معنى اسم الله تعالى المقدم والمؤخر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

معنى اسم الله تعالى المقدم والمؤخر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-01-26, 17:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18 معنى اسم الله تعالى المقدم والمؤخر

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.



روى الإمامان البُخاريّ ومسلم من حديث أبي هُرَيرة - رضِي الله عنْه -

أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -

قال: ((إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلاَّ واحدًا، مَنْ أحصاها دخل الجنَّة))

ص 526 برقم 2736

وصحيح مسلم 1076 برقم 2677.


اخوة الاسلام

تقدم شرح الاسماء التالية


الله جل جلاله

معنى اسم الله : العزيز

معنى اسم الله تعالى. الحكيم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأحد"

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأكرم"

معني اسم الله تعالى الكريم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأول

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأعلى

معنى اسم الله عز وجل المقيت

معنى اسم الله عز وجل القدوس

معنى اسم الله عز وجل الواسع

معنى اسم الله عز وجل الوكيل

معنى اسم الله عز وجل الشهيد

معنى اسم الله عز وجل الملك

معنى اسم الله تعالى الجبار

معنى اسم الله تعالى السلام

معنى اسم الله عز وجل المؤمن

معنى اسم الله تعالى المهيمن

معنى اسم الله تعالى المتكبر والكبير

معنى اسم الله عز وجل الخالق

معني اسم الله تعالي البارئ

معني اسم الله عز وجل المصور

معنى اسم الله عز وجل الغفار

معني اسم الله تعالى القهار

معني اسم الله عز وجل الوهاب

معنى اسم الله تعالى الرزاق

معنى اسم الله تعالى الفتاح

معني اسم الله عز وجل العليم

معنى اسم الله تعالى الخافض و الرافع

معني اسم الله تعالى القابض و الباسط

اسم الله تعالي المعز و المذل

معني اسم الله تعالى الرحمن و الرحيم

معني اسم الله عز وجل السميع

معني اسم الله عز وجل البصير

معني اسم الله تعالى الحكم و الحكيم

هل العدل من أسماء االله تعالى

معني اسم الله تعالى اللطيف

معنى اسم الله تعالى الخبير

معنى اسم الله عز وجل الحليم

معنى اسم الله تعالى العظيم

معنى اسم الله تعالى الشكور

معني اسم الله تعالى الْعَلِيُّ

معني اسم الله تعالى الكبير و المتكبر

معنى اسم الله تعالى الحفيظ

معني اسم الله تعالى الحسيب

معني اسم الله تعالى الرقيب

معنى اسم الله تعالى المجيب

معني اسم الله تعالى الودود

معني اسم الله تعالى المجيد

معني اسم الله تعالى الحق

معني اسم الله تعالى القوي المتين

معني اسم الله تعالى الولي و المولى

معني اسم الله تعالى الحميد

معني اسم الله تعالى السيد

معني اسم الله تعالى المحصي

معني اسم الله تعالى الباعث

معني اسم الله تعالى المبدئ والمعيد

معني اسم الله تعالى الحيّ

معني اسم الله تعالى القيوم

معني اسم الله تعالى الدَّيَّان

معني اسم الله تعالى سُبُّوح قدُّوس

معني اسم الله تعالى الرب

معني اسم الله تعالى البَرُّ

معني اسم الله تعالى الجميل

معني اسم الله تعالى الشافي

معني اسم الله تعالى الرَّؤوف

معني اسم الله تعالى الرفيق

معني اسم الله تعالى الصمد

معني اسم الله تعالى الغني

معني اسم الله تعالى الطيب

معني اسم الله تعالى الـمُحيي والـمُميت

معني اسم الله تعالى

القادر والقدير والمقتدر





.








 


رد مع اقتباس
قديم 2020-01-26, 17:31   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18


معنى اسم الله عز وجل المقدم والمؤخر

الله سبحانه هو الذي يقدم ما يجب تقديمه من شيء حكماً وفعلاً على ما أحب وكيف أحب

وما قدمه فهو مقدم

وما أخره فهو مؤخر

وهو الذي يؤخر ما يجب تأخيره

والحكمة والصلاح فيما يفعله الله تعالى

وإن خفي علينا وجه الحكمة والصلاح فيه .

وهو سبحانه المنزل الأشياء منازلها يقدم ما شاء منها

ويؤخر ما شاء

قدم المقادير قبل خلق الخلق

وقدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده

ورفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات

وقدم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين

وأخر من شاء عن مراتبهم

وأخر الشيء عن حين توقعه

لعلمه بما في عواقبه الحكمة

فلا مقدم لما أخر ولا مؤخر لما قدم .

والتقديم يشمل :

التقديم الكوني :

كتقديم بعض المخلوقات على بعض

وتقديم الأسباب على مسبباتها والشروط على مشروطاتها .

والتقديم الشرعي :

كتفضيل بعض الأنبياء على بعض

وتفضيلهم جميعاً على الخلق

وتفضيل بعض العباد على بعض

وكل ما سبق تبع لحكمته سبحانه .


المصدر:

كتاب شرح أسماء الله تعالى الحسنى

للدكتورة حصة الصغير ص 218









رد مع اقتباس
قديم 2020-01-26, 17:32   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18


المقدم، والمؤخر

ورد في الحديث الصحيح،

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بين التشهد والتسليم ويقول:

((اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت وما أسررت، وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت))


رواه البخاري (1120)

من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. ومسلم (771)


وقيده بقوله بين التشهد والتسليم. من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

المقدم هو الذي يقدم الأشياء ويضعها في مواضعها

وينزلها في منازلها والمؤخر الذي يؤخر الأشياء

ويضعها في مواضعها

كل ذلك تبعاً لحكمته ومشيئته فالله سبحانه وتعالى هو المنزل الأشياء منازلها يقدم ما يشاء منها ويؤخر ما يشاء.

قال ابن القيم -رحمه الله-:

وهو المقدم والمؤخر ذانك الصـــــ
فتان للأفعال تابعتان

وهما من صفات الذات أيضاً إذ هما
بالذات لا بالغير قائمتان

والمقدم والمؤخر من الأسماء المزدوجة المتقابلة التي لا يطلق واحد منها على الله إلا مقروناً بالآخر

فإن الكمال من اجتماعها

فهو تعالى المقدم لمن شاء والمؤخر لمن شاء بحكمته.

وهذا التقديم كونياً كتقديم بعض المخلوقات

على بعض وتأخير بعضها على بعض

وكتقديم الأسباب على مسبباتها والشروط على مشروطاتها. وأنواع التقديم والتأخير في الخلق والتقدير بحر لا ساحل له. ويكون شرعياً

كما فضل الأنبياء على الخلق وفضل بعضهم على بعض

وفضل بعض عباده على بعض، وقدمهم في العلم والإيمان والعمل والأخلاق وسائر الأوصاف،

وأخر من أخر منهم بشيء من ذلك وكل هذا تبعاً لحكمته

وهذان الوصفان وما أشبههما من الصفات الذاتية لكونهما قائمتين بالله والله متصف بهما

ومن صفات الأفعال

لأن التقديم والتأخير متعلق بالمخلوقات ذواتها وأفعالها ومعانيها وأوصافها

وهي ناشئة عن إرادته وقدرته


عبد الرحمن آل سعدي

((الحق الواضح المبين)) (ص: 100).


فالله عز وجل هو المقدم والمؤخر فقد قدم الإنسان وفضله على كثير من خلقه.

قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً [الإسراء: 70].

وفضل الله الأنبياء، وقدم بعضهم على بعض، ورفع بعضهم فوق بعض درجات.

قال تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ [البقرة: 253].

قال ابن كثير -رحمه الله-:

يخبر تعالى أنه فضل بعض الرسل على بعض

كما قال تعالى: وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا [الإسراء: 55]

وقال ههنا تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ [البقرة: 253]

يعني موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم. وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ [البقرة: 253]

كما ثبت في حديث الإسراء حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء في السماوات بحسب تفاوت منازلهم عند الله -عز وجل-


((تفسير القرآن العظيم))

لابن كثير (4/304).


المصدر:

::المنهاج الأسنى

في شرح أسماء الله الحسنى

لزين محمد شحاته – 1/306









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-01-26 في 17:38.
رد مع اقتباس
قديم 2020-01-26, 17:33   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18



معني اسم الله تعالى المقدم والمؤخر

عباد الله:

ما في هذا الكون من شيئين متساويين تساويًا مطلقًا أبدًا، بل دائمًا ما تجد أحدهما مفضَّل على الآخر ومقدَّم عليه؛ فالذكر مفضَّل على الأنثى، والعالم مفضَّل على الجاهل

والتقي الصالح مفضَّل ومقدَّم على الفاجر الطالح، وليس هذا في أمور الآخرة فقط، بل إنك لتجده في أمور الدنيا أيضًا؛ فالإنسان مكرَّم ومقدَّم على جميع الكائنات على وجه الأرض

والحيوانات يفْضُلها ويقدَّم عليها الأسد، وفي الجمال قد فُضِّل عليها الغزال والزراف، وفي السرعة قُدِّم عليها الفهد الصياد، وفي الضخامة قدَّم عليها الفيل

وفي الصبر وقوة الاحتمال قُدِّم عليها الجمل، وقل مثل هذا عن عالم الأسماك وعن عالم الطيور وعن عالم الحشرات وعن عالم النباتات، وعن جميع الأحياء والجمادات.

أيها المسلمون:

إن من أسماء الله الحسنى “المقدم”، وهو من الأسماء المتقابلة المزدوجة

فيقابله اسم الله المؤخر؛ فلا ينبغي أن يطلق أحدهما على الله إلا مقرونًا بالآخر؛ فإن في إطلاق أحدهما على الله دون الآخر شبة نقص لا تليق بكمال الله -تعالى-، ومعنى اسم الله المقدم،

أي: المعطي لعوالي الرتب، والمؤخر هو الدافع عن عوالي الرتب، والمنزل للأشياء منازلها؛ يقدم ما شاء منها ويؤخر ما شاء، قدم المقادير قبل أن يخلق الخلق، وقدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده

ورفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات، وقدم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين

وأخَّر من شاء عن مراتبهم وثبطهم عنها، وأخر الشيء عن حين توقعه لعلمه بما في عواقبه من الحكمة، لا مقدِّم لما أخَّر، ولا مؤخر لما قدم.

ولم يرد اسم الله المقدم في القرآن مطلقًا، وإنما ورد في السنة النبوية فقط، من ذلك ما رواه ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يتهجد

قال: “أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت” (متفق عليه)، وعن أبي موسى الأشعري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهذا الدعاء: “أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير”

(متفق عليه).

وعن علي بن أبي طالب أن آخر ما كان يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين التشهد والتسليم من الصلاة: “اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني

أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت” (مسلم).


عباد الله:

إن المتأمل في حقيقة اسم الله المقدم ومعناه؛ سيتجلى له الكثير من المظاهر والصور، منها:

تقديمه -سبحانه- للأعمال الصالحة وتأخيره للأعمال الطالحة

قال -جل وعلا-: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) [الحجرات: 7].

وكذلك: تقديمه -سبحانه وتعالى- لبعض الأعمال الصالحات على بعض

فليست كلها في مرتبة واحدة، بل أجلها وأعظمها وأهمها توحيد الله -تعالى-

وهو عمل قلبي، ثم قدَّم الصلاة على سائر العبادات البدنية

وقدَّم صلاة الجماعة على صلاة الفذ

وقدَّم الصف الأول في الجماعة على سائر الصفوف…

وقدَّم العمل الصالح المتعدي النفع على غيره

وقدَّم بعض الأذكار على بعضها

وقدَّم عمل السر على عمل العلانية

وفي كل عمل صالح ترى المقدم -عز وجل- قد قدَّم بعضه على بعض.

ومنها: تفضيل بعض الرسل على بعض: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) [البقرة: 253].

وكذا: تقديمه -عز وجل- الأنبياء على سائر البشر

بل وتقديمه الأنبياء على بعضهم البعض

قال -تعالى-: (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) [الإسراء: 55]

ومنه تقديمه -تعالى- لمريم على نساء العالمين

قال -سبحانه وتعالى-: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 42]

ومن ذلك -أيضًا- تقديمه -عز وجل- المؤمنين على الكافرين، والصالحين على الفاسقين.

ومن ذلك: تقديم بعض الخلق على بعض فيما وهبهم من خصائص أو قدرات أو أرزاق

ويؤخر آخرين في ذلك

قال -عز من قائل-: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ) [النحل: 71].

وكذلك: تقديم الذكر على الأنثى قال -تعالى-: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ) [النساء: 32].

وكذا: تفضيل بعض الثمار على بعض قال -عز من قائل-: (وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ) [الرعد: 4].

ومن مظاهر تقديم المقدِم -سبحانه- تقديمه آجال بعض الخلق على آجال بعض فيموت هذا وهو صبي

ويؤخر أجل ذاك فيرد إلى أرذل العمر، وبين هذا وذاك درجات؛ فمنهم من يموت يافعًا أو شابًا أو كهلًا…

قال -تعالى-: (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) [الحج: 5].

أيها المؤمنون:

وإذا ما أراد العبد أن يقدمه ربه -عز وجل- فعليه أن يبذل الأسباب التي تعينه على نيل ذلك، ومنها:

الوسيلة الأولى:

الإيمان بالله -تعالى-: فالمؤمن مقدَّم والكافر مؤخَّر، فقد استبعد الله -تعالى- أن يستوي هذا مع ذاك،

فقال -عز من قائل-: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) [القلم: 35-36]

وقد قرر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الأغبياء فقط من البشر هم من يكفرون بالله -عز وجل-

فعن عمرو بن عبسة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما تستقل الشمس فيبقى شيء من خلق الله إلا سبح الله، إلا ما كان من الشياطين وأغبياء بنى آدم” (الطبراني).

الوسيلة الثانية:

العبادة والطاعة والعمل الصالح: فالعابد الطائع الصالح مقدم على اللاهي العاصي الطالح،

قال -سبحانه وتعالى-: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) [ص: 28]؛ فالتقديم والكرامة والعزة في طاعة الله -عز وجل-

يقول -سبحانه-: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ) [فاطر: 10].

الوسيلة الثالثة:

العلم والتعلم: فإن الله -عز وجل- قد قدم العلماء ورفعهم

فقال -عز من قائل-: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة: 11]

ونفى -سبحانه- مساواة الجهلاء لهم

قائلًا: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [الزمر: 9].

الوسيلة الرابعة:

تزكية النفس وتطهيرها: فقد أبرم الله -عز وجل- القضاء مقسمًا: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس: 7-10]

فمن زكى نفسه وطهرها وسمى بها عن الأرجاس والأنجاس قدَّمه المقدم -سبحانه وتعالى-، ومن ارتضى أوحال الدنيا وارتكس فيها أخَّره المؤخر -جل وعلا-.

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2020-01-26, 17:33   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة



ثمرات الايمان لهذين الاسمين

عباد الله:

إنكم لترون المؤمن الحق بأن الله -تعالى- هو المقدم المؤخر يرتفع في منازل المعرفة

كلما ازداد إيمانًا بهذين الاسمين

ومما يناله من فيوضاتهما ما يلي:

أولًا: السعي في الطاعات واجتناب المعاصي: فعلم العبد بأن الله -تعالى- يقدِّمه إذا أطاع ويؤخِّره إذا عصى، يجعله كرارًا إلى الطاعات، فرارًا عن المعاصي والذنوب

قال -تعالى-: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) [المدثر: 37]؛ أ

ي: يتقدم في الخير والطاعة، أو يتأخر عنهما فيقع في الشر والمعصية.

ثانيًا: الرضا بما قسم الله للعبد من الأرزاق والمواهب؛ وذلك لعلمه أن المقدم المؤخر -عز وجل-

قد قدمه في أشياء بفضله وأخره في أخرى بحكمته، فكان ما قدمه فيه امتحانًا وابتلاء له

وكان ما أخره فيه نجاة ومعافاة له

فيعلم أن التقديم والتأخير من أقدار الله ولحكمة بالغة، فيرضى بفعل المقدم المؤخر ويمتلئ قلبه إيمانًا.

ثالثًا: تقديم ما قدمه الله وتأخير ما أخره الله: فعلى العبد أن يكون تبعًا لربه فيما قدم وفيما أخر، فمن الأعمال يقدم العبد أحبها إلى الله، ومن ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

“أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل” (متفق عليه)، وعن معاذ بن جبل، قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: “أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله” (متفق عليه)

وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- أي: العمل أفضل؟

قال: “إيمان بالله، وجهاد في سبيله“، قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: “أعلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها”

(متفق عليه).

ومن الأقوال ما دلنا عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

إذ يقول: “وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” (الترمذي).

فاعرفوا اسم الله المقدم وعيشوا في ظلاله تنعموا في الدنيا وتسعدوا في الآخرة.

فاللهم بفضلك العظيم قدمنا ولا تؤخرنا

وآثرنا ولا تؤثر علينا

واهدنا واهد بنا واجعلنا للمتقين إمامًا.

وصل اللهم على محمد…

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc