مشكلة الرشوة وعلاجها - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مشكلة الرشوة وعلاجها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-12-24, 02:43   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الياس 213
عضو جديد
 
الصورة الرمزية الياس 213
 

 

 
إحصائية العضو










B9 مشكلة الرشوة وعلاجها

بقلم : محمد حاج عيسى/ قسم الدكتوراه - أصول الفقه
من الظواهر الخطيرة التي تنخر جسد أمتنا في هذه الأيام ظاهرة الرشوة، ظاهرة الرشوة التي تعد من أسباب ضياع الأمن وفشو الفساد وسقوط الدول وتسلط الأعداء وعودة الاستعمار، تلك الظاهرة التي يعلم المسلمون كلهم تحريمها وأنها من كبائر الذنوب، حيث يحفظ صغارهم فضلا عن كبارهم حديث لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي
لكن حب المال والركون إلى الدنيا واستعجال الربح أعمى بصائر كثير منهم، فتجرؤوا على قبولها واستباحتها وصار كثير منهم يسميها بغير اسمها، يسميها قهوة وهدية وغيرها من الأسماء المعروفة عند العامة، فعلوا مع الرشوة ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أن طوائف من أمته تفعله مع الخمر في آخر الزمان ، وإني لا أريد أن أكتب هذا المقال لبيان حكم الرشوة أو لمناقشة حقيقتها الشرعية وما يدخل فيها وما لا يدخل، ولكن للحديث عن طغيانها وانتشارها وعن سبيل مكافحتها.
إن الرشوة قد أصبحت سببا ظاهرا من أسباب الرفاه والغنى في مجتمعنا، وأصبح أربابها يجاهرون بها ولا يستحيون، ويفتخرون بها ويعدون عملهم نباهة "وشطارة"، الأمر الذي جعل كثيرا من ضعفاء الإيمان يتأثرون بهم ويحسدونهم على ما نالوه، ويشعرون بالسفه وضعف التدبير، إن هم لم يستغلوا مناصبهم للحصول على الرشاوي، التي يضمنون بها -زعموا-مستقبلهم بل ومستقبل أولادهم وأحفادهم، طبعا مستقبلهم المحدود في الدنيا دون مستقبلهم الأبدي في الآخرة .
ولقد أصبح الآن الموظفون في الإدارات الحكومية-إلا من رحم ربك- في غنى تام عن مرتباتهم، وخاصة هؤلاء الذين يشغلون مناصب حساسة تؤهلهم لفرض شروطهم على المواطنين (العُزَّل)، إذا ما سعوا لنيل حقوقهم الثابتة لهم أو الحقوق المشاعة.
وإن من مصادر رصد أنواع الرشاوي ومظانها الأئمة والدعاة الذين ترد عليهم أسئلة المواطنين يوميا حول مشروعية دفع هذه الرشاوي والعمولات لهؤلاء الموظفين والمسؤولين، مواطنون مظلومون منعوا من حقوق أو أخذت منهم حقوق، وآخرون متطلعون إلى نيل امتيارات، لكن حاك في أنفسهم طريقة الحصول عليها، لذلك أردت أن أكتب هذه الكلمات في القضية التي أكاد أسأل عنها يوميا وربما أسأل عنها في اليوم أكثر من مرة، أسئلة مباشرة أو عبر الهاتف.
وهذا منتخب من المسائل التي علقت في ذهني وحفظتها لتكررها أو غرابتها، وهي كما يلاحظ القارئ موزعة على أكثر القطاعات والإدارات التي يتعامل معها المواطن .
1-يقول السائل : ما حكم ما أدفعه لموظف في البلدية أو مسؤول نظير ادراجي ضمن قائمة السكن الاجتماعي أو السكن التساهمي، وبعضهم يقول لن آخذ حق أحد لأنهم وضعوا في القوائم المعلن عنها أسماء لأشخاص وهميين أو أشخاص لا حاجة لهم في السكن .
2-ويقول آخر : ما حكم ما أدفعه لموظف في البلدية أو مسؤول حتى أحصل على مشروع بناء بإنجازه أنال على شهادتي في الهندسة المعمارية؟
3-يا شيخ المقاولون لا ينالون المشاريع إلا بالرشوة وأنا إذا لم أدفع رشوة فأسبقى من دون عمل .
4-ويقول كثير من المقاولين : ما حكم ما أدفعه من مال مقابل تسهيل عملية صرف مستحقاتي ، أنا أنتظر صرفها منذ سنتين أو ثلاث ، وقد صرحوا لي بأني لن آخذ حقي إلا إذا دفعت لهم "قهوة".
5-ويسأل المستوردون : ما حكم ما ندفعه للجمارك نظير تسريح سلعنا المحجوزة ظلما وعدوانا، وما حكم ما ندفعه لهم نظير تسهيل عملية إخراج السلعة من الميناء وهم يتعمدون التطويل حتى تزيد التكاليف .
6-ويقول آخرون : ما حكم ما ندفعه لمفتش الجمارك نظير عدم رفع قيمة الضريبة ومضاعفتها (لأننا لا نصرح بالقيمة الحقيقية للسلعة المستوردة).
7-ويسأل بعضهم : أنا أتعامل مع أناس يهربون سلعا من البلدان المجاورة وهم مضطرون في أكثر الأحيان إلى دفع رشاوى إلى حراس الحدود ليسلموا من حجز السلع والمحاكمة لأن التهريب مخالفة، فهل التعامل مع هؤلاء الناس جائز؟
8-ويسأل أصحاب الشاحنات عن حكم ما يدفعونه لحراس الميناء ليتمكنوا من الدخول، وهم يقولون من غير دفع للمال لا يمكن لأحد أن يعمل .
9-إنسان سيحكم عليه في القضاء بكذا لأجل كذا ، وهو نادم على فعله ، ويقول آخر هو مظلوم فيما نسب إليه وإن دفع مالا فسيبرأ من التهمة ، فما حكم مساعدته على ذلك؟
10-ويتكرر كثيرا هذا السؤال كما تكرر الحوادث المرور : ما حكم تحصيل رخصة السياقة بالطريقة المضمونة، ومعناه أن يكون المبلغ المدفوع فيه زيادة يأخذها المهندس ليجيز المتعلم ولا يسبب له عراقيل ولا يرسبه في كل مرة؟
11-ويسأل بعضهم : أريد الحصول على صناديق النحل لإنتاج العسل وأنا من المستحقين لذلك، لكنهم المسؤولون يشترطون مالا لتمكينى من الحصول عليها، ومن غير دفع المال محال أن أحصل عليها .
12-ويقول آخرون: عملت مدة عند بعض المقاولين الخواص، فلما طلبت منه شهادة عمل من أجل التوظف في قطاع عمومي؛ طلب مبلغا من المال مع العلم أن هذا أمر معمول به حتى صار لهذه الشهادة سعر معلوم.
13-طلب من أحدهم في مستشفى عمومي دفع مال من أجل إجراء عملية جراحية لقريبه المريض مرضا خطيرا في "الكلى"، وإن لم تجرى له فسيبقى طول حياته مرتبطا بمصلحة تصفية الدم "الدياليز"، هو يسأل هل يأثم على دفعه المال لأنه لم يكن له الخيار ؟
14-ويشتكي غير واحد بقوله : لكي أجري كشفا بالأشعة في المستشفى العمومي طلبوا مني رشوة، ومنهم يقال له ادفع وإلا اذهب إلى الخواص وادفع أضعاف ما نطلبه منك.
15-وأسئلة من يشتكي من مصلحة الضرائب كثيرة ، ومنها قول بعضهم : لقد ضخموا فواتير الضرائب ومن أجل تخفيضها طلبوا مالا فهل يجوز أن أدفع لهم هذا المال؟
16-يسأل كثير من الناس عن شراء تأشيرات السفر إلى البلاد الشرقية والغربية –وهي تمنح مجانا-وفي مدة ما قبل الحج يكثر السؤال عن شراء جواز سفر الحج .
17-وبعضهم كي تسوى لهم وضعية الأراضي التي يستغلونها وتحويلها إلى ملكية خاصة عن طريق الشراء يطلب منهم دفع رشاوي إلى جميع المسؤولين، وإلا بقي ملفه حبيس الأدراج .
18-ويقول بعضهم: وعدني أحدهم بمنصب شغل في مؤسسة عمومية واشترط علي مالا وأنا لا عملي فما حكم المال الذي أعطيه له ، ويقول آخرون إن مسابقات التوظيف التي يعلن عنها شكلية فإن المناصب توزع بـ"المعارف" والرشوة، فهل يجوز لنا دفع الرشوة .
19-واختم بأغرب وأعجب سؤال سمعته في هذا الباب، قال السائل :" عرض علي أحدهم عملا مهما في مؤسسة عمومية يشتغل فيها نظير نسبة مئوية في راتبي الشهري".
ولقد كانت إجابتي في أكثر الأحيان لا تدفع وبلغ الشرطة والدرك واكتب في الجريدة، ولو كان صاحب الاستفتاء مضطرا مظلوما، لأنه لا يصلح الوضع إلا ذاك، وإن مما فتح الباب لكثير من الناس أن يدفعوا هذه الرشاوي ويُعوِّدوا عليها هؤلاء الموظفين : دعوى الضرورة وأنه يأثم الآخذ دون المعطي إذا كان مظلوما!! نعم المظلوم الذي يدفع شرا بشر أقل منه لا يأثم، لكن في كثير من الأحيان يكون الشر المدفوع متوهما، أو يكون السائل هو من تسبب في وقوع الشر الذي يدفعه ، كأن يكون عقوبة يستحقها لمخالفته للإجراءات الإدارية، وبعض الناس يتوهم أنه مستحق لما يطلبه كمنصب الشغل أو السكن أو المشروع، وأن منعه ظلم وقع عليه، وهو في الواقع أهل لهذا الحق ولم يستحق عين هذا المنصب أو السكن أو المشروع، لأن المؤهلين له كثيرون والذين يستحقونه هم من يتم تعيينهم بالطرق الشرعية الرسمية.
ولابد أن نتبنه إلى أن هذه النماذج إنما هي أسئلة بعض من يخاف الله تعالى واشتبهت عليه الأمور، وإلا فالناس الذين يخوضون في الحرام البين، ويستولون على حقوق الناس بالرشاوى وتبادل الخدمات والمصالح أكثر بكثير من هؤلاء الضعفاء الذين يسألون تلك الأسئلة، وهذا يدلنا على أن هذا المرض قد أصبح ظاهرة فعلا ، لا بد من التعاون والتآزر من أجل مكافحتها واستئصالها ، ومهما كان ذلك صعبا فهو ممكن بإذن الله تعالى .
وهذه خطوات وأعمال في طريق العلاج يمكن للناظر المجتهد أن يزيد فيها لا أن ينقص .
1-لا بد أن يجتمع الناس على مقاطعة هؤلاء المرتشين في جميع الميادين، لأن أهم أسباب وجود الآخذين للرشوة والقابلين لها وجود الدافعين لها.
2-أن ننبذ حب الذات "الأنانية" ونستشعر الأخوة الإيمانية، فمن رأى نفسه مضطرا فليعلم أن له إخوانا كثيرين في مثل حاله أو أسوأ، وإذا كان هو قادرا على دفع الرشاوي، فغيره سيبقى محروما لأنه غبر قادر عليها أو لا يستجيز دفعها .
3-أن نقوم بواجب تغيير المنكر باليد واللسان عند الإمكان، والتعاون مع الهيئات المؤهلة لذلك من شرطة ودرك وهيئات التفتيش ومكافحة الفساد، وإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وهذا الواجب يقع على كل من ابتلي بهؤلاء المرتشين، كما يقع على الموظفين النزهاء فهم مأمورون بالنصح لزملائهم وتكرير النصح لهم، ثم التبليغ عنهم إن تمادوا في استغلال مناصبهم لمثل هذا العمل الدنيء.
4-وعلى وسائل الإعلام المختلفة أن تشيد بالهيئات المكافحة للفساد، وأن تتابع قضايا الرشوة في المحاكم وتشهر بها ترهيبا للناس من هذه الظاهرة، وأن تكشف للرأي العام عن الإدارات والأماكن التي توجد فيها هذا المرض لتتحرك الجهات المسؤولة ولإحراج المتكاسلين عن أداء واجبهم أو الخائفين المتخاذلين.
5-على ولاة الأمور أن يسلطوا العقوبات القاسية؛ ضد كل من يثبت عنه بالدلائل القاطعة استغلال منصبه في المؤسسات الرسمية وأجهزة الدولة لحسابه الخاص ، وأول هذه العقوبات الفصل النهائي من عمله، ومصادرة الأموال التي اكتسبها من الرشوة والنماء الناتج عنها ليكون عبرة لغيره .
6-وكذا على الأئمة والوعاظ أن يكثروا من تذكير الناس بفناء الدنيا وما فيها من أموال وبيوم الحساب، وسرد الوعيد الوارد في أكل المال الحرام والظلم عموما، والوارد في الرشوة خصوصا من فوق المنابر وعلى صفحات الجرائد والمواقع الإليكرونية وكل ما هو متاح لهم من وسائل الإعلام .
7-علينا أن نجعل في البرامج التعليمية في مختلف المستويات دروسا تشرح فيها مفاسد الرشوة على الفرد والمجتمع وعاقبة أهلها في الدنيا والآخرة ، وأخرى لبيان خطر أكل المال الحرام ، ودروسا في العقيدة يعرف فيها النشء بأن رزقه مقدر له قبل أن يولد وأن السرقة والرشوة وأكل أموال الناس بالباطل لن يزيد في ماله ورزقه شيئا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-12-24, 06:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد مقاوسي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد مقاوسي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-24, 08:51   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
fatimazahra2011
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية fatimazahra2011
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي




















رد مع اقتباس
قديم 2010-12-24, 09:28   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
العبد بن العبد
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العبد بن العبد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على موضوع قيم
جزاك الله كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2015-10-01, 08:33   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
M-N-NADJIB
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية M-N-NADJIB
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أشكرك جزيل الشكر علي هذا الموضوع القيم










رد مع اقتباس
قديم 2019-11-04, 18:55   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله و بركاتة

الرشوة من كبائر الذنوب

لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لعنة الله على الراشي والمرتشي)

رواه ابن ماجه (2313)

وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .


اخي الفاضل

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الرشوة . مشكلة. العلاج


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc