رحلة المعاناة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رحلة المعاناة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-04, 17:57   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابن العروب
عضو مميّز
 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي رحلة المعاناة


بسم الله الرجمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أحبتي يسعدني ان أفدم لكم كلمات من وحي قلمي ومن خيالي رغم أنها أفرب إلى الواقع منها إلى الخيال
فلا تحرموني ردودكم
تقبلوها مع فائق محبتي




رحلة المعاناة


كان طالبا في المرحلة الإعدادية ، عندما تعرض أبوة لحادث سير مؤلم طرحه الفراش مشلول الساقين ، وكان له يكبره سناً ، كان يدرس وبعد انتهاء دوام الدراسة كان يعمل عند الناس هذا يريد نقل (الحصا أو الرمل من مكان لأخر) وذك يريد أن ينقل حجارة لبناء أو أي عمل يتاح له
ولكن ذلك كان سببا لتأخره في الدراسة وأثر على مستواه التعليمي سلبيا ،مع أنه كان طالبا مجتهدا ، ونظرا لغلاء المعيشة ومتطلبات الحياة قرر أن يخرج من المدرسة ويترك الصف الثانوية حتى يعمل ويسد حاجة البيت من مصروفات ومتطلبات.
دام على هذا الحال من الجد والاجتهاد حينا من الزمن ، حتى جاء اليوم المشئوم بالنسبة للعائلة الثكلى استشهد أحد شباب المخيم وخرجت مظاهرة احتجاجية عارمة وكان هو من بينهم ، وكان القدر له بالمرصاد حيث جاءت قوات الاحتلال لتفريق المظاهرة واستخدموا أبشع السبل من إطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي والرصاص الحي ، وكان نصيبه رصاصة من نوع (الدُمدُم ) المتفجر حيث خرقت صدره وفجرت قلبه فاستشهد على الفور.
كان الأخ الأصغر في الثانوية العامة حينها ، وقرر أن يجد ويجتهد ليحقق حلم أخيه ووالديه ويعوض والدية ولو بفرحة بسيطة ، كان فتى نبيلا نشطا محبا لأهله ولوطنه ولأبناء مخيمه ،فأخذ على عاتقة إن هو حقق حلمه أن يرعى أخواته الأربعة ويعلمهن جميعا ويوفر لهن ما يحتجن من مستلزمات الحياة العامة أو المدرسية .
أتم الثانوية بتفوق عالي ودخل الجامعة ودرس مادة الفيزياء ،اجتهد وأمضى ليله ونهاره لتحقيق النجاح في الجامعة، وكان أحد أعضاء مجلس الطلبة ،وكان يشارك في الاحتجاجات والمظاهرات وتعرض للسجن عدة مرات على فترات متقطعة ، أكمل الأربع سنوات ونجح بتفوق أيضا ، فاستبشر هو والأهل حيرا وفرحوا فرحا كبيرا وكم سالت دموع الأم على جرحها القديم بفقد ولدها الشهيد لأنه لم يحضر نجاح أخيه .
وهنا تبدأ مراحل المعاناة بحث عن وظيفة هنا وهناك، لكن دون جدوى وزار مكاتب التعليم كلها دون جدوى لا لشيء إلا لأنه لم يحمل (جواز بروتين واو) أي الواسطة .
فكر في شان أخواته ووالده المقعد وأمه التي أرهقتها هموم السنين ،فأخذ يبحث عن عمل رسمي فدلوه على عمل داخل الأراضي بالمحتل وبالتحديد فيما أسماه الغزاة (القدس الغربية) وافق وأخذ يعمل ولكن بدون تصريح لدخول القدس مما يعني أن طريق الدخول والخروج محفوفة بالمخاطر
وذلك من أجل أن لا يمد يده لأحد ولعفة نفسه وكرامته .
.......... كعادته كان يفيق مبكرا يصلي الفجر جماعة في المسجد القريب من بيته ، ثم يعود للبيت لأخذ زادة ، وكان يُفطر على لقيمات صغيره مع الشاي، ثم ينطلق مبكرا قبل الشفق ليتمكن من الوصول قبل وصول جنود الاحتلال الذين يطاردون العمال حتى في لقمة عيشهم ، كان تلحقه أمه لتدعوا له تودعه بدموع الخوف وهمسات الرجاء لله أن يحفظه ويرده سالما ،
كانت السيارة توصلهم إلى منطقة قريبه من السور الواقي كما سماه الصهاينة ثم يُكملوا السير سيرا على الأقدام يتخطون الأشواك والصخور ، ويتجرعون كؤوس الخوف من الدوريات العسكري الراجلة أو الراكبة، وكم من كمين أقامه الأوغاد فأمسكوا بعض العمال فزجوا يبعضهم في السجن أو فرضوا عليهم الغرامات الكبيرة ، ومن هناك يركبون سيارة ثانية إلى مكان العمل ،وكانت رحلات العذاب والخوف هذه روتينا يوميا في الصباح والمساء . وكثيرا ما كانوا يطلقون النار عليهم لبث الرعب فيهم وإرغامهم على العودة وهناك من استشهد أثناء الذهاب لعملة .
وكان صاحبنا أكثرهم رعبا وخوفا لأن له اسم عند المخابرات ويخاف أن يقبضوا عليه فالويل له إذا إن أمسكوه، وفي أحد الأيام وأثناء مطاردة اليهود لهم ،قفز عن جدار عالي فانكسرت ساقه ، زحف مع رفاقه واختبئوا تحت شجرة زيتون وكان الفجر لم يكتمل بعد ولم يراهم الجنود ، وظلوا مختبئين حتى رجع الجيش ولم أطمأن الشباب حملوا صاحبهم وأوصلوا إلى القرية القريبة ومن هناك أقلوه في سيارة إلى المستشفى القريب ، وهناك أجروا له العلاج اللازم وبعد تصوير ساقه وجدوا عنده كسر بالساق اليسرى ، فجبروا كسرها ولفوها بلفائف الجبس وأمره الطبيب أن يرتاح لمدة شهر ، وأعادوه لبيته وبقي علة هذه الحال وبعد شهر راجع المستشفى فوجدوها تحتاج لفترة إضافية وصبر على مضض وكان هم توقفه عن العمل وانقطاع المصروف عن أخوته وأبويه أشد من ألم الكسر الذي تعرض له .
...... شفيت ساقه وعاد للعمل من جديد فكما يقال بالعامية( لقمة العيش مُره) وعاد إلى المطاردة والخوف وكان ينجو في كل مره ،ولكن وفي احد المرات ألقي القبض علية مع أربعة من زملائه ، منهم من حكم ومنهم من دفع الغرامة ، وكان نصيبه الأفدح والأكبر. فبسبب انه من أرباب السجون أي أصحاب سوابق عرضت عليه المخابرات أن يعمل معهم والعمل مع المخابرات الصهيونية ليس بناء بيوت بل خراب بيوت يقول أن المخابرات طلبت منه أن يتجسس على أبناء مخيمة وان راقب أحوال الشغب ويكتب أسماء من يشاركوا فيه أو في أي مظاهرة ،ولكنه رفض فشتمه الضابط وسب عرضه فهجم صاحبنا على الضابط وأوجعه ضربا وعلى صوت صراخه هرع الحرس فزُج َّ في الزنزانة ودبروا له تهمة المشاركة في مظاهرات احتجاجية قبل شهرين
وحكمت عليه محكمة الظلم سنه ونصف .
أمضى أيام سجنه وقد تأقلم مع إخوانه وخرج وهو يحفظ كتاب الله غيبا مع أحكام التجويد إضافة إلى ما كان يعلمه لزملائه من دروس الفيزياء لأنه تخصصه ،خرج والفرحة تغمره لرؤية أبواه وأخواته ، وكانت إحداهما قد تجوزت وأسمته باسمه ، استقبله أصدقائه على الحاجز العسكري( المعبر)وأوصلوه إلى البيت فلما رأى أمه وأخواته على عتبة البيت أسرع وقبل رأس أمه ووجنتيها ويديها ودموع الفرح المنهمر من كليهما كان تغسل وجهيهما ، ثم عانق أخواته في أجواء تملأها الزغاريد والأغاني ، ونظر إلى أبوه وهو يزحف بكرسيه المتحرك ، من على مسطبة الدرج وعيونه تفيض بالدموع ، انزلقت عجلات العربة على أول درجه فهوت وتدحرج على الدرجات
وكان الشاب قد أسرع من أول ما رآه فتلقفه بيديه وقبل جبينه ورأسه ويديه وهذا كان ديدنه مع والديه يفعل ذلك كلما عاد من العمل أو من أي مكان بعيد .
ذهبوا بأبيه لإسعافه ولكنه كان يهذي باسم ولده فأنسته فرحته بولده آلام الرضوض التي تعرض لها أسعفوه والحمد لله كان مجرد رضوض بسيطة .
...... سئم أخانا العمل وأراد أن يعيد الكره بالبحث عن وظيفة كأستاذ فيزياء وخاصة بعد علمه بتوفر طلبات التوظيف ،ذهب أخانا باكرا لمكتب التربية والتعليم في المحافظة مصطحبا معه الأوراق والشهادات اللازمة فقبلت لأوراق ، وعينوا لهم يوم لتقديم امتحان القبول على أن من ينجح يقبل ويُوظف فورا وكان له منافسين من الزملاء على نفس المادة ، عاد إلى البيت فرحل وانتظر موعد الامتحان ذهب مبكرا وقدم الامتحان على أكمل وجه ، ويقول كنت متيقنا ً من نجاحي وقبولي ، وبعد يومين جاءه الرد كالصاعقة ، تحرق الآمال وتحطم الأحلام . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟!!!!! نعم جاء الرد ليكمل مسيرة الآلام والمعاناة جاء الرد لحاجة في معدة الممتحنين أخفوها رغم أن الكثير كانوا يعرفون أن مثل هذا الفتى بأخلاقه ومبدأه ونهجه لن يقبل في الوظيفة التي تقدم لها لا لشيء إلا لأنه وكما علمنا كان أحد المحررين من أصحاب الوشاح الأخضر . واللون الأخضر عدو أل.............. !!!!!!!!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
............ هذه الضربة زادت أخانا قوة فأكثر من العبادات والطاعات . والتحق في صفوف الجهاد وقام بتدريبات عسكرية تدرب على حمل السلاح وإطلاق النار. وفي جلسة من الجلسات الأخوية كانوا يتحدثون عن الشهداء وعن أصحاب الأحزمة الناسفة فتذكر الماضي القريب تذكر أخوه وتفكر في حاله ، فهمس مناجيا ربه أن يا رب أمنحني الشهادة فإني أشتاق إليك .
خططت مجموعته لتنفيذ عمليه اختطاف جنود واختاروه بعد إلحاحه ورجائه منهم أن يحرموه فرصة الانتقام أو الشهادة ، وافقوا على ذلك وتدربوا على كيفية العملية ، ثم حددوا ميعاد لها، عاد لأهله وبعد أن سامرهم ومازحهم قال لهم إني سأسافر للبحث عن عمل في المدينة المجاورة ، فوافقوه دون علم بما يكن في نفسه وفي الصباح ودع أبويه وأخواته ومر على بيت أخته المتزوجة فودعها وترك عندها رسالة وطلب أن لا تفتحها إلا إذا طلب منها ذلك عن طريق التليفون ، سافر مع إخوانه لمكان ألعمليه وأحكموا الكمين ولما اقترب الصهاينة بدبابتهم هجموا عليها واشتبكوا بالسلاح ولكن كان هناك فرقة مشاه أسرعوا نحو الصوت، ولما اقتربوا ورأوهم أطلقوا عليهم النار فسقطوا شهداء بعد أن قتلوا منهم خمسة جنود ، وبعد شهرين أعدوا جثته لأهله فودعوه وسارت له جنازة كبيره بدأت من أول المخيم حتى آخره وبكى كل من كان يعرفه
وهنا انتهت رحلة المعاناة لتعود من جديد


من وحي قلمي
بقلم أخوكم
ابن العروب
4/1/2011









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-01-08, 00:11   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
viva villa
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية viva villa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يعطيك الصحة خويا العزيز على القصة
و الله كي قريتها نحس فيها و كأنها واقعية
أنت فعلا مميز و روعة
واصل مجهوداتك بالقسم و لا تحرمنا من الجديد
جهودك رائعة ...............










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المعانات, رحلة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc