عجيب أمرك يامن أصلك من طين !!!

moh140 · 2014-03-18, 21:51

قال صلى الله عليه وسلم (((مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ ، وَلا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلا شَانَهُ )))
ومما يؤلم النفس.. ويكدر الخاطر..ويدمع العين.. ويُحزن القلب إنتشار ظاهرة وخلق سئ يكاد لايمريومأ إلاونرى تلك المشاهد الأليمة ...الا وهي ظاهرة الإزدراء وتحقير الناس والإنتقاص من قدرهم ولاسيما الضعفاء منهم

ترى نفسك وقد أنعم الله عليك .. وأغدق لك من الخير كله .. فبدلاً أن تشكرالله على فضله فإذا بك تتنكر وتجحد وتنظر إلى غيرك من ثقب إبرة .. نظرة مليئة بالترفع والتعالي والغروروكأنك ملكت الدنيا
وتنسى فضل الله عليك ,,,

ترى الإنسان الضعيف والعامل الفقير والمسكين حولك يكابد ويكافح في هذه الحياة
ربما ترك بلده وأهله وأتى لكسب الرزق في بلدك حتى يهنأ بعيش كريم
متجرعًا ألم الغربة ومرارة الفراق ...
فتأتي أنت وتسمعه أشد أنواع الإهانة والسخرية وتنظر إليه بنظرات الدونية والإحتقاروالتقليل من شأنه وتشعره بأنك أفضل منه بكثير !!
أرجوك لاتزيد همومه بسوء تعاملك معه
لاتكن أنت والزمن عليه يكفيه ماعانى من وجعات الحياة القاسية ...وخناجر الزمن المرير...

ثم أريدك فقط أن تغمض عينيك وتفكر دقائق وتضع نفسك مكان هذا الشخص الضعيف ..
كيف تريد الناس إذا رأوك أن يعاملوك ؟؟ ماهي الكلمات التي تريد أن تسمعها وماهي الكلمات التي تؤديك ولاتريد سماعها؟؟ كيف تريد أن تكون نظراتهم لك ؟؟ عامل الناس كما تحب أن يعاملوك

جرب هذه الطريقة كلما رأيت أي شخص ضعيف وشعرت في نفسك بأنك أعلى منه مقامًا
إبتسم له .. سلّم عليه .. أشعره بأهميته .. إجعل نظراتك له نظرة رحمة وحب ..

بهذا الصنيع ستكسب محبتهم وتنال قربهم وقل في نفسك(( الحمدلله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا ))
وأدعوك للتأمل في هذا الموقف الجميل لحبيبنا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام كان هناك رجل من أهل البادية اسمه زاهر ... ولكل من اسمه نصيب , فهو ذو روح طيبة وأخلاق رائعة تفوح منه كرائحة الزهر الأخاذة .
كان إذا جاء المدينة حمل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من باديته خيرها لبنها , سمنها , وزبدتها .
ويقول : ويقول يارسول الله هذه هدية زاهر إليك , فاقبلها منه تجبر خاطره , وتسعد قلبه .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبتسم ويأخذها منه قائلاً :
قد قبلناها منك يازاهر .
جزاك الله عن نبيه خيراً وأجزل لك المثوبة .
فإذا عاد إلى أهله جهزه النبي صلى الله عليه وسلم من الطرف والمستحسنات المدينة مايقر بها عينه .
جزاءً وفاقا .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
إن زاهر باديتنا . ونحن حاضروه . وكأنه يقول للناس : تهادوا تحابوا ..........

ومهما كانت الهدية صغيرة فإن أثرها في النفس كبير .....
رآه الرسول عليه الصلاة والسلام في السوق مرة فجاءه من خلفه واحتضنه , وكان زاهر دميماً إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه لحسن أخلاقه ورفعة شمائله ..... وحاول زاهر أن يعرف محتضنه فالتفت قائلاً : دعني يامن أحتضنتني , فلما عرفه جعل ظهره إلى صدر النبي صلى الله عليه وسلم تيمناً وتباركاً . ويجتهد أن يظل ظهره ملتصقاً بصدر المصطفى صلى الله عليه وسلم , فجعل النبي صلى الله عليه وسلم : ( من يشتري العبد ــ من يشتريه ) .
فيقول زاهر : إذن ــ والله ــ تجدني كاسداً , من يشتري دميماً يارسول الله ؟ .
فيقول الرسول الكريم : ( ولكنك عند الله لست بكاسد , أنت عند الله غــــــــال . إن الله لا ينظر على صوركم وأجسادكم , إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) .
إلى محل التقوى , والخلق الرفيع , والعمل الصالح ......
وقيمة الإنسان بمخبره ولا بمظهره .

وإن من أكثر المواقف إيلامًا أن ترى هذا الضعيف المسكين –رجلاً أو إمرأة – وقد أحدودب ظهره ..
وأبيض شعر رأسه.. وبلغ من الكبر عتيا ثم تأتي أنت وتستعرض عضلاتك عليه وتشتمه وتسبه
فلم تحترم كبر سنه أين أنت من حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا))

لماذا الكبر والتعالي عليهم !!!! أما علمت أنك مخلوق من نطفة وأصلك من طين وثيابك من دود
ومردك إلى التراب .. أرأيت كم أنت ضعيف .. صغير

أخبرني لماذا تتكبروترى الناس بنظرات دونية ؟؟
هل لأنك تمتلك مالاً أكثر منهم !!!
أعلم إن المال ليس فضيلة بل ربما كان وبالاًعليك ولك في قصة قارون خير مثال ...

أم لأن نسبك ومنصبك الرفيع ومكانتك أفضل منهم !!
اعلم إن النسب لاينفع صاحبه يوم القيامةيقول تعالى ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)

لقد رفع الاسلام سلمان فارس *** كما وضع الشرك النسيب أبا لهب
فمهمآ گآن منصپگ ومهمآ گآن آمرگ وشأنگ
فستظل عپد عند خآلقگ.
نعيمگ زآئل لآمحآله فآلله لن ينظر آلى شگلگ پل سينظر مآفي دآخلگ من إيمان وعمل صالح ...
يَوْمَ لآ يَنفَعُ مَآلٌ وَلآ پَنُونَ إِلآ مَنْ أَتَى آللَّهَ پِقَلْپٍ سَلِيمٍ..

وتذكر بأن هذا الإنسان المسكين لم يختار واقعه بنفسه ...
هذا الشخص لو الأمر بيده لأختار لنفسه أفضل حياة ..وأجمل معيشة ..وأحسن وظيفة وأوسع بيت .. وأفخم أثاث وأجمل زوجة وأرقى مدرسة ...

فالبحبوجة التي تعيشها أنت لاتعني إنك أفضل منه.. بل هذه أرزاق من الله يقسمها بين عباده كيفما يشاء (( اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ))
. ثم إن الدنيا دار إبتلاء وهي دوارة غدارة فلاتدري أنت مالذي يحدث غدًا دوام الحال من المحال فربما تغير الحال ...وإنقلبت المعادلة فتحولت قوتك إلى ضعف ... وغناك إلى فقر... وعافيتك إلى مرض وعشت أنت الدوروأصبحت أنت مكانه !!

فهناك الكثير من القصص لأناس دارت بهم الدنيا وتغيربهم الحال أتعرف لماذا ؟؟
لأنهم لم يقدّروا النعمة التي يعيشوها ولم يشكروا الله على ماهم فيه بل تنكروا وجحدوا و تمادوا إلى تعييروسخرية وتنابز وإنتقاص من قدر الناس
مايدريك ربما هذا الضعيف المسكين في نظرك لايساوي جناح بعوضة لكنه عند الله قد يكون أرفع درجة منك .. وأحب إليه منك

ختامًا تذكرقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ*)
عامل الناس بإنسانية وضمير حي ... بأخلاق حسنة لا حسب دينه وجنسيته ووضعه الإجتماعي واعلم ان السخرية لاتنبعث الا من نفس سيئة الخلق ملوثة بجراثيم العجب والغرور..

وتذكر إن هذا الإنسان الضعيف مثلك بشرله مشاعر وأحاسيس إذا لم تشعره بقيمته في هذه الحياة وتشجعه أرجوك لاتحطمه وتجرحه فتكون أنت والزمن ضده ..