وماذا عن ا لاجراء

[souad571]

وماذا عن الأجراء؟
م. إيوانوغان

عندما سئلت الحكومة عن أسباب رفضها تخفيض الضريبة على الدخل الإجمالي، كان ردها أن الخزينة العمومية ستتضرر كثيرا لو تم تخفيض هذه الضريبة.
اليوم بعدما تمت المصادقة على قانون المالية في المجلس الشعبي الوطني وأطلعنا على التخفيضات الجبائية فيها وكل الصناديق الخاصة والإعفاءات التي سيستفيـــد منها من لم يلتـــزم بدفع حق الخزينة العمومية من أرباحه أو نشــــاطه... فهمنــا لمــــاذا تحــــولت الضريبـــة على الدخل الإجمالـــي إلى مسألـــة حيـــاة أو مـــوت بالنسبـــة للحكــومة.
الضريبة على الدخل الإجمالي يتم اقتطاعها من أجور العمال مباشرة ولا يمكن لهؤلاء أبدا أن يتهربوا من الضرائب وعــــدد العمــــال الأجــراء طبعا يقدر بالملايين بغض النظر عن صحة الأرقام التي تقـــــدم عن نسبة البطالة ونسبة العمـــــال غير المصرح بهم وأولئك الذين يتقــــاضـــــون أقل من الحد الأدنى المعفى من ضريبة الدخل الإجمالي، هي الضريبة الوحيدة التي تضمن الحكومة تحصيلها دون أدنــــى شك، إنها إذن القلعة الأخيــــرة التــي تمكن الحكومة من تحصين نفسها عندما تتراجع مداخيل الجباية البترولية وتعجز الخزينة العمومية عن تلبية كل النفقات التي إلتزمت بها الحكومة.
ولا يمكننا أن نطــــالب الحكومــة بإعادة الرسوم الضريبيــــة المخفضة إلى حالتهــــا السابقــــة أو رفعها، كمــــا لا يعقــــل أن نطـــــالبهـــــــا بوقــــــف قروض البطالين ولا مساعدة الفلاحين ولا مسح ديون المؤسسات العاجزة أو عدم العفو عن التجار الذين يتهربون من الضرائب أو كل مَن خالف القـــانون في هذا البلد وتم العفو عنـــه، حتى لا تقع علينا النكتــة التي تصــــور الجزائري في ثوب الحاسد الذي بلغ به الأمر أن تمنى فقء عينه حتى تفقأ عينا صاحبه.
إلا أننا نستطيع تذكير الحكومة أو لفت انتباهها إلى واقع العمال الأجراء في هذا البلد، بأن هؤلاء هم أفقر شريحة اجتماعية في الجزائر وهي الفئة الأكثر حاجة إلى المساعدة بالطريقة التي تختارها الحكومة، إن رأت بأن تخفيض الضريبة على الدخل الإجمالي أمر خطير على الخزينة العمومية.
وقت الجزائر