معنى اسم الله عز وجل الملك - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

معنى اسم الله عز وجل الملك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-11-20, 17:52   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة معنى اسم الله عز وجل الملك

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.


اخوة الاسلام

تقدم شرح الاسماء التالية


معنى اسم الله : العزيز

معنى اسم الله تعالى. الحكيم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأحد"

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأكرم"

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأول

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأعلى

معنى اسم الله عز وجل المقيت

معنى اسم الله عز وجل القدوس

معنى اسم الله عز وجل الواسع

معنى اسم الله عز وجل الوكيل

معنى اسم الله عز وجل الشهيد



معنى اسم الله عز وجل الملك

1 – ورودُ اسم ( الملِك ) في القرآن والسنة :


ورد هذا الاسم كثيراً في الكتاب والسنة

ففي القرآن الكريم في قوله تعالى : " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ " [الحشر:23] .

وروى مسلم (771) ، والنسائي (897) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

: " أنه كان إذا قام إلى الصلاة ، قال : ( وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي ، وَنُسُكِي ، وَمَحْيَايَ ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ

وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ

وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ) .

وفي صحيح مسلم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " يَنْزِلُ الله تعالى إِلى السماءِ الدُّنيا كُلَّ لَيلةٍ حين يَمضي ثُلُثُ الليلِ الأولُ فيقول : أَنَا الملكُ ، أنا الملكُ ، مَنْ ذَا الذي يدعوني فأستجيب له "

[أخرجه البخاري ومسلم] .

لذلك روى البخاري (615) ، ومسلم (437) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا .

ساعات الفجر ساعات مباركة ، ساعات الإجابة .

قال الله تعالي

" أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً " [الإسراء:78-79]
.

2 – مِن لازمِ اسم ( الملِك ) نفاذُ أمرِه في مُلكِه :


أيها الإخوة ( الملك ) أمره نافذ في ملكه ، قد يكون الإنسان مالكاً ، وأمره ليس نافذاً في ملكه ، أما ( الملك ) فأمْرُه نافذ في ملكه ، لذلك في بعض الآثار القدسية :

أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8962) ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 388) عن الْمِقْدَام بْن دَاوُدَ ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ الرَّقِّيُّ ، قَالَ: ثَنَا وَهْبُ بْنُ رَاشِدٍ

قَالَ : ثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ خَلَاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا مَالِكُ الْمُلْكِ وَمَالِكُ الْمُلُوكِ قُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدِي

وَإِنَّ الْعِبَادَ إِذَا أَطَاعُونِي حَوَّلْتُ قُلُوبَ مُلُوكِهِمْ عَلَيْهِمْ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَإِنَّ الْعِبَادَ إِذَا عَصَوْنِي حَوَّلْتُ قُلُوبَ مُلُوكِهِمْ عَلَيْهِمْ بِالسَّخَطِ وَالنِّقْمَةِ فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ

إِذًا فَلَا تَشْغِلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالدُّعَاءِ عَلَى الْمُلُوكِ وَلَكِنِ اشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالذِّكْرِ وَالتَّفَرُّغِ إِلَى أَكْفِكُمْ مُلُوكَكَمْ ) .

و للامانه الحديث ضعيف جدا


3 – لا ملِك حقيقةً إلا الله :

أيها الإخوة ، العلماء يؤكدون أنه لا ملِك إلا الله حقيقية ، الذي يملك كل شيء خلقاً ، وتصرفاً ، ومصيراً ، لكن هذا لا يمنع أن يسمى إنسان ملكاً

قال تعالى : " وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً " [الكهف:79] أما ( الملِك ) الحقيقي فهو الله الذي يملك كل شيء .

بشرح مفصل :

كل شيء يُملَك يملكه الله ، سمعُك بيده ، وبصرك بيده ، وقوتك بيده ، ومَن حولك بيده ، ومن فوقك بيده ، ومن تحتك بيده ، والتوفيق بيده

والنصر بيده ، والحفظ بيده ، وحينما توقن أنه لا إله إلا الله ، وأنه ( الملك ) أمرُه نافذ في ملكه ، تتجه إليه وحده .


4 – لابد للمسلم من التوجُّه للملِك الحقيقي :

دائماً وأبداً أضرب هذا المثل : لو أن لك معاملة لها أثر مصيري في حياتك ، والمفوّض بالتوقيع على الموافقة رجل واحد في كل هذا البناء ، والبناء من عشرة طوابق

فيه ألف موظف ، الذي هو مفوّض بالموافقة على طلبك هو المدير العام ، هل تبذل ماء وجهك لغير هذا المدير العام ؟ مستحيل ! هل تتضعضع أمام موظف صغير ؟ ما دام هذا الأمر بيد مدير العام ، إذاً تتجه إليه وحده .

حينما تؤمن أن كل شؤونك بيد الله .

" وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ " [هود:123] .

متى أمرك أن تعبده ؟

بعد أن طمأنك أن الأمر كله بيده ، فحينما تؤمن أنه لا إله إلا الله ، ولا معطي ، ولا مانع ، ولا خافض ، ولا رافع ، ولا معز ، ولا مذل ، ولا موفق ولا حافظ ، ولا ناصر إلا الله ، تتجه إليه .

المشكلة الأولى في حياة المسلمين أن توحيدهم ضعيف ، فلما ضعف توحيدهم وقعوا فيما هم فيه ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .

أيها الإخوة ، الله عز وجل ملكٌ مطلقاً ، يملك كما قلت خلقاً ، وتصرفاً ، ومصيراً ، وأنت كإنسان قد تملك شيئاً ولا تنتفع به ، وقد تنتفع بشيء ولا تملكه

وقد تنتفع وتملك ، لكن المصير ليس إليك ، لك بيت تملكه رقبة ، وتملك منفعته ، أي تسكنه

لكن قد يأتي قرار تنظيمي للمدينة يؤخذ منك بأبخس الأثمان ، فقد تملك ولا تنتفع ، وقد تنتفع ولا تملك ، وقد تنتفع وتملك ، والمصير ليس إليك .

أما إذا قلنا : الله ( الملك ) يعني أن ملكه مطلق ، خلقاً ، تصرفاً ، ومصيراً .


5 – من لوازم ( الملِك ) استغناءه عن المخلوقات :

معنى ( الملك ) أنه يستغني في ذاته ، وصفاته

وأفعاله عن كل موجود ، أما الإنسان فوجوده مرتبط بإمداد الله له ، ففي أية لحظة يقطع الله عنه الإمداد يموت ، فما هو الموت ؟ الموت انقطاع المدد الإلهي

وفي أي لحظة يفقد الإنسان حياته ، يكون شخصاً مهماً فيصبح خبراً ، يكون ذا هيبة وسلطان فيصبح قصة ، يكون شخصاً يركب طائرة فيعود بضاعة في نعش لها معاملات معقدة في التخليص .

فالله عز وجل ملِك حقيقي ، لأنه يستغني عن كل موجود ، ووجوده ذاتي ، مِن هنا كان هناك عبد القهر ، وجميع بني البشر عبيد لله عز وجل

بمعنى أنهم في قبضة الله ، في أي لحظة تنتهي الحياة ، لأتفه الأسباب ، سكتة دماغية ، سكتة قلبية ، حادث طارئ ، فهم عبيدُ قهرٍ ، أما المؤمنون لأنهم عرفوا الله اختياراً

وأطاعوه اختياراً ، وأحسنوا إلى خلقه اختياراً ، وأقبلوا عليه اختياراً فهم عباد ، جمع عبد الشكر ، وعبد القهر جمعه عبيد .

" وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ " [فصلت:46] .








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-11-20, 17:53   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة


وهناك عبد الشكر جمعه عباد .

" وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً " [الفرقان:63] .

الفرق كبير بين أن تكون عبد قهر

وبين أن تكون عبد شكر

وإذا قال الله عز وجل : " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ " [الحديد:( 4 )

]هذه معية عامة ، أي معكم بعلمه

أما إذا قال : " وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ " [الأنفال:19]

هذه معية خاصة

والمعية الخاصة تعني شيئاً كثيراً ، تعني أن الله مع المؤمن بنصره ، وتأييده ، وحفظه ، وتوفيقه .

معنى ( الملك ) أنه مستغنٍ عن كل موجود ، ويحتاجه كل موجود

الآية الدقيقة : " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ " [آل عمران:26] .

الإعزاز والإذلال والمنع والعطاء من الله خيرٌ كلُّه :

الآية ليس فيها : بيدك الخير والشر " بِيَدِكَ الْخَيْرُ "

لذلك قالوا : الشر المطلق لا وجود له في الكون ، لأنه يتناقض مع وجود الله

هناك شر نسبي موظَّف للخير المطلق ، والدليل هذه الآية : " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [آل عمران:26] .

إيتاء الملك خير ، وأحياناً نزعه خير ، إعزاز الإنسان خير ، وأحياناً إذلاله خير ، لكن علماء العقيدة يرون أنه لا ينبغي أن تقول : الله ضار

مع أنه من أسمائه ، ينبغي أن تقول :

هو الضار النافع ، لأنه يضر لينفع

لا ينبغي أن تقول : الله خافض ،

قل : الله خافض رافع

لأنه يخفض ليرفع ، لا ينبغي أن تقول

: الله مذل ، هو يذل ،

قل : الله مذل معز ، يذل ليعز .

ربما أعطاك فمنعك ، وربما منعك فأعطاك ، وإذا كشف لك الحكمة المنع عاد المنع عين العطاء

حينما تكشف الحقائق ، وحينما ينكشف سر القضاء والقدر يذوب المؤمن كالشمعة تماماً محبة لله عز وجل لِما ساقه له من شدائد ، ولولا هذه الشدائد لما كان كما هو .

قطعة فحم بحجم البيضة ما قيمتها ؟

لا شيء ، وهناك قطعةٌ من الماس في استنبول قيمتها 150 مليون دولار ، بحجم البيضة

أكبر قطعة ألماس في العالم في متحف توبي كبي

هذه القطعة ثمنها 150 مليون

لأن الماس أصله فحم

من شدة الضغط والحرارة أصبح ماساً .

للتقريب : إذا كان هناك ضغوط ، ومعالجات إلهية دقيقة ، وشدة ، هذه تصقل الإنسان المؤمن ، واللهُ تعالى يتولى تربيته ، ويحاسبه

فبطولتك أن تكون ضمن العناية المشددة ، ضمن المتابعة الإلهية ، ضمن التربية الإلهية ، فإذا أعطيتَ الدنيا وأنت على غير طاعة الله فهذا مؤشر خطير جداً

معنى ذلك أن هذا الإنسان خارج العناية المشددة ، إن رأيت الله يتابعك ، ويحاسبك ، ويسوق لك بعض الشدائد عند بعض الأخطاء ، حينما تسرف ، يقلّ دخلك ، حينما تستعلي يأتي مَن يحجمك

حينما ترى أن الله يتابعك فهذه نعمة كبرى

هذا معنى قوله تعالى : " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)

أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " [البقرة:155-157] .

مصائب المؤمنين مصائب دفع إلى الله ورفع ، ومصائب العصاة والفجار مصائب ردع وقصم ، أما مصائب الأنبياء فمصائب كشف ، لأنهم ينطوون على كمال لا يظهر إلا بالمصائب

روى الترمذي (2398) عَنْ سَعْد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟

قَالَ : الأَنْبِيَاءُ , ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ , فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ,

فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاؤُهُ , وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ , فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ .

صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (143) .









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-20, 17:55   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة



علاقة المؤمن باسم ( الملِك ) :


أيها الإخوة ، الله عز وجل يقول : " رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ " [يوسف:101] .

المُلكُ الحقيقي أن تمنع تملك عند فورة الشهوة :

لبعض المفسرين لفتة رائعة ، أن المُلكَ الذي أتاه الله لسيدنا يوسف ما هو ؟ إن كان الملكُ المألوف أنه عزيز مصر فهناك ملوك في الأرض كُثر ، وهم أحياناً فجّار منحرفون طغاة ، فهل هذا هو العطاء الحقيقي ؟

بعضهم قال : العطاء الحقيقي أن تملك نفسك ، حينما دعته امرأة ذات منصب وجمال ، والعلماء أشاروا إلى عشرة أشياء ترغب هذا الشاب الوسيم بالفاحشة

وقال : " مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ " [يوسف:23] .

هذا هو الملك ، أن تملك نفسك ، أن تملكها عند الغضب ، أن تملكها عند الشهوة ، أن تملكها عند المغريات ، ما كل إنسان يصمد أمام هذه الفتنة

فالذي يملك نفسه ، ولا تملكه ، يملك هواه ولا يملكه ، الذي يملك أن يتصرف وفق منهج الله في الشدائد ، وفي الصعوبات هو الملِك .

أيها الإخوة ، الحياة فيها صوارف ، وفيها عقبات ، وهذه الصوارف والعقبات من أجل أن يرقى الإنسان عند الله

فإذا استطعت أن تنجو من الصوارف إلى غير منهج الله وأنت تتجاوز العقبات التي وضعت على الطريق إلى الله ، فأنت بطل .

فلذلك : " رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ "

أي آتيتني سيطرة على نفسي ، يقول أحد زعماء بريطانيا : ملكنا العالم ، ولم نملك أنفسنا ، حتى إن أجمل كلمة تلخص الحضارة الإسلامية أنها سيطرة على الذات

فحينما فتحت القدس من قِبل الفرنجة ذُبح 70 ألف إنسان في يومين ، أما حينما فتحها صلاح الدين الأيوبي رحمه الله لم يهرق قطرة دم

بسبب السيطرة على الذات ، وأعظم شيء في المؤمن أنه منضبط ، مسيطر على ذاته ، هذا هو الملك الحقيقي ، أن تملك نفسك .


الإيمان مرتبة علمية أخلاقية جمالية :

قالوا : الإيمان مرتبة ، مرتبة علمية ، أخلاقية ، جمالية ، نحن الآن نستهين بكلمة مؤمن .

مثلاً : فلان دكتور ، معه إتمام مرحلة ابتدائية ، معه شهادة إعدادية ، معه شهادة ثانوية ، معه شهادة ليسانس ، أو بكالوريوس ، معه دبلوم عام

دبلوم خاص ، ماجستير ، دكتوراه ، والدكتوراه فيها بحث جديد لم يسبق إليه ، وناقشه مجموعة علماء كبار ، واعتمدته الجامعة ، وأصبح كتابًا ، إن وجد اسم د . قبل اسم الشخص يكون قد مرَّ بكل هذه المراحل .


للتقريب :

إن وجدت إنسانًا مؤمنًا فيعني أنه يتمتع بمرتبة أخلاقية ، وليس هناك مؤمن كاذب ، ولا مؤمن محتال ، ولا مؤمن متكبر ، ولا مؤمن وصولي ، ولا مؤمن منافق

والمؤمن مرتبة أخلاقية ، ومرتبة علمية ، وهو مَن عرف الحقيقة الكبرى في الكون ، عرف الله

عرف سر وجود الإنسان وغاية وجوده ، ومرتبة جمالية ، فله أذواق عالية جداً ، منغمس في سعادة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم ، فالإيمان مرتبة جمالية ، أخلاقية ، علمية .

قالوا : المؤمن إنسان متميز يرى ما لا يراه الآخرون ، له رؤية عميقة ، فهِم حقيقة الحياة الدنيا ، فهم حقيقة الوجود ، حقيقة الكون ، حقيقة الحياة الدنيا ، حقيقة الإنسان ، طبيعة المهمة التي أنيطت به .


المؤمن همُّه كبير ورسالته نبيلة :

المؤمن يرى ما لا يراه الآخرون ، ويشعر بما لا يشعرون ، وهناك أقوياء وضعفاء في العالم ، وأغنياء وفقراء ، الضعفاء والفقراء مسحوقون ، لكن هناك موقف للنبي عليه الصلاة والسلام خلاف هذا

وقد روى مسلم في صحيحه هذا الموقف النبوي عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أنَّ امرأةً سوداءَ كانت تَقُمُّ المسجدَ ( أو شابًّا ) ففقدها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فسأل عنها ( أو عنه ) فقالوا

: مات . قال أفلا كنتُم آذَنْتُمونى . قال : فكأنهم صَغَّروا أمرَها ( أوأمرَه ) .

فقال : دُلُّوني على قبرِها فدَلُّوه . فصلَّى عليها . ثم قال إنَّ هذه القبورَ مملوءةٌ ظُلمةً على أهلِها . وإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُنوِّرُها لهم بصلاتي عليهم»

[صحيح مسلم: 956].

لا تكون إنساناً كامل الإنسانية إلا إذا شعرت بمن حولك ، هذا الذي يعيش لشهواته ، وحظوظه ، ولا ينتبه إلى البؤساء ، والفقراء ، والضعفاء ، هذا إنسان بعيد عن منهج الله عز وجل

المؤمن يرى ما لا يراه الآخرون ، ويشعر بما لا يشعرون ، يتمتع بوعي عميق ، وإدراك دقيق ، وله قلب كبير ، هذا القلب يكبر ، ولا ترى كبره ، فيتضاءل أمامه كل كبير ، ويصغر ، ولا ترى صغره ، فيتعاظم عليه كل حقير .

صدقوا أيها الإخوة ، كلمة من القلب : المؤمن أكبر من أكبر مشكلة في الدنيا ، بينما غير المؤمن أصغر من أصغر مشكلة في الدنيا ، مشكلة طفيفة تسحقه

تقلبه إلى يائس ، إلى محبط ، إلى مستسلم لمصيره ، أما المؤمن فأكبر من أكبر مشكلة تحيط به ، له قلب كبير ، وعزم متين ، همته عالية ، وإرادة صلبة ، هدفه أكبر من حاجاته

هناك إنسان حاجته بيت ، حاجته زوجة ، حاجته دخل ، هذه كل أهدافه ، فإذا تزوج وكان له دخل ، وله بيت انتهت كل أهدافه ، يحس بالفراغ

يحس بالتفاهة ، أما المؤمن فيحمل هم أمته ، أهدافه أكبر من حاجاته ، رسالته أسمى من رغباته .

إخوتي الكرام ، هناك صفة في العالم الغربي ، أنا أضع يدي عليها تماماً ، الصفة أن الإنسان هناك بلا هدف ، هدفه نفسه ، هدفه دخله ، هدفه شهواته

هدفه حظوظه ، هدف كبير يسعى له ، والإنسان لا يتقدس إلا بهدف كبير ، لا يسعد إلا إذا كان له رسالة وهدف يحمله ، رسالته أثمن من رغباته ، يملك نفسه .

" قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ "


خــاتمـة :

الملك يملك نفسه ، ولا تملكه ، يقود هواه ، ولا ينقاد له ، تحكمه القيم ، ويحتكم إليها من دون أن يسخرها لمصالحه ، أو يسخر منها .

الحقيقة أيها الإخوة ، الإيمان مرتبة عالية جداً ، الإيمان يعني إنسانا حقق الهدف من وجوده

الإيمان يعني أن الإنسان حقق الهدف الذي خُلق المؤمن من أجله ، عرف الله عز وجل ، وعرف منهجه ، وانضبط بمنهجه ، وأحسن إلى خلقه ، فسلم وسعد في الدنيا والآخرة .

فلذلك :

" رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ "

علاقة الإنسان بهذا الاسم أن يملك نفسه عند الغضب ، عند العقبات الكأداء ، عند الصوارف المغرية ، والمؤمن رجل مبدأ ، المؤمن رجل قيم ، لأنه اتصل بـ ( الملك ) فملك نفسه

وأعظم مرتبة تملكها أن تملك نفسك ، وأكبر سيئة تصيب الإنسان أن يتفلت من منهج الله ، أن يثيره موقف استفزازي يخرجه عن طوره وعن مبادئه وعن قيمه .


الدكتور محمد راتب النابلسي

سبحان الله ! هذا الاسم له تطبيقات رائعة جداً

أرجو الله سجانه وتعالى في لقاء قادم أن نتابع هذا الموضوع .









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-21, 15:41   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

من أسماء الله الحسنى : ( الملِك ) :

1 – ( الملِك ) اسم ذاتٍ وصفة وفعل :

ولا زلنا في اسم الله ( الملك )

وكلكم يعلم أن أسماء الله عز وجل على أنواع ، هناك اسم ذات ، وهناك اسم فعل ، وهناك اسم صفة

فالملك اسم يدل على ذات الله

والملك اسم يدل على فعله

قال تعالى : " تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ " [الملك:1] .


2 – " فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ "

وقال بعض العلماء : في قوله تعالى :

" فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ " [يس: 83]

قالوا : المُلك مُلك الأجسام ، والملكوت مُلك النفوس ، فالله سبحانه وتعالى رب العالمين ، يربي أجسامنا ويربي نفوسنا ، يربي أجسامنا فيمدها بما تحتاج ، من طعام وشراب

وهواء ، وما إلى ذلك ، ويربي النفوس حينما تنحرف عن منهجه ، يسوق لها من الشدائد ما يحملها على طاعته : " فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ "

" تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ "

من مِن لوازم اسم ( الملِك ) :

1 – العلوُّ : أيها الإخوة ، من لوازم الملك العلو .

" فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ " [طه:114] .

2 – الاستواء : ومن لوازم الملك الاستواء :

" الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " [طه:5] .

3 – التمليك :

لكن الموضوع الدقيق في هذا اللقاء الطيب أن ( الملك ) هو المالك والمملِّك ، فالله عز وجل ، يعطيك الصحة ، الصحة تُملك ، يعطيك القوة ، القوة تُملك .

هناك رجل من علماء الشام عاش 96 عاماً ، وهو في أتم صحته ، منتصب القامة ، حاد البصر ، مرهف السمع ، أسنانه في فمه

فكان إذا سُل : يا سيدي ! ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟!

يقول : يا بني ، حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر ، من عاش تقيناً عاش قوياً .

( الملِك ) هو المالك والمملِّك ، يملكك الصحة والقوة ، يعطي العقل والذكاء ، يعطي الجمال والوسامة ، يعطيك زوجة ، يهبك أولاداً

يهبك بيتاً ، مأوى تؤوي إليه ، يجعلك ممكَّناً في الأرض ، تتقن حرفة ، تتقن اختصاصاً ، تحمل شهادة ، فـ( الملك ) هو المالك والمملِّك .

حينما تملك ، وحينما تمكَّن في الأرض يرتفع مقامك ، ومع ارتفاع مقامك تزداد فرص العمل الصالح ، القوة في ثلاث ، في المال ، وفي العلم ، وفي المنصب .

أحياناً إذا كنت في منصب رفيع بجرة قلم تحق حقاً ، وتبطل باطلاً ، تقرّ معروفاً ، وتزيل منكراً ، وإذا كنت عالماً قد يسعد الناس بعلمك ، وإذا كنت غنياً قد يسعد الناس بمالك

فإذا مكنك في الأرض أعطاك القوة ، أو أعطاك المال ، أو أعطاك العلم ، عندئذٍ تزداد فرص العمل الصالح أمامك ، وعندئذٍ تزداد مسؤوليتك .

كل إنسان ممكَّن في الأرض ، إن أحسن فله أجران ؛ أجر إحسانه ، وأجر مَن اقتدى به ، وكل إنسان ممكَّن في الأرض إذا أساء فعليه وزران ، وزره ووزر مَن قلَّده .

إذاً : ( الملك ) هو المالك والمملِّك

لذلك سيدنا عمر بن عبد العزيز دخلت عليه زوجته فاطمة بنت عبد الملك ، رأته يبكي في مصلاه ، قالت له : ما لك تبكي ؟ قال : " دعينِي وشأني ، فلما ألحت عليه قال : ويحك يا فاطمة ، إني وليتُ أمرَ هذه الأمة

فرأيت المريض الضائع ، والفقير الجائع ، والشيخ الكبير ، والأرملة الوحيدة ، وذا العيال الكثير ، والرزق القليل ، والأسير ، والمظلوم في أطراف البلاد

فعلمت أن الله سيسألني عنهم جميعاً ، وأن خصمي دونهم رسول الله ، فخفت ألا تثبت حجتي فلهذا أبكي " .

سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، سأل والياً : " ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب ؟ فأجابه الإجابة الشرعية ، قال : أقطع يده

قال : فإن جاءني مِن رعيتك مَن هو جائع أو عاطل فسأقطع يدك ، إن الله قد استخلفنا عن خلقه لنسدّ جوعتهم ، ونستر عورتهم

ونوفِّر لهم حرفتهم ، فإن وفينا لهم ذلك تقاضيناهم شكرها ، إن هذه الأيدي خلقت لتعمل ، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً ، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية " .









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-21, 15:42   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2



الحظوظ وزعت في الدنيا توزيع ابتلاء ، وهي موضع ابتلاء وجودًا وعدمًا :

أيها الإخوة ، هناك تساؤل

المال حظ ، العلم حظ ، الذكاء حظ ، طلاقة اللسان حظ ، الوسامة حظ ، هذه الحظوظ كيف ووزعت في الدنيا ؟

قال بعض العلماء : الحظوظ وزعت في الدنيا توزيع ابتلاء ، ما الذي أتاك الله إياه ؟

أتاك المال ؟

أنت ممتحن بالمال ، أتاك العلم ، أنت ممتحن بالعلم ، أتاك القوة ، أنت ممتحن بها ، ما الذي زوي عنك ؟

زوي عنك الغنى ، أنت ممتحن بالفقر ، زويت عنك القوة ، أنت ممتحن بالضعف ، زويت عنك الوسامة ، أنت ممتحن بها ، فأنت ممتحن في بندين ، فيما وهبك الله

وفيما زوى عنك وهذا المعنى الدقيق يذكرنا بدعاء النبي عليه الصلاة والسلام : " اللهم ما رزقتني مما أُحِبُّ فاجعَلْهُ قُوَّة لي فيما تُحِبُّ ، وما زَوَيْتَ عني مما أُحِبُّ فاجعَلْهُ فَرَاغا لي فيما تُحِبُّ " [الترمذي] .

ما مِن رجبٍ من الناس إلا وآتاه الله حظوظاً ، وزوى عنه حظوظاً ، فأنت ممتحن فيما أتاك ، وممتحن فيما زوي عنك .

الإنسان مخيَّرٌ :

أيها الإخوة ، لكن الإنسان مخير

قال تعالى : " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ " [الإسراء:18] .

لحكمة ما بعدها حكمة ، لرحمة ما بعدها رحمة ، لعلم ما بعده علم : " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ " أي الدنيا .
" عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ "

يعني عجّلنا بالقدر الذي نشاء ، والإنسان الذي إن عجلنا له فيها كان هذا التعجيل حكمة في حقه : " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ "

" ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً " [الإسراء:18] .

الآن دققوا : " وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا " [الإسراء:19]

لم يقل : وسعى لها : " وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً " [الإسراء:19]

الآن كقانون

كسنة من سنن الله عز وجل : " كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً " [الإسراء:20]

أنت مخير ، الشيء الذي تصدق في طلبه تناله ، ما أنت فيه صادق ، وما لست فيه ، تمنياتك ، الله عز وجل لا يتعامل أبداً مع التمنيات .

" لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ " [النساء:123] .

يتعامل مع الصدق ، أي شيء تطلبه من الله بصدق ، وتدفع ثمنه يؤتيك الله إياه

قال بعض المفكرين : " إن القرار الذي يتخذه الإنسان في شأن مصيره قلّما تنقضه الأيام إذا كان صادراً حقاً عن إرادة وإيمان " اطلب ما تشاء من الله

ولكن اطلب بصدق ، واطلب مع دفع الثمن : " وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا "

لم يقل وسعى لها : " وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا " السعي الذي تستحقه .

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ " [آل عمران:102] .

" حَقَّ تُقَاتِهِ " أن تطيعه فلا تعصيه ، أن تذكره فلا تنساه ، أن تشكره فلا تكفره .

إذاً الحظوظ في الدنيا موزعة توزيع ابتلاء ، أنت ممتحن فيما أعطاك ، ممتحن فيما زوى عنك .

" انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ " دقق في هذه الآية :

" انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ " [الإسراء:21] هل بائع متجول كتاجر كبير ؟

هل ممرض كجراح قلب ؟

هل معلم في قرية كأستاذ في الجامعة ؟

" انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً " [الإسراء:21] .

أين بطولتك ؟ أن تحقق نجاحاً في الدنيا ، ثم يأتي الموت لينهي هذا النجاح ؟

أم أن تحقق نجاحاً في الآخرة .

حظوظ الدنيا لا تعني شيئا :

حظوظ الدنيا موزعة في الدنيا توزيع ابتلاء ، وهذا التوزيع مؤقت ، والتوزيع ينتهي بالموت ، وهذا التوزيع قد لا يعني أنك عند الله متفوق

لأن الله يعطي الملك لمن يحب ، ولمن لا يحب، أعطى الملك لفرعون ، وهو لا يحبه ، أعطى الملك لسليمان ، وهو يحبه ، أعطى المال لقارون

وهو لا يحبه ، أعطى المال لعبد الرحمن بن عوف ، وهو يحبه ، فحظوظ الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ، ولا تعني شيئاً ، وقد تعني العكس :

" فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ " [الأنعام:44] .

الموت ينهي كل شيء

لكن حظوظ الآخرة تعني كل شيء

وهي أبدية سرمدية لذلك اكبر خسارة أن تخسر الآخرة .

" قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " [الزمر:15] .









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-21, 15:43   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2



حظوظ الدنيا موزعة توزيع ابتلاء

هذه الحظوظ سوف توزع في الآخرة توزيع جزاء

فقد يكون الإنسان غنيا والآخر فقيرا ، عاشا عمراً واحداً ، سبعين عاما ، الغني لم ينجح في امتحان الغنى ، فتاه على مَن حوله

وأنفق ماله على لذاته وحظوظه ، وحرمه من الفقراء والمساكين ، والفقير نجح في امتحان الفقر ، فصبر وتجمل ، انتهت السبعون عاماً ، الذي نجح في امتحان الفقر في جنة إلى أبد الآبدين

والذي لم ينجح في امتحان الغنى في نار جهنم ، وبئس المصير فالحظوظ في الدنيا موزعة توزيع ابتلاء وسوف توزع في الآخرة توزيع جزاء .

الأخذ بالأسباب بين الحقيقة الشرعية وأوهام الناس :

أيها الإخوة

لحكمة بالغةٍ بالغة جعل الله لكل شيء سببا

فالأسباب تفضي إلى النتائج

ولكن لئلا نتوهم أن السبب وحده خالق النتيجة

الله عز وجل من حين لآخر يعطل هذه الأسباب

قد يجعلك قوياً وأنت ضعيف

وغنياً وأنت فقير

وقد يسلب الغنى من الغني فيغدو فقيراً

وقد يسلب القوة من القوي فيغدو ضعيفاً

من هنا يجب أن نعتقد أن خالق النتائج هو الله .

السيدة مريم أنجبت نبياً كريماً من دون زوج ، ألغي السبب ، وأحياناً شابان قويان في أوج نشاطهما لا ينجبان ، هناك سبب بغير نتيجة

وهناك نتيجة بلا سبب ، لذلك لا تؤلّه الأسباب ، العالم الغربي أخذ بالأسباب ، واعتمد عليها ، وألّهها ، ونسي الله ، وقع في الشرك ، والمسلمون المقصرون في آخر الزمان لم يأخذوا بها إطلاقاً

وقعوا في المعصية ، كلاهما على خطأ ، يجب أن تأخذ بالأسباب

وكأنها كل شيء ، ثم تتوكل على الله ، وكأنها ليست بشيء ، هذا الموقف الدقيق ، والموقف الحكيم ، أن تأخذ بالأسباب ، وكأنها كل شيء ، ثم تتوكل على الله ، وكأنها ليست بشيء .

أيها الإخوة

ماذا قال الله عز وجل مخاطباً نبيه ؟

" قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً " [الجن:21] .

بل قل لهم : " قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلَا نَفْعاً " [يونس:49] .

فإذا كنت : " لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلَا نَفْعاً "

فمن باب أولى أنني : " لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً "

معنى ذلك أن الله هو الملِك ، هو الذي يُملِّك ، الملك مالك مملك ، الحظوظ الله عز وجل يملكك إياها ، والحظوظ الله عز وجل يسلبها منك ، هو ( الملك ) .

التطبيقات العملية لاسم ( الملِك ) :

لا ينبغي لعبد الملِك أن يتذلل لمخلوق :

أيها الإخوة ، الآن لا يليق بمن آمن بالله بأنه ملك أن يتذلل لمخلوق ، لا يليق بمن آمن بالله بأنه ملك أن يتضعضع أمام غني أو أمام قوي .

قال بعضهم : ما أجمل عطف الأغنياء على الفقراء ، هناك أجمل من هذا ، تيه الفقراء على الأغنياء ، ثقة بما عند الله ، لذلك لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه .

والحمد لله رب العالمين


الدكتور محمد راتب النابلسي









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-21, 21:41   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
yacine1635
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك اللهم اجعلها في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:44

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc