هكذا كانت السيدة وفاء رحمها الله

[بقة الحاج]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سار قطار الحياة بسرعة و مضى كل ماشٍ في حاله
تغيرت الدنيا بغير ساعة و ما ترك لنا الماضي من حلاوته


إتقوا النار ولو بشق ثمرة

اتذكر أنه كان في حيِّنا شيخ، النور يشع من وجهه
عمي علي رحمه الله
كان يستحي ان يخرج ويديه فاضيتين
دائما يشتري بعض الحلوى 1دج يعني 10 دج ب 10 حبات حلوى
في الشهر 30 ضرب 10 = 300 دج كانت تكلفه وهو الشيخ ذو التقاعد القليل
لا بأس جعلها الله في ميزان حسناته

أما عمي رابح كان كي يشري الخبز يشري دائما زوج زيادا
يحشم يتلاقا باحد جيرانه وما يمدلوش
الخبزة غالية ربي يجازيه خير

عمي اللوناس يحب يكل حجرة السكر عند الباب وعصاه في يدو و الحصيرة والكرسي
بصح فقير مسكين يحشم ياكلها والناس يشوفوه
دايما علبة السكر قدامو الي يمر امامو يعطيلو حبة

خالتي نورية تحب السفنج بزاف بصح رائحته وهو يُقلى قوية
تحشم تديرو وماتمدش لجيرانها
قالتلي كل مانتوحشو نخبي شوي سميد كي يوليلي بزاف نديرو ونمد لكامل الجيران
ربي يفرج همها و يوسع عليها



«يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ»

كانت خالتي حورية تعيش في بيت مليئ بالاطفال و العرايس
فتحب تغيير الجو وتذهب لجاراتها بعد الظهر
لكنها كانت تستحي ان تذهب بدون هدية
ولحلاوة نيتها ترى ازمة الحليب قائمة فتأخذ معها كيس حليب اينما ذهبت
ياحليلها يستقام ربي يجعله في ميزان حسناتها

كانت خالتي دلال ربي يغفرلها دايما تزعف منها تقوللها ارواحي يديك فارغين وماجيبيش شكارة حليب
كانت لا تدري انَّ من يعمل مثقال ذرة خيرا يره


كان وكان ......
كانت نياتهم صافية لا يستحون من فعل الخير و درء الشر

من هنا جاءة فكرة مشروع الصدقة


كل يوم اخرج شيءا ولو شق ثمرة

لكم المشاركة و الافكار ولو ذرة خير


الكلمة الطيبة صدقة

قال صلى الله عليه وسلم: «ما زالَ جِبريلُ يوصيني بالجَارِ حتَّى ظنَنتُ أنَّهُ سيورِّثُهُ» (متفقٌ عليه)

«لا يدخلُ الجنةَ مَنْ لا يأمَنُ جارُه بوائِقَهُ» (السلسلة الصحيحة).