الرد علي منكري السنه .. 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الرد علي منكري السنه .. 3

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-01-17, 17:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B8 الرد علي منكري السنه .. 3


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



سبق


الرد علي منكري السنه... 1


الرد علي منكري السنه 2

و الان

الرد علي منكري السنة .. 2

اخوة الاسلام

اليوم احضرت لكم مناظرة

قال منكري السنه

بسم الله الرحمن الرحيم

إن النور بهر إشعاعه في حروف وكلمات وآيات بينات من لدن الله يسير في الأرض مع العباد هادياً ودليلاً إلى صراط مستقيم (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)

ذلكم هو القرآن الذي يتلوه القارئون ويفهمه المتدبرون ويعمل به المخلصون إنه إباء الأبي وعزة العزيز

ووفاء الوفي وكرم الخلق والفضيلة والصدق والأمانة وقول الحق والحكم العدل والتواضع والوداد بل أخوة بين المؤمنين قوامها التراحم (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)

إن الإسلام الصحيح والعقيدة الصادقة والعبادة الميسرة والشريعة السمحاء والعلم النافع والوعظ والإرشاد والنظر والبحث والتفكير والفتوى القيمة والتفسير الواضح "في القرآن وحده"

لا في الأحاديث ولا في التفاسير ولا في الأقاويل المزخرفة ولا في شعبذة المشعبذين فالقرآن يجلي عن أمره, ويوضح بعضه بعضاً (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً), ويهدي المستهدين

إلى مقاصد الدين الصحيح بلسان عربي مبين , فلا استبهام, ولا استعجام, ولا تناقض في أحكامه وعلمه وتعليمه, ولا تباين في شرعه وتبيانه,و لا موقوف ولا مكذوب , الحق غير الباطل ,

والجاد غير الهازل ,وقد أراد جاهلون أو زائغون من اليهود وأتباعهم أن يلبسوا بالباطل الحق ,

ويسموا باسم الجد الهزل, و الإسمان مختلفان متباينان , و الوصفان متباعدان متعاديان, "والقرآن حقٌ كله " فأين منه الباطل , "والقرآن هو الجد بأجمعه "فكيف يعزى إليه قول هازل

(إنه لقول فصل * وما هو بالهزل)

(ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) - سبحانه وتعالى عم يصفون -

القرآن قول الله , فإن اختلف في الشرع مختلفان فالحكم لله ,وفصل الخطاب في كتابه العزيز

(أفغير الله أبتغي حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً)

(وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أُنيب)

وإذا تباين أثر وآية, فالآية قطعية ومحكمة والأثر ظني ورواية رواها راوون والعون بتعظيم وتقديس البشر(ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله )

رسول الله لا يخالف ربه,و قوله لا يضاد قرآنه

(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائتِ بقرآنٍ غير هذا أو بدِّله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحى إليَّ إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم

,قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون)

إن الحق لن يناكر حقاً ,والصدق لن يعادي صدقاً, وإنما التشاكس و التناكر بين حق وباطل

(ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون)

والله نزل الكتاب بالحق لا بالباطل, والنبي لا ينطق بما يخالف القرآن,

وهو المسدد في كلامه , المبلغ عن ربه, المتبّع لكتابه (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شئ وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن)

إن التفاسير والأحاديث حربان للقرآن خصمان للرسول بيّنان

(وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون, ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون)

وكما أن الأحاديث والتفاسير خصمان للرسول فهي كذلك للأمة جمعاء

(ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها و بئس القرار وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار)

فويل للمفسرين مما يفسرون, وويل للمحدثين مما يحدثون

(فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون)

وإن كان في الدنيا كُمْهٌ عمون فهناك الناظرون المبصرون

(أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب)

ولن يضير حقاً في وقت خذلان خاذلين, ولن ينفع باطلاً تأييد قوم مبطلين

(ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير)

إن من يبتغي الحق ويريد الوصول إلى التعاليم الربانية الصحيحة كي تكون عبادته خالصة لله من الشرك حتى يلقى ربه وهو راض عنه لا يجد أمامه سوى القرآن الكريم

فهو الكتاب الذي حفظت أصوله وسلمت تعاليمه وتلقته الأمة عن رسول الله عن جبريل عن العليم الحكيم الأمر الذي لم يتوفر لأي كتاب من كتب البشر وأنه الجامع لأسمى المبادئ وأقوم المناهج وأفضل النظم

وهو الحافل بكل ما يحتاج إليه العباد من عقيدة صادقة وعبادة صحيحة ثابتة من لدن آدم إلى قيام الساعة ومعاملات عادلة ومواعظ هادفة وإرشادات نيرة وآداب سامية

وأخلاق فاضلة وهمم عالية وأحكام عادلة صالحة لكل زمان ومكان وشريعة سمحاء وآياته ميسرة للفهم وسهلة

(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)

(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)


وبعد فإنني سأبدأ مستعينا بالله بالحوار الهادف والبناء فيما يلي:

أولا الوحي :

إن الوحي الذي أوحى الله به إلى رسوله هو القرآن الكريم ولا شيء سواه مستدلا على ذلك

بالآيات القرآنية التالية:

1- (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا ) النساء 163

2- (ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم *

ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته ءأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد) فصلت 43,44

3- (وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرّفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا * فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدنِ علما) طه 113,114

4- (وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير) الشورى 7

5- (قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون) الأنبياء 45

6- (قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ * وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون * اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين) الأنعام 104 _106

7- (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك

إن أتبع إلا ما يوحى إليّ قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون * وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون) الأنعام 50,51

8- (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إليّ إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم *

قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون) يونس 15,16

9- (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا * إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا *

قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) الإسراء 86_88
10-

(الر تلك آيات الكتاب المبين * إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) يوسف1_3

11- (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم * وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون)

الزخرف 43,44

ولقد أقسم الله بأن رسوله لم يضل أو ينطق حسب هواه وأنه تلقى الوحي عن طريق جبريل وأنه قد رآه مرة أخرى عند سدرة المنتهى بقوله:

(والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى *

علّمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى * ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى *

ولقد رأه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى)النجم 1_18

ولقد أكد الله على هذا القسم بقوله:

(فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس * والليل إذا عسعس * والصبح إذا تنفس * إنه لقول رسول كريم

* ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين * وما صاحبكم بمجنون * ولقد رأه بالأفق المبين *

وما هو على الغيب بضنين * وما هو بقول شيطان رجيم * فأين تذهبون * إن هو إلا ذكر للعالمين * لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) التكوير 16_29

ولقد برأ الله رسوله مما نسب إليه من الأقوال التي ما انزل الله بها من سلطان وأنه لم يتفوه بكلمة واحدة غير القرآن:
(فلا أقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون * إنه لقول رسول كريم *

وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون * تنزيل من رب العالمين)الحاقة 38_43

هذا القسم بيّن للعباد أن ما نطق به الرسول هو القرآن الكريم ومن ثم برّأه مما كتب ونسب إليه بعد وفاته بقوله:

)ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين) الحاقة 44_47

هذه الآيات بيّنت أن الرسول لم يتفوه على ربه أثناء حياته بكلمة واحدة غير القرآن ولو فعل لحل به ما توعّد به الله فما بالك بملايين الروايات المختلفة والمتناقضة المعارضة للنصوص القرآنية

من أجل ذلك أكد المولى عز وجل أن كتابه تذكرة للمتقين بقوله:

)وإنه لتذكرة للمتقين (

كما أخبر أن من هذه الأمة من يكذب بالقرآن الكريم بقوله:

)وإنا لنعلم أن منكم مكذبين * وإنه لحسرة على الكافرين * وإنه لحق اليقين * فسبح باسم ربك العظيم)الحاقة 48_52
كما أخبر المولى عز وجل أن القول بغير القرآن افتراء عليه :

(وإن كادوا ليفتنوك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذاً لاتخذوك خليلا * ولولا أن ثبتّناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا) الإسراء 73_75

من أجل ذلك أمر الله نبيه أن يعلن للناس كافة أن الوحي الذي أوحى به الله إليه هو القرآن ولا شيء سواه وأنه حجة الله القائمة على من بلغه إلى قيام الساعة وأن يشهده على ذلك بقوله:

(قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون) الأنعام 19









 


رد مع اقتباس
قديم 2019-01-17, 17:41   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



الرد علي منكري السنة

الحمد لله المتكلم بالقرآن الحكيم، له الحمد أن بعث فينا الرؤوف الرحيم، فبين لنا بسنته صراط الله المستقيم، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أتم تسليم.

وها أذكر الرد مبيناً فيه بطلان ما ادعى، وثبوت خلافه، أعني وضوح دلالة القرآن الكريم على حجية السنة النبوية المطهرة.

فأبدأ مستلهماً الله الصواب، سائلاً إياه التوفيق والسداد.

ذكر المناظر في مقدمة كلامه قوله تعالى: ( قد جاءكم من ربكم نور وكتاب مبين ) مستدلاً بذلك على أن القرآن الكريم نور.

وهذا خطأ، لأن العطف يقتضي المغايرة قطعاً في لغة العرب.

وعليه فالنور مغاير للكتاب الذي هو القرآن. فما هو هذا النور؟

معلوم أننا لم يأتنا من الله تعالى سوى القرآن والسنة، وقد تبين أن القرآن غير مراد بالنور هنا، فهو إذاً سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو هو عام يشمل كليهما.
هذا أول دليل، قد تبين أنه لي، وليس له.

ثم وصف القرآن بأمور، منها أنه: ( إباء الأبي )، والإباء رفض بأنفة. فأقول أي رفض جاء به القرآن؟

إن أراد رفض المعصية ونوازع الشر، فنعم هو كذلك، وكذلك السنة النبوية المطهرة.

أما إن أراد رفض السنة، فلا وربي، ما جاء القرآن به، وإنما جاء بذمه كما قال تعالى: ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ).

ثم ادعى صاحبنا أن: ( التفسير الواضح في القرآن وحده ).

وهذه إحدى العجائب! إذ التفسير الشرح والتوضيح. فهل القرآن شرح للقرآن؟!

نعم في بعض القرآن شرح لبعض القرآن، لكن هذا البعض الذي هو الشرح، أين شرحه؟ إن قيل شرحه بعض آخر من القرآن، يقال: وأين شرح هذا البعض الآخر؟ وهكذا، مما يلزم منه التسلسل أو الدَّوْر، وكلاهما ممتنع مرفوض.

وإن قال أن بعض القرآن غامض يحتاج توضيحاً، والبعض الآخر هو الذي يوضحه، ثم هذا البعض الآخر واضح لا يحتاج ما يوضحه، إن قال هذا، فمردود كذلك.

لأن القرآن عربي، ولا شك تحتاج كل آية منه توضيحاً لغير العربي، فلزم أن يكون للقرآن شرح بشري يفهمه به غير العربي. وهذا حاصل حساً ولا خلاف، وليس في ذلك انتقاص ولا محال.

بل والعربي، قد يكون فيه نقص فهم أو علم أو تدبر، يخفى عليه به بعض القرآن. فيأتي رجل عربي آخر فيوضحه له. وهذا حاصل حساً بلا خلاف. ولا يلزم منه محال ولا انتقاص.

فنقول: أولى من يشرح القرآن ويوضحه للعربي ولغيره هو الذي أنزل عليه القرآن، صلوات الله وسلامه عليه، وتوضيحه هو السنة. وبالتالي فهي حجة، ولله الحمد.

ثم ذكر المناظر قوله تعالى: ( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً ). يريد أن يستدل بذلك على أن القرآن يوضح بعضه بعضاً، ولا يحتاج إلى غيره في بيانه.


وهذا غلط في الدليل والمدلول.


بمعنى أن الدليل لا يدل على المراد، والمراد غير صحيح أصلاً.

بيان بطلان المدلول مر فيما سبق قريباً.

أما بيان بطلان الدليل فكما يلي: الله تعالى تكفل في هذه الآية أن لا يأتي الكافرون النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشبهة لإبطال أمره، إلا جاءه الله بالحق الذي يدمغ ذلك الباطل

وجاءه الشرع البالغ في الوضوح غاية الحسن، بحيث لا يمكن لأحد أن يدعي فيه عيباً.

فالخلاف إذاً في البيان الذي يأتي به النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فالخصم يدعي أنه القرآن وحده.

وأنا أرد عليه بأن البيان إما كتاب وإما سنة. ومعلوم أن الذي أخذ الرسول من الله هو الكتاب والسنة، فمن خصص أحدهما من غير دليل فقد تحكم، وهذا مرفوض.


فالحمد لله رب العالمين.

ثم وصف المناظر القرآن بأنه ليس فيه ( موقوف ولا مكذوب ) يريد بذلك التعريض بكتب السنة النبوية المطهرة، التي فيها الموقوف والمكذوب.
وهذا غلط شنيعٌ، لو فهمه ما تكلم به.

بيانه أن كتب قراءات القرآن الكريم فيها آيات تروى بأسانيد غير صحيحة أو مخالفة لوجوه الإعراب أو مخالفة للرسم العثماني، وهذه الروايات يسميها أهل العلم ( شاذة ).

وبالتالي فالكتب التي تنقل القرآن فيها الشاذ والآحاد والمتواتر.

وهذا لا شك لا يطعن في القرآن الكريم، إذ القراءات الشاذة معروفة مشهورة، والقراءات الصحيحة معروفة مشهورة، وبالتالي فالقرآن محفوظ من الله تعالى.

وكذلك نقول في السنة النبوية المطهرة، فالأحاديث الموضوعة والموقوفة والمقطوعة وغيرها معلومة، والأحاديث الصحيحة معلومة، وبالتالي فهي محفوظة من الله كالقرآن، ولا فرق، والحمد لله رب العالمين.

ثم قال المناظر: ( فإن اختلف في الشرع مختلفان فالحكم لله، وفصل الخطاب في كتابه العزيز ).


وهذا غلط كذلك.

لأنه بنى مقدمة، واستنتج منها ما لا تدل عليه.

كيف؟

المقدمة أن الحكم لله تعالى وحده، وهذا حق

قال تعالى: ( أليس الله بأحكم الحاكمين ) وقال تعالى: ( إن الحكم إلا لله ) وقال تعالى: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) وقال تعالى: ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) وغيرها.

لكن حكم الله تعالى في المسألة يعلم بطرق مختلفة. فتارة من القرآن كما قال تعالى: ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون ). وتارة من السنة

كما قال تعالى: ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ). وتارة من الإجماع كما قال تعالى: ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً )

. وتارة من أقوال الصحابة المأخوذة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

كما قال تعالى: ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ).

وتارة من القياس الصحيح كما قال تعالى: ( أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحي الموتى، بلى ).

ففي هذه الآيات يحث الله تعالى المؤمنين على اتباع الطرق التي بها يعلم حكمه تعالى. فالسنة من الرسول أخذها عن الله، والإجماع مستند إلى كتاب أو سنة، وكلاهما من الله، والقياس يفهم من الكتاب والسنة،

وكلاهما من الله. فالحمد لله الذي وسع علينا ولم يضيق.

ثم قال المناظر: ( وإذا تباين أثر وآية... ).

وهذا فرض مستحيل، لأن الكل من عند الله، وما كان من عند الله لم يكن فيه تناقض.

ثم قال مرجحاً الآية على الأثر: ( فالآية قطعية ومحكمة، والأثر ظني ورواية رواها راوون والعون بتعظيم وتقديس البشر ).


وهذا غلط من وجوه:

1. أن الآية قطعية الثبوت أما الدلالة فلا. وبالتالي فالحكم المستفاد من الآية ظني غير قطعي. وذلك في كثير من الأحيان.

2. أن الآية وإن كانت قطعية الثبوت، فكثير جداً من الأحاديث قطعي الثبوت كذلك. ومن الأحاديث قطعية الثبوت:

أولاً: الأحاديث المتواترة.

ثانياً: ما أخرجه الشيخان ولم ينتقده أحد الحفاظ.

ثالثاً: ما تسلسل بالأئمة الحفاظ حيث توبعوا. رابعاً: ما جاء من طرق واختلف مخرجه. خامساً: ما صح سنده من غير مطعن. سادساً: ما تلقته الأمة بالقبول عملاً وتصديقاً.

وهذه الأنواع تحتها من الأفراد ما لا ينحصر، وبالتالي تبطل دعوى أن السنة ظنية الثبوت.

3. أن الرواة الذين رووا الأحاديث هم الذين رووا القرآن، فمن طعن في نقلهم هذا فقد طعن في نقلهم ذاك.

واتهامهم بالغلو في تقديس البشر مردود لعرية عن الدليل، ولاشتهار عكسه.

كيف وهم الذين رووا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ).

وهم الذين تواتر عن أئمتهم قولهم: ( كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر ) وقولهم: ( إذا عارض قولي الكتاب والسنة فاضربوا به عرض الحائط ) وغيره مما في معناه.

وهنا ألمح إلى لطيفة مليحة، وهي أن الصوفية يتهمون أهل السنة أنهم يحقرون الأشخاص

فدل أنهم لا يغلون فيهم. والقرآنيون يرمونهم بأنهم غلاة في الأشخاص، فدل على أنهم لا يحقرونهم. وبالتالي فهم الوسط، فالحمد لله والمنة.

ثم ألحق المناظر كلاماً كثيراً إنشائياً لا يسمن ولا يغني من جوع، إنما ذكره تهويلاً لا طائل من ورائه، بل ليس فيما ذكر من الآيات دليل على شيء مما ذكر.

ثم قال في ختام مقدمته الطويلة واصفاً القرآن الكريم: ( وتلقته الأمة عن رسول الله عن جبريل عن العليم الحكيم الأمر الذي لم يتوفر لأي كتاب من كتب البشر ).


وهذه مغالطة ظاهرة.

فكل كتب السنة النبوية، تلقتها الأمة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبريل عن العليم الحكيم. فالحمد لله.

وهنا أنبه إلى أمر لا بد منه، ليقف القارئ الكريم على ملابسات الحوار من أوله. وهو أننا قد اتفقنا أن يكون موضوع المناظر حول أدلة عشرة من القرآن يثبت بها عدم حجية السنة، وأن تكون هي أظهر أدلته

. لكن رأيت المناظر قد أتى بمقدمة طويلة هي قرابة نصف الموضوع، مما أطال موضوعي في الرد عليها.

ولا يمكن أن يقال أن المقدمة خارجة عن المناظرة، لأني لا يمكن أن أدع هذا الكلام يمر على عامة الناس يقرؤونه ولا يعرفون وجه فساده.

فالله المستعان.

وأبدأ الآن بمناقشة الأدلة، التي ذكرها عاريةً عن وجه الاستدلال، وهذا ثاني إخلال منه بشروط المناظرة، فالله المستعان.

الآية الأولى التي استدل بها قوله تعالى: ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوبَ والأسباطِ وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبوراً ).

وهو يريد بهذه الآية أن يثبت أن الوحي الوحيد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من الله هو القرآن. والعجيب

أنه لا ذكر للقرآن في الآية، وإنما فيها ذكر أن الله أوحى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، من غير ذكر للموحى به. ثم العجب الآخر أن الآية لا حصر فيها

فلو كان الذكر المعني فيها القرآن، لم يكن فيها نفي لوحي غيره!

فهذه الآية الأولى لا حجة فيها ألبتة، فكيف وهي أحد أظهر الآيات على مراده!

بل العجيب أن في الآية دليل ظاهر على أن السنة وحي من الله تعالى. كيف؟

هنا يثبت الله تعالى أن الوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كالوحي إلى السابقين من النبيين.

والوحي إلى النبيين السابقين كان أعمّ من الكتاب، بل كان يوحى إليهم بشرع غير الذي في كتبهم.

والدليل على ذلك في نوح قوله تعالى: ( قال يا نوح إنه ليس من أهلك ) فهذه كلمة أوحاها الله تعالى إلى نوح عليه السلام، وليست من كتابه على فرض أن يكون له كتاب.

وفي إبراهيم وإسماعيل قوله تعالى: ( فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر ) وليس المنام ذاك بكتاب، ومع ذلك هو وحي من الله تعالى.

وفي عيسى يقول تعالى: ( إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه ) وليست هذه من الإنجيل.

وهارون قد أوحي إليه بنص هذه الآية، ولم يكن له كتاب كما هو معلوم، وإنما أوتي التوراة موسى، فدل على أن وحيه لم يكن كتاباً، وهذا الذي نريد.

فهذا وغيره كثير جداً لا يمكن حصره في القرآن الكريم، كله يثبت أن الله تعالى قد أوحى إلى الأنبياء من الشرائع والعلوم ما ليس في كتبهم، بل شيئاً زائداً عنها.

فكذلك نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أوحي إليه كما أوحي إليهم.


فالحمد لله رب العالمين.

يتبع إن شاء الله تعالى...









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-17, 17:47   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الآية الثانية قوله تعالى: ( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاءٌ والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمىً أولئك ينادون من مكان بعيد ).

والآية الثالثة قوله تعالى: ( وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً وصرّفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكراً. فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علماً ).

والآية الرابعة قوله تعالى: ( وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير ).

وهذه الآيات كذلك تتكلم عن القرآن الكريم من غير ذكر لحصر أو قصر. فليس فيها أي دلالة على نفي السنة النبوية المطهرة.

ولم يجرؤ المناظر على ذكر وجه الدلالة منها، إذ لا دلالة له فيها على مراده من قريب ولا بعيد.

والآية الخامسة قوله تعالى: ( قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون ).

وهذه أول آية يذكرها فيها دلالة على حصر، إذ فيها أداة القصر ( إنما ). لكن هي كسابقاتها لا دلالة فيها على مراده. لأن الذي فيها إنما هو حصر الإنذار على الوحي، من غير تحديد لنوع من الوحي.

بل القرائن تدل على أن الوحي هنا هو القرآن والسنة، لا القرآن وحده. كيف؟

قال تعالى: ( أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً ) وقال تعالى: ( وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر )

وقال تعالى: ( وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب )

وغيرها من الآيات التي تأمر الرسول بأن ينذر، ومعلوم أن الكلام الذي سينذر به ليس في القرآن، وإنما سيعبر عنه بأسلوبه، وهذه هي السنة، أي أن المعنى من عند الله واللفظ من عند الرسول يعبر به. والحمد لله.

ثم كلمة ( الوحي ) هنا محلاة بحرف أل، فهي دالة على العموم، فتشمل كل وحي من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم كتاباً كان أو سنةً.

الدليل السادس قوله تعالى: ( قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ. وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست

ولنبينه لقوم يعلمون. اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين ).

فالآية الأولى من الدليل فيها ذكر البصائر، وهي البراهين والبينات التي أوتيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فتشمل الوحي قرآناً وسنةً، كما تشمل المعجزات الأخرى كانشقاق القمر

وتنزل الملائكة والإسراء والمعراج وغيرها. فليس فيها حصر لنوع الوحي!

والآية الثانية ذكر تنويع الله تعالى للآيات من وعد ووعيد وتشريع حتى يؤمنوا به، لكن لم ينفعهم ذلك فتؤول عاقبتهم إلى التكذيب. وليس فيها ذكر لحصر الوحي في القرآن.

وإن قيل أن الآيات هنا هي البصائر في الآية السابقة، ردّ بأن لا دليل على ذلك، وباستقراء أسلوب ( ونصرف الآيات ). وعلى فرض عودتها على البصائر، فليس فيها حصر كما مر سابقاً.

الآية الثالثة من الدليل فيها أمر النبي بأن يتبع ما يوحى إليه من ربه، وأن لا يأتي بشيء من عند نفسه. وليس في الآية ذكر لنوع الوحي الذي يتبعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

بل الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مأمور باتباع كل وحي أوحي إليه به كتاباً كان أو سنةً، لأن لفظة ( ما ) هنا اسم موصول يدل على العموم، فلا وجه للتخصيص.


فالدليل لنا - أهل السنة - وليس له فيه شيء، فالحمد لله رب العالمين.

الدليل السابع قوله تعالى: ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إليّ ).

فكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلم الغيب ولا يملك من الأمر شيئاً لا ينفي حجية سنته، إذ هي من عند الله لا من عنده هو.

هذا أولاً.

ثانياً قوله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ( إن أتبع إلا ما يوحى إليّ ) فيه حصر المتبوع في الوحي، فليس يتبع النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً غير الوحي.

لكن ما هو الوحي هنا؟ لفظة ( ما ) اسم موصول يدل على العموم فيشمل كل ما يوحى إليه به، سواء كان قرآناً أو سنةً.

فالآية دليل لنا – أهل السنة – لا لهم، فالحمد لله رب العالمين.

الدليل الثامن قوله تعالى: ( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله

قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إليّ إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم. قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون ).

فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس له من الأمر شيء، فلا يبدل ولا يغير، وهذا نقول به، إذ الحكم لله وحده. أما السنة فهي وحي من الله، وليست من عند الرسول ابتداءً.

ثم قوله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ( إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) مرّ الكلام على مثلها مرتين، فلا داعي للتكرار.

ثم الآية الثانية فيها أن الأمر بيد الله تعالى، لو شاء ما أنزل القرآن عليهم، ولتركهم في ضلالهم. إذ الحكم لله وحده.

ثم ذكر لبث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قومه سنين، يتكلم ويعمل

ولم يكن في كلامه ولا عمله حجة لهم. وهذا لا يدل على عدم حجية السنة النبوية المباركة. ذلك لأن تلك الأفعال والأقوال لم تكن وحياً من الله تعالى، وبالتالي فلا حجة فيها اتفاقاً.

أما بعد النبوة، صارت أفعاله وأقواله وحياً من الله تعالى، إلا ما دل الدليل على خلافه، وبالتالي صارت أفعاله وأقواله وحياً من الله تعالى، وبالتالي فهي حجة.


والحمد لله.

الدليل التاسع قوله تعالى: ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ).

يريد – والله أعلم – أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم واحد من أولئك الناس الذين لا يستطيعون حال اجتماعهم الإتيان بمثل القرآن، فكيف به منفرداً؟!

وهذا حق فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يستطيع أن يأتي بمثل القرآن من عند نفسه.

لكن كيف تكون السنة مثل القرآن في الاحتجاج والحكمة والإحكام، وهي كلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟

الجواب أن السنة من عند الله، وليست من عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وإذ كانت كذلك كانت كالقرآن إحكاماً وحكمةً وحجيةً.


والحمد لله.

الدليل العاشر قوله تعالى: ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ).
أولاً وصف القصص التي في القرآن بأنها أحسن القصص. نقول نعم

والقصص التي في السنة حسنة كذلك، وكل حجة، ولله الحمد. فليس في هذا القدر من الآية ذكر لحصر الوحي ولا القصص في القرآن.

ثم وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه كان قبل نزول القرآن عليه – أي قبل النبوة، لأن القرآن كان أول النبوة - غافلاً، أي غير شاعر ولا عالم بتلك القصص وما فيها من الحكم والتشاريع.


وليس في هذا دليل


على عدم حجية السنة، لأن هذا الوصف كان قبل النبوة، أما بعدها فقد صار عالماً. وليس في الآية ذكر لحصر ولا قصر، فالله المستعان.

آخر الأدلة قوله تعالى: ( فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم. وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ).

فيه أمر الله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتمسك بما أوحي إليه، وهو القرآن

بدلالة الآية بعدها. وليس في ذلك نفي لحجية السنة النبوية المطهرة. إذ من تمسك بشيء لم يمتنع عليه أن يتمسك بغيره معه، فكيف إن كان الآخر متضافراً مع الأول؟!

ألا ترى قول الله تعالى: ( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ) فهنا يحثنا على اتباع سبل

وليس سبيلاً واحداً. ولا إشكال، إذ هذه السبل كلها متضافر مؤدٍّ إلى نتيجة واحدة. كالصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، كلها سبل إلى الجنة، ولا تعارض بينها

وهي كلها واجب التمسك بها، ولا ينافي التمسك بأحدها أن نتمسك بالآخر.


فالحمد لله رب العالمين.


وبهذا انتهت أدلته، التي هي أوضح الأدلة وأبينها، والتي بانتفائها ينتفي غيرها، كما اتفقنا عليه سابقاً، فالحمد لله رب العالمين.

ثم أتى المناظر بمخالفة ثالثة لما تم الاتفاق عليه، فزاد على الأدلة العشرة، ولا أدري أيريد بذلك تشتيت ذهن القراء الكرام، أم أن يشق عليّ، أم الاستكثار غير المجدي؟!

لكن سأتابع الرد، وإلى الله المشتكى.

ذكر قوله تعالى: ( ما ضل صاحبكم وما غوى. وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى. علّمه شديد القوى. ذو مرة فاستوى. وهو بالأفق الأعلى. ثم دنا فتدلى. فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى ).

فالآيات تتكلم عن وحي الله تعالى إلى نبيه بالقرآن الكريم. وفي أثناء الكلام عن القرآن الكريم جاء قول الله تعالى: ( وما ينطق عن الهوى ).

فهل هذا اللفظ العام ( ما ) خاص بما سيق فيه أم عام له ولغيره؟ معلوم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. وعليه فهذه اللفظة على عمومها تشمل كل ما ينطق به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قرآن وسنة.

بل دخول السنة هنا ظاهر جداً، ويمتنع إهماله، لأنها الغالب من نطق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يمكن في العموم - الباقي على عمومه أو المراد به الخصوص - أن يخرج منه الغالب ويحمل على النادر.

وهذا وجه قوي مفحم، فتأمله.


فالحمد لله رب العالمين.


ثم ذكر آيات التكوير في الدلالة على صدق نسبة القرآن لله تعالى، وبراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اختراع شيء منه، وهذا حق لا شك فيه.

لكن لا دلالة فيه على نفي كون السنة النبوية وحياً من الله تعالى.

ثم أتى بعجيبة من عجائب موضوعه فقال ما نصه: ( ومن ثم برّأه مما كتب ونسب إليه بعد وفاته بقوله: [ ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل. لأخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين. فما منكم من أحد عنه حاجزين ] ). انتهى.

بيان العجب فيه أنه يستدل بهذه الآية التي هي وعيد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يفتري على الله كلاماً غير الذي قاله، يستدل بها على أن ما كتب من السنة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم افتراء وكذب!!

وأزيد الأمر تجلية إن شاء الله تعالى:

فوجوه المغالطة في هذا كثيرة جداً، منها:

1. أن هذه الآية وعيد شرعي، ليس كونياً. وهو يستدل بها على وقوع أمر كوني!

2. أن هذه الآية فيها دليل ظاهر على امتناع الوقوع، لأن الله تعالى قال: ( لو ) وهو حرف امتناع الجواب لامتناع الشرط. فكيف يستدل بالامتناع على الوقوع؟!

3. الآية تحذير للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في طيّ قطع للجاج الكفرة، فكيف تنزل على أنها في رجال أتوا بعده؟!
هذا الوجه الأول في بيان بطلان مدعاه.

ثم الوجه الآخر أن الآية لا تنفي تكلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الله بشيء غير القرآن، بل تنفي أن يدعي النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً ليس بقرآن أنه قرآن. وشتان بين الأمرين!

إذ الأول هو مراد المناظر، وليس بصحيح. والثاني هو معنى الآية، وهو متفق عليه بيننا.

فهي بمعنى: ( هذا القرآن من عندي، وإن زدت فيه شيئاً أو أنقصت عذبتك )

وهذا بخلاف ما لو قال: ( هذا القرآن هو فقط ما عندي لك، وإن زدت عليه شيئاً أو أنقصت عذبتك ). ففرق بين أن يزيد ( عليه ) وأن يزيد ( فيه ). فالمنفي أن يزيد ( فيه ).

ثم هذا توعد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لو تقول على الله، ومعلوم أن السنة ليست تقولاً عليه، وإنما هي من الله تعالى.

ثم إنه إن أراد الاستدلال بهذه الآية على مراده كان استدلالاً بالنتيجة على المقدمة! وهذا خطأ في الاستدلال.

لأن النتيجة هي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يتقول على الله، والمقدمة هي أن السنة تقول على الله.

فالمنطقي في الاستدلال أن يقول: السنة تقول على الله، والرسول لا يتقول على الله فهي ليست من الله. لا العكس.

فتأمل هذا جيداً.


يتبع إن شاء الله تعالى...









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-17, 17:54   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

ثم ذكر قوله تعالى: ( وإن كادوا ليفتنوك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذاً لاتخذوك خليلاً. ولولا أن ثبتّناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً. إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً ).

وادعى أن في هذه الآية دليلاً على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يتكلم عن الله تعالى بشيء غير القرآن، وبالتالي فلا سنة.

ولا دلالة في الآية على شيء من ذلك. إذ المنفي في الآية أن يفتري الرسول على الله، ونحن نقول أن السنة من الله أصلاً، فليست افتراءً. فهذا استدلال آخر منه بالنتيجة على المقدمة!


ثانياً الافتراء المذكور هنا هو افتراء قرآن مكان هذا القرآن.


تأمل قوله تعالى: ( ليفتنوك [ عن ] الذي أوحينا إليك ) ففعل يفتن هنا فيه معنى يصدّ. ثم تأمل قوله تعالى: ( لتفتري علينا [ غيره ] ) فكلمة غيره هنا بمعنى بدله.

دليل ذلك أن هذه الفتنة من الكفار قد ذكرها الله تعالى، فقال: (

وقال الذين كفروا ائت بقرآن غير هذا أو بدله ) ثم أتبعها ببيان المنفي، فقال: ( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي ). فتبين أن الكلام عن تبديل القرآن بقرآن آخر، لا عن إضافة سنة إليه.

أي أنه زيادة ( في ) القرآن، وليس زيادة ( على ) القرآن، كما مر سابقاً. فالحمد لله رب العالمين.

ثم ختم موضوعه بقوله تعالى: ( قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم ).

فهذه الآية تدل على أن الله تعالى يشهد بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقومه. وليس في ذلك ذكر للقرآن ولا للوحي ولا لحصر ولا لقصر!

ثم لو فرضنا أن شهادة الله تعالى بينهم تكون بالوحي الذي هو القرآن، فهو إذن أكبر شهيد

ولا ينفي ذلك وجود شهادة أخرى بينهم. كما قال تعالى: ( قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب )

وقال تعالى: ( قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ).

وبهذا يتضح أن الآية لا دلالة فيها على مراد المناظر هداه الله.

وبهذا أنتهي بحمد الله من الموضوع، وبإبطال أدلته هذه يبطل ما سواها من باب أولى، كما هو المتفق عليه سابقاً،

فالحمد لله رب العالمين.

وأذكّر ختاماً بمخالفات ثلاث من المناظر لعهده الذي اتفق عليه، وهي:

1. أنه لم يلتزم الاكتفاء بذكر الحجج والبراهين، وإنما أضاع كثيراً من الموضوع كمقدمة، وكثيراً كخاتمة.

2. لم يذكر وجه الدلالة من الأدلة التي استدل بها، إلا في القليل النادر.

3. زاد على عشر الأدلة، فذكر ما يزيد على عشرين دليلاً، فالله المستعان.

وكفى أن يصم المرء ناصيته أن لم يتجاوز قرانه كتاب الله بل ريقه!


فالحمد لله الذي قال:

( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ).

والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.


وكتبه

فيصل سيد القلاف


{ و الحمد لله رب العالمين}









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-01-18 في 19:20.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc