بنو أمية الذين بهم أعز الله بهم الإسلام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بنو أمية الذين بهم أعز الله بهم الإسلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-12-31, 19:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001 بنو أمية الذين بهم أعز الله بهم الإسلام

بنو أمية الذين بهم أعز الله بهم الإسلام

و لا خير في حاقد على بني أمية

سيد قطب نموذجا



***
كنت أتساءل عن سر حب الشيعة لسيد قطب
حتى إن إيران أصدرت طابعا عليه صورته.. و طبعا
أنا أعلم عنه - منذ سنوات طويلة - أنه يبغض بعضا من أصحاب رسول الله خاصة:
، معاوية، عمرو بن العاص..
لكني لأول مرة أنتبه أنه - في نفس كتابه الذي أسقط فيه خلافة عثمان - و اتهمه بالفساد.. (العدالة الاجتماعية) هناك أيضا
يتطاول على بني أمية، بل يصدر حكما عجيبا بحقهم، لا يجوز إلا لله
يقول سيد قطب:
فأمية - بصفة عامة - لم يعمر الإيمان قلوبهم، وما كان الإسلام لها إلا رداء - تخلعه وتلبسه - حسب المصالح والملابسات..
و طبعا سادة و مشاهير بني أمية هم:
1- أميرالمؤمنين عثمان بن عفان.. رضي الله عنه: ثالث من يضع قدمه في الجنة..
2- أبوسفيان رضي الله عنه..

3- كاتب وحي رسول الله.. و أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه..
4- أمير المؤمنين فاتح تركيا: يزيد بن معاوية رحمه الله..
5- أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان رحمه الله..
الذي مناقبه و إنجازاته و فتوحه أكثر و أكبر و أعظم من أن تعد أو تحصى..
6- أمير المؤمنين الوليد بن عبدالملك رحمه الله..
الذي لا يقل فضلا - و لا خدمة للإسلام و المسلمين - عن أبيه..
7- أمير المؤمنين سليمان بن عبدالملك رحمه الله
الذي وصلت جيوشه إلى الصين..
8- أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رحمه الله
الذي اشتهر برحمته و عدله.. رغم أن خلافته لم تتجاوز السنتين..
09- أمير المؤمنين هشام بن عبدالملك رحمه الله
الذي وصلت جيوشه إلى اليونان و بلغاريا و رومانيا و سائر دول أوربا الشرقية..
و لكم أن تتخيلوا سقوط هؤلاء الملوك و الفاتحين العظام.. عندئذ
لا يبقى لنا - في تاريخ الإسلام - مفخرة نفتخر ونعتز بها.. و هذا
أقصى ما تحلم به الدولة الفارسية المجوسية: إيران و عملاؤها و حلفاؤها..
و معجبوها و منهم جماعة الإخوان.. و زمؤسسها حسن البنا..
و مفكرها و منظرها الأكبر سيد قطب..
لكن السؤال الأهم هو:
1- كيف علم سيد قطب - و بعض من رددوا ترهاته، كالدكتور عبدالسلام الكبسي - ما في قلوب و نفوس و ضمائر بني أمية؟
2- و من أخبره و بأي دليل و وسيلة عرف
أنهم كانوا يظهرون الإسلام.. و لكن كانوا - في حقيقة أمرهم -
يبطنون الكفر؟! علما
بأن هذا أمر لا يمكن أن يطلع عليه إلا الله وحده..
و حتى رسول الله لم يكن يعلم ما في قلوب البشر.. قال تعالى:
{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }التوبة101
فكيف علم ما في قلوب بني أمية
سيد قطب؟



منقول للأمانة ببعض التصرف









 


رد مع اقتباس
قديم 2014-12-31, 20:28   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










Hourse

مِنْ فَضَائِلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان

أُلْقيت يوم الجمعة 30 ذي القعدة 1429هـ الموافِق ليوم: 28 نوفمبر2008م.

سَنَتَكَلَّمُ اليومَ - بإذنه تعالى وتوفيقه- عن رجلٍ من السَّابقين الأوَّلين، الَّذين أَحرَزُوا فَضْلَ السَّبْقِ، هو ثالثُ الرَّجلين، والخليفةُ مِنْ بَعْدِ الشيخين؛ أبي بكر وعمر؛ هو عثمان بن عفان (رضوان الله عليه):

ـ هو عثمان بن عفَّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يجتمع [نسبُهُ] معَ [نَسَبِ] النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم) في عبدِ مناف.
أُمُّ أُمِّهِ: هي شقيقة عبد الله والدِ النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم)، أُمُّ أُمِّ عثمان هي عمَّةٌ للنَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم)، فكان عثمان إِذَنْ: ابنَ بنتِ عمَّةِ النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم)، وكان النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) ابنَ خالِ والدتِهِ، [كان عثمان مُحَبَّبًا مِن رسولِ الله، كريمًا عليه، وقد] زَوَّجَهُ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) ابنتَه رُقيَّة، وقَد وَلدت لهُ ابنًا اسمُه عبد الله، وقد مَات صغيرًا.
ـ أَسلمَ عثمانُ قديمًا على يدي أبي بكرٍ الصِّدِّيق، فكان ممَّن سَبَقَ، وممَّن استجابَ للهِ ولرسوله، وآمن بما بُعِث بهِ (صلى الله عليه وسلم)، وهاجر الهِجرتين: هجرة الحبَشة وهجرة المدينة، وصحبَ رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم) وبَايَعهُ على أَحسنِ ما تكونُ الصُّحبَة.
ـ أمَّا هِجرةُ الحبَشة فإِنَّ النَّبيَّ (صلى الله عليه وسلم) قالَ لأَصحابه لمَّا رأى المُشركين يُؤذُونهم ولا يَستطيع أن يَكُفَّهُم عنهُم «إن بالحبشة ملكًا لا يظلم عنده أحد فلو خرجتم إليه حتى يجعل الله لكم فرجًا»، فكان أول من خرج منهم عثمان بن عفان ومعه زوجته رقية بنت رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، ولما «أبطأ على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خبرهما، فقدمت امرأة فقالت: لقد رأيتهما وقد حمل عثمان امرأته على حمار، فقال: صحبهما الله، إنَّ عثمان لأول من هاجر بأهله بعد لوط». وكانت عِدَّةُ مُهاجرة الحبشة: أحدَ عشرَ رجلاً وأربع نسوة[1]
ـ وفي السنة الثانية من الهجرة ماتت رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والنبي في غزوة بدر، وقد خلفها وهي مريضة، فأمر زوجها عثمان بأن يبقى عندها في المدينة يمرضها ويداويها، قال ابن عمر: «وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكانت مريضة، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إن لك أجر رجل ممن شهد بدرًا وسهمه»»، فهو معدودٌ فيمن شهد بدرًا.
ويقول عروة: «خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) عثمان وأسامة بن زيد على رقية في مرضها لما خرج إلى بدر، فماتت رقية حين وصل زيد بن حارثة بالبشارة، وكان عُمْرُ رقية لما ماتت عشرين سنةً»[2]
ـ ثم زوَّجَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عثمان بابنته أمّ كلثوم: فلذا لقب عثمان بـ«ذو النورين»، وقد جاء في بعض الآثار: أن الله تعالى لم يجمع لأحد بنتي نبيّ منذ خلق آدم إلاَّ لعثمان (رضوان الله عليه). (وهذا يدل على شدة حبِّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له، وثقته به، وسمو مكانته عنده) [3]
ـ من مناقبه: أنه «جاء من أوجهٍ متواترة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بَشَّرَهُ بالجنة وعدَّهُ من أهل الجنة، وشهد له بالشهادة»[4]
ـ روى أنسٌ قال: «صعد النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) أُحُدًا (وهو الجبل المعروف بالمدينة) ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف، فقال: «اسكن أُحُدُ – أظنه ضربه برجله-فليس عليك إلاَّ نبي وصديق وشهيدان»»[5]
ـ ومن مناقب عثمان: أن أبا بكر أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو في بيته مضطجعا كاشفا عن فخذيه أو ساقيه أو ركبتاه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحالة، فجلس أبو بكر، ثم دخل عمر، ثم دخل عثمان فغطاها،... دخل عثمان فجلس النبي (صلى الله عليه وسلم) وسوَّى ثيابه، فقالت له عائشة في ذلك، فقال: «ألا أستحيي من رجلٍ تستحيي منه الملائكة»، وفي رواية لمسلم: أنه (صلى الله عليه وسلم) قال في جواب عائشة: «إن عثمان رجلٌ حَيِيٌّ، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحالة لا يُبْلِغُ إليَّ في حاجته»[6]، وروي عنه (صلى الله عليه وسلم) قوله: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأَشَدُّهَا حياءً عثمان...»
ـ ومن مناقبه: أنه عرض القرآن على النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال الشعبي: «لم يجمع القرآن أحدٌ من الخلفاء من الصحابة غيرُ عثمان»[7]
ـ من مناقبه: أن الله تعالى فتح على يدي عثمان «كثيرًا من الأقاليم والأمصار، وتوسعت المملكة الإسلامية، وامتدت الدولة المحمدية، وبلغت الرسالة المصطفوية في مشارق الأرض ومغاربها، وظهر للناس مصداق قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾[النور:55] وقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾[التوبة:33]، وقوله (صلى الله عليه وسلم): «إذا هلك قَيْصَرُ فلا قَيْصَرَ بعده، وإذا هلك كِسْرَى فلا كِسْرَى بعده، والذي نفسي بيده لَتُنْفِقُنَّ كنوزهما في سبيل الله»، وهذا كله تحقق وقوعه وتأكَّد وتوَطَّدَ في زمان عثمان رضي الله عنه»[8]
ـ «من مناقبه الكبار وحسناته العظيمة أنه جمع الناس على قراءة واحدة، وكتب المصحف على العرضة الأخيرة، التي درسها جبريل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في آخر سِنِي حياته»، وذلك لما رأى الأمة تختلف في كتاب ربها، «فعند ذلك جمع عثمان الصحابة وشاورهم في ذلك، ورأى أن يكتب المصحف على حرف واحد، وأن يجمع الناس في سائر الأقاليم على القراءة به، دون ما سواه، لما رأى في ذلك من مصلحة كفّ المنازعة، ودفع الاختلاف»[9].
الخطبة الثانية:
«كان عثمان كريم النفس، جوادًا بماله، سَخِيَّ اليد في طاعة الله عزَّ وجلَّ وإعْلاءِ دينه، حتى إنه بذل في تجهيز جيش العُسْرَةِ من ماله ما لم يبذله أحد»[10]
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة العسرة: «من يُنْفِقْ نَفَقَةً مُتَقَبَّلَةً؟»، «والناس يومئذ مُعْسِرُون مَجْهُودون (لأنَّ المسافة بعيدة، والزمانَ زمانُ صَيْفٍ قائظٍ)، فجهَّزَ عثمان ثلث ذلك الجيش من ماله»[11]، بل قد جهز الجيش كُلَّهُ: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من جهَّزَ جيش العُسْرَةِ فله الجنة فجهزه عثمان» جهَّزَهُمْ (حتى لم يفقدوا عقالاً ولا خطامًا؟!)[12] لم يُحْوِجِ الجيشَ والأجنادَ إلى شيءٍ! يحتاجونه في سفرهم البعيد إلى«تبوك»!، وفي بعض الأحاديث: أنَّ عثمان أعان فيها بثلاثمائة بعير، وفي حديث آخر: أنَّ عثمان أتى فيها بألف دينار فصبَّها في حجر النبي (صلى الله عليه وسلم) [13] فجعل رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) يُقَلِّبُهَا، وهو يقول: «ما ضَرَّ عثمان ما صنع بعد اليوم».
ـ «ومن مسارعته إلى البذل ابتغاء وجه الله»[14]: شراؤُهُ لبئر «رومة» وجعلها وقفًا على المسلمين، فـ«رومة» كانت بئرًا «لم يكن يُشرب منها إلا بثمن»، فاشتراها عثمان بماله، فجعلها «للغنيِّ والفقير وابن السبيل»، وذلك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «من يبتاع بئر «رومة» غفر الله له؟»، فابتاعها بكذا وكذا، فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: قد ابْتَعْتُهَا، فقال: «اجعلها سقايةً للمسلمين وأجرها لك»[15]
ـ وعن أبي هريرة قال: «اشترى عثمان من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الجنة مَرَّتَيْنِ: يومَ رُومة، ويومَ جيشِ العُسْرَةِ»[16].
ـ ومن هذا القبيل[17]؛ أن عثمان اشترى موضعًا قُرْبَ مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ليُزَادَ ذلك الموضع في المسجد: صحَّ: «أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «من يبتاع (أي: يشتري) مِرْبَدَ بني فلان (أي: موضع تحبس فيه الإبل)، غفر الله له؟»، فابتاعه[عثمان] بعشرين ألفًا أو خمسة وعشرين ألفًا»، فأتى عثمان النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له: قد ابْتَعْتُهُ (أي: اشتريته)، فقال: «اجعله في مسجِدِنَا وأجْرُهُ لك» »[18].
فهكذا كانت مواقفُ عثمان (رضي الله عنه) في بَذْلِهِ من ماله في سبيل الله، وطاعةً لله وإعلاءِ كلمة الله، فَلَيْتَنَا -أيها المسلمون!-، لَيْتَنَا نَقْتدي بعثمان في الإنفاق في سبيل الله، ولأجلِ إِعْلاَءِ كلمة الله!، وخدمة دين الله، ونُصرة الدعوة الإسلامية، ولْنَنْظُرْ -معاشر المسلمين!-في أحوالنا، أين تذهب أموالنا؟!وأين تضيع نفقاتنا؟!إلاَّ ما رحم الله!... فَأَيُّنَا حَدَّثَتْهُ نفسُهُ: أن يقتطع شيئًا أو نصيبًا من ماله، فضلاً عن أن يُؤْثِرَ الأكثر والقسط الأكبر، لخدمة هذا الدين؟! ونصرته، والحفاظ على المسلمين، لا نقولُ: بذلاً للمال لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، بلْ: بذلٌ من قليلِ المال لا كثيرِهِ، للحفاظ على دين المسلمين، وعقيدة المسلمين، وإننا سمعنا وسمعتم كما سمع الناسُ جميعًا بالمكائد والمُرَاوَدَات والمُؤَامَرَات التي يَتَعَرَّضُ لها أبناء المسلمين في بعض المناطق مِنْ بلادنا! حتى يُخْرَجُوا مِنْ دينهم، ويُكفرُوا، ويَرْتَدُّوا عن مِلَّتِهِمْ، إن هؤلاء ممن يُسَمَّوْنَ بالمُبَشِّرِين وإنما يُبَشِّرُونَ بالنار وبالكفر، لا زالوا يُرَاوِدُونَ أبناء المسلمين وبناتهم على دينهم!ويُسَاوِمُونَهُمْ على عقيدتهم حتى يَرْتَدُّوا، ويكفروا بإسلامهم، و ينقلبوا على أعقابهم؛ فَيُرَتِّبُونَ أموالاً، ويُمَنُّونَ هؤلاءِ الضعاف من المسلمين بمُغْرِيَاتٍ حتى يُقْبِلُوا عليهم وعلى ديانتهم!...
فأين الغيورون على الإسلام؟!، أَيْنَ مَنْ يَغَارُ على دين الله، ويَغَارُ في ذات الله؟! ويَغَارُ على إخوانه هؤلاء؟! ...
فَمَنْ مِنَّا -عباد الله!- حَدَّثَتْهُ نفسُهُ أن يَبْذُلَ شيئًا من ماله قليلٍ أو كثير، يُبَلِّغُهُ إلى هؤلاء، حتى يحفظ عليهم دينهم، وعقيدتهم؛ مِنْ نَشْرِ كتابٍ نافع، أو شريط، يَحْميهم ويُحَصِّنُهُمْ، فيُعَرِّفهُمْ بدينهم وبفضائله ومزاياه، مما يجهلونه ولا يعرفونه! ليزدادُوا تمسُّكًا على تمسُّكِهِمْ بدينهم، وحتى يُنَبِّهَهُمْ إلى مواطن الخطر، ويَدُلَّهُمْ على مزالق الشرّ، التي تُرَادُ بهم، أين مَنْ يَجْعَلُ نصيبًا من ماله لهؤلاء المسلمين؟!، يَكُفُّ عنهم شيئًا، ويَسُدُّ خَلَلاً مِنْ دُنْيَاهُمْ، حتى لا يُحْوَجُوا إلى شيءٍ مما يعطيهم إياه أولئك الذئاب الذين إنْ أعطوهم شيئًا من المال، أو أعانوهم بشيءٍ من الطعام أو اللباس، فإنما يريدون مقابل ذلك ما هو أعظم وأغلى ما عند هؤلاء: وهو دينهم!
فعلى كل واحدٍ مِنَّا: أن يَحْمِلَ هَمًّا لنُصْرَةِ إخوانه؛ أن يَغَارَ عليهم، وأن يكون في قلبه شيءٌ من الحُرْقَةِ والغيرة على دين الله، والغَيْرة على إخوانه المسلمين.
فهذا عثمان (رضي الله عنه): أَخَذَتْهُ الغَيْرة لله، وطلبُ إعلاء كلمة الله، أنْ تبقى تلكم (البئر) لذاك اليهودي يُساوم فيها المسلمين، ويَسْتَذِلُّهُمْ ويَتَرَفّعُ عليهم مقابل ثمنٍ، حتى يَسْتَقُوا ويشربوا منها، فأراح عثمان المسلمين، أراحهم من ذلك التَّسَلُّط فاشترى البئر من ماله، وجعلها لكلِّ المسلمين،
فَيَا لَيْتَنَا: تَتَحَرَّكُ قلوبنا؛ فنقتدي بأولئك الرِّجال في العمل للدِّين، وإِعلاء كلمته ونُصرة المسلمين، نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا ممَّنْ يَسْتَمِعُ القولَ فَيَتَّبِعُ أَحْسَنَهُ، أقول قولي هذا وأستغفر الله...


[1] - انظر: «فتح الباري»(7/188).
[2] - «فتح الباري»(7/59).

[3] - «الخلفاء الراشدون» لعبد الوهاب النجار(ص:197).

[4] - «الإصابة» للحافظ ابن حجر(2/455).

[5] - «الفتح»(7/53).

[6] - انظر: «فتح الباري» (7/55).

[7] - «سير الخلفاء الراشدين» للحافظ الذهبي(ص:155).

[8] - «البداية» للحافظ ابن كثير(7/161).

[9] - «البداية»(7/174).

[10] - «الخلفاء الراشدون» لعبد الوهاب النجار(ص:197).

[11] - «صحيح موارد الظمآن»(رقم:1843).

[12] - «صحيح الموارد»(رقم:1845).

[13] - «الفتح» (7/54).

[14] - «الخلفاء الراشدون» لعبد الوهاب النجار(ص:197).

[15] - «صحيح الموارد»(رقم:1845).

[16] - «سير الخلفاء الراشدين» للحافظ الذهبي(ص:153).

[17] - «الخلفاء الراشدون» لعبد الوهاب النجار(ص:197).

[18] - «صحيح الموارد»(رقم:1845).










رد مع اقتباس
قديم 2014-12-31, 20:38   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B18

نثر الريحان في الذبّ عن الصحابي أبي سفيان



إن ممّا اتفقت عليه الأمة المحمدية جمعاء , أن من أوجب الواجبات عليها : الذبّ عن أعراض صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم , فهم أولياء الرحمن و سكان الجنان , أفضل الأمم بعد الأنبياء و خير من اتبع الرسل من الأوفياء , طيب الله قلوبهم , ورفع الله من أقدارهم , مناقبهم مسطورة في كتاب الله الجليل و من قبله في التوراة و الإنجيل , لا يزدريهم إلا من جهل قدر التوحيد , و لا ينتقصهم إلا مستخف بشرائع رب العبيد .
و إن من ألئك البررة الكبار , و الأتقياء الأخيار . الذي نالته أكثر ألسنة الفجار من الروافض الأشرار و أتباعهم من المفكرين الجهال , جهل فضائله و مناقبه أكثر الناس , و هذا مما لا يضره حتما , بل هي من كراماته العجيبة التي شاركه فيها إخوانه أصحاب الولاية و أهل الديانة و الهداية
وذلك فضل الله يؤتيه من ياشا
صاحب الشرف و الفخر , ورفيع النسب و القدر هو :
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب من لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة أبو سفيان القرشي الأموي و الد معاوية له صحبة مشهور باسمه وكنيته, و كان يكنى أيضا أبا حنظلة.
وأمه صفية بنت حزن الهلالية عمة ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم, و لد قبل الفيل بعشر سنين وكان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين. وهو والد معاوية.
سيد البطحاء و أبو الأمراء
كان من أشراف قريش في الجاهلية ومن دهاة العرب ومن أهل الرأي والشرف فيهم.
قيل لأبي سفيان بن حرب : ما بلغ بم من الشرف ما ترى ؟ قال : " ما خصمت رجلا إلا جعلت بيني و بينه للصلح موضعا " كانت إليه راية الرؤساء المعروفة بالعقاب و كان لا يحبسها إلا رئيس , فإذا حميت الحرب اجتمعت قريش فوضعت الراية بيد الرئيس
وكان ربعة دحداحا ذا هامة عظيمة.
و كان يقال : كان أفضل قريش في الجاهلية رأيا ثلاثة : عتبة , أبو جهل , و أبو سفيان
أسلم عام فتح مكة بمرّ الظهران قبل فتحها
- قال النووي – رحمه الله - : (وإسلام أبي سفيان سنة ثمانية يوم الفتح مشهور لا خلاف فيه (تهذب الأسماء و اللغات)

قال ابن الجوزي رحمه الله : ( ثم استقر إيمانه و قوي يقينه (المنتظم رقم 261)
و قد خرج إلى مكة بعد أن أسلم فنزل بها ثم رجع إلى المدينة فمات بها
قال المدائني : مات سنة أربع وثلاثين فعاش ثلاثا وتسعين سنة, وقيل مات وهو ابن ثمان وثمانين
و صلّى عليه عثمان رضي الله عنه ودفن بالبقيع
) انظر ترجمته في : ( الإصابة: 4066 ) و ( الاستيعاب رقم 1204 و في الكنى175 ) و ( سير أعلام النبلاء رقم 13 ) و (أسد الغابة رقم 2486 و 5968)و(تهذيب الكمال 2862 وفي الكنى) و (تاريخ دمشق رقم 2931) و (المنتظم لابن الجوزي رقم 261)
فضائل أبي سفيان – رضي الله عنه –
1 - فضيلة عظيمة وهي رؤيته لرسول الله صلى الله عليه و سلم :
و يالها من منقبة حازها هذا الصحابي الجليل – فوالله – لو لم يكن له سواها لكفته في وجوب تعظيمه و توقيره فكيف إذا انضافت إليها فضائل أخر
ومّما يجب التنبيه عليه : هو أن هذه من المسائل المهمة التي تغافل عنها كثير من الناس و هي أن فضل مشاهدة النبي صلى الله عليه و سلم و مجالسته تكفي في علو رتبة من نالها و لو لم تثبت في حقه فضائل خاصة , و هذه بلا شك قد لحقت بأبي سفيان رضي الله عنه فكفاه فخرا بها و كفاه علوّا بإدراكها
- قال الإمام أحمد - رحمه الله - :
( فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذي لم يروه و لو لقوا الله بجميع الأعمال ... و من رآه بعينه و آمن به و لو ساعة أفضل بصحبته من التابعين و لو عملوا كل أعمال الخير(شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة للالكائي 1/180(
- قال تعالى : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح و قاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد و قاتلوا وكلا وعد الله الحسن
قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله – في " تفسيره 6/552 " : (وكلا وعد الله الحسنى
و إنما نبه بهذا لئلا يُهدر جانب الآخر بمدح الأول دون الآخر فيتوهم عندهم ذمه فلهذا عطف بمدح الآخر و الثناء عليه مع تفضيل الأول عليه
فموتوا بغيظكم يا زمرة الضلال , فأبو سفيان من الموعودين بالحسنى من رب العالمين ولا يشك في هذا من عرف للصحب قدرا
2 - من أعظم فضائله : قرابته من النبي صلى الله عليه و سلم :
و العجب لا ينقضي من خفاء هذه الفضيلة على جمهور الأمة ,لأن أبا سفيان يعدّ من قرابة النبي صلى الله عليه و سلم بلا ريب و لا مرية,فيجتمع مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في جدّه : ( عبد مناف ) و هذا يعتبر من المباحث المهمة التي لم يفرّط فيها أهل الحديث في مصنفاتهم لعظم هذه المنقبة , فحمدا لله على تكريمه لصحابة نبيه صلى الله عليه و سلم
- قال أبو عبد الله الحاكم - رحمه الله – في " معرفة علوم الحديث 492 – 495 " : ( بعد أن ذكرت الخلفاء الأربعة أذكر قوما يخفى على أكثر الناس ما يجمعهم و رسول الله صلى الله عليه و سلم من النسب
- ثم قال – رحمه الله - : ( و أنا أستعين بالله عز و جل على تلخيص نسب النبي صلى الله عليه و سلم بأبي هو و أمي ثم الدلالة على جماعة من الصحابة و التابعين فمن بعدهم من أئمة المسلمين يلقون رسول الله صلى الله عليه و سلم في نشبه و الإشارة إلى الجد الذي يلقون رسول الله صلى الله عليه و سلم )
- ثم قال – رحمه الله - : ( و أما سعيد بن العاص الأكبر فإنه يجمعه و رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد مناف فإنه سعيد من العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف )
- قال السخاوي - رحمه الله – في " استجلاب ارتقاء الغرف 1/284 " : ( خاطب العباس رضي الله عنه النبي صلى الله عليه و سلم في أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بقوله : إنّه ابن عمّيّا .. و هو كذلك فإنّ عبد شمس هو أخو هاشم و المطّلب )
- قال الحافظ – رحمه الله - : ( و يؤيد هذا ما في آخر الرواية الثالثة حيث قال : " و إن كان لابد لأن يربني بنو عمي أحب إلي من أن يربني غيرهم " فإن بني عمه هم بنو أمية بن عبد شمس بن عبد مناف لأنهم من بني عبد المطلب ابن عم أمية جد مروان بن الحجم بن أبي العاص) فتح الباري 8/417 " كتاب التفسير و هذا بإشارة من محقق " استجلاب ارتقاء الغرف " (

- ثم قال السخاوي – رحمه الله – بعدما ذكر أباسفيان و بعض الصحابة " 1 /287 " : ( و هؤلاء ممن يشملهم اسم القرابة بل قيل في العترة : - وهي بالمثناة - إنهم الأقربون و الأبعدون معا )
- روى البخاري في صحيحه(3503) عن عروة قال : " ذهب عبد الله بن الزبير من أناس من بني زهرة إلى عائشة و كانت أرق شيء عليهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه و سلم "
- قال الحافظ - رحمه الله – " الفتح 9 / 630 " : ( أنهم إخوة قصيّ بن كلاب بن مرة و هو جد والد جد النبي صلى الله عليه و سلم )
قال تعالى : { إلا المودة في القربى } قال ابن عباس : " أن حفظوني في قرابتي) رواه ابن أبي عاصم في السنة برقم 1545 و قال المحقق الشيخ الدكتور باسم الجوابرة – وفقه الله - : ( إسناده حسن(

- قال محب الدين الطبري - رحمه الله – في " الرياض النضرة 1/ 209 " :
( بيان فصيلة اجتماعهم في نسب رسول الله صلى الله عليه و سلم )
- قال الذهبي - رحمه الله – في " السير رقم 23 " في ترجمة أم حبيبة رضي الله عنها :
( و هي من بنات عمّ الرسول صلى الله عليه و سلم ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها .. )
- قال العلامة محب الدين الخطيب - رحمه الله - : ( منقبة عظمى … كان أبو سفيان من أول من يمت إلى النبي صلى الله عليه و سلم بالمودة في القربى و أحد المخاطبين في آية الشورى { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } و قد تبودلت هذه المودة في القربى بين النبي صلى الله عليه و سلم و أبي سفيان قبل إسلام أبي سفيان فأهدى النبي صلى الله عليه و سلم إليه تمر عجوة و أرسله إليه مع عمرو بن أمية بن خويلد الضمري فقبل أبو سفيان الهدية و أهدى إلى النبي صلى الله عليه و سلم في مقابل ذلك أدم) المنتقى ص 265- 266 تعليق 3(
3 - أبو سفيان هو صهر رسول الله صلى الله عليه و سلم فأكرم بها من فضيلة :
فضيلة كبيرة من فضائله النيرة و منقبة نادرة من مناقبة الخيرة مصاهرته لرسول الله صلى الله عليه و سلم
- روى مسلم في صحيحة (2501 ) حديث ابن عباس – رضي الله عنهما : " أن أباسفيان قال للنبي صلى الله عليه و سلم : يانبي الله ثلاث أعطنيهنّ قال : نعم قال : عندي أحسن العرب و أجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوَجكها قال : نعم قال : معاوية تجعله كاتبا بين يديك قال : نعم قال : وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتلا المسلمين قال : نعم "
فجعل الإمام النووي عليه ( باب فضائل أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه ) ( شرح النووي 15/62 )
- قال العلامة صديق حسن خان - رحمه الله – في " السراج الوهاج 7/ 202 " :
( فيه فضيلة ظاهرة لأبي سفيان )
و الحديث ظاهر الإشكال عند أهل العلم لأن النبي صلى الله عليه و سلم تزوج أم حبيبة رضي الله عنها قبل إسلامه إتفاقا , وقد وُجه الحديث بأكثر من توجيه و لعل أفضل التوجيهات توجيه الحافظ ابن كثير – رحمه الله - حيث قال في " الفصول من سيرة الرسول311 /312 " :
( و الصحيح في هذا أن أباسفيان لما رأى صهر رسول الله صلى الله عليه و سلم له شرفا أحب أن يزوجه ابنته الأخرى و هي عزّة و استعان على ذلك بأختها أم حبيبة كما أخرجا في الصحيحين عن أم حبيبة .... و يكون قد و قع الوهم من بعض الرواة )
- قال تعالى : { عسى الله أن يجعل بينكم و بين الذين عاديتم منهم مودّة) الممتحنة 7(
- قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : ( كانت المودة التي جعل الله بينهم تزويج النبي صلى الله عليه و سلم أم حبيبة بنت أبي سفيان فصارت أم المؤمنين ) " الدر المنثور 6/305 "
قال مجاهد : " مصاهرة النبي صلى الله عليه و سلم إلى أبي سفيان بن حرب " " تاريخ دمشق 25/303 "
- قال ابن كثير - رحمه الله – في " تفسيره 6/ 627": ( قال مقاتل ابن حيان: إن هذه الآية نزلت في أبي سفيان صخر بن حرب, فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ابنته فكانت هذه مودة ما بينه وبينه ..... و قال ابن شهاب وهو من أنزل الله فيه: {عسى الله أن يجعل بينكم..}
- قال قوام السنة الأصبهاني – رحمه الله – في " الحجة في بيان المحجة (2/570) " :
( قال أهل التفسير: نزل قوله تعالى: {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة} في أبي سفيان )
و قد جاء في بعض الآثار - الله أعلم بصحتها – ما يثبت أن مصاهرة النبي صلى الله عليه و سلم تحرم النار على الرجل وبوب عليها بعض أهل العلم منهم :
الإمام الهيثمي-رحمه الله – في " مجمع البحرين 7/21 " حيث قال :
(باب فضل أصهار رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه )
- وأيضا محب الدين الطبري - رحمه الله - في " الرياض النضرة 2/114 " :
( مصاهرته صلى الله عليه و سلم و المصاهرة إليه موجبة للجنة محرمة على النار )
4 - فضيلة ظاهرة لأبي سفيان كونه قرشيا :
ولفشوّ الجهل بمذاهب أهل السنة تجد كثيرا من الناس لا يدرك أن من الفضائل المسطّرة في كتب أئمة الإسلام كون الصحابي من قريش , فتكون منقبة بمفردها, و أكرم بها و أنعم من فضيلة كبيرة و كيف لا وقد جاء مدحها على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم
- قال البخاري رحمه الله : ( باب مناقب قريش )
ثم ساق حديث "3504 " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله رصلى الله عليه و سلم :
" قريش و الأنصار و جهينة و أسلم و أشجع و غفار مواليّ ليس لهم مولى دون الله و رسوله "
- قال الترمذي رحمه الله : ( باب فضل الأنصار و قريش )
ثم ساق حديث " 3905" عن محمد بن سعد عن أبيه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من يرد هوان قريش أهانه الله "
و ساق أيضا حديث "3908 "عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" اللهم أذقت أول قريش نكالا فأذق آخرهم نوالا "
فيا لها من منقبة عظيمة يسعد بها أهل الإيمان , و يدخل فيها كل من كان قرشيا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم , و لا نشك طرفة عين أن أباسفيان رضي الله عنه ممن حاز هذا الفضل و من دخل في دعوة رسول الله صلى الله عليه و سلم على من أراد هوانه , فهو رضي الله عنه ممن أصابهم النوال و الخير و البركة
5 - تشريف داره المباركة :
قال النبي صلى الله عليه و سلم يوم الفتح : " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن " رواه مسلم
قال ثابت البناني: " إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن» لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوذي وهو بمكة فدخل دار أبي سفيان أمن " ) تهذيب الكمال 2862(
6 - إكرام رسول الله صلى الله عليه و سلم له بالعطيّة :
- قال الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله – في " الإستيعاب 1204 " : (أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية,قال: "والله إنك لكريم فداك أبي وأمي والله لقد حاربتك فنعم المحارب كنت ولقد سالمتك فنعم المسالم أنت جزاك الله خيرا )
7 - تولية رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي سفيان رضي الله عنه في حياته :
قال الحافظ ابن عبد البر – رحمه الله – في نفس المصدر السالف :
(واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على نجران فمات صلى الله عليه وسلم وهو وال عليها)
- قال شيخ الإسلام- رحمه الله – في" المجموع 4/454 " : ( و قد استعمل النبي صلى الله عليه و سلم أباسفيان بن حرب أبا معاوية على نجران نائبا له و توفي النبي صلى الله عليه و سلم و أبو سفيان عامله على نجران )
- قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في " التهذيب 3004 " : (ولاه صدقات الطائف)
و ذكره ابن القيم – رحمه الله - من أمرائه صلى الله عليه و سلم كما في "زاد المعاد 1/137 "
- و ذكر ابن كثير – رحمه الله - أن تأميره في زمن النبي صلى الله عليه و سلم يعتبر محفوظا كما في " البداية و النهاية 5/292 "
و ذكره القسطلاني – رحمه الله - أيضا من أمراء النبي صلى الله عليه و سلم كما في " المواهب اللادنية 2/155 "
- قال ابن عساكر – رحمه الله – في " تاريخه رقم 2931 " :
( و استعمله النبي صلى الله عليه و سلم على إجلاء اليهود كما قال أبو علي , وذكر ابن المسيب أن النبي صلى الله عليه و سلم جعله على سبي حنين )
- قال الحافظ - رحمه الله – في " الإصابة 4066 " : (وذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم وجّهه إلى مناة فهدمها)
- قال العلامة العراقي – رحمه الله - في " ألفيته بيت 985 " :
كذلك قد ولّى أباسفيانا ...... صخر بن حرب بعد ذا نجرانا
8 - وكان كاتبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
ذكره ابن سيد الناس - رحمه الله - في " عيون الأثر 2/395 "من كتّاب النبي صلى الله عليه و سلم
و كذلك العلامة العراقي – رحمه الله - فقال في " ألفيته بيت 790 " :
حذيفة بريدة أبانا ........... ابن سعيد و أباسفيانا
و ذكره القسطلاني – رحمه الله - ضمن كتاب النبي صلى الله عليه و سلم كما في " المواهب 2/128 "
9 - جهاده و عظيم شجاعته يوم اليرموك و يوم الطائف :
روى بن سعد بإسناد صححه الحافظ في (الإصابة3/334) :
عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: "فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا صوت رجل يقول: "يا نصر الله اقترب" قال: "فنظرت فإذا هو أبو سفيان".
10- تحريضة للمؤمنين على الجهاد في سبيل الله :
- قال الحافظ ابن عبد البر – رحمه الله - " الإستيعاب 1204 " :
(قال يوم اليرموك: الله الله فإنكم ذادة العرب وأنصار الإسلام وإنهم ذادة الروم وأنصار المشركين اللهم هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك على عبادك )
قال ابن الأثير – رحمه الله – " أسد الغابة 5968 " :
(وشهد اليرموك وكان هو قاص جيش المسلمين يحرضهم ويحثهم على القتال )
- قال الإمام الذهبي – رحمه الله – " السير13 " : ( فإن صح هذا عنه فإنه يغبط بذلك)
11 - دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان :
- قال الحافظ – رحمه الله – " الإصابة 4066 " : (رمي يوم الطائف وقيل يوم اليرموك ففقئت عينه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :"هذه عيني أصيبت في سبيل الله" قال:«إن شئت دعوت فردت عليك وإن شئت فالجنة» قال: "الجنة".)
- قال العلامة محبّ الدين الخطيب – طيّب الله ثراه – " المنتقى 265- 266 تعليق 3 " :
( و جاهد مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة حنين و في فتح الطائف و في جهاد الطائف أصيبت عين أبي سفيان بسهم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن شئت دعوت لك فرد الله عليك عينك و إن شئت صبرت و لك الجنة فقال أبوسفيان و هو في ذلك الألم الشديد الذي لا يمكن أن يشعر به على حقيقته إلا من أصيب بمثله : بل أختار الجنة قلت : و هذه عدة له و عده بها النبي صلى الله عليه و سلم في أكمل العبادات و هو الجهاد فأبو سفيان في الجنة و أنف كل من يسوؤه ذلك في الحضيض ...) رحمة الله عليه من عالم صادع بالحق , غيور على أعراض الصحب الكرام
12 - مكانتة الجليلة عندالخلفاء :
- قال الإمام الذهبي – رحمه الله - " سير أعلام النبلاء رقم 13 " :
(كان عمر يحترمه وذلك لأنه كان كبير بني أمية, كانت له منزلة كبيرة في خلافة بن عمه عثمان)
13 - أول من قاتل زمن الردّة :
- قال أبوهريرة – رضي الله عنه - :
( أول من قاتل أهل الردّة على إقامة دين أبو سفيان بن حرب ) " الدر المنثور 6/305 "
- قال ابن أبي حاتم – رحمه الله – في" تفسيره 7/482 " : ( عن ابن شهاب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل أبا سفيان صخر بن حرب على بعض اليمن فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل فلقي ذا الخمار مرتدا فقاتله فكان أول من قاتل في الردة وجاهد عن الدين ... )
14 - روايته الأحاديث :
قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل رقم 1869 " : " باب تسمية من روي عنه العلم ممن اسمه صخر "
ثم قال : ( روى عنه ابن عباس سمعت أبي يقول ذلك )
قال الإمام المزّي – رحمه الله - " تهذيب الكمال 2862 " :
(روى عنه المسيب بن حزن والد سعيد ... روى له الجماعة سوى ابن ماجه حديث هرقل )
- قال الحافظ - رحمه الله – " الإصابة4066 " :
( روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه ابن عباس وقيس بن حازم وابنه معاوية )
15 - فضيلة تفرد بها :
و هي أن أم المؤمنين أم حبيبة الصحابية الجلية زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم تعدّ من بناته و كذلك كاتب الوحي و الصحابي الكبير معاوية رضي الله عنه و أيضا ابنه العظيم يزيد و كذلك زوجته الطاهرة هند بنت عتبة فرضي الله عن بيت الصحبة
المطاعن في أبي سفيان :
- ماكان منه قبل الإسلام :
قال سيد قطب : ( أبو سفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه و المسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ و الذي لم يسلم إلا و قد تقررت غلبة الإسلام فهو إسلام الشفة و اللسان لا إيمان القلب و الوجدان و ما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل .. و لقد ظلت العصبية الجاهلية تسيطر على فؤاده و قد كان أبو سفيان يحقد على الإسلام و المسلمين فما تعرض فرصة للفتنة إلا انتهزها) انظر الكتاب العجاب "مطاعن سيد قطب في صحابة رسول الله ضلى الله عليه و سلم " للعلامة الكبير الشيخ ربيع بن هادي – حفظه الله ومتع بصحته - ص 12)

و أستسمح القراء عذرا عن نقل مثل هذا الكلام السافل الذي يدل دلالة و اضحة على سوء المعتقد في أولياء الله و قد يطير لب العاقل عندما يلحظ أن هذا كلام خرج ممن ينتسب ظلما وزورا لأهل السنة فنعوذ بالله من الذل و الخذلان , و نستجير به سبحانه من الفضيحة و الخسران
و قد نزّهت أنظار أهل السنة من قبيح طعونات الرافضة في هذا الصحابي الجليل و ذلك أن كلامهم يمجه مجانين البشر , و إنما اكتفيت بكلام من يعد رمزا من رموز الأمة و شهيد من شهدائها كما يزعم الغوغاء من الناس
و الذي جعلهم يلهجون بجاهلية هذا الصحابي الكبير لأنهم أيقنوا بأن حسن إسلامه لم يترك لزبالة ألسنتهم منفذا إلا ما ظفروا به من الواهيات و الموضوعات التي لم تصح في حق هذا الولي الكبير
قال الإمام ابن الأثير - رحمه الله – في " أسد الغابة 6/139 " بعدما ذكر بعض الواهيات عنه :
( ونُقل عنه من هذا الجنس أشياء كثيرة لا تثبت )
ومن أمثلة ذلك ما نُسب إليه – رضي الله عنه – أنه كسر ثنية النبي صلى الله عليه و سلم وقد ردّ شيخ الإسلام هذه الفرية و أثبت خلاف ذلك راجع كلامه في " المنقى ص279 "
فأبو سفيان رضي الله عنه بشر لم تكتب له العصمة كغير من الصحابة و هذا هو مذهب أهل الإسلام و إنما اختلفوا عن سائر الناس بعظيم المغفرة التي وعدهم بها رب العزة و الجلال , وما أروع ما سطرته أنامل شيخ الإسلام عندما رقم قاعدة عظيمة القدر لا يخرج عنها واحد من الصحابة لا ينبغي أن نهمل ذكرها هنا – مع طولها - و إن اشتهرت بين أهل العلم و طلبته
- قال – رحمه الله - مخبرا عن مذهب أهل السنة في الصحب الأطهار :
( ويقولون : إن هذه الآثار المروية في مساويهم , منها ما هو كذب , ومنها ما قد زيد فيه و نقص و غير عن وجهه الصحيح , و الصحيح منه هم فيه معذورون : إما مجتهدون مخطئون , وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم و صغائره , بل تجوز عليه الذنوب في الجملة و لهم من السوابق و الفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر , حتى أنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم , لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم و قد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أنهم خير القرون , و أن المد من أحدهم إذا تصدق به كان كان أفضل من جبل أحد ذهبا ممن بعدهم , ثم إن كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه , أو أتى بحسنات تمحوه , أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد صلى الله عليه و سلم الذين هم أحق الناس بشفاعته أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه , فإذا كان هذا في الذنوب المحققة , فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين : إن أصابوا , فلهم أجران , و إن أخطأوا فلهم أجر واحد , و الخطأ مغفور ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم و محاسنهم من الإيمان بالله و رسوله , و الجهاد في سبيله و الهجرة و النصرة و العلم النافع و العمل الصالح و من نظر في سيرة القوم بعلم و بصيرة وما منّ الله عليهم به من الفضائل , علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لاكان و لا يكون مثلهم و أنهم هم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم و أكرمها على الله تعالى ) راجعه مع شرح الشيخ ابن العثيمين رحمه الله في " شرح الواسطية 618 – 624 "(

- فرحمه الله و غفر ذنبه – فوالله – و كأن الملك نطق على لسان شيخ الإسلام بهذه الدرر الغالية لو أن الأمة فهمتها غاية الفهم لارتاحت من متاعب الرافضة و أهل الجهل من المفكرين
و على هذا فكل لبيب ينظر إلى أبي سفيان بمنظار هذه القاعدة النورانية ( و لا عطر بعد عروس )
و أما ما كان منه رضي الله عنه في الجاهلية فلولا أن أقواما من أفجر خلق الله اقتحموا هذه الفترة تفتيشا وطعنا لما ألجأنا أنفسنا لذكرها لأنها أوضح من أن تذكر و أبين من أن تنشر
- قال قوام السنة الأصبهاني - رحمه الله - : ( قتال أبي سفيان كان قبل إسلامه, وإسلامه قد هدم ما كان قبله قال الله تعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}وقال النبي صلى الله علييه وسلم: " الإسلام يجب ما قبله " ..{فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} ) الحجة في بيان المحجة (2/570)
- قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : ( فصفوان و عكرمة و أبوسفيان كانوا مقدّمين للكفار يوم أحد رؤوس الأحزاب في غزوة الخندق ومع هذا كان أبو سفيان و صفوان وعكرمة من أحسن الناس إسلام ) منهاج السنة 4/429
- قال العلامة أحمد بن حجر آل بوطامي - رحمه الله - " العقائد السلفية 2 / 303 " :
( فعلم من هذه الآية أن من أسلم في يوم فتح مكة أو أسلم من بعده فهو من الذين شملتهم الآية كلها و لا سيما في ختامها { وكلاّ و عد الله الحسنى } أي الجنة , فلا مسوغ لمن يتكلم في معاوية أو في أبيه أبي سفيان ممن أسلموا يوم الفتح و بعده لأن الآية صريحة في ثناء الله عليهم مع تفاوت الدرجات
و أبو سفيان رضي الله عنه و إن كان قد حارب رسول الله صلى الله عليه و سلم و قاد الأحزاب و أصر على شركه و كفره حتى يوم الفتح لكنه بعدما أسلم حسن إسلامه حتى و لاه النبي صلى الله عليه و سلم نجران و حارب في الفتوحات التي كانت أيام أبي بكر و عمر رضي الله عنم و تزوج النبي صلى الله عليه و سلم ابنته أم حبيبة رضي الله عنها ..)
- قال العلامة محمود شاكر- رحمه الله - :
( أئمتنا من أهل هذا الدين لم يطعنوا فيهم و ارتضاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و ارتضى إسلامهم و أما ما كان من شأن الجاهلية فقل رجل و امرأة من المسلمين لم يكن له في الجاهلية مثل ما فعل أبوسفيان أو شبيه بما يروى عن هند إن صح ) المطاعن ص 18)
ومن الباطل الذي تعلق به الروافض مجاء في "صحيح البخاري " أن هندا وصفت أباسفيان بالشحّ لما سألت النبي صلى الله عليه و سلم و هذا من عجيب خبث الطوية
قال القرطبي – رحمه الله - " الفتح 9/ 630 " :
( لم ترد هند و صف أبي سفيان بالشح في جميع أحواله و إنما و صفت حالها معه .. و هذا لا يستلزم البخل مطلقا )
الخاتمة :
فهذا الذي نقلته لكم يدل دلالة واضحة أن أباسفيان صحابي جليل من خيرة الصحب الأكارم لا يجوز لواحد من بني آدم أن ينتقصه بعشر كلمة , و أن من الواجبات على المؤمنين أن يدفعوا عنه و عن سائر إخوانه من أولياء الرحمن هذه الحرب القذرة التي شبّ ضرامها على أعراضهم الزكية ,
و لولا أن الضروة ألجأتني لما كان لمثلي أن يكتب عن أهل الجنان , و لكن كيف الحيلة في زمن أشعلت فيه نيران الأحقاد على خير الأمم بعد الأنبياء و مع ذلك لن ( أبالي و قد قال تعالى {و إن جندنا لهم الغالبون } مع أني اليوم أقل القوم , و كم فينا معاشر أهل الحق من بطل همام , و نحرير إمام , يشق بذهنه الشعر , و يثقب بثاقب فكره الدرر , كم أقعدوا المخالفين على عجز الإفحام , و ألجموا المعاندين بلجام الإلزام(من كلام العلامة الآلوسي في " صب العذاب 115 )
و الله أسأل أن ينفعني بما نقلت و أن يحشرني في زمرة الأطهار و جماعة المهاجرين و الأنصار
و الذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا










رد مع اقتباس
قديم 2014-12-31, 23:51   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001

الصحابي الجليل، الخليفةُ والملك القائد،صاحب الفتوحات الإسلامية،
والقائد المُحنَّك، وداهية زمانه: معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه.


من هو مُعاوية؟

هو: معاوية بن أبي سفيان، واسم أبي سفيان: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، يكنى أبا عبد الرحمن.
أمه: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وأمها: صفية بنت أمية بن حارثة بن الأقوص بن سليم.
كان أبيض طويلاًن أبيض الرأس واللحية، أصابته لُقوةٌ (اللّقوة: داء يصيب الوجه) في آخر حياته.
قال أسلم مولى عمر: قَدِمَ علينا معاوية وهو أبيض الناس وأجملهم.
ولقد كان حليماً وقوراً، رئيساً سيداً في الناس، كريماً عادلاً شهماً.
قال المدائني: عن صالح بن كيسان قال: رأى بعض منفرسي العرب معاوية وهو صغير، فقال: إني لأظن هذا الغلام سيسود قومه. فقالت هند- أم معاوية- ثكِلْتُهُ إن كان لا يسود إلا قومه.

إسلامه
أسلم هو وأبوه وأخوه يزيد وأمه يوم فتح مكة.
وروي عنه أنه قال: أسلمتُ يوم القضيَّة- أي: يوم عمرة القضاء-، وكتمت إسلامي خوفاً من أبي.
قال معاوية: لمّا كان يوم الحديبية وصدّت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت، ودافعوه بالروحاء وكتبوا بينهم القضيَّة، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك لأمي هند بنت عتبة، فقالت: إيَّاك أن تخالف أباك، وأن تقطع أمراً دونه فيقطع عنك القوت، وكان أبي يومئذ غائباً في سوق حُباشة. قال: فأسلمت وأخفيت إسلامي، فوالله لقد رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية وإني مصدقٌ به، وأنا على ذلك أكتمه من أبي سفيان، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة القضية وأنا مسلم مصدق به، وعَلِمَ أبو سفيان بإسلامي فقال لي يوماً: لكن أخوك خير منك، وهو على ديني، فقلت: لم آل نفسي خيراً.

قد جاءت في فصله أدلة من الكتاب والسنة وهي تنقسم إلى قسمين :
1- أدلة عامة :وهي التي جاءت في فضائل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ولا شك أن معاوية رضي الله عنه داخل في هذا الفضل .
لا شك أن معاوية رضي الله عنه يدخل في عموم الآيات التي وردت في فضائل الصحابة ، ولن أطيل في ذكر الآيات الواردة ، فمن ذلك :
1- قال تعالى : "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " [ الفتح : 29 ] ولو لم يكن في الصحابة إلا هذه الآية لكفتهم رضي الله عنهم .
2- وقال تعالى : "لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى" [ الحديد : 10 ] .
وغير ذلك من الآيات التي وردت في مدح الصحابة عموما ومنهم معاوية رضي الله عنه ، وليس المقام مقام حصر.
أما الثناء على الصحابة ومنهم معاوية رضي الله عنه في السنة كثير جدا فمن ذلك :
1- عن أبي بردة ، عن أبيه قال : صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلنا : لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء ، قال : فجلسنا ؛ فخرج علينا فقال : ما زلتم هاهنا ؟ قلنا : يا رسول الله صلينا معك المغرب ، ثم قلنا نجلس حتى نصلي معك العشاء ، قال : أحسنتم ، أو أصبتم ، قال : فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء فقال : النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون . رواه مسلم (2531) .
2- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه .رواه البخاري (3673) ، ومسلم (2540) .
فما الذي يخرج معاوية رضي الله عنه من عموم هذه الأدلة ؟!
قال ابن القيم رحمه الله في « المنار المنيف » (93) : « فيما صح في مناقب الصحاب على العموم ومناقب قريش فمعاوية رضي الله عنه داخل فيه » .

2- أدلة خاصة :
جاءت في فضل معاوية بخصوصه وإليك هذه الأدلة التي تدل على فضله رضي الله عنه وبعض آثار السلف رحمهم الله تعالى .

* قال عمير بن سعد رضي الله عنه : لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « اللهم أجعله هادياً مهدياً وأهد به » .رواه البخاري في « التاريخ الكبير » (5/240) ، وأحمد في « المسند » (17929) ، والترمذي في « جامعه » (3843) ، والطبراني في « المعجم الأوسط » (656) ، وفي « مسند الشاميين » (2198) ، وابن أبي عاصم في « الآحاد والمثاني » (3129) ، والأجري في « الشريعة » (1915،1914) ، والخطيب في « تاريخه » (1/207) ، وأبو نعيم في « الحلية » (8/358) ، وفي « أخبار أصبهان » (1/180) ، والخلال في « السنة » (676)وهو صحيح .

* روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب ، فجاء فحطأني حطاة (الحَطْأة : الضرب باليد مبسوطة بين الكتفين . شرح النووي مع مسلم (16/156) , وانظر النهاية (4/89) , ولسان العرب (1/57) وقال : « اذهب وادع لي معاوية » ، قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، قال : ثم قال لي : « أذهب فادع لي معاوية » . قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : « لا أشبع الله بطنه » .
قال الحافظ ابن عساكر : « أصح ما ورد في فضل معاوية » .
وقال الإمام النووي رحمه الله في « شرحه على مسلم » (16/156) : « قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له » .
وقال الحافظ الذهبي في « تذكرة الحفاظ » (2/699) : « لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة » .

* عن عائشة قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان ، فكلماه بشيء لا أدري ما هو ؟فأغضباه ، فلعنهما ، وسبهما فلما خرجا قلت : يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان ، قال : وما ذاك ؟ قالت : قلت : لعنتهما وسببتهما ، قال : أو ما علمت ما شارطت عليه ربي ؟ قلت : اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا . رواه مسلم (2600) .
وفي رواية : "أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة" .
وفي رواية : "فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته اجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة" .
وفي رواية : "إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر ، وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه ، فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة " .
وفي رواية : "إني اشترطت على ربي فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر ، وأغضب كما يغضب البشر ، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة " .
قال النووي عن هذه الروايات: وهذه الرواية المذكورة آخرا - يقصد : إني اشترطت على ربي - تبين المراد بباقي الروايات المطلقة ، وأنه إنما يكون دعاؤه عليه رحمة وكفارة وزكاة ونحو ذلك إذا لم يكن أهلا للدعاء عليه والسب واللعن ونحوه ، وكان مسلما , وإلا فقد دعا صلى الله عليه وسلم على الكفار والمنافقين ، ولم يكن ذلك لهم رحمة .
فإن قيل : كيف يدعو على من ليس هو بأهل الدعاء عليه أو يسبه أو يلعنه ونحو ذلك ؟
فالجواب ما أجاب به العلماء ، ومختصره وجهان :
أحدهما أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى ، وفي باطن الأمر ، ولكنه في الظاهر مستوجب له ، فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية ، ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك ، وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر ، والله يتولى السرائر .
والثاني أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود ، بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية ، كقوله : تربت يمينك ، عقرى حلقى وفي هذا الحديث (لا كبرت سنك) وفي حديث معاوية (لا أشبع الله بطنك) ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء ، فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة ، فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة ، وقربة وطهورا وأجرا وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه ، وقد سبق في هذا الحديث أنهم قالوا : ادع على دوس ، فقال : "اللهم اهد دوسا" وقال: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " والله أعلم .ا.هـ. شرح النووي على مسلم (16/ 151- 153)
وقال في « سير النبلاء: « لعل أن يقال هذه منقبة لمعاوية ، لقوله صلى الله عليه وسلم : « اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك زكاة ورحمة » . » (14/130)

* أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه ( 2636) , ومسلم (5925) عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت : نام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني ثم أستيقظ يبتسم فقلت : ما أضحكك ؟ قال : « أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة » ، قالت : فادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت قولها ، فأجابها مثلها ، فقالت : أدع الله أن يجعلني منهم ، فقال : « أنت من الأولين » فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت .
وأخرج البخاري (2766) أيضاً من طريق أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا » ، قالت أم حرام : قلت : يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : « أنت فيهم » ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : « أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر - أي القسطنطينية - مغفور لهم » ، فقلت : أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال : « لا » .
وهذا الحديث فيه منقبة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وذلك لأن أول جيش غزى في البحر كان بإمرة معاوية (فتح الباري (11/75) .
قال ابن حجر في « الفتح » (6/120) : « قال المهلب في هذا الحديث : منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر » .
وقال ابن حجر في « الفتح » أيضاً (6/121) : « ومعنى أوجبوا : أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة » .
وقال المناوي في « فيض القدير » (3/84) : « أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة أو أوجبوا لأنفسهم المغفرة والرحمة » .
قال ابن عبدالبر في « التمهيد » (1/235) : « وفيه فضل لمعاوية رحمه الله إذ جعل من غزا تحت رايته من الأولين ورؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم وحي » .
وقال ابن حجر في « الفتح » (11/3) : « قوله : « ناس من أمتي عرضوا علي غزاة ... » يشعر بأن ضحكه كان إعجاباً بهم ، وفرحاً لما رأى لهم من المنزلة الرفيعة » .

ومن مناقبه أنه أحد كتاب الوحي :
في « صحيح مسلم » (2501) عن ابن عباس قال : كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ثلاث أعطنيهن . قال : نعم . قال : عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها . قال : نعم (3) . قال : ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك . قال : نعم . قال : وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين . قال : نعم .
قال الإمام أحمد : معاوية رضي الله عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل (انظر الشريعة للآجري (5/2466) وشرح أصول اعتقاد أهل السنة (2785) اللالكائي , وتاريخ بغداد (1/233) للخطيب البغدادي , وتاريخ دمشق (59/208) لابن عساكر) .
وقد نقل الإمام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (4/427) قول ابن المطهر الرافضي عن أهل السنة « وسموه كاتب الوحي ولم يكتب له كلمة من الوحي » ا.هـ قال الإمام ابن تيمية : « فهذا قول بلا حجة , فما الدليل على أنه لم يكتب له كلمة واحدة من الوحي , وإنما كان يكتب له الرسائل » ا.هـ.
وقال في (4/442) من منهاج السنة عن معاوية : « هو واحد من كتاب الوحي » .
وفي كتاب السنة للخلال (2/434) قال الإمام أحمد رحمه الله فيمن قال : لا أقول أن معاوية كاتب الوحي ولا أقول أنه خال المؤمنين , فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟ ! هذا قول سوء رديء يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ونبين أمرهم للناس . وسنده صحيح .

* ومن مناقبه أنه خال المؤمنين (انظر لمعة الاعتقاد (155) , ومنهاج السنة (4/369) , والبداية والنهاية (8/18) :
قال أبو يعلى في تنزيه خال المؤمنين ص (106) : « ويسمى إخوة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوال المؤمنين , ولسنا نريد بذلك أنهم أخوال في الحقيقة , كأخوال الأمهات من النسب , وإنما نريد أنهم في حكم الأخوال في بعض الأحكام , وهو التعظيم لهم » ا.هـ.
وروى الخلال في السنة (3/434) بسند صحيح قال أبو بكر المروذي : سمعت هارون بن عبدالله يقول لأبي عبدالله : « جاءني كتاب من الرَّقة أن قوماً قالوا : لا تقول معاوية خال المؤمنين فغضب وقال : ما اعتراضهم في هذا الموضع ؟ يُجفون حتى يتوبوا » .
وقال الإمام أحمد في السنة (2/433) : « أقول : معاوية خال المؤمنين , وابن عمر خال المؤمنين ؟ قال : نعم معاوية أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما , وابن عمر أخو حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما » وسنده صحيح .

* ومن مناقبه أن عمر رضي الله عنه ولاه على الشام وأقره عثمان رضي الله عليه أيضا مدة خلافته كلها وحسبك بمن يوليه عمر وعثمان رضي الله عنهما على الشام نحوا من عشرين سنة فيضبطه ولا يعرف عنه عجز ولا خيانة (انظر تنزيه خال المؤمنين لأبي يعلى ص (106) .
قال الهيتمي في « تطهير الجنان » (20) :
« اتفاق كل من عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما وهما من هما في الفضل والصحبة ولهما المكان الأعلى والمثل من الورع والدين والتقى وسداد الرأي وحسن الفكر وتمام النظر ، على تأمير معاوية رضي الله عنه على الشام لهو اكبر دليل على فضل معاوية واستحقاقه لهذه المنزلة .. فأي فضل بعد هذا ؟!
ومنها أن عمر رضي الله عنه مدحه وأثنى عليه ، وولاه دمشق الشام مدة خلافة عمر ، وكذلك عثمان رضي الله عنه وناهيك بهذه منقبة عظيمة من مناقب معاوية ومن الذين كان عمر يرضى به لهذه الولاية الواسعة المستمرة وإذا تأملت عزل عمر لسعد بن أبي وقاص الأفضل من معاوية بمراتب وإبقائه لمعاوية على عمله من غير عزل له علمت بذلك أن هذه ينبئ عن رفعة كبيرة لمعاوية وانه لم يكن ولا طرأ فيه قادح من قوادح الولاية وإلا لما ولاه عمر أو لعزله وكذا عثمان وقد شكا أهل الأقطار كثيراً من ولاتهم على عمر وعثمان فعزلا عنهم من شكوهم وإن جلت مراتبهم وأما معاوية فأقام في إمارته على دمشق الشام هذه المدة الطويلة ، فلم يشك أحد منه ، ولا اتهمه بجور ولا مظلمة ، فتأمل ذلك ليزداد اعتقادك أو لتسلم من الغباوة والعناد والبهتان » .
قال الذهبي في « السير » (3/132) : « حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم - وهو ثغر - فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضى الناس بسخائه وحلمه وإن كان بعضهم تألم مرة منه وكذلك فليكن الملك وإن كان غيره من أصحاب رسول الله ؟ خيراً منه بكثير ، وأفضل وأصلح ، فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه ، وسعة نفسه وقوة دهائه ، ورأيه وله هنات وأمور ، والله الموعد . وكان محبباً على رعيته ، عمل نيابة الشام عشرين سنة والخلافة عشرين سنة ولم يهجه أحد في دولته ، بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم ، وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك » .

* ومن مناقبه أنه من خير الملوك :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في « الفتاوى » (4/478) بالإجماع وانظر « سير أعلام النبلاء » (3/159) ، وقال ابن أبي العز الحنفي في « شرحه على الطحاوية » (2/302) « وأول ملوك المسلمين معاوية رضي الله عنه وهو خير ملوك المسلمين » . وانظر « البداية والنهاية » (8/93) . وتفسير القرآن العظيم (2/15) لابن كثير .

ثناء السلف على معاوية رضي الله عنه

* في « صحيح البخاري » (3765) قيل لابن عباس : هل لك في أمير معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة ، قال : إنه فقيه .
* وروى معمر في جامعه ( برقم : 20985) ، والخلال في « السنة » (2/440) برقم (677) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/175) من طريق وهب بن منبه (عند البخاري في التاريخ الكبير (7/327) همام بن منبه . وكذلك عند الخلال في السنة (3/440) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب ولم يكن بالضيق الحصر العُصعُص (العُصعُص : النكد قليل الخبر . النهاية (3/248)) المتغضب . وإسناده صحيح . ورواه أيضاً البلاذري في أنساب الأشراف (5/54) من طريق أبي عبدالله الحنفي عن رجل عن ابن عباس رضي الله عنهما .

* روى الطبراني في « مسند الشاميين » (283) ، وأبو نعيم في « الحلية » (8/275) من طريق سعيد بن عبدالعزيز عن إسماعيل بن عبد الله عن قيس بن الحارث عن الصنابحي عن أبي الدرداء قال : ما رأيت أحداً أشبه صلاة برسول الله من أميركم هذا - يعني معاوية - . قيل لقيس : أين صلاته من صلاة عمر . قال : لا أخالها إلا مثلها . ورجاله ثقات .
قال الهيثمي في « المجمع » (9/357) : « ورواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير قيس بن الحارث المذحجي وهو ثقة » .
* روى اللالكائي في « شرح أصول اعتقاد أهل السنة » (2781) ، والخلال في « السنة » (2/442) رقم (680) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/173) من طريق جبلة بن سحيم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية ، فقيل : ولا أبوك ؟ قال : أبي عمر رحمه الله خير من معاوية وكان معاوية أسود منه (أسود : أي أسخى . هكذا فسره الإمام أحمد كما في السنة (2/441) للخلال بسند صحيح) . وجاء ما يقويه فرواه أيضاً الخلال في « السنة » (2/442-443) وبرقم (679و 681) بنحوه ، وابن عساكر في « تاريخه » (59/174) ، والبخاري في « التاريخ الكبير » (7/327) مختصراً من طريق نافع عن ابن عمر . وانظر : « سير أعلام النبلاء » (3/153) فهو حسن .

روى ابن عساكر في « تاريخ مدينة دمشق » (59/185) من طريق ابن أبي الدنيا حدثني المفضل بن غسان حدثنا علي بن صالح حدثنا عامر بن صالح عن هشام بن عروة قال صلى بنا عبدالله بن الزبير يوماً من الأيام فوجم بعد الصلاة ساعة فقال الناس : لقد حدث نفسه ثم التفت إلينا فقال : لا يبعدن ابن هند إن كانت فيه لمخارج لا نجدها في أحد بعده أبداً والله إن كنا لنفرقه وما الليث على براثنه بأجرأ منه فيتفارق لنا , وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منه فيتخادع لنا , والله لوددت أنا متعنا به ما دام في هذا الجبل حجر , وأشار إلى أبي قبيس لا يتحول له عقل , ولا ينقص له قوة , قال فقلنا أوحش والله الرجل . وسنده صحيح . ورواه البلاذري في أنساب الأشراف (5/91) عن المدائني عن أبي عبدالرحمن بن إسماعيل عن هشام . بنحوه .

* روى ابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/211) وبنحوه الآجري في « كتاب الشريعة » (5/2466) عن عبدالله بن المبارك أيهما أفضل : معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبدالعزيز ؟ فقال : والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد فما بعد هذا ؟ .

* وأخرج الآجري « كتاب الشريعة » (5/2466) ، واللالكائي في « شرح السنة » (2785) ، والخطيب البغدادي في « تاريخه » (1/233) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/208) ، بسند صحيح عن الجراح الموصلي قال : سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال : يا أبا مسعود ، أين عمر بن عبدالعزيز من معاوية بن أبي سفيان ؟! فرأيته غضب غضباً شديداً وقال : لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد ، معاوية رضي الله عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل .. الحديث .

* وأخرج الآجري في « كتاب الشريعة » (5/2465) ، وابن عبد البر في « جامع بيان العلم وفضله » (2/185) ، والخلال في « السنة » (2/434) ورقم (666) بإسناد صحيح عن أبي أسامة حماد بن أسامة ، قيل له : أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبدالعزيز .
فقال لا يقاس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « خير الناس قرني » .

* روى الخلال في « السنة » بسند صحيح (2/434) ورقم (660) عن أبي بكر المروذي قال : قلت لأبي عبدالله أيهما أفضل : معاوية أو عمر بن عبدالعزيز ؟ فقال : معاوية أفضل ، لسنا نقيس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : « خير الناس قرني الذي بعثت فيهم » (وانظر السنة للخلال أيضاً (2/434-435) رقم (661-662) .

* وروى الخلال في « السنة » بسند صحيح (2/435) ورقم (664) سئل المعافي بن عمران الأزدي : معاوية أفضل أو عمر بن عبدالعزيز ؟ فقال : كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبدالعزيز .

* روى الخلال في « كتاب السنة » (2/438) ورقم (669) ، والآجري في « الشريعة » (5/2465) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/172) عن مجاهد قال : لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي . وسنده جيد (وانظر مجمع الزوائد (9/357)) .

* روى الخلال في « كتاب السنة » (2/444) ورقم (683) عن الزهري قال : عمل معاوية بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئاً . وسنده صحيح .

* روى الخلال في « السنة » (2/432) ورقم (654) ، واللالكائي في « شرح أصول اعتقاد أهل السنة » (8/1532) عن عبدالملك بن عبدالحميد الميموني قال : قلت لأحمد بن حنبل : أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم : « كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي » ؟ قال : بلى ، قلت : وهذه لمعاوية ؟ قال : نعم ، له صهر ونسب , قال : وسمعت ابن حنبل يقول : ما لهم ولمعاوية نسأل الله العافية وإسناده صحيح .

* وروى الخلال في « السنة » (2/438) ورقم (670) من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق السبيعي : ما رأيت بعده مثله يعني معاوية . وسنده صحيح .

وما أجمل ما رواه الخطيب البغدادي في « تاريخ بغداد » (1/208) وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (58/168) من طريق ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير إن مسور بن مخرمة قدم وافداً إلى معاوية بن أبي سفيان فقضى حاجته ثم دعاه فأخلاه فقال : يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة . قال المسور : دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له . فقال معاوية : لا والله لتكلمن بذات نفسك والذي نقمت علي . قال المسور : فلم أترك شيئاً أعيبه عليه إلا بينته له . فقال معاوية : لا أبرأ من ذنب فهل تعد لنا يا مسور مما نلي من الإصلاح في أمر العامة فإن الحسنة بعشر أمثالها أم تعد الذنوب . فقال معاوية : فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنباه ، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم يعفو الله لك . فقال المسور : نعم . فقال معاوية : فما جعلك برجاء المغفرة أحق مني فو الله لما آلي من الإصلاح أكثر مما تلي ولكن والله لا أخير بين أمرين أمر لله وغيره إلا اخترت أمر الله على ما سواه وإني لعلى دين يقبل فيه العمل ويجزى فيه بالحسنات والذنوب إلا أن يعفو الله عنها فإني أحسب كل حسنة عملتها بأضعافها من الأجر وآلي أموراً عظاماً لا أحصيها ولا يحصيها من عمل بها لله في إقامة الصلوات للمسلمين والجهاد في سبيل الله والحكم بما أنزل الله والأمور التي لست أحصيها وإن عددتها فتكفي في ذلك . قال مسور : فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر ، قال عروة بن الزبير : لم أسمع المسور بعد يذكر معاوية إلا صلى عليه .
ورواه عبدالرزاق في « مصنفه » (7/207) بنحوه من طريق معمر عن الزهري عن حميد بن عبدالرحمن عن المسور وإسناده صحيح .
قال ابن عبدالبر في « الاستيعاب » (671) : « وهذا الخبر من أصح ما يروى من حديث ابن شهاب رواه عنه معمر وجماعة من أصحابه » .

ورواه أيضاً شعيب عن الزهري عن عروة عن المسور بنحوه (انظر : منهاج السنة النبوية (4/385) , البداية والنهاية (8/92).
ورواه بنحوه البلاذري في أنساب الأشراف (5/53) من طريق عبدالحميد بن جعفر عن عبدالرحمن بن المسور بن مخرمه عن أبيه (14) .ورواه أيضاً البلاذري (5/42) بنحوه من طريق آخر .
كتبه وأملاه/سعد بن ضيدان السبيعي
عضو الدعوة بوزارة الشئون الإسلامية

سل السنان في الدفاع عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
( الجواب عن ستة أباطيل قيلت في حق معاوية رضي الله عنه)!!

لله ثم للتاريخ أن هذه الأباطيل والشبهات التي قيلت في ذم معاوية رضي الله عنه ليست بشيء !
ولولا أنها ذكرت وسودت بها الطرس ، وأوهم من ذكرها أن فيها تحقيقا علميا حديثيا ، وإنقاذا للتاريخ الإسلامي , وإلا لكان الإضراب عنها صفحا أولى من ذكرها .
فإن الإعراض عن القول المطرح الساقط أفضل وأحرى لإماتته ، وإخمال ذكر قائله وأجدر أن لا يكون ذلك تنبيها للجهال عليه .
وما سأذكره من هذه الأباطيل التي ذكرت في معاوية رضي الله عنه يرويها الإخباريون وأهل التاريخ بلا زمام ولا خطام ،ويتولى كبر الترويج لها أهل البدع والأهواء ..
ومنها من يكون رواتها من المتروكين
* كأبي مخنف لوط بن يحيى إخباري تالف لا يوثق به .قال ابن عدي : شيعي محترق صاحب أخبارهم ، وتركه أبو حاتم .
انظر ترجمته « الكامل لابن عدي » (6/93) ، « الضعفاء » للعقيلي (4/190) ، « لسان الميزان » (2/430) .
0ونصر بن مزاحم صاحب كتاب صفين .رافضي متروك الحديث .قال الذهبي في « الميزان » (4/253) : رافضي جلد تركوه .
0ومحمد بن السائب الكلبي المفسر الإخباري متروك الحديث أيضا . انظر « التهذيب » (3/569) ، « الميزان » (3/556) .
* ومحمد بن عمر الواقدي متروك .قال البخاري : الواقدي مدني سكن بغداد متروك الحديث تركه أحمد وابن المبارك وابن نمير وإسماعيل بن زكريا .وقال أبو زرعة الرازي وأبو بشر الدولابي والعقيلي متروك الحديث .وقال الذهبي في « الميزان » (3/666) استقر الإجماع على وهن الواقدي .
0والبلاذري أحمد بن يحيى بن جابر بن داود المتوفى سنة 279هـ صاحب كتاب« أنساب الأشراف »
وهو وإن كان صدوقا في نفسه إلا أنه انفرد بذكر آثار وقصص في ذم معاوية لا يتابع عليها - وأطال في ترجمته جدا - وقد أنكرها أهل الحديث عليه ، نقل ذلك هو بنفسه فقال في « أنساب الأشراف » (5/81) : « قال لي هشام بن عمار : نظرت في أحاديث معاوية عندكم فوجدت أكثرها مصنوعا » وذكر مثالا لذلك !
وهشام بن عمار رحمه الله المتوفى سنة 245هـ إمام من أئمة الحديث من شيوخ البخاري ومن شيوخ البلاذري نفسه . اهـ

لما رأيت هذه الأكاذيب لاأدري لم تذكرت حينها؟!
قول أبي توبة الحلبي الربيع بن نافع رحمه الله : « معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإذا كشف الرجل الستر اجترا على ما وراءه » رواه الخطيب البغدادي في تاريخه (1/209) وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/209) (البداية والنهاية ( 8 / 139 ).
وقول وكيع بن الجراح رحمه الله : « معاوية رضي الله عنه بمنزلة حلقة الباب ، من حركة اتهمناه على من فوقه » رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/210) .
وقول عبدالله بن المبارك رحمه الله : « معاوية عندنا محنة ، فمن رأيناه ينظر إليه شزرا اتهمناه على القوم ، أعني على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم » رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 59 / 211) (البداية والنهاية ( 8 / 139 ).

وإليك الآن بعض من هذه الأباطيل وردها واحدا بعد الآخر...

* بيع معاوية رضي الله عنه الأصنام لأهل الهند :
روى البلاذري في « أنساب الأشراف » (5/137) من طريق جرير عن الأعمش عن أبي وائل قال : كنت مع مسروق بالسلسلة فمرت به سفائن فيها أصنام من صفر تماثيل الرجال , فسألهم عنها فقالوا : بعث بها معاوية إلى أرض السند والهند تباع له . فقال مسروق : لو أعلم أنهم يقتلونني لغرقتها , ولكني أخاف أن يعذبوني ثم يفتنوني والله ما أدري أي الرجلين معاوية , أرجل قد يئس من الآخرة فهو يتمتع من الدنيا أم رجل زين له سوء عمله . وهذا لا ريب أنه من أبطل الباطل وأكذب الكذب !!
أليس هذا الأثر يعارض الحديث الصحيح المرفوع « اللهم أهده ، وهدي به » .
فكيف يهدي الله به وهو يبيع الأصنام فيما زعمه الأفاكون !ولذلك رد جهابذة الحديث هذه الفرية الباطلة !
فالأعمش لم يصرح بالسماع وهذا مظنة ثبوت التدليس بسبب نكارة الحديث .
قال المعلمي في « التنكيل » (1/51) : « ففي رواية الأعمش أحاديث كذلك ضعفها أهل العلم ، بعضهم يضعف بعض من فوق الأعمش في السند وبعضها بالانقطاع ، وبعضها بأن الأعمش لم يصرح بالسماع وهو مدلس ، ومن هذا الأخير حديث في شأن معاوية ذكره البخاري في « تاريخه الصغير » (ص 68) (التاريخ الأوسط (71) ووهنه بتدليس الأعمش » اهـ
وقال رحمه الله في « مقدمة الفوائد المجموعة » (ص8) : « إذا استنكر الأئمة المحققون المتن وكان ظاهر السند الصحة فإنهم يتطلبون له علة ، إذا لم يجدوا علة قادحة مطلقا ، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذلك المنكر ، من ذلك إعلالهم أن راويه لم يصرح بالسماع . هذا مع أن الراوي غير مدلس ، أعل البخاري بذلك خبرا رواه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة تراه في ترجمة عمرو من التهذيب » ( تهذيب التهذيب (8/72) قال البخاري روى عن عكرمة في قصة البهيمة ( من أتى بهيمة فقتلوه ) فلا أدري سمع أم لا ؟!) .
ثم ساق أمثلة أخرى وقال : « وحجتهم في هذا بأن عدم القدح في العلة مطلقا إنما بني على أن دخول الخلل من جهتها نادر ، فإذا اتفق أن يكون المتن منكرا يغلب ظن الناقد بطلانه ، فقد يحقق وجود الخلل ، وإذا لم يوجد سبب له إلا تلك العلة فالظاهر أنها هي السبب ، وأن هذا من ذاك النادر الذي يجيء الخلل فيه من جهتها ، ولهذا يتبين أن ما يقع ممن دونهم من التعقب بأن تلك العلة غير قادحة ، وأنهم قد صححوا ما لا يحصى من الأحاديث مع وجودها فيها ، إنما هو غفلة عما تقدم من الفرق »
وفي المنتخب من العلل قال الخلال (227) : « قال مهنا سألت أحمد ، عن حديث الأعمش ، عن أبي وائل ، أن معاوية لعب بالأصنام فقال : ما أغلظ أهل الكوفة على أصحاب رسول الله ولم يصح الحديث . وقال تكلم به رجل من الشيعة » .
وهذا قاله الإمام أحمد في حق من قال : « أن معاوية لعب بالأصنام » .
فكيف بمن قال أن معاوية بيعها !!

* إقسام معاوية رضي الله عنه عن اليمين الغموس وتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم له !!
روى الروياني في مسنده (1/290) وابن عساكر في تاريخه (59/204) من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمد بن كعب قال :
« إنا جلوس مع البراء في مسجد الكوفة إذ دخل قاص فجلس فقص ثم دعا للخاصة والعامة ثم دعا للخليفة , ومعاوية بن أبي سفيان يومئذ خليفة . فقلنا للبراء : يا أبا إبراهيم , دخل هذا فدعا للخاصة والعامة ثم دعا لمعاوية فلم يسمعك قلت شيئا ؟ فقال : إنا شهدنا وغبتم وعلمنا وجهلتم إنا بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحنين إذ أقبلت امرأة حتى وقفت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أبا سفيان وابنه معاوية أخذا بعيرا لي فغيباه علي .
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا إلى أبي سفيان بن حرب ومعاوية : أن ردا على المرأة بعيرها . فأرسلا : إنا والله ما أخذناه وما ندري أين هو !فعاد إليهما الرسول فقالا : والله ما أخذناه وما ندري أين هو !
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأينا لوجهه ظلالا , ثم قال : انطلق إليهما , فقل لهما : بلى والله إنكما لصاحباه , فأديا إلى المرأة بعيرها .فجاء الرسول إليهما وقد أناخا البعير وعقلاه !
فقالا : إن والله ما أخذناه ولكن طلبناه حتى أصبناه , فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهبا . ا.هـ. أقول : وهذا الإسناد لا يصح في سنده سلمة بن الفضل الأبرش ضعيف الحديث له مناكير وغرائب , وما رواه عن ابن إسحاق في المغازي فقط أقوى من غيره وإن كان حديثه ضعيفا مطلقا (الكامل لابن عدي (2/210) .ومحمد بن إسحاق عنعن ولم يصرح بالسماع !! وأشار ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/205) لنكارته .
قال رحمه الله : محمد بن إسحاق وسلمة بن الفضل يتشيعان .

* قتل معاوية لعبدالرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه :
وللإجابة عن هذه الفرية أقول :
روى الطبري في « تاريخه » (3/202) من طريق عمر بن شبه عن علي بن محمد المدائني عن مسلمة بن محارب أن عبدالرحمن بن خالد بن الوليد كان قد عظم شأنه بالشام ، ومال إليه أهلها ، لما كان عندهم من آثار أبيه خالد بن الوليد ، ولغنائه عن المسلمين في أرض الروم وبأسه ، حتى خافه معاوية وخشي على نفسه منه ، لميل الناس إليه ، فأمر ابن أثال أن يحتال في قتله ، وضمن له أن هو من فعل ذلك أن يضع عنه خراجه ما عاش ، وأن يوليه جباية خراج حمص ، فلما قدم عبدالرحمن بن خالد حمص منصرفا من بلاد الروم دس إليه ابن أثال شربة مسمومة مع بعض ممالكيه ، فشربها فمات بحمص ، فوفى له معاوية ما ضمن له ، وولاه خراج حمص ، ووضع عنه خراجه .وهذا الخبر لا يصح !
فيه مسلمة بن محارب وهو الزيادي فيه جهالة روى عن أبيه وابن جريج وروى عنه المدائني لم يوثقه غير ابن حبان في « الثقات » (7/490) .
ذكره البخاري في « التاريخ الكبير » (7/387) ، وابن أبي حاتم في « الجرح والتعديل » (8/266) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .
ثم أن مسلمة بن محارب لم يدرك القصة وهو لا يروي عن معاوية رضي الله عنه إلا بواسطة مما يدل على أن القصة منقطعة السند (التاريخ الكبير (7/387) , الجرح والتعديل (8/266) , الثقات (7/490) .
وأيضا علي بن محمد وأبو سيف المدائني الأنباري متكلم فيه . فوثقه ابن معين , وقال الذهبي في السير (10/401) : « كان عجبا في معرفة السير والمغازي والأنساب وأيام العرب مصدقا فيما ينقله » .
وقال ابن عدي في الكامل (5/213) : « ليس بالقوي في الحديث , وهو صاحب أخبار , قل ماله من الروايات المسندة » .

لذا رواها الطبري في « تاريخه » (3/202) بصيغة التمريض قال : فيما قيل !
وقال ابن كثير في « البداية والنهاية » (8/24) : « وزعم بعضهم أن ذلك عن أمر معاوية له في ذلك ولا يصح » .
وروى هذه القصة بنحوها البلاذري في « أنساب الأشراف » (5/118) قال : حدثني محمد بن سعد عن الواقدي قال : توفي خالد بن الوليد بن المغيرة بحمص سنة عشرين وأوصى إلى عمر بن الخطاب وكان عبدالرحمن بن خالد يلي الصوائف فيبلى ويحسن أثره , فعظم أمره بالشام , فدس إليه معاوية متطببا يقال له ابن أثال ليقتله وجعل له خراج حمص فسقاه شربة فمات فاعترض خالد بن المهاجر بن خالد ويقال خالد بن عبدالرحمن بن خالد ابن أثال فضربه بالسيف فقتله , فرفع أمره إلى معاوية , فحبسه أياما وأغرمه ديته ولم يقده به .
وفي سند هذه القصة الواقدي متروك الحديث .

* قتل معاوية للأشتر مالك بن الحارث النخعي :
وهذه أيضا من الأباطيل وما أكثرها !
في طبقات ابن سعد (6/213) : « وكان الأشتر من أصحاب علي بن أبي طالب وشهد معه الجمل وصفين وشاهده كلها وولاه علي عليه السلام مصر فخرج إليها فلما كان بالعريش شرب شربة عسل فمات » ا.هـ
قال الذهبي في السير (4/34) : « ولما رجه علي من موقعة صفين , جهز الأشتر واليا على ديار مصر , فمات في الطريق مسموما , فقيل : إن عبدا لعثمان عارضه , فسم له عسلا ...
وليس لمعاوية رضي الله عنه ذكر !!
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (6/162) :قد روي عن عمر وخالد بن الوليد وأبي ذر وعلي وصحبه وشهد معه الجمل وله فيها آثار , وكذلك في صفين وولاه على مصر بعد صرف قيس بن عبادة عنها , فلما وصل إلى القلزم شرب شربة عسل فمات فقيل : إنها كانت مسمومة , وكان ذلك سنة ثمان وثلاثين .وليس لمعاوية رضي الله عنه ذكر .
وروى الطبراني في تاريخه (3/127) خبرا وفيه :فبعث معاوية إلى الجابيستار - رجل من أهل الخراج - فقال له : إن الأشتر قد ولى مصر , فإن أنت كفيتنيه لم أخذ منك خراجا ما بقيت , فاحتل له بما قدرت عليه .
فخرج الجابيستار حتى أتى القلزم وأقام به , وخرج الأشتر من العراق إلى مصر , فلما انتهى إلى القلزم استقبله الجابستار , فقال : هذا منزل , وهذا طعام وعلف , وأنا رجل من أهل الخراج , فنزل به الأشتر فأتاه الدهقان بعلف وطعام , حتى إذا طعم أتاه بشربة من عسل قد جعل فيها سما فسقاه إياه فلما شربها مات ...
أقول : وهذه القصة من راوية أبي مخنف لوط بن أبي يحيى إخباري تالف , وقد سبق الكلام عليه .
لذلك أشار إليها ابن عساكر في تاريخه (56/376) بصيغة التمريض !! (تاريخ دمشق لابن عساكر (49/428) , (56/375) , (56/388) و (56/389) و (56/391) وليس لمعاوية ذكر !)
وذكر القصة البلاذري في أنساب الأشراف (3/168) بلا إسناد وفيه : « وبلغت معاوية وفاته .. وجعل يقول : إن لله لجندا من عسل » !
وساق البلاذري في أنساب الأشراف (3/168) قصة أخرى بمعناها من طريق وهب بن جرير عن ابن جعدبة عن صالح بن كيسان وفيه لما صار بعين شمس شرب شربة من عسل , يقال أنه سم فيها فكان عمرو بن العاص يقول : إن لله لجندا من عسل . وليس لمعاوية رضي الله عنه ذكر !

* لعن وسب معاوية لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه :
* الجواب عن هذا بأمور :
1- لا يصح شيء في أن معاوية كان يلعن عليا رضي الله عنه وقد نص على هذا الإمام القرطبي والحافظ ابن كثير رحمهما الله .
قال القرطبي في « المفهم » (6/278) : « يبعد على معاوية أن يصرح بلعنه وسبه لما كان معاوية موصوفا به من العقل والدين والحلم والأخلاق وما يروى عنه في ذلك فأكثره كذب لا يصح » .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في « البداية والنهاية » (7/284) : « لا يصح هذا » .
2- الجواب عن الأدلة التي يستدل بها أهل البدع على هذا الأمر :

* قصة لعن علي على منابر بني أمية
رواها الطبري في « تاريخ الأمم والملوك » (3/112) من طريق أبي مخنف عن أبي جناب الكلبي وفيه عن علي رضي الله عنه وكان إذا صلى الغداة يقنت فيقول : « اللهم العن معاوية وعمرا وأبا الأعور السلمي وحبيبا وعبدالرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد . فبلغ ذلك معاوية فكان إذا قنت لعن عليا وابن عباس والأشتر وحسنا وحسينا » ا.هـ.
وإسنادها لا يصح .
في سندها أبي مخنف لوط بن يحيى إخباري تالف لا يوثق به .تركه أبو حاتم وغيره .وقال الدارقطني : ضعيف .وقال يحيى بن معين : ليس بثقة . وقال مرة : ليس بشيء .قال ابن عدي : شيعي محترق صاحب أخبارهم .وقال أبو عبيدة الآجري : سألت أبا حاتم عنه فنفض يده وقال : أحد يسأل عن هذا .وذكره العقيلي في الضعفاء (الكامل لابن عدي (6/93) الضعفاء للعقيلي (4/190) لسان الميزان (2/430) .

روى مسلم في « صحيحه » (2404) عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال : أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم ، سمعت رسول الله يقول له : خلفه في مغازيه فقال له علي يا رسول خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله : « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة من بعدي » ، وسمعته يقول يوم خيبر : « لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله » . قال : فتطاولنا لها . فقال : « أدعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه » ولمانزلت هذه الآية ? قل تعالوا ندعوا أبنائكم ? دعا رسول الله « عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي » .
والجواب على هذا الحديث :
أولا : أن قول معاوية لسعد رضي الله عنه « ما منعك أن تسب أبا تراب » أي لما لم تخطئه في رأيه واجتهاده وتظهر حسن اجتهادي ورأي وكان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ممن اعتزل الفتنة .
ثانيا : أن معاوية رضي الله عنه كان يريد أن يعرف موقف سعد من علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسأله عن السبب المانع له من سبه هل كان ذلك إجلالا له أو خوفا أو ورعا .
ثالثا : أن معاوية رضي الله عنه لو كان يريد مسبة علي لما طلب ذلك من سعد بن أبي وقاص فسعد قد اعتزل الفتنة وثبت عنه رضي الله عنه بالأسانيد الصحيحة أنه دعى على من سب عليا واستجاب الله دعائه (انظر سير أعلام النبلاء (1/116) في قصة ذكرها الإمام الذهبي لرجل نال من علي فنهاه سعد فلم ينهه فدعا عليه فما برح حتى جاء بعير ناد فخبطه حتى مات قال ولهذه الواقعة طرق جمة رواها ابن أبي الدنيا في مجابي الدعوة ) .
فكيف يطلب معاوية منه أن يسب عليا رضي الله عنه !
قال النووي رحمه الله في « شرح صحيح مسلم » (15/175) : « قول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمرا سعدا بسبه وإنما سأله عن السبب المانع له من السب كأنه يقول هل امتنعت تورعا أو خوفا أو غير ذلك فإن كان تورعا وإجلالا له عن السب فأنت مصيب ومحسن وإن كان غير ذلك فله جواب آخر ولعل سعدا قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم وعجز عن الإنكار أو أنكر عليهم فسأله هذا السؤال قالوا ويحتمل تأويلا آخر أن معناه : ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه خطأ » .
وقال القرطبي في « المفهم » (6/276) : « وهذا ليس بتصريح في السب وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج ما عنده من ذلك أو من نقيضه كما قد ظهر من جوابه ولما سمع ذلك معاوية سكت وأذعن وعرف الحق لمستحقه » .
3- في صحيح مسلم ( برقم 2409) عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال : فدعا سهل بن سعد فأمر أن يشتم عليا رضي الله عنه فأبى سهل فقال له : أما إذا أبيت فقل : لعن الله أبا تراب فقال سهل : ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب .. الحديث .
ويجاب عن هذا الحديث بأمرين :
أن هذا الحديث ليس فيه تصريح بأن الذي أمر بشتم علي رضي الله عنه هو معاوية رضي الله عنه .
وفي هذا الحديث أن الذي أمر سهل بن سعد رضي الله عنه من آل مروان ومعاوية رضي الله عنه من بني حرب لا من بني مروان !!
ولو ثبت هذا عن معاوية رضي الله عنه فهذا لا يعد إلا أن يكون ذنبا أو اجتهادا خاطئا يغفر بالتوبة والحسنات الماحية .
قال ابن تيمية في « منهاج السنة » (4/368) في رده على ابن المطهر الرافضي : « وأما ما ذكره من لعن علي فإن التلاعن وقع من الطائفتين كما وقعت المحاربة ... وهذا كله سواء كان ذنبا أو اجتهادا مخطئا أو مصيبا فإن مغفرة الله ورحمته تناول ذلك بالتوبة والحسنات الماحية والمصائب المكفرة وغير ذلك » .
وقد ذكر ذلك أيضا البلاذري في أنساب الأشراف (5/124) بلا إسناد !
فقال : « وحدثت أن معاوية خطب الناس يوما , فذكر عليا فتنقصه ... » .
ورواه في (5/30) مسندا قال حدثني المدائني عن عبدالله بن قائد وسحيم بن حفص قالا : كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة : أظهر شتم علي وتنقصه , فكتب إليه : ما أحب لك يا أمير المؤمنين أن كلما عبت تنقصت , وكلما غضبت ضربت , ليس بينك وبين ذلك حاجز من حلمك ولا تجاوز بعفوك !
وسحيم بن حفص هو أبو اليقظان العجيفي . لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا إلا قول الحافظ المزي في تهذيب الكمال (8/216) « الإخباري » وسحيم لقبه واسمه عامر , وقول ابن النديم في فهرسة (138) : « وكان عالما بالأخبار والأنساب والمآثر والمثالب ثقة » وعبدالله بن فائد في الإسناد هو نفسه سحيم بن حفص !!
روى الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/165) من طريق الزبير بن بكار قال حدثني رجل ثقة قال : قال لي أبو الحسن المدائني أبو اليقظان هو سحيم بن حفص وسحيم لقب له وهو عامر بن حفص وكان لحفص ابن يقال له محمد وكان أكبر ولده ولم يكن به وكان حفص أسود شديد السواد يعرف بالأسود . وقال لي أبو اليقظان سمتني أمي خمسة عشرة يوما عبدالله فإذا قلت حدثنا أبو اليقظان فهو أبو اليقظان فإذا قلت سحيم بن حفص وعامر بن حفص وعامر بن أبي محمد وعامر بن الأسود وسحيم بن الأسود وعبدالله بن فائد وأبو إسحاق المالكي فهو أبو اليقظان . ا.هـ (الكفاية في علم الرواية , وفتح المغيث)
وذكره السخاوي في فتح المغيث مع الرواة الذين نعتوا لنعوت متعددة .
ثم إن سحيما بن حفص لم يدرك معاوية بل هو متأخرا عنه وعن خلافته جدا . وفاة سحيم سنة 190 هـ !! (الفهرست لابن النديم ص(507) .
* معاوية ذمه كثير من المهاجرين والأنصار من البدريين وغيرهم !!
وجاء ذمه على السنة كثير من التابعين كالحسن البصري والأسود بن يزيد وغيرهم !
أقول أما ذم معاوية رضي الله عنه على ألسنة كثير من المهاجرين والأنصار فهذا كذب محض !
فعمر رضي الله عنه المحدث الملهم مدحه وأثنى عليه وولاه الشام مدة خلافته وكذلك عثمان رضي الله عنه .
وناهيك بهذه منقبة عظيمة من مناقب معاوية رضي الله عنه
فلم يشك أحد منه , ولا اتهمه بجور ولا مظلمة مدة ولايته (الاستيعاب (699) ، السير (3/132) ، منهاج السنة (4/369) ، البداية والنهاية (8/18) ، تطهير الجنان (20)) .
أما قول من قال ثبت ذمه على ألسنة كثير من المهاجرين والأنصار فلم يورد ولا إسنادا واحدا صحيحا .
- أثر علي رضي الله عنه لما طلبوا منه أن يبقي معاوية على الشام فتلى الآية الكريمة : ? وما كنت متخذ المضلين عضدا ? رواه ابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/127) وفي سنده نصر بن مزاحم رافضي كذاب .
- وأثر عبادة بن الصامت رواه الإمام أحمد في « المسند » (22838) ، وابن عساكر في « تاريخ مدينة دمشق » (26/198) في سنده يحيى بن سليم بن بلج أبو بلج الفزاري الواسطي صدوق له ما يستنكر .
وفي سنده أيضا إسماعيل بن عبيد ويقال ابن عبيد الله بن رفاعة الزرقي .
قال البخاري : لم يرو عنه غير ابن خثيم .ذكره ابن حبان في الثقات .قال ابن حجر : مقبول .ومقبول أي إذا توبع وإلا فلين الحديث .
وإسماعيل ابن عبيد لم يتابع على حديثه .
- وأثر خزيمة بن ثابت رضي الله عنه رواه ابن سعد في « الطبقات الكبرى » (3/259) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (16/370) في سنده الواقدي متروك الحديث .
- وأما ذم الحسن البصري لمعاوية رضي الله عنه فلا يصح عنه .
رواه ابن جرير الطبري في « تاريخه » (3/232) عن الحسن البصري أنه قال : أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة له :
* أخذه الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة ونور الفضيلة .
* استخلافه بعده ابنه سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب الطنابير .
* ادعاءه زيادا وقد قال رسول الله الولد للفراش وللعاهر الحجر .
* قتله حجرا وأصحاب حجر ، فيا ويلا له من حجر ويا ويلا له من حجر وأصحاب حجر
إسنادها ساقط فيه لوط بن يحيى إخباري تالف وقد سبق الكلام عليه . وذكره ابن كثير في « البداية والنهاية » (8/90) بصيغة التمريض .
والصحيح عن الحسن رحمه الله خلاف ذلك !
فروى الآجري في « الشريعة » (5/2467) ، وابن عساكر (59/206) من طريق عن قتادة عن الحسن البصري إن أناسا يشهدون على معاوية وذويه أنهم في النار ! قال : لعنهم الله ! وما يدريهم أنه في النار ؟
ورواه ابن عساكر (59/206) من طريق محمد بن عبدالملك بن أبي الشوارب حدثنا بشر بن الفضل عن أبي الأشهب قال : قيل للحسن يا أبا سعيد إن ههنا قوما يشتمون - أو يلعنون - معاوية وابن الزبير ! فقال : على أولئك الذين يلعنون لعنة الله وسنده صحيح وكذلك ذم الأسود بن يزيد لا يصح .
رواه ابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/145) من طريق أبي داود الطيالسي حدثنا أيوب بن جابر عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد قال : قلت لعائشة : ألا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في الخلافة ؟ قالت : وما تعجب من ذلك ؟ هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة .
وهذا الأثر لا يصح في سنده أيوب بن جابر أبو سليمان اليمامي ضعيف عند أكثر أهل العلم بالحديث ، ضعفه ابن معين وابن المديني والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم ويعقوب بن سفيان ومعاوية بن صالح (التهذيب (1/201)) وقال أبو حبان : كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به لكثرة وهمه (المجروحين (1/167)) . وقال الإمام أحمد : حديثه يشبه حديث أهل الصدق وقال ابن عدي : وسائر أحاديث أيوب بن جابر صالحة متقاربة يحمل بعضها بعضا , وهو ممكن يكتب حديثه (الكامل (1/355)) .
وفيه أيضا عبدالرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر الجوبري فيه جهالة توفي سنة 425هـ.
ذكره الذهبي في « سير أعلام النبلاء » (17/415) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (تذكرة الحفاظ (3/1076)) .
كتبه وأملاه/ سعد بن ضيدان السبيعي
عضو الدعوة بوزارة الشئون الاسلامية

مجموع فتاوى علماء الإسلام في من نال من معاوية رضي الله عنه وعن أبيه

أولاً : شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى
سئل الشيخ رحمه الله : عن إسلام معاوية بن أبى سفيان متى كان وهل كان إيمانه كإيمان غيره أم لا وما قيل فيه غير ذلك
فأجاب : إيمان معاوية بن أى سفيان رضى الله عنه ثابت بالنقل المتواتر وإجماع أهل العلم على ذلك كإيمان أمثاله ممن آمن عام فتح مكة مثل أخيه يزيد بن أبى سفيان ومثل سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية وعكرمة بن أبى جهل والحارث بن هشام وأبى أسد بن أبى العاص بن أمية وأمثال هؤلاء
فإن هؤلاء يسمون الطلقاء فإنهم آمنوا عام فتح النبى مكة قهرا واطلقهم ومن عليهم وأعطاهم وتألفهم وقد روى أن معاوية بن أبى سفيان أسلم قبل ذلك وهاجر كما أسلم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة الحجى قبل فتح مكة وهاجروا الى المدينة فإن كان هذا صحيحا فهذا من المهاجرين ،وأما إسلامه عام الفتح مع من ذكر فمتفق عليه بين العلماء سواء كان أسلم قبل ذلك أو لم يكن إسلامه الا عام فتح مكة ولكن بعض الكذابين زعم أنه عير أباه بإسلامه وهذا كذب بالإتفاق من أهل العلم بالحديث
وكان هؤلاء المذكورون من أحسن الناس إسلاما وأحمدهم سيرة لم يتهموا بسوء ولم يتهمهم أحد من أهل العلم بنفاق كما اتهم غيرهم بل ظهر منهم من حسن الاسلام وطاعة الله ورسوله وحب الله ورسوله والجهاد فى سبيل الله وحفظ حدود الله ما دل على حسن إيمانهم الباطن وحسن إسلامهم ومنهم من أمره النبي واستعمله نائبا له كما استعمل عتاب بن أسيد أميرا على مكة نائبا عنه وكان من خيار المسلمين كان يقول ياأهل مكة والله لا يبلغنى أن أحدا منكم قد تخلف عن الصلاة إلا ضربت عنقه ، وقد استعمل النبى أبا سفيان بن حرب أبا معاوية على نجران نائبا له وتوفى النبى وأبو سفيان عامله على نجران ، وكان معاوية أحسن إسلاما من أبيه باتفاق أهل العلم كما أن أخاه يزيد بن أبى سفيان كان أفضل منه ومن أبيه ولهذا استعمله أبو بكر الصديق رضى الله عنه على قتال النصارى حين فتح الشام وكان هو أحد الأمراء الذين استعملهم أبوبكر الصديق ووصاه بوصية معروفة نقلها أهل العلم واعتمدوا عليها وذكرها... إلى أن قال رحمه الله تعالى :
وقد شهد معاوية وأخوه يزيد وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام وغيرهم من مسلمة الفتح مع النبي غزوة حنين ودخلوا في قوله تعالى ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين وكانوا من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته عليهم مع النبي وغزوة الطائف لما حاصروا الطائف ورماها بالمنجنيق وشهدوا النصارى بالشام وأنزل الله فيها سورة براءة وهي غزوة العسرة التى جهز فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه جيش العسرة بألف بعير في سبيل الله تعالى فاعوزت وكملها بخمسين بعيرا فقال النبي ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم وهذا آخر مغازى النبي ولم يكن فيها قتال ... مجموع الفتاوى (4/ 453 وما بعدها)

وسئل رحمه الله :
عمن يلعن معاوية فماذا يجب عليه و هل قال النبى صلى الله عليه و سلم هذه الأحاديث وهى إذا اقتتل خليفتان فأحدهما ملعون و أيضا ان عمارا تقتله الفئة الباغية و قتله عسكر معاوية و هل سبوا أهل البيت أو قتل الحجاج شريفا .
فأجاب : الحمد لله من لعن أحدا من أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم كمعاوية بن أبى سفيان و عمرو بن العاص و نحوهما و من هو أفضل من هؤلاء كأبى موسى الأشعرى و أبى هريرة ونحوهما أو من هو أفضل من هؤلاء كطلحة و الزبير و عثمان و على بن أبى طالب أو أبى بكر الصديق و عمر أو عائشة أم المؤمنين و غير هؤلاء من أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين و تنازع العلماء هل يعاقب بالقتل أو ما دون القتل كما قد بسطنا ذلك فى غير هذا الموضع ، وقد ثبت فى الصحيحين عن أبى سعيد الخدرى عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال لاتسبوا أصحابى فوالذي نفسى بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه و اللعنة أعظم من السب وقد ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال لعن المؤمن كقتله فقد جعل النبى صلى الله عليه و سلم لعن المؤمن كقتله...
.... إلى أن قال رحمه الله : وأما معاوية بن أبى سفيان و أمثاله من الطلقاء الذين أسلموا بعد فتح مكة كعكرمة بن أبى جهل والحرث بن هشام و سهيل بن عمرو و صفوان بن أمية و أبى سفيان بن الحرث بن عبد المطلب هؤلاء وغيرهم ممن حسن إسلامهم باتفاق المسلمين و لم يتهم أحد منهم بعد ذلك بنفاق و معاوية قد إستكتبه رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال اللهم علمه الكتاب و الحساب و قه العذاب
وكان أخوه يزيد بن أبى سفيان خيرا منه و أفضل و هو أحد الأمراء الذين بعثهم أبو بكر الصديق رضى الله عنه فى فتح الشام ووصاه بوصية معروفة و أبو بكر ماش و يزيد راكب فقال له ياخليفة رسول الله إما أن تركب و إما أن أنزل فقال لست براكب و لست بنازل إنى احتسب خطاي فى سبيل الله و كان عمرو بن العاص هو الأمير الآخير و الثالث شرحبيل بن حسنة و الرابع خالد بن الوليد و هو أميرهم المطلق ثم عزله عمر و ولى أبا عبيدة عامر بن الجراح الذى ثبت فى الصحيح أن النبى صلى الله عليه و سلم شهد له أنه أمين هذه الأمة فكان فتح الشام على يد أبى عبيدة و فتح العراق على يد سعد بن أبى و قاص لما مات يزيد بن أبى سفيان فى خلافة عمر استعمل أخاه معاوية و كان عمر بن الخطاب من أعظم الناس فراسة وأخبرهم بالرجال و أقومهم...
إلى أن قال رحمه الله :و قد اتفق المسلمون على أن اسلام معاوية خير من اسلام أبيه أبى سفيان فكيف يكون هؤلاء منافقين والنبى صلى الله عليه و سلم يأتمنهم على أحوال المسلمين فى العلم و العمل وقد علم أن معاوية و عمرو إبن العاص و غيرهما كان بينهم من الفتن ما كان و لم يتهمهم أحد من أوليائهم لا محاربوهم و لا غير محاربيهم بالكذب على النبى صلى الله عليه و سلم بل جميع علماء الصحابة و التابعين بعدهم متفقون على أن هؤلاء صادقون على رسول الله مأمونون عليه فى الرواية عنه والمنافق غير مأمون على النبى صلى الله عليه و سلم بل هو كاذب عليه مكذب له ...
مجموع الفتاوى (35/ 58 -66)

ثانياً : الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
السؤال : ما حكم من يسب الصحابي معاوية بن أبي سفيان من أهل السنة ؟
الجواب : لا شك أنه فعل معصية، وأنه آثم، معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من خلفاء المسلمين، وأحد كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم ائتمنه على كتابة الوحي وهو من أعظم ما يكون فهو أمين، ولا يجوز أن نسبه لما جرى بينه وبين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لأن هذا جرى عن اجتهاد، والمجتهد من هذه الأمة ينال أجراً أو أجرين، إن أخطأ فأجراً، وإن أحسن فأجرين، ونحن لا نشك في أن علياً رضي الله عنه أقرب إلى الصواب من معاوية ، لكننا لا نسب معاوية لما حصل، لأنه عن اجتهاد، ولهذا قال في العقيدة: ونسكت عن حرب الصحابة فالذي جرى بينهم كان اجتهاداً مجرداً.
وأصل هذا -أعني سب معاوية كما يزعم الساب- انتصار لـ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، و علي بن أبي طالب يقول: [ إني لأرجو أن أكون أنا و معاوية من الذين قال الله فيهم: { عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ } [الحجر:47] ] يعني: في الجنة، ثم إن معاوية رضي الله عنه كان خليفة بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الحسن بن علي رضي الله عنه وهو أفضل من أخيه الحسين قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين متقاتلين من المسلمين ) فجعل النبي صلى الله عليه وسلم تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة لـ معاوية جعلها إصلاحاً وهذا نوع من الإقرار لـ معاوية رضي الله عنه، ولا يخفى على أحد من المسلمين أن الحسن أفضل من الحسين رضي الله عنهما جميعاً، وأن ما حصل من القتال فـ علي فيه أقرب إلى الصواب، لكننا نحب أيضاً معاوية ، ونرى أنه خليفة ذو خلافة شرعية، وأن ما جرى منه فهو على سبيل الاجتهاد الذي لم يكن صواباً، وكل إنسان يخطئ ويصيب. اهـ
لقاء الباب المفتوح (232 الخميس هو الخامس عشر من شهر محرم عام (1421هـ))

__________________










رد مع اقتباس
قديم 2015-01-01, 00:25   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
Business.pro2100
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

الشكر موصول لك أخي على كل هذا المجهود .










رد مع اقتباس
قديم 2015-01-01, 00:45   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001

رد الشبهات عن الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه

رد الشبهات عن عمرو بن العاص رضي الله عنه
نشر في موقع شيعي أكاذيب عن سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهنا نرد على تلك الأكاذيب:
حول أم سيدنا عمر وبن العاص.
حول والد سيدنا عمرو بن العاص.
زعمهم أن علياً بارز عمرو بن العاص فاتقاه بعورته.
زعموا أن سيدنا عمرو يهجو الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول يلعنه.
نسبوا رواية: "أن فرقوا بين معاوية وعمرو إذا اجتمعوا".
الرد على ما ذكر حول أم سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه:
أود أن أمهد بمقدمة مختصرة، ثم أعود للرد على ما قيل حول أم سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه:
لقد اتهم اليهود سيدنا عيسى عليه السلام أنه ابن زنا، وكذلك اتهمت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حتى نزل القرآن بتبرئتها.
إذاً: حينما يذكر خبر مدسوس حول أم سيدنا عمرو بن العاص، فقد اتهم من هو أفضل منه كما سيدنا عيسى عليه السلام وأمه مريم وأمنا عائشة رضي الله عنها، فيمكن عده من أكاذيب الأعداء للنيل من سيدنا عمرو بن العاص، ولذلك نقول في ردنا:
إن عمرو من فرسان قريش وأبطالهم, ويعد أحد دهاة العرب (ذوي الرأي والبصيرة في الأمور)، توفي في مصر وله من العمر 93 سنة، ودفن في المقطم، كانت أمه سبية تدعى سلمى بنت حرملة من بني عنزة, وتلقب (النابغة)، وقد بيعت بسوق عكاظ, فاشتراها الفاكه بن المغيرة, ثم اشتراها منه عبد الله بن جدعان، ثم صارت إلى العاص بن وائل السهمي فولدت له ابنه عمراً, وتزوجت أمه أزواجا آخرين فكان لعمرو بن العاص أخوة من أمه، هم عروة بن أثاثة العدوي, وعقبة بن نافع بن عبد القيس الفهري.
[نقلت بتصرف من كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب/ ابن عبد البر، وكتاب أسد الغابة/ ابن الأثير].
أما القول أنها كانت بغياً فهذا افتراء، أما المصدر الذي نقل منه هذا الخبر، فهو كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد الذي نقله عن كتاب ربيع الأبرار للزمخشري.
أقول إن كتاب (ربيع الأبرار) ليس كتاباً مرجعياً للتاريخ بل ألفه كاتبه لقصد التسلية، واقتبس مما قاله الزمخشري عن كتابه (ربيع الأبرار): "وهذا كتاب قصدت به إجمام خواطر الناظرين في الكشاف عن حقائق التنزيل، وترويح قلوبهم المتعبة بإجالة الفكر في استخراج ودائع علمه وخباياه، والتنفيس عن أذهانهم المكدودة باستيضاح غوامضه وخفاياه، وأن تكون مطالعته ترفيها لمن مل، والنظر فيه أحماضا لمن اختل، فأخرجته لهم روضة مزهرة وحديقة مثمرة، متبرجة بزخارفها، مياسة برفارفها، وتمتع برايع زهرها، وتلهي بيانع ثمرها، وتقر العيون بآنق مرآها، وتفعم الأنوف بعبق رياها، وتلذ الأفواه بطيب جناها، وتستنصت الآذان إلى خرير مائها الفياض، وتطبي النفوس إلى برد ظلها الفضفاض، وتميل الأعطاف بغصونها ألاماليد، وطيورها المستملحة الأغاريد، نزهة المستأنس، ونهزة المقتبس، من خلا به استغنى عن كل جليس، ومن أنس به سلا عن كل أنيس. أين من طيب ندامه نديما مالك وعقيل، وأين من ذل غزله كثير عزة وجميل. أن أردت السمر فياله من سمير، وإن طلبت الخبر فقد سقطت على خبير، وإن بغيت العظات المبكية ففيه ما يشرق بالدمع أجفانك أو الملح المضحكة ففيه ما يفر بضاحكه أسنانك".
وأضيف:
كما هو حال الشيعة ومحاولتهم الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم فقد نشر في أحد مواقع الشيعة أكاذيب عن سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه نذكرهم أن عدداً من أمهات الأئمة الذين يعدهم الشيعة من المعصومين كالأنبياء هم أبناء جواري أو سبايا، وهنا أنقل من كتاب لأحد رجال الدين الشيعي أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي يلقبه الشيعة بالصدوق (إكمال الدين وإتمام النعمة).
قال الصدوق: "حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال حدثنا الحسن بن إسماعيل قال حدثنا أبو عمرو سعيد بن محمد بن نصر القطان قال حدثنا عبد الله بن محمد السلمي قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن سعيد بن محمد قال حدثنا العباس بن ابي عمرو عن صدقة بن ابي موسى عن ابي نضرة قال: لما احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر (ع) عند الوفاة دعا بابنه الصادق، فعهد إليه عهداً. فقال له أخوه زيد بن علي بن الحسين: لو امتثلت فيّ تمثال الحسن والحسين لرجوت أن لا تكون أتيت منكراً، فقال: يا أبا الحسن إن الأمانات ليست بالتمثال، ولا العهود بالرسوم، وإنما هي أمور سابقة عن حجج الله تبارك وتعالى، ثم دعا بجابر بن عبد الله. فقال له: يا جابر حدثنا بما عاينت في الصحيفة؟ فقال له جابر: نعم يا أبا جعفر دخلت على مولاتي فاطمة لأهنئها بمولود الحسن، فاذا هي صحيفة بيدها من درة بيضاء، فقلت: يا سيدة النسوان ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟ قالت: فيها أسماء الأئمة من ولدي، فقلت لها:
ناوليني لأنظر فيها، قالت: يا جابر لولا النهي لكنت أفعل لكنه نهي أن يمسها إلا نبي أو وصي نبي أو أهل بيت نبي، ولكنه مأذون لك أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها .. قال جابر: فقرأت فإذا فيها:
أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى أمه آمنة بنت وهب.
أبو الحسن علي بن ابي طالب المرتضى أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.
أبو محمد الحسن بن علي البر.
أبو عبد الله الحسين بن علي التقي أمهما فاطمة بنت محمد.
أبو محمد علي بن الحسين العدل امه شهربانويه بنت يزدجرد ابن شاهنشاه (سبية).
أبو جعفر محمد بن علي الباقر أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.
أبو إبراهيم موسى بن جعفر الثقة أمه جارية اسمها حميدة (أمه جارية).
أبو الحسن علي بن موسى الرضا امه جارية اسمها نجمة (أمه جارية).
أبو جعفر محمد بن علي الزكي امه جارية اسمها خيزران. (أمه جارية).
أبو الحسن علي بن محمد الامين امه جارية اسمها سوسن (أمه جارية).
أبو محمد الحسن بن علي الرفيق امه جارية اسمها سمانة وتكنى بأم الحسن (أمه جارية).
أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجة الله على خلقه القائم أمه جارية اسمها نرجس.
صلوات الله عليهم اجمعين (مهدي الشيعة الذين يدعون انه اختفى في سرداب الغيبة في سامراء ينسب لأم جارية).
[ابن بابويه القمي الصدوق - إكمال الدين وإتمام النعمة باب 27 ص 305].
ما حكم هذه الجواري حسب العقيدة الشيعية؟
(لن نظلمهم ولكن نتركهم لأنفسهم يظلمون)
[26809] 4 ـ وعنه، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن سليمان، عن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن الخطاب، أنه كتب إليه يسأله عن ابن عم له كانت له جارية تخدمه وكان يطؤها، فدخل يوماً إلى منزله فأصاب معها رجلاً تحدثه فاستراب بها فهدد الجارية، فأقرت أن الرجل فجر بها ثم أنها حبلت فأتت بولد، فكتب (عليه السلام): إن كان الولد لك أو فيه مشابهة منك فلا تبعهما، فإن ذلك لا يحل لك، وإن كان الولد ليس منك ولا فيه مشابهة منك فبعه وبع أمه [وسائل الشيعة/55 ـ باب حكم من وطئ أمته ووطئها غيره في ذلك الطهر].
فحملت وولدت
[26816] 1 ـ محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إذا وطئ رجلان أو ثلاثة جارية في طهر واحد فولدت فادعوه جميعاً، أقرع الوالي بينهم، فمن قرع كان الولد ولده ويرد قيمة الولد على صاحب الجارية، قال: فإن اشترى رجل جارية وجاء رجل فاستحقها وقد ولدت من المشتري رد الجارية عليه وكان له ولدها بقيمته. [وسائل الشيعة].
57 ـ باب أن الشركاء في الجارية إذا وقعوا عليها في طهر واحد حكم بالقرعة في الحاق الولد مع رد باقي القيمة.
الرد على القول أن والد عمرو بن العاص كان يقول إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه أبتر:
كَانَتْ الْعَرَب تُسَمِّي مَنْ كَانَ لَهُ بَنُونَ وَبَنَات, ثُمَّ مَاتَ الْبَنُونَ وَبَقِيَ الْبَنَات أَبْتَر [تفسير القرطبي تفسير: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾].
اختلف الناقلون في تعيين الشانئ المذكور فقيل هو أبو جهل، وقيل العاص بن وائل، وقيل عقبة بن أبي معيط وقيل هو أبو لهب، وَقَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَعِكْرِمَة نَزَلَتْ فِي كَعْب بْن الْأَشْرَف وَجَمَاعَة مِنْ كُفَّار قُرَيْش.
وحتى لو أن أباه قال ذلك نتذكر الآية الكريمة قال تعالى: ﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: 38-39].
﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾ [الكوثر:3].
ورد بروايات ذكرها ابن كثير في تفسيره حول: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾ : أنها نزلت بعدد من الأسماء من بينهم العاص بن وائل، وهنا أورد ما نصه أدناه من تفسير ابن كثير ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾ [الكوثر:3].
قَوْله تَعَالَى: ﴿إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر﴾ أَيْ/ إِنَّ مُبْغِضك يَا مُحَمَّد وَمُبْغِض مَا جِئْت بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْحَقّ وَالْبُرْهَان السَّاطِع وَالنُّور الْمُبِين هُوَ الْأَبْتَر الْأَقَلّ الْأَذَلّ الْمُنْقَطِع ذِكْره قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَقَتَادَة نَزَلَتْ فِي الْعَاص بْن وَائِل، وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ يَزِيد بْن رُومَان قَالَ: كَانَ الْعَاص بْن وَائِل إِذَا ذُكِرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول دَعُوهُ فَإِنَّهُ رَجُل أَبْتَر لَا عَقِب لَهُ فَإِذَا هَلَكَ اِنْقَطَعَ ذِكْره فَأَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ السُّورَة وَقَالَ شِمْر بْن عَطِيَّة نَزَلَتْ فِي عُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط وَقَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَعِكْرِمَة نَزَلَتْ فِي كَعْب بْن الْأَشْرَف وَجَمَاعَة مِنْ كُفَّار قُرَيْش.
وَقَالَ الْبَزَّار حَدَّثَنَا زَيْد بْن يَحْيَى الْحَسَّانِيّ حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: قَدِمَ كَعْب بْن الْأَشْرَف مَكَّة فَقَالَتْ لَهُ قُرَيْش أَنْتَ سَيِّدهمْ أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا الصَّنْبَر الْمُنْبَتِر مِنْ قَوْمه؟ يَزْعُم أَنَّهُ خَيْر مِنَّا وَنَحْنُ أَهْل الْحَجِيج وَأَهْل السَّدَانَة وَأَهْل السِّقَايَة فَقَالَ أَنْتُمْ خَيْر مِنْهُ قَالَ فَنَزَلَتْ: ﴿إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر﴾.
وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبَزَّار وَهُوَ إِسْنَاد صَحِيح.
وَعَنْ عَطَاء قَالَ نَزَلَتْ فِي أَبِي لَهَب وَذَلِكَ حِين مَاتَ اِبْن لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَهَبَ أَبُو لَهَب إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ بُتِرَ مُحَمَّد اللَّيْلَة فَأَنْزَلَ اللَّه فِي ذَلِكَ: ﴿إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر﴾.
وَعَنْ اِبْن عَبَّاس نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْل، وَعَنْهُ: ﴿إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر﴾، يَعْنِي عَدُوّك وَهَذَا يَعُمّ جَمِيع مَنْ اِتَّصَفَ بِذَلِكَ مِمَّنْ ذُكِرَ وَغَيْرهمْ
[راجع: تفسير ابن كثير/ تفسير الطبري/ تفسير القرطبي].
زعمهم أن علياً بارز عمرو بن العاص فاتقاه بعورته:
قال: وذكروا أن عمراً قال لمعاوية: أتجبن عن علي، وتتهمني في نصيحتي إليك؟
والله لأبارزن علياً ولو مت ألف موتة في أول لقائه. فبارزه عمرو، فطعنه علي فصرعه، فاتقاه بعورته فانصرف عنه علي، وولى بوجهه دونه. وكان علي رضي الله عنه لم ينظر قط إلى عورة أحد، حياء وتكرماً، وتنزهاً ما لا يحل ولا يجمل بمثله، كرم الله وجهه الإمامة والسياسة ابن قتيبة أنكر عدد من المحققين المعاصرين أن يكون كتاب (الإمامة والسياسة) المنسوب لابن قتيبة من مؤلفاته.
قال الدكتور علي بن نفيع العلياني في كتابه (عقيدة ابن قتيبة - ص90): "وبعد قراءتي لكتاب الإمامة والسياسة قراءة فاحصة ترجّح عندي أن مؤلف الإمامة والسياسة رافضي خبيث أراد إدماج هذا الكتاب في كتب ابن قتيبة" نقل بتصرف.
قال الدكتور عدنان محمد ملحم (المؤرخون العرب والفتنة الكبرى): "فقد ذكران جميع المصادر التي ذكرت مصنفات ابن قتيبة لم تذكر بأن له كتاب الإمامة والسياسة ومقارنة المصادر والروايات التي اعتمد عليها ابن قتيبة في مؤلفاته مع الأسانيد المتفرقة التي وردت في كتاب الإمامة والسياسة تشير إلى وجود تباين كبير بينهما مما يؤيد عدم صحة نسبة الكتاب إليه، كما توجد اختلافات واضحة بين منهج وأسلوب ابن قتيبة وصاحب الإمامة والسياسة؛ إذ أن ابن قتيبة "يهتم بالأسانيد والألفاظ المعلومة وينوّع مواضيع مؤلفاته، بعكس ما هو موجود في الكتاب المذكور، فهو يتساهل في الأسانيد، ويعتمد الإسناد الجمعي في رواياته" [ص54 كتاب المؤرخون العرب والفتنة الكبرى الدكتور عدنان محمد ملحم، وراجع كذلك ((كتاب الإمامة والسياسة في ميزان التحقيق العلمي للدكتور عبد الله عسيلان].
زعموا أن سيدنا عمرو يهجو الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول يلعنه:
ونسأل: نريد نص الحديث الذي لعن به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع السند، وفي أي كتاب من كتب الأحاديث الستة؟
نسبوا رواية: "أن فرقوا بين معاوية وعمرو إذا اجتمعوا".
ونسأل: أين نص الحديث مع سنده، وفي أي كتاب من كتب الأحاديث الستة؟
علينا ملاحظة أن بعض الرواة والكتب يوردون روايات كاذبة لكونهم شيعة من أمثال: محمد بن السائب الكلبي وهو شيعي سبأي:
قال أبو بكر بن خلاد الباهلي عن معتمر بن سليمان عن أبيه: كان بالكوفة كذابان أحدهما الكلبي.
وقال عمرو بن الحصين عن معتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم: بالكوفة كذابان: الكلبي والسدي يعني محمد بن مروان.
وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ليس بشيء.
وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين: ضعيف.
وقال أبو موسى محمد بن المثنى: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عن الكلبي.
وقال البخاري: تركه يحيى بن سعيد وابن مهدي.
وقال عباس الدوري عن يحيى بن يعلى المحاربي: قيل لزائدة: ثلاثة لا تروي عنهم: ابن أبي ليلى وجابر الجعفي والكلبي قال: أما ابن أبي ليلى فبيني وبين آل ابن أبي ليلى حسن فلست أذكره. وأما جابر الجعفي فكان والله كذاباً يؤمن بالرجعة، وأما الكلبي فكنت أختلف إليه فسمعته يقول يوماً: مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ فأتيت آل محمد فتفلوا في في فحفظت ما كنت نسيت. فقلت: والله لا أروي عنك شيئاً فتركته.
وقال الأصمعي عن أبي عوانة: سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر. وقال مرة: لو تكلم به ثانية كفر فسألته عنه فجحده.
وقال عبد الواحد بن غياث عن ابن مهدي جلس إلينا أبو جزء على باب أبي عمرو بن العلاء فقال: أشهد أن الكلبي كافر قال: فحدثت بذلك يزيد بن زريع فقال: سمعته يقول: أشهد أنه كافر. قال: فماذا زعم? قال: سمعته يقول: كان جبريل يوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة وجلس علي فأوحى إلى علي. قال يزيد: أنا لم أسمعه يقول هذا ولكني رأيته يضرب على صدره ويقول: أنا سبأي أنا سبأي!! قال: أبو جعفر العقيلي: هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبأ [تهذيب الكمال في اسماء الرجال/ المزي].
الكلبي من رجال الشيعة وليس من رجال أهل السنة، وهو من الكذابين المعروفين؛ فلا حجة في طعنهم في سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه.
سبط ابن الجوزي شيعي رافضي:
يوسف بن قزغلي الواعظ المؤرخ شمس الدين أبو المظفر سبط بن الجوزي: روى عن جده وطائفة، وألف كتاب مرآة الزمان فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات، وما أظنه بثقة فيما ينقله بل يجنف ويجازف ثم إنه ترفض وله مؤلف في ذلك نسأل الله العافية مات سنة أربع وخمسين وستمائة بدمشق. قال الشيخ محيي الدين السوسي: لما بلغ جدي موت سبط ابن الجوزي قال: لا رحمه الله تعالى كان رافضياً. قلت: كان بارعاً في الوعظ مدرساً للحنفية. انتهى [لسان الميزان/ ابن حجر].
نصر بن مزاحم صاحب كتاب وقعة صفين:
وهو أحد كتب نصر بن مزاحم المنقري الكوفي المتوفى سنة 212ه، وله كتب أخرى أمثال: الغارات، كتاب الجمل، مقتل حجر ابن عدي، مقتل الحسين بن علي (45).
ونصر بن مزاحم هذا من أعلام الشيعة الغالين، قال فيه العقيلي: كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير، ثم ساق له نموذجا يمثل انحرافه في المرويات في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ﴾ [الزمر:33].
لوط بن يحيى " أبو مخنف ":
وهو من رواة المتقدمين (ت 157 ه) والمكثرين حتى بلغت مروياته في تاريخ الطبري (585) رواية، وفي فترة مهمة من فترات التاريخ الإسلامي ابتدأت من وفاة الرسول حتى سقوط الدولة الأموية سنة 132 ه (45).
وهذا الراوي غارق في التشيع من شحمة أذنيه حتى أخمص قدميه، ولهذا قال عنه ابن عدي: شيعي محترق.
وفوق هذا وذاك ما يهمنا هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه.
فضائل سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه كما جاء في الحديث الشريف:
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حسن قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا يزيد بن أبي حبيب قال أخبرني سويد بن قيس عن قيس بن شفي أن عمرو بن العاص قال: قلت يا رسول الله أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الإسلام يجب ما كان قبله، وإن الهجرة تجب ما كان قبلها» قال عمرو: فوالله إن كنت لأشد الناس حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ملأت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا راجعته بما أريد حتى لحق بالله عز وجل حياء منه [مسند الإمام أحمد].
شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنه: «أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص» [رواه الإمام أحمد والترمذي].
موضع السيادة:
فلقد فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدوم سادتنا عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة رضي الله عنهم جميعاً، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رمتكم مكة بأفلاذ أكبادها».
إذن عمرو قائد من قادة مكة وسيد من سادتها، وهو مع رفيقيه خالد وعثمان خيرة الخيرة وأفلاذ كبدها.
الشهادة له من صالحي قريش:
‏حدثنا ‏إسحق بن منصور أخبرنا ‏أبو أسامة ‏عن ‏نافع بن عمر الجمحي‏ ‏عن ‏ابن أبي مليكة ‏قال: قال ‏سمعت رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏يقول: «‏إن ‏عمرو بن العاص ‏من صالحي قريش» [رواه الترمذي].
عن عمر بن العاص قال‏:‏ بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏‏ «‏خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني»‏‏.‏ قال‏:‏ فأتيته وهو يتوضأ فصعد في البصر ثم طأطأه فقال‏:‏ «"‏إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة»‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال ولكني أسلمت رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال‏:‏ «‏يا عمرو نعماً بالمال الصالح للمرء الصالح»‏ [مجمع الزوائد].
قال طلحة بن عبيد الله: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ عمرو بن العاص لرشيد الأمر» [سير أعلام النبلاء].
فقد صحب عمرو بن العاص رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستعمله الرسول الكريم على غزوة ذات السلاسل، وبعثه يوم الفتح إلى سُواع صنم هُذيل فهدمه، وبعثه أيضاً إلى عمان يدعوهم إلى الإسـلام، فقُبِض رسـول اللـه صلى الله عليه وسلم وعمرو بعُمان.
لو كان لسيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه فضل فتح مصر فقط لكفى، وقد شارك في فتح الشام وفلسطين وليبيا ومصر وقاد غزوة ذات السلاسل، وكان سفير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عمان ليدعوهم إلى الاسلام.
صحيح البخاري:
3973 - حدثنا قتيبة قن سعيد: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: أخبرني سهل بن سعد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: «لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله»، قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: «أين علي ابن أبي طالب». فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: «فأرسلوا إليه». فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً، خير لك من أن يكون لك حمر النعم» [معجم الطبراني الكبير].
حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبد الحميد بن بحر الكوفي ثنا شريك عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدال على الخير كفاعله»، فما بالك بأنه كان سبب هداية 70 مليون من المسلمين والمسلمات في مصر وعمان والشام وفلسطين؟!










رد مع اقتباس
قديم 2015-01-03, 09:01   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أبو همام الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أبو همام الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا وأراحنا الله من شر قطب









رد مع اقتباس
قديم 2015-01-03, 10:25   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو الخير السلفي
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية أبو الخير السلفي
 

 

 
إحصائية العضو










B11

جزاك الله خيرا و طيب ثراك
عثمان تاج رؤوسنا و قرة أعيننا ، فهو صاحب نبينا و حبيبه
عمرو بن العاص و أبو سفيان رضي الله عنهما صاحبا نبينا صلى الله عليه و سلم
معاوية أمير المؤمنين و خالهم رضي الله عنه
رضي من رضي و كره من كره









رد مع اقتباس
قديم 2015-10-20, 21:59   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










Hourse

........................................










رد مع اقتباس
قديم 2015-10-20, 22:47   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
القائدة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

دعنا من قطب و الاخوان و الرافضة الانجاس

و لنضع جانبا كلا من الحيي الذي تستحي منه الملائكة ، و اشج بني أمية الذي ملا الارض عدلا رضي الله عنهما و ارضاهما

و سنجد ان التاريخ فعلا كتب ذلك ، في كتب السنة ، اذ فيها كلام من هذا القبيل ، و هذا ما جعل الناس يتهوكون

مثلا في مقتل الحيي رضي الله عنه ، جاء معاوية من الشام حاملا قميصه ملطخا بالدماء مطالبا بالقصاص من علي رضي الله عنه
فكانت معركة صفين بين جيش معاوية و جيش علي ، و اتهم معاوية عليا بالتواطىء في قضية مقتل الحيي عثمان و بانه لم يذود عنه كيد المعتدين

قضية اخرى
لما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مع الصحابة يبنون مسجده بالمدينة ، تعب عمار بن ياسررضي الله عنه من حمل الطوب ، فقال عمار للرسول قتلوني يا رسول الله فضحك النبي و قال (ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية ) ، فمذ تلك اللحظة و الناس يترقبون مقتل عمار حتى يدركو الفئة الباغية ، الى ان صدقت نبوءة نبينا بعد سنوات و حدث ما حدث ، و كان عمار ضمن جيش علي يقاتل في صفه ضد معاوية و فعلا قتل عمار في معركة صفين من طرف جيش معاوية ، حينها صاح الناس و تذكرو قول النبي و عرفوا ان جيش معاوية هو الفئة الباغية ، فبطبيعة الحال ما كان علي و هو المبشر بالجنة ان يكون هو الفئة الباغية !
الا ان عمرو بن العاص لانه كان داهية حاول ان يحيد عن الناس فكرة ان عمار قتلته فئة معاوية فخرج في الناس ينادي و يقول ان الفئة الباغية التي تكلم عنها الرسول هي الفئة التي دفعت بعمار ان يخرج الى القتال و هو يقصد بها علي .

قضية اخرى
يزيد بن معاوية كتب عنه انه كان شابا طائشا وقع في معاصي الخمر و لبس الحرير و المعازف و غيرها ، حتى ان الحسن رضي الله كتب لمعاوية يطالبه بالالتزام بالمعاهدة التي تنازل لهم فيها الحسن عن الخلافة مقابل العدل و الانصاف و الحكم بما امر الله و رسوله ، و لكن معاوية كان يحضر لتننصيب ابنه يزيد بعده و هذا ما رَآه الحسن مخالفا للاتفاق فحدث ما حدث بعدها ،

هذا ما هو موجود في كتبنا نحن السنة ، يعني المسالة فيها نظر ، فالخلاف بين الصحابة وارد و خطأهم وارد كذلك ، ما رأيك بالحجاج بن يوسف الثقفي الذي قتل عبد الله بن الزبير بن العوام ! هناك من يتغنى به و هناك من يكفره من علماء السنة . ما رأيك بخروج امنا عائشة البتول مع طلحة و الزبير لملاقاة علي في موقعة الجمل ! هذا الخلاف كتبه علماء السنة ،
لا باس ان اذكر هذه الواقعة لانها شبيهة بحكاية عمار بن ياسر
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا مع الزبير ابن خالته ، فدخل عليهما علي ، ففرح الزبير بقدوم علي و تبسم له ، فقال له رسول الله أتحب عليا يا زبير ؟ فرد نعم يا رسول الله ، فقال له تقاتله و انت له ظالم .
في موقعة الجمل ردد علي على مسامع الزبير هذا الكلام فذكره بما تنبأ به الرسول فأدرك الزبير انه مخطىء في حق علي فندم و بكى و ركض بحصانه فتبعه رهط من الخوارج فقتلوه ، و كذلك فعلوا مع طلحة ، ثم مع علي . رضوان الله عليهم جميعا

هذه احداث من تاريخ السلف في كتبنا نحن . ولا ننسى ان رسول الله لم يعطي الحق للطلقاء في الخلافة
فالخلافة هي حق للذين حملوا السلاح في بدر الكبرى رجال صدقوا ما عاهدو الله عليه ، و هم احق بالخلافة من غيرهم
على كل ، رضي الله عن كل الصحابة ، و جازاهم الله عنا خير الجزاء و الحقنا بهم الى دار رضوان خازنها و الزعفران حشيشها و المسك نابت فيها .. ي رب










رد مع اقتباس
قديم 2015-10-21, 11:19   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
amer666
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-08, 21:51   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا و بارك فيك









رد مع اقتباس
قديم 2015-12-06, 12:44   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










Thumbs down

تكفير سيد قطب ( لخلفاء بني أميه وبني العباس)

قال سيد: بعد حكايته خطبتين مكذوبتين على معاوية رضي الله عنه ـ والمنصور قال بعدهما ـ: ( وبذلك خرجت سياسة الحكم نهائياً عن دائرة الإسلام وتعاليم الإسلام ) [ العدالة ص 167 - 168].

هكذا يجر سيد علو أسلوبه إلى الوقيعة في عثمان ومعاوية رضي الله عنه والطعن في حكام بني أمية و بني العباس، وهكذا تشرئب أعناق الروافض كي يدخلوا على أهل السنة من هذا الباب، فنرى ذلك الإباضي الخارجي الخبيث ( أحمد خليلي) مفتي عمان، الحاقد على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول مجيباً على انتقاد وجّه له في سبه لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في جواب طويل له قال:ـ ( ... وإذا جئنا إلى أعلام الفكر الإسلامي لعصرنا الحاضر نجد كثيراً منهم تناول هذه الفتنة ـ يعني فتنة عثمان، ومقتله ـ وتحدثوا عما جرى فيها بكل جرأة، ومن هؤلاء شهيد الإسلام سيد قطب في كتابه ( العدالة الاجتماعية ) فلنستمع مقاطع من هذا الكتاب في طعنه على عثمان ومعاوية وبعض صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - الخ. [ مجلة جبرين 29 رجب 1404هـ].

فانظر ـ يا أخي ـ كيف دخل أهل الرفض والخوارج على أهل السنة من هذا الباب بكتب سيد قطب، والسبب في ذلك أن هناك من جعل كتب هذا الرجل منارة هدى وجعله مجدداً وإماماً !!! ووالله إنها لوصمة عار في جبين أهل السنة أن يجعل من يطعن في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ويكفر بعضهم إماماً ومجدداً !! فهل هذا الطعن في عثمان ومعاوية .. و..و ... رضي الله عنهم مما يشرف سيد قطب حتى يحتج هذا الخارجي على صحة مذهبه بكتب سيد قطب، نعوذ بالله من الحور بعد الكور ومن العمى بعد الهدى.


يتبع










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-06, 22:19   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هاجر القحطاني مشاهدة المشاركة
تكفير سيد قطب ( لخلفاء بني أميه وبني العباس)
قال سيد: بعد حكايته خطبتين مكذوبتين على معاوية رضي الله عنه ـ والمنصور قال بعدهما ـ: ( وبذلك خرجت سياسة الحكم نهائياً عن دائرة الإسلام وتعاليم الإسلام ) [ العدالة ص 167 - 168].
السلام عليكم ..
بعض أو كثير من دول المسلمين سياسة الحكم فيها بعيدة عن الإسلام أو لاعلاقة لها بالإسلام لأن دساتيرها وقوانينها مستوردة من الغرب والشرق ..فهل يمكن اتهام حكامها بأنهم كفار قياسا على ما ذكرت ؟؟؟









آخر تعديل رَكان 2015-12-06 في 22:42.
رد مع اقتباس
قديم 2015-12-17, 13:17   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رَكان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ..
بعض أو كثير من دول المسلمين سياسة الحكم فيها بعيدة عن الإسلام أو لاعلاقة لها بالإسلام لأن دساتيرها وقوانينها مستوردة من الغرب والشرق ..فهل يمكن اتهام حكامها بأنهم كفار قياسا على ما ذكرت ؟؟؟
لا أخي هم يخافون من الإسلام الوسطي ، لأنه يدعوا إلى نبذ العنف و إلى التعايش مع الجميع ، لذلك فهم يحاربونه أولا ، وسأقول لك شيئا ، هل تعلم أن البغدادي أمير تنظيم داعش قال بأن أكبر أعدائه هو مرسي ؟ بالطبع لأنه من الإخوان المسلمين ، ومن أتباع السيد قطب و الإمام البنا ، إذا فما الفرق بين من يكفر المسلمين و يقول بأنه الفرقة الناجية من بعض المتأسلمين و بين الدواعش ؟ لن تجد فرقا كلهم يتآخون و يتحابون مع الكافر ضد المسلم ، وهذا يعني بصيغة أخرى بأن هذه الحركة المتطرفة ما هي إلا وليدة لحركة متطرفة أخرى









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لمحة, الله, الذين, الإسلام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc