مناقب التاريخ الاسلامي - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مناقب التاريخ الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-11-02, 16:13   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حول حديث سيدات أهل الجنة وذكر أربعة ليس منهن عائشة ، وفضل عائشه رضي الله عنها

السؤال

لايوجد مسلم على سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يجهل فضل أمنا عائشه رضي الله عنها ، ولكن دائما يردد الناس وخصوصا الشيعة حديث : ( سيدات نساء أهل الجنة أربع : مريم

وآسية ، وخديجة ، وفاطمة ، لما لم تذكر أمنا عائشة من سيدات أهل الجنة ، مع أن فضلها عظيم ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

الحديث الذي ذكره السائل حديث صحيح ، أخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1331) ، والحاكم في المستدرك (4853)

، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قال لِفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أَلَا أُبَشِّرُكَ ، أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "

سَيِّدَاتُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَآسِيَةُ ".

والحديث صحيح ، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3/411) فقال :" أخرجه الحاكم (3 / 185) وقال: " صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا ". انتهى

ثانيا :

وأهل السنة متفقون على فضل مريم وآسية وفاطمة وخديجة وعائشة وأمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم .

وكذلك أهل السنة متفقون على أنهن لسن سواء في الفضل ، مع اختلاف بين أهل العلم من أهل السنة في ترتيبهن في الفضل ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (4/394) :

" وَأَفْضَلُ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ " خَدِيجَةُ " وَ " عَائِشَةُ " وَ " فَاطِمَةُ ". وَفِي تَفْضِيلِ بَعْضِهِنَّ عَلَى بَعْضٍ نِزَاعٌ " . انتهى .

ومنشأ الخلاف وجود جمع من النصوص في فضلهن جميعا ، ليس بين هذه النصوص نص قطعي الدلالة بترتيب معين ، ولذا تذكر مسألة مشهورة وهي هل خديجة رضي الله عنها أفضل أم عائشة

رضي الله عنها ؟ ويذكر أهل العلم فيها ثلاثة أقوال ، أولها أن خديجة أفضل ، والثاني أن عائشة أفضل ، والثالث : التوقف في المسألة .

قال ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص234) بعد حديثه عن خديجة رضي الله عنها قال :" واختلف في تفضيلها على عائشة رضي الله عنها على ثلاثة أقوال ؛ ثالثها : الوقف ". انتهى

ثالثا :

بالنسبة للحديث الذي أورده السائل ، وأن سيدات أهل الجنة ليس منهن عائشة رضي الله عنها ، فإن ذلك لا يقدح فيها ، بل ولا يلزم منه فضلهن عليها .

وقد جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري (3411) ، ومسلم (2431) من حديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ

وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ".

فهذا الحديث يثبت فضل عائشة رضي الله عنها على النساء ، واختلف أهل العلم في "ال" في النساء هل تدل على "العموم" ، فتكون عائشة مفضلة على جميع النساء ؟ أم هو عام مخصوص ؟

قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة النبوية" (4/301)

:" إِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ لَيْسُوا مُجْمِعِينَ عَلَى أَنَّ عَائِشَةَ أَفْضَلُ نِسَائِهِ ، بَلْ قَدْ ذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَاحْتَجُّوا بِمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى وَعَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

قَالَ: " فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ . انتهى .

وقال القاري في "مرقاة المفاتيح" (9/3993) :

" وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي أَنَّ الْمُرَادَ بِالنِّسَاءِ جِنْسُهُنَّ ، أَوْ أَزْوَاجُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عُمُومًا ، أَوْ بَعْدَ خَدِيجَةَ .

وَالْأَظْهَرُ : أَنَّهَا أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ النِّسَاءِ كَمَا هُوَ ظَاهِرُ الْإِطْلَاقِ ، مِنْ حَيْثُ الْجَامِعِيَّةُ لِلْكَمَالَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ ، الْمُعَبَّرُ عَنْهُمَا فِي التَّشْبِيهِ بِالثَّرِيدِ ، فَإِنَّمَا يُضْرَبُ الْمَثَلُ بِالثَّرِيدِ لِأَنَّهُ أَفْضَلُ طَعَامِ الْعَرَبِ

وَأَنَّهُ مُرَكَّبٌ مِنَ الْخُبْزِ وَاللَّحْمِ وَالْمَرَقَةِ ، وَلَا نَظِيرَ لَهَا فِي الْأَغْذِيَةِ ، ثُمَّ إِنَّهُ جَامِعٌ بَيْنَ الْغِذَاءِ وَاللَّذَّةِ وَالْقُوَّةِ وَسُهُولَةِ التَّنَاوُلِ وَقِلَّةِ الْمُؤْنَةِ فِي الْمَضْغِ ، وَسُرْعَةِ الْمُرُورِ فِي الْحُلْقُومِ وَالْمَرِّيءِ ، فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهَا الْمَثَلَ بِهِ لِيُعْلِمَ أَنَّهَا أُعْطِيَتْ مَعَ حُسْنِ الْخَلْقِ ، وَحُسْنِ الْخُلُقِ، وَحُسْنِ الْحَدِيثِ ، وَحَلَاوَةِ الْمَنْطِقِ ، وَفَصَاحَةِ اللَّهْجَةِ ، وَجَوْدَةِ الْقَرِيحَةِ ، وَرَزَانَةِ الرَّأْيِ

وَرَصَانَةِ الْعَقْلِ = التَّحَبُّبَ إِلَى الْبَعْلِ ؛ فَهِيَ تَصْلُحُ لِلتَّبَعُّلِ ، وَالتَّحَدُّثِ وَالِاسْتِئْنَاسِ بِهَا وَالْإِصْغَاءِ إِلَيْهَا، وَإِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَعَانِي الَّتِي اجْتَمَعَتْ فِيهَا ، وَحَسْبُكَ مِنْ تِلْكَ الْمَعَانِي أَنَّهَا عَقَلَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا لَمْ تَعْقِلْ غَيْرُهَا مِنَ النِّسَاءِ ، وَرَوَتْ عَنْهُ مَا لَمْ يَرْوِ مِثْلُهَا مِنَ الرِّجَالِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالْحَالِ ". انتهى .

ولأجل التردد في دلالة النص على ذلك ، وعدم التصريح في أي من النصوص بخصوص التفضيل المذكور ، ذهب كثير من أهل العلم إلى الوقف في المسألة .

قال الشيخ تقي الدين السبكي رحمه الله ، في "قضاء الأرب في أسئلة حلب" (ص235) :

" وقد قال المتولي من أصحابنا : تكلم الناس في عائشة وفاطمة ، أيهما أفضل ؟ ، والأولى للعاقل أن لا يشتغل بمثل ذلك.... والكلام في التفضيل صعب ، ولا ينبغي التكلم إلا بما ورد ،

والسكوت عما سواه وحفظ الأدب ، رضي الله عن الجميع ، ورزقنا محبتهم ونفعنا بهم ". انتهى

وقال ابن كثير رحمه الله في "قصص الأنبياء" (2/380)

- في معرض حديثه عن التفاضل بين خديجة وعائشة رضي الله عنهما - :" وَالْأَحْسَنُ : الْوَقْفُ فِيهِمَا رَضِيَ الله عَنْهُمَا ؛ وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَامًّا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَذْكُورَاتِ وَغَيْرِهِنَّ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَامًّا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا عَدَا الْمَذْكُورَاتِ".انتهى .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-11-02, 16:14   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

رابعا :

وقد ذهب الإمام ابن حزم رحمه الله ، إلى أن لفظ " سيدات أهل الجنة " : "نص" في إثبات السيادة ، والسيادة : الشرف ، ولكن لا يلزم لإثبات السيادة على الغير ثبوت الفضل عليه

فقد يُسود المرء على من هو أفضل منه لمتعلقات أخرى .

قال رحمه الله في "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (4/103) :"

والسيادة غير الْفضل ، وَلَا شكّ أَن فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا سيدة نسَاء الْعَالمين بِوِلَادَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهَا ، فالسيادة من بَاب الشّرف لَا من بَاب الْفضل ، فَلَا تعَارض بَين الحَدِيث الْبَتَّةَ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين .

وَقد قَالَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا وهُوَ حجَّة فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة :" كَانَ أَبُو بكر خير وَأفضل من مُعَاوِيَة وَكَانَ مُعَاوِيَة أسود من أبي بكر " ، فَفرق ابْن عمر كَمَا ترى بَين السَّادة وَبَين الْفضل وَالْخَيْر

وَقد علمنَا أَن الْفضل هُوَ الْخَيْر نَفسه، لِأَن الشَّيْء إِذا كَانَ خيرا من شَيْء آخر، فَهُوَ أفضل مِنْهُ بِلَا شكّ ". انتهى

وقال أيضا (4/96)

:" وَإِنَّمَا تقع المفاضلة بَين الفاضلين إِذا كَانَ فضلهما وَاحِدًا، من وَجه وَاحِد فتفاضلا فِيهِ . وَأما إِن كَانَ الْفضل من وَجْهَيْن اثْنَيْنِ ، فَلَا سَبِيل إِلَى المفاضلة بَينهمَا

لِأَن معنى قَول الْقَائِل أَي هذَيْن أفضل ، إِنَّمَا هُوَ : أَي هذَيْن أَكثر أوصافاً فِي الْبَاب الَّذِي اشْتَركَا فِيهِ ". انتهى.

ومن أحسن ما قيل في هذا الباب ما ذكره ابن القيم رحمه في "بدائع الفوائد" (3/161) :

" الخلاف في كون عائشة أفضل من فاطمة أو فاطمة أفضل ، إذا حرر محل التفضيل ، صار وفاقا . فالتفضيل ، بدون التفصيل : لا يستقيم .

فإن أريد بالفضل : كثرة الثواب عند الله عز وجل ؛ فذلك أمر لا يطلع عليه إلا بالنص ، لأنه بحسب تفاضل أعمال القلوب ، لا بمجرد أعمال الجوارح ، وكم من عاملين أحدهما أكثر عملا بجوارحه ، والآخر أرفع درجة منه في الجنة .

وإن أريد بالتفضيل : التفضل بالعلم ؛ فلا ريب أن عائشة أعلم ، وأنفع للأمة ، وأدت إلى الأمة من العلم ما لم يؤد غيرها ، واحتاج إليها خاص الأمة وعامتها .

وإن أريد بالتفضيل : شرف الأصل وجلالة النسب ؛ فلا ريب أن فاطمة أفضل ، فإنها بضعة من النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك اختصاص لم يشركها فيه غير أخواتها .

وإن أريد السيادة : ففاطمة سيدة نساء الأمة .

وإذا تبينت وجوه التفضيل ، وموارد الفضل وأسبابه : صار الكلام بعلم وعدل .

وأكثر الناس إذا تكلم في التفضيل لم يفصل جهات الفضل ، ولم يوازن بينهما ؛ فيبخس الحق !!

وإن انضاف إلى ذلك نوع تعصب وهوى لمن يفضله : تكلم بالجهل والظلم .

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن مسائل عديدة من مسائل التفضيل ، فأجاب فيها بالتفصيل الشافي ...

ومنها : أنه سئل عن خديجة وعائشة ، أمي المؤمنين ؛ أيهما أفضل؟

فأجاب : بأن سبق خديجة وتأثيرها في أول الإسلام ، ونصرها وقيامها في الدين : لم تشركها فيه عائشة ولا غيرها من أمهات المؤمنين .

وتأثير عائشة في آخر الإسلام ، وحمل الدين وتبليغه إلى الأمة ، وإدراكها من العلم ما لم تشركها فيه خديجة ولا غيرها : مما تميزت به غيرها .

فتأمل هذا الجواب الذي لو جئت بغيره من التفضيل مطلقا لم تخلص من المعارضة ". انتهى

خامسا :

الأحاديث الصحيحة الواردة في فضل عائشة رضي الله عنها كثيرة جدا .

منها : أن عمرو بن العاص رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم :" أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ ، فَقُال : مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: أَبُوهَا . أخرجه البخاري (3662) ، ومسلم (2384) .

ومنها : أنه صلى الله عليه وسلم قال لأم سلمة رضي الله عنها :" لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّ الوَحْيَ لَمْ يَأْتِنِي وَأَنَا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ إِلَّا عَائِشَةَ " . ولما قَالَتْ فاطمة لرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

إِنَّ نِسَاءَكَ يَنْشُدْنَكَ اللَّهَ العَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ:" أَيْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟» فَقَالَتْ: بَلَى ، قَالَ :" فَأَحِبِّي هَذِهِ ". أخرجه البخاري (2581) ، ومسلم (2442) ، وغير ذلك كثير .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-04, 17:43   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


مَن أحبُّ الناس مطلقا إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟

السؤال

من كان أحب الناس للرسول صلى الله عليه بشكل عام ؟

فقد سمعت البعض يقول : هي فاطمة رضي الله عنها، والبعض يقول : خديجة رضي الله عنها، والبعض يقول : زيد بن حارثة رضي الله عنه

وأنا متيقن أن هذا الشخص هو من أهل البيت، وأنا أعلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( أحب النساء إليه عائشة، وأحب الرجال إليه أبو بكر رضي الله عنهما) ، ولكن خديجة في ذلك الوقت كانت متوفاة

وهل أجمع أهل العلم على أن خديجة رضي الله عليها كانت أحب زوجات النبي صلى الله عليه وسله إليه ، ثم عائشة رضي الله عنها، حيث ذَكَرَت أنها كانت تغار من خديجة .


الجواب

الحمد لله


ليس من الصواب الخوض في تحديد الأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الإطلاق خارج إطار النصوص الشرعية، ودون تفصيل بين الرجال والنساء، وبين أصحابه وآل بيته الأطهار.

لأن المعوقات التي تحول دون التحديد المطلق كثيرة، أهمها ورود النصوص العديدة في فضل كل واحد من الصحابة الكرام، وهي نصوص صحيحة وصريحة

الأمر الذي تغدو المقارنة معه ضربا من الترجيح بلا مرجح، أو نوعا من خلط الدلالات بعضها ببعض.

أما إذا ورد النص الصحيح الصريح الذي لا ينازعه غيره، ولا يشتبه به غيره، فعلى الرأس والعين، وهو أول ما يأخذ به علماء السنة والحمد لله.

عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :

" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلاَسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: (عَائِشَةُ) ، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ ، فَقَالَ: (أَبُوهَا)، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ( ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب )، فَعَدَّ رِجَالًا"

. رواه البخاري في "صحيحه" (رقم/3662) ، ومسلم في "صحيحه" (رقم/2384) .

فدلالة هذا الحديث نصية ظاهرة على أن الأحب إليه صلى الله عليه وسلم ، مطلقا ، من الرجال : هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وهو محل إجماع لدى العلماء والحمد لله.

وأما دلالته على محبة عائشة أكثر من خديجة : فهي محل توقف؛ لما يبدو أن عمرو بن العاص أراد بسؤاله : الأحياء من الناس، وأما خديجة فكانت متوفاة يومئذ رضي الله عنها.

ولهذا وقع الخلاف الكبير بين العلماء في أفضلية إحداهما على الأخرى.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"أفضل نساء هذه الأمة خديجة وعائشة وفاطمة. وفي تفضيل بعضهن على بعض نزاع وتفصيل"

انتهى من " مجموع الفتاوى" (4/ 394) .

فيمكن أن يقال بتفضيل عائشة رضي الله عنها، لقوله عليه الصلاة والسلام: (وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ) رواه البخاري (3411) ، ومسلم (2431) .

ويمكن أن يقال بتفضيل خديجة رضي الله عنها، لقوله عليه الصلاة والسلام: (وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ) رواه البخاري (3432) ، ومسلم (2430) .

كما يمكن أن يقال بتفضيل فاطمة رضي الله عنها، لقوله صلى الله عليه وسلم: (أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ) رواه البخاري (3624) ، ومسلم (2450).

وهي – كما ترى – أدلة واضحة في تفضيل كل واحدة منهن رضي الله عنهن، وقد ذهب إلى تفضيل كل واحدة منهن طائفة من العلماء، لا نحب الإطالة بالنقل عنهم .

وإنما نريد التأكيد للقارئ على أنه مع هذا الاشتباه في نظر الناظر : يشق الجزم بفضل إحداهن على الأخريات ، إلا بقدر من التكلف .

ولهذا ؛ فالذي نراه متجها هو نسبة الفضل لهن جميعا، وحفظ مقامهن السامي على جميع نساء الأمة، وهو ما يبدو أن الأحاديث النبوية تشير إليه، حيث وردت أسماؤهن في سياق واحد

ومقام واحد، مشعرا بما نتحدث عنه من نسبة الفضل إليهن جميعا، والسكوت عن المقارنة فيما بينهن.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ)رواه الترمذي (رقم/3878) وقال: حسن صحيح.

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:"خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ ، قَالَ: ( تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ ) ، فَقَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

: ( أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ أَجْمَعِينَ) " رواه أحمد في " المسند " (4/ 409) وصححه الحافظ ابن حجر في "

فتح الباري " (6/ 178) .

والروايات في هذا الباب كثيرة.

يقول الإمام النووي رحمه الله ، في شأن مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد:

"الأظهر أن معناه أن كل واحدة منهما خير نساء الأرض في عصرها، وأما التفضيل بينهما فمسكوت عنه"

انتهى باختصار من "شرح مسلم" (15/ 198) .

ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله – في المفاضلة بين خديجة وعائشة -:

"والحق أن كلا منهما لها من الفضائل ما لو نظر الناظر فيه لَبَهره وحيَّره .

والأحسن التوقف في ذلك، ورد علم ذلك إلى الله عز وجل .

ومن ظهر له دليل يقطع به ، أو يغلب على ظنه في هذا الباب، فذاك الذي يجب عليه أن يقول بما عنده من العلم .

ومن حصل له توقف في هذه المسألة، أو في غيرها، فالطريق الأقوم والمسلك الأسلم أن يقول: الله أعلم"

انتهى من "البداية والنهاية" (4/ 322) .

ويقول ابن حجر رحمه الله:

"وقال بعض من أدركناه: الذي يظهر أن الجمع بين الحديثين أولى، وأن لا نفضل إحداهما على الأخرى"

انتهى من "فتح الباري" (7/139) .

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-04, 17:50   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التابعي جابر بن زيد برئ من مذهب الإباضية

السؤال

كنت أنا من حوالي سنتين تقريباً على مذهب الإباضية والآن بفضل من الله انتقلت على المذهب السنة بعد إن اجتهدت بأن اقارن بين المذهبين والاختلافات بينهم والحمد لله ارتاح قلبي على مذهب السنة ..

.وقد فادني هذا الموقع كثيراً...لكن أهلي ما زالوا على مذهب الإباضية ..وكلما حاولت أن أوضح إلى بعض إخوتي الاختلافات بين المذهبين .

. رغم إنهم غير مقتنعين بكلامي.. كان أخي لي بالمرصاد ويوضح لهم بأن المذهب الإباضي على الحق ويغرس فيهم عقيدة الاباضية. سؤالي : هو من جابر بن زيد الذين قالوا عنه الإباضية بأنه هو مؤسس الإباضية

...ولماذا نسب المذهب إلى عبدالله بن اباض.. وهل يوجد كتاب يتحدث عنهم بالتفصيل عن طريق رابط لكي أستطيع أن أنزله عن طريق هذا الموقع ..لكي أفهم الأحداث بالتفصيل...وجزاكم الله خير الجزاء


الجواب


الحمد لله


جابر بن زيد هو أحد أئمة التابعين ؛ وهو بريء من الإباضية ومذهبهم ، فلا تصح نسبتهم إليه بحال .

وهو " أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي اليحمدي، مولاهم، البصري، الخوفي - بخاء معجمة- والخوف: ناحية من عمان " انتهى. "سير أعلام النبلاء" (4 / 481).

وكان من علماء البصرة في زمانه، وهو من تلاميذ عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وشهد له بالعلم.

قال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى :

" جابر بن زيد أبو الشعثاء الأزدي اليحمدي، روى عن ابن عباس والحكم بن عمرو وابن عمر ...

ثم ساق بسنده أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ نَزَلُوا عِنْدَ قَوْلِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، لأَوْسَعَهُمْ عِلْمًا عَنْ كِتَابِ اللَّهِ عز وجل. وَرُبَّمَا قَالَ عَمَّا فِي كِتَابِ الله عز وجل."

انتهى. من " الجرح والتعديل" (2 / 494 – 495).

كما شهد له ابن عمر رضي الله عنهما بالفقه وأهلية الإفتاء.

قال البخاري رحمه الله تعالى:

" وقال لِي صدقة عَنِ الفضل بْن مُوسَى عَنِ ابن عقبة عن الضحاك عن جابر بن زيد قَالَ: لقيني ابْن عُمَر فَقَالَ: يا جَابِر! إنك من فقهاء أهل البصرة، وستستفتى ؛ فلا تفتين إلا بكتاب ناطق ، أو سنة ماضية "

انتهى. من "التاريخ الكبير" (2 / 205).

وقد كان ذلك؛ فقد احتاج أهل البصرة إلى علمه ، فكان مقصدا لهم في الفتوى.

ذكر ابن سعد رحمه الله بسنده :

عن إياس -ابن معاوية- قال: أدركت البصرة، ومفتيهم : رجلٌ من أهل عُمان؛ جابرُ بن زيد "

انتهى. " الطبقات الكبرى" (7 / 179).

وقد اتفق أهل العلم على توثيقه وجلالته .

قال النووي رحمه الله تعالى:

" جابر بن زيد التابعي ... هو الإمام أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي البصرى التابعي. سمع ابن عباس، وابن عمر ... واتفقوا على توثيقه وجلالته، وهو معدود في أئمة التابعين وفقهائهم، وله مذهب يتفرد به "

انتهى. من " تهذيب الأسماء واللغات" (1 / 141 - 142).

وكانت وفاته رحمه الله تعالى بالبصرة في سنة (93 هـ) .

قال الذهبي رحمه الله تعالى :

" قال أحمد، والفلاس، والبخاري، وغيرهم: توفي أبو الشعثاء سنة ثلاث وتسعين.

وشذ من قال: إنه توفي سنة ثلاث ومائة "

انتهى. "سير أعلام النبلاء" (4 / 483).

ومعلوم أن الإباضية كان منطلقها مدينة البصرة، وربما كان بعضهم من الأزد وهي قبيلة جابر بن زيد رحمه الله تعالى، وعلى هذا لا يستبعد أن هؤلاء الإباضية كانوا يجالسون جابرا

وربما يستفتونه لمكانته العلمية ، ولقرب نسبه من بعضهم، ولعله لأجل هذه المجالسات : أباحوا لأنفسهم أن ينسبوا جابرا إلى مذهبهم وعقيدتهم.

وادعاء الإباضية أن جابرا كان على مذهبهم : اتخذه بعضهم - وخاصة المتأخرين منهم - مستندا إلى زعم وادعاء آخر؛ وهو أن جابرا كان هو المؤسس لمذهبهم.

يقول الأستاذ الدكتور محمد عبد الفتاح العليان:

" ويفهم مما أورده المؤرخون الإباضيون القدماء ، ممن تحدثوا عن نشأة الإباضية وكتبهم غير مفقودة، أن عبد الله بن إباض هو مؤسس الفرقة الإباضية وإمامها الأول

فيصفه الدرجيني -المتوفي في القرن السابع الهجري- بقوله : " إمام الطريق وجامع الكلمة لما وقع التفريق، فهو العمدة في الاعتقادات، والمبين لطرق الاستدلالات والاعتمادات ...ورئيس من بالبصرة وغيرها من الأمصار ...." .

وكما يقول البرادى -المتوفي في القرن الثامن الهجري- : " عبد الله بن إباض رأس العقد وإمام القوم " ...

غير أن المؤرخين الإباضيين المتأخرين يعطون لابن إباض دورا ثانويا في نشأة الإباضية، ويؤكدون أن مؤسس دعوتها هو جابر بن زيد الأزدي العماني ... "

انتهى. من " نشأة الحركة الإباضية في البصرة" (ص 96 – 98).

ولعل المتأخرين إنما أكدوا على ذلك ، واعتنوا بهذه النسبة المزعومة أكثر: ترويجا لبدعتهم ، حتى يقبلها المسلمون ، إذا علموا انتسابها إلى إمام معتبر ، من علماء التابعين ، مثل جابر بن زيد !!

ولا يوجد دليل ولا شبهة قوية – يصلح الوقوف عندها ومناقشتها – على أن جابر بن زيد كان هو المؤسس للإباضية.

وقد صرح علماء عصره بأنه لا علاقة له بهذا المذهب الخارجي .

قال علاء الدين مغلطاي رحمه الله تعالى :

" وقال أبو عمر بن عبد البر(عن جابر بن زيد) : كان أحد الفقهاء العلماء الفضلاء، أثنى عليه ابن عباس بالعلم، وحسبك بذلك، انتحلته الإباضية، وادعته وأسندت مذهبها إليه .

وهذا لا يصح عليه، قال ابن سيرين: قد برأه الله تعالى منهم. "

انتهى. من "إكمال تهذيب الكمال" (3 / 122 – 123).

وقال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:

" وَقَالَ لنا علي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قلت لعمرو: سمعت من أَبِي الشعثاء من أمر الإباضية ، أو شيئا مما يَقُولُون؟

فَقَالَ: ما سمعت منه شيئا قط، وما أدركت أحدا أعلم بالفتيا من جَابِر بْن زيد "

انتهى. من " التاريخ الكبير" (2 / 204).

وقال الفسوي رحمه الله تعالى :

" حَدَّثَنَا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قَالَ: مَا عَلِمْتُ مِنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ رَأْيَ الْإِبَاضِيَّةِ قَطُّ، وَلَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ "

انتهى. من " المعرفة والتاريخ" (2 / 13).

وروى أبو نعيم الأصبهاني ، بإسناده ، قال:

" حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَةَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْمُهَلَّبِ، وَذَكَرُوا عِنْدَهَا جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ ، فَقَالُوا: إِنَّهُ كَانَ أَبَاضِيًّا .

فَقَالَتْ: كَانَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ أَشَدَّ النَّاسِ انْقِطَاعًا إِلَيَّ

وَإِلَى أُمِّي ؛ فَمَا أَعْلَمُ شَيْئًا كَانَ يُقَرِّبُنِي إِلَى اللهِ إِلَّا أَمَرَنِي بِهِ، وَلَا شَيْئًا يُبَاعِدُنِي، عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا نَهَانِي عَنْهُ، وَمَا دَعَانِي إِلَى الإَبَاضِيَّةِ قَطُّ، وَلَا أَمَرَنِي بِهَا، وَإِنْ كَانَ لَيَأْمُرُنِي أَنْ أَضَعَ الْخِمَارَ، وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى الْجَبْهَةِ "

انتهى. من " حلية الأولياء" (3 / 89).

بل قد ثبت عن جابر بن زيد نفسه رحمه الله أنه تبرأ من هذا المذهب .

روى ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2 / 495) بسند حسن، قال:

" أخبرنا أحمد بن سنان نا عبد الرحمن بن مهدي عن أبي هلال عن داود عن عزرة قال: دخلت على جابر بن زيد، فقلت: إن هؤلاء القوم ينتحلونك - يعني الإباضية - ؟

قال: أبرأ إلى الله عز وجل من ذلك " انتهى.

ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (7 / 181):

" قال: أخبرنا سعيد بن عامر، وعفان بن مسلم قالا: حدثنا همام، عن قتادة، عن عزرة قال: قلت لجابر بن زيد: إن الإباضية يزعمون أنك منهم.

قال: أبرأ إلى الله منهم .

قال سعيد في حديثه: ( قلت له ذلك وهو يموت ) " انتهى.

وهذه الأخبار تقطع ببراءة جابر بن زيد رحمه الله تعالى من مذهب الإباضية ومعتقدها.

ولمزيد التوسع حول هذه المسائل المتعلقة بشخصية جابر بن زيد رحمه الله تعالى، ومؤسس الإباضية عبد الله بن إباض نحيلك على كتاب

"نشأة الحركة الإباضية في البصرة" للأستاذ الدكتور محمد عبد الفتاح العليان أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الأزهر، وهو متوفر على الشبكة.

وينظر ، للفائدة ، حول عقائد الإباضية

الإباضية

ونسأل الله تعالى لنا ولكم الثبات على الحق حتى نلقاه وهو راض عنا ، ونسأل الله تعالى الكريم أن يهدي أهلك إلى الحق وأن يجنبهم طرق الضلال .

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-04, 17:53   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ترجمة أبي الليث السمرقندي

السؤال

هل ممكن أن تفيدونا بترجمة للإمام أبي الليث السمرقندي ؟

الجواب

الحمد لله

هو الفَقِيْهُ الزَّاهِدُ ، نَصْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ الحَنَفِيُّ ، ويلقب بـ"إمام الهدى"والفقيه.

وقد اشتهر بكنيته " أبي اللَّيْثِ " حتى طغت على اسمه، فلا يعرف إلا بأبي الليث السمرقندي.

وكان من كبار فقهاء الحنفية ، ومن الزهاد المتصوفين .

بلدته : سمرقند ، من بلاد ما وراء النهر ، وتقع الآن في جمهورية أوزبكستان.

وفاته : اختلف في تاريخ وفاته ، ورجح الذهبي أنها كانت عام 375هـ .

مؤلفاته :

له مؤلفات عديدة ، منها المطبوع ومنها المخطوط .

قال الزركلي في " الأعلام " (8/27) :

" له تصانيف نفيسة، منها " تفسير القرآن - خ " أجزاء متفرقة منه، وهو غير كبير، اقتنيت منه الجزء الأخير

أوله تفسير سورة " الحاقة " وله" عمدة العقائد - خ " و " بستان العارفين - ط " تصوف، سماه " البستان " و" خزانة الفقه - ط " رسالة، و " تنبيه الغافلين - ط " مواعظ ، و" فضائل رمضان -

خ " و " المقدمة - ط " في الفقه، و " شرح الجامع الصغير " في الفقه، و " عيون المسائل - خ " فتاوى وتراجم، و " دقائق الأخبار في بيان أهل الجنة وأهوال النار - خ "

و " مختلف الرواية - خ " في الخلافيات بين أبي حنيفة ومالك والشافعيّ، و " شرعة الإسلام - خ " فقه، و " النوازل من الفتاوى - خ " و " تفسير جزء: عم يتساءلون - خ " موجز، ورسالة في " أصول الدين - خ " انتهى .

ومن أشهر كتبه المطبوعة : " تنبيه الغافلين " .

ومع عظم المكانة العلمية لأبي الليث رحمه الله، إلا أنه قد أكثر فيه من الأحاديث الموضوعة .

قال الذهبي رحمه الله :

" صَاحبُ كتاب "تنبيه الغافلين" ، وله كتاب "الفتاوى" ... وَتَرُوجُ عَلَيْهِ الأَحَادِيثُ الموضُوعَةُ "

انتهى من " سير أعلام النبلاء " (12/333) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" وأما كتاب "تنبيه الغافلين" فهو كتاب وعظ، وغالب كتب الوعظ يكون فيها الضعيف، وربما الموضوع، ويكون فيها حكايات غير صحيحة، يريد المؤلفون بها أن يرققوا القلوب، وأن يبكوا العيون

ولكن هذا ليس بطريق سديد؛ لأن فيما جاء في كتاب الله تعالى وصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المواعظ كفاية، ولا ينبغي أن يُوعظ الناسُ بأشياء غير صحيحة

سواء نسبت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، أو نسبت إلى قوم صالحين قد يكونون أخطأوا فيما ذهبوا إليه من الأقوال أو الأعمال .

والكتاب فيه أشياء لا بأس بها، ومع ذلك فإني لا أنصح أن يقرأه إلا شخص عنده علم وفهم وتمييز بين الصحيح والضعيف والموقوف "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (26/365) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-04, 17:57   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف أسلمت مارية القبطية؟

السؤال


سمعت محاضرة للشيخ كشك ذكر فيها قصة إسلام مارية القبطية بهذا النص: ومارية كانت مملوكة بعقد اليمين ، وقبل أن يدخل بها النبي أعلنت إسلامها ، حتى لا يقال إنه تزوج بنصرانية ، فبمجرد وصولها إلي المدينة المنورة قالت :

أشهد أن لا إله إلا الله وأنك يا محمد رسول الله . فسألها النبي ما الذي دفعك إلي الإسلام ؟ فقالت له : يا رسول الله لقد أرسلوا معي رجالاً من أصحابك من مصر إلي المدينة ، والله كانوا أشد أمانًا علي عرضي من إخوتي

فقلت : إن الذي ربي هؤلاء الرجال علي تلك الأمانة لا يمكن أن يكون بشرًا عاديًا ، إنما هو رسول من الله حقًا وصدقًا ، وآمنت .

السؤال: ما صحة هذه القصة بهذا النص؟


الجواب


الحمد لله


رغم البحث في مظان وجود هذه القصة ، إلا أننا لم نقف عليها ، ولا على ما يشير إليها ، لا بسند صحيح ولا ضعيف ولا مكذوب .

وغاية ما وقفنا عليه ها هنا أمران :

الأول : أنها أسلمت قبل وصولها للمدينة ، بدعوة من رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو حاطب بن أبي بلتعة .
فروى ابن سعد في " الطبقات الكبرى " (8 / 212) بسنده عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال:

" بعث المقوقس صاحب الإسكندرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع من الهجرة بمارية وبأختها سيرين ، وألف مثقال ذهبا ، وعشرين ثوبا لينا ، وبغلته الدُلْدُل ، وحماره عُفَيْر

ويقال يعفور ، ومعهم خصي يقال له مأبور ، شيخ كبير كان أخا مارية ، وبعث بذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة ، فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام

ورغبها فيه ، فأسلمت ، وأسلمت أختها ، وأقام الخصي على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول الله .

وكان رسول الله معجبا بأم إبراهيم ، وكانت بيضاء جميلة ، فأنزلها رسول الله في العالية في المال الذي يقال له اليوم مشربة أم إبراهيم ، وكان رسول الله يختلف إليها هناك

وضرب عليها الحجاب ، وكان يطؤها بملك اليمين ، فلما حملت وضعت هناك ، وقبلتها سلمى مولاة رسول الله فجاء أبو رافع زوج سلمى فبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبراهيم

فوهب له عبدا ، وذلك في ذي الحجة سنة ثمان ، وتنافست الأنصار في إبراهيم ، وأحبوا أن يفرغوا مارية للنبي صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من هواه فيها ) .

الثاني : أنها أسلمت ، هي أيضا ، بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ، حينما نزلت المدينة :

قال ابن كثير رحمه الله :

" وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجَبُ بِمَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةِ

وَكَانَتْ بَيْضَاءَ جَعْدَةً جَمِيلَةً فَأَنْزَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُخْتَهَا عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَتَا هُنَاكَ، فَوَطِئَ مَارِيَةَ بِالْمِلْكِ

وَحَوَّلَهَا إِلَى مَالٍ لَهُ بِالْعَالِيَةِ كَانَ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، فَكَانَتْ فِيهِ فِي الصَّيْفِ، وَفِي خُرَافَةِ النَّخْلِ، فَكَانَ يَأْتِيهَا هُنَاكَ، وَكَانَتْ حَسَنَةَ الدِّينِ، وَوَهَبَ أُخْتَهَا سِيرِينَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ فَوَلَدَتْ

لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَوَلَدَتْ مَارِيَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا سَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَقَّ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَحَلَقَ رَأَسَهُ، وَتَصَدَّقَ بِزِنَةِ شِعْرِهِ فِضَّةً عَلَى الْمَسَاكِينِ،

وَأَمَرَ بِشِعْرِهِ فَدُفِنَ فِي الْأَرْضِ، وَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَتْ قَابِلَتُهَا سَلْمَى مَوْلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَتْ إِلَى زَوْجِهَا أَبِي رَافِعٍ فَأَخْبَرَتْهُ بِأَنَّهَا قَدْ وَلَدَتْ غُلَامًا،

فَجَاءَ أَبُو رَافِعٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَشَّرَهُ، فَوَهَبَ لَهُ عَبْدًا، وَغَارَ نِسَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِنَّ حِينَ رُزِقَ مِنْهَا الْوَلَدَ "

انتهى من "البداية والنهاية" (8/229) .

وينظر : "تاريخ الإسلام" للذهبي (1/299)

"إمتاع الأسماع" للمقريزي (6/130)

"الإصابة في تمييز الصحابة" (8/311) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-04, 18:02   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

متى نشأت الحملات الصليبية ؟ ودور نور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي رحمهما الله في حرب الصليبيين .

السؤال

متى وكيف حدثت الحملات الصليبية ؟

وما هو الدور الذي أداه كلٌ من نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي ، وما هي علاقتهم ببعضهم؟


الجواب

الحمد لله


أولا :

شنّ الصليبيون العديد من الحملات الصليبية ضد أهل الإسلام ، وقد استمرت هذه الحملات حوالي مائتي عام

شهدت سبع حملات صليبية ، قام بها العديد من ملوك أوربا، وقاومت فيها الأمة الإسلامية بكل ما استطاعت من قوة ، بقيادة عدد من أبرز قادتها المخلصين.

بدأت قصة الحملات الصليبية بالحملة الأولى، والتي كان الرُّعاة من فرنسا هم أغلب المشاركين فيها؛ نظرًا لسوء الأحوال الاقتصادية ، وندرة الغلال وارتفاع أثمانها هناك ، فتألفت عدة جيوش

قادها الأمراء الصليبيون ، وساروا في حملة تُعرَف باسم "حملة الأمراء"، وقد بلغ تعداد هذه الحملة مليون صليبي .

توجهت هذه الحملة الصليبية الأولى (488- 492هـ/ 1095- 1099م) إلى القدس، وفي الطريق إليها أسَّس الصليبيون إمارة الرُّهَا ، ثم أسسوا إمارتهم الثانية في أنطاكية عام 491هـ/ 1098م .

وسار الصليبيون نحو بيت المقدس وارتكبوا في طريقهم عدة مذابح .

ودخلوا بيت المقدس في (23 من شعبان 492هـ/ 15 من يوليو 1099م)

بعد حصار دام واحدا وأربعين يومًا ، وارتكبوا أشنع المجازر، فقتلوا ما يزيد على سبعين ألفًا في خلال أسبوع ، وكانوا يبقرون بطون الموتى ، ويذبحون الأطفال بلا شفقة ولا رحمة.

قال ابن الأثير رحمه الله :

" قَتَلَ الْفِرِنْجُ، بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، مَا يَزِيدُ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفًا، مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعُلَمَائِهِمْ ، وَعُبَّادِهِمْ ، وَزُهَّادِهِمْ ، مِمَّنْ فَارَقَ الْأَوْطَانَ وَجَاوَرَ بِذَلِكَ الْمَوْضِعِ الشَّرِيف ِ

وَأَخَذُوا مِنْ عِنْدِ الصَّخْرَةِ نَيِّفًا وَأَرْبَعِينَ قِنْدِيلًا مِنَ الْفِضَّةِ

وَزْنُ كُلِّ قِنْدِيلٍ ثَلَاثَةُ آلَافٍ وَسِتُّمِائَةِ دِرْهَم ٍ، وَأَخَذُوا مِنَ الْقَنَادِيلِ الصِّغَارِ مِائَةً وَخَمْسِينَ قِنْدِيلًا نُقْرَةً، وَمِنَ الذَّهَبِ نَيِّفًا وَعِشْرِينَ قِنْدِيلًا، وَغَنِمُوا مِنْهُ مَا لَا يَقَعُ عَلَيْهِ الْإِحْصَاءُ "

انتهى من " الكامل " (8/ 425)

ويصف الأسقف وليم الصوري هذه المذبحة فقال :

" بات من المحال النظر إلى الأعداد الكبيرة للمقتولين دون هلع ، فقد انتشرت أشلاء الجثث البشرية في كل مكان ، وكانت الأرض ذاتها مغطاة بدم القتلى، ولم يكن مشهد الجثث التي فصلت الرؤوس عنها

والأضلاع المبتورة المتناثرة في جميع الاتجاهات، هو وحده الذي أثار الرعب في كل من نظر إليها، فقد كان الأرهب من ذلك هو النظر إلى المنتصرين أنفسهم وهم ملطخون بالدم من رؤوسهم إلى أقدامهم .

ويروى أنه هلك داخل حرم الهيكل فقط ، قرابة عشرة آلاف من الكفرة (يعني المسلمين) بالإضافة إلى القتلى

المطروحين في كل مكان من المدينة ، في الشوارع والساحات ، حيث قدّر عددهم أنه كان مساوياً لعدد القتلى داخل حرم الهيكل، وطاف بقية الجنود خلال المدينة بحثاً عن التعساء الباقين على قيد الحياة

والذين يمكنهم أن يكونوا مختبئين في مداخل ضيقة وطرق فرعية للنجاة من الموت ، وسحب هؤلاء على مرأى الجميع وذبحوا كالأغنام ، وتشكل البعض في زمر

واقتحموا المنازل حيث قبضوا على أرباب الأسر وزوجاتهم وأطفالهم وجميع أسرهم ، وقتلت هذه الضحايا أو قذفت من مكان مرتفع حيث هلكت بشكل مأساوي " .

انتهى من "دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى" (ص 484) .

وانظر :

- "الحركة الصليبية" لسعيد عبد الفتاح (1/34) .

- "ماهية الحروب الصليبية" لقاسم عبده قاسم (ص99-113) .

- "العبر" لابن خلدون (5/210) .

- "دولة السلاجقة" لعلي بن محمد الصلابي (ص 473-485) .

ثانيا :

كان من القادة الأبطال الذين سخرهم الله لنصرة دينه ، ورد كيد عدوه ، ومحاربة الصليبيين : نور الدين محمود زنكي رحمه الله .

وكان أبوه عماد الدين زنكي رحمه الله قد انشغل بحرب الصليبيين حتى استرد منهم عدة مدن ، وبعد وفاته استكمل ابنه نور الدين مسيرة الجهاد ضد الصليبين .

وكان صلاح الدين الأيوبي فارسا شجاعا وبطلا مغوارا ، وكان نور الدين يحبه ويُدنيه ، وقد عينه على رئاسة الشرطة بدمشق بعد أخيه

قال ابن كثير رحمه الله :

" جَعَلَ الْأَمِيرَ شَمْسَ الدَّوْلَةِ تُورَانْشَاهْ بْنَ نَجْمِ الدِّينِ شِحْنَةَ دِمَشْقَ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ جَعَلَ أَخَاهُ صَلَاحَ الدِّينِ يُوسُفَ هُوَ الشِّحْنَةَ، وَجَعَلَهُ مِنْ خَوَاصِّهِ لَا يُفَارِقُهُ حَضَرًا وَلَا سَفَرًا " .

انتهى من البداية والنهاية (16/ 373) .

و"الشِّحْنة" : هو القائم على كفاية البلدة ، من قِبَل السلطان .

وكان أسد الدين شيركوه (عم صلاح الدين) أميرا من أمراء نور الدين البسلاء ، فلما أرسله نور الدين إلى بلاد مصر ، تولى شيركوه الوزارة ، فلما مات تولاها من بعده صلاح الدين ، وعلى يديه هلكت الدولة العبيدية .

يقول ابن خلدون رحمه الله :

" استطال الإفرنج على أهل مصر ، وفرضوا عليهم الجزية ، وأنزلوا بالقاهرة الشحنة ، وتسلموا أبوابها

واستدعوا ملكهم بالشام إلى الاستيلاء عليها، فبادر نور الدين وأعاد أسد الدين في العساكر إليها في ربيع سنة أربع وستين، فملكها وطرد الإفرنج عنها، وقدّمه العاضد لوزارته

ثم هلك أسد الدين وقام صلاح الدين ابن أخيه مكانه، وهو مع ذلك في طاعة نور الدين محمود، وهلك العاضد، فكتب نور الدين إلى صلاح الدين يأمره بإقامة الدعوة العباسية بمصر

والخطبة للمستضيء ، ويقال إنه كتب له بذلك في حياة العاضد وبين يدي وفاته ، وهلك لخمسين يوما أو نحوها، فخطب للمستضيء العباسي ، وانقرضت الدولة العلوية بمصر، وذلك سنة سبع وستين "

انتهى من " تاريخ ابن خلدون " (5/ 290) .

وكان نور الدين محمود رحمه الله قد نذر نفسه لقتال الصليبيين وتحرير بيت المقدس

قال ابن كثير رحمه الله :

" كان قد أَعَدَّ مِنْبَرًا عَظِيمًا لِبَيْتِ الْمَقْدِسِ إِذَا فَتَحَهُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ " .

انتهى من البداية والنهاية (16/ 593) .

ولم يزل في قتال الصليبين حتى توفاه الله مجاهدا في سبيله .

وانظر كتاب : "القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي" لعَلي بن محمد الصَّلاَّبي.

وقد جعل الله عز وجل فتح بيت المقدس على يدي أحد قواده ، وهو صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ، فقاتل الصليبيين سنة 583 في حطين ونصره الله عليهم ، وكان هذا النصر مقدمة لفتح بيت المقدس

قال ابن كثير :

" كَانَتْ وَقْعَةُ حِطِّينَ أَمَارَةً وَمُقَدِّمَةً وَبِشَارَةً لِفَتْحِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَاسْتِنْقَاذِهِ مِنْ أَيْدِي الْكَافِرِينَ "

انتهى من " البداية والنهاية " (16/ 579) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-04, 18:08   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

موقعة " ذات الصواري " .

السؤال


أسأل عن معركة ذات الصواري .

الجواب

الحمد لله

" ذات الصواري " معركة بحرية وقعت في عام 35 هجرية ، الموافق لعام 655 ميلادية ، بين المسلمين والإمبراطورية البيزنطية ، وانتهت بنصر المسلمين .

ومثلت هذه المعركة نهاية سيطرة الدولة البيزنطية على البحر المتوسط .

كان المسلمون يومئذ تحت قيادة عبد الله بن سعد بن أبي السرح رضي الله عنه .

وكان البيزنطيون تحت قيادة قسطنطين الثاني ابن أخي هرقل .

وثبت المسلمون في هذه المعركة ثباتا عظيما ، وأبلوا بلاء حسنا ، حتى منحهم الله أكتاف أعدائهم ، وكان ذلك في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه.

قال المسعودي رحمه الله :

" ملك قسطنطين بن قسطنطين أخى هرقل- وقيل إنه ابن هرقل- تسع سنين وستة أشهر في خلافة عثمان بن عفان، وهو الّذي غزا في البحر في نحو ألف مركب حربية وغيرها، فيها الخيل والخزائن والعدد

يريد الإسكندرية من بلاد مصر، وكان عامل مصر والإسكندرية لعثمان: عبد الله بن سعد بن أبى سرح، فالتقوا في البحر، فكانت على قسطنطين

فعطبت مراكبه ، وهلك أكثر رجاله، ونجا في مركب ، فوقع في جزيرة سقلية من بلاد إفريقية ، فقتله جرجيق ملكها ، تشاؤما به ، لإهلاكه النصرانية .

وسميت هذه الغزاة: " ذات الصواري " لكثرة المراكب وصواريها، وكان ذلك في سنة 34 للهجرة "

انتهى من "التنبيه والإشراف" (1/ 135) .

وقال ابن الأثير رحمه الله :

" سَبَبُ هَذِهِ الْغَزْوَةِ : أنّ الْمُسْلِمِينَ لَمَّا أَصَابُوا مِنْ أَهْلِ إِفْرِيقِيَّةَ ، وَقَتَلُوهُمْ ، وَسَبَوْهُمْ ، خَرَجَ قُسْطَنْطِينُ بْنُ هِرَقْلَ فِي جَمْعٍ لَهُ ، لَمْ تَجْمَعِ الرُّومُ مِثْلَهُ مُذْ كَانَ الْإِسْلَامُ ، فَخَرَجُوا فِي خَمْسِمِائَةِ مَرْكَبٍ

أَوْ سِتِّمِائَةٍ ، وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ ، وَعَلَى أَهْلِ الشَّامِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَعَلَى الْبَحْرِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ ، وَكَانَتِ الرِّيحُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لَمَّا شَاهَدُوا الرُّومَ ، فَأَرْسَى الْمُسْلِمُونَ وَالرُّومُ ، وَسَكَنَتِ الرِّيحُ .

فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ : الْأَمَانُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ، فَبَاتُوا لَيْلَتَهُمْ ، وَالْمُسْلِمُونَ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ ، وَيُصَلُّونَ وَيَدْعُونَ ، وَالرُّومُ يَضْرِبُونَ بِالنَّوَاقِيسِ، وَقَرَّبُوا مِنَ الْغَدِ سُفُنَهُمْ ، وَقَرَّبَ الْمُسْلِمُونَ سُفُنَهُمْ

فَرَبَطُوا بَعْضَهَا مَعَ بَعْضٍ، وَاقْتَتَلُوا بِالسُّيُوفِ وَالْخَنَاجِرِ، وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بَشَرٌ كَثِيرٌ، وَقُتِلَ مِنَ الرُّومِ مَا لَا يُحْصَى، وَصَبَرُوا يَوْمَئِذٍ صَبْرًا لَمْ يَصْبِرُوا فِي مَوْطِنٍ قَطُّ مِثْلَهُ ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ نَصْرَهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ

فَانْهَزَمَ قُسْطَنْطِينُ جَرِيحًا ، وَلَمْ يَنْجُ مِنَ الرُّومِ إِلَّا الشَّرِيدُ .

وَأَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ بِذَاتِ الصَّوَارِي بَعْدَ الْهَزِيمَةِ أَيَّامًا ، وَرَجَعَ.

وَأَمَّا قُسْطَنْطِينُ : فَإِنَّهُ سَارَ فِي مَرْكَبِهِ إِلَى صِقِلِّيَةَ ، فَسَأَلَهُ أَهْلُهَا عَنْ حَالِه ِ، فَأَخْبَرَهُمْ. فَقَالُوا: أَهْلَكْتَ النَّصْرَانِيَّةَ ، وَأَفْنَيْتَ رِجَالَهَا! لَوْ أَتَانَا الْعَرَبُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا مَنْ يَمْنَعُهُمْ !!

ثُمَّ أَدْخَلُوهُ الْحَمَّامَ ، وَقَتَلُوهُ "

انتهى من "الكامل" (2/ 488) .

وقال ابن أعثم رحمه الله :

" جمع قسطنطين بن هرقل ملك الروم الجموع ، وقد عزم على غزو المسلمين في البحر ، وبلغ ذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فكتب إلى معاوية وأمره أن يركب في البحر بجنود المسلمين من أهل الشام

وكتب أيضا إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح يأمره أن يركب بأهل مصر، وكتب أيضا إلى عمرو بن العاص يأمره أن يعين عبد الله بن سعد والمسلمين بجميع ما يقدر عليه من المال والسلاح .

فاجتمع أهل مصر وأهل الشام بساحل مدينة عكا ، في جمع عظيم من العدة والعدد والسلاح ، ثم إنهم حملوا الخيل معهم في المراكب من عكا في خمسمائة مركب ، فيها رجال مقاتلة ، والخيل والسلاح ، والطعام الكثير.

وخرج قسطنطين بن هرقل من قسطنطينية في قريب من ألف مركب من مراكب الروم ، فيها المقاتلة والزرافات والنيران والنفط .

فبينا المسلمون قد لججوا في البحر ، إذا هم بمراكب الروم قد وافتهم.

قال مالك بن أوس بن الحدثان: لقد كنت في تلك المراكب يومئذ ، وكانت الريح علينا، قال: فنظرنا إلى مراكب ما رأينا مثلها قط، فدعونا ربنا وتضرعنا إليه ، ثم إنا أرسينا ساعة

ثم دنوا منا فأرسوا قبالتنا، وسكنت الريح وجاء الليل، فجعل المسلمون يكثرون من قراءة القرآن ، ولا يفترون من الصلاة والدعاء، والروم في مراكبهم يضربون بالصنوج والطنابير

ويشربون الخمر ، وينفخون في الصفارات .

ثم أصبحوا وقد تهيئوا للقتال ، فأرسل إليهم معاوية بن أبي سفيان ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح: إن شئتم خرجنا نحن وأنتم إلى الساحل ، حتى يموت الأعجز منا ومنكم ، فنخرت الروم نخرة واحدة

وقالوا: لا ، بل البحر بيننا وبينكم ، قال مالك بن أوس بن الحدثان: فدنونا منهم ، وربطنا المراكب بعضها إلى بعض، واصطف المسلمون على جوانب المراكب في أيديهم الرماح والسيوف والقسي والسهام.

واقتتل الفريقان قتالا لم يسمع بمثله ، وليس بينهم رمية سهم ، ولا طعنة رمح ، إلا الضرب بالسيوف والبواتر والخناجر والسكاكين ، حتى احمر ماء البحر

قال: وجعلت علق الدماء تضربها الأمواج في الساحل ، حتى صار الساحل كأن عليه مثل التلول في جثث الرجال، والدم غالب على ماء البحر، وقد قتل من المسلمين بشر كثير-

رحمة الله عليهم- وقتل من الروم ما لا يحصون عددا، وصبر الفريقان يومئذ ، بعضهم لبعض ، صبرا لم يصبروا مثله ساعة قط.

وجرح قسطنطين ملك الروم جراحات كثيرة ، في رأسه وجسده ، فولى مدبرا منهزما في مركبه الذي كان فيه

ووقعت على الروم الهزيمة ، فانهزموا في مراكبهم ، وهبت الريح عليهم، فقطعت مراكبهم يمنة ويسرة، فما التقى منها مركبان في موضع واحد.

ورجعت مراكب المسلمين إلى الساحل ، فأُرسيت بعكا .

وكتب عبد الله بن سعد ومعاوية إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه يخبرانه بهزيمة الكفار، فسر عثمان بذلك "

انتهى من "الفتوح" (2/ 354) .

وانظر :

"النجوم الزاهرة" (1/ 80)، "تاريخ ابن خلدون" (2/ 575) .

وراجع إجابة السؤال القادم

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-05, 17:15   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


ترجمة الشيخ محمد بن حمزة الرومي ، المعروف بابن الفَنَري .

السؤال


هل بالإمكان سرد السيرة الذاتية للشيخ آق شمس الدين بن حمزة ، معلّم محمد الفاتح ، والذي يُعتبر واحداً من أفضل علماء عصره ؟

الجواب


الحمد لله


هو الشيخ محمد بن حمزة بن محمد بن محمد الرومي ، شمس الدين الحنفي المعروف بابن الفَنَري ، كانت له مشاركة حسنة في العلوم الشرعية

وله معرفة جيدة باللغة والقراءات، وله بعض التصانيف في التفسير والأصول ، مع معرفته بالطب .

إلا أنه كان صوفيا ، وكان معظما لابن عربي الطائي صاحب الفصوص والفتوحات ، التي ملأها بعبارات الكفر والحلول والاتحاد

والذي سبقت ترجمته في جواب السؤال القادم

وكان يُقرئ الفصوص ، ويشرحها على الناس .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" ولد في سنة 751 في صفر، وأخذ ببلاده عن العلامة علاء الدين المعروف بالأسود ، شارح المغني ، وعن الكمال محمد بن محمد المعري ، والجمال محمد بن محمد بن محمد الأقصرائي وغيرهم، ولازم الاشتغال

ورحل إلى الديار المصرية سنة ثمان وسبعين وله عشرون سنة، فأخذ عن الشيخ أكمل الدين وغيره ، ثم رجع إلى الروم فولي قضاء برصا مدة ؛ ثم تحول إلى قونية فأقام بها، فلما وقع الحرب بين ابن قرمان وابن عثمان

وانكسر ابن قرمان ، أخذ ابن عثمان الشيخ شمس الدين المذكور إلى برها ، ففوض إليه قضاء مملكته وارتفع قدره عنده ، فوصل عنده المحل الأعلى ، وصار في معنى الوزير واشتهر ذكره وشاع فضله.

وكان حسن السمت كثير الفضل والإفضال، غير أنه يعاب بنحلة ابن العربي وبأنه يقرىء الفصوص ويقرره !!

ولما قدم القاهرة لم يتظاهر بشيء من ذلك ، وحج سنة اثنتين وعشرين ، فلما رجع طلبه المؤيد ، فدخل القاهرة واجتمع بفضلائها، ولم يظهر عنه شيء مما كان رمي به من المقالة المذكورة

وكان بعض من اعتنى به ، أوصاه أن لا يتكلم في شيء من ذلك ، فاجتمع به فضلاء العصر ، وذاكروه وباحثوه ، وشهدوا له بالفضيلة ، ثم رجع إلى القدس فزاره ، ثم رجع إلى بلاده .

وكان عارفاً بالقراءات والعربية والمعاني ، كثير المشاركة في الفنون .

ثم حج سنة ثلاث وثلاثين على طريق أنطاكية ، ورجع فمات ببلاده في شهر رجب ، وكان قد أصابه رمد ، وأشرف على العمى ، بل يقال إنه عمي ثم رد الله عليه بصره ، فحج هذه الحجة الأخيرة شكرا لله على ذلك "

انتهى من "إنباء الغمر بأبناء العمر" (3/ 464) .

وجاء أن السلطان العثماني محمد خان فاتح القسطنطينية كان يجلّه ويعظمه

فذكر صاحب كتاب "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية" (ص: 140):

" أن السُّلْطَان مُحَمَّد خَان جاء إلى خيمة الشَّيْخ وَهُوَ مُضْطَجع ، فَلم يقم لَهُ ، فَقبل السُّلْطَان مُحَمَّد خَان يَده وَقَالَ: جئْتُك لحَاجَة عنْدك ، قَالَ مَا هِيَ؟

قَالَ: أريد أن أدخل الْخلْوَة عنْدك أياما ؟ قَالَ الشَّيْخ : لَا. فردد عَلَيْهِ مرَارًا وَهُوَ يَقُول : لَا.

فَغَضب السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَقَالَ: إن وَاحِدًا من الأتراك يَجِيء إليك ، وتدخله الْخلْوَة بِكَلِمَة وَاحِدَة !

قَالَ الشَّيْخ : إنك إذا دخلت الْخلْوَة تَجِد هُنَاكَ لَذَّة تسْقط السلطنة من عَيْنك ، وتختل أمورها ، فيمقت الله إيانا، وَالْغَرَض من الْخلْوَة تَحْصِيل الْعَدَالَة

فَعَلَيْك أن تفعل كَذَا وَكَذَا، وَذكر مَا بدا لَهُ من النصائح ، فَقَامَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وودعه وَالشَّيْخ مُضْطَجع كَمَا هُوَ
.
وَلما خرج السُّلْطَان مُحَمَّد خَان قَالَ لِابْنِ ولي الدّين : مَا قَامَ الشَّيْخ لي ، وأظهر التأثر من ذَلِك. قَالَ ابْن ولي الدّين : إن الشَّيْخ شَاهد فِيكُم الْغرُور بِسَبَب هَذَا الْفَتْح الَّذِي لم يَتَيَسَّر للسلاطين الْعِظَام

وإن الشَّيْخ مربّ ، فأراد بذلك أن يدْفع عَنْكُم الْغرُور " انتهى

وانظر : "بغية الرعاة (1/97)

"شذرات الذهب" (9/304).

وتوفي سنة (834 هـ) كما في" الأعلام " للزركلي (6/110) .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-05, 17:21   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من هو ابن عربي ؟

السؤال

هل يمكن أن توضح من هو ابن عربي . لقد ارتبكت كثيراً من المصادر المتعددة فالشيخ محي الدين ابن عربي ( رحمه الله ورضي عنه ) لم يكن مهرطقاً ( زنديقاً ) فقد كان رجل يسبق زمانه وهؤلاء الذين لم يفهموا

ما أوتي من الحكمة وسموه بالزندقة لكنه منها بعيد فإن لم تكن أستاذ في التصوف لكنت طلبت منك أن تكف عن تسمية خادم لله ; زنديق لقد وصل إلى درجة عالية من الفهم وتعاليمه كانت تنضح بالإسلام

لكن ليس أحد يستطيع أن ينال نور حكمته حتى في أيامنا هذه هناك من يصفه بالخطأ وذلك لنقص فهمهم . للأسف فإن الناس حين لا يفهمون يحاولون أن يدمروا غيرهم . إن كان عندك وقت وقرأت كتبه

فسوف تنال معرفة عظيمة ليس حسناً أن تحكم على شخص يسبق فهمه أعوامك ويضيء الطريق أمامك. لا تتبع الوهابيين أو السلفيين أو السعوديين فإنهم يكرسون الشك في كل من يفهم الحقيقة

لكي يرجوا لضلالهم الشرير أن ابن عربي لم يضلل أحداً ولكنه سبق زمانه ولم يكن لابن تيميه نفس الفهم والعبقرية لكن ابن عربي كان عملاقاً ولم يكن نقص في جهل ابن تيميه الذي كان نملة يشكل

رأي شخص يسبقه بأعوام ولا تظن أن ابن تيميه اقتبس هذا الكلام منه لكن ابن عربي كان عالماً بحق لقد كان ابن تيميه نفسه منحرفاً وضالاً كبيراً وكانت فتواه مصدر لجهل عظيم ؟.


الجواب

الحمد لله

من هو ابن عربي ؟

هو الصوفي الجلد ، بل هو من غلاة الصوفية : محمد بن علي بن محمد الطائي الأندلسي ويعرفنا العلماء بحاله إجابة عن سؤال طرح عليهم ، وهذا نصه :

ما يقول السادة أئمة الدين وهداة المسلمين في كتاب أُظهر للناس ، زعم مصنفه أنه وضعه وأخرجه للناس ، بإذن النبي صلى الله عليه وسلم ، في منامٍ زعم أنه رآه

وأكثر كتابه ضدّ لما أنزل الله من كتبه المنزّلة ، وعكس وضدّ لما قاله أنبياؤه .

فمما قال فيه : إن آدم إنّما سمّي إنساناً ، لأنه من الحق بمنزلة إنسان العين من العين ، الذي يكون به النظر .

وقال في موضع آخر : إن الحقّ المنزّه ، هو الخلق المشبّه .

وقال في قوم نوح : إنهم لو تركوا عبادتهم لودٍّ وسواعٍ ويغوث ويعوق ، لجهلوا من الحق أكثر مما تركوا .

ثم قال : إن للحقّ في كلّ معبود وجهاً يعرفه من يعرفه ، ويجهله من يجهله ، فالعالم يعلم من عبد ، وفي أي صورة ظهر حين عُبد ، وإن التفريق والكثرة ، كالأعضاء في الصورة المحسوسة .

ثم قال في قوم هود : إنهم حصلوا في عين القرب

فزال البعد ، فزال به حر جهنم في حقهم ، ففازوا بنعيم القرب من جهة الاستحقاق ، فما أعطاهم هذا الذوقي اللذيذ من جهة المنّة وإنما استحقته حقائقهم من أعمالهم التي كانوا عليها ، وكانوا على صراط مستقيم .

ثم أنكر فيه حكم الوعيد في حقّ من حقّت عليه كلمة العذاب من سائر العبيد .

فهل يكفر من يصدّقه في ذلك ، أو يرضى به منه ، أم لا ؟ وهل يأثم سامعه إذا كان بالغاً عاقلاً ، ولم ينكره بلسانه أو بقلبه ، أم لا ؟

أفتونا بالوضوح والبيان ، كما أخذ الله على العلماء الميثاق بذلك ، فقد أضر الإهمال بالجهال .

" عقيدة ابن عربي وحياته " لتقي الدين الفاسي ( ص 15 ، 16 ) .

ونذكر أجوبة بعض العلماء :

قال القاضي بدر الدين بن جماعة :

هذه الفصول المذكورة ، وما أشبهها من هذا الباب : بدعة وضلالة ، ومنكر وجهالة ، لا يصغي إليها ولا يعرّج عليها ذو دِين .

ثم قال :

وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الإسلام ، بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته .

وقوله في آدم : أنه إنسان العين ، تشبيه لله تعالى بخلقه ، وكذلك قوله : الحق المنزه ، هو الخلق المشبّه إن أراد بالحق رب العالمين ، فقد صرّح بالتشبيه وتغالى فيه .

وأما إنكاره ما ورد في الكتاب والسنة من الوعيد : فهو كافر به عند علماء أهل التوحيد .

وكذلك قوله في قوم نوح وهود : قول لغوٍ باطل مردود وإعدام ذلك ، وما شابه هذه الأبواب من نسخ هذا الكتاب ، من أوضح طرق الصواب ، فإنها ألفاظ مزوّقة

وعبارات عن معان غير محققة ، وإحداث في الدين ما ليس منه ، فحُكمه : رده ، والإعراض عنه .

" المرجع السابق " ( ص 29 ، 30 ) .

وقال خطيب القلعة الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي :

الحمد لله ، قوله : فإن آدم عليه السلام ، إنما سمّي إنساناً : تشبيه وكذب باطل ، وحكمه بصحة عبادة قوم نوح للأصنام كفر ، لا يقر قائله عليه ، وقوله : إن الحق المنزّه : هو الخلق المشبّه

كلام باطل متناقض وهو كفر ، وقوله في قوم هود : إنهم حصلوا في عين القرب ، افتراء على الله وردّ لقوله فيهم ، وقوله : زال البعد

وصيرورية جهنم في حقهم نعيماً : كذب وتكذيب للشرائع ، بل الحقّ ما أخبر الله به من بقائهم في العذاب .

وأمّا من يصدقه فيما قاله ، لعلمه بما قال : فحكمه كحكمه من التضليل والتكفير إن كان عالماً ، فإن كان ممن لا علم له : فإن قال ذلك جهلاً : عُرِّف بحقيقة ذلك ، ويجب تعليمه وردعه مهما أمكن .

وإنكاره الوعيد في حق سائر العبيد : كذب وردّ لإجماع المسلمين ، وإنجاز من الله عز وجل للعقوبة ، فقد دلّت الشريعة دلالة ناطقة ، أن لا بدّ من عذاب طائفة من عصاة المؤمنين

ومنكر ذلك يكفر ، عصمنا الله من سوء الاعتقاد ، وإنكار المعاد . "

المرجع السابق " ( ص 31، 32 ) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-05, 17:22   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال ابن تيمية :

وقد علم المسلمون واليهود والنصارى بالاضطرار من دين المسلمين ، أن من قال عن أحد من البشر : إنه جزء من الله ، فإنه كافر في جميع الملل ، إذ النصارى لم تقل هذا

وإن كان قولهم من أعظم الكفر ، لم يقل أحد : إن عين المخلوقات هي أجزاء الخالق ، ولا إن الخالق هو المخلوق ، ولا إن الحق المنزه هو الخلق المشبّه .

وكذلك قوله : إن المشركين لو تركوا عبادة الأصنام ، لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها ، هو من الكفر المعلوم بالاضطرار بين جميع الملل

فإن أهل الملل متفقون على أن الرسل جميعهم نهوا عن عبادة الأصنام ، وكفّروا من يفعل ذلك ، وأن المؤمن لا يكون مؤمناً ، حتى يتبرأ من عبادة الأصنام ، وكل معبود سوى الله

كما قال الله تعالى : قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتّى تؤمنوا بالله وحده [ الممتحنة / 4 ]

- واستدل على ذلك بآيات أخر - ، ثم قال :

فمن قال إن عبّاد الأصنام ، لو تركوهم لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها : أكفر من اليهود والنصارى ، ومن لم يكفّرهم : فهو أكفر من اليهود والنصارى

فإن اليهود والنصارى يكفّرون عبّاد الأصنام ، فكيف من يجعل تارك عبادة الأصنام جاهلاً من الحق بقدر ما ترك منها ؟! مع قوله : فإن العالم يعلم من عبد ، وفي أي صورة ظهر حين عبد

فإن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة ، وكالقوة المعنوية في الصورة الروحانية ، فما عبد غير الله في كل معبود ، بل هو أعظم كفراً من عبّاد الأصنام

فإن أولئك اتخذوهم شفعاء ووسائط ، كما قالوا: ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى [ الزمر / 40 ] ، وقال تعالى : أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون [ الزمر /43 ]

وكانوا مقرين بأن الله خالق السماوات والأرض ، وخالق الأصنام ، كما قال تعالى : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولنّ الله [ الزمر / 38 ] .

" المرجع السابق " ( ص 21 - 23 ) .

وقال شيخ الإسلام أيضاً :

وقال الفقيه أبو محمد بن عبد السلام ، لمّا قدم القاهرة ، وسألوه عن ابن عربي ، قال :

هو شيخ سوء مقبوح ، يقول بقدم العالم ، ولا يحرم فرجاً أ.هـ

فقوله بقدم العالم ؛ لأن هذا قوله ، وهو كفر معروف فكفّره الفقيه أبو محمد بذلك ، ولم يكن ـ بعد ـ ظهر من قوله : أن العالم هو الله ، وأن العالم صورة الله وهوية الله

فإن هذا أعظم من كفر القائلين بقدم العالم الذي يثبتون واجباً لوجوده ويقولون أنه صدر عنه الوجود الممكن. وقال عنه من عاينه من الشيوخ

: أنه كان كذاباً مفترياً ، وفي كتبه مثل "الفتوحات المكية " وأمثالها من الأكاذيب مالا يخفى على لبيب .

ثم قال:

ولم أصف عُشر ما يذكرونه من الكفر ، ولكن هؤلاء التبس أمرهم على يعرف حالهم ، كما التبس أمر القرامطة الباطنية ، لما ادعوا أنهم فاطميون ، وانتسبوا إلى التشيع

فصار المتشيعون مائلين إليهم ، غير عالمين بباطن كفرهم. ولهذا كان من مال إليهم أحد رجلين : إما زنديقاً منافقاّ ، أو جاهلاً ضالاً هؤلاء الاتحادية ، فرؤوسهم هم أئمة كفر يجب قتلهم

ولا تقبل توبة أحد منهم إذا أخذ قبل التوبة ، فإنه من أعظم الزنادقة ، الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ، وهم الذين يبهمون قولهم ومخالفتهم لدين الإسلام

ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم ، أو ذب عنهم ، أو أثنى عليهم ، أو عظّم كتبهم ، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم ، أو كره الكلام فيهم ، وأخذ يعتذر عنهم أو لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو

ومن قال : إنه صنف هذا الكتاب ! وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق ، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ، ولم يعاون على القيام عليهم

فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات ؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان ، على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء ، وهم يسعون في الأرض فساداً

ويصدون عن سبيل الله ، فضررهم في الدين أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم ، كقطاع الطريق ، و كالتتار الذي يأخذون منهم الأموال

ويبقون لهم دينهم ، ولا يستهين بهم من لم يعرفهم ، فضلالهم وإضلالهم أطمّ وأعظم من أن يوصف .

ثم قال :

ومن كان محسنا للظن بهم وادعى أنه لم يعرف حالهم : عُرِّف حالهم ، فإن لم يباينهم وتظهر لهم الإنكار، وإلا ألحق بهم وجعل منهم .

وأما من قال : لكلامهم تأويل يوافق الشريعة ، فإنه من رؤوسهم وأئمتهم ، فإنه إن كان ذكياً: فإنه يعرف كتاب لهم فيما قال ، وإن كان معتقداً لهذا باطناً وظاهراً : فهو أكفر من النصارى.

باختصار " المرجع السابق " ( ص 25 - 28 ) .

قال ابن حجر :

أنه ذكر لمولانا شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني ، شيئاً من كلام ابن عربي المشكل ، وسأله عن ابن عربي ، فقال له شيخنا البلقيني : هو كافر .

" المرجع السابق " ( ص 39 ) .

قال ابن خلدون :

ومن هؤلاء المتصوفة : ابن عربي ، وابن سبعين ، وابن برّجان ، وأتباعهم ، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم ، ولهم تواليف كثيرة يتداولونها ، مشحونة من صريح الكفر

ومستهجن البدع ، وتأويل الظواهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها ، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملّة أو عدّها في الشريعة .

" المرجع السابق " ( ص 41 )
.









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-05, 17:22   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال السبكي :

ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين ، كابن العربي وأتباعه ، فهم ضلاّل جهال ، خارجون عن طريقة الإسلام ، فضلاً عن العلماء .

" المرجع السابق " ( ص 55 ) .

قال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي :

لا شك في اشتمال" الفصوص" المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه ، وكذلك " فتوحاته المكية " ، فإن صحّ صدور ذلك عنه ، واستمر عليه إلى وفاته : فهو كافر مخلد في النار بلا شك .

" المرجع السابق " ( ص / 60 ) .

وبعد ،

فهل يستطيع عاقل أن يسمي هؤلاء الجهابذة من العلماء بأنهم لم يفهموا ابن عربي فإذا لم يفهمه هؤلاء فمن يفهمه إذاً .

= حادثة فيهما عبرة

قال الفاسي :

وسمعت صاحبنا الحافظ الحجة ، القاضي شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر الشافعي يقول: جرى بيني وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في أمر ابن عربي ، حتى نلت منه لسوء مقالته

فلم يسْلَ ذلك بالرجل المنازع لي في أمره ، وهددني بالشكوى إلى السلطان بمصر ، بأمر غير الذي تنازعنا فيه ، ليتعب خاطري ، فقلت له : ما للسلطان في هذا مدخل ! ألا تعال نتباهل

فقل أن تباهل اثنان ، فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب ، قال : فقال لي : بسم الله ، قال : فقلت له : قل : اللهم إن كان ابن عربي على ضلال فالعني بلعنتك ، فقال ذلك

وقلت أنا : اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعني بلعنتك ، وافترقنا ، قال : ثم اجتمعنا في بعض متنزهات مصر في ليلة مقمرة ، فقال لنا : مرّ على رجلي شيء ناعم

فانظروا فنظرنا فقلنا : ما رأينا شيئاً ، قال : ثم التمس بصره ، فلم يرَ شيئاً .( أي أصابه الله بالعمى )

هذا معنى ما حكاه لي الحافظ شهاب الدين بن حجر العسقلاني .

" المرجع السابق " ( ص 75 ، 76 ) .

فهذه بعض ضلالات الرجل وخزعبلاته لمن أراد الحق أو أراد أن يتبع سبيل الرشاد ، فهو مهرطق زنديق لم يسبق زمانه إلا بالضلال والكفر ، وليس له نور وحكمة بل هو في ظلمة الجهل .

وقد سقنا إليك من كلام العلماء غير ابن تيمية ما يبين كفر ابن عربي حتى لا تظن أن شيخ الإسلام انفرد بتكفيره

أما سوء أدبك مع شيخ الإسلام ابن تيمية وزعمك أنه جاء بعده بسنين فنقول : وأنت جئت بعد ابن تيمية بأضعاف ما كان بينه وابن عربي فأنت أولى بالسكوت منه .

ولا يجوز سوء الأدب مع شيخ كابن تيمية طبَّق علمه الدنيا وما فيها ، فكيف لرجل مثلك أن يصفه بأنه نملة .

من أنت حتى تصف شيخ الشيوخ وشيخ الإسلام بأنه نملة أما تخاف أن تقف بين يدي الله ويسألك لم أسأت الأدب مع العلماء .

ونحن نسألك بالله الذي لا إله إلا هو هل الذي يقول إن المخلوق جزء من الخالق هو إنسان مسلم ؟

بناء على جوابك تعرف حقيقة إسلامك ، والله الهادي إلى سواء السبيل ..

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-05, 17:33   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

لماذا ذُكر آزرُ أبو إبراهيم عليه السلام في القرآن باسمه ؟

السؤال

لماذا عندما أسأل أي شيخ عن أسماء أمهات أو آباء بعض الأنبياء يقول لي : إنه لو كان له نفع لذكر في كتاب الله أسماؤهم

وسؤالي هو : لماذا ذكر اسم أبي إبراهيم آزر ، ولم يذكر اسم أم موسي أو غيرها من الأمهات ؟

وما نفع ذكر اسم أبي إبراهيم آزر ؟


الجواب


الحمد لله

أولا :

لم يعتن القرآن بذكر أسماء كثير من الأعلام ؛ لأنه لا حاجة - غالبا - إلى ذلك ، ولا فائدة ترجى للعبد من وراء معرفة الاسم ، وإنما المقصود: التدبر في القصة المذكورة

والاعتبار بها ، ومعرفة الحكم الشرعي ، ومعرفة عاقبة المطيعين ، وعاقبة المكذبين ، أما أسماء الأعلام : - فعادة - لا تتعلق بها فائدة .

قال الشنقيطي رحمه الله :

" فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ أَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ لَمْ يُبَيِّنْهَا اللَّهُ لَنَا وَلَا رَسُولُهُ ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي بَيَانِهَا شَيْءٌ، وَالْبَحْثُ عَنْهَا لَا طَائِلَ تَحْتَهُ ، وَلَا فَائِدَةَ فِيهِ .

وَكَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ يُطْنِبُونَ فِي ذِكْرِ الْأَقْوَالِ فِيهَا بِدُونِ عِلْمٍ وَلَا جَدْوَ ى، وَنَحْنُ نُعْرِضُ عَنْ مِثْلِ ذَلِكَ دَائِمًا ، كَلَوْنِ كَلْبِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ ، وَاسْمِهِ ، وَكَالْبَعْضِ الَّذِي ضُرِبَ بِهِ الْقَتِيلُ مِنْ بَقَرَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ

وَكَاسْمِ الْغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ ، وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ مُوسَى قَتْلَهُ ، وَكَخَشَبِ سَفِينَةِ نُوحٍ مِنْ أَيِّ شَجَرٍ هُوَ، وَكَمْ طُولُ السَّفِينَةِ وَعَرْضُهَا ، وَكَمْ فِيهَا مِنَ الطَّبَقَاتِ

إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا فَائِدَةَ فِي الْبَحْثِ عَنْهُ، وَلَا دَلِيلَ عَلَى التَّحْقِيقِ فِيهِ "

انتهى من "أضواء البيان" (3/ 226) .

وقال ابن كثير رحمه الله

- بعد أن ذكر ما روي في أسماء أصحاب الكهف-:

" في تَسْمِيَتِهِمْ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَاسْمِ كَلْبِهِمْ نَظَرٌ فِي صِحَّتِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ؛ فَإِنَّ غَالِبَ ذَلِكَ مُتَلَقَّى مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا) أَيْ: سَهْلًا هَيِّنًا؛ فَإِنَّ الْأَمْرَ فِي مَعْرِفَةِ ذَلِكَ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ كَبِيرُ فَائِدَةٍ ".

انتهى من "تفسير ابن كثير" (5/ 148) .

ثانيا :

لم يذكر القرآن الكريم امرأة باسمها إلا مريم ابنة عمران رضي الله عنها ؛ لأجل ما حصل لها ولابنها عيسى عليه السلام ، من عظائم الأمور ، وجليل الآيات ؛ ولتنزيهها صراحة عن مقالة اليهود الباطلة فيها

ولذكر المسيح عليه السلام منسوبا إليها ، نفيا لمقولة النصارى الباطلة فيه ، وادعائهم أنه ابن الله - تعالى الله عما يقولون - .

قال القرطبي رحمه الله :

" لَمْ يَذْكُرِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ امْرَأَةً وَسَمَّاهَا بِاسْمِهَا فِي كِتَابِهِ إِلَّا مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُ ذَكَرَ اسْمَهَا فِي نَحْوٍ مِنْ ثَلَاثِينَ مَوْضِعًا لِحِكْمَةٍ ذَكَرَهَا بعض الأشياخ، فإن الملوك والأشراف لَا يَذْكُرُونَ

حَرَائِرَهُمْ فِي الْمَلَإِ، وَلَا يَبْتَذِلُونَ أَسْمَاءَهُنَّ، بَلْ يُكَنُّونَ عَنِ الزَّوْجَةِ بِالْعِرْسِ وَالْأَهْلِ وَالْعِيَالِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَإِنْ ذَكَرُوا الْإِمَاءَ لَمْ يُكَنُّوا عَنْهُنَّ وَلَمْ يَصُونُوا أَسْمَاءَهُنَّ عَنِ الذِّكْرِ وَالتَّصْرِيحِ بِهَا،

فَلَمَّا قَالَتِ النَّصَارَى فِي مَرْيَمَ مَا قَالَتْ، وَفِي ابْنِهَا ؛ صَرَّحَ اللَّهُ بِاسْمِهَا، وَلَمْ يُكَنِّ عَنْهَا بِالْأُمُوَّةِ وَالْعُبُودِيَّةِ الَّتِي هِيَ صِفَةٌ لَهَا، وَأَجْرَى الْكَلَامَ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ فِي ذِكْرِ إِمَائِهَا.

وكذلك : فإذا تَكَرَّرَ اسْمُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مَنْسُوبًا لِلْأُمِّ: اسْتَشْعَرَتِ الْقُلُوبُ مَا يَجِبُ عَلَيْهَا اعْتِقَادُهُ مِنْ نَفْيِ الْأَبِ عَنْهُ ، وَتَنْزِيهِ الْأُمِّ الطَّاهِرَةِ عَنْ مَقَالَةِ الْيَهُودِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ "

انتهى بتصرف يسير من " تفسير القرطبي " (6/ 21) .

ثالثا :

وأما آزر أبو إبراهيم الخليل عليه السلام : فقد ذُكر في القرآن باسمه ، كما قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) الأنعام/ 74 .

وقد تكون الحكمة من ذلك :

أن اسم أبي ابراهيم (آزر) كان معروفا عند العرب ، فذكره القرآن لشهرته عندهم ، فإنهم كانوا يفتخرون بأنهم من نسل إسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام ، فلا شك أنهم كانوا يعرفون نسبه .

قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :

"ولاشك أنه عرف عند العرب أن أبا إبراهيم اسمه آزر ، فإن العرب كانوا معتنين بذكر ابراهيم عليه السلام ونسبه وأبنائه " .

انتهى من " التحرير والتنوير " (4/310) .

وقد تكون الحكمة أن لابراهيم عليه السلام مواقف متعددة مع أبيه ، قد ذكر القرآن شيئا فيها ، ولا نعلم مثل هذه المواقف لنبي آخر مع أبيه

كقوله تعالى : (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ) التوبة/ 114

وقوله : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا *

يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا *

قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ) مريم/ 41 – 47 .

وقوله : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) الزخرف/ 26، 27

وقوله : (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ

أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ) الممتحنة/ 4 .

وروى البخاري (3350) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ

: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي، فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَاليَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ، فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ؟

فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: " إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ، فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ (ضبع) مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ ) .

فلما تعددت المواقف بينه وبين أبيه في الدنيا والآخرة : ناسب أن يذكر باسمه ؛ لأنه شخصية بارزة ، ومن أكبر المعارضين لخليل الرحمن عليه السلام

فتتوق النفوس عادة إلى معرفة اسم هذا الأب المشاق المعاند لخليل الرحمن ، مع أنه كان الأولى به أن يفخر بابنه ، ويطيعه ، وينصره ، ويؤيده .

رابعا :

يجب التأدب مع الله تعالى ، وعدم التحكم عليه بشيء

فلا يقال : لماذا ذكر الله اسم أبي إبراهيم ولم يذكر أبا غيره من الأنبياء ، وكوننا لا نعلم الحكمة أو فائدة ذكر اسم أبي ابراهيم (آزر) دون غيره لا يعني ذلك أنه لا حكمة له أو لا فائدة لذكره

فالله تعالى حكيم ، لا يفعل شيئا إلا لحكمة عظيمة ، قد نعلمها وقد لا نعلمها ، ولذلك قال الله تعالى : (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) وذلك لكمال حكمه وعلمه وعدله .

قال السعدي رحمه الله في تفسيره (ص 521) :

"(لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ) لعظمته وعزته، وكمال قدرته، لا يقدر أحد أن يمانعه أو يعارضه، لا بقول، ولا بفعل، ولكمال حكمته ووضعه الأشياء مواضعها، وإتقانها، أحسن كل شيء يقدره العقل

فلا يتوجه إليه سؤال، لأن خلقه ليس فيه خلل ولا إخلال.

(وَهُمْ) أي: المخلوقين كلهم (يُسْأَلُونَ) عن أفعالهم وأقوالهم، لعجزهم وفقرهم، ولكونهم عبيدا، قد استحقت أفعالهم وحركاتهم فليس لهم من التصرف والتدبير في أنفسهم، ولا في غيرهم، مثقال ذرة" انتهى .

والله تعالى أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-06, 15:06   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


رد بعض الشبهات عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى

السؤال

ما ردكم على من يقولى : إن ابن تيمية رحمه الله دلس في تاريخ وفاة جعفر الصادق حيث إنه توفي 148 للهجرة النبوية ، بينما ذكر ابن تيمية في كتابه " منهاج السنة النبوية " أنه توفي 48 ؟

وما ردكم على من يقول : إن ابن تيمية رحمه الله بدّع من يغسل اللحم ، وخالف بذلك الإمام أحمد بن حنبل ووصفه بالابتداع ؟

الجواب

الحمد لله

الشيخ الإمام العالم العلامة ابن تيمية الحراني ، إمام من أئمة الإسلام ، وعلم من أعلام الملة .

وقد حباه الله تعالى علما واسعا وعقلا فذا ، تبحر في شتى العلوم والفنون ؛ فكان مفسرا فقيها أصوليا محدثا لغويا ، إلى جانب علمه بالطب والفلك

وغير ذلك من العلوم الدنيوية ، وكان رحمه الله تعالى قوالا بالحق ، لا يخشى في الله لومة لائم ، كما هو معلوم من سيرته .

وقد عرضه هذا لكثير من المحن والأزمات

ويراجع جانب من ترجمة الشيخ رحمه الله تعالى في الفتوى القادمه

أما بخصوص ما ذكره السائل في سؤاله فجوابه فيما يلي:

أولا:

ورد في " منهاج السنة النبوية " (7 / 532): ما نصه "فَإِنَّ أَبَا حَنِيفَةَ مِنْ أَقْرَانِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ ، تُوُفِّيَ الصَّادِقُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَتُوُفِّيَ أَبُو حَنِيفَةَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ

وَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يُفْتِي فِي حَيَاةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَالِدِ الصَّادِقِ ، وَمَا يُعْرَفُ أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ أَخَذَ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ ، وَلَا عَنْ أَبِيهِ مَسْأَلَةً وَاحِدَةً ، بَلْ أَخَذَ عَمَّنْ كَانَ أَسَنَّ مِنْهُمَا كَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ

وَشَيْخِهِ الْأَصْلِيِّ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ كَانَ بِالْمَدِينَةِ " انتهى.

هذا نص كلام الشيخ رحمه الله تعالى ورضي عنه

ومن يتأمله بأدنى تأمل يعلم يقينا أن الكلام صواب ، ليس فيه خطأ ولا تدليس ، فشيخ الإسلام رحمه الله يذكر أن جعفرا كان قرينا لأبي حنيفة ، وأنه توفي سنة 48 هـ ، وأبو حنيفة توفي سنة 150 هـ .

فأي إنسان عنده عقل وإنصاف ، وعنده أدنى معرفة بكتب التواريخ ، وطريقتها في ذكر الوفيات ، ثم يقرأ هذا الكلام سوف يفهم مباشرة

أن مقصود الشيخ : أن جعفرا توفي سنة 148 هـ ولكنه لم يذكر المائة اختصارا، لأنه ذكره مع أبي حنيفة ، وذكر أنهما كانا قرينين .

وهذه طريقة معروفة عند العلماء : يحذفون المائة والمائتين ، ونحو ذلك من أعداد المئات ، اختصارا ، ويكون في الكلام قرينة تدل عليها ، فيقولون توفي فلان سنة 50هـ ، وقصدهم 150 هـ ونحو ذلك .

ومن يطالع كتاب "تقريب التهذيب" للحافظ ابن حجر يقف على عشرات الأمثلة من هذا ، إن لن تكن بالمئات .

خذ هذين المثالين في صفحة واحدة من هذا الكتاب (ص257)

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

-"حفص بن سليمان الأسدي ... من الثامنة ، مات سنة ثمانين ، وله تسعون ".

-"حفص بن سليمان المِنْقَري .. من السابعة ، مات سنة ثلاثين " .

فالمراد في الأول قطعا أنه مات سنة 180 هـ ، والثاني مات سنة 130 هـ ، فحذف المائة واكتفى بما يشير إليها ، وهو ذكر الطبقة ، فالأول من الطبقة الثامنة

وهي الطبقة الوسطى من أتباع التابعين ، والثاني من الطبقة السابقة ، وهي طبقة كبار أتباع التابعين ، كما ذكر الحافظ ابن حجر في المقدمة ، عند بيانه ماذا يعني بهذه الطبقات .

فكذلك فعل شيخ الإسلام ، حذف المائة ، واكتفى بما يشير إليها ، وهو ذكر جعفر الصادق مع أبي حنيفة ، والنص على أنه كان قرينه .

فليس في الكلام تدليس ، وليس في الكلام خطأ مطبعي أيضا ، ولا خطأ من نسخ النساخ ؛ ولكن الهوى والكذب يحملان الإنسان على البهتان .

ولله در القائل :

وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ

وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ

ثانيا:

أما مسألة بدعة غسل اللحم قبل طبخه : فقد ورد ذكرها في " مجموع الفتاوى" (21 / 522) حيث قال الشيخ رحمه الله تعالى : "

غَسْلُ لَحْمِ الذَّبِيحَةِ بِدْعَةٌ ؛ فَمَا زَالَ الصَّحَابَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَأْخُذُونَ اللَّحْمَ ، فَيَطْبُخُونَهُ وَيَأْكُلُونَهُ بِغَيْرِ غَسْلِهِ ، وَكَانُوا يَرَوْنَ الدَّمَ فِي الْقِدْرِ

خُطُوطًا؛ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ إنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ الدَّمَ الْمَسْفُوحَ ، أَيْ : الْمَصْبُوبَ الْمُهْرَاقَ ؛ فَأَمَّا مَا يَبْقَى فِي الْعُرُوقِ فَلَمْ يُحَرِّمْهُ ، وَلَكِنْ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتْبَعُوا الْعُرُوقَ

كَمَا تَفْعَلُ الْيَهُودُ الَّذِينَ بِظُلْمِ مِنْهُمْ، حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ، وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا.

وَسِكِّينُ الْقَصَّابِ : يَذْبَحُ بِهَا وَيَسْلَخُ ، فَلَا تَحْتَاجُ إلَى غَسْلٍ ؛ فَإِنَّ غَسْلَ السَّكَاكِينِ الَّتِي يُذْبَحُ بِهَا بِدْعَةٌ " انتهى.

ومن يتأمل هذا الكلام بإنصاف ، يرى أن الشيخ رحمه الله تعالى ما كان يقصد أن مجرد غسل اللحم بدعة ، بل كان يقصد أن البدعة هي غسل اللحم تعبدا

واعتقادا أن الدم الذي في العروق محرم نجس يجب غسله وتطهيره ، وهذا لا شك في كونه بدعة ؛ لأنه إذا ثبت أن الله تعالى لم يحرم هذا الدم المتبقي في العروق ، فمن تكلف

بعد ذلك ـ تحريمه ، وغسله ، معتقدا أن اللحم لا يطهر ولا يحل إلا بذلك ، فهو مبتدع ولا شك ؛ " فكل مَن أحدث شيئًا ، ونسبه إلى الدِّين

ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه : فهو ضلالة ، والدين منه بريء "

كما جاء في "جامع العلوم والحكم" (2/128).

وقد سبق بيان ذلك في الفتوى بعد القادمه

وقد صرح فقهاء المذاهب بأن هذا الدم المتبقي في العروق غير محرم ، قال الكاساني في "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" (1 / 61): "

وَالدَّمُ الَّذِي يَبْقَى فِي الْعُرُوقِ وَاللَّحْمِ بَعْدَ الذَّبْحِ طَاهِرٌ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَسْفُوحٍ ، وَلِهَذَا حَلَّ تَنَاوُلُهُ مَعَ اللَّحْمِ" انتهى.

وَقَالَ ابْنُ مَسْلَمَةَ الْمالِكِي : "إِنَّمَا يَحْرُمُ الْمَسْفُوحُ ، لِقَوْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : لَوْلَا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى : (أَوْ دَمًا مسفوحا) لَاتَّبَعَ الْمُسْلِمُونَ مَا فِي الْعُرُوقِ ، كَمَا اتَّبَعَهُ الْيَهُودُ " .

انتهى من " الذخيرة " للقرافي (4 / 106).

وفي "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف" للمرداوي الحنبلي (1 / 327): " فَأَمَّا الدَّمُ الَّذِي يَبْقَى فِي خَلَلِ اللَّحْمِ بَعْدَ الذَّبْحِ ، وَمَا يَبْقَى فِي الْعُرُوقِ فَمُبَاحٌ .

قَالَ فِي الْفُرُوعِ : وَلَمْ يَذْكُرْ جَمَاعَةٌ إلَّا دَمَ الْعُرُوقِ .

وَقَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ فِيهِ: لَا أَعْلَمُ خِلَافًا فِي الْعَفْوِ عَنْهُ، وَأَنَّهُ لَا يُنَجِّسُ الْمَرَقَ، بَلْ يُؤْكَلُ مَعَهَا. انْتَهَى .

قُلْت: وَمِمَّنْ قَالَ بِطَهَارَةِ بَقِيَّةِ الدَّمِ الَّذِي فِي اللَّحْمِ ، غَيْرِ دَمِ الْعُرُوقِ ، وَإِنْ ظَهَرَتْ حُمْرَتُهُ : الْمَجْدُ فِي شَرْحِهِ ، وَالنَّاظِمُ ، وَابْنُ عُبَيْدَانَ ، وَصَاحِبُ الْفَائِقِ ، وَالرِّعَايَتَيْنِ ، وَنِهَايَةِ ابْنِ رَزِينٍ ، وَنَظْمِهَا. وَغَيْرِهِم" انتهى.

والمقصود من تتبع اليهود للعروق : ما ذكره بعض السلف كأبي مجلز وقتادة في تفسير قوله تعالى : ( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ) آل عمران/93

، أن يعقوب عليه السلام كان حرم على نفسه أكل العروق من أي حيوان ، فكان بنوه يتبعون العروق ، يخرجونها من اللحم .

انظر ذلك في " تفسير الطبري " (6/12) .

وبهذا يعلم أن من غسل اللحم ، معتقدا أن ذلك من الدين : فإنه مبتدع يشرع في الدين ما لم يأذن به الله تعالى ، وفيه شبه باليهود .

أما من غسل اللحم قبل طبخه على سبيل النظافة ، أو العادة : ففعله هذا لا يوصف بالبدعة ، ولا بضدها ؛ فإن البدعة المحرمة لا مدخل لها في العادات ، كما سبق بيانه في الفتوى المحال عليها آنفا.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-06, 15:18   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية وثناء الأئمة عليه وموقف ابن حجر منه

السؤال


رجاءً الإجابة على سؤالي عن عقيدة الشيخ ابن تيمية ، حيث قرأت أنه انحرف عن العقيدة الصحيحة ، وأنه وصف الله بصفات البشر ، أيضاً قرأت أن علماء مثل ابن حجر العسقلانى لا يقدرونه

هل يمكنكم توضيح هذه المسألة لي ؟


الجواب

الحمد لله


أولاً :

يُعدُّ شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية من المجددين البارزين في الإسلام ، وقد وُلد – رحمه الله – عام 661 هـ وتوفي عام 728 هـ

وإذا كان أثر المجدد عادة في زمانه وقرنه فإن أثر شيخ الإسلام ابتدأ في زمانه ولا يزال أثره إلى الآن على العلماء وطلاب العلم والجماعات الإسلامية التي تنتسب للسنَّة

ولا يزال أهل العلم ينهلون من علمه في الرد على أعداء الدين من اليهود والنصارى ، والفرق المنسبة للإسلام كالرافضة والحلولية والجهمية ، والفرق المبتدعة كالأشعرية والمرجئة .

وتحقيقاته في مسائل الفقه والحديث والتفسير والسلوك أشهر من أن نذكر نماذج لها

فكتبه ومؤلفاته شاهدة عليها ، وليس هو – رحمه الله – بحاجة لمن يزكيه من أمثالنا ، بل علمه وفقهه حاضر شاهد لا ينكره إلا جاهل أو جاحد .

ثانياً :

وشهادات الأئمة في عصره ، وبعد عصره تبين للمنصف كذب الادعاءات التي يفتريها أعداء الملة ، وأعداء السنَّة على هذا الإمام العلَم ، وفي ثنايا هذه التزكيات بيان علم وفقه وقوة حجة هذا الإمام

وبه يُعرف السبب الذي حاربه من أجله أهل الكفر والبدعة ، وهو أنه هدم أصولهم فخرَّ عليهم السقف من فوقهم ، وسنذكر في بعض هذه الشهادات صحة اعتقاد شيخ الإسلام ابن تيمية

ونصرته للسنَّة ، ورده على أهل البدع والخرافات .

وهذه التزكيات والشهادات لهذا الإمام لم تكن من تلامذته وأصحابه فحسب ، بل شهد له حتى مخالفوه بالإمام والتقدم في العلم والفقه ، وقوة الحجة

بل وشهدوا له بالشجاعة والسخاء والجهاد في سبيل الله لنصرة الإسلام ، وهذه بعض الشهادات والتزكيات :

1. قال الإمام الذهبي – رحمه الله - في " معجم شيوخه " :

هو شيخنا ، وشيخ الإسلام ، وفريد العصر ، علماً

ومعرفة ، وشجاعة ، وذكاء ، وتنويراً إلهيّاً ً، وكرماً ، ونصحاً للأمَّة ، وأمراً بالمعروف ، ونهياً عن المنكر ، سمع الحديث ، وأكثر بنفسه من طلبه وكتابته ، وخرج ، ونظر في الرجال ، والطبقات ، وحصَّل ما لم يحصله غيره .

برَع في تفسير القرآن ، وغاص في دقيق معانيه ، بطبع سيَّال ، وخاطر إلى مواقع الإِشكال ميَّال ، واستنبط منه أشياء لم يسبق إليها ، وبرع في الحديث

وحفِظه ، فقلَّ من يحفظ ما يحفظه من الحديث ، معزوّاً إلى أصوله وصحابته ، مع شدة استحضاره له وقت إقامة الدليل ، وفاق الناس في معرفة الفقه ، واختلاف المذاهب

وفتاوى الصحابة والتابعين ، بحيث إنه إذا أفتى لم يلتزم بمذهب ، بل يقوم بما دليله عنده ، وأتقن العربيَّة أصولاً وفروعاً ، وتعليلاً واختلافاً

ونظر في العقليات ، وعرف أقوال المتكلمين ، وَرَدَّ عليهم ، وَنبَّه على خطئهم ، وحذَّر منهم ، ونصر السنَّة بأوضح حجج وأبهر براهين ، وأُوذي في ذات اللّه من المخالفين

وأُخيف في نصر السنَّة المحضة ، حتى أعلى الله مناره ، وجمع قلوب أهل التقوى على محبته والدعاء له ، وَكَبَتَ أعداءه ، وهدى به رجالاً من أهل الملل والنحل ، وجبل قلوب الملوك والأمراء على الانقياد له غالباً

وعلى طاعته ، أحيى به الشام ، بل والإسلام ، بعد أن كاد ينثلم بتثبيت أولى الأمر لما أقبل حزب التتر والبغي في خيلائهم ، فظُنت بالله الظنون ، وزلزل المؤمنون ، واشْرَأَب النفاق وأبدى صفحته .

ومحاسنه كثيرة ، وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي ، فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت : إني ما رأيت بعيني مثله ، وأنه ما رأى مثل نفسه .

انظر " ذيل طبقات الحنابلة " لابن رجب الحنبلي ( 4 / 390 ) .

2. وقال الحافظ عماد الدين الواسطي – رحمه الله - :

والله ، ثم والله ، لم يُرَ تحت أديم السماء مثل شيخكم ابن تيمية ، علماً ، وعملاً ، وحالاً ، وخلُقاً ، واتِّباعاً ، وكرماً ، وحلْماً ، وقياماً في حق الله تعالى عند انتهاك حرماته

أصدق النَّاس عقداً ، وأصحهم علماً وعزماً ، وأنفذهم وأعلاهم في انتصار الحق وقيامه همةً ، وأسخاهم كفّاً ، وأكملهم اتباعاً لسنَّة محمد صلى الله عليه وسلّم

ما رأينا في عصرنا هذا مَن تستجلي النبوة المحمدية وسننها من أقواله وأفعاله إلا هذا الرجل يشهد القلب الصحيح أن هذا هو الاتباع حقيقة .

" العقود الدرية " ( ص 311 ) .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اصول العقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:03

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc