انا لله وانا اليه راجعون، بمزيد من التشاؤم، خرجت هذا الصباح لامر ضروري فصدمت لما شاهدت: حركة السيارات لا تتوقف، المارة في كل اتجاه وباعداد لا تنبي ابدا بوجود دعوات للحجر الصحي والالتزام بالبيت، المحلات التجارية مكتظة والزباين لا يحترمون مسافة الامان فيما بينهم. الجميع متاكد في قرارة نفسه ان ولايتنا خالية من الوباء او بعيدة عن مكان تواجده... قبل اسابيع كانت اوروبا وامريكا تسخران من انتشار كورونا في الصين، في الوقت الذي كان يسري بين اهلها مسرى النار في الهشيم، والان النتيجة نتابعها يوميا على موقع المنظمة العالمية للصحة، اصابات تصل الى الماية الف يوميا وموتى بالالاف على مستوى العالم، وفي دول كنا نظن ان منظوماتها الصحية لا تضاهى واذا بها تتهاوى امام تزايد الاصابات واعداد الوفيات التي اخذت معها الكثير من الشخصيات والمشاهير. لقد نسي شعبنا تعاليم نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وكيف نتصرف مع انتشار الوباء او الطاعون، الى درجة ان لمن يمكث في بيته في مثل هذه الظروف اجر الشهيد وان لم يمت به. كما لم يابه شعبنا لتوصيات الخبراء والاطباء بضرورة البقاء بالمنزل ولا داعي للخروج الا للضرورة القصوى، مع وجوب النظافة والوقاية المستمرة. ندايي اليكم ابناء امتي الزموا بيوتكم فليس للكورونا علاج الا الحجر الصحي، واليكم ايها المسؤولون في بلادي الجزاير الحبيبة، افرضوا الحجر الصحي الكامل قبل فوات الاوان ولا تعولوا على وعي الفرد الجزايري وحده، فما رايته اليوم بمدينتي تبسة جعلني اشك في سلوكي والتزامي تجاه هذا المرض مقابل ما لاحظته اليوم من سلوكات المواطنين ... الحجر الكامل الحجر الكامل يرحمكم الله، عسى الله ان يرحمنا ويبعد عنا البلاء والوباء.