تكريم متقاعدي التربية ... أم مرمدتهم ؟؟

[sabreattia]

مديرية التربية بالجلفة تهين متقاعديها ونمرمدهم

البداية كانت من مكالمة هاتفية من مديرية التربية تقول :أنت مدعو يوم السبت المقبل بقاعة الحفلات بالجامعة على الساعة التاسعة صباحا من أجل تكريمك ضمن متقاعدي التربية.

وجاء اليوم الموعود السبت لتتوافد جموع المتقاعدين على الجامعة. وما إن دقت الساعة التاسعة حتى امتلأت القاعة بالوافدين ... الكل يترقب وينظر إلى المنصة المكشوفة ... الدقائق تمر ثم الساعة تمر. فقط الفرقة النحاسية تقوم ببروفات تدريبية ... تدريبات على الصوت ... أطفال ينتظرون ومنظمون يلصقون الأوراق على الكراسي. الساعة العاشرة ولا جديد، غدو ورواح على المنصة، نشاطات البرنامج تقريبا أصبحت معروفة، كلها عُرضت وكأن الحاضرين غير معنيين بها لولا جهاز العرض الذي كان يعرض من حين لآخر عبارات توحي بالتكريم لهم من خلال عبارة "تحت الرعاية السامية، تنظم مديرية التربية وبالتعاون مع الخدمات الاجتماعية وإن كان كاتبها ارتكب خطأ لما ذكر حفل لتكريم "متقاعدين التربية" عوض متقاعدي التربية ويبدو أنه فعلا يفكر في "موتى قاعدين".

الساعة تشير إلى العاشرة والنصف، نفذ صبر الكثير، منهم من خرج وعاد ومنهم من غادر حتى الساعة العاشرة وعشرون دقيقة دخل السيد الوالي والوفد المرافق له. ليعتلي المنشط المنصة ويعلن بداية الحفل بآيات من الذكر الحكيم ثم تلاه عزف القسم الوطني للفرقة النحاسية مصحوبة بتلاميذ مدرسة "بعرير". حيث كان صوت الفرقة النحاسية طاغيا على الأطفال ولم نسمع لهم صوتا وهم على ما يبدو يرددون المقاطع الخمسة. بعدها تتداول على المنصة كل من مدير التربية مرحبا والوالي مثمنا ثم قراءة تقارير اللجان التربوية. التقرير كان مطولا ويشبه التقارير التربوية السابقة من عهد عدو وحتى حمو ولكن فقط ما ميّز هذا التقرير هو ذكر أسماء عناصر اللجان. وفي قراءة بسيطة لهذه الأسماء أن بعضها اختار التموقع فيها لينأى بنفسه أو يبيض صورته.

المهم الساعة تجاوزت الحادية عشر والنصف ليُفسح المجال للنشاط الثقافي لبراعم متوسطة حاسي بحبح في أداء أوبيرا ثم يليها نشاط آخر والرسم على الر مل بعنوان غزة تحت القصف. الساعة قاربت الثانية عشر والتعب نال من الكثير من الحاضرين نظرا لسنّهم وظروفهم لتبدأ بعدها عملية توزيع الجوائز والكل يترقب نوعية الجائزة وقيمة الجائزة وخاصة أن تلاميذتهم ممن تحصلوا على البكالوريا أعطيت لهم حواسيب. فكان الكثير ممن التقيناهم يُمنّي نفسه بعمرة أو حاسوب كأضعف الإيمان ونودي على الدفعة الأولى، قال المنشط أنهم اختيروا لكبر سنهم من دوائر مختلفة وكانت الجوائز عبارة عن شهادات وعلب أحكم إغلاقها، بحجم الحواسيب أغلبهم قال "حواسيب ماعليهش". عملية التوزيع هنا لما تدم طويلا ومن حسن الحظ لم تفتح العلب في القاعة وقال المنشط معتذرا على الإطالة على الباقين التوجه الآن إلى الثانوية المتشعبة ببوتريفيس لأخذ جوائزهم وقبل أن ينهي كلامه بدأ الحضور بالخروج. أغلبهم كان غاضبا من هدر الوقت وسوء التنظيم.

الساعة تشير الى الواحدة، وصلنا الثانوية المذكورة أغلب الحضور ذهب مشيا الى هناك تحت الشمس الحارقة ومنهم من كان لا يعرف هذه الثانوية وخاصة ممن جاءوا من دوائر بعيدة" بلا فطور". المشرفون على التوزيع طالبوا من الحضور الصبر حتى يأتي "الفرج" يقصدون القوائم. الساعة صارت الآن الواحدة والنصف وجاءت القوائم وشرع في المناداة بالاسم ولتبدأ عملية التوزيع وهنا اكتشفت الحقيقة ... لغز" العلبة السوداء" المحكمة الإغلاق بعدما سقطت من أحدهم مُحدثة صوت تكسير زجاجي. وليكتشف أن هذه العلب المحكمة الإغلاق لا تحتوي إلا على أطقم من القهوة علبها تحمل رقم 30 قطعة بعدد السنين التي قضاها معظمهم في الخدمة. ويبدو حسب الكثير أن هذه العلب طالتها أيادي الغدر أيضا لتختزل منها سنتين كزكاة ويستقر الرقم عند الكثير في 28 قطعة ... "لا ندري هل امتدت أيضا إلى سعرها الـ 1500دينارا"،أما الشهادات فوضعت في كرطون بالقرب من مدخل الثانوية مكومة وعلى المعني أن يبحث عن شهادته وينتشلها من تحت الأقدام.

إذا هذه صورة حية نقلناها لكم بأمانة عشناها مع المكرمين على مدار خمس ساعات ويزيد ... انها تختزل عملية التنظيم وتعطي صورة مؤسفة عما ينتظر هذا القطاع بعدما فرط في الكثير من طاقاته أغلبهم فضل التقاعد النسبي على أن يكمل مشواره في هذه الأوضاع هذا القطاع نقولها بصراحة لا يحتاج إلى لجان فيقبر إنما يحتاج إلى قرارات شجاعة وحاسمة وتطهير كلي ... أختم مقالي بما قالعه أحد المكرمين "جاو تايكرمونا كرهونا "أما أحدهم فقال مقتبسا علىعن ابن باديس "هذا آخر عهد لي بالتربية وتحيا الجزائر والعرب".

djelfa.info

[ali48000]

جزاك الله خيرا
بارك الله فيك و متعك بالصحة و العافية

[chihab14]

بارك الله ...فيك واكيد ان ماعند الله ........خير حسبنا الله ونعم الوكيل

[salahzide]

بارك الله ...فيك واكيد ان ماعند الله ........خير حسبنا الله ونعم الوكيل