب عن ذلك الأخذ بمبدأ "الديمقراطية النيابية" أو "الديمقراطية غير المباشرة".
* الانتخاب يعتبر وظيفة و ليس حقا من الحقوق السياسية و هذا ما يتوافق مع الأخذ بمبدأ "الاقتراع المقيد".
* النائب في البرلمان يعتبر ممثلا للأمة بأسرها و ليس ممثلا لناخبي دائرته.
* القانون يكون تعبيرا عن إرادة الأمة.
الأمة تشمل الأجيال الماضية، الحالية و المستقبلية.
الانتقادات الموجه لهذه النظرية :
* كان لهذه النظرية فائدة في الحد من سلطات الملوك لكنها حاليا أصبحت عديمة الجدوى.
* تؤدي هذه النظرية إلى الاعتراف بالشخصية القانونية للأمة و هذا غير مقبول من الناحية القانونية.
* أنها تؤدي إلى الاستبداد مادام أن القانون هو تعبير عن إرادة الأمة و ليس تعبيرا عن إرادة الأغلبية.

2- نظرية سيادة الشعب :
مضمون هذه النظرية أن السيادة تنسب إلى الشعب باعتباره مكوّن من مجموعة من الأفراد و من ثم تكون السيادة حق لكل فرد من أفراد الشعب أي أنها تكون مجزئة على أفراد الشعب بالمفهوم السياسي.
النتائج المترتبة عن نظرية سيادة الشعب :
يترتب عنها عدة نتائج هي :
* السيادة تكون مجزأة بين الأفراد و بالتالي يكون لكل فرد حقا ذاتيا في مباشرة السلطة و هذا ما يتماشى مع نظام الديمقراطية المباشرة و شبه المباشرة.
* الانتخاب يعتبر حقا و ليس وظيفة و هذا المبدأ يتماشى مع نظام "الاقتراع العام".
* النائب في البرلمان يعتبر ممثلا لدائرته الانتخابية و من ثم يمكن للناخبين إعطاء تعليمات ملزمة للنائب كما أنه يكون مسئولا أمامهم عن تنفيذ وكالته و يلتزم بأن يقدم لهم حسابا عنها كما يحق للناخبين عزل النائب من وكالته في أي وقت.
* القانون يكون تعبيرا عن إرادة الأغلبية الممثلة في هيئة الناخبين و من ثم يتعيّن على الأقلية الإذعان لرأي الأغلبية دون اعتبار ما إذا كانت هذه الإرادة أكيدة و دائمة أم لا.
النقد الموجه لهذه النظرية :
إذا كان الاتجاه الحديث في الدساتير قد اتجه إلى الأخذ بمبدأ سيادة الشعب لكونه أكثر تحقيقا للديمقراطية إلا أنه هناك انتقادات وجهت لهذه النظرية :
* يترتب عن الأخذ بمبدأ سيادة الشعب تبعية النواب لجمهور ناخبيهم و هذا ما قد يؤدي إلى تحقيق المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة.
* هذه النظرية تقول بتجزئة السيادة على أفراد الشعب و هذا يؤدي إلى وجود سيادتي سيادة مجزأة بين الأفراد و سيادة الدولة باعتبارها شخص معنوي.
و على العموم فإن معظم الدساتير حاولت التوفيق بين النظرتين و ذلك بالأخذ بمبادئ من كليهما كالأخذ بالاقتراع العام و إلغاء الوكالة الإلزامية و اعتبار النائب ممثلا للأمة أو للشعب.

II- الشخصية المعنوية : القانونية

•تعريف الشخصية المعنوية :
هي جماعة من الأشخاص يضمهم تكوين يسعى إلى تحقيق هدف معين أو مجموعة من الأموال ترصد لتحقيق غرض معين يمنحها القانون صفة الشخصية فتكون شخصا مستقلا و متميزا عن الأشخاص الذين يساهمون في نشاطها أو يستفيدون منها كالدولة، الولاية، و الشركات ... تمييزا لها عن الأشخاص الآدميين و البعض عرّفها بأنها تشخيص قانوني للأمة.
و الاعتراف للدولة بالشخصية القانونية يعني أنها وحدة قانونية مستقلة و متميزة عن الحكام و المحكومين لها طابع الدوام و الاستقرار لا تزول بزوال الحكام و سلطة الدولة و تقوم على أساس تحقيق مصالح الجماعة.

* النتائج المترتبة على شخصية الدولة :
1- الأهلية القانونية للدولة : مادام أن الدولة كائن قانوني قائم بذاته و مستقل عن الحكام و المحكومين لابد أن يسلم لها بقدرات قانونية مستقلة تمكنها ليس من إتيان أعمال مادية فقط بل من ممارسة مختلف التصرفات القانونية و هو ما يطلق عليه بالأهلية القانونية سواء كانت :
أهلية وجوب : و يقصد بها صلاحية الشخص لكسب الحقوق و تحمل الالتزامات و هي تختلط بالشخصية وجودا و عدما. (الجنين في بطن أمه يملك أهلية وجوب ناقصة).
أهلية أداء : صلاحية الشخص لأن يباشر بنفسه التصرفات القانونية التي من شأنها أن تكسبه حقا أو تحمله دين.
و بما أن الدولة كغيرها من الأشخاص المعنوية لا تستطيع أن تمارس بذاتها ما تخوله لها أهليتها القانونية من أعمال و تصرفات و إنما يمارس هذه الأعمال نيابة عنها و باسمها أشخاص آدميون و هم الحكام طبقا لما ينص عليه الدستور و تتميز أهلية الدولة بخاصيتين هما :
- تصرفات الإرادة المنفردة و - قدرة القهر المادي أو امتياز التنفيذ المباشر.
2- الذمة المالية : معناه مجموع ما يكون للشخص من حقوق و التزامات مالية، و باعتبار الدولة شخص قانوني لها ذمة مالية خاصة بها و مستقلة عن الذمة المالية للأعضاء المكونين لها و لممثليها الذين يتصرفون باسمها و من ثم فإن الحقوق و الالتزامات التي ترتبها تصرفات حكام الدولة باسمها و لحسابها لا تعود إلى الذمة المالية لهؤلاء الحكام و لكنها تكوّن حقوق و التزامات لحساب الدولة ذاتها (يمكن للدولة أن تكون دائنة أو مدينة)
3- وحدة الدولة و ديمومتها : المقصود بأن الدولة تمثل وحدة قانونية واحدة هو أن تعدد سلطاتها العامة من تشريعية و تنفيذية و قضائية و كذلك تعدد ممثلي الدولة و تعدد الأجهزة و الأشخاص التي تعبر عن إرادتها و تعمل باسمها لا يغيّر من وصفها كشخص قانوني واحد، و المقصود بأن الدولة تمثل وحدة قانونية دائمة فيعني أن وجود الدولة كشخص قانوني و استمرارها لا يتأثر بتغير الأشخاص الممثلين لها أو بتغير نظام الحكم فيها، و ما يبرر استمرار الدولة و ديمومتها اعتبارها شخصا قانونيا مستقلا و متميزا في وجوده و حياته عن وجود و حياة الأفراد المكونين له أو الممثلين له و أنها تستهدف أغراضا تتجاوز عمر جيل بذاته من أجيال شعبها.
يترتب على صفة ديمومة الدولة الآتي :
- الحقوق التي تثبت للدولة في مواجهة الغير و كذلك الالتزامات التي تتعهد بها الدولة لصالح الغير تبقى واجبة النفاذ للدولة أو عليها مهما حدثت التغيرات التي تصيب الشكل الدستوري أو تغيّر الحكام.
- المعاهدات و الاتفاقات التي تبرمها الدولة مع غيرها من الدول تبقى قائمة و واجبة النفاذ مادامت الدولة قائمة بغض النظر عن تغيّر ممثليها.
- القوانين التي تصدرها السلطات المختصة في الدولة تبقى هي الأخرى قائمة و واجبة النفاذ مهما تغيّر النظام الدستوري إلى أن يتم تعديلها أو إلغائها صراحة أو ضمنا وفقا للإجراءات المحددة لذلك.

•فيما يخص مظاهر السيادة أضيف 4-السيادة القانونية والسيادة السياسية:السيادة القانونية معناها سلطة الدولة في إصدار القوانين وتنفيذها، أما السياسية فتنصرف على الشعب بمفهومه السياسي الذي يتولى عملية اختيار المسيرين للدولة وممارسي السيادة القانونية.
أيضا فيما يخص النتائج المترتبة على شخصية الدولة أضيف 4- المساواة بين الدول: بما أن لكل دولة شخصية معنوية فإن كل الدول متساوية في المعاملة هذا من الناحية النظرية أما من الناحية الواقعية أو العملية نجد أن هناك عوامل أخرى لها تأثيرها البالغ الأهمية في تحقيق عدم المساواة الفعلية بين الدول (مساواة نسبية(.
* النتائج المترتبة على مبدأ سيادة الشعب :
1- تجزئه السيادة بين الأفراد .
2- الانتخاب حق لا وظيفة .
3- الأخذ بالاقتراع العام .
4- العودة لمفهوم الوكالة الإلزامية ونشأة الأحزاب السياسية .
5- الأخذ بنظام التمثيل النسبي .
6- القانون تعبير عن إرادة الأغلبية .
* نقد سيادة الشعب :
1- تسيد علاقة التبعية بين النائب والناخب .
2- إن الأخذ بمبدأ سيادة الشعب لن يحل المشكلة لأنه في الواقع يجزئ السيادة ويجعلها مقسمة بين أفراد الشعب .
* فقه القانون العام المعاصر انقسم في تقييمه للنظريتين إلى ثلاث اتجاهات :
1- تجاه يقضي بأن سيادة الأمة مبدأ نشأ وانشر لظروف خاصة مرت به شعوب معينة .
2- تجاه يميل إلى الأخذ بمبدأ سيادة الأمة ويفضله على مبدأ سيادة الشعب .
3- تجاه يسعى إلى ترجيح مبدأ سيادة الشعب على مبدأ سيادة الأمة .

أصل نشأة الدولة
هناك العديد من المذاهب والنظريات لتفسير وبيان نشأة الدولة :-
1- نظرية العقد :
هذه النظرية ترى أن الدولة مصدرها الأول القوة والصراع بين الجماعات البدائية .
هذه النظرية لم تجد صدى واسعا لدى الفقه العالمي لان الاختلاف بين الحاكم والمحكومين مصدره القوة والغلبة .
فان الدولة في الوقت الحاضر لا تقوم فقط على فكرة الاختلاف السياسي وإنما تلعب السلطة دورا هاما باعتبارها العنصر الرئيسي للتنظيم السياسي الحديث ، وما الحاكم إلا ممارس لهذه السلطة فقط .
• إن عنصر القوة هام للدولة من اجل الوحدة والأمن ، وبدونها تصبح الدولة فريسة للعوامل الهدامة .
2- نظرية تطور الأسرة :
هذه النظرية ترجع اصل الدولة إلى الأسرة وأساس سلطة الحاكم إلى السلطة الولاية المتمثلة في رب الأسرة
تصور هذه النظرية للدولة:أسرة عشيرة عشائر قبيلة قبائل قرية قرى ومن ثم مدينه ثم مدن ثم الدولة ومن ثم الإمبراطورية
الانتقادات التي تعرضت لها هذه النظرية :-
1- اثبت علماء الاجتماع ان الدولة لم تكن الخلية الاجتماعية الأولى لا غريزة الاجتماع والكائن ضد مخاطر الطبيعة هي التي دعت الأفراد إلى التجمع ..
2- قيل انه من الخطأ القول ان كل دولة مرت بالمداخل التي يبينها أنصار هذه النظرية .
3- ومن أهم الانتقادات اعتبار الأسرة اللبنة الأساسية لنشأة الدولة وهو عبارة عن تفسير علاقة السلطة بالدولة بتلك التي تربط رب الحاسرة بالأسرة .
3- النظريات العقدية :-
ظهرت فكرة العقد كأساس لنشأة الدولة منذ فترة زمنية بعيدة ، استخدمها الكثير من المفكرين في تأييد أو محاربة السلطان المطلق للحاكم .
هذه النظريات ترجع إلى القرن السادس عشر ، والتي ساهم في صياغتها وإبراز مضمونها كل من هوبز ، ولوك ، و روسو .
علماء هذه النظرية ارجعوا نشأة الدولة إلى فكرة العقد وان الإفراد انتقلوا من الحياة البدائية التي كانوا يعيشونها إلى حياة الجماعة المنظمة بموجب العقد .
• ركز فلاسفة هذه النظرية حول حياة الأفراد الفطرية والبدائية
* هوبز : ( من أنصار الحكم المطلق )
إن الفترة التي عاش بها هوبز وما رافقتها من اضطرابات في كل من إنجلترا وفرنسا كان لها بالغ الأثر على فكرة الذي عبر عنه بتأييده المطلق للحاكم .
* اغلب كتاباته تمثل الدفاع عن الملك وحقه في الحكم ضد أنصار سيادة البرلمان .
* ابرز هو بحق الملك المطلق في الحكم من خلال طبيعة العقد الذي ابرم بين الأفراد للتخلص مما رتبته الطبعة الإنسانية ونزعتها الشريرة التي قاساها الأفراد في الحياة الفطرية قبل إبرام العقد ، من خلال هذا العقد يتنازل الفرد عن حرياته وحقوقه الطبيعية للسلطة التي أقامها أيا كانت مساوئها واستبدادها . لان السلطة وفي وجهة نظرة مهما بلغت من السوء فلن تصل إلى حالة الحياة الطبيعية التي كانوا يعيشونها . بل إن وضع أي قيد على الحاكم ، أو ترتيب أي التزام عليه يجعل العقد الاجتماعي قاصرا عن تحقيق الغرض منه .
وهكذا يتمتع الحاكم على الأفراد بسلطة مطلقة ، ولا يحق للأفراد مخالفة هذا الحاكم مهما استبد أو تعسف .
* جون لوك : ( من أنصار الحكم المقيد )
إذا كان لوك يتفق مع هوبز في تأسيس المجتمع السياسي على العقد الاجتماعي الذي ابرم بين الأفراد لينتقلوا من الحياة البدائية إلى حياة الجماعة ، إلا انه يختلف معه في وصف الحياة الفطرية والنتائج التي توصل إليها .
الحياة الفطرية الطبيعية للأفراد كما يصفها لوك فهي تنصح بالخير والسعادة والحرية والمساواة ، تحكمها القوانين الطبيعية وبالرغم من وجود كل هذه المميزات لدى الفرد إلا أن استمراره ليس مؤكداً وهذا بسبب ما يمكن أن يتعرض له من اعتداءات الآخرين . وهذا ما يدفع الإنسان إلى الحرية المملوءة بالمخاوف والأخطار الدائمة والانضمام إلى مجتمع ما مع الآخرين من اجل المحافظة المتبادلة عن أرواحهم وحرياتهم وأملاكهم .
* إن العقد الذي ابرم بين الأفراد وبين الحاكم لإقامة السلطة لا يمنح الحاكم السلطة المطلقة وإنما يمنحه سلطة مقيدة بما يكفل تمتع الأفراد بحقوقهم الباقية والتي لم يتنازلوا عنها .
* الحاكم في نظرية لوك طرف في العقد كما الفرد وما دام ان شروط العقد قد فرضت على الحاكم الكثير من الالتزامات فهو مقيد وملتزم بتنفيذ الشروط ، والإيجاز للأفراد مقاومته وفسخ العقد .
* جان جاك روسو :
روسو لوك
الحياة الفطرية حياة خير وسعادة يتمتع بها الأفراد بالحرية والاستقلال والمساواة الحياة الفطرية حياة خير وسعادة يتمتع بها الأفراد بالحرية والاستقلال والمساواة
يختلف مع لوك على أسباب التعاقد وأطرافه ومن ثم النتائج التي تترتب على ذلك . يختلف مع روسو على أسباب التعاقد وأطرافه ومن ثم النتائج التي تترتب على ذلك .
يرجع إلى فساد الطبيعة والحياة العصرية ، وذلك كمظهر الملكية الخاصة وتطور الصناعة من إخلال بالمساواة وتقييد الحريات فسر رغبة الأفراد في التعاقد على أساس ضمان استمرارية المساواة والحريات العامة وضمان السلم الاجتماعي .
وبالتالي ومن خلال نظرة روسو كان لابد للأفراد السعي للبحث عن وسيلة يستعيدون بها المزايا ، فاتفق الأفراد فيما بينهم على إبرام عقد اجتماعي ، هذا العقد يقوم الأفراد من خلاله بالتنازل عن كافة حقوقهم الطبيعية لمجموعة من الأفراد الذي تمثلهم في النهاية الإرادة العامة . هذا التنازل لا يفقد الأفراد حقوقهم وحرياته لان الحقوق والحريات المدنية استبدلت بتلك الطبيعية المتنازل عنها للإرادة العامة .
* الحكومة لا تقوم على أساس تعاقد بينها وبين المواطنين وإنما هي هيئة من المواطنين مكلفة من قبل صاحب السيادة بمباشرة السلطات الذي له أن يستردها وان يمنحها إلى أشخاص آخرين .
n الانتقادات التي تعرضت لها النظرية العقدية :-
1- الخيالية : لان التاريخ لا يعطينا مثلا واحدا واقعيا بان جماعة من الجماعات قد نشأت بواسطة العقد .
2- غير صحية من الناحية القانونية :
3- غير صحيحة من الناحية الاجتماعية : تفترض إن الإنسان كان في عزلة قبل نشأة الجماعة وهذا قول غير صحيح لان الإنسان كائن اجتماعي .
4- نظرية التطور التاريخي :-
إن هذه النظرية تمتاز عن أخواتها من النظريات أنها لا ترجع أصل نشأة الدولة إلى عامل محدد بذاته وإنما إلى عوامل متعددة منها ( القوة ، الاقتصاد ، الدين ، والفكر … الخ ) . هذه النظرية تقول إن هذه العوامل اجتمعت مع بعضها البعض وشكلت تجمع للأفراد وأدت إلى ظهور فئة من الأفراد استطاعت أن تفرض سيطرتها على باقي الجماعة ( ظهور هيئة عليا حاكمة ) .
• تفاعل العوامل من اقتصادية واجتماعية وفكرية ومادية لم تحدث فجأة وفي تجمع واحد إنما حدثت في فترات زمنية طويلة ونطاقات مكانية متباعدة .
• أنصار هذه النظرية :
العميد ديجي و بارتلمي ومودو .
5- النظرية الماركسية :-
نظرة ماركس للدولة لم تكن على اعتبارات حتمية أو سرمدية بقدر ما كانت على حدث تاريخي . وهذا جاء نتيجة لانقسام الجماعات إلى طبقات متصارعة واحتكار البعض منها ملكية الإنتاج ، والتي استطاعت بواسطتها استغلال سائر الطبقات في المجتمع .
• الدولة عند ماركس :
لا تعدو ان تكون ظاهرة قانونية تمثل انعكاسا لتكوين الطبقات وسيطرة إحداها على المجتمع الذي تحكمه هذه الدولة .
• ظهور الدولة عند ماركس مرتبط بالصراع بين الطبقات الذي يمثل في النهاية سيطرة طبقة.
أنواع الدول
إن فقهاء القانون والسياسة اتبعوا مناهج متعددة في تقسيم الدول وذلك تبعا لطبيعة اختصاصاتهم واهتماماتهم والزاوية التي ينظرون منها إلى الدولة .
وإذا كان القانون ركز في دراسته لأنواع الدول على مقدار ما تتمتع به الدول من سيادة حيث قسمها إلى دول كاملة السيادة ، وأخرى ناقصة السيادة ، فان فقه القانون الدستوري والنظم السياسي قد اهتم بتقسيم الدولة من حيث شكلها إلى دولة بسيطة ( موحدة ) ودولة اتحادية .
أولا : الدولة البسيطة :-
هي التي تنفرد بإدارة شؤونها الداخلية والخارجية سلطة واحدة ( فرنسا ، الأردن ، لبنان …).
فالسيادة في مثل هذه الدول غير مجزأة تمارسها سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة كما هو مبين في دستورها الواحد الذي يطبق على كافة أنحاء إقليم الدولة .
• وحدة الدولة تتجسد من خلال :-
- السلطة : تتولى الوظائف العامة في الدولة سلطة واحدة لها دستور واحد ينظمها .
+ الوظيفة التشريعية وضع القوانين ( سلطة تشريعية واحدة ) .
+ السلطة التنفيذية واحدة يخضع لها كافة الشعب .
+ السلطة القضائية واحدة يلتجأ إليها كافة الشعب .
- من حيث الجماعة : أفراد الدولة هم وحدة واحدة يتساوون في معاملاتهم بغض النظر عما يوجد بينهم من فوارق واختلافات .
- من حيث الإقليم : الإقليم وحدة واحدة في جميع أجزائه ويخضع لقوانين واحدة دون تمييز إلا ما تقرره بعض القوانين المحلية في المسائل الإدارية فقط .
• وهذا وتبقى الدولة الموحدة بسيطة إذا بقيت تتصف بما بيناه في النواحي الثلاث السابقة بغض النظر عن طبيعة نظام الحكم فيها فقد تكون ( ملكية كالأردن والسعودية ، أو جمهورية كمصر ولبنان ، وقد تكون مطلقة دكتاتورية أو مقيدة ديمقراطية ) .
n اللامركزية الإدارية في الدولة الموحدة
- ويقصد بالمركزية الإدارية قصر الوظيفة الإدارية في الدولة على ممثلي الحكومة المركزية في العاصمة ( وهم الوزراء دون مشاركة ما من هيئات أخرى ) .
- اللامركزية الإدارية فتعني توزيع الوظيفة الإدارية بين الحكومة المركزية وبين هيئات أخرى محلية أو مصلحيه تباشر اختصاصات محددة بقدر من الاستقلال تحت رقابة ووصاية الحكومة المركزية .
اللامركزية الإدارية في التنظيم الإداري الحديث تتخذ صورتين :-
1- اللامركزية الإقليمية : ( الإدارة المحلية ) وهي إعطاء جزءا من إقليم الدولة لجهة معينة ( مثلا مديرية الحكم المحلي ) وتكون هذه الجهة تحت رقابة السلطة المركزية ( وزارة الحكم المحلي ) .
2- اللامركزية ألمرفقيه المصلحية : تمنح من خلالها مرفق عام لشخصية معنوية لتمارس نشاطا معينا بقدر من الاستقلال تحت أشراف السلطة المركزية ( كالجامعات والهيئات والمؤسسات ) .

ثانيا :- الدولة المركبة :
و تتألف الدولة المركبة من دولتين ، او مجموعة دول اتحدت لتحقيق أهداف مشتركة ، فتوزع سلطات الحكم فيها على الدول المكونة لها تبعا لطبيعة ونوع الاتحاد الذي يربط بينها .
تقسم الدول المركبة إلى :-
1- الاتحاد الشخصي :- وهو عبارة عن اتحاد بين دولتين او اكثر تحت عرش واحد ، لكن تحتفظ كل دولة بسيادتها الكاملة وتنظيمها الداخلي المستقل وبالتالي فمظاهر الاتحاد هنا لا تتجسد الا في شخص الدولة فقط ( فرئيس الدولة هو المظهر الوحيد والمميز للاتحاد الشخصي ، الامر الذي يجعله اتحادا عرضيا وموقوتا يزول وينتهي بمجرد اختلاف رئيس الدولة .
الدول المشتركة في الاتحاد الشخصي تبقى متمتعة بكامل سيادتها الداخلية والخارجية ، فانه يترتب على ذلك :-
1- احتفاظ كل دولة بشخصيتها الدولية وانفرادها برسم سياستها الخارجية .
2- تعد الحرب بين دول الاتحاد الشخصي حربا دولية .
3- ان التصرفات التي تقوم بها أحد دول الاتحاد الشخصي إنما تنصرف نتائجها إلى هذه الدولة فقط وليس إلى الاتحاد .
4- يعتبر رعايا كل دولة أجنبيا على الدولة الأخرى .
5- لا يلزم في الاتحاد تشابه نظم الحكم للدول المكونة له .
2- الاتحاد الحقيقي ( الفعلي ) :- يقوم بين دولتين او اكثر ، وتخضع كل الدول فيه إلى رئيس واحد مع اندماجها بشخصية دولة واحدة ، تمارس الشؤون الخارجية . وتبقى كل دولة في الاتحاد محتفظة بدستورها وأنظمتها الداخلية .
يترتب على الاندماج في الاتحاد الحقيقي ( فقدان الدولة لشخصيتها الخارجية ) :-
1- توحيد السياسة الخارجية والتمثيل الدبلوماسي .
2- تعتبر الحرب التي تقوم بين الدول الأعضاء حربا أهلية .
3- أمثلة ( الاتحاد الذي قام بين السويد والنرويج )
3- الاتحاد الاستقلالي الكونفدرالي :- ينشأ من اتفاق دولتين او اكثر في معاهدة دولية على تكوين الاتحاد أو الانضمام إليه مع الاحتفاظ كل دولة باستقلالها الخارجي وسيادتها الداخلية .
صك الاتحاد او المعاهدة والاتفاقية هي الأساس في الاتحاد الاستقلالي .
يقوم الاتحاد الكونفدرالي على تكوين مجلس يتكون من مندوبين عن الاتحاد وهذا المجلس لا يختص الا بالمسائل التي تضمنها الصك .
وهذا لا تعتبر الهيئة التي تمثل الدول في الاتحاد دولة فوق الدول الأعضاء ، وانما مجرد مؤتمر سياسي .
في هذا الاتحاد تبقى كل دولة متمتعة بسيادتها الداخلية ومحتفظة بشخصيتها الدولية .
رعايا كل دولة من الاتحاد يبقون محتفظون بجنسيتهم الخاصة .
العلاقة بين الدول مجرد ارتباط تعاهدي .
حق الانفصال عن الاتحاد ممنوح للدول الأعضاء تقرره حسب ما تراه مناسبا ومتماشيا مع مصالحها الوطنية .
4- الاتحاد المركزي :- ليس اتفاقا بين دول ، ولكنه في الواقع دولة مركبة تتكون من عدد من الدول او الدويلات اتحدت معا ، ونشأت دولة واحدة .
ينشأ الاتحاد المركزي عادة بطريقتين :
1- تجمع رضائي او إجباري لدول كانت مستقلة .

2-تقسيم مقصود لاجزاء متعددة من دولة سابقة ، كانت بسيطة وموحدة .
• الاتحاد المركزي لا يشمل الدول فقط إنما شعوب هذه الدول أيضا .
• في هذا الاتحاد تنصهر السيادة الخارجية للدول بشخصية الاتحاد .
• يبقى لكل دولة دستور يحكمها لكن بما يناسب دستور الاتحاد .
• هذا الاتحاد عبارة عن مجموعة من الدول تخضع بمقتضى الدستور الاتحادي لحكومة عليا واحدة هي الحكومة الفدرالية .
-- مظاهر الاتحاد المركزي ( الكونفدرالي )
أولا من الناحية الداخلية :
تتكون دولة الاتحاد من عدد من الدويلات هذه الدويلات تتنازل عن جزء من سيادتها للدولة الاتحادية .
- للدولة الاتحادية حكومة يطلق عليها الحكومة الاتحادية .
- لكل ولاية او دولة سلطاتها الثلاثة ( التشريعية والتنفيذية والقضائية ) التي لا تخالف السلطات الثلاثة العامة للاتحاد ( هذا ما يسمى ازدواجية السلطات ) .
- يوجد رئيس واحد للاتحاد .
- الشعب داخل الاتحاد يحمل جنسية واحدة .
ثانيا من الناحية الخارجية :
- تتولى الدولة الاتحادية إعلان الحرب ، وعقد الصلح ، وإبرام المعاهدات ، والاشراف على القوات المسلحة للاتحاد .
- للدولة الاتحادية وحدها حق التمثيل الدبلوماسي ، والانضمام إلى المنظمات الدولية .
- التمييز بي الاتحاد المركزي الفدرالي والاتحاد الاستقلالي الكونفدرالي

الاتحاد الفدرالي الاتحاد الاستقلالي الكونفدرالي
ينشأ من خلال عمل قانوني داخلي وهو الدستور الاتحادي يستمد وجوده من معاهدة تتم بين الدول الأعضاء
الانفصال مرفوض الانفصال حق مقرر لكل دولة فيه
تمارس السلطات الاتحادية اختصاصاتها على الأفراد مباشرة تتولى الاختصاصات وتحقيق الأهداف هيئة مشتركة ، ممثلين عن دول الأعضاء
جنسية الشعب واحدة لكل شعب جنسية في الاتحاد حسب دولتهم
إذا قامت حرب بين دولتين في الاتحاد فهي حرب أهلية إذا قامت حرب بين دولتين في الاتحاد فهي حرب دولية

• أهم مزايا نظام الاتحاد المركزي الفدرالي

نظام الاتحاد المركزي قادر على توحيد دول ذات نظم متغايرة ومتباينة في دولة واحدة قوية .

يعمل على التوفيق بين مزايا الدولة الموحدة ومزايا الدولة المركبة .

يعتبر حقلا واسعا للتجارب في الأنظمة السياسية .
• عيوب الاتحاد المركزي

1- قيل ان ازدواجية السلطات العامة سيؤدي إلى نفقات مالية كبيرة .
2- يؤدي هذا النظام إلى تفتيت الوحدة الوطنية .
3- ان تعدد السلطات واختلاف التشريعات كثيرا ما يسبب منازعات ومشاكل .

الخاتمة :
قد تناولت في بحثي هذا العديد من الجوانب التي تتعلق بالدولة :
• اصل كلمة الدولة : تعرفت على اصل هذه الكلمة الصغيرة في حجمها الكبيرة في معناها ووجدت ان هذه الكلمة تشكلت عبر الزمن .
• تعريف الدولة : لم يجمع العلماء على تعريف محدد للدولة ولكنهم وبشكل غير مقصود وغير مباشر اجمعوا على أركان الدولة .
• أركان الدولة : تعرفت على أركان الدولة ووجدت ان للدولة العديد من الأركان وهي ست أركان عند بعض العلماء وعند البعض الآخر هي ثلاثة لكن الثلاثة يشملوا الباقي ( السكان ، الإقليم ، الحكومة ، الاستقلال ، الاعتراف الدولي ، السيادة ) .
• خصائص الدولة : هناك العديد من الخصائص للدولة ( شخصي معنوية ، السيادة ) .
• مصدر السيادة وصاحبها : وهناك نظريات عديدة قسمت مصدر السيادة في الدولة وصاحبها ( نظرية ثيوقراطية ، وقسم إلى عدة نظريات . نظرية سيادة الأمة . نظرية سيادة الشعب ) .
• اصل نشأة الدولة : هناك عدة نظريات لاصل نشأة الدولة ( نظرية العقد ، النظرية العقدية ، نظرية التطور التاريخي ، النظرية الماركسية ) .
• أنواع الدولة : يوجد العديد من أنواع الدول 0 فهناك الدولة البسيطة والدولة المركبة والدولة المركبة لها عدة أنواع .
ولقد أصبحت التعرف على الدول من هذه الجوانب حيث أصبحت قادرا على التفريق بين الدولة البسيطة والدولة المركبة أصبحت قادرا على ذكر عناصر الدولة والنظريات التي درست الدولة .

المراجع والمصادر :
1- الحكم والإدارة ، د . محمد الدجاني ، د. منذر الدجاني ، جامعة القدس ، 2000
2- .السياسة: نظريات ومفاهيم ، د. محمد الدجاني ، د. منذر الدجاني ، جامعة القدس2000
3- الوجيز في النظم السياسية ، د. نعمان أحمد الخطيب ، دار الثقافة للنشر ، 1999

محب بلاده
2012-01-01, 22:40
نشأة الدولة
مقدمة
المبحث الأول: النظريات الغير قانونية
المطلب الأول : النظريات الثيوقراطية
المطلب الثاني: النظريات الطبيعية
المطلب الثالث: النظريات الاجتماعية (السوسيولوجية)
المبحث الثاني: النظريات القانونية
المطلب الأول: النظريات الاتفاقية
المطلب الثاني: النظريات المجردة

خاتمة

مقدمة:
اختلف علماء القانون والاجتماع والتاريخ حول أصل نشأة الدولة، وترتَّب على هذا الاختلاف ظهور العديد من الأفكار والنظريات التي وُضعت لتفسير هذه النشأة. ثم أن البحث عن أصل نشأة الدولة وتحديد وقت ظهورها يعد من الأمور العسيرة، إذ لم نقل مستحلية، ذلك أن الدولة ظاهرة اجتماعية يرجع أصلها إلى الحضارات القديمة، وهي في تطورها تفاعل مع الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة.
وقد قام البعض بتقسيم هذه النظريات إلى مجموعات نوعية متقاربة، فنجد البعض يقسِّمها إلى نظريات ديمقراطية وأخرى غير ديمقراطية, وذلك لقرب هذه النظريات أو بُعدها من الفكرة الديمقراطية, ويقسِّمها البعض إلى نظريات دينية وأخرى بشرية، وذلك من حيث إرجاع النشأة إلى البشر أو إلى قوى غير بشرية, ويرى البعض إرجاع هذه النظريات إلى اتجاهَين اتجاه نظري وآخر واقعي أو اتجاه غيبي وآخر علمي.
ولعل أفضل تقسيم لهذه النظريات هو التقسيم الثنائي وهو النظريات الغير قانونية والنظريات القانونية واتي بدورها تتفرع إلى عدة مطالب وفروع.
والإشكالية المطروحة:
ماهو الأصل والعوامل التي أدت إلى نشأة الدولة؟

المبحث الأول: النظريات الغير قانونية

المطلب الأول : النظريات الثيوقراطية.

درج الفقهاء في مصر على وصف هذه النظريات بأنها نظرياتٌ دينيةٌ، مع أن المعنى الحرفي للمصطلح الفرنسي لا يعني النظريات الدينية بل يعني النظريات التي تَنسِب السلطة إلى الله.

يرجع أنصار هذه النظرية أصل نشأة الدولة وظهور السلطة إلى الله ، وعليه فأنهم يطالبون بتقديسها لكونها من صنعه وحق من حقوقه يمنحها لمن يشاء،
فالحاكم يستمد سلطته وفقا لهذه النظرية من الله ، وما دام الأمر كذلك فإنه يسمو على المحكومين نظرا للصفات التي يتميز بها عن غيره والتي مكنته من الفوز بالسلطة ، لذلك فإن إرادته يجب أن تكون فوق إرادات المحكومين.

والحقيقة أن المتتبع للتاريخ يلاحظ أن هذه النظريات لعبت دورا كبيرا في القديم ، فلقد قامت السلطة والدولة في المجتمعات القديمة على أسس دينية محضة ، واستعملت النظرية الدينية في العصر المسيحي والقرون الوسطى
ولم تختف آثارها إلا في بداية القرن العشرين ، والسبب يعود إلى دور المعتقدات والأساطير في حياة الإنسان ، حيث كان يعتقد أن هذا العالم محكوم بقوى غيبية مجهولة يصعب تفسيرها ، وهو ما ترك البعض إضفاء صفة القداسة على أنفسهم وإضفاء صفة الإلهية عليهم .
وبمرور الوقت بدأ الاختلاف بين أنصار هذه النظرية حول طريقة اختيار الحاكم ، وان كانوا متفقين على أن السلطة لله ، مما أدى إلى ظهور ثلاثة اتجاهات :
(1) نظرية تأليه الحاكم
وَجدت هذه النظرية مجالاً رحْبًا في العصور القديمة؛ حيث تأثر الإنسان بالأساطير، فظن أن الحاكم إلهٌ يُعبَد.. ففي مصر الفرعونية كان فرعون هو الإله (رع)، وقد سجَّل القرآن الكريم قول فرعون في قوله: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ (القصص: من الآية 3 وقوله تعالى: ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى (24)﴾ (النازعات)، وفي بلاد فارس والروم كان الحاكم يصطبغ بصبغة إلهية.
وفي الهند القديمة، فإن لبراهما يعتبر شبه إله.

(2) نظرية الحق الإلهي المقدس المباشر
تعني هذه النظرية أن الحاكم ليس إلهًا ولا نِصْفَ إله, ولكنه بشرٌ يحكم باختيار الله عز وجل، فالله الذي خلق كل شيء وخلق الدولة، هو الذي يختار الملوك مباشرةً لحكم الشعوب، ومن ثَمَّ فَمَا على الشعب إلا الطاعة المطلَقة لأوامر الملوك، ويترتب على ذلك عدم مسئولية الملوك أمام أحد من الرعية، فللملك أن يفعل ما يشاء دون مسئولية أمام أحد سوى ضميره ثم الله الذي اختاره وأقامه.
فمن نتائج هذه النظرية أن الحاكم لا يكون مسئولا أمام أحد غير الله، وبالتالي منه يستمد سلطته. أما من حيث الأساس فإنها تختلف عن الصورة الأولى، ففي فكرة تأليه الحاكم لا توجد تفرقة بين الإله وشخص الملك، عكس فكرة الحق الإلهي المقدس حيث توجد بها هذه التفرقة وهذا راجع لدواعي تاريخية.

وقد سادت هذه النظرية أوروبا بعد أن اعتنق الإمبراطور قسطنطين الدينَ المسيحيَّ, فخرج رجال الدين على الناس بهذه النظرية؛ وذلك لهدم نظرية تأليه الحاكم من ناحية, ولعدم المساس بالسلطة المطلقة للحاكم من ناحية أخرى.
(3)نظرية الحق الإلهي الغير المباشر
لم تعد فكرة الحق الإلهي المباشر مستساغةً من الشعوب, ومع ذلك لم تنعدم الفكرة تمامًا, وإنما تطوَّرت وتبلورت في صورة نظرية التفويض الإلهي الغير المباشر أو العناية الإلهية, ومؤدَّى هذه النظرية أن الله لا يتدخل بإرادته المباشرة في تحديد شكل السلطة, ولا في طريقة ممارستها, وأنه لا يختار الحكَّام بنفسه وإنما يوجِّه الحوادث والأمور بشكلٍ معيَّن يساعد جمهور الناس ورجال الدين خصوصا على أن يختاروا بأنفسهم نظام الحكم الذي يرتضونه ويذعنون له وهكذا، فالسلطة تأتي من الله للحاكم بواسطة الشعب والحاكم يمارس السلطة باعتبارها حقَّه الشخصي، استنادًا إلى اختيار الكنيسة الممثلةً للشعب المسيحي؛ باعتبارها وسيطًا بينه وبين السلطة المقدسة التي تأتي من لدن الله.
والنتيجة المتوصل إليها أنه لا يجوز مخالفة أوامر الحاكم، وإلا ارتكبنا معصية. وقد دعم هذه الفكرة الأستاذ /بوسيه/ لتبرير نظام الملوك القائم في فرنسا – القرن السابع عشر – وقد فرق بين *السلطة المطلقة * و *السلطة المستبدة* وهي التي تخالف التعاليم اللاهية.

وفي صياغة أخرى ترى الكنيسة الكاثوليكية في محاولة لبسط نفوذها، أن الله أودع جميع السلطات بيد البابا وهو ترك سيف السلطة الدينية، وخلع للحاكم سيف السلطة الزمنية، وبذلك لم تعد سلطة الحاكم مطلقة.....
وفي الأخير إن هذه النظرية يمكن اعتبارها ديمقراطية نوعا ما أو مطلقة بحسب صياغتها.

المطلب الثاني: النظريات الطبيعية
(1) نظرية الوراثة:
نشأة في ظل الإقطاعية وهي ترى أن حق الملكية الأرض وهو حق طبيعي ، يعطي لمالكي الأرض حق ملكية كل ما عليها وحكم الناس الذين يعيشون عليها والذين عليهم طاعة الملاك والرضوخ لسلطتهم ، فالدولة إذن وجدت نتيجة حق ملكية الأرض ومن اجل خدمة الإقطاعيين، لذا كانت تهدف إلى تبرير النظام الإقطاعي.
(2)النظرية العضوية:
هي من النظريات الحديثة، حيث ظهرت في القرن التاسع عشر، وهي لا تنتمي إلى مدارس القانون الطبيعي، لكن ترى أن قوانين الظواهر الطبيعية يمكن تطبيقها على الظواهر الاجتماعية مثل الدولة. فهي تشبه جسم الإنسان المكون من عدة أعضاء ، يؤدي كل عضو منها وظيفة معينة وضرورية لبقاء الجسم ككل.
نفس الشيء بالنسبة للأشخاص في الدولة ، حيث تؤدي كل مجموعة منهم وظيفة معينة وضرورية لبقاء كل المجتمع الذي يعمل وينشط كجسم الإنسان ، ولذا لابد من وجود مجموعة من الناس تحكم ، ومجموعة من المحكومين تؤدي وظائف أخرى مختلفة . فالدولة وجدت إذن كظاهرة مثلها مثل الظواهر الطبيعية وهي ضرورية لبقاء المجتمع.

(3)النظرية النفسية:
هي أيضا نظرية حديثة ، وترى أن الأفراد لا يخلقون متساوون ، بل هناك فئتين : فئة تحب السلطة والزعامة ، ولها جميع المزايا التي تمكنها وتأهلها لذلك بطبيعتها ، وفئة تميل إلى الخضوع والانصياع بطبيعتها أيضا ، ولذا فان العوامل النفسية الطبيعية هي التي تتحكم في ذلك .
لهذه الأسباب نشأة الدولة، غير أن النظرية عنصرية في الأساس، وقد وظفتها النازية للتمييز بين الأجناس ، خاصة بين الآريين المؤهلين لحكم الأجناس الأخرى.
(4)نظرية التطور العائلي
رائد هذه النظرية الفيلسوف اليوناني أرسطو، فهو يرى أن الإنسان كائنٌ اجتماعيٌّ بطبعه, ولا يستطيع أن يعيش منعزلاً، فهو يشعر بمَيلٍ غريزيٍّ للاجتماع, فيلتقي الذكر بالأنثى مكونَين بذلك وحدةً اجتماعيةً صغيرةً وهي الأسرة, وتتفرَّع الأسرة وتتشعَّب مكونةً العائلة, فالعشيرة، فالقبيلة، فالمدينة التي تكون نواة الدولة.
وتُعتبر هذه النظرية بحق أول محاولة فكرية لتفسير نشأة الدولة، والقائلون بها لا يرون الدولة إلا مرحلةً متقدمةً ومتطورةً من الأسرة، وأن أساس السلطة فيها يعتمد على سلطة رب الأسرة وشيخ القبيلة.
والسلطة السياسية في هذه النظرية ما هي إلا امتداد لتلك السلطة الأبوية، لذلك قد يطلق على هذه النظرية باسم نظرية السلطة الأبوية.
ويلاحظ تأييدا لهذه النظرية، أن الأديان جميعا تقر أن العالم البشري يرجع الى زواج آدم بحواء أي الى الأسرة ، هذا فضلا عن وجود أوجه تشابه عديدة بين الدولة والعائلة من حيث الروح والنظام والتضامن الجماعي ، لهذا قديما كان من المستصعب تصور عدم وجود هذه الرابطة العائلية التي تقيم فيما بعد /الوحدة السياسية/ وبعض الشواهد التاريخية تؤيد هذه النظرة.
لكن هذه النظرية وجهت لها العديد من الانتقادات أهمها :
1/ فيها مغالطة تاريخية ، بحيث علماء الاجتماع يؤكدون أن الأسرة لم تكن الخلية الاولي للمجتمع ، بل أن الناس جمعتهم المصالح المشتركة والرغبة في التعاون على مكافحة أحداث الطبيعة قبل أن توجد الأسرة ، لذا كانوا يلتفون حول العشيرة التوأمية ،، فأساس الصلة في هذه ليس الدم ولكن التوأم.

المطلب الثالث: النظريات الاجتماعية

(1) نظرية التغلب والقوة

تُرجِع هذه النظريةُ أصلَ نشأة الدولة إلى واقعة التغلب؛ حيث أن القانون الطبيعي يعني البقاء للأقوى؛ وحيث إن القوى البشرية في صراعٍ دائمٍ, وهذا الصراع يُسفر دائمًا عن منتصر ومهزوم، والمنتصر يفرض إرادته على المهزوم, والمنتصر النهائي يفرض إرادته على الجميع, فيتولى بذلك الأمر والنهي في الجماعة, ويكون بمثابة السلطة الحاكمة.. فتنشأ بذلك الدولة مكتملة الأركان.
وقد تمحورت هذه النظرية في ثلاثة اتجاهات معينة:
*نظرية ابن خلدون
* النظرية الماركسية
* نظرية التضامن الاجتماعي.
فكلا من هؤلاء الفقهاء يحاول تبرير نظرته حسب واقعه المعيشي
فأبن خلدون يدافع على فروضه الثلاث الذي استخلصها من تفسيره الذي سماه العقلاني للتحول من الحكم بالشريعة إلى الحكم الاستبدادي المطلق.
أما في النظرية الماركسية، فتنظر للتاريخ من الزاوية المادية، فالصراع عبر التاريخ كان على أساس طبقي..
وبناء على هذا ظهرت ثلاث أنماط من الدول عبر التاريخ كانت تخدم مصالح طبقات معينة وبذلك نصل إلى المجتمع المنشود .
اما في نظرية التضامن الاجتماعي : فمفهوم القوة عند أصحاب هذه النظرية لا تقتصر على القوة المادية ، وإنما أشمل من ذلكـ ، كقوة النفوذ الأدبي ، والقوة الاقتصادية والحنكة سياسية..الخ.

(3)نظرية التطور التاريخي

يرى أنصار هذه النظرية ، ومن بينهم برلمي وجار نر وسبنسر ، أن الدولة لم تنشأ نتيجة القوة أو التطور العائلي أو العامل الديني ..، ذلك أن الظواهر الاجتماعية ومن بينها الدولة لا يمكن رد نشأتها إلى عامل واحد ، فالدولة عندهم هي نتاج للتطور التاريخي وتأثيرات متعددة كان نتيجتها ظهور عدة دول تحت أشكال مختلفة ومتعددة تعبر عن ظروف التي نشأت فيها ، لذلك فإن السلطة في تلك الدول لا تستند في قيامها هي الأخرى على عامل واحد بل على عدة عوامل منها القوة والدهاء والحكمة والدين والمال والشعور بالمصالح المشتركة التي تربط أفراد الجماعة بعضهم ببعض ، فالدولة إذن وفقا لأنصار هذه النظرية ظاهرة اجتماعية نشأت بدافع تحقيق احتياجات الأفراد شأنها شأن الظواهر الأخرى.
وهذه النظرية تعد رغم عموميتها ، أقرب النظريات إلى الصواب.

المبحث الثاني: النظريات القانونية

المطلب الأول: النظريات الاتفاقية
وتعرف أيضا بنظريات العقد الاجتماعي.
ظهرت فكرة العقد الاجتماعي قديمًا كأساسٍ لنشأة المجتمع السياسي عند الإغريق، فالنظام السياسي في نظرهم هو نظامٌ اتفق الأفرادُ على تكوينه للسهر على مصالحهم, ومن ثم فلا يجوز أن يكون هذا النظام حائلاً دون تمتُّعهم بحقوقهم الطبيعية, ولا يتقيَّد الأفراد بالقانون إلا إذا كان متفقًا على هذه الحقوق الطبيعية..، ثم جاء النظام السياسي الإسلامي فأبرَزَ عملية التعاقد ورتَّب عليها أثرَها كما سنُبيِّن فيما بعد، ثم ظهرت هذه الفكرة في كتابات بعض المفكِّرين الغربيين منذ نهاية القرن السادس عشر، وكان من أبرز القائلين بهذه النظرية الفيلسوفان هوبز ولوك الإنجليزيان وجون جاك روسو الفرنسي.
وقد اتفق الثلاثة على أن العقد الاجتماعي يقوم على فكرتَيْن أساسيتين:
إحداهما: تتحصَّل في وجود حالة فطرية- بدائية- عاشها الأفراد منذ فجر التاريخ.
وثانيتهما: تتبدى في شعور الأفراد بعدم كفاية هذه الحياة الأولى لتحقيق مصالحهم، فاتفقوا فيما بينهم على أن يتعاقَدوا على الخروج من هذه الحياة بمقتضى عقدٍ اجتماعي ينظِّم لهم حياةً مستقرةً, أي تعاقدوا على إنشاء دولة, وبذلك انتقلوا من الحياة البدائية إلى حياة الجماعة ..ومع اتفاقهم في هاتين المقدمتَين فقد اختلفوا في حالة الأفراد قبل التعاقد وبنود هذا التعاقد، فاختلفت بذلك النتائج التي رتَّبها كلٌّ منهم على النظرية...

إذن ظهرت فكرة العقد كأساس لنشأة الدولة منذ فترة زمنية بعيدة، استخدمها الكثير من المفكرين في تأييد أو محاربة السلطان المطلق للحاكم.
هذه النظريات ترجع إلى القرن السادس عشر ، والتي ساهم في صياغتها وإبراز مضمونها كل من هوبز ، ولوك ، و روسو

أولا : نظرية هوبز : ( من أنصار الحكم المطلق )

ان الفترة التي عاش بها هوبز وما رافقتها من اضطرابات في كل من إنجلترا وفرنسا كان لها بالغ الأثر على الفكرة الذي عبر عنها بتأييده المطلق للحاكم .
اغلب كتاباته تمثل الدفاع عن الملك وحقه في الحكم ضد أنصار سيادة البرلمان.
ابرز هوبز بحق الملك المطلق في الحكم من خلال طبيعة العقد الذي ابرم بين الأفراد للتخلص مما رتبته الطبعة الإنسانية ونزعتها الشريرة التي قاساها الأفراد في الحياة الفطرية قبل إبرام هذا العقد..

من خلاله يتنازل الفرد عن حرياته وحقوقه الطبيعية للسلطة التي أقامها ايا كانت مساوئها واستبدادها . لان السلطة وفي وجهة نظره مهما بلغت من السوء فلن تصل إلى حالة الحياة الطبيعية التي كانوا يعيشونها. بل إن وضع أي قيد على الحاكم، أو ترتيب أي التزام عليه يجعل العقد الاجتماعي قاصرا عن تحقيق الغرض المنشود.
وهكذا يتمتع الحاكم على الأفراد بسلطة مطلقة ، ولا يحق للأفراد مخالفة هذا الحاكم مهما استبد أو تعسف .

ثانيا : نظرية جون لوك : ( من أنصار الحكم المقيد )

إذا كان لوك يتفق مع هوبز في تأسيس المجتمع السياسي على العقد الاجتماعي الذي ابرم بين الأفراد لينتقلوا من الحياة البدائية إلى حياة الجماعة ، إلا انه يختلف معه في وصف الحياة الفطرية والنتائج التي توصل إليها .
الحياة الفطرية الطبيعية للأفراد كما يصفها لوك فهي تنصح بالخير والسعادة والحرية والمساواة ، تحكمها القوانين الطبيعية وبالرغم من وجود كل هذه المميزات لدى الفرد إلا أن استمراره ليس مؤكداً وهذا بسبب ما يمكن أن يتعرض له من اعتداءات الآخرين . وهذا ما يدفع الإنسان إلى الحرية المملوءة بالمخاوف والأخطار الدائمة والانضمام إلى مجتمع ما مع الآخرين من اجل المحافظة المتبادلة عن أرواحهم وحرياتهم واملاكهم .
فهذه النظرية تقر بأن
العقد الذي ابرم بين الأفراد وبين الحاكم لإقامة السلطة لا يمنح الحاكم السلطة المطلقة.وإنما يمنحه سلطة مقيدة بما يكفل تمتع الأفراد بحقوقهم الباقية والتي لم يتنازلوا عنها.إضافة إلى أن
الحاكم في نظرية لوك طرف في العقد مثل الفرد. وما دامت أن شروط العقد قد فرضت على الحاكم الكثير من الالتزامات، فهو مقيد وملتزم بتنفيذ الشروط، وأجاز للأفراد مقاومته وفسخ العقد.

ثالثا: نظرية جون جاك روسو :
روسو لوك
الحياة الفطرية حياة خير وسعادة يتمتع بها الأفراد بالحرية والاستقلال والمساواة الحياة الفطرية حياة خير وسعادة يتمتع بها الأفراد بالحرية والاستقلال والمساواة
يختلف مع لوك على أسباب التعاقد وأطرافه ومن ثم النتائج التي تترتب على ذلك . يختلف مع روسو على أسباب التعاقد وأطرافه ومن ثم النتائج التي تترتب على ذلك .
يرجع إلى فساد الطبيعة والحياة العصرية، وذلك كمظهر الملكية الخاصة وتطور الصناعة من إخلال بالمساواة وتقييد الحريات فسر رغبة الأفراد في التعاقد على أساس ضمان استمرارية المساواة والحريات العامة وضمان السلم الاجتماعي
وبالتالي ومن خلال نظرة روسو كان لابد للأفراد السعي للبحث عن وسيلة يستعيدون بها المزايا ، فاتفق الأفراد فيما بينهم على إبرام عقد اجتماعي ، هذا العقد يقوم الأفراد من خلاله بالتنازل عن كافة حقوقهم الطبيعية لمجموعة من الأفراد الذي تمثلهم في النهاية الإرادة العامة . هذا التنازل لا يفقد الأفراد حقوقهم وحرياته لان الحقوق والحريات المدنية استبدلت بتلك الطبيعية المتنازل عنها للإرادة العامة .
* الحكومة لا تقوم على أساس تعاقد بينها وبين المواطنين وإنما هي هيئة من المواطنين مكلفة من قبل صاحب السيادة بمباشرة السلطات الذي له أن يستردها وان يمنحها إلى أشخاص آخرين .
الانتقادات التي تعرضت لها النظرية العقدية :-
1- الخيالية : لان التاريخ لا يعطينا مثلا واحدا واقعيا بان جماعة من الجماعات قد نشأت بواسطة العقد .
2- غير صحية من الناحية القانونية :
3- غير صحيحة من الناحية الاجتماعية: تفترض أن الإنسان كان في عزلة قبل نشأة الجماعة وهذا قول غير صحيح لان الإنسان كائن اجتماعي.
المطلب الثاني: النظريات المجردة
سميت هذه النظرية أو الاتجاه بالنظريات المجردة للعديد من الأسباب أهمها لعدم خروجها من طور التنظير ورفوف الأوراق الى ارض الواقع ، ملت التسمية لروعة البناء النتظيري وهشاشة أو استحالة تطبيقها أو إيجادها – إن وجدت في أرض الواقع . فكل هذه الأسباب كانت دافع لتجريد هذه النظريات في هذا الاتجاه.
ومن أهم النظريات المجردة :
1- نظرية الوحدة
2- نظرية النظام القانوني
3- نظرية السلطة المؤسسة
4- النظرية المؤسسة. لهوريو
وسندرس كل هذه النظريات على إنفراد مع ذكر مالها وما عليها .

أولا : نظرية الوحدة ( جينلك )
بداية يحاول الفقيه جينلك أن يفرق بين المصطلحين * العقد* و * الفونبارك* ، فالعقد من الناحية القانونية هو تطابق إرادتين على أساس الرضا واتفاق على المحل إذ وجدت المصالح، فالمصالح المتبادلة هي التي دفعت بالتعاقد ، فالبائع مثلا قد يحصل على مال و المشتري يحصل على أشياء غير التي دفعت للبائع ، إلا انه قد تم الاتفاق على ذلك من قبل ، أما الفونبارك فهو تطابق أو تعدد العديد من الإرادات ، فالعلاقة متباينة الإرادات من اجل تحقيق هدف واحد ألا وهو إنشاء دولة.
فعلا هذه الفكرة مبهرة من العديد من النواحي:
فعلى المستوى الداخلي ، على أساس الفونبارك يمكن تبرير إنشاء شركات المساهمة المتعرف عليها في القانون التجاري ، اما على مستوى القانون العام نجد هذه النظرية تتماشى مع الأنظمة الدستورية المعاصرة و بالأخص الأنظمة البرلمانية . كالاتفاق الحاصل بين الحكومة والبرلمان .
أما على المستوى الدولي ، فإن هذه الفكرة تتماشى مع فكرة الاتحادات ، والاتفاقيات . وهذا الاتجاه هو أكثر اعتمادا في الوقت المعاصر .
إلا أن حسب المنطق فإن هذه النظرية تبرر نشأة السلطة السياسية وليس نشأة الدول. وكذا لا يمكن أن نتصور لنشؤ دول بفضل إرادات مختلفة دون أن يوجد نظام قانوني منشئ.

ثانيا: نظرية النظام القانوني.
صاحب النظرية * هنري كلسن* إذ يعتبر أن الدولة هي نظام تسلسلي للقواعد القانونية تستمد صحتها من قاعدة قانونية مفترضة.
فهذا النظام التسلسلي أو الهرمي ، يعتبر أن كل قاعدة أعلى ملزمة للقاعدة الأدنى ، فهكذا كل قاعدة تستمد صحتها من قاعدة أعلى منها درجة الى أن تصل الى الدستور الذي يستمد هو الآخر صحته من دستور سابق . وهذا ما يعرف لدى فقهاء القانون الدستوري بمبدأ /دستورية القوانين/، فالقاعدة الدستورية أو القاعدة الأساسية المفترضة لا يجوز أن نسال من أين تستمد صحتها الإلزامية، فيجب الاعتقاد بهذه القاعدة والإذعان لها . إلا أن هذه النظرية لم تسلم من الانتقادات أهمها للفقيه ريني في كتابه الحتمية القانونية الصادر سنة 1928 . فانه يسلم بفكرة الهرم القانوني ، إلا انه يعتبر أن الدستور الاول ليست له قوة فرضية وإنما قوة واقعية تستمد من الجمعية التأسيسية ، فمثلا الثورة الفرنسية استمدت قوتها من الجمعية الوطنية ، فالإرادة الشعبية واقعية وليست مفترضة واقعة خارج القانون.
أما المدرسة الماركسية، تعتبر أن الدولة ما هي غلا مرآة للنظام الاقتصادي والاجتماعي الموجود . وبالتالي القول بالقاعدة الافتراضية الملزمة لا سند له من الصحة.
ثالثا: : نظرية سلطة المؤسسة.
حسب منظري هذه النظرية ، أن الدولة غير موجودة ولا كيان لها إلا حينما تؤسس و تنظم سلطاتها القانونية ، فلا يتم هذا كله إلا بطريقين . أولا بنقل الدولة من سلطة سياسية أي سيطرت شخص أو شخصين الى كيان مجرد .
أما المرحة الثانية وضع دستور وهكذا ستتحول الدولة من دولة فعلية الى دولة قانونية .
رغم صحة هذه النظرية في العديد من الجوانب إلا أنها لا تتماشى مع الدول ذات الدساتير العرفية التي لا توجد فيها قوانين عليا تنظمها.. رغم كل هذا فإنها تعتبر كيان ، فإذا أخذنا فحواها فإنه يستحيل أن تقام دولة لعدم وجود دستور.
باختصار فإنه توجد الدولة بوجود الدستور، فلا يتصور قيام دولة بدون دستور، وهذا يكذبه الواقع.
رابعا: نظرية المؤسسة // هوريو//
حسب هوريو فإن الدولة جهاز اجتماعي وسياسي وأن تشكيلها قد يتم على مرحلتين :
المرحلة الأولى: تقبل الأفراد لإقامة مشروع دولة معتمدة من مجموع المثقفين.
المرحلة الثانية : إنجاز هذا المشروع بدعوة الأفراد للانخراط والانضمام.
فالدولة حسب هوريو مؤسسة للمؤسسات ، ولا يتم هذا التأسيس إلا بمراحل ، مرحلة الفكرة الموجهة ، وقد يتم ذلك بوجود أفراد يتصورون فكرة المؤسسة ووسائل إنجازها ثم فيما بعد هناك مرحلة الانضمام باستثناء جهاز معتمدين على النصوص القانونية الموجودة سابقا، وأخيرا هناك مرحلة نشر الدستور ، بحيث يكرس ما هو قائم ويعدل حسب مقتضيات الحاجة ودليله على ما يقول : قيام الدولة الجزائرية إذ يرى أن مرحلة الفكرة الموجهة بدأت بظهور القادة و الزعماء التاريخيين ، ثم بدأت مرحلة الانضمام بموافقة الشعب والالتفاف حول الثورة ومبادئها ثم بدأت مرحلة نشر الدستور بميثاق طرابلس .
وحسب المنطق واعتقاد بعض رجال القانون فإن قيام الدول كقاعدة عامة لا يقوم على أساس هذا التسلسل المذكور، كما انه صح القول بالنسبة للدولة الجزائرية. فإنه لا يصح بالنسبة لباقي الدول، بل توجد مغالطة تاريخية، إذ أن الدولة الجزائرية كانت موجودة مع العثمانيين والأمير عبد القادر..إلا أنها شاهدت نوع من الضعف والاضمحلال مع الاستدمار الفرنسي..

الخاتمة:
كل هاته النظريات لم تسلم من الانتقادات إذ يعني عدم وجود نظرية صحيحة تماما ومثالية وإنما تباينت من حيث الصحة والعمومية لدى العلماء
ولئن اكبر مؤثر للتباين هو الواقع المعيشي والاجتماعي لهم.
وإذا كان لابد من تفضيل نظرية معينة من بين النظريات، فلا شك أن نظرية التطور التاريخي هي الأكثر واقعية

محب بلاده
2012-01-01, 22:41
سمو الدولة عن القانون

المطلب الأول :
المذاهب الشكلية : هي المذاهب التي تكتفي بالمظهر الخارجي للقاعدة القانونية، فلا تنظر إلا إلى الشكل الذي تخرج به هذه القاعدة إلى الوجود في صورة ملزمة ولذلك فهي ترجع تكوين القاعدة القانونية إلى السلطة التي اكتسبت هذه القاعدة عن طريقها قوة الإلزام في الحياة العملية إذن فهي تربط بين القانون والسلطة التي تكسبه قوة الإلزام في العمل .
وقد نادى بهذه المذاهب الشكلية كثير من الفقهاء والفلاسفة اتفقوا جميعا من حيث المبدأ وهو رد القانون إلى إدارة الحاكم أو السلطان مع خلافات بسيرة في بعض الجزيئات لا تحل ولا تتقص من اتفاقهم على المبدأ ومن هؤلاء الفلاسفة والفقهاء ومنهم أوستن الفيلسوف الإنجليزي شغل منصب أستاذ في فلسفة القانون في جامعة لندن في النصف الأول من القرن 19 استمد مذهبه من نظريات الفلاسفة اليونان منذ القدم إذ كانوا يرون أن القانون مبدأ للقوة كما تأثر بما جاء به الفقيه الإنجليزي "توماس هوين" من أن القانون ليس طلبا ولا نصيحة وإنما هو أمر صادر عن حاكم بل القانون هو إدارة الحاكم أو السلطان الذي له السيطرة المطلقة إلا أن له الفضل في سياقة هذه الأفكار بشكل نظري والفكرة التي تقوم عليها مذهب أوستن بحيث عرف القانون بأنه أمر أو نهي يصدره الحاكم إسنادا إلى سلطة السياسية ويوجه إلى المحكومين ويتبعه انجزاء ومن هذا التعريف يتبين أنه لكي يوجد قانون لابد من توفر ثلاث شروط :
1-وجود حاكم سياسي: فالقانون في نظر أوستن لا يقوم إلا في مجتمع سياسي يستند في تنظيمه إلى وجود هيئة عليا حاكمة لها السيادة السياسية في المجتمع وهيئة أخرى خاضعة لما تصدره الهيئة الحاكمة من أوامر ونواهي .
2-وجود أمر أو نهي : القانون في منظور ليس مجرد نصيحة أو إرشاد للأفراد إن شأوا التزموا به أو خالفوه بل هو أمر ونهي لا يجوز مخالفة وقد يكون صريحا أو ضمنيا. وكذلك بالنسبة لقواعد قانون العقوبات أحيانا تقتصر على تحديد العقوبة التي توقع على من يرتكب جريمة معينة وهي بذلك لا تصدر في صيغة أمر او نهي ولكنها ضمنيا تأمر بعدم إرتكاب الجرائم أو تنهي عنها .
3-وجود الجزاء : فكرة الجزاء لدى أوستن هي فكرة جوهرية في القاعدة القانونية بغيرها لا توجد القاعدة القانونية فالحاكم السياسي له من القوة والسلطة ما يمكنه من فرض إدارته على المحكومين عن طريق الجزاء على من يخالفة .
النتائج المترتبة عن مذهب أوستن :
1/إنكار صفة القانون على القانون الدولي العام لأنه يرى بأن جميع الدول متساوية في السيادة ولا توجد في المجتمع الدولي سلطة عليا فوق سلطة الدول توقع الجزاء على الدول التي تخالف القواعد القانونية وعلى هذا الأساس يعتبر أوستن أن قواعد القانون الدولي ما هي إلا مجرد مجاملات تراعيها الدول في سلوكها فيما بينها .
2/انكار صفة القانون على القانون الدستوري: لأن قواعد القانون الدستوري هي التي تبين شكل الدولة ونظام الحكم فيها والسلطات العامة داخل الدولة وعلاقتها بعضها ببعض كما تبين حقوق الأفراد السياسية وحرياتهم والمقومات الأساسية للمجتمع وعليه فإن قواعد القانون الدستوري هي قواعد بمحض اختياره وبما أنه هو الذي يصدر هذه القواعد فهو يستطيع دائما مخالفتها لأنها من ناحية ليست صادرة من سلطة أعلى منه ومن ناحية أخرى غير مقترنة بجزاء يوقع في حالة مخالفته لأنه لا يعقل أن يوقع الحاكم الجزاء على نفسه على هذا الأساس يرى أوستن أن قواعد القانون الدستوري ماهي إلا مجرد قيود أو قواعد الأخلاق الوضعية على حد تعبيره تنظم علاقة الحاكم بالأفراد لم تلزمه بها سلطة أعلى منه
3/ جعل التشريع هو المصدر الوحيد لقواعد القانونية باعتباره يتضمن أمرا أو نهيا يصدره الحاكم إلى المحكومين وعدم الإعتراف بالمصادر الأخرى كالعرف مثلا لأنه لا يصدر من الحاكم إلى المحكومين وإنما ينشأ من إتباع الناس سلوك معين ومنا طويل مع شعورهم بإلتزاميته .
4/وجوب التقيد في تفسير نصوص القانون بإدارة المشرع وقت وضع هذه النصوص وعدم الأخذ بما يطرأ بعد ذلك من ظروف جديدة لأن العبرة بإرادة الحاكم وقت وضع النص ولا عيره يتغير الظروف .
مذهب الشرح على المتون :يختلف مذهب الشرح على المتون عن مذهب أوستن لأنه لم يكن نتاج رأي فقيه واحد وإنما كان ثمرة لأراء مجموعة من الفقهاء الفرنسيين الذين تعاقبوا خلال القرن 19 على فكرة تجميع أحكام المدني الفرنسي في مجموعة واحدة أطلق عليها " تقنين نابليون" وكذلك يختلف مذهب الشرح على المتون عن مذهب أوستن في أن فقهاء مذهب الشرح على المتون ليسوا هم الذين نادوا بهذا المذهب ذلك أن هذا الأخير ماهو إلا مجرد طريقة تفسير وشرح القانون أستخلص منها الفقهاء في أوائل القرن 20 المبادئ والأسس التي قام عليها هذا الأسلوب بالشرح والتفسير وساقوا منها مذهبا له مميزاته الخاصة وحددوا أسماء الفقهاء الذين سارو على هذا الأسلوب وأطلقوا عليه اسم مذهب أو نظرية الشرح على المتون نظرا لطريقة التي سار عليها هؤلاء الفقهاء في شرح تقنين نابليون مثنا متنا وبنفس الترتيب الذي وردت به هذه النصوص في التقنين وقد سميت المدرسة التي تكونت من فقهاء الشرح على المتون " بمدرسة إلتزام النصوص" والأسس التي تقوم عليها مذهب الشرح على المتون على أساسين هما:
1-تقديس النصوص التشريعية: لقد أحدثت تقنيات نابليون جوا من الإبهار والإعجاب دفعت برجال القانون إلى قصر مفهوم القانون على المدونات التي يتم الإعلان عنها رسميا من طرف أجهزة الدولة فالتقنين أصبح هو الوجه المعبر للقانون وإدارة المشرع هي الترجمان الوحيد لإدارة الدولة ولعل السبب في تقديس فقهاء الشرح على المتون للنصوص القانونية يرجع إلى أن النظام القانوني السائد في فرنسا قبل صدور التقنين المدني الفرنسي الذي عرف باسم تقنين نابليون يختلف من الشمال إلى الجنوب فقد الجزء الشمالي يخضع لنظام قانوني أساسه قواعد العرف والتقاليد بينما الجزء الجنوبي يخضع لنظام قانون مستمد من القانون الروماني وقد كان توحيد القانون بلورة تقنين جديد شامل جامع ومانع أمل رجال الثورة الفرنسية غير أن هذا الأمل لم يتحقق إلا في عهد نابليون بصدور تقنية المعروف باسمه وقد قال تقنينه " إن القانون الوضعي مهما بلغ من التطور والدقة لا يمكنه حل محل العقل الطبيعي " مشيرا بذلك إلى محدودية التقنين وقصوره عن الإستعاب الكامل للظواهر القانونية ونظرا للمزايا الكبيرة التي حققها هذا التقنين بتوحيده لنظام القانوني في فرنسا فقد شعر رجال القانون بعاطفة قوية تدفعهم إلى احترام وتقديس هذا التقنين باعتباره المصدر الوحيد للقانون فهو بنظرهم قانون شامل كالكتاب المقدس قد أحاط بكل شيء مما جعلهم يتبعون في شرح هذا التقنين الطريقة التي تتبع في شرح الكتب المقدسة وهي شرح نصوصه نصا بعد نص .
2-اعتبار التشريع هو المصدر الوحيد للقانون: ذلك أن النصوص القانونية في منظور فقهاء مذهب الشرح على المتون تتضمن جميع الأحكام القانونية وتضع جميع الحلول لشتى الحالات وبذلك يعتبر التشريع هو المصدر الوحيد للقانون باعتباره المعبر عن إدارة المشرع ولقد ترتبت نتائج على هذا المذهب وهي:
أ-التزام القاضي بأحكام النصوص التشريعية إذ لا يجوز له الخروج عنها أو المسار بها نظرا لقدوسيتها فمهمته تتمثل في الحكم بمقتضى القانون وليس الحكم على القانون .
ب- إذا عجز الشارع عن استخلاص قاعدة مامن النصوص التشريعية فإن اللوم والعيب في المشرع ذلك لأن التشريع يحوي جميع القواعد والمبادئ اللازمة في جميع الحالات .
جـ- وجب الخضوع إلى نية وإرادة المشرع وقت وضع النصوص وهذا عند تفسير وشرح النصوص التشريعية .
مذهب هيجل : وهو فيلسوف ألماني وأستاذ له عدة مؤلفات منها كتابه الذي صدر سنة 1821 م بعنوان " مبادئ فلسفة القانون " يرى هيجل أن الدول الحقيقية الواقعية هي التي توقف في حسم التناقض الأساسي بين الوجدان الفردي والمصلحة العامة فالدولة وفق فلسفة هيجل هي تجسيد لإرادة الإنسان وحريته فلا أساس ولا شرعية للقانون إلا إذا كان صادرا عن الدولة فالقانون هو إرادة الدولة سواءا في الداخل أو الخارج ففي الداخل لا يمكن للمجتمع أن يرقى في مصاف الدولة إلا إذا اندمج الأفراد في كيان الدولة فتذوب إرادتهم وحريتهم داخل الكيان من أجل تحقيق صالح عام يبغي أن يكون قاسما مشتركا بين الأفراد وهذا يقتضي خضوع الأفراد المطلق للدولة ويقتضي أن تكون سيادة الدولة واحدة لا تتجزأ تتجسد في شخص واحد له السلطان المطلق وقراره واجب النفاذ باعتباره معبر عن الإدارة العامة التي تذوب في وحدتها جميع الإختلافات، أما في الخارج فطالما أن جميع الدول متساوية في السيادة وطالما أنه لا توجد سلطة عليا تختص في الفصل في النزاعات التي تنشئ بين الدول إذ أن الحرب هي الوسيلة الوحيدة لتنفيذ إدارة الدولة في المجتمع الدولي وحل النزاع يكون لصالح الدولة الأقوى طبقا لمبدأ البقاء للأقوى والنتائج المترتبة عن هذا المذهب هي :
1-تدعيم وتبرير الحكم الاستبدادي المطلق طالما أن إدارة الحاكم هي القانون الواجب النفاذ .
2-اعتبار التشريع هو المصدر الوحيد للقانون باعتباره هو المعبر عن إرادة الحاكم
3-لا مجال للإعتراف بقواعد القانون الدولي فالقوة وحدها هي السبيل الوحيد لتنفيذ رغبات الحاكم وقض النازعات كذلك الشأن بالنسبة لقواعد القانون الدستوري فالحكم له السلطان المطلق في علاقته مع الأفراد .
مذهب كلسن : كلسن فيلسوف نمساوي اشتغل منصب أستاذ في مادة فلسفة القانون بجامعة فينا سنة 1917 كون مذهبا عرف بـ " النظرية الصافية " ووفقا لكلسن يجب أن يقتصر علم القانون على دراسة السلوك الإنساني مجرد من الاعتبارات والضوابط الأخرى التي هي من اختصاص علوم أخرى كعلم الإقتصاد والسياسة …إلخ فالنظرية الصافية للقانون تبحث في تحديد ماهو القانون وكيف يتكون غير مبالية بما يجب أن يكون عليه والأسس التي يقوم عليها مذهب أوستن هي :
أ‌- استبعاد جميع العناصر غير القانونية : يرى كلسن وجوب استبعاد كافة العوامل الغير قانونية كالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والمبادئ الأخلاقية والمفاهيم السياسية وغيرها فالقانون البحت يجب أن يقتصر في دراسته على القانون كما هو والبحث عن صحة صدوره من الهيئة أو الشخص صاحب الاختصاص والتحقيق من مدى إتباعه كما حددته السلطة المختصة أو عدم اتباعه دون البحث في مضمونه إذ كان عادلا أم لا متفق مع مصلحة الجماعة أم غير ذلك إن البحث يتضمن أسباب نشأة القواعد هو من إختصاص علماء الإجتماع والسياسة والتاريخ فالقانون حسب كلسن هو مجموعة الضوابط القانونية ويتكون من قواعد قانونية عامة وفردية .
ب‌- وحدة القانون والدولة: القانون ليس تعبيرا عن إرادة الدولة وليست الدولة صانعة للقانون بل القانون هو الدولة والدولة هي القانون والقانون هو مجموعة إرادات في شكل هرمي إذن فالقانون هو نظام هرمي كل قاعدة تحيا وتستمد شرعيتها وفعاليتها من القاعدة الأعلى منها وصولا إلى نظام القانون هو الدولة فالدولة ليست شخص معنوي بل هي مجموعة من القواعد القانونية وفق تدرج تسلسلي يبدأ من الأوامر الفردية أو القرارات وصولا إلى الدستور الذي هو النهاية الحتمية والسامية لهذه القواعد، أي الدستور وما يتفرع عنه من قواعد قانونية هي الدولة إلا أن كلسن لا يعتبر هذا النظام القانوني دولة إلا بوجود جهات مركزية مختصة بالتعبير عن القواعد القانونية التي تكون منها هذا النظام القانوني وتطبقها عن طريق الإلزام وعلى هذا النحو يدخل كلسن في هذا النظام القانوني الهرمي جميع الضوابط القانونية سواء كانت تتعلق بالنشاط الخاص بالأفراد أو النشاط الإداري أو باستعمال القوة الجبرية مثل المحضر القضائي عمله تعبير عن إرادة الدولة إذ هو مكلف تنفيذ حكم قضائي صادر من القاضي تطيقا لقاعدة عامة وضعها المشرع ومن أهم النتائج المترتبة على هذا المذهب هي :
*رفع التناقض بين اعتبار القانون إرادة الدولة وبين ضرورة تقيد الدولة بسلطان القانون
*وحدة القانون وعدم جواز تقسيمه إلى قانون عام وخاص .

المطلب الثاني : مظاهر عدم الخضوع :
النقد الموجه لأوستن :
-يخلط بين القانون والدولة وكذلك بين القانون والقوة .
-يؤخذ عنه أن التشريع المصدر الوحيد .
-إنكاره للقانون الدولي العام .
-إنكاره للقانون الدستوري .
-يؤخذ عليه التعبير بإدارة المشرع وقت وضع النصوص .
أما بالنسبة للنقد الموجه لمدرسة الشرح على المتون هي
-انه يعتمد على التشريع كمصدر وحيد للقانون .
-الاكتفاء بإدارة المس\شرع وقت وضع النصوص .
-تقديس النصوص يؤدي إلى النزعة الاستبدادية .
أما فما يخص النقد الموجه لهيجل هو :
-الإدعاء بوجود مصدر وحيد للقانون هو التشريع .
-التوحيد بين إدارة الحاكم المعززة بالقوة وبين القانون يؤدي إلى الاستبداد المطلق (لكونه
ألماني يريد إعطاء الشرعية حتى يسيطر الشعب الألماني على العالم )
أما النقد الموجه لكلسن هو :
-انه يخفي مشكلة أساس القانون(لم يتمكن من إسناد الدستور إلى قاعدة أعلى منه)
-دمج الدولة في القانون (أغلب الدساتير تنص على وجوب تقيد سلطة الدولة).
-التشريع المصدر الوحيد .
-أقفل قواعد القانون الدولي .
-القول بوجود قواعد قانونية فردية .
-تجريد القانون من كافة العناصر والعوامل غير القانونية .

المبحث الثاني :
المطلب الأول :
خضوع الدولة للقانون :
أصبح خضوع الدولة للقانون خاصية تميز الدولة الحديثة ومبدأ من المبادئ الدستورية التي تجتهد كل دولة في تطبيقها واحترامها ويعني هذا المبدأ بصفة عامة خضوع الحكام وكافة الأجهزة ومؤسسات الدولة الممارسة السلطة للقانون ومثلها مثل الأفراد إلى أن يعدل أو يلغى ذلك القانون طبقا لإجراءات وطرق معروفة ومحددة مسبقا .
هذا يعني أن الدولة ليست مطلقة الحرية في وضع القانون وتعديله حسب أهوائها حتى وغن كانت الدولة التي تضعه وتصدره بل هناك قيود وحدود نظرية وعملية تصطدم وتلزم بها وإلا كانت الدولة استبدادية حيث قسم الدولة من زاوية مدى احترامها للقانون إلى دولة استبدادية لا تخضع للقانون ودولة قانونية تخضع له وتلتزم بمبدأ المشروعية التي يعني ضرورة مطابقة أعمال وتصرفات الحكام ومؤسسات الدولة للنصوص القانونية السارية المفعول واسنادها إليها وقد وجدت عدة ميكانيزمات ومبادئ تضعه موقع التطبيق في الدولة الحديثة "1"
النظريات (ميكانيزمات) المقرة لمبدأ خضوع الدولة للقانون :
نجد منها نظرية ق . ط. و نظرية الحقوق الفردية، نظرية التقيد الذاتي وأخيرا نظرية التضامن الإجتماعي، لكننا أخذ النظريتين (القانون الطبيعي ونظرية التقيد الذاتي) وذلك لتأثير البارز أكثر من النظريات الباقية .
نظرية القانون الطبيعي ترى أن سلطة الدولة مقيدة بقواعد القانون الطبيعي وهي قواعد سابقة عن وجود الدولة وأن العدالة وقواعد القانون الطبيعي قيد على الحكام يجب الالتزام بها، ومن أصحاب هذه النظرية أرسطو ، تشرون ، وبول ، وأخلص مدافع عن هذه النظرية ليفور، والذين يقولون بأن إرادة الدولة ليست مطلقة في القيام بأي تصرف تريده يل هي خاضعة لقوة خارجية عنها وتسمو عليها وهي قواعد القانون الطبيعي وبرزت أكثر هذه النظرية في القرنيين 17 و18 على يد الفقيه " جروسيوس"

-1- الأمين شريط الوجيز في القانون الدستوري ص 89

لم تسلم هذه النظرية من النقد حيث وجهت لها إنتقاد خاصة من طرف الفقيه الفرنسي" كاردي مالبرغ "الذي يعتبر قواعد القانون الطبيعي لا تشكل قيدا قانونيا على إرادة الدولة فهي مجرد قيد أدبي أو سياسي لأن القواعد لا تصبح قانونية إلا إذا تقرر لها جزاء مادي معين والدولة هي من تضع الجزاء وتلزم الأفراد به فكيف توضع الجزاء على نفسها .
أما بالنسبة لنظرية التقييد الذاتي والتي تعد من أهم النظريات وهي تقوم على أساس فكرة جوهرية تتمثل في أن الدولة لا يمكن أن تخضع لأي قيد من القيود إلا إذا كان نابعا من ارادتها الخاصة وهذا الأمر يتماشى مع خاصية السيادة التي تتمتع بها،فقواعد القانون التي تقيدها هي من يصنعها وبالتالي يتحقق التقييد الذاتي ونشأة هذه النظرية في ألمانيا من روادها "حنيليك" وتبناها في فرنسا الفقيه "كاردي مالبرغ ". رغم اقتراب هذه النظرية من الواقع إلا أنها لم تسلم من الانتقاد، ويعبر الفقيه الفرنسي ليون ديجي من أعنف المنتقدين لها حيث انتهى به القول إلى أنه لا خضوع إذا كان الخضوع من إرادة الخاضع وأنه ليس من المنطقي أن يقيد شخص نفسه بإرادته، فهذا القيد كاذب وأن هذه النظرية تحمل في طياتها الاستبداد
ضمانات خضوع الدولة للقانون :
ضمانات قيام دولة قانونية هي الممارسة العملية للسلطة والدساتير أسفرت عن تكريس ضمانات قانونية تسمح بتطبيق مبدأ خضوع الدولة للقانون .
1/وجود الدستور:
الدولة بدون دستور لا تعتبر دولة قانونية لما يتميز به من خصائص تميزه عن غيره من القوانين فهو المنشأ للسلطات والمحدد لاختصاصاتها وإلتزاماتها واحتوائها ويقيد السلطة التشريعية في سنها اللوائح التي يجب أن تكون مجسدة للدستور، كذلك نجد يحدد للسلطة التنفيذية فيما تحدده من قرارات ولوائح وكذلك يفيد السلطة القضائية في حكمها في النزاعات والدستور الذي يحدد للأفراد حقوقهم وحرياتهم ويعتبر قمة النظام القانوني في الدولة لسموه على كل القانون وتعديله لا بد من إجراءات معقدة .
2/ الفصل في السلطات :
صاحب هذه النظرية هو الفقيه "مونتيسكيو" في كتابه "روح القوانين " يرى أن السلطة بطبيعة مستبدة ولهذا يجب على كل سلطة احترام القواعد التي وضعها لها الدستور لكي تمارس بموجبها اختصاصاتها لا تعتمد على كل صلاحيات سلطة أخرى هذا من ناحية الموضوعية ومن الناحية الشكلية فإن السلطة لها جهاز معين وهذا ما سماه "مونتيسكيو" أن السلطة توقف السلطة، ويقتضي على أنه تجمع السلطة في يد واحدة فكل واحدة مستقلة عن الأخرى .
3/ سيادة القانون:
بمعناه السلطة التنفيذية ملتزمة في إصدار اللوائح بالقانون للسلطة التشريعية الخضوع للقانون فهي ملتزمة بالقانون .
4/تدرج القواعد القانونية :
القواعد القانونية مندرجة من حيث القوة من الأعلى إلى الأسفل أي أن قانون في الدولة موضوع في شكل هرمي قمته الدستور قانون العادية ثم اللوائح التنظيمية .
5/ الرقابة القضائية :
رقابة تشريعية وإدارية وقضائية فكلهم وسيلة لحماية الفرد من اسنداد السلطة وتعسفها فالرقابة التشريعية الأغلبية البرلمانية "سياسة " والإدارية تجعل الفرد تحت رحمة الإدارة فهي حلم وطرف أحيانا غير حيادية وتبقى الرقابة القضائية مواجهة لمن يخالف القانون فيجب ان يكون مستقل وحيادي عن كل السلطات في الدولة فقد تتعسف السلطة التشريعية أو التنفيذية بإصدار قوانين لا يقبلها الشعب فتبقى الرقابة القضائية لنرى وتحكم بالعدل حتى وأن كان القضاء مزدوج .
6/ الاعتراف بالحقوق والحريات العامة :
يجب أن يكون هناك اعتراف صريح بحريات وحقوق الأفراد وتقديسها لكن الدولة الحديثة أضافة تدخلها بشكل إيجابي، متمثل في حمايتها لهذه الحقوق والعمل على تحقيق تنمية للأفراد حقوق اقتصادية اجتماعية وثقافية .
7/ الرقابة الشعبية :
وليس بمعناها الضيق أي عن طريق المنتخبين على مستوى البرلمان ولكن يقصد بها المعنى الواسع فالشعب له دور حاسم وأساسي في اجبار الدولة للخضوع للقانون واحترامه في طريق الجمعيات أو الأحزاب ….إلخ
8/المعارضة السياسية :
على أساس التعددية الحزبية تسمح بوجود معارضة منظمة للسلطة الحاكمة وتعمل على انتقاد السلطة الحاكمة وكشف عيوبها وبالتالي محاولة اخذ السلطة بموجب القانون وعن طريق الانتخابات

المقدمة :
إن مفهوم خضوع الدولة للقانون يعني أن تتقيد جميع جميع سلوكات السلطات العامة في الدولة بالقانون مثلها مثل الأفراد العاديين فلا يمكن للدولة أن تضع القانون الذي تريد او أن تعدله او تلغيه حسب ما تريد بل تتبع في ذلك إجراءات معينة ومحددة، وهذا ما يعرف بمبدأ المشروعية .
ونحن حين تكلمنا عن السلطة فلا نقصد أن نثير تساؤل فيما إذا كانت قانونية أم لا بل التساؤل المطروح هو حول كيفية ممارسة السلطة . هل حين تمارس السلطة يجب ان تظل دائما هذه الممارسة في إطار القانون ؟ أي خاضعة للقانون وإن كانت كذلك فما هو أساس هذا الخضوع ؟
وما هي الأساليب والوسائل الناجعة أو الكفيلة لإخضاع الدولة القانون …، كل هذه التساؤلات كلها وغيرها تصب في قالب واحد ولكن يبقى الإشكال الأم والتساؤل الأساسي :
هل السلطة فوق القانون أم أنها خاضعة له ؟

خطـة الـبحـث

مـقدمـة
المبحث الأول : سمو الدولة عن القانون ومظاهر عدم خضوعها له
المطلب الأول :سمو الدولة عن القانون و عدم خضوعها له
المطلب الثاني :مظاهر عدم الخضوع
المبحث الثاني :سيادة القانون في الدولة وخضوعها له وضمانات خضوعها له
المطلب الأول : خضوع الدولة للقانون
* نظرية قانون الطبيعي
* نظرية التقيد الذاتي
المطلب الثاني : ضمانات خضوع الدولة للقانون
الخــاتـمــة

المـراجع المـعتمدة
د . إبراهيم أبونجا محاضرات فلسفة القانون د.م.ح 72
د. الأمين شريط الوجيز في القانون الدستوري
د. فاضلي إدريس محاضرات في فلسفة القانون جامعة الجزائر 99

الخاتمــة

وختاما نخلص إلى القول بأن كل دولة في العــالم تسعى جاهدة لأن تكون دولة قــانونية بمعـنى الكـلمة وذلـك من خــلال تجسـيدها للضمانات المذكـورة آنـفا بيد أن الـدول لم تتمكن من تطبـيق هـذا على أرض الـواقع ولو اتجهـنا قـليلا إلى ما يدور في الـعالم فنجد من بين الـدول التي تحـاول تطبيق
الضمانات عمليا لـتكون دولـة قـانونيـة فعـلا.
الجزائـر التي وبالـرغم مما تبـذله مـن مجـهودات تبـقى صفـة قـانونيتـها نسبيـة فقـط.

محب بلاده
2012-01-01, 22:41
محاضرات و دروس

ملاحظة : لابد من تثبيت برنامج Adobe Reader
* سنة أولى :
*إعلام آلي (السنة الأولى LMD): -السداسي الأول-

- تعريف الحاسوب.سنة أولى ع.قانونية (http://facdroit39.com/portal/attachments/article/94/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D8%A D%D8%A7%D8%B3%D9%88%D8%A8.%D8%B3%D9%86%D8%A9%20%D8 %A3%D9%88%D9%84%D9%89%20%D8%B9.%D9%82%D8%A7%D9%86% D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9.pdf)
-وحدات القياس سنة أولى ع (http://facdroit39.com/portal/attachments/article/94/%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D9%8 2%D9%8A%D8%A7%D8%B3%20%D8%B3%D9%86%D8%A9%20%D8%A3% D9%88%D9%84%D9%89%20%D8%B9.pdf)
-الملحق (http://facdroit39.com/portal/attachments/article/94/Annexe.pdf)

- نظام MS-DOS (http://facdroit39.com/portal/attachments/article/94/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%20%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%8 8%D9%86%D9%8A%D8%A9%20MS_DOS.pdf)
-نظام التشغيل ويندوز.سنة أولى ع قانونية (http://facdroit39.com/portal/attachments/article/94/%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B 4%D8%BA%D9%8A%D9%84%20%D9%88%D9%8A%D9%86%D8%AF%D9% 88%D8%B2.%D8%B3%D9%86%D8%A9%20%D8%A3%D9%88%D9%84%D 9%89%20%D8%B9%20%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9% 8A%D8%A9.pdf)
*إعلام آلي (السنة الأولى LMD): -السداسي الثاني-
-معالج النصوص -MS WORD- (http://facdroit39.com/portal/attachments/article/94/Ms%20Word.Droit.pdf)

-إختصارات لوحة المفاتيح (http://facdroit39.com/portal/attachments/article/114/%D8%A5%D8%AE%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%2 0%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9% 81%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AD.pdf)
-ملخص بحث الإنترنت (http://facdroit39.com/portal/attachments/article/114/%D9%85%D9%84%D8%AE%D8%B5%20%D8%A8%D8%AD%D8%AB%20%D 8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%B1%D9%86%D8%AA.pdf )

محب بلاده
2012-01-01, 22:46
دروس في مقياس مدخل إلى علم القانون1


الأستاذ الدكتور : بريكي لحبيب
جميع الحقوق محفوظة

المــدخل إلى عــلم القانـون

المــراجـع :

- سليمان مرقس: المدخل للعلوم القانونية - القاهرة 1957.
- عبد الحي حجازي: المدخل للعلوم القانونية - القاهرة 1972.
- حبيب إبراهيم الخليلي: المدخل في العلوم القانونية - الجزائر 1981.
- جبار محمد: نظرية الحق - وهران - 1978 .
- نعيم محمد: نظرية القانون - وهران - 1981 .
- إسحق إبراهيم منصور: نظرية القانون و الحق - د.م.ج - 1990.

__________________________________________________ _
- H. et L. et J MAZEAUD et F. CHABAS: Leçon de droit civil
- T.I - 7ème édition - 1983 - Montchrestien.
- F. CHABAS : Introduction à l'étude du droit - 7ème
&Eacute;dition - 1983 - Montchrestien.
- Ch. PERELMAN : Logique Juridique - édition DALLOZ-
1976 .



تمـــــهيــد
- Iتعريف بكلمة القانون :

يجب قبل التطرق إلى فكرة المدخل إلى علم القانون، التعرف على كلمة القانون و على القانون نفسه.
اشتقاقيا فكلمة '' قانـون '' هي اقتباس من اليونانية حيث كلمة '' Kanon ''
تعني '' العصا المستقيمة '' و يعبرون بها مجازيا عن القاعدة ( ''Regula'': la Règle) ، و منها إلى فكرة الخط المستقيم التي هو عكس الخط المنحني أو المنحرف أو المنكسر، و هذا تعبير إستعاري للدلالة على الأفكار التالية : الاستقامة (la Rectitude) و الصراحة ( la Franchise) و النزاهة ( la Loyauté) في العلاقات الإنسانية .
و يستخلص من هذا أن كلمة '' قانـون'' تستعمل كمعيار لقياس انحراف الأشخاص عن الطريق المستقيم أي عن الطريق التي سطره لهم القانون لكي يتبعوه في معاملاتهم. ولكن، لا يستخلص من هذه المعاني إلى فكرة تقريبية عن القانون، فيجب إذا تفحص استعمال كلمة القانون التي لها عدة معاني.


II ـ تعدد معاني كلمة '' قانـون''

يقصد بكلمة '' قانــون ''تارة معنى واسع و تارة معنى ضيق.
*ـ بمعنى واسع جدا، يقصد بكلمة '' قانون ''، القانون الوضعي ( Droit Positif)،
وهو مجموعة القواعد القانونية السارية المفعول في زمن معين وفي مكان محدد ( دولة ) . (به بالخصوص القانون الداخلي للدولة ( أو القانون الوطني ) والتي هو يكون النظام القانوني ( Ordre Juridique) الوطني ككل.
مثلا: القانون المدني +القانون التجاري +قانون العقوبات +القانون الدستوري ....... و غيرها من القوانين السائدة في الدولة.

ملاحظة: خاصة بكلمة '' التشريع '' التي يقصد به عدة معان:
ـ مجموعة القواعد القانونية التي يصادق عليها المجلس الشعبي الوطني .
ـ مجموعة قوانين دولة أو منطقة(O.U.AF . Ligue arabe. C.E.Européenne.
ـ مجموعة القوانين المتعلقة بفرع من فروع القانون، و التي تنظم ميدان واحد من ميادين الحياة الاجتماعية ( مثلا: التشريع الجنائي (أو الجزائي أو الإجرامي) : قانون العقوبات +قانون الإجراءات الجزائية +قانون إصلاح السجون +كل القواعد القمعية المتواجدة في قوانين أخرى ( قانون العمل - قانون الإعلام - التشريع الأسعار ....).
*ـ كما تستعمل كلمة '' قانـون '' للدلالة على مجموعة نصوص قانونية ( قانون : Loi - أمر: Ordonnance - مرسوم écret - قرار: (Arrêtéجمعت بصفة متناسقة و منظمة بحيث تخص فرعا معين من التشريع و يطلق عليها البعض إسم '' مـدونة'' ( Code )
مثلا: القانون المدني(Code Civil ) ، قانون الإجراءات المدنية (Code de Procédure Civil) ، قانون العقوبات (Code Pénal ) ...
وعادة ما يقسم هذه المجموعة القانونية (Code) إلى مواد (Articles)مرتبة ( ترقيم )، التي هي بدورها قد تنقسم ( أي المادة ) إلى فقرتين أو أكثر.
هذه أفكار عامة عن مدلول كلمة '' قانون '' التي يجب أن نتطرق إلى أهدافه في المجتمع السياسي المنظم (الدولة) فأحد أهداف الدولة هو المحافظة على حقوق الأفراد المتعلقة بحماية أرواحهم و أعراضهم و أموالهم.
و هذا يقودنا إلى القول بأنه من وظائف الدولة هناك وظيفة المحافظة علىالنظام الاجتماعي. و بما أنه لا يجد نظام اجتماعي تلقائي ( عـفوي)، و بما أن حالة الفوضى لا تكون إلا حكم الأقوى ، فللقانون وظيفة عامة التي هي تكريس و ضمان النظام الاجتماعي.
غير أن هذا النظام الاجتماعي لا يكون الهدف النهائي للمجتمعات ، حيث يهدف المجتمع إلى غايات أدبية أو اجتماعية سواء كانت فردية أو جماعية، و هذه الغايات متعددة و أحيانا متناقظة، فيلجأ القانون إلى اختيار البعض و تكريس كل غاية بقواعد قانونية.
مثلا:
ـ غايات أدبية : حسن السيرة و الأخلاق - العدالة ......
ـ غايات مادية : إدارات - مصالح عمومية : جيش ـ تربية ـ و التعليم ـالصحة .... و تشجيع بعض الأنشطة الاقتصادية و تحديد البعض الآخر....
و نستخلص من هذه المعطيات بأن للفرد حقوق يحميها القانون و مقابل ذلك عليه واجبات هو ملزم باحترامها، و من هنا تبرز فكرتا الحق و القانون.
* فالحق مزية أو قدرة يقرها القانون و يحميها لشخص معين على شخص آخر ( طبيعي أو معنوي ) أو على شيء معين ( مادي أو أدبي: مثلا: حق الملكية ـ حق الانتخاب Droits Subjectifs ) .
* أما القانون فهو بصفة عامة مجموعة القواعد القانونية الملزمة التي تحكم سلوك الأفراد و علاقاتهم في المجتمع ،و تتضمن أحكاما موضوعية تبين الحقوق و الواجبات المختلفة في مجتمع ما و التي تسهر على احترامها السلطة العمومية (Droit Objectif).
III ـ تقسيمات القانون :

ـ دولي و داخلي :

يقسم القانون إلى قانون دولي (Droit International) و إلى قانون داخلي(أو وطني) .
أما القانون الدولي فهو ينظم العلاقات التي يدخل فيها عنصر أجنبي، و بدوره ينقسم إلى قانون دولي عام و قانون دولي خاص.
* فالقانون الدولي العام هو مجموعة القواعد القانونية المتعلقة بأشخاص المجتمع الدولي ( دولة ـ منظمات دولية ) و هي كذلك مجموعة المعايير القانونية التي تنظم العلاقات الدولية.
و القانون الدولي الخاص هو فرع من فروع القانون الخاص ( الداخلي) يسير العلاقات القانونية بين الأشخاص المختلف الجنسية، و يحكمه مفهومي الجنسية وتنازع القوانين من حيث المكان ( م.9 إلى 24 قانون مدني(..

ـ عام و خاص :
تقسيم القانون يرجع إلى زمن بعيد حيث كان معروفا لدى الرومان الذين قسموا القانون إلى عام و خاص.
إن معيار التفرقة لديهم كان مناطه أن كل ما يتعلق بتنظيم الشيء العموميو تحقيق المصلحة العامة للمجتمع يعتبر من قبيل القانون العام، أما القواعد التي تتعلق بتنظيم معاملات الأفراد و مصالحهم فهي من قبيل القانون الخاص.
و لكن إلى يومنا هذا لازال الجدل قائم حول معيار تقسيم القانون إلى عام وخاص (1)غير أن معظم الفقهاء متفق على هذا التقسيم.
و مع ذلك فأحيانا تكون قواعد القانون منظمة لعلاقات بين الأفراد والدولة باعتبارها شخصا معنويا يسعى لتحقيق مصلحة خاصة كفرد عادي.وهنا تكون ( مثلا: بيع أملاك الدولة ـ تأجير عقاراتها ...)، ففي هذه الحالات لا تمارس الدولة سلطانها لتحقيق مصلحة عامة، بل تتعامل مع الأفراد لتحقيق مصلحة خاصة.
* و نستخلص من هذا أن القانون العام هو مجموعة القواعد التي تنظم العلاقات، أي كان نوعها، كلما كانت الدولة طرفا فيها باعتبارها صاحبة سلطة و سيادة.
* أما القانون الخاص، فهو مجموعة القواعد التي تنظم العلاقات أيا كان نوعها فيما بين الأفراد أو فيما بين الأفراد و الدولة باعتبارها شخصا معنويا لا يمارس سيادة و لا سلطة.
ـ و يقصد بالقانون العام '' الداخلي '' ( أو الوطني). خمسة فروع من القانون يكون مجالها داخل الدولة، وهي:


*ـ القانون الدستوري: و هو القانون الأساسي للدولة و يتكون من مجموعة القواعد القانونية ( الدستور) التي تنظم نظام الحكم في الدولة و تبين السلطات العامة فيها(تشريعية ـ تنفيذية ـ قضائية ) و ممارسة السلطة السياسية.

*ـ القانون الإداري:.

*ـ القانون المالي: و هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم المالية العامة للدولة وتدير ميزانيتها السنوية حيث تحدد فيها مسبقا في بداية العام، مصادر إيرادات الخزينة العامة( ضرائب ـ رسوم ـ تصدير ثرواتها ...) و على جانب آخر تبين مصروفاتها .

*ـ القانون العقوبات: و هو مجموعة القواعد القانونية التي تستهدف معاقبة الجرائم.

*ـ قانون الإجراءات الجزائية (أو الجنائية ): وهو مجموعة القواعد القانونية التي يجب إتباعها من أجل القيام بإثبات الجرائم والبحث عن مرتكبيها، والمتابعات والملاحقات القضائية، والتحقيق في القضايا والحكم فيها.
ـ أما القانون الخاص الداخلي فهو يحتوي على عدة فروع و أهمهم:

*ـ القانون المدني: الذي هو يمثل القانون العام إذ غالبا ما استمدت منه فروع القانون الأخرى مفاهيم أو قواعد عامة التي تحكم العلاقات الخاصة فيما بين الأفراد ما لم يحكمها نص قانوني في فرع آخر من فروع القانون الخاص تأسيسا على قاعدة '' الخاص يقيد العام'' ( مثلا: القانون التجاري ـ قانون العمل.(
أما قواعد القانون المدني نفسه، فهي تعالج تنظيم الحقوق الخاصة التي يمكن أن يباشرها الأفراد في علاقاتهم فيما بينهم (حالة وأهلية الأشخاص، الذمة المالية، العقود...).

*ـ القانون التجاري: و هو يحتوي على جميع القواعد القانونية المتعلقة بالتصرفات التجارية، التجارة، المحلات التجارية، الإجراءات التسوية القضائية، الشركات التجارية ...

*ـ القانون البحري: و هو مجموعة القواعد القانونية المتعلقة بالملاحة البحرية بما فيها نقل المسافرين و البضائع بحرا.

*ـ القانون الجوي: و هو مجموعة القواعد القانونية التي تحكم العلاقات الناشئة عن النشاط الإنساني في الغلاف الجوي، حيث تكون أداته الرئيسية هي الطائرة و خاصة الطيران التجاري...


*القانون الدولي الخاص:

* قانون العمل: و هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العلاقات بين المستخدمين والمستخدمين، كما يسير علاقات العمل بما فيها صلة هؤلاء ببعضهم، و الأجور.

* قانون الإجراءات المدنية: وهو مجموعة القواعد القانونية التي من شأنها أن تنظم سير الدعاوي المدنية أو التجارية من البداية إلى النهاية ( التحقيق في القضية، إجراء الخبرات، البحوث، الطلبات العارضة، طرق الطعن العادية و غير العادية ...).

IVالمدخل إلى علم القانون :
من المعروف أن المدخل إلى أي علم من العلوم يقصد به تعريف هذا العلم و بيان الخصائص التي يتميز بها عن غيره من العلوم الأخرى، مع تقديم المبادىء الأساسية فيهو شرح الأفكار الرئيسية و بعرض القواعد العامة التي يقوم عليها، و بتعبير آخر نقول أن المدخل أي علم هو هيكلة الخطوط العريضة لذلك العلم لتكون بمثابة الأساس المتين المترابط الذي يسهل للدارس أن يستوعب تفاصيل ذلك العلم عند الدخول إلى فروعهوتقسيماته المتعددة، وفهم النظريات المختلفة التي تحكم تلك التفصيلات.
ومن هذا المنطلق نقول أن المدخل إلى علم القانون هو دراسة تمهيدية وشرح للمبادئ العامة المشتركة في العلوم القانونية. وهذا يعني ابتداء أن المدخل إلى علم القانون ليس مرتبطا بفرع معين من فروع القانون التي تنتظم جميعها في إطار عام هو النظام القانوني للدولة، لأنه يرتبط بكل فروع النظام القانوني، فهو يمهد للفروع القانونية جميعها.
ولكن مع التسليم بصحة هذا الرأي، فقد جرى العمل على أن دراسة المدخل إلى علم القانون تلحق بالقانون المدني، و ذلك تأسيسا على أن القانون المدني هو القانون العام حيث أختص بنصيب الأسد فيما يتعلق بالنص على أغلب المبادىء و القواعد العامة التي تدخل الدراسة التمهيدية للقانون.
ونستخلص من هذا إلى القول بأن النظام القانوني في أي دولة بما يشمله من القانون العام والقانون الخاص بفروعهما، يقوم على أسس و مبادئ و نظريات عامة، تستخدم فيها تعبيرات ومصطلحات قانونية مشتركة، لها مدلولات ثابتة لا تتغير، وهي موضوع الدراسة دائما في المدخل إلى العلوم القانونية، وهي التي تتضمنها بوجه عام النظريتان الآسيتان وهما النظرية العامة في القانون والنظرية العامة في الحق، ولهذا ستكون هتان النظريتان هما موضوع هذه الدراسة.

الــقـسـم الأول

الـنظريــة العـامة للـقانـون

الفــــصل الأول
خـصائـص و أهـداف القـاعـدة القـانـونية
المبحث الأول: خصائص القاعدة القانونية
في تعريف القانون تبين لنا بأن القواعد القانونية تنظم العلاقات التي قد تكون بين فرد وآخر وقد تكون بين الدولة والأفراد وهذا في مجال من مجالات الحيات الاجتماعية أي تنظيم نشاط معين لجماعة أو لفرد كما أنها تنظم سلوك الأشخاص في حياتهم اليومية.
ونستخلص من هذا أن القاعدة القانونية هي قاعدة للسلوك الاجتماعي والتي تضمن السلطة العمومية احترامها وتنفيذها من جميع المخاطبين بها حيث هذا الالتزام يتجسد في الجزاء الذي يحدده القانون لمن يمتنع عن تنفيذ تلك القاعدة أو يخالفها وهذا الإلزام هو العنصر الذي يميز القاعدة القانونية عن غيرها من القواعد(الأخلاقية ـ تهذيبية ـ الشرف ). وبما أن القاعدة القانونية لا تخاطب شخصا محددا بذاته فهي عامة ومجردة ، وبما أنها معمولا بها مدى حياتها وكل ما توفرت شروطها فهي دائمة.


المطلب الأول : القاعدة القانونية عامة و مجردة.
تعتبر القاعدة القانونية الخلية الأساسية في القانون وما هي إلا خطاب صاغه المشرع بتعابير مجردة، حيث أنها لا تخص شخصا معينا أو طائفة محددة بذاتهما، بل يجب أن تكون قابلة للتطبيق على كل من تتوفر فيه شروط تطبيقها أي أن تكون مطردة التطبيق في كل وقت على كل شخص مستوف لشروطها. وعمومية القاعدة القانونية هي ضمانُُ ضد كل تمييز بين الأشخاص.

مثلا: تنص المادة 350من قانون العقوبات على أن '' كل من اختلس شيئا غير مملوك له يعد سارقا ويعاقب '' و عبارة '' كل من '' يقصد بها '' أي شخص '' أو '' أي كان هذا الشخص ''. إذا فأي شخص قام باختلاس شيء مملوك للغير، أي أنه قد قام بتحويل شيء من حيازة الحائز الشرعي له إلى حيازته، ( أي الجاني ) يعد سارقا و تسلط عليه العقوبة المقررة لهذا الفعل ( السرقة )، إذا أصحبه عدم رضى الضحية.
فالقاعدة القانونية وضعت دون التنبؤ بمن سيكون هذا السارق، ولكن حددت شروط السرقة وعندما تتوفر هذه الشروط في فعل فيعد مرتكبه سارقا و يعاقب.
و بعبارة أخرى فالقاعدة القانونية وضعت مجردة من تحديد شخص بذاته أي دون التبوء مسبقا بمن تنطبق عليه.

المطلب الثاني : القاعدة القانونية ملزمة.

الإلزام يعني أن القاعدة القانونية واجبة الاحترام والتنفيذ من جميع المخاطبين بها. فهي قد تفرض الالتزامات متعددة وعلى المعنيين بالأمر بتنفيذها إذا كانت القاعدة القانونية آمرة. ولكن إذا كانت القاعدة القانونية مكملة فيحوز للأشخاص الاتفاق على عكس ما قررته.
إذا، فالقاعدة القانونية الآمرة فهي ملزمة ووجه الإلزام هنا يتجسد في الجزاء الذي يحدده القانون لمن يمتنع عن تنفيذ تلك القاعدة أو يخالفها. والمقصود بالجزاء هو العقاب أو الإجبار على الالتزام والاحترام عن طريق استعمال القوة العمومية ( درك الوطني وشرطة ) والعدالة.
والإلزام هو ما يميز القاعدة القانونية عن قواعد الأخلاق والدين، وتبرز خاصية الإلزام في الجزاء الذي يوقع على من يخالف تلك القاعدة القانونية، والجزاءات القانونية متعددة وأهمها، هي:
أولا: الجزاء الجنائي : هو العقوبات وتدبير الأمن.
أما العقوبات الجنائية التي تلحق بمرتكبي الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات هي: الإعدام، والسجن المؤبد، السجن المؤقت، الحبس والغرامة.
أما تدبيرا لأمن الشخصية فمثل المنع من ممارسة مهنة أو نشاط أو فن، وتدبير الأمن العينية مثل مصادرة الأموال وإغلاق المؤسسات.
ثانيا : الجزاءات المدنية : وهي البطلان أي إبطال التصرف المخالف للقواعد الملزمة
)أو العقد )، والتعويض على الضرر ( مادي ـ جسدي ـ معنوي.(
ثالثا : الجزاءات الإدارية : التي تتمثل في إلغاء القرارات الإدارية التي يشوبها عيب قانوني، وتوقيع الإجراءات التأديبية على الموظفين الذين يخالفون القواعد القانونية، والمنع من ممارسة مهنة أو نشاط، وإغلاق المحلات التجارية ...

المطلب الثالث : استمرار القاعدة القانونية.
للقاعدة القانونية بداية ( نشرها رسميا في الجريدة الرسمية ) ونهاية ( إلغائها رسميا عن طريق الجريدة الرسمية ) ولا يمكن أن تبقى سارية المفعول إلى الأبد. وما يقصد باستمرار القاعدة القانونية هو تطبيقها المستمر أثناء وجودها كلما توفرت شروط تطبيقها.

مثلا: قواعد قانون المرور تطبيقها يومي،أما قواعد قانون انتخاب رئيس الجمهورية لا يكون إلا كل خمسة سنوات
في الحالة العادية.

المبحث الثاني : التمييز بين القواعد القانونية وغيرها.

لقد تكلمنا في البدايات عن أهداف القواعد القانونية، لكن توجد قواعد أخرى تتعلق أيضا بالسلوك الاجتماعي وتشتبه بقواعد القانون مثل قواعد الدين وقواعد المجاملات وقواعد الأخلاق.

المطلب الأول : قــواعــد الدين.

في الديانات السماوية يرتبط الإنسان المؤمن بربه بعلاقات روحية وينتظم الدين عادة في قواعد من نوعين : الأولى قواعد العبادات والثانية قواعد المعاملات.

أولا : قــواعد العبادات.
تتعلق بعلاقات الفرد نفسه بخالقه مباشرة وتتمثل في الشهادة، والصلات، والزكاة، والحج والصوم. وهذا النوع من القواعد لا تتدخل فيه قواعد القانون عن قرب وإن كانت تلمسه عن بعد، ومثل ذلك ما ينص عليه الدستور بقوله: '' الإسلام دين الدولة ''.و'' لا مساس بحرية المعتقد ولا بحرية الرأي '' ، وغير ذلك من نصوص قانون العقوبات التي تحمي إقامة الشعائر الدينية.
ونستخلص من ذلك أن هذا النوع من قواعد العبادات يعتبر مجالا شخصيا للفرد بينه وبين خالقه ولا دخل للقانون فيه، إلا بقدر ضئيل لتقريره أو لحماية الحرية الدينية للأفراد. ولكن لا شك أن هذه القواعد الدينية تعتبر قواعد سماوية ملزمة ويترتب على مخالفتها جزاء إلا هي ينفد في الآخرة بعد الممات.
ثــانيا : قــواعـد المعاملات
وهي تتعلق بعلاقة الفرد بغيره من الأفراد، وتختلف الديانات السماوية في هذا الشأن أي في احتوائها على تلك القواعد في الدين الإسلامي قد عنى بقواعد العبادات وقواعد المعاملات معا وأهتم بالعلاقات ذات الصبغة المالية كالبيع والإيجار والرهن وغير ذلك، فنظم أمور الدين والدنيا معا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل تتطابق قواعد القانون والقواعد الدينية في تنظيم المعاملات ؟
في الواقع فإن المشرع عادة يضع تلك القواعد الدينية في اعتباره، ويطبقها بقدر الإمكان، والدليل على ذلك هو أن المشرع نص في المادة الأولى من القانون المدني على ما يأتي: '' وإذا لم يوجد نص تشريعي، حكم القاضي بمقتضى مبادئ الشريعة الإسلامية '' وهو الشأن بخصوص قانون الأسرة ( الزواج ـ الطلاق ـ النيابة الشرعية ـ الكفالة ـ الميراث ـ الوصية ـ الهبة ـ الوقف ...).
ولكن مجال المعاملات القانونية في عهدنا، مع تشعب نواحي النشاط الاجتماعي، يتسع كثيرا عن مجال المعاملات الدينية الأمر الذي معه تتزايد باستمرار مجالات المعاملات القانونية وقواعدها.
المطلب الثاني : قواعد الأخلاق والمجاملات والتقليد

أولا : قـــواعــد الأخلاق
وهي قواعد سلوكية اجتماعية يحددها المجتمع وقد تتأثر الأخلاق بالدين وبالتقليد وبالمجاملات إلى حد كبير. وأحيانا قد تلتقي القواعد الأخلاقية بالقواعد القانونية، ومثل ذلك معاونة الغير في الدفاع عن نفسه وماله وهو جانب أخلاقي بالدرجة الأولى ومع ذلك تبناه المشرع وجعله قاعدة قانونية حيث أباح الضرب والجرح و القتل في سبيل حماية النفس، الغير و المال وذلك في المادة 39الفقرة الثانية من قانون العقوبات، ونصها هو:
'' لا جريمة :
- إذا كان الفعل قد دفعت إليه الضرورة الحالة للدفاع المشروع عن النفس أو عن الغير أو عن مال مملوك للشخص أو للغير، بشرط أن يكون الدفاع متناسبا مع جسامة الاعتداء.''
في موضوع آخر يوجب المشرع إغاثة الأشخاص ومساعدتهم إن أمكن ذلك : تنص المادة 182فقرة 2على ما يلي: '' ويعاقب ... كل من امتنع عمدا عن تقديم مساعدة إلى شخص في حالة خطر كان إمكانه تقديمها إليه بعمل مباشر منه أو بطلب الإغاثة له وذلك دون أن تكون هناك خطورة عليه أو على الغير.'' ( أنظر أيضا المادة 451 فقرة 8من قانون العقوبات...).
أما فيما يخص المجاملات والتقاليد الفرعية في المجتمع كتبادل التهاني في المناسبات السعيدة، ومبادلات شعور الحزن والتعزية في المناسبات المؤلمة، وتبادل التحية عند اللقاء، وغير ذلك من العادات المستقرة في ذهن الجماعة. فهذه القواعد الاجتماعية لم يهتم القانون بها، فمجالها يختلف عن مجال قواعد القانونية فلا يلتقيان.

المبحث الثالث: تصنيف القواعد القانونية

جري الفقهاء نحو تقسيم القواعد القانونية علميا إلى عدة أنواع، تختلف باختلاف زوايا النظر إليها.
* فمن حيث طبيعتها القانونية، تنقسم إلى نوعين: عـامـة وخـاصـة
* ومن حيث صورتها : مكتوبة وغير مكتوبة
* ومن حيث تنظيمها للحقوق : موضوعية وشكلية
* ومن حيث قوتها الإلزامية: قواعد آمرة أو ناهية، وقواعد مفسرة أو مكملة.

المطلب الأول : القواعد العامة والقواعد الخاصة

القـواعد العــامة :
وهي التي يتضمنها عادة القانون العام بفروعه، أما القواعد الخاصة فهي التي يشملها القانون الخاص بفروعه. لقد استعرضنا هذا التقسيم في دراسة الفروع للقانون.


المطلب الثاني : القواعد المكتوبة وغير المكتوبة
أولا : القـواعـد المكتوبة
إذا كان مصدر القاعدة القانونية هو التشريع سواء كان هو الدستور أو قانونا عاديا كالقانون المدني أو القانون الجنائي أو التجاري ... ، أو أمرا، أو مرسوما، أو قرارا، أو لائحة صدرت بناء على قانون، وتعتبر جميعها من قبيل القواعد القانونية المكتوبة لأنها تصدر وتنشر بالجريدة الرسمية، وتعلن للأفراد في صورة مكتوبة، وهي قد صدرت من الهيئة التشريعية.

ثانيا: القــواعــد الغير مكتوبة
إذا نشأت أو تقررت القاعدة القانونية من غير طريق السلطة التشريعية، أو السلطة التنفيذية المختصة قانونا بإصدارها، فإن هذه القاعدة تعتبر من القواعد القانونية غير المكتوبة، ومثالها قواعد العرف، وأحكام المحكمة العليا للقضاء التي هي ملزمة للمحاكم وللمجالس القضائية.
أما بالنسبة للعرف، فإن المادة الأولى من القانون المدني، تنص على ما يلي : '' وإذا لم يوجد نص تشريعي، حكم القاضي بمقتضى مبادئ الشريعة الإسلامية، فإذا لم يوجد فبمقتضى العرف.'' ( الفقرة 2.)

المطلب الثالث : القواعد الموضوعية والقواعد الشكلية

أولا : القـواعـد الموضوعية
يقصد بالقواعد الموضوعية كل قاعدة تقرر حقا أو تفرض واجبا.
ـ ومثل ذلك ما تنص عليه المادة 351 من القانون المدني :
'' البيع عقد يلتزم بمقتضاه، البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء أو حق آخر في مقابل ثمن نقدي.'' .
فهذه القاعدة موضوعية لأنها تقرر حقا للمشتري وهو نقل ملكية الشيء إليه، وتفرض على البائع واجب وهو نقل الملكية للمشتري، وفي نفس الوقت تقرر حقا للبائع وهو المقابل النقدي أي ثمن الشيء، وتفرض على المشتري واجب دفع الثمن للبائع.
* ومثل ذلك ما تنص عليه المادة 386من قانون العقوبات بقولها :'' يعاقب ... كل من انتزع عقارا مملوكا للغير وذلك خلسة أو بطريق التدليس.''
فهذه قاعدة موضوعية،أيضا، حيث تفرض احترام ملكية الغير، وتسلط عقوبة، هي الحبس والغرامة كجزاء على من يتعدى على حق الملكية المقرر لصاحب العقار.
ثانيا : القــواعـد الشكلية
فهي القواعد القانونية التي تبين الوسائل التي يمكن بها اقتضاء الحق المقرر، أو تقرير كيفية الالتزام بالقيام بالواجب. ومن أمثلة القواعد الشكلية معظم قواعد قانون الإجراءات المدنية: وهي التي تنظم كيفية مباشرة الدعوى المدنية واختصاصات الجهات القضائية المدنية.
ومن أمثلتها أيضا، أغلب قواعد قانون الإجراءات الجزائية: وهي التي تنظم كيفية مباشرة الدعوى العمومية واختصاصات الجهات القضائية الجنائية وكيفية تشكيل المحاكم، وطرق الطعن في أحكامها.

المطلب الرابع : القواعد الآمرة والقواعد المفسرة
بالنسبة إلى القوة الإلزامية للقاعدة القانونية يمكن تقسيم تلك القواعد إلى قواعد آمرة أو ناهية وقواعد مفسرة أو مكملة.

أولا : القواعد الآمرة والناهية
فهذه القواعد هي التي تتضمن خطابا موجها للأفراد بأداء عمل معين. فإذا كانت القاعدة القانونية تتضمن أمرا بالقيام بعمل فهي قاعدة آمرة. ومثالها ما نصت عليه المادة 61من قانون الحالة المدنية(أمر رقم 20الصادر في 19 فيفري 1970 ).'' يصرح بالمواليد خلال خمسة أيام من الولادة إلى ضابط الحالة المدنية للمكان.
وإلا فرضت العقوبة المنصوص عليها في المادة 442بالفقرة الثالثة من قانون العقوبات ''.
أما إذا كانت القاعدة القانونية تتضمن نهيا عن أداء عمل معين، فهي قاعدة ناهية. ومثالها نص المادة 387 من قانون العقوبات التي تنهي على إخفاء الأشياء:'‘ كل من أخفى عمدا أشياء مختلسة أو مبددة أو متحصلة من جناية أو جنحة في مجموعها أو جزء منها يعاقب ... .'' ...
ومن ذلك يتضح أن القواعد الآمرة والناهية تتميز بأنها لا يجوزالإتفاق على عكسها، أي لا يملك الأفراد حق مخالفتها إيجابا أو سلبا، فهي ملزمة في الحالتين، ووجه الإلزام هو الجزاء ( العقوبة ) المقررة الذي يوقع على كل من يخالفها في الأمر أو في النهي على سواء.

ثانيا : القواعد المكملة أو المفسرة
فيقصد بها القواعد التي تهدف إلى تنظيم مصلحة مشتركة أو مصلحة فردية للأشخاص فقط في الحالات التي يكون هؤلاء الأفراد غير قادرين على تنظيم علاقاتهم بأنفسهم وبالتالي للأفراد إذا تجاهلوا تلك القاعدة المفسرة ( أو المكملة )،بل يجوز لهم الاتفاق على عكس ما قررته.
لكن في بعض الحالات تكون هذه القاعدة ملزمة إذا لم يتفق المتعاقدين على عكسها حيث يصبح اتفاقهم ناقصا ويحتاج إلى تطبيق النص المفسر لإرادتهم، ويعتبرون ممن توافرت فيهم شروط تطبيق هذه القاعدة المكملة لإرادتهم بصفة إلزامية.
ومثال ذلك ما نصت عليه المادة 367من القانون المدني بقولها : '' يتم التسليم بوضع المبيع تحت تصرف المشتري بحيث يتمكن من حيازته و الانتفاع به بدون عائق و لو لم يتسلمه ماديا ...''، فهذا النص عبارة عن قاعدة مكملة (أو مفسرة) لإدارة المتعاقدين ) البائع والمشتري ) حينما لم يوجد اتفاق عن تسليم الشيء في مكان معين، أي أن المتعاقدين لم يعبروا عن إرادتهم بخصوص هذه النقط بذاتها.
أما إذا كان اتفاق مسبق، فيتم التسليم في المكان الذي اتفق عليه المتعاقدين وهذا ما نصت عليه المادة 368 من القانون المدني بقولها: '' إذا وجب تصدير المبيع إلى المشتري فلا يتم التسليم إلا إذا وصل عليه ...''.
ولكن هذا النص بدوره، قد يعتبر قاعدة مكملة لإدارة المتعاقدين إذا حصل نزاع بينهم بخصوص الآونة التي أصبح فيها التسليم فعلي في حالة اتفاق على تصدير المبيع :
فقد يعتبر البائع بأن التسليم أصبح فعلي في الوقت الذي غادر فيه الشيء مخزنه، ولكن تفسير المادة 368 من قانون المدني لهذه النقطة أكد بأن التسليم يصبح فعلي عند "وصول " الشيء إلى المشتري، وهذا إلا إذا كان اتفاق على عكس ذلك.
بهذا نختم الفصل الأول الذي تطرقنا فيه إلى خصائص القاعدة القانونية والتي تميزها عن غيرها من القواعد خاصة وأن مصادر القاعدة القانونية تختلف، غالبا، عن مصادر القواعد الأخرى.

imanekasmi
2012-01-02, 11:56
سلام ارجوكم بحث حول المذهب الرستمي

محب بلاده
2012-01-02, 13:24
الرُّسْتَمي الشيخ الإمام المفتي القدوة المسند شيخ أصبهان ، أبو عبد الله الحسن بن العباس بن علي بن حسن بن علي بن الحسن محمد بن الحسن بن علي بن رستم ، الرستمي الأصبهاني ، الفقيه الشافعي ، الزاهد.

مولده في صفر سنة ثمان وستين وأربع مائة .

وسمع أبا عمر وعبد الوهاب بن منده ، ومحمود بن جعفر الكوسج ، والمطهر بن عبد الواحد البزاني ، وإبراهيم بن محمد الطيان ، وأبا بكر محمد بن أحمد السمسار ، والفضل بن عبد الواحد ، وعبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف ، وأبا عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد ، وأبا منصور بن شكرويه ، وسليمان بن إبراهيم الحافظ ، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني ، وسهل بن عبد الله الغازي ، وأبا الخير محمد بن أحمد بن ررا ، ورزق الله التميمي ، والرئيس الثقفي ، وطرادا الزينبي ، وطائفة.

حدث عنه : السمعاني ، وابن عساكر ، وأبو موسى المديني ، وشرف بن أبي هاشم البغدادي ، وأحمد بن سعيد الخرقي ، وأبو الوفاء محمود بن منده ، وعدد أمثالهم.

وروى عنه بالإجازة : أبو المنجا بن اللتي ، وكريمة وصفية بنتا عبد الوهاب بن الحَبَقْبَق ، وعجيبة بنت الباقداري.

قال السمعاني : إمام فاضل ، مفتي الشافعية ، وهو علي طريقة السلف ، له زاوية بجامع أصبهان ، ملازمها في أكثر أوقاته.

وقال عبد الله الجبائي : ما رأيت أحدا أكثر بكاء من الرستمي.

وقال الجبائي : سمعت محمد بن سالار ، سمعت أبا عبد الله الرستمي يقول : وقفت على ابن ماشاذه وهو يتكلم على الناس ، فلما كان في الليل ، رأيتُ ربَّ العِزَّةِ في المنام وهو يقول لي : يا حسن ، وقفتَ على مُبْتَدِع ، ونظرتَ إليه ، وسمعتَ كلامه ، لأحْرِمَنَّك النظرَ في الدنيا. فاستيقظت كما ترى .

قال الجبائي : كانت عيناه مفتوحتين وهو لا ينظر بهما.

قلت : وممن روى عنه الحافظ عبد القادر الرهاوي ، وقال فيه : كان فقيها زاهدا ورِعًا بَكَّاءً ، عاش نيِّفًا وتسعين سنة ، ومات سنة ستين كذا قال ، ثم قال : وحضرته يوم موته وخرج الناس إلى قبره أفواجا ، وأملى شيخنا الحافظ أبو موسى عند قبره مجلسا في مناقبه ، وكان عامة فقهاء أصبهان تلامذته حتى شيخنا أبو موسى عليه تفقه ، وكان أهل أصبهان لا يثقون إلا بفتواه ، وسألني شيخنا أبو طاهر السلفي عن شيوخ أصبهان ، فذكرته له ، فقال : أعرفه فقيها متنسكا.

وقال السمعاني : إمام متدين ورع ، يزجي أكثر أوقاته في نشر العلم والفتيا.

وقال أبو موسى المديني : أقرأ الرستمي المذهب كذا كذا سنة ، وكان من الشُّداد في السُّنّة.

قال عبد القادر : سمعت بعض أصحابنا الأصبهانيين يحكي عنه أنه كان في كل جمعة ينفرد يبكي فيه ، فبكى حتى ذهبت عيناه ، وكنا نسمع عليه وهو في رثاثة من الملبس والمفرش لا يساوي طائلا ، وكذلك منزله ، وكانت الفرق مجتمعة على محبته.

قال أبو موسى : توفي مساء يوم الأربعاء ثاني صفر سنة إحدى وستين وخمس مائة

محب بلاده
2012-01-02, 13:26
لم اجد غير هذا الذي يتكلم عن الرستمي وليس المذهب الرستمي

والله اعلم

إن وجدت شيئا آخرا سأضعه بإذن الله

imanekasmi
2012-01-02, 14:09
لقد قيل لي ان اتحدث في بادئ الامر عن الخوارج لكن لم افهم




وجزاكم الله خيراااااا

محب بلاده
2012-01-02, 19:39
ممكن بالتفصيل ما المطلوب منك بالبحث او العناصر الموجودة ببحثك

MAMMERIRANDA
2012-01-02, 20:20
شكرا استفدت منه كتير بدي مفهوم الاستقطاب

محب بلاده
2012-01-02, 20:57
هل تريد بحث كامل عن الاستقطاب او مفهوما فقط ؟

محب بلاده
2012-01-02, 21:00
مفهوم الاستقطاب ومصادره


مفهوم الاستقطاب :


ان المفهوم العلمي للاستقطاب هو " عملية البحث والحصول على مرشحين محتملين لوظائف ، وذلك بالعدد المطلوب ، وبالنوعية المرغوبة ، وفي الوقت المناسب حتى يمكن أن نختار من بينهم الاكثر ملاءمة لشغل الوظائف الشاغرة على ضوء متطلبات وشروط شغلها . وايضا يعرف ورثار و ديفز عملية الاستقطاب بأنها " عملية توفير الموارد البشرية التي تحقق احتياجات التنظيم بالعدد المطلوب وفي التوقيتات المناسبةمن المصادر المختلفة تمهيداً لاختيارهام وتحقيق لأهداف المنظمة " ويمكن ان نصل إلى ان علميلة الاستقطاب ما هي إلا منظومة متكاملة تتشكل ابهادها من همسة محاور اساسية على النحو التالي :


1-الاهداف


2- المدخلات


3- العمليات


4- المخرجات


5-النتائج


وهذه الابعاد مترابطة ومتكاملة معاً حيث ان نجاح او فشل عملية الاستقطاب يمكن ان يتم من خلال مقارنة الاهداف مع النتائج .


فعاليه الاستقطاب :


1- قدرة المنظمة على جذب الافراد المتقدميين : هناك عدة عوامل تؤثر في درجة إقبال الافراد على التقدم للعمل بمنظمة او بأخرى ، وتتلخص العوامل فيما يلي : ( مصطفى 2000)


- مجموعة الحوافز المادية المباشرة ( الاجور وملحقاتها ) والحوافز المادية غير المباشرة ( الانتقالات والاسكان ) .


- فرص التعليم والتدريب التي يمكن إتاحتها داخل البلاد او خارجها ومدى توافرها .


- فرص الترقية في السلم الوظيفي ومدى توفرها .


- مدى جودة الظروف المادية المحيطة بالعمل مثل : التصميم العام للمبنى والتجهيز والتهويه وساعات العمل وفترات الراحةوالنظافة .


- اتجاهات ونظرة المجتمع للمنظمة من حيث طبيعة ومركز الوظيفة ( او الوظائف المعلن عنها )


- موقع مكان العمل ومدى قربة من محل الإقامة او شبكةوسائل النقل العام ومحاور الطرق الرئيسية .


حيث تشكل هذه العوامل سمعة المنظمة او صورتها العام في اذهان الرأي العامل حيث نرى ان المنظمة التي تتوفر لها بعض او كل عوامل الجذب السابقة وتنجح ف يإعلام الرأي العام بها تتوفر لها قدرة اكبر على استقطاب المتقدميين .


2- تحديد الاماكن الشاغرة :


يعتبر تحديد الاماكن الشاغرةوالتي تحتاج الى تعيين لشغلها من العمليات الاساسية في الاستقطاب والجذب للافراد المحتملين ويمكن التوصل إلى تحديد الاماكن الشاغرة عن طريق تحديد واضح ودقيق للاهداف التي يسعى إليها التنظيم ( كامل 1996)


مصادر الاستقطاب :


تعتبر عملية الاستقطاب من المهام الكبيرة الملقاه على عاتق مسئولي التوظيف داخل المنظمات المختلفة . إذ يتعين عليها اتخاذ قرار محدد لنوعية المصادر الذي سيتم الاعتماد علين في توفير افراد قوة العمل المطلوبين لشغل الوظائف الشاغرة في المنظمة وتتمثل مصادر استقطاب الموارد البشرية في مصدريين رئيسيين ( النجار 1987)


أولاً : المصادر الداخلية :


تتمثل المصادر الداخلية للاستقطاب في العاملين المناسبين من الداخل المنظمة والذين يمكن الاعتماد علىبعضهم في شغل الوظائف سواء علىنفس المستوى من خلال النقل او على المستوى الاعلى من خلال الترقية ، فقد تكون فلسفة المنظمة في اعطاء الاولوية لموظفيها في شغل بعض او كل المراكز القيادية التي تخلو بها . وفقاً لفعالية تخطيط الموارد البشرية لدى المنظمة بشرح صورة متكاملة عن الخبرات والمهارات ومستويات التعليم لدى افراد قوى العمل .


مزايا الاستقطاب من الاستقطاب الداخلي :


-الاعتماد على الاستفادة من العاملين بداخل المنظمة يقلل الكثير من العقبات والمشاكل المرتبطة بعدم معرفة العامليين الجدد بسياسةالمنظمة ولوائحها وانظمتها الامر الذي يؤثر بالتبعية على اداء هؤلاء العاملين إيجابياً .


-تستطيع المنظمة توفير الكثير من التكاليف التي ترتبط ببرامج تعريف الموظفين الجدد بها من خلال الاعتماد على مصادر الاستقطاب الداخلية .


- من المتوقع نتيجة انتهاج المنظمة لسياسة الاستقطاب الداخلي انخفاض عدد التنظمات غير رسمية والمعارضة للتنظيم الرسمي .


- يؤكد الاستقطاب الداخلي على توفير عناصر الامان والطمأنينة في نفس العاملين بالمنظمة ويحقق المزيد من الاستقرار الوظيفي ودفعهم الى تكريس جهودهم على العطاء والاضافة والمبادرة ومحاولة الابداع .


- ان اللجوء إلى مصادر الاستقطاب الداخليه يسهل كثيراً على مسئولي التوظيف انجاز عمليات الاستقطاب وعملية الاختيار لافراد معينين مشهود لهم بالكفاءة المتميزة في مجال التطبيقي .


- ان الاعتماد على المصادر الداخليه سوف يؤدي الى زيادة الروح المعنوية لدى العاملين الحاليين الامر الذي يؤدي الى زيادة درجة الإنتماء والولاء للمنظمة .


عيوب الاستقطاب الداخلي


-عدم توافر العناصر البشرية القادرة على أداء العمل والراغبة فيه في داخل المنظمة وخاصة الوظائف التخصصية الدقيقة ، مثل المبرمجين والمحللين في حالة استخدام الحاسب الالي في التشغيل واداء الاعمال .


- ان الاستمرار في الاعتماد على مصادر الاستقطاب الداخلية قد يؤدي بالعاملين الى الركود والخمول حيث ان الاستقطاب من الخارج قد يؤدي الى دم جديد للمنظمة مما ينشطها على الاداء .


- قد يصعب الاعتماد على مثل ذلك المصدر في حالة الطوارئ اي خلو بعض الوظائف من شاغلها لاسباب طارئة لم تكن في حسبان الاقائمين مثل الوفاة ، الاستقالة ، الجز الكلي ،حيث قد لا تتوفر الكفاءات المطلوبة لشغل لشغل هذه الوظائف من الداخل .


ثانياً : المصادر الخارجية :


هناك العديد من المصادر الخارجية للاستقطاب التي يمكن الاعتماد في توفير واستقطاب المرشحين المحتملين للوظائف الشاغرة وتتمثل اهم هذه المصادر في التالي :


1-وسائل الإعلان والدعاية المختلفة ، حيث يعتبر الاعلان من الوسائل الفعالة لتوفير المهارات المطلوبة للمنظمة وقد ازدادت اهميتة في الوقت الحاضر لسببين .


-توسيع دائرة الاختيار امام المنظمة لقراءة غالبية الباحثين عن عمل بالاعلانات الخاصة عن الوظائف الشاغرة وبالتالي يترتب على الإعلان تقديم عدد كبير من الأفراد .


-يمكن الاستفادة من الإعلان في تقديم معلومات اكثر عن الوظيفة والمنظمة مثل الشروط العامة الواجب توفرها في المتقدم لشغل الوظيفة والمهارات اللازمة .


2- مكاتب العمل وهيئات التوظيف والتي تعتبر منالمصادر الخارجية الهامة في توفير المهارات اللازمة للمنظمةسواء كانت مكاتب حكومية او خاصة، وعادةتقوممكاتب العمل بتسجيل راغبي العمل وتصنيفهم وفقاً للمهنة والمؤهل ودرجة المهارات طبقاً للانشطةالاقتصادية المختلفة .


3-العاملون بالمنظمة ، حيث يعتبر هذا المصدر منالمصادر الشائعة عن توفير العمالة المطلوبة على اساسا ان للعاملين بالمنظمة أقارب وزملاء ومعارف قد يرغبون في العمل ويعملون بالشركات الاخرى .


4- المدارس والجامعات والمعاهد العليا ، حيث تقوم كثير منالمنظمات بالاتصال بالكليات والعاهد العليا ، ويتكوين علاقات مستمرة معهالتوفير نوعيات معينه منالعمالة المطلوبة حيث يمكن ان تطلب المنظمة ترشيح اوائل الخرجين او تنشر اعلانات تحث الخريجين على التقديم لشغل الوظائف .


5- الاتحادات العمالية وذلك لاستقطاب شاغلي الوظائف الفنية ووظائف العمالة المهرة .


6- الاكفاء من العاملين او العاملات بالمنظمة الاخرى اما من خلال الانتداب او الاستعارة او التعاقد .


مزايا الاستقطاب من المصادر الخارجية :


-ان الاعتماد على المصادر الخارجية في الاستقطاب يؤدي على ضمان استحداث الدم الجديد يحملةمن افكار واراء واتجاهات جديدة غير مطبقة من قبل بالمنظمة الامر الذي يساهم في تحقيق الاداف المرجوة بأعلى كفاءة واقل تكلفةاقتصادية ممكنةفي حدود اقتصاديات التشغير الزمنية .


-ان الاعتماد على المصادر الخارجيةفي الاستقطاب قد يمكن المسئولين من الحصول على الكفاءات المتميزة من سوق العمل الخارجي خاصة اذا كان الاستقطاب لشغل الوظائف الفنية والادارية في المستويات الاولى في التنظيم .


- ان المصادر الخارجية في الاستقطاب قد تكونهي المصادر الوحيدة في حالةالندرة وعدم توار الكفاءات المطلوبة بين العاملين الحاليين في المنظمة .


عيوب الاستقطاب من المصادر الخارجية :


-مقاومة العاملين القدامى للتغير الذي يطرأ من جراء إدخال عناصر بشرية جديدة في المنظمة حيث تظهر هذه المقاومة في مظاهر عديدة منها عدم التعاون او اخفاء معلومات وبيانات .


- ارتفاع تكلفة الاستقطاب الخارجي يشكل عبئاً مالياً تتحملة ميزانية التوظيف بالمنظمة ،


- قد يؤدي الاعتماد على هذه المصادر الى تخفيض الروح المعنوية لدى العاملين الحاليين الامر الذي ينعكس على مستوى الاداء والانتاجية خاص اذا كان الامر يتعلق بشغل الوظائف القيادية .



" إدارةالموارد البشرية نحو منهج استراتيجي متكامل – د/ محمد القحطاني

محب بلاده
2012-01-02, 21:07
بحث آخر





مفهوم و أهمية وفاعلية استقطاب الموارد البشرية



مفهوم و أهمية استقطاب الموارد البشرية

مفهوم الاستقطاب

الاستقطاب هو العملية التي يمكن بها جذب طالبي العمل المتقدم للمنظمة لشغل الوظائف الشاغر ، وقد يتم ذلك عن طريق الإعلان الموسع .

كمدخل لتعريف الباحثين عن العمل بوجود فرص بالمنظمة , وذلك يكون أمام المنظمة مجال أوسع لانتقاء أفضل العناصر المتقدمة 1، إذا هي محاولة جذب أكفء الأشخاص للعمل بالمنظمة 2، أو هو عملية استكشاف مرشحين محتملين للوظائف الشاغرة الحالية أو المتوقعة في المنظمة .

الفرع الثاني : أهمية الاستقطاب

إن أول خطوة تبدأ بها المنظمة في عملية الاستقطاب تتمثل بإدراكها لأهمية عملية الاستقطاب حيث يركز الاستقطاب على النقاط التالية 3:

1 ـ البحث عن المرشحين وجذبهم لشغل وظائف شاغرة داخل المنظمة ، هذا يعني أن القائم بعملية الاستقطاب على إطلاع على خطة الموارد البشرية في جانبيه الكمي أو النوعي .

2 ـ تحديد سوق العمل المستهدف حيث يعد هذا النشاط من الأنشطة الداعمة لعملية الاستقطاب , إذ أن سوء اختيار سوق العمل يحمل المنظمة تكاليف مالية زاهدة , إضافة إلى تكاليف وقت ضياع فرصة الاستقطاب .

3 ـ تركز عملية الاستقطاب على تهيئة المدخلات لعملية الاختيار , لذا يفترض في هذا العملية أن تستهدف تحقيق الملائمة بين خصائص الوظيفة ومؤهلات شاغلي هذه الوظائف .


مصادر استقطاب الموارد البشرية

يكمن تقسيم المصادر التي تلجا إليها المنظمة على الأيدي العاملة اللازمة إلى 1:

الفرع الأول : المصادر الداخلية

في الحياة العملية يتم الحصول على الأفراد المناسبين من داخل المنظمة بإحدى الطرق التالية:

1ـ الترقية :

حيث يقوم المنشات بإعداد خطة متكاملة للترقية ، وتكون واضحة ومعلنة لجميع العاملين ، يوضح فيها الطرق و الإجراءات التي بنبقي إتباعها للترقية والارتقاء من الوظيفة الدنيا إلى الوظيفة الأعلى .

وتتبع هذه الطريقة لشغل الوظائف الكتابية والإدارية , يمكن أن ترفع الروح المعنوية للأفراد .

2 ـ النقل والتحويل:

قد يتم تطبيق سياسة التوظيف داخل المنظمة عن طريق النقل الداخلي للموظف من وظيفة إلى أخرى آو من فرع إلى أخر ، و الهدف من ذلك تحيق التوازن في عدد العاملين في مختلف الإدارات .

3- الموظفون السابقون :

قد تلجأ بعض المنظمات إلى إتباع سياسة التوظيف الموظفين السابقين على أساس أنهم موظفون في الداخل ، و خاصة الراغبين منهم في العودة إلى العمل , وهذا المصدر أثبت أهميته وجدواه في بعض المنظمات .

كما انه قد تلجأ بعض الإدارات لنقل الأفراد من عمل لآخر عندما تكتشف أن وضعهم في

أماكنهم بحالة لم يكن صحيحا .

وهناك عدة مزايا تنجح المصادر الداخلية منها :

ـ جعل قدر أكبر من الحوافز لدى العاملين , حيث تتيح هذه الطريقة فرص للتقدم والترقية للعاملين .

ـ تخفيض تكلفة البحث والتعيين .

ـ الاستفادة من خبرات العاملين ومعرفتهم بطبيعة وظروف العمل .

- وضوح المستقبل الوظيفي أمام العاملين .



الفرع الثاني : المصادر الخارجية

من أهم المصادر المستخدمة لاستقطاب الأفراد من الخارج :

1 ـ الإعلان :

يعتبر الإعلان من أهم الوسائل المستعملة لاستقطاب الأفراد للتقدم لشغل الوظائف , وتقف فاعلية هذا الأسلوب على اختيار الوسيلة المناسبة لنشر الإعلان أكثر شهرة هي الإعلان عن طريق المصحف والمجلات.

2 ـ مكاتب العمل :

توجد مكاتب للتوظيف و الاستخدام , سواء كانت عامة أو خاصة في مختلف الدول حيث يتم تسجيل طالبي العمل من العمالة بمختلف الوظائف و المهن الفنية والإدارية .

3 ـ الجامعات و المدارس :

حيث هناك البعض من المنظمات من تحرس على بناء وتكون علاقات مستمرة بالكليات والمدارس للحصول على احتياجان سنويا ، هذا وهناك بعض المصادر أقل استعمالا منها :

ـ طلبات التوظيف من قبل المتقدمين .

ـ الجمعيات المتخصصة كجمعية , المحاسبين , جمعية الأطباء ، ...



فاعلية استقطاب الموارد البشرية

تعتمد فعالية الاستقطاب على قيام بمجموعة من العوامل التي تستعد على جذب وترغب القوى العاملة و زيادة عدد الراغبين في العمل لديها وبالتالي زيادة بدائل الاختيار أمامها , ومن هذه العوامل 1:

1 ـ توفير تصميم تنظيمي حديث ، حيث يتصف هذا التصميم بما يلي :

vمشاركة الجميع في اتخاذ القرارات .

vحرية التعبير عن الرأي .

v ضمان استمرارية العمل للعاملين .

vمحاولة تحديد واستخدام مداخل في إدارة العنصر البشري .

2 ـ النظرة الحقيقية المسبقة عن العمل :

تعني إعطاء الفرد الذي يراد استقطابه فكرة واقعة عن طبيعة وماهية العمل في المنظمة بوجه عام , والوظائف الشاغرة لديها بوجه خاص .

3 ـ توسيع مسارات الترقية :

تستطيع المنظمة تقوية جاذبيتها وقدراتها على زيادة عدد الأفراد المستقطبين والمحافظة على القوى العاملة ، التي تعمل لديها حاليا عن طريق توفير مسارات ترقية جديدة ومتعددة أمام العاملين لديها , ولمن تقوم باستخدامه , هذا وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأفراد المستقطبين من خلال إعلانات الصحف أقرّ أدائها من ناحية الجودة و الاعتماد عليهم بدل الأفراد الذين بادروا و اتصلوا بصفة شخصية مع المنظمة .

وأخبرا يمكن القول بأنه كل منظمة لابد تحدد خطوات لتحديد المصدر الأمثل والأكثر فاعلية لاستقطاب أفرادها .




1 عبد الغفار حنفي ، السلوك التنظيمي و إدارة الأفراد ، مرجع سابق ، ص 96 .
2 صلاح الدين عبد الباقي ، عبد الغفار خنفي ، إدارة الأفراد و العلاقات الإنسانية ، مرجع سابق ، ص 109 .
3 عبد الرحيم الهيتي ، إدارة الموارد البشرية ، مرجع سابق ، ص 98 .
1 صلاح الدين عبد الباقي ، عبد الغفار خنفي ، إدارة الأفراد و العلاقات الإنسانية ، مرجع سابق ، ص 112 .
1 عمر وصفي العقيلي ، إدارة القوى العاملة ، مرجع سابق ، ص 107 .

محب بلاده
2012-01-02, 21:10
[PPT] عرض تقديمي من
(http://www.dawahmemo.com/download.php?id=1708)



استقطاب. الموارد البشرية. 2. مفهوم الاستقطاب. الاستقطاب هو العملية التي يتم بموجبها جذب وترغيب أكبر عدد ممكن من الأفراد للتقدم إلى العمل في المنظمة ، وكذلك ترغيب




ملاحظة هذا عرض على شكل بوربوينت اضغط فقط على العنوان الملون باللون الازرق سيحمل الملف عندك


ارجوا ان اكون قد افدتك ولو بالقليل


لا تنساني بدعائك اخي الفاضل

MAMMERIRANDA
2012-01-03, 17:27
اريد نماذج عن جزيئات مستقطب واخرى غير مستقطب هذا مش بحث بل اريد ان اوضح الدرس

goldway90
2012-01-03, 21:33
اسم العضو :.goldway90

الطلب بحث حول اهمية نظام المعلومات التسويقية الدولية

المستوى: السنة الرابعة تخصص تسويق

أجل التسليم : يوم الاثنين 09 جانفي 2012

MAMMERIRANDA
2012-01-03, 21:38
اسم العضو : عبير

الطلب :وصف شخص بالفرنسية

المستوى : 4 متوسط

أجل التسليم : غدا
ارجوكم هدا تعبير

محب بلاده
2012-01-03, 23:25
جاااري البحث والتنقيب

MAMMERIRANDA
2012-01-04, 20:23
اسم العضو : عبير

الطلب : 5من حقوق الطفل و5من وجبات الطفل
المستوى : 4 متوسط

أجل التسليم : غدا
بعرف اني زودت كتير بس هي اخر مرة انشاء الله

MAMMERIRANDA
2012-01-04, 20:24
اسم العضو : عبير

الطلب : 5من حقوق الطفل و5من وجبات الطفل
المستوى : 4 متوسط

أجل التسليم : غدا
بعرف اني زودت كتير بس هي اخر مرة انشاء الله

محب بلاده
2012-01-04, 20:45
بالعكس طلبكم يفرحني ويسعدني كثيراااا


هل تريدها بالعربية او بالفرنسية

محب بلاده
2012-01-04, 20:45
بالعكس طلبكم يفرحني ويسعدني كثيراااا


هل تريدها بالعربية او بالفرنسية

محب بلاده
2012-01-04, 20:47
Droits et devoirs des enfants



Résumé: L’éducateur est amené dans sa pratique professionnelle à faire de nombreuses références aux droits et aux lois, afin de donner un cadre structuré aux jeunes, il doit être capable de les apporter à travers les actes de la vie quotidienne .
Le jeune doit prendre conscience en tant que citoyen ,il a des droits et des devoirs .
Ce dossier est destiné aussi bien aux éducateurs qu’aux enfants accueillis dans une MECS.

Notre problématique a été choisi en rapport avec notre expérience professionnelle .En effet ,au quotidien, nous sommes confrontés à des provocations volontaires des enfants qui usent de leurs droits à mauvaise escient .
Nous essayons à travers ce dossier de donner des réponses aux professionnels qui doivent faire face à ce type de situation et de répondre aux enfants qui oublient leurs droits et leurs devoirs .

 
Extrait:
I) INTRODUCTION

 
II) DEFINITION DES DROITS ET DES DEVOIRS

A) Le Droit
B) Le devoir

III ) LES DROITS DES USAGERS

A) La convention internationale des Droits de l'Enfant
B) Qu’est-ce qui garantie tes droits en tant qu’usagers dans une Maison d’Enfants à Caractère Social?
C) Quels sont tes droits en tant qu’usagers ?

 
IV) LES DROITS DE L’ENFANT DANS UNE MECS

A) Ses droits civils : La famille
B) Ses droits culturels : L’école
C) Ses droits sociaux : La santé, la sexualité du mineur

 
 
V) LES DROITS DE L’ENFANT PEUVENT-ILS ETRE DIRIGE CONTRE LES PARENTS ET LES EDUCATEURS ?

A) L’image de l’enfant roi
B) Les droits de l’enfant par rapport à la violence institutionnelle
C) le secret professionnel

VI) REFLEXION SUR L’ETHIQUE , LA DEONTOLOGIE ET LA MORALE

 
VII) CONCLUSION

- Ce document a été réalisé à partir de témoignages, d’articles de magazine, de journaux, de livres, du code de la famille et de l’aide sociale, du code civil, du code pénal, et de la convention des droits de l’enfant .
Afin de situer le sujet nous aborderons en premier lieu une définition des droits et des devoirs .Puis nous parlerons succinctement du droit des usagers .
Ensuite nous exposerons plus en détails le droit de l’enfant dans une mecs en traitant de :

- la famille .
- l’école .
- la santé .


- la vie privée .

محب بلاده
2012-01-04, 20:58
ملف عن حقوق الطفل


http://www.droitsenfant.com/telecharge/CIDE-1989pdf.pdf

MAMMERIRANDA
2012-01-04, 21:07
من فطلك لو بيكونو على شكل نقاط بيكون افضل : مثال
حقوق:
1-.................................................. .
2-.........................................
3-.............................
4-.................................
5-............................
واجبات:
1------------------------------------
2................................
3-.....................
4...........................
5-.........................
شكرا تعبتكم معايا

MAMMERIRANDA
2012-01-04, 21:11
:)من فطلك لو بيكونو على شكل نقاط بيكون افضل : مثال
حقوق::)
1-.................................................. .
2-.........................................
3-.............................
4-.................................
5-............................
واجبات::)
1------------------------------------
2................................
3-.....................
4...........................
5-.........................
شكرا تعبتكم معايا: 19:

نميرة 07
2012-01-05, 22:43
العضو : نميرة07
الطلب : أريد قصة خرافية أبطالها حيوانات يعني fable
ويكون المغزى المستخلص منها يدور حول حق من حقوق الطفل او واجب من واجباته
أجل التسليم :11 جانفي
أرجو أن تلبي طلبي

Nilly006
2012-01-06, 15:57
من فصلكم اريد بحث اسم العضو :Nilly006
الطلب :بحث في الاقتصاد النقدي حول عولمة الأسواق المالية و دورها في تفشي الأزمات و أثرها على الدول النامية
المستوى :2 جامعي
أجل التسليم :3 ايام
و شكرا

amine0135
2012-01-06, 21:20
اسم العضو :amine0135

الطلب :بحث حول الشركات الوطنية و التسيير

المستوى :السنة الثانية جامعي lmd تخصص مالية و محاسبة

أجل التسليم :الخميس 12 جانفي 2012

ضياء السلام
2012-01-07, 17:27
ارجوكم اريد منهم قضاة الحكم وقضاة النيابة في المحكمة العليا في الجزائر

عقبة بعلي
2012-01-07, 20:11
اسم العضو : عقبة بعلي

الطلب :بحث حول تضاؤل فرص السلام للعرب مع اليهود بكون متضمننا هذه الشروط مع وجود مقدمة + عرض + خاتمة ( بسبب : 1- التحالف الاستراتيجي بين اسرائيل والولايات المتحدة 2- الأحادية الدولية وأثرها على الصراع العربي الاسرائيلي 3- الاتحاد الاوربي غير مستعد لمنافسة حليفته الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط واصراره على التحكم في منابع البترول 4- العرب في موقف ضعف )

المستوى :السنة الرابعة جامعي علوم سياسية وعلاقات دولية

أجل التسليم : الأحد 08 جانفي 2012

واجركم على الله وبارك الله فيكم

محب بلاده
2012-01-07, 22:24
ارجوكم اريد منهم قضاة الحكم وقضاة النيابة في المحكمة العليا في الجزائر





يتميز النظام القضائي الجزائري بالدرجة المزدوجة للجهات القضائية (المحاكم و المجالس). و على قمة الهرم، المحكمة العليا التي يمنحها الدستور دور جهاز منظم لنشاط المجالس والمحاكم التابعة للنظام القضائي. و هي تضمن توحيد الاجتهاد القضائي عبر البلاد وتسهر على احترام القانون.

يتميز النظام القضائي الجزائري منذ دستور 1996 ، بازدواجية الجهات القضائية ( القضاء العادي و القضاء الإداري ).
و لكل شخص، يعتبر نفسه متضررا من تصرفات الإدارة أو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري، الحق في اللجوء إلى محاكم النظام الإداري للحصول على التعويض (هذا ما ينص عليه القانون رقم 01-98 المؤرخ في 30 ماي ، 1998 المتعلق بصلاحيات مجلس الدولة و سيره )

في الأمور الجزائية، تخول المادة 29 من قانون الإجراءات الجزائية، للنيابة العامة سلطة ممارسة الدعوى العمومية. وعلى هذا الأساس، يلتمس قضاة النيابة باسم المجتمع، تطبيق القانون على مرتكبي المخالفات الماسة بقانون العقوبات.

يمكن أن يتم تدخل المحاكم القمعية عن طريق الاستدعاء المباشر، التحقيق، أو في حالة التلبس بالجريمة، مع حق ضحايا المخالفات في تحريك الدعوى العمومية عن طريق الشكوى و تشكيل الطرف المدني أمام قاضي التحقيق المادة 72 من قانون الإجراءات المدنية) والاستدعاء المباشر أمام محكمة الجنح (المادة 337 مكرر).

تمارس المحكمة العليا رقابة فيما يخص انسجام الأحكام القضائية مع القاعدة القانونية و يمكنها إثبات الأحكام القضائية محل الطعن، أو إبطالها. و في هذه الحالة، يتم إحالة القضية على الجهة المختصة.
وعدا تمثيل الهيئات العمومية بمصالحها النزاعية، لا يتم الطعن أمام المحكمة العليا إلا عن طريق محامي معتمد لدى المحكمة العليا.
و يعترف بهذه الصفة للمحامي الذي لديه أكثر من عشر (10) سنوات خدمة.



أ )
هيكلة القضاء الجزائري:


المحاكم:
هي الجهات القضائية القاعدية، متواجدة عبر غالبية الدوائر، و لكل محكمة اختصاص إقليمي، يغطي عدد من البلديات محصورة بموجب قانون التقسيم القضائي.
أقسام المحكمة:
تحتوي جميع المحاكم على سبعة أقسام رئيسية، و هي: القسم المدني، و قسم الأحوال الشخصية، و القسم الاجتماعي، و القسم التجاري، و القسم العقارين و القسم الاستعجالي
و القسم الجزائي، و قسم الأحداث.




المجلس:
بموجب الأمر المؤرخ سنة ،1997 و المتعلق بالتقسيم القضائي، تمت برمجة 48 مجلس، موزع حسب التقسيم الإداري. و يحدد التقسيم القضائي الاختصاص الإقليمي للمجالس الذي يبقى مختلفا عن الاختصاص الإداري بالمعنى الضيق . يعتبرالمجلس هيئة قضائية للاستئناف ، و يفصل
بشكل جماعي. كما يضم رئيسا ورؤساء غرف و مستشارين و نيابة عامة و مصلحة كتابة الضبط. و ينقسم كل مجلس إلى عدة غرف قد تتفرع إلى أقسام، عند الاقتضاء.
تعتبر غرفة الاتهام، المؤسسة على مستوى كل مجلس، جهة قضائية للتحقيق، من الدرجة الثانية. ولرئيس غرفة الاتهام، صلاحية مراقبة نشاط غرف التحقيق و الإشراف عليه. كما تقوم غرفة الاتهام بمراقبة نشاطات ضباط الشرطة القضائية.

المحكمة العليا:
تم إنشاء المحكمة العليا سنة 1963(القانون رقم 63-218 المؤرخ في: 18 جوان 1963 المؤسس للمحكمة العليا). وهي أعلى مؤسسة قضائية، تمارس تقييم أعمال المجالس والمحاكم وتضمن توحيد الاجتهاد القضائي للنظام القضائي على كامل التراب الوطني ، كما تسهر على احترام القانون.
و تتشكل المحكمة العليا، التي تخضع حاليا لقانون سنة ،1989 المعدل والمتمم، من ثمان غرف ( مدني و عقاري و اجتماعي و جنائي و الجنح والمخالفات و الأحوال الشخصية و الغرفة التجارية والبحرية وغرفة العرائض).
كما تتمتع بالاستقلالية المالية واستقلالية التسيير. و يرجع تسيير المصالح الإدارية إلى أمين عام، يساعده رئيس قسم إداري ورئيس قسم الوثائق.
و تختص المحكمة العليا، لاسيما في الفصل في الطعون بالنقض المرفوعة ضد القرارات والأحكام النهائية الصادرة عن المجالس والمحاكم باستثناء الجهات القضائية التابعة للنظام الإداري.


مجلس الدولة :
مجلس الدولة الجزائري ، مؤسسة حديثة النشأة (1998). و هو الجهاز المنظم لنشاط المحاكم الإدارية. و يبدي رأيه حول مشاريع القوانين قبل تفحصها من قبل مجلس الوزراء. كما يتمتع بالاستقلالية في ممارسة صلاحياته القضائية. وينظر مجلس الدولة في الأحكام و القرارات الابتدائية و النهائية:
- الطعون بالبطلان، المرفوعة ضد القرارات التنظيمية أو الفردية ، الصادرة عن السلطات الإدارية المركزية، و المؤسسات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية.
- الطعون التفسيرية والطعون التقييمية لشرعية الأفعال التي يكون نزاعها تابعا لمجلس الدولة. و ينظر بناء على طلب الإستئناف، في الأحكام الابتدائية، الصادرة عن المحاكم الإدارية في كل الحالات التي لا ينص فيها القانون على غير ذلك.
كما ينظر في الطعون بالنقض ضد القرارات النهائية للجهات القضائية الإدارية، وكذا الطعون بالنقض في قرارات مجلس المحاسبة.

محكمة النزاعات : تتشكل محكمة النزاعات من سبعة قضاة، من بينهم الرئيس. يعين نصفهم من بين قضاة المحكمة العليا والنصف الآخر من بين قضاة مجلس الدولة.
و تختص هذه المحكمة في الفصل في نزاعات الاختصاص بين الجهات القضائية التابعة للنظام القضائي والجهات القضائية التابعة للنظام الإداري، كما أن قراراتها ليست قابلة لأي لجوء إلى الطعن.

محكمة الجنايات : هي الجهة القضائية المختصة في النظر في الأفعال الموصوفة بالإجرامية والجنح والمخالفات المشابهة، وكذا الجرائم الموصوفة بأعمال تخريبية وإرهابية، المحالة بقرار نهائي من غرفة الاتهام. ولها كامل السلطة لمحاكمة الأشخاص الكبار والأحداث الذين بلغوا سن السادس عشر (16) وارتكبوا جرائم إرهابية محالة بقرار نهائي من غرفة الاتهام. كما تفصل في الأخير، بثلاثة قضاة، يساعدهم مساعدان محلفان.

ب ) الجهات القضائية المتخصصة :
المحاكم المتخصصة : يتعين الإشارة هنا، إلى أن مشروع قانون عضوي يعدل التنظيم القضائي ويؤسس محاكم عقارية واجتماعية وتجارية و بحرية، هو حاليا محل نقاش على مستوى البرلمان.


المحاكم الإدارية :
تشكل المحاكم الإدارية جهات قضائية للقانون العام في الأمورالإدارية. وقراراتها قابلة للاستئناف أمام مجلس الدولة. و للفصل بشكل صحيح، يجب أن تضم المحكمة الإدارية ثلاثة قضاة على الأقل. و يخضع قضاة المحكمة الإدارية إلى القانون الأساسي للقضاء و يتم توزيعهم على غرف، قد تتفرع إلى أقسام.


المحكمة العسكرية :
تعتبر المحكمة العسكرية جهة قضائية استثنائية، مكلفة بمحاكمة بعض الجرائم الخاصة بالجيش والأشخاص الذين لهم صفة عسكرية. تخضع هذه القرارات لمراقبة المحكمة العليا.

النيابة العامة :
تقوم النيابة العامة باسم المجتمع، بممارسة الدعوى العمومية و تطالب بتطبيق القانون. وهي ممثلة لدى كل جهة قضائية، و تحضر مناقشات جهات الحكم ، حيث يجب النطق بالقرارات في حضورها .
كما تتكفل بتنفيذ الأحكام القضائية، و يحق لها اللجوء إلى القوة العمومية وكذا ضباط وأعوان الشرطة القضائية، خلال ممارستها لمهامها.
و يلزم ممثلي النيابة العامة بأخذ الالتماسات الكتابية طبقا لتعليمات مسؤوليهم. ويقدمون بحرية الملاحظات الشفهية اللازمة في الجلسة.
يمثل النائب العام النيابة العامة أمام المجلس وكل المحاكم، ويمثل وكيل الجمهورية النائب العام أمام المحكمة.

المستخدمون القضائيون:
يضم المستخدمون القضائيون القضاة
و المساعدين القضائيين والموظفين الذين يساهمون في العمل القضائي.


القضاة :
يمكن حصر الوضع القانوني للقاضي الجزائري من خلال التطور الدستوري للبلاد.
بالفعل، فقد عرفت مختلف القوانين الأساسية للقضاء تطور الدساتير المختلفة، الصادرة منذ سنة 1963.

و اعتبرالقانون الأول، المؤرخ سنة ،1969 و المتعلق بالقانون الأساسي للقضاء، السلطة القضائية كوظيفة في خدمة الثورة الاشتراكية مع تشكيلة من المجلس الأعلى للقضاء، ذات الأغلبية الكبيرة التي كانت تسمح للإدارة بتنظيم المسار المهني للقضاة.
ويأتي بعد ذلك، دستورسنة والقانون الذي يليه من نفس السنة
و المتعلق بالقانون الأساسي للقضاء، ليرفع السلطة القضائية لأول مرة إلى سلطة قضائية مستقلة متميزة عن السلطتين الأخريين التنفيذية والتشريعية
و يمنح سلطة قرارية للمجلس الأعلى للقضاء، المشكل في أغلبيته من قضاة منتخبين.
غير أنه، مع بداية الأزمة التي شهدتها بلادنا، عرف هذا القانون الأساسي تعديلا في شكل تحديد لتمثيل القضاة المنتخبين في المجلس.
حاليا، و تطبيقا لدستور سنة 1996، قانون عضوي جديد ساري المفعول (القانون العضوي رقم 04-11 المؤرخ في 06 سبتمبر 2004 المتعلق بالقانون الأساسي للقضاء) ، يهدف إلى دعم استقلالية قاضي الحكم و تكريس مبدأ ازدواجية الجهات القضائية و مواصلة سياسة التكوين المتواصل
و إعلام القضاة، و تحديد نظام تقاعد القضاة، و رد الاعتبار للمجلس الأعلى للقضاء، بإعطائه استقلالية مالية و بتعزيز تشكيلته المنتخبة مع التحسين من سلطته القرارية.
هذا القانون يفتح سلك القضاة على اختصاصات وطنية أخرى في المجالات المالية و الاقتصادية و الإدارية، و يتعين التوضيح هنا، بأن المجلس الأعلى للقضاء، الذي هو جهاز دستوري، يترأسه رئيس الجمهورية (وزير العدل - نائب الرئيس) مزود بسلطة قرارية فيما يخص تعيين القضاة و تحويلهم
و سير مهنتهم. أما في المجال التأديبي فإنه يفصل تحت الإشراف الوحيد للرئيس الأول للمحكمة العليا.
و علاوة على هذا، فإنه يصدر رأيا استشاريا حول كل إجراء عفو أو أي مشروع نص، يعدل التنظيم القضائي.

القضاة هم أعوان للدولة، يتولون مناصب في سلك القضاء، و يعملون بالمحاكم
أو المجالس القضائية أو بالمحكمة العليا و يمكن أن يستدعون للقيام بمهام معينة بوزارة العدل.
و حسب تنوع و اختلاف نشاطاتهم و مهامهم، يتوزع القضاة في الجهاز القضائي
إلى قضاة للحكم و قضاة للنيابة.

قضاة الحكم أو القضـاة الجالسون :
هم القضاة الذين تنحصر مهامهم في النظر في القضايا و إصدار الأحكام في الخصومات
و لا يخضعون في إصدار أحكامهم لأية سلطة سلمية، ما عدا الرقابة القانونية التي تمارس على أحكامهم من قبل المجلس القضائي، و المحكمة العليا.
و يندرج قضاة الحكم حسب الرتب تصاعديا كالتالي:

على مستوى المحكمة:
قاض، ثم نائب رئيس محكمة، ثم رئيس محكمة

على مستوى المجلس القضائي :
مستشار ثم رئيس غرفة، و نائب رئيس مجلس، و رئيس مجلس.

على مستوى المحكمة العليا:
مستشار، رئيس قسم، رئيس غرفة، نائب رئيس المحكمة، الرئيس الأول.

قضاة النيابة:
تسميهم القوانين الإجرائية، بممثلي النيابة العامة و يعرفون برجال القضاء الواقف، لكونهم يرافعون أثناء المحاكمة و هم واقفون.
و قضاة النيابة هم على عكس قضاة الحكم، فهم لا يصدرون الأحكام، بل يمثلون الدولة
و يدعون باسم الحق العام، و يخضعون للتبعية السلمية التي يمارسها النائب العام على مساعديه من نواب عامون مساعدون و وكلاء الجمهورية، و مساعديهم على مستوى المحاكم.


أمناء الضبط :
يخضع سلك أمناء الضبط إلى مرسوم سنة 1990 وهو مقسم إلى سلكين خاصين : رؤساء أقسام الضبط وأمناء الضبط .

- يضم سلك رؤساء أقسام الضبط، رتبة رؤساء أقسام الضبط ورتبة رؤساء أقسام الضبط الرئيسيين .
- يضم سلك أمناء الضبط، ثلاث رتب: رتبة معاون أمين الضبط ورتبة أمين الضبط ورتبة أمين ضبط رئيسي .
وعلاوة على المهام المحددة لهم بموجب نصوص الإجراءات القضائية، فإن أمناء الضبط مسؤولين عن حسن سير مصالحهم .


ضباط الشرطة القضائية :
تمارس الشرطة القضائية من طرف القضاة و الضباط و الأعوان والموظفين المؤهلين . ويقوم بتسييرها وكيل الجمهورية . و في كل دائرة اختصاص مجلس، يقوم بالإشراف عليها النائب العام و تراقبها غرفة الإتهام التابعة لنفس المجلس. وهي مكلفة بتسجيل مخالفات قانون العقوبات وجمع الأدلة والبحث عن مرتكبي هذه المخالفات ، مادام لم يتم بعد فتح التحقيق .

محب بلاده
2012-01-07, 22:28
اسم العضو :amine0135

الطلب :بحث حول الشركات الوطنية و التسيير

المستوى :السنة الثانية جامعي lmd تخصص مالية و محاسبة

أجل التسليم :الخميس 12 جانفي 2012






مراحل تسيير المؤسسات العمومية الجزائرية




مراحل تسيير المؤسسات العمومية:
1- مرحلة التسيير الذاتي للمؤسسات العمومية 1962-1965:
في الوقت الذي كان فيه البحث حول نوعية التسيير الذي يجب إتباعه مع الوضع الذي كان يسود المؤسسات العمومية الجزائرية. شهدت الجزائر في 1963 وبعدها بفترة قصيرة نمط التسيير الذاتي للمؤسسات العمومية،بمعنى مشاركة العمال في التسيير حيث يصبح مدير المؤسسة العمومية الوطنية، ليس الوحيد في إتخاذ القرارات أو الإجراءات المتعلقة بتسيير مصالح المؤسسة، بل يجب أن تؤخذ آراء العمال بعين الإعتبار.إذ أن نمط التسيير الذاتي يقوم أساسا على مبدأ الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج.و قد ظهر كتنظيم إجتماعي فرض نفسه بذهاب المعمرين وملاك المصانع مما خلق وضعية صعبة للمؤسسات لم تكن في الحسبان. غير أن هذا النمط من أنماط التسيير قد عانى من عدة مشاكل أهمها :

أ/ المشاكل:
كان القطاع الصناعي المسير ذاتيا يعاني من مشاكل عديدة نذكر منها:
1. كان يعاني من نقص في الإطارات واليد العاملة المؤهلة لأنه قبل الاستقلال لم يكن العمال الجزائريون يعملون في المناصب التقنية، فالذهاب الجماعي للمعمرين ترك فراغا كبيرا.
2. كان يعاني هذا القطاع من نقص رؤوس المال موارد المالية، ولم تكن إمكانية طلب قروض متوفرة.
3. المنافسة الخاصة ومشكل تسويق الإنتاج كانا من العراقيل الهامة لعملية التسيير الذاتي، دون أن ننسى مشكل نقص المواد الأولية.
4. عدم وصول المساعدات الحكومية لهذا القطاع وخاصة الإعانات المادية.
5. إن نمط التسيير واجه صعوبات بسبب تداخل الصلاحيات وتقاسمها بين مختلف التنظيمات الموجودة داخل المؤسسة، التي تسعى إلى أخذ القرارات....

وفي الواقع وجدت المؤسسة المسيرة ذاتيا نفسها أمام قطاعي بنكي خاص ومؤسسات مصرفية لم تكن مندمجة تماما في الاقتصاد الوطني وهياكل تنظيمه.
6. ومن أكبر المشاكل والعقبات التي كانت تواجه التسيير هي ضرورة تنمية الروح الحسية للعمال.

ب/ نتائج التسيير الذاتي:
- على المستوى الاقتصادي، المؤسسة المسيرة ذاتيا ساهمت عن طريق الضريبة على الأرباح في التنمية الاقتصادية.
- وفيما يخص أدوات الإنتاج فإن التسيير الذاتي حافظ واستغل الثروات الصناعية الوطنية.
2- مرحلة الشركات الوطنية1965-1971 :
إبتداء من سنة 1964 أنشأت العديد من الشركات الوطنية في مجالات و أنشطة إقتصادية متعددة تهدف إلى تحقيق النمو الإقتصادي والإجتماعي من خلال تمويل السوق الوطنية بالمواد الضرورية نذكر منها :
- الشركة الوطنية للنفط والغاز
- الشركة الوطنية للصناعات النسيجية
و أهم ما يشار إليه بخصوص الشركات الوطنية هو أن المردودية المالية لم تكن أولى أهداف هذه الشركات بل على العكس من ذلك، فقد كان مشكل التشغيل و خلق مناصب الشغل يتربع على سلم أهداف الشركة ،مما جعلها في وضعية حرجة إلا أنها كانت تلجأ إلى خزينة الدولة من أجل تمويل إستثماراتها. كما أنها لم تكن تملك جهاز معلوماتي فعال يسمح بإعطاء البنوك معلومات كافية وواضحة عن الشركة بهدف تسهيل عملية دراسة الملفات وتسريح القروض.
5: خصائص وأهداف الشركات الوطنية:
من الصعب التكلم عن خصائص نظام العمل لشركة وطنية في ظل وجود جميع تلك النقائص التي ذكرت من قبل، فمعرفة الأهداف الموجودة من الشركات الوطنية يعطيها صورة واضحة من نظام السير والعمل لهذه الشركات.
أ) الشغل:
مشكل البطالة كان أهم أحد المهام الأساسية للشركات الوطنية، ورغم قلة الاستثمارات الا أن عدد مناصب الشغل كان هاما. فالإحصائيات تبين أن عدد العمال في القطاع العمومي قد تضاعف من سنة 1964 إلى سنة 1969م.

ب) الاستثمار:
ابتداء من سنة 1967م قامت الدولة باستثمارات هامة خاصة في مجال المحروقات، فالمشكل الأساسي الذي كان يواجه الشركات الوطنية هو مشكل التمويل، لأن هذه الأخيرة كانت مرتبطة بوزارة المالية التي كانت توزع الأغلفة المالية.
ج) تشغيل الوحدات الانتاجية:
إن أهم الأهداف التي كانت منتظرة من الشركة الوطنية هي رفع من نسبة الطاقة الإنتاجية للشركات، فلم يكن هذا الهدف حسب الخبراء هدف اقتصادي مجرد ولكنه كان يحمل تلك الخاصية السياسية التي تترجم إرادة الدولة في تسيير الشركات الوطنية.
هذه الأهداف الثلاثة كانت أولى الأولويات المنتظرة من كل الشركات الوطنية.
3- مرحلة التسيير الإشتراكي للمؤسسات العمومية1971-1988 :
لقد عرفت المؤسسات العمومية تحولات تنظيمية مهمة إبتداء من سنة 1970 حين إعتمدت على التخطيط كوسيلة ضرورية لإدارة وتنظيم الإقتصاد الوطني من خلال المخطط الرباعي [1970-1973] الذي أُعتبر كقانون أساسي يحكم جميع الأنشطة الإقتصادية والاجتماعية خلال تلك الفترة. و بإعتبار المؤسسة العمومية أهم الأعوان الإقتصاديين فإنها مكلفة بتنفيذ توصيات المخطط وتحقيق أهدافه.
فحسب قانون التسيير الإشتراكي تعرف المؤسسة العمومية على أنها : "المؤسسة التي يتكون مجموع تراثها من الأموال العامة، هي ملك للدولة التي تمثل الجماعة الوطنية تسير حسب مبادئ التسيير الإشتراكي.ويتخذ تسيير ومراقبة المؤسسة وجهين:
- أحدهما يتم من قبل جهات خارجية طبقا لنظام التسيير والتوجيه المركزي في الإقتصاد الموجه.
- الثاني و يشترك فيه العمال. والمؤسسة العمومية تكوّن قاعدة نظامية لسياسة التنمية الإقتصادية المحددة والمتابعة من طرف الدولة، فهي منشأة ومنظمة من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية للتنمية..
و بموجب إعتماد نظام التخطيط المركزي في إدارة الإقتصاد الوطني أجبرت المؤسسات الإقتصادية على أن تكون منفذ توصيات وأهداف الهيئات العليا،إذ أن الأهداف الكبرى والمتعلقة بالاستثمارات كانت كلها مركزية فوزارة التخطيط تقوم بتقسيم الأغلفة المالية على جميع القطاعات الإقتصادية وفق المشاريع المسطرة والأهداف المرسومة.وهذا ما كان له أثر سلبي على أداء المؤسسات بحكم عدم إستقلاليتها عن الهيئات المركزية سواء من الناحية المالية أو من ناحية إتخاذ القرارات الإستراتيجية.

ثانيا:الاصلاحات الاقتصادية:
1-إعادة هيكلة العضوية والمالية:

إن أهم ما ميز المراحل السابقة هو بروز مؤسسات وطنية ذات حجم كبير (تجسيدا لمنطق التسيير المركزي) حيث تتصرف كإدارة للفرع كله محتكرة إنتاج الفرع وتجارته الخارجية والتوزيع الداخلي وتحديد سياسة الفرع، الأمر الذي خلق صعوبة تسييرها، كما أن موقفها الاحتكاري أدى إلى ظهور عدم التوازن في الاستثمارات إضافة إلى قيامها زيادة عن وظائفها الأساسية بوظائف أخرى سياسية واجتماعية.

1-1 مفهوم إعادة الهيكلة العضوية والمالية:
الهيكلة العضوية للشركات الوطنية الكبرى تتمثل في تجزئتها إلى مؤسسات عمومية صغيرة الحجم حيث تضاعف عددها عدة مرات وحولت أسماؤها إلى مؤسسات عمومية وذلك لخلق نوع من التخصص للمؤسسة وتحديد مجالها الجغرافي والفصل بين المهام داخل كل منها.
أما الهيكلة المالية فهي حل لمشكل ديون المؤسسات السابقة أين تولت الخزينة العمومية بتسديد الديون التي كانت تربط هذه المؤسسات فيما بينها.

1-2 مبادئ إعادة الهيكلة العضوية والمالية:
ويمكن تلخيصها في ثلاث نقاط
-التخصص حسب عائلات منتجات متجانسة، وفي حالة ما إذا اتضح أنها لازالت كبيرة يتم تقسيمها إلى وحدات جهوية،
-الفصل بين وظيفة الإنتاج ووظيفة البيع، مؤسسات الإنتاج تختص فقط بالإنتاج أما تسويق المنتجات به المؤسسات التجارية المنبثقة عن شبكة التوزيع القديمة،
- فصل وظيفة الإنتاج عن وظيفة انجاز الاستثمارات، حيث تتولى مهمة انجاز الاستثمارات مؤسسات متخصصة.

أهداف إعادة الهيكلة العضوية والمالية
من الأهداف الأساسية التي كانت ترمي إليها عملية إعادة الهيكلة نذكر:
تحسين الإنتاج كما ونوعا
تخفيض أسعار التكلفة
التخلص من نموذج تنمية ممركز لمرحلة السبعينات الذي يكلف الدولة مبالغ ضخمة
استعادة الانضباط
تخفيض تكاليف الخدمات العامة
التخفيف من العراقيل البيروقراطية والتبذير
تحسين الاتصال


2: استقلالية المؤسسات:
لم تكن عملية إعادة الهيكلة ذلك المخرج من المأزق الاقتصادي الذي عاشته الجزائر في تلك الفترة. وإنما كانت حسب الكثير من المحللين والخبراء استعدادا للدخول في مرحلة جديدة من الإصلاحات الاقتصادية. إذ بعد التغيرات الكبيرة والمتتالية التي عرفتها الجزائر وكذا الإستراتيجيات المتعددة جاءت المرحلة الجديدة التي هي في حقيقة الأمر ما هي إلا إصلاحات أولية تمهد الدخول إلى اقتصاد السوق

إذ ميزت هذه الفترة تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية كبيرة داخليا وخارجيا كان لها الأثر الواضح في تغيير المسار الإصلاحي في الجزائر ومنها انخفاض أسعار النفط. وحجم المديونية وتراكم الريوع لدى شريحة معينة من الناس

وداخليا تميزت بعدم الاستقرار السياسي إذ تعاقبت حكومات متعددة في فترات وجيزة أما من الناحية الاقتصادية فتميزت تلك المرحلة بمعدل تضخم كبير اثر سلبيا على القدرة الشرائية للمواطن، وزاد من عبء المديونية الخارجية، وكذا المديونية البنكية تجاه المؤسسات العمومية

وللخروج من هذه الوضعية الصعبة والحرية، كانت هناك تجربة جديدة ومحاولة أكثر جدية للابتعاد عن الطرق والأساليب القديمة في تسيير الاقتصاد الوطني

هذه الإجراءات الجديدة أطلق عليها اسم استقلالية المؤسسات، وما هي في حقيقة الأمر إلا ااصلاح من نوع آخر من الناحية التنظيمية والتسييرية بحيث يحد من التسيير المركزي والوصاية المباشرة للمركزية، وتحولت بذلك مؤسسة اقتصادية مستقلة، باعتبارها شركات مساهمة، ومتخلصة بذلك من كل وصاية إدارية مركزية

I- المحيط الاقتصادي للمؤسسة الاقتصادية في ظل الاستقلالية والدوافع إليها والمشاكل التي سبقتها

2-1 المشاكل و العراقيل السائدة قبل الاستقلالية:
لقد تحولت المؤسسات الاقتصادية قبيل الاستقلالية إلى مجمع ضخم للمشاكل بسبب سوء التسيير والتنظيم. هذه المشاكل كانت السبب الرئيسي في تدهورها وكانت العائق الكبير أمام تطورها، ولعل أهمها:

أ) المشاكل التنظيمية:
المشكل الذي طرح في هذا المجال هو عملية المراقبة التي لو تقم بدورها ولم تعطى لها أهمية بالغة. فالإدارة المركزية كانت تمارس الرقابة بصفة شكلية إذ لم تكن مهمتها تحسين النتائج وتقييم الأهداف وتحديد الأخطاء وتقويمها بل كانت مجرد رقابة سطحية تهتم بتوضيح القوانين

ب) المشاكل الاجتماعية:
لقد ابتعدت المؤسسات الوطنية الكبيرة عن الهدف المسطر لها من تحقيق نتائج إيجابية ومردودية حسنة ومساهمة فعالة في التنمية الاقتصادية، وأصبحت تهتم أكثر من اللازم بالحياة الاجتماعية للعمال من مخيمات ورحلات، وتصرف عليها الأموال الباهضة. هذا التوجه الاجتماعي للمؤسسة أثر سلبا على إمكانيات المؤسسة المادية، وكان من أهم العوامل التي أدت بالمؤسسات إلى التخبط في المديونية، وهذا كله ناتج عن الرؤية السطحية والضيقة للمسيرين

ج) المشاكل المالية
لقد عانت المؤسسات الاقتصادية مشاكل مالية معقدة وكثيرة صعبت في مهمتها الإنتاجية
فسوء التسيير المالي وعدم إعطاء المردودية أهميتها، والتسيير الاجتماعي للمؤسسة عقد من المديونية التي كانت تعاني منها المؤسسات تجاه البنوك

إذ القروض التي كانت تتلقاها من الهيئات المركزية، لم تكن تستغل بصفة عقلانية من جهة ومن جهة أخرى كانت تستعمل لتغطية الديون البنكية، فأصبحت المؤسسات تدور في حلقة مفرغة

د) المشاكل التقنية:
إن التخطيط المركزي للاستثمار اتبعه تخطيط في استيراد التكنولوجية. فلم يسمح للمؤسسة باختيار الوسائل الإنتاجية التي تناسبها، إذ وجدت بعض المؤسسات نفسها مرغمة على اكتساب بعض الوسائل التقنية لم تكن في حاجة إليها أبدا في عمليتها الإنتاجية، وهذا ما كلف خزينة الدولة أموالا طائلة أثرت سلبا على المؤسسات الاقتصادية

هـ) المشاكل الاقتصادية:
إن التخطيط المركزي لم يسمح للمؤسسة قبل الاستقلالية بالتجانس مع السوق ومتطلباته. إذ لم تكن لديها المركزية الكافية للتلاؤم مع حاجيات المجتمع، وهذا بسبب عدم السماح لها باتخاذ قرارات استراتيجية تراها مناسبة، لأن ذلك كان من صلاحيات الجهات المركزية. ولعل أهم مثال في هذا المجال هو نظام الأسعار المعمول به.
.
2-2 دوافع الاستقلالية:
يمكن تقسيم الدوافع التي ساهمت في الدخول في عملية الاستقلال إلى قسمين، خارجية
وداخلية


أ- الدوافع الخارجية
شروط المؤسسات المالية العالمية (البنك العالمي وصندوق النقد الدولي) والمتعلقة بتحرير الاقتصاد من أجل تسريح القروض
التوجهات العالمية الجديدة

ب- الدوافع الداخلية
الارتفاع المستمر لتكاليف اليد العاملة مقارنة برقم الأعمال
- التسيير المركزي للمؤسسات الاقتصادية
- إفلاس المؤسسات الاقتصادية نتيجة تراكمات الديون البنكية الكبيرة
- عدم قدرة المؤسسات الاقتصادية على تسديد ديونها بسبب عدم المردودية أهميتها، إذ لم يكن أوليان المؤسسات الاقتصادية
- التكاليف الاجتماعية التي أخذتها المؤسسة على عاتقها زاد في حجم نقل المديونية وكرس العجز المالي لها
- ارتفاع المصاريف المالية مما زاد في عبء الخزينة العمومية
- انخفاض إيرادات الخزينة العمومية بسبب انخفاض البترول والغاز
- كما أن هناك دوافع غير معلنة كانت وراء تسريع عملية الاستقلالية وبالأخص تراكم ريوع الفترة السابقة لدى فئة معينة في السلطة ذات نفوذ سياسي كبير، وذلك من أجل استغلال الأموال الطائلة التي اكتسبوها بطريقة أو بأخرى في مشاريع استثمارية

2-3 مفهوم المؤسسة الاقتصادية في ظل الاستقلالية:

أ- المفهوم:
تعرف المادة رقم 5 من قانون 88-01 بتاريخ 12/01/88 المؤسسات العمومية الاقتصادية بأنها شركات مساهمة أو شركات محدودة المسؤولية، تملك الدولة أو الجماعات

المحلية فيها مباشرة أو بصفة غير مباشرة جميع الأسهم أو جميع الحصص ومن هذا يمكن توضيح ما يلي:

1. حق ملكية الأسهم للدولة:
تمتلك جميع الحصص والأسهم في الشركة ويتجلى ذلك في ويترجم عن طريق عقود إنشاء المؤسسات والقوانين الأساسية لها، وكذا الأهداف الطويلة الأجل، وتعيين أعضاء مجلس الإدارة وتوزيع الأرباح
ويمكن عن طريق حق ملكية الأسهم عن الإعلان عن حل المؤسسات، ورفع وتخفيض رأس المال وطرح الأسهم للبيع أو شراء أخرى

2. حق الإدارة:
يمتلك مجلس الإدارة في إطار الأهداف المسطرة حق مراقبة النتائج وحق تعيين وإقالة الرئيس المكلف بالإدارة
وبهذا يصبح مجلس الإدارة من صلاحيته تحديد الآفاق المتوسطة الأجل للمؤسسة وكذا تطورها وتهيئة المحيط لها
وبهذا يعتبر مجلس الإدارة العنصر المهم في تنظيم المؤسسة إذ يراقب نتائج المؤسسة مع الأهداف المسطرة
3. حق الاستغلال:
إن صلاحية إعداد البرامج والبحث عن أنجع السبل ووضع استراتيجية المؤسسة من صلاحية مجلس الإدارة
فالتسيير اليومي أو تسيير الاستغلال يعني حق المدير العام أو الرئيس المدير العام بتسيير وتنمية نشاطات المؤسسة تحت الرقابة المستمرة لمجلس الإدارة وهو ما يستلزم وضع استراتيجية ومخططات وبرامج تسمح للإدارة العامة بأن تتفاعل مع الظروف الاقتصادية الطارئة، وذلك عن طريق قرارات صارمة ومراقبة فعالة لدورة الاستغلال

3- صناديق المساهمة :
بتطبيق سياسة استقلالية المؤسسات العمومية أصبح من الضرورة أن تتخلى الدولة على بعض القطاعات الاقتصادية فتخلت عن الإدارة المباشرة للمؤسسات العمومية الاقتصادية لصالح صناديق المساهمة التي تعتبر "شركة مساهمة عمومية وتعد ضامنا لمقابل القيمة المتمثلة في الأسهم والحصص والسندات والقيم الأخرى التي تقدمها الدولة والجماعات المحلية
إذن فصناديق المساهمة تعد نقطة هامة في الإصلاحات الاقتصادية، إذ أصبحت كممثلة للدولة كمالكة لرؤوس الأموال، والتصرف في موجوداتها وذلك من خلال القيام بالأدوار الموجودة منها.

3-1 مهام صناديق المساهمة:
إن صناديق المساهمة تتدخل في:
- إعداد ومتابعة وتنفيذ مخطط المؤسسة بواسطة ممثليها في مجلس الإدارة، باعتبارها صاحبة أسهم الدولة
ويخضع هؤلاء الممثلين للشروط والالتزامات نفسها التي يخضع لها القائمون بالإدارة كما يتحملون المسؤوليات المدنية والجزائية نفسه
- تسمح بضمان الحفاظ على حصص الدولة، وذلك بعملية التعويض بين المؤسسات الغنية والمؤسسات التي تعاني مشاكل مالية، ويتم هذا عن طريق امتلاكها سندات من رؤوس الأموال، وتتدخل الدولة في توفير المبالغ المالية لتغطية الخسائر
يدرس الصندوق وينفذ كل تدابير من شأنها تشجيع التوسع الاقتصادي والمالي للمؤسسات العمومية الاقتصادية-
وباعتبار المؤسسة العمومية الاقتصادية شركة أسهم، فرأس مالها يكتب من قبل صناديق المساهمة التي اعتبرت العون الإئتماني المكلف بتسيير محفظة القيم المنقولة لحساب الدولة، لتمارس حق الملكية على المؤسسة العمومية الاقتصادية،
وبهذا جاءت صناديق المساهمة لتجسيد توجهات الدولة لتأخذ على عاتقها كل انشغالات المؤسسات.

3-2 انشاء صناديق المساهمة:
باقتراح من الهيئات المركزية ووزارة المالية، تنشأ صناديق المساهمة بمرسوم من خلال قرار مجلس الحكومة، وتكون صناديق المساهمة متعددة القطاعات، ويشارك كل قطاع في رأس مال العديد من المؤسسات العمومية الاقتصادية
3-3 مهام صناديق المساهمة:
تقوم صناديق المساهمة بالمهمات التالية
مهمة مراقبة وذلك عن طريق تسيير محفظة الأسهم
تحمل مساهمات المؤسسات وهي بذلك تقوم بدور المؤسسات المالية

3-4 سير صناديق المساهمة:
تسير صناديق المساهمة من خلال مجلس الإدارة، ممثل من طرف مختلف القطاعات المهتمة، وكذا الشركاء الاجتماعيين ويكون تعيين أعضاء مجلس إدارة صناديق المساهمة من طرف الحكومة وينتخب رئيس مدير عام على رأس كل مجلس إدارة، وبهذا فإن تعيين الرئيس والإداريين بمرسوم

3-5 تمويل صناديق المساهمة:
يتم تمويل صناديق المساهمة بمساهمة الدولة وتكون على الشكل التالي
رأس المال التأسيسي
محفظة الأسهم وهو الرأسمال الذي تحوزه الدولة في المؤسسات
يمكن لصندوق المساهمة أن يطرح سندات مضمونة أو غير مضمونة

3-6 النتائج المالية لصناديق المساهمة:
ينظر القانون الأساسي لصناديق المساهمة للنتائج من جانبين

أ- النتائج الإيجابية:
جزء منها ترجع إلى ميزانية الدولة
أما الجزء الآخر من النتائج الإيجابية فيبقى إلى الصندوق يسمح له برفع الأموال الخاصة

ب- النتائج السلبية:
عندما تكون الخسائر مهمة تتدخل الدولة سواء مباشرة ماليا لدى المؤسسة العمومية أو بتمويل التوازن لصناديق المساهمة

3-7 صناديق المساهمة و المؤسسة العمومية:
إن دخول الصناديق المساهمة في مهمتها يميز بين حالتين
حالة المؤسسات العمومية الموجودة
حالة المؤسسات المراد إنشاؤها
ففي الحالة الأولى هناك تحول لرأس المال لصالح الدولة وهو ما يعني تحويل الأصول والخصوم وإصدار بالمقابل الأسهم. أما الحالة الثانية فتعني المؤسسات الجديدة التي تنشأ بقرار من الحكومة، ففي هذه الحالة تتصرف صناديق المساهمة كمؤسسة مالية تكتب أسهم المؤسسات لصالح الدولة

3-8 نتائج و تقييم:
تنطوي استقلالية المؤسسة العمومية الاقتصادية ضمن سلسلة سياسات الإصلاح التي كانت تنتهجها السلطات، غير أن ذلك التحويل في نمط التسيير لم يصاحبه اتخاذ إجراءات ضرورية ومنها تقسيم الذمة المالية للمؤسسات مع تحديدها تحديدا واضحا، الشيء الذي أدى إلى ظهور نتائج سلبية في أغلب الأحيان على المؤسسات الاقتصادية المستقلة، والدليل على ذلك العجز المالي الكبير الذي أصبحت تتخبط فيه الكثير من المؤسسات
وهو ما أدى إلى سوء استخدام الطاقات الإنتاجية والتقنية
أما انحراف صناديق المساهمة عن مهامها التي أنشئت من أجلها إلى استعمال الوصاية على المؤسسات العمومية، وتداخل الصلاحيات في الصندوق الواحد لاحتوائه على العديد من المؤسسات عقد من وضعية المؤسسات الاقتصادية

ويمكن القول أن صناديق المساهمة وجه آخر من أوجه التسيير الإداري والبيروقراطي للمؤسسات الاقتصادية. واستمر الحال إلى أن حلت في 25/12/1995

4- الشركات القابضة:
انطلاقا من الوضع الصعب الذي أصبحت تعيشه المؤسسات العمومية الاقتصادية قررت الدولة حل صناديق المساهمة، وإعادة تنظيم المؤسسات العمومية في شكل جديد وذلك بإصدار عدد من القوانين وإنشاء شركات قابضة (مجمعات اقتصادية) تعد أداة مفصلة لتحديد المسؤولية المباشرة عن تسيير أموال الدولة في القطاع الاقتصادي. لقد تطلبت إعادة هيكلة القطاع تجميع المؤسسات العمومية المختلفة في شركات قابضة على شكل شركات مساهمة وهي مثل عنصر الملكية الخاصة بالدولة لتحل محل صناديق المساهمة

إن الشركات القابضة العمومية تشرف على مجموعة معينة من المؤسسات العمومية ذات النشاط المنسجم فيما بينها، عكس صناديق المساهمة التي كانت تشرف على مؤسسات لم تكن بالضرورة من نفس القطاع

ولإنجاح علاقات الشركات القابضة بالمؤسسة العمومية الاقتصادية كان يتعين الرجوع إلى العلاقات التقليدية المحددة في القانون التجاري الجزائري التي تحدد الرابطة بين المؤسسة العمومية الاقتصادية ومساهميها

4-1 مهام الشركات القابضة:
تتمحور مهام الشركات القابضة فيما يلي:
تثمين محفظة الأسهم وإعطاء أكثر مردودية لها
المساهمة في تنمية جميع المؤسسات الصناعية التجارية والمالية المنطوية تحت مراقبتها فهي بذلك تضع استراتيجية وسياسات الاستثمار والتمويل للمؤسسات وكذا وضع تعديل هيكل ما تراه مناسبا
تنظيم وفق ما تسمح به القوانين المعمول بها حركة رؤوس الأموال بين المؤسسات
تسهر على حماية استقلالية الذمم المالية للشركات المنتمية لها
تساهم الشركات القابضة في وضع السياسات الاقتصادية للحكومة في إطار الاتفاقيات المبرمة مع الحكومة

4-2 تنظيم وسير ومراقبة الشركات القابضة:
تسيير الشركات القابضة من طرف إدارة موضوعة تحت مجلس مراقبة ويعين أعضاء الإدارة ومجلس المراقبة لمدة 6 سنوات قابلة للتجديد من طرف الجمعية العامة. كما بمكن أن تتكون الإدارة من فرد واحد ويسمى بذلك المدير العام الوحيد للشركة القابضة
أما مجلس المراقبة فيتكون من سبعة أعضاء يجتمعون في دورة عادية كل 3أشهر عن طريق استدعاء من مدير مجلس الإدارة، وهو يقوم بمهمة المراقبة المستمرة للشركة القابضة
أما مهام مجلس الإدارة لمساهمات الدولة فتنحصر فيما يلي
- مجلس الإدارة مكلف بتنسيق وتوجيه نشاطات الشركات القابضة

المجلس الوطني للمساهمات موضوع تحت تصرف رئيس الحكومة الذي يرأسه
وتتكون الشركات القابضة من 11 مجمعا وهي:
مجمع البناء.
مجمع البناء ومواد البناء.
مجمع صناعة الحديد والمعادن.
مجمع الميكانيك والكهرباء والإلكترونيك.
مجمع الكيمياء والصيدلة والأدوية.
مجمع الصناعات الغذائية الأساسية.
مجمع الصناعات الغذائية الزراعية.
مجمع الصناعات المصنعة.
مجمع الإنجاز والأشغال الكبرى.
مجمع الخدمات.
مجمع الخشب والفلين.

5- إجراءات التطهير المالي والتعديل الهيكلي للمؤسسات:
إن الأزمة الاقتصادية التي مرت بها الجزائر في منتصف الثمانينات كان لها الأثر البالغ على جميع المستويات السياسية والاجتماعية و الثقافية وعلى جميع القطاعات، خاصة على مستوى المؤسسات العمومية الاقتصادية
إذ أصبح العجز المالي هو السمة البارزة التي تتخبط فيها المؤسسات وهو ما أثر سلبا على إنتاجيتها
هذه الوضعية كانت تستلزم تدخلا مباشرا للدولة للحد من هذه الأزمة التي كانت تعيشها المؤسسات ، وكان الحل يتمثل في عملية التطهير المالي للمؤسسات العمومية الاقتصادية لمواجهة الإختلالات المالية لها وإعادة التوازن لتلك المؤسسات

فالتطهير المالي كان إحدى الضروريات اللازمة للمؤسسات من أجل المرور إلى الاستقلالية التامة ومن أجل التحضير للدخول في اقتصاد السوق و التحضير لمواجهة المنافسة الحرة. والتطور ضمن احترام القواعد التجارية المعمول بها..

5-1 مفهوم واهداف التطهير المالي:

ا- المفهوم:
إن عملية التطهير المالي تعني إعطاء دفعة قوية للمؤسسات العمومية الاقتصادية من أجل التطور الذاتي وذلك عن طريق مسح الدولة لجميع الديون المستحقة على المؤسسات، ومنه يمكن أن نعرف التطهير المالي على أنه " عملية القضاء على العجز المالي و على مديونية المؤسسة العمومية تجاه البنوك التجارية و الخزينة العمومية ليصبح لها هيكل مالي متوازن..
وعليه فإن هذه العملية تعطي توازنا كاملا لأصول و خصوم المؤسسة مع إعطائها موارد مالية تتفق وطبيعة النشاط
ومن أجل ذلك اعتمدت الإصلاحات بعض العناصر من أجل التطهير المالي للمؤسسات، وهي:

- إعادة تكوين رأس المال الاجتماعي للمؤسسات العمومية الاقتصادية
- تحويل الديون البنكية إلى قروض طويلة الأجل لأنه لوحظ أن أكبر العوائق التي كانت تقف في وجه المؤسسات الاقتصادية وتعرقل الحصول على مردودية هي الديون البنكية الكبيرة من رأس المال والفائدة والمستحقات غير المدفوعة وبذلك أصبحت المؤسسات غير قادرة تماما على دفعها بل زيادة على ذلك أصبحت حساباتها الجارية في البنوك تمشي على المكشوف(Découvert). وهو ما زاد في حدة الوضعية المالية المتأزمة للمؤسسات
- إعادة تقييم أصول المؤسسات من مباني وأراضي ومعدات حتى يعطى لميزانية المؤسسة تقييما جديدا عن طريق إعادة التقييم لأصولها. وبالتالي يعطيها من الناحية المحاسبية والمالية أموالا خاصة تساعد نوعا ما على الخروج من الوضعية الصعبة التي تعيشها المؤسسات




5-3 اهداف التطهير المالي:
- في حقيقة الأمر كانت عملية التطهير المالي للمؤسسات العمومية الاقتصادية تهدف بالدرجة الأولى إلى وضع تلك المؤسسات في جو تهيئ نفسها من خلاله إلى الدخول في اقتصاد السوق والتكيف مع ضوابطه
- إعادة إعطاء دعم جديد للقطاع العام من أجل إثبات وجوده كقوة اقتصادية من خلال تصفية جزء من ديونه وإعادة جدولة الجزء الآخر منها
- تحسين الوضعية المالية للمؤسسات لتكريس فيما بعد مبدأ الاستقلالية التامة
- تقوية محفظة الأموال للمؤسسات
- تحميل المؤسسات الاقتصادية مسؤولياتها المستقبلية تجاه البنوك والمؤسسات المالية الأخرى
ومن أجل إنجاح عملية التطهير المالي للمؤسسات كان لابد من أن يصحبها مخطط تصحيح وتقويم للمؤسسات الاقتصادية لأنه إن ظهر بعد ذلك عجز مالي فإنه يمكن اعتبار عملية التطهير المالي تبذير للأموال العمومية
ومن أجل القيام بعملية التطهير المالي اتخذت إجراءات ميدانية ومنها إنشاء صندوق تطهير المؤسسات العمومية لدى الخزينة، وكان الهدف منه هو تنظيم عملية التطهير عن طريق تكوين رأس مال هذه المؤسسات والبحث عن الاستقرار النقدي الداخلي، وذلك بعد حصوله على إيرادات من ميزانية الدولة
وما يشار إليه هو أن عملية التطهير المالي لم تكن موحدة وعلى جميع المؤسسات، بل لكل مؤسسة خصائصها، وقد صنفت المؤسسات من حيث الاستحقاقات إلى:

- مستحقات على المؤسسات المنحلة: وتخص المؤسسات التي انبثقت عن المؤسسة الأم التي مستها إعادة الهيكلة الأولى ولم توزع ديون المؤسسة الأولى عليها، فقد أخذت الخزينة

العمومية على عاتقها ديون وحقوق البنوك على هذه المؤسسات وذلك بشراء الحقوق البنكية مقابل إصدار الخزينة العامة لسندات غير قابلة لإعادة الخصم
- مستحقات على المؤسسات غير المتزنة ماليا وغير المستقلة: وهي مؤسسات لم تحصل على استقلاليتها حسب الدراسات والفحوصات السلبية التي أجريت عليها، حيث يتم فيها تحويل السحب على المكشوف (Découvert) إلى قروض متوسطة الأجل.
مستحقات على المؤسسات المستقلة وغير المتزنة ماليا: وتتم في مرحلتين:
المرحلة الأولى: وتتم عن طريق
تحديد حقوق البنوك على هذه المؤسسات
تحديد مستوى القروض القصيرة الأجل
تثبيت قيمة الديون بقروض متوسطة وطويلة الأجل
المرحلة الثانية: وهي ناتجة عن مخطط الإصلاح والذي يمكن من إعادة تكوين رأس مال المؤسسة من طرف صناديق المساهمة
إصدار ضمانات على جزء من القروض المصرفية من طرف صناديق المساهمة- شراء جزء من مسحوب هذه المؤسسات بإصدار لسندات مساهمة من المؤسسة العمومية الاقتصادية نفسها أو من الخزينة

5-2 نتائج التطهير المالي:
رغم تخصيص أموال طائلة وكبيرة لعملية التطهير المالي حيث بلغت ما يقارب 433 مليار دينار من سنة 1993م إلى سنة 1996م، إلا أنها لم تحقق النجاح الذي كان مرجوا منها لأن الظروف العامة للبلاد من سياسية واجتماعية كانت صعبة للغاية
- عملية التطهير المالي أعادت النظر في العلاقة الموجودة والمتعامل بها ما بين المؤسسة العمومية والاقتصادية والبنك التجاري، هذا الأخير الذي أصبح يهيئ نفسه لأخذ مكانته في اقتصاد السوق كعنصر فعال. لأن تمويل البنوك التجارية من البنك المركزي يكون لأجل،
وهي القاعدة نفسها التي يتعامل بها البنك مع المؤسسات الاقتصادية، غير أن العجز الكبير في الدورة الاستغلالية للمؤسسات لم يغط القروض القصيرة الأجل ولا المتوسطة والطويلة الأمد
- ارتفاع معدل المديونية الداخلية للخزينة العمومية اتجاه البنك المركزي بسبب القروض الكبيرة التي تم شراؤها

5-3 التعديل الهيكلي للمؤسسات العمومية الاقتصادية:
إن التراكمات السلبية في مجالات متعددة أصبحت السمة الأساسية التي تميز الاقتصاد الوطني بشكل عام والمؤسسات العمومية الاقتصادية التي تعتبر محرك الاقتصاد بشكل خاص، فقد كانت الوضعية الاقتصادية تتميز بما يلي:
نسبة بطالة مرتفعة جدا
تدهور خزينة الدولة نتيجة القروض الكبيرة التي استفادت منها المؤسسات العمومية
اختلال كبير في ميزانية الدولة، نتيجة الإختلالات الكبيرة في ميزانية المؤسسة العمومية الاقتصادية الممولة لمرات عديدة وفي فترات زمنية مختلفة، فعملية التطهير المالي التي سبقت لم تكن الحل الأمثل لأزمة المؤسسات العمومية الاقتصادية كما أثبته الواقع، لأنها وحسب الكثير من المحللين مست الجانب المالي فقط، دون غيره من الجوانب المهمة الأخرى والتي لها دور كبير في حياة المؤسسة العمومية الاقتصادية ولاسيما الجانب التسييري، والاستغلال الأحسن لوسائل الإنتاج
ولهذه الأسباب كان من الضروري إدخال إصلاحات اقتصادية جديدة على المؤسسات الاقتصادية وإدخال تعديلات أكثر صرامة من أجل سد جميع الفراغات والثغرات التي امتد فيها الاقتصاد الوطني لعهود طويلة
لذلك كان لابد من الإحاطة بجميع الجوانب ولاسيما دراسة محيط المؤسسة
الاعتماد على مسيرين ذوي كفاءة عالية
مراقبة دائمة وهو الدور الجديد للدولة في اقتصاد السوق
ومن هنا جاءت سياسة التعديل الهيكلي لتنظر فيإعادة التوازن للقدرة على إعطاء التنمية الحقيقية من أجل تخفيض البطالة المتزايدة
تكثيف النسيج الصناعي
تخليص الدولة من الصعوبات المالية الخانقة، والخسائر الدائمة للقطاع العمومي
وما يشار إليه في هذا الصدد هو أن سياسة التعديل الهيكلي كانت ضرورة داخلية وحتمية خارجية، خاصة مع زيادة الضغوطات الدولية، ولاسيما صندوق النقد الدولي. وهو ما يبدو واضحا من خلال اتفاقيات ستاندباي STANDBAY ومما جاء فيها "يسير الاقتصاد بصورة فعالة حسب قواعد اقتصاد السوق ومن المحاور التي تعتمد عليها سياسة التعديل الهيكلي ما يلي:
أ- إعداد مخطط التصحيح الداخلي
إن وضع مخطط التصحيح الداخلي للمؤسسة يستوجب بالضرورة تشخيص دقيق
للأسباب الحقيقية التي أدت بالمؤسسات العمومية الاقتصادية إلى الفشل
ولإعداد مخطط التصحيح الداخلي يستلزم
تنسيق العمل وتضافر جهود جميع العمال والمسيرين
توفير المعلومات الدقيقة (المحاسبية والتجارية) للمؤسسة
إخراج المؤسسة من الوضعية الصعبة التي تعيشها
إدخال المؤسسة في السوق التنافسية
الوصول إلى تحقيق توازن مالي
رفع مستوى عوامل الإنتاج
تحسين نوعية الإنتاج لضمان مكانه في السوق
التقليل من النشاطات الثانوية للمؤسسة، وبالأخص التقليل من المصاريف الاجتماعية
ب: المراقبة:
الضمان السير الحسن لخطة التعديل الهيكلي لابد من إعطاء الرقابة أهمية بالغة، وذلك على جميع المستويات، من شراء المواد الأولية إلى تسيير المخزون إلى التدقيق في الحسابات، ويكون ذلك
المقارنة بين الأهداف المسطرة في الخطة والنتائج المتحصل عليها، مع تشخيص للأسباب إن كانت النتائج سلبية
إدخال التعديلات الممكنة في أي فترة مناسبة.
ج- عقود النجاعة:
إن عقود النجاعة عبارة عن عقود توقعها المؤسسات العمومية مع السلطات الوصية وكذا المصارف بعد تحقيق شروط معينة ناتجة عن تطبيق سياسات إصلاح داخلي تمكنها لاحقا من الحصول على نتائج حسنة...
وتهتم هذه العقود غالبا بالجوانب الآتية
الابتعاد قدر المستطاع عن الانشغالات الثانوية للمؤسسات بهدف تخفيض التكاليف ومن
ثم التحكم في الدورات الاستقلالية للمؤسسة
إلزامية التزام كل طرف ببنود العقد صرف الأموال، شروط العمل والإنتاج
وتهتم هذه العقود بتحسين المستوى الإنتاجي للمؤسسة مع العمل على تحقيق بعض الأهداف الاستراتيجية مثل:
توفير كل الطاقات البشرية والمادية للوصول إلى النتائج الموجودة
رفع مستوى الفاعلية
الاستخدام الأمثل للطاقات المتاحة
تخفيض تكاليف الإنتاج باستعمال تكنولوجيا عصرية
تحقيق التوازن المالي
الالتزام بتسديد الديون والمستحقات البنكية
غير أن تحقيق هذه الأهداف يستلزم جهود كبيرة، ومتابعة ميدانية مستمرة، وذلك عن طريق مسيرين ذوي كفاءة عالية
لقد كان القطاع العمومي في الاقتصاد الجزائري هو المهين دائما حتى أثناء الوضع الاحتكاري في بعض قطاعات النشاط الاقتصادي و من المعروف ان هذا القطاع قد تكفل بعدد من المهام في معركة تصنيع البلاد الا انه تجدر الاشارة لم يكن ناجعا لا من الناحية الانتاجية و لا من الناحية المالية


عن الطبيعة العمومية للملكية مهينة كانتا مشكلة في أزمة الناجعة التي تشهدها هذا القطاع. لقد كانت المؤسسة تخضع للوزارة. و كان يشترط في المسير ان يكون وفيا سياسيا قبل ان يكون ناجعا تقنيا. ان الإنتاجية و المردودية المالية كانتا معيارين ثنائيين إذ الأهم كان يتمثل في تحقيق أهداف الخطة إذ الطبيعة العمومية للملكية فيما يخص معظم وسائل الإنتاج و النظام الثلاثي للدولة التي تعتبر في الاقتصاد مالكه و مسيرة و قوة عمومية قد عرقل عمل المؤسسة العمومية كشركة تجارية أي كمؤسسة اقتصادية ضعيفة بما تستلزم من متطلبـات لتصبح ناجعة. وهو ما نتج عنه:
الاستعمال جد المحدود لقدرات الانتاجية المتوفرة
نقص إنتاجية العناصر
تسيير غير فعال للمؤسسات
إن تجربة إعادة الهيكلة العضوية للمؤسسات التي شرع فيها في بداية الثمانينات و التي لم تعد النظر في نظام المالك المهين إن لم نقل الوحيد الذي كان للدولة على المؤسسة لم تكن مشجعة لتحقيق الهدف الذي كانت ترمي اليه تلك التجربة و هو تكثيف التشجيع الصناعي، بل أدى بالعكس الى تفكيك الجهود و قد نتج عنه التبذير و الكثير من التكرار في الاعمال
و من جهتها فان الاصلاحات التي شرع فيها في نهاية عشرية الثمانينات و المتعلقة باستقلالية المؤسسة العمومية لم تؤدي الى انعاش النمو و ذلك بسبب نقص الموارد المالية التي ميزت نهاية تلك العشرية و بداية عشرية التسعينات و كذا بسبب قانون اقتصادي مازال جد صلبا
6- شركات تسيير المساهمات:
يهدف التنظيم الجديد الذي جاء تبعا لحل الشركات القابضة إلى:
وضع إطار تشريعي يضمن السير الحسن لاستراتيجية تسيير مساهمات الدولة، ويسهر على عملية خوصصة المؤسسات العمومية
تدعيم قدرات الدولة مع ممارسة دورها كمالك ومراقب للمؤسسات العمومية وفتح رؤوس الأموال وخوصصتها

ترسيخ استقلالية تسيير المؤسسات العمومية الاقتصادية
التلاؤم مع برنامج الخوصصة، بشكل يسمح بالاستفادة من جميع الفرص التي توضع أمام الاقتصاد الوطني

6-1 محتوى التنظيم:
أدخل هذا التنظيم معايير جديدة لممارسة حق الدولة في ملكية المؤسسات العمومية الاقتصادية. ومن ثم يضع حد للتناقضات الموجودة حاليا فيما يخص عملية خوصصة المؤسسات العمومية
ومن ثم فإن التنظيم الجديد يضع مخططا أكثر دقة وأكثر صرامة خاصة فيما يتعلق بالجهاز التنفيذي ومن هذا المنطق فهو يكلف
مجلس مساهمات الدولة بوضع التوجهات الكبرى، وتبني استراتيجية فيما يخص تسيير مساهمات الدولة ووضع برنامج تنمية وخوصصة وتعيين أعضاء الجمعية العامة للمؤسسات العمومية الاقتصادية
يكلف الوزير المعني بالتعاون مع الجهات الأخرى المعنية بوضع استراتيجيات التسيير وتبليغها لمجلس المساهمة من أجل المصادقة عليها أما الجديد في التنظيم فهو بتوسيع مجال الخوصصة ليشمل جميع النشاطات الاقتصادية القابلة للتنافس، أما من حيث الشكل فيمكن أن يكون ذلك عن طريق:
فتح رؤوس الأموال أو التخلي عن الأصول بصفة كلية
تعهد المالكين الجدد بتحديث المؤسسة
الاحتفاظ بنسبة معينة من العمال
الحفاظ على نشاط المؤسسة
- احترام قوانين المنافسة
استفادة العمال من10% من رأس مال الشركة
مع تخفيض قد يصل إلى 15% من سعر التنازل
أما مراقبة عملية الخوصصة فقد نصب التنظيم الجديد هيئة مراقبة تسهر على السير الحسن لعملية الخوصصة

7- الخوصصة:

7-1 مفهوم الخوصصة:
كل صفقة تتجسد في نقل ملكية المؤسسة العامة من القطاع العام إلى أشخاص طبيعيين أو معنويين يخضعون للقانون الخاص من غير المؤسسات العمومية، وعملية الخوصصة تمس المؤسسات التي لا يمكنها الاستمرار كمؤسسة عمومية بسبب ظروفها السيئة أو كونها غير إستراتيجية للدولة، وتعتبر الخوصصة إحدى الدعائم المستعملة للانتقال إلى اقتصاد السوق.

7-2 طرق الخوصصة: تتم بطريقتين

- الطريقة الأولى: لا تمس العمومية للدولة لرأسمال بل إدخال طرق وتقنيات تسير في المؤسسة كما يلي
- تأجير المؤسسة العمومية لشركة أو متعامل خاص،
- عقد تسيير بواسطة مؤسسة خاصة لكل أو جزء من ممتلكاتها،
- المساعدة في التسيير،
- استقلالية المؤسسات العمومية.
- الطريقة الثانية: تحويل كلي أو جزئي لرأسمال المؤسسة العمومية الاقتصادية للقطاع الخاص من خلال:
- المساهمة العمالية %5 من الأسهم مجانية،
- رفع رأسمال المؤسسة،
- طرح الأسهم للبيع (بعد التهيئة والتعديل الضروري للمؤسسة)،
- بيع أصول المؤسسة العمومية (في حالة التوقف عن التسديد)،
- تنازل مباشر للأسهم باختيار المشتري الذي يتوفر على أهم رؤوس أموال أو تكنولوجيا.
مثلا: خوصصة مركب الحديد والصلب بالجحار مع الشركة الهندية "إسبات: « ISPAT » خوصصة جزئية لـ: "صيدال " " الأوراسي".

7-3 أهداف الخوصصة:
إن الخوصصة وسيلة وليست غاية وبالتالي فهي تهدف إلى
- تحسين طرق التسيير ورفع كفاءة المسيرين،
- رفع الكفاءة الإنتاجية للمؤسسات،
- جلب رؤوس الأموال الأجنبية لخلق مشاريع جديدة وبالتالي القضاء على البطالة،
- تحسين جودة المنتجات والخدمات تماشيا مع متطلبات الزبائن ومقاييس الجودة العالمية،
- خلق القدرة التنافسية لدى المؤسسات الوطنية،
- زيادة ربحية المشروعات وتحديث الاقتصاد الوطني،
- تجنيد القدرات المالية لدى الأفراد والمؤسسات وإدخالها إلى دائرة الاستثمار والإنتاج بواسطة السوق المالية أو البنوك.

7-4 آثار الخوصصة:

ا- الآثار الايجابية: وتتمثل في
- الحد من تبذير الأموال العمومية،
- تشجيع الادخار وإعادة الأموال المكتنزة إلى دائرة الاستثمار والإنتاج بواسطة السوق المالية أو البنوك،
- فرض انضباط مالي أكثر جدية في استغلال المؤسسة بحيث تخضع لمراقبة الشركاء،
- تحسين الإنتاج من حيث الكمية والنوعية من خلال المنافسة،
-الشراكة الاقتصادية لجلب التكنولوجيا للمؤسسات،
- التقليل من عجز الميزانية عن طريق توفير أموال من خلال التنازل عن أصول المؤسسات.

ب- الآثار السلبية: وتتمثل في
- تسريح العمال لأسباب اقتصادية،
- انخفاض المستوى المعيشي للسكان،
- ظهور الطبقية في المجتمع،
- زيادة النفقات العامة الناجمة عن الخوصصة كتعويض العمال المسرحيين، التطهير المالي ...،
- صعوبة إيجاد مستثمرين في بعض القطاعات أو المؤسسات الضخمة.


ثالثا: الخيارات المستقبلية الأخرى:

1- مبررات البقاء:
إن عملية الخوصصة التي تكلمنا عنها فيما سبق، كحل واقعي وحتمية مفروضة للوضعية الصعبة التي تعيشها المؤسسات العمومية الاقتصادية، غير أنه في رأينا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتخلى الدولة نهائيا وعن جميع المؤسسات العمومية الاقتصادية
لصالح القطاع الخاص الداخلي منه والأجنبي. وذلك للدواعي والاعتبارات التي تحدثنا عنها فيما سبق والتي لازالت قائمة وتحتم بقاء المؤسسة العمومية الاقتصادية
لذلك وجب التمييز بين أنواع المؤسسات العمومية الاقتصادية. لأن هذا التمييز هو الذي سيحرر خوصصة المؤسسة من عدمها
فمن حيث وزن المؤسسات العمومية الاقتصادية ومكانتها في الاقتصاد الوطني يمكن التمييز بين عدة أنواع، كما يحددها الخبراء والاقتصاديون:.
ا- المؤسسات الاستراتيجية:
وهي المرتبطة مباشرة بسيادة الوطن ولها من الوزن المالي والاقتصادي ما يؤثر بصفة مباشرة على المستوى الداخلي للاقتصاد الوطني وكذا العلاقات الخارجية، سواء كان ذلك راجع لنشاطها أو للتطور الذي تتميز به أو من حيث الدور الذي تلعبه في عملية التنمية.
ب- المؤسسات الاحتكارية:
وهي المؤسسة المسيطرة على مجال نشاطها بسبب غياب المنافسة فهي بذلك تهيمن على اختصاصها إذ تجد نفسها في وضعية الاحتكار
ج- المؤسسات الخدماتية:
وهي المؤسسات التي تقوم مبدؤها على تقديم الخدمات، وليس أهدافها تحقيق الربح ولكن لبلوغ الأهداف الإستراتجية المحددة، وهي مرتبطة بشكل مهم فيما يخص تحديد الأسعار لخدمتها
د- المؤسسات ذات الوزن العادي:
وهي المؤسسات التي يرتبط وجودها بمدى تحقيق الفعالية والمردودية، والدور المتوسط الذي تلعبه في الاقتصاد الوطني وهي المجموعة الأكثر عرضة للإفلاس أو التصفية وإعادة الهيكلة بالطرق المتوفرة قانونا...

إن النظرة الجزائرية للقطاع العام من خلال المؤسسات العمومية كانت محورية لتحقيق التوازن الاقتصادي منذ الاستقلال إلى فترة جد متقدمة. غير أن مسؤولية القطاع العام كانت كبيرة جدا. فقد كانت له إيجابياته كما كانت له سلبياته(3) هذه الشمولية أثرت إيجابيا على المستوى الكلي بينما أثرت سلبا على المستوى الجزئي فغابت الفعالية وفقد الأداء، إذا اعتبرت المؤسسة العمومية كأداة سياسية حكومية
السؤال المطروح هو هل غابت الدواعي والدوافع التي أدت إلى إنشاء المؤسسات العمومية الاقتصادية في الجزائر؟
إن مستقبل المؤسسة العمومية الاقتصادية في الجزائر مرهون بدرجة كبيرة ببعض التطورات الداخلية من جهة ومرتبط بمدى ثقل ووزن تلك المؤسسات في الاقتصاد الوطني من جهة أخرى وتوفير معايير أداء لتقييم فعال لها يسمح بتشخيص الداء يفرض بالضرورة بقاءها
فبغض النظر عن التحولات الكبرى السياسية والاقتصادية التي يعيشها العالم ومدى تأثيرها على الاقتصاد، ومدى تأثير المؤسسات المالية العالمية على التوجهات الجديدة للسياسة الاقتصادية، فهناك مبررات لازالت قائمة تفرض وجود مؤسسات عمومية اقتصادية في خصم هذه التحولات ، وأخرى يستلزم توفيرها حتى تتمكن المؤسسة العمومية الاقتصادية من استمراريتها
ن سيادة الجزائر تمر حتما ببعض المعالم الاقتصادية التي يجب الحفاظ عليها ألا وهي المؤسسات العمومية والقطاعات الإستراتجية التي تضمن مستقبل الجزائر، فتحديدها وإعطاؤها دفعة قوية وتوفير لها الجو الملائم يكسبها سرعة ابتدائية تسمح لها بالدخول في هذه المتغيرات بصفة جيدة، لأنها بذلك تحقق أهدافا اقتصادية بالدرجة الأولى، دون أن تتخلى عن دورها الاجتماعي والسياسي
ان التنازل الكلي للمؤسسات الإستراتجية لفائدة القطاع الخاص المحلي منه والأجنبي هو دخول في معترك سياسي واجتماعي يضرب عرض الحائط المجتمع ومصالحه، لأن الاستقرار الاقتصادي يمر حتما بالاستقرار الاجتماعي والسياسي
إن الإفراط في خوصصة المؤسسات العمومية الاقتصادية وخاصة الإستراتجية (المؤسسات التي لها وزن عادي والمؤسسات الأخرى يمكن الحديث عن خوصصتها جزئيا أو كليا دون أن يثير ذلك زوبعة كبيرة، لأن التجارب أثبتت أن الإصلاحات الكبيرة التي استفادت منها لم تغير من أدائها، ولم تحسن من فعاليتها ومردوديتها بل كانت في كل فترة تمتص أموالا باهضة دون جدوى سيفقد الدولة السيطرة على زمام أمورها من جهة ولأنها من الضوابط الاجتماعية
أما من حيث الأداء فإن مستقبل المؤسسة العمومية الاقتصادية مرهون بتوفير جدي لمعايير أداء واضحة المعالم، عكس ما كان معمول به سابقاتوفير المال دون إخضاع المؤسسة لمعايير تقييم وأداء
هذا التقييم يجب أن يراعى فيه جوانب عديدة منها ما هو تقني ومنها ما هو مالي اقتصادي وتتدخل فيه عوامل متعددة منها طبيعة المؤسسة وإمكانيتها البشرية والمادية، ونوعية نشاطها ، والتقييم يجب أن يتم من قبل منظمات مستقلة لها من الخبرة والقدرة ما يؤهلها من تشخيص جوانب الضعف والقوة
فعلى المؤسسة العمومية الاقتصادية أن تراعي مبدأ الربح وأن تهتم بالمردودية الاقتصادية والمالية، وكذا استخدام الأمثل للموارد الاقتصادية لذلك وجب على المؤسسات العمومية الاقتصادية أن تتخذ القرارات الاستثمارية بعد دراسة فعالة للجدوى الاقتصادية، وأن تكتسب لأجل ذلك معدات وآلات موافقة لنشاط المؤسسة وفق ما تتطلبه العملية الاستثمارية مع إحداث قواعد تنظيمية تسييرية مستقلة كليا عن الجهات المركزية.
2- الشراكة:
تعتبر الشراكة والتي تتمثل في تلك العقود التي تشارك فيها مؤسستين أو أكثر في الميدان الصناعي أو غيره قصد بلوغ وبصفة مشتركة ومحددا من أجل تقاسم الأرباح الناتجة عنه كأحد البدائل الجادة لحل الأزمة التي تعيشها الجزائر. واحد السبل الناجعة لخروج المؤسسات العمومية الاقتصادية من وضعيتها الصعبة

وتدور فكرة الشراكة أساسا على إحداث نوع من التعاون الإقليمي في المجال الاقتصادي وغيره. فالشراكة هي ذلك الانفتاح الاقتصادي والتعاون الإقليمي المعزز وهي ذلك التكامل الوظيفي والفني من أجل إحداث درجة من التشابك والارتباط
ا- خصائص الشراكة:
إن للشراكة خاصيات تميزها عن غيرها من العلاقات التي تربط بين الدول. ولعل أهم خصائص الشراكة:
أ – إن مفهوم الشراكة مستمد من الفكر النيو ليبرالي التي تعلو بالاعتبارات الاقتصادية وأهميتها على الاعتبارات السياسية. حيث تعتبر الرفاهية الاقتصادية هي صمام الأمان لمنع تفجر المشكلات السياسية، والصراعات الأمنية وبالتالي فهي تعمل على أضواء المشكلات الأمنية عن طريق تعزيز الانفتاح والتعاون الإقليمي
ب –التكامل الوظيفي والفني: وتكمن هذه الخاصية في إحداث الربط بين دول الإقليم عن طريق خلق شبكة من المصالح والارتباطات على أرض الواقع في المجالات الاقتصادية، التجارية، الفنية
ب- اهداف الشراكة:
إن إبرام علاقة شراكة بين طرفين يتجه إلى تحقيق أهداف وغايات استراتيجية لكل الأطراف المعينة ولعل أهمها:
تعزيز الانفتاح الاقتصادي بين دول الشراكة.
خلق شبكة من المصالح والارتباطات المشتركة على أرض الواقع في المجالات الاقتصادية والتجارية والفنية.
تطوير النسيج الصناعي وتحسين القدرة التنافسية بمؤسساتها الإنتاجية وذلك عن طريق:
انتقال الصناعة من الشمال إلى الجنوب.
تقديم المساعدات المالية قصد القيام بالإصلاحات الهيكلية للمؤسسة الإنتاجية.
إصلاح الإدارة والقضاء على المشاكل البيروقراطية.
: تحقيق التنمية الاقتصادية المتعددة الجوانب ويتم هذا عن طريق
تأهيل اليد العاملة.
الاستفادة من المساعدات المالية.
تطور القطاعات القادرة على التصدير إلى الخارج.
ترقية البحث العلمي والتطبيق التكنولوجي.

ج- كيف تنجح الشراكة:
لإنجاح الشراكة هناك عدة توصيات لابد من الحرص عليها من أجل ضمان السير الحسن لهذه العملية، وهي تنقسم إلى:

ج-1 على الصعيد المالي:
إعادة تأهيل الوحدات الصناعية.
إصلاح المنظومة البنكية.
إعطاء دفع كبير للسوق المالية.
تكوين المسيرين.
ج-2 على الصعيد السياسي و الاقتصادي:
القبول بعقود الشراكة في المجالات التي لا تمس بالسيادة الوطنية.
تهيئة القطاعات الموجهة إلى الشراكة.
اختيار الشريك الأفضل.

ومن خلال ما تقدم يمكن أن نقول أن الشراكة تعتبر كأحد البدائل الهامة لحل الأزمة التي تتخبط فيها مختلف القطاعات الاقتصادية وذلك بالنظر إلى الدور الذي تلعبه في إعادة التوازن الاقتصادي والمالي للمؤسسات الاقتصادية. وبالنظر إلى التحدي الذي تفرضها العولمة بالدخول إلى اقتصاد السوق بمؤسسات إنتاجية تنافسية. فهي بذلك تتيح انتقال الصناعة وترقي البحث العلمي وتطور الإنتاج وذلك باستعمال التقنيات العصرية في تسيير المؤسسات المالية في إطار إعادة بناء المؤسسات الاقتصادية وهيكلتها وتحسين قدراتها التنافسية.

الجزائرية المحبوبة
2012-01-08, 15:26
شكرا على المجهودات الجبارة التى تقدمها لنا يااستاذ

اما مايخص طلبي هو تحميل كتاب الادب العربي للسنة الاولى ثانوي

وشكرا

محب بلاده
2012-01-08, 22:22
كل ما يحتاجه تلميذ السنة الاولى ثانوي

موجود


هنااا (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=7681248&postcount=2)

الجزائرية المحبوبة
2012-01-09, 12:06
اريد تحميل كتاب الادب العربي للسنة الاولى ثانوي

سماح5
2012-01-09, 17:12
اسم العضو : سماح5

الطلب :بحث في الشريعة الاسلامية نصه يقول قم باعداد بحث توضح فيه الدوافع التي جعلت من نسبة الانتحار مرتفعة في الدول المتقدمة .مع تقديم حلول لظاهرة

المستوى :سنة الثانية ثانوي "علوم"

أجل التسليم : يوم الاربعاء 11/01/2012
وتقدم بقبول فائق شكري لهذا المجهود
ربي يجعلو في ميزان حسناتك....






le suicide dans le monde الانتحار في العالم
t
الانتحار في العالم
يُهدّّد الانتحار كل شعوب العالم ولكن بدرجات تختلفُ حسب الدول الجهات والظروف والأزمنة
وتُوفر منظمة الصحة العالمية أهم الإحصائيات الدولية في هذا المجال ولكن هذه الإحصائيات تغطي اقل من نصف دول العالم تقريبا وتظل منقُوصة وغير مُحينة بالنسبة الى عدد من الدول وهي عموما ضعيفة مُقارنة بما تُوفره منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية من معطيات دقيقة عن نسب اللإنتحار وتوزيعه وتطوره في 29 من أصل 30 دولة عضوا ( تركيا لا تصرح بأرقامها ) [1] وذلك بالتوازي مع ما تُوفره هذه المنظمة من إحصائيات اجتماعية دورية في مجالات مُختلفة ومُتعددة تتجاوز المجالات المألوفة والقابلة للتكميم [2] لتفتح آفاقا واسعة عند تحليل الانتحار وتقويم السياسيات القطاعية المُتصلة به ( الصحية والاجتماعية وسياسات الوقاية من الانتحار ) سواء فيما يتعلق بنفس الدولة او عند مقارنتها بما يحدث بدول مجاورة[3
أهمية الانتحار
ينتحرُ سنويا قرابة مليون شخص في مُختلف انحاء العالم اي بمعدل تقريبي : انتحار انسان كل 26 ثانية[4] وهو ما يُشكل حسب احصائيات 2001 اكثر من ضحايا كل من القتل ( 500 الف ) والحروب ( 230 الف ).
ومقابل كل شخص يمُوت مُنتحرًا، هنالك عدد كبير ممن يُحاولون الانتحار وحول هؤلاء جميعًا، عائلات واقرباء واصدقاء يُصابُون بصدمات وآثار لا تقدر.
ويبلغ المعدل العالمي لنسبة الانتحار 14.5 عن كل 100 الف ساكن [5] وهي نسبة اقل من النسبة الحقيقية بسبب ان الانتحار يظل : « ..في معظم دول العالم عملا سريا محاطا بهالة من التحريم... وقد يخفى بروية ودقة في سجلات الوفاة » اضافة الى انه يُغطي على اختلافات كبيرة ومُتعددة بين الدول والجهات وحسب النوع البشري اذ تبلغ نسبة المُنتحرين ثلاث مرات نسبة المُنتحِرات ولقد ارتفعت نسبة انتحار الرجال بشكل كبير في الخمسين سنة الماضية كما ارتفعت نسبة المُسِنّين المُنتحرين بشكل هام لتصبحَ أول فئة معنية بالانتحار خاصة في الدول المتقدمة ( بنسبة النصف تقريبا

ا لانتحار مُشكلة صحيّة عُمومية

حسب منظمة الصحة العالمية، فان أغلبية الانتحارات يُمكن تجنبها وان نسبة الانتحار وان كانت تمِيل الى الارتفاع ( لعدة اسباب اهمها تمدد سن الشيخوخة ) فانها مُرتبطة بوجود ونجاعة سيايات الوقاية
فنسبة الانتحار شبه مُستقرة في عديد الدول المتقدمة التي تُوفر إحصائيات تُخول رصد تطور الانتحار وتوزيعه على ثلاثة عقود ( 39 دولة

الانتحار داخل المنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية
ان معدل نسبة الانتحار داخل المنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية 13.9 اقل من المعدل العالمي

وهذا المعدل يعرف تراجعا منذ عشرين سنة

ويتراجع الانتحار في جل الدول المتقدمة والذي كان بعضها يعرف بعض اهم نسب الانتحار في العالم ( الدنمارك وفنلندا والنمسا وسويسرا والسويد ) او نسب هامة ( فرنسا وألمانيا بلجيكا ) ولم تكد ترتفع نسبة الانتحار الا في اليابان وايسلندا وإضافة الي الدول التي انخفضت نسب الانتحار لديها بعد ان كانت مُرتفعة بشكل كبير، فان بعض الدول استطاعت خفض نسب كانت مُتوسطة مثل كندا ( من 14 الى 11.7 ) او المملكة المتحدة ( من 8.8 الى 7.5 ) وهولاندا ( من 10.1 الى 9.4 .
· توجد حاليا أعلى نسبة انتحار بالمجر ( 28 ) ولكن هذا الترتيب السيئ لا يجب ان يخفي ان المجر هي الدولة الوحيدة التي استطاعت خفض نسبة الانتحار لديها بما يقارب النصف ( كانت 44.9 سنة 1980 ) وذلك بخلاف عديد الدول التي عرفت، في نفس المدة، تزايد كبيرًا في نسب الانتحار لديها مثل تشيكيا ( من 0.7 الى 15.9 ) وأسبانيا من 4.4 الى 8.4 ) وايرلندا ( من 6.3 الى 12.2 ) والمكسيك ( من 1.4 الى 3.8 .
· تشكل اليونان والمكسيك والبرتغال وإيطاليا والمملكة المتحدة وحتى إسبانيا حالات استثنائية من حيث « ضعف » نسب الانتحار لديها اذ هي على التوالي 3.6 و 3.8 و5.1 و 7.1 و7.5 و8.4 .
· تحتل الولايات المتحدة الأمريكية ( رغم أنها تتميز بوفرة السلاح الفردي وبكثرة استهلاك المخدرات...) المرتبة 22 بنسبة 10.4 وهذه النسبة المتوسطة في انخفاض
· تشكل ألمانيا حالة خاصة ليس فقط لأنها صاحبة نسبة انتحار اقل من معدل المنظمة واقل من كل جاراتها ( فرنسا وبلجيكا ولكسمبورغ وتشيكيا وبولونيا والنمسا وهولاندا وسويسرا.. ) بل لانها ابتلعت ألمانيا الشرقية دون ان تعرف تزايدا في نسب الانتحار لديها بل بالعكس فان نسبة الانتحار لديها انخفضت من 17.5 ( 1980 ) الى 13.5 .
· تشكل اليابان اول دولة مُصنعة من حيث نسبة الانتحار لديها ( 25.5 )

. توزيع نسب الانتحار في العالم

تتوزع دول العالم ، حسب منظمة الصحة العالمية، فيما يتعلق بنسبة الانتحار لديها عن كل 100.000 ساكن [1] الى اربع مجموعات هي :
· مجموعة الدول التي لا توفر معلومات عن نسب الانتحار لديها وتضم الاغلبية الساحقة من الدول العربية[2] والأفريقية وعدد من الدول الآسوية ومن بينها عدد من الدول الهامة عدديا ( مثل اندونيسا والباكستان ونيجيريا! ) او اقتصاديا ( جنوب افريقيا )
· دون 6.5 : وتضم هذه المجموعة دولتين اوروبيين ( البرتغال واليونان) اضافة الى جل دول أمريكا اللاتينية وبعض دول الشرق الأوسط فهي تبلغ 3.5 بالبحرين ( 1988 ) و3.6 باليونان ( 2004 ) و3.8 بالمكسيك (2004 ) و 5.1 بالبرتغال و6 بإسرائيل ( 1999 ).
· بين 6.5 و13 : وتضم دول أمريكا الشمالية وبعض الدول الأوروبية ( إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا والنرويج... ) والآسيوية ( الهند ) .
· اكبر من 13: وتضم جل دول أوروبا وآسيا فهي تقدر بـ17.5 بفرنسا ( 2004 ) و19 بسويسرا ولكسمبورغ والنمسا ( 2002 ) و21 ببلجيكا ( 1997 ) وفنلندا ( 2002 ) و25.5 باليابان ( 2004 )

ارتفاع نسبة الانتحار في دول الاتحاد السوفياتي سابقا و في دول اوروبا الشرقية.


يمكن من خلال الارقام المُتوفرة احداث ، مجموعة خامسة، صلب المجموعة الرابعة تضم الدول التي تعرف نسب انتحار مُرتفعة جدا وهي دول أوروبا الوسطى والشرقية والتي تُسَجِّلُ، منذ التسعينات، أعلى نسب انتحار في العالم اذ تبلغ نسبة الانتحار 27.3 باستونيا ( 2002 ) و28 بكل من كازاخستان ولاتفيا ( 2002 ) و29.6 بأوكرانيا ( 2000 ) و33.2 ببلاروسيا (2001 ) و38.7 بروسيا ( 2002 ) لتصل الي 40 بالمجر و 44.7 بلتوانيا ( 2002 ).
و تؤكد الإحصائيات الأخيرة تواصل ارتفاع هذه النسب « المُفْزعة » في هذه البلدان وخاصة لدى الرجال [5].
وتنفرد لتوانيا سنة 2004 ، بنسبة 51.6، بالمرتبة الأولى عالميا من حيث ارتفاع نسبة الانتحار لديها مُتقدمة على روسيا وبلاروسيا واستونيا وكازاخستان ولتفيا، وبذلك تحتل دول من الاتحاد السوفياتي السابق المراتب الست الأولى .
تبلغ مُعدلات نسب الانتحار في العالم فيما يتعلق بالخمس السنوات الممتدة من 1996الى 2000 ، أعلى مستوى لها في روسيا ثم في بعض دول ما كان يُعرف بالاتحاد السوفياتي وتليها المجر فسلوفينيا[6]
في جل هذه الدول تتجه نسب الانتحار نحو الارتفاع ( او الاستقرار في بعض البلدان ) بخلاف ما تشهده جل دول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول المُصنعة ( اليابان ) او الهامة (الصين ) من انخفاض مُتواصل في نسب الانتحار لديها.
لئن تتميز دول اوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي سابقا، بارتفاع نسب الانتحار لديها فان دولا اخرى هي التي تعرف اكبر ارتفاع لنسب الانتحار لديها ( المكسيك وسيريلانكا )
· يبدو من خلال دراسة ارقام بعض الدول المصنعة على مدى 150 سنة ان التوجه العام في هذه الدول هو تنامي نسبة الانتحار مقابل تراجع نسب بقية اصناف الموت العنيف ( قتل وحوادث ).
· عرفت المانيا واليابان منذ الخمسينات تطورا سريعا لنسب الانتحار لديهما ( بعد الهزيمة والاحتلال والاهانة ) وقد شكلت اليابان طيلة عقود حالة خاصة في العالم المصنع وعليه فان ما تعيشه دول الاتحاد السوفياتي سابقا وبعض دول اوروبا الشرقية من ارتفاع يمكن تفسيره بحدة التحولات واهمية الاحباط ( بطالة وفقدان مرجعيات وانتهاء العظمة وانهيار الترابط الاجتماعي وضعف الدولة وغياب اي تقدير للذات...).

يتميز الوضع الاجتماعي منذ بداية التسعينات في هذه الدول بالتوتر والتقلب وتفاقم عدد من المشاكل ( بطالة وهشاشة وتراجع الخدمات والتغطية الاجتماعية وانهيار النظام الصحي ....) وتزايد مختلف مظاهر العنف والموت العنيف اذ تكاد تحتل نفس الدول المتصدرة للترتيب الدولي لنسبة الانتحار مقدمة الترتيب الدولي المُتعلق بغير الانتحار من اسباب الموت العنيف ( القتل والحوادث المختلفة ).
اذ تتصدر روسيا الترتيب الدولي لنسبة الموت العنيف بجميع اصنافه وتليها اوكرانيا ثم كازاخستان بنسب هي على التوالي 221 و 149 و 129 عن كل 100 الف وهي نسب بعيدة جدا عن بقية النسب الدولية اذ ان الموت العنيف يشكل احد اهم أسباب الوفيات في هذه الدول ( 18 % في روسيا مقابل 8 % في الولايات المتحدة الامريكية و 4 % في السويد والمانيا و 3% فقط في المملكة المتحدة )[7] .
وبالتوازي مع تنامي العنف، فان عديد التقارير الاممية تؤكد تدهور الوضع الصحي في هذه البلدان وتراجع بعض المؤشرات عما كانت عليه في الثمانينات ويمكن ذكر تطور نسبة الإصابة بالسيدا وارتفاع نسبة الإدمان على المخدرات والكحول....وتدهور الصحة الجنسية ( تعرف أوكرانيا وروسيا أعلى نسب حمل لدى المراهقات في أوروبا ) [8].
ويؤكد المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة بالأرقام وفي عديد الوثائق تخلف النظام الصحي في هذه البلدان وخاصة في مجال الصحة العقلية ليس فقط مقارنة مع باقي الدول الأوروبية بل عما كان عليه قبل التسعينات في هذه البلدان بالذات [9].
وقد سبق لعديد المنظمات الأممية المختصة أن أصدرت تقارير دقيقة ومرقمة عن حجم الدمار الاجتماعي الذي أصاب دول أوروبا الوسطى والشرقية عقب انهيار جدار برلين وتحولها من 8 دول مُتضامنة ومُستقرة إلي 27 دولة متأزمة وفي حالة تحول سريع [10

المراجع

[1] http://www.who.int/mental_health/prevention/suicide
[2] خمس دول عربية فقط توفر احصائيات حسب موقع المنظمة وجلها احصائيات قديمة وتقارب نسبة الصفر في مصر وسوريا والاردن في حين تبلغ 3.1 بالبحرين و 2 بالكويت
[3] http://www.who.int/mental_health/prevention/suicide/en/Figures_web0604_table.pdf
[4] http://www.who.int/mediacentre/news/releases/2004/pr61/en/
[5] تصل الى خمس او ستة أضعاف نسب انتحار النساء في كل من لتوانيا وروسيا وبلاروسيا واوكرانيا وكازاخستان، فنسبة انتحار الرجال في هذه الدول هي على التوالي 80.7 و69.3 و60.3 و52.1 و 50.2 وهي أعلى نسب في العالم فنسبة انتحار الرجال في روسيا تفوق اليوم ضعف ما هي عليه في فرنسا وسويسرا ( 69 مقابل 27 ) وهي تساوي سبعة أضعاف ما هو عليه الامر في اسرائيل أوالبرتغال .
[6] " الانتحار والوقاية من الانتحار " الديوان الفدرالي للصحة العمومية بسوسرا ( افريل 2005 ) ص9 .
[7] www.ined.fr
[8] http://www.euro.who.int/document/mediacentre/fs0203f.pdf
[9] www.euro.who.int/document/mediacentre/fs0303f.pdf
[10] يمكن على سبيل الذكر لا الحصر مراجعة التقرير الشامل لمنظمة الامم المتحدة للطفولة ( يونيساف ) الصادر سنة 1999 بعنوان " بعد السقوط الأثر الانساني لعشر سنوات من التحول " http://www.unicef-icdc.org/publications/pdf/apreslachute.pdf

[4] العنف والصحة ص 19 منظمة الصحة العالمية 2002.
[5] « violence dirigée contre soi » OMS 2002.
[1] Panorama de la société 2005 : Indicateurs sociaux de l'OCDE, www.oecd.org
[2] وتنقسم الإحصائيات الاجتماعية للمنظمة الى خمسة مجالات مترابطة تهم مؤشات متعلقة بـ :
الإطار العام : الدخل الفردي والتبعية الديمغرافية والخصوبة ..
الاستقلالية : العمل والبطالة والإعانات الاجتماعية الدنيا والتكوين وبطالة الشباب.
الصحة : امل الحياة والوفيات والنفقات الصحية..
المساواة والإنصاف : فقر واختلاف المداخيل وفقر الاطفال ومداخيل المتقاعدين والنفقات الاجتماعية العمومية ... اللحمة الاجتماعية لسعادة الذاتية :الانزواء الاجتماعي والمشاركة في الحياة الجمعياتية واستعمال المخدرات والانتحار... وجميعها مؤشرات يمكن ان تؤثر على نسب الانتحار.
[3] في غياب مثل هذه الإحصائيات التفصيلية، تتضخم المُتغيرات العامة والأحكام المسبقة

maghboune
2012-01-09, 21:52
من فضلكم
انا اشتغل عون ادارة رئيسي بأحدى المستشفيات وانا حاليا في فترة تربص وقد طلبوا منا اعداد تقرير عند نهاية فترة التربص حول المؤسسة التي اعمل بها وطبيعة الوظيفة التي اشغلها ؟؟

من فضلكم هل لي بتقرير شبيه لاستمد منه المنهجية والخطة وشكرا

yasmine16000
2012-01-09, 22:14
بحث في مقياس اقتصاد جزائري و عولمة و عنوان البحث التكامل الاقتصادي المغاربي مع المراجع أرجو المساعدة من فضلك في أقرب الآجال و شكرا.

محب بلاده
2012-01-09, 22:35
بحث في مقياس اقتصاد جزائري و عولمة و عنوان البحث التكامل الاقتصادي المغاربي مع المراجع أرجو المساعدة من فضلك في أقرب الآجال و شكرا.



بلا عنوان (http://cbl.gov.ly/pdf/0Wf02n6WiNxvhugP7T6.pdf)

cbl.gov.ly/pdf/0Wf02n6WiNxvhugP7T6.pdf
لقد أجريت +1 لهذا بشكل عام. تراجع (https://www.google.com/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%8 4+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF %D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A8% D9%8A&ie=utf-8&oe=utf-8&aq=t&rls=org.mozilla:ar:official&client=firefox-a#)
نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat -
ﻣﻘﻮﻣـﺎت اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻹﻗﺘﺼـﺎدي اﻟﻤﻐﺎرﺑـﻲ. 11. راﺑﻌﺎً. : اﻷوﻟـﻮﻳﺎت وﺑﺮاﻣـﺞ اﻟﻌﻤـﻞ .1. ﺑﺮاﻣﺞ إﺗﺤﺎد اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ .2 ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺪوﻟــﺔ اﻟﻘﻄﺮﻳـﺔ .3 دور اﻟﻤﺼﺎرف وﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .4 اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻹﻗﺘﺼـﺎدي ﻣﻊ اﻟﻤﺤﻴﻂ



[PDF] ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣـﻞ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﻦ ﺍﻹﲢﺎﺩ ﺍﳌﻐﺎﺭﺑﻲ (http://www.uabonline.org/event/event-presentationdownload.php?id=176&eventid=65)

www.uabonline.org/event/event-presentationdownload.php?id...
لقد أجريت +1 لهذا بشكل عام. تراجع (https://www.google.com/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%8 4+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF %D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A8% D9%8A&ie=utf-8&oe=utf-8&aq=t&rls=org.mozilla:ar:official&client=firefox-a#)
نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat -
ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣـﻞ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ. ﻋﻦ ﺍﻹﲢﺎﺩ ﺍﳌﻐﺎﺭﺑﻲ. ﺇﻋـﺪﺍﺩ. : ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﻜـﺮﻱ. ﻧﺎﺋﺐ ﳏﺎﻓﻆ ﻣﺼﺮﻑ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ. ﺍﳌﺆﲤـــﺮ ﺍﳌﺼـــﺮﰲ ﺍﻟﻌﺮﺑـــــﻲ ﺍﻟﺴﻨـــــﻮﻱ. ﺭﺅﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻘﻤﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ. 7. –. 8. ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ. /. ﻧﻮﻓﻤﱪ ...








[PDF] ÇáÊßÇãá ÇáÇÞÊÕÇÏí ÇáÚÑÈí (http://www.aicardes.org.tn/sem_aicardes/L3Ar5.pdf)

www.aicardes.org.tn/sem_aicardes/L3Ar5.pdf
لقد أجريت +1 لهذا بشكل عام. تراجع (https://www.google.com/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%8 4+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF %D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A8% D9%8A&ie=utf-8&oe=utf-8&aq=t&rls=org.mozilla:ar:official&client=firefox-a#)
نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat
ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﻐﺎرﺑﻲ. : إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة. ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﻴﺪ ﺑﻮزﻳﺪي وﻣﺤﻤﺪ رﻣﻀﺎن. ا–. ﻟﺠﺰاﺋﺮ . 136. -. ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺼﺮف ﻓﻲ ﺑﻠﺪان اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ. : ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﻘﺎرن وﺁﻓﺎق اﻟﺘﻌﺎون. ﻣﻨﺠﻲ ﺻﻔﺮة. –. ﺗﻮﻧﺲ . 146 ...



كل هذه البحوث عبارة عن ملفات من نوع بي دي اف
تحمل مباشرة عند الضغط على العنوان الملون باللون الازرق

yamoran
2012-01-10, 00:13
السلام عليكم
ارجوا مساعدتي بلي بحث يوم الاربعاء والخميس بعنوان المقاربات المجددة لنظرية التكامل


اسم العضو :ياموران
الطلب : مساعدة
المستوى السنة الرابعة العلوم السياسية والعلاقات الدولية.

أجل التسليم :قبل يوم الخميس 12/01/2012
وشكرا.:confused:

maghboune
2012-01-10, 18:36
من فضلك طلبي يا استاذ فانا بامس الحاجة اليه هذا الاسبوع :(

فريد سات
2012-01-10, 19:12
اسم العضو :فريد سات
الطلب :بحث حول الفن والعمارة عند الاغريق
المستوى : سنة اولى علوم انسانية
شكرا لك أخي الكريم

محب بلاده
2012-01-10, 19:20
من فضلك طلبي يا استاذ فانا بامس الحاجة اليه هذا الاسبوع :(

والله يا اخي الفاضل بحثت ولم اجد ما تريده

ممكن جهل مني بتخصصك او نوعية تقريرك الذي تود تقديمه فمعذرة مرة أخرى

محب بلاده
2012-01-10, 19:23
اسم العضو :فريد سات
الطلب :بحث حول الفن والعمارة عند الاغريق
المستوى : سنة اولى علوم انسانية
شكرا لك أخي الكريم





كتابين عن تاريخ العمارة

العمارة الرومانية
العمارة الإغريقية

حمل من الرابطين :

http://sub5.rofof.com/01dgofh7/Windows-1256__greek_.html

http://sub3.rofof.com/01zwsbt8/Windows-1256__roman_.html

محب بلاده
2012-01-10, 19:24
اسم العضو :فريد سات
الطلب :بحث حول الفن والعمارة عند الاغريق
المستوى : سنة اولى علوم انسانية
شكرا لك أخي الكريم


عندما نتعرض للحضارة الإغريقية بالبحث والدراسة ينبغي ألا يغرب عن بالنا طبيعة البلاد الإغريقية التي تكتنفها الجبال من كل جانب مما كان يؤدي إلى انعزال السكان بعضهم عن البعض الآخر واقتضى هذا الوضع حدوث قلاقل انعزال السكان بين هؤلاء السكان وبين بعضهم ثم مع غيرهم وقد نوه بها التاريخ ولم يغفل ذكرها فيما أثر عنها من خصومات ومنازعات أثينا واسبارطة وحرب طروادة …كما ينبغي إن نعرف حب الشعب الإغريقي وتقديسه للأبطال والبطولات ويتجلى ذلك في شدة شغفه بإقامة المباريات في حلبات العدو والوثب وإلقاء الرمح عند اللحظة الحاسمة والدعوة إلى المسابقات الأولمبية ومدى إيمانهم المطلق بكمال الأجسام الإنسانية المملوءة بالصحة والحيوية والجمال الطبيعي …. … وليس بمستغرب بعد هذا أن نرى مثالي الإغريق وهم يستلهمون هذه الألعاب الأولمبية ومن القصص التصويرية التي تمثل الأعياد التي كانت تقام في أثينا الطريق إلى نقل الحياة والحركة إلى تماثيلهم بصورة لم تكن مألوفة من قبل ولم يكن هدفهم بالطبع هو تصوير البطل فحسب بل كانوا يصورون في تضاعفية أيضا أبولو إله الجمال والصورة المثالية للرشاقة والتناسب …. وإن دارسة بسيطة لأعمال النحت الإغريقي تثبت إلى أي مدى وصل اليسر بالفنان في أحكام بناء صورة متكاملة للجسم وبحيث لا يتعذر علينا إن تتصور مدى الدراسة الواعية المتعمقة التي سبقت هذه الأعمال .

المعتقدات الإغريقية

أخذ الإغريق عن الشرق من سومر وكلدانيا وأشور ومصر بعض معتقداتهم من أن لكل قوة من قوى الطبيعة إلها يسيطر عليها فالشمس والقمر والرعد والبرق والمطر والهواء لكل منها قوة سحرية عبر عنها الفنان بتماثيل وصور آدمية وكانوا يعتقدون أن آلهتهم تختص بعواطف كالعواطف الإنسانية فهي تخزن وتفرح وتتألم ولكنها تخلد وتعيش إلى الأبد …

فن النحت الإغريقي

يعد النحت الإغريقي من روع المصادر المميزة لهذا الفن وله تأثيره الملحوظ على كثير من الفلسفات والنهضات الفنية الأوروبية على مر العصور وفيما يلي أهم الخصائص والصفات الفنية التي تميز النحت الإغريقي

1- يتجلى فن النحت المنطق الجمال والقيم الطبيعية والواقعية والرشاقة والرقة والملاحة والاتزان قليل المغالاة في الناحية العاطفية .

2- المثال الإغريقي أمين في تحقيق الجمال والقيم والطبيعية الواقعية والرشاقة والرقة والملاحة والاتزان قليل المغالاة في الناحية العاطفية

3- تنويع التفاصيل والحركات بشكل يستلفت الأنظار في الأيدي المستديرة والأذرع المثنية ولم يبال النحات بفكرة صيانتها والمحافظة عليها على عكس الفنان المصري الذي نحت تماثيله في أوضاع تساعد في حفظها من الكسر وتصارع الزمن .

4- يميل إلى النعومة والتكامل والتشطيب الوافي مع الإيقاع في الأجسام الحية لتبدو في نهاية بعيدة عن الجمود والصلابة

5- النحات الإغريقي مجد الأبطال المبرزين في الألعاب الأولمبية والرياضات العنيفة والحفلات والطقوس وسجل هذه المظاهر بعين الفاحص الخبير وفي هذا ما يفسر مغزى تزيين المعابد الإغريقية بمئات من التماثيل الأبطال الرياضيين .

6- يضفي النحات الإغريقي على تماثيله من التألق مع إضافة المميزات الفردية للجسم الإنساني فيضمنه بما يبين مقدرة النحات ومهاراته الفائقة التي تتيح له سهولة التنفيذ والسيطرة والتمكن من الخامة والإلمام بدقائقها وأسرارها . يوجد في النحت الإغريقي نوعان مجسم وبارز…

التماثيل المجسمة إما فردية أو جماعية من بينها على سبيل المثال رامي القرص للمثال ميرون وتتمثل فيه الحركة العنيفة المتزنة في أدق لحظاتها الحاسمة ويبرز عضلات الجسم في أمم عنفوانها وكمالها مع تحقيق التوافق الذي يتلاءم وهذه الحركة القوية ولا يخلو التمثال من جمال الإيقاع .

فينوس : وهو معروف عند الإغريق بأفروديت إله الحب والجمال وقد وجد التمثال بمدينة ميلوس ويعتبر من أروع التماثيل التي تعبر أبلغ تعبير عن جمال المرأة عند الإغريق

أبولو : تمثال براكستيليس ويعتبر عن المثل الأعلى للجمال عند الرجل وقد تخير المثال لبولو وضعا أخاذا عميق التأثير فهو يمسك القوس بيده الممتدة ويدير رأسه كأنما يتابع السهم بعينيه بينما استقر ثقل الجسم على أحد القدمين واستند بإصبعه الأخرى على الأرض

النصر : تمثال يعبر عن موضوع النصر الحاسم أحرزه الاثينيون وهو من التماثيل الضخمة المنفذة بالرخام على صورة فتاة مجنحة كأنها تطير في الفضاء ويرتكز التمثال على قاعدة هرمية الشكل .

ويبين لاكون قسيس ابولو عندما دهمته حيتان كبيرتان ظهرتا على سطح الماء فعبرتا الشاطئ والتفتا حول هذا الكاهن وولديه عقابا له على ما جناه ضد الآلهة وهو موضوع يعالج فكرة خلقية وهو موجود الآن في الفاتيكان ونفذ بواسطة أساتذة من رودس .

النحت البارز :

أما النحت البارز فمنه ما حفر في الافاريز المختلفة في العمائر الإغريقية ومن اشهرا إفريز البارثنون الطويل وتتمثل وحداته في عدد من الفرسان الاغريقيين في اقوى حالات النشاط والحيوية وهم يحاربون كما بيدو فيه ايضا عربات القتال والعدد الحربية وبعض العذارى والمواطنين والألهة على مستوى المعايير البشرية وبعض الحيوانات وأواني الشرب وهو من عمل ( فدياس )

تعلق الإغريق بالأحجار والرخام مادة للبناء بدلا من الخشب وهي مادة أقل صلابة من الجرانيت الذي استعمله المصريون القدماء من قبل وهي الخامة المتوافرة في بلا د الاغريق .

فن التصوير الإغريقي .

يتميز في التصوير الإغريقي بالخصائص الآتية .

اهتم في المصور بجلال الرسم ودقته عن اهتمامه باللون

وجدت رسوم منفصلة عن المباني على هيئة تابلوهات

وجدت رسوم لستائر المسارح وبها إحساس نحو المناظر الخلوية

محاولات تصويرية لتأكيد الظلال والجسيم ( عنقود عنب مرسوم في يد طفل وتهبط عليه الطيور ومرفوعة منطلقة )

المصور الإغريقي يعزز جمال الصورة بتنويع التفاصيل والحركات وإبراز جسم الإنسان وتأكيد استدارته بتوزيع الأضواء والظلال ولعل هذه الظواهر هي عماد كل إنتاجهم في شتى ميادين الفن .

الزخرفة الإغريقية

تمتاز ببروزها وكثرة خطوطها المنحنية ورقة تركيبتها ووضح الظل والنور الناجم عنها فضلا عن أوضاعها وعلاقة العناصر المستخدمة ببعضها مع البعض الآخر .

* تتكيف تكيفا حسنا مع المساحة المعمارية التي تحتلها

* التنوع الهائل فيها وابتكار مجموعات عديدة منها

* لعبت ورقة الاكانثس وزهرة الانتيمون والكائنات الحية البشرية والحيوانية والطيور دورا فعالا في المجالات الزخرفية الإغريقية .

* استخدام المزخرفون الإغريق وحدات مستمدة من حضارات أخرى كالحضارة المصرية والآشورية كزهرة البشنين والنخيل وأوراق البردي وزهرة الانتيمون وبعض أنواع من الحيوانات المجنحة المستقاة من الفن الآشوري

* انتشرت في بعض الزخارف الإغريقية الأشكال الحلزونية المتفرعة من الاكانثس ونفذت بأسلوب الحفر وبخاصة في خامة الرخام كما استخدمت بعض الوحدات والأشكال الهندسية في صياغات مختلفة وأغراض شتى

الأواني الإغريقية

للأواني الإغريقية قيمة بالغة في عالم الفن فهي تحتوى نقوشا كثيرة أساسها الأساطير والأحداث والحياة العامة والعناصر الآدمية وهي تعتبر عوضا عن النقوش الجدارية التي زالت معالمها كليه

وتتميز الأواني الإغريقية بالآتي

- بساطة التصميم العام ويتجلى ذلك في حدود الأواني الخارجية والإحساس بالخط المتكامل وتجنب التعقيد والأوضاع المركبة

- الأواني الأولى شكلت باليد بدائيا وعليها نقوض خطية عن طريق الحفر بآلة حادة على هيئة الحيوان والنبات وحياة البحار والقواقع

- استمر الرسم باللون الأسمر على أرضية فاتحة حتى 500 ق.م وفي القرن الخامس ق.م بدأ النقش على أرضية سوداء ويترك الرسم بلون الطينة الحمراء الأصلي ومعظم الموضوعات المنفذة مسمدة من الأجواء الرياضية .

- تجنب الخزاف الإغريقي الزخارف البارزة على سطح أوانيه وفضل تلوينها باللون الأحمر والأسود لأنها من اثبت الألوان وأكثرها بقاء ثم استعملوا ألوانا أخرى فيما بعد .

- ظهور بعض آثار معمارية على زخرفة الأواني من حيث تقسيم سطوحها العامة وتصميم بدنها وخطوطها الخارجية .

الطراز الدوري

بسيط لا يوجد به زخرفة سوى تخطيطات بسيطة فبدن العمود به قنوات محفورة طولية متجاورة عددها 24 تكون حافة بين كل اثنين والعمود غليظ من أسفل وينتهي رفيعا من أعلى وتاجه مستديرة وفوقه مربع يحمل العتب وفوق العتب الإفريز ثم الكورنيش وفوق الواجهة الفرنتون والعمود ليس له قاعدة بل يتصل بأرضية البناء مباشرة ويعتبر العمود الدوري من اقدم الأشكال التي تنسب إلى الأمم الدورية التي أغارت على اليونان من الشمال كما في البارثيون .

الطراز الأيوني

يمتاز بالزخرفة وطوله الملحوظ عن العمود الدوري والعمود محلى بقنوات ولكنها لا تتقابل بحافة حادة والعمود له قاعدة مستديرة وتاجه محلى من جهتين بملفين مربوطين من الوسط بأربعة أربطة كحلية وله إفريز يختلف عن إفريز الدوري .

الطراز الكورنثي

مثل الايوني : قنوات البدن تتقابل أيضا بحافة عريضة عددها 24كذلك ولكن التاج كثير الزخرفة بأشكال ورقة الاكانثس وهو عشب ينبت كثيرا في اليونان ولم يستخدم هذا العمود كثيرا في العمارة الإغريقية .

اشهر المعابد الإغريقية

البارثنون هو المثل الأعلى لفن العمارة اليونانية اقليم لآلهة أثينا في عصر بركليس به طراز يحيط بالمعبد من جهاته الأربع وهو أيضا يعد اشهر مباني القرن الخامس قبل الميلاد وقد شيد من المرمر الأبيض الصافي وبواجهته اعظم إفريز معماري لموضوع واحد بالنحت البارز من عمل المثال فيدياس .

======================================
بعض المواقع عن الفن الاغريقي
http://www.artchive.com/artchive/G/greek.html

محب بلاده
2012-01-10, 19:26
اسم العضو :فريد سات
الطلب :بحث حول الفن والعمارة عند الاغريق
المستوى : سنة اولى علوم انسانية
شكرا لك أخي الكريم


الطرز المعمارية الاغريقية ان ما يميز العمارة الاغريقية ان مبانيها متوزعة وفق ثلاث طرز معماريه
مصطلحات :
Between (1: وتعني بين : **** وتعني فتحة
Ope وهي مربعات مسطحة تكون مزخرفة او ملونة او خالية من الزخرف تقريبا الموجودة في triglyphe في افريز المعابد خيث هذه المسطحات تماثيل
2)triglyphe : وهي مسطحات بها بروزات حجرية بين مسطحات metop
3)corison : النهاية العليا في الكورنيش
4) mutule : الكتلة الحجرية البارزة على triglyphe اسفل corona بالكورنيش الدوري
5) corona : الوجه الراسي البارز بالجزء العلوي من الكورنيش
6) requle : شريط يوجد اعلى metope
7) guttae : الجزءالمصور اسفل mutule وهي على هيئة رؤوس مسامير بالجزء
العلوي من الطراز الدوري
8) stylobate : الدرج العليا اسفل الاعمدة
9) cymatiums : الجزء العلوي من الكورنيش
10)entasis: الانحناء المقصر في بدن العمود ويهدف اصلاح الخطأ السوي الذي ينتج عن رؤيه انحناء في الخطوط المستقيمه سواء في الانحناء القصر او الرأس
1. العمود الدوري (doric) : ظهر هذا الطراز في بادئ الامر في المنطقة الشمالية الشرقية من جزر poloponese البلوبونيز باستخدام مواد بناء خشبية وتم تنفيذ هذا الطراز من البناء في القرنين الثامن والسابع قبل
الميلاد لاول مرة من الحجر مثل :
معبد hera معبد olympis
الطراز الدوري ادى الى سقوط المايسينية في نهاية العصر البرونزي ودمرت المدن وجاء الدوريين كقبائل اغريقية جديدة من الشمال وعاثت في الارض فسادا. Krepis ( * المنطقة التي يتم عليها انشاء المعبد
1) ما تحت العمود
** sterobate غالبا ماتكون من ثلاث درجات
** stylobate المصطبة الدرج التي يقع عليها العمود مباشرة
2) العمود (column)
** shaft جسم او بدن العمود
** flut الحامل
** groos
3) التاج (capetal)
** abacus
** echinus
المنطقة المحمولة بواسطة الاعمدة
eatablature (1 كل شيء يرتكز على العمود وتتكون من ثلاث اجزاء
أ)architrure عتبة العلوية وتتكون من ثلاث اجزاء
*episyle العتبة المستطيلة
*guttoe اوتار زخرفية
*toenia شريط رفيع اسفل الافريز
2)frieze المساحة التي تعتلي العتبة المستطيلة وتتكون من
thglyph مساحة مقسمة الى ثلاث اقسام تنتهي في الاسفل بعدد من النهايات الاسطوانية الشكل
metope مساحة مزينة بالمنحوتات البارزة وتحمل منحوتات فاخرة تعبر عن احدى الاساطير الاغريقية
3)corice وهو اعلى البناء الذي يتكون نت شكل جملوني ومزين بزخارف منحوتة
geison النهاية العليا للكورنيش وحدود الشكل الجملوني والوصف الحد المائل
sima وهي الحد الاعلى من السقف مزود احيانا بمزاريب واحيانابرؤوس الاسود
antefix على الجهى الطولية من البناء مزخرف باشكال نباتية
acroter شكل زخرفي سواء نباتي او حيواني يزين زوايا الشكل الجملوني
pediment جبهه مثلثة الشكل وعادة تزين بالمحدب
drums اسطوانات
*مميزات العمود الدوري :
1. نشأ على سواحل اليلويونيز وفي المستعمرات الاغريقية جنوب ايطاليا
2. يراد به من الوجه الانشائيه التعبير عن القوة والفخامة والصلابة
3. يستند على ارض المعبد مباشرة دون قاعدة
4. جذعة مخدد بعدد من الاخاديد المتوازية شكلة مخروطي يضيق نحو الاعلى
5. مستوحى من الابنية الخشبية القديمة واه محاكاة لجذوع الاشجار والطبيعة بشكلها المخروطي
6. تيجان الاعمدة محاكاة اخرى للعوارض الخشبية التي كانت تستدعيا الشعوب البدائية
بدن العمود غليظ في الاسفل وفي السط ثم ياخذ بالضيق
امثلة على الطراز الدوري
1)Parthenon البارثينون على هضبة الاكروبوليس
2)hephaisteion معبد هفايستون وهو معبد اله النار
3)معبد هيرا في اولومبية جزيرة اليولويونيز
4)معبد ابولون في مدينة thermum
5)معبد زيوس
6)Poseidon معبد بوسيدون
*معبد البارثنون parthneone
شيد في القرن الخامس قبل اليلاد في الداخل استخدمت الاعمدة الايونية لاعطاء الارتفاع لقلب المعبد
اهمية المعبد تتجلى في مجموعة المنحوتات الرائعة التي تزين كل اقسام المعبد الدخلية .
الفنان الذي قام بنحت معظم التماثيل المنحوتات التي تزين كل جوانب المعبد هو الفنان فيدياس
الغاية من المعبد كانت تحقيق الغاية الوظيفية والجمالية
مخطط المعبد :
يقوم المعبد على قاعدة مؤلفة من ثلاثة طبقات متدرجة stulobate ارتفاعها حوالي 1.70مويصعد الية بدرج يتوسط مقدم المعبد
ويحيط بالمعبد من كافة الجهات اروقة محرم على اعمدة وعدد الاعمدة في كل من الواجه الامامية والخلفية يساوي نصف عدد الاعمدة في احدى الجانبين مضافا اليها عمود .
والاعمدة الجانبية عددها 17 عمود ويبلغ ارتفاع العمود 10.45م ويتالف العمود من 11 قطعه اسطوانية
المعبد من الداخل يتكون من 4 اقسام على عكس المعابد الاغريقية التي تتالف من ثلاثة اقسام واقسام معبد البارثنون هي :
1.المدخل prunaos وهو قليل العمق يتقدمه رواق محمول على 16 اعمدة
2.القسم المقدس الاوسط cellaاوnaos ويقع خلف المدخل مباشرة وهو عبارة عن قاعة مستطيلة الشكل يبلغ طوله 30م ويحتوي على صف من الاعمدة يلتف محاذيا لجدرانها الثلاثة فيقسمها الى ثلاثة اروقة غير متساوية في الصف فالوسط اكثر عرضا من فيتشكل بذالك اطار معماري يحيط بتمثال (اثينا بارثنوس) المصنوع من العاج والذهب وهذا المثال احدى معجزات الفنان فيدياس
3) القسم الثالث partheneon وقد اخذ عنة اسم المعبد وهو مخصص لحفظ الهدايا المقدمة للمعبد وهذا القسم يحتوي على الاعمدة الايونية التي تحمل السقف وينفصل عن الهيكل المقس بواسطة جدار .
4)opistho doms وهو القسم الخلفي للمعبد والقسم الامامي pronau ويتصل مع القسم المقدس عند طريق مدخل في الجدار الفاصل بينهما
*الطراز الايوني :
البحر الايوني : بحر يتفرع من المتوسط ويقع بين ايطاليا وابانيا اليونان
ايونيا IONIE :قديما تقع على ساحل تركيا الاسيوية الغربي وتمتد بين ازمير ومنديليا
نشا النظام اليوني في جزر بحر ايجة سواحل المستعمرات الشرقية في القرن السابع في معبد افسوس وذالك رمزا من المستعمرات الاييونية التي لم يحتلها الدوريون في اسيا الصغرى
اقسام العمود الايوني
ا. ما تحت العمود
1.leveling course اساس التسوية
2.stylo bate رصيف ارضية المعبد
3.stereo bate الاساس السفلي
ب.column العمود
1.base القاعدة
2.shaft اسطوانة العمود
3.capital التاج
.volute حجم التاج الذي يحتوي على اشكال حلزونية
.abacus المخدة العليا
ج.entablature الجزء المحمول من الاعمدة ويتكون من
1.architrave
2.frieze
3.cornice
* مميزات العمود الايوني
1. تاج العمود له تكوينات حلزونيه معقوفة ما يدل على تأثيرات العمارة المصرية
2. تتميز الاعمدة بالطول والرشاقة وننراوح ما بين 9.8امتار
3. يرتكز العمود على قاعدة ترتكز بدورها على مصطبة المعبد والمتألفة من 3 طبقات حجريه
4. القاعدة تتألف من3 اطارات دائرية بارزة عن جسم العمود وجسم العمود مقسم الى مساري شاقولية يفصل بينهم خطوط مستقيمة
5. يعلو تاج العمود وسادة يرتكز عليها ardithare المؤلفة من ثلاث طبقات والطبقة العليا اكثر بروز من الوسطى والوسطى اكثر من السفلى
6. يرتكز على architrave افريز يحمل الزخارف المختلفة التي تزين المعبد ويلي الافريز كورنيش تعلوه في واجهتي المعبد الاماميه والخلفية جبهه مثله
7. يعطي ملامس جمالية من خلال الزخارف
8. تيجان الاعمدة ليست متشابه الوجوه واتفادي ذالك الاختلاف عمد المعماريون الى تعمير تيجان بحيث تكون لفائفها معقوفة بزاوية 45درجة
9. بروز حليات التاج التي تحتوي على زخارف عند وجه اللفات
العمود الدوري العمود الايوني
اقصر واقل رشاقة وزخرفة واقل صلابة اكثر رشاقة واطول واكصر زخرفة واكثر صلابه
نسبة قطر العمود الى طوله 5/1. 6/1 نسبة قطر العمود الطوله 8/1
قطرة اكثر من العمود الايوني لايمكن ملاحضة الفارق بين اسفل العمود واعلاه مع انة يتناقص قليلا عند القاعدة وبشكل اسطواني
الاخاديد ضيقة وذات اطراف حادة قطرة اقل من العمود الدوري
تاج العمود اكبر قاعدتة تتألف من حجر صخم منحوت على شكل حلقتين مزخرفتين موضوعتين فوق بعضها تستندان على قاعدة مربعة
الارشتيراف يتكون من صف واحد من الاحجار الملساء جذعة مخدد وهي نصف مستديرة او نصف بيضوية والاطراف ملساء اخاديد كثيرة بالنسبة لقطر العمود
نسبة لجسم الرجل تاج العمود اصغر ووجود زخارف حلزونية نباتية
الاشتيراف يتكون نت صفين او ثلاثة من الاحجار المنحوتة
نسبة لجسم المرآة
امثلة على المعابد الايونية :
معبد الايريكتون Erechteion
يقع المعبد على هضبة الاكروبول في اثينا قام بالاشراف على البناء المهندس philocies فيلوكس ويعود تاريخ البناء الى القرن الخامس ق.م
وهو افقيا يختلف عن المعابد الاغريقية
وهو يتكون من عدة اقسام :
1)القس الجنوبي وتحمل واجه هذا القسم 6تماثيل لنساء ايونيات اربعة منها في الواجهه واثنان في كل جانب وارتفاع كل تمثال 2.60م وارتفاع الراس 80سم ببهو المحملات
2)القسم الشمالي : عبارة عن صالة واسعة يتقدمها اربعة اعمدة يبلغ ارتفاع كل منها حوالي 7.62 م وقطرة 0.85 وهذا القسم يصعد اليه بواسطه 12 درج والدرج استخدم للتغلب على الميل الناتج عن طبيعة الارض
ويقدم المعبد على مصطبة مؤلفة من ثلاث طبقات ويتم الوصول الى المعبد عبر مدخل في الطرف الشرقي
ويتقدم المدخل رواق محمول على 6 اعمدة ارتفاع كل منها 6.57م وقطرة 0.71سم وارتفاع الواجه حوالي 10 امتار وبين القسم الشمالي والجنوبي هناك مدخل رئيسي
ويتميز المعبد بوجود نوافذ انارة وتهوية القسم الدلخلي كما ان مخطط الاريختون غير مقسم ويحتوي على ثلاث حجرات بارتفاعات مختلفة بجانب رواق ذو 6 اعمدة ايونية في الجهة الشرقية وباب واسع في الجهة الشمالية
وفناء له سته كارياتيد بدلا من الاعمدة في الجهة الجنوبية
* الطراز الكورنثي Corinth order
يشبة في تكوينة الطراز الايوني الا انة يختلف في شكل تاج العمود وفي اواخر القرن الخامس يبدو ان التأثيرات اصبح منصب على الزخارف حيث جرى ابداع التاج الكورنثي بديلا واكثر رونقا من تاج الايوني وشكل التاج الكورنثي يشبه تماما جرسا مقلوبا تفضيه براعم واوراق الاكانثه acanthus التي تبدو وكأنها تشتق من اعلي اسطوانة العامود
وفي البدايه استخدم التاج الكورنثي للاعمده الداخليه فقط ثم استخدم بدلا من التاج الايوني للاعمده الخارجيه
ومن الامثله: الصرح التذكاري الخاص بليسيكراتس في اثينا 334قبل الميلاد وهو منصه فائقة الاناقه لجائزه تذكاريه كسبها ليسيكراتس في احدى المسابقات
ويمثل البناء الاسطواني الشكل الذي يرتكز على قاعدة مرتفعة نسخة مصغرة عن ذالك النوع من المباني الدائرية المعروفة tholos وبعد ذالك صار التاج الكورنثي يستخدم في الواجهات الخارجية للمباني الفخمة واعتمد كثيرا في الفترة الرومانية.
مميزات العمود الكورنثي
1. يتميز العمود الكورنثي بزخرفتة التي تزين التاج في جميع الجوانب
2. التاج يتميز من اكثر التيجان زخرفتا وجمالا ويتألف من زخرفة على اشكال اوراق الاكتشوس عروف الاشكال الحلزونية
3. الحلزونات المعقوفة منحوتة بزاوية 45 درجة
4. طول العمود يساوي 10 امثال قطرة
5. التاج اكثر بروزا عند البناء من التاج الايوني
امثلة على الطراز الكورنثي :
أ)النصب التذكاري لسقراط في اثينا
شيد النصب علام 330ق.م وهو مبنى صغير مستدير يحيط به من الخارج اعمدة كورنثية وكأنها متصلة بالجدار ولكنها في الحقيقة قد بنيت كاملة ثم انشئ الجدار بينها وسقف كورنيش المبنى مصنوع من قطعة واحدة من الرخام .
ب) برج الرياح في اثينا

محب بلاده
2012-01-10, 19:29
اسم العضو :فريد سات
الطلب :بحث حول الفن والعمارة عند الاغريق
المستوى : سنة اولى علوم انسانية
شكرا لك أخي الكريم


تقرير مبسط مع الصور حول العمارة الأغريقية و المعابد الأغريقية و العناصر الأساسية في العمارة الأغريقية و بالأخص الأعمدة .... أتمنى أن ينال أعجابكم ... مع السلام و التحية

شهر رمضان شهر الطاعة و الغفران

أحمد السعيدي / طالب الهندسة المعمارية / جامعة البصرة



http://www.m3mare.com/up/download-809345df85.zip.html


الجزء الثاني من التقرير ..............

http://www.m3mare.com/up/download-765324657c.zip.html

محب بلاده
2012-01-10, 19:39
اسم العضو :فريد سات
الطلب :بحث حول الفن والعمارة عند الاغريق
المستوى : سنة اولى علوم انسانية
شكرا لك أخي الكريم


العمارة الإغريقية Greek Architecture



من 3000 إلى 146 ق.م




نبذة مختصرة:




ازدهرت هذه العمارة تقريبا في عهد بركليز 444-429 ق.م وكذلك أيام حكم الملك فيليب وابنه الاسكندر الأكبر 334ق.م.

وتعد العمارة الإغريقية أول الحضارات التي تهتم بالدقة المتناهية في التصميم بالنسبة للنسب الجمالية ومراعاة الأشكال الفنية الجميلة و تتميز الحضارة الإغريقية بطرزها الثلاث الدوري والأيوني والكورنثي, وقد أطلقت هذه الأسماء على هذه الطرز نسبة إلى شكل الأعمدة التي تتكون منها المعابد, فمثلا يشير النظام الدوري كاصطلاح إلى الأجزاء الموحدة الثابتة وتتابعها وتكوينها في المعبد الدوري فنلاحظ تلك الأقسام, القاعدة المدرجة المكونة من عدة سلالم مرتفعة ثم بدن العمود ثم التكنة, مما يكون لنا بما يسمى نظام الحامل والمحمول حيث يتكون نظام الحامل من بدن به تجاويف رأسية وتاج ويتكون المحمول من الحمال والإفريز والكرونيش ويبنى المبنى كله من بلوكات من الحجر متلاصقة تماما وبدون مونة لاصقة وأحيانا ما كانت تربط هذه الأحجار عن طريق قطع معدنية أما بالنسبة للأسقف فكانت تتكون عادة من بلاط تراكوتا تثبت على عروق من الخشب محملة على كمرات خشبية أيضا وبذلك كانت معرضة للحريق بسهولة.

ويتجلى الجمال المعماري لتلك الحضارة الرائعة في معابدهم كمثال لمعبد الأركيزون- شكل 3 فالمدخل الشمالي مثلا تم تخصيصه للعذراوات فقط وهو عبارة عن ستة أعمدة بأشكال نسائية لحمل سقف المدخل, وهذا ما دفع أحد الحكام الأتراك بعد حوالي ألفي عام إلى تحويله إلى قصر للحريم وهذا يرجع إلى روعة هذه التماثيل وأيضا الأعمدة الأيونية في الداخل وأعمال النحت الرائعة داخل المبنى, وأهم ما يميز هذه الحضارة الأنيقة هو تحديد أمان وضع النقوش في شكل منظم, وتتميز نقوشهم بالحساسية والدقة والرشاقة,’ على عكس الحضارة المصرية القديمة والتي كانت ترتكز على ملأ الجدران بالنقوش والرسومات.




العوامل المؤثرة( الحضارة الإغريقية)



الحضارة ما هي إلا عوامل مؤثرة وبيئة محيطة لذا كان لزاما علينا أن نذكر العوامل المؤثرة والبيئة التي نشأت فيها العمارة الإغريقية.


1- الناحية التاريخية:



بدأت أولى المحاولات في بناء المعابد تقريبا ما بين عامي 490, 479 ق.م وذلك نتيجة لتعرض اليونان لهجمات من قبل الفرس والعجم ونتيجة لانتصاراتهم في موقعة برية وبحرية ضد هجمات الفرس والعجم تم تخليد هذه الانتصارات عن طريق المعابد ثم ازدهرت أثينا أيام حكم بركليز 444-429 ق.م وانتشرت تلك الحضارة عن طريق الملك فيليب وابنه الاسكندر حيث انشأ مدينة الإسكندرية ووحد بين مصر واليونان وامتدت الفتوحات إلى شمال الهند وانتشرت أيام الحكم الهيليني حتى وصلت إلى آسيا الغربية وبعد وفاته (الاسكندر الأكبر ) اقتسمت الإمبراطورية ووزعت على قواده وكانت مصر من نصيب بطليموس وأسس دولة البطالمة وانعزلت اليونان مما اتاح لروما أن تتدخل وتسيطر على اليونان عام 146 ق.م.

ويمكن تقسيم العمارة الإغريقية بالنسبة للمراحل والخطوات التي مرت بها إلى ثلاث فترات هي:
1- الفترة قبل الكلاسيك إلى عام 1100 ق.م.

2- الفترة الانتقالية من 1100 إلى 700 ق.م

3- الفترة الكلاسيكية من 700 إلى 350 ق.م.



2- المناخ: تمتاز اليونان باعتدال مناخها وصفاء جوها وصحوته, وجمعت بين برودة الشمال ودفء الجنوب, مما أدى لظهور هذه المدينة المعمارية التي تتميز بجمال النسب المعمارية, وذلك مما ساعد على ممارسة أعمالهم في الهواء الطلق مثل القضاء والتمثيل وإدارة الأعمال والاحتفالات ومن أهم الخصائص المعمارية التي تأثرت بالمناخ وجود البوائك والكلونيد واليوريتيكو وذلك لتجنب أشعة الشمس وهطول الأمطار فجأة.

3- الناحية الجيولوجية:

أهم ما تمتاز به هذه البلاد هو وجود الرخام والأحجار بكثرة وبالأخص في جزر باروس وناكسوس واهتم الاغريق بجودة الأحجار بطريقة مبالغ فيها وذلك للحصول على خطوط مستقيمة للغاية وأسطح ملساء لدرجة أنهم كانوا يضيفون طبقة من البياض الرخام على الحوائط المبنية من الأحجار للحصول على أسطح ملساء رخامية جميلة وكانت هذه الظاهرة من أهم مميزات الحضارة الإغريقية في اليونان.



4- الناحية الجغرافية:

شبه الجزيرة اليونانية محاطة بالبحر من ثلاث جهات وامتدت الحضارة الإغريقية إلى بلاد أخرى مجاورة كجزيرة صقلية وجنوب ايطاليا وآسيا الصغرى وساعدت الجبال الموجودة على تقسيم اليونان إلى مناطق نفوذ مختلفة ومن هنا نشأت المنافسة بين هذه الولايات لإبراز حضارة كل منها.

5- الناحية الدينية:



كان يعتمد الدين الإغريقي على عبادة الأشخاص أو الظواهر الطبيعية وكانت لكل بلد عبادة معينة وأعياد خاصة بها وتوجد أيضا آثار لمعتقدات وعبادات أخرى تعتمد على عبادة الأبطال وكان الرهبان والقساوسة هم الذين يقررون ذلك وربما لمدة معينة للرجال والنساء والأبطال وبعد ذلك تنتقي عنهم هذه الصلاحية ويعودون مرة أخرى لطبقة الشعب وقد كان للدين تأثير كبير على الاغريق مما ظهر بوضوح في معابدهم ويرجع هذا التأثير لأنهم كانوا ينظرون للدين نظرة فلسفية عميقة.


[center]
أنواع المباني الإغريقية



أولاً المعابد:



أهم ما يميز العمارة الإغريقية طرزها الثلاث الدوري والأيوني والكورنثي وعادة ما يسمى كل طراز من هذه الطرز النظام المعماري ولقد استعملت هذه التسمية فقط في العمارة الإغريقية لأن في استعمالها ما يوحي بأن المعبد الإغريقي الدوري استخدمت فيه عناصر موحدة ثابتة من حيث النوع والعدد ومن حيث علاقة هذه العناصر ببعضها البعض وعلى ذلك نرى مثلا أن المعابد الدورية تتشابه من حيث العناصر والتكوين والنظام وكذا المعابد الأيونية والكورنثية يشير النظام الدوري إلى الأجزاء الثابتة وتتابعها وتكوينها في المعبد الدوري فنلاحظ تلك الأقسام الرئيسية لهذا النظام القاعدة المدرجة ذات السلالم المرتفعة ثم بدن العمود نفسه ثم التكنة حيث يتكون العمود من بدن به تجاويف رأسية وتاج وتتكون التكنة من الحمال والإفريز والكورنيش ويبنى المبنى كله ببلوكات من الحجر للحصول على تقابلات وخطوط منتظمة ودقيقة وأحيانا تربط هذه القطع الحجرية بقطع معدنية عند الضرورة فيما يتعلق بالأسقف فكانت تتكون عادة من بلاط تراكوتا تثبيت على عروق من الخشب محملة على كمرات خشبية أيضا وساعد ذلك على سهولة احتراقها دائما.

المساقط الأفقية للمعابد:

المساقط الأفقية للمعابد ليست مرتبطة بالأنظمة وربما تختلف تلك الأنظمة تبعاً لحجم المبنى ولكن تتشابه هيأتها الأصلية فالنواة الأساسية في المعبد هي المحراب والمدخل المغطى وعلى جانبيه عمودان وأحيانا نجد مدخل أخر خلف المحراب لتأكيد التماثل والمحورية ويحيط بالمعبد رواق من الأعمدة.

يعتبر معبد أرتيمس في كورفي من أهم المعابد التي عبرت لنا عن الطراز الأيوني بوضوح وبصراحة ومما لا شك فيه أنهم اقتبسوا هذا النظام من المصريين القدماء كما سبق القول في طريقة البناء بالحجارة وطريقة خشخنة الأعمدة ولكن الفرق أن المعبد المصري أعتمد على التأثير الداخلي في زواره من رهبة أما الإغريقي فكان يقوم على التأثير في النفوس عن طريق المظهر الخارجي.

أهم المعابد الإغريقية:

معبد البارثينون:

ظهرت لنا المعابد الإغريقية الرائعة بعد تولي بركليس الحكم وذلك بعد أن تم تدمير هضبة الأكربول على يد الفرس عام 480 ق.م ووصلت ا تحت حكمه إلى أوج عظمتها ومن أهم هذه المعابد معبد الباراثينون وكان مخصص للألهه أثينا-كما كانوا يعتقدون-.

بني معبد الباراثينون على هضبة الأكروبول من الرخام الأبيض الناصع على الضفة الجنوبية من الهضبة وقد استخدم هذا المعبد لأربع ديانات أثينا وكنيسة ثم كاتدرائية كاثوليكية ثم مسجدا تحت الحكم العثماني ولكنه دمر اثناء الحكم العثماني لاستخدامه كمخزن للذخيرة.




التأثر بالحضارات السابقة(الحضارة الاغريقية
)





التأثر بالحضارة الفرعونية:



تأثرت الحضارة الإغريقية بالحضارة الفرعونية تأثر واضح حيث كان للمصريين من عصر ما قبل الأسرات علاقات بسكان جزر البحر المتوسط تطورت بمرور الأجيال إلى معاملات تجارية نتجت عنها تأثيرات شتى في الحضارة والفن وظهر هذا التأثر في العمود الدوري فلا عجب عندما زار المعماري الإغريقي مصر ووجد معظم مساكنها بهذه الأعمدة البسيطة الأضلاع والزوايا وبما أنه يهتم بالبساطة فتأثر بهذا العمود البسيط وعلق في ذهنه بسهوله مما دفعه لتطبيقه في مسقط رأسه والتصرف في بعض التفاصيل المعمارية وسنضيف في نهاية البحث مقارنة بسيطة بين العمودين المصري والإغريقي.



التأثر بالحضارة الفارسية:

تأثرت الحضارة الإغريقية تأثرا غير مباشر بالحضارة الإغريقية ويتجلى ذلك في الروح الشرقية التي يتسم بها العمود الأيوني وذلك لاتخاذه الشكل اللولبي والذي يسمى باللفافات.
التأثر بالعمارة الساسانية:



لم تتأثر الحضارة الإغريقية بالحضارة الساسانية.

العمارة الإغريقية:

شيء طبيعي أن تكون الحضارة الإغريقية هي الملهم الأول والأخير للحضارة الرومانية كما كانت الحضارة الفرعونية هي الملهم الأول للحضارة الإغريقية ولذا جدير بالذكر ان نقول أن الحضارة الفرعونية كانت وما زالت الملاذ الدائم لأي معماري حتى يتخذها له منهاجا يسير عليه.

فريد سات
2012-01-10, 22:48
شكرا لك اخى الكريم
بارك الله فيك

yamoran
2012-01-10, 23:20
ارجوك يا استاد المساعدة بالبحث عاااااااااااااجلا اني لا ازال انتظر الرد من فضلك
السلام عليكم
ارجوا مساعدتي لي بحث يوم الخميس بعنوان المقاربات المجددة لنظرية التكامل
بين الحكومية. عبر الوطنية. العالمية. المؤسساتية. البنيوية الاجتماعية.


المستوى السنة الرابعة العلوم السياسية والعلاقات الدولية.

أجل التسليم :قبل يوم الخميس 12/01/2012
وشكرا.

محب بلاده
2012-01-10, 23:26
[PDF] مذكرة السعيد word-pdf (http://theses.univ-batna.dz/index.php?option=com_docman&task=doc_download&gid=57&Itemid=3)

theses.univ-batna.dz/index.php?option=com_docman...3
لقد أجريت +1 لهذا بشكل عام. تراجع (https://www.google.com/search?hl=ar&client=firefox-a&hs=kCl&rls=org.mozilla:ar:official&sa=X&ei=wroMT4HQBMKaOu7X2JgH&ved=0CBoQBSgA&q=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A7 %D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9+ %D9%84%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84% D8%AA%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A8%D9%8A%D9%86+% D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9.+% D8%B9%D8%A8%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D 9%8A%D8%A9.+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D 9%8A%D8%A9.+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D 8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9.+%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D 9%8A%D9%88%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8 %AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9.&spell=1&biw=1366&bih=587#)
نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat
ﺃﻫﻢ ﻣﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﲏ . o. ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ. : ﻣﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ. ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻱ. /. ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ. ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ. Structuralism ... ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺍﳉﺪﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﺣﻮﻝ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ . ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ ...

محب بلاده
2012-01-10, 23:27
..


[DOC] الدكتور خلف الجراد - المركز الوطني للتوثيق: قاعدة المعطيات حول ... (http://doc.abhatoo.net.ma/IMG/doc/awu21.doc)

doc.abhatoo.net.ma/IMG/doc/awu21.doc
لقد أجريت +1 لهذا بشكل عام. تراجع (https://www.google.com/search?hl=ar&client=firefox-a&hs=kCl&rls=org.mozilla:ar:official&sa=X&ei=wroMT4HQBMKaOu7X2JgH&ved=0CBoQBSgA&q=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A7 %D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9+ %D9%84%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84% D8%AA%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A8%D9%8A%D9%86+% D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9.+% D8%B9%D8%A8%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D 9%8A%D8%A9.+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D 9%8A%D8%A9.+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D 8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9.+%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D 9%8A%D9%88%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8 %AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9.&spell=1&biw=1366&bih=587#)
نوع الملف: Microsoft Word
ويناقش الكتاب مسألة التكامل الاقتصادي العربي كطموح وعقبات. ..... وهي مدرسة متأثرة بالأيديولوجيات والتيارات الاجتماعية العالمية. ...... هو التدخل العظيم والتشابك الواسع بين أنماط مختلفة تخضع لقوانين داخلية- بنيوية متباينة إلى حد ... الاقتصادية والاجتماعية والسياسية "السلطوية، المؤسساتية) للنمط الاقتصادي الجديد، تبدأ ...

محب بلاده
2012-01-10, 23:28
[DOC] الأبعاد الايجابية (http://www.nsa.gov.iq/pd.doc)

www.nsa.gov.iq/pd.doc
لقد أجريت +1 لهذا بشكل عام. تراجع (https://www.google.com/search?q=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A 8%D8%A7%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF %D8%A9+%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9+%D8%A7 %D9%84%D8%AA%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A8%D9%8A% D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D9%8A%D 8%A9.+%D8%B9%D8%A8%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7% D9%86%D9%8A%D8%A9.+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84% D9%85%D9%8A%D8%A9.+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B3% D8%B3%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9.+%D8%A7%D9%84%D8%A8% D9%86%D9%8A%D9%88%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D 8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9.&hl=ar&client=firefox-a&hs=os5&rls=org.mozilla:ar:official&prmd=imvns&ei=8boMT7-LLI-gOrvuvJgH&start=10&sa=N&biw=1366&bih=587#)
نوع الملف: Microsoft Word -
وآليات التفاعل معها من قبل المؤسسات والشرائح الأجتماعية ... استراتيجية الامن الوطني العراقي وآفاق تطبيقها بين التوصيف النظري وآليات التطبيق الميداني . ... أهدافه العملية، وتحقيق التكامل والتنسيق بين سياساته التنفيذية وآلياته الإجرائية ... أن وحدة المبادئ النظرية العامة للأمن القومي لدى كل الدول توحد لديها مكوناته البنيوية مفهوماً ...

محب بلاده
2012-01-10, 23:29
ممكن هذا يفيدك


هناااا (http://www.marefa.org/sources/index.php/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A9_%D9%88% D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9)

محب بلاده
2012-01-10, 23:31
محددات السياسة الخارجية (http://walspace.ahlamountada.com/t64-topic#94)



تتسم العلاقات بين دول الجنوب، بسمة أساسية تتمثل في محدودية قدرتها على تنمية المقومات الحضارية و الممكنات الاقتصادية و الثقافية في أبعادها المختلفة، إن سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو المتعددة الأطراف، و لا تشد الدول الإسلامية عن هذه القاعدة، فعادة ما يصعب تكييف طبيعة التفاعلات بين هذه الدول و إرادتها في نسج علاقات تفاعلات متوازنة و قارة فيما بينها، و خاصة أن المعطيات الدولية المتغيرة لا تسمح إطلاقا بتواجد السياسات الانفرادية الخارجة عن المنطق العام الداعي إلى التكتل ضمن دول متحالفة أو مناطق اندماج إقليمية رائدة.
لقد حاول بعض رواد المدرسة الأمريكية للسياسة الخارجية الإجابة عن الاستفسارات المتعلقة بطبيعة العلاقات بين مكونات الدول الإسلامية، حيث عكفت هذه الاتجاهات على بسط النظريات المهيمنة في العالم الإسلامي المرتبطة بدراسة مجال التنمية الاقتصادية، أزمة الشرق الأوسط و البنيات الاقتصادية و الثقافية لهذه البلدان، حيث وجدت أن مطالب التحديث في هذه المنطقة تقودها الأنظمة العسكرية أ و المحافظة التقليدية، هذه الأخيرة فشلت إلى حد بعيد في جميع محاولاتها لتحديث شعوبها أولا، وفي الاندماج فيما بينها ثانيا.
إن هذه الحقائق البنيوية الفارقة، ساهمت في ظهور العديد من المقاربات لكـل من "Daniel lerner" و"Manfred halpern" و"Jhon Campbell " وآخرين ساهموا في نسج براد يغم عام لدراسة العالم الإسلامي وخاصة منطقة الشرق الأوسط وتدريسه في الجامعات الأمريكية فيما يعرف ببرامج دراسة المناطق "Area studies programs"( 1).

لا شك أن التوجهات السياسية لكل دولة، تنبثق من مجموع تصوراتها، إدراكاتها وقيمها بما لا ينفصل عن كيان وذات المجتمع وروحه ومحركاته التي تمتد عبر المظهر المادي المجرد إلى المقومات المعنوية فيه، فسلوك الدولة في حركة علاقاتها الخارجية، يصدر عن قرار والقرار سلوك سياسي يرتبط بتصور وإدراك صانع القرار.
كما أن الصورة التي يكونها الشعب عن ماضيه هي مرجعه الوحيد في مواجهة المستقبل، وعليه فإن تحليل مفهوم خبرة الشعب التاريخية، تعود لمعرفة بناء الإطار الاستراتيجي لسياسة خارجية، فالصدام بين دولة وأخرى هو في واقع الحال طرح بين تصورات ومدركات تجسدها إرادات الدول في شكل أسلوب أو أساليب معينة2

وعلى هذا الأساس، فإن مصطلح السياسة الخارجية، كما يطيب لبعض الباحثين التدليل عليه، هو سلوك الدولة في علاقاتها الخارجية، سواء كان ذلك السلوك على نحوإيجابي أو سلبي، وهو سلوك تظهر موجهاته في ميكانيزمات وعملية القرار ذاته، من حيث البحث في
3 "comportement Détermine" عوامل تشكيله البعيدة والتي يؤدي الترابط والاختلاف فيها إلى سلوك محدد
بناء على هذا التعريف البسيط للسياسة الخارجية، و اعتبارا لانتماء المغرب لدول الجنوب و الدول العربية الإسلامية، يجدر بنا التذكير أن الممارسة الدبلوماسية المغربية تحاول اكتساب حضور متواصل يسعى بالتأكيد إلى التعبير عن سلوك حذر ومعتدل؛ يهدف إلى التكيف مع حقائق المحيط الإقليمي و الدولي، والاعتماد على تصور عقلاني يأخذ بعين الاعتبار المؤثرات الداخلية ومتطلبات المحيط الذي تتفاعل ضمنه.
إن اعتبار المغرب بلدا عربيا إسلاميا؛ يجعله يبدو من الناحية المعنوية و التضامنية الخالصة، أكثر التصاقا والتزاما بجل القضايا العربية والإسلامية؛ وكل المؤشرات التاريخية والسياسية والدينية والثقافية تدل على الارتباط الحتمي بالعروبة والإسلام.

أولا: انعكاس الوضع الداخلي على توجهات السياسة الخارجية

إن قراءة وضعية المغرب الإقليمية بعد نهاية الحرب الباردة، ودراسة المؤثرات العامة في سلوكه الخارجي إزاء العالم الإسلامي، وجوانب القصور في هذه العلاقة، تقتضي منه دراسة وتبني سياسة خارجية مغربية إسلامية وفق تصور استراتيجي يهدف إلى دعم وتأكيد هذه العلاقات عن طريق استغلال كل الإمكانيات المحتملة، باعتبار أن المغرب من منظور القدرة والإمكانات الاقتصادية والعسكرية بلدا متوسطا، أو أقل من ذلك، يستطيع مواكبة وتكييف هذه المقدرات مع الرهانات الدولية والإقليمية وتجاوز الصعوبات والعراقيل التي تحول دون تحقيق اندماج وتفاعل بناء مع العالم الإسلامي، وخاصة أن السياسة الخارجية تراعي بالأساس تصور الدولة لمصالحها، بما أنها تشكل مجمل الأقوال التوجهات والاستراتيجيات والأفعال الصادرة عن صانعي تلك السياسة والتي يعبئوا مواردهم لتحقيقها4
إن العديد من المعطيات الذاتية والموضوعية، حتمت على المغرب بعد استقلاله من الوجهة الإستراتيجية والجيوسياسية، تبني خيارات ونهج سياسات متفاعلة مع البيئة الداخلية ومع كل التحولات التي عرفتها المنطقة وإن لم يكن في اتجاه تكريس فكرة التفوق و لعب ادوار حاسمة في المحيط الدولي، فعلى الأقل الدفاع عن مصالحه الراهنة و دوام استمرارية دور الدولة المغربية بالمنطقة والتفاعل مع سياسات واستراتيجيات باقي الفاعلين في المحيط الإقليمي5
فالسياسة الخارجية المغربية في محيطها العربي والإسلامي، تعني مجمل الممارسات المغربية في أبعادها المتداخلة والمتفاعلة من مواقف سياسية ومبادرات دبلوماسية وعسكرية وأيضا من سياسة اقتصادية وتجارية وثقافية، وكذا انشغالاته الأساسية في المنطقة التي تتمثل في استكمال الوحدة الترابية للمغرب، الاهتمام بمسالة التوازن الإقليمي بالمنطقة مع وجود جارين مقلقين (اسبانيا و الجزائر6
إذا كانت أهداف السياسة الخارجية تسير في اتجاه دعم حلقات الانتماء العربي الإسلامي، فهي مدعوة لأن تتأقلم مع معطيات البيئة الداخلية، حيث أن الرهانات المطلوبة تتجاوز محاولة التوفيق بين التوازنات و تتعداها إلى إيجاد حلول للمعضلات والإشكالات الأصلية التي يتخبط فيها المغرب، مع الرغبة في لعب دور محدد في الساحة الدولية، وذلك بدعم توجهاته العربية والإسلامية ودفع الدبلوماسية نحو آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية والثقافية، مع مراعاة أولوية القضايا الداخلية، وفي هذا الإطار فإن ملف الصحراء يعتبر من المنظور الاستراتيجي أحد الملفات- المفاتيح بالنسبة للدبلوماسية المغربية، إضافة إلى هدف بناء دولة ديمقراطية وحداثية.
انطلاقا من هذا التوضيح، تظهر صعوبة فصل العوامل الداخلية وبلورة دورها بكل وضوح في تحديد السلوك الخارجي؛ بالنسبة للمغرب فإن الترتيب المؤسساتي لدور هذه العوامل يضع أهم مكون من مكونات الحقل السياسي المغربي على رأس العمل الدبلوماسي، ويتعلق الأمر بالمؤسسة الملكية، حيث يعهد الدستور المغربي للملك الإشراف على وضع الخطوط العريضة للسياسة الخارجية، أما تنفيذ ومتابعة قضايا السياسة الخارجية فتعهد إلى مؤسسات حكومية، حيث تحتل وزارة الشؤون الخارجية مكانة متميزة رغم أن عمل هذه المؤسسة أصبح متأثرا بمعطيات ذات بعد تنظيمي ومؤسساتي.
يشير أحد المختصين المغاربة، أن التسلح بفكر العصر لإنجاح العمل الدبلوماسي لم يعد يقتصر على مهمة التمثيل الدبلوماسي فحسب، وخاصة إذا ما أردنا جعل الدبلوماسية المغربية دبلوماسية واعدة و أداة للتنمية والتطور(7 )،إن هذا الأمر يدعو إلى إعادة النظر في الإطار المؤسساتي للعمل الدبلوماسي، مع مراجعة كافة أدوار المؤسسات المعنية بقضايا السياسة الخارجية.
إن بناء السياسة الخارجية المغربية، ينطلق من توحد المعايير التي تقوم عليها الدولة المغربية؛ والتي تشهد على تداخل هذه العوامل، بيد أن المؤثرات التاريخية التي نمت وترعرعت في المجتمع الوطني على المستوى الداخلي، لعبت دورا رياديا في إبراز هذه السياسة، وتجدرت تدريجيا في الثقافة السياسية للمواطن المغربي، وهذه المبادئ تركز على السيادة الوطنية ، شرعية المطالب الترابية والتضامن العربي والإسلامي؛ على هذا الأساس يلتزم المغرب بحضور كافة المنتديات واللقاءات والمؤتمرات والمفاوضات التي تعهد إلى العاهل المغربي المساند من قبل الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية للقيام بدور المفاوض في القضايا العربية والإسلامية.

ثانيا: دور العوامل الشخصية
يشير جون جاك روسو رائد الليبرالية الديمقراطية إلى أن « الممارسة الخارجية للسلطة لا ترجع إلى الشعب، لأن مناهج الدولة ليست في متناوله؛ وإنما في يد الرؤساء الأكثر استنارة وإلماما بخصوص هذه القضايا»( http://illiweb.com/fa/i/smiles/icon_cool.gif، عل غرار هذه المقولة، فإن الملك باعتباره أمير المؤمنين، يعد المنسق أو المهندس للسياسة الخارجية، حيث أنه يرأس مجلس الوزراء ويسهر على قيادة الدفاع ويشارك في المفاوضات الدولية، بمعنى أنه يملك كافة الوسائل التي تمكنه من القيام بهذا الدور بشكل فعلي بما في ذلك التوفيق بين المواقف الشعبية والرسمية والصراعات الداخلية بين الإرادات والإذعانات المختلفة المرتبطة بالمحيط الخارجي.
إن الارتكاز على نظرية المجال المحفوظ - التي أكدها الجنرال ديغول وكذلك فرانسوا ميتران- من حيث أن هندسة السياسة الخارجية والدفاع تدخل ضمن صلاحيات رئيس الدولة الملتزم شخصيا بمراقبة كل ما يمس بأمن الدولة، تجعل أن الملك يمارس كافة الاختصاصات التي تخوله مراقبة أمن الدولة المغربية الداخلي و الخارجي.
لا شك أن صفات ومعتقدات صانعي القرار الرئيسين تؤثر في مجمل نتائج قرارات السياسية الخارجية، لكن هل تلعب شخصية الملك دورا محوريا في السياسة الخارجية المغربية إزاء العالم الإسلامي؟ وهل تكفي وجود صداقات بين الشخصيات والرؤساء العرب و المسلمين لدعم توجه دولة ما نحو دولة أو تكتل ما؟ وما هي القيود والعوائق التي تحول دون اتخاذ القرارات الإستراتيجية على هذا المستوى؟
إن الفصل 19 من دستور 1996، يعطي للملك العديد من التسميات والألقاب التي تجعل منه المؤطر المركزي للسياسة الخارجية، باعتباره رمزا لوحدة الأمة وضامن دوام الدولة واستمرارها والساهر على احترام الدستور والضامن لاستقلال البلاد ووحدتها الترابية في حدودها الأصلية9+
إن هذا الفصل يفسر سلطة الملك في المجال الخارجي، حيث يتواجد بمنأى عن اليمين وعن اليسار وفوق الأحزاب السياسية والأجهزة التنفيذية الأخرى؛ اعتبارا من أنه يستمد هذه السلطات من عراقة التاريخ وسلطة الدين وهو يحدد مصير الأمة بذلك10
من الناحية الدستورية، لا يوجد نص يشير إلى المجال المحفوظ ولا أي شيء يحيل إلى الاختصاص المنفرد في الشؤون الخارجية وخاصة بالنسبة لقضية الصحراء؛ وكذلك العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، فليس هناك فضاء خاص يبرز فيه المجال المحفوظ وكذلك القواعد المحددة للشروط التي تنتج اختصاصا لمجال السيادة، وبالتالي فليس هناك مرجعية يمكن الاستناد إليها غير السلطات الملكية والسلطة التقديرية غير المحدودة للملك التي تسمح له بمعالجة الأمور التي تستأثر باهتمامه( 11)؛ الأمر الذي يدفعنا إلى القول بأن المجال المحفوظ هو امتياز ملكي فوق دستوري.
إضافة إلى هذه المركزية الدستورية، فإن شخصية الملك تزداد طفوحا في المشهد السياسي المغربي؛ حيث رآكم العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني تجربة سياسية طويلة وخبرة واسعة بالواقع الدولي في أبعاده المختلفة، وإدراك واقعي ومعتدل لميكانيزماته والقوى المتحكمة فيه، والاضطلاع بمسؤوليات متعددة في النظام العربي والإسلامي متشبثا في ذلك بالاعتدال وهي خاصية ميزت السياسة الخارجية المغربية برمتها، من خلال نهج سلوك يرتكز على استبعاد وسائل العنف وتفضيل أساليب الحوار والتشاور في العلاقات الدولية12

خلال فترة الثمانينيات نجد أن المغرب كان في نفس الوقت رئيسا لمؤتمر القمة العربية الثالثة عشر ورئيسا للمؤتمر الإسلامي ورئيسا للجنة القدس(13)، وكذلك في مرحلة التسعينيات، حرص المغرب على ممارسة نفس الدور باحتضانه وإسهامه في انعقاد العديد من المؤتمرات وخاصة العربية والإسلامية، إن هذا الموقع المحوري للملك في الحقل الخارجي لا ينبغي أن يفهم على أساس أنه احتكاري بشكل مطلق، بل أنه يدخل في إطار ضبط النظام نفسه، فقد يتم الاستعانة بفاعلين آخرين؛ وفي أحيان أخرى يتم العمل على إعادة موائمة أو تعديل بعض الممارسات على ضوء بعض ردود الفعل المسجلة داخل الرأي العام الوطني، دون التخلي عن جوهر الاختيارات التي توجه الممارسة الخارجية المغربية15
إن أقل ما يمكن وصف الملك الراحل الحسن الثاني، ما كتبته المجلة الشهرية "dialogue international" المختصة بإفريقيا والعالم العربي الصادرة في باريس، "الحسن الثاني رجل دولة استراتيجي، كان يشرف على تحديد إستراتيجية الأمة المغربية إزاء المحيط الدولي"، فإذا كانت الإستراتيجية الداخلية للعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني ترتكز على الحفاظ على التنمية المنسجمة للبلد والمجتمع، فإن إستراتيجيته على المستوى الخارجي هي الأكثر تميزا و سطوعا، حيث كان يشغل الرئيس الأول لاتحاد المغرب العربي ولجنة القدس ويتولى رئاسة مؤتمرات القمة العربية والإسلامية المنعقدة بالمغرب بمبادرة منه16
تتجلى أهمية العنصر الشخصي في الدور الذي مارسه الملك ضمن محور الاهتمامات العربية والدولية، حيث كان له من الحس السياسي ما يسمح له بدعم الصف العربي، وتقديم الدعم الكامل وغير المشروط للفلسطينيين؛ فجميع مؤتمرات القمة التي خصصت للاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كان قد احتضنها المغرب وهي كالتالي:
* مؤتمر الرباط 1974خلاله تم اعتراف الدول العربية بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
• قمة الدار البيضاء لسنة 1989 والتي سجل خلالها دعم الدول العربية المطلق لدبلوماسية منظمة التحرير الفلسطينية والقائمة على أساس قرارات منظمة الأمم المتحدة 242-338، فتح الطريق كذلك أمام اتفاق القاهرة الذي أعاد غزة وأريحا للفلسطينيين سنة 1994.
• رئاسة القمة الإسلامية السابعة بالدار البيضاء سنة 1994.
• احتضانه لمؤتمر القمة الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سنة 1996.
إن ميزة الاعتدال والمفاوض المقبول اللتان ميزتا شخصية العاهل المغربي، وكذا سياسته العقلانية، جعلته يقود اللجنة المكلفة بانضمام العالم العربي والإسلامي إلى قاطرة السلام وخاصة إذا علمنا علاقته المتميزة باليهود المغاربة الذين يعتبرون رعايا جلالة الملك حيث يرتبطون معه برابطة البيعة.
وعلى المستوى الإسلامي، فإن الدكتور حامد الغابد، الأمين العام السابق لمنظمة المؤتمر الإسلامي، صرح أن جلالة الملك كان وراء إنشاء هذه المنظمة وتطويرها وراكم داخلها العديد من الإنجازات؛ أهمها الإشراف على رئاسة لجنة القدس باعتبارها قضية محورية تندرج ضمن الاهتمامات الإستراتيجية لفكر العاهل المغربي.
لقد راكم الملك الراحل طيلة سنوات حكمه تجربة دبلوماسية فريدة مع العالم الإسلامي، وقد أشار أحد المفكرين وهو "jalonne rivez"( 17) "انطلاقا من نظرته الثاقبة حول التوازن الوطني والجهوي، فإن الملك الراحل يعتبر من أهم رؤساء الدول حضورا وتمثيلا لمسلسل السلام، فهو بحق قطب رحى الاستقرار الدولي وقيمة غير مسبوقة للاعتدال في العالم الإسلامي".
بصفة عامة، يتعلق الأمر بمهندس لدبلوماسية كونية واعية وإيجابية، مبدعة وحكيمة ومتميزة؛ بمعنى المبادرة والحركة في الوقت المناسب حسب تعبير الكاتب
18"Maurice Oruon"
إن الوظيفة المهيمنة للعاهل المغربي على مستوى العلاقات مع البلدان الإسلامية، تهدف إلى الحفاظ على القيم والاختيارات العقلانية للبلد، الهادفة إلى استكمال الوحدة الترابية، دعم حركات التحرير الوطنية، والحفاظ على السلم الدولي استنادا إلى سياسة الحياد، بناء المغرب العربي، دعم الشعب الفلسطيني، ومعالجة قضايا الأمة الإسلامية في شتى مناطق التوتر في العالم، مع الحرص على إعطاء صورة حقيقية للإسلام بأنه دين حضارة وتسامح وليس دين التطرف والعنف كما جاء في جواب الملك الراحل الحسن الثاني ردا على سؤال صحافي فرنسي19
إن التطرف، حسب ما كان يعبر عنه الملك الحسن الثاني، يتنافى مع مبادئ الإسلام الذي ينهي عن التطرف والغلو ويروم تدارك ما انزلق إليه أتباع الديانات السماوية من مهاوي الطائفية. يتضح من خلال هذه الحوارات، تركيز الملك الراحل على إعطاء العالم صورة لإسلام متفتح يتماشى مع إيقاعات الحداثة والتطور ويمقت أساليب العنف والتطرف المذهبي والديني.
إذا كان المغرب لا يخفى انتماءه العربي الإسلامي، ويعتبره ضمن مجالاته الحيوية في فضاء علاقاته الدولية من خلال التنصيص على ذلك في جل الدساتير منذ 1962 إلى دستور 1996( 20)، الذي يمثل أسمى قانون في البلاد، فإن هذه العلاقات بحكم الالتحام الجغرافي مع بعض البلدان الإسلامية وبعد المغرب عن البلدان الأخرى قد لا تخضع بشكل عام للمحدد الجيوسياسي وكذا الجغرافية السياسية التي لا تطرح مشكل الجوار مع الدول الإسلامية، فإن هذه العلاقات برمتها تعتمد على الجانب الشخصي للعاهل المغربي، على أساس تقاربه مع بعض قيادات الدول العربية والإسلامية؛ حيث كان يرتبط بعلاقات حميمة وبروتوكولية هامة مع العديد من البلدان وخاصة دول الخليج العربي كالمملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، وكذلك الأردن ومصر.

لاشك أن هذه العلاقات ما كانت لتعرف الاستمرار والتواصل لولا حنكة ومراس العاهل المغربي وقدراته على الحفاظ على المصالح الوطنية من خلال استقطاب هذه الدول للاستثمار في المغرب وكذلك الاستفادة من دعم هذه الدول من المواد الطاقية، فعلى المستوى الشخصي؛ لعب العاهل المغربي دورا كبيرا في حل بعض الخلافات، وتحقيق التوافقات الممكنة على الصعيد العربي والإسلامي خاصة في قضية الصراع العربي الإسرائيلي.

استطاع الملك محمد السادس بعد توليه للعرش أن يوظف مدركات و مفاهيم جديدة جعلت من الدبلوماسية أداة ناجعة لخدمة أهداف التنمية الاقتصادية، فالانتقال السلطة إليه بعد وفاة والده بطريقة سلسة ، الاستفادة من أجواء الاستقرار السياسي في البلاد ، و الشروع في انجاز شروط التحول الديمقراطي ، كلها عوامل ساهمت في تشبث العاهل المغربي بتوظيف الدبلوماسية و جعل السياسة الخارجية في خدمة البناء الداخلي للمغرب و تماسكه، والسهر على تحديث المؤسسات الدستورية، فتكررت الاستجابات للتقارير الدولية بخصوص موضوع حقوق الإنسان، و قام الملك بإطلاق العديد من الإشارات القوية (تسوية ملفات المعتقلين وضحايا الاختفاء القسري، قضايا حقوق الإنسان والحريات العامة)، كما حرص على استغلال شبكة العلاقات التي تربطه بمجموعة من الدول العربية والإسلامية كالكويت و الإمارات العربية المتحدة و المملكة العربية السعودية، لإقناعها بالاستثمار في المغرب (نموذج الاتفاقات المبرمة بين المغرب و هذه البلدان المتعلقة بتمويل المشاريع السياحية بضفة أبي رقراق)، و ذلك بتقديم ضمانات ملكية قوية للشركات المسئولة عن انجاز هذه المشاريع، مما يعني استثمار الدبلوماسية و توجهات السياسة الخارجية لخدمة التنمية الاقتصادية المنسجمة مع أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

إن هذا التصور الجديد يتماشى مع تحول الأدوات الاقتصادية في عالم اليوم إلى وسائل ناجعة للممارسة الدبلوماسية، ذلك أنه يتضح بالملموس أن الدول التي تتمتع بقدرات اقتصادية وصناعية وتكنولوجية متقدمة مثل اليابان وألمانيا استطاعت أن تجد لها موقعا في الخريطة الدولية عن طريق استخدام التأثير الاقتصادي على التوجهات السياسية للدول الكبرى، كما أن هذه الدول بإمكانها خدمة مصالحها الحيوية بإرغام الدول الصغيرة على إتباع سياسات أو مواقف معينة إزاء قضايا أو أزمات دولية21
لاشك أن تجربة المغرب مع بعض الدول الإسلامية وخاصة الخليجية منها، تعطي الانطباع أن تطبيق بعض التدابير والأدوات الاقتصادية الهادفة إلى تشجيع وتنمية روابط التبادل التجاري والاقتصادي وتقديم المنح والقروض والمساعدات الاقتصادية والمالية بإمكانها أن ترفع وثيرة التعاون، كما تساهم في نفس الوقت في سلسلة من تداخل التأثيرات بين المجالين السياسي والاقتصادي.
و على صعيد العلاقات المتعددة الأطراف، ما فتئ المغرب يطالب الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي بمواصلة جهودها الهادفة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي وتنسيق السياسات الاقتصادية فيما بينها، وذلك من أجل إتاحة أكبر قدر ممكن من عناصر التكامل بين اقتصادياتها، ولقد أكدت مؤتمرات القمة سواء التي احتضنها المغرب وغيرها من مؤتمرات وزراء الخارجية، إلى استحداث وسائل كفيلة بتقليص الآثار السلبية للنظام الاقتصادي الدولي على اقتصاديات العالم الإسلامي، كما دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير ملائمة لضمان مشاركة جميع البلدان على قدم المساواة في الفوائد الناجمة عن العولمة.
كما صادق المغرب على قرارات المؤتمرات الرامية إلى تحرير التجارة وزيادة فرص وصول المنتجات والخدمات إلى الأسواق التي تتمتع فيها البلدان الإسلامية بميزة نسبية، وكذلك الحصول على فرص نقل التكنولوجيا بشروط ميسرة والاستفادة من نظم الاستثمار والتكنولوجيا وتوسيع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، تعاونها وتنسيقها في مجالات الوصول إلى الأسواق والسياسة التنافسية ونقل التكنولوجيا والخبرة الفنية والتمويل والاستثمار؛ وكذا تطوير شبكة معلومات متكاملة وبنية تحتية متطورة من اجل تحقيق الهدف المتمثل في قيام سوق إسلامية مشتركة( 22)، رغم أن الهدف يبدو حاليا بعيدا عن الإستراتيجية العامة للسياسة الخارجية للمغرب وكذلك الدول الإسلامية نظرا لاختلاف توجهات هذه الدول السياسية والاقتصادية، مما يجعلنا إزاء العديد من السياسات الخارجية بدل وجود سياسة موحدة جامعة لكلمة الدول الإسلامية.

إن الانشغالات الجوهرية للعاهل المغربي بقضايا التنمية البشرية والاقتصادية، ربما أثرت بشكل ملحوظ على دور المغرب كمحاور ومفاوض أساسي في الأزمات العربية والإسلامية حيث أصبح يكتفي بتسجيل حضور رسمي و محتشم في الملتقيات والمؤتمرات العربية الإسلامية، كما لم يعد يتدخل في صياغة مبادرات تتعلق بأزمة الشرق الأوسط، كما هو الشأن في مرحلة الثمانينات وبداية التسعينات، مع تسجيل تراجع لدور لجنة القدس التي ارتبطت مند بداية تأسيسها بالمغرب، و الحقيقة أن هذا التواري يعزى أيضا إلى فشل الدول العربية و الإسلامية و تكتلاتها الإقليمية ( جامعة الدول العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي) في توحيد مواقفها إزاء الأزمات الراهنة ( أفغانستان، العراق، لبنان ، الصومال)، بل مجرد اجتماع هده الدول في مؤتمر شكلي لا طائل من انعقاده بات انجازا كبيرا في حد ذاته، كما أن الأمل في نهج سياسة خارجية إسلامية متراصة و منسجمة ولد معدوما مند البداية، إن هدا المتغير التفسيري الثابت، يعطي الانطباع أن الملك المغربي بات يفضل –خلافا للراحل الحسن الثاني الذي حرص على لعب دور دولي دو أبعاد مختلفة- تقوية البناء الداخلي للبلاد و النهوض بها اقتصاديا من خلال محاربة الفقر مواجهة تحديات العولمة.
يبدو أن العوامل الشخصية والتوجهات العقدية لها أهمية لا تنكر في صناعة القرار الخارجي، بيد أن هذه العملية تعتريها العديد من القيود النابعة من البيئة الدولية، لذلك نجد أحد المحللين وهو كلمان يقول "من وجهة نظري الخاصة، فإن الخصائص الشخصية ذات أهمية محدودة نسبيا في التأثير على نتائج قرارات السياسية الخارجية".

ثالثا: معادلة التعاون أوالمصلحة

إن السياسة الخارجية المغربية اتسمت في الكثير من أبعادها الدائمة، وإستراتيجيتها العامة باستحضار مفهوم المصلحة بما فيه الجانب السياسي والاقتصادي والثقافي، ويختلف تأثير هذه الجوانب حسب الدول وما تقتضيه دينامية العلاقات الدولية بشكل عام، فهل التوجه نحو العام العربي والإسلامي أمر تقتضيه المصلحة السياسية والاقتصادية؟ أم مجرد إيحاء ورغبة في إنعاش شعارات التضامن الإسلامي؟
إن هناك شبه إجماع على أنه من بين أهداف السياسية الخارجية تستأثر خمسة منها بتأييد واسع تتمثل في استكمال الوحدة الترابية، تأمين الأمن الغذائي، جلب الاستثمارات الأجنبية، اكتساب أسواق خارجية، تحسين صورة المغرب في الخارج، وأخيرا تأمين و تقوية الدفاع الوطني23
لقد تزايد الاهتمام بالأوضاع السياسية في المغرب بعد مجيء حكومة التناوب في 1998، وكذلك بعد رحيل الملك الحسن الثاني في 1999، وقد دشن المغرب عهدا جديدا بتولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم، حيث دخل المغرب بفضل هذه التحولات إلى مرحلة جديدة أطلق من خلالها العاهل الجديد إشارات وقرارات ذات إيحاءات قوية ترمي إلى الدخول في مسلسل إصلاحي، يرتكز على مفهوم جديد للسلطة يطال مختلف الميادين السياسية والاجتماعية وتلبي بذلك النقاش السياسي من أجل إصلاح هذه الأوراش من قبل الطبقة السياسة والنخبة الثقافية، حيث ترتب عن ذلك طرح العديد من القضايا قيد النقاش بإبرازها لإشكالية الانتقال الديمقراطي، الملكية الدستورية، التحديث السياسي وقضية التعليم والمرأة24
فعلى المستوى الداخلي، شدد الملك محمد السادس في خطاب العرش على "إن أسس السياسة الداخلية بارزة المعالم وواضحة السمات وأن المطلوب هو ترسيخها ودعمها، لذا فنحن متشبثون أعظم ما يكون التشبث بنظام الملكية الدستورية والتعددية الحزبية والليبرالية الاقتصادية وسياسة الجهوية واللامركزية وإقامة دولة الحق والقانون وصيانة حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية وصون الأمن وترسيخ الاستقرار للجميع25
وكما ورد في خطاب الملك، فإننا سنجد التداخل والتأثير الكبير بين رسم السياسات الداخلية للدول وممارستها الخارجية، وقد أصبح ذلك يفرض نفسه من خلال العبارة الواردة في ديباجة الدستور "المبادئ المتعارف عليها عالميا" حيث تحتل مسألة حقوق الإنسان مكان الصدارة إلى جانب قواعد تنظم التجارة وتساهم في تنظيم العلاقات الدولية، مما يفرض على المغرب ممارسات معينة، وهذا ما أكدته الإرادة الملكية من خلال بلورة هذا الترابط بين السياسات الخارجية والداخلية للدول، ونشأت في السابق دائما صعوبات نتيجة تداخل عوامل شتى تؤثر على مسار التداخل بين هذه السياسات26
يحدث الترابط بين الدول، بحكم أن العلاقات الدولية مبنية على الإقرار بضرورة التعاون ليتأتى تنظيم تبادل المصالح، ويتم هذا الأمر بنوع من التوازن فيما بين الدول المتكافئة و عموما بين دول المركز؛ أما دول الهامش فلا بد لها أن تأخذ في الحساب عند صياغة سياستها الداخلية أن يكون سلوكها مقبولا من قبل المجتمع الدولي.
لقد أشرف المغرب في الفترة الواقعة ما بين 90 و93 على الأخذ بإصلاح دستوري وسياسي هام، وتكررت تصريحات الدول الشريكة للمغرب للثناء على التقدم الذي أحرزه المغرب في مجال حقوق الإنسان، فرغم أن ممارسة وتطبيقات حقوق الإنسان أمر داخلي، فإن الخطب الرسمية والتقارير الدولية التي صدرت هنا وهناك لم تتوان عن إثارة المسألة وإن كان ذلك يتم في إطار من اللباقة واحترام الشكليات.

في هذا السياق أيضا، يمكن الحديث عن المشروطية الاقتصادية كمعيار واقف لربط العلاقات مع بلد ما، حيث أن مصادقة البرلمان الأوربي على اتفاقية الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوربي اقترن باشتراط احترام المغرب لحقوق الإنسان27
كما أن تقرير البنك الدولي، تضمن ملاحظات صريحة بشأن وضع الإدارة المغربية وخطورة بعض الممارسات المنحرفة والانعكاسات السلبية لتركيز السلطة أو الثروة، وهذا يفيد أن المغرب منفتح على المفاهيم الدولية ويصرح بأنه يقبل بتطوير أساليبه وأدواته
إلا أن صورة المغرب في الخارج؛ والرغبة في تطبيع علاقاته مع المجتمع الدولي راجعة إلى اعتبارات موضوعية، لذا فإن انسجام دولة مع المبادئ والقواعد الدولية يستمد قوته من انسجامها مع مقتضيات توازناتها الداخلية.
ولقد ركز العاهل المغربي محمد السادس على حل الملفات الشائكة التي سادت بخصوصها نظرة سلبية من خلال التقارير والدراسات الأكاديمية، حيث أشار " فوكوياما" إلى أن المغرب لا يدرج ضمن فئة الدول الآخذة بالديمقراطية، في حين يدرج السنغال مثلا، وضمن لجنة حقوق الإنسان بجنيف لم يكن ملف المغرب ضمن الملفات الناصعة.
وعلى مستوى العربي والإسلامي، فقد أكد العاهل المغربي في خطاب العرش على اعتبار أن التوجه العربي والإسلامي من المرتكزات التي تقوم عليها المملكة من خلال قوله يحب أن نولي عناية بمختلف مشاكل أشقائنا العرب... وما نرمي لـه جميعا من مصالحة والتئام وتعاون في تجاوز سلبيات الواقع والنظر بعيدا إلى المستقبل على 28أساس من تاريخنا الحافل المشترك، ومن مقوماتنا الحضارية والثقافية، ومن القيم التي يزخر بها ديننا الحنيف في وسطيته واعتداله
لقد بات واضحا أن الانخراط ضمن دائرة العالم العربي والإسلامي، كان ولا يزال محور اهتمامات العاهل المغربي، ومن المؤكد أن اليوم وأكثر من أي وقت مضى تزداد الحاجة إلى ضرورة بلورة إستراتيجية واضحة وتصور شمولي لنوعية هذه العلاقات الضاربة بجذورها في التاريخ، لكن دون أن ترقى إلى مستوى إنجاز تكتل إقليمي قوي يساهم في الرفع من حجم التفاعلات مع العالم الإسلامي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
خلاصة
إن نجاح الدبلوماسية المغربية في العالم الإسلامي، يحتاج للمزيد من دعم القدرة المغربية لاستغلال جميع فرص التوسع والتبادل الاقتصادي من خلال دعم الصادرات المغربية وخاصة مع تسجيل التراجع في الصادرات المغربية نحو الدول الإسلامية من المواد الرئيسية كالفوسفات والألبسة الجاهزة والمواد الفلاحية، بسبب ارتباط الدول الإسلامية بدورها بدول الميتروبول أي طغيان الجانب السياسي على المبادلات التجارية من خلال ارتباط مصالح المغرب مع الاتحاد الأوربي ومع الولايات المتحدة الأمريكية من الناحية السياسية والاقتصادية؛ ودفاع المغرب أيضا عن قضية وحدته الترابية وتسخير الدبلوماسية الاقتصادية لأجل ذلك.
بناء على ما تقدم، فإن أهداف الدبلوماسية الاقتصادية المغربية في العالم الإسلامي تقوم على أساس خلق مصالح اقتصادية بديلة بالعمل على تنويع المبادلات التجارية وإعادة التوازن للمبادلات التجارية المغربية مع هذه الدول، والتي تبقى معظمها مرتبطة مع المغرب بعلاقات هامشية، فإذا ما استثنينا بعض الدول الخليجية ودول المغرب العربي تضل العلاقات الاقتصادية مع الدول الإسلامية الأسيوية والإفريقية غير ذات أهمية وخاصة مع بلدان ذات أهمية جيوستراتيجية بالغة كتركيا ،إيران،اندونيسيا، ماليزيا ودول القوقاز.
إن التعويل على استغلال الفرص الاقتصادية و دعم المبادرات الإنمائية الخلاقة بين الدول الإسلامية و دول الجنوب عموما، هو المستقبل الحقيقي لهده الدول لمواجهة مسار العولمة و اقتصاد السوق و الدخول إلى زمن التكنولوجيا الدقيقة و الرقمية لتقليص الهوة بينها و بين دول الشمال، و أعتقد أن المغرب بإمكانه الاستعاضة عن أهداف الدبلوماسية التقليدية المرتكزة على الدول الغربية كفرنسا و اسبانيا، و الانتقال إلى مرحلة استكشاف مزايا الحوار و التفاعل مع دول الجنوب سواء في أسيا ، أمريكا اللاتينية و إفريقيا.

محب بلاده
2012-01-10, 23:35
ممكن يفيدك هذا


هنا (http://ar.wikibooks.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8 %A9)

محب بلاده
2012-01-10, 23:37
وممكن هذا




مقاربات التكامل الدولي......


مقدمة:

سيطر منطق معاهدة واستفاليا على العلاقات الدولية إلى غاية نهاية الحرب العالمية الثانية ، ببداية حدوث اعتراف الدول بظاهرة التكامل الدولي، ثم اعتراف المنظرين بأن الإدراك الفعال للعلاقات الدولية يجب أن يتجاوز حدود مقولة أن الدولة هي الفاعل الوحيد في العلاقات الدولية .
وفترة ما بعد الحروب العالمية أنتجت قيم جديدة تتجاوز المضامين الكلاسيكية للمصلحة الوطنية، الطابع العقلاني والوحدوي للدولة ، وبالتالي أصبح الهدف ليس التمكين المطلق للدولة بقدر ما يجب العمل على التمكين المطلق للأفراد ، وهنا أصبحت الحروب قيم غير عقلانية ، وغير نافعة، وهذا ما يبرر موجة الإقبال على التجارب التكاملية ، بالرغم من أنه لا يوجد شيء أخطر على مفهوم الدولة الوطنية مثل الإقبال على التكامل .
وهكذا بدأ العالم يقبل بالتكاملات الجهوية لأنها تخلق جزر سلام في العلاقات الدولية كما قال "جوزيف ناي" خاصة وأن تزايد التبادل التجاري ، الاعتماد المتبادل ، التعاون الدولي انتهى بفرض منطق جديد على الدول بضرورة تنظيم هذه الظواهر التي تعبر الحدود ، وهذا ما يختصر في مقولة أن التكامل الدولي في شكليه العملي والنظري هوشكل من أشكال الاستجابات على قيم جديدة مست الأنظمة السياسية والعلاقات الدولية .
والتكامل المغاربي يندرج ضمن هذه التجارب التي تعبر عن نوع من الاستجابات على التحديات التي يفرضها نفس الامتداد الجغرافي، والإشراك في نفس الخلفيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
وعموما سنحاول في هذه المداخلة إثارة الطابع الإشكالي في التكامل الدولي المتعلق بالعلاقات السببية بين تزايد النزاعات الدولية وتزايد الرغبة في التكامل، تزايد الاعتماد المتبادل وفي نفس الوقت اكتمال تطور ونمو الدولة الوطنية.
وكل هذه العلاقات السببية يمكن التعبير عليها في التساؤل التالي:
? هل يمكن للتكامل الدولي أن يمثل آلية جادة لتفكيك بنيـة النزاعات في العلاقات الدولية، وإلى أي مدى ساهم في حل مشكلة الاعتماد المتبادل في النظام الدولي ؟.

?-تأثير التكامل الدولي على منظومة قيم النظم السياسية و العلاقات الدولية:
فرض تطور العلاقات الدولية والتاريخ الانساني بشكل عام نموذجين من الجماعات السياسية، نموذج سياسي داخلي وهو الدولة ،ونموذج سياسي دولي وهو النظام الدولي. فالنموذج الأول كان نتاج تطور منطق ممارسة السلطة و النفوذ ابتداءا بالدولة المدينة،ثم الإمبراطورية، ثم الدولة الدينية و بعدها الدولة القومية. أما النموذج الثاني فهو نتاج تطور اليات الضبط الدولية ابتداءا بقانون الشعوب ثم فيما بعد القانون الدولي، وصولا لأدوات ضبط متعلقة بتطور فكرة النظام الدولي خاصة بعدما اصبح معرفا بالدول.
اذا ابتداءا من معاهدة واستفاليا تكرس نموذجين من القيم، قيم سياسية داخل الدولة، وقيم سياسية في العلاقات الدولية.

1-المنظومة القيمية للنظم السياسية والعلاقات الدولية :
أ- المنظومة القيمية للنظم السياسية:
أسست النظم السياسية الحديثة - خاصة بعد ميلاد الدولة القومية-على عدة مفاهيم معرفة بالحدود: المصلحة معرفة بالحدود، المواطنة،الامن،و ادوار الدولة المختلفة ووظائفها مقترنة اساسا بالموارد الوطنية.
وكل هذه المفاهيم جعلت علم السياسة يقترن اساسا بهذه الحدود المفاهيمية التي جعلت منه علما لدراسة التفاعلات داخل الدولة، وهيمنت الدولة كوحدة تحليل أساسية و السلطة كموضوع جوهري لعلم السياسة.
وهذا المنطق الدولتي قسم العالم على حدود قطرية و جعل من النظام الدولي ساحة لتنافس المصالح وفق منطق عقلاني يعتمد على إدراكات قطرية لمضامين المصلحة الوطنية و الأمن القومي، و كل هذا اسس للمفهوم الكلاسيكي للأمن الذي يرتبط اساسا بأمن الجماعة الإنسانية داخل الرقعة الجغرافية للدولة.(1)
ب-المنظومة القيمية للعلاقات الدولية:
نفس الظروف التي فرضت القيم الساسية الداخلية هي التي فرضت منظومة قيم تشكل بشكل حاسم الإدراك الدولي للعلاقات الدولية.
لذلك فميلاد تخصص العلاقات الدولية اقترن بتطور مفهوم الدولة الامة و اصبحت الدولة هي الفاعل الاساسي في السياسة الدولية،و تتحرك في بيئة سميت بالنظام الدولي. و منظومة القيم الدولية مؤسسة على مقولات الدولة الوطنية كفاعل، و المصلحة الوطنية كغاية،و القوة العسكرية كوسيلة،و يعزز هذا الادراك مقولة ان درجة فقدان الامن و انعدام الثقة يجعل من تحقيق المصالح المختلفة من مهام الدولة وفق ما يسميه Kenneth woltz بمبدأ المساعدة الذاتيةself help .
لكن نجاح الثورة الصناعية وتطور منظومة القيم الليبيرالية و النظام الرأسمالي و اندلاع الحربين العالميتين ادخلت العديد من الشكوك في منظومات قيم الدولة وقيم العلاقات الدولية،وواحدة من اهم الاستجابات عن تحديات الحداثة نجد التكامل الدولي الذي ساهم في تفكيك الإدراكات المعرفة بالحدود القومية سواءا على المستوى المحلي او الدولي.
و نود أن نشير إلى أهمية هذا المدخل باعتباره يمثل مركز التحليل" Centre de gravité" و نقطة الانطلاقة الاساسية للتنظير في التكامل الدولي ،لأن كل أدبيات التكامل تنطلق من افتراض أن سبب تعاظم النزاعات الدولية - خاصة في أوروبا - هو طبيعة القيم التي تتأسس عليها البنى السياسية الداخلية و بنية النظام الدولي.
و فيما يلي نحاول ان نبحث في مدى مساهمة التكامل في تحول قيم النظم السياسية و قيم العلاقات الدولية.

2- التكامل الدولي و تحول قيم النظم السياسية و العلاقات الدولية:
أشرنا سابقا إلى أن عالم ما بعد واستفاليا أسس على مقولات قطرية و وطنية و بأن ربط المصلحة،القوة،الموارد و الامن بالحدود الجغرافية ادى الى تزايد النزاعات ،لأن الدول تعتمد على نفسها في بيئة دولية فوضوية تعرف حالة من ندرة الامن و تحت ضغط مخرجات الثورة الصناعية و النتائج المدمرة للحربين العالميتين و كذا اكتشاف اسلحة الدمار الشامل اصبحت الحروب قيم غير عقلانية و غير نافعة و توجهت الدول الغربية الى تغليب الحاجات الإنسانية على الحاجات السياسية، و هنا بدأ يحدث القبول بالتكامل الدولي كقيمة مؤسساتية جديدة مست النظم السياسية و العلاقات الدولية.

أ-تأثير التكامل الدولي على قيم النظم السياسية:
أدت الثورة الصناعية الى تزايد الطلب على الموارد،و شيئا فشيئا بدأنا نعرف حالة من الندرة أو الرغبة في توسيع تواجد رأس المال،و في هذا الوضع أصبحت الموارد لا تقع بالضرورة داخل الحدود الجغرافية للدولة،و تبع ذلك ضرورة الامتداد الى خارج الحدود و هنا أصبحت المصلحة الوطنية لا تُعر?ف بالحدود فقط ،أي أنها قد توجد خارج الدولة و تحقق بأدوات و آليات جديدة ليست بالضرورة أدوات وطنية.
و هنا ظهرت وظائف جديدة للدولة و طرحت اشكالية" تدخل الدولة" ، بمعنى أن المضامين الكلاسيكية لوظائف الدولة المعرفة بالحدود و الجماعة التي تقيم فيها اصبحت غير قادرة على ادارة هذه الوظائف الجديدة التي تقع خارج الحدود.(2)
و رافق هذا التحول قبول اكاديمي جديد بدأ يقر بان التجارب التكاملية يمكن أن تعبر عن طرح جديد لحفظ بقاء الدولة بدلا من الحروب ،و لتحقيق التنمية بدلا من التركيز فقط على الموارد الوطنية، و تغيير الأنظمة السياسية و الاجتماعية بدلا من التركيز على الدولة كأداة لقيادة التغييرين السياسي و الاجتماعي (3)
وبعدها ازدادت الثقة في التكامل الدولي باعتباره يقدم حلولا لوضعية المجتمعات غير الصناعية ،بحيث ان وجود فوارق في التحكم في التكنولوجا و فوارق في الموارد ، وكذا عجز الدول على ضمان التنمية و التغيير بمفردها ،كل هذا ادى الى ضرورة قبول شكل جديد للسلطات ،و مصادر جديدة للثروة وفق فرضية أن التكامل يحقق دعم مواطن العجز في الدول(إسبانيا ، البرتغال في أوربا).
والتكامل يجبر الدول على تغيير نفسها و قيمها، وهذا ما عبر عنه ديغول في الستينيات حينما قال بان الآلة اصبحت السيد المطلق"Absolute Master " الذي يدفع المجتمعات إلى التغيير ، ويدعم فرص السلام . (4)
ونفس الشيء بالنسبة لتركيا التي دخلت في ورشات اقتصادية وسياسية أملتها عليها الرغبة في الإنضمام إلى النموذج التكاملي الأوربي ، فالتكامل هنا يجبر الدول على تغيير منظومتها وقيمها الداخلية .

ب- التكامل وتحول قيم العلاقات الدولية :
أشرنا في السابق الى أن التكامل يتجاوب مع الحركية المتعلقة بالوظائف الجديدة للدولة، وفيما يلي سنحاول أن نفهم مدىمساهمة التكامل في تفكيك منظومة القيم الدولية التي سيطرت منذ ميلاد الدولة الوطنية ، بحيث أن تزايد ظاهرة التعاون الدولي والاعتماد المتبادل والنزاعات الداخلية، وتزايد مكانة الفرد في العلاقات الدولية أدى إلى تراجع القراءات الكلاسيكية لأدوار ووظائف الدولة ، وإلى ترسيخ مقولة أن عالم ما بعد الحروب العالمية لن يكون إلا عبر وطني يحتل فيه الفرد المكانة الأولى، وهذا ما أدى إلى تراجع فكرة الأمن للدولة إلى فكرة الأمن للإنسان، أي تراجع الحاجة السياسية ( الشرف ، الفخر، النصر) لصالح الحاجة الإنسانية ( الصحة ، التروة، الرفاه، الأمن من الجوع ، من الخوف....) (5)
وتشير الكتابات المتخصصة إلى وجود علاقة قوية بين تزايد ظاهرة الإعتماد المتبادل وتزايد الرغبة في التوجه إلى التكامل الدولي .
ب-1- التكامل كحل لمشكلة الإعتماد المتبادل في العلاقات الدولية :
من نتائج الثورة الصناعية زيادة ظاهرة الإعتماد المتبادل بين الدول ، وبالتالي زيادة درجة المبادلات وتداخل المصالح ، وهذا الوضع أصبح يشكل شيئا فشيئا مشكلة في النظام الدولي.
الاعتماد المتبادل يؤدي إلى وضع قلق باعتباره يؤسس لعلاقات تبادل غير منظمة ولا تخضع لأي نوع من انواع التنظيم أو المؤسسات ، لذلك يعتقد المختصون أن أهم مشكلة واجهت الدولة القومية المتقدمة هي تزايد ظاهرة الإعتماد المتبادل . وهذا الوضع فرض التكامل الجهوي كحل فعال لأن مخرجات الاعتماد المتبادل تتطلب شكل جديد من الرقابة والسلطة على الوظائف التي تحدث خارج اقليم الدولة الوطنية.
وكل هذا يعني بأن : زيادة الإهتمام بالصناعة أدى إلى زيادة المنتوج ، وهذا ما أدى الى زيادة الإتصالات ، وهذا الوضع أصبحت الأسواق الداخلية عاجزة عن احتوائها ، وبالتالي ظهرت وظائف خارج حدود الدولة القومية، وهذه الوظائف أصبحت مستحيلة الإدارة من طرف النماذج السلطوية المركزية ، وهذا ما فرض ضرورة التكامل ، و ضرورة تحويل القوة و السلطة من المستويات المحلية الوطنية .إلى المستويات الإقليمية الجهوية. (6)
ب-2- التكامل كشكل من أشكال الإستجابات على تحديات الحداثة :
مسار الثورة الصناعية وبعدها اندلاع الحروب العالمية ، ثم إكتشاف الأسلحة النووية التي مثلت قيمة إستراتيجية عليا باعتبارها رسخت قيمة أن الحرب الوحيدة المتبقية هي الحرب النووية ، كل هذا أدى إلى تطور الحركات عبر الوطنية Tansnational Movements و خاصة ذات التوجهات المناهضة للأسلحة النووية و التدخلات العسكرية و زيادة التسلح .
و كل هذه التوجهات عبر الوطنية ساهمت في تشكبل قيم جديدة لعالم ما بعد الحروب العالمية ، و كذا تشكيل رغبة حقيقية لتغيير السلوك الدولي حتى يتماشى مع هذه القيم الدولية الجديدة .
وهذه الخطابات مثلت أرضية جديدة لتمرير خطابات التعاون الدولي و الأمن الجماعي و التعددي ، وفيما بعد تمرير مشاريع التكامل الجهوي والدولي كآليات عملية و فعالة لتجاوز وضع ما بعد الثورة الصناعية و الحروب العالمية و كذا التجاوب مع مطالب الرأي العام الدولي الذي بدأ يؤثر على سلوكات الدول الوطنية كما تقول "إيليس بولدينغ" (7)
و كل هذا الكلام يفيدنا في تطوير إدراكنا للطابع الإشكالي الحقيقي الذي يتعامل معه التنظير في التكامل الدولي : بحيث أن منظومات القيم التي تطورت عبر تطور مسار العلاقات الدولية إنتهت في القرن العشرين إلى وضع قلق و إشكالي "paradoxal" المعبر عنه في تزايد ظاهرة الإعتماد المتبادل و في نفس الوقت إكتمال تطور الدولة الوطنية ، و هاتين الظاهرتين تمثلان وضع متناقض لا يمكن تجاوزه لأن الدولة الوطنية معرفة بإمكانياتها ووظائفها و مواردها و مواطنيها و أسواقها بالحدود الجغرافية ، في حين أن ظاهرة الإعتماد المتبادل تعتبر ظاهرة عبر حدودية وبالتالي تستهدف مكانة الدولة، و الحل هنا لا يمكن أن تقدمه سوى مؤسسات التكامل بإعتبارها تحافظ على وجود الدولة ولو مؤقتا ، و في نفس الوقت تنظم علاقات الإعتماد المتبادل .
وهذا الطابع الإشكالي هو الذي يقع في جوهر عملية التنظير للتكامل الدولي إبتداءا من الطروحات الفيديرالية و الوظيفية إلى غاية المقاربات المابين حكوماتية"les approches intergouvernementales " .

II - التكامل الدولي و إمكانية تجاوز العلاقة الإشكالية بين الإعتماد المتبادل و الدولة القومية :
معظم أدبيات التكامل الدولي تنطلق من الطابع الإشكالي للعلاقات الدولية في القرن العشرين، و هذه المفارقة تظهر في تزايد الهوة بين ظاهرتين:
1- تزايد و تعاظم ظاهرة الإعتماد المتبادل في العالم التي ساعدها العلم كثيرا.
2- و في نفس الوقت تزايد درجة إنقسام العالم على حدود السيادة والمفاهيم القطرية .(8)
وتزايد هذه الإشكالية أدى إلى ظهور عدة محاولات لتفكيكها بدءا بأعمال Alfred Ziman ، وRichard Caudenhove حول "الحركة الأوربية" mouvement pan-european " ثم فيما بعد أعمال" دافيد متراني" التي تتأسس على "نظام للتسويات الوظيفية" systeme d’arrangement fonctionnelle " .(9)
ويذكر الأستاذ "david mitrany" في كتابه "نظام سلم فعال" "working peace system " بأنه عايش حركية إجتماعية مزدوجة تمثلت في :
• تزايد المبادلات la croissance des échanges .
• و تدخل الدولة l’interventionnisme étatique
و الحركية الأولى أدت إلى ظهور تيار كبير يهتم بتأثير الإعتماد المتبادل الدولي ،والحركية الثانية أثارت سؤال الوظائف الجديدة للدولة ، والربط بين هذين الحركيتين يمثل أصالة طرح الأستاذ ميتراني خاصة عندما يربطها بالسلام .(10)
ونفس الشيء حاولت الوظيفية الجديدة أن تتعامل معه بإقتراحها لبرنامج عمل تدريجي يفكك الولاءات القومية و يؤسس لوعي قومي جديد " nouvelle conscience nationale " تتحول بمقتضاه الولاءات بشكل تدريجي من المستوى المحلي الوطني إلى مستوى الفوق وطني .

و كما أشرنا سابقا فإن التكامل الدولي جاء ليحل مشكلة الاعتماد المتبادل باعتبار هذا الأخير يعتبر وضع فوضوي غير منظم ، وفي نفس الوقت جاء ليكيف مضامين الدولة الوطنية مع الظواهر التي تعبر الحدود ، وبالتالي يمنحها فرصة لتسيير وإدارة الوظائف والمصالح الجديدة التي تقع خلف الحدود .
و هذا الوضع الإشكالي للعلاقات الدولية امتد إلى نظرية العلاقات الدولية بحيث يقر العديد
من المختصين بأنه يمثل الحوار الثالث في تاريخ نظرية العلاقات الدولية وهو ما سماه Maghroori بالحوار ما بين مقاربات الدولة المركز. والمقاربة العبر وطنية ، State – centrisme versus transnationlism .
و الخطاب التكاملي بهذا الشكل يدعو إلى ضرورة تجاوز الدولة ، وهذا ما عبر عنه "كلود" بقوله بأن "نظام الدولة يفرض نظاما تسلطيا وجامدا للتقسيم الهرمي للمجتمع الدولي ، وهذا ما يعرقل الوحدة بين وحدات النظام الدولي ويقسم العالم إلى محاور محمية من طرف سيادات وطنية غير قادرة على حل المشاكل الداخلية الرئيسية ، وغير مستعدة لترك وحدات أخرى تشارك في حل هذه المشاكل.(11)
وعموما أقبلت الدولة و خاصة في أوربا على تبني إستراتيجية دولية طويلة الأمد لتجاوز هذه الإشكاليات بالتأسيس لمسار تكاملي يحل مشكلة الإعتماد المتبادل من جهة ببناء مؤسسات وتطوير آليات لتنظيمها ،وبتجاوز منطق الدولة الوطنية بنقل منطق الحاجات من الحاجات السياسية التي تثير النزاعات إلى الحاجات الإنسانية التي تُؤسس على مسلمة الإشراك و السلام من جهة أخرى .
وهذا ما سنحاول تحريكه فيما بعد أي العلاقة بين التكامل والسلام في العلاقات الدولية
.
III - فعالية التكامل لتفكيك نية النزاعات الدولية :
يتعاطى المنظور الليبرالي بشكل عام مع العلاقات السببية بين الاعتماد المتبادل والسلام في العلاقات الدولية ، ويعود ذلك إلى كتابات" شارل مونتسيكو" الذي قال بأن "النتيجة الطبيعية للتجارة هي تحقيق السلام " ، وكتابات" بينتام " الذي قال بأن " كل تجارة هي في الجوهر مفيدة ، وكل حرب هي في جوهرها غير مفيدة و غير مقبولة " ، ونفس الشيء ذهب إليه "ستيورت ميل" الذي قال بأن " كل تجارة تؤدي إلى تراجع فرص الحرب لأنها تضاعف المصالح الشخصية وهذا ما يتعارض مع الإقدام على الحرب " ،وحديثا قال " ريتشارد كوبدن" بأن : التبادل الحر هو وسيلة تحقيق السلام العالمي الدائم " وكل هذه المقولات لخصها "جوزيف ناي" بقوله أن "التكاملات الجهوية خلقت جزر سلام في العلاقات الدولية ".(12)
و في دفاع المقاربة الليبرالية المؤسساتية عن أهمية الإعتماد المتبادل تتمسك بحجة قوية مفادها أن الإعتماد المتبادل يخلق مصالح متبادلة ، لدرجة أن التراجع عنها يصبح مكلفا في حالة تبني إستراتيجيات نزاعية .
ويمكن الحديث عن أربعة حجج أساسية للدفاع عن هذه العلاقات السببية بين الإعتماد المتبادل والسلام(13) :
- التجارة مفضلة عن الحرب : و هذا الطرح تسنده كتابات" ريتشارد كوبدن" و"نورمن انجل" في بدايات القرن التي تدافع على أن الدول الحديثة تختار أن تتجار أكثر من أن تتحارب ، وحديثا جاءت أعمال" ريتشارد روزيكرانس" التي تعتبر أن إدراكات الدول الحديثة تغيرت كثيرا ، وأصبحت بذلك الحرب قيمة غير عقلانية بالنسبة للدول التجارية ، بحيث تقدر بأن تحقيق نموها الاقتصادي يكون عن طريق التجارة وليس السياسات العسكرية ،و جوهر هذه الطروحات هو أن المجتمعات الصناعية تختلف عن المجتمعات العسكرية .
- الإعتماد المتبادل هو الخاصية الأساسية للنظام الدولي الحالي :
أشرنا سابقا إلى أن عالم ما بعد الثورة الصناعية لا يمكن أن يكون إلا عبر وطنية لذلك دافع "جوزيف ناي" و "روبرت كيوهان" على أهمية الفواعل الجديدة التي بدأت تزيح الدولة الوطنية من قلاعها الكلاسيكية مثل البنوك الدولية و الشركات الكبرى ..
و النظام الدولي الجديد يعبر عن شبكة متداخلة من العلاقات والتفاعلات التي ساهمت في ضرورة تطوير آليات وأدوات ضبط جديدة تختلف عن الأدوات الكلاسيكية كميزات القوى و الحروب و التحالفات الإستراتيجية .
- السلام يفترض وجود الإعتماد المتبادل يحول دون العودة إلى القوة ، و حتى في حالات الإعتماد المتبادل غير المتماثل فإن الدولة الأكثر إعتمادا على العلاقات التجارية لا تملك الجرأة على تفكيك علاقاتها التجارية بالدخول في نزاع لأن ذلك يصبح مكلفا جدا ، لذلك فالإعتماد المتبادل هو الذي يفسر الإستقرار الحادث في النظام الدولي لفترة ما بعد الحربين لأنه أنتج مصالح متبادلة ترغب الدول في الحفاظ عليها .
و تتطور علاقات الإعتماد المتبادل إلى درجة الإعتماد المتبادل المركب أي تشكيل ما يسميه "جوزيف ناي" و "روبرت كيوهان" بالشبكة الإجتماعية عبر الوطنية و في هذه المرحلة تتراجع العلاقات الصراعية.
- الإعتماد المتبادل يقرب بين الدول ، و بالتالي ظهور إمكانية التعاون وهنا يزداد التقارب و بالتالي ضرورة التنسيق فيما بين السياسات الوطنية، و هنا تظهر الميولات الجهوية .
و عموما فإن الإعتماد المتبادل يشجع تنامي الشفافية السياسية بين الدول خاصة التي تمثل جزءا من التجمع و بالتالي زيادة التعاون وبداية الأخذ في عين الإعتبار مصالح الآخرين .
ووفق وجهات نظر وظيفية فإن الإعتماد المتبادل يخلق مشاكل مشتركة تقود إلى ضرورة التعاون فيما بين الدول ، و هذا ما يفترض ضرورة العودة إلى بناء مؤسسات تؤطر هذا التعاون ، و قد أشار"ايرنست هاس" إلى ذلك حينما قال بأن الأهداف الإقتصادية المشتركة تسرع في التكامل الأوربي أكثر من شعارات الفخر لـ"شارلومان" ومن خطابات البابا و مقولات الحضارة الأوربية الغربية ، و حتى من فكرة الخوف من الإتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة الأمريكية(14) .
ومعنى هذا أن سلوك الفواعل الإجتماعية الرئيسية يتغير تجاه مسار التجربة التكاملية ليس إستجابة لقيم رمزية و مثالية بقدر ما كان إستجابة لقيم عقلانية لخدمة مصالح مباشرة وواضحة .
كما أن هذا التحول في قيم النخب الوطنية كان نتيجة لتزايد الإدراك بان مصالحها تتحقق بأكثر فعالية في مجال سياسي جديد أكثر من المجال الوطني القومي ، وشبئا فشيئا تقتنع النخب السياسية بضرورة التخلي عن سياسات القوة لتحقيق أهدافها ، لذلك قيل بأن التكاملات الجهوية تذيب علاقات القوة عكس المنظمات السياسية الدولية التي تجمد سياسات القوة في صروح دولية (عصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة).
و عمليا يمكن إعتبار التجربة الأوربية مجالا إمبريقيا لإختبار مصداقية هذا الطرح أي قدرة المقاربة الاقتصادية التي تعتمد على التجارة و تطوير علاقات الإعتماد المتبادل على تفكيك بنية النزاعات الدولية بين الدول الأوربية .
-IV القوى الدافعة لمسار التكامل و إشكالية ترتيب السياسة و الاقتصاد :
هناك نقاش حاد حول مكانة الدولة في مسار التكامل ،و يكاد يُجمع الباحثون على تصنيف أدبيات التكامل إلى قسمين :
- قسم يدافع على أن التكامل هو عملية أو سيرورة للتغيير الإجتماعي تقوده حركية تحتية و إقتصادية بالتحديد ، و بالتالي فهو عملية غير سياسية يقع في جوهرها الحاجيات الإنسانية ، وتحركها ديناميكيات إجتماعية و فواعل ما تحت الدولة ، وقسم آخر يدافع على أن مسار التكامل لا يمكن ان يكون آليا، بل يخضع لإدارة و إدراكات الدول والحكومات ، لأن الدول هي سيدة المسارات التكاملية كما يقول "ستانلي هوفمان" .
ونجد في القسم الأول أطروحات المدرسة الوظيفية الأصلية مع" دافيد متراني" التي تدافع على أهمية العوامل الإقتصادية و الفنية ، و تقر بأن الإنتشار يحدث بصفة آلية تحت ضغط ما تسميه باليد الخفية ، كما نجد الوظيفية الجديدة التي تحتفظ بالأسبقية للعوامل الإقتصادية و النخب الليبرالية ، وتتكلم عن تسييس تدريجي للولاءات القطرية .
ولكن أزمات الانتشار التي حدثت في الستينات مع ما يعرف بأزمة الكرسي الشاغر في عهد ديغول في مواجهة بريطانيا ، و أزمة الإنتشار الثانية في الثمانينات أدخلت الكثير من الشكوك في قدرة العامل الإقتصادي على تفكيك الولاءات القومية لذلك إعترف "هاس" في مقدمة الطبعة الثانية لكتابه بأنه لم يحن الوقت للقول بأسبقية الإقتصاد على السياسة ، كما أنه لم يحن الوقت للقول بنهاية الإيديولوجيات، لذلك لا يجب استبعاد الميولات الإيديولوجية في الإتحاد الأوربي(15) .
والذي شكك كثيرا في أسبقية العامل الإقتصادي على العامل السياسي هو عدم تحقق الوحدة السياسية في أكثر التجارب التكاملية جدية في تاريخ العلاقات الدولية و هو الإتحاد الأوربي .
و في القسم الثاني نجد الكتابات التي تحاول إعادة ترتيب ثنائية الإقتصاد و السياسة ، وتدافع على أن مسار التكامل محكوم دائما بمنطق الدول و النخب الرسمية ، و بالتالي فهو ليس عملية ميكانيكية كما يقول الوظيفيون بقدر ما هو خاضع لمنطق القرار السياسي و منطق الدولة كفاعل موجه ، وهذا ما يتنافى مع الطابع الليبرالي للنماذج التكاملية .
و وفق هذا الطرح يصبح محرك الدفع سياسيا و ليس إقتصاديا ، و الأصل أن الليبراليين يعتقدون بقدرة الإقتصاد على تحريك السياسة و ليس العكس .
وأهم إسم دافع على مكانة الدولة في عملية التكامل هو"ستانلي هوفمان" الذي يرى بأن كل القرارات التي اتخذت في تجربة التكامل هي قرارات سياسية ، لذلك يرفض ربط المسار التكاملي بالمحددات السوسيوإقتصادية كقوى دافعة ، و يعتبر أن التكامل محكوم بحسابات دولتية سيادية لذلك لا يمكنه أن ينتشر خارج حدوده الإقتصادية و كلما تحولنا إلى القطاعات الإستراتيجية و المصالح الحيوية إزدادت فرص التراجع .
و نتيجة ذلك تدافع المقاربة المابين حكوماتية على ثنائية السياسة الدنيا ، و السياسة العليا ، وموضوع التكامل هو السياسة الدنيا فقط .
و الإسم الثاني هو "اندرومورافيسك" الذي يفسر التكامل بربطه بالأفعال الحكومية ، لأن الحكومات هي التي تباشر العقد ، و يعتقد بأن المصالح الوطنية تجد مصادرها في المساومات الماتحت حكوماتية التي تحدث ما بين السلطات الحكومية و الفواعل الإجتماعية الداخلية قبل أن تلتقي الحكومات في إجتماعاتها .
و حسب"مورافيسك" فإن التكامل هو نتاج ضغط الفواعل الإجتماعية على الحكومات ، والذي يفسر عدم نجاح التكامل في السياسات الخارجية و الأمنية هو غياب مصالح الفواعل الإجتماعية في هذه القضايا(16) .
وكل هذا الكلام يثير إشكالية حقيقية تتعلق بنقطة بداية التكامل ، هل يبدأ إقتصاديا و ينتهي سياسيا ، أو يبدأ سياسيا و يُعمم فيما بعد على بقية القطاعات ؟
و هذا التساؤل يفيدنا في تقسيم و تصنيف مختلف التجارب التكاملية بما فيهم تجربة المغرب العربي :
القيمة التحليلية للإشكاليات السابقة في منطقة المغرب العربي : -v
أشرنا سابقا إلى أربعة عناصر أساسية يمكن أن نستعين بها كأدوات تحليلية لمحاولة فهم التجربة المغاربية أي توظيف :
- عنصر التكامل كنتاج لتحول منظومة القيم الداخلية و الدولية .
- التكامل الدولي و إمكانية تجاوز الدولة الوطنية و مشكلة الإعتماد المتبادل .
- التكامل كآلية لتفكيك بنية النزاعات بين الدول .
- التكامل وثنائية الإقتصاد و السياسة .

فالتحول في منظومة قيم الدول المغاربية لم يحدث باعتبارها دولا تستند لإدراكات تقليدية للقوة كامتلاك الموارد الطبيعية ، وتحقيق القوة العسكرية ، وبالتالي بقاء منطق الدولة في مواجهة الداخل ، كما أن الدول تعمل على تمرير مشاريع قيمية تحتفظ فيها بدور المصدر القيمي الأعلى "في إطار ما يمكن أم نسميه" بدولنة المجتمعات" .
بالإضافة إلى ذلك فإنه لا يمكن تمرير مشاريع التكامل في منطقة المغرب العربي في غياب منظومة القيم الليبرالية التي تساعد على تعظيم الأرباح و الفرص للخواص و للنخب الإجتماعية ، أما قيم منطقة المغرب العربي كنظام إقليمي فرعي فإنها لم تتغير لكونها تغذت تاريخيا بمنطق نزاعي إبتداءا من مشاكل الحدود ثم فيما بعد قضية الصحراء الغربية التي أصبحت مشكلا هيكليا يفرض مخرجات تتجاوز بكثير قيمتها الإستراتيجية .
وفي المستوى الثاني بقي التكامل في منطقة المغرب العربي حبيس منطق الدول و المعروف أنها دول تتأسس على نماذج ثابتة للشرعية ، والتكامل هو عملية للتغيير يستهدف تفكيك الولاءات القطرية ، وهذا مالا يمكن للمنطقة أن تستوعبه باعتبار أن كل دول المغرب العربي لديها نفس المنطق و هو الحفاظ على استمرارية بقاء الأنظمة ، و لا يمكن لأنظمة ثابتة الشرعية أن تنخرط في مسار للتغيير الإجتماعي يستهدف بناء ولاءات جديدة و أشكال جديدة للسلطة .
أما ما يتعلق بالإعتماد المتبادل كمشكلة تسبق التكامل الدولي ، فعمليا لا يمكن أن نتكلم عن التكامل في منطقة إقليمية لا تتواصل فيما بينها و لا تتعدى نسب المبادلات التجارية فيها3 %، ولذلك لا يمكن للتكامل أن يحدث في غياب مشكلة الإعتماد المتبادل ، لأننا تعلمنا نظريا أن التكاملات الناجحة كانت دائما في مناطق تعرف حالة متقدمة من الإتصالات فيما بينها .
أما إستعمال التكامل كآلية لتفكيك المنطق النزاعي في منطقة المغرب العربي فإن التاريخ يطالعنا بالعكس و هو أن النزاعات هي التي كانت تتحكم في مصير التكامل ، و إذا كانت أوربا قد تبنت التكامل كآلية لتذويب سياسات القوة ، فإن دول المغرب العربي تستعمل قوتها و تصرعلى حضورها الرمزي و المادي و القطري في مختلف الإجتماعات ، لذلك فتفكيك بنية النزاعات متعلق برغبة حقيقية ، و هذا ما لا يوجد في المنطقة خاصة و أن العديد من الدراسات تدافع على أن النزاعات أُستعملت دائما لدعم شرعية الأنظمة داخليا .
أما ثنائية الإقتصاد و السياسة في مسار التكامل المغاربي ، أو حضور الدولة في التجربة المغاربية فيمكن تحريكها في التساؤلات التالية :
هل الإطار المؤسساتي لإتحاد المغرب العربي هو نتاج مسار تكاملي ، أم هو نتاج مساومات ما بين حكوماتية ؟ بمعنى هل التوجه إلى التكامل هو إستجابة لتطورات حاصلة في منظومة القيم المغاربية و تعبيرا عن تطور و نضج العقل المنفعي المغاربي ، أم هو حبيس الإدراكات القطرية شديدة التسييس ؟ و هل يمكن لمؤسسات الإتحاد المغاربي أن تعبر عن تحول للولاءات التي تتجاوز الحدود الإقليمية للأنظمة المغاربية ؟ .
و الإجابة عن هذه الأسئلة لا يمكن أن تتجاوز الفرضيتين التاليتين :
- تطور التجربة التكاملية المغاربية محكوم بالمنطق الإقتصادي ، وبالتالي برغبة وولاء النخب الإقتصادية ، أي الفواعل الإجتماعية غير الرسمية (النخب ذات الطبيعة الليبرالية)
- تطور التجربة المغاربية محكوم بالمنطق الدولتي ، أي أن الخطوات التكاملية رهينة الإدارة السياسية للدول .
بالنسبة للفرضية الأولى يبدو بأن إختبارها ليس صعبا لأن نسبة المبادلات التجارية لم تتجاوز الحد الأدنى الذي يؤسس للتكامل ، كما أن المنطقة غير صناعية و بالتالي لا يمكن أن تشهد تعاظما لظاهرة الإعتماد المتبادل ، التي تعتبر في التجربة الأوربية هي أساس تفسير المسار التكاملي(17) .
و بقي التفسير المتعلق أساسا بالفرضية الثانية بحيث أن التكامل هنا يصبح محكوم بمنطق الدول ، و بتوجهات النخب الرسمية وبالتالي ليس مسارا أو عملية ميكانيكية كما يقول الوظيفيون الجدد بقدر ما هو خاضع لمنطق القرار السياسي أي للعبة أحادية الفواعل .
وهذا ما يتنافى مع الطابع اللليبرالي للنماذج التكاملية .
لذلك فالمحرك الأساسي لعملية الالتكامل في منطقة المغرب العربي سياسي وليس إقتصادي والأصل أن الليبراليين يعتقدون بقدرةالإقتصاد على تحريك السياسة وليس العكس .
و حسب هذا الكلام فإن تقييم التجربة المغاربية يجب أن يكون نظريا أي ضرورة الفصل في طبيعة محرك المسار التكاملي ، فإذا كان منطقا إقتصاديا فإن الفواعل الرسمية في الإتحاد ليست الحكومات و رؤساء الدول ، و إنما رجال الأعمال أو ما يسمى بالفواعل ما تحت حكوماتية ، لأن التوجه إلى التكامل يكون دائما إستجابة لقيم نفعية أكثر منها سياسية ، و إذا كان سياسيا فإن الفواعل الأساسية ستكون الحكومات ، وموضوع هذا النوع من الإتحادات سيكون المواضيع السياسية و ليس الإقتصادية ، ولأن الإقتصاد خاضع للفواعل الليبرالية .


خاتمة :
الحديث عن التكامل هو حديث عن قيمة مؤسساتية في العلاقات الدولية ، تطورت نظريا و عمليا ، نتيجة تحولات عميقة مست قيم النظم السياسية و العلاقات الدولية لعالم ما بعد الثورة الصناعية و الحروب العالمية ، لذلك ففهم التكامل لا يمكن أن يكون بمعزل عن العلاقات السببية بين تطور الدولة الوطنية و تزايد ظاهرة الإعتماد المتبادل ، و كذا تزايد حدة النزاعات و فشل آليات ضبط الإستقرار في النظام الدولي خاصة فكرة العودة إلى الحروب لتحقيق المصالح الوطنية .
إذن التكامل الدولي عمليا هو آلية تتجاوز بحذر إرث معاهدة وستفاليا ، و تفكك منطق الدولة الوطنية تدريجيا ، و من الأسفل بدون أن تستهدف القضايا السياسية بشكل مباشر ، كما انه يعبر عن آلية مؤسساتية تقدم برنامج عمل لتفكيك الطبيعة النزاعية من خلال تطوير فكرة المصالح المشتركة ، الأمن المشترك ( الشامل كما يقول ميتراني ) .
و نظريا تقدم أدبيات التكامل مفاتيح جديدة لفهم السياسة الدولية ، بتجاوز فكرة الدولة الوطنية كفاعل وحيد في العلاقات الدولية وتجاوز الطابع الفوضوي المطلق للنظام الدولي ، و بهذا تقدم إدراكات جديدة لقضايا السلام و الإستقرار في العلاقات الدولية. و التكامل بشكل عام هو قيمة إنسانية أكثر منها حاجة سياسة ، لأنه يعبر عن نضج العقل المنفعي و عن تراجع الحروب كأداة لتحقيق أهداف كلاسيكية والتي أصبحت المنظومة الليبرالية لا تقبل بها. لأن عالم فلسفة داروين و اوغست كونت و المدرسة النفعية أزاحت الدول من مركز العمليات الإجتماعية و إستبدله بالإنسان كقيمة عليا توضع في خدمته جميع السياسات الإجتماعية والبرامج السياسية .
ووفق هذا الإدراك الفعال الذي تأسس في التجارب الغربية ، أصبحت الحركية الاجتماعية هي التي تحدد شكل المؤسسات وشكل السلطات ، وعالم ما بعد الحروب العالمية أصبح يتقبل سلطات جديدة و مؤسسات جديدة ليست بالضرورة الدول مادامت هذه المؤسسات تحقق نفس الأهداف و بنفس الفعالية .
و هكذا لا يمكن أن تتضح فكرة التكامل الجهوي في منطقة المغرب العربي بعيدا عن هذه القيم التي تأسست تاريخيا استجابة لظروف تاريخية و لتوجيهات الفلسفية عميقة مست جميع المستويات الغربية الحديثة ، و الذي يثبت هذا الكلام هو أن التجارب التكاملية الناجحة كانت دائما في بيئات ليبرالية و ارتبطت دائما بموجات التحول من الأنظمة التسلطية الريعية إلى أنظمة ديمقراطية ليبرالية (الآسيان في آسيا بعد تحول الأنظمة في اندونيسيا و ماليزيا ، و التجارب التكاملية في أمريكا اللاتينية بعد تحول الأنظمة في الثمانينيات..) .
الهوامش :
(1) Dario PATTISTILLA , théorie de relations internationales , Paris ,2003, p177.
(2) G . DEVIN , Que reste –t-il du fonctionnalisme internationale ? relire David Mitrany (1888,1975) , critique internationale . 2008 .1,N 38, p137.
(3) B.BUZAN, National security in the post –cold war third world , strategique review of south Africa ,Vol xvi , N01,1994,p33.
(4) ibid ,p36.
(5) Abdennour BENANTAR,concevoire la relation avec l’OTAN uniquement en terme de lute anti-terroriste serait une erreur stratégique , la tribune , jeudi 23-02-2003.
(6) B.BUZAN,op,cit ;p35.
(7) محمد احمد عبد الغفار ، فض النزاعات في الفكر والممارسة الغربية ، ج1، الجزائر، دار هومة ، 2003 ، ص ص 48،49.
(8) Dario PATTISTILLA , op,cit,p189.
(9) idem .
(10) G , DEVIN . . op,cit,p138.
(11) حسين بوقارة ، التكامل في العلاقات الدولية ، الجزائر ، دار هومة ، 2008 ، ص 29.
(12) Dario PATTISTILLA , op,cit,p150.
(13) Charles - PHILIPPE DAVID, Afaf BENESSAIH, la paix par l’intégration ? theories sur l’interdépendance et les nouveaux problèmes de sécurité , Revue études internationales, volume xxv111,N02,juin ,1997 ,pp 232.241.
(14) Dario PATTISTILLA,op,cit,p202
(15) ibid,p209.
(16) ibid,p212 .

محب بلاده
2012-01-10, 23:38
هذا ما وجدته ارجوا ان اكون قد افدتك

ياسين 1990
2012-01-13, 10:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجوا منكم تلبية طلب مني من فضلكم

وهو اني اريد مشروع عن الدليل السياحي في الوادي
من فضلكم

والسلام عليكم

radia-fidelité
2012-01-13, 14:58
السلام عليكم
أرجو تقديم المساعدة لي في انجاز فيديو عن فرحات عباس :صور،معلومات......وشكرا

nacer033
2012-01-13, 15:44
اسم العضو :nacer033

الطلب :بحث حول قواعد وا جراءات التعامل في سوق الوراق المالية (بورصة القيم المنقولة )

المستوى :السنة الثانية جامعي تخصص مالية و بنوك

أجل التسليم : الاحد 20 جانفي 2012

hicho96
2012-01-15, 12:22
اسم العضو hicho96

الطلب :بحث حول حقوق الوالدين أمام أبنائهم بالفرنسية

المستوى :4 متوسط

أجل التسليم 22 جانفي
وشكرا

goldway90
2012-01-15, 19:50
اسم العضو goldway90

الطلب :بحث حول سلوكات المستهلكين

المستوى :4 جامعي تخصص تسويق

أجل التسليم17 جانفي
وشكرا

attefkon
2012-01-15, 20:25
من فضلكم مساعدة للامتحان لهذه المواضيع الاتية من فضلكم :

please help this for the examination :
have you ever been be tired-
who is the person responsabale of children mother or father-
what you prefer diplomate or money and why -

maghboune
2012-01-16, 21:56
maghboune

الطلب : بحث حول مقتصدة مؤسسة عمومية استشفائية ( مهام مكتب الصفقات ومكتب المالية والوسائل )
المستوى : موظف في فترة تربص

أجل التسليم : الاحد 20 جانفي 2012

محب بلاده
2012-01-16, 22:09
اسم العضو goldway90

الطلب :بحث حول سلوكات المستهلكين

المستوى :4 جامعي تخصص تسويق

أجل التسليم17 جانفي
وشكرا



بحث حول سلوك المستهلك
خطة البحث :
المقدمة
المبحث الاول: سلوك المستهلك
مطلب اول : تعريف سلوك المستهلك
مطلب ثاني : العوامل المؤثرة على سلوك المستهلك
المبحث ثاني : دراسة سلوك المستهلك
مطلب اول : اهمية دراسة سلوك المستهلك بالنسبة للمنظمة
مطلب ثاني : اهمية دراسة سلوك المستهلك بالنسبة للاسرة والمجتمع
المبحث ثالث : طرق واساليب دراسة سلوك المستهلك
مطلب اول : المقابلة الشخصية المعمقة
مطلب ثاني : مقابلة جماعية المركزة
الخاتمة
المقدمة :

إن دارسة و تحليل سلوك المستهلك واحدة من أهم الأنشطة التسويقية في المنظمة , و التي أفرزتها تطورات المحيط الخارجي بسبب احتدام المنافسة و اتساع حجم و نوع البدائل المتاحة أمام المستهلك من جهة , و تغير و تنوع حاجاته ورغباته من جهة أخرى , بشكل أصبح يفرض على المنظمة ضرورة التميُز في منتجاتها سواء من حيث جودتها أو سعرها أو طريقة الإعلان عنها أو توزيعها و ذلك بما يتوافق مع المستهلك و إمكانياته المالية , و هذا لضمان دوام اقتنائها مما يمكن المؤسسة من النمو و البقاء , حيث تحولت السياسات الإنتاجية للمؤسسات من مفهوم بيع ما يمكن إنتاجه إلى مفهوم جديد يقوم على المستهلك باعتباره السيد في السوق وفق ما يسمى بإنتاج ما يمكن بيعه , و هذا لا يتأتى إلا من خلال نشاط تسويقي يرتكز على دراسة سلوك المستهلك و مجمل الظروف و العوامل المؤثرة و المحددة لتفضيلاته و أنماطه الاستهلاكية , من خلال التحري و الترصد المستمر لمجمل تصرفاته و آرائه حول ما يطرح عليه و ما يرغب و يتمنى الحصول عليه .
مبحث اول : سلوك المستهلك

تعريف سلوك المستهلك :
قبل التطرق إلى تعريف سلوك المستهلك وجب علينا أولا تحديد ماذا نعني بالمستهلك و الذي يعرف على انه : " الشخص الذي يشتري أو لديه القدرة لشراء السلع و الخدمات المعروضة للبيع , بهدف إشباع الحاجات و الرغبات الشخصية أو العائلية " . و يفهم من هذا التعريف أن كل شخص يعتبر مستهلك , بحيث يتمثل الدافع الأساسي له في هذا هو إشباع حاجاته و رغباته حسب ما هو متاح و متوفر من جهة , و حسب إمكانياته وقدراته الشرائية من جهة أخرى .
أما سلوك المستهلك فقد قدمت له العديد من التعاريف نذكر من بينها ما يلي :
- حسب محمد إبراهيم عبيدات فيعرف سلوك المستهلك على انه : " ذلك التصرف الذي يبرزه المستهلك في البحث عن شراء أو استخدام السلع و الخدمات و الأفكار , و التي يتوقع أنها ستشبع رغباته أو حاجاته حسب إمكانياته الشرائية المتاحة " .
- حسب محمد صالح المؤذن فان سلوك المستهلك يعرف على انه : " جميع الأفعال و التصرفات المباشرة و غير المباشرة , التي يقوم بها المستهلكون في سبيل الحصول على سلعة أو خدمة في مكان معين و في وقت محدد " .
- حسب محمد عبد السلام أبو قحف فيعرف سلوك المستهلك على انه : " مجموعة الأنشطة الذهنية و العضلية المرتبطة بعملية التقييم و المفاضلة و الحصول على السلع و الخدمات و الأفكار وكيفية استخدامها " .
ً
العوامل البيئية الخارجية للمستهلك :

وتشمل هذه العوامل المؤثرات البيئية الخارجية التي تؤثر في المستهلك وهي تشمل المؤثرات الحضارية والثقافية والمؤثرات الاجتماعية والمؤثرات الموقفية والمؤثرات التسويقية.
تأثير ثقافة المجتمع على سلوك المستهلك:
ان لكل مجتمع ثقافته وحضارته ذات الطابع الخاص به وهذه الثقافة تتشكل عبر مئات السنين وتشكل شخصيته بالمقارنة بالمجتمعات الأخرى فثقافة وحضارة المجتمع هي مجموعة القيم والعادات والتقاليد والمعتقدات السائدة، والحضارة تتكون من عنصرين أحدهما تجريدي أو معنوي ويتمثل في القيم الجوهرية للمجتمع وعاداته وتقاليده ومعتقداته والعنصر الآخر مادي يتمثل في الناتج المادي لأفراد المجتمع ويؤدي التفاعل المستمر بين المجتمع والفرد إلى تشكيل تفضيلات الفرد الشرائية والاستهلاكية بصورة تتلاءم مع القيم الجوهرية للمجتمع فتتحدد تبعاً لذلك أنواع المنتجات التي يسمح المجتمع بشرائها واستهلاكها، وتتمتع هذه القيم الجوهرية للمجتمع بالالزام حيث لا يستطيع أي فرد أن يحيد عنها، فعلى سبيل المثال هناك بعض المجتمعات التي تسمح لها حضارتها بأكل لحم الكلاب والخنازير كما تسمح بعض المجتمعات بأكل لحم السمك حياً أو بأكل الضفادع، وهذه السلوكيات غير مقبولة في مجتمعات أخرى وخاصة المجتمعات الإسلامية لأن قيمها الجوهرية لا تقر ذلك ولا تسمح به، ولذلك يجب على مندوبي التسويق الذين يخططون لبيع منتجاتهم في السوق الدولية أن تتفق برامجهم ومنتجاتهم مع قيم وتقاليد المجتمعات الأجنبية ولا تتعارض معها فتفشل وتتسبب في مقاطعة العملاء الأجانب لبضائعهم. وهكذا نرى أن قيم المجتمع ومعتقداته وعاداته وتقاليده في السلوك العام لأفراده تشكل سلوكهم الشرائي والاستهلاكي من عدة جوانب أهمها:
1 تحديد الهيكل الاستهلاكي والفلسفة الاستهلاكية: تقوم ثقافة المجتمع بتحديد شكل وفلسفة الاستهلاك لأفراده من خلال القيم والمعتقدات المكونة لها. فمثلاً تتركز فلسفة الاستهلاك في المجتمعات الغربية حول الرفاهية المادية وتستهدف تعظيم الاستهلاك الاستمتاعي في الدنيا، بينما تقلل الفلسفة الاستهلاكية في المجتمعات الإسلامية من المبالغة في الاستغراق في الاستمتاع المادي وتطالب الفرد بالحفاظ على التوازن بين الجانب المادي والجانب الروحي في حياته.
2 تحديد نوعية المنتجات المباعة داخل المجتمعات: فتحرم الثقافة الإسلامية مثلاً استهلاك بعض المواد الغذائية أو الإتجار فيها كالدم ولحم الخنزير والخمور كما تحرم الثقافة الهندوسية ذبح البقر وأكله.
3 تحديد الثقافة الأسباب التي من أجلها يتم الشراء: فالمستهلكون يشترون المنتجات تبعاً لثقافة مجتمعاتهم لأسباب منها:
اعتقاد المستهلكين بأن السلعة أو الخدمة المشتراة ستقوم بوظيفتها خير أداء.
شراء السلعة من أجل شكلها وهيئتها والصورة التي تباع عليها.
شراء السلعة من أجل معناها الرمزي مثل ارتباط بعض الأكلات بالمناسبات الدينية والوطنية الخاصة بالمجتمع
تأثير الطبقات الاجتماعية على السلوك الاستهلاكي :
لقد خلق الله الناس على اختلافهم في الحظوظ والثروات، فالناس ينقسمون إلى طبقات اجتماعية مختلفة في كل المجتمعات، فيتمتع أفراد الطبقة العليا من ذوي الثروة والمستوى التعليمي الأعلى بمراكز اجتماعية أفضل من تلك التي يتمتع بها أفراد الطبقتين الوسطى والدنيا. وتؤثر الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد على سلوكه الاستهلاكي والشرائي وتوجهه. فالقواعد والمعايير التي تحكم سلوك الأفراد المنتمين إلى طبقة اجتماعية معينة تؤثر في أنواع وأسعار السلع والخدمات التي يشترونها. ويمكن قياس الطبقات الاجتماعية للمستهلكين بعدة طرق منها ما يعتمد على الحكم الشخصي للأفراد (كتقدير الفرد للطبقة الاجتماعية التي ينتمي هو إليها أو تقديره للطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الآخرون) ومنها ما يعتمد على معايير موضوعية مثل الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للأفراد.
ويمر إعداد الاستراتيجية التسويقية للطبقات الاجتماعية بأربع خطوات هي تحديد العلاقة بين المكانة الاجتماعية للفرد واستهلاكه للمنتج. وتحديد الطبقة الاجتماعية المستهدفة، وتصميم الموقع التنافسي للمنتج وإعداد المزيج التسويقي المناسب.
تأثير الأسرة على سلوك المستهلك :
يهتم مديرو التسويق بدراسة تأثير الأسرة على سلوك المستهلك فهناك منتجات كثيرة يتم شراؤها بغرض الاستهلاك الأسري كما أن الأفراد يتأثرون بآراء ونصائح باقي أفراد الأسرة في قراراتهم الشرائية ويقسم الكاتب الأسرة إلى ثلاثة أنواع هي:
الأسرة النواة: وهي التي تتكون من الأب والأم فقط أو الأب والأم والأولاد ويعيشون جميعاً في نفس المسكن.
الأسرة الممتدة: تشمل الأسرة الممتدة الأسرة النواة بالإضافة إلى بعض الأقارب كالأجداد أو الأعمام أو الأخوال أو العمات أو الخالات وأبنائهم وأبنائهن وبناتهن.
الوحدة المعيشية: وهي تتكون من فرد واحد أو عدة أفراد يعيشون تحت سقف واحد من الأقارب أو غير الأقارب فمثلاً قد تشمل الوحدة المعيشية أفراد الأسرة النواة أو الأسرة الممتدة بالإضافة إلى بعض العاملين بالمنزل مثل السائق والطباخة والشغالة.
وقد انصب اهتمام الباحثين على مدى تأثير كل من الزوجة والزوج على عملية اتخاذ القرارات الشرائية والاستهلاكية
ووجدوا أن هناك أربعة قرارات يتم اتخاذها داخل الأسرة:
قرارات يغلب الزوج على اتخاذها.
قرارات تغلب الزوجة على اتخاذها.
قرارات مشتركة.
قرارات فردية.
ويعتمد التأثير النسبي لكل من الزوجين في اتخاذ القرارات على عوامل عدة منها نوع السلعة أو الخدمة المشتراة وفلسفة الأسرة حول دور كل من الزوجين في اتخاذ قرار الشراء. ويتأثر النمط الاستهلاكي للأسرة بالتغيرات الحادثة في حياة الأسر نتيجة لازدياد نسبة الزوجات العاملات. كما أن للأطفال تأثير على قرارات الأسرة الشرائية تبعاً لعمر الطفل نفسه. وبشكل عام يتأثر السوك الاستهلاكي والشرائي للأسرة بحسب نوع الأسر وحجمها وخصائصها الديمغرافية ومكانتها الاجتماعية وأسلوبها المعيشي وحجم الإنتاج الداخلي لها، كما يتأثر هذا السلوك بعدد من العوامل الاجتماعية الأخرى مثل درجة التماسك الأسري ودرجة تكيف الأسرة مع البيئة وطبيعة الاتصالات الدائرة بين أفرادها.
المبحث ثاني : اهمية دراسة سلوك المستهلك

أهمية دراسة سلوك المستهلك بالنسبة للمنظمة

إن دراسة سلوك المستهلك نشاط جد مهم داخل المنظمة , تقوم به الإدارة التسويقية و ذلك لتحقيق جملة من الأهداف الخاصة بالمستهلك نفسه من جهة , و بالمنظمة من جهة أخرى . حيث يمكننا تلخيص أهمية و فوائد دراسة سلوك المستهلك بالنسبة للمنظمة في ما يلي :
- إن دراسة سلوك المستهلك و معرفة حاجاته و رغباته يساعد المنظمة في تصميم منتجاتها بشكل يضمن قبولها لدى مستهلكيها , الأمر الذي يؤدي إلى ازدياد معدلات اقتنائها , و هو ما يقود إلى رفع حجم مبيعاتها و بالتالي زيادة عوائدها مما يمكنها من البقاء و الاستمرار . فكلما كانت المنظمة على دراية و فهم بما يجول و يحيط بمستهلكيها كانت اقدر على الاقتراب منهم لخدمتهم و إشباع حاجاتهم و رغباتهم لتحقيق أهدافها و أهدافهم على حد سواء .
- إن المفهوم التسويقي الحديث يقوم على فكرة أن المستهلك هو نقطة البداية و النهاية في العملية التسويقية , إذ أن الفلسفات التسويقية السابقة ( الإنتاجية و البيعية ) أثبتت فشلها و قصورها مع مرور الزمن , و هذا بسبب إهمالها دراسة سلوك و تصرفات المستهلك و تركيزها على طبيعة المنتجات و طريقة بيعها فقط , حيث إن عديدا من المنظمات التي تبنت هاته الفلسفات لم تستطع الصمود و المنافسة بسبب غياب الرابط بينها و بين أسواقها و المتمثل أساسا في دراسة سلوك المستهلك . لذا وجب على المنظمة الراغبة في النجاح أن تسعى لخلق أنشطة تسويقية تبنى على أساس تحليل سلوك المستهلك لتتلاءم و تتكيف معه بشكل يخدم مصالح المؤسسة و يحقق أهدافها خصوصا على المدى الطويل .
- إن دراسة سلوك المستهلك قد يحمل المنظمة على اكتشاف فرص تسويقية جديدة , و هذا عن طريق البحث في الحاجات و الرغبات غير المشبعة و الحديثة لدى المستهلكين , و الاستثمار فيها بشكل يساعد المنظمة على تنويع منتجاتها لرفع قدرتها التنافسية و زيادة حصتها السوقية , و هو ما يضمن نموها و توسعها .
- إن دراسة سلوك المستهلك و معرفة قدراته الشرائية يساعد المنظمة في رسم سياساتها التسعرية , إذ أن المنظمة الناجحة هي التي تستطيع تقديم سلع و خدمات تشبع رغبات مستهلكيها في حدود امكنياتهم الشرائية , فكثير من المنتجات فشلت في السوق و هذا برغم حاجة المستهلكين لها , لا لعيب فيها إلا لكونها لا تتناسب و قدرات المستهلكين الشرائية بسبب محدودية الدخول .
- إن دراسة سلوك المستهلك يساعد المنظمة في رسم سياساتها الترويجية , فمن خلال معرفة أذواق و تفضيلات المستهلكين تقوم الإدارة التسويقية بتحديد مزيج ترويجي مناسب يهدف للتأثير عليهم و إقناعهم باستهلاك منتجاتها . فمثلا من خلال دراسة سلوك فئة من المستهلكين و لتكن الشباب الرياضي تبين لأحدى المؤسسات المنتجة للملابس الرياضية أنهم شديدو الحرص على متابعة برنامج تلفزيوني رياضي محدد , فمن المناسب هنا أن تقوم هذه المنظمة بوضع إعلاناتها ضمن هذا البرنامج بالذات لتضمن وصوله إلى اكبر عدد ممكن منهم , و لزيادة التأثير عليهم تقوم المنظمة بالتعاقد مع شخصية رياضية محبوبة لديهم لتقوم بأداء هذا الإعلان , الأمر الذي يجعل من السياسة الترويجية لهذه المنظمة أكثر فعالية و قدرة على الوصول و الإقناع لأنها انطلقت من دراسة سلوك المستهلك و تفضيلاته المختلفة .
- إن دراسة سلوك المستهلك ذو أهمية بالغة في تحديد المنافذ التوزيعية لمنتجات المنظمة , فبواسطته تستطيع امعرفة أماكن تواجد و تركز مستهلكيها , الأمر الذي يساعدها في رسم خططها التوزيعية إما بالاعتماد على نقاط البيع الخاصة بها و التركيز على البيع الشخصي و رجال البيع للاتصال المباشر بالمستهلك و معرفة رد فعله و سلوكه الشرائي , أو بالاعتماد على الوسطاء و الوكلاء من تجار جملة و تجزئة أو غير ذلك من طرق الاتصال غير المباشر بالمستهلك , والتي تعتمد على مدى كفاءة الوسطاء في التأثير على السلوك الشرائي للمستهلك .
- إن دراسة سلوك المستهلك تمكن المنظمة من تحليل أسواقها و تحديد القطاعات المستهدفة , كما أنها تساعدها على دراسة عادات و دوافع الشراء بدقة لدى مستهلكيها , الأمر الذي يقودها إلى المعرفة الدقيقة لمن هو مستهلكها , وكيف و متى و لماذا يشتري , و ما هي العوامل و الظروف التي تؤثر على سلوكه و على قراره الشرائي .
- إن دراسة و تحليل سلوك المستهلك يمكن المنظمة من تقييم أداءها التسويقي , و يساعدها على تحديد مواطن القوة والضعف داخلها , فمن خلال معرفة رأي المستهلك حول المنتج و الطريقة التي قدم بها تتمكن المنظمة من المعالجة التسويقية إما بالحفاظ على المنتج و الاستمرار في تقديمه و عرضه , أو تعديله هو أو الطريقة التي قدم بها , أو إلغائه نهائيا. كل هذا يكون بالاعتماد على رأي و رغبة المستهلك باعتباره الفيصل في العملية التسويقية .
هذه جملة من النقاط التي تبرز أهمية و فائدة دراسة سلوك المستهلك في النشاط التسويقي للمنظمة , الأمر الذي يفرض عليها ضرورة الاهتمام بالأنشطة التي توصلها إلى ذلك و من أبرزها بحوث التسويق
اهمية دراسة سلوك المستهلك بالنسبة للاسرة والمجتمع
:
تفيد دراسات سلوك المستهلك الافراد والأسر في التعرف على أو التعرض الى كافة المعلومات والبيانات التي تساعدهم في الاختيار الامثل للسلع أو الخدمات المطروحة ووفق إمكاناتهم الشرائية وميولهم وأذواقهم.
تبرز الاهمية والفائدة الكبيرة لدراسة سلوك المستهلك على مستوى الاسرة ، حيث قد يتمكن المؤثرون على القرار الشرائي في الاسرة من اجراء كافة التحليلات اللازمة لنقاط القوة والضعف لمختلف البدائل السلعية أو الخدمية المتاحة واختيار البديل او الماركة من السلعة او الخدمة التي تحقق اقصى رضى ممكن للأسرة . كما تفيد ايضا دراسة سلوك المستهلك في تحديد مواعيد التسويق الافضل للأسرة و أماكن التسويق الاكثر مرغوبية وحسب الطبقة الاجتماعية للمشتري المستهلك.
المطلب ثالث : طرق دراسة سلوك مستهلك

أولا: المقابلة الشخصية المتعمقة :
تتلخص طريقة المقابلة الشخصية المتعمقة في قيام أحد الخبراء بعقد مقابلة شخصية طويلة مع كل فرد من أفراد العينة المختارة على حدة لمناقشة وإستيضاح رأى الفرد في مووضع تسويقي معين. يشبه هذا النوع المقابلات الشخصية التي يجربها إخصائيوا علم النفس الإكلينيكيون والأطباء النفسانيون من حيث كونها بدون هيكل محدد، حيث يقوم الباحث بإلقاء عدد من الأسئلة على المستهلك ويشجعه على الإطالة في الإجابة وشرح وجهة نظره ويدور النقاش بين الاثنين بتوجيه من الباحث للكشف عن الدوافع الشرائية لدى الفرد.
وتحتاج المقابلة الشخصية المتعمقة إلى وقت طويل قد يمتد إلى ساعتين أو أكثر، ويلعب الباحث دوراً حيوياً في نجاحها إذ يجب أن يكون على درجة عالية من التدريب والمهارة؛ حتى يشجع المستهلك على الكلام بحرية دون أن يؤثر عليه أو على من وقت لآخر على الرد على أسئلته وعلى التوسع في إجابته باستعمال أسئلة توضيحية على غرار الأسئلة الآتية:
1. هل يمكن أن تحدثني بتوسع عن ذلك.
2. هل من الممكن إعطائي مثالاً على ذلك؟
3. لماذا تقول ذلك؟
مزايا وعيوب المقابلة الشخصية المتعمقة :
تتصف المقابلة الشخصية المتعمقة ببعض المزايا وبعض العيوب، فمن ناحية يسعى الباحث إلى الحصول على المعلومات التي تهمه ويظل يشجع المستهلك على افدلاء بها حتى يحصل عليها في النهاية، ولكن من ناحية أخرى يعاب على هذه الطريقة أنها باهظة التكاليف وغير اقتصادية خاصة وأن هذا النوع من المقابلات يجب أن يتكرر مع عدة مسهلكين وربما يحتاج الأمر إلى تكراره مع نفس المستهلك أكثر من مرة، بالإضافة إلى ضرورة قيام باحث متخصص عالى المهارة بإجراء المقابلة، إلى جانب ذلك نجد أن نجاح المقابلة يعتمد إلى حد كبير على مهارة الباحث؛ نظراً لأن خط سير المقابلة يكون رهن توجيهاته. وأخيراً فهناك مشكلة أخرى تتعلق بمحاولة التفرقة بين ردود الفعل السطحية للمستهلك وبين دوافعه اللاشعورية، فتحليل وتفسير البيانات التي يحصل عليها الباحث تخضع إلى حد كبير لرأيه الشخصي؛ مما يجعل من الصعب تحديد التفسير الحقيقي لدوافع المستهلك . ولمعالجة هذه المشاكل يلجأ الكثيرون من مديرى التسويق إلى أسلوب المقابلات الجماعية المركزة كحل بديل للحصول على المعلومات المطلوبة مع تجنب معظم تلك الصعوبات.
وعلى صعيد السوق السعودية يمكن استخدام أسلوب المقابلة الشخصية المتعمقة بنجاح في دراسة الدوافع الشرائية للأفراد داخل المجتمع السعودي على شريطة أن يتم ترتيب اللقاء الشخصي بين الباحث وبين المستهلك من خلال طرف ثالث يعرفهما معا معرفة شخصية وذلك لإرساء الثقة بينهما.

المقابلة الجماعية المركزة:
تعتبر المقابلة الجماعية المركزة أو جماعات التركيز من أكثر أساليب البحث الكيفي انتشاراً في الوقت الحاضر وفيها يركز المجتمعون في النقاش على موضوع تسويقي معين تحت إشراف شخص مدرب تدريباً خاصاً . تقوم بعض الشركات المتخصصة في بحوث التسويق بإجراء هذا النوع من المقابلات بصورة دورية مع جماعات من المستهلكين العرب في كل من منطقتي الخليج وشمال أفريقية لصالح بعض الشركات المنتجة؛ بهدف استكشاف معتقدات ودوافع المستهلكين العرب حول عدد من السلع لخدمات والتعرف على آرائهم واتجاهاتهم النفسية نحوها.
وتتكون الجماعة الواحدة في هذا النوع من المقابلات من ثمانية إلى عشرة أفراد، وأحيانا تزيد على ذلك أن تنقص قليلاً، وبالرغم من أن عملية اختيار المستهلكين للاشتراك في المقابلة تتم بطريقة غير احتمالية إلا أن رغبة الباحث في تمثيلهم لمجتمع البحث تجعله يختارهم بحيث تتطابق مواصفاتهم مع مواصفات مجتمع البحث على قدر الإمكان؛ حتى تكون أراؤهم واتجاهاتهم وميولهم ممثلة لاتجاهات وميول وآراء المجتمع الأصلي. وغالباً ما يتم إجراء مقابلات لجماعات متعددة من المستهلكين يشبهون في صفاتهم مجتمع البحث الأصلي (أي السوق المستهدفة للشرككة المتنجة) فلا تعتمد الشركة على النتائج التي حصلت عليها من مقابلة مجموعة واحدة فقط.
ويراعى في تنظيم هذه الجماعات أن تكون درجة التجانس عالية بين أفراد كل جماعة من حيث الخصائص الاقتصادية والاجتماعية؛ حتى يشارك جميع أفرادها بالتساوى في المناقشة دون أن يسيرط أن المناقشة عدد محدود من الأفراد ، فمن الملاحظ مثلاً أنه إذا ضمت المجموعة الواحدة أفراداً تتفاوت مستوياتهم التعليمية أو مراكزهم الاجتماعية تفاوتاً كبيرا يميل الأفراد ذوو التعليم الأعلى أو المركز الاجتماعية الأعلى إلى الحديث معظم الوقت بينما ينأى الأفراد ذوو التعليم الأقل أو المراكز الاجتماعية الأدنى عن الاشتراك في الحديث أو الإدلاء بأرائهم في الموضوع المطروح للنقاش.
ويدير جلسة المناقشة شخص مدرب تدريباً جيداً يعرف اسم الوسيط (Moderator) ويتلخص دوره الاساسي في عرض موضوع النقاش وقيادة وتوجيه المناقشات داخل الجلسة، وتشجيع جميع أفراد الجماعة على الاشتراك في الحديث مع احتواء النقاش وتصحيح مساره بطريقة البقة ومهذبة إذا تفرعت الأحاديث وخرج المشاركون عن الموضوع الرئيسي على مووضعات أخرى لاتمت إليه ، ولعل هذه السمة من أهم الفروق الموجودة بين المقابلات الجماعية المركزة، وما اصطلح على تسميته بجلسات العصف الذهني التي لا يحدها أي حد من حيث الاتجاه الذي تأخذه المناقشات أو نوعية الأفكار والموضوعات التي يطرحها الأفراد أثناء النقاش.
وتعتبر المقابلات الجماعية المركزة من أساليب البحث الكيفي الاستشكافية ، وتعقد أحياناً بهدف الحصول على اقتراحات المشاركين حول الأفكار، والمفاهيم الحديثة للمنتجات الجديدة وتصفية وتعديل تلك الأفكار ثم إعادة اختبارها بجماعات تركيز أخرى إلى أن يبح مفهوم أو فكرة المنتج الجديد مقبولة تماماً من جانب المشتركين في المقابلة وقابلة للتنفيذ.
مزايا وعيوب المقابلات الجماعية المركزة :
وعموما يمكن تلخيص مزايا المقابلات الجماعية المركزة فيما يلي:
1. الحصول على معلومات أكثر غزارة: تؤدي الجهود المشتركة للجماعة والتفاعل بين أفرادها إلى الحصول على كم من المعلومات والأفكار والنظرات الثاقبة أكبر من مجموع الآراء الفردية لللمشاركين في النقاش.
2. القدرة على توليد أفكار جديدة: هناك احتمال أكبر من حالة المقابلات الجماعية بالمقارنة بالمقابلات الفردية أن تطرح بعض الأفكار القيمة، وأن يتم تطويرها وتهذيبها بصورة يمكن لمدير التسويق الاستفادة منها.
3. تضاعف المعلومات بسرعة: غالباً ما يؤدي تعليق أحد الأفراد داخل الجماعة إلى سلسلة من الردود من جانب الأفراد الآخرين .
4. وجود حافز على المشاركة: بعد المقدمة القصيرة التي يبدأ بها الباحث المقابلة عادة ما يرغب المشاركون في التعبير عن شعورهم وطرح أفكارهم أمام الآخرين كلما ازداد اهتمامهمم بموضوع النقاش.
5. شعور المشتركين بالأمان: في حالة الجماعة التي يتم انتقاؤها بعناية يجد الفرد نوعاً من الراحة في تشابه شعوره مع شعور الآخرين وفي عرضه لأفكاره دون الحاجة للدفاع عنها أو شرح أسبابها، وفي مثل هذه الحالات يميل الفرد إلى أن يكون أكثر صراحة في حديثه: لأن التركيز يكون عادة على الجماعة وليس على الفرد، ولأنه سريعاً ما يجد أن ما يقوله لا يرتبط بالضرورة بشخصه.
6. تلقائية الإجابة: عادة ما تكون استجابة الفرد في المقابلة الجماعية تلقائية وغير تقليدية؛ نظراً لعدم إلزام أي فرد بالرد على أي سؤال مطروح للنقشا، وقد تعكس الاجابة التقائية موقف الشخص من المسألة المطروحة بدقة أكثر. ومن الملاحظ في ا لمقابلات الجماعية أن الناس يتكلمون فقط عندما يكون لديهم شعور معين ورأى محدد في المسألة المطروحة وليس لمجرد أن هناك سؤالاً يحتاج إلى إجابة.
7. التخصص: تسمح المقابلة الجماعية باستخدام وسيط مدرب تدريباً عالياً لإدارة المقابلة مما يحقق اقتصاديات الحجم ويخفض من التكلفة.
8. الفحص والتمحيص: تسمح المقابلة الجماعية بدرجة أكبر من التمحيص من جوانب كثيرة، فمن جهة يمكن لعدد من المراقبين ملاحظة ما يجري في المقابلة وهم جلوس في غرفة أخرى من خلال مرآة مزدوجة مما يضمن نوعاً من الاتساق في تفسير النتائج، ومن جهة ثانية يمكن تسجيل المقابلة بالصوت فقط أو بالصوت والصورة مما يساعد على إعادة فحص تفاصيل المقابلة في وقت لاحق، والتغلب على الخلاف الذي قد ينشأ حول حقيقة ما قيل وما حدث فيها بالفعل.
9. السيطرة على موضوع النقاش: توفر المقابلة الجماعية سيطرة أكبر على الموضوعات المطروحة للحوار وعلى درجة التعمق في مناقشتها بالمقارنة بالمقابلة الفردية، فالقائم بالمقابلة يكون عادة أحد المشتركين فيها، وبالتالي تتوفر له فرصة إعادة فتح النقاش في الموضوعات التي لم تتلق معالجة كافية عند بداية عرضها.
10. السرعة في الإنجاز: يترتب على المقابلة الجماعية إنجاز المطلوب في وقت أسرع مما لو تمت مقابلات فردية مع أفراد المجموعة ، فالمقابلة الجماعية المركزة تأخذ ساعتين تقريباً لإتمامها، وبذلك يستطيع الباحث إتمام مقابلتين جماعيتين في يوم واحد مع عشرين مستهلكاً ، بينما يحتاج الأمر من الباحث إلى عدة أيام لإتمام نفس العدد من المقابلات في حالة المقابلة الفردية المتعمقة.
ويمكن تلخيص عيوب مقابلات الجماعات المركزة فيما يلي:
1- التفسير غير الموضوعي للنتائج: يعانى هذا الأسلوب البحثي من نفس عيوب أساليب البحث الكيفي عامة واهمها أن تفسير النتائج قد يختلف من باحث لآخر، وغالباً ما يكون هذا التفسير غير موضوعي؛ لأنه لا يستند إلى معايير أو اختبارات كمية محددة، وإنما يعتمد على خبرة الباحث ورأيه الشخصي وقدرته على استنتاج الاحداث وربطها ببعضها.
2- وجود وسيط ضعيف: ربما يفرض أحد المشاركين في المقابلة نفسه على المجموعة ، ويسيطر عليها في حالة وجود وسيط ضعيف مما يشجع به على التحدث طول الوقت أو معظمه وحرمان الآخرين من الحديث، وهذا يؤدي بلا شك إلى نتائج غير طبيعية وغير ممثلة لرأى الأغلبية.
3- جو المقابلة: قد لا تعقد الجلسات في الجو الطبيعي الذي تعود عليه الأفراد مما يؤثر في دقة إجاباتهم.
4- اختلاف القرار الجماعي على القرار الفردي: قد لا تنعكس المقابلة الجماعية آراء الفرد وقرارته بصورة صحيحة؛ حيث إن عملية اتخاذ القرار بين الفرد ونفسه ليست هي نفس العملية إذا تمت من خلال الجماعة فهناك – مثلاً – دلالئل تشير إلى أن الجماعة تميل إلى قبول درجة أعلى من المخاطرة عند اتخاذها القرار بالمقارنة بالقرار الفردي، وبذلك فالنتائج التي تعطيها المقابلة الجماعية ربما تعكس درجة من المخاطرة أعلى من الدرجة التي قد يقبلها الفرد وإذا اتخذ قراره بينه وبين نفسه بعيداً عن الجماعة.
5- استخدام النتائج كحل نهائي لمشكلة البحث: تستخدم بعض منشآت الأعمال نتائج المقابلات الجماعة المركزة كأساس لوضع حل نهائي لمشكلة البحث دون أن تتبع هذه المقابلات ببحوث أخرى أكثر دقة وأوسع مدى، ومن المعلوم أن هنا الأسلوب البحثي يقتصر دوره على كونه نوعاً من البحوث الاستكشافية وليس من البحوث النهائية.
الخاتمة:


يهتم مديرو التسويق بدراسة دوافع الشراء؛ لأن تحفيز المستهلكين على الشراء هو أحد الأهداف الرئيسية للجهود التسويقية، غير أن دوافع الشراء لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة، ويمن استنتاج السلوك الناتج عنها فقط، ومع ذلك فإن بذلك الجهد في فهم تلك الدوافع يفيد في تفسير أنماط السلوك الشرائى للأفراد والعائلات وفي إلقاء الضوء على نشأتها وتطورها وتكرار حدوثها.
ويتم قياس الدوافع باستخدام ثلاث طرق تنتمى إلى أساليب البحث الكيفي أو النوعى، هي: المقابلة الشخصية المتعمقة، والمقابلات الجماعية المركزة (أو جماعات التركيز)، وقد ناقشناها جميعا وأعطينا بعض الأمثلة على استخداماتها، كما ناقشنا مزاياها وعيوبها بالتفصيل.

قائمة المراجع :

كتب
د.محمد عبيدات – سلوك المستهلك – الطبعة الأولى- 1995- المستقبل للنشر و التوزيع.
د.أحمد علي سليمان – سلوك المستهلك بين النظرية و التطبيق – 2000.
د.حمد علي سليمان- سلوك المستهلك

محب بلاده
2012-01-16, 22:10
أتمنى أن تفيدك هذه المعلومات حول سلوك المستهلك
http://www.4shared.com/file/OMtxaWm_/___.htm

http://www.4shared.com/document/9fFH...10bde4d43458ab
http://www.4shared.com/document/QK5r...fb_xd_fragment#?
=&cb=f392fc4e81ccefa&relation=parent&transport=fra gment&frame=f8ae7c6d887835


http://www.4shared.com/document/QK5r...f8ae7c6d887835



http://www.4shared.com/document/uoDZrIbJ/___.htm

محب بلاده
2012-01-16, 22:11
[PDF] أهﻼ ﺑﻜﻢ ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﺣﻮل ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺳﻠﻮك اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ Consumer Behavior یﺼﺤﺒ (http://www.kantakji.com/fiqh/Files/Markets/c8.pdf)


لقد أجريت +1 لهذا بشكل عام.
نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat -
اﻃﺎر ﻋﺎم ﻟﺪراﺳﺔ ﺳﻠﻮك اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ. •. اﻟﺗﻌرف ﻋﻟﯽ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﯽ ﯾﻧﻔذھﺎ اﻟﻣﺳﺗﮭﻟك ﺧﻼل اﻟﻌﻣﻟﯾﺔ اﻟﺳﻟوﮐﯾﺔ وھ. :ﯽ. -أ. ادراك اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮫ. ب. -. اﻟﺑﺣث ﻋن ﺑداﺋل اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﯽ ﺗﺷﺑﻊ ﺣﺎﺟﺎﺗﮫ. -ج. اﻟﻣﻔﺎﺿﻟﺔ واﻻﺧﺗﯾﺎر ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ...


-----------------------------------------------------------------------**************************************-------------------------------------------------------------


[PDF] ﺳﻠﻮك اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ (http://www.drkader.com/Courses/Consumer.Behavior/01_Start.pdf)

لقد أجريت +1 لهذا بشكل عام.
نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat
ﺕﻌﺮﻳﻒ ﺳﻠﻮك اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ. ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺠﻬﻮد ، واﻷﻥﺸﻄﺔ، واﻟﺘﺼﺮﻓﺎت. اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻮن أﺛﻨﺎء ﺏﺤﺜﻬﻢ ﻋﻦ. اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن اﻟﻴﻬﺎ ﺏﻬﺪف. اﺵﺒﺎع ﺡﺎﺟﺎﺕﻬﻢ ، وأﺛﻨﺎء ﺕﻘﻴﻴﻤﻬﻢ ﻟﻬﺎ ،. وﺡﺼﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، واﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﻢ ...



اضغط على الكتابة باللون الازرق يحمل الملف
ارجوا ان اكون قد افدتك

maghboune
2012-01-16, 22:42
من فضلك يا استاذ ولو لمحة صغيرة جدا عن طلبي ؟؟

اتوسل اليك ساعدني فانا بامس الحاجة لانهاء التقرير قبل يوم الاحد :(

من فضلك

MAMMERIRANDA
2012-01-17, 16:12
اسم العضو : abir mammeri

الطلب :تعبير باللغة الفرنسية عن وسائل الاتصال وتقدمها من الماضي ال الحاضر ونحو المستقبل

المستوى :الرابعة متوسط

أجل التسليم : غدا صباحا
ارجوكم ساعدوني

ybenmesbah63
2012-01-17, 17:54
ابحث عن عرض في الرياضيات في الابتدائية من السنة الاولى الى السنة الخامسة ابتدائي

MAMMERIRANDA
2012-01-17, 18:24
اسم العضو : abir mammeri

الطلب :تعبير باللغة الفرنسية عن وسائل الاتصال وتقدمها من الماضي ال الحاضر ونحو المستقبل

المستوى :الرابعة متوسط

أجل التسليم : غدا صباحا
ارجوكم ساعدوني

imanekasmi
2012-01-17, 19:52
ارجوووووووووووووووووووووووووووووووووووكم اريد بحث حول


نظام التعليم في الدولة الزيانية

ماسي 10
2012-01-17, 19:54
اسم العضو :.ماسي 10

الطلب :مكن بحث حول دفتر الشروط

المستوى :.أولى ثانوي

أجل التسليم 18/01/2012

yanisou
2012-01-19, 00:57
اسم العضو yanisou
المستوى جامعي
ارجو منكم المساعدة في بحث لاحد ذوي الاحتياجات الخاصة سنة اولى علوم السياسية و الاتصال
موضوع البحث # الانفجار الثقافي حول العالم# اخر اجل يوم 22/12/2012 الاحد جزاكم الله خيراااا وجعل كل عملكم في ميزان حسناتكم و بارك الله في الجميييع شكرااا

manar076
2012-01-20, 12:23
اسم العضو :manar076

الطلب :بحث في مقياس منهجية حول :دور الباحث والمشرف في العملية البحثية

المستوى :الثانية جامعي

أجل التسليم :25_01

imanekasmi
2012-01-21, 18:51
اريد بحث حول



نظام التعليم في الدولة الزيانية


اي معلومة يرجى افادتي بها

sekhara
2012-01-24, 21:52
اريد المخطط المحاسبي الجديد

و بارك الله فيكم مسبقا

benhamed1993
2012-01-28, 19:49
اسم العضو :benhamed1993

الطلب :أرجوكم أريد بحث حول الأمير عبد القادر بPowerPoint

المستوى :2 ثانوي رياصيات

أجل التسليم :يوم 2012/01/30

benhamed1993
2012-01-29, 22:03
هل من جديد عن بحثي يأخ benhamed1993

محب بلاده
2012-01-29, 22:17
اي بحث حتى لو مكتوب بword تستطيع تحويله للبوربوينت اخي الكريم

benhamed1993
2012-01-29, 22:30
أن لاأعرف تحوله من word إلى البوربوينت يا أخي

محب بلاده
2012-01-29, 22:32
باستعمال برامج اخي الكريم

benhamed1993
2012-01-29, 22:35
كيف ذلك أن عندي البرنامج ولاكن لا أعرف استعماله

محب بلاده
2012-01-29, 22:37
اكتب اسم البرنامج في جوجل ومعه شرح طريقة الاستعمال

سيأتيك مواضيع كثيرة تعلمك كيفية الاستعمال وشرحه بالتفصيل

benhamed1993
2012-01-29, 22:42
يتطلب عليا الكثير من الوقت أخي أرجوك هل تساعدوني في نقله منword الى البوربوينت فأن يجب علي أن أستلمه غداوالى أخذ العلامة في الفرض- صفر-

benhamed1993
2012-01-29, 22:44
فأن توكلت على الله ثم عليك

benhamed1993
2012-01-30, 18:03
أين هو بحثي يا أخي benhamed1993

benhamed1993
2012-01-31, 16:59
أين هو بحثي

benhamed1993
2012-01-31, 17:03
أهدر معانا وجبيك

محب بلاده
2012-01-31, 17:05
يا بني لم اجد البحث على شكل البوربوينت لهذا لم اجيبك

وفقك الله بني

benhamed1993
2012-01-31, 17:10
لماذا لم تقلي البارح لكنت أدبرت الموقف فأنت أطمعتني بجاهزية البحث

benhamed1993
2012-01-31, 17:13
قلت لي أنا البحث على شكل wordهل أعطيته لي

benhamed1993
2012-01-31, 17:16
يا أخي راني مستعجل علي البحث

محب بلاده
2012-01-31, 17:19
**مقدمة**
*مولــــــــده
*نســــــــبه
*مبايعــــــته
*تاسيس الدولة
*مقاومته ومراحلها
*سجنه ومعاناته
*وفاتــــــــــــــه
**الخاتمة**
مقدمة
بدات المقاومة الجزائرية نشاطها الجهادي تعبيرا من الشعب الجزائري عن رفضه
المطلق للوجود الاستعماري الدخيل على ارضه . وفي هذا السياق عرفت الجزائر
المحتلة العديد من المقاومات التي شملت ربوع الوطن وتزامن اندلاعها مكانا
و زمانا مع سياسة التوسع الاستعماري الاستيطاني نذكر منها مقاومة احمد باي
ومقاومة المقراني واولاد سيدي الشيخ وبالاخص مقاومة الامير عبد القادر
والتي سنتطرق لتفاصيلها من خلال هذا البحث .

**مولــــــــــده:
ولد الأمير عبد القادر عام1807 م,ونشأ في مزرعة أجداده القيطنة) بوادي
الحمام الخصيب بضواحي مدينة وهران.درس اللغة العربية وحفظ القرآن في
مدرستها ,ثم أرسله والده للالتحاق بإخوته بمعاهد وهران و تونس و الزيتونة.

**نسبـــــــــــه:
يمتد نسبه من الإمام إدريس الأكبر ابن عبد الله بن الحسن حفيد رسول الله
صلى الله عليه و سلم ,الذي دخل المغرب العربي عام172 هجرية وبايعته
القبائل ,فأقام مملكة قوية و شيد مدينة فاس كعاصمة لمملكة امتدت حتى عام
459 هجرية حينما كثرت المنافسة على الحكم ,فانتصر بني الأغلب على محمد
المستعلي بن عبد الله حفيد إدريس الأصغر وانتزعوا منه حكم البلاد ,فانقرضت
دولة الأدارسة و التعاقب على الملك.
ولكن من الطبيعي أن لا تنتهي كسلالة في المغرب و الجزائر, فمن هذه السلالة
الشريفة كان والد الأمير عبد القادر سيدي محيي الدين,قاد مقاومة قوية
عام1830م ضد الغزو الفرنسي للجزائر ,فرأى الشعب فيه رجلاً مسموع الكلمة
مؤهلاً لحكم البلاد بعد فشل مقاومة الداي حسين واستسلامه, .فبايعته
القبائل عام1832م على الحكم وقيادة المقاومة .اعتذر مرتين ولكن بعد أن
ألزموه رشح لهم أحد أولاده وهو عبد القادر الذي كان في الرابعة والعشرين
من العمر, فبايعته القبائل بالإجماع في الثالث من رجب عام 1248ه 1822م,وهو
تاريخ تحتفل به الجزائر بعد الاستقلال كل عام حتى الآن.

**المبايعـــــــــة:
فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "وهران" عن زعيم
يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي
الدين الحسني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة
الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان
"عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون
أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان
بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من
جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت
حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد
القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم
"عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية،
وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان"
ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر
الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ الموافق 20
نوفمبر 1832.
وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد
درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه
والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في
النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق،
والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم
العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك
فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه
خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران
وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن
يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل،
ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء
الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة
المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".

**تأسيسه للدولـــــة:
أسس الأمير عبد القادر دولة إسلامية قوية ,ونظم جيشاً وطنياً وقف في وجه
أكبر دولة برية في العالم في ذلك الزمن موقف الند, وكبد الغزاة خسائر
فادحة أفقدتهم الأمل بالسيطرة على البلاد ,فعمد هؤلاء الغزاة إلى تفتيت
الوحدة الوطنية التي أسسها الأمير تحت راية "الله أكبر" لمدة سبعة عشر
عاماً,وهي مدة حكمه, واتبعوا أيضاً سياسة الأرض المحروقة والترغيب
والتهديد,والجيوش الجرارة بأحدث الأسلحة.وكل تلك الخطط لم يجدوا فيها
نفعاً فالتجأ ساستهم إلى سلطان المغرب وبالتهديد باحتلال مدنه وأجبروه على
عقد اتفاقية معه لمنع وصول أي مساعدات لقوات الأمير وكتابة رسائل بخطه إلى
زعماء القبائل لتحذيرهم من مساندة الأمير, وتكليف المخبرين بالتفتيش عن
الزمالة ومكانها وتدميرها مما اضطر الأمير لخوض معارك دفاعية دامية خارجة
عن نطاق مخططاته دفاعاً عن حصنه المتنقل (الزمالة) وقواته المجاهدة.
وآخر معركة دفاعية كانت ضد قوات نظامية للدولة الشقيقة على ضفاف نهر ملوية
وهي الحدود الدولية الفاصلة بين الدولتين شاهد فيها فرسانه يتساقطون برصاص
أخوة لهم بالدين والجوار,وعلى الرغم من انتصاره في تلك المعركة إلا أنه
ومن بقي معه من قادة جيشه وجدوا بعد دراسة المستجدات أن وجه الحرب قد تغير
وبات الغزاة في سعادة واطمئنان بفتح هذه الجبهة الإسلامية العربية بوجه
الأمير وجيشه الوطني ,فقرر الأمير ومن كان معه وقف الحرب وسفك دماء
المسلمين وقتل الأخ لأخيه في الدين والجوار,ووقف تلك المهزلة وليس وقف
مقاومة الغزاة التي ترك رايتها بيد الشعب ثم الهجرة الشرعية والعودة في
ظروف تناسبه , وافق العدو على وقف الحرب ً وعلى خروج الأمير من الجزائر من
غير معوقات ومن غير شروط.
فعقدت اتفاقية رسمية بين الطرفين خرج الأمير بموجبها من البلاد متجها ً
إلى عكا, ولكن أثناء الطريق جاء أمر لربان الباخرة بتغيير وجهتها نحو
فرنسا ومدينة طولون .لقد قرأت فرنسا أفكار الأمير بالعودة إلى الجزائر
فألغت الاتفاق وغدرت به .

**مقاومة الأمير عبد القادر
تمثل مقاومة الأمير عبد القادر مرحلة هامة من مراحل الكفاح المسلح للشعب
الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي في طوره الأول، فبعد مبايعة الأمير عبد
القادر في نوفمبر 1832، وهو في عز شبابه شرع في وضع مشروع بناء دولة حديثة
،فكانت حياته مليئة بالإنجازات العسكرية والسياسية والحضارية.
ويمكن تقسيم المقاومة إلى ثلاث فترات

*مرحلة القوة 1832-1837
عمل الأمير على توحيد صف مختلف القبائل حول مسألة الجهاد، وبسط نفوذه على
أغلب الغرب الجزائري وأتخذ من مدينة معسكر عاصمة له وشرع في تنظيم
المقاومة ، فاستولى على ميناء آرزيو لتموينها ، وشرع في تنظيم الجيش ،
إضافة الى فرق المدفعية ودربهم على حرب العصابات ، وفي إطار التنظيم
العسكري زيادة على توحيد الأوامر والقوانين العسكرية الدالة على الانضباط
والصرامة في المؤسسة العسكرية مثل :
- وضع سلم تسلسلي للرتب العسكرية على النحو التالي : رقيب - رئيس الصف - السياف - الآغا.
-قسم الوحدات الأساسية في الجيش النظامي إلى كتائب و تضم الكتيبة الواحدة مائة جندي.
-وسـع دائرة نفوذه إلى أنحاء أخرى من الوطن شملت جزءا كبيرا من إقليم تلمسان ومليانة والتيطري (المدية).
وتوسع نفوذ الأمير عبر الغرب الجزائري خاصة بعد انتصاراته العسكرية ، وقد
كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في
موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك
استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه، وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا
إلى عقد اتفاقية هدنة معه عرفت باسم القائد الفرنسي في وهران وهي معاهدة
"دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد
القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها
ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ
فرنسي بقوله: "يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب،
دون أن يصيبه أذى!!".









غير أن الجنرال تريزيل الذي خلف الجنرال ديميشال منذ عام 1835،لم يحترمها
و حاول إيجاد الفرصة لمعاودة قتال الأمير و نقض معاهدة الصلح، و فعلا
اغتنم فرصة لجوء قبائل الدوائر و الزمالة إليه . طلب الأمير من الجنرال
تريزيل أن يرفع حمايته عن هذه القبائل ليعيدها إلى سلطته إلا أن هذا
الأخير رفض ، فأستؤنف القتال من جديد حيث التقا في حوش غابة مولاي إسماعيل
قرب مدينة سيق يوم 26 جوان 1835اين دارت بينهما معركة سيق ، انهزم فيها
الفرنسيون. ثم التقيا مرة أخرى في معركة المقطع 27 جوان تكبدت فيها القوات
الفرنسية هزيمة نكراء ترتبت عنها انعكاسات و آثار منها :
1-عزل الحاكم العام ديرلون والجنرال تريزل.
2-تعيين الماريشال كلوزيل حاكما عاما على الجزائر في جويلية 1835 وإرسال قوات كبيرة لمواجهة الأمير.
قام كلوزيل بمهاجمة معسكر عاصمة الأمير ، إلا أنه وجدها خالية فغادرها إلى
تلمسان التي احتلها ، إلا أن جيوش الأمير بقيت تسيطر على الطريق الرابط
بين تلمسان وهران، فأصبح الجيش الفرنسي محاصرا داخل أسوار المدينة. و لرفع
الحصار ، قاد الجنرال بيجو حملة عسكرية كبيرة حقق على إثرها انتصارا في
موقعه وادي السكاك سنة 1836، ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد
الجديد في منطقة "وادي تفنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة
جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في يوم 30 ماي 1837، كانت فرنسا من خلالها
تريد تحقيق الأغراض الآتية:
-التفرغ للقضاء على مقاومة أحمد باي في الشرق الجزائري.
-إعداد فرق عسكرية خاصة بحرب الجبال.
-فك الحصار عن المراكز الفرنسية.
-انتظار وصول الإمدادات العسكرية من فرنسا.

* مرحلة تنظيم الدولة 1837-1839)الهدوء المؤقت )
وعاد الأمير عبد القادر لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك
بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، فاستغل معاهدة التافنة لتعزيز قواته
العسكرية و تنظيم دولته من خلال الإصلاحات الإدارية والتنظيمات العسكرية
الآتية:
1-تشكيل مجلس وزاري مصغر يضم رئيس الوزراء ، نائب الرئيس ، وزير الخارجية
، وزير الخزينة الخاصة و وزير الأوقاف - وزير الأعشار ، الزكاة، ثم
الوزراء الكتبة وهم ثلاثة حسب الحاجة و اتخذت هذه الوزارة من مدينة معسكر
عاصمة لها.
2- تأسيس مجلس الشورى الأميري و يتكون من 11 عضوا يمثلون مناطق مختلفة.
3- التقسيم الإداري للبلاد إلى ولايات وكل ولاية يديرها خليفة، وقسم
الولاية إلى عدة دوائر و وضع على رأس كل دائرة قائدا يدعى برتبة آغا و تضم
الدائرة عددا من القبائل يحكمها قائد ،و يتبع القائد مسؤول إداري يحمل لقب
شيخ.
4-تنظيم الميزانية وفق مبدأ الزكاة وفرض ضرائب إضافية لتغطية نفقات الجهاد وتدعيم مدارس التعليم…الخ.
5-تدعيم القوة العسكرية بإقامة ورشات للأسلحة و الذخيرة وبناء الحصون على مشارف الصحراء.حتى يزيد من فاعلية جيشه .
6-تصميم علم وطني وشعار رسمي للدولة.
7-ربط علاقات دبلوماسية مع بعض الدول





















*مرحلة الضعف 1839-1847(حرب الابادة):
بادر المارشال فالي إلى خرق معاهدة التافنة بعبور قواته الأراضي التابعة
للأمير، فتوالت النكسات خاصة بعد أن انتهج الفرنسيون أسلوب الأرض
المحروقة، كما هي مفهومة من عبارة الحاكم العام الماريشال بيجو: "لن
تحرثوا الأرض، وإذا حرثتموها فلن تزرعوها ،وإذا زرعتموها فلن تحصدوها..."
فلجأ الفرنسيون إلى الوحشية في هجومهم على المدنيين العزل فقتلوا النساء
والأطفال والشيوخ، وحرقوا القرى والمدن التي تساند الأمير.
وبدأت الكفة ترجح لصالح العدو بعد استيلائه على عاصمة الأمير تاقدامت
1841، ثم سقوط الزمالة -عاصمة الأمير المتنقلة- سنة 1843 و على إثر ذلك
اتجه الأمير إلى المغرب في أكتوبر عام 1843 الذي ناصره في أول الأمر ثم
اضطر إلى التخلي عنه على إثر قصف الأسطول الفرنسي لمدينة طنجة و الصويرة
(موغادور)، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان المغربي إلى طرد الأمير
عبد القادر، بل ويتعهد للفرنسيين بالقبض عليه. الأمر الذي دفعه إلى العودة
إلى الجزائر في سبتمبر 1845 محاولا تنظيم المقاومة من جديد .
يبدأ الأمير سياسة جديدة في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل،
ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فإنه يصبح في مكان ويمسي في مكان
آخر حتى لقب باسم "أبا ليلة وأبا نهار"، واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات،
ففي عام 1846 و أثناء تنقلاته في مناطق الجلفة و التيتري مدعوما بقبائل
أولاد نائل قام الأمير بعدة معارك مع العدو من بينها معارك في زنينة، عين
الكحلة و وادي بوكحيل، وصولا إلى معارك بوغني و يسر في بلاد القبائل.
غير أن الأمر استعصى عليه خاصة بعد فقدان أبرز أعوانه، فلجأ مرة ثانية إلى
بلاد المغرب، وكانت المفاجأة أن سلطان المغرب وجه قواته لمحاربة الأمير،
ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأمير
عبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب،
وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على الجيش المغربي، إلا أن
المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل
من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة
من سواحل الجزائر: كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش
الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى
التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن
يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا
زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م.

**سجن الامير عبد القادرومعاناته :
في 23 ديسمبر 1847 سلّم الأمير عبد القادر نفسه بعد قبول القائد الفرنسي
لامورسير بشروطه، ونقله إلى مدينة طولون، وكان الأمير يأمل أن يذهب إلى
الإسكندرية أو عكا كما هو متفق عليه مع القادة الفرنسيين، ولكن أمله خاب
ولم يف الفرنسيون بوعدهم ككل مرة، عندها تمنى الأمير الموت في ساحة الوغى
على أن يحدث له ذلك وقد عبّر عن أسفه هذا بهذه الكلمات "لو كنا نعلم أن
الحال يؤدي إلى ما آل إليه، لم نترك القتال حتى ينقضي الأجل". وبعدها نقل
الأمير وعائلته إلى الإقامة في "لازاريت" ومنها إلى حصن "لامالغ" بتاريخ
10 جانفي 1848 ولما اكتمل عدد المعتقلين من أفراد عائلته وأعوانه نقل
الأمير إلى مدينة "بو" Pau في نهاية شهر أفريل من نفس العام، ليستقر بها
إلى حين نقل إلى آمبواز . في 16 أكتوبر 1852 .
ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام
1852م ، ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له
المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون
السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي
الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق.
استقر الأمير في استانبول، و التقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، وخلال
إقامته زار ضريح أبي أيوب الأنصاري و وقف في جامع آيا صوفيا، إلا أنه فضل
الإقامة في مدينة بورصة لتاريخها العريق ومناظرها الجميلة ومعالمها
الأثرية، لكنه لم يبق فيها طويلا نتيجة الهزات الأرضية التي كانت تضرب
المنطقة من حين لآخر، فانتقل إلى دمشق عام 1855 بتفويض من السلطان
العثماني.
وفي دمشق تفرغ الأمير عبد القادر للقراءة والتصوف والفقه والحديث والتفسير
، و أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما
قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.
وكانت أهم المواقف الإنسانية التي سجلت للأمير، تصديه للفتنة الطائفية
التي وقعت بين المسلمين والمسحيين في الشام عام 1276/1860. فكان للأمير
دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من النصارى، إذ استضافهم في منازله.



















و تحول الأمير إلى شخصية عالمية تحظى بالتقدير و الاحترام في كل مكان يذهب إليه حيث دعي لحضور احتفال تدشين قناة السويس عام 1869.

**وفاتـــــــه:
اختار الأمير مدينة بروصة كمكان لهجرته,ولكن عندما كثرت فيها الزلازل
اختار دمشق التي دخلها باحتفال كبير شعبي ورسمي كأحد كبار الفاتحين
الأقدمين ,وعاش فيها مكرماً مبجلاً كمهاجر وليس منفي كما يشاع,داعياً لنشر
العلم الشرعي واللغة العربية محارباً للبدع متخذاً من كتاب صحيح البخاري
ومسلم وموطأ مالك منهجية تربوية لخدمة المجتمع الإسلامي وتعميق الأيمان.و
بقي هناك إلى أن توفاه الله بعد سبعة وعشرين عاماً قضاها مهاجراً في دمشق
حتى عام 1300هجرية و1883ميلادية رحمه الله .


رغم تعرض الجزائر إلى استعمار استيطاني ومحاولة الفرنسيين من خلاله محو
الكيان الجزائري بكل مقوماته وذلك بإصدار مجموعة من القوانين الجائرة في
حق الشعب الجزائري والتي كانت أثارها وخيمة فان ذلك لم ينقص من عزيمة
الشعب الجزائري بل زادهم قوة وشجاعة وجعلتهم أكثر تمسكا ببلادهم وحبا بها
فان الأمير عبد القادر فعل ما بوسعه لصد الاستعمار الفرنسي من وطنه المجيد
ولكنه لم يتمكن من ذلك من جانب ومن جانب أخر استطاع تكوين شعب مقاوم ومحب
لوطنه وبعد استسلامه واصل الشعب الجزائري المقاومة بقيادة باق الشيوخ
والمجاهدين إلى أن أخذت الجزائر حريتها وأصبحت بلاد مستقلة لها سيادتها
وحريتها. نأمل ان تكونوا قد استفدتم من هذا البحث .

benhamed1993
2012-01-31, 17:21
ربي يحفضك وأتمنى لك التوفيق ان شاء الله

hocine1994
2012-01-31, 22:08
أنا hocine اريد منكم بحث حول أث التسرب المدرسي على سياسة التشغيل في الجزائر وشكراااااااااااااااااااااااااااا

شمردل166
2012-01-31, 23:20
بسم الله الرحمن الرحيم

أنا أبحث عن : كتاب اللغة العربية (الألكتروني)
السنة 3متوسط أو 4متوسط

طبعة قديمة أو جديدة


أرجو من كل من يعرف أن يترك لي رابط التحميل .. وله مني تحية إكبار وعرفان ودعاء بظهر الغيب

محب بلاده
2012-02-01, 01:55
شرط كتاب مدرسي او تريد دليل الاستاذ والذكرات والدروس للسنة الرابعة والثالثة متوسط ؟

محب بلاده
2012-02-01, 01:57
أنا hocine اريد منكم بحث حول أث التسرب المدرسي على سياسة التشغيل في الجزائر وشكراااااااااااااااااااااااااااا

مقدمة:
تعد ظاهرة التسرب المدرسي من أصعب المشاكل التي تعاني منها دول العالم بصفة عامة والدول العربية بصفة خاصة لما لهذه الظاهرة من آثار سلبية تؤثر في تقدم المجتمع الواحد وتطوره وتقف حجر صلب أمامه ،ولا سيما أنها تساهم بشكل كبير وأساسي في تفشي الأمية وعدم اندماج الأفراد في التنمية ، بحيث يصبح المجتمع الواحد خليط من فئتين فئة المتعلمين وفئة الأميين مما يؤدي إلي تأخر المجتمع عن المجتمعات الأخرى وذلك نتيجة لصعوبة التوافق بين الفئتين في الأفكار والآراء فكلا يعمل حسب شاكلته .

والهدف من هذا البحث وهو تعريف المتعلم بظاهرة التسرب ،وأسبابها سواء كانت أسباب داخلية أو أسباب خارجة وكذلك المقترحات التي وضعة للحد من هذه الظاهرة والآثار المترتبة عليها .

ومما دفعنا للاهتمام بهذا الموضوع يأتي نتيجة للاعتبارات التالية : -
الرغبة في الوقوف على أسباب التسرب المدرسي .
من حيث أنه موضوع تربوي يدخل في صلب العملية التعليمية إذ يساهم في إيقاف نزيف التدهور المعرفي لدى الناشئة.
من الناحية الاجتماعية يؤدي التسرب الدراسي إلى ارتباك في بنية المجتمع حيث يساهم في تفاقم ظاهرة البطالة.
الرغبة في الوقف على هذه الظاهرة التي لاحظناها أيام الدراسة .
الاشكالية:-
1-) ما هو تعريف التسرب الدراسي ؟
2-) ما هي أسباب التسرب الدراسي ؟
3-) هل أسباب التسرب الدراسي أسباب داخلية أم خارجية أم الاثنين معا
4-) مـا هي المقترحات التي تقلل من ظاهرة التسرب المدرسي
5-) ما هي الآثار السلبية المترتبة على ظاهرة التسرب ؟
المبحث الاول
تعريف التسرب:
التسرب هو الانقطاع عن المدرسة قبل إتمامها لأي سبب (باستثناء الوفاة) وعدم الالتحاق بأي مدرسة أخرى.
لقد أثار تفشي هذه الظاهرة قلق الكثير من المربين والمثقفين والسياسيين ولقد أولت الكثير من الحكومات هذه المشكلة اهتماماً خاصاً من أجل دراسة هذه الظاهرة التي تؤثر سلباً ليس على المتسربين فقط بل على المجتمع ككل لأن التسرب يؤدي إلى زيادة تكلفة التعليم ويزيد من معدل البطالة وانتشار الجهل والفقر وغير ذلك من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.
المراد بالتسرب الدراسي: إن الانقطاع المبكر عن الدراسة معضلة، وبمفهومها اللغوي الامتناع والرفض والعزوف عن الدراسة في وقت ما زال فيه التلميذ له الحق في متابعة تعليمه، ومن جهة أخرى العزوف الكلي أو عدم الالتحاق بالمؤسسة التعليمية لأسباب ذاتية أو موضوعية مرتبطة بالمستهدف/ التلميذ أو بمحيطه رغم إلحاح الإدارة على جلبه لتكميل تعليمه ومواكبة برامج وزارة التربية الوطنية، ولا نقصد هنا بالانقطاع المبكر ذلك الفعل الجماعي أو الفردي الذي تعاني منه العديد من المؤسسات التعليمية بالمنطقة القروية والذي تكون الغاية منه الهروب المبكر من المدرسة وفي غير وقت قانوني ، فإن ظاهرة الانقطاع المبكر اشتدت واستفحلت مما يفرض طرح مجموعة من الأسئلة المشروعة: فهل الانقطاع ناتج عن ضعف الرغبة في التعلم، أم ضعف المستوى؟ هل له علاقة بقلة المراقبة أو انعدامها من طرف الآباء؟ أم أن الظاهرة مرتبطة بالفقر وبعد المؤسسة عن المستهدف، أم هي الحاجيات التي يفرضها الوسط القروي، على الآباء الذين يعطون أسبقية لموسم الحصاد وجني الشمندر ورعي الأغنام والأبقار؟
هناك من يتجاوز كل هذه الأسئلة ليؤكد أن العزوف عن الدراسة والانقطاع المبكر وعدم الرغبة في متابعة الدراسة هو نتيجة لمرحلة المراهقة حيث يميل المراهق للمجازفة والمخاطرة إلى درجة التهور، وتتسم تصرفاتهم باللامبالاة وغياب الشعور بالمسؤولية و اللاواقعية، وعدم إدراك الأخطار التي قد تترتب على سلوكهم ويتجلى ذلك من خلال ما يصدر عن بعض المراهقين خارج منزل الأسرة لاسيما في الشوارع من سلوكيات يغلب عليها طابع الاندفاع وعدم التروي، وأحيانا الخروج عن الآداب العامة وعن ما هو متعارف عليه من تقاليد وقيم أخلاقية واجتماعية (1)، ولا نرى أن مرحلة المراهقة عامل واحد ووحيد في تفشي الظاهرة بقدر ما نؤكد أن الإشكال أكبر مما نتصور، فهو تتداخل فيه عوامل متعددة سنحاول جاهدين حصر بعضها.
وإننا لا نقصد بالانقطاع المبكر الفشل الدراسي ((Echec scolaire فكما هو معلوم عرف موضوع الفشل الدراسي عدة تعريفات وتسميات نذكر منها: ـ التخلف الدراسي ـ المتخلف دراسيا ـ التخلف الناتج عن التكرار (2)، وقد حدد عبد الدائم هذا المفهوم في "الانقطاع النهائي عن المدرسة لسبب من الأسباب، قبل نهاية السنة الأخيرة من المرحلة التعليمية التي سجل فيها التلميذ". والانقطاع الدراسي (Abondon scolaire) هو توقف متابعة الدراسة من طرف المتعلم، وقد يكون هذا التوقف قبل نهاية مرحلة من مراحل التعليم، وللتسرب أو الانقطاع الدراسي عدة أسباب وعوامل منها: ـ الانقطاع عن رغبة وطواعية ـ الانقطاع لظروف أسرية ـ الانقطاع بقرار من المؤسسة وسنركز بالأساس على نزعة التغيب المدرسي (Absentéisme scolaire) وهو ميل إلى التغيب الإرادي عن المدرسة والذي يرجع لأسباب اجتماعية أو نفسية أو إدارية : ـ اجتماعية مثل ضعف مستوى الأسرة ـ نفسية مثل الإحساس بإحباط أو انعزال ـ إدارية: موقف الوسط الإداري وتعامله (3).
أسباب التسرب :
هناك عوامل كثيرة تتسبب في انقطاع الطالب عن المدرسة وبعض هذه الأسباب متـداخلة إذ إنـه لا يمكن أن نجـزم بأن هـذا الطالب ترك المدرســة لسبب بعينه دون الأسباب أو المؤثرات الأخرى التي ساهمـت فـي انقطاعـه عــن المدرسـة.
فمثلاً قد يترك الطالب المدرسة لشعوره بأنه أكبر سناً من زملائه على الرغم من أنه لم يرسب أو يعيد أي سنة أما سبب تأخره الدراسي فيعود إلى أمية والـده الـذي لم يلتحق بالمدرسـة فـي حياتـه ، ولـذا فهـو لـم يلحق ابــنه بالمدرسة إلا في سن متأخرة بعد أن أصبح عمره 8 سنوات. وهنا لا يـكون السبب المباشر في مغادرة هذا الطالب للمدرسة لأنه أكبر عمراً من زملائه بل السبب الحقيقـي هـو تأخـر دخوله المدرسة بسبب جهـل أو إهمـال والده وهذا بالطبع يؤثـر علـى نفسيـته لـشعوره بأنـه أكبر زملائه في الفصل وأن أترابه قد سبـقوه ويتسبب ذلك فـي إصابتـه بالإحباط الأمـــر الذي يؤدي في النهاية لانقطاعه عن المدرسة.
وبعــد فليس هذا هــو السبب الوحيد بـل قد يتسرب الطــلاب لأسباب كثيرة ومختلفــة وقد ركــزت
معظـم البحوث والدراسات خلال السنوات الماضية على الأسباب التاليــة : -
أولاً: المنهج الدراسي:
1- طول المنهج.
2- كثرة المواد المقررة وصعوبتها.
3- عدم ارتباط المنهج ببيئة الطالب.
4- عدم تلبية احتياجات الطلاب ومراعاة ميولهم الشخصية.
ثانياُ: طرق التدريس:
1- عدم استعمال الوسائل التعليمية التي تجذب الطلاب.
2- اقتصار بعض المعلمين على طريقة تدريس واحدة تفتقر لعنصر التشويق.
3- يعتمد بعض المعلمين على طرق تدريس مملة لا تجذب الطلاب.
4- عدم التزام بعض المعلمين بالخطة الدراسية.

ثالثاً: المعلم:
1- قلة خبرة بعض المعلمين.
2- عدم مراعاة الفروق الفردية للطالب من قبل بعض المعلمين.
3- عدم قدرة بعض المعلمين على فهم مشاكل الطلاب التعليمية والتعامل معها
بطريقة صحيحة.
4- استعمال الشدة على الطلاب من قبل بعض المعلمين مما يسبب تنفيرهم من
الدراسة.
رابعاً: الطالب:
1- بعض الطلاب قدراتهم محدودة.
2- البعض من الطلاب ليس عنده الاستعداد للتعلم.
3- عدم المبالاة بأعمال المدرسة وأنظمتها.
4- الانشغال بأعمال أخرى خارج المدرسة.
5- الرسوب المتكرر للطالب.
6- كثرة المغريات في هذا العصر والتي تشد الطالب وتجذبه إليها.
1 ـ انظر التنشئة الاجتماعية للطفل د. محمد عباس نور الدين ـ المعرفة للجميع 1.
2 ـ معجم علوم التربية مصطلحات البيداغوجية والديداكتيك علوم التربية 10 - 9 ص.
3 ـ نفس المرجع ص 7.
خامساً: المرشد الطلابي:
1- عدم المتابعة الدقيقة من المرشد الطلابي.
2- القصور في العمل الإرشادي والتوجيه.
3- ضعف التنسيق بين المرشد الطلابي وإدارة المدرسة والمنزل.
4- ضعف إعداد وتأهيل بعض المرشدين الطلابيين.
سادساً: المدرسة:
المدرسة: إن المدرسة تسعى إلى تكوين وتنمية شخصية المتعلم فكريا، ووجدانيا وجسديا وذلك عن طريق ما يتلقاه من علوم ومعارف ومهارات متنوعة، مما يعطيه قوة جسدية وقدرات فكرية وتوازنا عاطفيا وجدانيا يمكنه من أداء دوره الاجتماعي ووظيفته في الحياة.. والمدرسة لا تنجح في أداء وظيفتها إلا إذا جمعت بين عمليتي التربية والتعليم" إن دمج المراهق في الوسط المدرسي الجديد الذي ينخرط فيه، يستدعي منه ابتكار أساليب جديدة من التكيف قد تختلف عن الأساليب التي كان يواجه بها مختلف مواقف المؤسسات التي كان ينتمي إليها(4 ) فما الذي تتيحه المؤسسة المدرسية للمراهق؟ إنها تتيح له فرص التدرب على الاستقلال الذاتي، وفرص الاحتكاك بالمشاكل المختلفة داخل الفصل الدراسي وبناء الهوية الذاتية والهوية الثقافية، وبناء نسقه الفكري.
كل هذه المعطيات واكتساب المهارات والقدرات تساهم في بناء شخصيته في مختلف جوانبها الجسمية والنفسية والاجتماعية والأخلاقية(5) وهكذا تصبح وظيفة المدرسة ليس التعليم فقط بل التربية بمفهومها الشامل، فهي مجال نفسي اجتماعي، مجال لتأثر المتعلم بسلوك الآخرين وتأثيره فيهم.
وحتى ينشأ الطفل نشأة سليمة صحيحة ولا يحس تناقضا بين المدرسة والأسرة يجب أن يكون هناك تقارب وتوازن بين البيئتين، ولعل هذا التباعد بين المدرسة ومحيطها بالمجال القروي يعتبر من أهم الأسباب المؤدية إلى العزوف عن الدراسة بل الانقطاع عنها كلية، إن غياب الشروط الكفيلة بإحداث التوازن "تجعل المدرسة المشيدة في نقطة الوسط عن الكل، أي أنها على المستوى النظري تنتمي للجميع، ولكنها على مستوى الواقع لا تنتمي لأية جهة، إذ لا أحد يشعر بمسؤولياته إزاءها... إنها حلقة مفرغة، والنتيجة هي أن المدرسة تبقى بعيدة بالنسبة للكل... إن جل الدراسات والبحوث تميل إلى التأكيد على أن المدرسة عبر نظامها وبنيتها ومقرراتها تمرر النموذج الأسري ويمكن توضيح هذا من خلال: توقيت العمل، ووتيرته داخل الأسرة في البادية ومدرستها،والكتاب المدرسي الذي يتواصل برومانسية مع الواقع القروي(6).
ولعل فتور العلاقة بين المدرسة ومحيطها هو الذي أدى إلى فتور علاقة الأسرة القروية بالمدرسة إذ يلاحظ عزوف الأسرة عن تمدرس أبنائها وخاصة بناتها .والمؤسف حقا أن العزوف عن التمدرس تصاحبه هجرة الإناث عن القرى نحو المدن مما يتيح في نهاية المطاف هذا التساؤل: هل قريتنا أصبحت فضاء ذكوريا بامتياز (7) ولعل الأمر يفرض شراكه بين المدرسة والأسرة في العالم القروي لتجاوز العقبات.
إلى جانب ما ذكر بخصوص البيئة المدرسية تجب الإشارة إلى نقطة أخرى في هذا المجال وهي طرق وأساليب التعليم ثم مضامينه ومحتوياته فالتعليم يجب أن يسعى إلى إعداد المتعلم للحياة وليس إلى تلقينه مجموعة من المعارف والمعلومات النظرية البعيدة عن محيطه وبيئته وحياته، وأن تحدث مراقبا تربويا نفسيا يقوم بدراسة الحالات الاجتماعية والنفسية للتلاميذ قصد اقتراح الحلول، ونقول مع المصلح الاجتماعي السويسري بستا لوتزي" ليس الهدف الأسمى من التربية الوصول إلى درجة الكمال في الأعمال المدرسية ولكن الصلاحية للحياة" كما يجب تحسيس الآباء وتحميلهم مسؤولياتهم تجاه أبنائهم وتطبيق تعاليم الإسلام الحنيف لرسم الطرق والمناهج والسبل الكفيلة لتنشئة الطفل تنشئة سليمة صالحة، ولن يتحقق لنا ذلك إلا بتطبيق المحددات التربوية التي حددها المصطفى عليه السلام حيث قال "لاعبه سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك حبله على غاربــــه".
وهنا أيضا عدة أسباب عيرها هي :-
1- بعد المدرسة عن مكان إقامة الطلاب.
2- قلة المدارس في منطقة سكن الطالب.
3- عدم توفر المواصلات.
4- عدم تكيف الطالب مع جو المدرسة لأمر ما وبالتالي ينقطع عنها.

4 ـ المراهق والعلاقات المدرسية د. أحمد أوزي ص 93.
5 ـ نفس المرجع ص 96 بتصرف شديد
6 ـ انظر سلسلة التكوين التربوي مرجع سابق ص 50 - 49 بتصرف.
7 ـ نفس المرجع ص 52 – 51 .


سابعاً: الامتحانات:
صعوبة بعض الامتحانات ينتج عنه الرسوب المتكرر للطالب وبالتالي ترك المدرسة.
ثامناً: العلاقة بن المنزل والمدرسة:
1- ضعف العلاقة بين المنزل والمدرسة.
2- عدم متابعة بعض أولياء الأمور لأبنائهم.
3- عدم حضور أولياء الأمور إلى مجالس الآباء لمتابعة أبنائهم.
4- عدم تواجد الأب في المنزل باستمرار والحرج من مخاطبة والدة الطالب.
تاسعاً: أسباب عائلية:
قبل أن نتطرق إلى الأسباب العائلية لا بد من تعريف الأسرة: إنها أول محيط اجتماعي يحتك به الطفل، وهي ـ كما يقرر علماء التربية ـ العامل الأساسي في بناء مستقبل سليم للطفل وتحقيق سعادته، ذلك أن البيئة الأسرية بكل ظروفها وأحوالها ومشاكلها وعلاقات أفرادها تؤثر في شخصية الطفل المستقبلية سلبا أو إيجابا، حيث أن تماسك الأسرة واستقرارها ماديا ومعنويا، وارتباط أفرادها بعضهم ببعض من شأنه أن يساعد على نشأة الطفل نشأة هادئة، فالطفل أو المراهق يتأثر بكل الذين يحيطون به ويعتبرهم مثلا يحاكيهم ويتأثر بطبيعة العلاقات بين أفراد الأسرة: العلاقة بين الوالدين، والعلاقة بين الأخوة والعلاقة بالمحيط.
1- اعتقاد بعض أولياء الأمور أن التربية والتعليم هو من اختصاص المدرسة فقط.
2- انشغال الأسرة وعدم متابعة دراسة ابنهم لمعرفة أدائه الدراسي.
3- مشاكل وظروف عائلية أخرى كالطلاق مثلاً.
وهناك جملة من الأسباب الأخرى لظاهرة التسرب المدرسي يمكن تقسيمها إلى أسباب داخلية ,أسباب خارجية .
من الأسباب الداخلية :-
1 ـ المظاهر السكانية: إن من المظاهر السكانية في دولة الإمارات الهجرة الخارجية غير العربية, مما سبب زيادة سكانية استطاعت أن تؤثر على التجارة والصناعة عامة, وثقافيا واجتماعيا خاصة, ومن آثرها تربويا وجود فجوة بين البناء القيمي المتعارف عليه بين الآباء والأبناء, والتحصيل الدراسي ومن ثم التسرب.
2 ـ اكتشاف النفط: فقد أدى اكتشاف النفط إلي حدوث تغيرات عديدة, منها الزيادة الطبيعية في نسبة السكان وذلك نتيجة زيادة المواليد وانخفاض الوفيات. مما أدى على المدى البعيد إلى أن اصبح مجموع الأفراد في المنزل الواحد يصل من 8 إلى 12 فردا دون الحفاظ على مستوى الدخل الكافي فأصبح الجو المنزلي تكثر فيه الخلافات لعدم استطاعة سد الحاجات المدرسية الضرورية, فالانخفاض في دخل الأسرة يؤدي إلى اضطراب الطالب والبحث عن عمل, مما يعجزه عن متابعة الدراسة ثم تسربه.
3 ـ الجو المدرسي: أن الضعف في إدارة المدرسة قد يؤدي إلى استهتار الطالب ولعبه وعدم اهتمامه بمتابعة دروسه, كما أن رفاق السوء لهم تأثير واضح على سلوك الطالب داخل المدرسة مما يفوت عليه كثيرا من الدروس بالمدرسة, ويؤدي بالتالي إلى فشله. ناهيك عن ذاتية التعلم في الطالب نفسه, وضعف المدرس علميا وثقافيا وأخلاقيا, وعدم ملاءمة المنهج والامتحانات وازدحام الفصول, كل هذه العوامل تساعد على التسرب.
4 ـ نقص المعلومات: إن كثيرا من الأسر تمتنع عن تقديم معلومات دقيقة حول حالة الطالب وتصرفاته, مما يؤدي إلى ضعف تحصيله الدراسي وتكرار الرسوب ثم التسرب في النهاية.
5 ـ تعدد الزوجات: أن زواج الأب لأكثر من واحدة أحياناً يخلق خلافات عائلية, تؤدي إلى تفكك أسري والى عدم الاستقرار لدى الطالب, نتيجة تعاطف الأب مع البيت الأول أو البيت الثاني أو البيت الثالث, فيصبح الطالب مشتت الأفكار شارد الذهن, مما يؤدي إلى تسربه.
6 ـ الطلاق: إن الطلاق له أثره السيئ والخطير في بنية المجتمع, وفي تشتيت الأبناء, وتشردهم النفسي بين الأبوين, و المنعكسات الخطيرة لهذا التشرد تؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي ثم التسرب.
7 ـ التقليد: إن ظاهرة التقليد خطيرة جداً, فكثير من الطلاب تركوا المقاعد الدراسية نتيجة الإهمال واللامبالاة, وانخرطوا في العمل دون وعي, مما أدى على المدى البعيد إلى تحريض زملائهم على التسرب من المدرسة ثم العمل معهم.
8 ـ الزواج من أجنبيات: تترتب على الزواج من أجنبيات آثار اجتماعية وثقافية مختلفة, منها تأثير ثقافة الأم على الطالب وتأثر الطالب بلغة الأم واعتماد لغتها في التحدث سواء في المنزل أو المدرسة أو الشارع, مما أفقده روح التعليم ومن ثم التسرب.
الأسباب الخارجية: أما الأسباب التي تنتج عن عوامل خارجية, فيمكن اختصارها فيما يلي:
1 ـ التقدم في المواصلات والاتصالات: إن هذا التقدم بلا شك يؤثر على نقل الثقافات من قريب أو بعيد, وبالتالي تشكل خطراً على النسق الثقافي والاجتماعي والقيمي في البلاد. فعلى سبيل المثال لا الحصر نظام (الإنترنت) يتم استخدامه من جانب الشباب بصورة خاطئة وخاصة المعلومات التي تشرد ذهن الطالب, مما يكون لديه روح نبذ وكره التعليم ثم التسرب.
2 ـ الاحتكاك مع المجتمعات الأخرى: لقد كان من أثر احتكاك أبناء الإمارات بالمجتمعات الأخرى, سواء عن طريق (الأسفار) للتجارة أو للنزهة إلى الهند وأفريقيا وبريطانيا وأمريكا أو العمل في دول الخليج, جلب ثقافة تلك المجتمعات وانتشارها بين أبناء الدولة مما يؤدي إلى وجود فروق بين الثقافة التقليدية والمنبثقة التي تساعد الأبناء على التسرب.
3 ـ التسلل والتجار المتجولون: نظراً لسوء وعي بعض أبناء البلاد, ظهرت فئة من الأفراد تتعامل مع المتسللين والمتجولين الذين يدعون العلم والمعرفة (تجار الشنطة الثقافية) بتعاطف شديد, ما أثر على ثقافة أولئك الأفراد وأبنائهم ثم وصل إلى حد التسرب.
4 ـ القنوات الفضائية: شهد مطلع التسعينات تزايداً في القنوات الفضائية التلفزيونية الدولية العابرة للحدود عبر الفضاء, وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الفرد, وعلى هذا يشكل وصول هذه القنوات حدثاً اجتماعياً كبيراً قاد إلى تأثيرات واسعة النطاق على الأصعدة السياسية والاجتماعية والنفسية والثقافية. وكان التسرب نتيجة تلك التأثيرات. تلك كانت بعض الأسباب الداخلية والخارجية التي أثرت وفرضت على شباب الدولة تسربهم من الدراسة, وخاصة في المرحلة الإعدادية.
الآثار المترتبة هناك العديد من الاثار السلبية التي تترتب على التسرب الدراسي, سواء بالنسبة للطالب المتسرب نفسه, أو بالنسبة إلى المجتمع ككل ومن هذه الآثار:
1 ـ إن الطالب المتسرب أصبح ظاهرة بحكم الملاحظة في المرحلة الإعدادية (أول إعدادي وثاني إعدادي وثالث إعدادي), وأصبح يشكل فاقداً للجهد والمال.
2 ـ إن الطالب المتسرب في هذه المرحلة هو شبه أمي وغالباً يكون نجاحه في الدور الثاني أو متكرر الرسوب, إذ انه انصب تفكيره على العمل, وبالذات العمل العسكري مثل الشرطة والجيش اللذين سرعان ما يهرب منهما.
3 ـ إن أغلبية الطلبة المتسربين, يبقون بدون علم مدة طويلة, فيصبحون عبئا كبيراً على أسرهم وأقربائهم وأصدقائهم والمجتمع.
4 ـ يفقد الطالب المتسرب كثيراً من الأمور مثل المستوى الصحي والعقلي والبدني.
5ـ يتكون لدى الطالب المتسرب شعور عدم الانتماء وخاصة لوطنه, نتيجة الفشل المتكرر.
6ـ يظل الطالب المتسرب على بعد تام من القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية.
7ـ شعور الطالب المتسرب دائما بالقلق والانطواء والنقص والعجز والعزلة نتيجة الحرمان من أمور كثيرة.
8ـ الشعور دائما بالتشاؤم من الحياة والارتياب في معظم أوقاتها.
9ـ شعور الطالب المتسرب دائما بتزاحم الأفكار المزعجة والتردد الشاذ والتشكك.
10ـ يتعرض الطالب المتسرب لكثير من الأمراض وخاصة فقر الدم. برامج علاجية للحد من هذه المشكلة التي تهدد المجتمع في اعز ثرواته, الثروة البشرية, لابد من اتخاذ إجراءات عملية, ووضع خطط منهجية لتلافي هذه المشكلة والوصول إلى حلول شافية لها.

اقتراحات للحد من ظاهرة التسرب :-
1ـ تشكيل مجالس من أعيان المدينة أو القرية أو الحي لمتابعة الطلاب المتأخرين والمتخلفين دراسيا والمتهورين, وربط هذه المجالس مع المنطقة التعليمية والمدرسة حتى تكون هناك صلة بين الجميع للحد من مشكلة التسرب.
2ـ بث برامج توعية للشباب تنمي لديهم الاتجاهات الإسلامية والحفاظ على قيمها, حتى تكون بمثابة درع واقية من التيارات الثقافية الوافدة والعادات والسلوكيات غير المرغوب فيها.
3ـ العمل على توعية الآباء في كيفية معاملة الأبناء من خلال وسائل الإعلام المختلفة, وخاصة البرامج التلفزيونية واطلاعهم على التقنيات الجديدة الخاصة بعملية التربية والتعليم حتى يتسنى لهم هضم كل جديد حولهم, خصوصا الذين يسكنون الأماكن الريفية.
4ـ وضع خطة من الأداة المدرسية في كل مدرسة, لجرد الطلبة الذين يحتاجون للمهارات الإضافية ووضع دروس تقوية لهم ليس على مستوى المادة الدراسية فقط, بل على مستوى التثقيف الاجتماعي.
5ـ إقامة الندوات والمحاضرات التثقيفية لأولياء أمور الطلبة المتدنية مستوياتهم في بداية كل عام دراسي جديد, حتى يكون هناك احتواء لمشكلة التسرب من بدايتها, وذلك بواسطة جمعيات المعلمين المنتشرة في الدولة.
6ـ حث الجمعيات والمنظمات النسائية على اتباع المنهجية المناسبة فيما يتعلق بكل جديد وإيصاله إلى حياة المرأة بما يناسب ثقافتها وسلوكها وتصرفاتها.
7ـ وضع لجنة مختصة في دراسة مشكلات ومتطلبات المراهقين أثرها على جوانب الحياة كافة, ووضع الحلول المناسبة لها مرتبطة مع الأسرة والمدرسة.
8ـ وضع دراسات وحلول وضوابط حول اثر القنوات الفضائية والإنترنت ووسائل التكنولوجيا الأخرى.
9ـ وضع دراسات وحلول للمشكلات التي تعانيها الفتاة, وخاصة المشكلات العائلية.
10ـ تشجيع الطلاب المتدنية مستوياتهم للدخول في المعاهد الفنية والمراكز التدريبية التابعة لوزارة التربية, وذلك لاعادة تشكيل شخصية الطالب من جديد. وفي الختام, إن كل ما نحتاج إليه بعد طرحنا للحلول أمران رئيسيان: أولهما, تنفيذ تلك الحلول وفق منهجية واضحة حول الموضوع, وثانيهما, وضع برنامج زمني يراعي الالتزام والتقيد به لكي لا تبقى المشكلة مجمدة على الرف.





خاتمة:
على الرغم من العديد من الدراسات والجهود الكثيرة التي بذلت من أجــــل فهم ظاهرة التسرب وإيجاد الحلول المناسبة لها إلا أن هذه المشكلة لا تزال قائمة في كثير من بلاد العالم وحتى يومنا هذا لم يصل الباحثون إلى حــــل جذري لهذه المشكلة لكن هناك العديد من التوصيات الجيدة والمفيدة والتــي اقترحها الباحثون من أجل تخفيف حدة الهدر الناتج عن التسرب.
وأهم هذه التوصيات ما يلي:
1- القيام بدراسات من حين لآخر لتوفير قاعدة معلومات إحصائيـــة عـــن نسب وأسباب التسرب من التعليم.
2- إجراء دراسة من أجل تقييم المواد المقررة ونظام الاختبارات لتحديــــد مدى مناسبتها لقدرات ومستوى الطلاب.
3- إيجاد آلية للتعرف على الطلاب المعرضين لخطر التسرب ولتشجيعهم ورفع معنوياتهم وبذل كل جهد لمساعدتهم بالبقاء في المدرســــة وإتمـــــام تعــليمهم.
4- تشجيع الطلاب المتسربين للعودة إلى المدرسة وإيجاد حوافز للذيــــــن يعودون ويتمون دراستهم.
5- السعي لتطبيق نظام يجعل التعليم إلزامياً حتى المـــــرحلة الثانويــــــة.
6- على المعلم والمرشد الطلابي وولي الأمر تنبيه الطـــالب بالعقــــوبات الوخيمة المترتبة على انقطاعه عن المدرسة ومنها قلة الفـــرص الوظيفية وانحصار الوظائف المتاحة على الوظائف الدنيا ذات المردود المــــــــالي المنخفض والذي يؤدي بالتالي إلى تدني مستوى معيشة الفـــرد وأسـرتـــه وأيضاً يجب تذكير الطلاب بأن الذي يغادر المدرسة قبل إتمام تعليمه فـإن أحد أبنائه غالباً ما يتبع خطاه ويترك المدرسة كما أشارت إلى ذلك بعـض البحوث.
7- المتابعة الدقيقة من قبل المرشد الطلابي والاتصال بولي أمر الطالــب للتشاور وتبادل الآراء والمعلومات حول مستــوى الطالب والمصاعــــب التعليمية التي تواجه الطالب من أجل المساعدة في حلها.
8- مساعدة الطلاب الذين يعانون من ضعف التحصيل العلمي أو صعوبة في بعض المواد وإيجاد فصول تقوية مسائية يحضرها أولياء الأمور مـن أجل تشجيع ورفع معنويات أبنائهم الطلاب.
9- تطوير العلاقة بين المنزل والمدرسة واستعمال جميع قنوات الاتصال من أجل توثيق العلاقة لتحقيق الأهداف المعنوية المنشودة.
10- توعية أولياء الأمور بأهمية اتصالهم بالمدرسة ومواصلة الزيارات للتعرف على أحوال ومستوى تحصيل أبنائهم الطلاب.
11- تفعيل دور المنزل من أجل تحفيز الطالب وترغيبه فـــي المدرســـة والتعاون مع منسوبي المدرسة وخاصة المرشد الطلابي لحل المشاكل الشخصية والصعوبات التعليمية التي قد تواجه الطالب.
12- على المرشد الطلابي فتح ملف خاص بكل طالب يتصف بأي من الصفات والخصائص التي إلى أنه عرضة لترك المدرسة على أن يقوم المرشد بتحديد وتدوين المشاكل الدراسية والشخصية والاجتماعية التي يعاني منها الطالب فيصبح هذا الملف بمثابة المرجع الذي يتم من خلاله متابعة حالة الطالب الدراسية و ملاحظة التغيرات السلوكية ويتم مناقشة تلك التغيرات والتطورات مباشرة مع ولي أمره من أجل العمل معاً لحل المشاكل التي قد تواجه الطالب وحثه على البقاء في المدرسة لإتمام تعليمه لأن ذلك يعود بالنفع عليه في الحاضر والمستقبل.





المراجــــــــــــــــع
1 ـ ر التنشئة الاجتماعية للطفل د. محمد عباس نور الدين ـ المعرفة للجميع 1.

2 ـ معجم علوم التربية مصطلحات البيداغوجية والديداكتيك ـ علوم التربية 10 - 9 ص 81.

3 ـ المراهق والعلاقات المدرسية د. أحمد أوزي ص 93.

4ـ نفس المرجع ص 96 بتصرف شديد

5 ـ انظر سلسلة التكوين التربوي مرجع سابق ص 50 - 49 بتصرف.

6- يوسف أبو حميدان، تعديل السلوك النظرية والتطبيق، عمان، دار المدى للنشر والتوزيع، 2003.
7- إبراهيم ناصر – علم الاجتماع التربوي – ط 2- دار الجيل للنشر- بيروت – 1996م0

8- الكندري , احمد محمد مبارك . ( 1992) . علم النفس الأسري , ط2, مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع , الكويت.

9- وطفة على اسعد . ( 1998) . علم الاجتماع التربوي وقضايا الحياة التربوية المعاصرة ,ط2 ,ص 142-143 مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع , الكويت.

محب بلاده
2012-02-01, 02:01
التسرب المدرسي .
* ـ د. سلمان بن أحمد الدوسري .
* ـ يختلف مفهوم ( التسرب المدرسي ) من بلد الى اخر حسب سياسة التعليم في البلد نفسه ، ففي بعض الدول يعني التسرب : ( ترك التلميذ للمدرسة قبل انهاء الصف السادس الابتدائي ) ، فيما يشمل في دول اخرى ( كل تلميذ ترك المدرسة قبل اكمال المرحلة المتوسطة ) ، وتذهب بعض الدول في أن التسرب ينطبق على ( كل تلميذ ترك المدرسة قبل اكمال المرحلة الثانوية ) .. علماً أن هناك عدد من الدول لم توثق أنظمتها التعليمية مفهوم ( التسرب المدرسي ) .
* ـ عرفت ( اليونسيف ) التسرب عام 1992 : ( بعدم التحاق الاطفال الذين هم بعمر التعليم بالمدرسة او تركها دون اكمال المرحلة التعليمية التي يدرس بها بنجاح ، سواء كان ذلك برغبتهم او نتيجة لعوامل اخرى ، وكذلك عدم المواظبة على الدوام لعام او اكثر ) .

* ـ وظاهرة التسرب المدرسي تعانى منها كل الدول بدرجات متفاوتة ولأسباب مختلفة .. ولمعالجة هذه الظاهرة تعاقب معظم الدول المتقدمة وبعض الدول النامية ولي أمر المتسرب ، ففي بريطانيا مثلاً تصل هذه العقوبة الى نزع الحضانة ، أو بغرامة مالية عالية ، أو حتى السجن أحياناً .
ولعل تلك العقوبات تنبثق من احتمال تنفيذ فئة من منظومة المتسربين جرائم تضر بمجتمعهم ، فضلاً عن ضياع فرصة التعلم والتطور على المتسرب ، وكذلك فقدان المدخل الرئيس لبرامج التنمية المهنية .. ويعتبر التسرب المدرسي والرسوب الدراسي من أبرز أسباب الهدر الاقتصادي .

* ـ إن من الحقوق التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة (26) : ( لكل شخص حق في التعليم ، ويجب أن يوفر التعليم مجاناً ، على الأقل في مرحلتيه الابتدائية والأساسية ، ويكون التعليم الابتدائي إلزامياً ، ويكون التعليم الفني والمهني متاحاً للعموم ، ويكون التعليم العالي متاحاً للجميع تبعا لكفاءتهم ) ، وحق الطفل بالتعليم نصت عليه المادتان (28) (29) من اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الامم المتحدة .. فالتعليم حسب المادة (29) هو ( الذي يعمل على تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكاناتها وتنمية احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية والمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة .. الخ ) .

* ـ عوامل التسرب المدرسي :
تتعدد عوامل التسرب المدرسي ، وتتفاوت من المدينة إلى الريف وحسب الجنس ، ولعل من الصعب تعيين عامل معين لهذه الظاهرة ، فهي تتداخل وتترابط وتتفاعل مع بعضها لجعل التلميذ يتسرب ، وأهم هذه العومل :
1- العوامل التربوية :
ان عناصر التربية والتعليم الاساسية هي التلميذ والمعلم والمنهج والادارة ، ومما ينفر التلميذ من المدرسة قصور التفاعل اللازم فيما بينها من جهة ومع حاجات المجتمع من جهة ثانية .. ويتمثل القصور عادة بما يلي :
* صعوبة مفردات المنهج الدراسي ، أو افتقارها الى التشويق ، أو بعدها عن بيئة وحياة التلميذ ، مما يؤدي الى كره المادة ثم كره المدرسة .
* القصور في كفاءة المعلم مما قد يؤثر سلياً على علاقته بتلاميذه .
* عدم التأقلم تلاميذ الصف الأول الابتدائي مع الاجواء الجديدة في المدرسة ، وذلك لعدم تهيئة الطفل في الأيام الأولى لالتحاقه بالمدرسة .
* بُعد بعض المدارس عن سكن الطلاب ، وعدم وجود وسيلة للنقل من والى للمدرسة في الارياف والقرى البعيدة عن مراكز المحافظات .
* ضعف الاهتمام بالانشطة اللاصفية اوإنعدامها في بعض المدارس ، والرسوب المتكرر ، وعلاقة التلميذ مع اقرانه .
* نفور التلميذ من المدرسة بسبب كثرة الواجبات وقسوة بعض المعلمين .
* ضعف مستوى الادارة المدرسية الثقافي والتربوي ، فهي لاتتابع حالات الغياب بشعور من المسؤولية حسب ما نص عليه النظام المعتمد ، وضعف العلاقة بين المدرسة والمنزل ، بالإضافة إلى أن اختيار الادارات على اسس غير تربوية ينعكس على المعلمين والعلاقة فيما بينهم ، وبالتالي سوء معاملة التلاميذ مما يؤدي بهم الى كره المدرسة .

2- العوامل الاقتصادية :
* عدم قدرة الأهل على تلبية مصروفات التعليم التي لا يجهلها احد حيث تعتبر بعض التعليم عبأ اقتصادياً .
* البطالة التي يعاني منها اولياء امور التلاميذ ، مما يضطرالاباء الى دفع الابناء الى أشغال إضافية للتخفيف من الفقر .
* قلة المخصصات المالية في الموازنة الحكومية لقطاع التربية والتعليم ، مما يؤدي الى ضعف كفاءة العملية التربوية والتعليمية .

3- العوامل الاجتماعية :
* النظرة المتخلفة الى تعليم الاناث في بعض الدول .
* تأثير العوامل الاجتماعية اخرى ذات العلاقة مثل : ( حجم الأسرة ـ مهنة الأب ـ مستوى تعليم الوالدين ـ، درجة تماسك الأسرة ـ الجو الأسري والعلاقات الأسرية ـ اتجاهات الأسرة نحو التعليم ـ الزواج المبكر للاناث ـ قصور متابعة الاباء للابناء ـ اصدقاء السوء .

4- العوامل الثقافية :
* ضعف الوعي الثقافي لدى بعض الاسر يجعلهم لا يدركون مدى الضرر الذي يلحق بأبنائهم من جراء انقطاعهم عن المدرسة .
* النظرة الدونية الى التعليم السائدة في عدد من المجتمعات .
* ضغوط الاهل على ادارة المدارس والمعلمين في الامتحانات لدفع ابنائهم الى صفوف اعلى رغم تدني مستوياتهم العلمية .

5- العوامل السياسية :
* انعكاس الجانب السياسي الأمني غير المستقر ( سلباً ) على نفسية التلاميذ واستمرارهم في الدراسة .
* انتقال التلاميذ وفقاً لتنقلات آبائهم الى المحافظات الامنة نسبيا والى المهجر ، وبالتالي عدم مواظبة التلميذ على الدوام بشكل منتظم .
* استهداف الارهابيين المدارس في عملياتهم .
* اعتقال اولياء الامور وغيابهم عن البيت لفترات طويلة يؤثر على تربيتهم واهتمامهم في التحصيل الدراسي .

ssousou
2012-02-01, 16:15
سلام عليكم
ممكن اخي نص باللغة انجليزية business في اقرب وقت ممكن
جزاك الله كل خير

بنت الليل
2012-02-01, 17:42
انا اليوم عندي الكم ططلب صغيرررررررررررررررر
بدي اخي تساعدني في درس *الاحداث المتفرقة*
بدي منك تساعدوني وتكتبلي حدث يكون يحتوي عن خصائص الاحداث المتفرقة احتاجو يوم الاحد المقبل بلييييييييييييييييز

benhamed1993
2012-02-02, 18:29
اسم العضو :benhamed1993

الطلب :بحث حول التحضير النفسي في الرياضة

المستوى :3 جامعي sport

أجل التسليم :يوم الأحد المقبل

أحمد أبو عبد الرحمن
2012-02-02, 21:50
سلام عليكم
ممكن اخي نص باللغة انجليزية business في اقرب وقت ممكن
جزاك الله كل خير
اختي الصغرى س
ربي يوفقك ان شاء الله
خوك الكبير احمد


هذا طلبك وان شاء الله ينفعك
مصدر عندي ان احببتي اعطيتك اياه
business

A business is an organization engaged in the trade of goods, services, or both to consumers Businesses are predominant in capitalist economies, where most of them are privately owned and administered to earn profit to increase the wealth of their owners. Businesses may also be not-for-profit or state-owned. A business owned by multiple individuals may be referred to as a company, although that term also has a more precise meaning.
The term "business" has at least three usages, depending on the scope — the singular usage to mean a particular organization; the generalized usage to refer to a particular market sector, "the music business" and compound forms such as agribusiness; and the broadest meaning, which encompasses all activity by the community of suppliers of goods and services. However, the exact definition of business, like much else in the philosophy of business, is a matter of debate and complexity of meanings. there are four types of business , whiwh are Sole proprietorship,Partnership,Corporation and Cooperative. this types of business entity are classifying to Agriculturebusiness,finacial business,Manufacturers business,Real estate businesses,Service businesses andTransportation businesses. When businesses need to raise money which called 'capital ', more laws come into play.
Capital may be raised through private means, by public offer (IPO) on a stock exchange, or in many other ways. Major stock exchanges include the Shanghai Stock Exchange, Singapore Exchange, Hong Kong Stock Exchange, New York Stock Exchange and Nasdaq (USA), the London Stock Exchange (UK), the Tokyo Stock Exchange (Japan), Bombay Stock Exchange(India) and so on. Most countries with capital markets have at least one.
Businesses that have gone "public" are subject to extremely detailed and complicated regulation about their internal governance (such as how executive officers' compensation is determined) and when and how information is disclosed to the public and their shareholders..
Business is at its best when it has clear goals and practical targets. These give us a framework
for entrepreneurial opportunities, long-term planning and partnership possibilities.
So we are rolling up our sleeves to help make it happen.
We need to make sustainable development happen by generating economic growth with greater resources.

أحمد أبو عبد الرحمن
2012-02-02, 22:02
سلام عليكم
ممكن اخي نص باللغة انجليزية business في اقرب وقت ممكن
جزاك الله كل خير
اختي الصغرى ربي يوفقك ان شاء الله


هذا طلبك وان شاء الله ينفعك
مصدر عندي ان احببتي اعطيتك اياه
business

A business is an organization engaged in the trade of goods, services, or both to consumers Businesses are predominant in capitalist economies, where most of them are privately owned and administered to earn profit to increase the wealth of their owners. Businesses may also be not-for-profit or state-owned. A business owned by multiple individuals may be referred to as a company, although that term also has a more precise meaning.
The term "business" has at least three usages, depending on the scope — the singular usage to mean a particular organization; the generalized usage to refer to a particular market sector, "the music business" and compound forms such as agribusiness; and the broadest meaning, which encompasses all activity by the community of suppliers of goods and services. However, the exact definition of business, like much else in the philosophy of business, is a matter of debate and complexity of meanings. there are four types of business , whiwh are Sole proprietorship,Partnership,Corporation and Cooperative. this types of business entity are classifying to Agriculturebusiness,finacial business,Manufacturers business,Real estate businesses,Service businesses andTransportation businesses. When businesses need to raise money which called 'capital ', more laws come into play.
Capital may be raised through private means, by public offer (IPO) on a stock exchange, or in many other ways. Major stock exchanges include the Shanghai Stock Exchange, Singapore Exchange, Hong Kong Stock Exchange, New York Stock Exchange and Nasdaq (USA), the London Stock Exchange (UK), the Tokyo Stock Exchange (Japan), Bombay Stock Exchange(India) and so on. Most countries with capital markets have at least one.
Businesses that have gone "public" are subject to extremely detailed and complicated regulation about their internal governance (such as how executive officers' compensation is determined) and when and how information is disclosed to the public and their shareholders..
Business is at its best when it has clear goals and practical targets. These give us a framework
for entrepreneurial opportunities, long-term planning and partnership possibilities.
So we are rolling up our sleeves to help make it happen.
We need to make sustainable development happen by generating economic growth with greater resources.

sola 17
2012-02-04, 09:41
ساعدوني في مذكرتي بعنوان عقد التسيير في القانون المدني الجزائري وانا طالبة سنة ثالثة قانون اعمال من الافصل ان ييكون اجل التسليم يوم الثلاثاء وجزاك الله خيرا و انا عضو بالمنتدي اسمي sola 17

sola 17
2012-02-04, 09:45
اسم العضو :sola 17


الطلب : مذكرتي بعنوان عقد التسيير في القانون المدني الجزائري
المستوى :3 جامعي قانون اعمال

أجل التسليم :يوم الثلاثاء

rom_mina
2012-02-04, 19:15
اسم العضو :rom_mina.

الطلب :المراجعة و التدقيق المحاسبي

المستوى ليسانس

أجل التسليم من فضلكم في اقرب وقت ممكن

حيدر87
2012-02-04, 20:40
السلام عليكم ...ليس لدي طلب لكن حبيت ان اعبر عن اعجابي بعملكم الدؤوب لخدمة اخوانكم وفقكم الله جميعا....انا عضو جديد ويوميا اكتشف شيء في هذا المنتدى يجعلني اقف لكم وقفة اجلال واحترام وفقكم الله

benhamed1993
2012-02-05, 00:07
هل من جديد عن بحثي يا أخي

benhamed1993
2012-02-05, 00:31
جاوبني يا أخي

محب بلاده
2012-02-05, 00:49
متى وُجِد الجديد يوضع هنا اخي الفاضل

benhamed1993
2012-02-05, 12:26
هل من جديد

benhamed1993
2012-02-05, 20:58
هل من جديدعن بحثي ياأخي فأنا مستعجل

benhamed1993
2012-02-05, 21:09
جاوبني يا أخي

benhamed1993
2012-02-05, 22:58
جاوبني يا أخي

benhamed1993
2012-02-06, 18:45
يا أخي جوابك كان تعليقا ولكني سألتك تحقيقا............أنا بانتضارك ولو كلمة طيبة تصبر بها أخاك

benhamed1993
2012-02-06, 18:50
يا البوسعادي .....ماتخليش وليد حومتك حاصل ..باه نديولك مهراس زفيطي

benhamed1993
2012-02-06, 21:50
ياأخي هل جاوبتني أرجوك

محب بلاده
2012-02-07, 11:04
الأمير عبد القادر الجزائري
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/0d/EmirAbdelKader.jpg/216px-EmirAbdelKader.jpg
تاريخ الميلاد 1122 هـ / 6 سبتمبر 1808، http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/77/Flag_of_Algeria.svg/22px-Flag_of_Algeria.svg.png الجزائر مكان الميلاد معسكر الاسم عند الميلاد عبد القادر ابن محي الدين تاريخ الوفاة 1300 هـ / 26 مايو 1883 مكان الوفاة بدمشق، http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/archive/5/53/20120112033817%21Flag_of_Syria.svg/22px-Flag_of_Syria.svg.png سوريا الجنسية جزائري اشتهر بـ المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/0d/EmirAbdelKader.jpg/220px-EmirAbdelKader.jpg

لوحة زيتية للأمير عبد القادر في فرساي


عبد القادر ابن محي الدين (بالإنجليزية: Abd al-Qadir al-Jaza'iri) المعروف بالأمير عبد القادر أو عبد القادر الجزائري (1122 هـ / 6 سبتمبر 1808 بمعسكر - 26 مايو 1883 بدمشق)، الامير عبد القادر بن محي الدين مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.خاض معارك ضد الحتلال الفرنسي للدفاع عن الوطن وبعدها نفي إلى دمشق وتفي فيها عبد القادر عالم دين، الشاعر، الفيلسوف، السياسي والمحارب في آن واحد. اشتهر بمناهضته للاحتلال الفرنسي للجزائر.
محتويات





1 النشأة
2 في منفاه بدمشق
3 المبايعة
4 دولة الأمير عبد القادر وعاصمته المتنقلة
5 الأمير الأسير
6 وفاته
7 الأمير عبد القادر وتأسيس دولته
8 مؤلفات الأمير عبد القادر
9 مراجع

النشأة

ولد الامير عبد القادر بن الأمير محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن يوسف بن أحمد بن شعبان بن محمد بن أدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله (الكامل) بن الحسن المثنى بن الحسن (السبط) بن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي بن أبي طالب ابن عم الرسول.[1][2][3][4]محمد.[5] وأيضا من عائلة رسول الإسلام
تم تحقيق النسب الشريف الصحيح للأمير عبد القادر في كتاب (الإحياء بعد الإنساء) يصدر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2011 م للمحقق الشريف عبد الفتاح فتحي أبو حسن شكر (الحدين ــ كوم حماده ــ بحيرة ــ مصر)
لأدرج ضمن خطة احتفالية «دمشق عاصمة للثقافة العربية»، ترميم وتأهيل عدد من البيوت الشهيرة في دمشق بعضها كانت الدولة قد وضعت اليد عليها من أجل تحويلها إلى منشآت سياحية وثقافية، مثل قصر العظم، ودار السباعي، والتكية السليمانية، وغيرها. ويذكر أن بعض البيوت في دمشق القديمة كانت قد تحولت إلى مطاعم سياحية، كبيت الشاعر شفيق جبري، وبعضها لا تزال تنتظر ليبتّ بأمرها، والبعض الآخر، استثمرتها سفارات بعض الدول الأوروبية وحولتها إلى بيوت ثقافية، مثل «بيت العقاد» الذي تحول إلى المعهد الثقافي الدنماركي في حي مدحت باشا.
واليوم وبالاتفاق بين المفوضية الأوروبية والإدارة المحلية والبيئة، وضمن برنامج تحديث الإدارة البلدية، يجري تأهيل بيت الأمير عبد القادر الجزائري الواقع في ضاحية دمر، غرب دمشق، والقصر هو مصيف كان للأمير في «الربوة»، على ضفاف بردى، وسط روضة من الأشجار الوارفة.
القصر كما أفادنا المهندس نزار مرادمي الذي نفذ الترميم، يعود بناؤه إلى حوالي 140 سنة، سكنه الأمير عبد القادر مع عائلته عام 1871، ثم سكنه أبناء الأمير وأحفاده، وكان آخرهم الأمير سعيد الجزائري، رئيس مجلس الوزراء في عهد حكومة الملك فيصل، بعد الحرب العالمية الأولى. وصار القصر مهملاً مهجوراً، شبه متهدم، منذ عام 1948. والقصر اليوم مملوك لصالح محافظة دمشق لأغراض ثقافية وسياحية. تبلغ مساحة القصر المؤلف من طابقين 1832 متراً مربعاً. ويقول المهندس نزار، إن العمل تم في القصر ومحيطه، بعد إزالة البناء العشوائي، وسيتم افتتاح القصر رسمياً في شهر مايو (أيار) من العام الجاري. وسيضم القصر بعد ترميمه، قاعة كبيرة خاصة بتراث الأمير عبد القادر، بالتعاون مع السفارة الجزائرية بدمشق، التي عبرت عن استعدادها بتزويد القصر بكل ما يرتبط بتراث هذا المجاهد الذي يكن له الجزائريون كما السوريون والعرب كل التقدير، ليس لكونه مجاهداً ومصلحاً وحسب، بل أيضاً لكونه عالماً وفقيهاً وشاعراً، وداعية دؤوباً للتآخي بين شعوب الشرق.
ويذكر أنه بعد استقلال الجزائر، تم نقل جثمان الأمير، من دمشق إلى الجزائر عام 1966.
وقال المهندس نزار مرادمي ان عملية الترميم، تتركز على بعدين: ثقافي وبيئي. ويراد من ترميم القصر تحويله إلى بيت للثقافة، يزوره الناس مع ما يحمله اسم صاحب القصر من دلالات، والبعد الآخر سياحي، حيث يتم إنشاء حديقة بيئية أمام القصر وفي محيطه، وهذا يندرج ضمن المساعي القائمة لتحسين مظهر المدينة وتأهيل المعالم السياحية فيها.
ويذكر بهذا الصدد أن هذا القصر لم يكن المنزل الوحيد للأمير، ولم يكن محل إقامته الدائم. فمن المعروف أن منزله هو الذي منحته إياه السلطات العثمانية في حي العمارة بدمشق القديمة، والمعروف بـ«حارة النقيب» وهو الحي الذي ضم آل الجزائري حتى اليوم..
في منفاه بدمشق

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f2/Abd_al-Qadir.jpg/220px-Abd_al-Qadir.jpg

الأمير عبد القادر في دمشق


استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة. ومنذ قدومه إليها من إسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي وديني وأديب وشاعر.. وكانت شهرته قد سبقته إلى دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء، فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية. قام بالتدريس في الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الزعيم الجزائري دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم. وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/60/1860_in_Lebanon.jpg/220px-1860_in_Lebanon.jpg

الأمير عبد القادر أثناء حمايته للمسيحيين في دمشق


وهو بالإضافة إلى مكانته الوجاهية في دمشق، مارس حياة الشاعر المتصوف، شبه نجده لا سيما في قدومه من المغرب متجولاً في المشرق وتركيا، ثم اختياره لدمشق موطناً حتى الموت. وربما ليس من باب المصادفة أن يدفن الأمير عبد القادر بجانب ضريح الشيخ الأكبر في حضن جبل قاسيون.
من جهة أخرى عبر الفنان السوري أسعد فضة، عن رغبته في تجسيد شخصية الأمير عبد القادر الجزائري في فيلم سينمائي ضخم، بالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية. وسبق للروائي الجزائري واسيني الأعرج أن قدم رواية تاريخية بعنوان «مسالك أبواب الحديد» عن الأمير عبد القادر وسيرة كفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.
عن هذا الاهتمام اللافت بالأمير، سواء في سوريا أو في الجزائر، يرى النحات آصف شاهين، رئيس تحرير مجلة أبولدور الدمشقي: إن هذا الاهتمام وإن جاء متأخراً إلا أنه ضروري لرجل يستحق، وهو، أي الأمير، صاحب سيرة حافلة بالكفاح امتدت من المغرب العربي إلى المشرق، وإن كان الأوروبيون يشاركوننا في هذا الاهتمام، فقد كان الأمير عبد القادر رجل حوار وتحرر. وإن كان كافح الاستعمار الأوروبي، فقد عرفته بعض الشخصيات الأوروبية كمحاور متميز وواحد من أعلام الإسلام في ذاك العصر.
يرى المهندس هائل هلال أن الأمير عبد القادر لم ينل حقه من الإنصاف، وقلما يذكر إلا كمجاهد قديم، جاء من الجزائر إلى الشام ليستريح في أفياء غوطتها الغناء بينما في حقيقة الأمر، يقول هلال: إن الرجل كان أحد أكبر أعلام تلك المرحلة، وأنه هو وأحفاده فيما بعد، دخلوا التاريخ السوري من بابه الواسع.
ولد في 23 رجب 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران.
لم يكن محيي الدين (والد الأمير عبد القادر) هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة.
كان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.
المبايعة

فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "غريس" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ الموافق 27نوفمبر 1832.
وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله
دولة الأمير عبد القادر وعاصمته المتنقلة

ولبطولة الاميراضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». وكان الأمير قد انشا عاصمة متنقلة كاي عاصمة اوربية متطورة انداك سميت الزمالةوتكدمت. وقد بدأ العمل فيها بإقامة ثلاث حصون عسكرية، ثم أعقبها بالمباني والمرافق المدنية والمساجد الخ، وهناك وضع أموال الدولة التي أصبحت الآن في مأمن من غوائل الغزاة ومفاجئاتهم. وقد جلب إليها الأمير سكانا من مختلف المناطق من الكلغوليين وسكان آرزيو ومستغانم ومسرغين والمدية. كان قد أسّس قبلها عاصمة وذلك بعد غزو الجيش الفرنسي لمدينة معسكر في الحملة التي قادها ‘كلوزيل’، وضع الأمير خطة تقضي بالانسحاب إلى أطراف الصحراء لإقامة آخر خطوطه الدفاعية وهناك شيد العاصمة الصحراوية ،
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير في قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي. ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "معسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "[بيجو]"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م. وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة وبوغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى توقيع معاهدة لالة مغنية وطرد الأمير من المغرب الأقصى.
قاد عبد القادر ووالده حملة مقاومة عنيفة ضدها، فبايعه الأهالي بالإمارة عام 1832م، عمل عبد القادر على تنظيم المُجاهدين، وإعداد الأهالي وتحفيزهم لمقاومة الاستعمار، حتى استقر له الأمر وقويت شوكته فألحق بالفرنسيين الهزيمة تلو الأخرى، مما اضطر فرنسا إلى أن توقع معه معاهدة (دي ميشيل) في فبراير 1834م، معترفة بسلطته غرب الجزائر، لكن السلطات الفرنسية لم تلتزم بتلك المعاهدة، الأمر الذي اضطره إلى الاصطدام بهم مرة أخرى، فعادت فرنسا إلى المفاوضات، وعقدت معه معاهدة (تافنة) في مايو 1837م، مما أتاح لعبد القادر الفرصة لتقوية منطقة نفوذه، وتحصين المدن وتنظيم القوات، وبث الروح الوطنية في الأهالي، والقضاء على الخونة والمتعاونين مع الاستعمار. لكن سرعان ما خرق الفرنسيين المعاهدة من جديد، فاشتبك معهم عبد القادر ورجاله أواخر عام 1839م، فدفعت فرنسا بالقائد الفرنسي (بيجو) لتولي الأمور في الجزائر، فعمل على السيطرة على الوضع بإتباع سياسة الأرض المحروقة، فدمر المدن وأحرق المحاصيل وأهلك الدواب، إلا أن الأمير ورفاقه استطاعوا الصمود أمام تلك الحملة الشعواء، مُحققين عدة انتصارات، مستعينين في ذلك بالمساعدات والإمدادات المغربية لهم، لذا عملت فرنسا على تحييد المغرب وإخراجه من حلبة الصراع، فأجبرت المولى عبد الرحمن سلطان المغرب، على توقيع اتفاقية تعهد فيها بعدم مساعدة الجزائريين، والقبض على الأمير عبد القادر وتسليمه للسلطات الفرنسية، حال التجائه للأراضي المغربية. كان لتحييد المغرب ووقف مساعداته للمجاهدين الجزائريين دور كبير في إضعاف قوات الأمير عبد القادر، الأمر الذي حد من حركة قواته، ورجح كفة القوات الفرنسية، فلما نفد ما لدى الأمير من إمكانيات لم يبقى أمامه سوى الاستسلام حقناً لدماء من تبقى من المجاهدين والأهالي، وتجنيباً لهم من بطش الفرنسيين، وفي ديسمبر 1847م اقتيد عبد القادر إلى أحد السجون بفرنسا، وفي بداية الخمسينات أفرج عنه شريطة ألا يعود إلى الجزائر، فسافر إلى تركيا ومنها إلى دمشق عام 1955م، عندما وصل الأمير وعائلته وأعوانه إلي دمشق، أسس ما عرف برباط المغاربة في حي السويقة، وهو حي ما زال موجوداً إلي اليوم، وسرعان ما أصبح ذا مكانة بين علماء ووجهاء الشام، وقام بالتدريس في المدرسة الأشرفية، ثم الجامع الأموي، الذي كان أكبر مدرسة دينية في دمشق آنذاك، سافر الأمير للحج ثم عاد ليتفرغ للعبادة والعلم والأعمال الخيرية، وفي مايو 1883م توفي الأمير عبد القادر الجزائري ودفن في سوريا. لم يكن جهاد الأمير عبد القادر ضد قوى الاستعمار بالجزائر، هو كل رصيده الإنساني، فقد ترك العديد من المؤلفات القيمة ترجمت إلى عدة لغات، وعقب حصول الجزائر على الاستقلال تم نقل رفاته إلى الجزائر بعد حوالي قرن قضاه خارج بلاده، وفي 3 إبريل 2006م افتتحت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بجنيف معرضاً خاصاً للأمير في جنيف إحياءً لذكراه، كما شرعت سورية في ترميم وإعداد منزله في دمشق ليكون متحفاً يُجسد تجربته الجهادية من أجل استقلال بلاده.
الأمير الأسير

ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية. توقف في إسطنبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.
وفي عام 1276 هـ/1860م تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من المسيحيين، إذ استضافهم في منازله.
وفاته

وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300 هـ / 23 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عاما، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق لوصية تركها. وبعد استقلال الجزائر نقل جثمانه إلى الجزائر عام 1965 ودفن في المقبرة العليا وهي المقبرة التي لا يدفن فيها الا رؤساء البلاد.
الأمير عبد القادر وتأسيس دولته

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/56/Emir_abdelkader1.jpg/220px-Emir_abdelkader1.jpg

ساحة الأمير عبد القادر في الجزائر العاصمة


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/5/50/Mascara_%28Memorial_Emir_Abdelkader%29.jpg/220px-Mascara_%28Memorial_Emir_Abdelkader%29.jpg

مقام الأمير عبد القادر في معسكر


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c2/Place_d%27armes.jpg/220px-Place_d%27armes.jpg

مقام الأمير عبد القادر بساحة أول نوفمبروهران


عندما تولى عبد القادر الإمارة كانت الوضعية الاقتصادية والاجتماعية صعبة، لم يكن له المال الكافي لإقامة دعائم الدولة إضافة، كان له معارضون لإمارته، ولكنه لم يفقد الامل إذ كان يدعو باستمرار إلى وحدة الصفوف وترك الخلافات الداخلية ونبذ الأغراض الشخصية...كان يعتبر منصبه تكليفا لا تشريفا.وفي نداء له بمسجد معسكر خطب قائلا:«اذا كت قد رضيت بالامارة، فانما ليكون لي حق السير في الطليعة والسير بكم في المعارك في سبيل ”الله“...الإمارة ليست هدفي فأنا مستعد لطاعة أيّ قائد آخر ترونه أجدر منّي وأقدر على قيادتكم شريطة أن يلتزم خدمة الدّين وتحرير الوطن»
منذ الايام الأولى لتولّيه الإمارة كتب بيانا أرسله إلى مختلف القبائل التي لم تبايعه بعد، ومن فقرات هذا البيان أقوال منها: «بسم الله الرحمن الرحيم:والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... إلى القبائل...هداكم الله وأرشدكم ووجّهكم إلى سواء السبيل وبعد... إن قبائل كثيرة قد وافقت بالإجماع على تعييني، وانتخبتني لإدارة حكومة بلادنا وقد تعهدت أن تطيعني في السرّاء والضرّاء وفي الرخاء والشدّة وأن تقدّم حياتها وحياة أبنائها وأملاكها فداء للقضية المقدّسة ومن اجل ذلك تولينا هذه المسؤولية الصعبة على كره شديد آملين أن يكون ذلك وسيلة لتوحيد المسلمين ومنع الفُرقَة بينهم وتوفير الامن العام إلى كل اهلي البلاد، ووقْف كل الاعمال الغير الشرعية...ولقبول هذه المسؤولية اشترطنا على اولئك الذين منحونا السلطة المطلقة الطاعة الدائمة في كل أعمالهم التزاما بنصوص كتاب الله وتعاليمه..والأخذ بسنّة نبيّه في المساواة بين القوي والضعيف، الغنيّ والفقير لذلك ندعوكم للمشاركة في هذا العهد والقد بيننا وبينكم...وجزاؤكم على الله ان هدفي هو الإصلاح ان ثقتي في الله ومنه ارجو التوفيق»
إن وحدة الأمة جعلها الامير هي الأساس لنهضة دولته واجتهد في تحقيق هذه الوحدة رغم عراقيل الاستعمار والصعوبات التي تلقاها من بعض رؤساء القبائل الذين لم يكن وعيهم السياسي في مستوى عظمة المهمة وكانت طريقة الامير في تحقيق الوحدة الوحدة هي الاقناع اولا والتذكير بمتطلبات الايمان والجهاد، لقد كلفته حملات التوعية جهودًا كبيرة لان أكثر القبائل كانت قد اعتادت حياة الاستقلال ولم تالف الخضوع لسلطة مركزية قوية. بفضل ايمانه القوي انضمت اليه قبائل كثيرة بدون أن يطلق رصاصة واحدة لاخضاعه بل كانت بلاغته وحجته كافيتين ليفهم الناس اهدافه في تحقيق الوحدة ومحاربة العدو، لكن عندملا لا ينفع أسلوب التذكير والإقناع، يشهر سيفه ضدّ من يخرج عن صفوف المسلمين أو يساعد العدوّ لتفكيك المسلمين، وقد استصدر الأمير فتوى من العلماء تساعده في محاربة اعداء الدّين والوطن.
كان الأمير يرمي إلى هدفين:تكوين جيش منظم وتأسيس دولة موحّدة، وكان مساعدوه في هذه المهمة مخلصون..لقد بذل الأمير وأعوانه جهدًا كبيرا لاستتباب الأمن، فبفضل نظام الشرطة الذي أنشأه قُضِي على قُطّاع الطرق الذين كانوا يهجمون على المسافرين ويتعدّون على الحرمات، فأصبح الناس يتنقّلون في أمان وانعدمت السرقات.ولقد قام الأمير بإصلاحات اجتماعية كثيرة، فقد حارب الفساد الخلقي بشدّة، ومنع الخمر والميسر منعًا باتا ومنع التدخين ليبعد المجتمع عن التبذير، كما منع استعمال الذهب والفضة للرّجال لأنّه كان يكره حياة البذح والميوعة. قسّم الأمير التراب الوطني إلى 8 وحدات:(مليانة، معسكر، تلمسان، الأغواط، المدية، برج بو عريريج، برج حمزة(البويرة)،بسكرة، سطيف)،كما أنشأ مصانع للأسلحة وبنى الحصون والقلاع(تأقدمات، معسكر، سعيدة) لقد شكل الأمير وزارته التي كانت تتكون من5 وزارات وجعل مدينة معسكر مقرّا لها، واختار أفضل الرجال ممّن تميّزهم الكفاءة العلمية والمهارة السياسية إلى جانب فضائلهم الخلقية، ونظّم ميزانية الدولة وفق مبدأ الزكاة لتغطية نفقات الجهاد، كما إختار رموز العلم الوطني وشعار للدولة(نصر من الله وفتح قريب).
مؤلفات الأمير عبد القادر

لم يكن الأمير عبد القادر قائدا عسكريا وحسب، ولكن له مؤلفات وأقوال كبيرة في الشعر تبرز إبداعه ورقة إحساسه مع زوجه في دمشق ومكانته الأدبية والروحية. وله أيضا كتاب "المواقف" وغيره. وقد ألف في بروسة (تركيا) أثناء إقامته بها) رسالة "ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" عبارة (رسالة إلى الفرنسيين)، وهو كتاب موجه لأعضاء المجمع الآسيوي بطلب من الجمعية، وذلك بعد أن منحه هذا المجمع العلمي الفرنسي قبل ذلك بقليل العضوية فيه. وكان تاريخ تأليف الرسالة في 14 رمضان 1271 / 1855م، ثم ترجمها الفرنسي "غوستاف ديغا" إلى لغته في عام 1858م وهو القنصل الفرنسي بدمشق آنذاك.
يحتوي الكتاب على ثلاثة أبواب (في فضل العلم والعلماء) وبه تعريف العقل وتكملة وتنبيه وخاتمة، و(في إثبات العلم الشرعي) يتحدث فيه عن إثبات النبوة واحتياج كافة العقلاء إلى علوم الأنبياء.. وفصل ثالث (في فضل الكتابة)..[6]
مراجع



^ جوهرة العقول في ذكر آل الرسول عليه الصلاة والسلام. للشيخ عبد الرحمن بن محمد الفاسي
^ البستان في ذكر العلماء الأعيان. للفقيه عبد الله الونشريسي
^ *رياض الأزهار في عدد آل النبي المختارعليه الصلاة والسلام. للمقري التلمساني.
^ المؤرخون الفرنسين Rozet ,Carette, الكون والتاريخ، ووصف لجميع الشعوب، 1850، 193ص
^ Par Société languedocienne de géographie, Université de Montpellier. Institut de géographie, Centre national de la recherche scientifique (France) Publié par Secrétariat de la Société languedocienne de géographie, 1881. Notes sur l'article: v. 4, page 517
^ كتاب رسالة إلى الفرنسيين، ذكرى العاقل وتنبيه الغافل، مقدمة المحقق عمار الطالبي 2004، ص09

محب بلاده
2012-02-07, 11:06
بحث آخر

حياة الامير عبد القادر الجزائري

يعتبر الأمير عبد القادر من كبار رجال الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر ، فهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي بين 1832 و 1847. كما يعد أيضا من كبار رجال التصوف والشعر وعلماء الدين . وفوق كل ذلك كان داعية سلام وتآخي بين مختلف الأجناس والديانات وهو ما فتح له باب صداقات وإعجاب كبار السياسيين في العالم.

http://www.djelfa.info/vb/images/emir_abd_el-kader.gif

النشأة و التكوين

هو الشيخ عبد القادر ابن الأمير محيي الدين بن مصطفى الحسني، المشهور باسم الأمير عبد القادر الجزائري، يتصل نسبه بالإمام الحسين بن علي بن ابي طالب.

والجد المباشر للأمير عبد القادر والذي تسمى على اسمه , كان الامير عبد القادر , الذي وصل من المغرب إلى الجزائر واستقر في منطقة " غريس " وأسس في في منطقة " الغيطنه " زاويته الصوفيه , ويدعى في الجزائر وعند أهل الطريقه " سيدي قاده " تحببا , ولا يزال ضريحه مزارا شريفا , على الطريقة القادرية وشيخها الإمام " عبد القادر الجيلاني " , الذي عاش ومات في بغداد .

ولد الأمير عبد القادر يوم الجمعة 23 رجب 1222هـ/مايو 1807م، بقرية القيطنة الواقعة على وادي الحمام غربي مدينة معسكر (الجزائر)، وترعرع في كنف والديه حيث حظي بالعناية والرعاية.

تلقى عبد القادر تربيته بالزاوية التي كان يتكفل بها أبوه محي الدين، أين حفظ القرآن الكريم ثم تابع دراسته بأرزيو و وهران على يد علماء أجلاء حيث أخذ منهم أصول العلوم الدينية، الأدب العربي، الشعر، الفلسفة، التاريخ، الرياضيات، علم الفلك و الطب، فصقلت ملكاته الأدبية والفقهية والشعرية في سن مبكرة من حيـاتـه.
وكان على علم و دراية تامين بعلماء أمثال أفلاطون، أرسطو، الغزالي، ابن رشد كما تبينه كتاباته. وقد تفانى طوال حياته في تجديد علمه و إثراء ثقافته.

لم يكتف الشاب عبد القادر بتلقى العلوم الدينية و الدنيوية بل اهتم أيضا بالفروسية و ركوب الخيل و تعلم فنون القتال، فتفوق في ذلك على غيره من الشباب. و بذلك كان عبد القادر من القلائل جدا الذين جمعوا بين العلوم الدينية و الفروسية، عكس ما كان عليه الوضع آنذاك إذ انقسم المجتمع إلى المرابطين المختصين في الدين و الأجواد المختصين في الفروسية و فنون القتال.

و كان يبدو و هو في الثالثة عشرة من عمره جميل الصورة حلو التقاطيع، ذا شخصية عميقة جذابة، يأسر الناس بلطفه، و يكسب ثقتهم بثقافته. و في تلك السن المبكرة بدأ ينظم الشعر و يعرضه على أبيه، فيشجعه و يسدده و هو موقن بأن مستقبل ابنه قد تحدد، و معالم شخصيته قد اتضحت، فكل شيء من حوله كان يعده ليكون رجل أدب و علم و دين. فبينما كان أترابه يمرحون و يعبثون في الكروم و البساتين المحيطة بقرية القيطنة، كان هو يلازم مجالس أبيه التي تضم نخبة من أهل الأدب و العلم، فيصغي إليهم مأخوذا مبهورا و هم يتبادلون الآراء و يتناشدون الشعر، و يتجادلون في معضلات الفقه أو يتذاكرون وقائع التاريخ.

و لم ترتح السلطة التركية لتلك المجالس، و ما يدور فيها من آراء، ففرضت على محي الدين الحسني سنة 1821 الإقامة الجبرية في وهران، فانتقل عبد القادر مع أبيه إلى تلك المدينة، و أتيح له أن يتعرف بنخبة جديدة من أهل الأدب و العلم، و أن يطلع على ألوان جديدة من الحياة، و أن يزداد إيمانا بفساد الحكم التركي و الحاجة الماسة إلى التطور و الإصلاح. و في هاته الفترة أي في عام 1823 زوجه والده من لالة خيرة وهي ابنة عم الأمير عبد القـــادر.

و بعد سنتين من الاحتجاز تدخل داي الجزائر فسمح لهما بالذهاب إلى الحج معتقدا بأن ذلك وسيلة لإبعادهما عن البلاد حتى و لو لمدة قصيرة.

سافر عبد القادر مع أبيه عام 1241هـ/ 1825م إلى البقاع المقدسة عبر تونس ،ثم انتقل بحرا إلى الإسكندرية و منــها إلى القاهرة حيث زار المعالم التاريخية وتعرف إلى بعض علمائها وشيوخها وأعجب بالإصلاحات والمنجزات التي تحققت في عهد محمد علي باشا والي مصر. ثم أدى فريضة الحج، ومنها انتقل إلى بلاد الشام لتلقي العلم على يد شيوخ جامع الأمويين.



http://www.djelfa.info/vb/images/emir_abdk.jpg



ومن دمشق سافر إلى بغداد أين تعرف على معالمها التاريخية واحتك بعلمائها ، ووقف على ضريح الولي الصالح عبد القادر الجيلاني مؤسس الطريقة القادرية، التي تضم زاوية القيطنة، مما سمح للأمير و والده بالابتعاد عن سيطرة باي وهران الذي كان متخوفا من النفوذ العقائدي الذي كان يتسم به كل من محي الدين و ابنه عبد القادر.
ليعود مرة ثانية إلى البقاع المقدسة عبر دمشق ليحج. وبعدها رجع مع والده إلى الجزائر عبر القاهرة ثم إلى برقة ومنها إلى درنة وبنغازي فطرابلس ثم القيروان والكاف إلى أن وصلا إلى القيطنة بسهل غريس في الغرب الجزائري عام 1828 م .


دخول الاحتلال الفرنسي

ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا .

و بعد أقل من شهر واحد, أي في 20 يوليو 1830, اجتمع زعماء القبائل في تامنفوست و بينهم بومزراق عن التيتري, و زمّوم عن أفليسان, و محي الدين والد عبد القادر عن منطقة معسكر و أعلنوا بداية المقاومة الوطنية, فقد انتهت مقاومة الجزائر الرسمية لتبدأ فيها المقاومة الشعبية.

و بعد سقوط وهران عام 1831 ،عمت الفوضى و اضطربت الأحوال مما دفع بشيوخ وعلماء ناحية وهران إلى البحث عن شخصية يولونها أمرهم، فوقع الاختيار على الشيخ محي الدين والد عبد القادر، لما كان يتسم به من ورع وشجاعة ،فهو الذي قاد المقاومة الأولى ضد الفرنسيين سنة 1831كما أبدى ابنه عبد القادر شجاعة وحنكة قتالية عند أسوار مدينة وهران منذ أول اشتباك له مع المحتلين، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب قائلا: "…ولدي عبد القادر شاب تقي ،فطن صالح لفصل الخصوم و مداومة الركوب مع كونه نشأ في عبادة ربه، ولا تعتقدوا أني فديت به نفسي ،لأنه عضو مني وما أكرهه لنفسي أكرهه له …غير أني ارتكبت أخف الضررين حين تيقنت الحق فيما قلتموه ،مع تيقني أن قيامه به أشد من قيامي و أصلح …فسخوت لكم به".

رحب الجميع بهذا العرض ،وفي 13 رجب 1248هـ/ 27 نوفمبر 1832 اجتمع زعماء القبائل والعلماء في سهل غريس قرب معسكر وعقدوا لعبد القادر البيعة الأولى تحت شجرة الدردارة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، ثم تلتـها البيعة العامة في 4 فبراير 1833.

في هذه الظروف تحمل الأمير مسؤولية الجهاد و الدفاع عن الرعيــة و ديار الإسلام وهو في عنفوان شبابه. وما يميز هذه المرحلة ،انتصاراته العسكرية و السياسية- التي جعلت العدو الفرنسي يتـــردد في انتهاج سياسة توسعية أمام استماتة المقاومة في الغرب و الوسط ، والشرق .

أدرك الأمير عبد القادر منذ البداية أن المواجهة لن تتم إلا بإحداث جيش نظامي مواظب تحت نفقة الدولة .لهذا أصدر بلاغا إلى المواطنين باسمه يطلب فيه بضرورة تجنيد الأجناد وتنظيم العساكر في البلاد كافة.

وقد وجه الأمير خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".

فاستجابت له قبائل المنطقة الغربية و الجهة الوسطى، و التف الجميع حوله بالطاعة كون منهم جيشا نظاميا سرعان ما تكيف مع الظروف السائدة و استطاع أن يحرز عدة انتصارات عسكرية.

محب بلاده
2012-02-07, 11:07
بحث آخر

الامير عبد القادر الجزائري




http://www.m-moudjahidine.dz/Histoire/images/ABDELKADER.jpg


المولد والنشأة
يعتبرالأمير عبد القادر من كبار رجال الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر، فهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمارالفرنسي بين 1832 و 1847. كما يعد أيضا من كبار رجال التصوف والشعروعلماء الدين . وفوق كل ذلك كان داعية سلام وتآخي بين مختلف الأجناسوالديانات وهو ما فتح له باب صداقات وإعجاب كبار السياسيين في العالم.
هو عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى أشتهر باسم الأمير عبد القادرالجزائري .ولد يوم الجمعة 23 رجب 1222هـ/1807م بقرية القيطنة الواقعةعلى وادي الحمام غربي مدينة معسكر، وترعرع في كنف والديه حيث حظيبالعناية والرعاية
المراحل

مرحلةالنشأة والتكوين :1807-1832:،حيث تمثل السنة الأولى ميلاده بينماترمز الثانية الى توليه إمارة الجهاد. قضى هذه المرحلة في طلبالعلم سواء في مسقط رأسه بالقيطنة أين حفظ القرآن الكريم أو فيآرزيو ووهران حيث تتلمذ على عدد من شيوخ المنطقة وأخذ عنهم مبادئالعلوم الشرعية واللغوية و التاريخ والشعر،فصقلت ملكاته الأدبيةوالفقهية والشعرية في سن مبكرة من حيـاتـه.
وفي عام 1823 زوجه والده من لالة خيرة وهي ابنة عم الأمير عبدالقـــادر، سافر عبد القادر مع أبيه إلى البقاع المقدسة عبر تونس،ثم انتقل بحرا إلى الاسكندرية و منــها إلى القاهرة حيث زار المعالمالتاريخية وتعرف إلى بعض علمائها وشيوخها وأعجب بالإصلاحات والمنجزاتالتي تحققت في عهد محمد علي باشا والي مصر. ثم أدى فريضة الحج،ومنها انتقل إلى بلاد الشام لتلقي العلم على يد شيوخ جامع الأمويين. ومن دمشق سافر إلى بغداد أين تعرف على معالمها التاريخية واحتكبعلمائها ، ووقف على ضريح الولي الصالح عبد القادر الجيلاني مؤسسالطريقة القادرية، ليعود مرة ثانية إلى البقاع المقدسة عبر دمشقليحج. وبعدها رجع مع والده إلى الجزائر عبر القاهرة ثم إلى برقةومنها إلى درنة وبنغازي فطرابلس ثم القيروان والكاف إلى أن وصلاإلى القيطنة بسهل غريس في الغرب 2010 جنوب افريقيا" >الجزائري .
المرحلة الثانية :1831 -1847
وهي المرحلة التي ميزت حياة الأمير عن بقية المراحل الأخرى لماعرفتــه من أحداث جسام وإنجازات وظف فيها قدراته العلمية وحنكتهالسياسية والعسكرية فلم تشغله المقاومة- رغم الظرف العصيب -عنوضع ركائز و معالم الدولة الحديثة لما رآه من تكامل بينهما .
فبعد سقوط وهران عام 1831 ،عمت الفوضى و اضطربت الأحوال مما دفعبشيوخ وعلماء ناحية وهران إلى البحث عن شخصية يولونها أمرهم، فوقعالاختيار على الشيخ محي الدين والد عبد القادر ،لما كان يتسم بهمن ورع وشجاعة ،فهو الذي قاد المقاومة الأولى ضد الفرنسيين سنة 1831- كما أبدى ابنه عبد القادر شجاعة وحنكة قتالية عند أسوارمدينة وهران منذ أول اشتباك له مع المحتلين - اعتذر الشيخ محيالدين لكبر سنه و بعد الحاح من العلماء و شيوخ المنطقة رشح ابنهعبد القادر قائلا: …ولدي عبد القادر شاب تقي ،فطن صالح لفصل الخصومو مداومة الركوب مع كونه نشأ في عبادة ربه ،ولا تعتقدوا أني فديتبه نفسي ،لأنه عضو مني وما أكرهه لنفسي أكرهه له …غير أني ارتكبتأخف الضررين حين تيقنت الحق فيما قلتموه ،مع تيقني أن قيامه بهأشد من قيامي و أصلح …فسخوت لكم به…".رحب الجميع بهذا العرض،وفي 27 نوفمبر 1832 اجتمع زعماء القبائل والعلماء في سهل غريسقرب معسكر وعقدوا لعبد القادر البيعة الأولى تحت شجرة الدردارةوأطلق عليه لقب ناصر الدين، ثم تلتـها البيعة العامة في 4 فبراير 1833.
في هذه الظروف تحمل الأمير مسؤولية الجهاد و الدفاع عن الرعيــةو ديار الإسلام وهو في عنفوان شبابه. وما يميز هذه المرحلة ،انتصاراتهالعسكرية و السياسية- التي جعلت العدو الفرنسي يتـــردد في انتهاجسياسة توسعية أمام استماتة المقاومة في الغرب و الوسط ، والشرق . أدرك الأمير عبد القادر منذ البداية أن المواجهة لن تتم إلابإحداث جيش نظامي مواظب تحت نفقة الدولة .لهذا أصدر بلاغا إلىالمواطنين باسمه يطلب فيه بضرورة تجنيد الأجناد وتنظيم العساكرفي البلاد كافة.فاستجابت له قبائل المنطقة الغربية و الجهة الوسطى،و التف الجميع حوله بالطاعة كون منهم جيشا نظاميا سرعان ما تكيفمع الظروف السائدة و استطاع أن يحرز عدة انتصارات عسكرية أهمهامعركة المقطع التي أطاحت بالجنرال تريزيل و الحاكم العام ديرليونمن منصبيهما.
أما سياسيا فقد افتك من العدو الاعتراف به ،والتعامل معه من موقعسيادة يستشف ذلك من معاهدتي ديميشال 26 فبراير 1834، والتافنةفي 30 ماي 1837.إلا أن تغيرت موازين القوى، داخليا وإقليميا أثرسلبا على مجريات مقاومة الأمير فلم يعد ينازل الفرنسيين فحسب بلانشغل أيضا بأولئك الذين قصرت أنظارهم، فتوالت النكسات خاصة بعدأن انتهج الفرنسيون أسلوب الأرض المحروقة، كما هي مفهومة من عبارةالحاكم العام "لن تحرثوا الأرض، وإذا حرثتموهافلن تزرعوها ،وإذا زرعتموها فلن تحصدوها..."
كان لهذه السياسة أثرها الواضح في تراجع قوة الأمير، لاسيما بعدأن فقد قواعده الخلفية في المغرب الأقصى، بعد أن ضيق عليه مولايعبد الرحمن سلطان المغرب الخناق متحججا بالتزامه بنصوص معاهدة "لالا مغنية" وأمر جنده بمطاردة الأمير وأتباعه بمافيه القبائل التي فرت إلى المغرب من بطش جيش الإحتلال.
مرحلة المعاناة والعمل الإنساني : 1848 - 1883
تبدأ هذه المرحلة من استسلام الأمير عبد القادر إلى غاية وفاته. ففي 23 ديسمبر 1847 سلّم نفسه بعد قبول القائد الفرنسي لامورسيربشروطه،ونقله إلى مدينة طولون، وكان الأمير يأمل أن يذهب إلى الإسكندريةأو عكا كما هو متفق عليه مع القادة الفرنسين، ولكن أمله خاب ولميف الفرنسيون بوعدهم ككل مرة، عندها تمنى الأمير الموت في ساحةالوغى على أن يحدث له ذلك وقد عبّر عن أسفه هذا بهذه الكلمات "لوكنا نعلم أن الحال يؤدي إلى ما آل إليه، لم نترك القتال حتى ينقضيالأجل". وبعدها نقل الأمير وعائلته إلى الإقامة في "لازاريت" ومنها إلى حصن "لامالغ" بتاريخ 10 جانفي 1848 ولما اكتملعدد المعتقلين من أفراد عائلته وأعوانه نقل الأمير إلى مدينة "بو" PAU في نهاية شهر أفريل من نفس العام، ليستقر بها إلى حين نقلإلى آمبواز . في 16 أكتوبر 1852 ، وهي السنة التي أطلق فيها نابليونالثالث صراحه.
استقر الأمير في استانبول ، وخلال إقامته زار ضريح أبي أيوب الأنصاريو وقف في جامع آيا صوفيا، الا أنه فضل الإقامة في مدينة بورصةلتاريخها العريق ومناظرها الجميلة ومعالمها الأثرية، لكنه لم يبقفيها طويلا نتيجة الهزات الأرضية التي كانت تضرب المنطقة من حينلآخر ،فانتقل إلى دمشق عام 1855 بتفويض من السلطان العثماني وفيهاتفرغ للقراءة والتصوف والفقه والحديث والتفسير. وأهم المواقف الإنسانيةالتي سجلت للأمير، تصديه للفتنة الطائفية التي وقعت بين المسلمينوالمسحيين في الشام عام 1860. و تحول الأمير إلى شخصية عالميةتحظى بالتقدير و الاحترام في كل مكان يذهب إليه حيث دعي لحضوراحتفال تدشين قناة السويس عام 1869. توفي يوم 26 ماي 1883 في دمرضواحي دمشق عن عمر يناهز 76 سنة، دفن بجوار ضريح الشيخ محي الدينبن عربي الأندلسي، نقل جثمانه إلى الجزائر في عام 1966.
من مؤلفاته :
1/ذكرى العاقل وتنبيه الغافل.
2/المقراض الحاد (لقطع اللسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد.
3/مذكرات الأمير عبد القادر.
4/المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد

محب بلاده
2012-02-07, 11:08
مخطط تفصيلي لشجرة الأمير عبد القادر


هو عبد القادر بن محي الدّين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد المختار بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن علي بن أحمد بن عبد القوي بن خالد بن يوسف بن أحمد بن بشّار بن محمد بن مسعود بن طاوس بن يعقوب بن عبد القوي بن أحمد بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنّى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

هذا هو النسب الصحيح المتفق عليه وقد ورد في عدّة كتب مختصة بالأنساب أذكر منها :



1. كتاب "عِقْدُ الجُمان النَّفيس في ذكر الأعيان من أشراف غَريس" للشيخ عبد الرحمن بن عبد الله التوجيني .
2. كتاب "جوهرة العقول في ذكر آل الرّسول" للشيخ عبد الرحمن بن محمد الفاسي .
3. كتاب "فتح الرحمن شرح عقود الجمان" للشيخ محمد بن محمد بن أحمد بن أبي القاسم الجوزي الراشدي المزيلي .
4. كتاب "البستان في ذكر العلماء الأعيان" للفقيه عبد الله الونشريسي .
5. كتاب "رياض الأزهار في عدد آل النبي المختار" للمَقَّرِيِّ التلمساني .
6. كتاب "حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر" للشيخ عبد الرزاق البيطار .
7. كتاب "تعطير المَشام في مآثر دمشق الشام" للعلاّمة جمال الدين القاسمي .
وغيرهم ....
الأمير عبد القادر الجزائري... حكاية رجل مقاوم
الجمعة 31/10/2008
محمد عبد العزيز صالح
ضمن احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 ,نظمت الأمانة العامة للاحتفالية مؤتمراً تخصيصياً بعنوان ( الجزائري في دمشق) وذلك بمناسبة مرور قرنين على ولادة الأمير عبد القادر الجزائري.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على الفترة التي عاشها الامير عبد القادر الجزائري في دمشق وتأثيره على المدينة وتأثره بها. وتأتي أهمية هذه الفترة من كونها غنية بأحداث سياسية واجتماعية وثقافية متنوعة لم يتم تناولها سابقاً بالدرس والتمحيص والبحث.‏
افتتح المؤتمر بكلمات ترحيبية للحضور وتقديم الشكر لكل من يساهم في إنجاح هذا المؤتمر فكانت في البداية كلمة الشيخ خالد بن يونس رئيس المؤسسة الدولة العلوية الصوفية ثم كلمة الدكتور غياث بركات رئيس المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية, ثم جاء الدور لكلمة الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية متمثلة بالدكتورة حنان قصاب حسن.‏
الجلسة الافتتاحية قدمها الدكتور بكري علاء الدين, وشارك في هذه الجلسة كل من الدكتور سهيل زكار, وهو استاذ في قسم التاريخ -جامعة دمشق, له مؤلفات عديدة ودرّس في عدة جامعات عربية, وكذلك شاركت الاميرة بديعة حسني الجزائري وهي حفيدة الامير عبد القادر الجزائري.‏
أشار الدكتور سهيل زكار أن هذه المناسبة تعتبر المناسبة العلمية الوحيدة في فعالية دمشق عاصمة الثقافة العربية, وأوضح الاستاذ سهيل أن موضوع ( الامير عبد القادر في دمشق) ليس احتفالية بمناسبة فرد بل مناسبة لطرح عدة قضايا فيما يتعلق بالعلاقات بين المشرق والمغرب عبر التاريخ, فذكر الحضور بأن الامير عبد القادر قاد جهاداً في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي وكذلك قاد جهاداً في دمشق من خلال وأد الفتنة الحاصلة عام 1860م بين المسلمين والمسيحيين, حينها قام الامير عبد القادر بإعانة المتضررين وكان له دور كبير في إطفاء نار الفتنة.‏
أما الاميرة بديعة حسني الجزائري حفيدة الامير عبد القادر الجزائري شبهت جدها الامير عبد القادر بالجبل الشامخ الذي يحتوي على كنوز نادرة وذكرت الاميرة بديعة بأن جدها الامير عبد القادر قد جاهد سبعة عشر عاماً وشيد حصوناً ومصانع وحمل كتاب الصحيح للبخاري يقرأه على الناس وهو السلاح الذي حارب به الفتنة .‏
وأشارت إلى أنه كان متصوفاً بنوع ونمط خاص ومعتدل و أيضاً أشارت الاميرة إلى وجود تناقض كبير في أبحاث وكتابات المفكرين بشأن الامير عبد القادر فالبعض اتهمه بالتصوف والتزهد والبعض الآخر اتهمه بانتمائه للماسونية.‏
نفت الاميرة بديعة كل هذه الادعاءات مذكرة بأعمال عبد القادر من خلال محاولاته للنهوض باللغة العربية ومحاربة من يضعفها ومحاربة الفتن هذا بالاضافة إلى تحمله مسؤوليات استقبال الوفود المهاجرين منذ وصوله دمشق .‏
تلت الجلسة الأولى, جلسة بحثية برئاسة عائشة محوذي وتحدث فيها كل من الدكتورة بشرى خير بيك في قسم التاريخ- جامعة دمشق وبمشاركة أخرى من قبل الاستاذ عثمان بن شريف السفير السابق للجزائري في واشنطن.‏
عمدت الدكتورة بشرى إلى دراسة كتاب ( تحفة الزائر) بقلم ابن الامير عبد القادر )محمد( وذكرت أن أهمية هذا الكتاب تأتي من أن المؤلف هو ابن الامير عبد القادر وكذلك أهميته تأتي فيما يتعلق بجهاد الامير في الجزائر ولأن المؤلف ذكر تاريخ حياة والده وسرد رسائله وأحداثاً هامة مرّ بها عبد القادر و بالرغم من هذا كله نوهت الدكتورة بشرى إلى أن المؤلف وقع في مغالطات عديدة نتيجة لعدم وجود ركيزة علمية في طريقة طرحه للأحداث والقضايا وإحدى هذه المغالطات حول تعليمات من الامير عبد القادر بشأن عدم تعليم المرأة كي لا تقوم بإرسال رسائل غرامية لمن تحب.‏
ثم سردت الدكتورة بشرى قصة حياة الامير عبد القادر فأشارت إلى أن الامير عبد القادر ولد عام 1808 م في الجزائر وقاد مقاومة باسلة ضد الاستعمار الفرنسي قرابة سبعة عشر عاماً وأسس قواعد الدولة الجزائرية الحديثة ,وذكرت كيف اضطر الامير عبد القادر للسفر إلى المغرب ومنها نفي إلى فرنسا ثم أراد المجيء إلى دمشق حيث توفي عام 1883م

محب بلاده
2012-02-07, 11:09
بعض الصور النادرة للامير عبد القادر

http://img142.imageshack.us/img142/6979/lacitdelemirabdelkaderou3.jpg
تمثال الامير بولاية معسكر

http://img142.imageshack.us/img142/2107/amirabdkader14va2.jpg


http://img411.imageshack.us/img411/3164/amirabdkader11wf5.jpg




http://img519.imageshack.us/img519/346/amirabdkaderat5.jpg



http://img221.imageshack.us/img221/9290/amirabdkader4tl7.jpg

http://img60.imageshack.us/img60/9375/amirabdkader5ej8.gif
http://img60.imageshack.us/img60/3484/amirabdkader10fw9.jpg

محب بلاده
2012-02-07, 11:09
بقلم
حفيدة الأمير عبد القادر

http://l.yimg.com/qn/forum/customavatars/avatar97898_9.gif
بديعة الحسني الجزائري
ملاحظات حول مخطوط سمي مذكرات للأمير عبد القادر الملاحظة الأولى هي: مصدر المذكرات وهو فرنسي السيد جاك شوفالييه:
ذكر الدكتور أبو القاسم سعد الله حفظه الله في تقديمه لهذا المخطوط الذي سمي مذكرات الأمير عبد القادر أن أحد أفراد عائلة السيد جاك شوفالييه قد عثر على هذا المخطوط بالمصادفة، أثناء بحثه عن بعض الخشب في القبو للتدفئة، ولما اطلع عليه تأكد من أهميته التاريخية البالغة للوطن، فاتصل فوراً بوزير المجاهدين وسلمه المخطوط، وقد قام الوزير بتسليمه إلى السيد مدير المكتبة الوطنية في حفل رسمي، ويذكر الدكتور أنه اطلع على هذا المخطوط وأنه وجده من غير عنوان ومنسوب إلى مصطفى بن التهامي وأن هنري تيسيه هو من أطلعه عليه وكان على علاقة قرابة مع عائلة شوفالييه التي وحدت المخطوط.
أما قصة المخطوط فهي تعود إلى عام 1848 أي قبل ما يقرب من قرن وسبعة عشر عاماً من كتابة هذا المخطوط الذي يفترض أن كتابته كانت أثناء سجن الأمير عبد القادر عام 1848 تقريباً، وهذا الجزء يشكل جاذبية كبيرة وأيضاً تساؤلات أكبر وملاحظات.
الملاحظة الثانية: هل بقي هذا المخطوط طيلة هذه المدة بين الأخشاب؟ إلى أن وجده أحد عائلة شوفاليه السيد جاك، وهذا كان رئيس بلدية مدينة الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر.
وقد اطلع السيد حبر الكنيسة الكاردينال تيسييه عليها قبل أن تقدم هدية إلى وزارة المجاهدين التي أهدتها بدورها إلى المكتبة الوطنية في الجزائر بحفل رسمي.
إذاً كما نشاهد أن هذا المخطوط قدم من مصدر فرنسي وهو حدث على درجة كبيرة من الأهمية، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عند المحققين.
الملاحظة الثالثة: كما ذكر الدكتور سعد الله حفظه الله في تقديمه فقال أن العمل في هذا المخطوط هو عمل إنشائي تاريخي بعيداً عن حياة الأمير عبد القادر ومرتبطاً بتاريخ الإسلام العام، والمعارف الحضارية التي قد تكون مقحمة إقحاماً أي أُدخلت على الموضوع ولا علاقة لها بسؤال أو طلب القبطان وملاحظات الدكتور جديرة بالاهتمام وهي:
أولاً- المصدر هو فرنسي
ثانياً- المكان الذي وجد فيه المخطوط.
ثالثاً- المدة الزمنية
رابعاً- المضمون الذي خرج عن موضوع السؤال أو الطلب
خامساً- الأمور التي احتوت عليها دراسة هذا المخطوط، وكلها أمور على درجة عالية من الأهمية لدينا لأنها بنيت على أساس مشكوك فيه وهو نسبة هذا المخطوط إلى الأمير عبد القادر الأساس الذي بنيت عليه الدراسة.
والمستهجن على الأقل من قبل القراء أن يقدم هذا المخطوط على أنه مذكرات للأمير عبد القادر وصهره التهامي أو أنه بعلمه.
في المقدمة التي كتبها السيد محمد الصغير بناني للمخطوط يبدو أنه كان على ثقة بأن هذا المخطوط يعود إلى الأمير، وكذلك التقسيمات التي فيه والتصاريح والتلميحات وجميع المعلومات التي وردت فيه واعتبارها حقيقية ولكن لم يغب عن ذهنه إمكانية التزوير فقال في الصفحة التاسعة عشر أنهم وجدوا بعض أجزاء من المخطوط مشوهة بالأخطاء اللغوية ويشيع فيها التحريف ولكنهم وصفوه بالسهو، رغبةً منهم بالتخفيف من الشكوك ولكن إمكانية الدس من أيادي أجنبية التي ترى من مصالحها الفرنسية التزوير والتضليل بالأمير لما توصلت إليه من وسائل في التقنيات الجاسوسة والتدليس والكذب، وعلى الرغم من ذلك لا يذكرون تشكيكهم صراحةً في هذا المخطوط مما يغلِّب ثقتهم على الشك. ولكن هذه الثقة التي يلمسها القارئ في هذه المقدمات لهذا الكتاب الذي يسمى مذكرات الأمير عبد القادر واعتباره من قبل المسؤولين والمؤرخين في بلادنا وثيقة هامة يحتفل بها ويحتفظ بها أيضاً في الأرشيف لدراسة فكر الأمير عبد القادر وتاريخ جهاده من خلالها.
ولا أدري هنا لماذا تميل بنا ثقافتنا نحو كل ما يقدم لنا من محتلي بلادنا سابقاً؟
حتى تاريخ وأفكار رموز أمتنا ونظل نراوح ضمن القيود التي وضعوها لنا والتي تحدد خطانا؟
ونتغافل عن المجال الفسيح أمامنا من التحليل والقياس ومجال التفكير الواسع بالتفتيش عن المصدر والأسباب ربما نجد من هذه الأسباب إدراك العدو سابقاً الذي كتب هذا المخطوط، الشعبية الكبيرة في الجزائر لهذا المجاهد الكبير وقوة تأثيره على الشعب وبصورة خاصة ركزوا على فكره. هذا أولاً.
ثانياً: إدراكهم أيضاً أن هذا الفكر يجب أن يشوه بشتى الطرق والأساليب، وكذلك تاريخ هذا القائد القدوة بالعمل على إزالة هيبته والتشكيك بأفكاره وأقواله لدى الشعب والعمل على القيام بمذبحة معنوية لكل أفكاره وهدم تلك الهيبة وتحويلها إلى القدوة التي يريدون نشرها بين الشعب الجزائري وبقية الأمم، وبعملية غسل دماغ فنية لشباب أمتنا ومفكريها فيجعلون الأمير في هذا المخطوط يصادق في سجنه حارسه الفرنسي القبطان صاحب الطلب ويذكرون في هذا المخطوط على لسان الأمير ما يريدون منه قوله وأول ما يرغبون فيه هو المديح له والثناء عليه كدولة فرنسية وشعب ووصفه لهم بأنهم «بيت ملك قديم» وأهل وفاء وكرم.... الخ، من كلمات المديح ثم الاعتراف منه بفضلهم عليه، ثم يجعلونه يصادق حراس سجنه الفرنسيين لدرجة يتجرأ أحدهم ليطلب منه كتابة سيرة حياته الذاتية ويقدمها له وأخيراً رماها هذا القبطان السجان بين الأخشاب ليجدها بعد قرن ونيف من الزمن جاك شوفالييه عن طريق المصادفة.
وإذا تركنا كل هذه الأمور جانباً التي تجرح هذا المخطوط ألا يحق للقارئ السؤال عن اللغة التي يتحدث بها الأمير مع رفاقه السجانين ويتفاهم معهم وهو لا يتقن الفرنسية وأيضاً لا يتكلم باللهجات العامية لأن ثقافته لم تكن على مستوى القرية ولكنها كانت على مستوى عال والدليل قصائده الشعرية وثقافته ثقافة جامعات ومعاهد في وهران وفاس، ومعهد القيطنة ليس زاوية في قرية لأن القيطنة كانت مزرعة لأجداده والقرية تخططها الدول ولا يخططها الأفراد.
وذكر المحققون من المفكرين الجزائريين أن الأمير كتب بهذه اللغة الركيكة ليجعل حراسه يفهمونها.
فهل يمكن أو من المعقول أن يخفض الأمير من لغته العربية التي يكتب بها قصائده الشعرية ويتكلم بها إلى مستويات هابطة ويجعلها بهذه الركاكة ليسيء إليها- أي إلى لغته- من أجل أن يفهمها حراس سجنه القبطان الفرنسي إن كان هو أو صهره التهامي الذي كان أيضاً شاعراً وأديباً.
كما يبدو لقد أرادوا من الأمير الاعتراف بأنه أوقف المقاومة وهذه نقطة علينا الوقوف عندها، لأنهم جعلوا هذا المجاهد يكررها عدداً من المرات لأنه عندهم هو الموضوع الأساسي الذي كانوا يحلمون به وهو «وقف المقاومة» وجعل الأمير وعلى لسانه القول في الصفحة 196 من المخطوط «وأصبحت الكوازيط منشورة بكل ضاحية من ضواحي مملكته» (مملكة فرنسا) وهنا أرادوا منه الاعتراف بأن الجزائر أصبحت مملكة لفرنسا وليست أرض محتلة وجعلوه يقول في هذا المخطوط بأن فرنسا أرسلت له هدايا بواسطة الدوق دومال منها ملابس نفيسة من كل نوع ومعها أنواع الطيب وأواني فضية للشراب وساعة ذات قيمة وجعلوا الأمير يقول في المخطوط أنه فرح بهذه الهدايا ويصفونه كأنه طفل صغير وجعلوه يقول بأنهم طلبوا عدم إلباس هذه الكسوة إلى حين السفر ليعلموا الناس كرم الفرنسيين وخصالهم الحميدة وأفعالهم الفاخرة بالفخر والافتخار.
وهنا مما يلفت النظر نظر القارئ الذي يعرف من هو الأمير عبد القادر لا يصدق ما جاء في هذه الصفحات وربما يعتقد (القارئ) أن من كان حاضراً أو من قدم هذه الهدايا من الفرنسيين، فشعر بالغضب، وربما الإهانة لعدم قبول الأمير هذه الهدايا لأن الأمير لم يكن بحاجة إلى ملابس ولا إلى طيب ولا إلى أواني فضية التي يحرم على المسلم استعمالها للشراب فكتب هذه الصفحة أو هذا السيناريو ليشفي غليله، وجعل الأمير جلّ تفكيره محصوراً بتعظيم فرنسا وكيل المديح لها لدرجة وكأنه ينتمي إليها وحريص على سمعتها ومصالحها، وهذه كلها رسائل موجهة إلى الشعب الجزائري وربما وأيضاً إلى الشعوب العربية.
وجعلوه في هذه الصفحات ينسى أنه عربي مسلم ينسى إلى أنه ينتمي إلى شعب أبي كريم، وينسى أن بلاده مازالت محتلة من هؤلاء الذي يكيل لهم المديح ولا يذكر كلمة وينسى أنه مسلم، والآيات القرآنية التي أمر الله بها المسلم للهجرة في مثل ظروفه ولا يذكر سوى أنه يريد الذهاب إلى عكا أو مكة أو المدينة للحج وينسى قول الله تعالى: «ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً». (سورة البقرة الآية 100)
وكأنه لا يعرف قيمة الهجرة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أسوة حسنة فهاجر حينما اشتد عليه الحصار وأحاطت به المخاطر من بني قومه هاجر إلى المدينة، وهذه الهجرة شعر الأمير أنها باتت واجبة عليه في تلك الظروف وفي تلك الليلة الظلماء ولم يكن رأيه وحده في ذلك وإنما مجلس الشورى بجميع أعضائه وجدوا أن الهجرة وجبت عليهم.
ويلاحظ القارئ بعد هذا السرد عن لسان الأمير لخروجه من الجزائر ووصوله إلى مدينة طولون صفحات جعلوه فيها يصف المغاربة باللئام وجعلوه يكيل لهم كل ما هو مسيء بأسلوب التعميم وكأنه هو ليس من هذا الشعب العربي الواحد ولا يترك كلمة مديح في لغتنا العربية ومفرداتها الواسعة إلا واستعملها لمدح الفرنسيين إلا وذكرها هذا الكاتب من الصفحة /192/ إلى الصفحة /196/ وبعدها من غير مقدمات يقفز الكاتب إلى أعمال أهل السنة في التاريخ والتاريخ الإسلامي إلى جانب خصال الروم وأن الجنس الفرنسي فاق جميع الأجناس والأمم وكأن الأمير لم يكن يوماً مقاوماً لهؤلاء المحتلين لبلاده وأيضاً لم يعانِ يوماً مرارة ووحشية اعتداءاتهم على أبناء وطنه وينسى حادثة وضع تلك الأعشاب اليابسة في مدخل الغار الذي احتم فيه أبناء وطنه من أطفال ونساء حوامل وشيوخ لا يقدرون على المقاومة وأشعلوا النار فيها إلى أن مات كل من في الغار اختناقاً أو احتراقاً ولم يرَ آذان رجاله من الشهداء مقطوعة وممثل فيهم من قبل هؤلاء أو أبنائهم أو أجدادهم ويجعلوه يصفهم في هذه الصفحات بأنهم كرام وأفضل جنس من الأجناس البشرية، ولم يعانِ من غدرهم مدة سبعة عشر عاماً من مقاومة احتلالهم لبلده.
وبكل بساطة يجعلونه ينسى وكأنه أصيب بمرض نسيان الذاكرة وهو الرجل الذي عرف بالشجاعة الفائقة ورباطة الجأش وبالتقى والصلاح والبعد عن النفاق، الرجل الذي عُرف بالاتزان والحكمة بعبقرية العسكرية التي شاهد بها أعدائه الرجل الذي قبل تحمل مسؤولية الحكم وقيادة المقاومة، الرجل الذي أسس دولة، دولة مؤسسات، وجيشاً نظامياً وقف في وجههم وقوف الند إلى الند وكبدهم الخسائر الفادحة وتسببت مقاومته لهم بتغيير عدد كبير من جنرالاتهم الذين هزمهم في مواقع كثيرة ومعارك لا تحصى.
وملاحظة أخيرة عن هذا الموضوع:
أنه بالإضافة إلى هذا السيناريو- سيناريو الأمير من الجزائر- الذين كتبوه كما يريدون لأسباب سياسية ذكروا فيه أحداثاً وتواريخ ليجعلوه وليضعوا فيه شيئاً من المصداقية وذكروا فيه تواريخ، من الجاهلية إلى الإسلام وتاريخ العرب ومؤلفات فقهية وسير الأنبياء ومواضيع من أبي هريرة رضي الله عنه إلى ابن خلدون وابن هشام وابن عساكر والبخاري ومسلم وعدد كبير من أمثالهم يعني خلطة عجيبة من تواريخ الأقدمين وهذه كل هذه المعلومات ممكنة لأي باحث وطالب معرفة أن يجدها في مكتبات بلاده العامرة بهذه الكتب والمخطوطات.
وهنا سؤال ما الفائدة من هذا المخطوط لأبناء وطننا وبناة المستقبل من شباب أمتنا؟ مع العلم كما شاهدنا أن الأمير لم يخط بخطه ولو سطراً واحداً بهذا المخطوط الذي خطط لغايات سياسية استعمارية واضحة المعالم وما وجد فيه من تواريخ الأمم والتاريخ الإسلامي يجده أي كان في المكتبات وكتب السيرة النبوية وتاريخ الأمم الغابرة تملأ المكتبات، فهل المكتبة الوطنية في بلادنا بحاجة إلى مثل هذا المخطوط المفبرك يزيد من قيمة محتوياتها وربما له فائدة إذا لم ينسب إلى الأمير عبد القادر ويصدر منه نسخ تملأ البلاد شرقاً وغرباً ويرسل منه نسخاً إلى معارض الكتاب في البلاد العربية تحت اسم مذكرات «الأمير عبد القادر».
والملاحظ في هذا المخطوط أيضاً أنهم وضعوا للأمير ثلاثة أنساب:
واحد للحسن وواحد للشيخ عبد القادر الجيلاني، وواحد إلى الحسين بن علي ويجعلونه يتهم الشيخ عبد القادر الجيلاني بالتكبر والغرور، وهل هنالك غرور أكثر من أن يقول إنسانه أن قدمه فوق رقبة غيره «عن لسان عبد القادر الجيلاني أن قدمه فوق رقبة الأولياء». وأهم أمر هو وقفه للمقاومة وكأن الأمير لا يعرف أن المقاومة هي جهاد وأمر من رب العالمين فرض عين لا يستطيع أحد إيقافه مادام هناك محتل أجنبي على أرض الوطن والدليل أن المقاومة لم تتوقف بخروج الأمير من الجزائر مهاجراً وبعد اختطافه وسجنه اشتعلت ثورة الزعاطشة بقيادة الشيخ بومزيان وولده عام 1949 وثورة لالا فاطمة الادريسية، بمناطق جرجرة التي أوقعت بالقوات المحتلة خسائر فادحة وتابعت مقاومة الأمير عبد القادر وأيضاً مقاومة لأولاد الشيخ التي دامت لسنوات وثورة سي أحمد حمزة وثورة الأمير محي الدين بن الأمير عبد القادر عام 1871 وثورة المقراني وبعدها الحداد، ثم بوعمامه بن العربي، وهذا على سبيل المثال لا الحصر وهو دليل على أن الأمير لم يوقف المقاومة وإنما أوقف حرب دفاعية ضد أبناء وطنه الذين بدأوه بالقتال بأنه اعتبرها مهزلة ليس فيها شهداء لأنها كانت بين الأخوة في الدين، وهذا دليل أن المقاومة لا تتوقف إذا ذهب القائد أو استشهد فآلاف غيره سيقودونها.

حفيدة الأمير عبد القادر


بديعة الحسني الجزائري

محب بلاده
2012-02-07, 11:10
الأمير عبد القادر سبق اتفاقيات جنيف بخصوص حقوق الإنسان
قال رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إن الأمير عبد القادر قام ابتداء من سنة 1837، أي قبل اتفاقية جنيف بكثير، بتحديد مفهوم حقوق المستضعفين والمغلوبين والأسرى وجرحى الحرب والسجناء. وأضاف رئيس الجمهورية إن الأمير قام بتقنين هذه الحقوق التي كانت غير معروفة آنذاك.
جاء في رسالة رئيس الجمهورية، التي بعث بها للمشاركين في الملتقى الدولي، الذي نظمه مجلس الأمة أمس، بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الأمير عبد القادر، أن هذا الأخير قام بصياغة مرسوم وطني تناول طرائق الحرب. وهو مرسوم يمنع على جنوده المساس بكرامة الأسرى وبسلامتهم الجسدية. وقد قيد هذا القانون العسكري، حسب رئيس الجمهورية، الذي كان يحظر تعذيب الأسرى من العداء وقتلهم، في ميثاق حظي بدوره بموافقة زعماء العشائر وممثلي هيئات الدولة الجزائرية آنذاك.
وجاء في كلمة رئيس الجمهورية كذلك أن هذه الاتفاقية كانت سباقة لاتفاقية جنيف التي تم تبنيها سنة .1864 ومن جهته تحدث رئيس المجلس الدستوري الدكتور بوعلام بسايح عن الأمير عبد القادر في دمشق، وتطرق لواقعة إقدامه على تخليص ألف ومائتي مسيحي من الموت بسبب الصراعات الطائفية التي وقعت بين المسلمين والمسيحيين سنة .1860 وتحدث الدكتور بسايح عن تفاصيل هذه الواقعة التي وضعت الأمير في مصاف الشخصيات العالمية، إذ تلقى الأوسمة والنياشين من كل دول العالم تقريبا. وتحدث بسايح عن شجاعة الأمير في الدفاع عن أفكاره، وكيف وصل به الأمر للمخاطرة بحياته وبحياة الجالية الجزائرية في دمشق، ورد على المسلمين الذين اتهموه بمساعدة الكفرة، هو الذي خاض حربا ضد المسيحيين في الجزائر، كما يلي ''لم أحارب المسيحيين، بل حاربت من يدعون أنهم مسيحيين''. ووصل الأمر بالأمير عبد القادر، حسب ما ورد في محاضرة رئيس المجلس الدستوري أنه قال ''سنحارب من أجل قضية مقدسة مثل تلك التي حاربنا من أجلها بالأمس''. وكان يقول إنه يسعى لتخليص المسيحيين عملا بتعاليم الدين الإسلامي. وقال الدكتور بسايح إن الأمر وصل بالأمير إلى انه دفع مبلغا من ماله الخاص لكل من يخلص مسيحيا من الموت.
وتحدث بسايح في الأخير عن المغزى من هذه الواقعة، وتساءل قائلا ''ماذا كان سيحدث لو لم يقدم الأمير على تخليص المسيحيين من الموت في دمشق؟''، ورد قائلا ''كان ذلك سيؤدي إلى حرب صليبية ثانية يدفع العالم العربي والإسلامي ثمنها غاليا''. ولدى تناوله الكلمة، دعا إدريس الجزائري الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة إلى إحياء تراث الأمير عبد القادر، في ما يتعلق بالدفاع عن حقوق المظلومين، بغرض مواجهة الأفكار المدمرة التي راجت في العالم اليوم بسبب فكرة صدام الحضارات. ويعتقد ادريس الجزائري أن ''إنتاج الأمير الفكري يقدم إجابات شافية للتحديات الراهنة''. وهي نفس الفكرة التي طرحها الدكتور كلوفيس مقصود، الذي تحدث في محاضرته عن واقع الوعي القومي العربي وحالة التشرذم التي تعاني منها الأمة العربية.
وقال مقصود ''علينا أن نقوم بتحرير اليهود من لا إنسانية الصهيونية''. مضيفا ''علينا أن لا نلغي العدو، بل أن نخلصه من عنصريته''. ورفض مجابهة العدو بواسطة الانتقام، وبثقافة الكراهية التي تعني الموت، مفضلا الغضب الذي يعني حسبه ''استدراج من نغضب عليه للحوار، وتحريره من العوامل التي أدت به إلى أنه يملي علينا''. وبحسب اعتقاد الدكتور مقصود، فإن ارث الأمير عبد القادر بإمكانه أن يعيد للأمة العربية وحدتها، ويقضي على الصراعات الطائفية التي نشهدها حاليا في ظل وضع عربي مفكك يعيش على وقع غياب التواصل بين الأجيال. الأمر الذي خلق وضعا غابت عنه المناعة القومية، وحلت محلها واقعية جديدة عبارة عن مصيدة لتقرير مصير العرب.
بلدة أمريكية تحمل اسم الأمير عبد القادر

http://forum.maktoob.com/getImageCache.aspx?type=P&id=154032





تعد بلدة القادر في الوسط الغربي الأمريكي بولاية "ايوا " الموقع الأمريكي الوحيد الذي يحمل اليوم اسم شخصية عربية مسلمة ما يجعل لهذا الاسم دلالات تاريخية وسياسية كبيرة.خاصة في الوقت الذي يتعرض فيه الإسلام والمسلمون لحملة عداء
وقالت قناة الجزيرة في تقرير لها : إن بلدة القادر kader صغيرة حيث لا يتجاوز تعداد سكانها 1400 نسمة، وقد سماها المحامي الأمريكي تيم ديفيس على اسم الأمير عبد القادر الجزائري عام 1840 تكريماً لمقاومته للاستعمار الفرنسي للجزائر آنذاك.
وقالت بيتي بوكهولز مديرة متحف البلدة: إن المتحف وأهل البلدة يحفظان ذاكرة الأمير ووقوفه أمام الجيوش الفرنسية في نهاية نضاله كمقاوم في الجزائر وكرمز للتسامح أثناء إقامته في سورية.
وأضافت بوكهولز: إن الأمير عبد القادر قاتل من أجل الحرية واستقلال بلاده وشعبه، ولهذا استحق الإعجاب وإيمان الناس به في هذه البلدة
http://www.radioalgerie.net/images/06/abdelkader310.jpg

محب بلاده
2012-02-07, 11:10
قصيدة رائعة للعالم الشاعر الأمير عبد القادر

يعتبر الأمير إضافة لكونه مجاهدا، عالما وشاعرا أديبا له الدواوين والكتب التالية:


ألف كتاب (المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد) و(ذكرى الغافلوتنبيه الجاهل) وكانت له قدم راسخة في الشعر، جمع شعره في ديوانه (نزهة الخاطر) ونشر زكريا عبد الرحمن صيام (ديوان الأمير عبد القادر الجزائري) سنة 1978 .



القصيدة :



لنا في كل مكرمة مجال – عبد القادرالجزائري



لنا في كل مكرمـة مجـال ......... ومن فوق السماك لنا رجالُ



ركبنا للمكـارم كـل هـول ..............وخضنا أبحراً ولها زجـال



إذا عنها توانى الغير عجـزاً ...... فنحن الراحلون لها العجـال



سوانا ليس بالمقصـود لمـا ........ ينادي المستغيث ألا تعالـوا



ولفظُ الناسِ ليس له مسمّـى ......... سوانا والمنـى منّـا ينـال



لنا الفخر العميم بكل عصـرٍ .......... ومصر هل بهذا مـا يقـال



رفعنا ثوبنا عن كـل لـؤمٍ ............ وأقوالـي تصدّقهـا الفعـال



ولو ندري بماء المزن يزري ..... لكان لنا على الظمإ احتمـال



ذُرا ذا المجد حقا قد تعالـت .......... وصدقا قد تطاول لا يطـال



فلا جزعٌ ولا هلـعٌ مشيـنٌ .......... ومنّا الغدرُ أو كذبٌ محـال



ونحلم إن جنى السفهاء يوماً ...... ومن قبل السؤال لنـا نـوال



ورثنا سؤددا للعـرب يبقـى ........ وما تبقى السماء ولا الجبال



فبالجدّ القديم علـت قريـش ............ ومنا فوق ذا طابـت فعـال



وكان لنا دوام الدهـر ذكـرٌ ............ بذا نطق الكتاب ولا يـزال



ومنّا لم يزل في كل عصـرٍ .............. رجالٌ للرجال هـمُ الرجـال

لقد شادوا المؤسّس من قديـم ...... بهم ترقى المكارموالخصال



لهم هممٌ سمت فـوقَ الثريـا ............ حماة الدين دأبهـم النضـال

لهم لسنُ العلوم لها احتجـاج .......... وبيضٌ ما يثّلمهـاالنـزال



سلوا تخبركم عنـا فرنسـا .......... ويصدق إن حكت منها المقال

فكم لي فيهم من يوم حـربٍ ........... به افتخر الزمان ولايـزال

محب بلاده
2012-02-07, 11:11
رسالة الأمير الى الوزير بيرنار


الحمد لله و حده

وصلى الله و سلم على من لا نبي بعده

(ختم الأمير)

من أمير المؤمنين السيد الحاج عبد القادر بن محيي الدين أيده الله بمنه آمين،الى وزيز القرة برنار،السلام على من اتبع الحق و الرحمة و البركة و بعد

فان وزيرنا السيد المولود بن عراش ورد علينا بالسلامة و العافية و شكر صنيعكم و احسانكم معه و فرحكم به فسرنا ذلك غاية السرور،غير أن مارشال الجزائر بعث لنا في هاته الأيام على أن يجعل الطريق بين الجزائر و قسنطينة و ذلك ينافي شروطنا الأولى التي وقعت بتافنه على يد وكيلكم بيجو و ما جعلنا الصلح الا بعد احضار علماء الوطن و مشايخه و مشاورتهم في ذلك فرضوا بما في ذلك و لم نجعله وحدى.

ولما ورد علينا هذا الأمر جمعناهم مرة أخرى الآن و شاورناهم فلم يرضوا بذلك ،وان كنت تحب الصحبة و الألفة و الصلح معكم ،فلم يمنني مخالفتهم لموافقة شرعنا لمرادهم و لا يخفى عليكم حال الرعية اذا أرادو لا يمكنني مخالفتهم،و أيضا الوكيل بيجو كنا قد اتفقنا معه على بعض المسائل فلم يوف بها.

من ذلك اننا اشترطنا عليه أن ينقل من الدوائر نحو الخمس عشر المشتغلين بالفساد بيننا و بينكم من محل بعيد فلم يفعل بعد ،و قد التزم بذلك وكتب لنا ذلك لنا بخط يده،و ان الدوائر الباقية بجهة وهران لا ينزلون الا بأرض الحفرة فلم يوف بذلكو من أراد منهم الانتقال الينا فلا يتعرض اليه أحد.

و شرطنا عليه شراء ألف قنطار بارود و ثلاثة آلاف بندقية يدفعها لنا في ثلاثة أشهر فلم يدفع لنا شيئا قليلا،و ان بلغك انا لم نف بالحب و البقر فاعلم اننا دفعناه و لم يبق الا القليل نحو الخمس.و لما لم يقع الوفاء بالشروط من جهتكم طلب منا أهل الوطن تأخير الباقي الى الوفاء بالشروط من جهتكم.ومن الشروط الا يتعرض أحد لمن أراد الانتقال الينا من الجزائر ووهران فاذا بالتعرض وقع حتى ان بعض الناس نحو المائتين هربوا و تركوا نساءهم و أولادهم و مالهم و لما رأى العرب عدم الوفاء بالشروط القديمة قالوا كيف نتكلم على الشروط الجديدة.

هذا ما عندنا أخبرناكم به،كتب في 19 ذو الحجة عام (...تاريخ غير مذكور...)

محب بلاده
2012-02-07, 11:12
ابيات شعرية جميلة و المميزة كتبها الامير عبد القادر الجزائري يحكي فيها عن حياة البدو البسيطة الخالية ازداحم المدنية


يا عاذر لامرئ قد هام في الحضر *** و عاذلا لمحب البدو و الفقر
لا تذممن بيوتا خف محملها *** و تمدحن بيوت الطين و الحجر

لو كنت تعلم ما في البدو تعذرني *** لكن جهلت و كم من الجهل من ضرر

أو كنت أصبحت في الصحراء مرتقي *** بساط رمل به الحصباء كالدرر

أو جلت في روضة قد راق منظرها *** بكل لون جميل شيق عطر

رأيت في كل وجه من بسائطها *** سربا من الوحش يرعى أطيب الشجر

فيا لها من وقفة لم تبق من حزن *** في قلب مضنى و لا كدا لذي ضجر

قال الالى قد مضوا قولا يصدقه *** نقل و عقل و ما للحق من غيره

الحسن يظهر في بيتين رونقه *** بيت من الشعر أو بيت من الشعر

ما في البداوة من عيب تذم به *** إلا المروءة و الإحسان بالبدر

و صحة الجسم فيها غير خافية *** و العيب و الداء مقصور على الحضر

من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدى *** فنحن أطول خلق الله في العمر
الامير عبد القادر الجزائري

محب بلاده
2012-02-07, 11:12
الأمير عبد القادر
من خلال مخطوط نادر
عبد المنعم القاسمي الحسني


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبيينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


مداخلة خاصة بالملتقى الدولي الخاص بالأمير عبد القادر بالحامة الجزائر العاصمة مايو 2005.

إعداد الأستاذ عبد المنعم القاسمي الحسني, أستاذ بجامعة ورقلة, مكلف بالإعلام والاتصال بنفس الجامعة.
يتضمن نص المداخلة ما يلي:...




تمهيد،
التعريف بصاحب المخطوط,
التعريف بالمخطوط,
أهميته,
النص,
أهم النقاط التي جاءت فيه,
خاتمة.

تمهيد:

إن الكتابة عن الأمير عبد القادر وتاريخه أمر مدهش وصعب في نفس الآن, أن نقول كلمة تستوفيه حقه أمر مستحيل, وإلى الآن وبالرغم من ظهور مئات الدراسات والكتابات التاريخية التي تناولت جوانب متعددة من حياته المليئة بالبطولات والمواقف الإنسانية الخالدة, لم نجد من قال الكلمة الفصل في تاريخ هذا الرجل العظيم عظمة هذا البلد, الصامد صمود هذا البلد الوفي وفاء هذا البلد.

تاريخ الأمير عبد القادر تاريخ عظيم مشرف وهي حقيقة لا يستطيع إنكارها إلا جاحد مكابر, عطرت سيرته تاريخ هذا البلد المليء بالبطولات والأمجاد, ولا يحتاج منا إلى تشريف أو تكريم.

الناظر والمتفحص في تاريخ الأمير عبد القادر, يخرج بحقيقة واحدة هي إيمانه بالإنسان وما يمكن أن يقدمه للإنسانية، تاريخ غني ثري يحتاج إلى سنوات جهد طويل للكشف عن كل حقائقه وخباياه, فها نحن إلى يوم الناس هذا لا نزال نكتشف كل يوم حقيقة أخرى وفكرة أخرى كنا نجهلها.
إنني بمداخلتي البسيطة هذه أحاول أن ألفت الانتباه إلى مسألة تكتسي أهمية كبرى في تاريخنا المعاصر, وذلك من خلال تاريخ الأمير عبد القادر نفسه, وهي أن كتابة تاريخنا المعاصر تعتمد في مجملها على المصادر والبحوث والدراسات الأجنبية, وقلما ونادرا ما نجد مصدرا عربيا تناول بالحديث الفترة التي نتكلم عنها( [1]), فتاريخ عبد القادر أخذنا معظمه من مصادر أجنبية, وهي حقيقة يجب أن نقبلها ونعمل على عدم الإبقاء عليها, فقد ولى الزمن الذي كنا نعتمد فيه على الغير في كتابة تاريخنا, ورجعت السيادة إلى أصحابها الحقيقيين, ولهذا قد لا أكون مبالغا إذا قلت إننا اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالبحث الجاد والعلمي والمسئول عن تاريخنا بأنفسنا نحن, وبأقلامنا نحن, إذ مهما كانت قدرة هذا الأجنبي فلن يستطيع فهم الحقائق كما يفهمها أصحاب الشأن الحقيقيين.

يقول الأستاذ أسد رستم في كتابه مصطلح التاريخ: " إذا ضاعت الأصول ضاع التاريخ معها, هذه قاعدة عامة لا موضع للجدال فيها, وذلك أن التاريخ لا يقوم إلا على الآثار التي خلفتها عقول السلف أو بأيديهم, فإذا سطت محن الدهر أو عوادي الزمن على بعض هذه الآثار وأزالت معالمها فقدها التاريخ, وكانت كأنها لم توجد, وبفقدها يجهل تاريخ عصرها ورجالها, أما إذا بقيت وحفظت فقد حفظ التاريخ فيها"( [2]).

ومن هنا أيضا تتجلى لنا أهمية هذه المداخلة والتي تحمل عنوان: الأمير عبد القادر من خلال مخطوط نادر.

وهو مخطوط ((ذخيرة الأواخر والأول في ما ينتظم من أخبار الدول)), للمؤرخ والفقيه الجزائري أبو حامد العربي المشرفي الغريسي دفين فاس, المتوفى سنة 1893م.

وقبل المضي في تحليل هذا النص الذي أخذناه من الباب المتعلق بتاريخ الجزائر, يحسن بنا أن نعرف بالمؤلف ثم بالكتاب.


التعريف بصاحب المخطوط:

أبو حامد العربي بن عبد القادر المشرفي، عالم, فقيه، مؤرخ، لغوي وأديب جزائري، عاش في القرن التاسع عشر، وهو ما يعني بالنسبة للعالم العربي عصر النهضة والصحوة، ويعني بالنسبة للجزائر فترة الاحتلال والاضطهاد، عاصر نهاية الوجود التركي وبداية الوجود الفرنسي وهو بذلك ينتمي إلى ذلك الجيل المخضرم الذي شهد الفترة الأخيرة من الوجود العثماني وبداية الاحتلال الفرنسي، ومن الطبقة المثقفة التي صدمت بوجود المحتل الأجنبي
ينتمي إلى أسرة المشارف المعروفة بالغرب الجزائري, وهي إحدى الأسر العلمية العريقة في الجزائر والتي أدت دورا كبيرا في الحركة العلمية والثقافية ببلادنا نهاية القرن الثامن عشر وطيلة القرن التاسع عشر، وقد برز منها عدد كبير من العلماء والفقهاء، وتولوا مناصب عالية في الدولة، خصوصا القضاء، قال صاحب "القول الأعم": "ولم تتعد الرئاسة فيما علمناه دار الشيخ المشرفي وأولاده، فإنهم الذين كانوا معتبرين عند الأتراك، وكانت لهم ولاية في خطة الشريعة ( القضاء ) أيام الأتراك وأيام ابن عمنا الأمير عبد القادر". ويقول المشرفي: "وكان بها ( غريس ) من علماء المشارف جم غفير ونفير كثير.... منهم بن عبد الله سقط، مصطفى بن الطاهر، والحاج عبد القادر الأحمر والسيد بن عبو بن مصطفى ".

وعبد القادر والده، ليس هو عبد القادر عالم الراشدية المعروف، إذ أن هذا الأخير قد توفي سنة 1192 ه = 1778 م، وهو تاريخ يبعد أن يكون تاريخ ميلاد أبي حامد، ثم أن عبد القادر المشرفي عالم الراشدية هو عبد القادر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن أبي الجلال، وهذا نسب يختلف عن الذي ذكره أبو حامد المشرفي.

ولد بقرية الكرط الواقعة بسهل غريس، ولا نعرف بالضبط تاريخ ميلاده لأن المصادر لا تسعفنا بذلك، إلا أننا نستطيع أن نضع احتمال مولده في بداية القرن التاسع عشر، لأنه قد بلغ مرحلة الرجولة أو الشباب على الأقل عند دخول الاستعمار الفرنسي سنة 1830.

شرع في طلب العلم منذ الصغر على عادة أهل بلده ، فدرس العلوم المعروفة في عصره, فتعلم أولا في مسقط رأسه بمعسكر، وأخذ عن بن عبد الله سقط، الشيخ أحمد بن التهامي والد مصطفى بن التهامي خليفة الأمير عبد القادر، الطيب بن عبد الرحمن, وعن السنوسي بن عبد القادر...وغيرهم من علماء معسكر الراشدية.

انتقل بعدها إلى مستغانم حيث درس على يد كل من: السيد محمد بن صابر، محمد بن عامر البرجي، محمد بن عاشر، عبد القادر بن القندوز، خليل الفرندي( [3]).

ولا تزال حياة المشرفي يسودها نوع من الغموض بالرغم من محاولتنا تكوين صورة واضحة عنه، ولا نملك معلومات كثيرة عنها للأسف الشديد، فلم نجد مصدرا يمدنا بتفاصيل دقيقة عن حياته إلا ما تناثر في مؤلفاته أو كنانيشه، أو بعض المؤلفات التي ردت عليه.

ومع هذا فسنحاول تقديم عرض سريع موجز عن محطات حياته:

شارك في المقاومة في بدايتها مع والده الذي يظهر أنه كان من قادتها الكبار قبل مبايعة الأمير عبد القادر، وقام بإنشاء رباط حول وهران، وجاء في ((طرس الأخبار)): "وضممنا إلينا الإخوان الذين خرجوا من وهران بعد احتلالها وزودناهم بما قدرنا وكسوناهم بما وجدنا، بعد أن تركوا متاعهم ونهب المحاربون بضائعهم"، وفي موضع آخر يقول:" وشاهدنا في تجهيز موتاهم فوران المسك من قبور روضاتهم، وصحبتهم في القتال تزيد لذة الرجال", عند الحديث عن المعارك التي خاضها المواطنون في بداية المقاومة.

هاجر إلى المغرب بعد انتهاء مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري، ويبدو أنه كان قد تجاوز فترة الشباب عند مغادرته أرض الوطن.

عرف باهتمامه بالتاريخ وحبه لرواية الأحداث التاريخية، ويظهر لنا ذلك من خلال سرده للأحداث والوقائع التي مرت بها البلاد، وكتاباته العديدة في مجال التاريخ، والتي تمثل معظم مؤلفاته التي وقفنا على عناوينها، حتى أنه لقب ب"جهينة الأخبار"، ثم أنه قد كان على اتصال بابن خالته محمد الزروالي ، الذي كان مهتما بجمع الأخبار عن الجزائر أثناء فترة الاحتلال.

في مدينة فاس اشتعل بالتعليم، تعليم الصبيان القرآن الكريم، أو معلم من الطبقة الثانية كما يقول هو عن نفسه " وكل هذا إني معدود من حزب الغرباء وإن كنت عندهم من جملة الأدباء وفي الطبقة الثانية من المدرسين". وقد استنتج الدكتور سعد الله من ذلك: " أن مستواه العلمي لم يكن عاليا، إنما كان من الطبقة المتوسطة من المتعلمين"، لكنا نجده يدافع عن نفسه بأن هذا الأمر نتيجة عدم اعتراف بسعة المغاربة علمه، وأنهم كانوا يعتبرونه أجنبيا عنهم، وقد كان دائم الشكوى من معاملة المغاربة له لذا لم يولوه أرفع المناصب العلمية، وهو كلام قد يكون على جانب كبير من الصحة.

زار الجزائر مرتين بعد هجرته وذلك في أثناء طريقه إلى الحج، وكانت الزيارة الأولى سنة 1265 ه = 1849م والثانية سنة 1294 ه = 1877 م، وهو ما ذهب إليه جميع من أرَّخ لحياته مثل" بيريس" و" ابن سودة "، وهو ما يؤكده قوله: "...فقد زرت ضريحه المبارك ( الإمام الثعالبي ) في رمضان عام خمسة وستين في سفري لحجة الضرورة، وزرته زورة أخرى أربع وتسعين ومائتين وألف"( [4]). توفي المشرفي سنة 1313 ه الموافق لسنة 1895م( [5])، بمدينة فاس وبها دفن( [6]).

مؤلفاته:

كتب المشرفي في مجالات متنوعة من أدب وفقه ولغة وتاريخ وتصوف وسيرة وما إليها من العلوم والفنون، وهو ما يعكس اهتماماته المتنوعة وإطلاعه الواسع على مختلف علوم عصره. وترك العديد من المؤلفات، بلغت واحدا وعشرين مصنفا على الأقل.

تحتل مؤلفاته أهمية كبيرة في التاريخ الثقافي للمنطقة، ويمكننا تقسيمها على حسب الموضوعات:

أ التاريخ: على اعتبار أنه اشتهر بالتاريخ أكثر من غيره من العلوم: تاريخ الدولة العلوية، ذخيرة الأواخر والأول، رحلة إلى شمال المغرب، الرحلة الجزائرية، الرحلة العريضة لأداء الفريضة، رحلة القبائل الجبلية، طرس الأخبار بما جرى آخر الأربعين من القرن الثالث عشر للمسلمين مع الكفار في عتو الحاج عبد القادر وأهل دائرته الفجار: وقد ذكره المشرفي ضمن قائمة مؤلفاته التي أوردها في نهاية مخطوطه، وتناول فيه أحوال الجزائر في عهد الأمير عبد القادر، وما جرى من الأحداث والمواقف، ويبدو فيه أنه كان ضد الأمير، ويتبنى وجهة نظر مخالفة لطريقة الأمير، ذكر فيه تولية الأمير، والأعمال التي قام بها.

(ب ) اللغة والأدب: تقاييد على شرح المكودي، ديوان المشرفي، شرح القصيدة الشمقمقية، مشموم عرار النجد والغيطان المعد لاستنشاق الوالي وأنفاس المولى السلطان.

(ج) الردود والكنانيش وغيرها: الآيات الحوادث، أثمد الأبصار فيمن بعهد الله يوفون، أقوال المطاعين في الطعن والطواعين، تقييد في ذم البلديين أهل فاس، الحسام المشرفي لقطع لسان الشاب العجرفي، الدر المكنون في الرد على العلامة جنون، عجيب الذاهب والجائي في فضيحة الغالي اللجائي.

التعريف بالمخطوط:

((ذخيرة الأواخر والأول فيما ينتظم من أخبار الدول)) ألفه الشيخ أبو حامد العربي المشرفي، في التاريخ العام من أيام سيدنا آدم عليه السلام إلى يوم التاريخ 1299 ه= 1881م، يتألف من مقدمة، ستة أبواب وخاتمة، وضعه تلبية لطلب أحد أقاربه وطلبته، أجاب فيه عن السؤال المركزي والمحوري الذي كان يشغل بال الجالية الجزائرية المهاجرة في المغرب والتي لم تكن تعرف شيئا عن أوضاع الجزائر أواخر العهد التركي وبداية الاحتلال الفرنسي، وهي الفترة التي كان المشرفي معاصرا لها، والسؤال هو: ما هي الأوضاع السائدة في تلك الفترة، وماذا كانت معاملة الأتراك للجزائريين وأعمالهم بالجزائر؟ كما سأله أن يضع تاريخا للدولة العلوية التي كان يعيش في كنفها هذه الجالية المهاجرة، على أساس أن المشرفي قد عايش تلك الفترة وله بها علم ومعرفة، وأنه أيضا كان معتنيا بعلم التاريخ وذو دراية به.

جاء رد الشيخ المشرفي كتابا في 660 صفحة من القطع المتوسط، بخط نسخي رفيع، تضمن تاريخ البشرية كلها منذ عهد سيدنا آدم عليه السلام إلى أيامه.

يقول في المقدمة: "فقد ورد عليَّ مكتوب من لا تسعني مخالفته، وتتأكد علي بالقرابة إجابته، أن أضع تقييدا قاصرا على سيرة ملوك الأتراك بالأيالة الجزائرية، وذكر ما شاهدناه أو سمعناه من فعالهم الممدوحة، أو التي على الضد مقدوحة، مما لا يجد المؤرخ عن سبيله مندوحة، وعلى مدة ملكهم، ووفاه جري فلكهم، وأسباب خراب الدولة، بحيث لم تبق لهم في الرعايا جولة.

كما طلب مني ما نعلمه من سيرة ملوك الدولة العلوية ونسبتهم الشريفة النبوية وتاريخ وفاة ملوكهم، ومن انضم في ملك سلوكهم، من غير إهمال للحكايات المتعلقة بقوادهم وقضاتهم، وفي ضمن ذلك ذوو الجاه المستشفعين عند ولاتهم على سبيل الاختصار المقل، وعدم البسط والتطويل الممل، فلبيَّته لما دعاه، وأجبته لمسعاه، وإن كنت لست أهلا لذلك، ولا ممن يسلك أوعر تلك المسالك..."، وفد تضمن الكتاب ستة أبواب هي:

1 الباب الأول: في بدء الخلق وتكوين آدم.
2 الباب الثاني: في أطوار الإنسان من أول خلقته إلى موته.
3 الباب الثالث: في دولة آدم ومدة حياته، وكم بينه وبين كل رسول.
4 الباب الرابع: في الدول التي قبل الإسلام إلى دولة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم.
5 الباب الخامس: في دول الإسلام من دولة نبينا صلى الله عليه و سلم والخلفاء الأعلام إلى الدولة العثمانية، والوجود التركي بالجزائر، ومن لحق عليه المؤلف من ملوك الأتراك في حدود الأربعين من القرن الثالث عشر الهجري (19 الميلادي) وبداية الاحتلال الفرنسي للجزائر.
6 الباب السادس: في الدولة العلوية بالمغرب الأقصى.


أهميته:

ويعتبر كتاب ذخيرة الأواخر من أهم المصادر التي تحدثت عن جزائر ما بعد الاحتلال، ومن المراجع العربية الجزائرية الأساسية للتعرف على الحياة العلمية والثقافية في تلك الفترة، فقد ترجم فيه لعدد كبير من العلماء ( أكثر من عشرين ترجمة )، وعرف بجماعة من العلماء لا نجد فيما بين أيدينا من المصادر ذكرا لهم مثل: أحمد بن البشير المختاري، محمد بن أبي سيف البحيري، الطاهر بن حسن المختاري... وهو مما يضفي على الكتاب أهمية خاصة، إذ حافظ على جزء هام من تاريخنا الثقافي والعلمي، كما تحدث فيه عن أهم القضايا الثقافية التي كانت محل نقاش وجدل: الهجرة، العدل، الرحلات، المسائل الفقهية...

اهتم المشرفي بالأحداث التاريخية التي عايش بعضها وسمع عن بعضها الآخر: ثورة درقاوة، ثورة التيجاني، دخول الاحتلال الفرنسي، مبايعة محي الدين، مقاومة الأمير عبد القادر، مما يضفي على كلامه أهمية خاصة باعتباره شاهد عيان على هذه الأحداث الجسام...الخ.

نقل عن والده وعن علماء الواسطة، نقل عن سابقيه، بناء الجزائر العاصمة، دخول الأتراك... الخ، وسجل لنا انطباعاته وآرائه حول الأوضاع السائدة آنذاك. بكل تحرر وعفوية مطلقة تحسب له، وتترك لنا المجال واسعا للتحليل والتركيب من جديد.

تضمن الكتاب معلومات مهمة تتعلق بمختلف أوجه الحياة مثل: العادات والتقاليد، اللباس، العمران تشييد المدن وبنائها، التجارة، المرافق العامة كالحمامات والفنادق، الزراعة أهم المحاصيل الزراعية...الخ، مما يجد فيها الباحث بغيته، ويسهل عليه مهمته العلمية.

يعبر الكتاب بصدق عن موقف مؤلفه من الأحداث والمواقف التي مرت بها البلاد فهو عند حديثه عن ثورة درقاوة لم يخف إعجابه الكبير بها، وعند حديثه عن ثورة أولاد سيدي الشيخ لم يخف معارضته الشديدة لها، وعند حديثه عن اهتمام الأتراك بالعلماء لم ينكر هذه الحقيقة بالرغم من موقفه المعادي لهم.

اعتمد المؤلف على بعض المؤلفات الجزائرية السابقة عنه مثل: نحلة اللبيب لابن عمار،كتب أبي راس المعسكري، حميدة العمالي، مسلم بن عبد القادر... وغيرهم من العلماء الجزائريين، ونقل من بعضها نصوصا كاملة كما حدث بالنسبة لرحلة ابن عمار.

عبَّر المشرفي عن عصره من حيث طريقة كتابته (إدراج الأمثال والحكم والأبيات الشعرية والقصص)، ومستوى لغته التي جمعت الأسلوب السهل والعبارات الواضحة مع الألفاظ العامية والتعابير الدارجة، واستعماله لكثير من الألفاظ العامية التي عرفت في تلك الفترة، دل على انجرافه مع التيار السائد في تلك الفترة وعدم تمكنه من الخلاص منه، وهي ألفاظ وعبارات كانت باستطاعته الاستغناء عن ادراجها باللغة الأجنبية أو اللهجة العامية، ومع هذا فقد ترك الحرية لقلمه يساير عصره. وهو ما نجده أيضا في كتابات معاصريه كالآغا المزاري، أحمد بن المبارك القسنطيني، العنتري، مسلم بن عبد القادر....

تفاعل المشرفي مع قضايا عصره وإحساسه القوي بما يعانيه قومه من التخلف والانحطاط والتفرق، ودعوته إلى التنظيم والاتحاد والأخذ بالأسباب، يجعله في مقدمة المؤرخين والكتاب الذي أحسوا بمسؤولياتهم تجاه وطنهم وشعبهم، ومن الذين دعوا إلى التحضر والاستعداد والتمسك بالأسباب الرقي لبلوغ القدرة على مواجهة العدو، ولم ينس يوما انتمائه إلى وطنه الأم، كما يعبر عليه في ثنايا كتابه.

المشرفي وثورة الأمير:

كتب المشرفي عن ثورة الأمير كثيرا, وخصها بتأليفين هما:

طرس الأخبار بما جرى آخر الأربعين من القرن الثالث عشر للمسلمين مع الكفار في عتو الحاج عبد القادر وأهل دائرته الفجار: ذكره المشرفي ضمن قائمة مؤلفاته التي أوردها في نهاية المخطوطة، وتناول فيه أحوال الجزائر في عهد الأمير عبد القادر، وما جرى من الأحداث والمواقف، ويبدو فيه أنه كان ضد الأمير، ويتبنى وجهة نظر مخالفة لطريقة الأمير، ذكر فيه تولية الأمير، والأعمال التي قام بها, والمعارك التي دارت بين الجزائريين وجيش الاحتلال الفرنسي قبل تولية الأمير...

توجد منه عدة نسخ واحدة بالمكتبة الوطنية بالحامة مصورة على الميكروفيلم، نسخة أخرى بالمكتبة الملكية بالرباط تقع في 60 ورقة، تحت رقم 1467. ونسخة أخرى بالمكتبة نفسها، مبتورة الوسط، تحت رقم 6533 ( [7]).

عجيب الذاهب والجائي في فضيحة الغالي اللجائي: رد فيه على الغالي بن محمد العمراني الحسني اللجائي، حيث كان يتنطع على الأمير عبد القادر" والمشرفي كان ينتصر له"( [8]) حسب ما ذكر بن سودة. ولم نقف على هذا التأليف لنعرف محتواه بالضبط, لكن الظاهر أنه في الدفاع عن ثورة الأمير, وهو موقف اتخذه المشرفي على ما يبدو بعد هجرته إلى المغرب, إذ أننا نجده قبل ذلك اتخذ موقفا مغايرا, وذلك أثناء وجوده في الجزائر, تحت نير الاحتلال الفرنسي.

وفي هذا المخطوط تحدث عن ثورته باختصار على أساس أنه قد سبق له أن تناول الموضوع في كتب أخرى, وأشار إلى ما كتبه.

ومن هنا نستطيع القول أن موقف المشرفي من ثورة الأمير مر بمرحلتين:

أ المعارضة والدعوة إلى الإصلاح:

وباطلاعنا على طرس الأخبار نجد أن جل انتقاداته للأمير عبد القادر مبنية على عدم الاختيار الحسن للأعوان والحكام الذين ينوبون عنه.
أما في شخصه أو سيرته فلم نجد ما يشير إلى أن الرجل لم يكن يحبذ حكمه, أو يدعو إلى مناهضته, وإن كانت لفظة عتو في حد ذاتها قد تعطي انطباعا عن موقف معارض عنيف, والمعروف عن المشرفي أنه كان رحمه الله سليط اللسان.

بدا عليه التسرع في الأحكام, ووصف الأوضاع التي كان يعانيها الشعب تحت حكم الاحتلال, التفاصيل الدقيقة عن المعارك التي جرت. أسلوب الحجاج واللجاج.

ب التأييد والدفاع:

وهو ما نجده في كتابيه عجيب الذاهب والجائي وذخيرة الأواخر في النص الذي بين أيدينا، وقد بدا الكاتب هادئا ثابتا بلغ من العمر مبلغا سمح له برؤية الأشياء بكل موضوعية ونزاهة ويبدو أنه قد تخلى عن مواقفه السابقة, ويبدو أن العامل الذي حمله على تغيير موقفه من الأمير عبد القادر, هو وضوح الصورة لديه, وأن الحقيقة التي كان عليه أن يدركها هي أن الأمير فعلا كان مجاهدا مدافعا عن دينه وشرفه وشرف بلاده, ولم يكن طالب جاه أو سلطة أو مال.

النص:

خصص الكاتب أكثر من خمس صفحات في باب دولة الأتراك, تناول فيها مقاومة الأمير عبد القادر, ورسم لنا صورة كتابية عنه وقد كان معاصرا له, وشاهدا على وقائع كثيرة حدثت في بداية الاحتلال, إذ كان من الذين شاركوا في المقاومة الشعبية بقيادة الشيخ محي الدين قبل تولي الأمير, وذلك في منطقة وهران, كما يذكر ذلك بنفسه في كتابه الآخر عن المقاومة الجزائرية: (( طرس الأخبار)).

كما يستشف من كلامه أنه لم يشارك في ثورة الأمير عبد القادر, لكنه يعرف عنها الكثير بحكم إقامته بفاس التي كانت ملجأ لكثير من الجزائريين الذين فروا من نير الاحتلال الفرنسي, وهم من المصادر الأساسية التي أخذها عنها معلوماته.

كتب النص في حياة الأمير عبد القادر, وبعد انتهاء المقاومة, ونفيه إلى الشام, 1881م. وينقسم إلى جزئين:

جزء جاء عرضا أثناء الحديث عن المقاومة الشعبية, والتاريخ لها.

والثاني لخص فيه ما ذكره في كتابه عجيب الذاهب والجائي, كما يذكر هو نفسه, وأضاف إليه هجرة الأمير إلى الشام, إذ أن الكتاب الأول قد توقف عند هجرة الأمير إلى بروسة. وقد تعرض المشرفي في هذا النص لمختلف مراحل مقاومة الأمير:

1 مرحلة الانتصارات: "وسل عن تردده في الميدان "بيجو" وأحبار الرهبان، وسل عن تردده في الصفوف أودية "سيك" وشعاب"خروف"، وسل نصارى مستغانم، وكم أخذ لهم من أسارى في الغنائم، وسل ثنية "مُزايا" ..."

2 المرابطة على الحدود: "ودائرة أميرنا الحاج عبد القادر انتقلت إلى نواحي وجدة بخيلها ورجلها، ولم تترك غزوا على عدوها، وكانت تغنم من الروم الغنائم بحيث لا تخلو غزوة من قتلى وأسرى...".

يتبع...

محب بلاده
2012-02-07, 11:14
تابع للمخطوط النادر 2
أهم النقاط الواردة في النص:

ولعل من أهم النقاط التي تناولها المؤرخ, وأضاف لنا فيها الجديد:

1 البيعة:

"فتعلقت أهل العقد والحل بأذيال شيخ الوسيلة سيدي "محي الدين بن المصطفى بن المختار القادري المختاري الحسني"( [9])، واختاروه للإمامة لخوفه من ربه وصلاحه ودينه فلم يجبهم لما طلبوا بعد أن راودوه كثيرا وهو يمتنع حتى هددوه، فأخرج لهم ولده عبد القادر وهو يومئذ صغير وبايعه بخط يده، فتبعه العلماء وأعيان الرعية من الحشم وغيرهم...". وقد حضر البيعة آل المشرفي وقد يكون أبو حامد معهم, سواء في البيعة الخاصة أو البيعة العامة.

2 إشارة إلى بعض معاركه:

تحدث المشرفي عن بعض انتصارات الأمير عبد القادر, وأشار إلى بعض معاركه الحربية التي قادها ضد جيوش الاحتلال وذلك قبل خروجه إلى الأراضي المغربية, ويكون بذلك قد قسم المقاومة إلى مرحلتين:

أ قبل إقامة الدائرة:

"وسل عن تردده في الميدان "بيجو"( [10]) وأحبار الرهبان، وسل عن تردده في الصفوف أودية "سيك" وشعاب"خروف"، وسل نصارى مستغانم، وكم أخذ لهم من أسارى في الغنائم، وسل ثنية "مُزايا" وما نال في قتالها من المزايا، وسل بسيط "متيجة" وكم ظهرت لهم فيه من نتيجة، معارك سهل متيجة، وسل"وادي الزيتون" وكم سفك من دم في روضة الهتون، وسل جبال"زواوة" الشوامخ والأطواد الرواسخ، عن دخوله على العدو فيها دخول النواسخ، وسل جبال أحواز "الجزائر" و"شرشال"..."

ولا بأس من التذكير ببعض المعارك الهامة التي ورد ذكرها هنا:

في شهر نوفمبر 1839, وفي أواخر ديسمبر 1839 كان الأمير قد سيطر على كل المناطق المجاورة للجزائر العاصمة.

27 مارس 1840 هجومات جيش الأمير على المراكز الفرنسية المقامة بشرشال.

وقعة موزايا: 17 ماي 1840: خرج الماريشال فالي, على رأس جيش عدده 12 ألف مقاتل, باتجاه مدينة المدية لاحتلالها, وفي مضيق موزايا, هاجمهم الأمير عبد القادر, وأسفر القتال عن هزيمة الجيش الفرنسي وقتل المئات من الجنود.

وقد حاصرت قوات الأمير بقيادة مصطفى بن التهامي المدينة, واستطاعت الوصول إلى سور المركز الفرنسي, وأسرت العديد من الجنود الفرنسيين, وأثارت هذه الأحداث ردود فعل كبيرة في الأوساط الاستعمارية.

ب بعد إقامة الدائرة: وتحدث فيها عن المعارك التي كان يقوم بها الأمير من حين إلى آخر, كما سيأتي معنا في موضعه.

3 موقف أهل تلمسان من الأمير:

لعل من أهم النقاط التي تعرض لها المؤلف هي موقف كراغلة تلمسان من الأمير عبد القادر, وموقف قبائل بني عامر من خليفته البوحميدي، وجعله من الأسباب الرئيسة في انهيار المقاومة, وذلك في قوله:"لكن أبى الله أن يمضي له أمر الخلافة في أمة نبيه صلى الله عليه و سلم بسبب رجل أمّره على قبائل "بني عامر" وجعله نائبا عليهم وخليفة في مدينة تلمسان، وأحوازها فخيَّم بها، وأجرى أحكامه في جبال "بني سنوس" وجبال" تراره" والسواحل التي بعدها، ومدَّ يده في قبائل بني عامر بحكم التفويض، فرموه بعشق امرئ القيس، وجار في حكمه وعسفهم وخفض رتبة أكابرهم وصناديدهم، فركّب ونزّل وولىّ وعزل ورفعوا به الشكوى إليه فلم يزل شكواهم، فصبت قلوبهم إلى الخروج عنه مقدمة بأن اجتمع أكابرهم ورؤساؤهم على تأمير رجل بوشيخي يقال له "محمد بن عبد الله" فأمَّروه عليهم بواسطة أكابر الدوائر وصاروا يتحاكمون عنده، وكان بليد الطبع لا يحسن الحكم إلى أن قضى الله باضمحلال "البوحميدي" ومن والاه رجع الحكم للإفرنج وسلم الحد لمحدوده".

وهنا نستطيع القول أنه يسجل موقف القبائل التي تسبب البوحميدي في إخراجها من دائرة الأمير عبد القادر وهي قبائل بني عامر, وقد اضطرت إلى الذهاب إلى فاس, وإلا فالمعروف عنه البوحميدي أنه من خلفاء الأمير عبد القادر الأشداء والذين وقفوا معه إلى آخر أيام المقاومة حتى وفاته بسجن السلطان عبد الرحمن مسموما. وهو الأمر الذي يؤكده الأمير محمد باشا من أنه كان "سببا في نزوح بني عامر إلى المغرب، بما بثه فيهم من الرعب وبتحريضهم على إعلان العصيان على الخليفة مصطفى بن التهامي"( [11]).

وهو ما يذهب إليه أيضا المؤرخ عبد الرحمن الجيلالي في تاريخ الجزائر العام( [12]).

4 دائرة الأمير عبد القادر:

تحدث المشرفي عن الدور البارز الذي لعبته دائرة الأمير في مقاومة المحتل الأجنبي.، فقال: "و((دائرة)) أميرنا الحاج عبد القادر انتقلت إلى نواحي وجدة بخيلها ورجلها، ولم تترك غزوا على عدوها، وكانت تغنم من الروم الغنائم بحيث لا تخلو غزوة من قتلى وأسرى".

فبعد سقوط الزمالة وهي عاصمة الأمير المتنقلة, يوم 16 ماي 1843, وبقي معه عدد قليل من القبائل ومن المقاتلين, أعاد تكوين عاصمته المتنقلة وصارت تسمى "الدائرة", ولكن سكانها لم يتجاوزوا الألف نسمة, بينما كان سكان الزمالة ييجاوزون 60 ألف نسمة, وتمتد خيامها من نبع طاقين إلى سفح جبل عمور( [13]).

ولما اشتدت محاصرة الجيش الفرنسي لتحركات الأمير انتقل بدائرته إلى الحدود المغربية, أين أقام حول نهر ملوية وراء جبل بني يزناس. وظلت من هناك تقوم بعمليات هجوم على الجيش الفرنسي, ويحاول من خلالها تخفيف الضغط عن خلفائه داخل الوطن.

وهي دليل آخر على إيمان الأمير عبد القادر بتمسكه بشعبه وإيمانه أنه سيعيد ترتيب الجيش من جديد, وأنه بإمكانه أن يعطي نفسا جديدا للمقاومة المسلحة, وأن النصر سيأتي بإذن الله.

5 معركة سيدي إبراهيم:

"تعرض يوما لغزوة الحاج عبد القادر بطريق من بطارقة الفرنسيس يقال له "القريني"( [14]) وهو من أبطالهم وفرسانهم مشهور عندهم بالشجاعة، ولقي الحاج عبد القادر في بلاد الأعشاش فالتقى الجمعان، فلم تمض ساعة من النهار حتى لم يبق من جيش البطريق إلا عشرة رجال أو أقل من جنده دخلوا قبة ولي وتحصنوا بها في أرض خالية من العمران ومن حام حولهم من المسلمين يرمونه من باب القبة، ولما جنَّ عليهم الليل خرجوا فأخذوا وقتلوا وبقيت أجسادهم مطعمة للرخم وللنسور وما مات جيش القريني حتى مات بطريقه. يقال أن الحاج عبد القادر بارزه فكانت رمية الحاج عبد القادر في مقتله، ولم تصب رمية البطريق مقتل الحاج عبد القادر بل أصابت عضوا من أعضاء جسده فجرحته والله أعلم".

في إشارة إلى معركة "سيدي إبراهيم" قرب الغزوات، والتي انهزم فيها العدو، بتاريخ 25 أكتوبر 1845، وكان على رأس الجيش الفرنسي الكولونيل "دومونتنياك", وقد قضى الأمير فيها على كبار ضباطه منهم: كوربي وهو ربما الذي تناقلته الألسن العربية فأصبح القريني وكونيار وكوسط( [15]), ولم ينج من القتل سوى ثمانين جنديا، التجأ كلهم إلى ضريح الولي الصالح سيدي إبراهيم، وأحاطت بهم جنود الأمير من كل جهة وضيقت عليهم الحصار وقتلت منهم نحو السبعين جنديا وأسرت العشرة الباقية، ولأول مرة منذ أشهر الأمير سلاحه مسته رصاصة، وذلك في شحمة أذنه( [16]).

6 معركة عين تيموشنت:

"وغدوة صباح هذه الوقعة زاد الحاج عبد القادر بمن معه من الفرسان مجدا في السير إلى أن دخل أرض "بني عامر"، فصادف جيشا للروم خرج في طلبه أو ذاهبا إلى تلمسان فوقف السيد المذكور ليتهيأ لمحاربته، فقلب الجيش راية المكاحل وأسلم نفسه للانقياد، جرَّده الحاج عبد القادر من السلاح وساقه بدوابه ومئونته أسيرا إلى أن أتى به للموضع الذي هو مخيم به قتل من قتل وأبقى من أبقى".

الحديث هنا عن قافلة عين تموشنت, بقيادة الملازم أول "ماران", يوم 28 أيلول, التي استسلمت للأمير: وهي القافلة التي أرسلها كافينياك بحراسة 204 من عناصر بإمرة الملازم أول ماران, لتعزيز حامية عين تموشنت, فأسرع الأمير إلى سيدي موسى حيث فاجأها في 28 أيلول, واستسلمت دون مقاومة, وأرسل الأمير جميع عناصرها وهم ثلاث ضباط, و10 رتباء, و20 عريف, و171 جندي إلى دائرته وضمهم إلى أسرى واقعة سيدي إبراهيم( [17]), ويبدو أنهم قتلوا مع من قتل في قضية مقتل أسرى سيدي إبراهيم الذي أمر بقتلهم مصطفى بن التهامي, كما هو معروف تاريخيا.

ويؤكد المشرفي حقيقة سيطرة الأمير على الجيش الفرنسي في هذه الفترة فيقول: "واشتدت وطئته على الفرنسيس"، وذلك بعد تطبيق طريقة الكر والفر التي اعتمدها الأمير ضد قوات الاحتلال, إذ كان يهاجم سراياها ثم ينسحب من أمامها ليتمركز في موقع آخر, يشرف على تحركاتها, وهو ما يتجلى في مراسلة كافينياك بتاريخ 30 أيلول 1844 إلى لامورسيار الحاكم العام بالوكالة, إذ قال: "لقد أصبح عبد القادر سيد البلاد التي تمتد بين الحدود الشمالية وأعلي نهر التافنة, إنه لنجاح هائل لعبد القادر, وأنا أشعر أنني عاجز عن وضع عوائق في طريق زحفه"( [18]).

7 الصراع بين المغاربة والفرنسيين:

ثم يرجع المشرفي إلى الوراء ليتحدث عن الخلاف الواقع بين المغاربة والفرنسيين, والذي أدى في الأخير إلى قيام الحرب بين الطرفين, ونتج عنها اتفاقياتي الصلح المعروفتين: طنجة, للا مغنية.

"إلى أن خرج ابن أمير المؤمنين مولانا محمد بن مولانا عبد الرحمن بن هشام العلوي لمحاربة الفرنسيس في قضية وجدة، وفاجأه المارشال "بيجوا" وهو بساحة المدينة نازلا على ضفتي الوادي عند طلوع الشمس فحصل الروع لمحله الشريف فمنها من ركب لملاقاة العدو، ومنها من صار يجمع حوائجه وافتتن خوفا من الهزيمة وجيش الروم بساحة المحلة.... وانهزمت الركبان مجردة عن أمتعتها وفساطيطها وأخبيتها وخيامها، وتبعت خيل الفرنسيس من أعراب الدجن وغيرهم خيل الهزيمة. وآخر المنهزمين أمير المحلة لأنه لم يظن من قومه أنهم يولون عدوهم الأدبار".

يعود فيتحدث عن الخلاف المغربي الفرنسي, وبالضبط عن معركة وادي سلي 19 جوان 1844 م، التي وقعت بين الجيوش المغربية بقيادة ولي العهد مولاي محمد والجيوش الفرنسية بقيادة "بيجو"، وقد كانت هذه المعركة حاسمة في تقرير مصير الأحداث التاريخية في المنطقة، إذ جعلت حدا للتضامن الذي كان سائدا بين الجزائريين والمغاربة, وقد نتج عنها احتلال بيجو منطقة وادي أيسلي, وتمكن من طرد قوات الأمير محمد في أقل من 10 ساعات.

وبعد هزيمة جيش ولي العهد, أرسل بيجو إلى السلطان المغربي يطلب الهدنة: "...وبهذا كله إن أردت الهدنة بيني وبينك تقبل كذا وكذا, ومن جملة الشروط التي لابد منها إخراج الحاج عبد القادر بن محي الدين من أرضك فإنه مستند عليك. فقبل مولاي عبد الرحمن الشروط وارتفع النزاع بينهما".

وفعلا تمت الهدنة بين الطرفين، فبعد هزيمة ولي العهد المغربي, طلب السلطان المغربي من حكومة سولت الفرنسية توقيع معاهدة صلح لوضع حد لخلافاتهما, وألف المسئولون في كل من باريس وفاس وفدين للتباحث, وبعد مفاوضات عدة في مدينة كاديكس وافق أعضاء الفريقين, على ثمانية شروط ووقعا معاهدة بتاريخ 10 سبتمبر 1844 سميت معاهدة طنجة, أهم شرط هو اعتبار الأمير عبد القادر خارجا عن القانون أينما وجد, وبذلك يجب على السلطتين الفرنسية والمراكشية ملاحقته والقبض عليه, ومن سجنه في إحدى المدن الساحلية المغربية على المحيط الأطلسي( [19]).

8 الصراع بين السلطان عبد الرحمن والأمير:

"وكان يراصد السلطان عبد الرحمن الحاج عبد القادر بسُبة يعتمد عليها ويخرجه من بلاده لأجلها حتى أوقع بفئة "أرغنغان"( [20]) من "ريف قلعية" وقتل منهم عددا عديدا في ما أخذوه له من الماشية التي كاتبهم مولاي عبد الرحمن على ردها له، فلم يمتثلوا أمره ثالث مرة فأصبحوا يقولون السلطان هذا يريد منا بيعته ونصرته".

وفئة "ارغنغان" من ريف قلعية, وقد جاء عن هذه الواقعة في تحفة الزائر ما يلي: "... ولما اتصل الخبر بالأمير وهو بمخيمه ببلاد مكناسة رجع إلى الدائرة ووجد قبيلة "قلعية" أغاروا على كراع الدائرة، فأخذوا منها عددا وفيرا فأسرها في نفسه، وبعد أيام نزل على قبيلة قلعية وبعث إليهم برد ما اختطفوه من الدائرة فأبوا ذلك، وأصروا على بغيهم، فحينئذ سار إليهم في جموعه فأثخن فيهم بالقتل والأسر وأذاقهم شديد النكال ورجع إلى دائرته، وكان أكثر الأسارى من أعيانهم فتعهدوا برد جميع ما أخذته قبيلتهم من الدائرة، وبعد الوفاء بذلك أطلق سراحهم، واشتهرت الواقعة."

وبعد ذلك قامت الحرب بين الجيش المحمدي وجيش السلطان:"...فجهز له السلطان للأمير محلتين عليهما ابناه فقاتلاه وأخرجاه من بلاد السلطان، ونزل بأهله في جبل "بني يزناس" بعد افتراق جمعه".

والمعروف تاريخيا أن السلطان عبد الرحمن قد جهز بناء على طلب الفرنسيين ثلاثين ألف مقاتل بقيادة ولديه محمد وسليمان, وقائد منطقتي الريف ووجدة, وقرر مساعدة الفرنسيين في إلقاء القبض على الأمير, الذي أرسل خليفته البوحميدي إلى السلطان للسماح لهم بالانسحاب إلى الصحراء إلا أن السلطان قتل رسول الأمير.

وبدأت المعارك بين الطرفين يوم 10 ديسمبر 1847، وذلك بالقرب من قلعة سلوان القريبة من بلدة مليلة في الريف المغربي, وهو مكان إقامة الأمير بمخيمه, وكان فرسان الأمير لا يتجاوز عددهم الألفين, وخسر الأمير 150 من جنده, وانسحب إلى نهر الملوية, الذي حاصرته القوات الفرنسية والمغربية, مما أدى إلى استسلام الأمير, بعد نفاذ كل الوسائل والسبل.

9 (استسلام) الأمير:

سجل لنا أحداث (الاستسلام), والمشاورة التي وقعت بين الأمير وكبار القادة ومن بينهم مصطفى بن التهامي, وقد كان الأمير يريد الخروج إلى الصحراء كما مر معنا ولكن غلبه وزيره المصطفى, مما يدل على استعداد الأمير لقبول الآراء والتشاور في القضايا المصيرية, ونحن نعلم أنه قبل ذلك قد تم (استسلام) أخويه محمد السعيد, فصاحب فكرة التوجه إلى الفرنسيين هو مصطفى بن التهامي.

"وأراد الخروج لأرض الصحراء يخيم بها، فغلبه "الحاج مصطفى"( [21]) خليفته ووزيره الأعظم وقال له: "الرأي عندي أن نكتب للفرنسيس يحملنا للإسكندرية، فإن وفى بما نشترطه عليه فذاك، وإن استشعرنا خيانته نبذنا أمره ونظرنا لأنفسنا الموضع الذي يصلح بنا"، فكاتبوه وانتظروا بما يرجع المرسلون فرجعوا بمكتوب جلناراتهم ورؤوسائهم مختومة بخواتمهم وأشهدوا على أنفسهم أن يجيبوهم لما طلبوه منهم، وعاملوا رسل الحاج عبد القادر معاملة التعظيم والتقريب وأعطوهم عهدا وميثاقا بوفاء ما طلب منهم، فوثق الحاج عبد القادر برسلهم وأسلم نفسه بأهله والطائفة التي معه، (واستسلم) لقضاء الله فواجهوه عند ملاقاته بهم بالترحيب والتعظيم، وظن في ركوبه البحر بمن معه أنهم يخرجوه للإسكندرية ويوفوا بالعهد والميثاق الذي واثقوه به، فإذا بهم كاتبوا "رايهم"( [22]) أنهم ظفروا بالحاج عبد القادر وجاءوا به وبأهله وبطائفته أسيرا وأخرجوه لباريس بعد أن طافوا به على مدائن "طلون".

10 منفاه بالشام:

"فها هو بمن معه في حرم القدس، وفي جوار الأنبياء، مطهرا من الرجس وحسد الأنس، مكرَّما عند الناس، معظما بين الأجناس، يذكر ويتذكر، ويتعرف ولا يتنكر، يأمر ويأتمر، ويحج ويعتمر، يشكر ربه ويستغفر ذنبه، نصب نفسه للعبادة، وجعل التقوى ذخيرته وزاده، يصلي الرغائب والغيب يكشف عن العجائب، والله على أمره غالب، ويجمع بين الحاضر والغائب".

النتائج:

يبدو على الكاتب الإعجاب الشديد بشخص الأمير, وقد شبه جهاده بجهاد الصحابة الكرام: "بعد أن جرَّد سيفه على الأعداء وناضلهم مناضلة الصحابة الأشداء، فمشاهد قتالهم أمام وهران عديدة، جاءهم فيها بجنود عريضة طويلة مديدة، وخيله كم لها من غارة على السواحل والثغور فكانت تصهل عليهم في النجد والغور، وكم فرَّق من جموع وأخلى لهم من أماكن وربوع".

قارن بينه وبين الثورات الأخرى, وذلك في ما نستشفه من خلال حديثه عن بقية الثورات التي قامت بالبلاد: كثورة بوعمامة مثلا, التي لم يكن راضيا عنها, واعتبرها مجازفة ومغامرة, فهو يقول عنهم:" وأولاد سيدي الشيخ( [23]) لهم عصبية وحمية، وكمات وأنصار سمية، ولكن ليس لهم عقول تعقلهم عن الرذائل وترشدهم إلى أسنى المقاصد والوسائل، بل قادهم الجهل إلى المهالك، وتدبيرهم تدبير المفالس والصعالك، فالدولة لا تقابلها إلاَّ الدولة، وربما كانت صولة إحداها لا تقابل الصولة، وإن أرادوا التشبه بالصحابة فمطر الديمة لا يشبه السحابة، وأين رأيت المشبه يقوى قوة المشبه به ؟ ".

لم تكن الكتابة بذلك العمق أو الدقة التي نجدها عند الكتاب الغربيين لكن أهم ما ميزها هو الصدق والعفوية في الطرح والتعبير, فهو عند حديثه عن المعارك التي قادها يتحدث بإطلاق وإسهاب, دون ذكر التفاصيل أو الدقائق التي يحتاج إليها المؤرخ, فكتابته كتابة هاوي للتاريخ, أراد أن يدافع عن موقف الأمير تجاه خصومه سواء من الفرنسيين أو من المغاربة أو من الذين خانوه, وأظهر في الأخير أن نية الأمير كانت صادقة إنما الأعمال بالنيات, وهو ما يجازى عليه الإنسان يوم القيام, فنحن مطالبون بالعمل والله يتولى النتائج.

وقد أرجع المشرفي سبب الهزيمة إلى عوامل ثلاثة: أ البوحميدي, ب محاصرة السلطان عبد الرحمن: ج تخلي العرب عنه.

ولعل من الحقائق التي نستفيدها من هذه الكلمة عن الأمير عبد القادر هو وصف المشرفي للشيخ محي الدين والد الأمير, وهو يذكرنا لنا حقائق لم نجدها في غيره من المصادر, مثل: بلوغ محي الدين درجة أمير المؤمنين في الحديث, وأن الأتراك كانوا يتلمحون فيه المهدوية, مما يدل على شيوع هذه العقيدة لدى الأتراك, حتى لدى الجزائريين أنفسهم, وهو ما يفسر لنا اتخاذ هذه الدعوى لدى بعض من قاد الجهاد في الجزائر, في بداية الاحتلال.

وأن سبب منعه من الحج هو خوف السلطات التركية من التفاف القبائل والأعراش حول الشيخ, مما سيؤثر حتما على مكانتهم, أو مما يثير ثورة أخرى مثل التي قادها الشريف بن الأحرش أو الشيخ التيجاني في بداية القرن التاسع عشر ضد الأتراك وهي الثورات التي قمعتها السلطات التركية بشدة وقسوة.

خاتمة:

هذه أهم النقاط التي جاءت في هذا النص النادر لمؤرخ جزائري عاصر تلك الفترة, وعايش أحداث ثورة الأمير, سجل لنا اعتزازه بثورة هذا القائد البطل, وتمجيده لها, وما كان ينتظرها من تحرير واستقلال. ثم شعوره باليأس والمرارة بعد فشلها, وأنه يجب الإعداد الجيد والتحضير السليم للقيام بثورة أخرى تعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي أما هذه الحركات والانتفاضات من غير استعداد ولا تحضير فقد يؤدي إلى نتائج عكسية, لا تحمد عقباها والموقف نفسه نجده عند صاحب القول الأوسط في تاريخ المغرب الأوسط .

ويتضح لنا من خلال هذا النص اعتزاز المثقف الجزائري بثورته, واحترامه التام لما قام به الأمير من أعمال ومواقف. أرجو أن يكون قد وضح بعض النقاط الهامة في تاريخ ثورة الأمير وأنه فتح تساؤلات أخرى, عن مواقف كل من القبائل التي ساندت الثورة, وخلفاء الأمير, موقف بيجو من السلطات المغربية...وما إليها من النقاط التي إن واصلنا البحث والتنقيب, سنصل إلى فك رموزها وألغازها بحول الله.

النص:

"....فتعلقت أهل العقد والحل بأذيال شيخ الوسيلة سيدي "محي الدين بن المصطفى بن المختار القادري المختاري الحسني"( [24])، واختاروه للإمامة لخوفه من ربه وصلاحه ودينه فلم يجبهم لما طلبوا بعد أن راودوه كثيرا وهو يمتنع حتى هددوه، فأخرج لهم ولده عبد القادر وهو يومئذ صغير وبايعه بخط يده، فتبعه العلماء وأعيان الرعية من الحشم وغيرهم، فجلس للإمارة وأعطاها حقها، فتح الأصداف وجمع الأصناف وركب الأكتاف ومنح الأعراف ونجع الأكتاف ومرى الأخلاف، فلم يدرك من تولى الإمارة شأوه ولا قاربه أو حاذى حذوه، قام بالأمر واستبد به وهجر اللذات وأحوال الصبا والتفنن في الشهوات، وجاهد وأحسن السيرة وأمسك نفسه، فكانت لديه أسيرة.

لكن أبى الله أن يمضي له أمر الخلافة في أمة نبيه صلى الله عليه و سلم بسبب رجل أمّره على قبائل "بني عامر" وجعله نائبا عليهم وخليفة في مدينة تلمسان، وأحوازها فخيَّم بها، وأجرى أحكامه في جبال "بني سنوس" وجبال" تراره" والسواحل التي بعدها، ومدَّ يده في قبائل بني عامر بحكم التفويض، فرموه بعشق امرئ القيس، وجار في حكمه وعسفهم وخفض رتبة أكابرهم وصناديدهم، فركّب ونزّل وولىّ وعزل ورفعوا به الشكوى إليه فلم يزل شكواهم، فصبت قلوبهم إلى الخروج عنه مقدمة بأن اجتمع أكابرهم ورؤساؤهم على تأمير رجل بوشيخي يقال له "محمد بن عبد الله" فأمَّروه عليهم بواسطة أكابر الدوائر وصاروا يتحاكمون عنده، وكان بليد الطبع لا يحسن الحكم إلى أن قضى الله باضمحلال "البوحميدي" ومن والاه رجع الحكم للإفرنج وسلم الحد لمحدوده.

وكانت عاقبة الشيخ "البوشيخي" هذا خسرا، خرج بأهله للصحراء التي هي بلاد آبائه وأجداده وثار في أحواز واركللا على الإفرنج فاستولوا عليه بواسطة بعض الأعراب وأسروه لباريس، ولما طال أسره عندهم في تلك العدوة قيل أنه ارتد لدين النصرانية وخرج من دين الإسلام خروج السهم من الرمية ودخل في دين المسيح العليل ورشوه بماء العمودية، واستشهد عليه بقول خليل: " وإن تنصر أسير فعلى الطوع "، وذلك آخر العهد به والله أعلم.

ولما كانت نية الحاج عبد القادر خالصة في دينه وملة نبيه صلى الله عليه و سلم لم يعاقبه الله في الدنيا، فكانت معيشته ومعيشة أهله على يد عدوه وصديقه، وأسكنه الله الأرض المقدسة فصار يمشي بأرض تردد فيها جبريله على كل نبي ورسول فيا لها من مشية بين قبور الأنبياء وأهل الصلاح والأولياء، بعد أن جرَّد سيفه على الأعداء وناضلهم مناضلة الصحابة الأشداء، فمشاهد قتالهم أمام وهران عديدة، جاءهم فيها بجنود عريضة طويلة مديدة، وخيله كم لها من غارة على السواحل والثغور فكانت تصهل عليهم في النجد والغور، وكم فرَّق من جموع وأخلى لهم من أماكن وربوع.

وسل عن تردده في الميدان "بيجو" وأحبار الرهبان، وسل عن تردده في الصفوف أودية سيك وشعاب"خروف"، وسل نصارى مستغانم، وكم أخذ لهم من أسارى في الغنائم، وسل ثنية"مُزايا" وما نال في قتالها من المزايا، وسل بسيط "متيجة" وكم ظهرت لهم فيه من نتيجة، وسل"وادي الزيتون" وكم سفك من دم في روضة الهتون، وسل جبال"زواوة" الشوامخ والأطواد الرواسخ، عن دخوله على العدو فيها دخول النواسخ، وسل جبال أحواز "الجزائر" و"شرشال"، وكم نال العدو في بلاد "جندل"معه أتراح وأوجال، وسل "مليانة" وجبال "بني أمناصر" وكم فلَّ فيها من جيوش للفراعنة والقياصر، وسل أحواز "المدية" و"البغار"، وكم نال العدو فيها من الصغار، وسل مدائن "الزاب"( [25]) وكل موضع تحزبت فيه الأحزاب، فجل الوقائع له لا عليه، والله فيها وليه وسائق النصر إليه.

فكانت مدة ولايته اثني عشر سنة( [26])، وإذا عددت وقائعه الجهادية وجدتها أكثر من أيام عمره، فضلا عن أيام ولايته وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم. فبسبب سنة الجهاد التي أحياها في آخر الزمان أحيا الله ذكره وبتقديم والده المذكور وحاز حمد الله وشكره.

أبوه كان أمير المؤمنين في الحديث( [27])والسيرة النبوية، وكان يلقن الناس الأوراد القادرية( [28])، وكان الأتراك يتلمحون فيه المهدوية المنتظرة، فقد شدَّ الرحلة للحجاز يغنم حجة التطوع فتبعته الحواضر والبوادي، وبنت فساطيطها في محلته وجندت عليه الجنود في حلته ورحلته ففزعوا من ذلك وخافوا منه فردوه عن وفاء مراده، ولما انصرف الناس عنه جاءوا به من زاويته وعقلوه بوهران( [29]).




يتبع...

محب بلاده
2012-02-07, 11:14
هنا عاش أسد الجزائر بقية أيام حياته
قصر الأمير عبد القادر الجزائري... حكاية طويلة وتفاصيل مثيرة عن منزل عاثت فيه الأقدام فسادا منذ سنة 1948، فاستوطنته العائلات المهجرة وسرقت منه أهم القطع التاريخية المصنفة، وهربت بعض الآثار إلى وجهات غير معلومة، فتحول القصر إلى خراب، وإلى ركن منسي هناك في أعالي دمر، وتحولت الأراضي التابعة للقصر إلى مساحات صفراء ميتة. حفيدة الأمير عبد القادر الأميرة بديعة الحسني الجزائري عادت بالذاكرة إلى أسباب هذا المصير فقالت.
*******
•رئيس الحكومة السوري وسفير الاتحاد الأوروبي يفتتحانه
• أخيرا، وبعد إعادة تشكيل القصر بطريقة حديثة مع المحافظة على شكله الأصلي وبمساعدة عائلته التي سكنت المكان ولازالت تتذكر المرافق ومواضع الأشياء، تمكن فريق العمل السوري الدانمركي من وضع اللمسات الأخيرة عليه، حيث تحول إلى قصر فخم شكله أنيق وباطنه ثري بمقتنيات الأمير التي جمعت من هنا وهناك، ولازالت عملية البحث جارية. إفتتحه رسميا رئيس الحكومة السوري وسفير الاتحاد الأوروبي بسوريا ليصبح مركزا للتنمية المستدامة.

•تفرقت عائلة الأمير بسبب تقسيم الإرث
•في لقائنا مع الحفيدة، أكدت أن القصر كان بيت جميع العائلة، ولكن بعد وفاة الأمير طالب الأحفاد بتقسيم الإرث، وعندها اشترى بعضهم ممن يملكون المال الكافي نصيب بعضهم فيه. ومرت الأيام واختلفت مشاريع العائلات الصغيرة، حيث غادر بعضهم إلى دول عربية أخرى للدراسة والعمل، وتنقلت العائلات الأخرى إلى قلب دمشق لتيسير أمور العيش من تنقل ودراسة على أبنائهم، ذلك أن مكان تواجد القصر بعيد عن المنشآت القاعدية في العاصمة دمشق.
••الشروق تدخل قصر الأمير عبد القادر
•بعد أن أثار تعجبنا تكفل المفوضية الأوروبية بعملية ترميم القصر، أثار فضولنا دخوله بعد انتهاء جميع الأشغال به، ذلك أن الصور التي شاهدناها لم توح لنا إلا بمنزل قديم متهرئ آيل للسقوط في أي لحظة، وكأن صاروخا اخترقه فدمره عن آخره.
•سهل لنا المكلف بالإعلام على مستوى السفارة الجزائرية بدمشق، الأستاذ سعيدي، كل الأمور مسبقا، وقام باتصالاته التي أثمرت قبولا للزيارة، خاصة وأن القصر لم يدشن بعد، وعليه كان من الصعب دخوله قبل ذلك.
••الواجهة... قصر فخم ونافورة وحدائق
•بعد أن قطعنا عدة كيلومترات عن مركز العاصمة دمشق وصلنا إلى بلدية دمر، وليس بعيدا عن مدخلها بادرت باستقبالنا بناية كبيرة غاية في الأناقة... توقفت السيارة ونزلنا أمام قصر الأحلام.. نعم هو أصدق وصف يمكن أن نطلقه على قصر مؤسس الدولة الجزائرية بعد عملية ترميم واسعة.. درج طويل محفوف بالورود يؤدي في مؤخرته إلى باب كبيرة هي مدخل القصر. ولأنه لم يدشن بعد، فقد دخلناه من بابه الثانية مرورا بنافورة تتوسط المكان وتتدفق منها المياه.
••ثريات حقيقية تبرعت بها حفيدات الأمير
•أول ما يلفت الانتباه عند الدخول هو تلك الثريات الضخمة المعلقة على امتداد رواق طويل.. سألنا أحد المهندسين، فأكد أنهم وجدوا صعوبات في تجميع حاجيات الأمير من عائلته، كما أكد المساعدة الكبيرة التي قدمتها الأميرة بديعة التي لم تبخل ــ حسبه ــ حتى بأثمن المفردات من ملابس وأدوات منزلية.
••"قاعة الذكرى" حيث مات الأمير
•نهاية الرواق تقود إلى عدة غرف، أهمها كانت غرفة الذكرى أو القاعة التي لفظ فيها الأمير أنفاسه الأخيرة.. دخلنا بكل حذر وكأن روحه لازالت تسكن المكان لامتلاء الغرفة بأغلب ما كان الأمير يستعمل في الوضوء والأكل والشرب واللباس والمجلس وحتى الهدايا التي كان يبعثها إليه الآخرون من ملوك أو حاشية.
••ميدالية أوتون والملكة فيكتوريا
•ما يلفت الانتباه أيضا هو وجود الميداليات الحقيقية التي قلدوها للأمير، على غرار ميدالية الملك اليوناني أوتون والملكة فيكتوريا والسلطان العثماني، وكلها كانت مرفوقة بكلمات احترام وتسامح عن الحماية الدينية وعن التعايش، إضافة إلى رسومات ونقوشات للأمير.
••صور للرئيس بوتفليقة عند تسلم رفاة الأمير
•صور حقيقية أيضا للرئيس بوتفليقة الذي كان يومها وزيرا للخارجية وهو يلقي خطابه بمناسبة تسلم رفاة الأمير عبد القادر رفقة عدة وجوه سياسية ودبلوماسية.
••حتى الأرمن والمسيحيين مشوا وراء الرفاة
•الصور كشفت بوضوح عن شخصيات من الأرمن والمسيح والشيعة، وهي الطوائف المتعايشة في سوريا، والتي كانت تمشي يوم تسليم الرفاة، مما يؤكد حسب ما قاله مدير البرنامج عرفن علي للشروق "الأمير عبد القادر شخصية إنسانية تركت أثرها على الجميع".
••قطع ذهبية علقت على مدخل القصر
•عمدت محافظة البرنامج إلى تخصيص قطع ذهبية كبيرة كتب عليها "برنامج تحديث الإدارة البلدية" علقت على مدخل قصر الأمير عبد القادر الذي افتتح رسميا يوم الثلاثاء المنصرم بحضور رئيس الحكومة السوري وسفير الاتحاد الأوروبي، وكان من المفروض أن تفتتحه فنيا فرقة أنانا، لكن ارتباطاته حالت دون ذلك.
••الجبل تحول إلى منطقة عمرانية
•عند فتح نافذة غرفة نوم الأمير عبد القادر تقابلك منطقة عمرانية جديدة استوطنها السكان منذ فترة، في حين تدل الصور الموجودة للقصر سابقا أن الإطلالة الحقيقية كانت على منطقة جبلية خالية، وهو ما وصفه مدير البرنامج بالتغير الجذري، بدءا من طريقة تعامل فريق المهندسين مع البناء ووصولا إلى المحيط الجديد للقصر.

محب بلاده
2012-02-07, 11:15
حقائق جديدة عن الأمير عبد القادر الجزائري


من أمام قبر الأمير عبد القادر الجزائري في العاصمة السورية دمشق تتفجر ينابيع الأسرار صورة تترجم أبعادها احتراما وتبجيلا لرجل أنقذ أهل الشام من مصير مروع ورسم مستقبل شعوب أبت أن تمحي ذاكرتها سيرة منقذها أما البعد الثالث لتلك الصورة فهو اعتزاز بالأرض التي وارت يوما جثمان الأمير لكن الغريب أن السوريين يرفضون الاقتناع بأن الرفات نقلت من أراضيهم لتستقر في بلده الأصلي الجزائر وحتى اليوم يتوافدون بالمئات يوميا لزيارة القبر الفارغ والترحم عليه في مشهد غريب ومثير
- نشر الفكر الصوفي في الشام وقضى على فتنة لبنان
المشارقة يؤكدون أنه من نسل الرسول "صلى الله عليه وسلم"

جميع أهل الشام يعرفون جيدا الطريق إلى حي "الشيخ محيي الدين"، فلا يكاد يمر أسبوع على أحدهم حتى يشد الرحال إلى مسجد شيخ الطرق الصوفية العلامة "محيي الدين بن عربي" حيث يوجد ضريحه، وعلى بعد مترين وفي نفس الغرفة التي تحوي رفات بن عربي وأبناءه، يوجد قبر الأمير عبد القادر الجزائري، الذي دفن في هذا المكان تحديدا بناء على وصيته، ويقول المشرف على المكان الشيخ "سعيد يحياوي": "لم يوصي الأمير بهذا الأمر طمعا في شهرة أو خلود بعد الممات، مثلما فعل الكثير من السياسيين والقادة الشاميين الذين حرصوا على تشييد قبورهم على مقربة من قبور الصحابة والعلماء، وإنما بدافع الحب الكبير الذي حمله الأمير في قلبه طيلة حياته للشيخ الجليل محيي الدين بن عربي، حب أبى ألا يقتصر على الحياة الدنيا، فطالما اقتدى الأمير ببن عربي، وطالما تمنى استكمال حياة ما بعد الموت برفقته"، ويضيف الشيخ "سعيد": "من هذا المكان جدد الأمير عبد القادر الفكر الصوفي، وعلى منبر هذا المسجد حمل شعلة الجهاد والعلم حتى استحق أن يكون خليفة الشيخ محيي الدين بن عربي، فرحمة الله على علماء الأمة المخلصين"
الجثمان غائب لكن الروح حاضرة
يقع مسجد الشيخ محيي الدين بن عربي في أحد أحياء دمشق القديمة الواقعة في سفح جبل قاسيون، وبين الأزقة الضيقة والمباني القديمة والأسواق العتيقة، تتحرك أقدام الزائرين ببطء وسط الزحام لتصل إلى هذا المسجد القديم، وعبر سلم رخامي يؤدي إلى غرفة أسفل هذا المسجد، تتدافع الوفود الصوفية القادمة من كل أنحاء العالم الإسلامي، وبالأخص من باكستان ودول شرق آسيا يرافقها الكثير من أبناء طوائف الإسلام الأخرى، باحثة عن المكان الذي رقد فيه الأمير عبد القادر، في تلك الأثناء انتابتني مشاعر متضاربة، وتساءلت في حيرة: كيف عرفت هذه الشعوب الأمير الجزائري المجاهد؟، وأي سيرة تركها الرجل في نفوس هؤلاء؟، ولماذا الإصرار على زيارة القبر رغم خلوه من جثمان صاحبه؟، فقالت مواطنة سورية انتهت لتوها من قراءة فاتحة الكتاب: "أعلم أن الجثمان غائب.. لكن الروح حاضرة"، إجابة لم تضع حدا لحيرتي، بل فجرتها أكثر، فهي تحمل أكثر من معنى، لكنها تؤكد عشق وإخلاص أهل الشام للأمير، الذي أحب الشام ودافع عن أهلها وعن مستقبلهم مثلما دافع عن الجزائر وتاريخها، ففي عام 1964 تم نبش هذا القبر، لتنقل طائرة جزائرية رفات الأمير عبد القادر إلى مقبرة الشهداء بالجزائر العاصمة، حقيقة يعرفها الجميع، لكن فرط الحب للأمير الذي أثر أيما تأثير في حياة السوريين يدفعهم لعدم نسيانه، حتى وإن استقر به المقام في الجزائر، لدرجة أن السلطات السورية تعتني بالقبر عناية خاصة لمكانة صاحبه الكبيرة في التاريخ السوري، لكن ثمة حكايات أخرى يتداولها أهل المشرق حول الفترة التي قضاها الأمير هناك.
رجل السلاح والقلم
وعلى الرغم من مرور قرن وربع القرن على وفاة الأمير عبد القادر، قائد الثورة الأولى في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، فلا تزال الأسرار المحيطة بذلك الرجل تتكشف كل يوم، فلا نكاد نجد في الكتب التي تؤرخ للنهضة العربية ذكرا للأمير إلا وهو مرتبط بثورته ضد فرنسا، أو بتصديه للحرب الطائفية بالشام عام 1860 م، أو زياراته العلمية والدعوية المتعددة إلى الأستانة ومصر وباريس، وحصوله على الأوسمة والمنح، فقد كان رجل فكر متبحر في علوم الدنيا والدين، وكانت له آراء خاصة في قضايا العقل والأخلاق واللغة والتصوف، مما يجعله أحد أبرز رجالات النهضة الدينية المبكرين.
خيانة قضت على الدولة الإسلامية الكبرى
يؤمن أهل المشرق أن الأمير عبد القادر أسس دولة إسلامية قوية في الجزائر، حيث نظم جيشا وطنيا قويا وقف موقف الند في وجه أكبر دولة برية في العالم في ذلك الزمن، وكبد الغزاة خسائر فادحة أفقدتهم الأمل بالسيطرة على البلاد، وكاد الأمير ينتصر، فعمد الغزاة إلى تفتيت الوحدة الوطنية التي أسسها الأمير تحت راية "الله أكبر" لمدة سبعة عشر عاما -مدة حكمه-، واتبعوا أيضا سياسة الأرض المحروقة والجيوش الجرارة والأسلحة المتطورة، وحينما لم تجد كل تلك الخطط نفعا، لجأت فرنسا إلى سلطان المغرب، وبالترغيب تارة وبالتهديد باحتلال مدنه تارة أخرى، أجبروه على عقد اتفاقية معه لمنع وصول أي مساعدات لقوات الأمير، وللأسف كتب سلطان المغرب رسائل بخط يده إلى زعماء القبائل لتحذيرهم من مساندة الأمير، مما اضطر الأمير لخوض معارك دفاعية دامية خارجة عن نطاق مخططاته، دفاعا عن حصنه المتنقل وقواته المجاهدة، فكانت أشرس وآخر معركة دفاعية خاضها الأمير ضد قوات نظامية مغربية، وحينما وجد الأمير أن الأشقاء يقاتلونه على نفس روح الغزاة المستعمرين، قرر وقف الحرب ليحقن دماء المسلمين، ويضع حدا لقتل الأخ لأخيه في الدين والجوار، ووافق العدو على وقف الحرب بعد أن حققت مبتغاها، فشوكة الأمير أخيرا انكسرت، وأبرمت معاهدة تكفل بنفي الأمير من الجزائر متجها إلى عكا، ولكن أثناء الطريق جاء أمر لربان الباخرة بتغيير وجهتها نحو فرنسا، فقد كانت فرنسا متأكدة من عودة الأمير إلى الجزائر لاستكمال الجهاد، فألغت الاتفاقية وغدرت بالأمير، لتضع وصمة سوداء في تاريخها الاستعماري الذي لم يحترم عقودا أو مواثيق.
رحلة السجن والموت والعذاب
رحلة مؤلمة، سجن فيها الأمير وأتباعه في تولو بفرنسا، ومن هناك تم نقله إلى بو، ثم إلى قصر أمبواز الذي قضى فيه أكثر من أربعة أعوام، من نوفمبر 1848 م حتى ديسمبر 1852 م، وقبل ذلك ببضعة أسابيع، وتحديدا في 16 أكتوبر عام 1852 م، استقبل الأمير الرئيس لويس نابليون الثالث، الذي جاءه ليمنحه صك حريته، وكان الأمير يعيش مع عائلته تحت مراقبة قاسية وفي حالة حرمانٍ كبيرة، حتى أصابت الصدمة أقارب الأمير، الذين توفى منهم 25 فردا بسبب البرد والمرض، بعدما قضوا حياتهم تحت الخيام في وسط سهول الجزائر الواسعة.
إحياء الإسلام في بلاد الشام
بعد الإفراج عنه، اختار الأمير مدينة بروصة كمكان لهجرته، ولكن عندما كثرت فيها الزلازل، اختار دمشق التي دخلها تحت مظلة احتفال كبير شعبي ورسمي كأحد كبار الفاتحين الأقدمين، وعاش فيها مكرما مبجلا كمهاجر وليس كمنفي مثلما هو سائد، داعيا لنشر العلم الشرعي واللغة العربية، محاربا للبدع، متخذا من كتاب صحيح البخاري ومسلم وموطأ مالك منهجية تربوية لخدمة المجتمع الإسلامي وتعميق الأيمان، وفي دمشق التي عاش ودفن فيها الأمير، تذكره شعوب بلاد المشرق بعظيم خصاله وأخلاقه السامية، دمشق التي لا يزال يقطن بها بعض أحفاد الأمير، لأن جدهم الراحل لا يزال ينال الاحترام والتقدير من قبل أهل الشام، الأمير وجد أهل الشام يعشقون الدين، لكنهم متخبطون بين الآراء والمذاهب المختلفة، فاستشعر الأمير الخطر، وبدأ بنشاط وهمة يقوم برسالته الجهادية التي لا تقل قيمة عن جهاده العسكري ضد المستعمر، فبدأ الرجل في إنشاء المدارس العلمية، وبدأ يعلم الناس أمور دينهم، حتى صار أشهر علماء الشام وأعظم علماء عصره، وبقي هناك حتى وفاته بعد سبعة وعشرين عاما قضاها جهادا في سبيل الله، وكان ذلك في عام 1883.
إخماد نار الفتنة وحماية النصارى
لم يكن التاريخ والدعوة فقط رصيد محبة الأمير، فثمة حدث جلل برز فيه اسم الأمير ليترك علامة فاصلة في تاريخ الشام ستظل باقية أبد الدهر، ففي تلك الأثناء اندلعت الفتنة في لبنان، فحصدت أرواح الآلاف وكادت تقضي للأبد على اللبنانيين وشعوب المنطقة، لكن الأمير تدخل ليضع حدا لتلك المأساة، حتى أنه أنقذ أكثر من خمسة عشر ألفا من النصارى لاذوا بمنزله، فلم يستطع أحد التعرض لهم احتراما وتبجيلا للرجل الذي لاذوا بحماه.
الأمير عبد القادر اتخذ إجراءات كبيرة وجريئة لوأد الفتنة، حتى أنه أخذ مفاتيح قلعة دمشق، ليضع فيها كافة نصارى البلد، يقدم لهم الطعام والشراب على حسابه الخاص لمدة خمسة عشر يوما، وكان لذلك دور كبير في وقف الفتنة وإطفاء نارها، ورجع عند ذلك عشرة آلاف جندي فرنسي إلى فرنسا بعد أن كانوا في مراكبهم يستعدون لنسف بيروت بالقنابل المدمرة، فما أشبه اليوم بالبارحة، وقتها جند الله الأمير لإنقاذ الأمة من شبح الفتنة، أما اليوم فقد سخر الشيطان الآلاف ينفخون في كيرها .
المؤرخون يؤكدون أن الأمير عبد القادر تصرف على هذا النحو، وقرر حماية النصارى التزاما بتعاليم الدين الإسلامي الذي يأمر المسلمين بحماية أهل الذمة الذين يقطنون في بلاد المسلمين، فالأمير عبد القادر كان عالم دين بكل ما تحمله الكلمة، وليس متطفلا أو مندسا على الدين، علم وتفقه في حدود ما أنزل الله، فحقن دماء البشر، ووضع اتفاقية لا تزال سارية المفعول حتى يومنا هذا، وبفضل هذه الاتفاقية انتهت إلى غير رجعة مظاهر التطرف والتعصب في بلد مثل سوريا، التي تعد الدولة العربية الأولى التي تشهد تعايشا طائفيا سلميا .
الأمير عبد القادر حفيد الرسول "صلى الله عليه وسلم"
الكتب المنشورة في دمشق عن الأمير عبد القادر تكشف الكثير من الحقائق الغائبة، فهي تقول أن الأمير عبد القادر ولد عام1807 م، ونشأ في مزرعة أجداده "القيطنة" بوادي الحمام الخصيب بضواحي مدينة وهران، وأنه درس اللغة العربية وحفظ القرآن في مدرستها، ثم أرسله والده للالتحاق بإخوته بمعاهد وهران وتونس والزيتونة، وتقول هذه المؤلفات العديدة التي أسهبت في التعرض لحياة الأمير عبد القادر: أن الأخير يمتد نسبه للإمام إدريس الأكبر ابن عبد الله بن الحسن حفيد رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، الذي دخل المغرب العربي عام 172 هجرية وبايعته القبائل، فأقام مملكة قوية، وشيد مدينة فاس كعاصمة لمملكة امتدت حتى عام 459 هجرية حينما كثرت المنافسة على الحكم، فانتصر بني الأغلب على محمد المستعلي بن عبد الله حفيد إدريس الأصغر وانتزعوا منه حكم البلاد، فانقرضت دولة الأدارسة والتعاقب على الملك.

محب بلاده
2012-02-07, 11:16
الامير خالد الهاشمي بن عبد القادر الجزائري

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRFrtcbmxSe-cbyYdH020ZYorpZiOLFXfFu_OHJhwBGVVeEYitN&t=1

المولد والنشأة

ولد خالد الهاشمي بن عبد القادر (الأمير) يوم 20 فيفري 1875 بدمشق. تلقّى تعليمه الأول بمسقط رأسه ودرس اللغتين العربية والفرنسية، واصل دراسته الثانوية بباريس بثانوية لويس الأكبر بعد أن عادت عائلته إلى الجزائر سنة.1892 انضم إلى الكلية الحربية الفرنسية المعروفة بسان سير saint- cyr التي تخرّج منها عام.1897 شارك في حملات عسكرية بالمغرب سنة 1907 برتبة ملازم أول قبل أن يرقّى إلى نقيب سنة.1908 بعد أن استفاد من عطلة خاصة لمدة 03 سنوات عام 1913 شارك من جديد في الحرب العالمية الأولى كضابط صبايحي، وانسحب من الجيش الفرنسي سنة 1919 واستقر بالجزائر
النشاط السياسي

يعتبر الأمير خالد مؤسس للحركة الإصلاحية حسب الدكتور سعد الله، فقد استغل الرصيد النضالي لجده الأمير عبد القادر ومعرفته للحضارة العربية الإسلامية للوقوف في وجه السياسة الاستعمارية. بدأ نشاطه السياسي بعد تقاعده من الجيش الفرنسي على جبهتين الأولى: التصدّي لدعاة الإدماج والداعين إلى التجنّس بالجنسية الفرنسية، والثانية ضد غلاة المعمرين والنوّاب الفرنسيين. وقد بعث الأمير خالد بعريضة إلى الرئيس الأمريكي ولسن يطرح فيها مطالب الجزائريين. أسس الأمير خالد جريدة الإقدام سنة 1920 للتعبير عن أفكاره والدفاع عن فكرة المساواة بين الجزائريين والفرنسيين في الحقوق السياسية. ونشط الأمير في كل الاتجاهات فبعد عريضته إلى الرئيس الأمريكي ولسن ترشح للانتخابات البلدية وصار عضوا بالمجلس البلدي للجزائر العاصمة، وأنشأه جمعية الأخوة الجزائرية.- وعند زيارة الرئيس الفرنسي ميليران millerand إلى الجزائر في مارس 1923 خطب الأمير خالد أمامه مجددا مطالب الجزائريين.
- هذا النشاط المكثف والمطالب المحرجة بالنسبة للسلطات الفرنسية جعلت الحكومة الفرنسية تصدر أمرها بنفي الأمير خالد إلى خارج الجزائر في شهر جويلية 1923، حيث حلّ بــمصر واستقبل بحفاوة.
- لكن نفي الأمير إلى خارج الجزائر لم ينه نشاطه السياسي فقد شارك في مؤتمر باريس للدفاع عن حقوق الإنسان وبذلك نقل المعركة إلى فرنسا نفسها.
و من منفاه وصلت رسالة الأمير خالد إلى هيريو رئيس الوزراء الفرنسي سنة 1924 أكدّ فيها من جديد على المطالب الأساسية للجزائريين.كما كان له نشاط متميز مع الوطنيين السوريين بعد عودته إليها سنة 1926. ومع العالم الإسلامي بدعوته إلى عقد مؤتمر إسلامي بأفغانستان الدولة الوحيدة المستقلة آنذاك. و رغم محاولاته المتكررة العودة إلى الجزائر إلاّ أن السلطات الفرنسية وقفت له بالمرصاد إلى غاية وفاته بدمشق بتاريخ 09 جانفي 193

benhamed1993
2012-02-07, 12:29
يا أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي اين هو بحثي؟؟؟؟؟؟؟؟

sabrina zed
2012-02-07, 13:12
شكرا وجزاك الله راسكنك فسح الجنات

محب بلاده
2012-02-07, 16:15
ثلاث صفحات وكل هذا عن الامير عبد القادر وتقول اين بحثي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

benhamed1993
2012-02-07, 17:56
يا أخي لم تفهم قصدي كنت أكلمك في بحث التحضير النفسي وفهمته أنت غلط ..لا تغضب فالرسول أوصانا وقال الحلم عند الغضب

benhamed1993
2012-02-07, 18:01
جزاك الله خيرا فقدوجدت بحثي ...عذرا لأني أتعبتك...أسأل الله لك الجنة..وزوجة صالحة....و راك " تسالنا" مهراس زفيطي ..
وشكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــرا

sola 17
2012-02-08, 19:05
هل من جدديد حول مذكرتي عقد التسيير في القانون المدني الجزائري فانا في عجلة من امري

sola 17
2012-02-09, 12:31
هل من جدديد حول مذكرتي عقد التسيير في القانون المدني الجزائري فانا في عجلة من امري

محب بلاده
2012-02-09, 16:27
// التسيير الحر, بحث كامل //



مقدمة:
يمكن للتاجر التخلي عن استغلال المحل التجاري الذي يعد مالا منقول معنوي هذه الأموال التي تكون من العناصر المادية مثل العتاد و مخزون البضائع و العناصر المعنوية كالاسم و السمعة و الحق في الإيجار و علامات الشهرة و الحكمة من إقرار المشرع بوجود المحل، يكمن في إضفاء قيمة تجارية لإقامة النشاط التجاري من طرف التاجر لحسابه فيؤجره لشخص أخر ليقوم باستغلاله كمصلحة نفعية و يلتزم مقابل ذلك بدفع أجرة للمالك و أسباب هذا التخلي كثيرة منها انتقال المحل التجاري إلى الورثة القصر، و حالة تواجد مالك المحل إلى التنافي مع ممارسة التجارة و كذا حالات المرض فهنا كان عقد الإيجار الحر هو العلاقة القانونية الأنسب لهذه الفترة الانتقالية حتى يتمكن المؤجر من المحافظة على محله
و على ضوء هذه المقدمة نطرح الإشكالية التالية:
ما المقصود بعقد التسيير الحر؟، و ما هي الآثار التي يرتبها؟.
متبعين في ذلك الخطة المقترحة:


 المبحث الأول: تعريف التسيير الحر و الشروط الخاصة به

المطلب الأول: تعريف التسيير الحر
المطلب الثاني: الشروط الخاصة بالتسـيـير الحر

 المبحث الثاني: أثار التسيير الحر و انقضاؤه

المطلب الأول: أثار التسيير الحر بالنسبة للأطراف المتعاقدة و للغير
المطلب الثاني: انقضاء عقد تسيير التأجير


المبحث الأول: تعريف التسيير الحر و الشروط الخاصة به

المطلب الأول: تعريف التسيير الحر
لكي نعرف التسيير الحر يجب التميز بين شكلين مختلفين من العقود المبرمة بين صاحب المحل التجاري و المستثمر الجديد و هما تسيـير المستأجر و التسيير الحر المسمى كذلك تأجير التسيير أو عقد إدارة التسيير.
ــ حيث أنه من الملاحظ في الحالة الأولى أن صاحب المحل التجاري يبقى تاجرا و المستخدم المكلف بتسيير المحل التجاري يمارس التجارة باسم المالك الحقيقي و لحسابه ( أي المالك) و لأن مالك المحل يظل تاجرا فهو مسؤول تجاه الغير عن أعمال المستخدم و هذا الأخير لا يكتسب صفة التاجر و هذا راجع للعلاقة التبعية الموجودة بينه و بين صاحب المحل، و يترتب من ذلك أن المستخدم يستفيد من التشريع الخاص بالعمل.
بينما يعتبر التسيير الحر "عقد يستأجر بمقتضاه شخص المحل التجاري من مالكه لأجل استغلاله لحسابه الخاص و على عهدته متحملا مسؤولية هذا الاستغلال وحده دون أن يلتزم مالك المحل بنتائجه"(1)
ــ بأسلوب أخر تأجير التسيـير أو عقد إجارة التسيير عقد إيجار حقيقي و لهذا يسمى بعقد الإدارة الحرة أو عقد التسيـير الحر حيث يقوم المستأجر بإدارة المحل التجاري لأجل استثماره لحسابه الخاص و تبعا لها يتحمل أعباء التسيـير، و يسمى بالإدارة الحرة لأن المستأجر له الحرية التامة في التسيير فلا يخضع لرقابة مالك المحل التجاري و لا لإشرافه و يترتب عليه حصول صاحب المحل على مقابل.
و منه فالطبيعة القانونية لإيجار التسيـير هي إيجار منقول معنوي بمقتضاه يتنازل صاحب المحل التجاري كليا أو جزئيا في استغلال المحل المسير(2)، و المواد المتعلقة به 203 214 من القانون التجاري.


(1)محمد الصالح فنينيش، ملخص محاضرات للقانون التجاريc.a.p.a،ص49
(2) مطبوعة الأستاذ عبد القادر البقيرات، محاضرات تجاريc.a.p.a،ص62
المطلب الثاني: الشروط الخاصة بالتسـيـير الحر
بالإضافة إلى الشروط العمة المتمثلة في الرضا و المحل و السبب هناك شروط موضوعية و شروط شكلية يتميز بها عقد التسيير الحر:
أ ــ الشروط الموضوعية: ــ المؤجر
ــ المستأجر المسير
ــ العين المؤجرة
1- الشروط الخاصة بالمؤجر:
طبق للمادة 205 من القانون التجاري يجب على الأشخاص الذين يقدمون المحل التجاري في إطار إيجار التسيير سواء كانوا أشخاص طبيعيين أو معنويين أن يكونوا قد مارسوا التجارة لمدة 05 سنوات و بذلك يكونوا قد اكتسبوا صفة التاجر منذ 05 سنوات على الأقل، أو يكونوا قد مارسوا نفس المدة أعمال المسير أو مدير تجاري أو تقني و اشتغلوا لمدة سنتين على الأقل في المتجر الخاص بالتسيير.
و أجازت المادة 206 من القانون التجاري الإعفاء من هذه المدة بأمر من رئيس المحكمة بناءا على طلب المعني، و بعد الاستماع إلى النيابة العامة عندما يقوم مبرر شرعي يمنع المؤجر من هذه الممارسة و المسألة تقديرية بالنسبة للمحكمة من الجانب الموضوعي و الواقعي لكنها من النظام العام بدليل وجوب إطلاع النيابة العامة على هذا الطلب و إبداء رأيها.
كما استبعدت المادة 207 من القانون التجاري تطبيق حكم المادة 205 عندما يكون مؤجر المحل هو الدولة أو البلدية أو الولاية أو المؤسسة العمومية أو مؤسسة مالية أو أحد الأشخاص المحجور عليهم لعارض من عوارض الأهلية على أن يكون المحل هو موضوع التسيير الحر مملوكا لهم كما أعفت نفس المادة ورثة التاجر و الموصى لهم من تاجر أو حرفي من ضرورة ممارسة التجارة خلال المدة المذكورة سابقا.
2- الشروط الخاصة بالعين المؤجرة
يشترط أن يكون موضوع الإيجار محلا تجاريا طبقا لأحكام المادة 78من القانون التجاري و أن تتوفر فيه العناصر المعنوية و المادية لا سيما الاتصال بالعملاء و الشهرة التجارية و ذلك لا يتحدد إلا باستغلال النشاط موضوع التسيير الحر من طرف المؤجر خلال سنتين على الأقل(1).


(1) مطبوعة الأستاذ عبد القادر البقيرات،مرجع سابق،ص63

3- الشروط الخاصة بالمستأجر:
يجب أن يكون المستأجر تاجرا أي يمارس الأعمال التجارية و يتخذها مهنة معتادة له و أن تتوفر فيه الأهلية لممارسة التجارة و أن يكون مقيد في السجل التجاري.

ب ــ الشروط الشكلية:
على خلاف القانون الفرنسي الذي يجيز تحرير عقد التسيـير الحرفي في محرر عرفي فإن القانون الجزائري، يشترط في الفقرة الثالثة من المادة 203 من القانون التجاري أن يحرر عقد التسيـير الحر في عقد رسمي و يترتب عن تخلفه بطلان العقد و هي القاعدة المعمول بها في التصرفات القانونية الواردة في المحلات التجارية طبقا للمادة 324 مكرر1 من القانون المدني إذ نصت على ضرورة الرسمية في عقود تسيير المحلات التجارية، و رتب البطلان على تخلفها بصراحة النص
كما يجب شهر التسيير الحر للمحل التجاري خلال 15 يوم من إبرام العقد في مستخرج أو إعلان في النشرة الرسمية للإعلانات القانونية زيادة على نشره في جريدة مختصة في الإعلانات القانونية.

و يجب على المستأجر أن يسجل نفسه في السجل التجاري مصطحبا وثائقه من فواتير أو السجلات بأنه يمارس التجارة في شكل التسيير الحر.
بالإضافة إلى أن المؤجر ملزم بتسجيل نفسه في السجل التجاري أو تعديل قيده الخاص مع البيان صراحة على تأجير التسيير(1).

المبحث الثاني: أثار التسيير الحر و انقضاؤه

المطلب الأول: أثار التسيير الحر بالنسبة للأطراف المتعاقدة و للغير

الفرع1: أثار التسيير الحر بالنسبة للأطراف
أ/ أثر العقد بالنسبة للمستأجر المسير:
ــ يخضع المستأجر المسير لعدة التزامات لكنه في نفس الوقت يتمتع ببعض الحقوق

(1) مطبوعة الأستاذ عبد القادر البقيرات،مرجع سابق،ص62-63.
فهو يلزم بدفع بدل الإيجار، إلى صاحب المتجر، على أن يجوز النظر في بدل الإيجار كل ثلاث سنوات ( حسب المادة 213من القانون التجاري)، و يجب على الذي يرغب في طلب إعادة النظر في الإيجار أن يبلغ الطرف الأخر بموجب رسالة موصى عليها مع طلب العلم بالوصول أو بموجب إجراء غير قضائي ( المادة 214 من القانون التجاري)
ــ و يخضع أيضا المستأجر إلى نفس التزامات التاجر
كضرورة القيد في السجل التجاري و علاوة على ذلك يجوز إشهار إفلاسه متى توقف عن دفع ديونه التجارية.
و يخضع كذلك للقيود الواردة في العقد " كالحفاظ على عناصر الاتصال بالعملاء، و عدم تغيـير نشاط المحل"، و لا يجوز له أن يتصرف في المحل كبيعه أو رهنه، إذ ليس له الحق في إعارته، و يلتزم المستأجر في كثير من الأحيان بدفع ضمان يعادل بدل إيجار ثلاثة أشهر، و لا يجوز للمستأجر أن يتوقف عن النشاط التجاري بالمحل، أو أن يقوم بعمل ينقص من قيمة المحل التجاري بالإضافة تعهده بعدم تأجير المحل التجاري من الباطن .

ب/ أثار العقد بالنسبة للمؤجر:
و تتمثل في ضرورة تسليم المتجر للمستأجر بكافة عناصره ( أي وضع العين المؤجرة تحت تصرف المستأجر) و يتعين عليه أيضا تسجيل نفسه في السجل التجاري أو تعديل قيده الخاص مع البيان صراحة على تأجير التسيير حيث يقوم بالتعديل لدى ملحقة المركز الوطني للسجل التجاري، المختص إقليميا.
و أن يمنع المؤجر أي تعرض من طرف الغير على المستأجر سواء ماديا أو قانونيا من شأنه أن يحول دون انتفاع المستأجر بالعين المؤجرة " عدم التعرض المادي كأن يلتزم بعدم إنشاء محل تجاري جديد قرب المتجر ينافسه منافسة غير شرعية"
و لا يحق للمؤجر أن يقرر بإرادته المنفردة تغيير شروط استئجار تسيير المحل التجار المحدد بالعقد المبرم بين الطرفين.

الفرع 2: أثار التسيير الحر بالنسبة للغير
أ/ أثار العقد إزاء دائني المؤجر:
يتعرض دائني المؤجر إلى الخطر إذا أساء المستأجر المسير استغلال المحل،وفي حالة فقد هذا الأخير أحد عناصره فإنهم يتعرضون في هذه الحالة إلى انخفاض قيمة ضمانهم الأمر الذي يستلزم حمايتهم. و هذا ما فعل المشرع بمنحهم حق رفع دعوى أمام المحكمة التي يوجد بدائرة اختصاصها المحل التجاري طالبين منها الحكم بأن الديون واجبة الأداء فورا، و يتوجب عليه رفع هذه الدعوى خلال ثلاث أشهر من تاريخ نشر قيد التسيير في النشرة الرسمية للإعلانات القانونية، تحت طائلة سقوط الحق فيها( أي في رفع الدعوى).مع العلم أنه يجوز للمحكمة إما القبول أو الرفض حسب درجة وجود الخطر من عدمه.( المادة 208من القانون التجاري).
ب/الآثار بالنسبة لدائني المسير المستأجر:
نميز بين حالتين
الحالة الأولى:
يكون مؤجر المحل التجاري مسؤولا بالتضامن مع المستأجر المسير عن الديون التي يعقدها هذا الأخير بمناسبة استغلال المتجر ذلك إلى غاية نشر عقد تسير التأجير و طيلة مدة 6 أشهر من تاريخ النشر.( المادة 209 من القانون اتجاري)
الحالة الثانية:
إن انتهاء تأجير التسيير تجعل الديون التي قام بها المستأجر المسير طيلة مدة التسيير و الخاصة باستغلال المحل التجاري أو المؤسسة الحرفية حالة الأداء فور ( المادة211 من القانون التجاري) أتت هذه المادة لدرأ الخطر الذي قد يتعرض له دائني المستأجر و حماية لهم فالمسير حين تنتهي مدة التأجير لأن في هذه الحالة لا يكون للمستأجر أي دخل تجاري و من هنا يصبح تسديد الديون احتماليا.
المطلب الثاني: انقضاء عقد تسيير التأجير

ينتهي عقد تأجير التسيير بمجرد انقضاء المدة المحددة بين المتعاقدين في الاتفاق، و لا يجوز المستأجر المطالبة أو أن يتمسك بحق البقاء في العقار، لكن يجوز له تمديد صلاحية العقد بتجديده ضمنيا لما ينتهي تأجير التسيير بسبب ظروف معين كوفاة المستأجر المسير أو إفلاسه.
وانتهاء عقد تأجير التسيير ينتج عنه إتباع نفس إجراءات وقت إبرامه أي الإعلام في النشرة الرسمية للإعلانات القانونية و غيرها من الإجراءات المذكورة سابقا و التي تمكن الغير من معرفة انتهاء عقد التسيير الحر(1).

(1) محمد الصالح فنينيش،مرجع سابق، ص51-52-53

خاتمة أو حوصلة:



نظرا للطبيعة الخاصة لعقد التسيير الحر للمحل التجاري نظمه المشرع من خلال القانون التجاري و ذلك بتخصيص باب مستقل تحت عنوان التسيير الحر أو تأجير التسيير معطيا لكلا طرفيه حقوقا و واجبات تضمن تحقيق مصالحهما و كذا مصالح الغير اتجاههما.




المراجع المعتمدة

1- القانون التجاري الجزائري حسب أخر تعديلاته
2- مطبوعة الأستاذ عبد القادر البقيرات، محاضرات تجاريc.a.p.a
3- محمد الصالح فنينيش، ملخص محاضرات للقانون التجاريc.a.p.a

sabrina zed
2012-02-09, 18:06
merci trés bein

hanouna25
2012-02-09, 18:08
اسم العضو: hanouna25
الطلب:بحث بعنولن الحساب المابي والميزانية .
المستوى: موظفة نائبة مقتصد.
أجل التسليم: هذا الأسبوع رجاءا.
وشكرا مسبقا

محب بلاده
2012-02-09, 18:09
لا مرسي على واجب

sabrina zed
2012-02-09, 18:11
هل انت استاد

محب بلاده
2012-02-09, 18:14
اسم العضو: hanouna25
الطلب:بحث بعنولن الحساب المابي والميزانية .
المستوى: موظفة نائبة مقتصد.
أجل التسليم: هذا الأسبوع رجاءا.
وشكرا مسبقا


[DOC] الحساب المالي - التكوين في التسيير المالي و المادي في مؤسسات
(http://azouzchabani.jeeran.com/files/189435.doc)

[PDF] ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ - المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية وتحسين مستواهم (http://www.infpe.edu.dz/Publication/_PRIVATE/administration%20sec_moy/FINANCE/finance3.pdf)

محب بلاده
2012-02-09, 18:16
الحساب المالي

الحساب المالي هو الوثيقة الرسمية التي ترســم العمليات الحسابية المنجزة من طرف المسير المالي طيلة سنة ماليـة كاملة أو فترة زمنية محددة( لمؤسسة حديثة الإنشاء).
وهو عبارة عن مجموعة وثائق تدون فيها كل العمليات الحسابية من المداخيل والمصاريف الخاصة بتسيير المؤسسة، وبواسطته يمكن ضبط الوضعية المالية للمؤسسة عند نهاية كل سنة ماليـة، ويتـم استخلاص النتيجة النهائية واستخراج الفائض أو العجز في كل البنود ويمكن بواسطته مراعاة مدى صحة تنفيذ ميزانية التسيير وتطبيق القانون الخاص بتنفيذها، كما نشير إلى أن الحساب المالي يجب أن يتطابق مع السجلات والمستندات الضرورية من اجـل توضيح أكثر لبعض المعاييـر الموحـدة والمعمـول بها خلال إنجاز هذه الوثيقة الهامة والتي تعكـس العمـل الجيـد والتسيـير الحسـن للمؤسسة واحترام القوانين والنصوص السارية المفعول والمتعلقة بتنفيـذ الميزانية،ويتم تقديمه إلى الوصاية من أجل المراقبة والمصادقة عليه وفق الرزنامة الإدارية المعمول بها.








الحســــــاب المالــــــــي

Ι- تعريــف : الحساب المالي هو وثيقة مالية تبين الحوصلة المالية الدقيقـة المتمثلـة فـي تنفيـذ العمليات المالية المسجلة في الميزانية المصادق عليها و الحسابات خارج الميزانية المنفذة من طرف الآمر بالصرف (مدير المؤسسة ) والمحاسب (المسير المالي ).
تعتبر هذه الوثيقة حوصلة كل ما دون في السجلات الحسابية الخاصة بالآمر بالصـرف و المحاسـب كـل فـي مجـال اختصاصــه.
1-الآمر بالصــرف: يلتزم و يصرح بصحة الحقوق المثبتة و التخفيضات في مجال المداخيل و كذا الالتزامات و الآمر بالصرف في مجال المصاريف .
2-المحاســب: يصرح بتنفيـذ قبـض المداخيـل و الباقـي للتحصيل مـن الحقوق المثبتة و هذا في مجال الإيرادات , بينما في مجال النفقات يدلي بحقيقة التسديدات و كذا المبالغ الملغاة و مقارنة بالعمليـات الحسابيـة المذكورة أدناه يظهر من خلال الفائض أو العجز, و عليه تعرض هذه الوثيقة على مجلس التوجيه و التسيير أو التربية و التسيير للإدلاء بالرأي قبل إرسالها إلى الوصاية و مجلس المحاسبـة .
П-مطبوعة الحساب المالي: من اجل توحيد العمل و تفاديـا لضيـاع المرفقات تم تصميم مطبوعة الحساب المالي ممسوكة على شكل دفتـر نقوم بواسطتها بتدوين كل عمليات الإيرادات والنفقات المنفذة طيلة سنة مالية كاملة في إطار الميزانية وخارج الميزانية , كما منحت لنا فرصـة جمع المعلومات الخاصة بالوثيقة الرئيسية و مرفقاتها في ملف واحـد .
و تحتوى الصفحة الأولى من الحساب المالي على ما يلـي :
إسـم المؤسسة – العنوان الكامل
الرقم التقاضي (الرقم الإستدلالي )- الرقم الميكانوغرافي
الإسم و اللقب للآمـر بالصرف و المحاسـب
تحديد الفترة الزمنية للأمر بالصرف و المحاسب


الصفحة -1-

Ш-الإيرادات: كل الإيرادات المسجلة في مختلف السجلات و الوثائق المالية تدون في الجداول الموجودة في الصفحات (3-4-5) و ملخصة بالصفحتين (6-7)
Ш -1 الفرع الأول: إعانات الدولة :في الجدولين (12-13) تبــرز إيرادات الخزينة و الخاصة بالمنح ,التكوين , و دعم الدولة ( للمنح ) كما لا يمكن على الإطلاق إعادة ترتيب هذه الإيرادات في المصالح خارج الميزانية .
ملاحظة : في نهاية كل ثلاثي تنجز العملية الترتيبية حتى ولو لم يتم تحصيل اعتمادات في البابين 12 و13
توضيـــح :

- إنجاز حوالة في البند 121
- إنجاز وصل من البند 211 بنفس المبلغ
- إنجاز حوالة في الباب 133
- إنجاز وصل من البند 211 بنفس المبلغ

Ш -2 الفرع الثاني :المداخيل الذاتية :الجدول رقم (211) الخاص بمداخيل التغذية هو صورة طبق الأصل للحقوق المثبتة على العائلات والدولة (المنح) الباقي للتحصيل عن الدولة و الولاية لم يظهر في هذا الجدول ,وهذا ناتج بعد العملية التي قمنا بها في الفـرع الأول .
Ш -3-الفرع الثالث : إعانات الولاية : الجــدول (رقم 31) يبــرز
الإيرادات الخاصة بالأشغال الكبرى (311) الممنوحة من طـرف الولاية .



الصفحة - 2 -

Ш – 4 –الفرع الرابع : المداخيل غير العادية : الجـــدول رقـــم 41 الموجــــود في الصفحة رقم 05 يحتوي على عدة بنود وعلى إثرها يلفت الانتباه الى ما يلي :
- الحقوق المثبة في البند (411) الخاصة بالمستندات التربوية بحيث تكون مساوية للمصاريف بنفس البنـد.
Ш – 5 –المداخيــل غيـر العاديـة الأخـرى : الجــدول رقــم 42 الموجـود فــي
الصفحة رقم 05 يحتوي على 04 بنود :
- امتحانات على مستوى الولاية
- التكوين على مستوى الولاية
- المطاعم المدرسية
- المنحة المدرسية الخاصة
ملخــص : تشمــل الصفحتـان (6-7) ملخـص الإيــرادات وتوجد بها 08 خانات , في الخانة رقـم 03 تسجيل كــل التقديرات المفتوحـة في الميزانية والقرارات المغيرة لها في البنود (121-133-141) أما في باقي البنود تسجل الحقوق المثبتة .
- في الخانة رقم 04 تسجل الحقوق المثبة الموجودة في السجل المفتوح لدى الخزينة والغير .
- الناتـج السلبـي أو الناتـج الإيجابـي فـي الفـرع الأول يظـهـر في الخانة رقم 10 .
الخانة رقم 05 : هذه الخانة خاصة بالقيمة المعدومة (Non Valeur) للمنح الوطنية.




الصفحة - 3 –


VΙ– النفــقـــــات : 1 –
بعـد غـلـق العـمـليـــات الحسابية في نهاية السنة المالية تسجــل المصاريــف المدونة على جــداول الحـــوالات المسددة وتسجــل المبالــغ علي الجــداول المخصصـة لكـل البنود المتواجدة بالصفحتيــن (8-9) .
ولتحديد الاعتماد النهائي للتغذية نقوم بالإجراء التالي :
المبلغ المفتوح بالميزانية + أو – المبلغ المسجل بالباب 21 من الإيرادات الصفحة 7 الخانة 10 إما في ما يخص الجداول الأخرى تسجــل القروض الأولية مــع التغييرات التــي طــرأت عليهــا (تحويلات آو قـروض إضافية) للحصول على القرض النهائي مع تسجيــل المصاريــف الحقيقيــة لكل بند وهذا يسهل تقييم القروض المفتوحة .
الجدول 41 : المصاريف غير العادية : فائــض العمليـات الحسابيــة الخاصــة بالسنة المالية السابقة تدرج في البند 417 .
الإعتمادات الممددة credits reconduits: وهـي الإعتمــادات الباقيــة من السنة المالية الماضية والخاصــة بالإشغــال الكبــرى يتــم صرفهــــا في البند 416 , ولايمكن تمديدها مرة ثانيــة .
الجدول 42 : المصاريف الأخرى الغير عادية:
مجموع الإعتمادات المحصلة فــي هــذا البنـــد = مجمـــوع المصاريـــف
مصاريف خارج الميزانية : كــل العمليـات الحسابيـة التابعــة لمصالــح خـارج
الميزانية مذكورة فـي الجــداول الموجــودة فـي الصفحتيــن (12-13) التــي
تستخــرج لكــل بنــد :
- الرصيد الباقي الى غاية 31-12 الماضي .
- المداخيل المسجل خلال السنة الجارية .
- مجموع المبلغين .
- المصاريف المدفوعة من 01/01 الى غاية 31/12
الرصيــد الجديــد المحصــل عليــة فــي 31/12 عــن طريــق عمليــة الفــرق
الناتج بين المداخيل والمصاريــف .



الصفحة - 4 -

تذكير: يجب تصفية كل الحسابات خارج الميزانية عند نهاية كل سنة مالية .
-تقرير رئيس المؤسسة الصفحة16-17-18) يحدد تعداد التلاميذ الحاضرين و يعطى توضيحات أكثر في استعمال القروض والمقارنة لكل العمليات الحسابية .
- محضر مراقبة الصندوق : (الصفحة رقم 19) يشمل وضعية و مراقبة الصندوق إلى غاية 31/12 من السنة المالية .
- بيانات مراقبة الصندوق : مع الحسابات الجاري البريدي والخزينة بيانات المقارنة إلى غاية 31/12 الخاصة بالخزينة و الحساب الجاري البريدي ترسل للهيئات المعنية (مركز الصكوك والخزينة) للمصادقة على صحتها ، هذه الوثائق تعتبر ذات أهمية بالغة ومن خلالها يحدد رصيد المؤسسة مع ح.ج.ب –ح.ج.خ ويحتفظ بها على مستوى المؤسسة لتقديمها عند الطلب ، كما نشير إلى أن النسخ طبق الأصل المصادق عليها من طرف رئيس المؤسسة والمتواجدة بالملف تحملـه المسؤولية الشخصية، لذا يجب عليه أن يتأكــد مسبقــا أن الوثائــق الأصلية مصادق عليها من طرف الهيئات المعنية وهي نسخة طبــق الأصل مفصلة كما يلي :
- نســخ طبق الأصل لبيانات التحويــل المصــادق عليهــا مـن طــرف الوصايــة وبيــان القــروض الإضافيــة المفتوحــة (الصفحة-22-).
- مستخــرج عــرض حــال اجتماع مجلــس التربيــة والتسييــر أو مجلس التوجيه والتسييــر (الصفحة-23-).
في تنقل الموظفين خلال السنة ترفق الوثائق التالية :
بيان تسليم المهام بين : الآمر بالصرف والمحاسب .


الصفحة - 5 -

تقديم الحساب: 1 - يرسل الحساب المالي إلى الوصاية في 03 نسخ حسب الرزنامة الإدارية .
2- يرسل إلى مجلس المحاسبة في نسخة واحدة عن طريق ظرف مضمون بوصل استلام إلى كاتب الضبط لدى مجلس المحاسبة 19 شارع رابح ميدات الجزائر .
وهذا قبل تاريخ 30/06 للسنة المالية الموالية .
تنبيـــــــــه:

يلفت الانتباه إلى أن كل تأخر في إرسال الحساب المالي يؤدي بصاحبه إلى غرامة مالية معتبرة مهما كانت التبريرات .
وفي حالة إهمال أو غياب الآمر بالصرف أوالمحاسب ينجز الحساب المالي من طرف الآمر بالصرف والمحاسب الحالي مع تسجيل الملاحظة التالية:
هذا الحساب المالي أنجز حسب العمليات الحسابية المسجلة على السجلات والوثائق الحسابية الحقيقية في عهد .
الآمر بالصرف السيد(ة):......................................... ..
المحاســـــب السيــــد(ة):..................................... ......


الصفحة - 6 -

الخـــلاصـــــــــة :
الحساب المالي : هــو حوصلة كل العمليات التي اقرهــا مشــروع الميزانيــة وهــو
عملية تقييمية بين التقديرات والتنفيـــذ .
- التقديرات : تسمي بمشروع الميزانية .
- التنفيـــــذ : استخلاص كــل العمليــات المسجلــة علــى السجــلات فــي مدونـــة
الحســــاب المالــــي .
ويبرز دور الحساب المالي في استخراج عدة نتائج مبينة كما يلي :
1- نتائج محاسبية : وتتمثل في استخراج الفوائض عند انجاز الحساب المالي .
وانجاز وثيقة الحساب المالي هو عبارة عن نقل لصورة طبق الأصل
للسجلات المحاسبية المتداولة خلال السنة المالية , فالفهم و التوقيف الصحيح
للسجلات يجعلنا نهتم أكثر بمسكها ونقوم بتوقيفها واستخراج كل العمليات
التي نحن مطالبون بتنفيذها .
2- نتائج تسييرية : عادة ما يكون لكل ميزانية مخطط مسبق ويظهر ذلك في نسبــــة تحقيق الأهداف المرسومة في مشروع المؤسسة الذي التزمنا به عند إعداد مشروع الميزانية وكما يظهر في تقرير رئيس المؤسسة ومحضر مجلس التربية والتسيير أو التوجيه والتسيير ومختلف مجالس التنسيق الاداري .
3- نتائج تربوية : التطبيق الجيد لمشروع الميزانية يبرز مــدى مساهمتنا فــي تحسين المردود التربوي من خلال تنشيط وتحسين ظروف الحياة المدرسية كما يلــــي :
أ – توفير الجو الملائم لتمدرس التلاميذ في ظروف جيدة ( نظافـة حجرات الدراسـة ,توفيــر التدفئة , صيانة المرافق الصحية ).
ب – توفير الوسائل واستحضارها وتزامنها مع الدروس .
- توفير الكتاب المدرسي , بيعه , وتوزيعه على التلاميذ .
- تدعيم المكتبة بالكتب القيمة والمفيدة مع استشارة الهيئة التربوية عند الشراء, والعمل على تجهيزها بمكتبة رقمية ( حاسوب + أقراص مضغوطة )
- المطعـــم : الوجبـــة المتوازنــــة .رقميا و صحيا
- المرقــــد : الوقوف على تنظيف المراقد وصيانتها .
- المداومة : توفيــر الجـــو الملائم للمداومة المستمرة التــي تعــود بالفائدة علــى
إبنائنا التلاميذ .



الصفحة - 7 -


السجلات والوثائق المطلوبة عند إنجاز الحساب المالي :

1 – السجــلات :

- سجل الإيــرادات
- سجل النفقــات
- سجل الحقوق المثبتة
- سجل الحسابات المفتوحة لدى الخزينة والغير
- سجل الحسابات خارج الميزانية
- سجل الصنـدوق اليومـي
- دفتر الحسابات الجاري البريدي
- دفتر حســاب الخزينــة
- دفتر الوصــولات
2 – الوثائــق :

- الميزانية الأولية أو المعدلة
- الحساب المالي للسنة المالية السابقة المصادق عليه
- كشف التلاميذ الحاضرين لأخر الشهر
- جدول الحوالات المدفوعة
- قرار تحويل الإعتمادات إن وجد
- قرار الإعتمادات الإضافيـة
- حالة التقارب مع ح.ج.ب
- حالة التقارب مع ح.ج.خ



الصفحة - 8 -

كيفية مراقبة الحساب المالي



لكي نتمكن من مراقبة النتيجة النهائية للحساب المالي نتبع ما يلي :


مجموع العمود 08 صفحة 11 (crédit annulé faute d emploi )
__
مجموع العمود 10 صفحة 07 (plus values ou moins values
+
مجمــــــــــــوع البــــــاب 21 العمـــــــــــــــــــــــود 10
+
المبالـــــــــــــــغ الممـــــــــــــــددة ص 11 عمـــــــــــــــــــود 7
=

النتيجــــة النهائيـــــة لهــــــــــذه السنــــــــــة

محب بلاده
2012-02-09, 18:16
الحساب المالي

الحساب المالي هو الوثيقة الرسمية التي ترســم العمليات الحسابية المنجزة من طرف المسير المالي طيلة سنة ماليـة كاملة أو فترة زمنية محددة( لمؤسسة حديثة الإنشاء).
وهو عبارة عن مجموعة وثائق تدون فيها كل العمليات الحسابية من المداخيل والمصاريف الخاصة بتسيير المؤسسة، وبواسطته يمكن ضبط الوضعية المالية للمؤسسة عند نهاية كل سنة ماليـة، ويتـم استخلاص النتيجة النهائية واستخراج الفائض أو العجز في كل البنود ويمكن بواسطته مراعاة مدى صحة تنفيذ ميزانية التسيير وتطبيق القانون الخاص بتنفيذها، كما نشير إلى أن الحساب المالي يجب أن يتطابق مع السجلات والمستندات الضرورية من اجـل توضيح أكثر لبعض المعاييـر الموحـدة والمعمـول بها خلال إنجاز هذه الوثيقة الهامة والتي تعكـس العمـل الجيـد والتسيـير الحسـن للمؤسسة واحترام القوانين والنصوص السارية المفعول والمتعلقة بتنفيـذ الميزانية،ويتم تقديمه إلى الوصاية من أجل المراقبة والمصادقة عليه وفق الرزنامة الإدارية المعمول بها.








الحســــــاب المالــــــــي

Ι- تعريــف : الحساب المالي هو وثيقة مالية تبين الحوصلة المالية الدقيقـة المتمثلـة فـي تنفيـذ العمليات المالية المسجلة في الميزانية المصادق عليها و الحسابات خارج الميزانية المنفذة من طرف الآمر بالصرف (مدير المؤسسة ) والمحاسب (المسير المالي ).
تعتبر هذه الوثيقة حوصلة كل ما دون في السجلات الحسابية الخاصة بالآمر بالصـرف و المحاسـب كـل فـي مجـال اختصاصــه.
1-الآمر بالصــرف: يلتزم و يصرح بصحة الحقوق المثبتة و التخفيضات في مجال المداخيل و كذا الالتزامات و الآمر بالصرف في مجال المصاريف .
2-المحاســب: يصرح بتنفيـذ قبـض المداخيـل و الباقـي للتحصيل مـن الحقوق المثبتة و هذا في مجال الإيرادات , بينما في مجال النفقات يدلي بحقيقة التسديدات و كذا المبالغ الملغاة و مقارنة بالعمليـات الحسابيـة المذكورة أدناه يظهر من خلال الفائض أو العجز, و عليه تعرض هذه الوثيقة على مجلس التوجيه و التسيير أو التربية و التسيير للإدلاء بالرأي قبل إرسالها إلى الوصاية و مجلس المحاسبـة .
П-مطبوعة الحساب المالي: من اجل توحيد العمل و تفاديـا لضيـاع المرفقات تم تصميم مطبوعة الحساب المالي ممسوكة على شكل دفتـر نقوم بواسطتها بتدوين كل عمليات الإيرادات والنفقات المنفذة طيلة سنة مالية كاملة في إطار الميزانية وخارج الميزانية , كما منحت لنا فرصـة جمع المعلومات الخاصة بالوثيقة الرئيسية و مرفقاتها في ملف واحـد .
و تحتوى الصفحة الأولى من الحساب المالي على ما يلـي :
إسـم المؤسسة – العنوان الكامل
الرقم التقاضي (الرقم الإستدلالي )- الرقم الميكانوغرافي
الإسم و اللقب للآمـر بالصرف و المحاسـب
تحديد الفترة الزمنية للأمر بالصرف و المحاسب


الصفحة -1-

Ш-الإيرادات: كل الإيرادات المسجلة في مختلف السجلات و الوثائق المالية تدون في الجداول الموجودة في الصفحات (3-4-5) و ملخصة بالصفحتين (6-7)
Ш -1 الفرع الأول: إعانات الدولة :في الجدولين (12-13) تبــرز إيرادات الخزينة و الخاصة بالمنح ,التكوين , و دعم الدولة ( للمنح ) كما لا يمكن على الإطلاق إعادة ترتيب هذه الإيرادات في المصالح خارج الميزانية .
ملاحظة : في نهاية كل ثلاثي تنجز العملية الترتيبية حتى ولو لم يتم تحصيل اعتمادات في البابين 12 و13
توضيـــح :

- إنجاز حوالة في البند 121
- إنجاز وصل من البند 211 بنفس المبلغ
- إنجاز حوالة في الباب 133
- إنجاز وصل من البند 211 بنفس المبلغ

Ш -2 الفرع الثاني :المداخيل الذاتية :الجدول رقم (211) الخاص بمداخيل التغذية هو صورة طبق الأصل للحقوق المثبتة على العائلات والدولة (المنح) الباقي للتحصيل عن الدولة و الولاية لم يظهر في هذا الجدول ,وهذا ناتج بعد العملية التي قمنا بها في الفـرع الأول .
Ш -3-الفرع الثالث : إعانات الولاية : الجــدول (رقم 31) يبــرز
الإيرادات الخاصة بالأشغال الكبرى (311) الممنوحة من طـرف الولاية .



الصفحة - 2 -

Ш – 4 –الفرع الرابع : المداخيل غير العادية : الجـــدول رقـــم 41 الموجــــود في الصفحة رقم 05 يحتوي على عدة بنود وعلى إثرها يلفت الانتباه الى ما يلي :
- الحقوق المثبة في البند (411) الخاصة بالمستندات التربوية بحيث تكون مساوية للمصاريف بنفس البنـد.
Ш – 5 –المداخيــل غيـر العاديـة الأخـرى : الجــدول رقــم 42 الموجـود فــي
الصفحة رقم 05 يحتوي على 04 بنود :
- امتحانات على مستوى الولاية
- التكوين على مستوى الولاية
- المطاعم المدرسية
- المنحة المدرسية الخاصة
ملخــص : تشمــل الصفحتـان (6-7) ملخـص الإيــرادات وتوجد بها 08 خانات , في الخانة رقـم 03 تسجيل كــل التقديرات المفتوحـة في الميزانية والقرارات المغيرة لها في البنود (121-133-141) أما في باقي البنود تسجل الحقوق المثبتة .
- في الخانة رقم 04 تسجل الحقوق المثبة الموجودة في السجل المفتوح لدى الخزينة والغير .
- الناتـج السلبـي أو الناتـج الإيجابـي فـي الفـرع الأول يظـهـر في الخانة رقم 10 .
الخانة رقم 05 : هذه الخانة خاصة بالقيمة المعدومة (Non Valeur) للمنح الوطنية.




الصفحة - 3 –


VΙ– النفــقـــــات : 1 –
بعـد غـلـق العـمـليـــات الحسابية في نهاية السنة المالية تسجــل المصاريــف المدونة على جــداول الحـــوالات المسددة وتسجــل المبالــغ علي الجــداول المخصصـة لكـل البنود المتواجدة بالصفحتيــن (8-9) .
ولتحديد الاعتماد النهائي للتغذية نقوم بالإجراء التالي :
المبلغ المفتوح بالميزانية + أو – المبلغ المسجل بالباب 21 من الإيرادات الصفحة 7 الخانة 10 إما في ما يخص الجداول الأخرى تسجــل القروض الأولية مــع التغييرات التــي طــرأت عليهــا (تحويلات آو قـروض إضافية) للحصول على القرض النهائي مع تسجيــل المصاريــف الحقيقيــة لكل بند وهذا يسهل تقييم القروض المفتوحة .
الجدول 41 : المصاريف غير العادية : فائــض العمليـات الحسابيــة الخاصــة بالسنة المالية السابقة تدرج في البند 417 .
الإعتمادات الممددة credits reconduits: وهـي الإعتمــادات الباقيــة من السنة المالية الماضية والخاصــة بالإشغــال الكبــرى يتــم صرفهــــا في البند 416 , ولايمكن تمديدها مرة ثانيــة .
الجدول 42 : المصاريف الأخرى الغير عادية:
مجموع الإعتمادات المحصلة فــي هــذا البنـــد = مجمـــوع المصاريـــف
مصاريف خارج الميزانية : كــل العمليـات الحسابيـة التابعــة لمصالــح خـارج
الميزانية مذكورة فـي الجــداول الموجــودة فـي الصفحتيــن (12-13) التــي
تستخــرج لكــل بنــد :
- الرصيد الباقي الى غاية 31-12 الماضي .
- المداخيل المسجل خلال السنة الجارية .
- مجموع المبلغين .
- المصاريف المدفوعة من 01/01 الى غاية 31/12
الرصيــد الجديــد المحصــل عليــة فــي 31/12 عــن طريــق عمليــة الفــرق
الناتج بين المداخيل والمصاريــف .



الصفحة - 4 -

تذكير: يجب تصفية كل الحسابات خارج الميزانية عند نهاية كل سنة مالية .
-تقرير رئيس المؤسسة الصفحة16-17-18) يحدد تعداد التلاميذ الحاضرين و يعطى توضيحات أكثر في استعمال القروض والمقارنة لكل العمليات الحسابية .
- محضر مراقبة الصندوق : (الصفحة رقم 19) يشمل وضعية و مراقبة الصندوق إلى غاية 31/12 من السنة المالية .
- بيانات مراقبة الصندوق : مع الحسابات الجاري البريدي والخزينة بيانات المقارنة إلى غاية 31/12 الخاصة بالخزينة و الحساب الجاري البريدي ترسل للهيئات المعنية (مركز الصكوك والخزينة) للمصادقة على صحتها ، هذه الوثائق تعتبر ذات أهمية بالغة ومن خلالها يحدد رصيد المؤسسة مع ح.ج.ب –ح.ج.خ ويحتفظ بها على مستوى المؤسسة لتقديمها عند الطلب ، كما نشير إلى أن النسخ طبق الأصل المصادق عليها من طرف رئيس المؤسسة والمتواجدة بالملف تحملـه المسؤولية الشخصية، لذا يجب عليه أن يتأكــد مسبقــا أن الوثائــق الأصلية مصادق عليها من طرف الهيئات المعنية وهي نسخة طبــق الأصل مفصلة كما يلي :
- نســخ طبق الأصل لبيانات التحويــل المصــادق عليهــا مـن طــرف الوصايــة وبيــان القــروض الإضافيــة المفتوحــة (الصفحة-22-).
- مستخــرج عــرض حــال اجتماع مجلــس التربيــة والتسييــر أو مجلس التوجيه والتسييــر (الصفحة-23-).
في تنقل الموظفين خلال السنة ترفق الوثائق التالية :
بيان تسليم المهام بين : الآمر بالصرف والمحاسب .


الصفحة - 5 -

تقديم الحساب: 1 - يرسل الحساب المالي إلى الوصاية في 03 نسخ حسب الرزنامة الإدارية .
2- يرسل إلى مجلس المحاسبة في نسخة واحدة عن طريق ظرف مضمون بوصل استلام إلى كاتب الضبط لدى مجلس المحاسبة 19 شارع رابح ميدات الجزائر .
وهذا قبل تاريخ 30/06 للسنة المالية الموالية .
تنبيـــــــــه:

يلفت الانتباه إلى أن كل تأخر في إرسال الحساب المالي يؤدي بصاحبه إلى غرامة مالية معتبرة مهما كانت التبريرات .
وفي حالة إهمال أو غياب الآمر بالصرف أوالمحاسب ينجز الحساب المالي من طرف الآمر بالصرف والمحاسب الحالي مع تسجيل الملاحظة التالية:
هذا الحساب المالي أنجز حسب العمليات الحسابية المسجلة على السجلات والوثائق الحسابية الحقيقية في عهد .
الآمر بالصرف السيد(ة):......................................... ..
المحاســـــب السيــــد(ة):..................................... ......


الصفحة - 6 -

الخـــلاصـــــــــة :
الحساب المالي : هــو حوصلة كل العمليات التي اقرهــا مشــروع الميزانيــة وهــو
عملية تقييمية بين التقديرات والتنفيـــذ .
- التقديرات : تسمي بمشروع الميزانية .
- التنفيـــــذ : استخلاص كــل العمليــات المسجلــة علــى السجــلات فــي مدونـــة
الحســــاب المالــــي .
ويبرز دور الحساب المالي في استخراج عدة نتائج مبينة كما يلي :
1- نتائج محاسبية : وتتمثل في استخراج الفوائض عند انجاز الحساب المالي .
وانجاز وثيقة الحساب المالي هو عبارة عن نقل لصورة طبق الأصل
للسجلات المحاسبية المتداولة خلال السنة المالية , فالفهم و التوقيف الصحيح
للسجلات يجعلنا نهتم أكثر بمسكها ونقوم بتوقيفها واستخراج كل العمليات
التي نحن مطالبون بتنفيذها .
2- نتائج تسييرية : عادة ما يكون لكل ميزانية مخطط مسبق ويظهر ذلك في نسبــــة تحقيق الأهداف المرسومة في مشروع المؤسسة الذي التزمنا به عند إعداد مشروع الميزانية وكما يظهر في تقرير رئيس المؤسسة ومحضر مجلس التربية والتسيير أو التوجيه والتسيير ومختلف مجالس التنسيق الاداري .
3- نتائج تربوية : التطبيق الجيد لمشروع الميزانية يبرز مــدى مساهمتنا فــي تحسين المردود التربوي من خلال تنشيط وتحسين ظروف الحياة المدرسية كما يلــــي :
أ – توفير الجو الملائم لتمدرس التلاميذ في ظروف جيدة ( نظافـة حجرات الدراسـة ,توفيــر التدفئة , صيانة المرافق الصحية ).
ب – توفير الوسائل واستحضارها وتزامنها مع الدروس .
- توفير الكتاب المدرسي , بيعه , وتوزيعه على التلاميذ .
- تدعيم المكتبة بالكتب القيمة والمفيدة مع استشارة الهيئة التربوية عند الشراء, والعمل على تجهيزها بمكتبة رقمية ( حاسوب + أقراص مضغوطة )
- المطعـــم : الوجبـــة المتوازنــــة .رقميا و صحيا
- المرقــــد : الوقوف على تنظيف المراقد وصيانتها .
- المداومة : توفيــر الجـــو الملائم للمداومة المستمرة التــي تعــود بالفائدة علــى
إبنائنا التلاميذ .



الصفحة - 7 -


السجلات والوثائق المطلوبة عند إنجاز الحساب المالي :

1 – السجــلات :

- سجل الإيــرادات
- سجل النفقــات
- سجل الحقوق المثبتة
- سجل الحسابات المفتوحة لدى الخزينة والغير
- سجل الحسابات خارج الميزانية
- سجل الصنـدوق اليومـي
- دفتر الحسابات الجاري البريدي
- دفتر حســاب الخزينــة
- دفتر الوصــولات
2 – الوثائــق :

- الميزانية الأولية أو المعدلة
- الحساب المالي للسنة المالية السابقة المصادق عليه
- كشف التلاميذ الحاضرين لأخر الشهر
- جدول الحوالات المدفوعة
- قرار تحويل الإعتمادات إن وجد
- قرار الإعتمادات الإضافيـة
- حالة التقارب مع ح.ج.ب
- حالة التقارب مع ح.ج.خ



الصفحة - 8 -

كيفية مراقبة الحساب المالي



لكي نتمكن من مراقبة النتيجة النهائية للحساب المالي نتبع ما يلي :


مجموع العمود 08 صفحة 11 (crédit annulé faute d emploi )
__
مجموع العمود 10 صفحة 07 (plus values ou moins values
+
مجمــــــــــــوع البــــــاب 21 العمـــــــــــــــــــــــود 10
+
المبالـــــــــــــــغ الممـــــــــــــــددة ص 11 عمـــــــــــــــــــود 7
=

النتيجــــة النهائيـــــة لهــــــــــذه السنــــــــــة

محب بلاده
2012-02-09, 18:17
بحث حول الميزانية

مقدمة
إن موضوع المالية العامة ذا أهمية كبيرة. فهو يختص بدراسة المال العام بكل جوانبه من أين يحصل، كيف يحصل، أين ينفق و كيف؟ ومن هنا تبرز أهمية هذا العلم في
الاقتصاد فأساس تطور المجتمع اقتصاديا و اجتماعيا مرتكز على مدى فعالية السياسات الاقتصادية و منها السياسات المالية التي تعنى عناية بالغة بتحقيق الرفاهية الاقتصادية للمواطن.
و في بحثنا هذا تطرقنا إلى الميزانية العامة للغموض الذي ينطوي عليه هذا الموضوع لكثرة استعماله دون الوقوف على حقيقته و اختلاف استعماله بين الدول و مدى أثره على الاقتصاد.
ويمكن صياغة إشكالية هذا البحث في التساؤلات التالية:
*من أين تحصل الدولة على إراداتها؟
*كيف تنفق أموالها؟
*كيف يتم إنجاز الميزانية العامة؟
الفصل الأول:ماهية الميزانية العامة:
المبحث الأول: تعريفات الميزانية العامة:
الميزانية وثيقة مصدق عليها من السلطة التشريعية المختصة، تحدد نفقات الدولة و إراداتها خلال فترة زمنية متصلة و نستنتج من هذا التعريف الآتي:
* إن الميزانية وثيقة مصدق عليها من السلطة التشريعية المختصة، و معنى هذا أنه قبل التصديق كانت في حكم المشروع، و بعد تصديق السلطة التشريعية المختصة نصبح في حكم القانون الذي يحول للسلطة التنفيذية تحصيل الإرادات و جباية الضرائب بالشكل الذي ورد بالميزانية.
* تحدد نفقات و إرادات الدولة، أي بيان مفصل لما تعتزم الدولة على إنفاقه و بيان مفصل عن الإيرادات اللازمة لتغطية الإنفاق و مصادر الحصول عليها، بذلك تحدد الميزانية بوضوح السياسة المالية للدولة و مشروعاتها.
* خلال فترة زمنية متصلة، و جرت العادة على أن تكون هذه الفترة محددة بسنة و قد يحدث في بعض الأحيان أن تكون أقل أو أكثر من سنة و ذلك في حالة إرادة تغيير موعد بدء السنة المالية.
فالقاعدة عموما هي مدة سنة و هذا ما يميزها عن الحساب الختامي الذي يعبر عن إيرادات و مصروفات الدولة خلال السنة المنتهية.
و أيضا يمكن تعريف الميزانية العامة من خلال الآتي:
* يعرفها المفكر باسل في كتابه ميزانية الدولة على أنها عبارة عن أداة من خلالها تقوم الحكومة باقتطاع و توزيع جزء من الثروة المنشأة من الاقتصاد بغية تحقيق سياستها الاقتصادية و الاجتماعية بينما تعرفها بعض التشريعات القانونية على النحو التالي:
1*القانون الفرنسي: الموازنة هي الصيغة التشريعية التي تقدر بموجبها أعباء الدولة و إراداتها و يؤذن بها، و يقررها البرلمان في قانون الميزانية التي يعبر عن أهداف الحكومة. 2*القانون الجزائري: تتشكل الميزانية العامة للدولة من الإيرادات و النفقات المحددة سنويا كموجب قانون و الموزعة وفقا للأحكام التشريعية المعمول بها.
المبحث الثاني:خصائص الميزانية العامة.
تتصف الموازنة بعدد من الخصائص و الصفات التي تتلخص بكونها تقديرية، و بكونها تتضمن الإجازة بالجباية و الإنفاق، فضلا عن تحديدها الزمني، و إيلائها الأولوية للنفقات على الإيرادات و هو ما نفصله فيما يلي:
*إن للموازنة صفة تقديرية لأنها تحضر لسنة مقبلة و تحضيرها يجري عادة في أواسط السنة السابقة و لذلك يصعب تحديد ما سوف يبذل من نفقات أو ما سوف يجنى من واردات بصورة دقيقة أو شبه دقيقة.
*و للموازنة صفة تقديرية لكونها تنطوي من جهة على موافقة السلطة التشريعية (البرلمان) على تقدير مجموع النفقات و الواردات السنوية،و تنطوي من جهة ثانية على إذن تلك السلطة للسلطة التنفيذية بالإنفاق في حدود تلك الاعتمادات المقدرة. و الحقيقة أن الصفة القانونية للميزانية هي صفة شكلية لكونها مستمدة من السلطة التشريعية لكنها من حيث الموضوع. لا تعتبر قانونا لأن القانون بهذا المعنى ينطوي على قواعد دائمة.
*و للموازنة صفة الإجازة بالجباية و الإنفاق و ذلك أن تصديق السلطة التشريعية على تقديرات النفقات و الإيرادات كما وردت في مشروع الميزانية المعدل من قبل السلطة التنفيذية لا يعطي الموازنة قوة النشاط ما لم تشمل التصديق أيضا الإجازة للسلطة التنفيذية بجباية الموارد و الإنفاق على الأعباء العامة.
*و للموازنة صفة التحديد الزمني السنوي و هو ما نعرفه عموما باسم سنوية الموازنة لأنها توضع عادة لمدة سنة.و بالتالي موافقة السلطة التشريعية عليها تقترن بمدة السنة ذاتها.و الباحثون في المالية العامة متفقون على أن هذا التدبير هو تدبير سليم و موفق. فلو وضعت الموازنة لأكثر من سنة لكان من العسير التنبؤ ولو أن الميزانية وضعت لأقل من سنة لكانت الإيرادات تختلف في كل ميزانية و ذلك تبعا لاختلاف المواسم و تباين المحاصيل الزراعية.
*و للموازنة صفة إيلاء الأولوية للنفقات على الإيرادات: و هذه الصفة مرتبطة بالصفقة التقديرية للميزانية. و تتضح أولوية النفقات على الإيرادات في مختلف النصوص المرعية الإجراء.
و يرى الباحثون أن إعطاء الأولوية للنفقات على الإيرادات هو أحد التدابير المتخذة في ضل الفكر المالي التقليدي، و يرون أن تبرير دلك ناجم عن ضألة دور الدولة ، و قيامها بالنفقات الضرورية المحدودة و اللازمة لسير المرافق العامة و التي لا يمكن الإستغناء عنها بينما تتسع سلطة الدولة في الحصول على الإيرادات اللازمة لتغطية هذه النفقات.
المبحث الثالث: أهمية الميزانية العامة:
تظهر أهمية الميزانية العامة في مختلف النواحي خاصة السياسية و الاقتصادية:
1*من الناحية السياسية:
يشكل إعداد الميزانية و اعتمادها مجالا حساسا من الناحية السياسية، حيث تعتبر وسيلة ضغط يستعملها البرلمان للتأثير على عمل الحكومة سواء من حيث تعديلها أو حتى رفضها حتى تضطر الحكومة لإتباع نهج سياسي معين تحقيقا لبعض الأهداف السياسية و الاجتماعية.
2*من الناحية الاقتصادية:
تعكس الميزانية العامة في دول كثيرة الحياة الاقتصادية و الاجتماعية في مجتمعات هذه الدول، فهي إدارة تساعد في إدارة و توجيه الاقتصاد القومي حيث لم تعد الميزانية أرقاما و كميات كما كانت في المفهوم التقليدي بل لها آثار في كل من حجم الإنتاج القومي و في مستوى النشاط الاقتصادي بكافة فروعه و قطاعاته.
الميزانية العامة تؤثر في القطاعات الاقتصادية، فغالبا ما تستخدم الدولة الميزانية العامة (النفقات و الإيرادات) لإشباع الحاجات العامة التي يهدف الاقتصاد إلى تحقيقها.
فالعلاقة وثيقة بين النشاط المالي للدولة (الميزانية) و الأوضاع الاقتصادية. بكل ظواهرها من تضخم و انكماش و انتعاش....بحيث يصبح المتعذر فصل الميزانية العامة عن الخطة الاقتصادية. و خاصة بعد أن أصبحت الميزانية أداة من أدوات تحقيق أهداف الخطة الاقتصادية.
الفصل الثاني:
المبحث الأول: تقسيمات الميزانية العامة:
1*التقسيم الإداري للميزانية:
تعتبر الجهة الحكومية في هذا التقسيم المعيار في تصنيف و تبويب النفقات و الإيرادات العامة و هو يعتبر إنعكاسا للهيكل الإداري للدولة.
**مزايا التقسيم الإداري:
ـ البساطة التي تيسر للمواطنين فهم مختلف بنود الميزانية و مشتملاتها.
ـ تسهيل مهمة رقابة المواطنين على النشاط المالي للدولة.
ـ تعرف كل وزارة و إدارة حكومية بسهولة على ما خصص لها من إعتمادات.
**عيوب التقسيم الإداري:
ـ صعوبة دراسة و تحليل الآثار الاقتصادية لمختلف العمليات الخاصة بالنشاط المالي.
ـ صعوبة تقدير ما ينفق مقدما على كل وظيفة من وظائف الدولة المختلفة.
ـ تبويب الإيرادات العامة حسب المورد الإداري يجعل من الصعوبة قياس العبء الإجمالي لتحصيل الإيرادات العامة.
2*التقسيم الوظيفي للميزانية:
المعيار المتبع في هذا التقسيم هو نوع الخدمة (الوظيفة) التي تؤديها الدولة و التي ينفق المال العام من أجلها بصرف النظر عن الجهة الإدارية التي تقوم به.
و على هذا الأساس يتم تصنيف جميع النفقات العامة و تبويبها في مجموعات متجانسة طبقا للخدمات العامة المتعلقة بوظائف الدولة و التي تقوم بها مباشرة و تمولها من الإرادات العامة.
**مزايا التقسيم الإداري:
ـ يسمح بفحص اتجاهات الإنفاق الحكومي على وظائف الدولة و تحليل آثار بعضها بصفة خاصة.
ـ تقييم أنشطة كافة الوحدات المكونة للاقتصاد العام و بيان دورها في اقتصاد الجماعة.
ـ إمكانية عقد مقارنة بين التقسيمات الوظيفية لأكثر من دولة و خاصة بين الدول المتشابهة إقتصادية.
**عيوب التقسيم الوظيفي:
ـ يستمد التقسيم أهميته الكبرى من دراسة النفقات العامة الفعلية عنه في دراسة النفقات المقترحة.
ـ لا يسمح هذا التقسيم بإظهار الأشغال العامة كوظيفة مستقلة و إنما يتم توزيعها على الوظائف الأخرى وفقا لنصيبها منها.
ـ توحد بعض الأنشطة التي تقوم بها الدولة و تخدم أغراضا متعددة و بالتالي يكون من الصعب تمييز مختلف النفقات بكل بكل غرض حدى.


3*التقسيم النوعي:
و يطلق عليه أيضا التقسيم حسب البنود أو حسب طبيعة النفقة كما يستخدم أيضا مصطلح"الموازنة التقليدية" حيث يكون التركيز فيها على مختلف السلع و الخدمات و المعدات و التجهيزات و وسائل النقل و غيرها من النفقات التي تحتاج إليها الوحدات الحكومية في تشغيل مرافقها و تنفيذ برامجها. و لما كانت الجهات الحكومية و إن اختلفت أنشطتها تشتري في الغالب سلع و مواد و خدمات متشابهة. نشأت فكرة الدليل النمطي الموحد لحسابات الجهات الحكومية حيث يعطي رقم الباب و المجموعة و البند و النوع مدلولا واحدا لدى جميع الجهات.
**مزايا التقسيم النوعي:
ـ يسهل عملية الرقابة على العمليات المالية و كشف أي أخطاء أو تلاعب.
ـ يمكن من دراسة الآثار الاقتصادية لكل نوع من أنواع النفقات على الإنتاج و الاستهلاك القوميين.
ـ توفير عنصر المقارنة بين بنود الإنفاق للجهة الحكومية خلال سنوات مالية و كذلك على مستوى الجهات الحكومية.
**عيوب التقسيم النوعي:
ـ صعوبة قياس أداء الجهات الحكومية حيث يتم التركيز على وسيلة التنفيذ و يهمل التنفيذ نفسه.
ـ يهتم التبويب بالتحقق من عدم تجاوز الجهة للاعتماد المخصص لنوع النفقة ولا يهتم بالعمل الذي تباشره الحكومة.
المبحث الثاني:المبادئ الأساسية للميزانية:
هناك مبادئ أساسية للميزانية اتفق عليها علماء المالية العامة و تتلخص فيما يلي:
1*مبدأ السنوية:
و يقضي هذا المبدأ بأن مدة سريان الميزانية اثنتا عشر شهرا أي سنة كاملة و موافقة الجهة التشريعية سنويا عليها.
و لا يشترط أن تبدأ السنة المالية مع السنة الميلادية. فقد كانت بداية السنة المالية في جمهورية مصر حتى عام1971 هو أول يوليو من كل عام. ثم تغير و أصبح أول يناير و تعتبر فترة السنة هي المدة المثلى لتحديد الإنفاق العام و الإيرادات العامة. فإذا أعدت لمدة أطول من ذلك فقد لا تتحقق التوقعات التي بنيت عليها الميزانية لما في الحياة الاقتصادية و السياسية من تقلبات يصعب التكهن بها لمدة أطول من سنة. و إذا قلت المدة عن سنة فيعني هذا أن إحدى الميزانيات تتركز فيها الإيرادات لأن معظم الإيرادات التي تعتمد عليها الميزانية تكون موسمية و العكس في الميزانية اللاحقة لها فسوف لا تظهر بها إيرادات بسبب سريانها في فترة خلاف المواسم التي لا يتحقق فيها الإيراد. و هذا بالإضافة إلى أن تغيير الميزانية و اعتمادها يتطلب أعمالا مرهقة للأجهزة التنفيذية و التشريعية فلا يجب أن يتم شل هذه الأعمال في فترات متقاربة.
*مبدأ العمومية:2
و يقضي هذا المبدأ بإظهار كافة الإيرادات و كافة المصروفات مهما كان حجمها. بحيث يتضح جليا جميع عناصر الإيرادات و جميع عناصر المصروفات دون أن تتم مقاصة بين المصروفات و الإيرادات و إظهار الرصيد المعبر عن زيادة المصروفات عن الإيرادات أو زيادة الإيرادات عن المصروفات، و كانت قديما تتبع في معظم الدول حيث كانت تتبع أسلوب الناتج الصافي. و يدافع أنصار مبدأ الناتج الصافي على أن هذه الطريقة تعطي صورة واضحة عن نتيجة نشاط الوحدة الإدارية أو المصلحة، إن كانت إيراد أو إنفاق بالنسبة للدولة، و يوجهون النقد لمبدأ العمومية لأنه يلزم كل وحدة أو مصلحة بأن تدرج في كل ميزانية تفاصيل ليست من الأهمية بمكان و لاسيما أنه قد سبق ذكرها في سنوات سابقة.
و لكن يرد على هذا الرأي بأن إدراج الوحدة الإدارية أو المصلحة لمصروفاتها بالتفصيل الكامل لميزانيتها و كذلك إدراج إيراداتها بالكامل بمثابة توضيح كامل لهذه العناصر مما ييسر مهمة الباحث أو الفاحص. و لاسيما بالنسبة للسلطة التشريعية التي يهمها الوقوف على حقيقة و طبيعة كل منصرف و إيراد. كما يعتبر بمثابة رقابة داخلية على الوحدة أو المصلحة في مرحلة تنفيذ الميزانية أو عرض حساباتها الختامية دون أن تجد وسيلة لها في تعمد إخفاء بعض عناصر المصروفات أو الإيرادات باعتمادها على إظهار نتيجة نشاطها في رقم واحد يعبر عن زيادة الإيراد عن المنصرف أو زيادة المنصرف عن الإيراد و هذا ما أدى إلى اختفاء طريقة الناتج الصافي من عالم المالية العامة و حل محله مبدأ العمومية.
3*مبدأ الوحدة:
و يقضي هذا المبدأ بأن تدرج كافة عناصر الإيرادات العامة و عناصر الإنفاق العامة في بيان واحد دون تتشتتهما في بيانات مختلفة يمثل كل بيان من ميزانية مستقلة. كما لو تم إعداد ميزانية الدولة.
و الهدف من إظهار الميزانية في صورة موحدة لكافة عناصر الإيرادات و المصروفات هو:
*سهولة عرض الميزانية و توضيحها للمركز المالي ككل.
*تجنيب الفاحص أو الباحث إجراء التسويات الحسابية التي يستلزمها الأمر لدراسة أو فحص الميزانية العامة للدولة مثل تجميعه لعناصر المصروفات و الإيرادات المختلفة.
*إن وضع كافة الإيرادات و أوجه إنفاقها تحت نطر السلطة التشريعية تسهل عليها مهمة ترتيب الأولويات للإنفاق العام للدولة ككل. الأمر الذي لا يمكنها من ذلك لو نظرت إلى مشتملات كل ميزانية على حدى.
و يرى الكثير من كتاب المالية العامة بما أنه لم يعد من الممكن أن تطبق على مختلف نفقات الدولة فواعد و أصول واحدة ينبغي أن توجد إلى جانب الميزانية العامة العادية ميزانيات أخرى لكل منها طابعها الخاص و أصولها الخاصة. و تتجلى هذه الميزانيات في:
أ*الميزانيات غير العادية:
و هي تلك التي توضع خصيصا لعمل طارئ كالحروب، أو للقيام بمشروعات استثمارية كبيرة كبناء السدود أو مد السكك الحديدية و تغطي النفقات غير العادية من إيرادات غير عادية كالقروض.
ب*الميزانيات المستقلة:
و يقصد بها ميزانيات المشروعات العامة ذات الطابع الاقتصادي التي منحت الشخصية المعنوية. و تتميز بأنها لا تخضع للقواعد و الأحكام الخاصة بالميزانية العامة للدولة و أن بدايتها تختلف مع بداية الميزانية العادية للدولة.
ج*الميزانيات الملحقة:
و يقصد بها الميزانيات التي تتمتع بموارد خاصة، و ذلك كالمرافق العامة ذات الطابع الاقتصادي و التي تتمتع باستقلال مالي و لكنها لم تمنح الشخصية الاعتبارية.
وترتبط هذه الميزانيات بميزانية الدولة أي أن رصيدها الدائن يظهر في جانب إيرادات الدولة، و رصيدها المدين يظهر في جانب نفقات الدولة.
د*الحسابات الخاصة على الخزانة:
ويقصد بها تلك (الحسابات) المبالغ التي تدخل الخزينة على أن تخرج منها فيما بعد. أي لا تعد إيرادا بالمعنى الصحيح، ثم ثم تلك المبالغ التي تخرج من الخزانة على أن تعاد منها فيما بعد و لذلك لا تعد إنفاقا عاما.
4*مبدأ عدم التخصص:
المقصود به ألا يخصص نوع معين من الإيراد لإنفاق حصيلته على نوع معين من الإنفاق كما لو خصص إيراد الرسوم الجامعية على تغطية المصروفات الخاصة بالجامعة،وتتجه أساليب المالية العامة الحديثة لإنكار مبدأ التخصيص و الأخذ بمبدأ عدم التخصيص للأسباب التالية:
*إذا قلت حصيلة الإيراد المخصص ينتج عن ذلك قصور في الخدمة المخصص لها هذا الإيراد. و إذا زاد الإيراد يؤدي إلى إسراف في الإنفاق المخصص له هذا الإيراد
*من المفروض أن أوجه الإنفاق العام تتحدد طبقا لدرجة إلحاح الحاجات العامة للمجتمع و العمل على إشباعها طبقا لدرجة إلحاحها و أن توجه الإيرادات جميعها دون تخصيص لإشباع هذه الحاجات طبقا لترتيب أولويتها.
5*مبدأ التوازن:
و معناه أن تتساوى جملة الإيرادات العامة مع جملة النفقات العامة. و تأسيسها على ذلك فلا تعتبر الميزانية محققة لمبدأ التوازن إذا زاد إجمالي النفقات العامة عن إجمالي الإيرادات العامة فهذا يعبر عن وجود عجز في الميزانية. و كذلك في حالة زيادة الإيرادات العامة عن النفقات العامة يعبر هذا عن وجود فائض في الميزانية.
و لقد كان هذا هو المبدأ السائد في القرن 19 حتى أواخر عام 1929 حيث الكساد العالمي الكبير الذي غير معتقدات أصحاب مبدأ توازن الميزانية. فقد كانوا يعتقدون أن دور الدولة محدود في نشاطها التقليدي الذي يتمثل في الدفاع و الأمن القومي و عدم تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي فلا داعي في نطرهم لوجود عجز أو فائض.
و لكن العلماء المحدثون في المالية العامة يرون عدم الأخذ بمبدأ توازن الميزانية و يرون أن تكيف الدولة للحالة الاقتصادية عن طريق إحداث عجز أو فائض في ميزانيتها.و في هذا معالجة لهزات الدورة الاقتصادية بالنسبة للدول الرأسمالية.
المبحث الثالث: عجز الميزانية العامة:
تعتبر مشكلة عجز الميزانية من المسائل و القضايا الجوهرية التي أثارت اهتمام الباحثين الباحثين في دول العالم. فهي من المشكلات المالية المتميزة بتطويرها الذي يصيب كافة المجالات:الاجتماعية، السياسية و الاقتصادية في طل تقلص المواد. و اتساع الحاجات.
و قد تعدت المشكلة كونها قضية تواجهها دول العالم الثالث. بل و حتى الدول الصناعية المتقدمة أصبحت تنظر إلى عجز الميزانية العامة كمشكلة حقيقية تتطلب تخطيطا دقيقا وجها كبيرا.
1*مفهوم عجز الميزانية:
يمثل العجز في الميزانية العامة الفارق السلبي موازنة توسيعية من خلال زيادة المصروف التي تؤدي بدورها إلى زيادة الطلب الكلي دون أن يرافقها زيادة في المداخيل.
2*أسباب عجز الميزانية العامة:
و يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية فيما يلي:
*التوسيع في دور الدولة للإنفاق العام، وذلك من خلال زيادة متطلبات و احتياجات المواطنين.
*ضعف النمو الاقتصادي و تقلص مدا خيل الدولة.
*ارتفاع الضرائب غير المباشرة خاصة. و هو ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار،و الذي ينتج عنه المطالبة برفع الأجر.
*ارتفاع الاقتطاعات على العائدات للعائلات يؤثر على القدرة الشرائية. و من ثم على ادخارهم و بصفة عامة يمكن أن ندرج هذه الأسباب في سببين رئيسيين:
ـ زيادة الإنفاق الحكومي.
ـ تقلص الموارد العامة.
3*معالجة عجز الميزانية العامة:
لقد تطرقت دراسات عديدة لموضوع عجز الميزانية العامة، و كيفية مواجهتها، بإيجاد الطرق المثلى لتمويله و التعامل معه، و سنحاول أن نستعرض في هذا الجانب التوجيهات الاقتصادية الحالية المعالجة لمشكلة عجز الموازنة العامة حسب الأسس الدولية و التطبيقات الحديثة. فمن دول العالم من تنتهج برامج الإصلاح الذاتي لمعالجة المشكلة، و منها من تلجأ إلى المؤسسات المالية الدولية لتمويل عجزها و خاصة اللجوء إلى صندوق النقد الدولي، و مختلف المؤسسات المالية الدولية الأخرى.
أ*برامج الإصلاح و التنمية الذاتية:
تنتهج كثير من دول العالم برامج الإصلاح الذاتية التي تعتمد على إجراءات و طرق علاجية تختلف حسب نظامها المالي و تهدف هذه البرامج إلى ترشيد النفقات العامة. و زيادة الإيرادات الضرورية بفرض الضرائب على جميع المجالات القابلة لذلك أي الإبقاء على دور الدولة واضحا في الاقتصاد بما يحقق التنمية الشاملة و التخطيط المحكم. و في إطار برامج الإصلاح الذاتي، و بغية علاج الجزء المتعلق بالميزانية العامة من النظام المالي تلجأ الدولة إلى إتباع و أخذ السياسات التمويلية التالية:
سياسة التمويل الداخلي لتغطية العجز في الموازنة العامة:
تلجأ الدولة النامية إلى الاقتراض الداخلي عوضا عن طلب القروض من الأسواق العالمية في سبيل ذلك تصدر تلك الدول سندات الخزينة لتمويل العجز في الميزانية العامة، غير أن هذه السياسة قد تترتب عنها بعض الآثار السلبية كزيادة حجم الدين العام الداخلي عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة.
ترشيد النفقات العامة:
هو تطبيق عملي لأفضل كفاءة في توزيع الموارد، فهو يشمل بالضرورة الحد من الإسراف في كافة المجالات و الأخذ بمبدأ الإنفاق لأجل الحاجة الملحة لتحقيق النمو المطلوب في الاقتصاد الوطني.
سياسة التمويل الخارجي لتغطية عجز الموازنة العامة:
يهدف هذا الإجراء إلى التأثير على ميزان المدفوعات بتعزيز رصيد احتياطي العملة الأجنبية المتحصل عليها من القروض، أو المحافظة على أسعار صرف العملة المحلية في حدود المعقول التي لا تؤدي إلى حدوث خلل في الميزانية العامة، نتيجة ارتفاع قيمة الدين العام الناتج عن انخفاض قيمة العملة المحلية. و يدخل في سياسة التمويل الخارجي لسندات الخزينة التي تنشط الأموال الأجنبية من خلال تشجيع الصادرات ، و هو ما يحقق نتائج فورية كبيرة، و يقلل من عجز الميزانية العامة. و من الملاحظ أن مثل هذا الإجراء لسياسة التمويل الخارجي. تنتهجه الدولة الصناعية و لا يمكن في كثير من الأحيان أن يستخدم بنجاح في الدول النامية، لأن العبء الذي تتحمله هذه الدول في سداد تلك القروض على المدى البعيد، سيفوق حجم العائدات من هذه القروض.
الفصل الثالث: مراحل الميزانية العامة:
المبحث الأول: تحضير و إعداد الميزانية:
1*السلطة المختصة بتحضير الميزانية:
تلعب السلطة التنفيذية الدور الأساسي في هذه المرحلة، و يرجع ذلك إلى عدة إعتبارات:
*الاعتبار الأول:
تعبر الميزانية عن البرنامج و الخطط الحكومية في المجالات المختلفة.
*الاعتبار الثاني:
أن السلطة التنفيذية تتولى إدارة وحدات القطاع العام، ومن فهي وحدها التي تعلم ما تتطلبه هذه الإدارة من نفقات.
*الاعتبار الثالث:
السلطة أكثر معرفة بالمقدرة المالية للاقتصاد الوطني، و ذلك بفضل الأجهزة الإحصائية المختلفة.
*الاعتبار الرابع:
السلطة التنفيذية أفضل من السلطة التشريعية في تحديد الحاجات العامة و الأولويات الاجتماعية.
ـ تتولى السلطة التنفيذية مهام تحضير الميزانية بينما السلطة التشريعية تختص باعتماد الميزانية.
ـ فالسلطة التنفيذية أقدر من السلطة التشريعية في تقدير أوجه النفقات و الإيرادات العامة.
ـ و يتم تكليفها بإعداد و تحضير الميزانية وفقا للظروف الاقتصادية الملائمة، فالميزانية تمثل النشاط المالي للدولة لذلك وجب أن يسودها الانسجام و التوافق.
ـ و لا يتحقق هذا إذا ترك الأمر للسلطة التشريعية فالبرلمان يقوم بإعداد ميزانية وفقا للمنتخبين فهي تخدم مصالحهم لا المصالح العامة.
ـ ثم إن السلطة التشريعية تطالب السلطة التنفيذية باحترام الخطة الاقتصادية للدولة فهي بذلك تقوم بالتوجيهات العامة و لا تتدخل في تفاصيل إعداد و تحضير الميزانية.
ـ يتولى تقدير النفقات كل وزير ثم تقدم إلى وزير المالية فيتم التشاور فيها إن كان هناك ضرورة لإدخال تعديلات معينة. و إذا لم يوافق هؤلاء يتخذ القرار بمفرده.
ـ و إذا حدث خلل إجراء التعديلات يتم عرضه على رئيس الوزراء الذي يحيله بدوره إلى مجلس الوزراء للفصل في هذا الخلاف. و يتم تحديد سلطات وزير المالية لما يحقق منفعة للدولة.
2*الإجراءات الفنية المتبعة بصدد تحضير الميزانية:
باعتبار وزير المالية ممثلا للسلطة التنفيذية يقوم بمطالبة كافة الوزارات بوضع تقديراتهم حول الإيرادات و النفقات للسنة المالية المقبلة ليتسنى له الوقت إعداد مشروع الميزانية.
ـ كل مؤسسة أو مصلحة تتولى إعداد تقديراتها بشان ما تحتاج إليه من نفقات أو ما تتحصل عليه من إيرادات خلال السنة المالية و ترسلها إلى الوزارة التابعة لها، حيث تتم مراجعتها و تعديلها ومن ثم إدراجها ضمن مشروع الميزانية الذي يتم عرضه على مجلس الوزراء الذي يعرضه على السلطة التشريعية في الموعد المنصوص.
ـ لقد بدأت الدول و خاصة المتقدمة الاتجاه إلى الأساليب الحديثة لإعداد و تحضير الميزانية العامة. فهي تعبر عن النفقات و الإيرادات بصورة حقيقية، ثم توضح الاتجاه الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي لكل دولة.
ـ و قد أصبحت الدول تشمل التقسيمين (الإداري و الوظيفي) بعد إعداد ميزانيتها العامة.
*التقسيم الإداري:
أسلوب تقليدي لإعداد و تحضير الميزانية، فهي تبوب النفقات و الإيرادات وفقا للوحدات الحكومية.
ـ و هذا التقسيم يمكن السلطة التشريعية من مراقبة و اعتماد الميزانية بسهولة. وما يعاب عليه انه غير كاف لدراسة تطور توزيع الموارد العامة.
*التقسيم الوظيفي:
أسلوب حديث يسمح بتصنيف النفقات العامة و في مجموعات متجانسة، و المعيار المتبع هو نوع الوظيفة أو الخدمة التي ينفق المال العام من اجلها:
ـ فمثلا النفقات المخصصة للصحة المدرسية تدرج ضمن بند الصحة بالرغم من أنها تابعة لوزارة التربية و التعليم.
ـ ما يعاب على هذا التقسيم انه يهتم بجانب النفقات و يهمل الإيرادات، ولا يمكن تقسيم الإيرادات تقسيما وطيفيا، لذلك يتم تقسيمها تقسيما كما يتماشى مع التقسيم الوظيفي، حيث يتم نشر بيانات الميزانية بشكل واضح ليفهم مفهومنا.
ـ للتقسيم الوظيفي أهمية كبيرة في إعداد و تحضير الميزانية، حيث تتخصص كل مجموعة متجانسة في وضيفة معينة، و تمكننا أيضا من معرفة كيفية توزيع النفقات العامة على وظائف الدولة.
ـ و أخيرا بواسطته نتمكن من تحليل النشاط الحكومي و الوقوف على تغيراته.
ـ و قد اتخذت عدة أساليب لتحضير و إعداد الميزانية تتمثل:
*أولا: ميزانية الأداء:
و التي تنعني إعادة تقييم جانب النفقات العامة حيث يظهر كل ما تنجزه الدولة من أعمال مثل إنشاء مستشفى جامعي، بناء مدرسة...
و هذا يهدف تحقيق أهداف إنتاجية محددة.
*ثانيا: ميزانية التخطيط و البرمجة:
يهدف هذا الأسلوب إلى تحقيق احتياجات المجتمع بالاستغلال الأمثل لجميع الموارد حيث يمكننا من معرفة المقارنة بين تكلفة و منفعة الإنفاق العام و هذا الأسلوب يقوم على عناصر ثلاثة هي:
أ*التخطيط:
و هو يمثل الأهداف التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها في المدى الطويل.
ب*البرمجة:
يقصد بها تحقيق الأهداف المحددة مع تقدير العبء المالي لكل بديل، و وضع برامج متكاملة لتحقيق عدة أهداف.
ج*الموازنة:
و هي عبارة عن ترجمة الشرائع السنوية للبرامج في صورة اعتمادات سنوية.
ثالثا: الإدارة بالأهداف:
و هي تخصيص اعتمادات الميزانية وفقا للأهداف الفرعية التي تسعى كل الوحدات الحكومية لتحقيقها. حيث يقوم كل مرفق أو رئيس قسم بتحديد أهدافه و يتم الاعتماد وفقا لهذه الأهداف.
رابعا: الميزانية ذات الأساس الصغرى:
وهي ضرورة تحليل البيانات و دراسة و تقييم كافة الأنشطة و البرامج سنويا، و هي تؤدي إما لتطوير و تحسين البرامج و زيادة الإعتمادات و إما بقائها على حالها أو تخفيضها أو إلغائها إذا ثبت عدم جدواها.
المبحث الثاني: اعتماد الميزانية:
1* السلطة المختصة باعتماد الميزانية:
السلطة المختصة باعتماد و إيجاز الميزانية هي السلطة التشريعية و الاعتماد شرط أساسي لا غنى عنه لوضع الميزانية موضع
التنفيذ و ذلك طبقا للقاعدة المشهورة?أسبقية الاعتماد على التنفيذ?.
ـ و حتى السلطة التشريعية في اعتماد الميزانية يتم في الموافقة على الضرائب و مراقبة موارد الدولة عامة. لكن بالإضافة إلى ذلك وجب اعتراف السلطة التشريعية بحق أخر و هو الموافقة على النفقات.
ـ و يمر اعتماد الميزانية داخل المجلس التشريعي بثلاث مراحل هي:
أ*مرحلة المناقشة العامة:
يعرض مشروع الميزانية العامة للمناقشة في البرلمان،تنصب على كليات الميزانية العامة و ارتباطها بالأهداف القومية كما يراها أعضاء المجلس.
ب*مرحلة المناقشة التفصيلية المتخصصة:
تطلع بها لجنة متخصصة و هي لجنة الشؤون الاقتصادية و المالية .
ـ تستعين بما تراه من خبراء استثماريين، تناقش مشروع الميزانية منكل جوانبها و ترفع بعد ذلك تقريرها إلى المجلس.
ج*مرحلة المناقشة النهائية:
يناقش المجلس تقارير اللجنة و يقوم بالتصويت وفقا للدستور و القوانين المعمول بها.
تتوقف كفاءة السلطة التشريعية في فحصها لمشروع الميزانية على اعتبارات عدة منها:
*توفر قدر وافي من الإحاطة بمختلف جوانب الميزانية و توفر المعلومات المالية و الاقتصادية و مكونات ميزانية الدولة.
*سياسيا و اقتصاديا و النقابية، فكلما كانت ناضجة توفرت للسلطة التشريعية قوة سياسية و كلما كانت غير ناضجة، كان تأثير السلطة التنفيذية أقوى.
*و للمجلس التشريعي حق إجراء التعديلات على مشروع الميزانية حيث لا يحق له إجراء تعديلات جزئية بل يفترض أن يكون البناء متكاملا و يشمل الميادين السياسية، الاقتصادية و الاجتماعية.
*لا يحق لنواب الشعب إجراء تعديلات على مشروع الميزانية العامة لأنها لا تهدف لتحقيق الصالح العام بل قد تخل بالبناء المتكامل.
*ينحصر حق البرلمان في الموافقة على مشروع الميزانية أو رفضه. و في حالة رفضه تقدم الحكومة استقالتها أي تسحب الثقة منها. إلا إذا تم إجراء انتخابات نيابية جديدة.
2*أداة اعتماد الميزانية:
إذا وافق البرلمان على مشروع الميزانية العامة يصدرها وفق قانون يطلق عليه قانون المالية، حيث يحدد المبلغ الإجمالي لكل من النفقات و الإيرادات.
ـ لقد ثار الخلاف حول قانون المالية العامة إذا ما كان قانون دقيق أم لا، حيث أنه يقرر فحسب اعتماد البرلمان لمبالغ الإيرادات و النفقات الواردة في الميزانية.
ـ يعد قانون الميزانية قانونا بالمعنى العضوي كونه صادرا عن السلطة المختصة بالتشريع.
ـ إن اعتماد البرلمان للإيرادات يختلف عن اعتماده للنفقات: فالإيرادات تقوم الحكومة بتحصيلها، لكنها لا تلتزم برقم الإيرادات المطلوبة بل قد تتعداه، دون إذن مسبق من البرلمان بذلك.
ـ و يختلف الأمر في اعتماد البرلمان للنفقات. فلا يجوز أن تكون النفقات أكبر من الإيرادات و لا يحق للدولة اعتماد نفقات باب معين لباب أخر إلا بموافقة البرلمان.
ـ و قد تضطر الحكومة إلى طلب نفقات أخرى غير واردة في الميزانية و ذلك لنشأة وجه جديد للإنفاق. و لكن يستوجب هذا موافقة المجلس النيابي.
2*تقنيات تقدير النفقات و الإيرادات:
تختلف الطرق و الأساليب المتبعة لتقدير كل النفقات و الإيرادات العامة في الميزانية. حيث تسعى السلطة التنفيذية المختصة بإعداد و تحضير الميزانية و هي أن تكون تقديراتها مطابقة للواقع، بحيث لا تحدث اضطرابات متعلقة بزيادة النفقات و نقص الإيرادات عما هو متوقع.

محب بلاده
2012-02-09, 18:17
بحث حول الميزانية

مقدمة
إن موضوع المالية العامة ذا أهمية كبيرة. فهو يختص بدراسة المال العام بكل جوانبه من أين يحصل، كيف يحصل، أين ينفق و كيف؟ ومن هنا تبرز أهمية هذا العلم في
الاقتصاد فأساس تطور المجتمع اقتصاديا و اجتماعيا مرتكز على مدى فعالية السياسات الاقتصادية و منها السياسات المالية التي تعنى عناية بالغة بتحقيق الرفاهية الاقتصادية للمواطن.
و في بحثنا هذا تطرقنا إلى الميزانية العامة للغموض الذي ينطوي عليه هذا الموضوع لكثرة استعماله دون الوقوف على حقيقته و اختلاف استعماله بين الدول و مدى أثره على الاقتصاد.
ويمكن صياغة إشكالية هذا البحث في التساؤلات التالية:
*من أين تحصل الدولة على إراداتها؟
*كيف تنفق أموالها؟
*كيف يتم إنجاز الميزانية العامة؟
الفصل الأول:ماهية الميزانية العامة:
المبحث الأول: تعريفات الميزانية العامة:
الميزانية وثيقة مصدق عليها من السلطة التشريعية المختصة، تحدد نفقات الدولة و إراداتها خلال فترة زمنية متصلة و نستنتج من هذا التعريف الآتي:
* إن الميزانية وثيقة مصدق عليها من السلطة التشريعية المختصة، و معنى هذا أنه قبل التصديق كانت في حكم المشروع، و بعد تصديق السلطة التشريعية المختصة نصبح في حكم القانون الذي يحول للسلطة التنفيذية تحصيل الإرادات و جباية الضرائب بالشكل الذي ورد بالميزانية.
* تحدد نفقات و إرادات الدولة، أي بيان مفصل لما تعتزم الدولة على إنفاقه و بيان مفصل عن الإيرادات اللازمة لتغطية الإنفاق و مصادر الحصول عليها، بذلك تحدد الميزانية بوضوح السياسة المالية للدولة و مشروعاتها.
* خلال فترة زمنية متصلة، و جرت العادة على أن تكون هذه الفترة محددة بسنة و قد يحدث في بعض الأحيان أن تكون أقل أو أكثر من سنة و ذلك في حالة إرادة تغيير موعد بدء السنة المالية.
فالقاعدة عموما هي مدة سنة و هذا ما يميزها عن الحساب الختامي الذي يعبر عن إيرادات و مصروفات الدولة خلال السنة المنتهية.
و أيضا يمكن تعريف الميزانية العامة من خلال الآتي:
* يعرفها المفكر باسل في كتابه ميزانية الدولة على أنها عبارة عن أداة من خلالها تقوم الحكومة باقتطاع و توزيع جزء من الثروة المنشأة من الاقتصاد بغية تحقيق سياستها الاقتصادية و الاجتماعية بينما تعرفها بعض التشريعات القانونية على النحو التالي:
1*القانون الفرنسي: الموازنة هي الصيغة التشريعية التي تقدر بموجبها أعباء الدولة و إراداتها و يؤذن بها، و يقررها البرلمان في قانون الميزانية التي يعبر عن أهداف الحكومة. 2*القانون الجزائري: تتشكل الميزانية العامة للدولة من الإيرادات و النفقات المحددة سنويا كموجب قانون و الموزعة وفقا للأحكام التشريعية المعمول بها.
المبحث الثاني:خصائص الميزانية العامة.
تتصف الموازنة بعدد من الخصائص و الصفات التي تتلخص بكونها تقديرية، و بكونها تتضمن الإجازة بالجباية و الإنفاق، فضلا عن تحديدها الزمني، و إيلائها الأولوية للنفقات على الإيرادات و هو ما نفصله فيما يلي:
*إن للموازنة صفة تقديرية لأنها تحضر لسنة مقبلة و تحضيرها يجري عادة في أواسط السنة السابقة و لذلك يصعب تحديد ما سوف يبذل من نفقات أو ما سوف يجنى من واردات بصورة دقيقة أو شبه دقيقة.
*و للموازنة صفة تقديرية لكونها تنطوي من جهة على موافقة السلطة التشريعية (البرلمان) على تقدير مجموع النفقات و الواردات السنوية،و تنطوي من جهة ثانية على إذن تلك السلطة للسلطة التنفيذية بالإنفاق في حدود تلك الاعتمادات المقدرة. و الحقيقة أن الصفة القانونية للميزانية هي صفة شكلية لكونها مستمدة من السلطة التشريعية لكنها من حيث الموضوع. لا تعتبر قانونا لأن القانون بهذا المعنى ينطوي على قواعد دائمة.
*و للموازنة صفة الإجازة بالجباية و الإنفاق و ذلك أن تصديق السلطة التشريعية على تقديرات النفقات و الإيرادات كما وردت في مشروع الميزانية المعدل من قبل السلطة التنفيذية لا يعطي الموازنة قوة النشاط ما لم تشمل التصديق أيضا الإجازة للسلطة التنفيذية بجباية الموارد و الإنفاق على الأعباء العامة.
*و للموازنة صفة التحديد الزمني السنوي و هو ما نعرفه عموما باسم سنوية الموازنة لأنها توضع عادة لمدة سنة.و بالتالي موافقة السلطة التشريعية عليها تقترن بمدة السنة ذاتها.و الباحثون في المالية العامة متفقون على أن هذا التدبير هو تدبير سليم و موفق. فلو وضعت الموازنة لأكثر من سنة لكان من العسير التنبؤ ولو أن الميزانية وضعت لأقل من سنة لكانت الإيرادات تختلف في كل ميزانية و ذلك تبعا لاختلاف المواسم و تباين المحاصيل الزراعية.
*و للموازنة صفة إيلاء الأولوية للنفقات على الإيرادات: و هذه الصفة مرتبطة بالصفقة التقديرية للميزانية. و تتضح أولوية النفقات على الإيرادات في مختلف النصوص المرعية الإجراء.
و يرى الباحثون أن إعطاء الأولوية للنفقات على الإيرادات هو أحد التدابير المتخذة في ضل الفكر المالي التقليدي، و يرون أن تبرير دلك ناجم عن ضألة دور الدولة ، و قيامها بالنفقات الضرورية المحدودة و اللازمة لسير المرافق العامة و التي لا يمكن الإستغناء عنها بينما تتسع سلطة الدولة في الحصول على الإيرادات اللازمة لتغطية هذه النفقات.
المبحث الثالث: أهمية الميزانية العامة:
تظهر أهمية الميزانية العامة في مختلف النواحي خاصة السياسية و الاقتصادية:
1*من الناحية السياسية:
يشكل إعداد الميزانية و اعتمادها مجالا حساسا من الناحية السياسية، حيث تعتبر وسيلة ضغط يستعملها البرلمان للتأثير على عمل الحكومة سواء من حيث تعديلها أو حتى رفضها حتى تضطر الحكومة لإتباع نهج سياسي معين تحقيقا لبعض الأهداف السياسية و الاجتماعية.
2*من الناحية الاقتصادية:
تعكس الميزانية العامة في دول كثيرة الحياة الاقتصادية و الاجتماعية في مجتمعات هذه الدول، فهي إدارة تساعد في إدارة و توجيه الاقتصاد القومي حيث لم تعد الميزانية أرقاما و كميات كما كانت في المفهوم التقليدي بل لها آثار في كل من حجم الإنتاج القومي و في مستوى النشاط الاقتصادي بكافة فروعه و قطاعاته.
الميزانية العامة تؤثر في القطاعات الاقتصادية، فغالبا ما تستخدم الدولة الميزانية العامة (النفقات و الإيرادات) لإشباع الحاجات العامة التي يهدف الاقتصاد إلى تحقيقها.
فالعلاقة وثيقة بين النشاط المالي للدولة (الميزانية) و الأوضاع الاقتصادية. بكل ظواهرها من تضخم و انكماش و انتعاش....بحيث يصبح المتعذر فصل الميزانية العامة عن الخطة الاقتصادية. و خاصة بعد أن أصبحت الميزانية أداة من أدوات تحقيق أهداف الخطة الاقتصادية.
الفصل الثاني:
المبحث الأول: تقسيمات الميزانية العامة:
1*التقسيم الإداري للميزانية:
تعتبر الجهة الحكومية في هذا التقسيم المعيار في تصنيف و تبويب النفقات و الإيرادات العامة و هو يعتبر إنعكاسا للهيكل الإداري للدولة.
**مزايا التقسيم الإداري:
ـ البساطة التي تيسر للمواطنين فهم مختلف بنود الميزانية و مشتملاتها.
ـ تسهيل مهمة رقابة المواطنين على النشاط المالي للدولة.
ـ تعرف كل وزارة و إدارة حكومية بسهولة على ما خصص لها من إعتمادات.
**عيوب التقسيم الإداري:
ـ صعوبة دراسة و تحليل الآثار الاقتصادية لمختلف العمليات الخاصة بالنشاط المالي.
ـ صعوبة تقدير ما ينفق مقدما على كل وظيفة من وظائف الدولة المختلفة.
ـ تبويب الإيرادات العامة حسب المورد الإداري يجعل من الصعوبة قياس العبء الإجمالي لتحصيل الإيرادات العامة.
2*التقسيم الوظيفي للميزانية:
المعيار المتبع في هذا التقسيم هو نوع الخدمة (الوظيفة) التي تؤديها الدولة و التي ينفق المال العام من أجلها بصرف النظر عن الجهة الإدارية التي تقوم به.
و على هذا الأساس يتم تصنيف جميع النفقات العامة و تبويبها في مجموعات متجانسة طبقا للخدمات العامة المتعلقة بوظائف الدولة و التي تقوم بها مباشرة و تمولها من الإرادات العامة.
**مزايا التقسيم الإداري:
ـ يسمح بفحص اتجاهات الإنفاق الحكومي على وظائف الدولة و تحليل آثار بعضها بصفة خاصة.
ـ تقييم أنشطة كافة الوحدات المكونة للاقتصاد العام و بيان دورها في اقتصاد الجماعة.
ـ إمكانية عقد مقارنة بين التقسيمات الوظيفية لأكثر من دولة و خاصة بين الدول المتشابهة إقتصادية.
**عيوب التقسيم الوظيفي:
ـ يستمد التقسيم أهميته الكبرى من دراسة النفقات العامة الفعلية عنه في دراسة النفقات المقترحة.
ـ لا يسمح هذا التقسيم بإظهار الأشغال العامة كوظيفة مستقلة و إنما يتم توزيعها على الوظائف الأخرى وفقا لنصيبها منها.
ـ توحد بعض الأنشطة التي تقوم بها الدولة و تخدم أغراضا متعددة و بالتالي يكون من الصعب تمييز مختلف النفقات بكل بكل غرض حدى.


3*التقسيم النوعي:
و يطلق عليه أيضا التقسيم حسب البنود أو حسب طبيعة النفقة كما يستخدم أيضا مصطلح"الموازنة التقليدية" حيث يكون التركيز فيها على مختلف السلع و الخدمات و المعدات و التجهيزات و وسائل النقل و غيرها من النفقات التي تحتاج إليها الوحدات الحكومية في تشغيل مرافقها و تنفيذ برامجها. و لما كانت الجهات الحكومية و إن اختلفت أنشطتها تشتري في الغالب سلع و مواد و خدمات متشابهة. نشأت فكرة الدليل النمطي الموحد لحسابات الجهات الحكومية حيث يعطي رقم الباب و المجموعة و البند و النوع مدلولا واحدا لدى جميع الجهات.
**مزايا التقسيم النوعي:
ـ يسهل عملية الرقابة على العمليات المالية و كشف أي أخطاء أو تلاعب.
ـ يمكن من دراسة الآثار الاقتصادية لكل نوع من أنواع النفقات على الإنتاج و الاستهلاك القوميين.
ـ توفير عنصر المقارنة بين بنود الإنفاق للجهة الحكومية خلال سنوات مالية و كذلك على مستوى الجهات الحكومية.
**عيوب التقسيم النوعي:
ـ صعوبة قياس أداء الجهات الحكومية حيث يتم التركيز على وسيلة التنفيذ و يهمل التنفيذ نفسه.
ـ يهتم التبويب بالتحقق من عدم تجاوز الجهة للاعتماد المخصص لنوع النفقة ولا يهتم بالعمل الذي تباشره الحكومة.
المبحث الثاني:المبادئ الأساسية للميزانية:
هناك مبادئ أساسية للميزانية اتفق عليها علماء المالية العامة و تتلخص فيما يلي:
1*مبدأ السنوية:
و يقضي هذا المبدأ بأن مدة سريان الميزانية اثنتا عشر شهرا أي سنة كاملة و موافقة الجهة التشريعية سنويا عليها.
و لا يشترط أن تبدأ السنة المالية مع السنة الميلادية. فقد كانت بداية السنة المالية في جمهورية مصر حتى عام1971 هو أول يوليو من كل عام. ثم تغير و أصبح أول يناير و تعتبر فترة السنة هي المدة المثلى لتحديد الإنفاق العام و الإيرادات العامة. فإذا أعدت لمدة أطول من ذلك فقد لا تتحقق التوقعات التي بنيت عليها الميزانية لما في الحياة الاقتصادية و السياسية من تقلبات يصعب التكهن بها لمدة أطول من سنة. و إذا قلت المدة عن سنة فيعني هذا أن إحدى الميزانيات تتركز فيها الإيرادات لأن معظم الإيرادات التي تعتمد عليها الميزانية تكون موسمية و العكس في الميزانية اللاحقة لها فسوف لا تظهر بها إيرادات بسبب سريانها في فترة خلاف المواسم التي لا يتحقق فيها الإيراد. و هذا بالإضافة إلى أن تغيير الميزانية و اعتمادها يتطلب أعمالا مرهقة للأجهزة التنفيذية و التشريعية فلا يجب أن يتم شل هذه الأعمال في فترات متقاربة.
*مبدأ العمومية:2
و يقضي هذا المبدأ بإظهار كافة الإيرادات و كافة المصروفات مهما كان حجمها. بحيث يتضح جليا جميع عناصر الإيرادات و جميع عناصر المصروفات دون أن تتم مقاصة بين المصروفات و الإيرادات و إظهار الرصيد المعبر عن زيادة المصروفات عن الإيرادات أو زيادة الإيرادات عن المصروفات، و كانت قديما تتبع في معظم الدول حيث كانت تتبع أسلوب الناتج الصافي. و يدافع أنصار مبدأ الناتج الصافي على أن هذه الطريقة تعطي صورة واضحة عن نتيجة نشاط الوحدة الإدارية أو المصلحة، إن كانت إيراد أو إنفاق بالنسبة للدولة، و يوجهون النقد لمبدأ العمومية لأنه يلزم كل وحدة أو مصلحة بأن تدرج في كل ميزانية تفاصيل ليست من الأهمية بمكان و لاسيما أنه قد سبق ذكرها في سنوات سابقة.
و لكن يرد على هذا الرأي بأن إدراج الوحدة الإدارية أو المصلحة لمصروفاتها بالتفصيل الكامل لميزانيتها و كذلك إدراج إيراداتها بالكامل بمثابة توضيح كامل لهذه العناصر مما ييسر مهمة الباحث أو الفاحص. و لاسيما بالنسبة للسلطة التشريعية التي يهمها الوقوف على حقيقة و طبيعة كل منصرف و إيراد. كما يعتبر بمثابة رقابة داخلية على الوحدة أو المصلحة في مرحلة تنفيذ الميزانية أو عرض حساباتها الختامية دون أن تجد وسيلة لها في تعمد إخفاء بعض عناصر المصروفات أو الإيرادات باعتمادها على إظهار نتيجة نشاطها في رقم واحد يعبر عن زيادة الإيراد عن المنصرف أو زيادة المنصرف عن الإيراد و هذا ما أدى إلى اختفاء طريقة الناتج الصافي من عالم المالية العامة و حل محله مبدأ العمومية.
3*مبدأ الوحدة:
و يقضي هذا المبدأ بأن تدرج كافة عناصر الإيرادات العامة و عناصر الإنفاق العامة في بيان واحد دون تتشتتهما في بيانات مختلفة يمثل كل بيان من ميزانية مستقلة. كما لو تم إعداد ميزانية الدولة.
و الهدف من إظهار الميزانية في صورة موحدة لكافة عناصر الإيرادات و المصروفات هو:
*سهولة عرض الميزانية و توضيحها للمركز المالي ككل.
*تجنيب الفاحص أو الباحث إجراء التسويات الحسابية التي يستلزمها الأمر لدراسة أو فحص الميزانية العامة للدولة مثل تجميعه لعناصر المصروفات و الإيرادات المختلفة.
*إن وضع كافة الإيرادات و أوجه إنفاقها تحت نطر السلطة التشريعية تسهل عليها مهمة ترتيب الأولويات للإنفاق العام للدولة ككل. الأمر الذي لا يمكنها من ذلك لو نظرت إلى مشتملات كل ميزانية على حدى.
و يرى الكثير من كتاب المالية العامة بما أنه لم يعد من الممكن أن تطبق على مختلف نفقات الدولة فواعد و أصول واحدة ينبغي أن توجد إلى جانب الميزانية العامة العادية ميزانيات أخرى لكل منها طابعها الخاص و أصولها الخاصة. و تتجلى هذه الميزانيات في:
أ*الميزانيات غير العادية:
و هي تلك التي توضع خصيصا لعمل طارئ كالحروب، أو للقيام بمشروعات استثمارية كبيرة كبناء السدود أو مد السكك الحديدية و تغطي النفقات غير العادية من إيرادات غير عادية كالقروض.
ب*الميزانيات المستقلة:
و يقصد بها ميزانيات المشروعات العامة ذات الطابع الاقتصادي التي منحت الشخصية المعنوية. و تتميز بأنها لا تخضع للقواعد و الأحكام الخاصة بالميزانية العامة للدولة و أن بدايتها تختلف مع بداية الميزانية العادية للدولة.
ج*الميزانيات الملحقة:
و يقصد بها الميزانيات التي تتمتع بموارد خاصة، و ذلك كالمرافق العامة ذات الطابع الاقتصادي و التي تتمتع باستقلال مالي و لكنها لم تمنح الشخصية الاعتبارية.
وترتبط هذه الميزانيات بميزانية الدولة أي أن رصيدها الدائن يظهر في جانب إيرادات الدولة، و رصيدها المدين يظهر في جانب نفقات الدولة.
د*الحسابات الخاصة على الخزانة:
ويقصد بها تلك (الحسابات) المبالغ التي تدخل الخزينة على أن تخرج منها فيما بعد. أي لا تعد إيرادا بالمعنى الصحيح، ثم ثم تلك المبالغ التي تخرج من الخزانة على أن تعاد منها فيما بعد و لذلك لا تعد إنفاقا عاما.
4*مبدأ عدم التخصص:
المقصود به ألا يخصص نوع معين من الإيراد لإنفاق حصيلته على نوع معين من الإنفاق كما لو خصص إيراد الرسوم الجامعية على تغطية المصروفات الخاصة بالجامعة،وتتجه أساليب المالية العامة الحديثة لإنكار مبدأ التخصيص و الأخذ بمبدأ عدم التخصيص للأسباب التالية:
*إذا قلت حصيلة الإيراد المخصص ينتج عن ذلك قصور في الخدمة المخصص لها هذا الإيراد. و إذا زاد الإيراد يؤدي إلى إسراف في الإنفاق المخصص له هذا الإيراد
*من المفروض أن أوجه الإنفاق العام تتحدد طبقا لدرجة إلحاح الحاجات العامة للمجتمع و العمل على إشباعها طبقا لدرجة إلحاحها و أن توجه الإيرادات جميعها دون تخصيص لإشباع هذه الحاجات طبقا لترتيب أولويتها.
5*مبدأ التوازن:
و معناه أن تتساوى جملة الإيرادات العامة مع جملة النفقات العامة. و تأسيسها على ذلك فلا تعتبر الميزانية محققة لمبدأ التوازن إذا زاد إجمالي النفقات العامة عن إجمالي الإيرادات العامة فهذا يعبر عن وجود عجز في الميزانية. و كذلك في حالة زيادة الإيرادات العامة عن النفقات العامة يعبر هذا عن وجود فائض في الميزانية.
و لقد كان هذا هو المبدأ السائد في القرن 19 حتى أواخر عام 1929 حيث الكساد العالمي الكبير الذي غير معتقدات أصحاب مبدأ توازن الميزانية. فقد كانوا يعتقدون أن دور الدولة محدود في نشاطها التقليدي الذي يتمثل في الدفاع و الأمن القومي و عدم تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي فلا داعي في نطرهم لوجود عجز أو فائض.
و لكن العلماء المحدثون في المالية العامة يرون عدم الأخذ بمبدأ توازن الميزانية و يرون أن تكيف الدولة للحالة الاقتصادية عن طريق إحداث عجز أو فائض في ميزانيتها.و في هذا معالجة لهزات الدورة الاقتصادية بالنسبة للدول الرأسمالية.
المبحث الثالث: عجز الميزانية العامة:
تعتبر مشكلة عجز الميزانية من المسائل و القضايا الجوهرية التي أثارت اهتمام الباحثين الباحثين في دول العالم. فهي من المشكلات المالية المتميزة بتطويرها الذي يصيب كافة المجالات:الاجتماعية، السياسية و الاقتصادية في طل تقلص المواد. و اتساع الحاجات.
و قد تعدت المشكلة كونها قضية تواجهها دول العالم الثالث. بل و حتى الدول الصناعية المتقدمة أصبحت تنظر إلى عجز الميزانية العامة كمشكلة حقيقية تتطلب تخطيطا دقيقا وجها كبيرا.
1*مفهوم عجز الميزانية:
يمثل العجز في الميزانية العامة الفارق السلبي موازنة توسيعية من خلال زيادة المصروف التي تؤدي بدورها إلى زيادة الطلب الكلي دون أن يرافقها زيادة في المداخيل.
2*أسباب عجز الميزانية العامة:
و يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية فيما يلي:
*التوسيع في دور الدولة للإنفاق العام، وذلك من خلال زيادة متطلبات و احتياجات المواطنين.
*ضعف النمو الاقتصادي و تقلص مدا خيل الدولة.
*ارتفاع الضرائب غير المباشرة خاصة. و هو ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار،و الذي ينتج عنه المطالبة برفع الأجر.
*ارتفاع الاقتطاعات على العائدات للعائلات يؤثر على القدرة الشرائية. و من ثم على ادخارهم و بصفة عامة يمكن أن ندرج هذه الأسباب في سببين رئيسيين:
ـ زيادة الإنفاق الحكومي.
ـ تقلص الموارد العامة.
3*معالجة عجز الميزانية العامة:
لقد تطرقت دراسات عديدة لموضوع عجز الميزانية العامة، و كيفية مواجهتها، بإيجاد الطرق المثلى لتمويله و التعامل معه، و سنحاول أن نستعرض في هذا الجانب التوجيهات الاقتصادية الحالية المعالجة لمشكلة عجز الموازنة العامة حسب الأسس الدولية و التطبيقات الحديثة. فمن دول العالم من تنتهج برامج الإصلاح الذاتي لمعالجة المشكلة، و منها من تلجأ إلى المؤسسات المالية الدولية لتمويل عجزها و خاصة اللجوء إلى صندوق النقد الدولي، و مختلف المؤسسات المالية الدولية الأخرى.
أ*برامج الإصلاح و التنمية الذاتية:
تنتهج كثير من دول العالم برامج الإصلاح الذاتية التي تعتمد على إجراءات و طرق علاجية تختلف حسب نظامها المالي و تهدف هذه البرامج إلى ترشيد النفقات العامة. و زيادة الإيرادات الضرورية بفرض الضرائب على جميع المجالات القابلة لذلك أي الإبقاء على دور الدولة واضحا في الاقتصاد بما يحقق التنمية الشاملة و التخطيط المحكم. و في إطار برامج الإصلاح الذاتي، و بغية علاج الجزء المتعلق بالميزانية العامة من النظام المالي تلجأ الدولة إلى إتباع و أخذ السياسات التمويلية التالية:
سياسة التمويل الداخلي لتغطية العجز في الموازنة العامة:
تلجأ الدولة النامية إلى الاقتراض الداخلي عوضا عن طلب القروض من الأسواق العالمية في سبيل ذلك تصدر تلك الدول سندات الخزينة لتمويل العجز في الميزانية العامة، غير أن هذه السياسة قد تترتب عنها بعض الآثار السلبية كزيادة حجم الدين العام الداخلي عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة.
ترشيد النفقات العامة:
هو تطبيق عملي لأفضل كفاءة في توزيع الموارد، فهو يشمل بالضرورة الحد من الإسراف في كافة المجالات و الأخذ بمبدأ الإنفاق لأجل الحاجة الملحة لتحقيق النمو المطلوب في الاقتصاد الوطني.
سياسة التمويل الخارجي لتغطية عجز الموازنة العامة:
يهدف هذا الإجراء إلى التأثير على ميزان المدفوعات بتعزيز رصيد احتياطي العملة الأجنبية المتحصل عليها من القروض، أو المحافظة على أسعار صرف العملة المحلية في حدود المعقول التي لا تؤدي إلى حدوث خلل في الميزانية العامة، نتيجة ارتفاع قيمة الدين العام الناتج عن انخفاض قيمة العملة المحلية. و يدخل في سياسة التمويل الخارجي لسندات الخزينة التي تنشط الأموال الأجنبية من خلال تشجيع الصادرات ، و هو ما يحقق نتائج فورية كبيرة، و يقلل من عجز الميزانية العامة. و من الملاحظ أن مثل هذا الإجراء لسياسة التمويل الخارجي. تنتهجه الدولة الصناعية و لا يمكن في كثير من الأحيان أن يستخدم بنجاح في الدول النامية، لأن العبء الذي تتحمله هذه الدول في سداد تلك القروض على المدى البعيد، سيفوق حجم العائدات من هذه القروض.
الفصل الثالث: مراحل الميزانية العامة:
المبحث الأول: تحضير و إعداد الميزانية:
1*السلطة المختصة بتحضير الميزانية:
تلعب السلطة التنفيذية الدور الأساسي في هذه المرحلة، و يرجع ذلك إلى عدة إعتبارات:
*الاعتبار الأول:
تعبر الميزانية عن البرنامج و الخطط الحكومية في المجالات المختلفة.
*الاعتبار الثاني:
أن السلطة التنفيذية تتولى إدارة وحدات القطاع العام، ومن فهي وحدها التي تعلم ما تتطلبه هذه الإدارة من نفقات.
*الاعتبار الثالث:
السلطة أكثر معرفة بالمقدرة المالية للاقتصاد الوطني، و ذلك بفضل الأجهزة الإحصائية المختلفة.
*الاعتبار الرابع:
السلطة التنفيذية أفضل من السلطة التشريعية في تحديد الحاجات العامة و الأولويات الاجتماعية.
ـ تتولى السلطة التنفيذية مهام تحضير الميزانية بينما السلطة التشريعية تختص باعتماد الميزانية.
ـ فالسلطة التنفيذية أقدر من السلطة التشريعية في تقدير أوجه النفقات و الإيرادات العامة.
ـ و يتم تكليفها بإعداد و تحضير الميزانية وفقا للظروف الاقتصادية الملائمة، فالميزانية تمثل النشاط المالي للدولة لذلك وجب أن يسودها الانسجام و التوافق.
ـ و لا يتحقق هذا إذا ترك الأمر للسلطة التشريعية فالبرلمان يقوم بإعداد ميزانية وفقا للمنتخبين فهي تخدم مصالحهم لا المصالح العامة.
ـ ثم إن السلطة التشريعية تطالب السلطة التنفيذية باحترام الخطة الاقتصادية للدولة فهي بذلك تقوم بالتوجيهات العامة و لا تتدخل في تفاصيل إعداد و تحضير الميزانية.
ـ يتولى تقدير النفقات كل وزير ثم تقدم إلى وزير المالية فيتم التشاور فيها إن كان هناك ضرورة لإدخال تعديلات معينة. و إذا لم يوافق هؤلاء يتخذ القرار بمفرده.
ـ و إذا حدث خلل إجراء التعديلات يتم عرضه على رئيس الوزراء الذي يحيله بدوره إلى مجلس الوزراء للفصل في هذا الخلاف. و يتم تحديد سلطات وزير المالية لما يحقق منفعة للدولة.
2*الإجراءات الفنية المتبعة بصدد تحضير الميزانية:
باعتبار وزير المالية ممثلا للسلطة التنفيذية يقوم بمطالبة كافة الوزارات بوضع تقديراتهم حول الإيرادات و النفقات للسنة المالية المقبلة ليتسنى له الوقت إعداد مشروع الميزانية.
ـ كل مؤسسة أو مصلحة تتولى إعداد تقديراتها بشان ما تحتاج إليه من نفقات أو ما تتحصل عليه من إيرادات خلال السنة المالية و ترسلها إلى الوزارة التابعة لها، حيث تتم مراجعتها و تعديلها ومن ثم إدراجها ضمن مشروع الميزانية الذي يتم عرضه على مجلس الوزراء الذي يعرضه على السلطة التشريعية في الموعد المنصوص.
ـ لقد بدأت الدول و خاصة المتقدمة الاتجاه إلى الأساليب الحديثة لإعداد و تحضير الميزانية العامة. فهي تعبر عن النفقات و الإيرادات بصورة حقيقية، ثم توضح الاتجاه الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي لكل دولة.
ـ و قد أصبحت الدول تشمل التقسيمين (الإداري و الوظيفي) بعد إعداد ميزانيتها العامة.
*التقسيم الإداري:
أسلوب تقليدي لإعداد و تحضير الميزانية، فهي تبوب النفقات و الإيرادات وفقا للوحدات الحكومية.
ـ و هذا التقسيم يمكن السلطة التشريعية من مراقبة و اعتماد الميزانية بسهولة. وما يعاب عليه انه غير كاف لدراسة تطور توزيع الموارد العامة.
*التقسيم الوظيفي:
أسلوب حديث يسمح بتصنيف النفقات العامة و في مجموعات متجانسة، و المعيار المتبع هو نوع الوظيفة أو الخدمة التي ينفق المال العام من اجلها:
ـ فمثلا النفقات المخصصة للصحة المدرسية تدرج ضمن بند الصحة بالرغم من أنها تابعة لوزارة التربية و التعليم.
ـ ما يعاب على هذا التقسيم انه يهتم بجانب النفقات و يهمل الإيرادات، ولا يمكن تقسيم الإيرادات تقسيما وطيفيا، لذلك يتم تقسيمها تقسيما كما يتماشى مع التقسيم الوظيفي، حيث يتم نشر بيانات الميزانية بشكل واضح ليفهم مفهومنا.
ـ للتقسيم الوظيفي أهمية كبيرة في إعداد و تحضير الميزانية، حيث تتخصص كل مجموعة متجانسة في وضيفة معينة، و تمكننا أيضا من معرفة كيفية توزيع النفقات العامة على وظائف الدولة.
ـ و أخيرا بواسطته نتمكن من تحليل النشاط الحكومي و الوقوف على تغيراته.
ـ و قد اتخذت عدة أساليب لتحضير و إعداد الميزانية تتمثل:
*أولا: ميزانية الأداء:
و التي تنعني إعادة تقييم جانب النفقات العامة حيث يظهر كل ما تنجزه الدولة من أعمال مثل إنشاء مستشفى جامعي، بناء مدرسة...
و هذا يهدف تحقيق أهداف إنتاجية محددة.
*ثانيا: ميزانية التخطيط و البرمجة:
يهدف هذا الأسلوب إلى تحقيق احتياجات المجتمع بالاستغلال الأمثل لجميع الموارد حيث يمكننا من معرفة المقارنة بين تكلفة و منفعة الإنفاق العام و هذا الأسلوب يقوم على عناصر ثلاثة هي:
أ*التخطيط:
و هو يمثل الأهداف التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها في المدى الطويل.
ب*البرمجة:
يقصد بها تحقيق الأهداف المحددة مع تقدير العبء المالي لكل بديل، و وضع برامج متكاملة لتحقيق عدة أهداف.
ج*الموازنة:
و هي عبارة عن ترجمة الشرائع السنوية للبرامج في صورة اعتمادات سنوية.
ثالثا: الإدارة بالأهداف:
و هي تخصيص اعتمادات الميزانية وفقا للأهداف الفرعية التي تسعى كل الوحدات الحكومية لتحقيقها. حيث يقوم كل مرفق أو رئيس قسم بتحديد أهدافه و يتم الاعتماد وفقا لهذه الأهداف.
رابعا: الميزانية ذات الأساس الصغرى:
وهي ضرورة تحليل البيانات و دراسة و تقييم كافة الأنشطة و البرامج سنويا، و هي تؤدي إما لتطوير و تحسين البرامج و زيادة الإعتمادات و إما بقائها على حالها أو تخفيضها أو إلغائها إذا ثبت عدم جدواها.
المبحث الثاني: اعتماد الميزانية:
1* السلطة المختصة باعتماد الميزانية:
السلطة المختصة باعتماد و إيجاز الميزانية هي السلطة التشريعية و الاعتماد شرط أساسي لا غنى عنه لوضع الميزانية موضع
التنفيذ و ذلك طبقا للقاعدة المشهورة?أسبقية الاعتماد على التنفيذ?.
ـ و حتى السلطة التشريعية في اعتماد الميزانية يتم في الموافقة على الضرائب و مراقبة موارد الدولة عامة. لكن بالإضافة إلى ذلك وجب اعتراف السلطة التشريعية بحق أخر و هو الموافقة على النفقات.
ـ و يمر اعتماد الميزانية داخل المجلس التشريعي بثلاث مراحل هي:
أ*مرحلة المناقشة العامة:
يعرض مشروع الميزانية العامة للمناقشة في البرلمان،تنصب على كليات الميزانية العامة و ارتباطها بالأهداف القومية كما يراها أعضاء المجلس.
ب*مرحلة المناقشة التفصيلية المتخصصة:
تطلع بها لجنة متخصصة و هي لجنة الشؤون الاقتصادية و المالية .
ـ تستعين بما تراه من خبراء استثماريين، تناقش مشروع الميزانية منكل جوانبها و ترفع بعد ذلك تقريرها إلى المجلس.
ج*مرحلة المناقشة النهائية:
يناقش المجلس تقارير اللجنة و يقوم بالتصويت وفقا للدستور و القوانين المعمول بها.
تتوقف كفاءة السلطة التشريعية في فحصها لمشروع الميزانية على اعتبارات عدة منها:
*توفر قدر وافي من الإحاطة بمختلف جوانب الميزانية و توفر المعلومات المالية و الاقتصادية و مكونات ميزانية الدولة.
*سياسيا و اقتصاديا و النقابية، فكلما كانت ناضجة توفرت للسلطة التشريعية قوة سياسية و كلما كانت غير ناضجة، كان تأثير السلطة التنفيذية أقوى.
*و للمجلس التشريعي حق إجراء التعديلات على مشروع الميزانية حيث لا يحق له إجراء تعديلات جزئية بل يفترض أن يكون البناء متكاملا و يشمل الميادين السياسية، الاقتصادية و الاجتماعية.
*لا يحق لنواب الشعب إجراء تعديلات على مشروع الميزانية العامة لأنها لا تهدف لتحقيق الصالح العام بل قد تخل بالبناء المتكامل.
*ينحصر حق البرلمان في الموافقة على مشروع الميزانية أو رفضه. و في حالة رفضه تقدم الحكومة استقالتها أي تسحب الثقة منها. إلا إذا تم إجراء انتخابات نيابية جديدة.
2*أداة اعتماد الميزانية:
إذا وافق البرلمان على مشروع الميزانية العامة يصدرها وفق قانون يطلق عليه قانون المالية، حيث يحدد المبلغ الإجمالي لكل من النفقات و الإيرادات.
ـ لقد ثار الخلاف حول قانون المالية العامة إذا ما كان قانون دقيق أم لا، حيث أنه يقرر فحسب اعتماد البرلمان لمبالغ الإيرادات و النفقات الواردة في الميزانية.
ـ يعد قانون الميزانية قانونا بالمعنى العضوي كونه صادرا عن السلطة المختصة بالتشريع.
ـ إن اعتماد البرلمان للإيرادات يختلف عن اعتماده للنفقات: فالإيرادات تقوم الحكومة بتحصيلها، لكنها لا تلتزم برقم الإيرادات المطلوبة بل قد تتعداه، دون إذن مسبق من البرلمان بذلك.
ـ و يختلف الأمر في اعتماد البرلمان للنفقات. فلا يجوز أن تكون النفقات أكبر من الإيرادات و لا يحق للدولة اعتماد نفقات باب معين لباب أخر إلا بموافقة البرلمان.
ـ و قد تضطر الحكومة إلى طلب نفقات أخرى غير واردة في الميزانية و ذلك لنشأة وجه جديد للإنفاق. و لكن يستوجب هذا موافقة المجلس النيابي.
2*تقنيات تقدير النفقات و الإيرادات:
تختلف الطرق و الأساليب المتبعة لتقدير كل النفقات و الإيرادات العامة في الميزانية. حيث تسعى السلطة التنفيذية المختصة بإعداد و تحضير الميزانية و هي أن تكون تقديراتها مطابقة للواقع، بحيث لا تحدث اضطرابات متعلقة بزيادة النفقات و نقص الإيرادات عما هو متوقع.

محب بلاده
2012-02-09, 18:18
أولا: تقدير النفقات:
يتم إعادة النفقات دون صعوبات تقنية كثيرة. حيث أن كل مرفق يحدد نفقاته المستقلة على أساس حجم نفقاته السابقة مضافا إليها ما سيقوم به المرفق من نفقات خاصة بالاستثمارات أو الإنشاءات خلال السنة المالية المقبلة و يتم تقدير النفقات أو ما يعرف بالإعتمادات باستخدام عدة طرق.
أ*الاعتمادات المحددة و الاعتمادات التقديرية:
*نعني بالإعتمادات المحددة تلك التي تمثل الأرقام الواردة بها الحد الأقصى لما تستطيع الحكومة دون الرجوع إلى السلطة التشريعية و تعد هذه الطريقة هي الأساس في اعتمادات النفقات و تطبق بالنسبة للمرافق القائمة بالفعل و التي يكون لها خبرة في تقدير نفقاتها المستقلة، مما يعني عدم تجاوزها للاعتمادات المخصصة لتغطية هذه النفقات.
*أما الإعتمادات التقديرية و يقصد بها النفقات التي يتم تحديدها على وجه التقريب. و هي تطبق عادة على المرافق الجديدة التي لم يعرف نفقاتها وجه التحديد. و يجوز للحكومة أن تتجاوز مبلغ الاعتماد التقديري دون الرجوع إلى السلطة التشريعية، على أن يتم عرض الأمر عليها فيما بعد للحصول على موافقتها، أي أن موافقة السلطة التشريعية عليها تعد موافقة شكلية.
ب*إعتمادات البرامج:
هذه الطريقة لتقدير النفقات تتعلق بالمشاريع التي يتطلب تنفيذها فترة طويلة و يتم تنفيذ ه\ه البرامج بطريقتين: إما عن طريق أن يتم تحديد مبلغ النفقات بصورة تقديرية و يتم إدراجه في ميزانية السنة الأولى على أن يتم إدراج في ميزانية كل سنة من السنوات اللاحقة الجزء الذي ينتظر دفعه فعلا من النفقات. و تسمى هذه الطريقة بطريقة اعتمادات الربط. أما الطريقة الثانية فهي تتلخص في أن يتم إعداد قانون خاص مستقل عن الميزانية يسمى بقانون البرنامج توافق عليه السلطة التشريعية.
و بموجب هذا القانون يتم وضع برنامج مالي على أن يتم تنفيذه على عدة سنوات و يوافق على الإعتمادات اللازمة له، و يقسم هذا القانون ذات البرنامج على عدة سنوات و يقرر كل جزء منها الاعتمادات الخاصة بها. و تسمى هذه الطريقة بطريقة اعتمادات البرامج.
ثانيا: تقدير الإيرادات:
يثير تقدير الإيرادات العامة صعوبات تقنية إذ أنه يرتبط أساسا بالتوقيع فيما يتعلق بالظروف و المتغيرات الاقتصادية التي قد تطرأ على الاقتصاد الوطني من أجل تحديد مصادر الإيرادات المختلفة، وخاصة الضرائب، في السنة المالية المقبلة.
و يتم تقدير الإيرادات العامة باستخدام عدة طرق:
أ*التقدير الآلي:
تتمثل هذه الطريقة في تقدير الإيرادات المقبلة على أساس آلي لا يترك للقائمين بتحضير الميزانية أي سلطة تقديرية بتقدير الإيرادات المتوقع الحصول عليها.
و تستند هذه الطريقة أساسا على قاعدة السنة قبل الأخيرة إذ يتم تقدير الإيرادات على أساس الاسترشاد بنتائج آخر ميزانية نفذت أثناء تحضير الميزانية الجديدة. و هناك قاعدة أخرى هي قاعدة الزيادات، أي إضافة نسبة مئوية على آخر ميزانية نفذت وتتم على أساس متوسط الزيادة التي حدثت في الإيرادات العامة و تتميز هذه الطريقة على أنها تحدد حجم الإيرادات و النفقات بطريقة تحفظية. ما يعاب عليها أن الحياة الاقتصادية لا تسير في اتجاه ثابت. فغالبا ما تتأرجح بين الكساد و الانتعاش من فترة لأخرى.
انتشار التضخم و ارتفاع الأسعار و انخفاض القدرة الشرائية في كثير من البلدان في العصر الحديث يجعل من الصعب استعمال هذه الطريقة في تحديد حجم الإيرادات.
ب*التقدير المباشر:
تستند هذه الطريقة أساسا على التوقع أو التنبؤ باتجاهات كل مصدر من مصادر الإيرادات العامة على حدة و تقدير حصيلته المتوقعة بناءا على هذه الدراسة مباشرة.
كل مؤسسة من القطاع العام تتوقع حجم المبيعات للإيرادات العامة للسنة المالية المقبلة، بحيث كل الوزارات أو الهيئات الحكومية تقدر ما تتوقع الحصول عليه من إيرادات في شكل رسوم أو ضرائب عن نفس السنة المالية موضوع الميزانية الحديثة.
و هذه التوقعات ترتبط بحجم النشاط الاقتصادي ففي حالة الرخاء و الانتعاش تزداد الدخول و الثروات و المبيعات و الأرباح و الاستهلاك و الواردات و الصادرات...الخ و التي يترتب عليها زيادة الإيرادات بصورة غير متوقعة، أما في فترات الكساد تصاب الأنشطة الاقتصادية بالخمول، مما يؤدي إلى قلة الإيرادات و زيادة النفقات و هذا ما يستدعي دراسة فورية للتقلبات الاقتصادية.
و إذا كانت طريقة التقدير المباشر أفضل الطرق لتقدير الإيرادات، فاللجان المتخصصة تقوم بالاسترشاد لتقدر مبالغ الإيرادات الفعلية المحصلة حسب مستولى النشاط الاقتصادي المتوقع و التغيرات المنتظرة في التشريع الضريبي باعتباره أهم مصادر الإيرادات العامة على الإطلاق...الخ.
المبحث الثالث: تنفيذ الميزانية و الرقابة عليها:

1*تنفيذ الميزانية:
وهي تمثل مرحلة انتقال الميزانية العامة من التطبيق النظري إلى حيز التطبيق العملي الملموس. و هي آخر مرحلة من مراحل الميزانية، تختص بها السلطة التنفيذية و تشرف على تنفيذها وزارة المالية التي تعتبر أهم أجزاء الجهاز الإداري للدولة.
أ*عمليات تحصيل الإيرادات و النفقات:
تتولى وزارة المالية مهمة تنفيذ الميزانية عن طريق تجميع الإيرادات من مختلف المصادر و إيداعها في الخزينة العمومية و يتم في المقابل الإنفاق لكن حسب الحدود الواردة في اعتماد الميزانية.
أولا: عمليات تحصيل الإيرادات:
كما ذكرنا سابقا، تختلف القيمة القانونية للإيرادات الواردة في الميزانية عن قيمتها فيما يتعلق بالنفقات.
فإجازتها للنفقات تعني مجرد الترخيص للحكومة بالإنفاق في حدود المبالغ التي تم اعتمادها.
إجازتها للإيرادات، بحيث لا تملك هذه عدم تحصيل جزء منها، وألا تكون قد ارتكبت خطأ تحاسب عليه أمام السلطة التشريعية.
و يتم تحصيل الإيرادات العامة بواسطة موظفين مختصين في وزارة المالية مباشرة أو تابعين لجهات حكومية تتبع وزارة المالية.
و يجب مراعاة عدة قواعد عامة في عمليات تحصيل الإيرادات العامة تتمثل في:
ـ أن يتم تحصيل الإيرادات في مواعيد معينة وطرق معينة وفقا لنص القانون.
ـ يجب تحصيل مستحقات الدولة فور نشوء حقوقها لدى الغير و قد تضمن المشروع حق الدولة في تحصيل إيراداتها في أسرع وقت ممكن، بإعطاء الحكومة حق امتياز على أموال المدين عن سائر الدائنين. كما أعطاها الحق في إجراء الحجز الإداري لتحصيل ديونها. كما ميز حق الدولة في تحصيل دين الضريبة لا يوقف دفعها أولا ثم التظلم فيما بعد.
ـ لضمان دقة و سلامة التحصيل، فانه من المقرر و وفقا للقواعد التنظيمية، الفصل في عمليات التحصيل بين الموظفين المختصين بتحديد مقدار الضريبة، و الآخرين المختصين بجبايتها.
ثانيا: عمليات النفقات:
إن إجازة السلطة التشريعية لاعتمادات النفقات لا يعني التزام الدولة بإنفاق كافة مبالغ الاعتمادات و لكنه يعني الإجازة و الترخيص للدولة بان تقوم بالإنفاق في حدود هذه المبالغ أي تقوم بإنفاق هذه المبالغ كلها أو بعضها في حالة الحاجة إلى ذلك.
ولضمان عدم إساءة استعمال أموال الدولة، و التأكد من إنفاقها، نضم القانون عمليات صرف الأموال العامة على أربع خطوات
هي:
الالتزام:
ينشا الالتزام نتيجة قيام السلطة الإدارية باتخاذ قرار لتحقيق عمل معين كالإنفاق من جانب الدولة مثلا: تعيين موظف عام أو بالقيام ببعض أعمال المنفعة العامة مثلا:إنشاء طرق أو جسور...الخ والإنفاق ليس الهدف منه زيادة أعباء الدولة بلا تحقيق أهداف معينة عامة
كما ينشا الالتزام بإنفاق مبلغ معين نتيجة إصابة مواطن بسيارة حكومية مما يضطر الدولة على دفع مبلغ تعويض.
و في كلتا الحالتين فان الارتباط بالنفقة يعني العمل القيام بعمل مكن شانه أن يجعل الدولة مدينة.
التصفية:
بعد أن يتم الالتزام تأتي الخطوة الثانية المتعلقة بالتصفية أي بتحديد مبلغ النفقة الواجب على الدولة دفعها فيتم تقدير المبلغ المستحق للدائن و خصمه من الاعتماد المقرر في الميزانية مع ضرورة التأكد من أن الشخص الدائن غير مدين بشيء حتى يمكن إجراء المقاصة بين الدينين.
يكون الدفع بعد انتهاء الأعمال، فالدائن ينهي أعماله أولا قبل أن تدفع له الدولة المبالغ المدينة بها نتيجة هذه الأعمال. حتى تتمكن من تحديد مبلغ الدين على النحو فعلي.
الأمر بالدفع:
بعد أن يتم تحديد مبلغ النفقة أو الدين،يصدر قرار من الجهة الإدارية المختصة بضمان أمر بدفع مبلغ النفقة . و يصدر ه\ا القرار عادة من وزير المالية أو من ينوب عنه.
الصرف:
يقصد بالصرف أن يتم دفع المبلغ المحدد في الأمر عن طريق موظف تابع لوزارة المالية غير الذي يصدر عنه أمر الدفع منعا للتلاعب و غالبا ما يتم هذا في صورة إذن على البنك المركزي الذي تحتفظ فيه الدولة بحساباتها.
فالخطوات الثلاث الأولى تتعلق بالاختصاص الإداري المتعلق بالجهة الإدارية. أما الخطوة الأخيرة فتتعلق بالاختصاص الحسابي المتعلق بوزارة المالية. و هذا الفصل بين الاختصاصين نتيجة عدم ارتكاب أي مخالفة مالية.
و الآن نحاول مواجهة الاختلاف بين الأرقام التقديرية والأرقام الفعلية للنفقات والإيرادات العامة.
فالنسبة للنفقات العامة فهي تعتمد على قاعدة تخصيص الاعتمادات، السلطة التشريعية هي التي تتولى الإنفاق في حالة مخالفة تقديرات النفقات أو استخدام الاعتماد لنفقة معينة إلى نفقة أخرى.
و تختلف الإجراءات المتبعة للحصول على اعتماد من السلطة التشريعية من دولة إلى أخرى.فقد يسمع للسلطة التنفيذية القيام بنقل البنود دون موافقة من السلطة التشريعية. و في بعض الأحيان يخصص مبلغ في ميزانية كل وزارة في حالة نقص النفقات، و إذا ما تجاوز الأرقام الفعلية الأرقام التقديرية، فلا تتقدم بطلب الاعتمادات الإضافية، و لكن عليها أن تتقدم لسلطة التشريعية بميزانية كاملة مصححة للميزانية الأولى لمناقشتها و اعتمادها.
الإيرادات:
أي مخالفة تقديرات إيرادات الدولة للأرقام الفعلية، لا يثير العديد من المشاكل، فأي خطا يحدث في تقدير حصيلة نوع من أنواع الإيرادات يعوض، فالأخطاء بالزيادة تعوض الأخطاء بالنقصان،دون أن يؤثر ذلك على تنفيذ الميزانية العامة وفقا للقاعدة المتبعة بالنسبة للإيرادات العامة وهي قاعدة عدم تخصيص الإيرادات أما إذا تعلق الخطأ بالزيادة فانه يتم تصرف في الزيادة الإجمالية وفقا للنظم و القوانين المعمول بها في كل دولة على حدى و تثور المشكلة في حالة الخطأ في تقدير الحصيلة الإجمالية للإيرادات العامة بالنقصان، إذ تضطر الدولة في هذه الحالة إلى اللجوء لمصادر غير عادية لسد العجز في الإيرادات مثل الاقتراض أو الإصدار النقدي.
2*مراقبة تنفيذ الميزانية:
المقصود بمراقبة تنفيذ الميزانية هو أن يتم الإنفاق بالشكل الذي ارتضاه المجلس السياسي الممثل للشعب باعتباره الممول الأعلى للدولة فيما حددته من إيرادات عامة هي أساسا جزء من دخول أفراد الشعب.
و قد تكون مراقبة التنفيذ سابقة على أو لاحقة له، فمن مزايا النوع الأول منع وقوع الخطأ. و فيه مطابقة التصرف المالي قبل حدوثه لما ارتبطت به الحكومة مع ممثلي الشعب. و من الدول التي تسير على هذا النظام المملكة المتحدة البريطانية في عهد البرلمان إلى موظف أو شخص مسؤول يسمى المراقب العام فلا تتم عملية صرف إلا بعد إذنه و يكون قد تحقق من ورود اعتماد في الميزانية لهذا المبلغ و المراقب العام غير قابل للعزل و لا تملك الحكومة حل عزله ولا تتدخل في تحديد مرتبة أو زيادته أو إنقاصه فكل هذه الأمور من سلطة البرلمان.
و الرقابة على تنفيذ الميزانية قد تكون رقابة إدارية أو رقابة سياسية، أو رقابة الأجهزة المستقلة و ذلك فضلا عن الرقابة السابقة على تنفيذ الميزانية، و الرقابة اللاحقة لذلك.
أ*الرقابة الادارية:
هي تلك التي تقوم بها الحكومة على نفسها. و هي تتناول كيفية تنفيذ الميزانية. و إدارة الأموال العامة. و يقوم على هذه الرقابة موظفون حكوميون. و هم الرؤساء من العاملين بالحكومة على مرؤوسيهم و تقوم بها وزارة المالية على الإدارات الحكومية المختلفة. و ذلك بواسطة قسم مالي خاص يتبع وزارة الخزانة في كل وزارة. وتتناول هذه الرقابة عمليات التحصيل والصرف التي يأمر بها الوزراء أو من ينوب عنهم. وذلك للتحقق من مطابقة أوامر الصرف للقواعد المالية المقررة في الميزانية.
ب*الرقابة السياسية:
إن الغاية ن الرقابة الميزانية. بصورة عامة.هي التأكد من احترام الإجازة التي أعطاها البرلمان للحكومة في جباية الايرادات و صرف النفقات.
و تتحقق هذه الرقابة عن طريق إلزام الحكومة بتقديم حساب ختامي في نهاية السنة المالية للسلطة التشريعية. يبين فيه ما تم جبايته فعلا من إيرادات و ما تم صرفه من نفقات. و مدى مطابقة كل هذا لما ورد بالميزانية.
و تحقيقا لهذه الرقابة السياسية فقد نص الدستور الجزائري الذي وافق الشعب عليه في 19 نوفمبر 1976 في المادة 187 منه على أن "تقدم الحكومة في نهاية كل سنة مالية إلى المجلس الشعبي الوطني عرضا حول استعمال الإعتمادات المالية التي أقرها بالنسبة للسنة المالية المعنية و تختتم السنة المالية على مستوى المجلس الشعبي الوطني بالتصويت على قانون يتحدد بمقتضاه ضبط ميزانية السنة المالية المنصرمة.
ج*رقابة الأجهزة المستقلة:
تقوم بعض الدول بإنشاء أجهزة مستقلة تقوم على مراقبة كل التصرفات المالية و الهدف من وراء ذلك الحفاظ على المال العام. وعادة ما تتبع هذه الأجهزة رئيس الدولة حتى تتمتع باستقلال اتجاه الوزارات المختلفة. كما تكلف هذه الأجهزة بتقديم تقرير ينوي لرئيس الدولة تبين فيه كل ما قامت به من أعمال و ما كشفت عنه الرقابة المالية و المحاسبية من مخالفات و توصيات الجهاز بشأنها تفادي أي أخطاء مستقبلا.
و لقد أخذت جمهورية الجزائر بهذا الاتجاه. ذلك أن المادة 190 من الدستور تنص على أن"يؤسس مجلس محاسبة مكلف بالمراقبة اللاحقة لجميع النفقات العمومية للدولة و الحزب و المجموعات المحلية و الجهوية و المؤسسات الاشتراكية بجميع أنواعها. و يرفع مجلي المحاسبة تقريرا سنويا إلى رئيس الجمهورية، و يحدد القانون قواعد تنظيم هذا المجلس و طرق تسييره و جزاء تحقيقاته".
و الرقابة السياسية و رقابة مجلس المحاسبة هي من صور الرقابة اللاحقة لتنفيذ الميزانية، و أما الرقابة الإدارية التي تقوم بها الحكومة فهي إما أن تكون سابقة لتنفيذ الميزانية أو لاحقة لها.

خاتمة
إن تطور دور الدول في المجتمعات الحديثة خاصة منه الدور الاقتصادي. أدى إلى بروز الأهمية البالغة التي تعطي للميزانية العامة باعتبارها أداة هامة و مؤثرة في عملية التنمية الاقتصادية و الإجتماعية.
و لقد حاولنا في هذا البحث إبراز أهم الجوانب المتعلقة بالميزانية العامة بما تحتويه من نفقات و إيرادات.

محب بلاده
2012-02-09, 18:20
عرض حال حول الحساب المالي

مقدمـــــة :
الحساب المالي وثيقة مالية ذات أهمية بالغة . تقدم من طرف كل مؤسسة تتمتع بالاستقلال المالي يسمح لها بإعداد ميزانية قبل بداية كل سنة مالية و يرخص لها خلال السنة بتنفيذ العمليات المالية التي تشمل إجراءات الإثبات و التصفية و التحصيـل في مجال الإيرادات و الإلتزام و التصفية و الأمر بالصرف والدفع في مجال النفقات.
ويجبر تدوين كل هذه العمليات بانتظام في سجلات و وثائق رسمية مخصصـة و مفتوحة لهذا الغرض ثم إنجاز الحساب المالي بعد نهاية كل سنة بعد وقف جميع السجلات الحسابية المتعلقة بهذا الشأن . و الحساب المالي مرحلة نهائية للسنة المالية المنفرطة.
تعريف :
الميزانية لها طابع تقديري لعمليات مستقبلية للمداخيل و للمصاريف، أما الحساب المالي يعيد تدوين عمليات منجزة.
إذن، الحساب المالي هوحساب ختامي لتنفيذ الميزانية، تدون فيه جميع الإيرادات و النفقات من
01 جانفي إلى 31 ديسمبر ، ويبين وضعية المؤسسة من الناحية المالية إلى غاية 31/12.
إن القواعد العامة لتقديم الحساب المالي وكذلك الشروط الخاصة بالمؤسسات التعليمية كانت محل مناشير وزارية أهمها المنشور رقم 166 المؤرخ في 18/01/1984.

عرض الوثيقة :
الوثيقة المستعملة تنقسم إلى جزئين :
أ‌- الوثيقة الأساسية : و التي تحوي
1- الجداول التفصيلية و مجمل الإيرادات .
2- الجداول التفصيلية و مجمل النفقات.
3- عرض العمليات الحسابية لمصالح خارج الميزانية.
4- التذكير بنتائج الحساب المالي للسنة الماضية.
5- الوضعية المفصلة عند غلق السنة المالية.
6- وضعية المؤسسة عند غلق السنة المالية.
ب‌- الوثائق الملحقة : قائمة الوثائق الملحقة موجودة في الصفحة 14 من مطبوعة الحساب المالي.

الوثائق الضرورية لانجاز الحساب المالي :

الوثائق و السجلات الحسابية التي يجب أن تكون حاضرة و موقفة إلى غاية 31/12/.

1- الميزانية 8- سجل الصندوق اليومي.
2- قرارات التحويل. 9- سجل الحسابات المفتوحة لدى الخزينة و الغير.
3- الحساب المالي السابق. 10- سجل الحسابات الخارجة عن الميزانية .
4- حساب تسيير المرتبات. 11- سجل الحقوق المثبتة بالنسبة للمؤسسات ذات النظام
5- جداول الحوالات المسددة الداخلي و نصف الداخلي.
6- سجل الإيرادات. 12- دفتر الخزينة و الحساب البريدي ج مع حالة التقارب
7- سجل النفقات. 13 – حالة حضور التلاميذ الشهرية طيلة السنة.

عملية النقل تكون جد سهلة إذا أعطيت العناية الكاملة للمسك الدقيق للوثائق المذكورة.


إنجاز الحساب المالي :
- الصفحة 02
جدول 11 : هو نسخة من حساب التسيير للرواتب و المنح.
- الصفحة 03
جدول 12 و 13 : يجب أن تكون الحقوق المثبتة = النفقات المسددة.
و المداخيل المحصل عليها = إيرادات هذا البند.
أما الفارق بين الإيرادات و النفقات يمثل الناتج الإيجابي أو السلبي المسجــل في العمود 10 من صفحة 07 من نفس الفصل.
- الصفحة 04
جدول 14 : يسجل فيه كل اعتمادات التسيير التي منحت للمؤسسة خلال السنة.
جدول 211 : التغذية ، فطريقة حساب الحقوق المثبتة تكون كما يلي
عدد أنصاف الشهور × مبلغ النصف شهر = مجموع الحقوق المثبتة.
مجموع الحقوق المثبتة - بدون قيمة = الصافي للتحصيل.

طرق التحصيل :
- على عاتق العائلات ، بالنسبة لغير الممنوحين 1800.00 دج
- على عاتق الدولة ، بالنسبة للممنوحين : منحة و طنيـــة 648.00 دج.
منحة الدعــــم 1152.00 دج
- عدد الأشهر المعمول بها هي 09 أشهر
- نصف الداخلي 100.00 دج مبلغ النصف شهري.
العملية الترتيبية :
لا بد من إجراء هذه العملية قبل 31/12 .
العملية الترتيبية يجب أن تساوي مجموع المنح الوطنية و إعانة الدولة للتلاميذ الممنوحين للنظام الداخلي و النصف الداخلي ( الحوصلة العامة لسجل الحقوق المثبتة ) المثبتة لصالح المؤسسة في خلال السنة المدنية . ويجب إنجاز هذه العملية مهما يكن مبلغ الإعتمادات المقبوضة أو انعدامه تماما.
• فيما يخص المنح الوطنية ، آلية تطبيق العملية الترتيبية على النحو التالي :
- في حالة تحصيل الإعانة : المداخيل في البند 121
العملية الترتيبية ، (01) المصاريف في البند 121 .
(02) المداخيل في البند 211.
أما فيما يخص إعانة الدولة للتلاميذ الممنوحين آلية تطبيق العملية الترتيبية على النحو التالي :
- في حالة تحصيل الإعانة : المداخيل في البند 133

العملية الترتيبية ، (01) المصاريف في البند 133 .
(02) المداخيل في البند 211.
يمكن إنجاز العملية الترتيبية للمنح الوطنية و إعانة الدولة للتلاميذ الممنوحين للنظام الداخلي و النصف داخلي في نهاية كل ثلاثي ( نهاية مارس- نهاية جوان- نهاية ديسمبر).
وهذه الطريقة تمكننا و تسهل علينا المعرفة الدورية في البند 211.

الإطعــــــام ( جدول 212 صفحة رقم 04) :
كي نتمكن من إنجاز هذا الجدول يجب أن يكون السجل المفتوح لدى الخزينة و الغير ممسك جيدا و يوميا.
في البند 212 ( الإطعام) ، مطلوب منا تسجيل الحقوق المثبتة و التحصيلات بالصنف للموظفين المشتركين في الطاولة المشتركة( تلاميذ مطعمون، عمال ، أساتذة، مساعدو التربية، ضيوف...).
ويجب أن نتجنب في نهاية السنة " الباقي للتحصيل" لأنه لا يؤخذ بعين الاعتبار في حساب الاعتماد السنوي المفتوح في الباب 21.
- الصفحة 05
جدول 31 ( المادة 311) إيرادات و نفقات على عاتق الولاية :
وهذا الجدول يجمع كل الاعتمادات المحصلة من الولاية و النفقات المسددة.
قد يحدث في بعض الحالات أن المؤسسة لا تسطيع أن تلتزم و أن تصرف كل أو بعض الأجزاء من الإعانات التي تحصلت عليها في إطار عملية الإصلاحات الكبرى، و لكي لا تضيع المبالغ غير المسددة في نهاية السنة المالية يمكن تمديد الإعتماد المفتوح أو المتبقي للسنة الموالية و يصرف ضمن النفقات الاستثنائية ( 416) ، و يجب أن نعلم أن هذا الاجراء لا يتطلب أي عملية حسابية ، كل ما في الأمر هو تسجيلها على وثيقة الحساب المالي فقط أي في العمود 07 من الصفحة 11 ، و في الخانة الرابعة من جدول الوضعية المفصلة عند غلق السنة المالية ( الصفحة 12) وفي وضعية المؤسسة عند غلق السنة. الصفحة ( 13)

جــــــــدول 41 : إيرادات و نفقات غير عادية.
- يجب تسجيل ملاحظة في هذا الشأن التي تخص عمود الحقوق المثبتة و الاعتمادات المفتوحة.
- إذا جمعنا المبالغ الموجودة في هذا العمود نحصل على مجموع لا يمثل لا مبالغ الحقوق المثبتة و لا مبالغ الاعتمادات المفتوحة.
وكيفية معرفة مبالغ الحقوق المثبتة من الاعتمادات المفتوحة وفق :
يكفي التمعن في العمودين الأولين في الجدول، العمود الخاص بالمداخيل يمثل مجموع بنوده الحقوق المثبتة ، أما العمود الثاني الخاص بالمصاريف فتمثل مجمـوع بنوده الاعتمادات المفتوحة .
الحقوق المثبتة = مجموع الإيرادات + الباقي للتحصيـــل
الاعتمادات المفتوحة = مجموع النفقات(باب 41 صفحة 11 عمود06) + الإعتمادات الملغاة (باب 41 صفحة 11 عمود08)
ملاحظة : فيما يخص الناتج السلبي ( أقل قيمة) ، يكون مساو لباقي التحصيل.
- مبالغ باقي للتحصيل للسنوات الماضية المدونة في الحساب المالي الماضي(بند 416) تكون بمثابة حقوق مثبتة لصالح المؤسسة
حوصلة الإيــــرادات :

صفحــــة 06
الفصل
ch تقديرات الميزانية ع3
p b الحقوق المثبتة ع4
dc بدون قيمة ع5
t r
11 نفقات ج11 نفقات ج11
12 نفقات ج12 نفقات ج12
13 نفقات ج13 نفقات ج13
14 تقديرات الميزانية تقديرات الميزانية
21 تقديرات الميزانية ح.م.ج 212.211 ج 211
22 تقديرات الميزانية ح.م.ج 22
31 نفقات ج 31 نفقات ج 31
41/42 / ح.م.ج41


صفحــــة 07
الفصل
ch مجموع الإيرادات ع 8
tr باقي التحصيل ع 9
rar + أو – الناتج ع 10
values
11 إيرادات ج 11 رصيد ج 11
12 إيرادات ج 12 //
13 إيرادات ج 13 - أو + قيمة ع3- 8
14 إيرادات ج 14 - أو + قيمة ع3- 8
21 إيرادات ج211 ج 211 - أو + قيمة ع3- 8
22 إيرادات ج22 ج 22 - أو + قيمة ع3- 8
31 إيرادات ج31
41/42 إيرادات 41 ج 41 الناتج = باقي التحصيل

مراقبة مجاميع ملخص إيرادات الميزانية :
مراقبة الفصل 01 : الحقوق المثبتة= مجموع التحصيلات+الناتج السلبي أو – الناتج الايجابي.
مراقبة الفصل 02 : تقديرات الميزانية= مجموع التحصيلات+الناتج السلبي أو – الناتج الايجابي.
الحقوق المثبتة= مجموع التحصيلات+ بدون قيمة+ الباقي للتحصيل.
مجموع المحاصيل= الحقوق المثبتة- بدون قيمة – باقي للتحصيل.
مراقبة الفصل 03 و 04 : الحقوق المثبتة=مجموع التحصيلات+ الباقي للتحصيل.
مراقبة عامة للمحاصيل :
1-مجموع المحاصيل = الحقوق المثبتة-بدون قيمة+ أكثر قيمة أو – أقل قيمة للفصل01 ـ مجموع الباقي للتحصيل
2- تقديرات الميزانية =مجموع التحصيلات + الناتج السلبي أو – الناتج الإيجابي.
3- الحقوق المثبتة = مجموع التحصيلات + بدون قيمة + الباقي للتحصيل – أكثر قيمة أو + أقل قيمة للفصل01
نفقات التسييــــر ( صفحة 08-09)

الباب 21 : التغذية
• الاعتماد المحدد في الميزانية النهائية = الاعتماد المفتوح في الميزانية.
• أكثر أو أقل قيمة = أكثر أو أقل قيمة للباب 21 صفحة 07 عمود 10.
• قرارات تعديلية تحويل مصادق عليه و الميزانية التكميلية أو ميزانية إضافية.
• الاعتماد النهائي = اعتماد الميزانية + أقل أو أكثر قيمة للباب 21 + أو – قرارات تعديلية
• المصاريف المنجزة = المصاريف المسددة إلى غاية 21/12.
مراقبة الاعتماد النهائي المفتوح في الباب 21 :
- اعتمادات التغذية المحددة + المداخيل الفعلية في الباب 21
نلاحظ من خلال هذه المراقبة أن الحقوق غير المتحصل عليها في نهاية السنة ( باقي للتحصيل)
لا تأخذ بعين الاعتبار في تحديد الاعتماد النهائي.
من الباب 22 إلى الباب 29 :
كل الجداول المتعلقة بهذه الأبواب هي متشابهة، و لتحديد الاعتماد النهائي يكفي إضافة أو حسم من الاعتماد الأولي القرارات التغييرية المستحدثة خلال السنة .
ملاحظة هامة :
استهلاك الاعتمادات تكون بالبند و ليس بالباب ، و تجاوز الاعتماد المحدد في البند يعتبر خطأ و يكون مسؤولا عليه كل من الآمر بالصرف و المحاسب.
حوصلة النفقات
الصفحة 10- 11 :
أ‌- الفصل 1 : مصاريف على عاتق الخزينة
الباب 11 ، 12 ، 13
الاعتماد النهائي بعد القرارات التعديلية = مجموع المصاريف ( الحقوق المثبتة).
ب‌- الفصل 2 : مصاريف التسيير للباب 21 ( التغذية)
الاعتماد النهائي بعد القرارات التعديلية = الاعتماد النهائي المحدد في الجدول 21 ص 08
مجموع المصاريف = المصاريف المسددة إلى غاية 31/12.
الاعتماد الملغى لعدم الاستعمال = الاعتماد المحدد بعد القرارات التغييرية – مجموع المصاريف.
من الباب 22 إلى الباب 29 :
الاعتماد الموقوف بعد القرارات التعديلية = الاعتمادات المحددة في مختلف الجداول الموجودة في الصفحة 8 و 9
مجموع المصاريف = المصاريف المسددة و المحددة في الجدولين صفحة 8 و 9.
ت‌- الفصل 3 : مصاريف على عاتق الولاية .
الباب 31 : مصاريف على عاتق الولاية.
الاعتماد المحدد بعد القرارات التعديلية = الحقوق المثبتة في الجدول 31 ص 05.
مجموع المصاريف = مصاريف السنة جدول 31 صفحة 05.
الاعتماد الممدد = الاعتماد الممدد جدول 31 صفحة 05.
الاعتمادات الملغاة لعدم الاستعمال = الاعتماد المحدد بعد القرارات التعديلية – مجموع المصاريف
ث‌- الفصل 04 : مصاريف غير عادية

-الاعتماد المحددة بعد القرارات التعديلية = مجموع الاعتمادات المفتوحة( جدول41 ص 05)
- مجموع المصاريف = مصاريف السنة ( جدول41 صفحة 05).
- الاعتماد الملغى لعدم الاستعمال = الاعتماد المحدد بعد القرارات التعديلية – مجموع المصاريف

مراقبة مجاميع حوصلة مصاريف الميزانية
- مراقبة مجاميع الفصل 02 :
مجموع الفصل 02 عمود 03 = مجمــــوع محاصيل اعتمادات التسيير ( باب 14 عمود 08 ص 07 ) + المداخيل المحصل عليه في الباب 21 صفحة 07 + تقديرات الميزانية الباب 22 ص 06 .
مجموع العمود03 – مجموع العمود 06 = مجموع العمود 08.
مراقبة : يمكن أن تستعمل على مستوى المجموع العام.
- مجموع العمود 03 – مجموع العمود 06 = مجموع العمود رقم 08 .
مراقبة عامة للحساب المالي
أ‌- مراقبة فرق التسيير :
فرق التسيير ( جدول الوضعية المفصلة عند غلق السنة المالية ص 12) = مجموع الاعتمادات الملغاة لعدم الاستعمال ( الباب 21 إلى 29 ص 11 عمود 08) + أكثر قيمة أو – أقل قيمة للباب 22 صفحة 07
ب‌- مراقبة عامة :
-المراقبة الأولى :
- بالموجب مداخيل البند 416 ( جدول 41 ص 05)
- بالموجب أو بالسالب. أكثر أو أقل قيمة الباب 01 ص 07
- بالموجب أو بالسالب. أكثر أو أقل قيمة الباب 22 ص 07
- بالموجب مجموع الاعتمادات الملغاة لعدم الاستعمال ( العمود 08 ص 11)
- يساوي الفرق بين المداخيل و المصاريف ( جدول الوضعية المفصلة عند غلق السنة)
- المراقبة الثانية :
- بالموجب الحقوق المثبتة في المداخيل الاستثنائية ( جدول 41 ص 05)
- بالسالب الاعتمادات المفتوحة في المصاريف الاستثنائية ( جدول 41 ص 05)
- بالسالب أكثر قيمة . و بالموجب أقل قيمة للباب 21 في المداخيل ( عمود 10
ص 07 ) بالنسبة للمؤسسات ذات النظام الداخلي و نصف الداخلي.
- بالموجب أو بالسلب المجموع العام للعمود 10 ص 07.
- بالموجب مجموع الاعتمادات المنلغاة لعدم الاستعمال ( مجموع العمود 08 ص 11)
- بالسالب الاعتمادات الممددة.
- النتيجة النهائية بالموجب إلى 31/12 السابق = النتيجة النهائية للسنة المالية.
- المراقبة الثالثة :
النتيجة عند نهاية السنة المالية = النتيجة إلى 31/12 السابق
+ تقديرات مالية ( المداخيل ص 06) + أكثر قيمة ( المداخيل ص 07)
- أقل قيمة ( المداخيل ص 07)
- إعتمادات مقفلة بعد القرارات التعديلية ( مصاريف ص 10)
+ إعتمادات للتمديد ( مصاريف ص 11)
+ إعتمادات ملغاة بسب عدم الإستعمال ( مصاريف ص 11)


تقرير رئيس المؤسســــة
إن هدف التقرير هو تبرير و شرح تفسيرات و تحاليل للفوارق الهامة التي وقعت بين التقديرات و معدلات تعداد التلاميذ الحاضرين ، التي يمكن أن تكون لها عواقب مالية . كما يجب أن يكون هذا التقرير بمثابة عرض حال الانعكاسات لتنفيذ الميزانية ، سواء على صعيد المداخيل أو المصاريف ، مع تقويم وتحديد مختلف نسب الإنجاز و استهلاك الإعتمادات بعد الانتهاء. إذا كانت ناحية التوازن المالي محترمة مبينا الحجج بالإجراءات المتخذة في هذا الشأن.
ملاحظات هامة :
أ‌- يجب تقديم الحساب المالي في 03 نسخ إلى مديرية التربية قبل 31 مارس الموالية لغلق السنة ( منشور وزاري رقم 156 بتاريخ 18/01/1984)
ب‌- نسخة كاملة عن الحساب المالي ترسل مضمنة مع الإشعار بالوصول إلى السيد :
" كاتب الضبط لمجلس المحاسبة ، 19 شارع رابح ميدات الجزائر العاصمة "
وهذا قبل 30 جوان الموالي . طبقا للقانون 05/80 المؤرخ في 12/03/1980.
وكل تأخر ينجر عنه غرامة مالية.
جـ- المصادقة على الحساب المالي من طرف السلطة الوصية لا تعتبر براءة ذمة.

محب بلاده
2012-02-09, 18:20
عرض حال حول الحساب المالي

مقدمـــــة :
الحساب المالي وثيقة مالية ذات أهمية بالغة . تقدم من طرف كل مؤسسة تتمتع بالاستقلال المالي يسمح لها بإعداد ميزانية قبل بداية كل سنة مالية و يرخص لها خلال السنة بتنفيذ العمليات المالية التي تشمل إجراءات الإثبات و التصفية و التحصيـل في مجال الإيرادات و الإلتزام و التصفية و الأمر بالصرف والدفع في مجال النفقات.
ويجبر تدوين كل هذه العمليات بانتظام في سجلات و وثائق رسمية مخصصـة و مفتوحة لهذا الغرض ثم إنجاز الحساب المالي بعد نهاية كل سنة بعد وقف جميع السجلات الحسابية المتعلقة بهذا الشأن . و الحساب المالي مرحلة نهائية للسنة المالية المنفرطة.
تعريف :
الميزانية لها طابع تقديري لعمليات مستقبلية للمداخيل و للمصاريف، أما الحساب المالي يعيد تدوين عمليات منجزة.
إذن، الحساب المالي هوحساب ختامي لتنفيذ الميزانية، تدون فيه جميع الإيرادات و النفقات من
01 جانفي إلى 31 ديسمبر ، ويبين وضعية المؤسسة من الناحية المالية إلى غاية 31/12.
إن القواعد العامة لتقديم الحساب المالي وكذلك الشروط الخاصة بالمؤسسات التعليمية كانت محل مناشير وزارية أهمها المنشور رقم 166 المؤرخ في 18/01/1984.

عرض الوثيقة :
الوثيقة المستعملة تنقسم إلى جزئين :
أ‌- الوثيقة الأساسية : و التي تحوي
1- الجداول التفصيلية و مجمل الإيرادات .
2- الجداول التفصيلية و مجمل النفقات.
3- عرض العمليات الحسابية لمصالح خارج الميزانية.
4- التذكير بنتائج الحساب المالي للسنة الماضية.
5- الوضعية المفصلة عند غلق السنة المالية.
6- وضعية المؤسسة عند غلق السنة المالية.
ب‌- الوثائق الملحقة : قائمة الوثائق الملحقة موجودة في الصفحة 14 من مطبوعة الحساب المالي.

الوثائق الضرورية لانجاز الحساب المالي :

الوثائق و السجلات الحسابية التي يجب أن تكون حاضرة و موقفة إلى غاية 31/12/.

1- الميزانية 8- سجل الصندوق اليومي.
2- قرارات التحويل. 9- سجل الحسابات المفتوحة لدى الخزينة و الغير.
3- الحساب المالي السابق. 10- سجل الحسابات الخارجة عن الميزانية .
4- حساب تسيير المرتبات. 11- سجل الحقوق المثبتة بالنسبة للمؤسسات ذات النظام
5- جداول الحوالات المسددة الداخلي و نصف الداخلي.
6- سجل الإيرادات. 12- دفتر الخزينة و الحساب البريدي ج مع حالة التقارب
7- سجل النفقات. 13 – حالة حضور التلاميذ الشهرية طيلة السنة.

عملية النقل تكون جد سهلة إذا أعطيت العناية الكاملة للمسك الدقيق للوثائق المذكورة.


إنجاز الحساب المالي :
- الصفحة 02
جدول 11 : هو نسخة من حساب التسيير للرواتب و المنح.
- الصفحة 03
جدول 12 و 13 : يجب أن تكون الحقوق المثبتة = النفقات المسددة.
و المداخيل المحصل عليها = إيرادات هذا البند.
أما الفارق بين الإيرادات و النفقات يمثل الناتج الإيجابي أو السلبي المسجــل في العمود 10 من صفحة 07 من نفس الفصل.
- الصفحة 04
جدول 14 : يسجل فيه كل اعتمادات التسيير التي منحت للمؤسسة خلال السنة.
جدول 211 : التغذية ، فطريقة حساب الحقوق المثبتة تكون كما يلي
عدد أنصاف الشهور × مبلغ النصف شهر = مجموع الحقوق المثبتة.
مجموع الحقوق المثبتة - بدون قيمة = الصافي للتحصيل.

طرق التحصيل :
- على عاتق العائلات ، بالنسبة لغير الممنوحين 1800.00 دج
- على عاتق الدولة ، بالنسبة للممنوحين : منحة و طنيـــة 648.00 دج.
منحة الدعــــم 1152.00 دج
- عدد الأشهر المعمول بها هي 09 أشهر
- نصف الداخلي 100.00 دج مبلغ النصف شهري.
العملية الترتيبية :
لا بد من إجراء هذه العملية قبل 31/12 .
العملية الترتيبية يجب أن تساوي مجموع المنح الوطنية و إعانة الدولة للتلاميذ الممنوحين للنظام الداخلي و النصف الداخلي ( الحوصلة العامة لسجل الحقوق المثبتة ) المثبتة لصالح المؤسسة في خلال السنة المدنية . ويجب إنجاز هذه العملية مهما يكن مبلغ الإعتمادات المقبوضة أو انعدامه تماما.
• فيما يخص المنح الوطنية ، آلية تطبيق العملية الترتيبية على النحو التالي :
- في حالة تحصيل الإعانة : المداخيل في البند 121
العملية الترتيبية ، (01) المصاريف في البند 121 .
(02) المداخيل في البند 211.
أما فيما يخص إعانة الدولة للتلاميذ الممنوحين آلية تطبيق العملية الترتيبية على النحو التالي :
- في حالة تحصيل الإعانة : المداخيل في البند 133

العملية الترتيبية ، (01) المصاريف في البند 133 .
(02) المداخيل في البند 211.
يمكن إنجاز العملية الترتيبية للمنح الوطنية و إعانة الدولة للتلاميذ الممنوحين للنظام الداخلي و النصف داخلي في نهاية كل ثلاثي ( نهاية مارس- نهاية جوان- نهاية ديسمبر).
وهذه الطريقة تمكننا و تسهل علينا المعرفة الدورية في البند 211.

الإطعــــــام ( جدول 212 صفحة رقم 04) :
كي نتمكن من إنجاز هذا الجدول يجب أن يكون السجل المفتوح لدى الخزينة و الغير ممسك جيدا و يوميا.
في البند 212 ( الإطعام) ، مطلوب منا تسجيل الحقوق المثبتة و التحصيلات بالصنف للموظفين المشتركين في الطاولة المشتركة( تلاميذ مطعمون، عمال ، أساتذة، مساعدو التربية، ضيوف...).
ويجب أن نتجنب في نهاية السنة " الباقي للتحصيل" لأنه لا يؤخذ بعين الاعتبار في حساب الاعتماد السنوي المفتوح في الباب 21.
- الصفحة 05
جدول 31 ( المادة 311) إيرادات و نفقات على عاتق الولاية :
وهذا الجدول يجمع كل الاعتمادات المحصلة من الولاية و النفقات المسددة.
قد يحدث في بعض الحالات أن المؤسسة لا تسطيع أن تلتزم و أن تصرف كل أو بعض الأجزاء من الإعانات التي تحصلت عليها في إطار عملية الإصلاحات الكبرى، و لكي لا تضيع المبالغ غير المسددة في نهاية السنة المالية يمكن تمديد الإعتماد المفتوح أو المتبقي للسنة الموالية و يصرف ضمن النفقات الاستثنائية ( 416) ، و يجب أن نعلم أن هذا الاجراء لا يتطلب أي عملية حسابية ، كل ما في الأمر هو تسجيلها على وثيقة الحساب المالي فقط أي في العمود 07 من الصفحة 11 ، و في الخانة الرابعة من جدول الوضعية المفصلة عند غلق السنة المالية ( الصفحة 12) وفي وضعية المؤسسة عند غلق السنة. الصفحة ( 13)

جــــــــدول 41 : إيرادات و نفقات غير عادية.
- يجب تسجيل ملاحظة في هذا الشأن التي تخص عمود الحقوق المثبتة و الاعتمادات المفتوحة.
- إذا جمعنا المبالغ الموجودة في هذا العمود نحصل على مجموع لا يمثل لا مبالغ الحقوق المثبتة و لا مبالغ الاعتمادات المفتوحة.
وكيفية معرفة مبالغ الحقوق المثبتة من الاعتمادات المفتوحة وفق :
يكفي التمعن في العمودين الأولين في الجدول، العمود الخاص بالمداخيل يمثل مجموع بنوده الحقوق المثبتة ، أما العمود الثاني الخاص بالمصاريف فتمثل مجمـوع بنوده الاعتمادات المفتوحة .
الحقوق المثبتة = مجموع الإيرادات + الباقي للتحصيـــل
الاعتمادات المفتوحة = مجموع النفقات(باب 41 صفحة 11 عمود06) + الإعتمادات الملغاة (باب 41 صفحة 11 عمود08)
ملاحظة : فيما يخص الناتج السلبي ( أقل قيمة) ، يكون مساو لباقي التحصيل.
- مبالغ باقي للتحصيل للسنوات الماضية المدونة في الحساب المالي الماضي(بند 416) تكون بمثابة حقوق مثبتة لصالح المؤسسة
حوصلة الإيــــرادات :

صفحــــة 06
الفصل
ch تقديرات الميزانية ع3
p b الحقوق المثبتة ع4
dc بدون قيمة ع5
t r
11 نفقات ج11 نفقات ج11
12 نفقات ج12 نفقات ج12
13 نفقات ج13 نفقات ج13
14 تقديرات الميزانية تقديرات الميزانية
21 تقديرات الميزانية ح.م.ج 212.211 ج 211
22 تقديرات الميزانية ح.م.ج 22
31 نفقات ج 31 نفقات ج 31
41/42 / ح.م.ج41


صفحــــة 07
الفصل
ch مجموع الإيرادات ع 8
tr باقي التحصيل ع 9
rar + أو – الناتج ع 10
values
11 إيرادات ج 11 رصيد ج 11
12 إيرادات ج 12 //
13 إيرادات ج 13 - أو + قيمة ع3- 8
14 إيرادات ج 14 - أو + قيمة ع3- 8
21 إيرادات ج211 ج 211 - أو + قيمة ع3- 8
22 إيرادات ج22 ج 22 - أو + قيمة ع3- 8
31 إيرادات ج31
41/42 إيرادات 41 ج 41 الناتج = باقي التحصيل

مراقبة مجاميع ملخص إيرادات الميزانية :
مراقبة الفصل 01 : الحقوق المثبتة= مجموع التحصيلات+الناتج السلبي أو – الناتج الايجابي.
مراقبة الفصل 02 : تقديرات الميزانية= مجموع التحصيلات+الناتج السلبي أو – الناتج الايجابي.
الحقوق المثبتة= مجموع التحصيلات+ بدون قيمة+ الباقي للتحصيل.
مجموع المحاصيل= الحقوق المثبتة- بدون قيمة – باقي للتحصيل.
مراقبة الفصل 03 و 04 : الحقوق المثبتة=مجموع التحصيلات+ الباقي للتحصيل.
مراقبة عامة للمحاصيل :
1-مجموع المحاصيل = الحقوق المثبتة-بدون قيمة+ أكثر قيمة أو – أقل قيمة للفصل01 ـ مجموع الباقي للتحصيل
2- تقديرات الميزانية =مجموع التحصيلات + الناتج السلبي أو – الناتج الإيجابي.
3- الحقوق المثبتة = مجموع التحصيلات + بدون قيمة + الباقي للتحصيل – أكثر قيمة أو + أقل قيمة للفصل01
نفقات التسييــــر ( صفحة 08-09)

الباب 21 : التغذية
• الاعتماد المحدد في الميزانية النهائية = الاعتماد المفتوح في الميزانية.
• أكثر أو أقل قيمة = أكثر أو أقل قيمة للباب 21 صفحة 07 عمود 10.
• قرارات تعديلية تحويل مصادق عليه و الميزانية التكميلية أو ميزانية إضافية.
• الاعتماد النهائي = اعتماد الميزانية + أقل أو أكثر قيمة للباب 21 + أو – قرارات تعديلية
• المصاريف المنجزة = المصاريف المسددة إلى غاية 21/12.
مراقبة الاعتماد النهائي المفتوح في الباب 21 :
- اعتمادات التغذية المحددة + المداخيل الفعلية في الباب 21
نلاحظ من خلال هذه المراقبة أن الحقوق غير المتحصل عليها في نهاية السنة ( باقي للتحصيل)
لا تأخذ بعين الاعتبار في تحديد الاعتماد النهائي.
من الباب 22 إلى الباب 29 :
كل الجداول المتعلقة بهذه الأبواب هي متشابهة، و لتحديد الاعتماد النهائي يكفي إضافة أو حسم من الاعتماد الأولي القرارات التغييرية المستحدثة خلال السنة .
ملاحظة هامة :
استهلاك الاعتمادات تكون بالبند و ليس بالباب ، و تجاوز الاعتماد المحدد في البند يعتبر خطأ و يكون مسؤولا عليه كل من الآمر بالصرف و المحاسب.
حوصلة النفقات
الصفحة 10- 11 :
أ‌- الفصل 1 : مصاريف على عاتق الخزينة
الباب 11 ، 12 ، 13
الاعتماد النهائي بعد القرارات التعديلية = مجموع المصاريف ( الحقوق المثبتة).
ب‌- الفصل 2 : مصاريف التسيير للباب 21 ( التغذية)
الاعتماد النهائي بعد القرارات التعديلية = الاعتماد النهائي المحدد في الجدول 21 ص 08
مجموع المصاريف = المصاريف المسددة إلى غاية 31/12.
الاعتماد الملغى لعدم الاستعمال = الاعتماد المحدد بعد القرارات التغييرية – مجموع المصاريف.
من الباب 22 إلى الباب 29 :
الاعتماد الموقوف بعد القرارات التعديلية = الاعتمادات المحددة في مختلف الجداول الموجودة في الصفحة 8 و 9
مجموع المصاريف = المصاريف المسددة و المحددة في الجدولين صفحة 8 و 9.
ت‌- الفصل 3 : مصاريف على عاتق الولاية .
الباب 31 : مصاريف على عاتق الولاية.
الاعتماد المحدد بعد القرارات التعديلية = الحقوق المثبتة في الجدول 31 ص 05.
مجموع المصاريف = مصاريف السنة جدول 31 صفحة 05.
الاعتماد الممدد = الاعتماد الممدد جدول 31 صفحة 05.
الاعتمادات الملغاة لعدم الاستعمال = الاعتماد المحدد بعد القرارات التعديلية – مجموع المصاريف
ث‌- الفصل 04 : مصاريف غير عادية

-الاعتماد المحددة بعد القرارات التعديلية = مجموع الاعتمادات المفتوحة( جدول41 ص 05)
- مجموع المصاريف = مصاريف السنة ( جدول41 صفحة 05).
- الاعتماد الملغى لعدم الاستعمال = الاعتماد المحدد بعد القرارات التعديلية – مجموع المصاريف

مراقبة مجاميع حوصلة مصاريف الميزانية
- مراقبة مجاميع الفصل 02 :
مجموع الفصل 02 عمود 03 = مجمــــوع محاصيل اعتمادات التسيير ( باب 14 عمود 08 ص 07 ) + المداخيل المحصل عليه في الباب 21 صفحة 07 + تقديرات الميزانية الباب 22 ص 06 .
مجموع العمود03 – مجموع العمود 06 = مجموع العمود 08.
مراقبة : يمكن أن تستعمل على مستوى المجموع العام.
- مجموع العمود 03 – مجموع العمود 06 = مجموع العمود رقم 08 .
مراقبة عامة للحساب المالي
أ‌- مراقبة فرق التسيير :
فرق التسيير ( جدول الوضعية المفصلة عند غلق السنة المالية ص 12) = مجموع الاعتمادات الملغاة لعدم الاستعمال ( الباب 21 إلى 29 ص 11 عمود 08) + أكثر قيمة أو – أقل قيمة للباب 22 صفحة 07
ب‌- مراقبة عامة :
-المراقبة الأولى :
- بالموجب مداخيل البند 416 ( جدول 41 ص 05)
- بالموجب أو بالسالب. أكثر أو أقل قيمة الباب 01 ص 07
- بالموجب أو بالسالب. أكثر أو أقل قيمة الباب 22 ص 07
- بالموجب مجموع الاعتمادات الملغاة لعدم الاستعمال ( العمود 08 ص 11)
- يساوي الفرق بين المداخيل و المصاريف ( جدول الوضعية المفصلة عند غلق السنة)
- المراقبة الثانية :
- بالموجب الحقوق المثبتة في المداخيل الاستثنائية ( جدول 41 ص 05)
- بالسالب الاعتمادات المفتوحة في المصاريف الاستثنائية ( جدول 41 ص 05)
- بالسالب أكثر قيمة . و بالموجب أقل قيمة للباب 21 في المداخيل ( عمود 10
ص 07 ) بالنسبة للمؤسسات ذات النظام الداخلي و نصف الداخلي.
- بالموجب أو بالسلب المجموع العام للعمود 10 ص 07.
- بالموجب مجموع الاعتمادات المنلغاة لعدم الاستعمال ( مجموع العمود 08 ص 11)
- بالسالب الاعتمادات الممددة.
- النتيجة النهائية بالموجب إلى 31/12 السابق = النتيجة النهائية للسنة المالية.
- المراقبة الثالثة :
النتيجة عند نهاية السنة المالية = النتيجة إلى 31/12 السابق
+ تقديرات مالية ( المداخيل ص 06) + أكثر قيمة ( المداخيل ص 07)
- أقل قيمة ( المداخيل ص 07)
- إعتمادات مقفلة بعد القرارات التعديلية ( مصاريف ص 10)
+ إعتمادات للتمديد ( مصاريف ص 11)
+ إعتمادات ملغاة بسب عدم الإستعمال ( مصاريف ص 11)


تقرير رئيس المؤسســــة
إن هدف التقرير هو تبرير و شرح تفسيرات و تحاليل للفوارق الهامة التي وقعت بين التقديرات و معدلات تعداد التلاميذ الحاضرين ، التي يمكن أن تكون لها عواقب مالية . كما يجب أن يكون هذا التقرير بمثابة عرض حال الانعكاسات لتنفيذ الميزانية ، سواء على صعيد المداخيل أو المصاريف ، مع تقويم وتحديد مختلف نسب الإنجاز و استهلاك الإعتمادات بعد الانتهاء. إذا كانت ناحية التوازن المالي محترمة مبينا الحجج بالإجراءات المتخذة في هذا الشأن.
ملاحظات هامة :
أ‌- يجب تقديم الحساب المالي في 03 نسخ إلى مديرية التربية قبل 31 مارس الموالية لغلق السنة ( منشور وزاري رقم 156 بتاريخ 18/01/1984)
ب‌- نسخة كاملة عن الحساب المالي ترسل مضمنة مع الإشعار بالوصول إلى السيد :
" كاتب الضبط لمجلس المحاسبة ، 19 شارع رابح ميدات الجزائر العاصمة "
وهذا قبل 30 جوان الموالي . طبقا للقانون 05/80 المؤرخ في 12/03/1980.
وكل تأخر ينجر عنه غرامة مالية.
جـ- المصادقة على الحساب المالي من طرف السلطة الوصية لا تعتبر براءة ذمة.

محب بلاده
2012-02-09, 18:24
هنا تجميع خاص بالمقتصدين وهو خاص بالمصالح الاقتصادية ممكن يفيدونك اكثر


ركن التكوين أثناء الخدمة
http://www.djelfa.info/vb/forumdisplay.php?f=233


ركن الطلبات والاقتراحات
http://www.djelfa.info/vb/forumdisplay.php?f=309

sola 17
2012-02-10, 12:53
اخي ام تفهم قصدي ععقد التسيير يوجد بالقانون المدني وانا اريد بحث ومراجع عليه لانه لمذكرة تخرجي وليس قد التسيير الحر يوجد بالقانون التجاري

Pretty Ghania
2012-02-11, 17:22
orid bahth in english
your english e-pal spoke to you about english historic sights and monument and asked you to send him an advertising brochure speaking about The Royale Mauritanian Mausoleum
Write him an e-mail in which you add the brochure
plzz help me god bless you
nasha9ou 2m1
mesbah wana nhawas hatta wahad mahab ysa3ad :(

محب بلاده
2012-02-13, 23:10
try to go to page 170 of your school book the script about the tourist talking about
the trip to the royal mauritanian mausoleum , read it carefully then try to look for the famous places where you live
and talk about them , just change and modify according to your area , keep the same script but talk about your area
form very simple sentences and you will get a great composition
for example here in Medea I asked my learners to talk about a famous place ( Amir Abldekader House) and here is the composition:

Good morning, ladies and gentlemen.I hope you will enjoy your excursion with a visit to Médéa. Our trip will be to the House Of Emir Abdelkader which is in the center of Médéa .We will start from Algiers. On our way we will visit Blida which is between Algiers and Médéa .First we'll stop at the 'Citadel ' where you can admire the beautiful Mountains of "Chiffa" and their waterfalls .It's also famous for its 'monkeys " , they are very interesting animals to see.Then we will arrive to Médéa which is a mountainous city .It is very antique city .It was built during th e'Turks' .When we get into the middle of the city , you are going to see the city of Médéa .Later we will get into the House of Emir Abdelkader.It's a very wonderful city which still witnesses the History of Algeria.After that we will come back to Algiers , on our way we will stop at "Alhamdania" and have some 'Méchoui" there.It a very famous place for its dish……

good luck

نورةة
2012-02-15, 21:06
اسم العضو : نوورة
الطلب :لوحة اشهارية عن الهاتف النقال

المستوى : 4 متوسط

أجل التسليم : اليوم اذا امكن

نورةة
2012-02-15, 21:11
بليز خويا يعيشك مضطرة جداااااااا ازربلي في بحث لوحة اشهارية

محب بلاده
2012-02-15, 21:36
هل تريدين رسما فقط ام ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الفتاة المشاغبة
2012-02-17, 18:07
إسم العضو : ميمونة 99
الطلب : اريد مسرحية بأربع شخصيات
المستوى : سنة3 متوسط
أجل التسليم : 21-02-2012

tchicolwhid
2012-02-18, 02:25
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخواني اني في امس الحاجة لاحد هذه البحوث في الامتحان مع ذكر المراجع بارك الله فيكم الا وهي :
*الرقابة المالية على البنوك
*اساليب معالجة التضخم والبطالة في اقتصاد متطور
*اثار السياسة النقدية على التجارة الدولية
*الاحتياطي الفدرالي 1914
*ازمة الديون سنة 1982
*سوق السلع و الخدمات
*علاقة البنك العالمي بصندوق النقد الدولي
*تنظيم سوق الصرف الاجنبي

مع تحياتي شكراا مسبقا

asma28hd
2012-02-18, 21:47
اسم العضو :..............................asma

الطلب :.....................................الجزائر والامم المتحدة

المستوى :.................................4متوسط

أجل التسليم :............................بعد اسبوع

miss87
2012-02-20, 15:23
اخر اجل الخميس وشكراااا:19:

محب بلاده
2012-02-20, 18:15
اخر اجل الخميس وشكراااا:19:

استعمل الشارع كلمة تفليسه فى مواضع مختلفه فى مواد الافلاس بدون ان يضع تعريفا لها ويمكن القول بأن المقصود بهذه الكلمه هى اجراءات تنفيذ حكم شهر الأفلاس (1) وعندما استعمل لفظ اموال التفليسه ( م573 تجارى ) فإنه كان يقصد بها جميع اموال المفلس التى ترفع يده عنها من منقول وعقار لتوضع تحت الحراسه القضائية وسواء كانت هذه الأموال متعلقة بتجارته ام كانت خارجة عنها كأطيان زراعية ومنازل وسمت بذلك لأجل تميزها عن باقى اموال المفلس الغير خاضعة للحراسة بسبب من الأسباب كحالة عدم جواز الحجز عليها (2).

فالتفليسه هى الوجه العملى لحكم شهر الافلاس ويطلق لفظ التفليسه على كافه الاجراءات القانونيه التى تعقب حكم شهر الافلاس والتى يتضمنها حكم شهر الافلاس من تعيين قاضى للتفليسه وامين لها ومراقبها ولقد حدد القانون التجارى متى يعين هؤلاء ودور كل منهم فى التفليسه وكيفيه مساءلتهم وعزلهم وطريقه ادارتهم للتفليسه منذ بدايتها وحتى انتهائها والمواعيد الواجب عليهم مراعاتها خلال سير التفليسه والاجراءات الواجب عليهم اتباعها قانونا ويظل هؤلاء على راسها حتى تنتهى التفليسه بالصلح القضائى او بالصلح مع التخلى عن الاموال او بأتحاد الدائنين .ويشمل هذا البحث الاجابه على الاسئله الاتيه :-

متى تبدأ التفليسه ومتى تنتهى ؟

من هم الاشخاص المكلفين بأدارة التفليسه ؟

ماهى الاجراءات القانونيه لادارة التفليسه منذ بدايتها وحتى انتهائها ؟

4- ماهى المواعيد القانونيه الواجب مراعاتها عند ادارة التفليسه ؟

واخيرا وليس آخر

5- ماهى النصوص القانونيه المنظمه لاجراءات التفليسه ؟

وخطه البحث فى موضوع التفليسه تدور فى الاتى :-

الفصل الاول :- بدء التفليسه

الفصل الثانى :- اشخاص التفليسه

الفصل الثالث :- إدارة التفليسه

الفصل الرابع :- انتهاء التفليسه

الفصل الخامس :- المواعيد القانونيه للتفليسه



الفصل الاول

بدء التفليسه



هناك اجراءات عمليه تتم منذ بدء التفليسه وحتى انتهائها قانونا ويجدر الاشاره الى ان قفل التفليسه لعدم كفاية الاموال ( مواد 658 ، 659 تجارى) لايعنى انتهاء التفليسه لأنه يجوز للمفلس ولكل ذى مصلحه ان يطلب فى كل وقت من قاضى التفليسه الغاء قرار قفل التفليسه لعدم كفايه اموالها اذا اثبت وجود مال كاف لمواجهه مصاريف اعمال التفليسه او اذا سلم لأمين التفليسه مبلغا كافيا لذلك(م659 /1 تجارى ).

ويجوز لقاضى التفليسه ان يأمر من تلقاء نفسه او بناء على طلب امين التفليسه بأعاده فتح التفليسه والاستمرار فى اجراءاتها . (م659 /2 تجارى) ومعنى الاستمرار فى اجراءاتها الوارد فى عجز الفقرة الثانيه من الماده 659 تجارى انها لم تنتهى بعد انتهاءاً قانونيا والا لما جاز اعاده فتح التفليسه والاستمرار فى اجراءاتها .

ولقد نصت المادة 564 تجارى على الآتى :-

يقوم قلم كتاب المحكمه التى اصدرت الحكم بشهر الافلاس بإخطار امين التفليسه فور صدور الحكم بكتاب مسجل بعلم الوصول بمباشرة اعمال التفليسه .

وعلى امين التفليسه شهر الحكم وكذلك الحكم بتعديل تاريخ التوقف عن الدفع فى السجل التجارى .

ويتولى امين التفليسه نشر ملخص الحكم فى صحيفه يوميه تعينها المحكمه فى حكم شهر الافلاس ، ويجب ان يتم النشر خلال عشرة ايام من تاريخ اخطاره بالحكم . ويشتمل الملخص المذكور فيما يتعلق بحكم شهر الافلاس على اسم المفلس وموطنه ورقم قيده فى السجل التجارى والمحكمه التى اصدرت الحكم وتاريخ صدوره والتاريخ المؤقت للتوقف عن الدفع واسم قاضى التفليسه واسم امينها وعنوانه . كما يتضمن النشر دعوة الدائنين لتقديم ديونهم فى التفليسه . وفى حالة تعديل تاريخ التوقف عن الدفع فيشتمل النشر فضلا عن البيانات المذكورة على التاريخ الجديد الذى عينته المحكمة .

وعلى امين التفليسه ، خلال ثلاثين يوما من تاريخ اخطاره بحكم شهر الافلاس، قيد ملخصه باسم جماعة الدائنين . فى كل مكتب للشهر العقارى يوجد فى دائرته عقار للمفلس . ولا يترتب على هذا القيد اى حق اخر لجماعة الدائنين .

اخطار امين التفليسه بمباشرة اعمال التفليسه :-

فور صدور الحكم بشهر الافلاس يقوم قلم كتاب المحكمه التى اصدرت الحكم بشهر الافلاس بأخطار امين التفليسه ( السنديك سابقا ) بكتاب مسجل بعلم الوصول بمباشرة اعمال التفليسه ونلاحظ ان الاخطار هنا تحوطه عده شروط :-

ان يكون فور صدور الحكم بشهر الافلاس .

ان يكون صادرا من قلم كتاب المحكمه التى اصدرت حكم شهر الافلاس

ان يكون مسجلا بعلم الوصول فلا طريق آخر لاخطار امين التفليسه لمباشرة اعمال التفليسه غير الذى رسمته الفقرة الاولى من هذه الماده فلا يحل محل الاخطار المسجل بعلم الوصول الخطاب العادى مثلا او انذار من قلم الكتاب مثلا .

وبتمام هذا الاخطار تبدء اعمال التفليسه وينعقد اختصاص امين التفليسه فى مباشرة اجراءاتها .

ومن الناحيه العمليه فالحكم الصادر بشهر الافلاس لايحدد امين التفليسه بذاته بل ينص دائما على " تعيين امين التفليسه صاحب الدور " ومن خلال جدول قيد امناء التفليسه بالمحكمه التى اصدرت حكم شهر الافلاس يتولى قلم كتاب المحكمه تحديد اسم امين التفليسه صاحب الدور واخطاره لمباشرة اعمال التفليسه .

والحكمه من هذا الاخطار امرين :-

تحديد تاريخ صدور حكم شهر الافلاس كتاريخ لبدء مباشرة التفليسه والا لما نص الحكم على عبارة " فور صدور الحكم " والا لكان المشرع قد حدد ميعاد آخر تبدء منه مباشرة اعمال التفليسه تحديد مسئوليه امين التفليسه منذ اخطاره من قلم كتاب المحكمه التى اصدرت حكم شهر الافلاس بمباشرة اعمال التفليسه مع اثبات هذه المسئوليه بتمام الاخطار .



الاجراءات الملتزم بها امين التفليسه عقب اخطاره :-



فى الفقرات الثانيه والثالثه والرابعه من المادة 564 تجارى كلف امين التفليسه بإجراءات عليه اتباعها وهى :-

شهر الحكم وكذلك الحكم بتعديل تاريخ التوقف عن الدفع بالسجل التجارى .

نشر ملخص الحكم فى صحيفه يوميه .

قيد ملخص الحكم بأسم جماعه الدائنين بالشهر العقارى .

اولا :- شهر الحكم :-

يبدء امين التفليسه اول اعمال التفليسه بقيامه بشهر الحكم الصادر بشهر الافلاس وكذلك الحكم الصادر بتعديل تاريخ التوقف عن الدفع فى السجل التجارى ( م564/2 تجارى ).

ويبين فى الحكم الصادر بأشهار الافلاس الوقت الذى توقف فيه المدين عن دفع ديونه فإذا لم يبين فيه وقت التوقف عن الدفع يعتبر تاريخ صدور الحكم بإشهار الافلاس تاريخا مؤقتا للتوقف عن الدفع ويعتبر تاريخ الوفاه تاريخا مؤقتا لتوقف التاجر المتوفى عن الدفع ويعتبر تاريخ اعتزال التجاره تاريخا مؤقتا للتوقف عن الدفع(م562/1-2تجارى) ونصت المادة 563 تجارى على أنه :-

يجوز للمحكمه من تلقاء ذاتها ، او بناء على طلب النيابة العامة او المدين او أحد الدائنين او امين التفليسه اوغيرهم من ذوى المصلحه ، تعديل التاريخ المؤقت للتوقف عن الدفع وذلك الى انقضاء عشرة ايام من تاريخ ايداع قائمة الديون المحققة قلم كتاب المحكمه طبقا للفقرة الأولى من المادة 653 من هذا القانون وبعد انقضاء هذا الميعاد يصير التاريخ المعين للتوقف عن الدفع نهائيا .

وفى جميع الأحوال لايجوز ارجاع تاريخ التوقف عن الدفع الى اكثر من سنتين سابقتين على تاريخ صدور الحكم بشهر الافلاس .

فشهر حكم الافلاس بالسجل التجارى يتم عاده فور صدور الحكم بشهر الافلاس اما الحكم بتعديل تاريخ التوقف عن الدفع فيتم شهره بالسجل التجارى بعد افتتاح التفليسه واثناء سيرها عند قيام اى من المذكورين بالمادة 563 تجارى بتعديل التاريخ المؤقت للتوقف عن الدفع وذلك الى انقضاء عشره ايام من تاريخ ايداع قائمه الديون المحققه قلم كتاب المحكمه فبعد انقضاء هذا الميعاد يصير التاريخ المعين للتوقف عن الدفع نهائيا .

ثانيا :- نشر ملخص الحكم فى صحيفه يومية :-

تعين المحكمه التى اصدرت حكم شهر الافلاس صحيفه يوميه لنشر ملخص الحكم ويتولى امين التفليسه هذا النشر ويجب عليه مراعاه الاتى:-

ان يتم النشر خلال عشره ايام من تاريخ اخطاره بالحكم ويترتب على عدم النشر خلال هذه المده مسئوليه امين التفليسه بعدم اتباعه للمواعيد المقرره طبقا للقانون .

يشتمل الملخص المذكور فيما يتعلق بحكم شهر الافلاس على :-

ا- اسم المفلس .

ب- موطنه

ج – رقم قيده فى السجل التجارى

د - المحكمه التى اصدرت الحكم

هـ – تاريخ صدور الحكم

و- التاريخ المؤقت للتوقف عن الدفع

ل - اسم قاضى التفليسه

م- اسم امينها وعنوانه

وفى حاله تعديل تاريخ التوقف عن الدفع يشتمل النشر فضلا عن البيانات المذكوره على التاريخ الجديد الذى عينته المحكمه للتوقف عن الدفع .

فيجب على امين التفليسه مراعاه هذه البيانات عند قيامه بنشر ملخص الحكم فى الصحيفه اليوميه وذلك اتباعا لما اورده القانون فى الفقرة الثالثه من المادة 564 تجارى .

ثالثا :- قيد ملخص الحكم بأسم جماعه الدائنين بالشهر العقارى:-

يلتزم امين التفليسه بقيد ملخص الحكم فى كل مكتب للشهر العقارى يوجد فى دائرته عقار للمفلس ويجب عليه مراعاه الاتى :-

ان يتم القيد خلال ثلاثين يوما من تاريخ اخطاره بحكم شهر الافلاس ان يتم القيد بأسم جماعه الدائنين .

ان يتم القيد فى كل مكتب للشهر العقارى يوجد فى دائرته عقار للمفلس وذلك منعا لتصرف المفلس فى عقار مملوك له اضرارا بجماعه الدائنين ولا يترتب على هذا القيد اى حق آخر لجماعه الدائنين (م564/4) ومن هذا العرض يبين لك عزيزى القارىء مدى خطوره اخطار امين التفليسه بالحكم الصادر بشهر الافلاس وما يترتب على هذا الاخطار من مواعيد يجب على امين التفليسه مراعاتها وتنفيذها طبقا للقانون وما يعقب ذلك من مساءلة لامين التفليسه عند عدم مراعاته لما استوجبه القانون من اجراءات ومواعيد .

وطبقا لأن لكل بدايه نهايه فإن التفليسه اذا كانت المادة 564 هى بدايتها فإن نهايتها سنوردها فى نهايه هذا البحث نظرا لأن القانون التجارى رقم 17 لسنه1999 افرد لها الفصل الخامس تحت عنوان انتهاء التفليسه وجاءت المواد من 660 وحتى 696 تجارى لتحدد متى تنتهى التفليسه .

............................

الفصل الثانى

اشخاص التفليسه



ويعهد بإدارة التفليسه الى اشخاص يحدد القانون اختصاصاتهم وسلطاتهم ويجعل بعضهم رقيبا على بعض فى ممارستها ولذلك يجب بحث اشخاص التفليسه وسلطاتهم قبل بحث ادارة التفليسه .

ولا يترتب على رفع يد المفلس عن امواله تسليم هذه الأموال الى الدائنين ولكنها توضع تحت يد مندوب عن الدائنين يحصل تعيينه بمعرفه القضاء يطلق عليه امين التفليسه السنديك او وكيل الدائنين سابقا .

ولا يكون امين التفليسه حرا فى معالجه امور التفليسه على النحو الذى يراه دون رقيب عليه فى ذلك ولكنه يخضع فى اغلب الأحوال لاشراف قاضى التفليسه وهو قاضى تنتدبه المحكمه التى شهرت الأفلاس للأشراف على التفليسه وهو همزه الوصل بين امين التفليسه والمحكمه .

ولقد استحدث القانون الجديد نظام مراقب التفليسه من بين الدائنين لعدم كفايه الاكتفاء برقابه قاضى التفليسه على اعمال امينها اذا قلما يكون لديه الوقت الكافى للرقابه الفعاله على جميع اعمال التفليسه التى تدخل فى اختصاصاته .

وتراقب النيابه العامه الأجراءات لتحريك الدعوى العموميه على المفلس اذا ما ظهر ان افلاسه مصحوب بتقصير او تدليس .

ويظل للمحكمه التى اشهرت الافلاس الرقابه على اعمال التفليسه ويرجع اليها فى المسائل الهامة .

ويبقى للمفلس رغم غل يده بعض الشأن فى التفليسه .

ويقرر جماعة الدائنين اصحاب المصلحه فى الافلاس الحل الواجب للتفليسه اما بالصلح او الأتحاد .

واشخاص التفليسه هم :-

قاضى التفليسه

امين التفليسه

مراقب التفليسه

اولا :- قاضى التفليسه :-

هو قاضى تنتدبه المحكمه التى شهرت الافلاس للاشراف على التفليسات التى تفتح فى دائره هذه المحكمه فلقد نصت الفقرة الاولى من المادة 561 تجارى على أن :-

" تحدد المحكمه فى حكم شهر الافلاس تاريخا مؤقتا للتوقف عن الدفع ، وتعين امينا للتفليسه وتختار احد قضاه المحكمه ليكون قاضيا للتفليسه . وتأمر يوضع الاختام على محل تجاره المدين " ويكون هذا القاضى همزه الوصل بين امين التفليسه ومراقبها والمحكمه وتكون مهمته الاساسيه هى الاشراف على امين التفليسه حتى لا يتراخى او يهمل فى ادارة الاعمال الموكولة اليه بمساعدة مراقب التفليسه الذى يعاونه فى ذلك .

ولقد جاءت المادة 578 تجارى لتقرر أن :-

يتولى قاضى التفليسه بالإضافه الى السلطات المقررة له بنصوص خاصة مراقبة ادارة التفليسه وملاحظة سير اجراءاتها والأمر بإتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على اموالها .

ويدعو الدائنين الى الاجتماع فى الأحوال المبينة فى القانون ويتولى رئاسة الاجتماعات .

ويقدم للمحكمه كل ثلاثة اشهر تقريرا عن حالة التفليسة ، كما يقدم لها تقريرا عن كل نزاع يتعلق بالتفليسة ويكون من اختصاصها الفصل فيه.

4- وله فى كل وقت استدعاء المفلس او ورثته او وكلائه او مستخدميه او أى شخص آخر لسماع اقوالهم فى شئون التفليسه .

ففى هذه المادة سلطات لقاضى التفليسه حرص المشرع على توسيعها لسرعه انهاء اجراءات التفليسه بإضفاء النهايه عليها كمبدأ عام ما لم ينص القانون على غير ذلك او يخرج بها القاضى متجاوزا اختصاصه .

اختصاصات قاضى التفليسه :-

بصفه عامه يتولى قاضى التفليسه مراقبة ادارة التفليسه وملاحظة سير اجراءاتها والأمر بإتخاذ التدابير اللازمه للمحافظة على اموالها هذا بالاضافة الى السلطات المقررة بنصوص خاصه . (م578/1 تجارى) .

يتولى دعوة الدائنين الى الاجتماع فى الاحوال المبينه فى القانون ويتولى رئاسه الاجتماعات . ( م578/2 تجارى )

يقدم كل ثلاث شهور تقرير عن حاله التفليسه للمحكمه التى اشهرت حكم الافلاس وكذلك يقدم لها تقريرا عن كل نزاع يتعلق بالتفليسه ويكون من اختصاص هذه المحكمه الفصل فيه( م 578/3 تجارى) ومن سلطاته استدعاء المفلس او ورثته او وكلائه او مستخدميه او أى شخص آخر لسماع اقوالهم فى شئون التفليسه وذلك فى كل وقت يراه (م578/4 تجارى )



قرارات قاضى التفليسه :-

يباشر قاضى التفليسه سلطته فى الاشراف على اعمال امين التفليسه ومراقبة التفليسه عن طريق اصدار قرارات او اوامر تعد من قبيل الأعمال الولائية .

والأصل انه لايجوز الطعن فى هذه القرارات او الأوامر الا اذا اجاز القانون هذا الطعن .

والأوامر التى يصدرها قاضى التفليسه ولا تكون قابلة للتظلم وفقا لنص المادة 236 تجارى هى تلك التى يصدرها فى حدود اختصاصه المبين فى القانون . فإذا كان الأمر صادرا فى شأن لا يدخل فى اختصاصه كان قابلا للتظلم منه امام المحكمه الابتدائية .(1)

( نقض فى الطعن رقم 250 لسنة 39ق .

جلسة 9م12/1974 السنة 25ص 1379 ) .

( نقض فى الطعن رقم 1194 لسنة 56ق .

جلسة 26/4/1993 مجلة نادى القضاه السنة 27ص 681 ) .

فجميع قرارات قاضى التفليسه المطابقة للقانون والداخله فى اختصاصاته نهائيه ولايجوز الطعن فيها وهذا بمفهوم الفقرة الاولى من المادة 580 تجارى والتى نصت على أن :-

لا يجوز الطعن فى القرارات التى يصدرها قاضى التفليسه مالم ينص القانون على غير ذلك او كان القرار مما يجاوز اختصاصه .

وحددت المادة 579 تجارى مصير القرارات التى يصدرها قاضى التفليسه عند مباشرته ومراقبته لاعمال التفليسه فأوجبت ايداع هذه القرارات قلم كتاب المحكمه فى اليوم التالى لصدروها ولقاضى التفليسه ان يامر بتبليغها الى الاشخاص الذين تعنيهم هذه القرارات وذلك بكتاب مسجل بعلم الوصول الا اذا أمر القاضى او نص القانون بتبليغها بطريقه اخرى والمكلف بهذا التبليغ هو قلم الكتاب بالطبع فلقد نصت هذه الماده على ان :-

تودع القرارات التى يصدرها قاضى التفليسه قلم كتاب المحكمه فى اليوم التالى لصدورها . وللقاضى ان يأمر قلم الكتاب بتبليغها الى الاشخاص الذين تعنيهم . ويكون التبليغ بكتاب مسجل مصحوب بعلم الوصول ، الا اذا نص القانون او امر قاضى التفليسه بتبليغها بطريقه اخرى .

الطعن فى قرارات قاضى التفليسه :-

جاءت المادة 580 تجارى فى فقرتها الثانيه لتقرر ان :-

يقدم الطعن بصحيفه تودع قلم كتاب المحكمه وتعلن لذوى الشأن خلال عشرة ايام من تاريخ الايداع او التبليغ على حسب الأحوال . وتنظره المحكمه فى اول جلسه ، على الا يشترك قاضى التفليسه المطعون فى قراره فى نظر هذا الطعن ، ويوقف الطعن تنفيذ القرار حتى تفصل المحكمه فى امره مالم تأمر باستمرار تنفيذه فالطعن فى قرار لقاضى التفليسه يقدم بصحيفه تودع قلم كتاب المحكمه وخلال عشرة ايام من تاريخ الايداع او التبليغ حسب الاحوال وتعلن هذه الصحيفه لذوى الشأن .وتنظر المحكمه هذا الطعن فى اول جلسه على الا يشترك قاضى التفليسه المطعون فى قراره فى نظر هذا الطعن .



وهذا الطعن يوقف تنفيذ القرار حتى فصل المحكمه فى الطعن ما لم تأمر المحكمه باستمرار تنفيذ هذا القرار فالاستمرار فى تنفيذ القرار المطعون فيه جوازى للمحكمه ان تأمر فى استمرارة او لا تأمر فيوقف تنفيذ القرار المطعون فيه وحتى الفصل فى الطعن ولكن ذلك مشروط بمخالفه هذا القرار لنصوص القانون او تجاوز هذا القرار لاختصاصات قاضى التفليسه وذلك طبقا للفقرة الاولى من المادة 580 تجارى . وحظر اشتراك قاضى التفليسه المطعون فى قراره فى نظر هذا الطعن جاء تنفيذا لحكم المحكمه الدستوريه العليا والمنشور بالجريده الرسميه بالعدد 25 بتاريخ 27 يونيه 1996 فى القضيه رقم 34/16ق دستوريه جلسه السبت 15/6/1996 والقاضى بعدم دستوريه نص المادة 236 من قانون التجاره السابق فيما تضمنته من جواز ان يكون مأمور التفليسه عضوا بالمحكمه الابتدائيه التى تفصل فى التظلم من الاوامر التى اصدرها بشأن التفليسه .

رفض الطعن فى قرارات قاضى التفليسه :-

نصت الفقرة الثالثه من المادة 580 تجارى على أن :-

اذا رفضت المحكمه الطعن جاز لها ان تحكم على الطاعن بغرامه لا تقل عن خمسمائه جنيه ولا تجاوز الفى جنيه اذا تبين لها انه تعمد تعطيل تنفيذ قرار قاضى التفليسة .

فإذا رفضت المحكمه التى تنظر الطعن فى قرار قاضى التفليسه هذا الطعن يجوز لها ان تحكم على الطاعن بغرامه لا تقل عن خمسمائه جنيه ولاتجاوز الفى جنيه اذا تبين لها انه تعمد تعطيل تنفيذ قرار قاضى التفليسه .

وحتى يحكم بهذه الغرامه على الطاعن يجب ان تبين هذه المحكمه فى حكمها برفض الطعن تعمد الطاعن تعطيل قرار قاضى التفليسه فهناك تلازم بين الحكم بالغرامه وتعمد الطاعن تعطيل تنفيذ قرار قاضى التفليسه ولكن الحكم بهذه الغرامه جوازى للمحكمه ان تحكم به اولا تحكم به عند رفض الطعن .

اهم اختصاصات مأمور التفليسه :-

ملاحظه اجراءات واعمال التفليسه .

تقديم تقارير الى المحكمه الابتدائيه عن المنازعات التى تنشا عن الافلاس والتى يكون نظرها من اختصاص المحكمه .

ويلاحظ : انه لا يجوز للمحكمه ان تنظر فى النزاع الا بعد تقديم التقرير والاطلاع عليه .

يجب على المحكمه ان تذكر فى مدونات حكمها انها اطلعت على التقرير او سمعته والا شاب حكمها البطلان .

تحرير تقرير كل 3اشهر عن حالة التفليسه ورفعه الى المحكمه لتنظر فيه فى غرمة مشوره

طلب الأمر بحبس المفلس او بوضعه تحت المراقبة

وضع الاختام

دعوة الدائنين الى الاجتماع تحت رئاسته

الفصل فى التظلم المرفوع من الدائنين او المفلس عن اعمال امين التفليسه

رفع طلب عزل امين التفليسه الى المحكمه

الأمر بعدم وضع الاختام

الأذن لأمين التفليسه ببيع الأشياء القابله للتلف .

الاذن لأمين التفليسه بالاستمرار فى تشغيل محل تجاره المفلس

تقرير نفقه للمفلس

الاذن لأمين التفليسه ببيع منقولات المفلس وبضائعه ومحل تجارته.

الأمر بإجراء التوزيعات على الدائنين عند بيع الاموال سواء قبل قيام حاله الاتحاد او بعد قيامها .

تحقيق الديون .

تعيين مراقب التفليسه .

استبدال قاضى التفليسه وغيابه المؤقت :-

نصت المادة 581 تجارى على أنه :-

للمحكمه فى كل وقت ، ان تستبدل بقاضى التفليسه غيره من قضاه المحكمه .

وفى حالة الغياب المؤقت يعين رئيس المحكمه احد قضاتها لينوب عن قاضى التفليسه .

فمن سلطه المحكمه التى اصدرت حكم شهر الافلاس والتى تتابع اجراءات التفليسه فى كل وقت ان تستبدل بقاضى التفليسه غيره من قضاه المحكمه .

وفى حاله غياب قاضى التفليسه غيابا مؤقتا لمرضه او قيامه بالحج مثلا فلها ان تعين احد قضاتها لينوب عن القاضى المتغيب حتى حضوره.

ثانيا : مراقب التفليسه :-

استحدث القانون الجديد نظام مراقب التفليسه من بين الدائنين الذين يرشحون انفسهم ويعينه قاضى التفليسه وقد يكون اكثر من مراقب فنظرا لعدم كفايه الاكتفاء برقابه قاضى التفليسه على اعمال امينها اذا قلما يكون لديه الوقت الكافى للرقابه على جميع اعمال التفليسه التى تدخل فى اختصاصاته وتخفيفا عن كاهل قاضى التفليسه فى الاشراف والمتابعه استحدث المشرع وظيفه مراقب التفليسه وهى وظيفه تطوعيه بدون اجر وان كان يجوز للمحكمه ان تقرر له مكافأه اجماليه على عمله اذا بذل جهدا غير عادى وكانت الحاله الماليه للتفليسه تسمح بذلك .

تعيين مراقب التفليسه والاعتراض عليه وعزله :-

نصت المادة 582 تجارى على أنه :-

" يعين قاضى التفليسه مراقبا او اكثر من بين الدائنين الذين يرشحون انفسهم لذلك .

ويجوز للمفلس ولكل دائن الاعتراض على قرار قاضى التفليسه الخاص بتعيين المراقب دون ان يترتب على الاعتراض وقف تنفيذ القرار . ويقدم الاعتراض الى قاضى التفليسه نفسه ، ويجب ان يفصل فيه على وجه السرعه " .

فقاضى التفليسه يتولى تعيين مراقب او اكثر من بين الدائنين الذين يرشحون انفسهم للعمل كمراقب نظر لأن المراقب يجب ان يكون من بين الدائنين هذا لأن الدائن هو احرص الاشخاص على المحافظة على اموال مدينه المفلس استيفاء لحقه وحقوق باقى الدائنين هذا بالاضافه الى ان هذا العمل تطوعى وبدون مقابل. ( م582/1 تجارى )

والاعتراض على قرار قاضى التفليسه بتعيين المراقب يجوز للمفلس ولكل دائن الاعتراض عليه ولكن لا يترتب على هذا الاعتراض وقف تنفيذ قرار تعيين المراقب وطريقه الاعتراض على هذا القرار تتم بالاعتراض الى قاضى التفليسه نفسه ويجب ان يفصل قاضى التفليسه فى هذا الاعتراض على وجه السرعه ( م582/2 تجارى ) .

ونصت الفقرة الثانيه من المادة 585 تجارى على أنه :-

" يجوز عزل المراقب بقرار من قاضى التفليسه "

فالمراقب عين من قاضى التفليسه ولذلك يجوز عزله بقرار من قاضى التفليسه الذى عينه .

الشروط الواجب توافرها فى مراقب التفليسه :-



اوردت المادة 583 تجارى انه :-

لا يجوز ان يكون المراقب او النائب عن الشخص الاعتبارى المعين مراقبا . زوجا للمفلس او قريبا له الى الدرجه الرابعه .

فالمراقب او النائب عن الشخص الاعتبارى المعين كمراقب لايجوز ان:

يكون زوجا للمفلس او قريبا للمفلس الى الدرجه الرابعه والحكمه فى ذلك هو منع شبهه حدوث تواطئ بين المراقب والمفلس بسبب صله القرابه او الزوجيه بينهما مما يضر بمصلحه باقى الدائنين .

الاعمال المكلف بها مراقب التفليسه :-

حددت المادة 584 تجارى الاعمال المنوط بها مراقب التفليسه فقررت ان :-

يقوم المراقب ، بالاضافه الى السلطات المقررة له ، بنصوص خاصة بفحص الميزانية والتقرير المقدمين من المدين وغير ذلك من المهام التى يكلفه بها قاضى التفليسه فى شأن الرقابه على اعمال امينها ، ومعاونة قاضى التفليسه فى ذلك .

وللمراقب ان يطلب من امين التفليسه ايضاحات عن سير اجراءاتها وعن ايراداتها ومصروفاتها وحالة الدعاوى المتعلقة بها .

monbled93
2012-02-21, 13:14
اسم العضو:monbled93
الطلب:مذكرة حول اللجان المصرفية (البنكية)
المستوي:السنة الرابعة جامعي غلوم قانونية وادارية
اجل التسليم : في اقرب وقت
ارجو ان تكون البحوث بالخطة و بالمراجع اخي الفاضل
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
شكرا مسبقا

free love
2012-02-21, 17:55
اسم العضو :..............free love ................

الطلب :.......................الاقتصاد الجزائري خلال مرحلة التخطيط المركزي 1976 1979..............

المستوى :..........................سنة اولى جامعي حقوق.......

أجل التسليم :..................لو ممكن يكون غدا..........

سهلي مولاي
2012-02-21, 21:35
اريد بحث حول اعتماد نظام الاحزاب السياسية في القانون الجديد

free love
2012-02-22, 10:13
ارجو ان تفيدني بالبحث من فضلك لاني بحاجة اليه غدا اخر اجل

محب بلاده
2012-02-22, 13:09
اسم العضو :..............free love ................

الطلب :.......................الاقتصاد الجزائري خلال مرحلة التخطيط المركزي 1976 1979..............

المستوى :..........................سنة اولى جامعي حقوق.......

أجل التسليم :..................لو ممكن يكون غدا..........

التنمية المركزية لمادة الاقتصاد الجزائري
المبحث الأول:سياسة تخطيط التنمية و مختلف شروطها و أهداف إستراتيجيتها
المطلب الأول:سياسة تخطيط التنمية الاقتصادية ( )
يعتبر التخطيط من أهم الوسائل والأدوات الذي تعتمده الدول كسياسة لتحريك اقتصادها ، بغية الوصول إلى إحداث أهداف التنمية وتعتبر سياسة التخطيط الأداة الوحيدة لوضع أسس سياسة فعلية الاستثمار وبرنامج سريع للتنمية فقبل 1965 )حكم بن بلة( في ذلك الوقت كان التخطيط مقتصرا فقط على إعداد ميزانيات التجهيز السنوية والمخططات القصيرة المدى المعروفة بالقوانين المالية وخلال هذه المرحلة حكم هواري بومدين فطلبت الجبهة من هيئة التخطيط السوفياتية gosplan ووضع خطة بالتعاون مع مخططين الجبهة و خطة طويلة المدى للتنمية الاقتصادية )1965م -1980م ( وتمتد على 15 سنة . وقبلت ه\ه الخطة من قبل قادة الجبهة.
1- نشأة التخطيط للتنمية :
يرتبط التخطيط في أدبيات التنمية بحركات الاستقلال ، خاصة في أعقاب الحرب العالمية الثانية ، وظهرت للوجود سواء في المستعمرات أو الدول المستقلة ، وتجلت أكثر في خطة إعادة بناء خراب الحرب في أوروبا ، وكذا الدول اللاتينية ، التي كانت بعيدة عن ويلات الحرب ، حيث أخذت كل من الأرجنتين والمكسيك جهود التخطيط ، عندما أعلنتا خطط قومية شاملة . ومع الاهتمام بقضايا التنمية الاقتصادية ، تأكدت البلدان النامية من أهمية التخطيط ، كسياسة ووسيلة لإحداث التغيرات الهيكلية الأساسية في بنية اقتصادها،
فشمل أسلوب التخطيط مجمل هذه البلدان ، ورحبت بالعديد من الخطط الإنمائية وطبقتها على أرض الواقع . وما فتأت هذه البلدان، وسائر بلدان العالم بأسره إلا أن تسلك أسلوب
التخطيط الذي تراه يخدم أهدافها
2- أساليب التخطيط الاقتصادي :
إن ممارسة عملية التخطيط الاقتصادي ، كأسلوب وسياسة هادفة إلى تنمية اقتصاد البلد ، ينطوي على العموم قالب وأسلوب تخطيطي معين . وسنتناول على الأقل أساليب التخطيط المعروفة من خلال الممارسات العملية والميدانية التي تتبنأها الدول :
أ‌) التخطيط المركزي والتخطيط اللامركزي :ينقسم التخطيط من زاوية إعداد وتنفيذ الخطة ، إلى تخطيط مركزي وآخر غير مركزي ،
• ففي ظل التخطيط المركزي: تتمركز جميع عمليات إعداد الخطة ، تحت سيطرة سلطة التخطيط المركزية . وتقوم هذه السلطة بإعداد خطة مركزية للدولة وتحت الأهداف والأولويات لكل قطاع في الاقتصاد الوطني ، وتتخذ كافة القرارات الخاصة بالاستثمار وفق أهداف الخطة العامة ، وفي ظل هذا الإطار تتحكم سلطة التخطيط في كافة جوانب الاقتصاد الوطني ، فتتحدد أسعار السلع وأجور العمال ، ويدور الاقتصاد من أعلى .
وبالتالي فهذا النظام الممركز ، يكون عرضة لظهور الأخطاء والنقص الذي يظهر خلال زمن تجسيد الخطة ، ويصعب التعامل معها ، لمدى غياب قدرة قطاعات الاقتصاد على اتخاذ القرارات ، دون الرجوع إلى السلطة المركزية .
• يشير التخطيط اللامركزي:إلى أن إجراءات الخطة تتم من القاعدة ، حيث يتم إعداد الخطة بالتشاور مع مختلف الوحدات الإدارية والفنية للدولة ، كما يتم إدماج الخطط الفرعية في إطار الخطة العامة والرئيسية . وفي كل الأحوال يتم التنسيق مع الوحدات في مجال القطاعات الفرعية ، ففي الخطة الصناعية مثلا ، يتم إعدادها بالتشاور مع ممثلي مختلف الصناعات . وفيه يكون تنفيذ القرارات يتميزبنوع من الحرية ، خاصة وأن تحديد
الأسعار فيه ، تخضع لقوى السوق رغم وجود رقابة عامة من الحكومة . وفيه تتولى سلطة التخطيط ، إعطاء التوصيات للحكومة ، للاتخاذ بعض القرارات ، أو توفير بعض الحوافز للقطاع الخاص
ب‌) التخطيط الإصلاحي أو التعديلي :وفي شأن التخطيط الإصلاحي ، عرف في كل من البلدان المتقدمة والبلدان المتخلفة ، كل حسب وجهة معينة :
• التخطيط في الدول المتقدمة : إذ تواجه الدول الرأسمالية بعض التقلبات والمشكلات الدورية ، مما يستدعي الدولة التدخل ، عندما تقوم بتطبيق بعض السياسات المالية والنقدية ، أو استخدام وسائل رقابية مباشرة ، فإنها المنظور يطلق عليها بالتخطيط الإصلاحي أو التصحيحي "corrective planning" . فمثلا في أوقات التضخم ، تطبق الدولة إجراءات تصحيحية ، بإتباع سياسات نقدية وضريبية ، وتخفيض الإنفاق الحكومي في أوقات الكساد ، كذلك في هذه الحالة فهي مجبرة على تصحيح العجز الحاصل .
• التخطيط في الدول النامية : إن التخطيط في الدول النامية من هذا المنظور ، فهو معني بتنمية وتطوير الاقتصاد ككل ، وفي ظل خطة إنمائية للاقتصاد ، فإن الدولة هنا تتمسك بعدة إجراءات ، خاصة ما يتعلق بالمتغيرات الرئيسية ، مثل الادخار العام s، الاستثمار في قطاعات معينة ، الإنفاق على المعاملات الخارجية G وكذلك بالخصوص تحديد أولويات استثمارات الحكومة . ولما كان للقطاع الخاص من دور هام في حركية الاقتصاد ، فإن الدولة تولي جانب من اهتماماتها وتضمنه ضمن خططها التنموية ، خاصة فيما يتعلق بتقديمها له من حوافز وتشجيعات من خلال أدوات السياسة المالية والنقدية ، وبعض وسائل الرقابة المباشرة على أنشطته

المطلب الثاني: شروط لقيام التخطيط في الجزائر( )
إن الجزائر حديثة العهد بالتخطيط ومن شأن ذلك يطرح أمامها مشكلات عديدة أكثر من تلك التي تعيشها في البلدان الاشتراكية المتطورة و لا يهمنا أن نعرض جميع تلك المشكلات و إنما معرفت الشروط الاجتماعية و الاقتصادية و الفنية التي تكتنف بتطبيق التخطيط في الجزائر لأنه يستحيل إعطاء تشخيص سليم لميزات هذا التخطيط دون القيام بإبراز هذه الشروط و ممكن حصر هاته الشروط فيما يلي:
1- يشكل القطاع الخاص في هيكل الإنتاج وزنا معتبرا هو في المتوسط العام 45% بالنسبة لحجم القوة العاملة، حسب إحصائيات 1978 :
• حصة القطاع الخاص في كل قطاع على حدة هو 70%في الزراعة و 18%في الصناعة و 36%في البناء و الأشغال العمومية و 65%في قطاع الخدمات و كان التوزيع القوة العاملة للمجتمع بالغة 3.2%للزراعة و 14%للصناعة و 13%للبناء و 24%للخدمات و 17% للإدارة.
• أما حصة القطاع الخاص في الإنتاج الكلي فهو 61% في الزراعة و20%في الصناعة و 20%في البناء و الأشغال و 55%في الخدمات.
• وكان حجم الإنتاج الخام قد بلغ في سنة 1978 أكثر من 81 مليار دينار جزائري و كانت حصة الزراعة فيه 10% و الصناعة 44% و الخدمات 30%و الأشغال و البناء16%.
2- ضعف التحكم في الإحصائيات الدقيقة عن المواد الانتاجة المالية و المادية و البشرية و الطبيعية للمجتمع و يرجع هذا الضعف إلى عدم توفر الدولة على الجهاز الإحصائي المنظم و القوي القادر على حصر و تصنيف هذه المواد مع العلم أن أرقامها ضروري جدا للتخطيط.
3- الافتقار لجهاز تخطيط المركزي قوي و ذوي سلطة اقتصادية عامة على جميع المصالح الدولة و المؤسسات الأخرى في المجتمع
المطلب الثالث:أهداف الإستراتيجية التنموية في الجزائر من1967 إلى 1976 ( )
لقد عملت الدولة على تحقيق جملة من الأهداف وفق الإستراتيجية التي وضعتها في تلك المرحلة وتتمثل أهمها في :
1- تحقيق الاستقلال الاقتصادي بتدعيم الصناعة الوطنية.
2- ترقية العلاقات البنيوية لفروع الاقتصاد الوطني خاصة بين قطاع الزراعة والصناعة.
3- تنويع العلاقات في جانب التجارة العالمية ،وذلك للتقليص من التعامل الفرنسي الذي كان يشمل أكبر نسبة للمتعاملين الأجانب.
4- ترقية المصادر المحلية للتمويل وعدم الاعتماد فقط على قطاع المحروقات.
5- تحسين مستوى حياة الشعب الجزائري.
6- تحقيق التشغيل الكامل مع مطلع سنة 1980.
7- العمل على تقليل الفوارق الاجتماعية وعدالة التوزيع ، من خلال تقليل الفوارق في الدخول .
مجانية العلاج والتعليم .
8- إدخال و استخدام وسائل تكنولوجية الحديثة في مختلف ميادين إنتاجية الخدمية.
9- تحسين ظروف و إطار الحياة بتطوير مراكز الحياة و تحسين فعالية البرامج و الأجهزة لضمان الاستقرار السياسي.
10- ضمان العدالة في الاستفادة من المرافق و الخدمات الأساسية (إنارة،الغاز . الكهرباء...الخ)

ولتحقيق هذه الأهداف الإستراتجية تم الاعتماد على وسيلة التخطيط المركزي في الإدارات لتوجيه الاقتصاد وهذا انطلاقا من الأفكار والذهنيات التالية :
أ‌) التخطيط المركزي بالمفهوم الاقتصادي هو بديل اقتصاد السوق ، حيث يتم وفق التخطيط المركزي ، بحصر جميع الموارد المتاحة المادية والبشرية وتوجيهها توجيه عقلاني لتحقيق أفضل الاستخدامات.
ب‌) التدخل الواسع للدولة في الحياة الاقتصادية في مجال الإنتاج والتوزيع.
ت‌) الاعتماد الشبه الكلي على قطاع الصناعة .
ث‌) الاعتماد على مختلف صور المشاركة الشعبية(مشاركة العمال في تسيير المؤسسات)
وبالتالي فإن الإستراتيجية التنموية الممتدة من 1967 إلى 1979 اعتمدت على تطبيق نظام التسيير الاشتراكي ، بالاعتماد على المخططات التنموية واعتماد التخطيط المركزي الذي يعطي للدولة سلطة واسعة وكلية على إدارة وتسيير السياسة التنموية .











المبحث الثاني:تطور الجهاز المصرفي و مختلف التطورات الأخرى
المطلب الأول: التطور السياسي و التطور الاقتصادي
1- التطور السياسي: ( )
بعد وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 تكونت هيئة تنفيذية مؤقتة تسهر على تسيير البلاد إلى غاية يوم الاستفتاء. وخلال هذه الفترة عقد المجلس الوطني للثورة الجزائرية دورة في طرابلس خلال شهر جوان 1962 وفي هذه الدورة تم انتخاب مجلس تأسيسي تسلم السلطة من الهيئة التنفيذية المؤقتة في سبتمبر 1962 وقام بدورة على تعيين أول حكومة جزائرية برئاسة أحمد بن بلة الذي حكم البلاد إلى غاية 19 جوان 1965 وفترة حكمه عرفت عدة تطورات سياسية . ومن أهم إنجازات هذه في هذا المجال:
• إعداد مشروع الدستور الذي وافق عليه المجلس التأسيسي بتاريخ 29 أوت 1963 وعرض على
الشعب للاستفتاء في يوم 8 سبتمبر 1963 وتمت صياغة هذا الدستور حسب برنامج طرابلس فاعتمد هذا الدستور الاشتراكية وسياسة الحزب الواحد و الموجه و المراقب .
• وفي سنة 1964 تم إصدار أول ميثاق للجزائر اعتمد في تشريعاته على إقرار النظام الاشتراكي و
سياسة الحزب الواحد .
• ولكن أهم إنجاز سياسي في هذه الفترة يتمثل في تكوين المؤسسات الحكومية التي تسهر على تسيير
شؤون البلاد.
• أما التطور الذي عرفته السياسة الجزائرية على المستوى الخارجي يتمثل في اختيار الجزائر سياسة
عدك الانحياز وانضمامها إلى هيئة الأمم المتحدة سنة 1962 كما انضمت إلى الجامعة العربية وساهمت في إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية .وبعد 19 جوان 1965 دخلت السياسة الجزائرية مرحلة السياسة الجزائرية مرحلة جديدة إلى غاية سنة 1978 .

2- التطور الاقتصادي:( )
خلال السنوات التي سبقت استسلام الاستعمار وتحقيق الجزائر لاستقلالها كان اقتصاد الجزائر يتميز بعدة خصائص سلبية أهمها:
• تمركز المنشآت الصناعية في مناطق جغرافية محدودة لا تخدم سوى جزء صغير من البلد.
• الأراضي الزراعية الخصبة كانت ملكا لفئة صغيرة تتمثل في المعمرين وعدد من الملاك الكبار
الجزائريين الموالين للاستعمار.
• كما أن التجارة الخارجية الجزائرية كانت مرتبطة بفرنسا فأكثر من 90% من مبادلات الجزائر تتم
مع فرنسا وكل هذه الخصائص السلبية ورثتها الجزائر المستقلة عن الاستعمار الفرنسي وما زاد الوضع سوءا أن المعمرين قبل خروجهم من الجزائر دمروا معظم المنشآت الصناعية وخربوا العتاد الفلاحي وهذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي حرمت الجزائريين من استغلال خيرات بلادهم بالإضافة إلى تدهور اقتصاد الجزائر جعلت ميثاق طرابلس في جوان 1962 يتبنى النظام الاشتراكي القائم على التخطيط والتأميم والهادف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية التي حرم منها الشعب الجزائري طوال سنوات الاستعمار .
• وفق النظام الاشتراكي الذي اتبعته الجزائر منذ الاستقلال عرف اقتصاد البلاد عدة تطورات أهمها:
في المجال الزراعي : في عهد الاستقلال هاجر المعمرون وتركوا الأراضي الزراعية التي كانوا يملكونها والمقدرة بـ 2.5مليون هكتار ولتسييرها تم إصدار مرسوم في يوم 22 مارس 1963 لإحداث نظام التسيير الذاتي وفي سنة 1966 كرس مجلس الثورة دورة خاصة خلال ( 22-29مارس 1966) لدراسة مشكلات قطاع التسيير الذاتي فقرر مجلس الثورة في النهاية تطبيق نظام اللامركزية على هذا القطاع وإعادة توزيع المسؤوليات بين العمال والحزب والدولة .وفي يوم 8 نوفمبر 1971 أصدرت الدولة الجزائرية مرسوم الثورة الزراعية الذي يهدف إلى تأميم أراضي الملاك الكبار لتوزيعها على صغار الفلاحين لاستغلالها بشكل جماعي وهذا العمل يهدف إلى تحسين الوضعية الاجتماعية للفلاحين الصغار .غير أن السياسة الزراعية المتبعة منذ الاستقلال لم تحقق النتائج الاقتصادية والاجتماعية المرجوة فقل الإنتاج.

المطلب الثاني: التطور الاجتماعي و التطور الثقافي( )
بعدما تحصلت الجزائر على استقلالها ورث الشعب الجزائري عن الاستعمار الفرنسي وضعا اجتماعيا وثقافيا مزريا فعقب الاستقلال كان الوضع الاجتماعي والثقافي على النحو التالي :
• حوالي 2 مليون جزائري عاطل عن العمل وضمن هؤلاء العاطلين يوجد 120 ألف مجاهد كان لهم
الدور الفعال خلال حرب التحرير فكيف يتم دمجهم في الحياة الاجتماعية وإمكانيات الدولة الضعيفة بالإضافة إلى أن معظمهم أميون .
• وفي المجال الصحي نقص الإطارات ( الأطباء و الممرضون) بالإضافة إلى قلة المرافق الاجتماعية الصحية.
• وفي مجال السكن آلاف القرى دمرت والجزائر عرفت نزوحا ريفيا وعودة اللاجئين إلى الجزائر
(300الف) وكيفية التكفل بأرامل الشهداء واليتامى والمعطوبين .
• والوضع الثقافي ليس أحسن حالا من الوضع الاجتماعي فالأمية مرتفعة وتقدر بأكثر من 90%
بالإضافة إلى نقص الإطارات (المعلمون و الأساتذة) أما النسبة القليلة المتعلمة من أبناء الجزائر فمعظمهم مثقفون باللغة الفرنسية بالإضافة إلى أن الإدارة في الجزائر وفرنسة بنسبة 100% وهذا من آثار الاستعمار الفرنسي الذي حاول القضاء على العربية لغة وثقافة .
• كل هذا أوجب على الدولة الجزائرية مواجهة هته الأوضاع عن طريق:
o إيجاد مناصب عمل للعاطلين في نهاية 1962 أوجدت الدولة الجزائرية 40 ألف منصب عمل أما في المجال الصحي والتعليمي طلبت الدولة الجزائرية من الدول الصديقة والشقيقة أن ترسل لها معلمين وأطباء.ولقد وجهت الجزائر كل طاقتها المادية والبشرية في عقد الستينات للتخفيف من الوضع الاجتماعي والثقافي المزريين
o آما سياسة الدولة في عقد السبعينات كانت موجهة لتحسين مستوى معيشة السكان وجعل التعليم
o إجباريا والعمل على جزارة الإطارات في التعليم والصحة بالإضافة إلى تعميم استعمال اللغة العربية
في الإدارة والمؤسسات التعليمية وتحسين الخدمات الاجتماعية كالطب المجاني وتطوير شبكة المواصلات . وفي عقد الثمانينات استمرت سياسة الدولة في هذا الاتجاه ولكن النقائص ما زالت موجودة في المجال الاجتماعي والثقافي فالأمية ما زالت موجودة وأصبحت تقدر بـ 35% ومشكلة السكن ما زالت مطروحة ورغم انتشار التعليم وجزارة الإطارات في الكثير من القطاعات بنسبة كاملة إلا أن الجزائر ما زالت عاجزة عن امتلاك التكنولوجيا رغم المجهودات الجبارة التي بذلت في هذا المجال
المطلب الثالث: تطور الجهاز المصرفي
ورثت الجزائر غداة الاستقلال نظام مصرفي واسع للأجنبيين و قائم على أساس الاقتصاد الليبرالي الحر الذي أدى إلى بناء نظام حالي و نقدي ملائم لأجل تلبية احتياجات تمويل المؤسسات وورثت الجزائر كذالك عن الاستعمار الفرنسي نظاما بنكيا يضم أكثر من 20 بنكا و تمثلت السياسة المالية الجزائرية في تأميم الشبكة الصرفية و تأسيس نظام بنكي وطني يخضع لهيمنة الدول بتمويل التنمية الاقتصادية الشاملة للبلاد كرد فعل لرفض البنوك الأجنبية القيام بالتمويل الاستثماري الجزائري و أمام عجز البنك المركزي عن التحكم في تلك البنوك ثم اتخاذ قرار تأميم البنوك الأجنبية في عام 1966 و عموما يمكن القول أن التمويل في الجزائر عرف تغيرات هامة تتمثل فيما يلي :
أ‌) تأسيس البنك المركزي: ( )
تأسس هذا البنك بالقانون 62/ 144 بتاريخ 13 ديسمبر 1962 . أعتبر هذا البنك كمؤسسة إصدار النقود القانونية , إلى جانب مهمة تسيير العملية الصعبة و النهب و مراقبة السياسة الائتمانية في الدولة. و تم خلال سنة 1964 إصدار العملية الوطنية المتمثلة في الدينار الجزائر
ب‌) البنك الجزائري للتنمية :
تأسس بالقانون الصادر في 7 ماي 1963 أي في وقت مبكر نسبيا باسم الصندوق الجزائري للتنمية caisse و ذلك لملأ الفراغ الذي أحدثه توقفه بنوك كبرى فرنسية و هذا لتمويل الاستثمارات المتوسطة و الطويلة المدى المتعلقة بالجانب الخارجي .

ت‌) قطاع التأمين :
في عام 1962 كانت سوق التأمين في الجزائر بيد الجانب كلية و في عام 1963 أنشأت الدولة شر كتين لتأمين هما :


• الصندوق الجزائري للتأمين و إعادة التأمين:
تأسيس بالقانون الصادر رقم 63/ 197 في 8/ 1963 لقصد الثغرة الحاصلة من تراجع الشركات الأجنبية
في حينه عن إجراء التأمين في ظل سيادة الجزائر المستقلة و قد سمح للصندوق بتولي كل أعمال التأمين عدا مخاطر الزراعة و حوادث العمل و كانت 70 % من فعاليته مكرسة للـتأمين على السيارات و بعبارة أخرى فإن الصندوق يختص ببعض أنواع التأمين و هو يتولى بجانب ذلك فعالية إعادة التأمين التي حكر عليه وحدة .
• الشركة الجزائرية للتأمين:
و قد تأسست في 12/ 12/ 1963 على أساس القطاع المختاط في البداية لعدم وجود إطارات وطنية مؤهلة في حينه بالتعاون مع مصر
و قد أوكلت بالشركة منذ عام 975 وظائف تأمين متعددة التأمين ضد الأضرار ( سيارات حريق ) و ضد السرقة و المخاطر البسيطة و المسؤولية المدنية سواء كان طابعها عائليا أو تجاريا أو تقليديا ما عدا النقل
وقد تأسست بالمرسوم رقم 64/ 227 في 10/ 08/ 1964 لكي يحول محل (CSDCA ) يختص هذا البنك في تمويل السكن و تشجيع الادخار و إقراض الهيئات المحلية
ث‌) البنك الجزائري الشعبي:
و قد تأسست بالمرسوم الصادر في 13/ 06/ 1966 حيث يقوم بتدعيم عملية التحويل الاشتراكي في الزراعة ( التسيير الذاتي ) و يقوم بتنفيذ خطة الدولة في موضوع الائتمان القصير و المتوسط كذلك الائتمان الزراعي للقطاع المسير ذاتيا . كما يقوم بإقراض المنشآت العامة و الخاصة و هو بنك و استثمارات و بنك يتوجه للداخل و الخارج( )

المبحث الثالث: المخطط الثلاثي والرباعي الأول والثاني
المطلب الأول:المخطط الثلاثي (1967 إلى 1969)
عرف هذا المخطط بما قبل التخطيط لأنه شكل آنذاك مجهودا لتكيف الهياكل الاقتصادية والاجتماعية والإدارية مع سياسة التخطيط الجديدة التي تم تبينها وان الأدوات والتقنيات التي أستعملت فيه كانت ذات طابع عملي وميداني حيث أن مختلف القطاعات الاقتصادية طرحت مشاكلها وإستراتيجيتها في التنمية على أساس المعطيات المتوفرة والمعلومات المرتبطة بمختلف قطاعات الاقتصاد الوطني وبصفة عملية فان البرنامج تم تحقيقه بنسبة 90 % الأمر الذي دفع بالبعض من بعضهم هو بوبروفسكي BOBROWSKY وهو خبير سوفياتي حيث قال » إن البرنامج كان واقعيا «ولقد أعطى هذا المخطط الأولوية في الصناعات الثقيلة لا سيما قطاع المحروقات مثل :( الصناعات البيترو كيمائية . الحديد والصلب .الميكانيكية ...)التي حصدت أكثر من 45 % من الاستثمارات الكلية خلال هذا المخطط .
وكان هدف المخطط الثلاثي الأول هو تأميم الثروة الطبيعية و سيطرة الدولة على نشاطات الاقتصادية و تحضير الوسائل المادية و البشرية لانجاز المخططات المقبلة و أعطيت الأفضلية إلى الهياكل القاعدية للصناعات و المحروقات ( ) فكان القطاع الصناعي مخصص له 18.2% من إجمالي الاستثمارات لسنة 1967 مقابل 13% سنة 1963 و لقطاع الزراعة 12.5% سنة 1967 مقابل 17.5% سنة 1963( ) و منه تميزت هته المرحلة بالارتفاع المتزايد في حجم الاستثمارات الفعلية في مختلف القطاعات كمحاولة للنهوض بها ،وذلك راجع إلى اتساع فترة تطبيق المخطط الكلي وزيادة الإمكانيات المادية للمجتمع ، وكان الاهتمام بتطوير القطاع الصناعي للتماشي مع مختلف القطاعات مثل الفلاحة والخدمات.( )
• حيث أن تم تحديد 11.081 مليار دج و لكن تم تنفيذ تقريبا 9.06 مليار دج كهدف استثماري في المخطط الثلاثي وذلك يعود إلى أنها قدرت أن الإمكانيات البشرية والمادية لا تسمح بأكثر من هذا المبلغ باستثمارات أولية للمخطط الثلاثي.
• وكان توزيع الاستثمارات الفعلية على ثلاث مجموعات متجانسة تتمثل في :
o الاستثمارات الإنتاجية مباشرة :والتي قد خصص لها 6.79 مليار دج(الزراعة 1.88 مليار دج، و الباقي للصناعة يقدر أكثر من 4.91 مليار دج).
o الاستثمارات غير الإنتاجية مباشرة:وقد خصص لها مبلغ 2.01 مليار دج موزعة على (البنية التحتية الاقتصادية 0.28 مليار دج البنية التحتية الاجتماعية 1.73 مليار دج).
o الاستثمارات شبه الإنتاجية:وقد خصص له مبلغ 0.36 مليار دج بـ 36.000.00دج.
أسفرت أعمال الاستثمار عن معدلات فعلية مع نهاية تطبيق المخطط كالتالي:
o معدل الانجاز الفعلي للاستثمارات المنتجة 97 %.
o معدل الانجاز الفعلي للاستثمارات شبه المنتجة هو 78%.
o معدل الانجاز الفعلي للاستثمارات غير المنتجة هو 127%
ويعود السبب في سرعة انجاز الاستثمارات غير المنتجة مباشرة إلى عامل اجتماعي يتمثل في التعطش الكبير من تجسيدها في المناطق المحرومة من هذا النوع من الاستثمارات، مما جعل الأفراد يساهمون عن طريق العمل التطوعي ،أما العامل الثاني فإنه فني: لكون هذا النوع من الاستثمارات لا يتطلب دراسات شديدة ومعقدة مما يسهل تنفيذه.( )
o أما الجدول الذي أسفل يوضح الاستثمارات الكلية في هاته المرحلة ( 1967-1969)
الجدول الأول (01): هيكل الاستثمارات في الخطة الثلاثية 1967-1969
الوحدة:مليار دينار جزائري
القطاعات الاستثمارات المخططة الاستثمارات المنفذة و معدل التنفيذ
المبلغ النسبة% المبلغ النسبة%
الصناعة 5.400 49 4.750 87
الفلاحة 1.869 17 1.606 85.9
القاعدة الهيكلية 1.124 10 855 76
السكن 413 3.7 249 60.2
التربية 912 8.2 704 77
التكوين 127 1.1 103 71.6
السياحة 285 2.5 177 60
الشؤون الاجتماعية 295 5.6 229 76
الإدارة 441 4 304 70
استثمارات مختلفة 215 1.9 147 70
المجموع 11.081 100 9.124 82

المصدر:زرنوح ياسمينة،إشكالية التنمية المستدامة في الجزائر،مذكرة ماجستير،العلوم الاقتصادية،فرع التخطيط،جامعة الجزائر،2006،(ص151)
و يتضح من أعلى الجدول أن الأهمية المعطاة للصناعة إذا حضت بنسبة 49 % من مجمل الاستثمارات المخططة أي بمبلغ 5.400 مليار دج لكن ما نفذ كان 4.750 مليار دج أي 87% من مبلغ الصناعة المخطط و بفارق كبير جدا تأتي الزراعة في المرتبة الثانية من حيث مبالغ الاستثمار المخطط و المقدر ب 1.869 مليار دج أي بنسبة 17% و هو يوضح التوجه الإنمائي الذي اختارته الجزائر و هو التصنيع من أجل إرساء القاعدة الصناعية ترتكز عليها أهداف المخططات اللاحقة.
1- و كما قلنا مسبقا أن القطاع الصناعي و خاصة الصناعات الثقيلة التي كانت لها الأولوية في هذه المرحلة كما هو مبين في الجدولالثاني(02)
جدول الثاني(02):مخطط الاستثمارات الصناعية 1967-1969 و نسبتها
الوحدة:مليون دينار جزائري
القطاعات الاستثمارات النسبة المئوية
المحروقات و المواد الكيماوية
الصناعات التحويلية
الحديد و الصلب
الكهرباء
المناجم 2710
1050
1200
260
180
51%
28%
23%
05%
04%
المجموع 5400 100%
المصدر:عبد العزيز و طبان،الاقتصاد الجزائري ماضي و حاضره 1830-1985،دار النشر الديوان المطبوعات الجامعية،بن عكنون،(ص176)
ومن خلال الجدول أعلاه نرى مدع الاهتمام بالقطاع الصناعي و ماهي الأولويات في الصناعات الثقيلة و مدى نفقتها على هذا القطاع و هي مرتبة ترتيبا تنازليا يعني أن الأول نسبة الاستثمار فيه أعلى من الثاني و الثالث و الذي يليه.
المطلب الثاني:المخطط الرباعي الأول (1970 إلى 1973)
لقد تبين لنا من خلال هذا المخطط أن الجبهة اختارت نوذج النمو الغير متوازن حيث ٳستحوذت الصناعة على أكبر حصة من الٳستثمارات التي قدرت ب 12.40 مليار دينار من مجموع 27.75 مليار دينار. ثم أضيفت لها قيمة 4.57 مليار دينار جزائري أي16.5 %من مجموع المشاريع الاستثمارية لكل القطاعات .كما خصصت قيمة 5.21مليار دينار جزائري أي 13.80% لصالح الصناعات القاعدية . ولقد خصصت أيضا غلاف مالي قدر ب 1.2مليار دينار جزائري لصالح الصناعات الخفية . و 1.4 مليار دينار جزائري لقطاع المناجم والكهرباء أما الزراعة . الموارد المائية .الصيد البحري .السكن. السياحة فلم يخصص لها إلا غلاف مالي قدرب 4.94 مليار دينار جزائري أو ما يمثل 17.80% من مجموع الاستثمارات المبرمجة
حيث أن في بداية سنة 1970 ونهاية المرحلة التجريبية لنظام التخطيط بالمخطط الثلاثي للتنمية، أين تم فيه تحديد أولويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية ووضع الأسس لسياسة الدولة اتجاه التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بدعم الاقتصاد الاشتراكي وتعزيز الاستقلال الاقتصادي، تم الدخول في المرحلة الثانية من المخططات متوسطة الأجل، ووقف أولويات محددة ،عملت الدولة على تنميتها ودعمها للوصول إلى تحقيق الاستقلال الحقيقي من مختلف جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية و للوصول إلى الاستقلال تم تحديد أهداف هذا المخطط الرباعي الأول والتي تتمثل في:
1- إنشاء صناعات قاعدية تسهل فيما بعد إنشاء صناعات خفيفة
ولذلك تقرر توظيف 30 مليار دينا منها 15 مليار لقطاع المحروقات ( )
2- رصد مبالغ مالية من أجل تحقيق هاته الأهداف وتتمثل في: ( )
o الشروع في استقلال المنشآت القاعدية الجيولوجية و الجيوفيزائية في كامل التراث الوطني.
o دعم البحث العلمي بالهقار و تطويره بشمال البلاد.
o دعم وسائل الإنتاج لدى شركة(سونا ريم) بمخبرين و قواعد للامتداد و تواصلت أشغال البحث المنجمي في المخطط الرباعي الثاني بكل جدية في المناجم غير المعدنية و زيادة البحوث الهيدروجيوليجية في جنوب غرب البلاد و منطقة الهقار حيث أنشأة وحدة البحث في بشار.
3- قيام مؤسسات عمومية و الجماعات محلية و الوزارات الوصية بتصوير المشاريع الاستثمارية و اختيارها على أساس عدة معايير محددة من قبل سكرتيرة دولة التخطيط. ( )
4- حيث كان استثمارات المخطط الرباعي الأول تقدر ب 27.75 مليار دج و التي تم توزيعها على القطاعات الأربعة التالية:
• القطاع المنتج مباشرة. القطاع غير المنتج مباشرة.
• القطاع شبه منتج. قطاع خدمات الإنتاج.
أ‌) التسيير الاشتراكي للمؤسسات العمومية الاقتصادية: ( )
إن وضع المنظومة القانونية لتسيير الاقتصاد الوطني وفقا لتوجيهات الدولة بتطبيق التسيير الاشتراكي للمؤسسات حددها النص القانوني الذي جاء به الأمر رقم:71/74 المؤرخ في نوفمبر 1971.
حيث يؤكد هذا النص تحكم الدولة في جوانب الحياة الاقتصادية، وذلك من خلال تمثيل الدولة للمؤسسات العمومية ذات الصبغة الوطنية، وكذا مختلف المؤسسات العمومية ذات الطابع المحلي والجهوي، ومختلف الدواوين الوطنية .
وقد اتبعت الدولة نظام التسيير الاشتراكي للمؤسسات العمومية لتحسين الظروف الاجتماعية للشعب بخلق مناصب الشغل والقضاء على البطالة، وتحقيق التعاون بين الأفراد وترقية العلاقات الإنتاجية .
وقد اتسمت هذه المؤسسات العمومية بتبعية في تنفيذ السياسة الاقتصادية العامة وذلك من خلال صلاحية السلطة الوصية ،في مراقبة مدى تطابق نشاط المؤسسات مع السياسة العامة للدولة، وكذا مراقبة مدى تطبيق النصوص القانونية والتعليمات ،التي تصل إلى مختلف الإدارات الوصية للمؤسسات العمومية الاقتصادية، في إطار مركزية اتخاذ القرار الذي اعتمدته في هذه المرحلة.
وقد اقتدت الجزائر بنظام التسيير الاشتراكي بالدول الاشتراكية مثل الاتحاد السوفيتي، ونظرا للنتائج المحققة من هذا النظام الذي يعطي للشعب الفرصة بالمساهمة في تسيير المؤسسات والاستثمارات لدفع عجلة التنمية عن طريق المشاركة.
وبالتالي فقد وضعت الدولة آنذاك ، هياكل إدارية لتسيير عملية النهوض بالجانب الاقتصادي للمؤسسة ، من خلال العمل على تحقيق الأهداف الاقتصادية لأي مشروع، وهو تحقيق التوازن المالي، والربح المادي، وتوفير الظروف الاجتماعية التي تعمل على تحقيق متطلبات العمال الضرورية، لتحقيق الأهداف الإستراتيجية
ب‌) الثورة الزراعية1971 :
نظرا لأهمية القطاع الفلاحي، ودوره في المساهمة في التنمية الوطنية وبالخصوص إشباع الحاجات الأساسية من مواد غذائية استهلاكية، كان للقطاع الزراعي أهمية بالغة ،جعلت من الدولة والقائمين عليها في عهدة الرئيس الراحل هواري بومدين سنة 1971، تم اعتماد سياسة جديدة تجاه هذا القطاع بما يعرف بالثورة الزراعية، كأحد المبادئ والمرتكزات المعتمدة للنهوض بالاقتصاد الوطني.
• المبادئ التي اعتمدت عليها الثورة الزراعية:( )
o منح الأرض لمن يخدمها بجد، وذلك بتدعيم من الدولة.
o تدعيم الفلاحين بوسائل الإنتاج اللازمة وبالأموال اللازمة.
o توفير ظروف التخزين للسلع، والقيام بعمليات التوزيع والتسويق.
o تكوين الفلاحين للتماشي مع التطورات الجديدة في قطاع الفلاحة
إلا أنه يتم إسقاط حق الملكية للأفراد الدين لايستغلون الأراضي الفلاحية التي قدمت لهم من الدولة، ما عدا رؤوس الماشية التي لا يتم إسقاط الملكية للأفراد المستخدمين منها في إطار الثورة الزراعية.
• أهداف الثورة الزراعية:
o ترقية الريف ومحاولة خلق التوازن وتحسين البنية التحتية الاجتماعية.
o إدماج الفلاحين في مساهمتهم بأعمال في خدمة تنمية الاقتصاد الوطني.
o تحسين الظروف المعيشية للأفراد بتوفير الحاجات الأساسية.
o محو الفوارق بين المناطق الريفية والمناطق الحضرية.
o بناء قرى اشتراكية لتحفيز الفلاحين ولتوطيد العلاقة بينهم في إطار النظام الاشتراكي، وكذلك
تهيئة ظروف المعيشة الجيدة بتوفير المياه والكهرباء والغاز، والطرق، والمدارس والمرافق العامة الأساسية.
• الهيئات التي اعتمدت الدولة عليهم لتمويل الفلاحين:
o اللجنة الوطنية للثورة الزراعية: برئاسة وزير الفلاحة.
o اللجنة الولائية للثورة الزراعية: تحت وصاية لجنة المجلس الشعبي الولائي.
o اللجنة البلدية للثورة الزراعية: تحت وصاية المجلس الشعبي البلدي، وقدامى المجاهدين.
o التعاونيات الزراعية: والتي كانت تسهر على التنظيم وتوفير المواد الأولية، والإرشادات اللازمة لتطوير الإنتاج الفلاحي، فكانت تمثل مخزن يتجه إليه الفلاح للحصول على مختلف اللوازم الفلاحية من أدوات وأسمدة وبذور وغيرها من المواد الأولية.
o صندوق الثورة الزراعية: الذي أنشاء خصيصا للقيام بعملية تأميم الأراضي من الأفراد الذين لايستغلونها وتحويلها إلى الملكية العامة للدولة.
بينما تقوم مختلف الهيئات السالفة الذكر (اللجان) الوطنية والولائية والبلدية بتطبيق توصيات الهيئة الوصية والقيام بعملية التأميم وتوزيعها للأفراد المؤهلين لاستغلالها.
• أسباب عدم استكمال الثورة الزراعية:
o عدم توفر الأساليب الحديثة للإنتاج والاستغلال الأمثل.
o نقص الأفراد المؤهلين المختصين في أعمال الصيانة للممتلكات من وسائل الإنتاج ، وعدم القيام بالصيانة اللازمة لهذه الوسائل من جرارات...
o التخلف والأمية التي كانت تعاني منها المناطق الريفية.
o فشل سياسي المتأتي من عدم الاعتماد على البحث العلمي، والمختصين في العلوم الزراعية وذلك نظرا لنقص الإطارات لدولة حديثة العهد آنذاك.
o عدم توفير الإرشادات اللازمة لمواجهة المشاكل الزراعية ،ومسايرة التطورات.
إلا أنها بقيت من الأولويات المعتمدة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ذلك الوقت.
ت‌) تنمية القطاع الصناعي:
اعتمادا على توزيع الاستثمارات التي طبقت في المخطط الثلاثي، وكذلك الأولويات في تخفيض الاستثمارات، فإن المخطط الرباعي الأول سار على خطى المخطط الثلاثي، حيث تم تخصيص أكبر حصة للاستثمارات المنتجة مباشرة وفاز فيها القطاع الصناعي، والمؤسسات العمومية الاقتصادية التي تمثل هذا القطاع.
حيث تم تخصيص 4.35 مليار دج كاستثمارات للقطاع الصناعي في المخطط الرباعي الأول، بينما كانت حصة القطاع الزراعي في المخطط الثلاثي 1.88 مليار دج، وذلك نظر لاعتماد الدولة على القطاع الصناعي كأولوية أساسية لتحقيق التنمية ولتنمية مختلف القطاعات الأخرى وعلى رأسها القطاع الزراعي الذي عملت الدولة من خلال دعم التنمية الصناعية السريعة لتوفير مختلف الوسائل اللازمة للقطاعات الأساسية.
لقد عرف المخطط الرباعي الأول ارتفاع في الاستثمارات الفعلية، وقد حاز القطاع الصناعي على أكبر حصة من هذه الاستثمارات ،وقد تم الاعتماد على بناء قاعدة صناعية تتمثل في المناطق الصناعية ،وذلك من أجل مواصلة تنمية القطاع الصناعي ، كما سجل القطاع الزراعي زيادة في نسبة الاستثمارات للتماشي والاحتياطات التي يفرضها السوق وكذلك للمساهمة في عملية التنمية للبلاد.
لقد عرفت هذه المرحلة انخفاض في نسبة البطالة وذلك يعود للاستقطاب الناتج عن تطور القطاع الصناعي، كما تم تسجيل ارتفاع في حجم الاستثمارات وذلك يدل على نجاحة السياسة المتبعة من الدولة، والأهمية التي أعطتها إلى تحسين ظروف المجتمع، بتوفير الشروط الأساسية للأفراد ،وتحقيق الاكتفاء الذاتي .
وذلك رغم العراقيل التي واجهتها الدولة من أجل تحقيق التوازن ، نظرا لحداثة عهد الدولة الجزائرية التي تقوم بعملية بناء كلي لمخلفات الاستعمار ومحاولة التحكم في تسيير شؤونها الداخلية ، والتخلص من التبعية الخارجية ، وخصوصا فرنسا التي بقت تأثر وتتدخل في العديد من الميادين الحساسة الاقتصادية، باستعمال سياسة الاحتكار في ميدان الصناعات البتر وكيماوية، التي بقي أهم مورد في الجزائر والممول الأساسي لسياسة التنمية الاقتصادية في الجزائر.( )
ث‌) برامج البنيات الاقتصادية: ( )
• برنامج مياه الري:
كان الماء في بلادنا عامل نادر و الهدف من البرنامج هو البحث المنظم للموارد المائية في جميع أنحاء البلد و بناء سدود و استغلالها بأحسن طرق و إمكانيات الجديدة للحصول على الماء هو نزع الملح من مياه البحار و المياه المالحة و حل سدود و إعادة تموين منبع المياه بطريقة اصطناعية
• برنامج الطاقة:
إن جميع نشاطاتنا الاقتصادية تتعلق بالإنتاج و نقل و كهرباء و الغاز الصناعي وكذلك الغاز الطبيعي و هدفنا يتمثل في وارداتنا من:
o مواجهة حاجيات التنمية الاقتصادية بالطاقة الكهربائية والغاز.
o تموين المراكز الكبرى بالغاز.
o إيصال الكهرباء و الغاز بصورة تدريجية.و من المقرر إيصال الغاز إلى 49 مدين جديدة .
• برنامج النقل:( )
o النقل الحديدي:
يتضمن البرنامج التجديد و التحسين شراء 32 قاطرة كهربائية و 20 سيارة حديدية و 20 عربة
o النقل البحري:
إن الشركة الوطنية للملاحة التي تتوفر الآن على خمس بواخر،ستشتري 10 بواخر أخرى
o النقل الجوي:
سيزداد عدد طائرات شركة الخطوط الجوية الجزائرية بطائرتين كبيرتين في الوقت الذي تشتري فيه شركة الأشغال الجوية 20 طائرة للفلاحة و 02 طائرتين للمسافرين و كل واحدة تتوفر فيها 20 مقعد.



• برنامج التجهيزات الاجتماعية و الثقافية:( )
o السكن:
إن بناءالمساكن الذي بلغ عددها في المدن و القرى 6.500 مسكن خلال المخطط الثلاثي سيرتفع إلى 21.000 مسكن و أن المساكن الجديدة سيتواصل عددها الى40.000 مسكن في هذا المخطط و سيصل إلى 100.000 مسكن في 1979.
o الصحة:
و هي تعميم الطب الوقائي و النظافة الاجتماعية من التلقيح وكشف الأمراض و يقصي البرنامج إنشاء 6.000 سرير في المستشفيات و 4 مستشفيات جديدة و 100 مصحة لمعالجة مختلف الأمراض و 100 مركز صحي و ينتظر تشغيل الأطباء الجدد في المستشفيات و إنشاء مصالح طبية للدولة بالمجان.

الجدول الأول(01):نصيب برامج التنمية المحلية من استثمارات للمخطط الرباعي الأول
الوحدة:مليار دينار جزائري
البيان المخطط الرباعي الأول
الصناعة التحويلية 1.19
السياحة 0.70
النقل 0.80
المواصلات السلكية و اللاسلكية 0.37
التخزين و التوزيع -
شبكة النقل 1.14
المناطق الصناعية -
السكن 1.52
التربية و التكوين 3.31
الصحة و الحماية الاجتماعية 1.69
الهياكل الأساسية الإدارية 0.85
المخططات البلدية للتنمية -
برامج خاصة -
استثمارات أخرى 0.257
المجموع 27.75

المصدر:وزارة التخطيط و التهيئة العمرانية"حصيلة تنفيذ المخططات الوطنية" من إعداد الباحث
كما قلنا مسبقا أن كان هدف هذا المخطط هو بناء قاعدة صناعية و هذا من أجل تحقيق نمو حقيقي و ذالك بالاهتمام بالقطاع الاجتماعي و هذا ما يوضحه الجدول أعلاه إن قطاع التربية و التكوين نال على اكبر حصة ثم يليه قطاع الصحة و الحماية الاجتماعية ثم السكن ثم شبكة النقل و هدا لتحسين الأوضاع الاجتماعية لدى الشعب.
المطلب الثالث:المخطط الرباعي الثاني (1974إلى 1977)
لقد تزامن المخطط الرباعي الثاني مع ارتفاع غير متوقع لأسعار البترول من 3.5دولار الى 9.25 دولار ثم قفزت إلى 169.20 دولار في بداية 1974م . الشيء الذي أعطي نفسا كبيرا للاستثمارات حيث أن المشاريع الصناعية أنجزت خلال فترة المخطط الرباعي الثاني . ولقد تميز هذا المخطط بتأميم أخر للشركات الأجنبية في الجزائر حيث تم التأميم سنة 1974م.20شركة فرنسية وشركتين بلجيكيتين ولقد شهدت مرحلة تطبيق المخطط الرباعي الثاني زيادة معتبرة في حجم الاستثمارات قدرت ب 19 %مما رفع من نسبة الاستثمارات في الناتج القومي إلى 47.80% وكانت وتيرة الانجاز جد معتبرة في قطاع المحروقات والصناعة الثقيلة حيث قدرت نسبة الانجاز ب 132% للمحروقات و 108 % للصناعات الثقيلة الأخرى أما القطاعات الأخرى غير الصناعية فانسبةانجازها لم تصل إلى 68 % ويتضح من خلال هذه القطاعات الأخرى الموضحة أن المخطط الرباعي الثاني أولى الأهمية للقطاع الصناعي.

أكد المخطط الإستراتيجية الصناعية، و لكن انتقل بعملية التنمية إلى سلم و مستوى عام واسع. عرف قطاع الفلاحة و الري إعادة هيكلة عميقة (الثورة الزراعية) ، تخصيص اعتمادات مهمة للاستثمارات و التي يجب أن تنفق أساسا من أجل الحصول على تجهيزات و إنشاء الهياكل كما اتجهت نفقات قطاع النفط الاستثمارية إلى الارتفاع . يرجع ذلك إلى بنية السوق الدولية للطاقة، الذي دفع بالحكومة الجزائرية إلى اختيار صناعة عالية مرتفعة رأس المال كشكل لتصدير الغاز الطبيعي( ) و انتقل إنتاج النفط الخام من 22.8 مليون طن في سنة 1963 إلى 63 مليون طن في سنة 1979 و كما انتقل الغاز الطبيعي من 300000 إلى 30 مليون طن في سنة1979 ( )
• وعرف حجم الاستثمار المرخص به خلال هذا المخطط ارتفاع كبير حيث بلغ 110 مليار دج، أي
بزيادة 12 مرة على المخطط الثلاثي وبزيادة أربع مرات على المخطط الرباعي الأول.
وكما تم الترخيص لهذه الاستثمارات عن طريق خلاصة مداولات مجلس الثورة والحكومة، ما بين 15/01/74 وسنة 14/05/1974 لهيئة القائمة والوصية على تطبيق المخططات، مع مختلف الهيئات المحلية التابعة لها.
وقد عرف هذا المخطط وضع أولويات واتجاهات أساسية بهدف، تدعيم الهياكل الأساسية وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية .ويعود هذا التخصيص للنتائج الايجابية عموما والمحققة من خلال المخططين السابقين ،وقد كان اهتمام المخطط بما يلي: ( )
1- تدعيم القطاع الاجتماعي:
لقد تم الاهتمام بالجانب الاجتماعي للأفراد بصفة عامة ،وبالعمال القائمين على المؤسسات الإنتاجية بصفة خاصة، وذلك لخلق التوازن وتلبية الحاجيات الأساسية بينهم.
حيث عرفت هذه المرحلة المواصلة في تنمية وتطوير القطاع الفلاحي وتدعيم الثورة الزراعية ومحاولة علاج الاختلالات التي عرفها هذا القطاع كما سبق الإشارة إليه سابقا.
وذلك من خلال وضع هيكل تنظيمي للثورة الزراعية لمواجهة الاحتياجات المستجدة والتسيير الجيد لهذا القطاع الذي يلعب دور مهم في إشباع الحاجات الأساسية من أغذية مختلفة لتغطية الطلب المتزايد لأفراد الشعب الجزائري.
كما عرفت هده المرحلة بداية لتطبيق اللامركزية وذلك من أجل تحقيق التوازن الجهوي والتحكم الجيد في تخصيص الموارد المتاحة .
واتسمت هذه المرحلة كذلك بربط العلاقات مع دول العالم الثالث ودول المغرب العربي، وذلك لمحاولة إنشاء علاقات اقتصادية تعود بالفائدة على المجتمع.
كما تلعب المجالس الشعبية المحلية دور مهم في تمثيل المناطق، والعمل مع السلطة الوصية على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ،وخلق جو من التوازن بين مختلف المناطق.
2- القطاع الصناعي:
كما عرفنا في المخططات السابقة فإن القطاع الصناعي أو القطاع المنتج مباشرة، كان أول الأولويات التي خصصت لها الدولة أكبر حصة من الاستثمارات الكلية، وذلك لمواصلة بناء الهيكل الصناعي المتمثل في مختلف المؤسسات العمومية الاقتصادية تحت وصاية السلطة المركزية بتفويض للسلطات اللامركزية وفق قوانين وتنظيمات تقوم السلطة الوصية على السهر على تطبيقها.
حيث تم تخصيص اعتماد مالي للقطاع الصناعي قدر بـ 48.00 مليار دج، بينما كانت الاستثمارات الفعلية لهذا القطاع هي 74.15 مليار دج .
3- تنمية قطاع الهياكل الأساسية
كما سبق في المخططات السابقة فإن القائمين على تخصيص الاستثمارات قد رتبوا هذا القطاع الأساسي في المرتبة الثانية من حيث الاستثمارات الخاصة بالمخطط الرباعي الثاني وذلك تكملة للسياسة التنموية المعتمدة من الدولة، حيث قدر الاعتماد المالي لهدا القطاع بـ 32.27 مليار دج بينما كانت الاستثمارات الفعلية في نهاية مدة المخطط مقدرة بـ 24.50 مليار دج.
وكانت هذه الاستثمارات تتمثل أساسا في التربية والتكوين، شبكة النقل ،المناطق الصناعية والحالة الجوية ،السكن ، واستثمارات أخرى .
حيث تميز هذا المخطط بإعطاء الأولوية لقطاع التربية والتكوين ويليه قطاع السكن وذلك يظهر التوجه الأساسي للدولة التي تعمل على تحسين مستوى أفراد الشعب من حيث التعليم والتكوين ومحاولة مسايرة طلبات السكن لمختلف الأفراد . : ( )

4- تنمية قطاع خدمات الإنتاج:
وقد حظي هذا القطاع الوسيط الذي يلعب دور مهم في الربط بين مختلف قطاعات الإنتاج ويخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تم تخصيص اعتماد مالي مقدر بـ 10.50 مليار دج، وقد بلغت الاستثمارات الفعلية فيه مبلغ 10.22 مليار دج، وكانت هذه الاستثمارات تتمثل أساسا في:مؤسسات البناء والأشغال ،السياحة، النقل ،المواصلات السلكية واللاسلكية،التخزين والتوزيع .
وكما امتاز كذلك المخطط الرباعي الثاني عن سابقيه بالاهتمام الكبير وبالخصوص تنمية المؤسسات الصناعية، وعدم الاعتماد على قطاع المحروقات كمورد ، وحيد كما عرف تطور معتبر في تهيئة المناطق الصناعية التي تعتبر المحور الهام لسير المؤسسات الاقتصادية ، وتم إعطاء الأولوية للتصنيع في إطار سياسة الصناعات المصنعة والاعتماد على الصناعات الثقيلة والتحويلية، وتم تدعيم الصناعات المتوسطة المحلية والصناعات الصغيرة ، لتطويرها والنهوض بها لمسايرة النمو الاقتصادي الجيد الذي عرفته هذه المرحلة.
كما ركز هذا المخطط على تنمية قطاع الخدمات الأساسية ، بتطوير وتنمية شبكة السكك الحديدية والطرق والموانئ، وشبكة التوزيع الاجتماعية ،المتمثلة في البنية التحتية الاجتماعية من كهرباء ،غاز وماء ، وتطوير مختلف الإدارات الخدماتية لتلبية حاجيات الأفراد وترقية مستوى المعيشة، وكذلك تم الاهتمام بالتعليم والتكوين وتطويرهما، لمسايرة المستجدات ولمحو الأمية ،والتحكم في سير القطاع المنتج الذي يعتمد على المؤهلات البشرية.
كما تم اعتماد مجانية الطب والتعليم وخلق التوازن الجهوي وذلك في إطار نظام المجتمع الاشتراكي، حيث ارتفع مستوى الدخل الفردي من 1793 دج سنة 1974 إلى 2570 دج مع نهاية سنة 1977.
كما لعبت السلطات اللامركزية المحلية دور مهم نظرا للصلاحيات التي استفادت منها خلال تطبيق هدا المخطط مما سهل التحكم في تسيير استثمارات المخطط الرباعي الثاني.
وكذلك مخططات التنمية الولائية والبلدية ،التي كانت للسلطة الوصية مسؤولية تطبيقها وتنظيمها ومراقبتها وتقليل العبء على السلطة الوصية ( .)
الجدول الأول(01):نصيب برامج التنمية المحلية من استثمارات للمخطط الرباعي الثاني
الوحدة:مليار دينار جزائري
البيان المخطط الرباعي الأول
الصناعة التحويلية 4.01
السياحة 1.5
النقل 6.49
المواصلات السلكية و اللاسلكية 1.51
التخزين و التوزيع 1.00
شبكة النقل 3.09
المناطق الصناعية 0.70
السكن 8.30
التربية و التكوين 9.95
الصحة و الحماية الاجتماعية 1.905
الهياكل الأساسية الإدارية 1.399
المخططات البلدية للتنمية -
برامج خاصة -
استثمارات أخرى 10.32
المجموع 110.22

المصدر:وزارة التخطيط و التهيئة العمرانية"حصيلة تنفيذ المخططات الوطنية" من إعداد الباحث
المرحلة التكميلية (1978إلى 1979)
لم تكن هناك أي خطة للسنتين 1978 و 1979 بل اكتفت هذه المرحلة بتنفيذ المشاريع التي لم يتم انجازها من المخططين الرباعي الأول و الرباعي الثاني و ذالك بإنهاء انجاز عمليات ترميم و إصلاح المناجم منها منجم جبل العنق للفوسفات و منجم الكاولين و منجم الفحم في بشار( )
كان معدل نمو الاستثمارات أكثر من 50 % في نهاية المخطط الرباعي الثاني ، في حين أن المعدل المتوسط للفترة 1967/1978 بلغ حوالي 35 % و هذا يدل على معدل استثمار متزايد.
أدت هذه السياسة إلى إنشاء العديد من المركبات الصناعية الضخمة ، امتصاص البطالة ، تحسين مستوى المعيشة ، تحسين مستوى التعليم ، ارتفاع أمل الحياة و انخفاض حدة انتشار الأمراض المعدية و الأوبئة بفعل سياسة الطب المجاني .لكن كان هذا بتكاليف كبيرة إذ لم يتعدى معدل استعمال الطاقات الإنتاجية 40% في المتوسط .
1- أسباب هذا الاستعمال الضعيف لطاقات الإنتاج ترجع إلى :
• أستعمال التقنيات الحديثة مع انعدام الكفاءات البشرية للتحكم فيها .
• تعقد المهام (نتيجة الحجم الكبير) مثل التكوين، التسويق و التمويل و الصيانة.
• اختيارات التكنولوجيا المستوردة غير ملائمة للبنية الاجتماعية و الاقتصادية الجزائرية ، أي استزاد تقنيات حديثة متكاملة و معقدة لم تكيف مع الواقع الجزائري ، و لم تهيأ لها شروط النجاح في المجتمع الجزائري ( )
2- حيث بلغ باقي الانجاز في نهاية عام 1977 مبلغ 190.07 مليار دج، باعتبارها تمثل تكاليف البرامج الاستثمارية الباقية من المجموع المسجل في إطار هذا المخطط، وقد تم تأجيل المخطط الخماسي الأول إلى سنة 1980 للظروف السياسة المتصلة بعقد المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني وعقد المؤتمر الاستثنائي.
• مميزات البرامج الاستثمارية المدرجة سنة 1978 والتي امتدت إلى 1979:
o أن حجم كبير من البرامج والمقدرة آنذاك بـ 190.07 مليار دج تشكل باقي البرامج التي لم تكمل من المخطط الرباعي الثاني.
o عدد من هذه البرامج خضع لإعادة التقييم نظرا للتغيرات الحادثة في الأسعار الناتجة عن الأزمة الاقتصادية الدولية في العالم الرأسمالي والتي يمكن وصفها بالركود المقترن بالتضخم.
o تسجيل برامج استثمارية جديدة لمواجهة الحاجات الجديدة للتنمية .
وبالتالي فإن مجموع تكاليف برامج الاستثمارات المسجلة والمعاد تقييمها عام 1978 هي 95.63 مليار دج. ( .)
الجدول الأول (01):يوضح المبالغ الإجمالية للقروض المخصصة للاستثمارات و استهلاكها و ما لم ينجز منها حسب فروع النشاط لغاية 31 ديسمبر 1978
الوحدة: 100 دينار جزائري
فروع النشاط المقدار الموجود الاستهلاك ما بقي لغرض الانجاز نسبة الإنفاق
المحروقات و الصناعات القاعدية 116 63 47 57%
صناعات المنجمية 88 49 39 56%
صناعات أخرى تحويلية 33 10 23 33%
الطاقة 16 09 07 56%
المجموع 247 131 116 53%

المصدر: عبد العزيز وطبان،مرجع سبق ذكره،(ص124)
الجدول يوضح أن نسبة الانجاز لم تتجاوز 53% من التخصصات طوال فترة المخططات التنموية و هذا يعني بالتأكيد أن هذه المشاريع التي لم تنجز ستزداد كلفتها فلا بد من وضعها في حيز الإنتاج تدرج ضمن المخططات المستقبلية و هذا ما دفع الجهات المعنية أن تبقى السنتين 1978 و 1979 بلا تخطيط بهدف انجاز ما بقي أو حذف و إلغاء المشاريع التي أصبح انجازها غير ضروري




خاتمة عامة:
تعتبر سياسة التخطيط الأداة الوحيدة لوضع أسس سياسية فعلية الاستثمار وبرنامج سريع للتنمية فقبل 1965م حكم بن بلة وكان التخطيط مقتصرا على إعداد ميزانيات التجهيز السنوية والمخططات القصيرة المدى المعروفة بالقوانين المالية وخلال هذه المرحلة حكم الرئيس الراحل هواري بومدين وطلبت السلطات الجبهة من هيئة التخطيط المركزية السوفياتية وضع خطة طويلة المدى للتنمية الاقتصادية 1965م-1980م تمتد على 15 سنة وقبلت هذه الخطة من قادة الجبهة ۄلقد تطور الاقتصاد الجزائري بالمخططات التنموية حيث عرف المخطط الثلاثي الأول بما قبل التخطيط وأعطى الأولوية للاستثمار في الصناعات الثقيلة لا سيما قطاع المحروقات أما المخطط الرباعي الأول فقد اختارت الجزائر نمو غير متوازن حيث استحوذت الصناعة على أكبر حصة من الاستثمارات أما بالنسبة للمخطط الرباعي الثاني فقد تزامن مع ارتفاع غير متوقع لأسعار البترول ولقد نتج من خلال هذه المخططات التنموية نتائج ايجابية مسجلة مابين 1967م-1979م حيث كانت النتائج القطاعية الايجابية مقارنة مع عامل الاستثمار والإنتاج متفاوتة حسب طبيعة مختلف القطاعات فخلال هڏه الفترة الممتدة من 1967م -1979م فان الصناعة قد حصدت نسبة 55%من الاستثمارات وسجلت القيمة المضافة نموا معتبرا قدرب 16%إلا أن 3/4 هو عبارة عن النمو الڏي جاء من قطاع المحروقات المستفاد من التغيرات الطارئة على أسعار البترول إلى جانب النمو الذي عرفه كل قطاع البناء و الأشغال العمومية ومن خلال هذه الفترة فان بنية الناتج الوطني الخام قد عرفت تغيرات معتبرة حيث أن نصيب الزراعة من هڏا الناتج انتقلت من 8.30% سنة 1964م إلى 20.70% سنة 1973م أما الصناعة انتقلت من 35.20%إلى 44.10%أما قطاع الخدمات فقد انتقل نصيبه من 40%إلى 48%
-




مقدمة عامة :
- يعتبر التخطيط من أهم الوسائل والأدوات التي تعتمدها الدول كسياسة لتحريك اقتصادها من أجل الوصول إلى تحقيق أهداف التنمية وبالتالي فان نشأة تخطيط التنمية يرتبط في أدبيات التنمية بحركات الاستقلال خاصة في أعقاب الحرب العالمية الثانية , فظهرت في الوجود سواء في المستعمرات أو الدول المستقلة ولقد تجلت أكثر في خطة إعادة بناء الحرب قي أوروبا ومن هنا بدأ الفكر الاقتصادي الوطني يتعمق مع الاستقلال السياسي الذي ظهر مع الحرب التحريرية وذلك بالتركيز حول مشاكل التخلف والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي جاء حول ميثاق طرابلس عام 1962م ثم ميثاق الجزائر 1964م ومن هنا نطرح الإشكالية التالية ماهي سياسة التخطيط ؟







وللإجابة على هذه الإشكالية فان سياسة التخطيط هي :
عبارة عن الأداة الوحيدة لوضع أساسية فعلية الاستثمار وبرنامج سريع للتنمية .
الأسئلة الفرعية:
1- عرف سياسة تخطيط ؟ وماهي مختلف شروطها ؟
2- ماهي مختلف التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ؟
3- كيف يكون تطور الجهاز المصرفي ؟
4- كيف تطورت المخططات التنموية؟
وللإجابة على هذه الأسئلة نتطرق إلى :
- تعتبر سياسة التخطيط الأداة الوحيدة لوضع أسس سياسية فعلية الاستثمار وبرنامج سريع للتنمية فطلبت الجبهة من هيئة التخطيط السوفياتية GOSPLAN وضع خطة طويلة المدى للتنمية الاقتصادية 1965م-1980
تتمثل شروط سياسة التخطيط تشكيل القطاع الخاص في هيكل الإنتاج وزنا معتبرا هو في المتوسط العام 45% بالنسبة لحجم القوة العاملة ويتمثل أيضا في ضعف التحكم في الإحصائيات الدقيقة عن المواد الانتاجة المالية و المادية و البشرية و الطبيعية للمجتمع و يرجع هذا الضعف إلى عدم توفر الدولة على الجهاز الإحصائي المنظم و القوي القادر على حصر و تصنيف هذه المواد مع العلم أن أرقامها ضروري جدا للتخطيط.وتتمثل أيضا في الافتقار لجهاز تخطيط المركزي قوي و ذوي سلطة اقتصادية عامة على جميع المصالح الدولة و المؤسسات الأخرى في المجتمع .
- تتمثل مختلف التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية
بالنسبة لتطور السياسي فلقد تكونت هيئة تنفيذية مؤقتة تسهر على تسيير البلاد إلى غاية يوم الاستفتاء سنة 19مارس 1962م. وخلال هذه الفترة عقد المجلس الوطني للثورة الجزائرية دورة في طرابلس خلال شهر جوان 1962 وفي هذه الدورة تم انتخاب مجلس تأسيسي تسلم السلطة من الهيئة التنفيذية المؤقتة في سبتمبر 1962 وقام بدورة على تعيين أول حكومة جزائرية برئاسة أحمد بن بلة الذي حكم البلاد إلى غاية 19 جوان 1965 وفترة حكمه عرفت عدة تطورات سياسية
أما التطور الاقتصادي لقد تميز اقتصاد الجزائر بعدة خصائص سلبية
وذلك خلال السنوات التي سبقت استسلام الاستعمار وتحقيق الجزائر لاستقلالها ومن هذه الخصائص نجد
• تمركز المنشآت الصناعية في مناطق جغرافية محدودة لا تخدم سوى جزء صغير من البلد.
• الأراضي الزراعية الخصبة كانت ملكا لفئة صغيرة تتمثل في المعمرين وعدد من الملاك الكبار الجزائريين الموالين للاستعمار
- أما التطور الاجتماعي والثقافي فقد تحصلت الجزائر على استقلالها ورث الشعب الجزائري عن الاستعمار الفرنسي وضعا اجتماعيا وثقافيا مزريا فعقب الاستقلال كان الوضع الاجتماعي والثقافي على النحو التالي :
• حوالي 2 مليون جزائري عاطل عن العمل وضمن هؤلاء العاطلين يوجد 120 ألف مجاهد كان لهم الدور الفعال خلال حرب التحرير فكيف يتم دمجهم في الحياة الاجتماعية وإمكانيات الدولة الضعيفة
.
• وفي المجال الصحي نقص الإطارات ( الأطباء و الممرضون) بالإضافة إلى قلة المرافق الاجتماعية الصحية.
- تطور الجهاز المصرفي عند ورث الجزائر غداة الاستقلال نظام مصرفي واسع للأجنبيين و قائم على أساس الاقتصاد الليبرالي الحر الذي أدى إلى بناء نظام حالي و نقدي ملائم لأجل تلبية احتياجات تمويل المؤسسات وورثت الجزائر كذالك عن الاستعمار الفرنسي نظاما بنكيا يضم أكثر من 20 بنكا و تمثلت السياسة المالية الجزائرية في تأميم الشبكة الصرفية و تأسيس نظام بنكي وطني يخضع لهيمنة الدول بتمويل التنمية الاقتصادية الشاملة للبلاد كرد فعل لرفض البنوك الأجنبية القيام بالتمويل الاستثماري الجزائري و أمام عجز البنك المركزي عن التحكم في تلك البنوك ثم اتخاذ قرار تأميم البنوك الأجنبية .




- لقد تطورت المخططات التنموية في عدة مخططات من بينها :
1/ مخطط الثلاثي الأول 1967م-1969م ولقد عرف هذا المخطط بما قبل التخطيط وأعطى الأولوية للاستثمار في الصناعات الثقيلة لا سيما قطاع المحروقات
2/المخطط الرباعي الأول 1970م-1973م وهنا اختارت الجزائر النمو غير متوازن حيث استحوذت الصناعة على أكبر حصة من الاستثمارات
3/ المخطط الرباعي الثاني 1974م-1977م وهنا تزامن مع ارتفاع غير متوقع لأسعار البترول









قائــــــــمة المــــراجع

باللغة العربية

* تطور الجزائر1962م 2004م منتدى مهندس الجزائر
*أحمد هيني ٳاقتصاد الجزائر المستقلة ,ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر1991 (ص26)
*عبد العزيز وطبان الاقتصاد الجزائري ماضيه وحاضره 1830م-1985م دار النشر الديوان للمطبوعات الجامعية بن عكنون طبعة الأولى( ص 186)
*عزيوز تيدادني مخطط رباعي شركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر ص( 31-32)

باللغة الأجنبية
1-www.etudiantdz.com/vb/
2- Islam fin .go-forum.net /montada…/topic-17
3- www.d.scribd.com/docs/dudrwaesuhxm7sqoecp.pdf
4-www.mckadi.infrance.com

ملخص البحث
نستنتج من خلال ما سبق أن التنمية المركزية هي عبارة عن التخطيط المركزي حيث أن سياسة التخطيط هي عبارة عن الأداة الوحيدة لوضع أسس سياسية فعلية الاستثمار وبرنامج سريع للتنمية فلقد حكم بن بلة سنة 1965م وفي ذلك الوقت كان التخطيط مقتصرا فقط على إعداد ميزانيات التجهيز السنوية والمخططات القصيرة المدى التي تعرف بالقوانين المالية وفي هذه المرحلة حكم هواري بومدين فطلبت الجبهة من هيئة التخطيط السوفياتية وضع خطة بالتعاون مع مخططين الجبهة وخطة طويلة المدى للتنمية الاقتصادية أما عن نشأة التخطيط فيرتبط التخطيط في أدبيات التنمية بحركات الاستقلال ولقد اهتمت بقضايا التنمية الاقتصادية وتأكدت البلدان النامية من أهمية التخطيط كسياسة ووسيلة لإحداث التغيرات الهيكلية الأساسية في بنية اقتصادها فشمل أسلوب التخطيط مجمل هذه البلدان ورحبت بالعديد من الخطط الإنمائية وطبقتها على أرض الواقع وسائر بلدان العالم بأسره إلا أن تسلك أسلوب التخطيط الذي تراه يخدم أهدافها وتتمثل أساليب التخطيط في ممارسة عملية التخطيط الاقتصادي ، كأسلوب وسياسة هادفة إلى تنمية اقتصاد البلد و ينطوي على العموم قالب وأسلوب تخطيطي معين وسنتناول على الأقل أساليب التخطيط المعروفة من خلال الممارسات العملية والميدانية التي تتبنأها الدول مثل التخطيط المركزي والتخطيط اللامركزي والذي ينقسم من زاوية إعداد وتنفيذ الخطة ، إلى تخطيط مركزي وآخر غير مركزي فيتمركز التخطيط المركزي على جميع عمليات إعداد الخطة تحت سيطرة التخطيط المركزي أما التخطيط اللامركزي فان إجراءات الخطة تتم من القاعدة حيث يتم إعداد الخطة بالتشاور مع مختلف الوحدات الإدارية وللتخطيط شروط تتمثل في تشكيل القطاع الخاص في هيكل الإنتاج وزنا معتبرا وتتمثل أيضا في ضعف التحكم في الإحصائيات الدقيقة عن المواد الإنتاجية والمادية والبشرية والطبيعية للمجتمع ويتمثل أيضا في الافتقار لجهاز تخطيط مركزي قوي وللتخطيط أهداف إستراتيجية تنموية عملت على تحقيق جملة من الأهداف تتمثل أهميتها في تحقيق الاستقلال الاقتصادي وذلك بتدعيم الصناعة الوطنية وتتمثل أيضا في ترقية العلاقات البنيوية لفروع الاقتصاد الوطني وتحسين مستوى حياة الشعب الجزائري ولتحقيق هذه الأهداف تم الاعتماد على وسيلة التخطيط المركزي في الإدارات لتوجيه الاقتصاد وهذا بالاعتماد على التخطيط المركزي بالمفهوم الاقتصادي وهو بديل اقتصاد السوق وبالاعتماد على الشبه الكلي على قطاع الصناعة وكذلك بالاعتماد على التدخل الواسع في الحياة الاقتصادية في مجال الإنتاج والتوزيع ولقد شمل التخطيط على عدة تطورات من بينها التطور السياسي والاقتصادي حيث تمثل التطور السياسي في تكوين هيئة تنفيذية مؤقتة تسهر على تسير البلاد إلى غاية يوم الاستفتاء أما التطور الاقتصادي فقد تميز اقتصاد الجزائر بعدة خصائص سلبية من أهمها تمركز المنشآت الصناعية في مناطق جغرافية محدودة لا تخدم سوى جزء صغير من البلد و الأراضي الزراعية الخصبة التي كانت ملكا لفئة صغيرة تتمثل في المعمرين وعدد من الملاك الكبار الجزائريين الموالين للاستعمار أما من ناحية التطور الاجتماعي الثقافي فكان الشعب الجزائري يعيش وضعا مزريا فعقب الاستقلال كان الوضع على النحو التالي 2مليون جزائري عاطل عن العمل أما في المجال الصحي فكان نقص الإطارات أما في مجال السكن فان ألاف القرى دمرت والجزائر عرفت نزوحا ريفيا وعودة الجزائر إلى الجزائر أما من ناحية تطور الجهاز المصرفي فلقد عرف التمويل في الجزائر تغيرات هامة من بينها تأسيس بنك مركزي وتأسيس بنك جزائري للتنمية وقطاع التأمين وبنك جزائري شعبي ,لقد تطور الاقتصاد الجزائري ما بين 1966م-1979م وعرف بالمخططات التنموية ولقد عرف المخطط الثلاثي 1967م-1969م بما قبل التخطيط وأعطى الأولوية للاستثمار في الصناعات الثقيلة وكان هدف هذا المخطط هو تأميم الثروة الطبيعية و سيطرة الدولة على نشاطات الاقتصادية و تحضير الوسائل المادية و البشرية أما المخطط الرباعي الأول فكان ما بين 1970م-1973م وهنا اختارت الجزائر نمو غير متوازن حيث استحوذت الصناعة على أكبر حصة من الاستثمارات و عملت الدولة على تنميتها ودعمها للوصول إلى تحقيق الاستقلال الحقيقي من مختلف جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية و للوصول إلى الاستقلال تم تحديد أهداف هذا المخطط الرباعي الأول والذي تتمثل في إنشاء صناعات قاعدية لتسهل فيما بعد إنشاء صناعات خفيفة ورصد مبالغ مالية أما المخطط الرباعي الثاني فكان مابين 1974م-1977م وهنا تزامن مع ارتفاع غير متوقع لأسعار البترول ولقد نتج عن هذه المخططات التنموية نتائج ايجابية مسجلة ما بين الفترة 1967م -1979م حيث حصدت الصناعة نسبة 55% من الاستثمارات وسجلت القيمة المضافة نموا معتبرا .

محب بلاده
2012-02-22, 13:10
اسم العضو :..............free love ................

الطلب :.......................الاقتصاد الجزائري خلال مرحلة التخطيط المركزي 1976 1979..............

المستوى :..........................سنة اولى جامعي حقوق.......

أجل التسليم :..................لو ممكن يكون غدا..........

جامعة التكوين المتواصل
السنة الأولى
قانون العلاقات التجارية الدولية
مقياس : السياسات الاقتصادية الجزائرية
الدكتور: عبد الكريم بن أعراب


الجزء الأول
الجزائر غداة الإستقلال

1- الوضعية الإقتصادية والإجتماعية والسياسية للمجتمع الجزائري غداة الإستقلال
الوضعية الإقتصادية والإجتماعية والسياسية للمجتمع الجزائري غداة الإستقلال لا تختلف عن وضعية الشعوب التي نالت إستقلالها بعد كفاح مرير. الشعب الجزائري هو شعب كافح قرنا وثلاثين سنة ودفع ثمنا غاليا لاسترجاع سيادته وكرامته.
الوضعية الإقتصادية والإجتماعية والسياسية التي ميزت الفترة التي تلت الإستقلال أقل ما يقال عنها أنها مزرية، متدهورة، وغير قارة. سأحاول أن ألخص لكم هذه الوضعية.
1-1- الوضعية الإقتصادية : إن الوضعية الإقتصادية للمجتمع الجزائرس يمكن فهمها من الأفكار الرئيسية الأتية والتي وردت في ميثاق الجزائر 1964.
ا- تخلف لم يحل.
ب- ثنائية إقتصادية (في قطاع الزراعة خاصة).
ج- إقتصاد ضعيف.
د- إقتصاد مسيطر عليه.
ه- تبعية مالية.
هكذا وصفت الوضعية الإقتصادية للمجتمع الجزائري في المواثيق الرسمية. سأشرح كل فكرة من هذه الأفكار بإيجاز.
ا- تخلف لم يحل (بضم الياء):المفصود من هذه العباري أن حالة المجتمع الجزائري كانت تعاني قضية التخلف من قبل. التخلف يقصد به التأخر عن ركب التقدم الملموس لدى شعوب أخرى التي استطاعت أن تحقق مستويات عالية نسبيا من الرغاهية. المجتمع الجزائري، بعد الإستقلال، في حالة تخلف ولم توجد حلول أنية لهذا التخلف. المجتمع كان بعيدا عن مستويات الرغاهية المسجلة لدى شعوب أخرى.
ب- ثنائية إقتصادية: يقصد بالثنائية الإقتصادية وجود قطاعين، قطاع حديث وقطاع تقليدي، في نفس الوقت وفي نفس المكان. الوراعة الجزائرية عرفت هذه الظاهرة غداة الإستقلال بوجود قطاع عصري يستعمل الوسائل الحديثة كالجرارات والماكنات والأسمدة، وطرق إنتاج عصرية، ويمتلك أراضي خصبة. وقطاع تقليدي، يستعمل أدوات بسيطة كالمحراث الخشبي والفأس والأسمدة الطبيعية، ويمتلك أراضي ذات خصوبة ضعيفة.
ج- إقتصاد ضعيف: يمكن تقدير ضعف الإقتصاد، غداة الإستقلال، من زاوية حجم الإنتاج في قطاعي الزراعة والصناعة الذي كان ضعيفا لا يلبي حاجيات المجتمع. كما يمكن قياس هذا الضعف من زاوية حجم البطالة والهياكل القاعدية القليلة وغياب صناعة ثقيلة. إقتصاد الجزائر في 1962 لم تكن لديه قاعدة متينة يرتكز عليها.
د- إقتصاد مسيطر عليه: هذا أمر طبيعي لأن الإستقلال لا يعني القطيعة التامة مع المستعمر الذي جعل من إقتصاد الجزائر إقتصادا تابعا. الإنتاج كان موجها بالدرجة الأولى إلى حاجيات وخصوصيات الفرنسيين كزراعة الكروم لإنتاج الخمور. مسيطر عليه كذلك يعني أن ميزان التجارة في صالح فرنسا. مسيطر عليه يعني أيضا أن القرار ليس بيد الجزائريين.
ه- تبعية مالية: هذه التبعية تظهر جليا في كون المجتمع الجزائري بقي يتعامل بالفرنك الفرنسي حتى سنة 1964. بالإضافة إلى النظام المصرفي والمالي الموروث عن المستعمر والذي أنشئ ليخدم المصالح الفرنسية.
بالإضافة إلى هذا الوصف الذي ورد في ميثاق الجزائر 1964 يمكن ظأن نضيف بأن الوضعية الإقتصادية اتسمت بحالة الشغور التام، الذي تولد نتيجة هجرة المعمرين الذين كانوا يديرون المزارع والورشات. حالة الشغور التام أدت إلى ظهور مصطلح تم تداوله مطولا ويسمى بالأملاك الشاغرة " les biens vacants " . الوضعية الإقتصادية المعروضة بشكل جد وجيز تخبرنا بالحالة الصعبة والمعقدة التي تضاف إليها وضعية إجتماعية ليست بأقل من ذلك.
1-2- الوضعية الإجتماعية : الوضعية الإجتماعية وصفت بالمزرية والخطيرة. البطالة مثلا تفشت بشكل مذهل حيث وصل عدد البطالين إلى مليونين كما بلغ عدد الذين ليست لهم موارد مالية بمليونين وستمائة ألف (2600000) . المجتمع الجزائري بعد الإستقلال عرف ظواهر أخرى خطيرة كالأمراض المعدية و المعطوبين وذةي العاهات وعودة اللاجئين بدون مأوى. كما سجلت قلة الموارد اللازمة للحياة كمياه الشرب ومجاري التصريف والكهرباء. أما قطاعي الصحة والتعليم لم يكونا في مستوى حاجيات الشعب. الوضعية الإجتماعية إذن معقدة، مزرية، متدهورة، ومنبئة بإمكانية إنفجار الوضع العام. لكن الوضع لم يقتصر على هذا فقط بل تعدى إلى ظروف سياسية اتسمت بالصراع.
1-3- الظروف السياسية: الظروف السياسية ميزتها الصراعات حول نمط بناء الدولة ومختلف مؤسساتها، هذه الإختلافات والصراعات والتباينات أدت إلى إنزلاقات ومجابهات كادت، لولا الحكمة، أن تدخل البلاد مرة أخرى في دوامة الحروب.
الوضع الداخلي المتدهور زادته خطورة محاولات التدخل الأجنبي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
تلك إذن هي الظروف المتشابكة والمعقدة التي ورثها المجتمع الجزائري. الوضع في الجزائر غداة الإستقلال لم يختلف عن الأوضاع المعروفة في البلدان المستقلة حديثا. نيل الإستقلال السياسي وحده غير كاف لإقامة دولة قادرة على تسيير شؤون الشعب و تلبية حاجياته.
2- السياسة الإقتصادية الجزائرية بين 1962-1965 .
هجرة المعمرين للمزارع و الوحدات الصناعية و هجرة الفنيين و الإطارات خلقت وضعا في غاية من الصعوبة و التعقيد. هذه الوضعية تكون قد أثرت في اتخاذ القرارات الأولى للجزائر المستقلة.
الفترة 1962-1965، فترة إتسمت بمحاولة تشغيل الوحدات الصناعية و التجارية و المزارع. أول سياسة إقتصادية وضعت هي إنتهاج نظام التسيير الذاتي وهو أول شكل من أشكال التسيير التي عرفتها المنظومة الإقتصادية الجزائرية.
الإستثمارات إقتصرت على الميزانيات السنوية للتجهيز. بروز نية تنظيم هياكل الدولة مع محاولة إسترجاع السيطرة على المؤسسات المالية و الثروات الطبيعية تبعتها سلسلة من التأميمات فيما بعد. مفهوم التخطيط لم يأخذ أبعادا أكثر من البرامج السنوية.
علي الصعيد السياسي اعتبرت القرارات المتخذة تطبيقا لنموذج إشتراكي. لكن هذا النموذج الذي ارتكز أساسا على التسيير الذاتي أنتقد بشدة في 19 جوان 1965 ووصف بالإشتراكية العشوائية.
يمكن أن نلخص السياسة الإقتصادية لهذه الفترة في المحاور الأتية:
1- نظرا لحالة الشغور التام التي ميزت المزارع والمصانع والورشات بعد هجرة المستعمرين لها، قامت الدولة بالإجراءات الأولى المستعجلة المتعلقة بتشغيلها. نظام التسيير الذاتي هو الذي اختير كنهج لتسيير هذه الوضعية. التسيير الذاتي كان قد طور في يزغسلافيا الإشتراكية.
2- قامت الدولة بسن مجموعة مراسيم سميت بمراسيم مارس 1963
3- في مجال السياسات الإقتصادية لم تكن هناك مخططات طموحة ما عدا البرامج السنوية.
4- هشاشة النظام السياسي القائم والصراعات القائمة حول مفهوم الدولة أدت إلى تغيير نظام الحكم حيث اعتلى بومدين السلطة وأطيح بأحمد بن بلة. عملية التغيير محل جدال قائم فيما إذا كانت انقلابا عسكريا أو تصحيحا ثوريا.
5- وصف بيان 19 جوان 1965 السياسة الإقتصادية بأنها اشتراكية عشوائية واقترح قيام منظومة سياسية تقوم على مبدأ الإشتراكية العلمية.
الجزء الثاني
السياسات الإقتصادية للفترة 1966-1979.

يمكن تناول السياسات الإقتصادية الجزائرية خلال الفترة 1966-1979 من زاويتين: الزاوية الأولى تتعلق بالأطر النظرية التي اعتمد عليها نموذج التنمية الجزائري، والزاوية الثانية تتعلق بالنمزذج الجزائري للتنمية وإنجازاتة.
2-1-النموذج الجزائري للتنمية.
يقوم النموذج الجزائري للتنمية على ركائز يمكن تلخيصها فيما يلي:
أ‌- الركيزة الأولى تتمثل في سياسة استرجاع الثروات الوطنية وهو ما نلتمسه من سلسلة التأميمات التي قامت بها الجزائر.
ب‌- الركيزة الثانية تتعلق باختيار الجزائر للمنهج القائم على التخطيط المركزي، المخطط الثلاثي 1967-1969 ثم مخططين رباعيين 1970-1973 و 1974-1977 .
ت‌- الركيزة الثالثة تتمحور حول التصنيع، بمعنى الإرتكاز على إقامة صناعة قوية. السياسة الجزائرية ارتكزت على نموذج الصناعات المصنعة.
لكي نفهم أكثر طبيعة وفلسفة النموذج الجزائري ارتأينا أن نعرض معنى التصنيع ومكانته في نظريات التنمية وذلك على المستوى العاالمي قبل دراسة وتحليل لبنموذج الجزائري.
2-2- حركة التصنيع في العالم
عملية التنمية عملية معقدة تختلف من مجتمع لآخر نظرا للإختلافات في التاريخ و العادات و القيم الأخلاقية و الروحية و الإجتماعية، و الثقافات و السلوك الحضاري. الجدال الذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية حول أهم و أقصر طريق لتحقيق معدلات نمو عالية و الخروج من دائرة التخلف و محاربة البؤس و الفقر، لم يتوج بإتفاق بين منظمي التنمية حول النموذج الأمثل الذي يجب إتباعه. هل الإعتماد على ترقية القطاع الزراعي ؟ أم الإعتماد على إنشاء قطاع صناعي قوي ؟ هل الإعتماد على الصناعات الثقيلة أم الإعتماد على الصناعات الخفيفة ؟ أم الإعتماد على قطاع الخدمات ؟، من أجل تحقيق تنمية عاجلة و سريعة خاصة في البلدان النامية و المستقلة حديثا.
البحث في مكانة التصنيع في عملية التنمية يقودنا إلى البحث عن تاريخ التصنيع في العالم ثم معرفة مكانة التصنيع في نظريات التنمية ثم مكانة التصنيع في النموذج التنموي الجزائري. هذا يسمح لنا بمعرفة المكانة التي حظي بها التصنيع و قطاع الصناعة و كذلك التأثيرات التي تكون قد أقنعت المسؤولين الإقتصاديين الجزائريين بالإستثمار المكثف في قطاع الصناعة، كما يسمح لنا من خلال الأحداث التاريخية المشار إليها من معرفة البلدان التي سبقت و إن إعتمدت على التصنيع و ما حققته من نتائج، و التي يمكن أن تكون المرجع الذي أدى بالجزائر أن تحذو حذوها.
البحث في تاريخ التصنيع يقودنا إلى القرن الثامن عشر لما عرف به من إختراعات و إكتشافات و كذلك ما إتفق على تسميته بالثورة الصناعية التي مرت بعدة مراحل، كانت بدايتها ثورة الحديد و الفحم و ما عرفته من تطورات خلال الفترة ما بين 1780و1850، تلتها مرحلة ثانية هي ثورة الفولاذ و الكهرباء خلال الفترة الممتدة بين 1850و1914.
الثورة الصناعية إرتبطت بقارة أوروبا، لكن الأمم الأروبية لم تعرف التصنيع في آن واحد بل كان التطور متباين و بوتيرة مختلفة من دولة لأخرى.
إنجلترا تعرف بمعهد الثورة الصناعية، على الرغم من إختلاف المؤرخيين في تاريخ بداية التطور الصناعي بهذا البلد (بين 1740 و السنوات الأولى للقرن الثامن عشر) إلاأنها تعتبر سباقة في هذا الميدان، بينما تأخر جزء من البلدان الأروبية حتى 1914، لكن التصنيع في أوروبا أصبح أمرا واقعيا قبل 1900 (1).
ظهور الصناعة في إنجلترا ثم في فرنسا ثم في بلجيكا ثم في ألمانيا، التي تطورت الصناعة فيها بشكل سريع خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر، عمقت الفجوة بين أوروبا و باقي القارات مما أعطى لهاته القارة قوة إقتصادية أستغلت إستغلالا أمثلا في التوسعات الأوروبية إتجاه مختلف مناطق العالم قصد السيطرة على المواد الأولية و الثروات الطبيعية. باقي الدول الأوروبية تطورت بها الصناعة هي أيضا، لكن بدرجات متفاوتة كالنمسا و إسبانيا و البرتغال و إيطاليا و اليونان.
الولايات المتحدة الأمريكية تطورت بها الصناعة بشكل سريع و أصبحت منافسا قويا للدول الأوروبية. أما الإتحاد السوفياتي سابقا فقد خطى خطوات عملاقة في ميدان الصناعة خاصة بعد إنتهاجه لنظام تخطيط دقيق بعد سنة 1928 . مما سمح له أن يحتل الصف الثاني بعد الولايات المتحدة الأمريكية، كثاني دولة صناعية في العالم، مخلفا وراءه كلا من ألمانيا و إنجلترا على الرغم من أنه كان يعتبر البلد الأكثر تأخرا في ميدان الصناعة عشية الحرب العالمية الثانية(2).
هنا تكمن العلاقة بين التطور السريع في ميدان الصناعة و إحتلال المرتبة الثانية و الدخول في تنافس مع البلدان السباقة في ميدان التصنيع من جهة و التخطيط الدقيق المنتهج من جهة أخرى، مع الإشارة بأن الصناعة ظهرت في روسيا في القرن التاسع عشر و لكن بوتيرة بطيئة.
بالإضافة إلى سيرورة التصنيع في بلدان أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية فإن مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية تعتبر مرحلة التكتلات الكبرى كتأسيس المنظمة الأروبية للتعاون الأقتصادي و التي كان دورها الأول هو تطبيق برنامج المساعدة "مخطط مارشل" و ذلك في سنة 1948، تلتها مباشرة، في 25 جانفي 1949، تأسيس مجلس المساعدة الإقتصادية المتبادلة (كوميكون) والذي يبرز كهيئة للتعاون الإقتصادي لمختلف الدول الإشتراكية ملتفة حول الإتحاد السوفياتي.
ظهور معالم لتكتل محايد بباندوق في 1955، بلورت فيما بعد فكرة عدم الإنحياز و إنضمام العديد من الدول المستقلة حديثا إليها .
مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية إتسمت أيضا ببروز حركات التحرر وإرادة الشعوب في التحرر في القارات الثلاث (إفريقيا، أسيا، أمريكا اللاتينية ). إنتصار الثورة الصينية سنة 1945، كوريا سنة 1954، مصر سنة 1956، كوبا سنة 1959 و الجزائر سنة 1962(3) و تجسيد إرادة الشعوب في تقرير مصيرها. العامل المشترك بين إنتصار الثورات و الحركات التحررية في مختلف مناطق العالم هو مبدأ النظام الشعبي في الحكم.
إذا كان الوضع الدولي قد إتسم بما سبق عرضه فإن إستعراض أهم نظريات التنمية و مكانة التصنيع فيها يعطينا فكرة عن محيط الفكر الإقتصادي السائد حتى فترة الستينيات.
2-3- مكانة التصنيع في أهم نظريات التنمية
عملية التنمية مرتبطة بتشابك العمليات الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية. الإقتصاديون، عند تناولهم لقضايا التنمية، تطرقوا إلى مختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر فيها أو عليها و التنمية عملية معقدة، مختلفة الجوانب، متعددة الأطراف.
نحاول فيمايلي إستعراض بعض النظريات التي تناولت التنمية.
النظرية الماركسية إفترضت أن نموذج المجتمعات المصنعة يمكن تطبيقه لاحقا في مجتمعات أخرى، أما روستو فقد حدد مراحل النمو بخمسة مراحل (المجتمع التقليدي، إجتماع ظروف الإنطلاق، الإنطلاق، النضج، مرحلة الإستهلاك الكتلي)(4). التصنيع في نظر روستو يبدأ في المرحلة الثالثة (الإنطلاق).
بعد الحرب العالمية الثانية إنقسمت النظريات الإقتصادية إلى الإتجهات الأتية :
1- نظرية النمو المتوازن في خضم التيار الكينزي .
2- نظرية التنمية، بدءا بأعمال أرتيرلويس (ARTHUR LEWIS)، التي إنبثقت عنها النماذج التي يمكن تلخيصها فيما يلي : (5)
أ- نموذج التنمية بتصدير الموارد الطبيعية.
ب- نموذج التنمية بإحلال الواردات.
جـ- نموذج التنمية بالصادرات الصناعية.
3- نظرية النمو الغير متوازن (هيرشمان (HIRSCHMAN.
4- ظرية التنمية القطبية.
5- نظرية الدفع الكبير ( BIG PUSH).
كل نظرية من النظريات السابقة بلورت نموذجا من نماذج التنمية الذي يمكن إعتماده لتقدير مجتمع ما كمحاولة للإجابة عن السؤال الرئيسي الذي كان دائما يطرح في أدبيات التنمية الإقتصادية و المتعلق بهل البلدان المتخلفة إقتصاديا مضطرة للمرور بجميع مراحل التطور الرأسمالي أم أن هناك طريق مختصر يمكن من تحقيق تنمية في المجتمع دون إنتظار المرور بجميع المراحل التي سبقت التطور الرأسمالي ؟.
نحاول أن نبحث مكانة التصنيع في نظريات التنمية بعد عرض الإتجاهات الرئيسية للنظريات الإقتصادية التي إهتمت بمواضيع التنمية.
إن الجدال التقليدي الذي ساد بين منظري التنمية تعلق بالمفاضلة بين قطاع الزراعة و قطاع الصناعة و بين فرع الصناعات المنتجة لوسائل الإنتاج وفرع الصناعات المنتجة لوسائل الإستهلاك و بين القطاعين و قطاع الخدمات أو بالإعتماد على قطاع الزراعة و قطاع الصناعة معا (*5 مكرر).
ظهور إقتصاديات التخلف و الإهتمام ببلدان العالم الثالث و مناهج تنمية هاته البلدان للوصول إلى مستوى تطور البلدان المتقدمة صناعيا، ركزت على التصنيع كمؤشر رئيسي من بين المؤشرات التي تؤخذ لقياس مستوى تنمية بلد ما.
ضعف التصنيع أعتبر خاصية البلدان المتخلفة لدرجة أنه أصبح يعتقد أن مصطلح عالم ثالث مرادف لعدم التصنيع، والتنمية تعني التصنيع (6).
دراسة النماذج التنموية الصناعية من حيث تطورها التاريخي و تسلسلها، و إستعراض النماذج التي إهتمت بالتصنيع، يقودنا إلى سنة 1958عندما ظهر نموذج ولتر هوفمان(WALTER HOFFMAN) و الذي ركز على صناعة السلع الإستهلاكية في المرحلة الأولى ثم الإهتمام بصناعة السلع الرأسمالية (biens capitaux) في المرحلة الثانية تلته نماذج العديد من الإقتصاديين(7) أمثال شينري (CHENRY)، و تايلور (TAYLOR)، و تمين(TEMIN)، و سيركين(SYRQUIN)، و جاميسون (JAMISON)، و كادير(KADER) ، و نموذج الأمم المتحدة الذي برز من خلال بحث التنمية الصناعية و تعريفها للتصنيع و ذلك سنة 1963.
النماذج التي إهتمت بقطاع الصناعة كوسيلة للتنمية أبرزت مزايا التصنيع التي يمكن تلخيصها فيمايلي :
1- خلق أقطاب التنمية.
2- التصنيع كشرط لإنتشار التقدم التقني.
3- التصنيع يسمح بالتحولات الأولية للهياكل الإقتصادية و الإجتماعية.
4- التصنيع يساهم في ربط الإقتصاد.
5- التنمية الصناعية تضمن توازن إقتصادي جيد.
هاته المزايا لم تخلو من إبراز الصعوبات التي تواجه عمليات التصنيع و التي تختلف من بلد إلى آخر كندرة رأس المال و ضيق الأسواق و تواجد ثنائية إقتصادية، و دور القطاع العام و القطاع الخاص و ندرة اليد العاملة المؤهلة، بالإضافة إلى الجوانب الثقافية للمجتمعات و سلوك الفرد إتجاه الآلة. أي الذهنيات فيما إذا كانت متطورة و مسايرة للتقدم التقني أم متخلفة عنه ورافضة له.
حاولنا فيما سبق أن نكون إطارا للظروف التي أحاطت و التي تكون قد أثرت في إختيار نموذج التنمية في الجزائر بعد 1967، لإيجاد أسس مرجعية و مبررات هذا الإختيار من دون إختيار نماذج أخرى.
دور الجزائر و مكانة ثورتها و طبيعة إستراتيجية تنميتها أهلتها لجلب أنظار المهتمين بنظريات التنمية من جهة و بلورة فكرة عدم الإنحياز من جهة أخرى، هذه الحركة (أي عدم الإنحياز) التي أبرزت، من خلال برامجها، إتجاهين رئيسيين لعمليات التصنيع في مختلف دوراتها : الجزائر 1973، ليما 1975، كولمبو 1976 (Cool.
الإتجاه الأول إرتكز على تنظيم التصنيع في خدمة التنمية الزراعية و سعادة الشعب، أما الإتجاه الثاني فقد إرتكز على التصنيع المستقل الموجه للداخل.
إن الأفكار الإقتصادية الواردة في مختلف نظريات التنمية -كما ذكرنا- ركزت بشكل كبير على الصناعة، ناهيك عما حققته الدول التي سبقت و إنتهجت النماذج المبنية على قطاع الصناعة لذا فإننا إذا أردنا أن نبحث عن مبررات إختيار النموذج الجزائري للتنمية فإنه من البديهي أن نستنتج بأن الحديث عن الصناعة كضرورة حتمية عن التنمية يكون قد أبهر متخذي القرار الإقتصاديين و أقنعهم بأن لا تنمية بدون صناعة. و هو مايلاحظ عند جميع الشعوب المستقلة حديثا التي طمحت لتحقيق تنمية بإنشاء قطاع صناعي قوي.
لكي نتعرف على مكانة التصنيع في نموذج التنمية الجزائري نتناوله بالبحث في الفقرات الموالية.
2-4- مكانة التصنيع في نموذج التنمية الجزائري
المشاكل التي تواجه الحكومات، بعد إستقلال بلدانها، مشاكل معقدة، صعبة، متشابكة، متشعبة الإبعاد، نتيجة الظروف الإقتصادية و الإجتماعية التي تطبع البلد المستقل و التي توصف بالصعبة و بالمتدهورة من جهة و نشوء الصراعات بين مختلف القوى الضاغطة على تولي الحكم و نتظيم شؤون الدولة من جهة أخرى.
دور الصناعة و أهمية التخطيط بديا بوضوح مع بعث المخطط الثلاثي 1967-1969 و الذي كان بمثابة تطبيق لما ورد في بيان مجلس الثورة (جوان 1965) و أبرز المعالم الأولى لنموذج التنمية الذي سيتضح فيما بعد.
المهتمون بإقتصاد الجزائر أثناء تناولهم لتجربة الجزائر التنموية يصنفون النموذج التنموي الجزائري تحت تسمية نموذج الصناعات المصنعة الذي إرتبط بالإقتصاديين فرانسوا بيروا و ديستان ديبرنيس (G.DESTANE DE BERNISet F.PERROUX ) (9). هذا النموذج أعتمد على إقامة صناعات ثقيلة تقوم بجر بقية الفروع و القطاعات.
البلدان المستقلة حديثا تواجهها صعوبات عدة في إختيار نموذج التنمية، هذه الصعوبات هي من طبيعة و تعقيد عملية التنمية نفسها.
إختيار النموذج التنموي تواجهه المفاضلة بين إنشاء القاعدة الأساسية للبلاد و مكانة الزراعة في التنمية و إختيارات التنمية الصناعية. (10) بالإضافة إلى طبيعة و ثروات البلاد التي كثيرا ما لعبت دورا تأثيريا في إختيار نموذج التنمية.
أثناء دراستنا و تحليلنا و إستعراضنا للنصوص المرجعية و تاريخ التصنيع و نظريات التنمية في العالم لغاية عشرية الستينيات كان بإمكاننا أن نتصور النموذج الجزائري وفق المعالم المستنتجة من الدراسة، بأنه نموذج قد يعتمد على :
- التجميع و المشاركة (Socialisation).
- الديمقراطية من خلال مساهمة الفلاحين و العمال في القرار الإقتصادي.
- التخطيط.
- عالم الريف و الزراعة.
- الإختلاف عن المناهج المتبعة في بقية البلدان (مبدأ الخصوصية).
- القطيعة مع نماذج المستعمر.
- الأخذ بعين الإعتبار تجارب الشعوب المستقلة في التنمية.
تجسيد هذه المحاور في نموذج تنموي نابع من النصوص المرجعية يكون مطابقا تماما مع ما ورد في وثائق الثورة الجزائرية ( هذا بعد إطلاعنا على كل الوثائق المتعلقة بالثورة الجزائرية و كذلك ميثاق الجزائر 1964). لكننا نلاحظ أن الإرادة السياسية لدى متخدي القرار الإقتصاديين الجزائريين كانت تبحث عن نموذج طموح متميز محايد و مختلف عن النماذج التنموية التي يمكن التذكير بها فيما يلي :
1- النماذج التنموية التي تعتمد على الصناعات المنتجة لوسائل الإنتاج.
2- النماذج التنموية التي تعتمد على الصناعات المنتجة لمواد الإستهلاك.
3- النماذج التنموية التي تعتمد على الزراعة و الصناعة في آن واحد بنسب معينة.
إختيار نموذج الصناعات المصنعة، الذي يبدو متكاملا و متوازنا من الناحية النظرية، لكونه يعطي إطارا لتنمية البلاد في جميع الميادين، و يبرز الدور الريادي الذي أوكل للصناعات الأساسية الثقيلة التي تؤثر على الصناعات الخفيفة لتجرها إلى التطور و النمو و تؤثر على قطاع الزراعة بإمداده بوسائل إنتاج حديثة تكون سببا في تطوير الزراعة و تحديثها ثم تسيير القطاعات متأثرة فيما بينها لخلق ديناميكية حيوية و نشطة في عملية التنمية، جسد هذا التصور في إطار ما عرف «بتسويد مصفوفة التبادل القطاعي».
عرض النموذج و تحليله من الناحية النظرية يوعد بالكثير فهو يلبي الأغراض و يحقق الطموحات، يعتمد على التخطيط و يرتكز على الصناعات الثقيلة دون إهمال الصناعات الخفيفة، يهتم بقطاع الصناعة و في نفس الوقت يهدف إلى تطوير قطاع الزراعة، يضمن الحياد بإبرازه كتجربة رائدة في العالم الثالث، و يهدف إلى توجيه الإقتصاد للداخل و كسر العلاقات التقليدية مع المستعمر.
التحليل من الناحية الفنية للنموذج يجعلنا نتساءل عن الأسباب التي حرضت على إختيار هذا النموذج. فهو يعتمد على مستوى تكنولوجي عال في إنشائه للمؤسسات الصناعية التي تتطلب كثافة رأسمالية عالية و هذا يضع المقرر الإقتصادي أمام معادلة صعبة الحل. نظرا لندرة رؤوس الأموال و المستوى العالي للبطالة إذا إفترضنا أن من بين أولويات التنمية هي القضاء على البطالة و إمتصاص أكبر عدد ممكن من اليد العاملة المتاحة و العاطلة، هذا الإختيار يبرر بكون الجزائر تحتوي على مورد طبيعي من أهم الموارد متمثل في المحروقات التي تستغل و تصدر لتكون مصدرا مهما لتمويل التنمية، هنا أيضا تواجه المقرر الإقتصادي معادلة أخرى صعبة الحل و تكمن في كون الصناعات المصنعة كان يهدف من ورائها توجيه الإقتصاد للداخل لكن إستغلال المحروقات و تصديرها هو نتيجة حتمية لتوجيه هذا النشاط للخارج.
الإعتماد على الإمكانيات الطبيعية بإستغلال المحروقات و تصديرها لإيجاد وسائل دفع ضرورية لتمويل عملية التنمية و إعتبارها القاعدة الأساسية للتراكم،(11) يجعل من الإقتصاد الجزائري إقتصادا جد متخصصا في تقسيم العمل الدولي.
إذا إفترضنا أن المحروقات قد أعتبرت المورد الأساسي للتمويل الخارجي الذي يبرز كحتمية طبيعية في أية عملية من عمليات التنمية، نظرا لعدة اسباب، من بينها شروط التعامل مع الموردين و ضرورة اللجوء إلى السوق الدولية لإقتناء الحاجيات اللازمة سواءا كانت المصانع نفسها في إطار العقود المبرمة مع الشركات الأجنبية، مهما كانت طبيعة العقد "مفتاح في اليد" أو "منتوج في اليد"، أو المواد الإستهلاكية الغير منتجة على المستوى الوطن، فإن التقديرات المتعلقة بالمداخيل من العملة الصعبة تصبح محكومة بالعوامل الأتية :
- الإحتياطي المؤكد و الإحتياطي المحتمل من المحروقات (12).
2- حجم المحروقات المستخرج و المصدر.
3- سعر البرميل الواحد المباع.
لكون الإحتياطي يوجد في باطن الأرض فإن العامل الثاني و العامل الثالث هما العاملان الأساسيان المؤثران في مبالغ العائدات من تصدير المحروقات.
لو أردنا أن نمثل مبالغ العائدات في شكل معادلة رياضية فيمكن تصورها كمايلي :
Y= F (P.QU)
حيث Y هي مبالغ العائدات مقابل تصدير المحروقات.
P هو سعر الوحدة الواحدة من المبيعات.
QU هي الكمية المباعة.
يبدو واضحا من هذه المعادلة بأن كل تغير في حجم مبالغ العائدات مرتبط بالتغيير في سعر الوحدة المباعة أو الكمية المباعة أو الإثنين معا. هنا تتبادر إلى الذهن عدة تساؤلات من بينها : ماهي الضمانات التي كانت لدى المسؤولين الجزائريين للتحكم في حساب المبالغ المالية المتاحة في ظروف إقتصادية تحكمها وضعية السوق الدولية و الشركات الكبرى ؟ كيف يمكن التأكد من الطلب على المحروقات و بأسعار محددة في ظل المنافسة الناتجة عن تعدد البلدان المنتجة للنفط؟
هذا الوضع أدى بالجزائر و دفعها للعب الأدوار الأساسية فيما سمي بمعركة النفط و فيما بعد معركة المواد الأولية (12 مكرر)* التي نتجت عنها ثلاث قضايا رئيسية :
1- تأميمات البترول و الثروات الباطنية.
2- دور الجزائر داخل منطقة الأوبيك و الأوابيك.
3- المطالبة بنظام إقتصادي عالمي جديد.
الإعتماد على المحروقات بالدرجة الأولى في تمويل التنمية يجعلنا نتساءل أيضا عن هذا الإختيار: هل كان ناتجا عن عدم وجود مصادر أخرى للتمويل؟ هل نفذت كل المصادر المتاحة ؟ هل عبئت كل الإمكانيات المتاحة من إدخار محلي و إستعمال عقلاني للموارد ؟
سنتناول هذه المحاور بالبحث في الفصول القادمة و سنعرف دور كل مصدر من المصادر التمويلية في تمويل التنمية.
يمكن أن نستنتج مماسبق أن طابع الخصوصية قد ميز نموذج التنمية الجزائري الذي يبدو أنه يعكس طموحات سياسية كبيرة أكثر مما يعكس مستوى نضج الأفكار الإقتصادية التي تتطلب الترشيد و العقلنة لدى المقررين الإقتصاديين، سواءا كان نموذج التنمية الجزائري مستمد من نظريات الإقتصادي الروسي فيلدمان (13) FIELDMAN فيما يتعلق بالإختيار التكنولوجي أو معتمد أساسا على أقطاب النمو لما عرف عند فرانسوابيرو و في إطار نظرية التنمية القطبية أو تطبيقا لنظرية الصناعات المصنعة لديبارنيس فإن إختيار هذا النموذج يعكس، في راينا الأفكار الأتية :
1- توحي دراسة النموذج بأنه متوازن و واعد بتنمية قوية و سريعة و شاملة.
2- يوحي بأنه مستمد من النصوص المرجعية بأعتماده على التخطيط خاصة و أن النصوص المرجعية للثورة الجزائرية لم تحدد بوضوح تام طبيعة النظام الإقتصادي الذي سينتهج بعد الإستقلال، هذا الوضع سمح للمقررين الإقتصاديين أن يقدموه كمطلب شرعي سيستند أساسا إلى ما تم الإتفاق عليه في مختلف الوثائق و هذا ما يبرز من خلال الخطب السياسية التي كانت تركز دائما على أن القرارات الإقتصادية لها مستند أساسي يتمثل في مواثيق الثورة الجزائرية.
3- النموذج يوحي بأنه يوجه الإقتصاد للداخل و بالتالي يكسر العلاقات التقليدية مع المستعمر التي كانت تتسم بتوجيه الإقتصاد الجزائري للخارج.
4- يضمن مبدأ الحياد و عدم الإنحياز الذي سجل كمبدء أساسي للجزائر، هذا مايستنتج من خصوصية النموذج و طبيعته و صعوبة مطابقته تماما مع النماذج التنموية المعتمدة في بلدان أخرى.
5- يعكس الطموحات السياسية في إبراز دور الجزائر القيادي في التحرر على جميع الأصعدة.
إذا كانت هناك نتيجة يمكن إستنتاجها من الدراسة السابقة حول إختيار نموذج التنمية الجزائري و طبيعته فإنه يصعب علينا أن نجزم بأن الإختيار تأثر بفكرة دون أخرى و هذا نابع من طبيعة النموذج. فإذا إعتمدنا على ماورد في وثائق الثورة الجزائرية و ميثاق الجزائر 1964 فإن النموذج لا ينطبق تماما مع ماورد في هذه الوثائق لأن الصناعة لم يتم التركيز عليها إطلاقا في حين أن الأهمية القصوى أعطيت للزراعة، لكن مبدأ التجميع و المشاركة (الواردين في مواثيق الثورة) تم تجسيدهما من خلال الفكر الإيديولوجي. عرض نظريات التنمية يجعلنا نتساءل عن إختيار النموذج، لماذا لم يكن مطابقا تماما لإحدى النظريات أو احد المناهج المعروفة لغاية بداية الستينيات ؟
إن دراستنا لنموذج التنمية الجزائري يوحي لنا و كأن المسؤيلين الجزائريين كانوا يبحثون عن نموذج تنفرد به الجزائر و يحقق تنمية سريعة. فإذا كانت هذه عبارة عن طموحات إقتصادية فهل كانت الشروط متوفرة لهذا النموذج من أجل نجاحه ؟ أما إذا كانت طموحات سياسية مبنية على رؤى للمجتمع الجزائري من خلال تنميته إقتصاديا فإننا نطرح إشكالية الطموح السياسي عند تصادمه مع التقنيات الإقتصادية، التي من المفروض أن تؤخذ بعين الإعتبار في كل خطوة إقتصادية قصد تحقيق المردودية القصوى و أعلى مستوى من المنفعة ؟
يمكن لنا إذا رجعنا إلى الوراء و حاولنا تصور الظروف المختلفة التي أحاطت بإتخاذ القرار بإختيار هذا النموذج، مكننا أن نلتمس من نتائج الدراسة أن فترة الستينيات، نتيجة تصعيد حركات التحرر و إستقلال الشعوب، أصبحت الأنظمة السياسية المختارة عبارة عن أنظمة شعبية. لأن كل بلد مستقل حديثا يريد كسر العلاقات التقليدية بينه و بين نظام البلد الذي إستعمره، و لكون البلدان المستعمرة هي بلدان رأسمالية فإن البلدان المستقلة حديثا تكون قد وجدت في النظام الإشتراكي ملجئا يحقق طموحها. الإتحاد السوفياتي و ما تلاه من أنظمة إشتراكية قدمت تجربة التنمية بالإعتماد على الصناعة كأنها التجربة المثلى.
متحذ القرار الجزائري أراد أن يبرز عدم تأثره بنظام دون الآخر و هذا ما نستشفه من خصوصية النموذج التنموي الجزائري الذي وجد في الصناعات المصنعة طريقا يوصله إلى تحقيق الطموحات السياسية و الإقتصادية.
ن البحث عن مبررات إختيار هذا النموذج -بتحليل بعدي- بعدما أصبحت النتائج ممكنة التقويم يصعب لنا الحكم على نموذج بأنه صالح أو غير صالح لكنه يبدو مدعما بمبررات لصالح إختياره دون ضمان نتائجه. التركيز على قضية نضج الأفكار الإقتصادية لدى القررين السياسيين عند إتخاذ أي قرار إقتصادي، لأن ضمان نجاح عملية التنمية يكمن في ضمان الإختيار السليم للنموذج الذي ينبع من واقع المجتمع و مستوى تطوره و تقدمه و ليس من أفكار يمكن أن تكون مرفوضة من طرف المجتمع، ليس لكونها غير سليمة و لكن لكون العوامل الثقافية و التاريخية و الإقتصادية غير مهيأة لتكريس الإختيار و إنجاحه.
لا نريد هنا أن نحكم مسبقا على نجاح أو فشل نموذج التنمية الجزائري لكون أدوات التقويم تختلف من باحث لآخر. مانراه نتيجة إيجابية يمكن أن يظهر كنتيجة سلبية عند باحث آخر و العكس صحيح. لكننا سنحاول أن نقارن أهداف النموذج التنموي التي رسمت له وقت إختياره و النتائج التي تحققت من خلال دراسة نتائج السياسة الإقتصادية. و عندها مقارنة النتائج بالأهداف و بالتالي إبداء الرأي و الحكم على نجاح أو فشل النموذج التنموي في تحقيق أهداف التنمية المرسومة له.
لقد اطلعنا الأن على الجوانب النظرية التي مكنتنا من معرفة الإتجاهات النظرية التي سادت العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وهذا ما يجعلنا نتعرف أكثر على المحيط الدولي العام. فيما يلي ندرس القرارات المتعلقة باسترجاع الثروات الوطنية. أول هذه القرارات يتعلق بالمنظومة المصرفية والمالية.
2-5- النظام النقدي و المصرفي الجزائري خلال الفترة 1966-1979
فعالية النشاطات الإقتصادية مرتبطة بشكل كبير بالنظام المصرفي و المالي و البنكي و النقدي و مدى ملاءمته مع التطورات و التغيرات التي تعرفها مختلف القطاعات، و كذلك مدى قدرته على تعبئة الإمكانيات التمويلية المتاحة و وضعها في إطارها المنظم لتحريك دواليب الإقتصاد عموما و قطاع الصناعة بشكل خاص. قوة المصارف و صحتها المالية دليل على قوة الإقتصاد و صحته.
البلدان المستقلة حديثا تواجهها صعوبات كبيرة عند مباشرتها لعملية التنمية لما تعتريها من عوائق تتعلق بإيجاد مصادر لتمويل الإستثمار «لإعطاء التنمية ديناميكية داخلية حقيقية، يجب بادئ ذي بدء ضمان الحد الأقصى لها من التمويل الداخلي، اللجوء إلى التمويل الخارجي ملزم لكنه يجب أن لا يخضع للمهم»(14).
النظام النقدي و المصرفي و البنكي في الجزائر مر بعدة مراحل، ففي المرحلة التي سبقت سنة 1966، تميز بتواجد قطاعين ماليين، قطاع عمومي و قطاع خاص متشكل أساسا من البنوك الفرنسية. لكن هاته الفترة (1962-1966) عرفت بالنقص الملحوظ للهياكل البنكية نتيجة أفعال عدد كبير من الشبابيك التابعة للقطاع الخاص. من بين 461 شباك موجود قبل الإستقلال عبر التراب الوطني، لم يبق سوى 128 (15) شباك مما أثر سلبا على تشغيل نقدي و تشغيل مالي عاديين.
إعتماد وتيرة تنموية طموحة في ظل نظام بنكي و مالي غير ملائم، و سياسة نقدية و قرضية غير مسايرة يشكل عائقا في وجه كل سيرورة تنموية.
تأميم البنوك و تجميعها و تحديد و تخصيص نشاطها كان بمثابة عملية محاولة التحكم في الأدوات المصرفية لإرصاء القواعد الأساسية لنظام بنكي يتماشى مع طموحات التنمية التي برزت معالمها مع بعث المخطط الثلاثي 1967-1969.
الجدول رقم1يبين لنا كيفية تجميع مختلف المؤسسات البنكية التابعة للقطاع الخاص في بنوك جزائرية وطنية عمومية تكفلت و تخصصت بتمويل الأنشطة و تسيير الأرصدة و مسك الحسابات.
جدول رقم 01– عملية تجميع المؤسسات المالية وانشاء بنوك عمومية جزائرية خلال الفترة 1966-1968
البنك المنشأ
المؤسسات المصرفية المجمعة
تاريخ التجميع
البمك الوطني الجزائري
1-07-1967
- القرض العقاري الجزائري التونسي
- القرض الصناعي والتجاري
- البنك الوطني للتجارة والصناعة
1-07-1966
1-07-1967
1-01-1968
القرض الشعبي الجزائري
19-12-1966
- البنك الشعبي التجاري والصناعي للجزائر
- البنك الشعبي التجاري والصناعي وهران
- البنك الشعبي التجاري والصناعي قسنطينة
- البنك الشعبي التجاري والصناعي عنابة
- البنك الشعبي للقرض الشعبي للجزائر
- بنك الجزائر مصر
- الشركة المرسيلية
29-12-1966
29-12-1966
29-12-1966
29-12-1966
29-12-1966
01-01-1968
30-06-1968
البمك الخارجي الجزائري
12-09-1967
- القرض الليوني
- الشركة العامة
- بنك باركلي
- البنك الصناعي الجزائر والمتوسط
- قرض الشمال
12-09-1967
16-01-1968
20-04-1968
26-05-1968
31-05-1968
هاته البنوك الأولية (الإبتدائية) ليست وحدها في المنظومة البنكية و المصرفية الجزائرية، لكنها تتشابك في عمليات يومية بينها و بين المؤسسات المالية الأخرى، تربطها علاقات مع البنك المركزي و كذا البنك الجزائري للتنمية و هاته الأخيرة لها علاقات وظيفية مع الخزينة العمومية التي بدورها ترتبط في علاقات تقليدية مع البنك المركزي.
لكي تتولد لنا فكرة عن العلاقات الوظيفية بين مختلف المؤسسات المالية و المصرفية يمكن لنا أن نطلع على الشبكة الكلية الناجمة عن إنشاء البنوك الأولية السابقة الذكر و دخولها في علاقات متبادلة مع المؤسسات الأخرى (البنك المركزي، الخزينة العمومية، البنك الجزائري للتنمية). الشكل رقم 1 يوضح لنا هذه العلاقات و الوظائف.
شكل رقم 1
شبكة المؤسسات المالية و المصرفية و البنكية في الجزائر
و وظائفها في بداية عشرية السبعينيات.
من خلال الشكل رقم 1 يمكننا أن نتعرف على الدور الذي أنيطت به المؤسسات المالية و من خلاله تتحكم الدولة في توجيه الأنشطة الإقتصادية و تمويلها.
تطور النظام البنكي و المصرفي في الجزائر ساير مختلف المراحل التي عرفتها سيرورة التنمية الإقتصادية، و يمكننا أن نقسم هاته المراحل إلى الفترات التالية :
الفترة الأولى : تمتد من 1962 إلى 1967، تميزت هذه الفترة بإستمرار الوظائف التقليدية للنظام البنكي و المصرفي الموروث عن الإستعمار.
الفترة الثانية : تمتد من 1967 إلى 1971، و هي الفترة التي عرفت تأميم البنوك و إنشاء بنوك جزائرية مع تخصصها في أنشطة محددة و هي محاولة إرساء شبكة بنكية تماشيا مع المتغيرات الجديدة.
الفترة الثالثة : تمتد من 1972 إلى 1978/1979، و هي الفترة التي عرفت إصلاح المنظومة البنكية و المصرفية محاولة في أقلمتها مع أسلوب التخطيط المنتهج و نموذج التنمية المختار. و ما يمكن التأكيد عليه خلال هاته الفترة هو «تغيير قواعد تمويل النشاط بالإنتقال من تمويل ميزاني إلى تمويل غير ميزاني، و إعطاء أهمية رئيسية للخزينة العمومية في إحداث القرض و العملة»(16).
نسجل من خلال دراسة المنظومة البنكية و المصرفية في الجزائر بعض الخصوصيات التي تميزها عن غيرها من المنظومات المعروفة عبر العالم، وما يهمنا هنا هو العلاقة بين المنظومة من جهة و تمويل التصنيع من جهة أخرى.
يبدو أن دور الخزينة في تمويل التصنيع كان أساسيا حتى سنة 1970 ثم من خلال البنك الجزائري للتنمية (الذي إنبثق عن الصندوق الجزائري للتنمية) الذي إستمر في تمويل الإستثمارات مما يبرز خصوصية أخرى للمنظومة البنكية و المصرفية الجزائرية متمثلة في «إنتقال مهمة النظام البنكي إلى شبكة للخزينة»(17).
تطور المؤسسات البنكية و المالية الجزائرية 1962-1979 26-
بعد ستة أشهر من إستقلال الجزائر أنشأت البنك المركزي الجزائري، و في ماي 1963 تم إنشاء الصندوق الجزائري للتنمية بأرصدة صندوق التجهيز و التنمية الجزائري الموجود في العهد الإستعماري، و في أكتوبر 1963 تم نشر نظام التعرفة الجمركية الجديد، و في أفريل 1964 أنشأت الجزائر وحدتها النقدية المتمثلة في الدينار الجزائري الذي حددت قيمته بالنسبة للذهب (1دينار = 180 ملغ ذهب) ( 17 مكرر)، أما الصندوق الجزائري للتأمين و إعادة التأمين فقد أنشأ في أوت 1963، أما الصندوق الوطني للتوفير و الإحتياط فقد أنشأ في أوت 1964، بعد هاته المرحلة جاءت مرحلة إنشاء بنوك الودائع خلال سنتي 1966-1967 و هي البنك الوطني الجزائري، البنك الخارجي الجزائري، و القرض الشعبي الجزائري. كل هاته الإحراءات كانت تهدف إلى خلق شبكة بنكية و مالية إستهدفت ضمان إستقلالية القرار للسلطات الجزائرية،
و تمت المصادقة على قانون الإستثمار الجديد سنة 1966 الذي جاء ليعوض قانون الإستثمار لسنة 1963. «في سنة 1967، أي خمس سنوات بعد الإستقلال، و التي تصادف السنة الأولى للمخطط الثلاثي، أصبحت الجزائر تملك كل الأدوات التي تمكنها من ممارسة إستقلالها المالي و تطبيق سياسة مالية مستقلة تكون ضمانا لإستقلال الإختيارات في ميدان التنمية »(20). و يوحي كذلك بأن المسؤولين الجزائريين إعتمدوا سياسة خلق الإمكانيات لعملية التنمية و ليس القيام بتنمية حسب الإمكانيات المتاحة.
التطور التاريخي للمؤسسات المالية و المصرفية في الجزائر يعكس كذلك السياسة الإقتصادية المنتهجة. على الرغم من الجهود المبذولة في خلق شبكة مالية و بنكية قوية تمتد على كامل التراب الوطني قصد تقريب المصاريف من المواطن إلا أن الشبكة البنكية و المصرفية في الجزائر بقيت دون المستوى الذي تتطلبه تقنيات العصر من تحكم في التسيير المالي و المبادرات الإقتصادية و تمويل المشاريع المختلفة و كأن البنوك أصبحت عبارة عن مؤسسات إدارية عادية و ليست مؤسسات مالية تقوم على المبادرة و موازنة النفقات و الإيرادات باللجوء إلى تحسين الخدمات و تشجيع الإدخار و تحديث طرق التعامل مع الزبائن. لكن الحكم على المؤسسات البنكية و المصرفية هو حكم أيضا على السياسة المالية و النقدية المنتهجة خلال فترة المخططات و التي كانت تهدف، حسب رأينا، بالدرجة الأولى إلى خضاع كل القطاعات للدولة و جعلها في خدمة المخططات الطموحة، و ليس التركيز على ربحيتها و فعاليتها و مردوديتها.
أصبحت لدينا الأن فكرة واضحة على السياسة المصرفية والمالية والبنكية حلال الفترة 1962- 1979 .
لقد تحدثنا وقلنا بأن النموذج الجزائري للتنمية قد اعتمد أساسا على الصناعة، لكي نطلع على هذه السياسة الإقتصادية المنتهجة ننتقل إلى دراسة الإستثمارات الصناعية خلال الفترة 1967-1979.
الإستثمارات الصناعية خلال الفترة 1967-1979 -27
دراسة مصادر تمويل الصناعة الجزائرية تتطلب البحث و التطرق إلى معضلات تمويل التصنيع و ما ينتج عنها من تضخم و تبعية مالية و تقشف مفروض، و مصادر هذا التمويل سواءا كانت داخلية أو خارجية و كيفيات إستغلالها و إستعمالها بطريقة مرشدة أم أنه كان هناك تبذير للموارد و إذا كان هناك تبذير، محاولة معرفة أين وقع. نستهل الدراسة إبتداءا من سنة 1967 و هي السنة التي تصادف بعث المخطط الثلاثي. الوضع الإقتصادي و الإجتماعي و السياسي للمجتمع الجزائري غداة الإستقلال، إتسم بإختلالات متعددة. تدارك التأخر المسجل بإنتهاج سياسة تنموية طموحة مبنية على إختيار نموذج تنموي معتمد على الصناعات المصنعة و ممتص لمبالغ مالية مستثمرة كبيرة.
مصادر تمويل الإستثمار التقليدية كالإدخار المحلي و الجباية و التمويل الذاتي للمنشآت و إستعمال الموارد الطبيعية و مدى وزنها و دورها في تمويل التنمية مرت بمراحل متفاوتة و أحيانا متباينة. توجيه الإمكانيات المالية المتاحة، بنسب كبيرة، إلى قطاع الصناعة يكون حتما على حساب قطاعات أخرى لا تقل أهمية سواء من الناحية الإستراتيجية لضمان إستقلال إقتصادي منشود أو من ناحية تلبية الحاجيات الإستهلاكية المتزايدة لدى أفراد المجتمع و الناجمة عن نمو ديمغرافي وصل إلى أرقام قياسية عالمية و كذا الميل إلى الإستهلاك لتعويض فترات الحرمان و صرف كتلة الأجور التي ما فتئت تتعاظم مع مرور الزمن نظرا لمعدلات التشغيل المحققة.
عملية التصنيع لا تقتصر على إقامة مشاريع مستوردة مقابل تصدير موارد طبيعية، غالبا ما شكلت أهم مصادر التمويل، بل تتعدى ذلك إلى أبعاد متشابكة و متظافرة ذات تأثير متبادل على مستويات مختلفة إجتماعية، ثقافية، تقنية و تاريخية. إنها ليست مجرد عملية يمكن أن تقاس بالأحجام المتفاوقة للمبالغ المالية الموجهة للإستثمار أو بتعداد الوحدات الصناعية المقاومة أو عدد مناصب الشغل المتوفرة و الناتجة عن هاته العملية بل «التصنيع عملية ممكنة الإسترجاع، تضع في علاقة و في مجتمع ما الأفراد الحاملين لتصورات مضبوطة للعالم في إطار نظام للأشياء، يدخلون في تنافس لإنتاج سلم إجتماعي من خلال تغيير نظام الأشياء هذا»(20 مكرر).
بحث عن كيفيات تمويل الصناعة في الجزائر و محاولة إعداد ميزانية بما كلفته هاته العملية من جهة و ما شاركت به مصادر التمويل من جهة أخرى في فترة زمنية محددة يؤدي بنا إلى تدقيق و دراسة مختلف الجوانب المتعلقة بمصادر التمويل و مدى أهمية كل مصدر من المصادر، و معرفة فيما إذا أعتمد التمويل على المصادر الإنتاجية أم أعتمد على المصادر الريعية الإستخراجية و اللجوء إلى الإقتراض من السوق المالية الخارجية. و هل السياسة التصنيعية المنتهجة هي وليدة لتطور إجتماعي حركي كان فارضا لذلك أم إرادة فوقية نابعة من تصورات نظرية لتغيير هياكل المجتمع وفق إطار رسمت معالمه خارج المعطيات الحقيقية لواقع الجزائر في فترة زمنية معينة ؟. إن تتبع سيرورة عملية التنمية في الجزائر يوحي بأن المؤشرات تدل على أن القرارت المتخدة، تحت غطاء طموحات الشعب، إنما هي إرادة سياسة للمقررين الإقتصاديين الذين أرادوا أن يقفزوا بالمجتمع إلى مستويات عليا مقتنعين بأن أسلوب التنمية المتبع يمكن أن يحقق ذلك.
السياسة الإقتصادية المنتهجة من طرف الدولة الجزائرية و المعتمدة على الصناعات الثقيلة في إطار نظرية الصناعات المصنعة و القائمة على الصناعات الميكانيكية تكون بمثابة المحور الرئيسي الذي تدور حوله عملية التصنيع من جهة و الإعتماد عليها في جر بقية القطاعات الأخرى من جهة ثانية، من خلال تشابك قطاعي و تأثير متبادل بين القطاعات.

أهداف المخطط الجزائري خلال الفترة 19

محب بلاده
2012-02-22, 13:13
هذا ما وجدته لك ارجوا ان يفيدك

او

من هنا (http://amouchia.mam9.com/t1432-topic?theme_id=100689)

free love
2012-02-22, 17:35
شكرا الله يبارك فيك

free love
2012-02-23, 18:38
اسم العضو :.................free love.............

الطلب :......................بحث حول منهجية التعليق على نصوص القانون...............

المستوى :..............سنة اولى جامعى حقوق...................

أجل التسليم :................الاحد26/02/2012............

chamina
2012-02-23, 18:51
نتنمتتعنتع

chamina
2012-02-23, 18:57
اسم العضو :................

الطلب :......................بحث حول منهجية التعليق على نصوص القانون...............

المستوى :..............سنة اولى جامعى حقوق...................



أجل التسليم :..................لو ممكن يكون غدا..........

محب بلاده
2012-02-23, 19:33
منهجية التعليق على نص قانوني* مادة من الدستور او التقنين مدني ....
1- المرحلة التحضيرية :
أ- لتحليل الشكلي : المظاهر الخارجية للنص
* موقع النص : تاريخ صدور التقنين الذي اخذت منه المادة
* المصدر الشكلي : موقع النص من التقنين اي في اي فصل باب قسم ..
* المصدر المادي : مايقابل المادة مثلا المادة 124 مكرر قانون مدني تقابله المادة 5 من القانون المصري
فمعلوم ان المشرع الجزائري متأثر بالمشرع الفرنسي والمصري
* ظروف النص : هل طرا تعديل على المادة محل التعليق واهميتها هل هي آمرة ام مكملة
ب - التحليل الموضوعي : وهو معالجة النص محل التعليق وفيه مايلي :
* شرح المصطلاحات : الهامة التي تساعد على فهم النص
* فقرات النص : تحديد عدد فقرات النص محل التعليق
* تحديد الفكرة العامة
*تحديد الافكار الاساسية
* الاشكالية : يتم طرح الاشكال حسب الفكرة الجوهرية التي يعالجها النص
2 - اعداد الخطة : ويتم استخراجها من الافكار الاساسية وحسب الفكرة المقدمة فمثلا :
الفكرة الاولى : التعسف في استعمال الحق
الفكرة الثانية : حالات التعسف في استعمال الحق
في الخطة تصبح الافكار الاساسية مباحث :
المبحث الاول : التعسف في استعمال الحق
المبحث الثاني : حالات التعسف في استعمال الحق
والخطة المثالية هي التي تتكون من مبحثين
3- المرحلةالتحريرية :
وهي تحرير ماقدمه الطالب في الخطة وتتكون من مقدمة , عرض , خاتمة
المقدمة : يمهد الطالب للموضوع ثم يعرض اهميته بصفة موجزة ثم يطرح الاشكال
الموضوع : وهو معالجة الطالب لما قدمه في الخطة على شكل عنواين يقوم بشرحها
الخاتمة : وهي اجابة عن الاشكال المطروح وخلاصة للموضوع المعالج

محب بلاده
2012-02-23, 19:35
************************************************** ****************

تمر عملية التعليق على النصوص القانونية بسبع (7) مراحل أساسية هي:
المرحلة الاولى: تحديد موقع النص-طبيعة النص (فقهية قانونية نص قضائي عقد)
-مصدر النص (كتاب رسالة مجلة جريدة رسمية)
-تاريخ صدور النص
-صاحب النص (تعريفه المدرسة التي ينتمي اليها )
-موقع النص من النص الكامل (الباب ثم الفصل...)
-ظروف صدور النص 'اقتصادية اجتماعية...)
المرحلة الثانية: التحليل الشكلي للنص
-البناء المطبعي (الجوانب الخارجية للنص ’فقرتين صفحتين..)
-البناء اللغوي (العنوان طويل...المفردات المعبرة..)
-البناء المنطقي (تسلسل منطقي للافكار..)
المرحلة الثالثة: مضمون النص
-الافكار الاساسية
-الافكار الثانوية
المرحلة الرابعة: المعنى الاجمالي للنص
-يدور النص حول...
المرحلة الخامسة: طرح الاشكالية
- سؤال يربط بين عنصرين
المرحلة السادسة: وضع خطة للتعليق
-يجب ان تجيب على الاشكالية المطروحة
المرحلة السابعة: التعليق على النص
- تمهيد للموضوع
-مدخل في تعريف الموضوع
-الخاتمة(حوصلة عن الموضوع)

محب بلاده
2012-02-23, 19:36
مثال على ذلك

نموذج عملي لكيفية التعليق على نص
تنص المادة 06 من الدستور الجزائري على ما يلي :
" الشعب مصدر كل سلطة.
السيادة الوطنية ملك للشعب وحده".
علق على النص .
الخطة:
مقدمة:
أ‌. الشعب في منظوره العام
1- المعاني المختلفة للشعب
2- معنى الشعب الوارد في النص
ب‌. السيادة الواردة في النص
1- سيادة الأمة
2- سيادة الشعب
ج. التعليق على النص
مقدمة: (عبارة عن تقديم للنص: طبيعته القانونية ، السياق الذي يندرج فيه ، وبما أنه نص دستوري ،وضعه بالنسبة للنصوص المجاورة له في الدستور ).
إن النص الذي نحن بصدد التعليق عليه هو المادة 06 من دستور الجزائري ، الصادر بتاريخ 23 فيفري 1989 ،المعدل ،وهو من أهم الأحكام الواردة في الوثيقة الدستورية باعتباره يحدد صاحب السيادة في المجتمع ،إلى جانب نص المادة 07 من ذات الدستور ،المحددة بدورها كيفية ممارسة السيادة من قبل صاحبها في الدولة إلا أن الصيغة التي أورد فيها المؤسس هذه المادة تثير تساؤلات وتعليقا ،حول المفاهيم المقتحمة في هذا النص .
أ‌- الشعب في منظوره العام
إن الفقه الدستوري يميز بوضوح بين مفهومين للشعب ؛المفهوم للشعب ويدخل في إطاره كل الأفراد الموجودين في إقليم دولة معينة ،بغض النظر عن انتمائهم للدولة عن طريق الجنسية ،أو عدم تمتعهم بجنسية الدولة .
أما المفهوم السياسي للشعب ،لا يدخل ضمنه إلا الوطنيون المرتبطون بالدولة الإقليمية عن طريق الجنسية .
إلا أن الشعب السياسي- في حد ذاته يشكل مفهوما معقدا مركبا يحتوي على عدة مدلولات ،والتي لم تشر المادة السادسة 6 ،التي نحن بصدد التعليق عليها ،إلى أي من هذه الملولات .
1- المعاني المختلفة للشعب :
إن الفحص الدقيق والتحليل العميق للفظ الشعب يشيران إلى وجود عدة مدلولات لهذا اللفظ ،مقارنة في المعنى الإشتقاقي ،ولكنها متباعدة ،من حيث الدلالة الإصطلاحية .
فالشعب قد يعني تعددية تقريبية ،أي العدد الأكبر من الأفراد الموجودين في إقليم دولة معينة .
كما قد يدل الشعب على تعديله كاملة (الكل) ،كما قد نجد للشعب مدلولا آخر يشير إلى وحدة معبر عنها بالأغلبية المطلقة ،أو تعددية ، تعادل الأغلبية النسبية .
وأخيرا يمكن أن يظهر الشعب كوحدة متجانسة ،عضوية .
وانطلاقا من هذا التنوع لمفهوم الشعب ،فإن هذا اللفظ أصبح مطاطا ،مرنا ،يمكن أن يستعمل في جميع الظروف ،حتى كاد أن يشكل "مفتاحا عموميا" "Passe –Partout" .
2- معنى الشعب الوارد في نص المادة 6.
من خلال القراءة البسيطة والأولوية لحكم المادة السادسة، محل التعليق ،يبدو أن المشرع الدستوري الجزائري قد استعمل لفظ " الشعب" بشكل عام ومجرد ،وأنه لم يقصد مدلولا محددا أي المادة 7 من نفس الدستور : حيث نصت على :" السلطة التأسيسية ملك للشعب في المادة الموالية ،الشعب سيادته بواسطة المؤسسات الدستورية التي يختارها.
يمارس الشعب هذه السيادة عن طريق الإستفتاء ،وبواسطة ممثليه المنتخبين " هذا وقد تكرر لفظ " الشعب" في كثير من مواد الدستور (المادة 8، المادة 10 ،إلخ...)
ب- السيادة الواردة في النص :
لا ريب أن مبدأ السيادة – في الفقه الدستوري تتجاذبه نظريتان أساسيان : نظرية سيادة الأمة (السيادة الوطنية) ، ونظرية سيادة الشعب ،بالنظر إلى محتوى المادة السادسة محل التعليق يبدو أن المؤسس الجزائري مزج بين النظريتين السابقتين ، بشكل تحكمي على غرار ما فعله المشرع الدستوري الفرنسي لعام 1958، حيث جاء في المادة 3/1 من هذا الدستور ما يلي :
" سيادة الأمة ملك للشعب يمارسها عن طريق ممثليه ، ومن خلال الإستفتاء " وهذا ومن خلال مضمون نص المادة 6، من الدستور الجزائري ،يبدو أن المؤسس الجزائري لجأ إلى نظريتي سادة الأمة وسيادة الشعب ، الأمر الذي يتطلب التعرف إليها بشكل مختصر .
1- سيادة الأمة:
نظرية سيادة الأمة ،وليدة الثورة الفرنسية ،وهي جاءت على أنقاض سيادة الملك المطلقة وقد صاغها منظرو الثورة الفرنسية لعام 1789 وخاصة SIEYES الذي قام بدور بارز في إبراز الأمة كصاحبة السيادة منعا لإعادة أي كان من تملك حق الحكم ،إلا بتفويض من الأمة ،كما جاء واضحا في إعلان هذه الثورة ،الذي أورد نظرية سيادة الأمة مضفيا عليها نوعا من الفرنسية اصطدموا بواقع تمثل في أن : الأمة ( صاحبة السيادة) كائن معنوي لا وجود لها واقعيا ، وبالتالي فممارسة السلطة فعليا تحتاج إلى أشخاص طبيعيين ينوبون عن الكائن المعنوي المجرد ( الأمة) ،لهذا أدرج المؤسس الفرنسي لعهد الثورة فكرة التمثيل السياسي في مختلف الدساتير اللاحقة ، كحل وسط بين استحالة ممارسة الأمة لسيادتها (باعتبارها كائن معنويا) وإبقاء الأمة مالكة للسيادة دون منازع.
2- سيادة الشعب :
في حقيقة الأمر أن الثورة الفرنسية ذات النزعة البرجوازية قد تضمنت تيارين فكريين أساسيين : الإتجاه الرافض لمنح عامة الناس حق المشاركة في الحياة العامة ، وبالتالي إبقاء الطبقة البرجوازية مهيمنة على الحياة السياسية في المجتمع الفرنسي ، وقد كان هذا الإتجاه ميالا إلى فكر مونتسكيو Montestesquieu لهذا قيل أن دستور الثورة الفرنسية لعام 1791 يعتبر (ابن مونتسكيو Montestesquieu ). وفي مقابل هذا الإتجاه برز تيار مؤيد لفكرة جان جاك روسو، الداعي إلى الديمقراطية المباشرة ،وبالتالي ضرورة إس ناد السيادة إلى عموم المواطنين ،وفي هذا الإطار جاء الدستور الفرنسي لسنة 1793 متأثرا بهذا الإتجاه ،جاعلا من الشعب مقرا للسيادة وهو رأي ينفي إمكانية تمثيل المواطن في ممارسة مظاهر السيادة ، وخاصة منها السلطة التشريعية .
وقد شهدت الحياة الدستورية الفرنسية منذ 1789 تذبذبا وتأرجحا بين نظريتي سيادة الأمة وسيادة الشعب ،فترة يتغلب أنصار النظرية الأولى، وأحيانا أخرى ينتصر إتجاه النظرية الثانية ،إلى غاية صدور دستور الجمهورية الخامسة الفرنسية بتاريخ 04 أكتوبر 1958 ،حيث تمكن المؤسس الفرنسي من التلفيف بين النظريتين بشكل احتفظت النظرية الأولى بجوهرها (ملك الأمة للسيادة) واكتسبت الثانية أهمية واقعية ( بتدخل المواطنين في تعيين مؤسسات الدولة) .

التعليق على النص :
1. في حقيقة الأمر أن حكم المادة 6 من الدستور الجزائري يفتح بابا واسعا لتفسيره، وتأويله نظرا للصياغة العامة التي وردت فيها ألفاظه ،فمصطلح الشعب ،الوارد في الفقرة01 من المادة 06 المذكورة يوحي بأن الشعب هو مصدر كل سلطة . إن هذه الصيغة تعوزها الدقة والصرامة ،لأننا قد نفسر مصدرية السلطة ، هذه على أساس أن الشعب هو المرجعية لجميع السلطات الموجودة في المجتمع ،علما بأن السلطات الموجودة في المجتمع متنوعة ومتعددة : السلطة الدينية ، الأخلاقية والسياسية والإجتماعية ...
وعلى هذا كان على المؤسس أن يتحرى الدقة في هذه الفقرة باستعمال صيغة تحدد طبيعة السلطة التي يعتبر الشعب مصدرا لها (السلطة السياسية بالمفهوم الوضعي ) والإطار الذي توجد فيه هذه السلطة ( الدولة)
بل إن المتمعن في المجتمع الجزائري المسلم يلاحظ أن التشريع المنظم للمؤسسة العائلية (قانون الأسرة) يفلت من السلطة التشريعية (مصدرها الشعب ) إذ أن هذا القانون إنما يجد مصدره في أحكام الشريعة الإسلامية وبالتحديد في الفقه المالكي – الذي يستمد منه هذا القانون معظم أحكامه .
2. أما بالنسبة للفقرة 02 من المادة 06 المشار إليها أعلاه فهي تثير علامات استفهام كثيرة تخص هذا " الشعب" الذي يملك السيادة الوطنية ،هل هو: عامة المواطنين ،بدون استثناء أم أن السيادة تجد مقرها في فئة معينة يمكن وصفها بالهيئة الإنتخابية التي تمارس مظاهر هذه السيادة عن طريق الإستفتاء بشكل مباشر أو عن طريق ممثليها بطريقة غير مباشرة ؟.
3. أما السيادة" الوطنية" التي يملكها الشعب فإن هذا الإصلاح هو الذي تبرز بشأنه أهم الملاحظات والتفسيرات التي تثيرها المادة 6 من الدستور الجزائري .
إن السيادة " الوطنية المكرسة في نص المادة المذكورة ،وما هي إلا نظرية سيادة الأمة المتولدة عن الثورة الفرنسة لعام 1789 ،والتي ظهرت كما هو معلوم ،في بيئة حضارية إجتماعية وسياسية متميزة ،ارتبطت هذه البيئة بكل مقوماتها وخصائصها الذاتية بالمجتمع الفرنسي ما بعد النظام القديم السائد قبل 1789.
والسؤال المطروح بصدد المؤسس الجزائري عندما أدرج المادة 6 في الدستور هو: هل كان المجتمع الجزائري مماثلا في خصائصه الحضارية الإجتماعية والتاريخية – عند وضع المادة 6 – لخصائص المجتمع الفرنسي ،حتى يقتبس فكرة السيادة منه؟.
الواقع أن هذا التساؤل يقود إلى طرح فكرة الأمة في حد ذاتها والتي اعتبرت في التاريخ الدستوري الفرنسي مقرا للسيادة .
هل مفهوم الأمة الوضعي ( الفرنسي والألماني) ينطبق على المجتمع الجزائري أم أن لهذا الأخير مفهوما آخر تصورا للأمة ؟.
إن إشكالية مفهوم الأمة- في الواقع- مطروحة على الشعوب الإسلامية ولم ينفرد المشرع الدستوري الجزائري بها ، إذ أن مجمل دساتير الشعوب الإسلامية قد أوردت الأمة بالمفهوم الوضعي ،ولم ينتبه فيها المؤسس إلى الفوارق الكبيرة القائمة بين مفهوم الأمة الوضعي ،ونظره الإسلامي ،الذي يعتمد عليها المفهوم الوضعي – (اللغة ، الإقليم، التاريخ ن العادات ...) فهي عناصر ثانوية قد تضمحل أمام العقيدة وبالنتيجة فالشعوب الإسلامية- وفقا للمفهوم الإسلامي- تشكل أمة واحدة يربطها الإيمان بالله ، بناء على ما تقدم فإن الصيغ الملائمة والتي كان من الضروري أن ترد فيها المادة 6 المذكورة هي : السيادة للشعب يمارسها ...
4. إن "التزاوج " الوارد في المادة 6 المشار إليها أعلاه ،بين نظريتي : سيادة الأمة وسيادة الشعب ،لا يوجد ما يبرره بالنسبة للمجتمع الجزائري، المتميز بخصائصه الثقافية والتاريخية عن المجتمع الفرنسي الذي فرضت عليه عولمة التاريخية ، السياسية والنفسية، هذا التزاوج" والتعايش بين نظريتين متناقضتين أصلا .
فعلا امتاز المجتمع الفرنسي منذ القرن الثامن عشر ،بل ومنذ القرون الوسطى بخضوعه إلى تأثير سلطة الطبقات الإجتماعية العديدة والمتدرجة وانعكس هذا الوضع- بثقله- على المؤسس الفرنسي ، ما بعد الثورة الذي تبنى – تارة- سيادة الأمة ،إرضاء للطبقة البرجوازية وأحيانا لجأ إلى سيادة الشعب نتيجة للرغبة المتزايدة لدى الطبقات الشعبية الهادفة إلى إشراكها في الحياة العامة ،بشكل مباشر (الديمقراطية المباشرة). وهذه التسوية أو "الهدنة" بين الطبقات الإجتماعية في فرنسا والمكرسة – على الصعيد الدستوري- بالمزج بين خصائص سيادة الأمة ،ومتطلبات سيادة الشعب فهذا كله – بالنسبة للمؤسس الفرنسي- حل للتناقضات التي تورط فيها رجال الثورة الفرنسية عند استبدال سيادة الملك بسيادة الأمة . أما المجتمع الجزائري فهو لم تحدث لديه مثل هذه التناقضات لعدم وجود العوامل والخصوصيات التي ميزت الشعب الفرنسي .
5. المواجهة بين نظريتين : سيادة الأمة وسيادة الشعب .
بقراءة تاريخية وسياسية لمحتوى المادة 6 من الدستور الجزائري يمكن القول أن المؤسس الجزائري جعل كلا من " الأمة" والشعب في مواجهة وتنافس دائمين ،فالتأكيد على " السيادة الوطنية" معنى أنه تبنى نظرية سيادة الأمة ، من جهة ،ومن ناحية ثانية وفي نفس المادة /1 يسند ملكية هذه السيادة للشعب ،علما بأنه من متطلبات سيادة الأمة – اللاشرعية في الدولة . خارج إرادة الأمة في حين أن المشرع الدستوري الجزائري ينقل هذه الشرعية إلى الشعب عندما نص صراحة أن :" السيادة الوطنية ملك للشعب وحده" وتأكد تحول الشرعية هذا من "الأمة " إلى الشعب من خلال المادة 7 من نفس الدستور التي جعلت من الشعب مصدر السلطة المؤسسة في الدولة ، بعد أن أكد في الفقرة 1 من المادة 6 أن جميع السلطات تجد مصدرها في الشعب مما جعل من إدراج سيادة الأمة في المادة 6 المذكورة لا معنى له مادام أن الأمة المقصودة في هذا المقصود في هذه المادة لا وجود لها ماديا فضلا عن كونها جردت من السيادة الفعلية .

محب بلاده
2012-02-23, 19:38
بحث آخر

*****************************************



منهجية التعليق على نص قانوني
التحليل الشكلي :

نص القانوني المادة :
تنص المادة ... على :  كل .... 

موقع النص القانوني :
يقع هذا النص ( المادة .... ) في قانون ..... المعدل و المتمم في : ................. .
و قد جاء في الكتاب ..... منه عنوانه ...... ، من الباب .... وعنوانه .....، في الفصل ..... وعنوانه ..... من القسم الأول تحت عنوان .......

البناء المطبعي :
لنص عبارة على ..... فقرة , و قد فصل بين كل منها بفاصلة .
الفقرة الأولى : تبدأ من " ...." وتنتهي عند " ... "
الفقرة الثانية : تبدأ من " ...." وتنتهي عند " ... "
الفقرة ال..... : تبدأ من " ...." وتنتهي عند " ... "

البناء اللغوي والنحوي:
استعمل المشرع الجزائري مصطلحات قانونية بحتة تظهر أهمية وفحوى المادة كـ التعويض......
مع ملاحظة أن هناك خطأ ارتكبه الناشر أو المشرع في الترجمة حيث الكلمة .... لا تقابل ..... و ..

البناء المنطقي:
نلاحظ ان المادة بدأت بكلمة "..... " وهنا..... . نسنتج أن المادة اعتمدت أسلوبا شرطيا .

التحليل الموضوعي :
تحليل مضمون النص:
يتضح من هذه المادة ان .........

تحديد الإشكالية :
ومن هذه المادة يمكن طرح الاشكال التالي :
ما هي . .. . . . .. ؟

التصريح بخطة البحث :
( و هي إجابة معمقة لما طرح في الإشكالية و أحسن خطة
هي التي تحوي مبحثيين لكل منهما مطلبان)

المقدمة :

نصت المواد من المادة 124 الى المادة 133 من القانون المدني الجزائري على المسؤولية عن الأعمال الشخصية وهو نوع من أنواع المسؤولية التقصيرية والتي تشمل الحطأ، الضرر والعلاقة سببية.

1) تحديد موقع النص :

النص هو عبارة عن المادة 124 من الكتاب الثاني عنوانه الالتزامات والعقود، من الباب الأول وعنوانه مصادر الإلتزام، في الفصل الثالث وعنوانه العمل المستحق للتعويض من القسم الأول تحت عنوان المسؤولية عن الأعمال الشخصية.

2) التحليل الشكلي:

- البناء المطبعي : النص عبارة على فقرة واحدة تبدأ من " كل عمل ...." وتنتهي عند " ... حدوثه بالتعويض " .
- البناء اللغوي والنحوي: استعمل المشرع الجزائري مصطلحات قانونية بحتى تظهر أهمية وفحوى المادة كالضرر، التعويض.
- البناء المنطقي: نلاحظ ان المادة بدأت بكلمة "كل عمل "وهنا أي جميع الأعمال وربطها بحرف واو في "ويسبب"، أي الأعمال التي تسبب ضررا. نسنتج أن المادة اعتمدت أسلوبا شرطيا .
-
3) تحليل مضمون النص:

يتضح من هذه المادة ان المسؤولية التقصيرية عن الأعمال الشخصية لا تقوم إلا على توافر اركانها والتي تتمثل في الخطأ، والضرر، والعلاقة سببية. وإذا توافرت أركانها كان مرتكب الخطأ مسؤولا بالتعويض عن الأضرار التي ترتبت على خطئه.
مع ملاحظة ان النص العربي لهذه المادة لم يرد فيه ذكر عبارة الخطأ بشكل صريح وإنما أشار إليه في " كل عمل أيا كان يرتكبه المرء ويسبب ضررا" غير أن الفرنسي ألزم من حصل الضرر بخطئه على تعويض هذا الضرر. مما يؤكد أن المشرع الجزائري قد إعتنق نظرية المسؤولية القائمة على أساس الخطأ.

4) تحديد الإشكالية :

ومن هذه المادة يمكن طرح الاشكال التالي:
ما هي أركان وآثار المسؤولية التقصيرية ؟




ــــــ التصريح بالخطة ـــــ

المبحث الأول : أركان المسؤولية التقصيرية عن الأعمال الشخصية
المطلب الأول : ركـن الخطــــأ
الفرع الأول : تحديد الخطأ الذي يوجب المسؤولية.
الفرع الثاني : أركان الخطـــأ.
الفرع الثالث : حالات انتفاء الخطأ.
الفرع الرابع : تطبيقات مختلفة لفكرة الخطأ.
المطلب الثاني : ركـن الضــــرر.
الفرع الأول : مفهوم الضرر وأنواعه.
الفرع الثاني : شروط الضرر الموجب التعويض.
الفرع الثالث : عبء إثبات الضرر.
المطلب الثالث : ركـن العلاقة السببيـة.
المبحث الثاني : آثار المسؤولية التقصيرية عن الأعمال الشخصية.
المطلب الأول : دعوى المسؤوليـــــة.
المطلب الثاني : جزاء المسؤولية "التعويض".


المبحث الأول : أركان المسؤولية التقصيرية عن الأعمال الشخصية )(1)

أورد المشرع الجزائري القاعدة العامة في المسؤولية التقصيرية، وهي المسؤولية عن العمل الشخصي في المادة 124 من القانون المدني الجزائري، والتي تنص بأنه " كل عمل أيا كان، يرتكبه المرء ويسبب ضررا للغير يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض))
ويتبين من هذا النص أن المسؤولية عن العمل الشخصي هي تلك التي تترتب على عمل يصدر من المسؤول نفسه وأن المسؤولية التقصيرية كالمسؤولية العقدية أركانها ثلاثة وهي الخطأ، والضرر، وعلاقة السببية بينهما، كما يتضح بأن أساس هذه المسؤولية هو الخطأ، الواجب الاثبات، وعلى المضرور إثباته، فإذا ثبت الخطأ وترتب عليه ضرر للغير فإن مرتكبه يلتزم بتعويض الغير عن هذا الضرر، وللقاضي الأساس حق تقدير قيام الخطأ، كما له حق تقدير إنتفائه، غير أنه يخضع لرقابة المحكمة العليا في عملية تكييفه القانوني.
وسنتناول فيما يلي الأركان الثلاثة للمسؤولية التقصيرية في ثلاث مطالب:

المطلب الأول : ركـن الخطـــــأ(2)

الفرع الأول : تحديد الخطأ الذي يوجب المسؤولية:
لقد اختلفت وتعددت الآراء في تحديد الخطأ الذي يوجب المسؤولية، والمستقر عليه فقها وقضاءا لآن أن الخطأ في المسؤولية التقصيرية هو إخلال الشخص بالتزام قانون مع إدراكه لهذا الإخلال فهو إخلال بالتزام قانوني أي بمعنى الانحراف في السلوك المألوف للشخص العادي، ويتمثل هذا الالتزام في وجوب أن يصطنع الشخص في سلوكه اليقظة والتبصر حتى لا يضر بالغير فإذا انحرف عن هذا السلوك الواجب وكان مدركا لهذا الانحراف كان هذا منه خطأ يستوجب مسؤوليته التقصيرية، واستقر أغلب الفقهاء على ان الخطأ هو الإخلال بالتزام قانوني مع الإدراك بأنه يضر بالغير.(3)
وبالرجوع إلى المشرع الجزائري يتضح لنا بأنه يجعل الخطأ الأساس الذي تقوم عليه المسؤولية المدنية بصفة عامة وهذا دون أن يعرف ماهية الخطأ، لما فيه من الدقة والصعوبة

واقتصر على نص المادة 124 ق م ج، وهذا في عبار " كل عمل أيا كان يرتكبه المرء ويسبب ضررا" وكذا نص المادة 125 فقرة الأولى من ق م ج، " يكون فاقد الأهلية مسؤولا عن أعماله الضارة متى صدرت منه وهو مميز" .
ومن هنا يتضح أن الخطأ في المسؤولية التقصيرية يقوم على ركنين أولهما مادي وهو التعدي أو الانحراف والثاني معنوي نفسي وهو الإدراك والتمييز. إذ لا خطأ بغير

ـــــــــــــــــــ
(1) د/ بلحاج العربي، النظرية العامة للالتزام في القانون المدني الجزائري، ج 2، د م ج، ط 1999 ، ص: 60، 61 .
(2) المرجع نفسه، ص: 63 .
(3) د/ خليل أحمد حسن قدادة، الوجيز في شرح القانون المدني الجزائري، مصادر الإلتزام ، ج 1، د م ج 1994، ص: 242 .

إدراك.(1)

الفرع الثاني: أركان الخطـــأ
أولا : الركن المادي (التعدي)

التعدي هو الإخلال بالالتزام القانوني العام بعدم الإضرار بالغير. أي هو كل انحراف عن السلوك المألوف للرجل العادي فهو تجاوز للحدود التي يجب على الشخص التزامها في سلوكه ومثال ذلك أن القانون يوجب إضاءة السيارات ليلا وعدم تجاوز حد معلوم من السرعة، ففي مثل هذه الأحوال يعتبر الإخلال بالالتزام القانون تعديا، ويقع التعدي إذا تعمد الشخص الإضرار بغيره أي عن قصد، كسائق سيارة يقوم بدهس غريمه عمدا وهو ما يسمى بالجريمة المدنية كما يقع التعدي دون قصد نتيجة للإهمال أو التقصير كسائق سيارة يتجاوز السرعة المقررة فيدهس أحد الأشخاص وهو ما يسمى بشبه الجريمة المدنية.(2)
والسؤال المطروح في التعدي، هو متى يعتبر الخطأ الذي صدر عن الإنسان تعديا على التزام قانوني؟ أو ما هو المعيار الذي من خلاله نقيس أعمال الشخص الذي يقوم بها، إذا كانت تمثل إخلالا بالتزام قانون أم لا ؟(3)
وهذا المعيار إما أن يكون ذاتيا أو موضوعيا .
- فإذا أخذنا بالمعيار الشخصي الذاتي، فإننا ننظر الى الشخص الذي وقع منه السلوك فيجب لاعتبار هذا السلوك أو العمل تعديل أن نضع في نظرنا عدة اعتبارات منها السن والجنس والحالة الاجتماعية وظروف الزمان والمكان المحيطة بارتكابه التعدي أي عند محاسة الشخص عن اعماله ننظر الى تقديره للعمل الذي ارتكبه أي أن الشخص لا يكون مرتكبا لخطأ قانون إلا إذا أحس هو أنه ارتكب خطأ فضميره هو دليله ووازعه.(4)

- أما إذا أخدنا بالمعيار الموضوعي يفترض استبعاد الاعتبارات السابقة وننظر إلى سلوك هذا الشخص بسلوك الأشخاص الذين يتعامل معهم ويعايشهم، ونقيس هذا السلوك بأوسط الناس أي بالشخص العادي الذي لا يتمتع بذكاء خارق وفي نفس الوقت ليس محدود الفطنة خامل الهمة، يعتبر العمل تعديا "خطأ" إذا كان الشخص العادي لا يقوم به في نفس الظروف التي كان فيها الشخص المسؤول ولا يعتبر العمل تعديا "الخطأ" إذا كان الشخص العادي يقوم به








ـــــــــــــــــــ
(1) د/ بلحاج العربي، المرجع السابق، ص: 64.
(2) المرجع نفسه، ص: 64،65
(3) د/خليل احمد حسن قدادة، المرجع السابق، ص :242.
(4) المرجع نفسه، ص: 242.


في نفس الظروف التي كان فيها الشخص المسؤول.(1)
ويلاحظ ان المعيار الموضوعي او معيار الرجل العادي هو المعيار الأقرب للمنطق لأن اعتبارته واضحة ومعلومة لا تتبدل ولا تتغير بتغير الشخص مما يساعد على ثبات قاعدة التعامل بين الناس في فكرة التعويض، أما الأخذ بالمعيار الشخصي الذي يبين على اعتبارات ذاتية خفية يستعصي على الباحث كشفها، إضافة إلى أنها تختلف من شخص لآخر.
وبالتالي فالمعيار الموضوعي هو الأساس لقياس التعدي وهو المعيار الذي أخذ به المشرع الجزائري في الكثير من أحكامه فيقاس به الخطأ العقدي في الإلتزام ببذل عناية (م 172/2 ق م ) ، ويفرضه المشرع على المستأجر ( م495 ق م ) والمستعير ( م544 ق م).(2)
ويقع عبء اثبات التعدي على الشخص المضرور (الدائن) وأن يقيم الدليل على توافر أركان مسؤولية المدعى عليه ومن بينها ركن الخطأ. وذلك بإثبات أن المعتدي انحرف عن سلوك الرجل العادي بكافة طرق الاثبات بما فيها البينة والقرائن. إلا إذا أقام المدين أن عمل التعدي الذي صدر منه يعتبر عملا مشروعا وذلك من خلال أنه كان وقت ارتكابه للعمل في إحدى الحالات إما حالة الدفاع الشرعي أو حالة ضرورة، أو حالة تنفيذ أمر صادر عن الرئيس.
ثانيا : الركن المعنوي (الإدراك)
وهو الركن الثاني لأركان الخطأ وهو الإدراك ويجب أن يكون هذا الشخص مدركا لأعمال التعدي التي قام بها سواء بقصد أو وقعت منه بغير قصد.(3)

والإدراك مرتبط بقدرة الانسان على التمييز، وسن التمييز في القانون الجزائري هو 16 سنة، فمن بلغ سن السادسة عشرة من عمره يكون مسؤولا مسؤولية كاملة على كل أفعاله الضارة، وهذا ما قررته المادة 125 من القانون المدني الجزائري الفقرة الأولى، حيث تنص على أن " يكون فاقد الأهلية مسؤولا عن أعماله الضارة متى صدرت منه وهو مميز"، أما بالنسبة للذي لم يبلغ سن 16 فالقاعدة العامة لا مسؤولية عليه ويتساوى مع الصبي غير المميز والمجنون والمعتوه ومن فقد رشده لسبب عارض.
ويستثنى بنص المادة 125/2 ق م حالتان يكون فيها الصبي غير المميز أو عديم التمييز مسؤولا عن أعماله الضارة بالتعويض وهو حالدة عدم وجود مسؤول عن الصبي غير المميز وحالة تعذر الحصول على تعويض من المسؤول وفي هذه الحالة يكون للقاضي أن يحكم على من وقع منه الضرر بتعويض عادل مراعيا في ذلك مركز الخصوم، ونصت المادة 125/2 ق م على " غير أنه اذا وقع الضرر من سخص غير مميز ولم يكن هناك من من هو مسؤول عنه أو تعذر الحصول على تعويض من المسؤول ، جاز للقاضي أن يحكم على من وقع منه الضرر بتعويض عادل مراعيا في ذلك مركز الخصوم".

ـــــــــــــــــــ
(1) د/خليل احمد حسن قدادة، المرجع السابق، ص :242.
(2) د/ بلحاج العربي، المرجع السابق، ص: 67.
(3) د/خليل احمد حسن قدادة، المرجع السابق، ص :242.



فهذه المسؤولية لا تقوم على أساس الخطأ لأن عدم التمييز يكون فاقد الإدراك وانما تقوم على أساس تحمل التبعة أو التضامن الاجتماعي أو مقتضيات العدالة، ولهذا كانت مسؤولية استثنائية.(1)

الفرع الثالث : حالات انتفاء الخطأ :

إذا كان الأصل في التعدي أن يعتبر عملا غير مشروع ( المادة 124 من ق م ) فإن هناك حالات ترتفع فيها عنه هذه الصفة ومن ثم لا تقوم المسؤولية رغم ما فيها من أضرار بالغير، وعليه فقد تضمن القانون الجزائري نصوصا تناول فيها حالة الدفاع الشرعي، وحالة الضرورة، وحالة تنفيذ أمر الرئيس، إلا أن هذه الحالات ليست واردة على سبيل الحصر. ويكون من الممكن انتفاء الخطأ في حالات أخرى كما إذا رَضِيَّ المصاب بحدوث الضرر، ونتناول هذه الحالات كالآتي:

























ـــــــــــــــــــ
(1) د/ بلحاج العربي، المرجع السابق، ص: 67.





1/ حالة الدفاع الشرعي: (1)
تنص المادة 128 من القانون المدني الجزائري، على انه " من أحدث ضرر وهو في حالة دفاع شرعي عن نفسه أو عن ماله، أو عن نفس الغير أو عن ماله كان غير مسؤول على ألا يتجاوز في دفاعه القدر الضروري، وعند الاقتضاء يُلزم بتعويض يُحدده القاضي" إن حالة الدفاع الشرعي تنفي عن التعدي وصف الانحراف في السلوك وترفع فيها صفة الخطأ وهذا تطبيقا سليما لمعيار الرجل العادل، فالرجل العادي المعتاد كان سيـأتي نفس الفعل لو تهدده خطر جسيم على ألا يتجاوز في دفاعه القدر الضروري لدفع الاعتداء ولقيام حالة الدفاع الشرعي وفقا للمادة 128 ق م، يدب أن تتوفر فيها الشروط المعروفة في القانون الجزائي، وهيhttp://www.droit-dz.com/forum/images/smilies/frown.gif2)
أ/ أن يوجد خطر حال أو وشيك الحلول.
ب/ أن يكون ايقاع هذا الخطر عملا غير مشروع أما إذا كان من الأعمال المشروعة مثل اللص الذي يطارده رجال الأمن فلا يحق له أن يقاوم بحجة الدفاع الشرعي.
ج/ ألا يكون في استطاعة هذا الشخص دع الاعتداء باي وسيلة أخرى مشروعة كالاستعانة برجال الأمن وغيرهم.
د/ أن يكون دفع الاعتداء بالقدر اللازم والضروري دون مجاوزة أو إفراط.
2/ حالة تنفيذ أمر صادر من الرئيسhttp://www.droit-dz.com/forum/images/smilies/frown.gif3)
نصت المادة 129 قانون مدني جزائري على أنه " لا يكون الموظفون والعمال العامون مسؤولين شخصيا عن أعمالهم التي أضرت بالغير إذا قاموا بها تنفيذا لأوامر صدرت اليهم من رئيس متى كانت اطاعة هذه الأوامر واجبة عليهم".
فتنفيذ أوامر صادرة من رئيس يجعل التعدي عملا مشروعا وذلك إذا توافرت الشروط الآتية:
أ/ أن يكون مرتكب الفعل موظفا عموميا.
ب/ أن يكون هذا الموظف قد قام بالفعل تنفيذا لأمر صادر إليه من رئيس وأن تكون طاعة هذا الأمر واجبة، وهي لا تكون كذلك إلا إذا كان العمل مشروعا.








ـــــــــــــــــــ
(1) د/خليل احمد حسن قدادة، المرجع السابق، ص :244.
(2) د/ بلحاج العربي، المرجع السابق، ص: 85.
(3) د/خليل احمد حسن قدادة، المرجع السابق، ص :244.

ج/ أن يثبت الموظف العام أنه راعى في عمله جانب من الحيطة والحذر.
3/ حالة الضرورة http://www.droit-dz.com/forum/images/smilies/frown.gif1)
تنص المادة 130 من القانون المدني الجزائري على أنه " من سبب ضررا للغير ليتفادى ضررا أكبر محدقا به أو بغيره فينبغي ألا يكون ملزما إلا بالتعويض الذي يراه القاضي مناسبا:
وتعرضت المادة الى الحالة الثالثة التي إذا استطاع الشخص المسؤول بالتعويض أن يقيم الدليل على انه وثت ارتكاب التعدي كان في حالة الضرورة أن يتخلص من جزء من مسؤوليته وذلك وفق الشروط التالية:
أ/ أن يكون هناك خطر حال يهدد مرتكب الفعل أو الغير في النفس أو المال
ب/ أن يكون مصدر هذا الخطر أجنبيا ر يرجع الى الشخص المتضرر و لا لمحدث الضرر .
ج/ أن يكون الخطر المراد تفاديه أشد بكثير من الضرر الذي وقع.
4/ حالة رضا المصاب : (2)
ويتمثل في قبول المخاطر وما يحدث عنها من ضرر أو في الرضا بحدوثه وعلى هذا الأساس لا يعتبر المصاب راضيا بحدوث الضرر له إلا إذا كان هو قد طلب من الفاعل إحداث ضرر معين له ، والحكم في حالة الرضا بالضرر وقبول الخطر أنه متى حدث الضرر ووقع صحيحا يرفع عن الفاعل واجب احترام الحق الذي وقع المساس وبالتالي يجعل فعله لا خطأ فيه. ويشترط لصحة رضا المصاب بالضرر ما يلي:
أ/ أن يكون هذا الرضا أو القبول صحيحا أي صادر من ذي أهليه وغير مشوب بعيب من عيوب الرضا.
ب/ أن يكون مشروعا أي غير مخالف للنظام العام أو للآداب العامة .
الفرع الرابع : تطبيقات مختلفة لفكرة الخطأ (3)
أ/ الأخطاء الناجمة عن حوادث النقل : النقل فرعين لنقل باجر والنقل غير أجرة ، فإذا كنا أمام الناقل بأجر نكون أمام مسؤولية عقدية أساسها عقد النقل القائم بين الناقل والشخص ـــــــــــــــــــ
(1) د/خليل احمد حسن قدادة، المرجع السابق، ص :245.
(2) د/ بلحاج العربي، المرجع السابق، ص: 93.
(3) د/خليل احمد حسن قدادة، المرجع السابق، ص :246.


المسافر ، وبالتالي يكون الناقل مسؤول عما يصيب المسافر ولا يجوز إعفاؤه منها ، إلا إذا أثبت أن الضرر سببه القوة القاهرة أو خطأ المسافر وانه لم يكن يتوقعه ولم بكن باستطاعته تفاديه ( م 62-63 ق، تجاري ).(1) أي الناقل أراد التخلص من مسؤولية عليه إثبات سبب الضرر كان سبباً لا يد له فيه .
وإذا كنا أمام النقل بغير أجر فإننا نكون أمام مسؤولية تقصيرية توجب على الشخص المضرور إثبات ركن الخطأ في جانب الناقل ، والضرر العلاقة السببية
ب/ الأخطاء الفنية في مزاولة المهنية : وهذه الأخطاء تقع كثيرا في مزاولة المهنية كالأطباء والمحامين والصيادلة ، فالطبيب يخطئ أثناء إجرائه للعملية والصيدلي أتناء تركيبه للدواء والمحامي أثناء المرافعات وإجراءات التقاضي وبغير أكثر هذه الأحوال مسؤولية عقدية لأنهم يرتبطون مع عملائهم بعقود في تقديم خدماتهم الفنية والتزامهم ببذل العناية لا التزامهم بعقود بتحقيق النتيجة فيكونوا مسؤولين إذا أقاموا الحجة على انهم لم يبذلوا العناية الكافية ، سيار هذا الإخلال هو معيار الجل العادي ، يشدد القضاء في المسؤولية بحيث يجعل المعيار الفني هم المعيار الذي تقاس منت خلاله مسؤولية كل واحد ( ص ب هذه المهن ، ومضمون هذا المعيار هو الانحراف والخروج عن الأصول الفنية للمهنية.(2)
ج/ التعسف في استعمال الحق : فهوا انحراف في مباشرة السلطة من السلطات الداخلة في حدود الحق أي أن صاحب الحق يعمل داخل نطاق حقه ولكن يتعسف في استعمال هذا الحق ، كان يقيم شخص حائطاً مرتفعاً ىعلى ألرضه بقصد حجت النور والهواء عن جاره ، لا يخرج عن حدود حقه ولكنه يتعسف في استعمال هذا الحق.(3) وهو صور من صور الخطأ الذي يستوجب المسؤولية التقصرية ، وقد نصت ( المادة 41 ق. م) يعتبر استعمال حق تعسفياً في الأحوال التالية :
أ/ إذا وقع بقصد الأضرار بالغير .
ب/ إذا كان يرمي إلى الحصول على فائدة قليلة بالنسبة إلى الضرر الناشئ للغير
ج/ إذا كان الغرض منه الحصول على فائدة غير مشروعة .












ـــــــــــــــــــ
(1) د/ بلحاج العربي، المرجع السابق، ص: 100.
(2) د/خليل احمد حسن قدادة، المرجع السابق، ص :247.
(3) د/ بلحاج العربي، المرجع السابق، ص: 111.

والمعيار الذي قاس عليه مسؤولية صاحب الحق المتعسف هو معب=يار الرجل العادي وهو المعيار العام في المسؤولية التقصرية ، وعليه فإن الانحراف عن هذا السلوك في استعمال الحق لا يعتبر تعسف إلا اتخذ صورة منت الصور الثلاثة التي حددتها المادة 41 من القانون المدني الجزائري.

المطلب الثاني : ركــن الضـــرر

الفرع الأول : مفهوم الضرر وأنواعه :

لا يكفي لقيام المسؤولية التقصرية ان يقع خطأ وإذا يجب أن يترتب عن ضرر ، ونُعرفه بصفة عامة " هو الأذى الذي يصيب الشخص نتيجة المساس بمصلحة مشروحة له أو حق من حقوقه ".(1) والضرر قد يكون مادياً أو معنوياً ويضيف إليه الفقه والقضاء الضرر المرتد .
1/ الضرر المادي : هو ما يصيب الشخص في جسمه أو في ماله ، فيتمثل في الخسارة المالية التي تترتب على المساس بحق (أو مصلحة ) سواء كان الحق ماليا ( كالحقوق العينية أو الشخصية أو الملكية الفكرية أو الصناعية ) ويكون ضررا مادياً إذا نجم عن هذا المساس إنتقاص للمزايا المالية التي يخولها واحد منت تلك الحقوق او غير مالي كالمساس بحق من الحقوق المتصلة بشخص الانسان كالحرية الشخصية وحرية العمل وحرية الرأي كحبس شخص دون حق أو منعه من السفر للعمل يترتب عليه ضرر مادي أيضا.(2) (شرط أن تكون المصلحة مشروعة) .
2/ الضرر المعنوي أو الأدبي : هو الضرر الي يلحق الشخص في حقوقه المالية أو في مصلحة غير مالية ،فهو ما يصيب الشخص في كرامته أوفي شعوره أو في شرفه أو في معتقداته الدينية أو في عاطفته وهو أيضا ما يصيب العواطف من ألام نتيجة الفقدان شخص عزيز ، وقد توسع القضاء في مفهوم المصلحة الأدبية فأعتبر ضررا أدبياً ما يصيب الشخص من جراء السب أو القذف منت ايذاء للسمعة أو عن آلام النفس إلى نطاق منت المحافظة على إسم الشخص وحرمة عائلته وشرفها .












ـــــــــــــــــــ
(1) د/ بلحاج العربي، المرجع السابق، ص: 134.
(2) د/ بلحاج العربي، المرجع السابق، ص: 147.

وفيما يخص التعويض على الأدبي فلم يأتي الحق م . ج ، بنص صريح يقضي بمبدأ التعويض منت الضرر الأدبي ، غير أن صياغة نص المادة 124 ف,م جاءت مطلقة لا تميز بين الضرر المادي والضرر الأدبي كما أن نص المادة 131 ق.م جاءت المتعلقة لمدى التعويض التي لم تتعرض للتعويض الأدبي ،وهو هذا نقص في التشريع الجزائري في حين أن الفقه الجزائري متفق على تعويض مختلف أنواع الضرر الأدبي كما أن الفضاء الجزائري حكم في تطبيقاته حكم بدفع التعويض الأدبي وقد نص المشرع الجزائري في (مادة 3 فقرة 4 من إ ج ) من انه تقبل ديون المسؤولية عن كافة اوجه الضرر سواء كانت مادية أو جسمانية أو أدبية .(1)
3/ الضرر المرتد : وهو نوع عرفه رجال الفقه، وهو يلحق الضرر في العادة بالشخص المصاب على مصالحه المادية أو المعنوية غبر ان هذا الضرر لا يقتصر أحيانا على المضرور وحده ،بل قد يرتد أو ينعكس على أشخاص آخرين يصيبهم شخصيا بوقوعه أضراراً أخرى ، ويسمى هذا بالضرر المرتد مثال ذاك تالضرر الذي يصيب الأسرة التي يموت عائلهم في حادثة (مادي ومعنوي) على أن القانون الجزائري قد حدد من لهم حق المطالبة بالتعويض عن الضرر الأدبي نتيجة موت شخص آخر وهم الأزواج والأقارب إلي الدرجة الثانية، غير أن الأخوة والأخوات ى يستحقون التعويض إلا إذا أثبتو بكفالة مفهوم الضمان الاجتماعي بواسطة وثيقة رسمية أن الضحية كانت تعولهم.(2)

الفرع الثاني: شروط الضرر الموجب التعويض: (3)

يشترط لتحقيق الضرر الشروط التالية :
أ/ الإخلال بحق مالي مصلحة مالية : يجب لوقوع الضرر أن يكون هناك ، خلال بحق المضرور أو بمصلحة مالية له [ نمثلاً الإخلال بحق المضرور إذا أخرق شخص منزل لأخر أو أتلف زرعه…] فبجب لمساءلة المعتدي أن بمس إعتداءه حقا ثانيا يحميه القانون ويستوي في هذا أن يكون الحق ماليا وفي هذا يشترط أن تكون المصلحة مشروعه لوجوب التعويض الأضرار .
ب/ أن يكون الضرر محققا : لكي يتوفر الضرر لابد يكون وقع فعلاً أو أنه مؤكد الوقوع في المستقبل وفي هذا يجب أن نميز بين ثلاث أقسام للضرر المستوجب التعويض :



ـــــــــــــــــــ

(1) د/ بلحاج العربي، المرجع السابق، ص: 153.
(2) د/ بلحاج العربي، المرجع السابق، ص: 156.
(3) د/ بلحاج العربي، المرجع السابق، ص: 157.


1- الضرر الواقع : هذا الواقع فعلاً ولا مشكلة تثار حول وقوعه كإصابة الشخص نتيجة حادث السيارة .
2- ضرر مؤكد الوقوع : هو الضرر لم يقع بعد ولكن وقوعه مؤكد فسبب الضرر قد تحقق ولكن آثاره كلها أو بعضها تراخت في المستقبل كإصابة عامل بعاهة مستديمة تحجز عن الكسب مستقبلا ، فبعوض عن الضرر الذي وقع فعلا متن جراء عجزة عن العمل في الحال وعن الضرر الذي سيقع حتماً نتيجة عجزه عن العمل في المستقبل فالتعويض شمل الضرر الحالي والضرر المستقبل المحقق الوقوع ، أو تهدم منزل يكون حتمي ولابد من وقوعه نتيجة لعمل آلات مصنع مجاور أدت إلى الأضرار بالأساس، فإن الضرر في هذه الحالة يكون مؤكد الوقوع.
3- الضرر الاحتمالي: هو الضرر الذي لم يقع بعد ولكن وقوعه مستقبلا غير محقق الوقوع، فهو يختلف عن الضرر المستقبلي ولا تقوم عليه المسؤولية المدنية بل ينتظر حتى يصبح الاحتمال يقينا فلا تعويض عنه إلا إذا تحقق فعلا، مثلا : أن يُحدث شخص بخطئه خللا في منزل جاره فهو ضرر محقق يلزم المسؤول بإصلاحه أما ما قد يؤدي إليه الخلل من انهدام المنزل في المستقبل فهو من قبيل الضرر المحتمل ولا تعويض عنه إلا إذا انهدم فعلا نتيجة هذا الخلل.
* وينبغي عدم الخلط بين الضرر المحتمل والضرر المتمثل في تفويت فرصة وهي حرمان الشخص فرصة كان يحتمل ان تعود عليه بالكسب فالفرصة أمر محتمل ولكن تفويتها أمر محقق، كأن يصدم شخص كان في طريقه إلى أداء امتحان في مسابقة، فقد فوتت عليه الفرصة أو الفوز، وهذا القدر كاف لتحقق الضرر الذي يقع فعلا فهو مستوجب التعويض.
ج/ ان يكون الضرر شخصيا: (1)
وهذا الشرط ينصرف القصد فيه إلى أنه إذا كان طالب التعويض هو المضرور أصلا فيجب عليه أن يثبت ما أصابه شخصيا من ضرر وإذا كان طلب التعويض بصفة أخرى فالاثيات يكون للضرر الشخصي لمن تلقى الحق عنه.












ـــــــــــــــــــ
(1) د/ بلحاج العربي، المرجع السابق، ص: 166.

د/ أن لا يكون قد سبق تعويضه:
إذا أنه لا يجوز أن يحصل المضرور على أكثر من تعويض لإصلاح ضرر بعينه، فإذا قام مُحدث الضرر بما يجب عليه من تعويضه اختيارا فقد أوفى بالتزامه، ولا محل بع ذلك لمطالبته بالتعويض.
غير أنه إذا كان المضرور مؤمنا على نفسه ضد ما قد يصيبه من حوادث فإنه يمكنه بعد الحصول على تعويض شركة التأمين أن يطالب بعد ذلك محدث الضرر بالتعويض بما لم يشمله مبلغ التأمين.
وفي الأخير يجدر الإشارة إلى أن الضرر الأدبي كالضرر المادي يجب أن يكون محقق وشخصيا ولم يسبق التعويض عنه حتى يمكن للقاضي التعويض عنه والأمر فيها يخضع تقديره لمحكمة الموضوع.
الفرع الثالث : عبء إثبات الضرر
ويقع عبء الإثبات على من يدعيه وذلك وفقا لما تقضي به القاعدة العامة من أن المدعي هو المكلف بإثبات ما يدعيه " البينة على من ادعى " واثبات الضرر أو نفيه من الأمور الواقعية التي تقدرها محكمة الموضوع ولا رقابة فيها للمحكمة العليا، أما تحديد الضرر وبيان عناصره وموجباته وتكييف عنه كلها تخضع لرقابة المحكمة العليا لأنها كلها من مسائل القانون التي يخضع فيها قاضي الموضوع للرقابة.
ولا يكتفي من المدعي باثبات الضرر الذي أصابه وخطأ المدعي عليه بل عليه ان يثبت الضرر الذي يدعيه إنما هو ناشئ عن خطأ المدعي عليه مباشرة أي ان يثبت العلاقة المباشرة بين الضرر والخطأ المسبب للضرر وتلك هي العلاقة السببية.(2)



















ـــــــــــــــــــ
(1) د/ بلحاج العربي، المرجع السابق، ص: 169، 170



المطلب الثالث : ركـن العلاقة السببيـــة

وهو الركن الثالث في المسؤولية التقصيرية وتعني وجوب وجود علاقة مباشرة بين الخطأ الذي ارتكبه الشخص المسؤول وبين الضرر الذي وقع بالشخص.(1) وقد عبر المشرع الجزائري عن ركن السببية في المادة 124 ق م في عبارة " ويسبب ضررا" لذا حتى يستحق التضرر التعويض يجب أن يثبت وجود علاقة سببية بين الخطأ والضرر، وعلى المسؤول إذا ما أراد أن ينفي علاقة السببية ان يثبت السبب الأجنبي أي السبب الذي لا يد فيه.
ولتحديد السببية نجد أنفسنا أمام أمر بالغ التعقيد وذلك لأنه يمكن ان ينسب الضرر لعدة أسباب لا لسبب واحد أي أمام تعدد الأسباب، ويمكن ان يترتب عن خطأ ما ضرر أو ويلحقه وقوع ضرر ثاني ثم ثالث وهذا ما يسمى بتعاقب الأضرار. وفي هذا تحديد الأضرار التي أنتجها الخطأ ومن تحديد النقطة التي تنقطع عندها السببية.
أولا : تعدد الأسباب : يكون الضرر ناتج عن عدة وقائع فتشترك في حدوثه ويصعب استبعاد منها لأن الضرر وقع لاجتماعها معا. ومثال ذلك المثال التقليدي ترك شخص سيارته في الطريق دون إغلاق أبوابها وترك المفتاح بها فسرقها شخص وقادها بسرعة ليهرب بها فصدم شخا وتركه دون إنقاذ، ثم مر شخص آخر فحمل المصاب إلى المستشفى بسرعة فاصطدم بشاحنة، أدى إلى وفاة المصاب، فما هي مسؤولية صاحب السيارة المسروقة عن إحداث الوفاة؟
ظهرت نظريات عميقة تثير مسألة تعدد الأسباب خاصة في الفقه الألماني ومن أهمها:
- نظرية تكافؤ الأسباب او تعادلها : عرفها الفقيه ميل بأن السبب ما هو إلا مجموع القوى التي ساهمت في إحداث الظاهرة والسبب ما هو إلا علاقة ضرورية بين السبب والأثر. وبمعنى آخر إذا اشتركت عدة وقائع في إحداث الضرر وكان كل منها شرطا في حدوثه بحيث لولاها لما وقع، اعتبرت كل هذه الوقائع القريب منها والبعيد أسبابا متكافئة او متساوية تقوم علاقة السببية بينها وبين الضرر ولمعرفة ما إذا كان بهذا السبب متكافئا نتساءل إذا كان الضرر سيحدث لولا مشاركة هذا السبب فإذا كان الجواب بالإيجاب يعتد بهذا السبب وان كان الجواب بالنفي فتقوم العلاقة السببية ويعتد به، فسرعة السارق وسرعة المنقذ كلها ساهمت في حدوث الوفاة فيعتبر كل منها سبب لها. وانتقدت النظرية وظهرت نظرية السبب المنتج.










ـــــــــــــــــــ
(1) د/خليل احمد حسن قدادة، المرجع السابق، ص :251.


- نظرية السبب المنتج : رائدها الفقيه الألماني "فون كريس" مفادها : إذا اشتركت عدة أسباب في إحداث ضرر يجب استخلاص الأسباب المنتجة فقط وإهمال باقي الأسباب. فالسبب المنتج هو ذلك السبب الذي يؤدي بحسب المجرى الطبيعي للأمور إلى وقوع مثل هذا الضرر الذي وقع و إلا فانه شيئا عرضيا لا يهتم به القانون، ولو طبقناها عن المثال السابق فإهمال مالك السيارة سببا عارضا وليس سببا منتجا، ولقد نجحت هذه النظرية مما حمل الفقه والقضاء على اعتناقها ويمكن القول بأن المادة 182 من القانون المدني الجزائري إنها تؤيد فكرة النظرية.
والأثر الذي يرتب على تعدد الأسباب أنه يجب الاعتداد بها جميعا ونصت على ذلك المادة 126 ق م " إذا تعدد المسؤولون عن عمل ضار كانوا متضامنين بالتزامهم بتعويض الضرر وتكون المسؤولية فيما بينهم بالتساوي إلا إذا عين القاضي نصيب كل منهم في الالتزام بالتعويض".
ثانيا : تعدد الأضرار
تسلسل الأضرار وتعاقبها ويحدث عندما يؤدي الفعل الخاطئ إلى ضرر الشخص ثم يؤدي هذا الضرر إلى ضرر ثان بنفس الشخص وهذا الأخير يؤدي إلى ضرر ثالث وهكذا والتساؤل مطروح عما إذا كان الفعل الخاطئ يعتبر مصدر لجميع هذه الأضرار أم لبعضها فقط. ومثال ذلك المثال الشهير الفرنسي حيث اشترى شخص بقرة مريضة ووضعها مع أبقاره فانتقلت العدوى اليها فتعذر عليه زراعة أرضه وكثرت ديونه فحجز الدائنون على أرضه وبيعت بثمن بخس ولم يستطع معالجة ابنه المريض فمات، فهل يسال بائع البقرة على كل هذه الأضرار؟ ام ان هناك نقطة يجب ان نقف عندها.
- ونحن نعلم بان التعويض يكون على الضرر المباشر، ويقول "بواتيه" أن المسؤول لا يسأل إلا عن الضرر المباشر أي عليه أن يعوض عن الماشية التي انتقلت إليها العدوى إلى جانب التعويض عن هلاك البقرة أما بقية الأضرار لا يسأل عنها محدث الضرر.
فالقاعدة التقليدية كمل قلنا أننا نقف عن الضرر المباشر فنعوض عنه ونغفل الضرر الغير المباشر ويجب في هذا الصدد ان نضع المعيار الذي يعتد به في الضرر المباشر. ولقد وضعت المادة 182 قانون مدني جزائري المعيار الذي يحدد مسؤولية محدث الخطأ في حالة تعاقب الأضرار فنصت " إذا لم يكن التعويض مقدار في العقد، أو في القانون فالقاضي هو الذي يقدره، ويشمل التعويض ما لحق الدائن من خسارة وما فاته من كسب، بشرط أن يكون هذا نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بالالتزام أو للتأخر في الوفاء به. ويعتبر الضرر نتيجة طبيعية إذا لم يكن في استطاعة الدائن أن يتوقاه ببذل جهد معقول" فالضرر المباشر هو ما كانت نتيجة طبيعية للضرر الحاصل.
نفــي العلاقــة السببيــة
حيث تنص المادة 127 من القانون المدني الجزائري " إذا أثبت الشخص أن الضرر قد نشأ عن سبب لا يد له فيه كحادث مفاجئ، أو قوة قاهرة أو خطأ صدر من المضرور، أو خطأ من الغير، كان غير ملزم بتعويض هذا الضرر ما لم يوجد نص قانوني أو اتفاق يخالف ذلك". فإذا تدخل السبب الأجنبي وكان السبب الوحيد في إحداث الضرر فان المدعي عليه لا يكون مسؤولا بالتعويض، ويتمثل السبب الأجنبي بالقوة القاهرة او الحادث المفاجئ او خطأ المضرور، وخطأ الغير ونتحدث عنهم في النقاط التاليةhttp://www.droit-dz.com/forum/images/smilies/frown.gif1)
1/ القوة القاهرة والحادث المفاجئ: ولقد اختلف الفقهاء حول استقلالية الحادث المفاجئ والقوة القاهرة وما ذهب اليه جمهور الفقهاء هو الصحيح حيث اجمعوا على عدم التمييز بين القوة القاهرة والحادث المفاجئ بحيث يعتبران شيئا واحدا لا اختلاف فيه، فيجب أن يجتمعا فيهما صفتا عدم التوقع وعدم القدرة على دفعه وإلا كان سببا غير أجنبي، بالإضافة إلى أن القانون يعطي للحادث المفاجئ حكم القوة القاهرة من حيث اعتبارهما كسبب أجنبي يمنع من اقامة علاقة السببية،
ومن كل هذا لكي يتحقق الحادث المفاجئ او القوة القاهرة كسبب اجنبي يمنع من قيام مسؤولية المدين لابد من توافر شرطان :
الشرط الأول : عدم امكان التوقع : واذا كان الشخص متوقعا فيعتبر مقصرا لعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة .
الشرط الثاني : استحالة الدفع : فاذا كان الممكن دفع الحادث فلا يعتبر من قبيل القوة القاهر ويشترط كذلك ان يترتب على هذا الحادث استحالة تنفيذ الالتزام استحالة مطلقة والاستحالة قد تكون مادية او معنوية مثلا توفي شخص عزيز لمطرب فيعتبر غير قادر على تأدية التزامه. وللقاضي ان يقرر ما اذا كانت استحالة معنوية والمعيار هنا هو المعيار الموضوعي.
2/ خطأ المضرور (2) : ويقصد ان المدعي عليه هو من وقع منه الفعل الضار ومعيار قياس خطأ المضرور هو معيار الرجل العادي وبالتالي يعتبر المضرور قد ارتكب خطأ اذا ما انحرف عن سلوك الرجل العادي ويستطيع المدعى ان يتمسك بخطأ المضرور ليس فقط في مواجهة المضرور وانما في مواجهة ورثته اذا انتهى الحادث بموت المضرور.



























ـــــــــــــــــــ
(1) د/خليل احمد حسن قدادة، المرجع السابق، ص :252.
(2) المرجع نفسه، ص : 254

لكن اذا وقع من الشخص المضرور خطأ ومن المدعى عليه خطأ آخر وكان لكل من الخطأين شأن في إحداث الضرر الذي وقع بالشخص المضرور فهل يكون خطأ المضرور في هذه الحالة سببا كافيا لنفي مسؤولية المدعى عليه؟ أولا يجب التفرقة بين الخطأين اما ان يكون احد الخطأين يستغرق الاخر وإما ان يكونا مستقلين عن بعضهما فنكون امام خطأ مشترك.
ففي حالة استغراق أحد الخطأين عن الآخر، فان المسؤولية لا تقوم إذا كان الخطأ الذي وقع من المضرور هو الذي استغرق الخطأ الذي وقع من المدعي عليه لكن المسؤولية تقوم إذا وقع العكس.
ويكون استغراق أحد الخطأين للآخر في حالتين الأولى يفوق أحد الخطأين الآخر كثيرا في الجسامة والثانية يكون أحد الخطأين نتيجة للخطأ الآخر.
- إذا كنا في حالة جسامة أحد الخطأين يفوق الآخر فتكون صورتان:
1) أن يكون الخطأ متعمدا : فانه يستغرق الآخر ويحمل صاحبه المسؤولية كاملة
2) رضا المضرور بالضرر : خطأ المضرور يخفف من مسؤولية المدعى عليه، إذ نكون أمام خطأ مشترك يصل إلى الرضا بالخطأ إلى درجة الخطأ الجسيم فيستغرق خطأ المسؤول فمثلا أن يقبل صاحب الباخرة بنقل المخدرات إلى بلد تحرم قوانينها ذلك ففي هذه الحالة يرضى صاحب الباخرة سلفا بالنتائج التي ستترتب بالنسبة لمصادرة الباخرة. فلا يستطيع الرجوع بشيء على صاحب البضاعة المهربة إذا أن رضاه بالنقل يعتبر خطأ يستغرق خطأ الشاحن.
- إذا كان أحد الخطأين نتيجة لآخر : فيجب الوقوف عند الخطأ الذي وقع أولا ويتحمل صاحبه المسؤولية كاملة لان الأول يجب الخطأ الثاني،
وإذا كنا أما خطأ مشترك : ففي هذا الحالة لا تكون مسؤولية المدعي عليه كاملة بل تنقص بقدر تدخل المدعى بفعله في إحداث الضرر، وقد يرى القاضي إن أحد الخطأين قد ساهم بنسبة اكبر من مساهمة الخطأ الآخر فيحكم بتوزيع التعويض على هذا الأساس .
3/ خطأ الغيـر: إذا وقع الخطأ بفعل الغير فلا يثار أي إشكال اذ تنتفي العلاقة السببية ويكون هذا الغير هو المسؤول الوحيد بالتعويض ولكن الإشكال يثور حول ما اذا ساهم خطأ الغير مع خطأ المسؤول او خطأ المضرور.
- فاذا ساهم خطأ الغير مع خطأ المسؤول : أما ان يستغرق أحد الخطأ الآخر (فتكون المسؤولية كاملة ولا يعتد بخطأ الغير) أو أن يكون كل خطأ مستقل عن خطأ الآخر. فنكون أمام سبب أجنبي وهو خطأ الغير وبذلك تنعدم المسؤولية لانعدام الرابطة السببية.
- واذا ساهم خطأ الغير مع خطأ المسؤول وخطأ المضرور: إذا ما توافرت هذه الحالة فتوزع المسؤولية بينهم بالتساوي، فيرجع المضرور على المدعى عليه والغير بالثلثين ويبقى الثلث يتحمله هو لاشتراكه.
وإن حكم تعدد المسؤولين : تطبق المادة 126 من ق م ج " إذا تعدد المسؤولون عن عمل ضار كانوا متضامنين في التزامهم بتعويض الضرر، وتكون المسؤولية فيما بينهم بالتساوي إلا إذا عين القاضي نصيب كل منهم في الالتزام بالتعويض."









المبحث الثاني : آثار المسؤولية التقصيرية عن الأعمال الشخصية

إذا ما توافرت أركان المسؤولية التقصيرية وفقا لما سبق، فإن المسؤول يكون ملزما بالتعويض عن الضرر المباشر الذي تسبب فيه وهذا ما قصدته المادة 124، فالتعويض هو الحكم الذي يترتب على تحقق المسؤولية وللمطالبة بهذا الجزاء يجب سلوك دعوى المسؤولية التي يرفعها بحمل المسؤول على الاعتراف بالتعويض.
وسنتناول في مطلبين دعوى المسؤولية وجزائها .

المطلب الأول : دعوى المسؤولية(1)

أطراف دعوى المسؤولية :
1) المدعى : وهو الشخص الذي وقه به الضرر او هو المضرور والذي يثبت له الحق في المطالبة بالتعويض عما أصابه من ضرر، وبإمكان رفع الدعوى من نائب المضرور كأن يكون المضرور شخصا قاصرا أو مجنونا فيكون للولي أو الوصي أو القيم أن يرفع دعوى المسؤولية.
أما بالنسبة للخلف العام والخلف الخاص للمضرور فعندما يحول الشخص المضرور حقه في التعويض الى شخص آخر، ففي حالة الضرر المادي يثبت لكل من الخلف العام والخاص الحق في مطالبة المدعى عليه بالحق في التعويض، أما إذا كان الضرر أدبيا فلا يثبت للخلف العام او الخاص الا إذا تحدد بمقتضى اتفاق بين المضرور والمسؤول أو طالب به المضرور امام القضاء.



















ـــــــــــــــــــ
(1) د/خليل احمد حسن قدادة، المرجع السابق، ص :258.

وإذا تعدد المضرورين بالخطأ الذي وقع من المدعى عليه فيكون لكل شخص مضرور الحق في رفع الدعوى الشخصية على المدعى عليه بالتعويض عما اصاب كل واحد منهم من ضرر .
2) المدعى عليه : هو الشخص المسؤول عن الضرر الذي وقع بالشخص المضرور وهو الذي ترفع عليه الدعوى لدفع التعويضات عن الأضرار التي كانت نتيجة مباشرة عن الخطأ الذي وقع منه.
- يجوز رفع الدعوى على نائب المسؤول اذا كان المسؤول قاصرا او مجنون، فإن الدعوى ترفع على الولي أو الوصي أو القيم.
- وفي حالة وفاة المدعى عليه يحل محله الورثة (الخلف العام) وقد يكون الخلف الخاص
- وإذا تعدد المدعى عليهم كانوا متضامنين في التزامهم بتعويض الضرر، ويجوز للمدعى ان يرجع على احدهم بالتعويض كله بدلا من الرجوع الى كل واحد، إلا إذا عين القاضي نصيب كل منهم في التعويض، وبهذا تقضي المادة 126 من ق م ج وتنص على " إذا تعدد المسؤولون عن عمل ضار كانوا متضامنين في التزامهم بتعويض الضرر، وتكون المسؤولية فيما بينهم بالتساوي إلا إذا عين القاضي نصيب كل منهم في الالتزام بالتعويض." وقيام التضامن بين المسؤولين المتعددين عن الضرر يفترض وجود الشروط الآتية:
- أن يكون كل واحد منهم قد ارتكب خطأ.
- أن يكون الخطأ الذي وقع من كل واحد منهم سببا في إحداث الضرر.
- أن يكون الضرر الذي أحدثه كل منهم بخطئه هو ذات الضرر الذي أحدثه الآخرون، أي أن يكون الضرر الذي وقع منهم هو ضرر واحد.
3) الطلبات والدفوع :
- الطلبات : وهو الوسائل التي يلجأ إليها المدعي الى القضاء عارضا عليهم حماية حق أو تقريره ، وللمدعي ان يستند في دعواه لكل الطرق والوسائل التي يراها مفيدة في تأييد طلبه.
- دفوع المدعى عليه : وهي الوسيلة التي يلجأ اليها المدعى عليه لتفادي الحكم لصالح المدعى ، وذلك اما بانكار المسؤولية عن طريق اقامة الدليل بأن ركنا من أركانها غير متوافر. أو باثبات السبب الأجنبي أو بالتقادم الذي حدده القانون الجزائري بـ 15 سنة كما نصت عنه المادة 133 ق م ج .
4) الإثبات :
ويقع عبء الاثبات على المدعى عليه بالنسبة لركن الخطأ و ركن الضرر، وكذا ركن علاقة السببية، فيكون للمدعي أن يقيم الدليل بكافة طرف الإثبات.












المطلب الثاني : جزاء المسؤولية "التعويض" (1)

ونصت المادة 132 ق م ج على " يعين القاضي طريقة التعويض تبعا للظروف. ويصح أن يكون التعويض مقسطا، كما يصح أن يكون إيرادا مرتبا، ويجوز في الحالتين إلزام المدين بأن يقدر تأمينا.
ويقدر التعويض بالنقد، على أنه يجوز للقاضي، تبعا للظروف وبناء على طلب المضرور، أن يأمر بإعادة الحالة إلى ما كانت عليه، أو أن يحكم وذلك على سبيل التعويض بأداء بعض الإعانات تتصل بالعمل غير مشروع."
ومن المادة يتضح ان الجزاء هو التعويض وغالبا ما يكون تعويضا نقديا او يتخذ شكل التعويض العيني .
1) التعويض النقدي : وهو الاصل للتعويض وهو عبارة عن مبلغ من النقود يعطى دفعة واحدة وللقاضي ان يحكم بتعويض نقدي مقسط، كما له ان يقرره على أساس إيراد مرتب لمدى حياة الشخص المضرور.وهذا حسب العجز الذي يصيب المضرور.
2) التعويض العيني : وهو التنفيذ أو الوفاء بالإلتزام عينا وهذا النوع يكثر في نطاق الالتزامات التعاقدية أما في المسؤولية التقصيرية فهو نادر الوقوع. ولكن في الإمكان تصوره .
• تقدير التعويض :
يقوم التعويض على أساس ذاتي حيث نصت المادة 131 " يقدر القاضي مدى التعويض عن الضرر الذي لحق المصاب طبقا لأحكام المادة 182 مع مراعاة الظروف الملابسة، فان لم يتيسر له وقت الحكم أن يقدر مدى التعويض بصفة نهائية فله أن يحتفظ للمضرور بالحق في أن يطالب خلال مدة معينة بالنظر من جديد في التقدير." وتنص المادة 182 ق م على : " إذا لم يكن التعويض مقدار في العقد، أو في القانون فالقاضي هو الذي يقدره، ويشمل التعويض ما لحق الدائن من خسارة وما فاته من كسب، بشرط أن يكون هذا نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بالالتزام أو للتأخر في الوفاء به. ويعتبر الضرر نتيجة طبيعية إذا لم يكن في استطاعة الدائن أن يتوقاه ببذل جهد معقول.
غير أنه إذا كان الالتزام مصدره العقد، فلا يلتزم المدين الذي لم يرتكب غشا أو خطأ جسيما إلا بتعويض الضرر الذي كان يمكن توقعه عادة وقت التقاعد."
ومن المادة فإن التعويض مقياسه الضرر المباشر سواء كان متوقعا أو غير متوقع وسواء كان حالا أم مستقبلا مادام محققا. ويدخل في تحديد الضرر الظروف الشخصية التي تحيط بالمضرور.
ويلاحظ أن جسامة الخطأ لا تدخل في تحديد التعويض وإنما جسامة الضرر فقط يكون لها الاعتبار في تحديد التعويض .








الخاتمـــــــة:


من خلال بحثنا هذا وما تضمنه من تحليل المادة 124 من القانون المدني الجزائري وما أثرته في تحديد أركان المسؤولية على الأعمال الشخصية وآثارها المتمثلة في دعوى المسؤولية المطالبة بالتعويض وهو الجزاء المترتب على من سبب الضرر، وأهمية كل ركن على حدى وكيفية تأثيره على بقية الأركان، فإن المسؤولية لا تقوم إلا على توافر أركانها الخطأ والضرر والعلاقة السبية، وأن الشخص الذي لا يد له في ارتكاب الخطأ عليه أن يثبت السبب الأجنبي. ولما لهذا الموضوع من أهمية بالغة فسنتطرق الى هذا في المواضيع القادمة بالتفصيل.





المراجع المعتدة :

1/ د. أحمد حسن قدادة، الوجيز في شرح القانون المدني الجزائري، الجزاء الاول، مصادر الالتزام، د م ج ، الجزائر، ط : 1994 .

2/ د. بلحاج العربي، النظرية العامة للالتزام في القانون المدني الجزائري، ج 2، د م ج، ط 1999 .

سهلي مولاي
2012-02-23, 20:44
من فضلك
اريد بحث حول اعتماد نظام الاحزاب السياسية في القانون الجديد

free love
2012-02-25, 18:21
شكرا جزيلا

asma28hd
2012-02-26, 17:10
اسم العضو :...........................asma28hd

الطلب :.....................................الجزائر والامم المتحدة

المستوى :.................................4متوسط

أجل التسليم :............................بعد اسبوع

imanekasmi
2012-02-26, 19:51
اسم العضو :...........................imanekasmi
الطلب :.....................................معالم الحضارة القرطاجية
المستوى :................................2 جامعي تخصص تاريخ
أجل التسليم :.......................... اسبوعين


وشكرا:sdf:

roromayssa
2012-02-26, 20:02
عولمة الأسواق المالية