أبناء وبنات ........... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > قسم تربية الابناء وما يخص الطفل المسلم

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أبناء وبنات ...........

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-05, 22:24   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي أبناء وبنات ...........

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد


حديث الثقة

تكثر في أوقاتنا تلك شكوى الكثير من الآباء والأمهات من فقدان أطفالهم الثقة في أنفسهم، وعدم قدرتهم على تحمل المسئولية، ويتخوفون من انعكاس ذلك على مستقبل أطفالهم، ولاشك أن الثقة في النفس من أهم الخصال التي يسعي الوالدان لزرعها في نفوس أطفالهم منذ الصغر، ونرى كثيرًا منهم يتأففون لعدم قدرة أطفالهم على إتمام عمل ما لفقدانهم الثقة بأنفسهم.

ولقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يعلم أن أطفال اليوم رجال الغد، لذا أولى عناية بصغار الصحابة، لأنه أدرك بحس المربي أن الحمل الذي سيتركه لهم ثقيل، ويحتاج إلى نفوس واثقة، في الله أولاً، وفي نفسها وإمكاناتها وقدراتها ثانيًا، ولهذا استوقفني حديث نبوي؛ رأيت فيه مثالا حيا لزرع الثقة في نفس الأطفال بصورة عملية نبوية فريدة ..

عن ابن عباس – رضي الله عنه - كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال يا غلام ، إني أعلمك كلمات : أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

في هذا الحديث نجد ملامح تربوية كثيرة , وأول ملمح هنا قول "ابن عباس" رضي الله عنه" [ كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ]، فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – رغم مهامه الكثيرة والصعبة كنبي – صلى الله عليه وسلم - ، وقيادته لأمة بأكملها ، ترك كل هذا ليأخذ صغيرا على راحلته ، ويعلمه كلمات مهمة له ، ذلك هو ( فن المصاحبة ) والذي لا يجيده الكثير من المربين في زماننا هذا.

فلكي نغرس تلك الثقة المفقودة في نفوس أطفالنا، يجب أن نصاحبهم ونكون مدخلا لهم لعالم الكبار، فأثر ذلك في نفوسهم عظيم، فرغم مرور السنين لم ينس "ابن عباس" – رضي الله عنه – تلك الكلمات المهمات، ونقلها للأمة لكي تتوارثها جيل وراء جيل حتى يرث الله الأرض بمن عليها.

وأثر تلك المصاحبة أن استوعب "ابن عباس" – رضي الله عنه -، تلك الكلمات، وفتح قلبه لها، فدخلت واستقرت، لتخرج لنا ( حبر الأمة )، فلقد علم الرسول – صلى الله عليه وسلم – مفتاح قلب "ابن عباس" رضي الله عنه.

وهذا هو المراد من الموعظة أن تدخل القلب لتستقر فيه، لا أن تكون مجرد كلمات عابرة على الآذان لذا كان الرسول يتحين تلك اللحظات ليزرع فيها الثقة والخصال النبيلة في نفوس أصحابه، فعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : [ كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا ].

وملمح أخر نستقيه من الحديث، هو قوله – صلى الله عليه وسلم – [ يا غلام ، إني أعلمك كلمات ]، فلنأتي بطفل أيًا كان عمره، ونختصه بحديث أو سر ما، ذلك يؤكد ثقته في نفسه، وأنه يمكن الاعتماد عليه، وهذا ما فعله الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع "ابن عباس – رضي الله عنها "، فقد انفرد به على الراحلة، وأودعه كلمات مهمة له ولباقي الأمة، وحمل الصغير الأمانة، وبلغها للأمة كلها بدون أن ينقص منها أو يزيد، فحاول أن تجعل بينك وبين طفلك كلمات، تبني بها ثقته في نفسه.

وبعد ما تم زرع الثقة في نفس "ابن عباس"، تاقت نفسه واستعدت لاستقبال تلك الكلمات الخالدات ليوم الدين، لتستكمل زراعة الثقة والاعتماد على الله أولاً وقبل كل شيء، ثم النفس .. [ أحفظ الله يحفظك، أحفظ الله تجده اتجاهك ] .. رقابة ذاتية على النفس، وذلك النوع من الرقابة لا يتم على النفس إلا عندما تستوثق في ربها، ومن قدراتها.

[ إذا سألت فسأل الله.. وإذا استعنت فاستعن بالله ]، وهنا غرس الرسول – صلى الله عليه وسلم – التوكل على الله، والتوكل أيضًا لا يخرج إلا من نفس واثقة، فكانت تلك الكلمات تطبيقا عمليا لتنمية الثقة في النفس التي بدأها الرسول قبل نطقه لتلك الكلمات.

ويأتي ختام الكلمات [ واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ]، قاعدة لمن يثق في نفسه وفي اختياراته، امض ولا تلتفت لتدبير البشر، فقد دبر الله – عز وجل – الأمر، ورفعت الأقلام وجفت الصحف، فامض في طريقك واثقاً في تدبير الله لك.

بتلك الكلمات الذهبية استطاع خير البشر زرع ثقة في نفوس أصحابه، فخرجوا غير عابئين بما سيلقونه من صعاب، فأضاءوا الدنيا بنور إيمان قلوبهم، ونحن الآن في أمس الحاجة لمثل أولئك الواثقين، فلنزرع بتلك الكلمات والقواعد، ثقة لا متناهية في نفوس أطفالنا.











 


رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:25   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي 10 خطوات لتحبيب ابنتك بالحجاب


10 خطوات لتحبيب ابنتك بالحجاب


الطيبون يحبون حجاب ابنتهم , ويحرصون على سترهن وتحبيبهن في الطاعات والصالحات, لكن بعضهم قد يخطىء في طريق ذلك فيستخدم العنف أو يتهاون فيه فيتساهل .. وكلا الأسلوبين يحتاج إلى تقويم ,من أجل ذلك أختصر لك عشر طرائق عملية لتحبيب ابنتك في الحجاب ليس بينها الضرب ولا الضغط ولا الصراخ.

ولسنا بحاجة أن نقول إن هذه الخطوات يمكن أن يقوم بها الأب والأم معا أو منفردين .. ويمكن أن تتشارك الأسرة كلها فيها.

1- ابدأ مع ابنتك منذ الصغر ولا تنتظر حتى تكبر فتأمرها بالحجاب , فإنك إن انتظرتها حتى تكبر تكون قناعاتها قد بدأت في التبلور ومن ثم يصعب عليك إيصال ما تريد خصوصا إذا خالف هواها , ولتتبع التدرج في ذلك – لأنها لاتزال طفلة صغيرة.

2- اظهر الإعجاب بالحجاب , فتحدث عنه كثيرا أمامها بإعجاب , وقل إنه " وقار " وأنه " يضفي بهاء ونورانية على الفتاة .. وأن لابسات الحجاب يدللن بمظهرهن على حسن التربية وحسن النبت الطيب.

3- أخبرها بأنه أمر الله , وأعلمها أنها ستفعل هذا العمل لله وحده وليس للناس وان الله يراها في كل وقت وحين , وعرفها بأن الله يرضى عن المرأة المستورة المنفذة لأمره سبحانه , واقرئها آيات الحجاب من القرآن الكريم , وأكد عليها في الحديث عن إرضاء الله سبحانه.

4- اعرض لها النماذج المحجبة الناجحة الوقورة الفاضلة , ابتداء من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم والصالحات من بعدهن ثم الصالحات من الأجيال التالية ثم الناجحات في هذا العصر من النماذج المتميزة.

5- قارن لها بين تلك النماذج السابقة وبين الأخريات السافرات اللاتي لا يخضعن لأمر الله وكيف أن سفورهن تسبب في سقوطهن في المهالك.

6- حدثها عن سلوك المرأة الصالحة , وعن ثواب الالتزام بالعمل الصالح , وجزاء النساء الصالحات , وكيف أن المرأة الصالحة تكون دوما سببا في الخير والهداية لبنات جنسها .

7- احرص على أن تصاحب ابنتك الفتيات الصالحات المحجبات المحتشمات , ولا تتركها بين السافرات الغافلات , فإنها ستتشرب الخير من أهل الخير.

8- اجعل لابنتك من أمها قدوة صالحة فيما يخص الحجاب والستر , واجعل لها مع أمها جلسات خاصات بالحديث عن الحجاب وكيف تحجبت , وحكايات الحجاب للفاضلات في ذلك.

9- اجعل أمها تصطحبها للقاءات الخير ودروس العلم وحلقات القرآن في المساجد , إذ ينبغي أن تكون محجبة أثناء ذلك كله ومن ثم تتدرب على ذلك وتحبه وتتعود عليه.

10- استخدم الهدية والمكافأة التشجيعية على ارتدائها التحشم والستر والحجاب , وعرفها أن المكافأة الكبرى إنما هي من الله سبحانه وأنها الجنة العالية.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:26   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي أبناؤنا وشاشة التلفاز

أبناؤنا وشاشة التلفاز

للإعلام دور كبير في تكوين شخصية الطفل والتأثير عليه سلباً أو إيجابا ًفي عصر المعلومات وانتشار الأطباق الفضائية وذيوع ثقافة الصورة , ولاشك أن الطفل أسبق من غيره في التعرف وحب الاستطلاع كما أثبتت ذلك كثير من الدراسات العلمية وذلك لرغبته في أن يكون له صورة مختلفة عن البيئة التي يعيش بداخلها والعالم الذي هو في محيطه.


ولهذه القوة الجامحة المسلّطة من الإعلام على الطفل ولرغبة الطفل للتعرف والاطلاع تكونت علاقة وثيقة بين أطفالنا وشاشة التلفاز والتي تعد من أهم وأبرز مخرجات الإعلام الخطيرة , وهذه العلاقة وان كان في تكوينها فائدة كبيرة بالنسبة للإعلام من جهة المورد المالي , ونشر الأفكار والرؤى والتي يتأثر بها فكر المشاهد , وفائدة هي الأقل والأقل جداً للطفل وتكمن في نضوج فكرة وتنوع ثقافته وتعريفه على عالمه الخارجي .

إلا أن الضرر الناتج منها على الطفل كبير جداً وتزداد مساحة ذلك الضرر بازدياد التوسع الإعلامي الرهيب وتنوع البرامج الخاصة للأطفال , وقدرة أصحاب تلك البرامج في الخروج بأعمال إبداعية تسحر الباب الأطفال , وتجذب أفئدتهم وتشدهم للمشاهدة ساعات طويلة بدون ملل أو انقطاع , وتتنوع أضرار شاشة التلفاز وتبعاته السلبية وآثاره الهدامة على أطفالنا بتنوع اهتمامات الأطفال ووضعهم الأسري والاجتماعي والصحي وسأذكر منها ما يلي:

أولا: ضياع الوقت وإهداره فيما لا ينفع .
إنما يعرض عل شاشة التلفاز من برامج الأطفال وما يصاحبها من إغراءات ومغامرات وقصص الخيال وغيرها من ما يسحر عقل الطفل ونظره قد نجحت في سلب كثير من أوقات الأطفال خاصة في تلك السنين الأولى التي ينضج فيها عقل الطفل وينمو.

وفي دراسة امريكية تقول: إن الطفل يشاهد التلفاز بمعدل 23 ساعة في الأسبوع الواحد, وفي دراسة مصرية وجدت إن أطفال مدينة القاهرة يشاهدون التلفاز بمعدل 28 ساعة في الأسبوع الواحد , وسواء صدقت تلك الإحصائيات أم كان فيها نوعاً من المبالغة إلا إن المهم هو إن شاشة التلفاز فعلاً أخذت من أوقات أطفالنا الشيء الكثير وأصبحوا اسري لما يبث من مشاهد وبرامج على تلك الشاشة الجذابة , وصار ذلك الوقت مما يحسب سلباً على صحتهم وفكرهم وحياتهم بشكل عام.

ونحن بذلك الوضع نشارك في إيقاع الظلم على أطفالنا وأوقاتهم الثمينة خاصة ونحن نعلم عن قيمة الوقت , وحرص شريعتنا الغراء على الاهتمام به , وأن المؤمن مسئول أمام الله عنه ومجازاً به , فكيف اذاً نربي أطفالنا على هذه القيمة الهدامة وهي " ضياع الأوقات فيما لا ينفع" ونحن نعلم إن أمامهم مستقبل يريد منهم جل أوقاتهم , وأمة ترقب من يتواصل مع منجزاتها ومشاريعها البناءة وقد قيل : " إن الأفضل بناء الطفل بدلاً من إصلاح إنسان".

ثانياً : نشوء الأمراض النفسية والجسدية .
إن مواجهة الطفل لشاشة التلفاز لأوقات طويلة يعرضه لأمراض نفسية وجسدية متعددة , وتختلف هذه الأمراض باختلاف مدة مكوث الطفل أمام الشاشة وقربه وبعده منها , وتأثره لما يعرض فيها من عدمه ومن تلك الأمراض حصول القلق والاكتئاب والشيخوخة الكبيرة والتي تنتج من التعرض للموجات الكهرومغناطيسية المنبثقة من شاشة التلفاز.

إضافة إلى ما يحصل من أضرار جسمية كزيادة الوزن وترهل العضلات وآلام المفاصل والظهر واني أعجب من إهمال كثير من الآباء والأمهات لأبنائهم بجعلهم أسرى لذلك الوحش الذي يأكل من أجسامهم ليل نهار وذلك بجلوسهم الطويل والممل أمام تلك الشاشة الجذابة .

ثالثا ً: زيادة معدل الخوف .
وذلك نظراً لزيادة المشاهد المرعبة على شاشة التلفاز(دماء- جرحى – قتلى – أسلحة -حيوانات مفترسة – أشباح ....الخ) وكل ذلك يولد لدى الطفل شعور بالخوف المتكرر والدائم أحيانا وينزع منه الأمان الذي يستحق أن يتمتع به , بل هو حق واضح على الوالدين خاصة والمجتمع بشكل عام أن يمنحوه أطفالهم.

ومكوث الطفل أمام هذه الشاشة باستمرار يجعله يُؤمن بطبيعتها وإنها حتمية الحصول فتؤثر على مسيرته المستقبلية وشخصيته القادمة الأمر الذي يصاب من خلال ذلك الشعور بالازدواجية في الشخصية والعقد النفسية المتكررة وهي تنمي فيهم أيضا الصفات السلبية كالحقد والكراهية وحب الانتقام.

رابعاً : فقدان الثقة لدى الطفل .
إن الطفل وهو يشاهد تلك الأفلام التي أخذت طابع العنف والاستبداد والقتل والخيانة تكوّن له نظرة سلبية تجاه أسرته ومجتمعه مما يؤدي إلى نزع كل أواصرالثقة وحبال الظن الحسن مع الجميع ويبدأ يتلبس بلباس الشك معهم وهذا يعني أيضا أن كراهيته لكل ما حوله قد تتكون من خلال ذلك الشك والظن السيئ بأفراد مجتمعه.

وقد يتسبب الوالدين في حصول ذلك الشعور السيئ وهما بذلك يناقضان أهم أعمالهم الموكولة إليهم تجاه التربية ألا وهو بناء الثقة في نفوس أطفالهم وإشعارهم بأهميتهم , وإبعادهم عن أجواء الشك وإساءة الظن .

خامسا ً: من الآثار السلبية لشاشة التلفاز على أطفالنا تبلد مشاعر الطفل وعدم مبالاته لكل من حوله وعدم الاكتراث بكل ما يقدم له من أهله أو اقرأنه ودوام إحساسه بعدم أهمية ما يُفعل لأجله أو ما يواجهه في حياته.

إن ما يراه الطفل من صور ومشاهد على شاشة التلفاز تساعد على جذب كل حواسه وآلياته ساعات طويلة وعلى فترات مختلفة ومن صور ذلك التبلد وعدم المبالاة عدم سماعه لمناداة والديه له وعدم أحساسة بكل ما يقع حوله أو يتحرك , إضافة إلى عدم اهتمامه بأدواته وأغراضه الشخصية وعدم ترتيبه لها , وفوضويته في حياته.

سادسا ً: الإقدام على تناول التدخين أو المخدرات أو السموم وغيرها.
في كثير من المشاهد التي تعرض وللأسف الشديد تظهر التدخين على انه حل سريع ومهم للقضاء على المشاكل النفسية والهموم الاجتماعية وهناك أيضا من المشاهد ما يعرض المخدرات بأنواعها وكيفية بيعها وشراءها وترويجها.

وأيضا كيفية تعاطيها وما يصور من أنّ من يتناولها يعيش في عالم آخر سعيد وكل تلك المشاهد يتقبلها عقل ذلك الطفل بدون وعي مسبق أو حصانة قبلية أو حتى تحذير أو تعليم من الوالدين يوازي ما يراه الطفل من تلك المشاهد فيحصل ما لا يُحمد عقباه وقد يصبح ذلك الطفل أسيراً للمخدرات والسموم , وقد أثبتت الدراسات أن من أهم طرق الانحراف لدى الفتين والفتيات في طريق المخدرات هو شاشة التلفاز وما يعرض فيها.

سابعاً : التسبب في إيجاد فجوة كبيرة بين الوالدين والطفل .
إذ أن تأثير شاشة التلفاز على وقت الطفل المشاهد يكمن في بقائه لفترات طويلة أمامها الأمر الذي يجعل مشاكسات الطفل وعبثه في حياته وأثاث المنزل تقل بنسبة كبيرة وهذا مما يريح الوالدين وخاصة الأم في مسألة المتابعة في المنزل والتنظيف إلا إن هذا يسبب الكثير من المشاكل بين الوالدين وطفليهما كعدم اهتمام كلا الطرفين بالآخر وعدم فهم نفسية الوالدين لطفلهما وقلة الوعي والحصانة التربوية من الوالدين للطفل وهذا كله يزيد من مساحة البعد بينهما.

ثامناً: ومن آثار شاشة التلفاز السلبية على الطفل إثارة الغرائز لديه مبكراً .
وهذا سببه مما يعرض في أفلام الرسوم المتحركة من قصص العشق والغرام ودفاع البطل عن حبيبته في أفلام الاكشن واللباس الفاضح وصور الضم والقبلات بين عناصر الفلم ذكوراً وإناثا وكل تلك الصور والمشاهد يتشبع بها عقل الطفل ويبدأ في تقليد ما يرى مع إخوانه وأخواته في المنزل أو في لباسه وتصرفاته ومعاملاته وهذا ينشئ خطراً عظيماً على ناشئة الأمة وذلك بعنايتهم بكل هم سافل أو أمر منحط حتى لا تجد من بينهم (إلا من رحم ربي) من يسمو بنظرته أو يرقى باهتمامه.

تاسعاً : ومن الاثار أيضا إفساد اللغة العربية لدى الأطفال .
إن ما يعرض من صور ومشاهد على شاشة التلفاز يصحب دائماً بلغة هشة إما أن تكون لهجة بلد معين ليست حتى بلهجة بلد ذلك الطفل , أو عربية مكسورة في الأداء والقول , ومن المؤسف أن تجد اهتمامات منتجي تلك الأقلام باللغات المحلية والدارجة على ألسن الناس وتغافلهم عن اللغة العربية الفصحى , وهذا مما يؤدي أيضا إلى انحراف لسان الطفل إضافة إلى انحراف فكرة وتوجهه واهتماماته .

عاشراً : ومن الآثار أيضا أن يتربى الطفل على العادات السيئة, والأنماط المشينة والأخلاق المنحطة .

من خلال متابعته الدائمة لشاشة التلفاز ومن تلك العادات والأنماط السهر على المعاصي والآثام , وعشق الفنانين والفنانات , والتعلق السيئ بالأفكار الهدامة , وتتبع العناوين المغرضة والتي يدعو أكثرها إلى التفسخ من الدين وضرورة الانحلال من تعاليمه وعقائده فينشأ الطفل على تربية مهزوزة ومزدوجة تكون آثارها وخيمة على الطفل وعلى أسرته ومجتمعه.

الحادي عشر : حب الطفل لأدوار الخطر وعشقه لروح المغامرة .

وتنتج تلك المشاعر مما يراه من مشاهد متعددة تحكي قصص الجواسيس ورجال المخابرات والشرطة والأفلام البوليسية المختلفة , فيبدأ الطفل بتكرار ما يشاهده وفعله على ارض الواقع بدون تفكر في التبعات وعواقب الأمور مما يؤدي ذلك كله إلى خطر عظيم قد يؤدي بالطفل سواءً كان ذلك الخطر موتاً أو إصابة بليغة أو أضراراً بالآخرين وممتلكاتهم وهذا ما نعانيه الآن من شباب الأمة وواقعهم المتمثل في قصص التفحيط والغرام المتبادل وسرقة المنازل وحوادث القتل...الخ تلك المناظر المؤثرة.

الثاني عشر : ومن الآثار أيضا تجميد عقل الطفل عن التفكير والإبداع , وتعطيل خياله عن الاختلاط وحب الاستطلاع .

ذلك أن من المعلوم لدى أهل التربية هو أن عقل الطفل باستطاعته أن يبدع ويفكر وينتج أيضا لصفائه من المدخلات السلبية والأفكار المنحرفة , وما يعرض على شاشة التلفاز وخاصة للطفل بكل الأفلام الكرتونية التي ترسل رسائل سلبية لعقل الطفل المتمكنة في أن الخيال له حدود , وان الاختراع لا يستطيعه إلا القليل , وان العمل صعب ومكلف , وان نتاجه قليل , وكذلك تلك المشاهد التي تبرز الغباء وتحسنه لهم بصور طريفة ومضحكة فيتربى عقل ذلك الطفل على ما يستقبل من رسائل غاية في الخطورة , وهو بذلك يصبح طفلاً غير منتج وليس له القدر ة في أن يفكر أو يبدع .

الثالث عشر : حرمان الطفل من اللعب .

وذلك نتيجة ضياع وقته كله أمام شاشة التلفاز, وهذا يؤدي إلى ضيق صدر الطفل وكرهه لأصدقائه ورفضه لهم المشاركة في اللعب معهم , وحب الانطواء والعزلة , وسعيه وراء كل ما يبعث للراحة والدعة , وحبه للكسل والخمول ونبذه للعمل والسعي والحركة .

الرابع عشر : صعوبة تعامله مع التجارب والأحداث التي تواجهه في حياته .

وينتج عن ذلك عدم قدرته للمواجهة مع الآخرين وانعدام قدرته على حل المشاكل الحياتية التي تواجهه بين الفينة والأخرى وذلك كله بسبب ركونه إلى المشاهدات التلفزيونية والتي بعثت فيه الأمراض المتعددة والمختلفة الصحية منها والنفسية والاجتماعية وغيرها.

وأخيراً فإن علينا أن نعي خطورة هذه الشاشة الجذابة على عقول أطفالنا وأوقاتهم واهتماماتهم, وان نقدر حاجتهم لها بقدر ما يشبع رغباتهم في المشاهدة, وأن لا نستهين بما تقدمه لهم من برامج وعروض مختلفة.

ومرة أخرى فاني أقول أن على الوالدين أمانة عظمى في السعي بأولادهم إلى أمكنة الأمان وحمايتهم من كل ما يؤثر عليهم سلباً في حياتهم وتربيتهم بأن يكونوا عدة لدينهم ومجتمعاتهم.

وفقني الله وإياكم لطاعته, ورزقنا الإخلاص في القول والعمل والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله.












رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:27   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الصدق مع الصغار

الصدق مع الصغار


أبناؤنا يتعلمون الصدق حين نصدق معهم ، وصدقنا معهم يدفعهم إلى الثقة بنا والاطمئنان إلينا، لا تظنوا أن الصغار يميزون ، بل هم يدركون إن كنا معهم صادقين أو كاذبين .

حدثتني والدتي أنها اشتكت - وهي صغيرة - ألمًا دائمًا في بطنها ، فلما فحصها الطبيب وجد أنها تحتاج أن تصور صورة شعاعية لتقصي سبب المغص والألم، وكانت الصورة لا تتم إلا بعد أن يتناول المريض شربة من الملح الإنجليزي ذي الطعم البشع والرائحة الكريهة .

فلما رأت أمي شكله وشمت رائحته استبشعته ورفضت تناوله .

حاولت جدتي إقناعها بأن طعمه ليس كرائحته ، ورغبتها في تذوقه ، فما تذوقت بعضًا منه حتى ازدادت عزمًا وتصميمًا على ألا تشربه مهما حصل ، فغضبت جدتي وسعت إلى إجبارها على تناوله وهي رافضة متمنعة.

فلما أعياها الترهيب لجأت إلى الترغيب ، فراحت تحاول إقناعها مؤكدة أن هذا الدواء لذيذ الطعم ، وهي لا تزداد إلا عنادًا وتصميمًا .

سمع جدي الشيخ على الطنطاوي - رحمه الله الضجيج فجاء من غرفته مستطلعًا الأمر، فلما وقع على تفصيله طلب من جدتي أن تترك الأمر له ، ثم التفت إلى والدتي فقال لها : " يا بنيتي ، سأكون صادقًا معك ؛ لذلك لن أقول لك إن هذا الدواء ذو طعم لذيذ ، إنه كريه ولا يمكن شربه ، بل إن طعمه لا يطاق ، وقد احتجت يومًا لتناوله فلم أفعل لشدة كراهته ، وآثرت احتمال الألم على تجرع طعمه الكريه ، ولكني آمل أن تكوني أشجع مني وأقوى وأمضى عزيمة فتفعلي ما لم أقدر أنا عليه ، ويتم لك الشفاء بإذن الله " .

قالت أمي " عندما صدقني والدي شربته جرعة واحدة وأنا سادة أنفي مغمضة عيني ؛ لشعوري بأنه مقدر لمعاناتي غير مستخف بآلامي .

إن الأطفال أذكى مما نتصور ؛ فهم سرعان ما يكتشفوننا إن كذبنا عليهم ، فيلجؤون إلى الأسلوب ذاته في تعاملهم معنا ، فيكذبون هم علينا .

والكذب من أبشع الطباع ، ولكنه من أسهلها اكتسابًا ومن أصعبها علاجًا ، وكثيرا ما يلجأ إليه الأطفال للحصول على كسب أو الهروب من عقاب .

ونحن - رغم صدق أهلنا معنا وصدقنا معهم - حاولنا اللجوء إلى الكذب ( في بعض المرات) خوفًا من العقاب ، فما تساهل جدي - أبدًا - في هذا الأمر ، إلا أنه عالجه بالحكمة البالغة فإذا شك أن أيًا من أحفاده كذب استدعاه فوعده ، إن صدقه القول ، ألا يعاقبه ، فيفهم منه حقيقة المسألة.

ثم يكتفي بتوجيهه وتعليمه حتى لا يقع في الخطأ مرة ثانية .

بهذا الأسلوب الجيد علمنا قول الصدق ، فما زلنا نصدقه ونصدق أمهاتنا - آمنين من العقوبة طامعين في العفو جزاء الصدق حتى صار الصدق طبعًا من طباعنا ، ثم صرنا - من بعد - نصدق ولو أيقنا بالعقاب .

وكبرت فتزوجت وصرت أمًا ولم أنس هذا الدرس ؛ فكنت أبحث - مع أبنائي - عن الجانب السلبي في أي أمر فأعترف به بصدق غير مواربة ولا متهربة ، ثم أعمد إلى الجانب الآخر الإيجابي فأغلبه عليه وأستعين على الإقناع به بالترغيب والتشجيع . وأي أمر - مهما كان صعبًا وسلبيًا - لا يخلو من الإيجابية والخير؟.












رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:28   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي أبناؤنا والتقنية

أبناؤنا والتقنية


الكل يلاحظ التطور الكبير في التكنولوجيا من هاتف نقال، إلى جهاز حاسب آلي، إلى جهاز حاسب آلي محمول، إضافة إلى أجهزة الألعاب المتطورة، وهذا شيء جميل إذا استطعنا أن نحدد الاستخدام الصحيح لها، وأن لا نتركها في متناول الطفل كيفما يشاء، فهي إما أن تكون له، وتنمي من مهاراته وسرعة استجابته، وأما أن تكون وبالاً عليه وعلى أهله ومجتمعه؛ لأنها ستجعله كسولاً، تفكيره فقط ينحصر في الألعاب.

وقد اعتمدت بعض الأسر مراقبة الأطفال أثناء قضاء وقت فراغهم على أجهزة الحاسب الآلي، بالنقيض للبعض الآخر ترك "الحبل على الغارب" لأبنائهم بممارسة العمل على الأجهزة في كل وقت ومكان، وقد يشكل خطراً كبيراً على تربية الأبناء من حيث الدخول على المواقع الممنوعة والمشبوهة أخلاقياً أو ظهور الدعايات أو الإعلانات المخلة بالأدب في مواقع أخرى.

كما أن هناك بعض الألعاب الجماعية التي قد يمارس فيها بعض الدردشة والطفل بتلقائيته، يتلقى من كل شخص أي أمر بدافع الفضول وحب التعرف، وذلك من خلال ما أثبتته الدراسات.

فمراقبة الأطفال باتصالاتهم على الانترنت وتوجيههم إلى الطريق الصحيح واجب على كل أسرة، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) إلى آخر الحديث الشريف .

فما الواجب التقني التربوي علينا لحماية أطفالنا من شيطان الانترنت؟.

أولاً: متابعة الأطفال في كل وقت أثناء تصفحهم في بحر الانترنت وتقديم النصح والإرشاد وعدم استخدام أسلوب النهي، فمبدأ الترغيب أفضل من الترهيب.

ثانياً: وضع أجهزة الحاسب الآلي في أماكن عامة بالمنزل حتى لا تكون للطفل سرية ممارسة التصفح.

ثالثاً: تحديد المواقع المفيدة للطفل وتوجيهه لزيارتها والعمل على الانترنت بقدر الحاجة الفعلية لتعليم الطفل.

رابعاً: عمل الإعدادات التي تساعد في الدخول إلى المواقع الحسنة والتي تمنع الدخول إلى المواقع السيئة من خلال الأمان في خيارات الانترنت.

خامساً: الاشتراك في المواقع التي توفر وتجمع المواقع المفيدة فقط وتخصص إعدادات الانترنت وجهاز المودم إلى الدخول إلى هذه المواقع فقط.

وأخيراً: أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا وإياكم إلى ما فيه خير لنا ولأبنائنا، وأن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا.












رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:29   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي تربية الأبناء.. علم ومسئولية

تربية الأبناء.. علم ومسئولية

ثبت في "الصحيحين" وغيرهما، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيته ) وهذا حديث عظيم، من الأحاديث التي يستفاد منه جملة أحكام تتعلق بعلاقات أعضاء المجتمع كافة، بدءاً برئيس الدولة وانتهاء بخادم المنزل.

وفي وقفتنا التالية نحاول أن نسلط الضوء على جانب من الجوانب المستفادة من هذا الحديث، وذلك موضوع مسؤولية الوالدين عن تربية أبنائهما، وهو موضوع لا يختلف اثنان على أهميته، وإن كان الاختلاف واقعًا من حيث تطبيقه .

- التربية علم:
بادئ ذي بدء لابد من القول: إن التربية عموماً لم تعد عملية عشوائية، متروكة للرغبات والعادات، بل أصبحت علماً له أصوله وفصوله، وقواعده وأُسسه، التي يقوم عليها، ويستند إليها، ومن ثَمَّ كان من الأهمية بمكان أن يكون المربي على علم، واطلاع على تلك القواعد والأصول التي تقوم عليها عملية التربية .

وإذ تقرر هذا، حُقَّ لنا أن نقول: إن على الوالدين الحريصين على تنشئة أبنائهما تنشئة سليمة وسديدة، أن يضعوا خطة عملية، تراعي ظروف المربِّي وإمكانية المربَّى، وإن شئت قل: إن على الوالدين أن يكونا صاحبي مشروع تربوي هادف، وصاحبي هدف تربوي واضح، وصاحبي رؤية تربوية واقعية .

فالتربية المطلوبة إذن، هي تلك التي تُعدُّ الطفل - وَفْقَ منهج واضح ومدروس - لدخول مدرسة الحياة بكل قوة، وحيوية، وفاعلية، دون خوف أو وجل أو تردد...تلك التربية التي تهيئ الطفل ليفتح نوافذه لكل الرياح، لكن دون أن يسمح لتلك الرياح أن تقتلعه من جذوره...تلك التربية التي تحمله وتدفعه للمضي قُدُماً دون التفات إلى الوراء...تلك التربية التي تنير له السبيل ليصل إلى نهاية المشوار.

فهذه التربية المرجوة التي نهدف إليها، ونعمل من أجلها...لا تلك التربية التي تنشئ الطفل على الدلال والدعة والخمول والكسل (( أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ )) (الزخرف:18) .

- خطوات عملية:

وإذا مضينا قُدمًا من التنظير إلى التفعيل، كان علينا أن نقول: إن للتربية الصحيحة مناهج ينبغي على المربي أن يضعها نصب عينيه، ويسعى لتفعليها فيما هو مقدم عليه.

ويأتي في مقدمة ذلك القدوة الحسنة، فهي أسُّ التربية وعمادها، وذلك أن الطفل يتعلم بالقدوة الحسنة أكثر مما يتعلم بالكلام وغيره، وهذا أمر مشاهد وملموس لا يحتاج لإقامة الدليل عليه. فلتحرص أخي المربي على تفعيل هذا الجانب، ولتعلم أن أبناءك لا يمكن أن يكونوا قارئين لكتاب الله إلا إذا رأوك فاعلاً لذلك، وأن أولادك لا يمكن أن يكونوا صادقين إلا إذا كان حديثك حديث صدق، ومثل هذا يقال في السلوكيات الإنسانية كافة.

ومن الخطوات العملية التربوية، أن نلحظ ميول الأطفال واتجاهاتهم، ومن ثَمَّ نسعى لتنميتها وتشجيعها، وإن لم تكن تلك الميول والرغبات داخلة في دائرة اهتمامنا.

ويفيد التذكير في هذا السياق، أن جميع الأطفال يولدون ولديهم قدرات متساوية، لكننا نحن الذين نمسخ تلك القدرات بأساليبنا التربوية الخاطئة، سواء أكان ذلك في البيت أم في المدرسة؛ وقد أكدت الدراسات العلمية في هذا المجال أن الأطفال الذين يتلقون الدعم والتشجيع من آبائهم يكونون أكثر سعادة ونجاحاً في رحلة الحياة.

- تفاعل وحوار:
ثم إن التربية الجيدة ليست تلك التربية التي تجعل الطفل يشعر نفسه وكأنه جندي يعيش في ثكنة عسكرية في حالة ترقب وحذر، ينتظر تلقي الأوامر والنواهي لتنفيذها، وإنما تلك التربية التي يستمتع معها الطفل بصحبة والديه، ويشعر أن اختياراته وآرائه موضع احترام واعتبار وتقدير .

فمثلاً من خلال المصاحبة في الرحلات والمناسبات يستطيع المربي أن يقدم خدمة تربوية لمن هو في كنفه ورعايته، ولا ريب فإن التعليم من خلال المصاحبة والمشاركة العملية يعطي من النتائج الإيجابية ما لا يتحقق من طريق آخر .

- مفاهيم خاطئة:
على أن من الأمور التي يجب الاهتمام بها، والتنبه لها هنا، أن يتخلى المربي عن أسلوب التلقين في التربية، بل عليه أن ينصرف إلى تنمية القدرات الإبداعية وتطويرها لدى الطفل، وعلى المربى أن يضع في حسابه أن نظرية الطفل المبدع بالفطرة قد انتهت، وأصبحت في ذمة التاريخ، ذلك الطفل الذي يولد مزوَّداً بالموهبة.

وقد أثبت العلم أن الإبداع أصبح علماً يمكن تكوينه وتطويره، وقرر كذلك أن تطوير أي قدرات خاصة مرهون بالجهد الذي يبذل في هذا الاتجاه أو ذاك .

أيها المربي - رعاني الله وإياك - ضع نُصب عينيك، وأنت تقوم بعملك التربوي أن تزرع في نفس طفلك - بعد مفاهيم الإيمان الصحيح - مهارة الاعتماد على النفس، والثقة بها، والاعتزاز بها، وعليه فلا تفعل شيئاً بالنيابة عن طفلك يمكنه القيام به، بل خذ بيده ليقوم بالعمل بنفسه، وادفع به ليقتحم أبواب الحياة بكل قوة (( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً )) (مريم:12) ثم لا عليك بعد ذلك في أي السواحل ألقت به الأمواج .

وأختم مقالتي إليك، بما قاله الشاعر والمفكر الإسلامي إقبال - رحمه الله - في هذا المجال: "يا مربي الجيل الجديد: ألق عليهم دروس التواضع، والاعتزاز بالنفس، والاعتداد بالشخصية، علمهم كيف يشقون الصخور...ويدكُّون الجبال، فإن الغرب لم يعلمهم إلا صنع الزجاج" ثم تأمل في قوله: أحب احتراقي بنار اشتياقي ولا أرتضي عيشة الخاملين.

فناء الفراشة في النار يعلو حياة الجبان طـوال السنين.

نسأل الله لنا ولك السداد والرشاد والتوفيق لكل خير (( وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب )) (هود:88) والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد المرسلين .










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:30   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي عبث الصغار

عبث الصغار


الأطفال زينةُ الحياة الدنيا وبهجتها؛ بهم تزدان البيوت وبضجيجهم العذب تأنس النفوس، وكم يقاسي المحروم منهم من لوعة وأسىً وغصصٍ لا يهونها إلا رجاء الأجر والمثوبة من عند الله الوهاب.

ولأن الأطفال - صغار البيوت - لا يعرفون نظام المنزل ولا يلتزمون رسومه فهم سبب أكيد في بعض المشكلات ما بين إشعال حريق، أو إثارة جمر كامن، أو كسر زجاج، أو بعثرة أثاث، أو إفساد ذات بين مما يجعل الأبوان كبار البيوت في مقام التربية وتقويم الأود وإصلاح النفوس بما يحميها من مهامه الفساد والغواية فينتفع منها أهل البيت أو على أقل تقدير يرتدع الصغار عن الشر بالزواجر التي تمنع الاستفحال والشر المستطير.

وقد كان من القضاء الماضي أن يكون لكل كبار صغار؛ ومن الواجب على صغار القوم توقير كبارهم واحترامهم والصدور عن مشورتهم.

ومن مسؤولية الكبار تقديم القدوة الحسنة للصغار وهدايتهم للمحامد والمكارم وتجنيبهم المهالك والسوءات مع ضرورة الاحتفاء بوهجهم الذهني ونشاطهم البدني واحتواء طاقاتهم المتدفقة بما يجعلها إيجابية نافعة.

ومن الطبيعي أن يصاحب منع الصغار من محبوباتهم المؤذية بعض التذمر واللجج الذي لا يأبه له المربي ولا يلتفت إليه ألبتة لأن مصلحة المجموع مقدمة على مصلحة الفرد غالباً فكيف إن لم يكن للفرد مصلحة فيما يفعل.

وليس تهالك الصغار على الأخطاء والانغماس فيها بدوافع الشر والإجرام دوماً؛ فقد يكون لخلل في التفكير أو نقص في التجربة أو انسياقاً وراء المجهول وحباً للمغامرات واغتراراً ببعض الشعارات والقناعات التي لا تصمد أمام رجاحة العقل وهدوء الطباع وسابق التجربة.

وليس بلازم أن يكون الصغار صغار سنيٍ وأيام فقط؛ فلربما اكتهل المرء ولما يزل صغيراً بعدُ، وقد يكون الإنسان كبيراً وهو في ميعة الصبا وعنفوان الشباب.

والصغير الذي لم يُفطم عن المخازي يصعب خلاصه منها فتكبر مخازيه وتزداد ويظل هو في تنامي صغاره فتضج من شناعاته الأرض ومَنْ فوقها ولا يرتاح أحد منه حتى يقلع عن غيه أو تنقطع خطاه وتنمحى آثاره.

وكم شقي الناس بصغير يفتي من غير إجازة ويعلم بلا حكمة ويدعو دون بصيرة ويحكم من غير برهان ويعاقب ويكافيء من غير نظام ويأمر وينهى بلا زمام من علم ولا خطام من مصلحة، ويفتئت على شريعة الله دونما حياء ويهجم على منابر الخير وأهله بلا حجة ويفتح الباب للمجون دون نظر للعواقب ولا اعتبار بحالٍ أو مآل ويسفك الدماء بلا حق ويتلف الممتلكات والأموال لمجرد الزهو بالخراب؛ إلى غير ذلك مما يطول سرده ولا ينقضي حصره من البلاء الذي يجر مثله في السوء وإن خالفه في الاتجاه.

وحيث لا يرتدع الصغار عن صَغَارِهم إلا بمواقف الكبار وصبرهم باستصحاب العزم والحزم فلا بد من أداء الواجب المنوط بكل أحد بحسبه؛ فعلى من بسط الله يده بالسلطان والقوة أن يقيموا ما أعوج من حال الصغار حتى تستقيم الأمور على سنن واضح وقسطاس مستقيم يأمن فيه الناس على دينهم وأوطانهم وأعراضهم ودماءهم وأموالهم.

وعلى أهل العلم واجب البيان والبلاغ بالدليل الشرعي والحجج الدامغة؛ وواجب على المحتسبين الاستمرار في حسبتهم من سبلها ومنافذها التي تمنع الشر وتمكن الخير ولا تثير الإحن.

وعلى من جعل الله عقول الناشئة وأفئدتهم تحت يديه واجب كبير جليل في التربية والتعليم والهداية وقمين بمن هذه مهمته تهيئة نفسه لهذا العبء وتبرئة ذمته أمام الله ثم التاريخ.

ومما ينبغي التنبيه إليه أن " نفخ " الصغار وتكبيرهم طريقة أهل الأهواء ومسلكهم ليتخذوا من صغيرهم المُكَبَّر ركناً يأوون إليه ومأرزاًً يجتمعون عنده.

ومن ذلك ما فعله قوم الكذاب مسيلمة معه؛ وما يفعله أصحاب التوجهات والأفكار مع مَنْ يمثلهم بخلع الصفات البراقة عليه، وقد يعلم هو قبل غيره بطلانها؛ ومثل ما يفعله المعجبون بمن يفتتنون به لحسن صوته أو جمال صورته أو قدرته الفائقة على التحكم بجسده أو ببعضه؛ وكذلك سلوك عمي البصائر مع الذين يسوغون خطلهم باسم الدين أو المصلحة أو غير ذلك.

وأكثر من يمارس هذا التزوير المشين علانية بعض الإعلاميين فيقومون بعملين منكرين متناقضين: تقزيم العمالقة وتضخيم التافهين لهوى مريض في نفوسهم أو لثارات قديمة وتصفية حسابات لم تغلق وخصومات لم تنته.

ومهما يكن من أمر؛ فإن الكبير عند الله وصالح المؤمنين سيبقى كبيراً وإن تناوشه البطالون بكل نقيصة؛ وليس يضير الصادق والمخلص شيئاً فغاية مطلوبه رضا الله وإن سخط عليه أبالسة الأرض وإمعاتها.










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:31   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي ابتسم مع اسرتك

ابتسم مع اسرتك


نشرت دراسة أمريكية في مجلة النجاح الأمريكية عن علاقة الأطفال بالابتسام، وذكر فيها: أن الأطفال يبتسمون ويضحكون حوالي (400) مرة في اليوم، وإذا ما قارناهم بالكبار نجد أن الكبار يبتسمون (14) مرة فقط في اليوم.

ولكما أيها الزوجان أن تتصورا هذا الفرق الشاسع! وكأن الناس ينسون الابتسام كلما تقدموا في العمر، هل سألتما نفسيكما هذا السؤال. هل أبتسم بسهولة؟ هل أبتسم كثيراً؟.

وبالأخص، هل تبتسم بسهولة مع زوجك؟ وهل تبتسم كثيراً مع عائلتك؟ حاول تذكر آخر نكته سمعتها من أحد أفراد عائلتك، أو موقفاً طريفاً معهم، وتذكر موقفك منها، هل كنت مبتسماً أم تكتفي بتحريك شفتيك وهز كتفيك؟.

حاول أن تسأل بأسلوب آخر لعله يجعلك تجيب عليه بسرعة ووضوح. هل تجد صعوبة في الابتسامة لزوجتك وأفراد عائلتك؟ وما هو رأيك في سبب هذه الصعوبة؟.

إن إجابتك سوف تحدد لك مدى قربك من أفراد عائلتك أو بعدك عنهم، ودرجة انفتاحك عليهم أو انفعالاتك تجاههم.

إليكما هذه الحادثة: لفت نظري شدة ضحك أحد الأزواج، فسألته هل تضحك بنفس الدرجة مع عائلتك؟ سكت، ثم قال: لا يمكن أن أضحك معهم بهذه الدرجة؛ لأن ذلك يهز مكانتي واحترامي في عيونهم، وبالتالي يمكن أن أفقد خوفهم مني والذي من خلاله أحكم تصرفاتهم وأضبط سلوكهم.

وماذا عن زوجاتكم هل هن موافقات على تصرفاتكم بعدم الضحك والمرح في البيت؟ وقالوا: في الحقيقة زوجاتنا أكثر مرحاً مع الأطفال، ونود لو أننا ننسجم في ذلك، ولكن هناك قيود اجتماعية ونفسية موروثة تحد من ذلك.

والآن، فالرسالة من القصة هي: أن نتعلم كيف تكون الابتسامة سهلة بالانتباه إلى الإرشادات الآتية: يمكن أن نجري تمريناً بسيطاً ونسجل ما يمكن أن يشعر به الآخرون، التمرين على مرحلتين:

المرحلة الأولى: أن ننظر في المرآة بوجه عابس..، والمرحلة الثانية: ننظر إلى المرآة بوجه مبتسم.

بالتأكيد إن ما سجلته في المرحلة الأولى من مشاعر للآخرين تختلف تماماً عن مشاعر التجربة الثانية.

إن المشاعر الإيجابية للوجه المبتسم لا بدّ أنها تترك في نفسك راحة وأماناً وانسجاماً وثقة وشجاعة، بينما المشاعر السلبية للوجه العابس تترك في نفسك ضيقاً وشعوراً غير مريح من الخوف والشك، فإذن أنت الآن عرفت ما يشعر به الآخر من قسمات وجهك.

وبعد هذا التمرين البسيط لا بدّ أن تتخلص من كل اعتقاد خاطئ يجعلك تتصور أن الابتسامة تقلل من شأنك واحترامك، وأن تعتقد أن الابتسامة مفتاح لجذب قلوب الآخرين لك.

- استمع للنكتة من الآخرين واضحك لها.

- احفظ نكتة طريفة وأسمعها لأفراد عائلتك.

- ابتسم في وجه من تعرف ومن لا تعرف.

- اجلس مع الأطفال وابتسم لهم.

- اذهب مع أبنائك للأماكن الترفيهية المرحة.

- كافئ نفسك عندما تبتسم في وجه الآخرين وكل هذا شيء جميل، ووبخ نفسك عندما تعبس وقل هذا شيء غير مريح، وصدق الله العظيم حين حذر رسوله الكريم: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر).

فكما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذا قلب كبير، متسامح، طيب، فكذلك رب الأسرة والزوج بحاجة إلى هذه الوصية؛ لكسب أفراد أسرته إلى جانبه، احتفظ دائماً بابتسامة جذابة على وجهك تحفظ أسرتك.












رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:32   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي مع ابنك ..... قل وافعل

مع ابنك ..... قل وافعل


من أكبر الآفات التي تهدّد عملية تعليم السلوكيات الإيجابية أن الذي يأمر بها يكون مخالفاً لها.

فعلى سبيل المثال، تجد البعض يأمر أطفاله بالصدق وهو يكذب، أو يأمر بعدم استخدام الألفاظ النابية وهو يتلفظ بها أمامهم.

لاشك أن الوالدين والمنزل هما المصدر الأول، ولكنهما ليسا الوحيدين، لتعليم السلوكيات، سواء أكانت إيجابية أم سلبية، ولذلك لابد من الحرص على عدم التناقض الذي يهدم في لحظات ما يُبنى في سنوات.

ربما نسي بعضنا، أو تكاسل في لحظة ما عن اتباع التوجيهات التي يأمر بها أطفاله. فقد نرمي منديلاً من نافذة السيارة، أو نلقي بورقة على الأرض؛ لأن سلة المهملات بعيدة عنا. وربما تلفظ أحدنا في لحظة غضب بكلمة نابية كان ينهى أطفاله عنها.

لو أن أحدنا -لسبب أو لآخر- وقع في خطأ التناقض، ووجد نفسه قد خالف فعلُه قولَه، فما هو الحل عندئذ؟!.

كثيرون -للأسف- تأخذهم العزة بالإثم، وتأبى عليهم كرامتهم المزعومة أن يعترفوا بخطئهم، وربما يتمادى بعضنا فينهر ابنه ويلقي عليه محاضرة في الأدب مع الكبار لو قال الصغير عبارة مثل: "لماذا يا أبي رميت المنديل من نافذة السيارة؟".

الأمر بسيط لو استشعرنا أهمية التربية؛ فالاعتذار خلق كريم، والإقرار بالخطأ لا يعيب الكرام، ولكن متوهمي الكمال هم الذين يخافون الخطأ، ويخافون أكثر من مواجهته.

ولو كان الخطأ والاعتذار يعيب أحداً لعاب سيد الخلق محمداً صلى الله عليه وسلم، عندما عاتبه رب العالمين في قصة ابن أم مكتوم في سورة الأعمى، وما تلاها من اعتذار النبي -صلى الله عليه وسلم- له عندما قابله بعد نزول السورة. بل إنها بقيت قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة، وما عدها أحد نقصاً في نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.

كما أن الاعتراف بالخطأ أمام الطفل يساعده على تعلّم الأسلوب المناسب للتعامل مع أخطائه؛ فيتعلم أولاً أن الخطأ يقع من الجميع لأنهم بشر، وأن وقوعه في الخطأ ليس مشكلة كبيرة عندما يتعامل معه بشكل صحيح.

فالاعتراف بالخطأ يبعده عن الكذب، ثم إنه يدلّه على الطريقة المناسبة لتصحيح ذلك الخطأ بعدما يقع فيه، فهو في الأخير قادر على أن يتعلّم من أخطائه عندما نتيح له نحن فرصة مناسبة للتعلّم.










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:33   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي تعديل الخطاب العائلي ضرورة

تعديل الخطاب العائلي ضرورة


أمسى الجو مشحوناً.. الكل متوتر، ما زالت نظرات العين لم تنته رحلتها في أرضية غرفة المعيشة حيث يتواجد أفراد الأسرة! الأب ما زال يمطرهم بوابل من الكلمات القاسية والأوامر الحاسمة.

تنبيهات وتهديدات ووعد ووعيد لمن تسوّل له نفسه تكرار نفس الخطأ الذي قام به أحد الأبناء، لم يستثنِ الأب في خطابه الموجّه للأسرة صغيراً ولا كبيراً، فقد أفرغ كل طاقاته في الانفعال، ولم يعد يدري مَن المتسبّب في الخطأ! حيث أصبح الكل أمامه مذنبين، الكل في قائمة المحظورين من التفوّه بكلمة، وعلى رأسهم الأم؛ فلولا تقصيرها لما تهاون الأولاد في تأدية ما يُطلب منهم من أعمال المنزل والمذاكرة وغيره.

هكذا هو منطقه في حل المشكلات التي تعترض أسرته، بل هذه هي طريقته في الهروب من تحمّل أي قدر من المسؤولية! فقد حصر دوره في إلقاء الأوامر والتكليفات لكل واحد من أفراد أسرته، ثم في العقاب والزجر والتعنيف.

تشرد الأم بفكرها مختلسة بعضاً من تلك الثواني الثقيلة، محاولةً الهروب من ذلك الشعور الخانق بالذنب الذي يطوقهم به رب الأسرة، ومن تلك المعاملة التي تقتلع دورها كمساعد له في إدارة شؤون البيت؛ إذ أخذها العجب سائلةً نفسها ومحاولة إيجاد إجابة؛ لماذا لم يجلس معي أولاً لنتفق على ما يجب أن يكون عليه الحوار في توجيه أبنائنا؟!.

لماذا لم يحاول معرفة دقائق الأمور التي تحدث أثناء غيابه خارج المنزل؛ إذ إني أعلم بها منه؟ لماذا لم يحاول معرفة دوافع أبنائه للتقصير في أداء ما يُطلب منهم؟ لقد تناسى أنه إذا كان يعدّ نفسه الرئيس لهذا البيت فإني أُعدّ بمثابة المدير التنفيذي لما يصدره هو من أوامر! لماذا لم يرجع إليّ في كل مرة قبل أن تندلع ثورة غضبه؟ ألست أنا وهو كجناحي طائر يرفرف على هذا العش ليحميا صغارهما من عواصف الحياة؛ لقد كسر جناحي، وتناسى دوري، ثم يحملني بما هو فوق طاقتي بعد ذلك.

حاولتْ باحثة الوصول لأسباب المشكلة، ليست التي أحدثها أحد الأبناء، ولكن فيما يدفع زوجها للدخول في مثل هذه الحالة من الدكتاتورية العائلية.

إن مثل هذا الأسلوب المسيطر لن يؤدي بالأسرة إلا إلى انفجار مُدوٍّ يعلن فيه الأبناء الثورة على هذه المعاملة غير البناءة، إنه الأب بهذا الضغط النفسي الذي يمارسه على أسرته يجتث جذور الطاعة من نفوسهم، ويقطع أواصر الحنين التي يجب أن تمتد بين الأب وأبنائه، وتُلغي الشعور بالانتماء بين الأبناء وأسرتهم؛ إذ يحوّل رب الأسرة بهذه المعاملة أسرته إلى خلية خربة لا تنتج إلاّ أفراداً عاجزين، فاقدي الثقة بأنفسهم، غير قادرين على مواجهة الحياة ولا تحمل المسؤولية؛ لأنه لم يعوّدهم على المشاركة.. لم يقدم لهم سنابل الخير كي يجني منهم الشكر والعطاء.. فقد تناسى أن الأدوار دُول.

في وسط هذا الظلام الأسري والحيرة النفسية! تلمّست الأم خيوط بداية الإصلاح إنها الحاجة الماسّة لتعديل الخطاب الأسري.

حقاً إن الحوار وسيلة لتقارب وجهات النظر، وهو أساس العلاقة بين الأفراد ذلك الحوار القائم على تحديد الأدوار وتبادل الخبرات المحفوف بالحب والمعبّأ بالتراحم، والتماس الأعذار والترفق بمن لا يتفهم حقيقة ما يُطلب منه، وما يجب عليه من واجبات تجاه أسرته وبيته .

إن الخطاب الأسري من الأهمية العناية به؛ إذ يُعدّ نبراساً هادياً لأفراد العائلة للخروج بهم من منعطفات الحياة التي لا يكاد بيت إلاّ ويمر بها؛ فالحوار وسيلة هامة ودليل على مستوى النضج النفسي، ومدى قيمة الخبرات الحياتية لقائد البيت وبقية أفراد أسرته.

تذكرْت كثيراً ما يتردد في نشرة الأخبار والبرامج الحوارية عن ضرورة تعديل الحوار السياسي والخطاب الديني، واستشعرت نفس الحاجة الماسّة لضرورة تعديل الخطاب العائلي ربما لأن العلاقة وثيقة بين الثلاثة.

ولكن الحوار العائلي أهم بكثير؛ إذ لو صلُح حاله وكان كما يجب أن يكون لاستقامت تبعاً لذلك بقية الحوارات التي يخوضها المرء في حياته، لمَ لا والبيت هو وحدة بناء المجتمع، وهو المحضن الأول للإنسان، والنبع الصافي الذي يستقي منه مبادئه وبدايات ثقافته وفكره، وفيه يتسلح بالقيم التي يتأهل بها للتفاعل مع مجتمعه.

وبناء على ذلك يجب علينا أن نتوقف قليلاً عمّا اعتدنا عليه في التعامل به مع أولادنا، وعن تلك المهاترات التي نخوضها بلا فائدة تُرجى، ولا مصلحة تتحقق.

نتوقف لنراجع ما صدر منا، ولنقف على ما يجب علينا -كآباء وأمهات- أن نتعلمه كي نصحح مسيرة حياتنا الأسرية.










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:39   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي صناعة الرغبة

صناعة الرغبة

إن من تمام ابتلاء الله – تعالى - لعباده في هذه الحياة أنه جعل لديهم قابلية عظيمة للتعلم والتشكل العقلي والعاطفي؛ فالطفل حين يولد يكون مفتقراً إلى كثير من مقومات الإنسانية: حيث لا يكون لديه لغة ولا معايير للصواب والخطأ والخير والشر، ولا عواطف ولا معرفة بما هو خطِر وآمن، وما هو مهم وغير مهم.

إنه يملك القابلية والاستعداد لأن يرتقي إلى أسمى درجات الكمال، كما يملك القابلية والاستعداد لأن يهوي إلى أقصى درجات الانحطاط.

هنا يأتي دور العوامل الثقافية والاجتماعية والتربوية لترجّح اختياراً على اختيار واتجاهاً على اتجاه، ويأتي دورها لتشكيل رغباتنا وبلورتها على نحو معين.

العوامل البيئية والثقافية تحدّد نوعية مساعينا في تلبية احتياجاتنا وفي التعامل مع أحداث الحياة المختلفة، وتجد هذا واضحاً في تفاوت أساليب الأمم في مواجهة الكوارث الطبيعية والأوبئة وكل الأشياء الطارئة.

أنا في هذا المقال سأحاول التركيز على توضيح صناعة الرغبات وتوجيهها من لدن العديد من الجهات:

1- تقوم الشركات الصناعية والتجارية الكبرى بصناعة رغبات الجماهير تجاه استهلاك منتجاتها عن طريق استخدام الدعاية والإعلان؛ فقد وصل سوق الإعلان العالمي إلى رقم فلكي يتجاوز الأربعمائة مليار دولار سنوياً.

ولا أريد شرح فنون توليد تلك الشركات لرغبات الناس، لكنها في الجملة تحاول التأكيد على تفوق مواصفات منتجاتها و تفوّق قدراتها التنافسية، بالإضافة إلى محاولة البقاء على سطح وعي المستهلك والحضور المستمر في وجدانه عند سعيه في تلبية احتياجاته الاستهلاكية.

وقد نجحت في ذلك نجاحاً هائلاً؛ فقد صار لدى الناس شعور قوي بأن المنتج الأفضل والأنسب هو المنتج الأشهر، مع أن هذا الشعور غير صحيح في كثير من الأحيان.

2- يصنع الرفاق والجيران والزملاء رغبات بعضهم على نحو لافت، فقد دلّ العديد من الدراسات على أن انحراف أكثر من 70% من الشباب والمراهقين يعود إلى رفاق السوء، وإذا تأملنا في الإدمان على المخدرات والمسكرات بوصفه انحرافاً خطيراً، فإننا سنجد أن للأصدقاء التأثير الأكبر في انتشاره بين الفتيان والشباب، بل إن هناك مؤشرات متزايدة على تراجع الالتزام والتمسك بأهداب الفضيلة لدى كثير من الكهول بسبب الأصدقاء وزملاء العمل، من هنا نتفهم أهمية النصوص والآثار والحكم الواردة في اختيار الصديق وكونه من أهل الصلاح والخلق الرفيع.

3- للأسرة الدور الجوهري في صناعة رغبات صغارها، فهي التي تعرفهم على أنفسهم واحتياجاتهم وعلى كل ما هو من قبيل الفضائل والرذائل، بل إن الطفل يرى العالم كله بعيون أمه، وهي بالنسبة إليه السّكن والوطن والمعنى والمغنى.

وقد دلَّت بعض الدراسات على أن هناك فرصة كبيرة أمام الأبناء أن يكونوا كلهم أو جلّهم- بُدناء إذا كان الأبوان أو أحدهما- بدينين، وهذا لا يعود إلى أسباب جينية فحسب، وإنما يعود أيضاً إلى عادات الطعام.

وأنا هنا أودّ أن أركز على شيء مهم جداً بالنسبة إلينا جميعاً، وهو الرغبة في القراءة و التعلم، حيث إنك تجد أن كثيراً من الأسر يترك أبناؤها المدرسة قبل إكمال المرحلة المتوسطة، وبعضهم قبل إكمال المرحلة الابتدائية، وحين يُسأل الآباء عن ذلك، فإن الجواب يكون واحداً هو: الولد لا يحب العلم، ولا يرغب في القراءة.

وهذا الجواب صحيح، لكن لا أحد يسأل نفسه: لماذا لا يرغب الطفل في القراءة؟ ولماذا لا يرغب في التعلم؟.

إننا لو تأملنا في أحوال أبناء الأسر المتعلمة لوجدنا أن معظمهم يكونون حريصين على نيل أعلى الشهادات المتاحة، ولو تأملنا في أحوال أبناء الأسر الأمية أو التي نالت تعليماً منخفضاً، فإننا سنجد أن كثيراً من أبنائها لا يرغبون في المضي في المشوار التعليمي إلى آخره.

وهذا دليل على أن الرغبة في التعلم وبذل الجهد من أجل الاستمرار فيه تُصنع صناعة من قبل الأسر والمدارس فيما بعد، مما يجعل هاتين الجهتين تتحملان مسؤولية التسرب من التعليم بالنسب المخيفة الموجودة في العديد من الدول الإسلامية.

وأنا أعتقد أن إخراج طفل من المدرسة يعادل في أذاه وضرره قطع أحد أطرافه، بل هو أشد وأخطر. أما إعراض الأطفال والفتيان عن القراءة، فهو مشكلة من أخطر المشكلات.

إنه أخطر من البطالة ومن الطلاق وإدمان المخدرات، وما ذلك إلاّ لأن الجهل هو البوابة العريضة التي يدخل منها إلى حياتنا كل الشرور وكل ألوان الانحراف والتخلّف.

كثير من الآباء يظنون أن دورهم في تحبيب الكتاب إلى أطفالهم ينتهي عند حثهم على القراءة، أو على إحضار بعض القصص والكتب لهم، ولهذا فلا تكاد تجد من يشعر بالذنب بسبب إعراض صغاره عن اصطحاب الكتاب والاطلاع على الجديد.

إذا كانت القراءة ليست في الأساس بين الأشياء التي تجذب الطفل على نحو واضح، فإن توفر القنوات الفضائية والألعاب الإلكترونية بهذا التدفق الاستثنائي جعل الأسر أمام امتحان عظيم، حيث صار الكتاب خارج قائمة المنافسة، وهذا شيء يدعو إلى الخوف.

ونظراً لأهمية توضيح مسألة صناعة الرغبة في القراءة، فإني سأتحدث في المقال القادم -بإذن الله- عن الجهود الكثيرة التي تبذلها الأسر الناجحة من أجل إيجاد رغبة القراءة عند أطفالها؛ والله المستعان.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:40   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي ازهارنا تذبل

ازهارنا تذبل


يا أصحاب البساتين فلا بساتينكم ناضرة وأزهارها ذابلة ! لقد خلق الله البشر من جنسين كما هو معلوم ليشاركا الحياة بتكامل وشمولية, وقد شرّع الله لكلا الجنسين ما يخصهما من تشريعات وأحكام؛ وأوجب لهما الحقوق لاسيما جنس المرأة الذي كان يعاني الاضطهاد والظلم في عصر ما قبل الإسلام في كافة الأقاليم.

يقول المفكر الفرنسي غوستاف لوبون: "إن الإسلام قد أثّر تأثيراً حسناً في رفع مقام المرأة أكثر من قوانيننا الأوروبية", فجاء الإسلام ليبرز بقيمتها, ويترك للجيل مبادئ تكريمها واحترامها، وأوضح لهم حقوقها، فمن وعى هذه الحقوق، وأدى الذي عليه فيها، كان من خيار عباد الله المؤمنين ، قال صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي )) [ أخرجه ابن حبان في صحيحه ].

وفي صحيح الجامع من حديث ابن عباس: ((خيركم خيركم للنساء)) وبعد أن أعاد الإسلامُ للمرأة هيبتها وقدرها؛ سُجِّل في عصر صدر الإسلام كثيرٌ من المساهمات لهن سواءً كانت بنتاً أو زوجةً أو أماً, وكان لها الأثر الفاعل في دفع عجلة التقدم الحضاري والفكري في الإسلام, وهو ماكفله الدين لهن من حقوق.

واليوم ها نحن نجد عصراً مخيفاً قد أراد بهذه الفتاة أن تُزهق روح الشرف والكرامة فيها, ولا أتكلم عن دور المشاريع التغريبية كسببٍ رئيس, وإنما القضية أوسع من ذلك, يأتي على هامتها تلكم الأجواء المحيطة لجنس الفتاة كالبيت والمدرسة والإعلام والمجتمع.

وحتى تكون الصورة أوضح, لعلي أدلف للموضوع بتسجيل بعض المظاهر في هذا الشأن:

1. ضعف العناية بتنشئة الفتاة وتربيتها وتوجيهها عاطفياً ووجدانياً, وبحث احتياجاتها وخاصة العاطفية لاسيما من الوالدين.

وإنّ كثرة المشاكل والقضايا غير الأخلاقية فيما يخص الفتيات, من الابتزاز الذي جرّ لهن الويلات,أو وجودهن في الخلوات غير الشرعية, أو سهر بعضهن خارج المنزل, أو التعرف على الشباب وحضور منتدياتهم, أو التعلق بالشبان خاصة المغنين ولاعبي الكرة والمشهورين بشكل عام لهو أحد آثار ذلكم الهجران العاطفي والتربوي معاً.

ولنعلم أن أعظم ما تعانيه الفتيات من الآباء هو الحرمان العاطفي, وإن اتجاهات الوالدين المشبعة بالحب والقبول والثقة تساعد البنت على أن تنمو وهي راضية عن ذاتها وتحب الخير لغيرها, ومن ناحية أخرى فإن المناخ الأسري المضطرب يهدد كيان هذه الفتاة, ويستحث مشاعر الجفاء, والحرمان.

وقد كشفت لنا دراسة صادرة من لجنة الإصلاح الأسري بمحافظة عنيزة قام بها الدكتور /محمد السيف بعنوان(الحرمان العاطفي في الأسرة)عام 1426هـ. أن 52.2% ممن يبحثون خلف العلاقات الزائفة من الفتيات يبحثون عن مشاعر الحب والدفء, و32.2% كانت ردات فعل غاضبة وانتقام ضد الوالدين.

وفي الدراسة أيضاً أن 50% من البنات المحكوم عليهن بالسجن بارتكابهن أفعال جنائية محرمة كن يشعرن بالحرمان العاطفي الأسري من الوالدين, وبسبب سلوك الأشقاء , وقد تحددت عوامل مؤثرة في الحرمان العاطفي عند بنات الأسر حسب الترتيب التالي:

أولاً: شعور البنت بعدم العدل من الوالدين بالمشاعر وانحيازهم للآخرين وخاصة الذكور.

ثانياً: الشعور بالحرمان من عطف الأم.

ثالثاً: الشعور بعدم اهتمام الأب والسؤال عن أحوال البنت.

رابعاً: كثرة غياب الأب عن المنزل وعدم مجالسته للبنت.

خامساً: عدم استقرار العلاقة الزوجية بين الوالدين.

وهذه الدراسة تجرد لنا جانب من أخلاقياتنا في البيوت مع الفتيات.

وفي مجلة شهرية أمريكية مسيحية توزع لقرابة 8مليون نسخة على مستوى العالم تحتل غلاف المجلة لعام 1986م شهر سبتمبر صورة فتاة بائسة اسمها سالي تبدو على وجهها علامات الحزن والخوف, ونشرت لها المجلة كلاماً تقول فيه: مارست الجنس وأنا في الثامنة من عمري مع ولد في الخامسة عشرة, وفعلت ذلك لأني لم أحصل على الحب والاهتمام من والدي, وأنا أحتاج إلى الحب, ولكن والدي لم يهتمان بي, ولم يتغير شيء داخل البيت, وحملت من صديقي وأنا في الخامسة عشرة من عمري, واعتبرني صديقي مسئولة عن ذلك, وانصرف عني, ولم يكن لدي من مكان أتجه إليه, وقد وقعت في الفخ, ولجأت إلى الإجهاض, والآن أنا أخاف من أن أرتبط بأي موعد مع الشبان, وأنا أبكي كل ليلة إلى أن يدركني النوم.

فهل تدرك ياولي الفتاة أي العواقب تنتظر فلذة كبدك إذا ماقمت بدلالها, وإشباع عاطفتها؟.

2. عدم القيام على حاجة الفتيات بالشكل المطلوب, وترك الحبل على الغارب في خروجها مع السائق, وغيابها عن أنظار الأسرة, وهو ما نشاهده يومياً في الأسواق والشوارع والمستشفيات, فغالب النساء ليس معهن عائل سوى السائق الذي يقود المركبة, بل وكثيرٌ رأيناهن على قارعة الطرقات يستقللن سيارات الأجرة.

أيها الرجل انظر في هذا الحديث وتمعّن معي جيداً فيه؛ ففي صحيح مسلم عن أنس أن النبي قال: ((من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا)) وضم أصابعه.

وإنما كانت هذه الفضائل المعدة لمن قام على حقوقهن بسبب ضعفهن وعدم قدرتهن على مجابهة شظف العيش لوحدهن فكان هذا الفضل والأجر, ويرى الباحثون أن البنات الصغيرات يتصفن بالتبعية والاعتماد على الآخرين, بينما الأولاد الصغار يتمتعون بالاستقلال, ولو أقيم حاجز بين الأطفال الصغار وأمهم, فالذكور منهم يحاولون رفع هذا الحاجز, بينما البنات يقفن حاجزات ويبدأن بالصراخ والعويل.

واسمع لشيء من مواقف رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مع ابنته فاطمة-رضي الله عنها- فقد شكت فاطمة رضي الله عنها ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال علي: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم فقال: مكانك، فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، ثم قال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم.صحيح البخاري .

إنه الحب والاهتمام الذي ساق الأب الحنون للمضي لابنته يتفقد حاجتها, ويستمع لشكواها, ويحقق رغباتها, حتى ولو زوجها قائم على شأنها.بل لم يستطع أن يؤجل القدوم لها صباحاً فضلاً أن ينتظرها تأتيه مرة أخرى.

فهل احتسبت الأجر في رعايتهن والقيام على حوائجهن؟ كيف وهن وصية الله! فاحفظ من حمُـِّلت أمانتها، فإن البنت ضعيفة سرعان ما تخدعها أباريق الدعاوي المنمقة، فإن لم تجد يدًا حانية تصونها عن تلك الأوحال فإنها قد تمشي إليها خطوة خطوة، إلى أن تقع في فخ لا تملك منه خلاصًا.

3. كثرة حوادث الظلم والهجران التي تتعرضن لهن الفتيات, وهذا يحدث في صور كثيرة, والسجون والمحاكم خير شاهدة في ذلك, فحقوقهن في المواريث مضيعة, وقضايا العضل بدأت تنمو بشكل رهيب, وتهميش دورها في المنزل والجفاء معها في التعامل سمة بارزة في أغلب البيوت, والتسلط الذكوري الذي طوقته عادات المجتمع على عنقها وهو كل يوم يزيد حبس أنفاسها, وغير ذلك الكثير.

وفي صحيفة اليوم بتاريخ 11/2/1433هـ كشفت إحصائية عن عدد حالات هروب الفتيات بسبب العنف الأسري وصل إلى 1400 حالة خلال عام واحد في المملكة.

وقال رئيس اللجنة النفسية والاستشاري النفسي والأسري بالغرفة التجارية الدكتور مسفر المليص خلال ندوة العنف الأسري التي نظمتها اللجنة النفسية بالغرفة التجارية بجدة مؤخراً: إن هذا العدد جاء نتيجة ارتفاع معدلات الطلاق والتي أحياناً ما يتزامن معها رصد عدد من الجرائم.

وأضاف المليص أن نسبة العنف الأسري وصلت بحسب الإحصائيات إلى أن 45 بالمائة من الأطفال معنفون، وهروب أكثر من 1400 فتاة من منزل الأسرة خلال عام واحد، بالإضافة إلى رصد أكثر من 26.6 بالمائة من قضايا الإهمال و22.8 بالمائة من قضايا سوء المعاملة النفسية للأطفال، بالإضافة إلى 12.2بالمائة سوء المعاملة الجسدية.

إنّ الخوف بدأ يحلِّق حول مجتمعنا نتيجة إهمال الفتيات وضعف العناية بهن والقيام عليهن, وهذا الإهمال جبذهن لكثيرٍ من الكوارث وعلى رأسها الرغبة في الخروج من سيطرة البيت, والعصيان على المقدسات الشرعية, والتقاليد العرفية, حتى أصبح التبرج والسفور ومقارفة الفواحش في كليات البنات ومدارس المرحلة الثانوية والمتوسطة سمة طبيعية في شرذمة منهن لاينكره عليهن إلا الغرباء.

4. عدم وجود فروع نسائية في غالب الدوائر الحكومية,و عدم توفير الخدمات اللازمة لقضاء حوائجهن بعيداً عن الحاجة للتنقل, ومخالطة الرجال.

ونحن نعلم التأخر الذي يقع للفتيات في مراجعتهن للدوائر الحكومية جرّاء اختلاطهنّ للرجال, ولا أخلاق موسى عليه السلام تجدها في جلّ موظفين الأجهزة الحكومية, إنك تجد المعضلة, والأرملة, واليتيمة, والمطلقة وقد لا تتجاوز بعضهن عقدها الثاني, وكثيرٌ في عقدها الثالث لا يقوم على شؤونها أحد في مراجعاتها للدوائر الحكومية, وأن تقوم هي بالمهمة فهذا يتطلب مال كثير وجهد كبير وذل حقير حتى تصل لجزء من حقوقها التي تكفّل بها وطنها, سواءً من وزارة الشؤون الاجتماعية أو مراجعة حقوقها في المحاكم, فتخسر ثلثي حقها لكثرة من توكّل من الرجال غير المؤتمنين فيضيعوا عليها نصف حقها, وهي تقوم بذلك حفاظاً على عفتها وشرفها, وكذلك في الشؤون البلدية والقروية فلبعضهن حقٌ في منح الأراضي, لكنك تجدها تبحث عمّن تدفع له جزءاً من تلكم الأرض المنتظرة حتى يتوكل عنها في التقديم على المنحة.

فليت الحكومة المباركة أن تنظر لملف فتح الفروع النسائية بعين الجد, وأن تباشر ذلك عاجلاً, فسيوفر الوظائف النسائية لكثير من العاطلات, وسيقضي على تعثر المراجعات الخاصة بالنساء. ويحفظ لهن حقوقهن وحشمتهن.

5. وأخيراً من المظاهر قلة وجود المراكز المجتمعية (غير الربحية أو الخيرية) والتي تقوم على تنمية الفتاة, وصقل شخصيتها, وإبراز دورها في خدمة دينها ومجتمعها.

وهذا الدور يتكامل مع توظيف المرأة في تربية النشء والقرار في البيت. إنا بحاجة لوجود تلكم البرامج والمحاضن والمؤسسات التي تحوي الفتيات, بقوالب عصرية, ومحتوى أصيل بحيث يتم الإفادة من هذه الطاقات الكامنة في سبيل خدمة أمتها ومجتمعها, ولتكن هذه البرامج موجهة في بداية الأمر إلى أن تُخرج أمهات صالحات مربيات, وانظر للدول المتقدمة, فإنك تجد تحولاً ورغبةً من قبل الفتيات إلى أن يعدن أمهات في بيوتهن.

ففي مجلة الأسرة- العدد107- صفر 1423هـ فإن 97.7 من الفتيات اليابانيات يذهبن إلى المدارس الثانوية- لا تتجاوز نسبة مشاركتها في مجال العمل 38% ، ولا تنسى أوروبا تلك المظاهرة التي اخترقت شوارع كوبنهاجن وشارك فيها أعداد كبيرة من الفتيات وطالبات الجامعات وحملت لافتات تقول (نرفض أن نكون أشياء)، (سعادتنا لا تكون إلا في المطبخ) (يجب أن تبقى المرأة في البيت) (أعيدوا إلينا أنوثتنا).

وتقول الكاتبةُ ( آرنون ): (لأن يشتغل بناتنا في البيوت خوادمَ خيرٌ وأخفُّ بلاءً من اشتغالهن بالمعامل ، حيثُ تصبحُ المرأة ملوثةً بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد ، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة). (أنظر فتياتنا بين التغريب والعفاف، للدكتور ناصر العمر ص 56 ).

إن دور المرأة عظيم حيث عظمه الإسلام قبل أي قوانين وشرائع, والناظر لتاريخ الأمم يجد كثيراً من الممارسات الإقصائية لدور المرأة ومركزها في الأسرة والمجتمع, بداية من مجتمع الروم والفرس أيضاً حيث تباع وتشترى, وتعامل كالبهيمة والمتاع, حتى العصر الجاهلي, قال ابن عباس –رضي الله عنهما-(كان الرجل إذا مات أبوه أو حميه فهو أحق بامرأته إن شاء أمسكها , أو يحبسها حتى تفتدي بصداقها, أو تموت فيذهب مالها) رواه البخاري.

فأتى الإسلام ليعظم دورها أماً, وبنتاً, وأختاً, وزوجاً ويصف طريق حشمتها وصيانتها, ويبين الدليل الشامل لحقها في الميراث, والرأي في الزواج, والحقوق على القريب والبعيد, وكذلك سبلها لتحصن نفسها, وتحمي عرضها, ولم يمانع من أن تدلف مع عملها الأساس ومهمتها الأصيلة في تربية أبنائها, وصيانتها لحق زوجها في أي عمل شريف لها.

إنها دعوةٌ لأهل الشأن والاختصاص وكلنا ذلكم المهتم, أن نلتفت لجنس الأنثى في حياتنا وأن تُسخر كل الإمكانيات لإبقاء أنوثتهن وعفتهن التي تكفل الإسلام بحفظها لهن, ومن ثم واجب الداعيات والمهتمات بشؤون المرأة أن يوصلوا أصواتهن للمسئول عبر القنوات الرسمية لتذليل كل الصعوبات في خدمة المرأة, وبحث ذلك عن طريق الدراسات والاستبيانات الاستقرائية عن رأي المرأة, إنها دعوة محب وصادق أن نلحق بأزهارنا قبل أن تذبل.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:42   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي أطفالنا وأعلام الإعلام

أطفالنا وأعلام الإعلام


جهدنا في محاولة أن نرسم في مخيلة أطفالنا شكل أو وصف لأحدى الشخصيات الإسلامية أو التاريخية العظيمة، قد يكون أقل اثرا من ذلك الانطباع والأثر الذي سيتركه عمل إعلامي موجه للأطفال كفيلم رسوم متحركة (كارتون) لا يتعدى مداه الزمني دقائق معدودة حول موضوع أو شخصية ما، وأيًا كانت تلك الشخصية أو ذلك الموضوع فسيرسخ في ذهن الطفل ويعلق بذاكرته مؤثرا في شخصيته وسلوكه المستقبلي.

وتناولت أحدى الدراسات العربية أثر وسائل الاعلام على فكر أطفالنا، حيث قالت تلك الدراسة أن الرسوم المتحركة تحتل المركز الأول في الأساليب الفكرية المؤثرة على عقل الطفل، وللأسف فقد أكدت تلك الدراسة أيضا على أن المحتوى الإعلامي الذي يقدم للطفل العربي بشكل عام سواء من خلال التلفزيون أو مجلات الاطفال المتخصصة، 85% منها (مُعرب)، أي أنه نتاج ثقافة مجتمعات غربية تختلف اختلافاً جذريًا عن مجتمعاتنا وعاداتنا وآدابنا.

فالطفل هنا ينعزل بشكل تام عن مجتمعه الذي يعيش فيه بما يقدم له من ثقافات المجتمعات الأخرى، فيشب على قيم غير القيم، وآداب غير الأداب التي من المفروض أن يشب عليها، فنجد أنفسنا أمام مسخ مشوه يعيش وسط مجتمعه بعقل قد تشكل بخلفيات مجتمعية مغايرة لواقع مجتمعه ومبادئه وقيمه ، أي انه يعيش في مجتمعه جسد بلا عقل متلائم ومتناغم ومنسجم مع من حوله، لذا نجد انتشارا لظواهر ومشكلات غريبة ووافدة على مجتمعاتنا.

وبالطبع وكنتيجة واقعية لما يعيشه الاعلام الموجه للطفل من انفصال عن مجتمعاتنا وقيمها، نجد أن أولادنا قد اتخذوا الشخصيات التي يتمحور حولها الأحداث (الابطال) كنماذج وقدوة يقتدون بها في حياتهم. ولكن يتبادر إلى أذهاننا سؤالان هما:

- ماذا تعني كلمة قدوة؟ - وكيف تكتسب تلك القدوات؟.

المراد بالقدوة من يتأسى به في جميع أحواله قال تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ..) الآية 21 – الأحزاب ، والأصل في الصغار أن مستوى الادراك والفهم لديهم أقل بكثير من مثيله لدى الكبار، لذا فهم يحتاجون للرؤية بالعين المجردة لواقع حي يتمثل أمامهم لكي يكتسبوه كقدوة ومثال يحتذى به.

ورغم تغير نظرة الأفراد للقدوة واختلاف مواصفاتها من زمان لزمان، إلا أن الجميع أكد على ضرورة وجود القدوة في حياة كل منا، وقد ظهرفي وقت من الأوقات بأوربا تيار يرى بأنه لاداعي لوجود قدوة في حياة الأفراد، ودعوا لإنفراد كل شخص بتكوين نموذج خاص به من خلال التجربة والخطأ، ورأو بأن وجود القدوة يحد من حرية الفرد ويجعله منقادًا لغيره.

وهنا نقول بأن القدوة والبحث عنها حاجة غريزية يغذيها ما ُطبع عليه الإنسان من التأثير والتأثر، إضافة إلى الاستعداد النفسي للتقليد، واستنادًا إلى دراسات سيكولوجية فالنفس البشرية تبحث عن نموذج تتعلق به لتخفف من ''أزمات المرحلة'' التي يمر بها، كالمراهقة وغيرها من المراحل العمرية التي يمر بها الفرد.

وبالطبع الآن لا يجد أطفالنا أمامهم أكثر جذبا من التلفاز الذي يقدم نماذج مرئية مؤثرة، ولكن كما قلنا أن معظم تلك النماذج لاتتماشى مع مايحياه الطفل واقعًا، لذا نجد انفصالا إعلاميا بين مايقدم للطفل ومانتمناه كمجتمع أن يُغرس فيه، وفي سلوكه وشخصيته.

وقد اهتمت الحكومات الغربية بأثر التلفاز في تكوين القدوات لدى الأطفال – وخصوصا القدوات التي تتخذ العنف منهجا في التعامل – باعتبار أن تلك القدوات تؤثر بشكل سلبي على سلوك الأطفال، فنجد مثلاً أن الكونجرس الأمريكي قد طلب في أعوام 1954 و 1961 و 1964 و 1970 و 1977 بإعداد دراسات حول الإعلام وأثره على سلوكيات الأطفال، مما يؤكد على أهمية دور الإعلام في رسم شكل القدوات التي يقتدي بها الأطفال.

وذلك بعد أن وجدوا أن عدد الأحداث الذين ألقي القبض عليهم لارتكابهم جرائم عنف خطيرة ارتفع بنسبة كبيرة جدا بين عامي 1952 و 1972 استنادًا إلى أرقام مكتب المباحث الفيدرالية الأمريكية.

وفي دراسة لواقع قنواتنا العربية قام الباحثون بعمل دراسة تفصيلية بيانية لأحدى أشهر قنوات الاطفال في عالمنا العربي، وهي قناة mbc3 ، حيث جاء هذه الدراسة بدلالات رقمية تحتاج منا للوقوف عليها لمعرفة أثارها على عقول أطفالنا.

حيث قالت الدراسة أن نسبة مشاهد العنف المقدمة على شاشة القناة 94 %؛ بينما لو قارنها بنسبة مشاهد العنف في قناة مخصصة لأفلام الحركة سنجد أن نسبة العنف فيها بلغت 79% فقط!! وقد بلغت نسبة مشاهد الرعب 13 %، أما عن نسبة المشاهد العاطفية والإثارة 16 %، وأخيرا نسبة المشاهد الخيالية 94 %.

كما تعرض القناة يوميًا فيلما أجنبيا من أفلام والت ديزني مترجم ، ومن متابعة الباحث لمضمون تلك الأفلام بشكل عام لاحظ التالي: يغلب على طابع تلك الأفلام طابع الحياة الأمريكية، كذلك الاختلاط المتعمد بين البنين والبنات في كل مناحي الحياة والتبرج في لبس الفتيات، ناهيك عن الإباحية في بعض الألفاظ .

أما عن القدوات التي تقدمها أمثال تلك القنوات فسنورد بعض الشخصيات الكارتونية التي تقدمها تلك القنوات ونحاول بيان أثارها المدمرة على سلوكيات وشخصية أطفالنا:

لم ننته بعد من مشكلة برنامج ( البوكيمون – وهي لعبة ظهرت منذ عام 1996 وبيع منها أكثر من 120 مليون نسخة وهي عبارة عن مجموعة من الكروت بها أوامر وشخصيات قتالية تحتوي على بعض الشعارات الدينية كالصليب والنجمة السداسية وما نحوها- حتى ظهرت لنا " يوجي "، و" يوجي " الشخصية الأساسية للبرنامج هو طفل يكتشف بطاقات ألعاب فرعونية قديمة ولها قدرات سحرية غريبة، وترسخ تلك القدوة في نفوس أطفالنا مبدأ غاية في الخطورة وهو أن العنف هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم، وكذلك تؤكد على أن السحر يستخدم من أجل غايات نبيلة !! فالغاية تبرر الوسيلة، وترسخ في ذهن الطفل نظرية أن الشرق وأهله هم مصدر السحر والسحرة في العالم أجمع، وكذلك تدفع الطفل لترديد كلمة ( الأشرار ) على كل من يخالفه أو غير متوافق معه.

نأتي للقدوة الثانية وهي شخصية " سبونج بوب " وهي عبارة عن إسفنجة مربعة الشكل صفراء اللون، ويسكن "سبونج بوب" في قاع المحيط الهاديء في مدينة تدعى "Bikini Bottom" تحاكي المدن الأمريكية في نمط الحياة، وشخصيه سبونج بوب شخصية ضعيفه الإرادة سريعه البكاء، ولديه ( صديقة !! ) تدعى " ساندي " وهي بعكسه قويه الشخصية تدير له أمور حياته كلها، مما يُرسخ في شخصيه أطفالنا (الصبيان) الضعف والاستكانة ومبدا قوامة المرأة على الرجل !

ومن الاتهامات التي وجهها (مسيحيو أمريكا) لـ"سبونج بوب" أنه يروج للشذوذ الجنسي! وكان هذا حين ظهر في حلقة يدعو فيها لقبولهم والتسامح مع ميولهم. وفي إحدى الحلقات يلبس فيها "سبونج بوب" قبعة نسائية يقول له صديقه السلطعون: "القبعة تجعلك تبدو كفتاة" فيرد "سبونج بوب": "نعم أنا فتاة جميلة".

وكذلك دعوة "سبونج " هذا للماسونية، ففي أحد الحلقات يذهب "شفيق" الحبار إلى مبنى على هيئة "الهرم" - أحد شعارات الماسونية -، ويتبعه "سبونج بوب" و"بسيط"- أحد الشخصيات وصديق لسبونج بوب -، فيدخل "شفيق" ويعرض على المحفل الأعظم – كبير المعبد -، ويخضع لطقوس معينة يتم قبوله بعدها كـماسوني، وفي الحلقة نفسها يلبس رجالات المحفل ملابس عليها (عين حورس التي ترى كل شيء) وهو شعار آخر للماسونية.

ونأتي للطامة الكبرى، قدوة يقتدي بها الكثير من فتياتنا ويتخذونها قدوة ومثل لهم؛ وهي شخصية "هانا مونتانا"، التي تنتشر على كل شيء يخص فتياتنا في العالم العربي، من ملابس وحقائب وحتى الكراسات وما نحوها من أدوات مكتبية نجد عليها صورة المدعوة "هانا مونتانا" .. فمن هي "مونتانا" تلك؟.

تبدأ القصة بمسلسل تلفزيوني أمريكي بدء عرضه في 24 مارس 2006 على قناة ديزني، بطلة المسلسل فتاة تُدعى "مايلي ستوارت" وهي فتاة في متوسط سن المراهقة، تعيش حياة مزدوجة! حيث تكون خلال النهار طالبة في المدرسة، وفي الليل تكون مغنية بوب مشهورة باسم "هانا مونتانا"! وتقوم بإخفاء هويتها الحقيقية عن الجماهير، بخلاف أصدقائها المقربين و (العائلة)، وناهيك عن المشاهد التي توضح أدق التفاصيل بالنوادي الليلية بأمريكا وما يحدث فيها، تتورط البطلة في عرض صور عارية لها في أحد المجلات الاباحية !! وتتوالى الأحداث ..

فأي أفلام وشخصيات تلك التي يعيش في أسرها أبناؤنا وبناتنا؟ ولماذا كل هذا العنف والفساد والإنحراف الموجه ناحية عقول أطفالنا؟ ولمصلحة من تخريب وتغريب عقول أبنائنا وبناتنا عن واقعهم المجتمعي؟ ولمصلحة من تنتشر تلك القنوات وهؤلاء المسيطرون عليها , أليس لهم رادع يردعهم عن تلويث عقول أبنائنا ؟!.

أعي تماما أن ماكُتب حول هذا الموضوع الكثير والكثير، وأن ما كتبته سيبقى مجرد كلمات قليلة لاصدى لها على أرض الواقع، إذا لم تجد آذان أب أو أم مصغية لما يحاك لأطفالنا من مؤامرات، وأن كل هذا مقصود وليس لمجرد التسلية والترفيه.

وهي كذلك دعوة لكل القائمين على مجال التربية والإعلام العربي ( اتحدوا يرحمنا ويرحمكم الله )، وأخرجوا لنا شخصية إعلامية مناسبة لديننا ومبادئنا وقيمنا تضاهي تلك الشخصيات الغربية التي أسرت ألباب وعقول أبنائنا وبناتنا، وتكون لسان حال واقعنا بما فيه من تقاليد وآداب نرتضيها.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:43   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي لمفاتيح العشرة للتربية الناجحة

لمفاتيح العشرة للتربية الناجحة


من الهام أن نقوم بعملية التهذيب بأسلوب يغرس الشعور بالمسئولية من خلال تحفيز أطفالنا داخليًا لبناء ثقتهم بأنفسهم ومساعدتهم على الشعور بأنهم محبوبين.

فإذا ما تمت تربية أطفالنا بهذا الأسلوب، فلن تكون لديهم أية حاجة للجوء إلى العصابات الإجرامية، أو إدمان المخدرات، أو الجنس للشعور بالقوة أو الانتماء.

وتعتمد المفاتيح العشرة التالية على وسائل قد ثبتت فاعليتها في إمداد الطفل بشعور من السعادة والأمان:

1- اهتمي بنوعية وقتك معه:
تتأثر ثقة طفلك بنفسه إلى حد كبير بنوعية الوقت الذي تقضيه معه وليس بمساحة هذا الوقت. فنحن في خضم حياتنا المزدحمة، كثيرًا ما نفكر في ما هو الشيء التالي الذي يتعين علينا القيام به، بدلاً من تركيز الاهتمام بنسبة 100% على ما يريد الطفل قوله لنا.

وفي أحوال كثيرة إما نتظاهر بأننا نستمع بآذان مصغية أو أننا نتجاهل محاولات الطفل للتواصل معنا.

والاهتمام السلبي بالطفل- سواء بعقاب أو صياح ...إلخ- هو أفضل من تجاهله، إننا إن منحنا طفلنا لحظات لقاء صادقة على مدار اليوم، سيكون أقل احتمالاً أن يتصرف على نحو غير لائق.

ومن الهام أيضًا أن ندرك أن المشاعر ليست دائمًا صواب أو خطأ، إنما تؤخذ كما هي. ولذلك فعندما يقول لك طفلك: "إنك لا تقضين معي أي وقت يا أمي"- حتى إذا كنت انتهيت توًا من اللعب معه - فإنه يعبر فقط عما يشعر به. ومن الأفضل في مثل تلك الأوقات أن تؤيدي شعور طفلك وتقولي له : "نعم، أشعر كأننا لا نقضي معاً وقتًا كافيًا".

2- استخدمي الأعمال وليس الأقوال:
تفيد الإحصاءات أننا نحمل أطفالنا أكثر من 2000 مطلب إلزامي يوميًا ؛ فلا عجب إذا صاروا مصابون بـ "صمم أسري"!

وبدلاً من الضجر والصياح، اسألي نفسك "ما الذي يمكنني أن أفعله؟"

على سبيل المثال، إذا كنت قد تحدثت مع طفلك مرارًا بشأن عدم طيه لجواربه بعد خلعها، فما عليك إلا أن تغسلي فقط الجوارب المختلفة غير المطوية، فالأعمال أعلى صوتًا من الأقوال.

3- امنحي طفلك الوسائل الملائمة للشعور بالفاعلية :

يحتاج الأطفال للشعور بالفاعلية، فإذا نجحت في منحهم وسائل ملائمة للشعور بفاعليتهم، فإنك ستقللين من مشاجرات فرض القوة داخل أسرتك.

ومن بين الوسائل التي تساعد الطفل على الشعور بالفاعلية والأهمية هو طلب نصيحتهم، ومنحهم خيارات، والسماح لهم بطهي جزء من وجبة أو إتمامها كاملة، أو مساعدتك في التسوق والشراء، فهو يمكنه أن يغسل أطباقًا بلاستيكية، أو يغسل الخضراوات، أو يضع الفوط فوق السفرة.

إننا غالبًا ما نقوم بهذه الأعمال بدلاً منهم لأننا نؤديها على نحو أكثر دقة، إلا أن النتيجة في النهاية تكون شعورهم بعدم الأهمية.

4- اعتمدي على استخدام النتائج المنطقية المترتبة:

قومي بسؤال نفسك: ماذا يمكن أن يحدث إذا لم أتدخل في هذا الموقف؟.

مثال على ذلك: إذا نسي طفلك غداءه، فلا تقومي بإحضاره إليه، بل اسمحي له بإيجاد حل وتعلم أهمية أن يكون مسئولاً عن نفسه. فإذا تدخلنا نحن عندما لا يكون هناك داعيًا لذلك، فإننا نحرم الأطفال من فرصة التعلم من النتائج التي تترتب على ما يقومون به من تصرفات. ولكن بالسماح للنتائج أن تحل محل الكلمات، فإننا نتجنب تعكير صفو علاقاتنا بالتذمر والتذكير المبالغ فيه.

5- ما الرسالة التي يريد طفلك توصيلها :

غالبًا ما يكون الأطفال الذين يقومون بتصرفات سلوكية سيئة يحاولون توصيل رسالة باحتياج معين يفتقدونه. فربما يشعر طفلك بالضجر، أو الملل، أو الوحدة، أو عدم الاهتمام. إن الأطفال الذين يتم إشباع حاجاتهم يكون احتمال قيامهم بسلوكيات سيئة أقل من غيرهم.

6- انسحبي في حالة المشاجرة:

إذا كان طفلك يختبرك من خلال نوبة غضب، أو كان غاضبًا أو تحدث إليكي على نحو خارج عن حدود الاحترام، فسيكون من الأفضل لو تغادري الغرفة وتقولي له أنك في الغرفة المجاورة إذا أحب أن يتحدث "على نحو آخر". قولي له ذلك بنبرة صوت هادئة ومحايدة.

وفي هذا الصدد يوجه بعض خبراء التربية الإسلامية نصيحة للأم في هذه الحالة بأن تصمت وتبدي استيائها وتترك له الغرفة، لتعود بعد ذلك ناصحة له ومبينة لخطئه؛ أما لو تمادى وخرج عن حدود الأدب المشروع ولم يلقي بالاً لموقفها فعندئذ يجب مضاعفة العقوبة له بعد توضيح سببها.

7- حاولي الفصل بين التصرف وفاعله:

امتنعي عن إخبار طفلك أنه سيء؛ فذلك يطعن في ثقته بنفسه. ولكن ساعدي طفلك على إدراك مدى محبتك له، وأن فقط بعض تصرفاته هي التي لا يمكنك التسامح معها. ومن أجل تنمية تقدير صحي للذات لدى الطفل، يتعين أن يدرك أنه يحظى بمحبة لا تخضع لأي قيد أو شرط أيما كان ما يفعله. ولا تحاولي التأثير على طفلك بحرمانه من محبتك له؛ وعندما يساورك الشك، اسألي نفسك، هل كان عقابي عاملاً مساعدًا في بناء ثقة طفلي في نفسه أم لا؟.

8- كوني عطوفة وحازمة في نفس الوقت:

لنفترض أنك أخبرت طفلك ذي الخمس سنوات أنه إذا لم ينته من ارتداء ملابسه عند توقف مؤقت الوقت، فإنك ستأخذيه إلى السيارة وأنه قد يكمله إما في السيارة أو في المدرسة.

فإذا لم يتجاوب طفلك ويرتدي ملابسه في غضون الوقت المحدد، قومي بمجرد توقف المؤقت بحمله على نحو ودود ولكن بحزم نحو السيارة؛ وإذا ساورك الشك، اسألي نفسك، هل قمت باستخدام الخوف أم الحب في التأثير على طفلي؟.

9- تعهدي طفلك بالرعاية وتذكري هدفك الأساسي:

يمارس معظمنا مسئولية التربية من خلال أساليب تعتمد على فكرة وضع الموقف تحت السيطرة بأسرع ما يمكن. إننا نبحث عن الحل الملائم؛ وهذا في كثير من الأحيان يُنتج أطفالاً يعانون من القهر وعدم الانضباط.

لكننا لو تعلمنا أن نربي أبناءنا بأسلوب يضع في الاعتبار ماذا نريد أن يكون عليه طفلنا عندما يصبح ناضجًا، سنفكر على نحو أكثر عمقًا في أسلوب التربية الذي ننتهجه. فالضرب، على سبيل المثال، يُعلم الأطفال الاعتماد على الأفعال العدوانية للحصول على ما يرغبون فيه.

10- كوني ثابتة على المبدأ وواصلي ما بدأتيه :

إذا كان لديك اتفاق مع طفلك بعدم شراء الحلوى عند الذهاب إلى محل البقالة، فلا تستسلمي لتوسلاته، أو دموعه، أو مطالبه أو عبوس وجهه؛ فسوف يتعلم طفلك أن يُكن لك مزيدًا من الاحترام إذا كنت تنفذين ما تقولي وتثبتين على المبدأ.










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:44   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الطفولة وحرية التعبير

الطفولة وحرية التعبير



إن احترام حرية التعبير عند الطفل هو من أسباب تفوقه، كما أن تفهم المعلم والوالدين لأسئلة الطفل وإحترامها ومناقشتها، وتقدير ابتكاره وعدم إعتباره خطأ فنياً في مجالات إستمرارها وتقويمها.. يساعد كثيرا ً في تنمية مدارك الطفل. ‏

من المهم أن يشجع الوالدين الطفل علي عقد صداقات مع من حولهم من الأقارب والمعارف والأصدقاء وذلك حتى يكونوا مطمئنين علي نوعيه تلك الصداقات فتقارب السن بين الأطفال مهم بحيث لا يتعدي فارق العمر عن السنتين و إلا تعرضت الصداقة الجديدة لجوانب سلبيه إذ أن سيطرة الكبير علي الصغير تجعل من الصغير شخصيه تبعية تعاني من بعض السلبيات ومن المهم تشجيع الطفل علي الاشتراك في الأنشطة الجماعية.

إصطحاب الطفل إلي النوادي والحدائق العامة.

الاهتمام بالتعرف على صديق الابن وعلى والديه .

إذا لاحظ الوالدين أي جوانب سلبية لهذه الصداقة فيجب مصارحة الطفل والتفاهم وإقناعه.

يجب عليهم مراقبة خط سير علاقة الصداقة مع ترك الحرية للطفل لكي يختار صديقه ولابد من الاطمئنان على حسن اختيار الطفل للصديق.

فالأنشطة بالنسبة للطفل إما ممتعة تستحق القيام بها أو غير ممتعة لا تستحق القيام بها، هذا تصنيف يمشيه على كل شيء، سواء على المذاكرة أو الأعمال المنزلية، لذلك لو ربطنا بين الأعمال المنزلية اليومية واللعب والتسلية وإستطعنا تقديمها في قالب المتعة، سيتعلم المسؤولية ويساعد ويشارك .

يجب أن نكسب كل ما نريده من الأبناء برداء اللعب والمتعة كقاعدة عامة، وهذا ما يريده الأطفال، يريدون اللعب في المدرسة، ويريدونه عند الطعام، ويريدونه عند النوم، مستواه الدراسي يرتفع إذا قدمت له المادة العلمية على شكل ألعاب مسلية، فَهْم هذه النقطة من أسباب تألق العديد من المدرسين.

كل ما على الآباء أن ينتهزوا إهتمام الطفل بشيء، فهو دائماً يهتم بشيء، نعطيه الحرية لإشباع فضوله ونطلق خياله ونشاركه، كل هذا يعكس مفهومه لحاجته في التخيل واللعب والمشاركة.

يقول الدكتور مأمون مبيض في كتابه (أولادنا من الطفولة إلى الشباب): حاول ألا تكون سلبيا ًأمام خياله، فإذا قال لك مثلاً عن علبة اللبن الفارغة: إنها سيارة فلا تسارع إلى تحطيم خياله، فتقول: هذه ليست سيارة، بالنسبة إليه هي سيارة تمشي ولها محرك، وعلى العكس حاول أن تشجع خياله على التصور والإبداع، ويضيف قائلاً: لا تحاول أن تتسرع بإبداء إقتراحاتك وهذه مشكلتنا، إذا أردنا أن نلعب مع أولادنا لا بد أن نقترح ونوجه اعمل كذا.

وإذا كان الكبار يتعلمون بعض الأشياء بالقراءة فقط، فالأطفال يتعلمون كل شيء بالعمل والممارسة، لذلك إذا كنا دائماً نعاتبه على أخطائه فكأننا نعاتبه على التعلم، هكذا يجب أن ننظر إلى اللعب على أنه حصة تعليمية كحصص المدرسة، بل أهم فهو في اللعب يعلم نفسه بنفسه ولا ينسى ما تعلمه، كما هو الحال في المدرسة هناك شخص آخر يعلمه.

وأيضاً ينسى ما تعلمه في نهاية السنة ويقضي حصصها بملل، بعكس اللعب، بل ربما تكون أجمل وأحلى لحظات حياته كلها هي لحظات اللعب، لذلك يجب علينا عدم مقاطعة لعبه إلا لضرورة ونتذكر جميعاً كم يكدر صفو الزوجين مقاطعة الأطفال في لحظاتهم الخاصة.

وكذلك الأطفال لا يحبون من يقاطع لحظاتهم الخاصة، ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة، إحدى المرات أطال السجود حتى ظن الصحابة أنه يوحى إليه أو حدث أمر فسئل عن ذلك، فقال: كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته، فلا الصلاة ولا الناس جعل الرسول يقطع لعب الصغير أبداً، ثم لاحظوا كيف سمى اللعب حاجة - صلوات الله وسلامه عليه - حتى النوم إذا أردت أن توقفيه عن اللعب لينام فلا تقاطعيه، بل خذيه مع لعبته إلى الفراش واتركيه قليلاً لينام، أو تحدّثي معه بقصة جميلة أو استمعي لبعض أحاديثه حتى ينام.

إنّ لدى الفرد قدرة فائقة على الاحتفاظ بنظرة إيجابية عن نفسه - لكن كثرة المواقف التي يتم فيها النفخ على جذوة الثقة تؤدي إلى خفوتها في نفس الفرد, لذا فكثر التوبيخ و التقريع تكسر عصا الثقة في يده وهو ينظر – لذا فعليك أن تعلمه، لا أن تعنفه، فالتعليم و التوجيه للصواب يقوي عصا الثقة، وأمّا التعنيف والتخويف فإنّه يكسرها, فإن كان لابد من التقريع و الضرب فلابد من محاورته وإقناعه بأنه مُخطئ يستحق العقاب أو اللوم.

إنّ الأفراد الذين يمتلكون مشاعر إيجابية عن أنفسهم هم أكثر قدرة على تحديد اتجاهاتهم وأهدافهم، وتوضيح نقاط قوتهم والتكيف مع النكسات والعقبات التي تواجههم، كما أنهم يتقبلون عواقب أفعالهم بسهولة, وهم أقوى شخصية من سواهم, لذا فالتوجيه في حقهم خير من التوبيخ.

يميل الفرد إلى النظر للذات على أنها قادرة على القيام بأي فعل مهما صعب التغلب على تحديات الحياة وأنها تستحق النجاح والسعادة - يظهر ذلك جليا لدى الأطفال - لذلك نجد الفرد يميل دائما ً إلى ما يشعره بالقوة والقدرة و ينفر مما يخالف ذلك, وهو تصوّر ينمو لدى الشاب ويتطور من خلال عملية عقلية تتمثل في تقييم الفرد لنفسه، ومن خلال عملية وجدانية تتمثل في إحساسه بأهميته وجدارته، ويتم ذلك في نواح ست هي:

المواهب الموروثة مثل الذكاء، والمظهر والقدرات.

الأطفال يربطون شعورهم بالأهمية بمقدار الانتباه الذي يحصلون عليه من الآخرين و ذلك بشكل منتظم.

لقد اتفق الباحثون والمختصون في تقدير الذات على أنه تعزيز جميع أوجه الحياة وذلك من خلال تمكين الفرد من زيادة إنتاجيته الشخصية والوفاء بمتطلبات علاقاته البين شخصية.

لقد وُجِدَ أنّ استقبال أفعال الأطفال من قبل المحيطين بهم - في وقت مبكر من التعامل معهم مثل ( بداية الكلام, بداية المشي، استخدام الحمام ) بردود فعل إيجابية وبتشجيع، يجعلهم يكوِّنونَ ثقة جيدة بأنفسهم.

إنّ الخوف على الطفل أو حمايته الزائدة من الخطر عند بداية تعلم الكلام أو المشي يعطيه مزيداً من الشعور بفقد الثقة بنفسه، كما أن جعل الطفل يمارس سلوكه المُشَاهَد والظاهري في مكان بعيد عن أعين الكبار ( الذين يقّيِمون ويشجعّون سلوكه ) يجعله يكتسب شعوراً بأنه غير مرغوب فيه أو أنه أقل أهمية من غيره, ومن هنا فلا ينبغي أن نطالبه بأن يذهب ليلعب بعيداً عنا لأننا نريد أن نرتاح من إزعاجه أو بحجة أننا نريد مزيداً من الهدوء.

إنّ الطفل الذي يغيب عنه أحد أبوية أو كلاهما بسبب العمل أو الانشغال بأمور الدنيا مع عدم محاولة تعويضه بأوقات أخرى للجلوس معه، قد يؤدي ذلك إلى تكوُّنِ شعورٍ ناقصٍ بالهوية الذاتية، و قد يجد الطفل صعوبات في المعرفة الدقيقة بجوانب قوته أو قصوره، وقد يصعب عليه أن يشعر أنه فرد مهمٌ أو جديرٌ بالاحترام والسعادة.

تشير الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يفتقرون للانتباه والتغذية الراجعة من الوالدين لديهم مفهوم للذات أكثرُ تدنياً من غيرهم من الذين يتلقون استجابات كتغذية راجعة سواء كانت إيجابية أو سلبية.

احترم غضب طفلك:
مثال : كان محمد غاضباً لأن صديقه علي لم يدعه إلى حفلته ، بل اختار أطفالاً آخرين ليسوا بأصدقاء حقيقيين ، ظل محمد يذكر المرات التي تصدى فيها للدفاع عن علي في المدرسة ، لم يعلِّق والده ولم يحاول أن يجعله يرى الأمر من وجهة نظر مختلفة ، ولم يحاول أن يخرجه من المزاج الغاضب الذي يسيطر عليه ، بل فضل أن يستمع إليه بإنصات متوقفاً عن ما كان يشغله ، لقد أعطاه اهتمامه الكامل .

استمتع بنكاته:
مثال : كان أحد أطباء تقييم الأطفال الأديسونيين يجري أحد الاختبارات على طفل من النوع المكتشف ، وكان الاختبار يضم تركيب قطع صغيرة للوصول إلى صورة كبيرة ، ومن أساسيات الاختبار أن لا يلمس الطفل القطع حتى يؤذن له ، ولكن الطفل أمسك بقطعتين تحويان صورة أرجل وظل يحركهما على الطاولة وكأنهما يركضان وهو يطلق أصواتاً مضحكة ، لم يوقف الطبيب الاختبار ، بل اعتبر أن قانون الاختبار يحتاج إلى تعديل .

امتنع عن تصحيح المخالفات البسيطة:
مثال : أعد بدر إفطار اليوم لوالدته وإخوته ، وبعد الانتهاء قام بحمل الصحون ووضعها في غسالة الصحون ، ونظف الطاولة ، كان أداؤه رائعاً وكان يشعر هو بذلك ، بعد انتهاء دورة الغسالة وعندما فتحتها والدته فوجئت بقطع من البيض قد لوثت جميع الأطباق فـ بدر لم ينظف الصحون جيداً قبل إدخالها إلى الغسالة ، ورغم أن والدته ظلت تنظف ما حدث لأكثر من ساعة ، إلا أنها كظمت غيظها ولم تنهره لما فعل .

تحدث باحترام:
مثال : لا أريد أن أرفعها .. هكذا أبدت أميمة رفضها لرفع أغراضها عن أرض غرفة المعيشة واستعدت لترك المنزل مع صديقاتها ، كادت والدتها أن تقول لها : لا يهمني أن أردت أم لا ، اذهبي إلى غرفتك فلن تذهبي مع صديقاتك .

ولكن بعد دقيقة من التفكير طلبت من أميمة أن تتحدث معها في غرفتها على انفراد وقالت لها : أميمة ،لقد ناقشنا هذا الأمر من قبل ، واتفقنا على حمل أغراضك بعد الانتهاء من اللعب وقبل الذهاب مع صديقاتك ، أليس كذلك ؟

توقع الامتياز:
مثال : منذ أن شاهد وليد فيلم خيال علمي ، أصبح هذا أهم اهتماماته فملأ غرفته بالصور الخاصة به ، وعندما طلب المدرس في مادة الاجتماعيات منه أن يكتب بحثاً عن زمن بخلاف الزمان الحالي ، سأله وليد : هل أكتب عن سنة 3800 ميلادية ؟

ورغم أن هذا يختلف تماماً عن ما كان يطلبه المدرس إلا أنه سمح له بذلك ، بعد أيام قدم وليد بحثاًً رائعاً يضم إحصاءات وخرائط ورسومات ، وتحدث عن ذاك العصر سياسياً ودينياً وعلمياً اعتماداً على ما رآه في الفيلم ، لقد كان البحث مذهلاً.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أثناء, أرجوا, التثبيت, نبؤات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc