كلمة نفس وإطلاقاتها في القرآن - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كلمة نفس وإطلاقاتها في القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-02-07, 17:44   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة كلمة نفس وإطلاقاتها في القرآن

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

لفظ النفس ورد في القرآن مائتين وخمسًا وتسعين مرة، باختلاف تصاريفه .

وهو من الألفاظ التي تحمل عدة معان، فليست من المتشابهات

كما ذكرت، وإنما من الألفاظ المشتركة

ويبحث عنه في كتب (الوجوه والنظائر) .

أما معانيها في القرآن، فمنها ما ذكره الإمام ابن الجوزي:

" وذكر بعض المفسرين أن النفس في القرآن على ثمانية أوجه:

أحدها: آدم.

ومنه قوله تعالى في سورة النساء: (الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ)

وفي الأنعام: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) .

والثاني: الأم.

ومنه قوله تعالى في النور: (ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا)

أي: بأمهاتهم. والمراد بالآية عائشة رضي الله عنها.

والثالث: الجماعة.

ومنه قوله تعالى في آل عمران: (إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ)

وفي براءة: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ).

والرابع: الأهل.

ومنه قوله تعالى في البقرة: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ)

قيل: إنه أمر الأب الذي لم يعبد العجل أن يقتل ابنه العابد

والأخ الذي لم يعبد أن يقتل (أخاه) العابد.

والخامس: أهل الدين.

ومنه قوله تعالى في النور: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ)

أي: على أهل دينكم. وفي الحجرات: (وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ).

والسادس: الإنسان.

ومنه قوله تعالى في المائدة: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ)

أي: الإنسان بالإنسان.

والسابع: البعض.

ومنه قوله تعالى في البقرة: (ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ)

أي: يقتل بعضكم بعضا.

والثامن: النفس بعينها.

ومنه قوله تعالى في سورة النساء: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) "


انتهى من "نزهة الأعين النواظر" (597) .

أثر القرآن الكريم في ضبط نفس الإنسان

يتمحور موضوع البحث حول مفهومين أساسيين

أولهما النفس البشرية

وثانيهما أثر القرآن في ضبطها وانضباطها.

فالانسان مكون من ثلاث لطائف

" العقل والقلب والنفس".

حيث إن دين المرء عقله

ومن لا عقل له لا دين له

وبعض الأفعال التي تقتضيها صورة الانسان كالغضب والرضا

والجرأة والخوف

والجود والشح والسخط والقبول

محلها القلب

وبالنفس يشتهي الانسان ما يستلذه من المطاعم والمشارب والمناكح.


1 : النفس البشرية، قواها وأنواعها:

حديثنا إذن يهم النفس

الهوية الحقيقية للانسان الآدمي

ومحتواها الحقيقي هو الذي يحدد وجهة الانسان نحو السعادة

ويبين مصيره المستقبلي .

فالنفس في الانسان هي صورته وهواه ورغباته وشهوته

هي أثر من آثار الروح التي تمنح النفس القوة

لأداء خواصها بأمر الله تعالى كما ورد عن بعض السلف:

" إذا دخلت الروح الجسد سمي نفسا

وبها تحس النفس وتشعر وتبصر وتسمع وتشم وتتذوق ".

فالنفس ترى بالعين

وتسمع بالأذن

وتحس بواسطة مسام الجلد

وتتذوق بواسطة الخلايا الموجودة في اللسان.

هذه الأحاسيس والادراكات العقلية بمجموعها غير المادية هي ما يسمى بالنفس الانسانية

فإذا أخذ الله الروح وخلي الجسد منها

انقطعت تلك الطاقة عن الأسلاك العصبية

وفقدت تلك الحواس

ماتت النفس التي عبر القرآن عنها في قوله تعالى:" كل نفس ذائقة الموت ". (آل عمران/185.).

فعن طريق النفس ينصرف الانسان الى أمانيه المادية وشهواته الدنيوية فينحط بقدر اشتغاله في تلبية ذلك

وانصرافه عما يسمو به من فضائل وطاعات

أو يعلو ويسمو بانصرافه للفضائل الايجابية فيرتقي بقدر إعمال نفسه في الدرجات .

وهذا يعني ويبين أن للنفس مراتب

وأنها تخضع للتغيير والتبديل من حالة الى حالة

كما حقق القرآن ذلك في قوله تعالى:" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".(الرعد/11).

فإذا نظرنا إليها في تقلباتها هذه وجدناها تمر عبر قوى أساسية تتمثل في :

-قوة الشهوة وقوة الغضب وقوة العقل

فبالعفة تهزم الشهوة

وبالشجاعة ينهزم الغضب

وبالحكمة والحرص عليها يسمو العقل

ولجميعها يحتاج الانسان

فلو كان عقلا فقط لكان ملَكا

لكن الله خلق الانسان الذي يخطئ ويصيب

ولو كان غضبا فقط لكان سبعا

لكنه يحتاج الى القوة الغضبية ليدافع عن نفسه

ولو كان شهوة فقط لكان بهيمة

لكنه يحتاج الى الشهوة ليعيش ويتناسل.

وحسب استخدام هذه القوى المذكورة

تمر النفس الانسانية بمراحل تتصف فيها بصفات ثلاث هي :

1-1-النفس اللوامة: قال تعالى:" لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة ".(القيامة /1-2.)

حيث أقسم سبحانه بيوم عظيم لتحقيق وقوعه وبيان هوله

وإيقاظ النفوس النائمة الغافلة عنه

فتصحو وتنتبه من سباتها .

وقد ذكر الله تعالى النفس اللوامة إثر قسمه بيوم القيامة للعلاقة الوثيقة بين مصير النفس وقيام ذلك اليوم

حيث تقف فيه وحيدة دون نصير

فهي نفس تفعل الخير وتحبه وتعمل المعصية وتكرهها

نفس تعيش في داخلها صراعا بين الخير والشر .

فالانسان في بداية أمره إذا ارتكب ذنبا أو خطيئة ابتداء

شعر في داخله بإحساس يؤنبه

وتمنى لو لم يفعله

وإذا عاد إليه ثانية ضعفت خاصية الشعور بالذنب والخطيئة

وانتقل صاحبها الى مرحلة الميل الى المعصية واستحسانها لتنتقل نفسه من لوامة الى أمارة بالسوء....

1-2-النفس الأمارة : حيث تميل النفس الى السوء وحب العصيان

والغفلة عن الطاعة والعبادة

ويطلق عليها النفس الأمارة بالسوء؛ نفس استحوذ عليها الشيطان

وسيطر على سلوكها وذوقها

وقتل فيها الحياء والعفة. هذه النفس تعلل فجورها واستمرارها في المعصية

بنسبة كل ما يفعله الانسان الى البيئة والآباء أوالمجتمع.

قال تعالى:"وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا". (الاعراف/28).

فتستكبر وتقع في الظلم لتقع في الخسران الأبدي

قال تعالى: " إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ". (الشورى/45).

وسبب ذلك حدده الشارع في قوله تعالى:" لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا...".(الفرقان/21.).

1-3-النفس المطمئنة: نفس راضية استسلمت لخالقها برضا وقناعة

لا تفعل إلا ما تيقن لها صلاحه

نفس تحقق لها الورع والاخلاص

وسمت عن الدنيا وشهواتها

واشتغلت عنها بعمارة عالم الآخرة الباقية الخالدة المحددة

في قوله تعالى:" فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين".(السجدة/17)

نفس استحقت الذكر والتمجيد في قوله تعالى:" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ". (الفجر /27.).


2- مفهوم الضبط والانضباط :


الارتقاء بالنفس والنهوض بها باعتبار طبيعتها التغييرية

يحتاج الى ضبط وانضباط خاصين

يستمدان أصولهما من كتاب الله، الذي تحدث عن مراتب النفس

وبينه من خلال سوره وآياته.

وقبل تحديد ذلك نحتاج الى بيان مفهوم الضبط والانضباط.

فالضبط هو لزوم الشيء وحبسه

والضابط هو الذي يلازم ما يضبطه

ويصبر نفسه معه حفظا وحزما

والأضبط الذي يعمل بيديه جميعا

و" ضبط " فعل يتعدى بنفسه

بمعنى أن له فاعلا ومفعولا

فالفاعل هو الضابط والمفعول هو المضبوط، أي الموضوع والمجال،

الذي يقع فيه أو به أو عليه الفعل والعملية الضبطية.


لسان العرب مادة ضبط

فإذا انصرف المعنى الى ضبط النفس وانضباطها دل على حبس النفس عن الشر وإلزامها بالخير مع الصبر عليها والحزم معها.

وهو ما أطلق عليه علماء التربية بتزكية النفس



اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء








 


رد مع اقتباس
قديم 2020-02-08, 10:40   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبومصعب المصري
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية أبومصعب المصري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أحسنت وجزاك الرحمن خيرا...










رد مع اقتباس
قديم 2020-02-08, 15:05   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومصعب المصري مشاهدة المشاركة
أحسنت وجزاك الرحمن خيرا...
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِِ
و جزاكِِ الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2020-02-09, 17:36   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2





اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

وقد أقسم الحق سبحانه أقساما سبعة في مطلع سورة الشمس على أن المفلح من زكى نفسه والخاسر من دساها

فقال:" والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها والسماء ما بناها والارض وما طحاها

ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ".(الشمس/1-10. )

والمقصود بالتزكية هنا

طهارة النفس أو تطهيرها وتنظيفها

مخالفا للدس الذي هو كناية عن الإغراق في الوسخ والأوحال.

ولا يعني ذلك أبدا التزكية مطلقا لما تعترضها من سلبيات مثل: الاستعلاء والتكبر والترفع الذي نهى الله تعالى عنه

كما في قوله:" ألم تر الى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ".(النساء/49

والقرآن هو طب النفوس باعتباره روح الروح ونور البصيرة

به يتحقق الضبط والانضباط،

كما قال تعالى:" وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ". (الشورى/52.)

والنور يضيء ويبين الأمراض

ويهدي الى طريق الصواب

ولا يتم ذلك إلا بتحديد أمراض النفس المهلكة التي سطرها القرآن

من أجل تقديم الدواء الناجع لها من آياته وسوره العظام.

والنفس البشرية معرضة لآفتين لا ثالث لهما ذكرهما القرآن

وبمعرفتهما يستعان على تحقيق الضبط والانضباط لنفس الانسان الخطأ والنسيان.

وهما مستمدان من آية يعلمنا فيها الخالق أن ندعوه ونسأله عدم المؤاخذة فيهما

في قوله تعالى : " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ". (البقرة/.285)

حيث إن أول معصية وقعت في الكون من طرف الانسان كانت بسبب النسيان

لقوله تعالى:" ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ".(طه/115)..

وسبب ذلك وسوسة الشيطان

كما قال تعالى:" فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى" (طه/120).

ووساوس الشيطان لا تنتهي

كيف وقد أقسم بعزة الرحمان أن يغرر بالانسان ويوقعه في جملة من المعاصي والآثام .

حيث ذكر القرآن على لسانه:" قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين " (الأعراف/17).

وقوله: " وقال لأتخذ من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله، ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ".(النساء/119).

والهدف هو أن يقع الانسان في نسيان ذكر الله

كما قال تعالى:" استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ". (المجادلة /10.).

ومن الطبعي أن تقع النفس البشرية في الخطأ

لقوله : " كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون".

سنن الترمذي 4/659/2499وحسنه الألباني

وسنن ابن ماجه 2/1420/4251

ومسند احمد 3/198/13072.

بل لو لم تخطئ لغيرها الله بغيرها من أجل التوبة والمغفرة

لقوله : " لو لم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم".

صحيح مسلم 4/2105/2748/وسنن الترمذي 5/548/3539

.ومسند احمد 5/414/23562

والخطأ يصدر عن النفس بدلائل من القرآن منها :

-قوله تعالى:" أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ". (آل عمران/165.).

وقوله تعالى:" وما أصابك من سيئة فمن نفسك ".(النساء/79)

.وما ورد على لسان الأبوين:" قالا ربنا ظلمنا أنفسنا .وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين". (الاعراف/130).

وقوله على لسان بلقيس:" قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله ب العالمين". (النمل /44).

وقوله على لسان موسى كليم الرحمان:" قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له".(القصص/16 ).

وقوله على لسان امرأة العزيز:" وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ". ( يوسف /.53.).

-وقوله تعالى على لسان الشيطان حين القضاء بين العباد

:" وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم

ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ".(ابراهيم/22.).

3- وسائل ضبط النفس وانضباطها: ضبط النفس ليس بالأمر الهين

إذ الصراع داخلي مائة بالمائة

ولكن آثاره بوادره داخلية وخارجية، ولكن لحسن السير، وتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، لا مفر من ذل مجهود مضاعف يستطاع به ضبط أمراض النفس، ولن يتم ذلك إلا ب :

3-1-الاعتراف بعيوب النفس والتعرف عليها:

ويتم ذلك باتباع توجيهات القرآن التي سماها بالبصائر

في قوله تعالى:" قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ..".( الانعام/104.)

فإذا أراد الله بعبده خيرا بصره بعيوب نفسه

ومن كملت له بصيرته لم تخف عليه عيوبه

وإذا عرف عيوبه أمكنه علاجها .

فالانسان يلاحظ كثيرا على غيره

ولكنه لا يجرؤ على النظر في عيوبه، أو يبحث عنها

الكل يرى القذى في عين أخيه ولكنه لا يرى ما في عينيه

ما يحصل للانسان هو نفسه ما يحصل للجمل الذي يرى ما على ظهر أخيه من تقوس واعوجاج

ولكنه لا يعلم أن الاعوجاج عام في بني جنسه .

ولتحقيق هذا الاستبصار وجب سلوك سبيلين :

أ-أن يطلب ذلك بالجد والاجتهاد والاخلاص؛ ولا يتم ذلك إلا بمراقبة من يعلم السر وأخفى

على مستوى القول والفعل والسلوك

مع الاستعانة بمد يد الرجاء الى الله تعالى.

وحتما بهذا الفعل ستكون النتيجة هي الاهداء

لقوله تعالى:" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ". (العنكبوت/69).

ب-مراقبة أحوال وأقوال وأفعال الآخرين، ليقف على السيء منها فيلحظه في نفسه ليتجنبه

باعتبار تقارب طباع الناس، فيتفقد نفسه ويطهرها في ضوء ما يراه مذموما في غيره .

وقد قيل قديما:" العاقل من اتعظ بغيره. ".

فالاعراض عن معرفة العيوب هو ضعف ونقص وفقدان للشجاعة في مواجهة النفس

ولهذا الاعراض سبب أساسي يوقع فيه وهو :

-اعتقاد الانسان أنه بلغ مرحلة من الصلاح

مع أن كل إنسان معرض للنقصان والخطأ

ورحم الله عمر القائل:"أحب الناس إلي من رفع إلي عيوبي".

الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي 1/299

3-2-مجاهدة أمراض النفس وأخطائها وصفاتها الذميمة:أخطاء النفس كثيرة

لا يستطيع عاد عدها أو حصرها

وإن كانت الاشارة إليها والتنبيه على أهمها أمر أساسي .

وقد ذكر ابن القيم بعض أخطاء النفس

فقال:" في النفس كبر ابليس، وحسد قابيل، وعتو عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود

واستطالة فرعون، وبغى قارون، وقحّة هامان ( أي لؤم )، وهوى بلعام ( عرّاف أرسله ملك ليلعن بني اسرائيل فبارك ولم يلعن )، وحيل أصحاب السبت، وتمرّد الوليد، وجهل أبي جهل.

وفيها من أخلاق البهائم حرص الغراب، وشره الكلب، ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل

وعقوق الضب، وحقد الجمل، ووثوب الفهد، وصولة الأسد، وفسق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد، وجمع النملة، ومكر الثعلب، وخفة الفراش، ونوم الضبع.

الفوائد لابن القيم

والحديث عن كل هذه الأخطاء بالتفصيل يحتاج الى مداد ليس بالقليل

ووقت ليس باليسير وجهد عسير

عسى أن يمن به المولى العزيز الكريم، فنتصدى لها بالتفسير والتعليل.

لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فليكن حديثي عن بعضها وأهمها في نظري انطلاقا مما ذكر القرآن .




اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-02-09 في 17:39.
رد مع اقتباس
قديم 2020-02-15, 18:53   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

3-2-1-الشهوة ووسيلة ضبطها:

يقول الله تعالى:" زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب".(آل عمران/14).

وخطورتها تكمن في كون طريقها يؤدي الى النار

حيث يقول الرسول صلى الله عليه و سلم :" حُفَّتِ الْجَنَّةُبِالْمَكَارِهِوَحُفَّتِالنَّارُبِالشَّهَ وَاتِ

صحيح مسلم رقم:7308.

وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" لما خلق الله الجنة قال لجبريل اذهب فانظر إليها

فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، ثم حفها بالمكاره، ثم قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فنظر فيها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد

قال : فلما خلق النار قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها فنظر إليها

ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فحفها بالشهوات ثم قال: يا جبريل اذهب إليها فانظر إليها ، فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها ".

المستدرك للجاكم :1/79/72/72.

وسنن ابي داود :4/236/4744

وصحيح ابن حبان:16/406/7393.

ومسند احمد : 2/354/8674

فالشهوة ما تشتهيه النفس وتتمناه وترغب في تحقيقه مهما كان المقابل خطيرا.

وقد جبل النفس على حب الشهوات التي لن تتجاوز ما ذكر في القرآن

ويمكن أن نطلق على الآيات السابقة أصول الشهوات التي يتفرع عنها غيرها.

-فأصل الشهوات النساء كما أكد على ذلك الرسول صلى الله عليه و سلم

في قوله:" ما تركت بعدي فتنة في الناس أضر على الرجال من النساء".

صحيح مسلم :2067

وقد يحصل الشذوذ والانحراف فتنقلب الشهوة الى نمط آخر

كما قال تعالى : " إنك لتاتون الرجال شهوة من دون النساء ". (الأعراف/81.والنمل/55.).

-ويتبعها البنون لقول الرسول صلى الله عليه و سلم :" إن الولد مجبنة محزنة".

المستدرك للحاكم رقم:4771

وسنن ابن ماجه :/215/2972/3733

وصححه الألباني

-ثم القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث:

لقول النبي ( صلى الله عليه و سلم ):" إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال

سنن الترمذي رقم:2342/

والمستدرك :4/354/7896/53

-قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

:" إن مما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الفتن "

وفي رواية " ومضلات الهوى"

مجمع الزوائد:1/188/و7/301

والبزار :9/292/و308/رقم:3844/

ومسند احمد 4/420/ورقم:19872/

والترغيب والترهيب :2/184

/والمعجم الصغير :1/3وصححه الهيثمي

ووسيلة ضبطها " أي الشهوات " ذكرها القرآن بعد سردها كلها

فقال سبحانه:" قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله

والله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار". (آل عمران/14.).

وهذا يدل على الاعتقاد الجازم في قضاء الله وأن محل تحقيق شهوات النفس دون الوقوع فيما يغض

الله الجنان حيث

يقول تعالى:" وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون". الأنبياء/102

. وقال تعالى:" ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ". (فصلت/31.) .

وقال تعالى ": وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ". (الزخرف/71.).




اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-02-15 في 18:55.
رد مع اقتباس
قديم 2020-02-19, 12:47   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
KhaledZ
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية KhaledZ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc