التـــوتــاليتــاريتـة فـــي السلطـــة: - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم علم الاجتماع

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التـــوتــاليتــاريتـة فـــي السلطـــة:

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-08-18, 14:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بن بوزيد
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي التـــوتــاليتــاريتـة فـــي السلطـــة:

التـــوتــاليتــاريتـة فـــي السلطـــة:
بعد أن استطاعت الأنظمة التوتاليتارية الوصول إلى السلطة وبعده أن بسطت نفوذها وهيمنتها على مختلف الأجهزة فإنها حتما ستحمل معها ما يغير حتى التشكيلة الأساسية للدولة وهذا الهدف وحيد هو زيادة الهيمنة والسيطرة الكلية على كل العالم "وقد اعتمدت على مبدأ الازدواجية في الوظائف والمناصب بمعنى أن النظام حافظ على الوظائف القديمة وترك المجالس والهيئات البرلمانية على حالها وبنفس موظفيها الأصليين، لكن أضاف لكل موظف أصلي موظف آخر عين من قبل التنظيم الحاكم".[1]


حيث أن هذه الازدواجية في المهام والوظائف ما هي إلا عبارة عن خدع تمويهية لا أكثر، إذ أن الموظف الأصلي ما هو إلا وجود مزيف أمام الرأي العام وأمام الشعب فقط، إذ لا يتدخل في اتخاذ أي قرار في حين الموظف الذي يكون تعيينه من قبل الحاكم التوتاليتاري يكون هو ممثل السلطة التوتاليتارية وأعينها للمراقبة، إذ كل محاولة للخروج عن النظم والأطر التي يشرعها الحاكم هو بمثابة عصيان للأوامر الناتجة عن إرادة الحاكم وهو ما يعبر عنه بالتمر، فإرادة الحاكم النازي وكذلك البلشفي هي كل القوة والسلطة وعلى بقية الشعب الطاعة والخضوع ومنهما فقط يتم إصدار الأوامر واتخاذ القرارات، وكما يشهد التاريخ ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية أن كل من هتلر وستالين كانا يعطيان الأوامر على الجيوش خلال المعارك، والجيش ما عليه سوى أن ينفذ إرادة القائد ولا يهمه النتائج أو الطرق لتنفيذها وحتى الآثار التي يتركوها، كأن بوجوههم بشرا وبأفعالهم وسلوكاتهم آلات، تنفذ فقط ولا تناقش.
"ولا شك في أن احتكار القائد التوتاليتاري للنفوذ والسلطة احتكارا مطلقا يتبدى بالصورة الأكثر حتمية، في الصلات التي يعقدها القائد المذكور مع رئيس الشرطة خاصة، وهو الشخصية التي تتولى في بلد توتاليتاري، الموقع الرسمي الأقدر"[2].
وفي هذا بيان لمدى شدة تعسف الزعيم التوتاليتاري الذي بيده كل السلطة والنفوذ، والحقيقة أن الأوامر الصادرة عن إرادة الزعيم إنما كانت تسند لجهة واحدة على حساب أخرى وهي التي تتولى زمام الأمور وتكون القوة في قبضتها، في حين تكون بقية الجهات الأخرى ذات دور هامشي إذ تعطى لهم مهمات ثانوية، وهذا راجع لمدى دهاء وذكاء القائد التوتاليتاري إذ يسعى لإخماد كل تمرد أو عصيان حتى ضمن أجهزته لتفادي أي أزمة لا تكون في صالح الحزب والحركة التوليتارية، وهو على دراية واسعة بكل ما يحدث في تشكيلة التنظيمات، وفي حال معرفته لأي مناوشات بين أجهزته تجده يسارع لإخمادها قبل حتى بدايتها وذلك بإلقاء الخطب على كل الفئات والأجهزة ليطمئن أن كل تنظيم هو ذا أهمية بالغة في جهازه التوتاليتاري وأنه هو وحده المحرك لتاريخ الشعب النازي، وبذلك يعود مرة أخرى للسيطرة عليهم، وبهذا تكون السلطة حكرا للقائد التوتاليتاري فقط، إضافة إلى كل هذا فإن العلاقة التي تربط الزعيم بالمنفذ للأوامر إنما تكون بطريقة وبصورة مباشرة لتفادي كل انقلاب أو عصيان من شأنه أن يفقد الحاكم للسلطة، فالقائد لطالما كان حريصا على أن تبقى كل تنظيمات وأجهزة الدولة بيده وحده لكي لا يشاركه أحد في السلطة ولضمان نجاح واستمرارية النظام التوتاليتاري.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc