الولاء والبراء .. العقيدة - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الولاء والبراء .. العقيدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-07-29, 18:48   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مصارحة الإخوان والأصحاب بالمحبة

السؤال:

إذا أحب أحد الإخوة المسلمين أخا مسلما آخر ، فهل يجب أن يقول لهذا الأخ : " إني أحبك في الله " ؟

الجواب :

الحمد لله

المصارحة بمحبة الإخوان والأصحاب من آداب الصحبة الصالحة ، ومن كريم الأخلاق ومحاسن الشيم .

والمصارحة بالمحبة مما يزيد أواصر المحبة ، والترابط بين المسلمين .

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه : ( أَنَّ رَجُلًا كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا . فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَعْلَمْتَهُ ؟

قَالَ : لَا . قَالَ : أَعْلِمْهُ . قَالَ : فَلَحِقَهُ فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ . فَقَالَ : أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ)

رواه أبو داود (رقم/5125)

وصححه النووي في "رياض الصالحين" (183)

وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود".

وفي بعض روايات الحديث: ( أعلمه فإنه أثبت للمودة بينكما )

رواه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (69) .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه ؛ لأن الإنسان إذا علم أنك تحبه أحبك ، مع أن القلوب لها تعارف وتآلف وإن لم تنطق الألسن ، وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام :

( الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ) ، لكن إذا قال الإنسان بلسانه فإن هذا يزيده محبة في القلب ، فتقول : إني أحبك في الله " انتهى

"شرح رياض الصالحين" .

وعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ إِيَّاهُ )

رواه الترمذي (2392)

. وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (417) .

وعن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليبين له ، فإنه خير في الألفة ، وأبقى في المودة )

قال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1199) :

" رواه وكيع في " الزهد " ( 2 / 67 / 2 )

بسند صحيح عن علي بن الحسين مرفوعا .

قلت (الألباني) : وعلي بن الحسين هو ابن علي بن أبي طالب : ثقة جليل من رجال الشيخين ، فهو مرسل صحيح الإسناد .
وله شاهد من حديث مجاهد مرسلا أيضا

. رواه ابن أبي الدنيا في " كتاب الإخوان " كما في " الفتح الكبير " ( 1 / 67 ) .

و له شاهد آخر عن يزيد بن نعامة الضبي خرجته في الكتاب الآخر ( 1726 )

فالحديث بمجموع الطرق حسن إن شاء الله تعالى " انتهى.

والمقصود من هذا : الاستحباب ، وليس الإلزام والوجوب .

قال المناوي رحمه الله :

"(فليخبره أنه يحبه لله)

فليخبره بمحبته له ندبا ، بأن يقول له إني أحبك لله .

أي : لا لغيره من إحسان أو غيره ، فإنه أبقى للألفة ، وأثبت للمودة ، وبه يتزايد الحب ويتضاعف ، وتجتمع الكلمة ، وينتظم الشمل بين المسلمين ، وتزول المفاسد والضغائن . وهذا من محاسن الشريعة" انتهى .

"فيض القدير" (1/319) .

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-07-29, 18:53   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

معنى حديث : ( لا يحب رجل قوما إلا حشر معهم )

السؤال:

ما صحة الحديث الذي يقول : ( من أحب أحدا حشر معه ) ، وهل يمكن القول : إن من أحب لاعبا أو ممثلا - مثل ما يحدث لدى الشباب الآن - يحشر معه استنادا للحديث ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

الحديث الصحيح الأقرب إلى اللفظ الوارد في السؤال هو ما ورد عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ثَلَاثٌ هُنَّ حَقٌّ : لَا يَجْعَلُ اللَّهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ ، وَلَا يَتَوَلَّى اللَّهَ عَبْدٌ فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ ، وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا حُشِرَ مَعَهُمْ )

رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (6/293)

وفي " المعجم الصغير " (2/114)

قال المنذري : إسناده جيد

. وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الترغيب والترهيب " (3/96)

ومن الأحاديث المشهورة في هذا المعنى حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ قَالَ : لاَ شَيْءَ

إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ . قَالَ أَنَسٌ : فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ، قَالَ أَنَسٌ : فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ ) .

رواه البخاري (3688)، ومسلم (2639)

ثانيا :

المحبة المقصودة في الحديث نوعان :

النوع الأول : المحبة الدينية ، أي المحبة لأجل الدين والمعتقد ، فمن أحب الصالحين لصلاحهم وأحب ما هم عليه من التقوى والدين ، رُجِي أن يجمعه الله بهم في جنته

ومن أحب الكفار لكفرهم ومعتقدهم ، ووالاهم على ما هم فيه ، كان ذلك أيضا سببا لدخول النار معهم .

قال ابن بطال رحمه الله :

" بيان هذا المعنى أنه لما كان المحب للصالحين إنما أحبهم من أجل طاعتهم لله ، وكانت المحبة عملا من أعمال القلوب ، واعتقادًا لها ، أثاب الله معتقد ذلك ثواب الصالحين ، إذ النية هي الأصل ، والعمل تابع لها ، والله يؤتي فضله من يشاء "

انتهى باختصار من " شرح صحيح البخاري " لابن بطال (9/333)

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله

– في تفسير قوله تعالى : ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) -:

" أي : وإن حرصا عليك أن تتابعهما على دينهما إذا كانا مشركين ، فإياك وإياهما ، لا تطعهما في ذلك ، فإن مرجعكم إليّ يوم القيامة ، فأجزيك بإحسانك إليهما ، وصبرك على دينك ، وأحشرك مع الصالحين

لا في زمرة والديك ، وإن كنت أقرب الناس إليهما في الدنيا ، فإن المرء إنما يحشر يوم القيامة مع من أحب ، أي : حبا دينيا ؛ ولهذا قال : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين )"

انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (6/265)

ويقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله – في حديثه عن كبيرة محبة الظلمة أو الفسقة وبغض الصالحين - " عد هذين كبيرة هو ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة : ( المرء مع من أحب ) وله وجه

إذ الفرض أنه أحب الفاسقين لفسقهم ، وأبغض الصالحين لصلاحهم ، وظاهر أن محبة الفسق كبيرة كفعله ، وكذا بغض الصالحين ؛ لأن حب أولئك الفاسقين وبغض الصالحين يدل على انفكاك ربقة الإسلام وعلى بغضه ، وبغض الإسلام كفر ، فما يؤدي إليه ينبغي أن يكون كبيرة "

انتهى باختصار من " الزواجر عن اقتراف الكبائر " (1/184)

النوع الثاني: المحبة الموجبة لتشابه الأعمال والأخلاق ، فمن أحب أحد العلماء الصالحين وتشبه بما هو عليه من الصلاح والتقوى دخل الجنة بذلك ، ومن أحب الفاسقين أو الكافرين ، وأدت به محبته إلى التشبه بأحوالهم ومعاصيهم كان معهم في العقاب أيضا .

يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله :

" قال الحسن : يا ابن آدم ! لا يغرنك قول من يقول : ( المرء مع من أحب ) فإنك لن تلحق الأبرار إلا بأعمالهم ، فإن اليهود والنصارى يحبون أنبياءهم وليسوا معهم ، وهذه إشارة إلى أن مجرد ذلك ، من غير موافقة في بعض الأعمال ، أو كلها : لا ينفع "

انتهى من " إحياء علوم الدين " (2/160)

أما الحب الدنيوي الذي يكون باعثه قرابة أو صداقة أو مصلحة مادية أو زواج أو غير ذلك من أسباب الدنيا الفانية ، فلا يكون سببا للجمع في المحشر أو المصير ، فالمسلم الذي يحب والدته غير المسلمة حبا فطريا

ولا يحشر معها ، وغير المسلم الذي يحب صديقه المسلم مثلا من غير إسلام وإتباع لا يحشر معه ، وهكذا كل أنواع المحبة الدنيوية لا مدخل لها في معنى هذا الحديث .

ويقول الزرقاني رحمه الله :

" ( المرء مع من أحب ) في الجنة بحسن نيته من غير زيادة عمل ؛ لأنّ محبته لهم لطاعتهم ، والمحبة من أفعال القلوب ، فأثيب على ما اعتقده ؛ لأن الأصل النية

والعمل تابع لها ، ولا يلزم من المعية استواء الدرجات ، بل ترفع الحجب حتى تحصل الرؤية والمشاهدة ، وكلٌّ في درجته .

وقال السخاوي : قال بعض العلماء :

ومعنى الحديث أنه إذا أحبَّهم عمل بمثل أعمالهم

قال الحسن البصري : من أحبَّ قومًا اتبع آثارهم ، واعلم أنك لن تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم ، فتأخذ بهديهم ، وتقتدي بسنتهم ، وتصبح وتمسي على مناهجهم ، حرصًا أن تكون منهم "

انتهى من " شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية " (5/304)

ومع ذلك ننبه الشباب إلى أن التعلق باللاعبين والممثلين – بأخبارهم وأحوالهم وأيامهم - إنما هو من الأوهام والخيالات التي لا تجر إليهم إلا كل فساد وشر ، وهي الباب للتخلق بأخلاقهم

والعمل بمثل أعمالهم ؛ فإن بين الظاهر والباطن ارتباطا لا يجهله أحد ، والمشاكلة في الظاهر توجب المحبة في الباطن ، وهكذا العكس بالعكس .

أما الحب النافع فهو حب الصالحين والناجحين والمبدعين فيما يعود بالنفع على الأمة والبشرية جميعا ، حبا يدفع نحو التقدم والنجاح في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وهذا الحديث حق فإن كون المحب مع المحبوب أمر فطري لا يكون غير ذلك وكونه معه هو على محبته إياه فإن كانت المحبة متوسطة أو قريبا من ذلك كان معه بحسب ذلك وإن كانت المحبة كاملة كان معه كذلك والمحبة الكاملة تجب معها الموافقة للمحبوب في محابه إذا كان المحب قادرا عليها ، فحيث تخلفت الموافقة مع القدرة

يكون قد نقص من المحبة بقدر ذلك وإن كانت موجودة ، وحب الشيء وإرادته يستلزم بغض ضده وكراهته مع العلم بالتضاد.."

انتهى من " مجموع الفتاوى " (10/752) .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-29, 19:09   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
yacinofich
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي الكريم










رد مع اقتباس
قديم 2018-07-30, 05:48   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yacinofich مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك اخي الكريم

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك المميز مثلك
ادام الله مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
وجزاك الله عني كل خير




.. احترامي و تقديري ...









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-02, 18:27   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




يسأل : كيف يأمر الإسلام ببر الكفار ، وينهى عن ابتدائهم بالسلام ؟

السؤال:

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبدأ الكفار بالسلام . وتعلمون أن كثيرا من الشركات في بلاد المسلمين فيها كفار ، ومنهم مدراء على المسلمين . فكيف نتعامل معهم . وكيف التوفيق بين الحديث

وانتشار الإسلام عن طريق التجار وحسن خلقهم وتعاملهم . نرجو منكم تعليمنا كيف نتعامل معهم ، ومتى نتعامل معهم بالحسنى ، ومتى لا نتعامل معهم بالحسنى .

وهل معاملتنا لهم تتوقف على معاملتهم لنا ؟


الجواب :

الحمد لله


مِن محاسن ديننا العظيم أنه جاء بالحسنى إلى العالم أجمع ، ونزل بالرحمة إلى الخلق كلهم ، دعانا إلى أن نكون رسل سلام وعدل لجميع البشر ، إلا من تلطخت أيديهم بدماء المسلمين واضطهاد المستضعفين .

قال سبحانه : ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) الممتحنة/8 .

ومن هذه المنطلقات يمكن للموظف المسلم معاملة مديره أو زميله غير المسلم بكل ما فيه خير وبر وإحسان لهم .
وأول ذلك : إتقان العمل وإنجاز المهام الموكولة إليه بصدق وأمانة

كي تزول الصورة النمطية القائمة في أذهان الكثيرين ، أن غير المسلمين هم الأفضل دائما في الأداء والإتقان ، وأن المسلمين يتصفون بالتقصير والإهمال . هذا رغم ما ورد في الكتاب والسنة من الحث على حفظ الأمانة ، ولو اختلفت ديانة المؤتمِن

كما قال عليه الصلاة والسلام : ( أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ ) رواه أبو داود (3534) ، وصححه الألباني في " سنن صحيح أبي داود " .

ومن صور الإحسان إليهم : تحيتهم بكل كلام يمكن أن تُحسن به إليهم ، كتحية الصباح والمساء والسؤال عن الحال والأهل والأبناء

والدعاء بالتوفيق والسعادة والخير ، والثناء على خصال الخير في هذا الكافر ، ونحو ذلك من جميل الملاطفات ، ولطيف المجاملات .

فلا تظنن أن منع البدء بالسلام : يعني تحريم التحية بالصيغ الأخرى ؛ فالسلام اسم من أسماء الله تعالى ، له من الخصوصية الدينية ما يقتضي حصر البداءة به بين المسلمين ، أما غير السلام من كلمات التحية

مثل : مرحبًا ، وصباحكم سعيد ، وأهلا وسهلا ، فلا تقاس على كلمة " السلام عليكم " .

جاء في " المجموع " (4/487) للإمام النووي :

" أن يقول : هداك الله ، أو أنعم الله صباحك ، هذا لا بأس به ، إن احتاج إلى تحيته لدفع شره أو نحوه . فيقول : صبحك الله بالخير ، أو بالسعادة ، أو بالعافية ، أو بالمسرة ، ونحوه " انتهى .

وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الأولى " (3/ 434):

" لا يجوز بداءة الكافر بالسلام

لما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام ، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه ) رواه مسلم

. وفي حديث أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم ) رواه البخاري ومسلم .

فيرد عليهم بما دل عليه الحديث ، وهو أن يقال : وعليكم .

ولا بأس أن يقول للكافر ابتداء : كيف حالك ، كيف أصبحت ، كيف أمسيت ، ونحو ذلك إذا دعت الحاجة إلى ذلك ، صرح بذلك جمع من أهل العلم ، منهم أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " انتهى .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" بعض العلماء يقول : إنك إذا قلت : صباح الخير ، أو مرحباً بفلان ، فهذا ليس بسلام ؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( لا تبدءوهم بالسلام ) والسلام دعاء ، بخلاف مرحباً بفلان ، أهلاً بفلان ، فهذا تحية ، ولكنه ليس سلاماً "

انتهى من " لقاء الباب المفتوح " .

وبهذا تعلم أن لا تعارض بين منع البدء بالسلام ، وبين أخلاق المسلمين التي نشروا بها الإسلام في الأرض .

ومن صور الإحسان في المعاملة ، والبر بهم : مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم الدنيوية ، أما أفراحهم الدينية المتمثلة في أعيادهم فتجتنبها ، وما سوى ذلك فلا بأس عليك في مشاركتهم وزيارتهم والاتصال

بهم للتهنئة أو التعزية ، كأحوال النجاح ، أو الرجوع من سفر ، أو الشفاء من مرض ، أو وفاة قريب أو عزيز ، فإن لمثل هذا التواصل الأثر النافذ في القلب ولا شك

وبمثله تثبت لهم الجوانب الإنسانية الرحيمة في ديننا الكريم ، وتستغلها في الدعوة إلى الإسلام .

روى البخاري (1356) عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أَنَّ غُلَامًا مِنَ اليَهُودِ كَانَ يَخدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ ، فَقَعَدَ عِندَ رَأسِهِ

فَقَالَ : ( أَسلِم ) ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِندَ رَأسِهِ ، فَقَالَ لَه : أَطِع أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ . فَأَسلَمَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يَقُولُ : ( الحَمدُ لِلَّهِ الذِي أَنقَذَهُ مِنَ النَّارِ ) .

ومن الإحسان إليهم : اجتناب الأخلاق السيئة التي تكثر بين الموظفين في الشركة الواحدة ، والحرص على أن تكون مثالا لخلق المسلم الذي يحب أن يدعو الناس إليه ، ويدلهم عليه ، ولا يكون فتنة لغيره ، يقولون : هذا هو الإسلام ، وهؤلاء هم أهله .

ومن صور المعاملة الحسنة : منحهم مكانتهم اللائقة بهم ، وتقدير منزلتهم في العمل أو في قومهم ، فالمدير منهم يخاطب بلقبه الوظيفي اللائق به ، والزميل منهم كذلك

فقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم هرقل في كتابه بأنه ( عظيم الروم ) رواه البخاري (7) ، ومسلم (1773) .

ومن ذلك : قبول شفاعة أهل الخير والإحسان والمنزلة فيهم ، فيما لا مضرة فيه على أحد ، فقبول شفاعة غير المسلم جائزة ، لاسيما إن كانت له هيئة ومكانة ومنزلة في قومه

ولعل هذا أن يكون أرجى لإسلامه ، أو إسلام من وراءه ؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر عن الأسرى والقتلى : ( لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِىٍّ حَيًّا ، ثُمَّ كَلَّمَنِي فِى هَؤُلاَءِ النَّتْنَى ، لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ ) رواه البخاري (3139)

لأنه كان أجار النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الطائف ، وهو الذي أمر بتمزيق الصحيفة التي حاصرت بني هاشم .

ومن ذلك التهادي بين المسلم والكافر ، فقد قبل عليه الصلاة والسلام الهدايا التي وردته من ملوك العرب والعجم ، وألبس ثوبه عبد الله بنَ أبي بن سلول ، وكفَّنه فيه حين مات ؛ لأنه قد كسى العباس بن عبد المطلب يوم بدر وهو أسير عريان ، فجازاه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .

وأهدى عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأخيه المشرك في مكة حلة أهداها إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، رواه البخاري (2619) .

ومن أعظم الإحسان إلى الناس : العفو عنهم إذا أخطؤوا أو أساؤوا ، ما لم يكن على المسلم في ذلك غضاضة ولا مهانة ، بل كان في ذلك ظهور كرمه وإحسانه

كما عفا النبي صلى الله عليه وسلم عن أذى المشركين له

وقد صبر عليهم طويلا ، ثم أمكنه الله منهم ، وفتح عليه مكة ، فما انتقم لنفسه قط ، صلى الله عليه وسلم .

قال الإمام القرافي رحمه الله :

" أما ما أمر به من برهم ، ومن غير مودة باطنية ، فالرفق بضعيفهم ، وسد خلة فقيرهم ، وإطعام جائعهم ، وإكساء عاريهم ، ولين القول لهم على سبيل اللطف لهم والرحمة ، لا على سبيل الخوف والذلة

واحتمال إذايتهم في الجوار ، مع القدرة على إزالته ، لطفا منا بهم ، لا خوفا وتعظيما ، والدعاء لهم بالهداية ، وأن يجعلوا من أهل السعادة ، ونصيحتهم في جميع أمورهم في دينهم ودنياهم

وحفظ غيبتهم إذا تعرض أحد لأذيتهم ، وصون أموالهم وعيالهم وأعراضهم وجميع حقوقهم ومصالحهم ، وأن يعانوا على دفع الظلم عنهم ، وإيصالهم لجميع حقوقهم ، وكل خير يحسن من الأعلى مع الأسفل أن يفعله ، ومن العدو أن يفعله مع عدوه ، فإن ذلك من مكارم الأخلاق .

فجميع ما نفعله معهم من ذلك ينبغي أن يكون من هذا القبيل ، لا على وجه العزة والجلالة منا ، ولا على وجه التعظيم لهم وتحقير أنفسنا بذلك الصنيع لهم "

انتهى من " الفروق " (3/15)
.

وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الأولى " (2/94) :

" الطريقة المثلى في معاملة المسلمين للذمي : الوفاء له بذمته ؛ للآيات والأحاديث التي أمرت بالوفاء بالعهد ، وبره ومعاملته بالعدل ،

بقوله تعالى : ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) ولين القول معه ، والإحسان إليه عموما إلا فيما منع منه الشرع

كبدئه بالسلام ، وتزويجه المسلمة ، وتوريثه من المسلم ، ونحو ذلك مما ورد النص بمنعه ، وارجع في تفصيل الموضوع إلى كتاب [ أحكام أهل الذمة ] للعلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله ، وكلام غيره من أهل العلم في ذلك " انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-02, 18:31   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أحوال وأحكام مشاركة المسلم في احتفالات المسلمين والكفار

السؤال:

أكتب لأن هناك بعض المسلمين في مسجد ما حدث منهم أمر غريب : ذلك وأني كنت من الذين حضروا لقاءً خاصّاً مع وزير نصراني الأسبوع الماضي ، وشاء الله أن أكون هناك ، ففي هذا اللقاء قام شيخ وثلاث من الأخوات بمحاولة الترتيب لحفل ديني وذلك عن طريق حمل الشموع مع معتنقي ديانات أخرى

ثم قاموا بالطواف حول البحيرة التي كان يقام عندها الحفل . لذا أرجو توضيح كيف أبين لهم أن هذا الأمر بدعة ؟

وكيف أثبت لهم أن هذا الأمر ليس صحيحاً بالقرآن والسنّة ؟ . و جزاكم الله خيراً .


الجواب :

الحمد لله


الاحتفالات لها صور متنوعة ، ويختلف الحكم عيها تبعاً لذلك ، سواء كانت تلك الاحتفالات مقامة من مسلمين أم من كفار ، وينتظم الكلام عليها في النقاط الآتية :

1. لا يحل لمسلم المشاركة في الاحتفالات الدينية للكفار ، ولا يحل تهنئتهم بها مطلقاً ، وهذا أشد حالات الاحتفالات إثماً ؛ إذ قد يؤدي بفاعله إلى الكفر .

قال ابن القيم – رحمه الله - :

وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به : فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم ، وصومهم ، فيقول : " عيد مبارك عليك " ، أو " تهنأ بهذا العيد " ، ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر :

فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر ، وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ، ونحوه .

" أحكام أهل الذمة " ( 3 / 211 ) .

وقال الذهبي – رحمه الله - :

فإذا كان للنصارى عيدٌ ولليهود عيد : كانوا مختصين به ، فلا يشركهم فيه مسلم ، كما لا يُشاركهم في شرعتهم ، ولا في قبلتهم .

" تشبيه الخسيس بأهل الخميس " ، منشور في " مجلة الحكمة " عدد 4 ، ص 193 .

2. اختلف العلماء في حكم حضور احتفالات الكفار في مناسباتهم الشخصية ، كزواج ، أو شفاء من مرض ، أو رجوع من سفر ، وأرجح الأقوال القول بالجواز بشرط وجود مصلحة شرعية ، كتأليف قلوبهم للإسلام ، أو دعوتهم إلى الدين .

3. في المناسبات والاحتفالات الخاصة بالكفار لا يحل للمسلم التشبه بالكفار في لباس ، أو تناول طعام معيَّن ، أو هيئة خاصة ، ومنه : إيقاد الشموع والطواف بها .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيءٍ مما يختص بأعيادهم ، لا من طعام ، ولا لباس ، ولا اغتسال ، ولا إيقاد نيران ، ولا تبطيل عادة ، من معيشة ، أو عبادة ، أو غير ذلك .

ولا يحل فعل وليمة ، ولا الإهداء ، ولا البيع بما يستعان به على ذلك ، لأجل ذلك .

ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ، ولا إظهار زينة .

وبالجملة : ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم ، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم .

" مجموع الفتاوى " ( 25 / 329 ) .

4. لا يجوز للمسلم حضور احتفال لكفار ولا لمسلمين ، فيه ترويج لدينٍ أو مذهبٍ باطل ، أو ثناء على فكر أو عقيدة منحرفة .

5. لا يجوز للمسلم حضور احتفال لكفار ولا لمسلمين إذا كان على صفة العيد المتكرر ، كل يوم ، أو كل شهر ، أو نحو ذلك ، كعيد الميلاد ، وعيد الأم .

6. لا يجوز للمسلم حضور احتفال لكفار ولا لمسلمين يكون احتفالاً محرَّماً من حيث مناسبته ، كعيد الحب ، وعيد ميلاد فاجر أو طاغية ، أو مناسبة إنشاء حزب كافر أو فاجر .

7. لا يجوز للمسلم حضور احتفال لكفار ولا لمسلمين يكون فيه اختلاط مع النساء ، أو فيه موسيقى ، أو يُتناول فيه طعام محرَّم .

إذا علمتَ ما سبق بيانه : تبين لك حرمة ذلك الاجتماع وما حصل فيه من احتفال بسبب ، وجود الاختلاط ، والتشبه بالكفار في إيقاد الشموع والطواف بها ، مع ما فيه من تعظيم ذلك الدين الباطل ، والترويج له

وليس ذلك بالسكوت عنه فحسب ، بل بتبجيله وإقرار شعائره في ذلك الاحتفال المحرَّم .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-02, 18:34   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم تهنئة الكفار بأعيادهم

السؤال:

ما حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ؟ .

الجواب :

الحمد لله

تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق

كما نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله - في كتاب ( أحكام أهل الذمة )

حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق

مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله

وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ."

انتهى كلامه - يرحمه الله - .

وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه

لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره ، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى : { إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم }

وقال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } ، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .

وإذا هنؤنا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً إلى جميع الخلق

وقال فيه : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } . وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .

وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ،أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من تشبّه بقوم فهو منهم }

. قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه :

( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " .

انتهي كلامه يرحمه الله .

ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم .

والله المسئول أن يعز المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز . (

مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 3/369 ) .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-02, 18:37   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

: حكم الاحتفال بعيد ميلاد الشخص

السؤال:

ما حكم الاحتفال بمرور سنة أو سنتين مثلاً أو أكثر أو أقل من السنين لولادة الشخص وهو ما يسمى بعيد الميلاد ؟

أو إطفاء الشمعة . وما حكم حضور ولائم هذه الاحتفالات

وهل إذا دعي الشخص إليها يجيب الدعوة أم لا ؟ أفيدونا أثابكم الله .


الجواب :

الحمد لله

قد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين ولا أصل لها في الشرع المطهر ولا تجوز إجابة الدعوة إليها

لما في ذلك من تأييد للبدع والتشجيع عليها

. وقد قال الله سبحانه وتعالى: ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )

وقال سبحانه : ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون . إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ) .

وقال سبحانه : ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون ) .

وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) أخرجه مسلم في صحيحه . وقال عليه الصلاة والسلام : ( خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، و شر الأمور

محدثاتها وكل بدعة ضلالة ) . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

ثم إن هذه الاحتفالات مع كونها بدعة منكرة لا أصل لها في الشرع هي مع ذلك فيها تشبه باليهود والنصارى في احتفالهم بالموالد

. وقد قال عليه الصلاة والسلام محذراً من سنتهم وطريقتهم : " لتتبعن سنة من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه : قالوا يا رسول الله : اليهود و النصارى ؟

.. قال : فمن ) أخرجاه في الصحيحين .

ومعنى قوله " فمن" أي هم المعنيون بهذا الكلام وقال صلى الله عليه وسلم : "من تشبه بقوم فهو منهم "

(فتاوى إسلامية 1/115)









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-02, 18:40   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم مشاركة الكفار في أعيادهم

السؤال:


شاهدت الكثير من المسلمين يشاركون في احتفالات الكريسمس وبعض الاحتفالات الأخرى .

فهل هناك أي دليل من القرآن والسنة يمكن أن أريه لهم يدل على أن هذه الممارسات غير شرعية ؟


الجواب :


الحمد لله


لا يجوز مشاركة الكفار في أعيادهم للأمور التالية :

أولاً :

لأنه من التشبه بهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم . " رواه أبو داود (

وهذا تهديد خطير ) ، قال عبد الله بن العاص من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجاناتهم وتشبه بهم حتى يموت خسر في يوم القيامة .

ثانياً

: أن المشاركة نوع من مودتهم و محبتهم قال تعالى : ( لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء … ) الآية ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق … ) الآية .

ثالثاً :

أن العيد قضية دينية عقدية وليست عادات دنيوية كما دل عليه حديث : " لكل قوم عيد و هذا عيدنا " و عيدهم يدل على عقيدة فاسدة شركية كفرية .

رابعاً :

أن قوله تعالى: ( و الذين لا يشهدون الزور …) الآية فسرها العلماء بأعياد المشركين ، و لا يجوز إهداء أحدهم بطاقات الأعياد أو بيعها عليهم و كذلك جميع لوازم أعيادهم من الأنوار و الأشجار و المأكولات .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-02, 18:42   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشاركة الكفار احتفالاتهم ليشاركونا احتفالاتنا

السؤال:

هل يمكن أن نشارك في احتفالات غير المسلمين فقط لكي نجذبهم لكي يشاركونا في احتفالاتنا ؟

الجواب:

الحمد لله

إن كانت هذه الاحتفالات أعياد الكفار والمشركين فلا يجوز مشاركتهم في تلك الأعياد المحدثة

لما في تلك المشاركة من الإعانة على الإثم والعدوان

كما أن مشاركتهم في أعيادهم من صور التشبه بالكفار ، وقد نهى الشارع عن التشبه بهم ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم) أخرجه أبو داود وأحمد ، وكان عمر رضي الله عنه يقول : ( اجتنبوا أعداء الله في عيدهم ) أخرجه البيهقي .

وإن كانت المشاركة في وليمة مثلاً ولا يقع فيها شيء من المحاذير الشرعية كاختلاط الرجال بالنساء أو يُتعاطى فيها ما حرم الله من خمر أو خنزير أو رقص وموسيقى ونحوها

وكانت هذه المشاركة لا تفضي إلى محبة أو مودة لهؤلاء الكفرة فلا بأس بإجابة دعوتهم ، وأن يسعى إلى تبليغهم دين الإسلام ، فقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم دعوة بعض اليهود

والله أعلم

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-02, 18:47   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم المشاركة في بعض الاحتفالات السنوية

السؤال:

ما حكم الشرع في المشاركة في بعض الاحتفالات والمناسبات السنوية مثل اليوم العالمي للأسرة ، واليوم الدولي للمعاقين والسنة الدولية للمسنين ، وكذا بعض الاحتفالات الدينية كالإسراء والمعرج

والمولد النبوي والهجرة وذلك بإعداد بعض النشرات أو إقامة المحاضرات والندوات الإسلامية لتذكير الناس ووعظهم ؟


الجواب:

الحمد لله


الذي يظهر لي أن هذه الأيام التي تتكرر في كل سنة والاجتماعات هي من الأعياد المحدثة

والشرائع المبتدعة التي لم ينزل الله تعالى بها من سلطاناً

وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم .

وقال أيضاً : ( إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا ) متفق عليه .

ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كلام طويل في ( اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ) في ذم المواسم والأعياد المحدثة التي لا أصل لها في الشرع الحنيف

وأن ما تشتمل عليه من الفساد في الدين ليس كل أحدٍ بل ولا أكثر الناس يُدرك فساد هذا النوع من البدع ، ولا سيما إن كانت من جنس العبادات المشروعة ، بل أولو الألباب هم الذين يدركون بعض ما فيه من الفساد .

وأن الواجب على الخلق : اتباع الكتاب والسنة ، وإن لم يدركوا ما في ذلك من المصلحة والمفسدة .

وأن من أحدث عملاً في يوم كإحداث صوم أو صلاة أو صنع أطعمة أو زينة وتوسيع في النفقة ونحو ذلك ، فلا بد أن يتبع هذا العمل اعتقاد في القلب ، وذلك لأنه لا بد أن يعتقد أن هذا اليوم أفضل من أمثاله

إذ لولا قيام هذا الاعتقاد في قلبه ، أو قلب متبوعه ، لما انبعث القلب لتخصيص هذا اليوم والليلة فإن الترجيح من غير مرجح ممتنع .

وأن العيد يكون اسماً لنفس المكان ولنفس الزمان ، ولنفس الاجتماع ، وهذه الثلاثة قد أحدث منها أشياء .

أما الزمان فثلاثة أنواع ، ويدخل فيها بعض بدع أعياد المكان والأفعال .

إحداهما : يوم لم تعظمه الشريعة أصلاً ، ولم يكن له ذكر عند السلف ، لا جرى فيه ما يوجب تعظيمه .

النوع الثاني : ما جرى فيه حادثة كما كان يجري في غيره ، من غير أن يوجب ذلك جعله موسماً ، ولا كان السلف يعظمونه .

وإن من فعل ذلك فقد شابه النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعياداً أو اليهود ، وإنما العيد شريعة فما شرعه الله اتُبع ، وإلا لم يُحدث في الدين ما ليس منه .

وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً .. فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له ، وعدم المانع فيه لو كان خيراً ...

النوع الثالث : ما هو معظم في الشريعة كيوم عاشوراء ويوم عرفة ويومي العيدين وغيرها ، ثم يحدث فيه أهل الأهواء ما يعتقدون أنه فضيلة وهو منكر ينهى عنه ، مثل إحداث الروافض التعطش والحزن في يوم عاشوراء وغير ذلك

من الأمور المحدثة التي لم يشرعها الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من السلف ولا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فأما اتخاذ اجتماع راتب يتكرر بتكرر الأسابيع أو الشهور أو الأعوام غير الاجتماعات المشروعة ، فإن ذلك يضاهي الاجتماع للصلوات الخمس وللجمعة وللعيدين وللحج ، وذلك هو المبتدع المحدث .

وأصل هذا : أن العبادات المشروعة التي تتكرر بتكرر الأوقات ، حتى تصير سنناً ومواسم ، قد شرع الله منها ما فيه كفاية العباد ، فإذا أحدث اجتماع زائد على هذه الاجتماعات معتاد

كان ذلك مضاهاة لما شرعه الله وسنه ، وفيه من الفساد ما تقدم التنبيه على بعضه بخلاف ما يفعله الرجل وحده أو الجماعة المخصوصة أحياناً . انتهى ملخصاً .

وبناء على ما سبق : لا يجوز للمسلم المشاركة في هذه الأيام التي يحتفل بها في كل عام ، وتتكرر في كل سنة ، لمشابهتها لأعياد المسلمين كما مر معنا ، أما إن كانت غير متكررة ، وقَدر فيها المسلم على بيان الحق الذي يحمله وتبليغه للناس فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى

والله أعلم .

المرجع : مسائل ورسائل /محمد الحمود النجدي ص31 .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-02, 18:50   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يشارك في حفل زواج أخيه النصراني

السؤال:

أسلمت ولله الحمد، لكن عائلتي لا تزال على النصرانية. وسيتزوج أخي قريبا، مما يترتب عليه الاحتفال بخدمات دينية في الكنيسة يتبعها مأدبة طعام.

وقد أخبرت عائلتي أني لن أشارك في الاحتفال الديني. وأود أن أعرف إذا كان الإسلام يجيز لي ولزوجتي وطفلي حضور مأدبة الطعام حيث قد يقدم الخمر لبعض النصارى أثناء تناولهم الطعام.

إذا كان ذلك لا يجوز، فبماذا تنصحني إذن؟

أرجو أن تجيبني مع الدليل.

إن هذا الموضوع مهم جدا بالنسبة لي حيث أن والدي أبعدني عنه منذ 7 سنوات (بمحض إرادته) وأنا أحاول دعوتهم للإسلام.
وجزاك الله خيرا.


الجواب :

الحمد لله


1. نحمد الله تعالى أن هداك للإسلام ونسأله تعالى أن يتم عليك النعمة بالثبات عليه ، وهداية أهلك ودخولهم في الإسلام .

2. وقد أحسنتَ بموقفك من عدم حضور الخدمات الدينية في الكنيسة ، إذ المشاركة في مثل هذه الأمور الدينية عند غير المسلمين أقل أحوالها أنها من الكبائر ، وقد تصل إلى الكفر .

3. وأما المشاركة في مأدبة الطعام فإن غلب على ظنك وجود الخمر فيها

فإننا ننصحك أن تمتنع عن المشاركة كما فعلت أولا ، والمشاركة في مثل هذا الاحتفال من المحرمات وكبائر الذنوب ، وقد قال الله تعالى { فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين } ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الإيمان " . رواه مسلم ( 49 )

والمشارك في مثل هذه الأمور لا يستطيع أن يغير المنكر بيده ولا بلسانه - في الغالب - ، فلم يبق إلا التغيير بالقلب ، وهو يتنافى مع المشاركة .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر " .

رواه أحمد ( 14241 ) ، وقد صححه العلامة الألباني في " إرواء الغليل " ( 7 / 6 ) .

وسبب التحريم - كما هو ظاهر - هو أن الجلوس يعني إقرار المنكر .

4. إن تقديم مثل هذه التنازلات من قبل الأخ السائل بالإضافة إلى أنه لا يجوز له شرعاً : فإنه يضعف موقفه في محاولات دعوة أهله إلى الإسلام

وكلما كان الداعية صادقاً في نفسه ومع ربه كلما كان تأثيره أقوى في دعوة الآخرين ، وأما تمييع المسائل وتذبذب المواقف فإنه يفقد الثقة فيه من قِبَل الآخرين .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-02, 18:56   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حكم الدعوة إلى وحدة الأديان

السؤال :


ما حكم الدعوة إلى ( وحدة الأديان ) ؟.

الجواب :

الحمد لله وحده


والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :

فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء استعرضت ما ورد إليها من تساؤلات ، وما ينشر في وسائل الإعلام من آراء ومقالات بشأن الدعوة إلى( وحدة الأديان ) : دين الإسلام ، ودين اليهودية ، ودين النصارى

وما تفرع عن ذلك من دعوة إلى بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد ، في رحاب الجامعات والساحات العامة ، ودعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة و الإنجيل في غلاف واحد

إلى غير ذلك من آثار هذه الدعوة ، وما يعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب ، وبعد التأمل والدراسة فإن اللجنة تقرر ما يلي :

أولاً : إن من أصول الاعتقاد في الإسلام ، المعلومة من الدين بالضرورة ، والتي أجمع عليها المسلمون : أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى الإسلام ، وأنه خاتمة الأديان

وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع ، فلم يبق على وجه الأرض دين يُتعبد الله به سوى الإسلام ، قال الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )

وقال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) . والإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان .

ثانياً : ومن أصول الاعتقاد في الإسلام : أن كتاب الله تعالى : ( القرآن الكريم ) هو آخر الكتب نزولاً وعهداً برب العالمين ، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل ؛ من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها ، ومهيمن عليها

فلم يبق كتاب منزل يُتعبد الله به سوى القرآن الكريم ، قال الله تعالى : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ) .

ثالثاً : يجب الإيمان بأن التوراة والإنجيل قد نسخا بالقرآن الكريم ، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان ، كما جاء ذلك في آيات من كتاب الله الكريم

منها قول الله تعالى : ( فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذُكِّروا به ولا تزال تطّلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم )

وقوله عز وجل : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )

وقوله سبحانه : ( وإن منهم فريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون )

. ولهذا فما كان منها صحيحاً فهو منسوخ بالإسلام ، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة فيها شيء من التوراة

وقال عليه الصلاة والسلام : " أفي شك أنت يا ابن الخطاب ؟ ألم آت بها بيضاء نقية ؟! لو كان أخي موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي " رواه أحمد والدارمي وغيرهم .

رابعاً : من أصول الاعتقاد في الإسلام : أن نبينا ورسولنا محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، كما قال تعالى : ( ما كان محمداً أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )

فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد صلى الله عليه وسلم ، ولو كان أحد من الأنبياء حياً لما وسعه إلا اتباعه صلى الله عليه وسلم ، وإنه لا يسع أتباعهم إلا ذلك

كما قال تعالى : ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )

ونبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعاً لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وحاكماً بشريعته

وقال الله تعالى : ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) .

كما أن من أصول الاعتقاد في الإسلام أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم عامة للناس أجمعين ، قال الله تعالى : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) وقال سبحانه : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ) وغيرها من الآيات .

خامساً : ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم ، وتسميته كافراً ممن قامت عليه الحجة ، وأنه عدو الله ورسوله والمؤمنين ،

وأنه من أهل النار

كما قال تعالى : ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ) وقال جل وعلا : ( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية )

وقال تعالى : ( وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ )

وقال تعالى : ( هذا بلاغ للناس وليُنذَروا به ) وغيرها من الآيات ، وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة : يهودي ولا نصراني

ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار " . ولهذا فمن لم يُكَفِّر اليهود والنصارى فهو كافر ، طرداً لقاعدة الشريعة : " من لم يُكفِّر الكافر بعد إقامة الحجة عليه فهو كافر " .

سادساً : وأمام هذه الأصول الاعتقادية ، والحقائق الشرعية ، فإن الدعوة إلى ( وحدة الأديان ) والتقارب بينها وصرفها في قالب واحد ، دعوة خبيثة ماكرة ، والغرض منها خلط الحق بالباطل

وهدم الإسلام وتقويض دعائمه ، وجرّ أهله إلى ردة شاملة ، ومصداق ذلك في قول الله سبحانه : ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) وقوله جل وعلا : ( ودُّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) .

سابعاً : وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر ، والحق والباطل ، والمعروف والمنكر ، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين

فلا ولاء ولا براء ، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله ، والله جل وتقدس يقول : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )

ويقول جل وعلا : ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين )

وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ) .

ثامناً : إن الدعوة إلى ( وحدة الأديان ) إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام ؛ لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد ، فترضى بالكفر بالله عز وجل

وتُبطل صدق القرآن ونَسْخه لجميع ما قبله من الشرائع والأديان ، وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعاً ، محرمة قطعاً بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع .

تاسعاً : وبناءً على ما تقدم :

1 - فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن الله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة ، والتشجيع عليها ، وتسليكها بين المسلمين

فضلاً عن الاستجابة لها ، والدخول في مؤتمراتها وندواتها ، والانتماء إلى محافلها .

2 - لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردين ، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد ؟ فمن فعله أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد ؛ لما في ذلك من الجمع بين الحق ( القرآن الكريم ) والمحرف أو الحق المنسوخ ( التوراة والإنجيل ) .

3 - كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة : ( بناء مسجد وكنيسة ومعبد ) في مجمع واحد ؛ لما في ذلك من الاعتراف بدين يُعبد الله به غير دين الإسلام ، وإنكار ظهوره على الدين كله ، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة

لأهل الأرض التدين بأي منها ، وأنها على قدم التساوي ، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان ، ولا شك أن إقرار ذلك واعتقاده أو الرضا به كفر وضلال ؛ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين ، واعتراف بأن تحريفات اليهود والنصارى من عند الله ، تعالى الله عن ذلك .

كما أنه لا يجوز تسمية الكنائس ( بيوت الله ) وأن أهلها يعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله ، لأنها عبادة على غير دين الإسلام

والله تعالى يقول : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )

بل هي بيوت يُكفَرُ فيها بالله ، نعوذ بالله من الكفر وأهله ،

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ( 22/162 )

: " ليست - البِيَع والكنائس - بيوتاً لله ، وإنما بيوت الله المساجد ، بل هي بيوتٌ يُكفر فيها بالله ، وإن كان قد يُذكر فيها ، فالبيوت بمنزلة أهلها ، وأهلها الكفار ، فهي بيوت عبادة الكفار " .

عاشراً : ومما يجب أن يُعلم : أن دعوة الكفار بعامة ، وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين ، بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة

ولكن لا يكون إلا بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن ، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام ، وذلك للوصول إلى قناعتهم بالإسلام ، ودخولهم فيه ،أو إقامة الحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة

قال الله تعالى : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون )

أما مجادلتهم واللقاء معهم ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم ، وتحقيق أهدافهم ، ونقض عرى الإسلام ومعاقد الإيمان فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون والله المستعان على ما يصفون

قال تعالى : ( واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ) .

وإن اللجنة إذ تقرر ما تقدم ذكره وتبينه للناس ؛ فإنها توصي المسلمين بعامة ، وأهل العلم بخاصة بتقوى الله ومراقبته ، وحماية الإسلام ، وصيانة عقيدة المسلمين من الضلال ودعاته ، والكفر وأهله ، وتحذرهم من هذه الدعوة الفكرية".انتهى

اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-05, 18:37   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




هل يلزمه أن يخبر الهندوسي بأن الطعام المقدم له لحم بقر ؟


السؤال :

عندي صديق هندوسي اعتاد تناول العشاء معي خلال رمضان ، حيث تقوم عمتي بإرسال أنواع الأطعمة إليَّ ، كاللحم البقري والدجاج ولحم الضأن . وكما هو معلوم أن الهندوسية تحرم أكل لحم البقر ، لكن صاحبي هذا يأكل معي دون أن يعلم محتويات الطعام ، ودون أن أخبره أنا .

فهل عليَّ إثم كوني أخفي عنه الحقيقة ؟

وهل يحرّم الإسلام مثل هذا الفعل ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

يجب على المسلم أن يختار لصحبته من يعينه على الخير وينهاه عن الشر ، من أهل الصلاح والتقوى ، ولا يصحب أهل الفساد والضلال من الكفار أو الفساق ، فقد

روى الترمذي (2395) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ ) ، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح سنن الترمذي " .

فصاحب أهل الإيمان والعمل الصالح ، ولا تصالح أهل الكفر والعصيان .

ثانيا :

لا بأس بالأكل مع الكافر ما لم يكن حربياً ، إذا كان الطعام حلالا ، ولا سيما إذا دعت الحاجة إلى ذلك .

وأما ما ذكرت من أكله لحم البقر معك ، وهو لا يعلم ؛ فمثل هذا لا شيء عليك فيه ، ولا إثم ولا حرج ، بل الإثم والحرج يلحقه هو بتحريم ما أحل الله

فإذا أكل هو من هذا البقر : فلا شيء عليه ، ولا يلحقه به إثم ، بل هو سالم بهذا الأكل ، فلا أجر ؛ لأنه كافر ، ولا وزر عليه في ذلك الأكل أيضا ، فما وجه إثمك أنت بذلك .

إنما الإثم أن يسألك هو عن هذا اللحم ، فتخبره بغير الحقيقة ؛ فهنا تأثم أنت ، ليس لأنك أطعمته من لحم البقر ، فهو حلال لا إثم فيه على أحد ، وإنما لأنك كذبت عليه .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-05, 18:42   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم أكل طعام الهندوس ، والجلوس معهم ، وحضور طقوسهم .

السؤال:


ما حكم الأكل والبقاء في بيت هندوسي؟

وماذا لو كان الطعام من مصادر حلال وطُبخ طبخاً حلالاً؟

وماذا لو أظهروا بعض طقوسهم أمامي؟

وإذا كان لا يجوز الأكل أو البقاء في بيت كهذا، فلماذا، لا يُعتبرون بشراً يجب مراعاة مشاعرهم واحترام أرائهم؟


الجواب :

الحمد لله :

أولاً :

لا حرج على المسلم في الأكل من طعام غير المسلمين من الألبان ، والخضروات ، والفواكه ، والبقول ، وغير ذلك من أنواع الأطعمة ، باستثناء ذبائحهم ، وليس في النصوص الشرعية ما يمنع من ذلك .

قال قتادة

: " لا بأس بأكل طعام المجوسي ، ما خلا ذبيحته ".

انتهى من " مصنف عبد الرزاق" (6/109) .

وقال القرطبي :

" ولا بأس بأكل طعام من لا كتاب له ، كالمشركين ، وعبدة الأوثان ، ما لم يكن من ذبائحهم ".

انتهى من " الجامع لأحكام القرآن" (6/77)

أما ذبائح غير المسلمين ، فلا يباح منها إلا ذبائح أهل الكتاب : اليهود والنصارى ، لقوله سبحانه وتعالى : (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ ) .

قال ابن عباس : " طَعَامُهُمْ : ذَبَائِحُهُمْ ". ذكره البخاري تعليقاً .

ثانياً :

الأكل مع الكافر ما لم يكن حربياً لا بأس به ، بل قد يكون ذلك من البر الذي أذن الله به في قوله سبحانه وتعالى : ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ).

وسئل علماء اللجنة الدائمة : هل يمكن أن يأكل مسلم مع كافر ؟

فكان الجواب : " إذا كان الطعام حلالا جاز الأكل معه ، ولا سيما إذا دعت الحاجة إلى ذلك ؛ لكونه ضيفاً ، ولقصد دعوته إلى الإسلام ، ونحو ذلك ، مع بقاء بغضه في الله حتى يُسلم ".

انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة " (22/413).

ثالثاً :

لا يجوز للمسلم أن يجلس في مجلس تقام فيه شعائر الكفر وطقوسه ، فقد وصف الله المؤمنين بأنهم يتجنبون حضور مجالس المنكر ، فقال تعالى مبيناً صفات عباد الرحمن : ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) .

" والزور يشمل جميع أنواع المنكر" .

انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (15/317) .

فالجلوس معهم في حال آداء طقوسهم فيه مشاهدة وسماع للكفر والزور ، وهذا منكر لا يجوز الإقدام عليه ، لأن الجالس في مكانٍ يُفعل فيه المنكر مشارك للفاعل في الإثم إن استطاع تغيير المنكر ولم يفعل ، أو استطاع مفارقة المجلس ولم يفعل .

رابعاً :

قول السائل : ( ألا يُعتبرون بشراً تجب مراعاة مشاعرهم ، واحترام آرائهم ) ، جوابه : نعم هم بشر ، لكن ليس من الاحترام وحسن المعاملة أن يسكت المسلم على المنكر ويقره ، بل يلزمه الإنكار أو مفارقة مكان المنكر ، ثم الآراء التي تُحترم ، هي الآراء التي لها نصيبٌ وحظ من النظر والاجتهاد .

أما العقائد الباطلة والديانات المحرفة ، والأقوال المنكرة ، والأفعال المستقبحة ، فلا قيمة لها في ميزان الشريعة ، ولا يقر أصحابها عليها.

فهل نحترم رأي من يتطاول على ذات الله جل جلاله ، ويصفه بأقبح الأوصاف !! .

أم نحترم رأي من يطعن في القرآن ويشكك في مصداقيته وإعجازه ، أم نحترم رأي من يزعم أن لله زوجة وولداً .
أم نحترم رأي الهندوس القائلين بوجود أكثر من إله لهذا الكون

ويقدسون البقر ، ويقيمون لها التماثيل في المعابد والمنازل والميادين ، ونراعي مشاعرهم فلا نسيء للبقر ، ولا نُقدم على ذبحها وأكلها !!

أم نحترم رأي الداعين إلى عبادة الشيطان وتعظيمه ، ونراعي مشاعرهم فلا نشتم الشيطان ولا نذكره بسوء !! .

إن الرأي الذي يحترم هو الرأي الذي لا يصادم كتاب الله ، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وإن المؤمن يغار على ربه ونبيه وكتابه ، ويغضب حين تنتهك حرمات الله ، ولا تقر عينه أن ترى الشرك في مكان يجلس فيه .

ومع هذا فالمسلم يتعامل مع هؤلاء بالعدل والإحسان ، وينظر إليهم بعين الشفقة والرحمة ، والرغبة في هدايتهم لطريق الحق والنجاة .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
العقيدة الاسلامية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc