|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2015-09-04, 18:11 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
وصفات نبوية للمهمومين
بسم الله الرحمن الرحيم أخي المهموم: بادئ ذي بدء، أن تدرك أن هذه الهموم والأحزان، والنكبات والآلام، تسمي (ابتلاءات)، يبتلي الله بها مَن يشاء من عباده في هذه الدنيا: 1- إما بسبب ما يقترفه العبد من الذنوب والمعاصي؛ ليستيقظ القلب من غفلته، ويرجع لله بطاعته. 2- وإما بسبب تمحيص من الله لعبده؛ لترفع الدرجات، وتكفر السيئات، وتُقال العثرات، لمَن صبر واحتسب الأجر والثواب من الله تعالى. واعلم أخي أن هذه الدنيا دار ابتلاء، بنوعيه الاثنين الآنفين، فكل عنده هموم وأحزان، فلا أحد يسلم منها البتة، قال ابن الجوزي رحمه الله: الدنيا وضعت للبلاء: فينبغي للعاقل أن يوطن نفسه على الصبر، قال الله تعالي: }وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{ [الأنفال: 17]، وقال الله تعالي: }وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ...{ [البقرة: 155]، لذلك هون عليك المصيبة. فهذا مريض لا يتحرك إلا بالنظر فحسب، وذا فقد أباه أو أمه أو زوجه أو فلذة كبده ...! وذاك فقد وظيفته، وذاك ... وذاك... بل حتى أفضل البشر وهم أنبياء الله (عليهم الصلاة والسلام) ابتُلوا بمصائب عدة، قال الله تعالي: }الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ{ [العنكبوت: 1- 3]. فهذا النبي الكريم – بأبي هو وأُمي – يبتليه الله سبحانه وتعالي بابتلاءات عدة منها: ما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتي عليك يوم كان أشد من يوم أُحُد؟ قال: «لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلال، فلم يجبني إلي ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب (السيل)، فرفعت رأسي، وإذا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم على ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت: إن شئت لأطبقت عليهم الأخشبين (جبلان بمكة، أبو قبيس والذي يقابله)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم مَن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا» [متفق عليه].
|
||||
2015-09-04, 18:13 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
وذا يوسف عليه السلام، يُزَجُ به في غياهب السجون بضع سنين، ظلمًا وزورًا وبُهتانًا، دون أي ذنب يقترفه؛ سوي ما اتهمته به زوج العزيز بأن يوسف يراودها عن نفسها -وحاشاه ذلك- مع أنه في حقيقة الأمر هي التي تراوده عن نفسه }وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ{ [يوسف: 23]. |
|||
2015-09-04, 18:15 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
|
|||
2015-09-04, 18:18 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
وصفات نبوية للمهموم: 1- عن أنس بن مالك قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت أسمعة يُكْثر أن يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال» [أخرجاه في الصحيحين]. فهذه الوصفة الأولي، وهي التعوذ من الهموم والأحزان والغموم كما استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث. 2- عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات، رب الأرض رب العرش الكريم» [أخرجاه]. كلمات تنزيه وثناء، لمن بيده ملكوت السموات والأرض وما بينهما، فنزه اللهَ عله يفرج عنك ما أنت فيه. 3- أكثر الاستغفار لله جل شأنه، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب» [أخرجه أبو داود وابن ماجه وصحح إسناده أحمد شاكر]. 4- الدعاء: قال الله تعالي: }قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ ...{ [الإسراء: 110]، فعليك بالدعاء والالتجاء لله، فانطرح على عتبات بابه بالدعاء فهو المستجيب لمَن دعاه بصدق وإخلاص. 5- عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما أصاب أحدًا قط هم، ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي؛ إلا أذهب الله عز وجل همه، وأبدله مكان حُزنه فرحًا. قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن» [رواه أحمد والبزار وأبو يعلي وغيرهم]. |
|||
2015-09-04, 18:23 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
|
|||
2015-09-04, 18:26 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
بشرى للمهموم هي بشري من الله في محكم التنزيل، قال تعالي: }وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{ [البقرة: 155 – 157]. البشري الثانية: قالت أم سلمة رضي الله عنها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها، إلا آجره الله تعالي في مصيبته، وأخلف له خيرًا منها» قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخلف الله لي خيرًا منه، رسول الله صلى الله عليه وسلم. [أخرجه مسلم]. البشري الثالثة: عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما يصيب المؤمن من نصب، ولا وصب، ولا هَم، ولا حزن، ولا أذي، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه» [متفق عليه]. البشري الرابعة: وهي لمن أثقلت الديون عواتقهم وما أكثرهم في هذا الزمان: عن على رضي الله عنه، أن مكاتبًا جاءه فقال: إني عجزت عن كتابتي فأعني، فقال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل أُحد دينًا إلا أداه الله عنك، قل: «اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك» [أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن]. |
|||
2015-09-04, 18:28 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
فهذه – أخي المهموم – مبشرات عظيمة، وحوافز جميلة، تدفعك للثبات والاحتساب على ما أنت عليه في مُصابك، بطريقة صحيحة، ليرضي عنك مولاك وخالقك الله جل علاه، ولتظفر بهذه المبشرات العظيمة، التي نَطَقَ بها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وصلي الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. أسامة بن زيد الخيبري |
|||
2015-09-04, 18:29 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
جزاك الله خيرا اخي
|
|||
2015-09-04, 18:33 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
[جعل الله هذه الكلمات في ميزان حسناتك |
|||
2015-09-04, 18:39 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
موضوع مميز |
|||
2015-09-04, 19:59 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
للمهمومين, نبوية, وصفات |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc