الشرك وأنواعه - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الشرك وأنواعه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-07-25, 16:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 الشرك وأنواعه

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




العقيدة

يَنقسِم النّظام الإسلاميّ إلى قسمين رئيسيين هما: العقيدة والشريعة

الشريعة

تعني التكاليف العمليّة التي جاءَ بها الإسلام في العبادات والمُعاملات

العَقيدة

فهي الأمور العلميّة التي يَجب على المُسلم أن يَعتقدها بقلبه.

تمتازُ العقيدةُ الإسلاميّة بعدّة خصائص تُميّزها عن العَقائد الأخرى

منها أنّها: عقيدةٌ ربّانية المصدر؛ حيث أوحيَ بها من عند الله تعالى بواسطة جبريل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي متّفقةٌ مع فطرة الإنسان السليمة؛ حيث تتّفق عمليّاً مع ما يدور في خلج الإنسان من الأفكار من وجود خالقٍ مدبّرٍ لهذا الكون العظيم الواسع حتى قبل أن يَعرف الإيمان أو يتعلّمه

كما أنّها تتميّز بالوضوح واليُسر والبساطة، وهي شاملة لجميع مناحي الحياة

الكون والإنسان وأطوار حياته، وهي عقيدةٌ ثابتةٌ لا تتغيّر بتَغيُّر الأزمنة والأمكنة؛ فهي لَيست نظريّات صاغها البشر، كما أنّها تتماشى مع واقع الإنسان ومُتطلّبات وجوده

وهي عقيدة مبرهنة تعتمد على الحجّة الدامغة والبَراهين الواضحة


تعريف العقيدة

العقيدة لغة أصل اشتقاق كلمة العقيدة من (عقد)

وهي في اللغة مَدارها على ثلاثة معانٍ

اللزوم، والتأكد، والاستيثاق

نحو قول الله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ)

فتعقيد الإيمان يكون بعزم القلب عليه، والعقود هي أوثق العهود

ومنها قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)


العقيدة اصطلاحاً

العقيدة في الاصطلاح هي اعتقادٌ جازمٌ مُطابقٌ للواقع لا يقبل الشك أو الظن

فالعلم الذي لم يَصل بالشيء إلى درجة اليقين الجازم لا يُسمّى عقيدة

وإذا كان الاعتقاد غير مُطابق للواقع والحق الثابت ولا يقوم على دليل فهو ليس عقيدةٌ صحيحة سليمة

وإنّما هو عقيدة فاسدة كاعتقاد النصارى بألوهيّة عيسى وبالتثليث.

تُعرّف العقيدة أيضاً بأنها التصديق الجازم فيما يجب لله عزّ وجل من الوحدانية، والربوبية، والإفراد بالعبادة، والإيمان بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا


أركان العقيدة

أركان العقيدة في الإسلام هي كلٌ لا يتجزّأ، وكلّ من كفر بواحدة منها أو بجزئيّة منها ممّا ثَبت في القرآن الكريم أو في السنة النبوية لا يُقبل إيمانه بالأركان الأخرى

وقد وَرد ذكرهذه الأركان في كتاب الله عزّ وجلّ، وسُنّة نبيه -صلّى الله عليه وسلّم- في مواضع كثيرة

منها: قوله سبحانه وتعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)

وقوله سبحانه وتعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)

وقوله سبحانه وتعالى: (وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)


وبيان هذه الأركان كما هي معروفة بأركان الإيمان

و قد تقدم ذكرها بالتفصيل في المواضيع التاليه


الإيمان بالله

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2134558

الإيمان بالملائكه

https://www.djelfa.info/vb/showthrea...post3997428968

الإيمان بالكتب السماويه


https://www.djelfa.info/vb/showthrea...post3997431745

الإيمان بالقضاء والقدر

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2135405

الايمان بوجود الجن والسحر والعين


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2135246

مجمل الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2134705

أشراط الساعة


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2135032

اهل الجنه و اهل النار


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2135211

عذاب القبر ونعيمه


https://www.djelfa.info/vb/showthrea...post3997430760

و طذلك تقدم ذكر التوحيد بالمضمون العام واقسامه الثلاثه

الربوبية ... الألوهية .... الأسماء والصفات


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2129136

التوحيد من ابواب اخري

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2131511

ثم تقديم أصول عقيدة أهل السنة والجماعة


https://www.djelfa.info/vb/showthrea...post3997599924

و يتبقي لنا الشرك وانواعه

و الولاء والبراء

و اخيرا مذاهب و فرق و اديان


....

آثار العقيدة الإسلامية للعقيدة الإسلامية

آثارٌ واضحةٌ في حياة المسلمين

ومن هذه الآثار

تحرير الإنسان من العبودية للبشر؛ فيتوجب على الإنسان المسلم التحرّر من كل ولاءٍ لغير الله

قال تعالى: (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )

تحرير العقل من الخرافات والأوهام وحثه وتحفيزه على التفكير

فقد اتجهت العقيدة الإسلامية إلى تحرير العقل من الخضوع للأساطير والخرافات وحثته على التفكر في الكون.

غرس الاستقامة؛ فعندما يلتزم المسلم بالعقيدة الإسلامية الصحيحة ويراقب الله تعالى في أقواله وأفعاله تُصبح نفسه مُستقيمةً تبتعد عن المُنكرات والمعاصي. تبعث الطمأنينة والسعادة والأمن في نفس الإنسان. الشعور بالعزّة والكرامة والحرية

فالإنسان المسلم يَكتسب هذا الشعور من عزّة الله سبحانه وتعالى

حيث قال: ( يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-07-25, 16:42   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشرك وأنواعه

من كلام أهل العلم المتقدمين في إنكار الشرك في الألوهية

السؤال


: إنني طالب العلم في كلية الفقه تحت جامعة الهند الإسلامية كيرالا الهند ، سؤالي : أنني قد بحثت في كثير من كتب المتقدمين في باب العقيدة ، ما رأيت أكثرهم يصرح عن الشرك وعظمته كما يصرح العلماء السلفيون المتأخرون

مع أن ذلك الأزمنة القديمة أيضا كانت مملوءة بالعقائد الشركية بين الصوفية والشيعة مثلا، نراهم ينكرون البناء على القبور، لكن لا يصرحون بالإنكار عن الشرك الذي يقع حولها إلا تلميحا.

فهل يوجد أقوال صريحة من العلماء المتقدمين عن الشرك ، كما عند ابن تيمية رحمه الله ومن بعده من العلماء السلفيين ؟

فأرجو منكم بعضها وإن لم يوجد فما هو السبب ؟


الجواب :

الحمد لله

القرآن الكريم مملوء بالآيات التي فيها الدعوة إلى التوحيد، وبيان الشرك والتحذير منه، كشرك الدعاء، وشرك الطاعة، وشرك المحبة.

قال الله تعالى: ( وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ) يونس/106 .

قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره (15/ 219): " ( فإنك إذًا من الظالمين ) ، يقول: من المشركين بالله ، الظالمي أنفُسِهم" انتهى.

وقال تعالى: (إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) فاطر/14 .

وقال تعالى: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) المؤمنون/ 117 .

وقال تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) الأنعام/121 .

وقال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) البقرة/165 .

إلى غير ذلك من الآيات.

وفي السنة : بيان شرك الطاعة كما في حديث عدي بن حاتم ، وشرك الحلف بغير الله ، وشرك الرياء، ولعن من ذبح لغير الله.

وأكثر أنواع الشرك إنما ظهرت في القرنين الرابع والخامس الهجري بعد استيلاء الروافض العبيدين على بلاد المغرب ومصر والحجاز، فهؤلاء من عظموا القبور وبنوا عليها المشاهد، وأقاموا الموالد ، وانتشر الشرك بسببهم .

قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:

" وإن أقدم من وقفت عليه يرجع المسلمين إلى دين الجاهلية في الاعتقاد بالأرواح والقبور : هم الإسماعيليون ، وبخاصة إخوان الصفا، تلك الجماعة السرية الخفية التي بثت عقائدها، ورسائلها الخمسين بسرية تامة

حتى لا يكاد يعرف لها كاتب ولا مصنف، وإن ظُن ظناً.

ثم تبعهم على تقديس المقبورين من أهل البيت : الموسويون ، الملقبون بالاثني عشرية، وصنفوا التصانيف في الحج إلى المشاهد ، وفي كيفية الزيارات والأدعية عند القبور، يسندونها بطرق باطلة كاذبة إلى أئمة أهل البيت رضي الله عنهم.

وقد طالعت كتاب " الزيارات الكاملة " لابن قولويه

فرأيت فيه من هذا شيئاً كثيراً، وهو مطبوع. ومن طالع تراث الإسماعيلين، وحركة إخوان الصفا ، وجد ما قلتُه ماثلاً أمامه، فإن الشأن عظيم، وإن فتنة الناس بالقبور واتخاذ أهلها شفعاء ووسطاء: لم تعرف قبلهم .

ولما غلب الجهل قبل ظهور الدولة الفاطمية ، عرفت هذه الأمور طائفة من الناس، فلما ظهرت الدولة العبيدية شيدت المشاهد ، ونشرت ما كان سراً من عقائدها" .

انتهى من "هذه مفاهيمنا" ص105.

ولما ظهر هذا الشرك، كثر كلام أهل العلم في إنكاره، وكان من قبلهم يكتفون ببيان أن الشرك عبادة غير الله ، أو أن من الردة: الإشراك بالله ، فيدخل في ذلك كل صور العبادة إذا صرفت لغير الله .

ونحن نسوق شيئا من كلام أهل العلم في ذلك:

1-قال قتادة رحمه الله: "قوله: ( وَلا تَأْكُلُوا ممَّا لَمْ يُذكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإنَّه لَفِسْقٌ… ) الآية، يعني: عدوّ الله إبليس، أوحى إلى أوليائه من أهل الضلالة، فقال لهم: خاصموا أصحاب محمد في الميتة

فقولوا: أما ما ذبحتم وقتلتم فتأكلون، وأما ما قتل الله فلا تأكلون، وأنتم تزعمون أنكم تتبعون أمر الله ، فأنزل الله على نبيه: (وَإنْ أطَعْتُمُوهُمْ إنَّكُمْ لَمُشْركُونَ) .

وإنا - والله - ما نعلمه كان شرك قط ، إلا بإحدى ثلاث: أن يدعو مع الله إلها آخر، أو يُسجد لغير الله ، أو يُسمى الذبائحَ لغير الله"

رواه ابن جرير في تفسيره (5/ 325).

2-وقال أبو محمد ، الحسن بن علي البربهاري (ت: 329هـ ):

"ولا يخرج أحد من أهل القبلة من الإسلام حتى يرد آية من كتاب الله عز وجل، أو يرد شيئا من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يذبح لغير الله ، أو يصلي لغير الله ، وإذا فعل شيئا من ذلك: فقد وجب عليك أن تخرجه من الإسلام"

انتهى من "شرح السنة" للبربهاري، ص 81 .

3-وقال ابن عقيل الحنبلي رحمه الله (ت513هـ): لما [صعبت] التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم، فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم

قال: وهم عندي كفار بهذه الأوضاع، مثل تعظيم القبور وإكرامها بما نهى عنه الشرع من إيقاد النيران وتقبيلها وتخليقها وخطاب الموتى بالألواح [بالحوائج]، وكتب الرقاع فيها: يا مولاي افعل بي كذا وكذا

وأخذ التراب تبركا وإفاضة الطيب على القبور، وشد الرحال إليها، وإلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى، ولا تجد في هؤلاء من يحقق مسألة في زكاة، فيسأل عن حكمٍ يلزمه، والويل عندهم لمن لم يقبّل مشهد الكف، ولم يتمسح بآجرة مسجد المأمونية يوم الأربعاء...)

انتهى من "تلبيس إبليس" لابن الجوزي ص 448

و "إغاثة اللهفان" لابن القيم (1/195) وما بين المعقوفتين منه.

4-وقال الرازي رحمه الله (ت606هـ) في تفسير قوله تعالى: (ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) يونس/18 :

"وأما النوع الثاني: ما حكاه الله تعالى عنهم في هذه الآية ، وهو قولهم: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) فاعلم أن من الناس من قال: إن أولئك الكفار توهموا أن عبادة الأصنام أشد ، في تعظيم الله

من عبادة الله سبحانه وتعالى، فقالوا: ليست لنا أهلية أن نشتغل بعبادة الله تعالى، بل نحن نشتغل بعبادة هذه الأصنام، وأنها تكون لنا شفعاء عند الله تعالى .

ثم اختلفوا في أنهم كيف قالوا في الأصنام إنها شفعاؤنا عند الله ؟ وذكروا فيه أقولا كثيرة:...

ورابعها: أنهم وضعوا هذه الأصنام والأوثان على صور أنبيائهم وأكابرهم، وزعموا أنهم متى اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل ، فإن أولئك الأكابر تكون شفعاء لهم عند الله تعالى.

ونظيره في هذا الزمان : اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور الأكابر، على اعتقاد أنهم إذا عظموا قبورهم ، فإنهم يكونون شفعاء لهم عند الله"

انتهى من "تفسير الرازي" (17/ 59).

فهذا كما ترى فيه بيان لأنواع من الشرك كالدعاء والذبح والسجود لغير الله.

ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ت728هـ) كلام مستفيض في ذلك، وكذلك للمقريزي رحمه الله (ت815هـ) كما في رسالته "تجريد التوحيد المفيد"، وابن كثير في تفسيره، وابن القيم في عدد من مؤلفاته .

ولم ينفك العلماء عن بيان التوحيد، وبيان ضده، ويزيد البيان عند شدة الحاجة إليه لانتشار الشرك وشيوعه.

وانظر كلاما بينا لفقهاء الحنفية في التحذير من الشرك، في كتاب: "جهود علماء الحنفية في رد بدع القبورية" للشمس السلفي الأفغاني.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-25, 16:50   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حول حديث التربة المشهور وفيه :" وخلق المكروه يوم الثلاثاء" ، هل ترك العمل أو تأجيله عن يوم الثلاثاء يعد من التطير

السؤال :

قرأت في حديث التربة المشهور قوله ﷺ ( وخلق المكروه يوم الثلاثاء ) بناء على هذا الحديث ماحكم تأجيل شيء ما كسفر أو موعد معين خوفا من إدراك شر في هذا اليوم ؟

وإذا كان هذا من التطير ، فلماذا لما مر ﷺ في طريقه بين جبلين أحدهما اسمه مخز والآخر فاضح عدل عنهما ولم يمر بينهما ؟ أرجو توضيح ذلك لي.


الجواب :

الحمد لله


أولا :

الحديث الذي ذكر منه السائل جملة :" وخلق المكروه يوم الثلاثاء " :

أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" (2789)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ :( خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ

وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فِي آخِرِ الْخَلْقِ ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ ) .

ثانيا :

ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم :" وخلق المكروه يوم الثلاثاء" ، على تقدير صحته مرفوعا : أي جنس ما يكرهه الإنسان.

قال الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" (5/499)

:" أي كل ما يكره من دواب السموم والشرور وغيرها ". انتهى

إلا أنه لا يجوز الاستدلال به على جواز تأجيل الأعمال من سفر ونحوه إلى يوم آخر غير يوم الثلاثاء ، بل إن هذا الفعل محرم ، وهو من التطير المنهي عنه .

ومن تطير بأي شيء ، سواء كان طيرا ، أو لونا ، أو يوما ، أو شهرا ، أو مريضا ؛ فمنعه ذلك عن فعل شيء كان يريد فعله = فقد وقع في التطير المحرم .

فقد روى الإمام أحمد في "مسنده" (7045)

من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ ، فَقَدْ أَشْرَكَ ).

والحديث صححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1065) .

ثالثا :

وأما ما أورده السائل في واقعة ترك النبي صلى الله عليه وسلم المرور بين جبلين يقال لأحدهما " مسلح "

والآخر "مخرئ " ، فإنه – إن ثبتت القصة – لا يدل على جواز ما ذكرت من تأجيل السفر في يوم معين ، الثلاثاء أو غيره ، خشية المكروه فيه ؛ وذلك لما يلي :

الأول: أن هذه الواقعة ليس لها إسناد متصل، وإنما ذكرها ابن إسحاق في "السيرة" دون إسناد .

وقد أخرجها ابن هشام في "السيرة النبوية" (1/614)

من طريق ابن إسحاق فقال :" قال ابن إسحاق :"

وَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَجْسَجَ ، وَهِيَ بِئْرُ الرّوْحَاءِ كَانَ بِالْمُنْصَرَفِ ، تَرَكَ طَرِيقَ مَكّةَ بِيَسَارٍ ، وَسَلَكَ ذَاتَ الْيَمِينِ عَلَى النّازِيَةِ يُرِيدُ بَدْرًا ، فَسَلَكَ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهَا ، حَتّى جَزَعَ وَادِيًا ، يُقَالُ لَهُ رُحْقَانُ ، بَيْنَ النّازِيَةِ وَبَيْنَ مَضِيقِ الصّفْرَاءِ

ثُمّ عَلَى الْمَضِيقِ ، ثُمّ انْصَبّ مِنْهُ حَتّى إذَا كَانَ قَرِيبًا مِنْ الصّفْرَاءِ ، بَعَثَ بَسْبَسَ بْنَ الْجُهَنِيّ حَلِيفَ بَنِي سَاعِدَةَ وَعَدِيّ بْنَ أَبِي الزّغْبَاءِ الْجُهَنِيّ حَلِيفَ بَنِي النّجّارِ إلَى بَدْرٍ يَتَحَسّسَانِ لَهُ الْأَخْبَارَ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَغَيْرِهِ . ثُمّ ارْتَحَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَدْ قَدِمَهَا . فَلَمّا اسْتَقْبَلَ الصّفْرَاء

، وَهِيَ قَرْيَةٌ بَيْنَ جَبَلَيْنِ سَأَلَ عَنْ جَبَلَيْهِمَا مَا اسْمَاهُمَا ؟

فَقَالُوا : يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا ، هَذَا مُسْلِحٌ ، وَلِلْآخَرِ هَذَا مُخْرِئٌ ، وَسَأَلَ عَنْ أَهْلِهِمَا ، فَقِيلَ بَنُو النّارِ وَبَنُو حُرَاقٍ ، بَطْنَانِ مِنْ بَنِي غِفَارٍ فَكَرِهَهُمَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَالْمُرُورُ بَيْنَهُمَا

وَتَفَاءَلَ بِأَسْمَائِهِمَا وَأَسْمَاءِ أَهْلِهِمَا . فَتَرَكَهُمَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَالصّفْرَاءَ بِيَسَارِ وَسَلَكَ ذَاتَ الْيَمِينِ عَلَى وَادٍ يُقَالُ لَهُ ذَفِرَانَ ، فَجَزَعَ فِيهِ ثُمّ نَزَلَ ". انتهى

الثاني : أنه قد جاءت الأحاديث الكثيرة في النهي عن الطيرة ، بل وعدها صلى الله عليه وسلم من الشرك ، ومن ذلك :

ما أخرجه البخاري في "صحيحه" (5707)

ومسلم في "صحيحه" (2220) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ ، وَلاَ هَامَةَ وَلاَ صَفَرَ ) .

ومنها ما أخرجه أبو داود في "سننه" (3910)

وأحمد في "مسنده" (3687) من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ، ثَلَاثًا ) .

والحديث صححه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (3098) .

قال النووي في "شرح مسلم" (14/218)

:" والتطير التشاؤم ، وَأَصْلُهُ الشَّيْءُ الْمَكْرُوهُ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ مَرْئِيٍّ ، وَكَانُوا يَتَطَيَّرُونَ بِالسَّوَانِحِ وَالْبَوَارحِ ، فَيُنَفِّرُونَ الظِّبَاءَ وَالطُّيُورَ ، فَإِنْ أَخَذَتْ ذَاتَ الْيَمِينِ تَبَرَّكُوا بِهِ وَمَضَوْا فِي سَفَرِهِمْ وَحَوَائِجِهِمْ

وَإِنْ أَخَذَتْ ذَاتَ الشِّمَالِ رَجَعُوا عَنْ سَفَرِهِمْ وَحَاجَتِهِمْ وَتَشَاءَمُوا بِهَا ، فَكَانَتْ تَصُدُّهُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ عَنْ مَصَالِحِهِمْ ، فَنَفَى الشَّرْعُ ذَلِكَ وَأَبْطَلَهُ وَنَهَى عَنْهُ ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ تَأْثِيرٌ بنفع ولا ضر ، فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لاطيرة " .

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ " الطِّيَرَةُ شِرْكٌ " : أَيِ اعْتِقَادُ أَنَّهَا تَنْفَعُ أَوْ تَضُرُّ إِذْ عَمِلُوا بِمُقْتَضَاهَا معتقدين تأثيرها فهو شرك لأنهم جَعَلُوا لَهَا أَثَرًا فِي الْفِعْلِ وَالْإِيجَادِ ". انتهى

ولا شك أن ترك الفعل لحركة الطيور ، أو غير ذلك كرؤية مريض ونحوه : هو من التطير المحرم ، ويدخل فيه التطير بالأيام والشهور.

وقد كانت العرب تتشاءم بشهر شوال ، وهذا من الطيرة المحرمة ، ولذا ثبت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت :"( تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ

وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ ، فَأَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟ ) .

والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (1423) .

قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (9/209)

:" وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه ، وما يتخيله بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال ، وهذا باطل لا أصل له ، وهو من آثار الجاهلية كانوا يتطيرون بذلك ، لما في اسم شوال من الإشالة والرفع ". انتهى

الرابع : أن قصة عدول النبي صلى الله عليه وسلم عن المرور في هذا الطريق ، على فرض ثبوتها : ليست من التشاؤم والطيرة المحرمة ، وقد أجاب أهل العلم عن ذلك بعدة أجوبة ، بيانها كما يلي :

الجواب الأول : أن ما حدث أمر جِبِلِّي من محبة الاسم الطيب ، وكراهة الاسم القبيح ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرجع عن طريقه ، وإنما جاوزه إلى غيره ، وهذا لا شيء فيه .

قال السهيلي في "الروض الأنف" (5/70) :

" وَذَكَرَ أَنّهُ عَلَيْهِ السّلَامُ مَرّ بِجَبَلَيْنِ فَسَأَلَ عَلَى اسْمَيْهِمَا ، فَقِيلَ لَهُ أَحَدُهُمَا مُسْلِحٌ وَالْآخَرُ مُخْرِئٌ فَعَدَلَ عَنْ طَرِيقِهِمَا ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ بَابِ الطّيَرَةِ الّتِي نَهَى عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَلَكِنْ مِنْ بَابِ كَرَاهِيَةِ الِاسْمِ الْقَبِيحِ ، فَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ السّلَامُ يَكْتُبُ إلَى أُمَرَائِهِ " إذَا أَبَرَدْتُمْ إلَيّ بَرِيدًا فَاجْعَلُوهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الِاسْمِ " . انتهى

الجواب الثاني : أن الأسماء المكروهة قد توافق من أقدار الله ما يتألم لأجله العبد ، فأراد صلى الله عليه وسلم أن يتجاوزه إلى غيره ، حتى لا يحدث شيء ، فيظن بعض الناس أن لذلك علاقة باسم الجبل أو اسم القبيلة ، وعدل عن هذا الطريق حتى لا يتشوش القلب بمثل ذلك .

قال ابن القيم

في "مفتاح دار السعادة" (2/259) :" وَأما استقباله الجبلين فِي طَرِيقه ، وهما مسلح ومخرىء ، وَترك الْمُرُور بَينهمَا ، وعدله ذَات الْيَمين ؛ فَلَيْسَ هَذَا أَيْضا من الطَّيرَة

وَإِنَّمَا هُوَ من الْعُدُول عَمَّا يُؤْذى النُّفُوس ، ويشوش الْقُلُوب ، إِلَى مَا هُوَ بِخِلَافِهِ ، كالعدول عَن الِاسْم الْقَبِيح وتغييره بِأَحْسَن مِنْهُ ، وَقد تقدم تَقْرِير ذَلِك بِمَا فِيهِ كِفَايَة .

وَأَيْضًا فَإِن الْأَمَاكِن فِيهَا الميمون الْمُبَارك ، والمشئوم المذموم ، فَاطلع رَسُول الله على شُؤْم ذَلِك الْمَكَان ، وَأَنه مَكَان سوء ، فجاوزه إِلَى غَيره ، كَمَا جَاوز الْوَادي الَّذِي نَامُوا فِيهِ عَن الصُّبْح إِلَى غَيره

وَقَالَ " هَذَا مَكَان حَضَرنَا فِيهِ الشَّيْطَان " ، والشيطان يحب الْأَمْكِنَة المذمومة وينتابها ، وَأَيْضًا فَلَمَّا كَانَ الْمُرُور بَين ذَيْنك الجبلين قد يشوش الْقلب ". انتهى

وقد جاءت عدة أحاديث تقرر هذا المعنى

فقد روى الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4/443) حديثا عن سَمُرَةَ بن جُنْدُبٍ قال: قال لي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :( لاَ تُسَمِّيَنَّ عَبْدَك أَفْلَحَ وَلاَ رَبَاحًا وَلاَ يَسَارًا ) .

قال أبو جَعْفَرٍ الطحاوي :" فَفِي بَعْضِ هذه الآثَارِ " فَإِنَّك تَقُولُ أَثَمَّ هو؟ فَلاَ يَكُونُ ، فَيُقَالُ : لاَ " ، فَفِي ذلك ما قد دَلَّ على أَنَّ النَّهْيَ عن هذه الأَسْمَاءِ إنَّمَا كان خَوْفَ الطِّيَرَةَ بها ". انتهى









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-25, 16:51   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ومنها ما أخرجه أبو داود في "سننه" (3920)

من حديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ: ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَتَطَيَّرُ مِنْ شَيْءٍ ، وَكَانَ إِذَا بَعَثَ عَامِلًا سَأَلَ عَنِ اسْمِهِ ، فَإِذَا أَعْجَبَهُ اسْمُهُ فَرِحَ بِهِ ، وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ،

وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهُ رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ، وَإِذَا دَخَلَ قَرْيَةً سَأَلَ عَنِ اسْمِهَا ، فَإِنْ أَعْجَبَهُ اسْمُهَا فَرِحَ وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ، وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهَا : رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ) .

والحديث صححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (762) .

قال ابن الملك في "شرح المصابيح" (5/122)

في شرحه لهذا الحديث :" فالسنَّةُ أن يختارَ الإنسانُ لولدهِ وخادمهِ الأسماءَ الحسنةَ ، فإنَّ الأسماءَ المكروهةَ قد تُوافِقُ القَدَر

مثلاً لو سَمَّى أحد ابنه بِـ ( خَسَارٍ) فربما جرى قضاءُ الله بأنْ يَلْحَقَ بذلك المسمَّى به خَسَار ، فيعتقِدُ بعضُ النَّاس أن ذلك بسببِ اسمه فيتشاءمون به ، ويحتَرِزون عن مجالسته ومواصَلَتِه ". انتهى

ومنها ما أخرجه أبو داود في "سننه" (3924)

من حديث أنس بنِ مالكٍ ، قال:" قال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ ، إنَّا كُنَّا في دارٍ ، كثيرٌ فيها عَدَدُنا ، وكثيرُ فيها أموالُنا ، فتحوَّلنا إلى دارٍ أخرى ، فقلَّ فيها عَدَدُنَا ، وقَلَّت فيها أموالُنا ، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - : ( ذَرُوها ذَمِيمَةً ) .

والحديث حسنه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (790) .

قال الخطابي في "معالم السنن" (4/237)

:" قد يحتمل أن يكون إنما أمرهم بتركها والتحول عنها: إبطالاً لما وقع في نفوسهم من أن المكروه إنما أصابهم بسبب الدار وسكناها ، فإذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم ، وزال ما كان خامرهم من الشبهة فيها . والله أعلم ". انتهى

وقال ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (9/437) :

" وليس في قوله عليه السلام: ( دعوها ذميمة ) أمر منه بالتطير ، وكيف وقد قال: لا طيرة؟ وإنما أمرهم بالتحول عنها لما قد جعل الله في غرائز الناس من استثقال ما نالهم فيه الشر ، وإن كان لا سبب له في ذلك ، وحب من جرى لهم الخير على يديه وإن لم يردهم به

وكان النبي عليه السلام يستحب الاسم الحسن والفأل الصالح ، وقد جعل الله في فطرة الناس محبة الكلمة الطيبة والفأل الصالح والأنس به ، كما جعل فيهم الارتياح للبشرى والمنظر الأنيق .

وقد يمر الرجل بالماء الصافي فيعجبه وهو لا يشربه ، وبالروضة المنورة فتسره ، وهي لا تنفعه ، وفى بعض الحديث ( أن الرسول عليه السلام كان يعجبه الأترج ، ويعجبه الفاغية ، وهي نور الحناء ) .

وهذا مثل إعجابه بالاسم الحسن والفأل الحسن ، وعلى حسب هذا كانت كراهيته الاسم القبيح كبني النار وبني حزن وشبهه ". انتهى

رابعا :

أنه لا يلزم من كون أن الله تعالى خلق المكروه يوم الثلاثاء ، أن يقع المكروه في هذا اليوم

قال محمد بن خلفة الأُبي في "إكمال إكمال المعلم" (7/193) :" المراد بالمكروه المؤلم ، ولا يلزم من خلقه فيه : اختصاص وقوعه به ". انتهى .

وهذا أمر مجرب معروف ، فما زال المحبوب والمكروه ، يقع للناس في كل يوم من أيامهم ، لا اختصاص لشيء من ذلك بيوم ، دون يوم ؛ ففي كل يوم من أيام الله : خفض ، ورفع ، وعطاء ومنع

وحياة وموت ؛ فسبحان من بيده ملكوت كل شيء ، ومن يدبر الأمر كله ، كل يوم هو في شأن ؛ قال أبو الدرداء : «يَغْفِرُ ذَنْبًا، وَيَكْشِفُ كَرْبًا، وَيَرْفَعُ قَوْمًا، وَيَضَعُ آخَرِينَ» !!

وقد حدثت أمور عظيمة في يوم الثلاثاء ، ومنها ما يلي :

بويع أبو بكر الصديق بالخلافة يوم الثلاثاء .

قال خليفة بن خياط في "تاريخه" (ص100) :

" وَفِي سنة إِحْدَى عشرَة بُويِعَ أَبُو بَكْر بيعَة الْعَامَّة يَوْم الثُّلَاثَاء من غَد وَفَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". انتهى

وبويع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالخلافة يوم الثلاثاء .

قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (7/31)

في حوادث سنة ثلاث عشرة من الهجرة قال :" وَفِيهَا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ ".

وفتحت عمورية يوم الثلاثاء .

قال خليفة بن خياط في "تاريخه" (ص477) :" وَسَار أَمِير الْمُؤمنِينَ فَنزل عَلَى عمورية ووافاه الأفشين فافتتحها أَمِير الْمُؤمنِينَ عَنوة يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث عشرَة بقيت من شهر رَمَضَان ". انتهى

ووقوع هذه الحوادث المباركة لا يدل على فضل يوم الثلاثاء ، كما أن خلق الله للمكروه يوم الثلاثاء لا يدل على ترك العمل فيه ، فلا علاقة له بأقدار الله عز وجل فعلا أو تركا .

وختاما :

فإن التطير منهي عنه ، ولا علاقة للمخلوقات والأيام بأقدار الله عز وجل ، فعلى العبد أن يجعل تعلقه بالله وحده ، ويتوكل عليه فهو حسبه جل في علاه .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-25, 16:56   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حقيقة دعاء صفات الله تعالى

السؤال

: علمت أن دعاء صفات الله شرك لا يجوز ، فهل هذا البيت -المنسوب لابن حزم - من ذلك : عسى لطائف من لا شئ يعجزه *** تحنو على شملنا يوما فتجمعه ونحو هذا من الكلام من ذلك ، وإن لا ، فما هو ؟

الجواب :


الحمد لله

أولا:

من المجمع عليه في دين الإسلام أن الله واحد لا شريك له، قال الله تعالى:

( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ) الإخلاص /1 – 2.

ومما تواترت به نصوص الوحي، واجتمعت عليه الفرقة الناجية، أن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه من الصفات؛ كقوله تعالى:

( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى/ 11.

والله تعالى بجميع صفاته واحد أحد لا شريك له؛ فهذه الصفات العليا؛ هي صفات ملازمة لذات الله تعالى غير منفكة عنه، وليست هي الله تعالى نفسه.

قال ابن بطة رحمه الله تعالى:

" ولا يقال: إن عزة الله هي الله، ولو جاز ذلك؛ لكانت رغبة الراغبين ومسألة السائلين أن يقولوا: يا عزة الله! عافينا، ويا عزة الله! أغنينا، ولا يقال: عزة الله غير الله، ولكن يقال: عزة الله صفة الله، لم يزل ولا يزال الله بصفاته واحدا.

وكذلك علم الله، وحكمة الله، وقدرة الله وجميع صفات الله تعالى، وكذلك كلام الله عز وجل.

فتفهموا حكم الله؛ فإن الله لم يزل بصفاته العليا وأسمائه الحسنى عزيزا، قديرا، عليما، حكيما، ملكا، متكلما، قويا، جبارا ... "

انتهى، من "الإبانة الكبرى – الرد على الجهمية" (2 / 181 - 182).

فإذا كانت صفات الله تعالى بهذا المقام؛ فإنّ ذكرها في الدعاء؛ يكون من وجهين:

الوجه الأول:

أن يذكر الداعي هذه الصفة على أنها هي المتوجه إليها بالدعاء والنداء، كأن يقول يا لطف الله! الطف بي، أو يا رحمة الله! ارحميني، ونحو هذا؛ وهذا يسمى "دعاء الصفة".

فهذا من الشرك؛ لأن الداعي في هذه الحالة قد جعل الصفة ذاتا قائمة بنفسها ، تفعل بمشيئتها وإرادتها من دون الله تعالى.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين " انتهى، من "الاستغاثة" (1 / 157).

الوجه الثاني:

أن يذكر الداعي هذه الصفات العليا، على سبيل التوسل بها؛ فهذا أمر مشروع، وقد جاءت به النصوص الشرعية؛ وهذا يسمى "الدعاء بالصفة"؛ لأن المدعو والمنادى هو الله تعالى وحده، أما الصفة فذكرت من باب التوسل بها لا غير.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث " انتهى، من "الاستغاثة" (1 / 157).

كحديث عَائِشَةَ، قَالَتْ: ( فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ، فَالْتَمَسْتُهُ، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ، وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ! أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ) رواه مسلم (486).

وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ ) رواه مسلم (2202).

ثالثا:

البيت الذي ذكرته في نسبته إلى ابن حزم شك، فقد ورد ضمن قصيدة نسبت إلى ابن حزم أنه قالها في محبسه متشوقا إلى أهله وولده، لكن قيل أنها تروى لغيره. انظر "تاريخ الأدب الأندلسي - عصر سيادة قرطبة" للدكتور إحسان عباس (385 - 387).

وهذا البيت ليس من باب دعاء الصفة ، ولا الدعاء بالصفة؛ فإن اللطائف في هذا البيت يظهر أن المقصود بها ليس صفة الله تعالى، وإنما ما يخلقه الله تعالى من الحوادث لطفا بعباده ورحمة بهم.

فالشاعر يرجو أن يخلق الله حوادث ، فيها لطف ورحمة بحاله ، تتسبب في مخرجه من سجنه وتحقق له لمّ الشمل مع أهله.

وهذا من باب التعلق بفضل الله ورحمته ، وتنفيسه لكربة المكروب بما يحدثه ويخلقه سبحانه في كونه من الأسباب ، ورجا أن يكون في أسباب التفريج هذه : فرجه مما هو فيه من الغم .

وليس في شيء من ذلك غلط ، ولا شرك ، معاذ الله .

بل لو كان رجاؤه في نفسه رحمة الله ، ولطفه ، الذي هو صفته القائمة به سبحانه : لم يكن في ذلك أيضا محذور ، ولا حرج ، ولا فيه دعاء لنفس الصفة ، بل غايته أن يكون من الاستعاذة برحمة الله من غضبه ، ونحو ذلك ، على ما مر في القسم الثاني .

والواجب حمل كلام أهل العلم والدين على أحسن محامله ، وأجملها ، ما كان لذلك وجه صحيح من النظر ؛ فكيف وهذا الوجه الصحيح : هو المحمل الظاهر القريب لكلامه ؟!

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" والكلمة الواحدة يقولها اثنان، يريد بها أحدهما: أعظم الباطل، ويريد بها الآخر: محض الحق، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته ومذهبه، وما يدعو إليه ويناظر عليه "

انتهى. "مدارج السالكين" (5 / 3954).

فنسبة ابن حزم لهذه اللطائف جمع الشمل الظاهر أنها من باب السببية وليس من باب أنها فاعلة بنفسها مستقلة بالتأثير؛ بدليل أنه نسب القدرة إلى الله تعالى دون غيره؛ حيث قال: " لطائف من لا شيء يعجزه ".

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-25, 17:01   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

معنى الثالوت عند النصارى

السؤال :

ما هو الثالوث عند النصارى؟

الجواب:

الحمد لله

الديانة النصرانية في أصلها هي رسالة سماوية كان أساسها هو الدعوة إلى توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة ، والإيمان بعبده ورسوله عيسى ابن مريم الذي اختصه الله تعالى واختاره لحمل هذه الرسالة .

ولكن هذه الديانة دخلها التحريف والتبديل وتحولت إلى ديانة وثنية تؤمن بـ (الثالوث) أي : بثلاثة آلهة ، وهم : الآب ، والابن ، والروح القدس ، ويسمون هؤلاء الثلاثة بـ "الأقانيم الثلاثة" .

ولكنهم أتوا بما لا يقبله أحد من العقلاء ، وبما يحكم العقل عليه بأنه "مستحيل" في نفسه .

وذلك أنهم قالوا : الآب شخص ، والابن شخص ، والروح القدس شخص ، ولكنهم ليسوا ثلاثة أشخاص ، بل شخص واحد !!
وكذلك يقولون : الآب إله ، والابن إله ، والروح القدس إله ، ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة ، بل إله واحد !!

ويقول النصارى في صلاتهم : باسم الآب والابن والروح القدس ، إله واحد ...!!

وهنا ... تقف عقول البشرية كلها عاجزة عن إدراك هذه المعادلة الرياضية المستحيلة .

شخص وشخص وشخص ، ليسوا ثلاثة أشخاص ، إله وإله وإله ليسوا ثلاثة آلهة ، بل شخص واحد وإله واحد !

وقد اعترف النصارى أنفسهم بأن العقل لا يمكن أن يقف على حقيقة ذلك .

جاء في "الموسوعة العربية العالمية" :

"التثليث عند النصارى : يُقصد به الاعتقاد بوجود ثلاثة أقانيم (شخوص مقدسة ، مفرده إقنوم) في اللاهوت؛ ويسمى ذلك الثالوث الأقدس، ويعد ذلك معتقدًا نصرانيًا مركزيًا

يزعم بأن الرب هو في الجوهر واحد ، لكنه ذو أقانيم (أشخاص) ثلاثة ـ تعالى الله عن ذلك ـ وهذه الأقانيم هي الأب والابن والروح القدس.

وهذا المفهوم ليس مقبولاً من وجهة نظر المسلمين ، وقطاعات كبيرة من النصارى أيضًا. والمعروف أنه لم يرد تعبير التثليث أو الثالوث في الأناجيل، إلا أن أتباع الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانت يتمسكون بهذه التعاليم ، ويذهبون إلى أنها مطابقة لنصوص الإنجيل.

وكان هذا المفهوم مثار جدل قبل انعقاد مجمعيْ نيقية والقسطنطينية.

واحتدم هذا الجدال في الشرق على وجه الخصوص، وكان جزاء الذين رفضوا هذه الفكرة أن حكمت عليهم الكنيسة بالهرطقة (الابتداع)، وكان من جملة المعارضين الأبيونيون الذين تمسكوا بشدة بالقول أن المسيح إنسان كسائر البشر، وكذلك السابيليون الذين كانوا يعتقدون أن الأب والابن والروح القدس

إنما هي صور مختلفة أعلن بها الله نفسه للناس، والأيوسيون الذين كانوا يعتقدون أن الابن ليس أزليًا كالأب ، بل هو مخلوق منه قبل العالم، ولذلك هو دون الأب وخاضع له، والمكدونيون الذين أنكروا كون الروح القدس أقنومًا.

أما مفههوم الثالوث كما يعتقده النصارى اليوم : فقد تبلور تدريجيًا إثر مناظرات ومناقشات ونزاع طويل، ولم يتخذ صورته النهائية إلا عقب انعقاد مَجْمَع نيقية عام 325م ومَجْمَع القسطنطينية عام 381م." انتهى .

وقد شهدت القرون الثلاثة الأولى التي تسميها الكنيسة عصر الهرطقة ، شهدت صراعا محتدما بين دعاة التثليث (أتباع بولس وأثناسيوس) وبين منكري التثليث ، كما سبق نقله، وعلى رأسهم آيوس ، حتى انتصر دعاة التثليث في بداية القرن الرابع .

يقول برنتن: "وقد امتدت هذه الهرطقات فشملت الجانب الأكبر من السلوك والعقائد، ونستطيع أن نأخذ الجدل النهائي الذي ثار حول العلاقة بين يسوع والإله الواحد -الإله الأب- مثلاً لعصر الهرطقة كله

وأخيراً قبلت المسيحية الرسمية في عام (325) في مجلس نيقية بالقرب من القسطنطينية عقيدة التثليث ، أو ما نادى به أثانسيوس .

والثالوث ، "الله الأب، ويسوع الابن، والروح القدس"، طبقاً لهذه العقيدة: أشخاص حقيقيون، عددهم ثلاثة ، لكنهم واحد أيضا، وبقيت المسيحيةُ وحدانيةُ تثليثِها يسمو على الرياضيات!" انتهى.

ويقول القس باسيلوس: "إن هذا التعليم عن التلثيث فوق إدراكنا، ولكن عدم إدراكه لا يبطله".

ويقول كير كجارد: "إن كل محاولة يراد بها جعل المسيحية ديانة معقولة ، لابد أن تؤدي إلى القضاء عليها".

ويقول القس دي جروت في كتابه "التعاليم الكاثوليكية" :

"إن الثالوث الأقدس هو لغز بمعنى الكلمة، والعقل لا يستطيع أن يهضم وجود إله مثلث، ولكن هذا ما علمنا إياه الوحي".

ويقول زكي شنودة: "وهذا سر من أسرار اللاهوت الغامضة ، التي لا يمكن إدراك كنهها بالعقل البشري" .

ويقول القس أنيس شروش: " واحد في ثلاثة، وثلاثة في واحد، سر ؛ ليس عليكم أن تفهموه، بل عليكم أن تتقبلوه!!".

أما القس توفيق جيد في كتابه "سر الأزل" فإنه يجعل فهم سر التثليث من المستحيلات، التي لا طائل من محاولة فهمها، لأن "من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك ، كمن يحاول وضع مياه المحيط كلها في كفه".

انظر : "العلمانية ، نشأتها وتطورها " للشيخ الدكتور سفر الحوالي ، و"الله جل جلاله واحد أو ثلاثة؟ للدكتور منقذ السقار.

وللقارئ أن يتصور عقيدة يؤمن بها أصحابها مع إقرارهم بأن العقل يحكم باستحالتها !!

فإن قيل : والإسلام أيضا فيه من أمور الغيبيات وغيرها ، مما لا يدركه العقل .

والجواب عن هذا أن يقال : لا يوجد في الإسلام حكم واحد -سواء في العقيدة أو الفقه – يحكم العقل باستحالته ، وقد ألَّف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتابه العظيم "درء تعارض العقل والنقل " بَيَّن فيه أن الشريعة لا يمكن أن تخالف العقل أبدا .

لكن .. قد تأتي الشريعة الإسلامية بما يحار العقل في إدراكه .

وفرق كبير بين ما يحار فيه العقل ، وبن ما يحكم العقل باستحالته ، فالشريعة قد تأتي بالأول ، ولكنها لا تأتي بالثاني أبدًا .

قال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية (ص 476) :

"وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الْأَخْبَارُ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ في ثُبُوتِ عَذَابِ الْقَبْرِ وَنَعِيمِه لِمَنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلًا ، وَسُؤَالِ الْمَلَكَيْنِ ، فَيَجِبُ اعْتِقَادُ ثُبُوتِ ذَلِكَ وَالْإِيمَانُ به ، وَلَا يَتَكَلَّمُ في كَيْفِيَّتِه ، إِذْ لَيْسَ لِلْعَقْلِ وُقُوفٌ على كَيْفِيَّتِه ، لِكَوْنِه لَا عَهْدَ له به في هذه الدَّارِ .

وَالشَّرْعُ لَا يأتي بِمَا تُحِيلُه الْعُقُولُ ، وَلَكِنَّه قَدْ يأتي بِمَا تَحَارُ فيه الْعُقُولُ . فَإِنَّ عَوْدَ الرُّوحِ إلى الْجَسَدِ لَيْسَ على الْوَجْه الْمَعْهُودِ في الدُّنْيَا ، بَلْ تُعَادُ الرُّوحُ إليه إِعَادَة غ، َيْرَ الْإِعَادَة الْمَأْلُوفَة في الدُّنْيَا" انتهى .

أما عقيدة التثليث عند النصارى فيحكم العقل باستحالتها ، إذ كيف يكون الواحد ثلاثة ، والثلاثة واحدا ؟!

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-25, 17:04   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أسباب تكفير العلماء لابن سينا .

السؤال :


هل ابن سينا حصل منه كفر ؟

الجواب :

الحمد لله


ابن سينا هو: أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا البلخي، ثم البخاري، صاحب التصانيف في الطب والفلسفة والمنطق، ولد سنة 370هـ، وتوفي سنة 428هـ.

وكان من القرامطة الباطنية، وله مقالات كفرية مشهورة، ولهذا كفره جمع من العلماء، وحكيت توبته قبل موته، والله أعلم بما مات عليه.

قال ابن القيم رحمه الله:

" وكان ابن سينا كما أخبر عن نفسه قال: أنا وأبي من أهل دعوة الحاكم [يعني : الحاكم بأمر الله ، العُبَيْدي ، الذي كان يحكم بمصر] .

فكان من القرامطة الباطنية، الذين لا يؤمنون بمبدأ ولا معاد، ولا ربٍّ خالق، ولا رسولٍ مبعوث جاء من عند الله تعالى"

انتهى من "إغاثة اللهفان" (2/ 1031).

ووصفه ابن القيم أيضا بقوله : "الملحد ، بل رأس ملاحدة الملة"

كما في "الصواعق المرسلة" (3/1105) .

وقال ابن حجر رحمه الله:

" وقال ابن أبي الحموي الفقيه الشافعي شارح الوسيط ، في كتابه الملل والنحل: لم يقم أحد من هؤلاء ، يعني فلاسفة الإسلام ، مقام أبي نصر الفارابي وأبي علي ابن سيناء، وكان أبو علي أقوم الرجلين وأعلمهما.

إلى أن قال:

وقد اتفق العلماء على أن ابن سيناء كان يقول بقدم العالم، ونفي المعاد الجسماني، ولا ينكر المعاد النفساني.

ونُقل عنه أنه قال: إن الله لا يعلم الجزئيات بعلم جزئي، بل بعلم كلي .

فقطع علماء زمانه ، ومن بعدهم من الأئمة ، ممن يعتبر قولهم ، أصولا وفروعا : بكفره، وبكفر أبي نصر الفارابي، من أجل اعتقاد هذه المسائل ، وأنها خلاف اعتقاد المسلمين"

انتهى من لسان الميزان (2/ 293).

وممن كفره: أبو حامد الغزالي في كتابه "المنقذ من الضلال"، ونسب إليه المقولات الثلاث السابقة. انظر: ص144

وفي شأن توبته، قال ابن خلكان رحمه الله: " وقد ضعف جداً وأشرفت قوته على السقوط، فأهمل المداواة وقال: المدبر الذي في بدني قد عجز عن تدبيره فلا تنفعني المعالجة .

ثم اغتسل وتاب وتصدق بما معه على الفقراء، ورد المظالم على من عرفه ، وأعتق مماليكه ، وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة، ثم مات"

انتهى من وفيات الأعيان (2/ 160).

وقال ابن كثير رحمه الله:

" وقد لخص الغزالي كلامه في " مقاصد الفلاسفة "، ثم رد عليه في " تهافت الفلاسفة " في عشرين مسألة، كفره في ثلاث مسائل منهن ; وهي قوله بقدم العالم، وعدم المعاد الجسماني، وأن الله لا يعلم الجزئيات، وبدّعه في البواقي .

ويقال: إنه تاب عند الموت. فالله سبحانه وتعالى أعلم"

انتهى من البداية والنهاية (15/ 668).

والواجب البراءة من إلحاده وكفرياته، والحذر من بدعه وضلالاته .

وأما التوبة : فنرجو أن يكون قد حصل له ذلك.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-25, 17:09   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

بعض المآخذ في عقيدة ابن رشد الحفيد

السؤال:

ما هي عقيدة الإمام ابن رشد ، وما حقيقة خلافه مع الإمام أبي حامد الغزالي ؟ جزاكم الله خيراً .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

ابن رشد اسم مشترك بين ابن رشد الحفيد ، وابن رشد الجد ، وكلاهما يُكنَى بأبي الوليد ، وكلاهما يحمل اسم : محمد بن أحمد ، كما أن كلا منهما تولى قضاء قرطبة .

والمقصود في السؤال هو ابن رشد الحفيد ، المتوفى سنة (595هـ)، المشهور باشتغاله وتأليفه في الفلسفة ، أما ابن رشد الجد فلم يشتغل بها ، وتوفي سنة (520هـ).

قال الأبار :

لم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا ، وكان متواضعا ، منخفض الجناح ، يقال عنه : إنه ما ترك الاشتغال مذ عقل سوى ليلتين : ليلة موت أبيه ، وليلة عرسه ، وإنه سود في ما ألف وقيد نحوا من عشرة آلاف ورقة

ومال إلى علوم الحكماء ، فكانت له فيها الإمامة . وكان يُفزع إلى فتياه في الطب كما يفزع إلى فتياه في الفقه ، مع وفور العربية ، وقيل : كان يحفظ ديوان أبي تمام والمتنبي .

ومن أشهر مصنفاته : ( بداية المجتهد ) في الفقه ، و ( الكليات ) في الطب ، و ( مختصر المستصفى ) في الأصول ، ومؤلفات أخرى كثيرة في الفلسفة ، اهتم فيها بتلخيص فكر فلاسفة اليونان ،

فألف : كتاب ( جوامع كتب أرسطوطاليس ) ، وكتاب ( تلخيص الإلهيات ) لنيقولاوس ، كتاب ( تلخيص ما بعد الطبيعة ) لأرسطو ، ولخص له كتبا أخرى كثيرة يطول سردها

حتى عرف بأنه ناشر فكر أرسطو وحامل رايته ، وذلك ما أدى به في نهاية المطاف إلى العزلة ، فقد هجره أهل عصره لما صدر منه من مقالات غريبة ، وعلوم دخيلة .

قال شيخ الشيوخ ابن حمويه :

لما دخلت البلاد ، سألت عن ابن رشد ، فقيل : إنه مهجور في بيته من جهة الخليفة يعقوب ، لا يدخل إليه أحد ، لأنه رفعت عنه أقوال ردية ، ونسبت إليه العلوم المهجورة ، ومات محبوسا بداره بمراكش .

يمكن مراجعة سيرته في " سير أعلام النبلاء " (21/307-310)

ثانيا :

قد طال الجدل حول حقيقة عقائد ابن رشد ، وكثرت المؤلفات ما بين مؤيد ومعارض ، واضطربت الأفهام في تحديد عقائده ومذاهبه .

ولضيق المقام ههنا عن الدراسة المفصلة لعقائد ابن رشد ، سنكتفي بذكر بعض المآخذ المجملة التي كانت مثار جدل في مؤلفاته :

1- تأويل الشريعة لتوافق الفلسفة الآرسطية :

لعل الاطلاع على ترجمة ابن رشد الموجزة السابقة كاف للدلالة على هذه التوجهات الفكرية لدى ابن رشد ، فقد أُخِذَ بفكر أرسطو ، حتى قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " هو من أتبع الناس لأقوال آرسطو "

انتهى. " بيان تلبيس الجهمية " (1/120)

وحاول جاهدا شرحه وبيانه وتقريره للناس بأسلوب عربي جديد ، وهو - خلال ذلك - حين يرى مناقضة فكر أرسطو مع ثوابت الشريعة الإسلامية ، يحاول سلوك مسالك التأويل البعيدة التي تعود على الشريعة بالهدم والنقض

وكأن فلسفة أرسطو قرين مقابل لشريعة رب العالمين المتمثلة في نصوص الكتاب والسنة ، ولذلك كتب كتابه المشهور : " فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال ".

2- اعتقاده بالظاهر والباطن في الشريعة :

يقول ابن رشد :

" الشريعة قسمان : ظاهر ومؤول ، والظاهر منها هو فرض الجمهور ، والمؤول هو فرض العلماء ، وأما الجمهور ففرضهم فيه حمله على ظاهره وترك تأويله

وأنه لا يحل للعلماء أن يفصحوا بتأويله للجمهور ، كما قال علي رضي الله عنه : حدثوا الناس بما يفهمون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله " انتهى.

" الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/99) طبعة مركز دراسات الوحدة العربية.

وقد استغرق ابن رشد في تقرير هذه الفكرة الباطنية في كتبه ، حتى إنه جعل من أبرز سمات الفرقة الناجية من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنها هي " التي سلكت ظاهر الشرع ، ولم تؤوله تأويلا صرحت به للناس "

انتهى. " الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/150).

ولذلك توسع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الرد على خصوص كلام ابن رشد في هذا الكتاب ، وبيان بطلان التفسير الباطني لنصوص الشريعة ، وذلك في كتابيه العظيمين : " بيان تلبيس الجهمية " ، ودرء تعارض العقل والنقل .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وابن سينا وأمثاله لما عرفوا أن كلام الرسول لا يحتمل هذه التأويلات الفلسفية ؛ بل قد عرفوا أنه أراد مفهوم الخطاب : سلك مسلك التخييل

وقال : إنه خاطب الجمهور بما يخيل إليهم ؛ مع علمه أن الحق في نفس الأمر ليس كذلك . فهؤلاء يقولون : إن الرسل كذبوا للمصلحة . وهذا طريق ابن رشد الحفيد وأمثاله من الباطنية " انتهى.

" مجموع الفتاوى " (19/157) .

3- مال في باب " البعث والجزاء "، إلى قول الفلاسفة أنه بعث روحاني فقط ، بل وقع هنا في ضلالة أعظم من مجرد اعتقاده مذهب الفلاسفة في البعث الروحاني ؛ حيث جعل هذه المسألة من مسائل الاجتهاد ، وأن فرض كل ناظر فيها هو ما توصل إليه . قال :

" والحق في هذه المسألة أن فرض كل إنسان فيها هو ما أدى إليه نظره فيها " انتهى.

" الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/204)

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وأولئك المتفلسفة أبعد عن معرفة الملة من أهل الكلام :

فمنهم من ظن أن ذلك من الملة .

ومنهم من كان أخبر بالسمعيات من غيره ، فجعلوا يردون من كلام المتكلمين ما لم يكن معهم فيه سمع ، وما كان معهم فيه سمع كانوا فيه على أحد قولين : إما أن يقروه باطنا وظاهرا إن وافق معقولهم

وإلا ألحقوه بأمثاله ، وقالوا إن الرسل تكلمت به على سبيل التمثيل والتخييل للحاجة ، وابن رشد ونحوه يسلكون هذه الطريقة ، ولهذا كان هؤلاء أقرب إلى الإسلام من ابن سينا وأمثاله ، وكانوا في العمليات أكثر محافظة لحدود الشرع من أولئك الذين يتركون واجبات الإسلام ، ويستحلون محرماته

وإن كان في كل من هؤلاء من الإلحاد والتحريف بحسب ما خالف به الكتاب والسنة ، ولهم من الصواب والحكمة بحسب ما وافقوا فيه ذلك .

ولهذا كان ابن رشد في مسألة حدوث العالم ومعاد الأبدان مظهرا للوقف ، ومسوغا للقولين ، وإن كان باطنه إلى قول سلفه أميل ، وقد رد على أبي حامد في تهافت التهافت ردا أخطأ في كثير منه ، والصواب مع أبي حامد ، وبعضه جعله من كلام ابن سينا لا من كلام سلفه ، وجعل الخطأ فيه من ابن سينا

وبعضه استطال فيه على أبي حامد ، ونسبه فيه إلى قلة الإنصاف لكونه بناه على أصول كلامية فاسدة ، مثل كون الرب لا يفعل شيئا بسبب ولا لحكمة ، وكون القادر المختار يرجح أحد مقدوريه على الآخر بلا مرجح ، وبعضه حار فيه جميعا لاشتباه المقام " انتهى.

" منهاج السنة " (1/255)

4- ولعل من أبرز سمات منهج ابن رشد في كتبه ، وفي الوقت نفسه من أبرز أسباب أخطائه هو عدم العناية بالسنة النبوية مصدرا من مصادر التشريع .

يقول الدكتور خالد كبير علال حفظه الله :

" ابن رشد لم يُعط للسنة النبوية مكانتها اللائقة بها كمصدر أساسي للشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم ، ولم يتوسع في استخدامها في كتبه الكلامية والفلسفية

ففاتته أحاديث كثيرة ذات علاقة مباشرة بكثير من المواضيع الفكرية التي تطرق إليها ، كما أن الأحاديث التي استخدمها في تلك المصنفات كثير منها لم يفهمه فهما صحيحا ، وأخضعه للتأويل التحريفي خدمة لفكره وأرسطيته " انتهى.

" نقد فكر الفيلسوف ابن رشد " (ص/97)

هذه بعض الخطوط العريضة التي يمكن أن توضح بعض مآخذ العلماء على عقيدة ابن رشد الحفيد ، وهي في محصلها ترجع إلى إلغاء كثير من موازين الشريعة التي ضبط بها الشارع حدودها ، والدعوة إلى سلوك التأويل والاجتهاد في بعض مسلماتها ، انطلاقا من أفكار دخيلة جاءت من حضارات قديمة بائدة .

ولأجل ذلك احتفى به كثير من المحسوبين على التوجهات العلمانية والليبرالية المتحررة اليوم ، حتى نسبوا ريادة الفكر التنويري للفيلسوف ابن رشد

وهم يعلمون أن كثيرا من العلوم الواردة في كتبه تعد من العلوم البائدة التي يجزم العلم الحديث بخطئها ، ولكن غرضهم تمجيد كل فكر متحرر من ثوابت الشريعة ، متحرر من حقائق نصوصها إلى المجازات والتأويلات ، وفي الوقت نفسه يلبس لبوس الدين والعلم والفقه ، فرأوا في ابن رشد ضالتهم

وفي كتبه رائدا لهم ، وإن كنا نحسب أن في كتبه من إظهار التمسك بالشريعة والرجوع إليها ما لا نجده في كتب هؤلاء القوم ، وكان عنده من لزوم الجانب العملي في الشريعة ، وتعظيمها في الفقه والقضاء والفتيا ما لا يعجب القوم ، ولا يبلغون معشاره : قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ !!

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-26, 15:38   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
وشاح الحنين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم على النقل الطيب










رد مع اقتباس
قديم 2018-07-26, 16:25   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وشاح الحنين مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكم على النقل الطيب

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله عني كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-26, 16:49   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
بسمة ღ
مشرفة عـامّة
 
الصورة الرمزية بسمة ღ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بوركت أخي الكريم
على هذا الموضوع القيم
جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2018-07-28, 16:43   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة لامعة مشاهدة المشاركة
بوركت أخي الكريم
على هذا الموضوع القيم
جزاك الله خيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله عني كل خير



>









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-28, 16:47   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



حكم قول: يا رمضان اشفع لنا عند ربك

السؤال

: لدينا الإمام في دعاء الختم في رمضان صار يدعو ببعض الدعوات الغريبة منها أنه قال : يا رمضان اشهد لنا عند ربك ، ويغلب على ظني أنه قال : واشفع لنا ، أو أدخلنا الجنة من باب الريان ، وكذا في هذا المعنى

فهل هذا يعد شركاً؟ علما أنه يغلب على ظني أو شبه متيقن أن هذا الإمام يعلم أن رمضان لن يدخله الجنة أو يشفع له دون إذن الله فما حكم هذا ؟

وكذا من دعا النبي صلى الله عليه وسلم وسأله الشفاعة ، لكنه يعلم أنه لن يشفع له ويدخله الجنة إلا بإذن من الله فهل هذا يعد من الشرك ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا:

لا يجوز أن تطلب الشفاعة في الدنيا من ميت أو غائب ، ولو كان قد ثبت أنه شفيع في الآخرة ، فلا يجوز أن يقال: يا رسول الله اشفع لي، أو يا ملائكة الله اشفعوا لي، مع أن الملائكة والنبيين سيشفعون يوم القيامة

لأن طلب الشفاعة إنما يكون في وقته ، حين يكون النبي حيا حاضرا، فيأتيه الناس فيقولون له: اشفع لنا عند ربك، كما جاء في حديث الشفاعة المشهور .

وأما الطلب الآن فهو طلب من غائب ، لم يؤذن في الطلب منه، فيكون ممنوعا داخلا في عموم تحريم سؤال غير الله ودعائه .

ولهذا لم يرد عن أحد من الصحابة أنه طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته.

وطلب الدعاء أو الشفاعة من الميت، بأن يقول: ادع الله لي، أو اشفع لي عند ربك، فيه خلاف هل هو شرك أو ذريعة إلى الشرك .

وأما الطلب المباشر من الميت كقوله: فرج كربي، أو اقض حاجتي، أو أعني، أو المدد، فهذا شرك أكبر ، اتفاقا.

ثانيا:

لا يجو أن يقال: يا رمضان اشفع لي؛ مع ما ثبت من أن الصيام يشفع يوم القيامة لأصحابه؛ لأن رمضان هو الشهر، والشهر لا يشفع ، ولأنه لم يؤذن في مخاطبة الشفيع والطلب منه، ولأن ذلك داخل في سؤال غير الله والأصل منعه.

سئل الدكتور خالد المشيقح حفظه الله: "

ما حكم طلب الشفاعة من غير الله فلقد استشكل علي حكم هذه الرسالة: (رمضان يا كريم اشفع لي عند رب رحيم....الخ)؟.

فأجاب: لا شك أن هذا بدعة، وطلب الشفاعة من حي قادر لا بأس به، كما لو قلت: اشفع لي أن يغفر الله لي: يعني ادع لي أن يغفر الله لي

فهذا لا بأس به، وطلب الدعاء من الغير محل خلاف بين أهل العلم، لكن كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- إذا قصد الطالب نفع الداعي فإن هذا جائز ولا بأس به إن شاء الله.

أما أن يطلب الشخص من الأموات أن يشفعوا له عند الله عز وجل : فهذا لا شك أنه محرم ، ولا يجوز.

وبعض العلماء جعله من الشرك الأكبر، وبعضهم جعله من الشرك الأصغر.

وطلب الشفاعة من رمضان محرم ونوع من الاعتداء في الدعاء؛ لأن رمضان لا يشفع ، وإنما الوسيلة برمضان هي أن يتقي المسلم ربه -عز وجل- فيه. فهذا هو الذي يقرب الشخص إلى الله –عز وجل- إذا امتثل أمره واجتنب نهيه. وبالله التوفيق" انتهى

وأما قوله: يا رمضان اشهد لنا، فليس فيه طلب حقيقي فيما يظهر، والأولى تركه.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-28, 16:54   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يجوز طلب الشفاعة أو الدعاء من الميت ؟

السؤال :

ما حكم طلب الدعاء والشفاعة من الميت عند قبره، إذا كان من يفعل ذلك يعتقد أن الميت يسمعه إذا كان عند قبره، ويستدل لذلك بأدلة منها تكليم النبي للمشركين في القليب يوم بدر،

ويقول إن فعله مخالف لما كان يفعله المشركون في الجاهلية فإنهم كانوا يعبدون أوثانهم ولكنه يطلب من الميت الدعاء دون أن يدعو الميت ذاته، هل فعله هذا شرك أكبر وهل في المسألة أكثر من قول ؟

أرجو البسط والاستدلال .


الجواب :

الحمد لله

لا يجوز طلب الدعاء أو الشفاعة من الميت ، وخاصة عند قبره ؛ لأنه يكون عنده أشد تعلقا به

وهذا من البدع المنكرة والوسائل المفضية إلى الشرك وسؤال غير الله ، وقد يصل به الحال إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة ، وهو يحصل كثيرا في هؤلاء ؛ لشدة تعلقهم بالميت .

والشفاعة إنما تطلب من الله ، لا من المخلوقين ، ويأذن الله في الشفاعة لمن يشاء من عباده الصالحين ويرضى ، وذلك لا يكون إلا يوم القيامة .

قال الله تعالى : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّه ) يونس/18

وقال تعالى : ( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) الزمر/43-44

وقال تعالى : ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) فاطر13/14

وقد روى البخاري (1010)

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ : " اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا " قَالَ : فَيُسْقَوْنَ .

فلو كان طلب الشفاعة والتوسل بالأموات جائزا لما عدل الصحابة رضي الله عنهم عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والاستشفاع به إلى العباس رضي الله عنه .

وهذا أمر متفق عليه بين علماء المسلمين قديما وحديثا ، لا خلاف بينهم فيه ، إنما يخالف فيه من لا يعتد بخلافه من أهل البدع .

ومن المنقول عن أهل العلم في ذلك :

قال شيخ الإسلام رحمه الله :

" لَيْسَ فِي الزِّيَارَةِ الشَّرْعِيَّةِ حَاجَةُ الْحَيِّ إلَى الْمَيِّتِ وَلَا مَسْأَلَتُهُ وَلَا تَوَسُّلُهُ بِهِ ؛ بَلْ فِيهَا مَنْفَعَةُ الْحَيِّ لِلْمَيِّتِ كَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ ، وَاَللَّهُ تَعَالَى يَرْحَمُ هَذَا بِدُعَاءِ هَذَا وَإِحْسَانِهِ إلَيْهِ وَيُثِيبُ هَذَا عَلَى عَمَلِهِ "

انتهى . "مجموع الفتاوى" (27 / 71)

وقال أيضا رحمه الله :

" وما يفعلونه من دعاء المخلوقين كالملائكة أو كالأنبياء والصالحين الذين ماتوا مثل دعائهم مريم وغيرها وطلبهم من الأموات الشفاعة لهم عند الله لم يبعث به أحد من الأنبياء " انتهى .

"الجواب الصحيح" (5 / 187)

وقال أيضا :

" الثَّانِيَةُ : أَنْ يُقَالَ لِلْمَيِّتِ أَوْ الْغَائِبِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ : اُدْعُ اللَّهَ لِي أَوْ اُدْعُ لَنَا رَبَّك أَوْ اسْأَلْ اللَّهَ لَنَا كَمَا تَقُولُ النَّصَارَى لِمَرْيَمَ وَغَيْرِهَا ، فَهَذَا أَيْضًا لَا يَسْتَرِيبُ عَالِمٌ أَنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ وَأَنَّهُ مِنْ الْبِدَعِ الَّتِي لَمْ يَفْعَلْهَا أَحَدٌ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ ، فلَيْسَ مِنْ الْمَشْرُوعِ أَنْ يُطْلَبَ مِنْ الْأَمْوَاتِ لَا دُعَاءٌ وَلَا غَيْرُهُ . وَفِي مُوَطَّأِ مَالِكٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ

كَانَ يَقُولُ : " السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْك يَا أَبَا بَكْرٍ السَّلَامُ عَلَيْك يَا أَبَتِ " ثُمَّ يَنْصَرِفُ . وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ : رَأَيْت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقِفُ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَيُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَدْعُو لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ . وَكَذَلِكَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَغَيْرُهُ نُقِلَ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا أَرَادُوا الدُّعَاءَ اسْتَقْبَلُوا الْقِبْلَةَ يَدْعُونَ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَدْعُونَ مُسْتَقْبِلِي الْحُجْرَةِ .

وَمَذْهَبُ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ - مَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ - وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ أَنَّ الرَّجُلَ إذَا سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ لِنَفْسِهِ فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ " انتهى

"مجموع الفتاوى" (1 / 351-352)

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" لا يجوز أن تطلب منه الشفاعة ولا غيرها كسائر الأموات ؛ لأن الميت لا يطلب منه شيء وإنما يدعى له ويترحم عليه إذا كان مسلما ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة » .

فمن زار قبر الحسين أو الحسن أو غيرهما من المسلمين للدعاء لهم والترحم عليهم والاستغفار لهم كما يفعل مع بقية قبور المسلمين - فهذا سنة ، أما زيارة القبور لدعاء أهلها أو الاستعانة بهم أو طلبهم الشفاعة - فهذا من المنكرات ، بل من الشرك الأكبر " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (6 / 367)

وقال :

" لا يجوز لأحد أن يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم الشفاعة ؛ لأنها ملك الله سبحانه ، فلا تطلب إلا منه ، كما قال تعالى : ( قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا )

فتقول : " اللهم شفع في نبيك ، اللهم شفع في ملائكتك ، وعبادك المؤمنين اللهم شفع في أفراطي " ,

ونحو ذلك . وأما الأموات فلا يطلب منهم شيء ، لا الشفاعة ولا غيرها ، سواء كانوا أنبياء أو غير أنبياء " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (16 / 105)

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

" ومن الشبه التي تعلقوا بها : قضية الشفاعة ؛ حيث يقولون : نحن لا نريد من الأولياء والصالحين قضاء الحاجات من دون الله ، ولكن نريد منهم أن يشفعوا لنا عند الله ؛ لأنهم أهل صلاح ومكانة عند الله ؛ فنحن نريد بجاههم وشفاعتهم .
والجواب : أن هذا هو عين ما قاله المشركون من قبل في تسويغ ما هم عليه

وقد كفَّرهم الله ، وسمَّاهم مشركين ؛ كما في قوله تعالى : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ) انتهى .

"الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد" (ص 70-71)

- أما تكليم النبي صلى الله عليه وسلم لأهل القليب يوم بدر وسماعهم كلامه : فهذه خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم في موقف خاص ؛ إذلالا للكفر وأهله : أحياء وأمواتا .

قَالَ قَتَادَةُ : " أَحْيَاهُمْ اللَّهُ حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا وَنَقِيمَةً وَحَسْرَةً وَنَدَمًا " .

رواه البخاري (3976)

فلا يصح بل لا يجوز أن يقاس عليه سؤال الأموات الشفاعة عند ربهم والدعاء ، بل هذا من أفسد قياس وأشأمه .
قال علماء اللجنة الدائمة :

" إذا مات الإنسان ذهب سمعه فلا يدرك أصوات من في الدنيا ولا يسمع حديثهم

قال الله تعالى : ( وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) فأكد تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم عدم سماع من يدعوهم إلى الإسلام بتشبيههم بالموتى

والأصل في المشبه به أنه أقوى من المشبه في الاتصاف بوجه الشبه ، وإذاً فالموتى أدخل في عدم السماع وأولى بعدم الاستجابة من المعاندين الذين صموا آذانهم عن دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام وعموا عنها

وقالوا : قلوبنا غلف ، وفي هذا يقول تعالى : ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ) ( إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) .

وأما سماع قتلى الكفار الذين قبروا في القليب يوم بدر نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم وقوله لهم : « هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ، فإنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا » وقوله لأصحابه : « ما أنتم بأسمع لما أقول منهم

حينما استنكروا نداءه أهل القليب فذلك من خصوصياته التي خصه الله بها فاستثنيت من الأصل العام بالدليل ، وهكذا سماع الميت قرع نعال مشيعي جنازته مستثنى من هذا الأصل

وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ) مستثنى من هذا الأصل " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (1 /478-479)

فالأصل أن الميت لا يسمع ؛ لأنه مات ، فبطل سمعه وبصره وكلامه بذهاب روحه ، لكن يستثنى من ذلك ما ورد الدليل الصحيح به دون غيره .

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

ما هو الراجح في سماع الموتى ؟

فأجاب :

" الراجح ما جاءت به السنة ، وهذا ثابت وليس فيه إشكال كما في الحديث : ( إن الإنسان إذا انصرف عنه أصحابه بعد دفنه يسمع قرع نعالهم ) وكما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف على القتلى في قليب بدر يؤنبهم ويوبخهم ، ولما قالوا : ( يا رسول الله ! كيف تكلم هؤلاء ؟

قال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ) ومثلما جاء في الحديث أيضا ً: ( ما من مسلم يسلم على قبر يعرفه في الدنيا إلا رد الله عليه روحه فرد عليه السلام ) ، وإلا فالأصل أنهم لا يسمعون ؛ لأن أرواحهم قد فارقت أجسادهم ، لكن ما جاءت به السنة لابد من الإيمان به " انتهى .

"لقاء الباب المفتوح" (222 /25)

وقال رحمه الله أيضا :

" لكن على فرض أنهم يسمعون فإنهم لا ينفعون غيرهم ، بمعنى أنهم لا يدعون الله له ، ولا يستغفرون الله له ، ولا يمكنهم الشفاعة لهم .

وإنما قلت ذلك لئلا يتعلق هؤلاء القبوريون بما قلت ، ويقولون : ما دام أنهم يسمعون – إذاً - هذا من أولياء الله ، نسأله أن يسأل الله لنا ، أو أن يشفع لنا عند الله ! فهذا غير وارد أصلاً ؛ لأن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " انتهى .]

"لقاء الباب المفتوح" (87 /14)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-28, 17:03   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

زيارة القبور وشهود مناسبة يزعمون فيها حضور أرواح الأولياء

السؤال :

ما الحكم في زيارة القبور والصلاة هناك ؟

في باكستان هناك شيء اسمه عرس يقام كل سنة ، هل يجوز حضوره ؟

الأشخاص الذين يحضرون يقولون إن الفقيد كان من أولياء الله ويمكن أن يوصل دعاءنا وأن الدعاء من رجل صالح يتم قبوله أكثر . فهل يمكن أن تلقي بعض الضوء على هذه القضية ؟

جزاك الله خيرا .


الجواب :

الحمد لله

1. زيارة القبور نوعان :

أحدهما : مشروع ومطلوب لأجل الدعاء للأموات والترحم عليهم ولأجل تذكر الموت والإعداد للآخرة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة" .

رواه مسلم ( 976 ) .

وكان يزورها النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا أصحابه رضي الله عنهم.

= عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول : "السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون

غدا مؤجلون ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد" .

رواه مسلم ( 974 ) .

النوع الثاني: بدعي وهو زيارة القبور لدعاء أهلها والاستغاثة بهم أو للذبح لهم أو للنذر لهم وهذا منكر وشرك أكبر ويلتحق بذلك أن يزوروها للدعاء عندها والصلاة عندها والقراءة عندها وهذا بدعة غير مشروع .

2. أما الصلاة عندها : فإن كان المراد : صلاة الجنازة : فجائز غير ممنوع ، وإن كان المراد غيرها من الفرائض والنوافل : فممنوع محرَّم .

= دليل جواز صلاة الجنازة في المقبرة .

عن أبي هريرة أن رجلا أسود أو امرأة سوداء كان يَقُمّ المسجد فمات فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقالوا مات قال : "أفلا كنتم آذنتموني به دلوني على قبره أو قال قبرها فأتى قبرها فصلى عليها" .

رواه البخاري ( 446 ) ومسلم ( 956 ) .

= ودليل عدم جواز صلاة غير الجنازة في المقبرة :

أ. عن عائشة وعبد الله بن عباس قالا : "لما نزل ( أي الموت ) برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتمّ كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك : " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" . يحذِّر مثل ما صنعوا .

رواه البخاري ( 425 ) ومسلم ( 531 ) .

ب. عن أبي مرثد الغنوي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها" .

رواه مسلم ( 972 ) .

3. أما العرس الذي يقام كل سنة : فإن كان فيه شيء من العبادات ، أو يظن من يحضره أنهم يتقربون إلى الله تعالى به ، أو كان فيه شيء من المعاصي والمنكرات : فلا يجوز حضوره ، ولا المشاركة فيه .

ولو خلا من ذلك كله فلا تحضروا فيه أيضا لأنّ اتّخاذ عيد غير الأعياد الشرعية بدعة محرّمة واعتقاد الحاضرين أنّ روح الوليّ تحضر هذا العرس هو اعتقاد بدعيّ محرّم كذلك ولما قد يُفضي إليه في المستقبل من اعتقاد أنه من الدين

فيكون فتنة للناس . فيجب إنكار هذا والنهي عنه وعدم حضوره ، والله الهادي إلى سواء السبيل .

4. أما طلب الدعاء من الرجل الصالح في حياته : فإنه يجوز ، لما يرجى من إجابة دعوته لصلاحه ، والدليل :

أ. عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه" أن رجلاً ضريرَ البصر أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: ادْعُ الله أَنْ يُعَافِيَني. قاَلَ "إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لَكَ

وَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ ذَلِكَ فَهُوَ خَيْرٌ" ( وفي روايةٍ "وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ" ) . فَقَالَ : أُدْعُهُ. فأَمَرَهُ أَنْ يتوَضَأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءهُ، فَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ ..." .

رواه أحمد (4/138) والترمذي (5/569) وابن ماجة (1/441) ، وهو حديثٌ صحيحٌ.

ب. عن أنس قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قام رجل فقال يا رسول الله هلك الكراع وهلك الشاء فادع الله أن يسقينا فمد يديه ودعا .

رواه البخاري ( 890 ) ومسلم ( 897 ) .

5. فإذا مات الولي أو النبي لم يكن من المشروع طلب الدعاء منه لأنه انقطع عن الدنيا ، وهو باب من أبواب الشرك ، لم يدخله أحد من صالحي هذه الأمة من الصحابة ومن تبعهم .

قال تعالى { ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين } [ الأحقاف 5 ] .

قال شيخ الإسلام رحمه الله : وتفصيل القول : إن مطلوب العبد إن كان من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى مثل أن يطلب شفاء مريضه من الآدميين والبهائم أو وفاء دينه من غير جهة معينة أو عافية أهله وما به من بلاء الدنيا والآخرة وانتصاره على عدوه وهداية قلبه

وغفران ذنبه أو دخوله الجنة أو نجاته من النار أو أن يتعلم العلم والقرآن أو أن يصلح قلبه ويحسن خلقه ويزكي نفسه وأمثال ذلك : فهذه الأمور كلها لا يجوز أن تطلب إلا من الله تعالى

ولا يجوز أن يقول لملك ولا نبي ولا شيخ سواء كان حيا أو ميتا اغفر ذنبي ولا انصرني على عدوي ولا اشف مريضي ولا عافني أو عاف أهلي أو دابتي وما أشبه ذلك .

ومن سأل ذلك مخلوقا كائنا من كان : فهو مشرك بربه من جنس المشركين الذين يعبدون الملائكة والأنبياء والتماثيل التي يصورونها على صورهم ومن جنس دعاء النصارى للمسيح وأمه

قال الله تعالى : { وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأميَ إلهين من دون الله } [ المائدة 116] الآية

وقال الله تعالى : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون } [ التوبة 31 ] .

" مجموع الفتاوى " 27 / 67 ، 68 .

وقال :

وأما من يأتي إلى قبر نبيٍّ أو صالح أو من يعتقد فيه أنه قبر نبيٍّ أو رجل صالح وليس كذلك ويسأله ويستنجده فهذا على ثلاث درجات :

إحداها : أن يسأله حاجته مثل أن يسأله أن يزيل مرضه أو مرض دوابه أو يقضى دينه أو ينتقم له من عدوه أو يعافي نفسه وأهله ودوابه ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل : هذا شرك صريح يجب أن يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل .

وإن قال أنا أسأله لكونه أقرب إلى الله مني ليشفع لي فى هذه الأمور لأنى اتوسل إلى الله به كما يتوسل إلى السلطان بخواصه وأعوانه

: فهذا من أفعال المشركين والنصارى فإنهم يزعمون أنهم يتخذون أحبارهم ورهبانهم شفعاء يستشفعون بهم فى مطالبهم وكذلك أخبر الله عن المشركين أنهم قالوا : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } [ الزمر 3 ]

وقال سبحانه وتعالى : { أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون } [ الزمر 47 ]

وقال تعالى : { ما لكم من دونه من وليٍّ ولا شفيع أفلا تتذكرون } [ السجدة 4 ]

وقال تعالى { من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه } [ البقرة 255 ]

فبين الفرق بينه وبين خلقه فإن من عادة الناس أن يستشفعوا إلى الكبير من كبرائهم بمن يكرم عليه فيسأله ذلك الشفيع فيقضي حاجته إما رغبة وإما رهبة وإما حياء وإما مودة وإما غير ذلك والله سبحانه لا يشفع عنده أحد حتى يأذن هو للشافع فلا يفعل إلا ما شاء وشفاعة الشافع من إذنه فالأمر كله له .

.. وقول كثير من الضلال هذا أقرب إلى الله مني وأنا بعيد من الله لا يمكنني أن أدعوه إلا بهذه الواسطة ونحو ذلك من أقوال المشركين

فإن الله تعالى يقول : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } [ البقرة 187 ] ........

وفي الصحيح أنهم كانوا في سفر وكانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم " يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا بل تدعون سميعا قريبا إن الذى تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته "

وقد أمر الله تعالى العباد كلهم بالصلاة له ومناجاته وأمر كلا منهم أن يقولوا : { إياك نعبد وإياك نستعين } [الفاتحة 5 ]

وقد أخبر عن المشركين أنهم قالوا : { ما نعبدهم إلا ليقربوا إلى الله زلفى } [ الزمر 3 ] .

ثم يقال لهذا المشرك أنت إذا دعوت هذا فإن كنت تظن أنه أعلم بحالك وأقدر على عطاء سؤالك أو أرحم بك فهذا جهل وضلال وكفر وإن كنت تعلم أن الله أعلم

وأقدر وأرحم فلم عدلت عن سؤاله إلى سؤال غيره ألا تسمع إلى ما خرجه البخارى وغيره عن جابر رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا الإستخارة فى الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن...

وإن كنت تعلم أنه أقرب إلى الله منك وأعلى درجة عند الله منك فهذا حق لكن كلمة حق أريد بها باطل فإنه إذا كان أقرب منك وأعلى درجة منك فإنما معناه أن يثيبه ويعطيه أكثر مما يعطيك ليس معناه إنك إذا دعوته كان الله يقضى حاجتك أعظم مما يقضيها إذا دعوت أنت الله تعالى فإنك إن كنت مستحقا للعقاب

ورد الدعاء مثلا لما فيه من العدوان فالنبى والصالح لا يعين على ما يكرهه الله ولا يسعى فيما يبغضه الله وإن لم يكن كذلك فالله أولى بالرحمة والقبول . أ.هـ

" مجموع الفتاوى " 27 / 72- 75 .

وننصح الأخ السائل بالتوسع من المصدر السابق - .
.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
العقيدة الاسلامية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc