في السابق كنت أعتقد أن الحياة أزلية .. دون موت دون فناء
حتى وصلت تلك اللحظة ... أتذكر جيدًا و بوضوح تلك اللحظة التي علمت فيها أني كنت مخطئًا و أن الموت شيئ موجود في حياتنا
و انه قدر كل شخص و نهايته. انها إحدى أيام الشتاء عندما بلغت السادسة من العمر .. في سنة 2000 ميلادي
توفي أبو جدّي من جهة الأخوالِ ابراهيمُ رحمه الله الذي توفي بعد 15 يومًا من وفاة أب جدي محمّد من جهة الأعمام... كانت صدمة حقيقية لي حينها و لم أدري ما علي تصحيحه في ذهني .. لذا تركت كل شيئ كما هو
و لا زال إلى الآن كما هو.
ما أرجعني إلى تلك اللحظات خبرٌ بلغني أن أمّ جدي -من الرضاعة- قد اشتد بها المرض و لعلها تصارع آخر مرض في حياتها ...
كل تحاليلها سليمة .. و كل ما هي فيه الآن هو حالة نفسية..
قد ضربَت في الأرض ستًّا و تسعين سنةً تكافح الحياة في الأوراس القاسي .. مقاومة الطبيعة .. الاحتلال و الصعاب
ابنٌ شهيد ... فقدان ابنين لها على فترات متباعدة ... ولد هاجر إلى أوروبا و لم يعد ... هذا ما علمته و ما خفي في ال96 سنة كبير و شاهق أن تحتويه بعلمٍ خمسٌ و عشرون سنة صغيرة مثلي..
مٌحبة للجميع و الجميع أولادُها ..فقط جملة "صباحك بالخير نانّا ، ماتَّا تْسَاوِيذْ؟" كفيلة بجعلها سعيدة اليوم كلّه ..
ان شاء الله تكون أيام مرض عابرة و أطال الله في عمرهًا ..