مجموع البشير فيما قيد من عقائد سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > قسم الأمير عبد القادر الجزائري

قسم الأمير عبد القادر الجزائري منتدى خاص لرجل الدين و الدولة الأمير عبد القادر بن محيي الدين الحسني الجزائري، للتعريف به، للدفاع عنه، لكلُّ باحثٍ عن الحقيقة ومدافع ٍعنها، ولمن أراد أن يستقي من حياة الأمير ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مجموع البشير فيما قيد من عقائد سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2022-10-04, 13:26   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي


[16] بيان كذبة أن سلطان الجزائر الأمير عبد القادر الحسني
استسلم لفرنسا !

بسم الله الرحمن الرحيم .
كثير ما سمعنا ونحن صغار في المدرسة ، ورأيناه عند كُتاب المستشرقين وفرنسا ، بل وللأسف من كُتاب بعض مؤرخي الجزائر ودكاترتها ، ممن نشر في الأمة الإسلامية أن الأمير عبد القادر - رحمه الله - استسلم لفرنسا وللمنفى ، وسلم سيفه لها !
مما يدل ويستلزم خيانة الأمير عبد القادر لقضية الوطنية والجهاد الإسلامي ، وهذا الذي تريده المدرسة الفرنسية ، وغلاة الصوفية .
ولهم في ذلك مؤلفات ومقالات مثل المذكرات التي تنسب إلى الأمير عبد القادر كذبا وزورا

ولكن شاء الله أن تنكشف هذه الكذبة على لسان وقلم السيدة الأميرة بديعة والسيد خلدون بن مكي ، إذ جاء عنهم :

البيان الأول : إن الأمير لم يستسلم لفرنسا ، ولم يخضع لها ، ولم يذل نفسه لها ، ولم يتنازل عن عقيدته وجهاده وسلاحه ، ولم تفرض عليه شروطا فوافق عليها .
فالأمير لايزال مع حرب فرنسا وحصد جيوشها وإفشال مخططاتها وإرهاقها معنويا وماديا وعسكريا وميدانا ، إنما الذي حمل الأمير الجزائري على الهجرة من الجزائر مع بقاء فكرة الجهاد ومواصلة الكفاح هو ما كان من مواجهة سلطان المغرب وجيشه للأمير عبد القادر ومحاصرته من جهة ترابه – المغرب الأقصى-، وأيضا خيانة الكثير من القبائل في الجزائر له وانضمامهم إلى فرنسا ، فما كان من الأمير - والحالة هذه - إلا وقف مواجهة سلطان المغرب لأنها أصبحت معركة بين المسلمين ، الرابح فيها والذي يستغلها هي فرنسا الوحيدة ، وعد الأمير ذلك القتال ( قتال الإخوة ) ، وسفك دماء من يقولون ( ربنا الله ) .
والذي يدل على ذلك قوله - رحمه الله - في أخر رسائله وهو في الجزائر : ( لقد أجهدت نفسي في الذب عن الدين والبلاد ، وبذلت وسعي في طلب راحة الحاضر منها و الباد، وذلك من حين اهتز غصن شبابي وافتر عن شباة الهندي نابي، وأقمت على ذلك ما ينوف على ثماني عشرة سنة اقتحم المهالك، وأملأ بالجيوش الجرارة الفجاج والمسالك ،استحقر العدو على كثرته، واستسهل استقصاءه وأتوغل غير خائف أوديته وشعابه، وأرتب له في طريقه الرصائد، وأنصب له فيها المكائد والمصائد، تارة انقض عليه انقضاض الجارح، وأخرى انصب إليه إنصاب الطير إلى المسارح ،وكثيرا ما كنت أبيته فأفنيه وأصبحه فابرد غليلي منه وأشفيه ، ولا زلت في أيامي كلها أرى المنية ولا الدنية، وأشمر على أقوى ساعد وبنان ، وأقضى حق الجهاد بالمهند والسنان، إلى أن فقدت المعاضد والمـساعد ، وفني الطارف من أموالي والتالد ، ودبت إلي من بني ديني الأفاعي، واشتملت علي منهم المساعي، والآن بلغ السيل الزبى، والحزام الطيبين فسبحان من لا يكيده كائد ولا يبيد ملكه وكل شيء بائد ) ا.هـ ، انظر كتاب ( الأمير عبد القادر الجزائري حياته وفكره )

➖ قلت ( بن سلة ) : فهذا نص يشرح لنا سبب قصد الأمير للهجرة من الجزائر وتركه مواجهة فرنسا في أراضي الجزائر ، هو ما أصاب جيشه من قتل وهلاك أبرز قاداته ، وقلة المساعد والمعاضد ، وظهور الأفاعي من قبائل العرب والكراغلة من الزمالة والدوائر والخوارج ، والتضييق عليه من ناحية تراب المغرب الأقصى ، فما كان منه إلا المحافظة على ما بقي من عائلته وجيشه وعائلاتهم ، وعلى الشعبين الجزائري والمغربي ، وعلى أموالهم ودمائهم ، وهذا من مقاصد الشريعة العظيمة .

البيان الثاني : الشروط التي طلبها الأمير الجزائري من فرنسا تدل على هذا المقصد
وهي :
١ - تعاهد مع فرنسا بعدم تعرضها لسكان الجزائر والمجاهدين منهم بالشر ممن بقي في الجزائر .
٢ - إعطاء الأمان في أموالهم وأنفسهم ودينهم وعدم اعتراض أو منع من يريد السفر معه من العسكريين والأنصار والأهل
٣ - الاستئمان له إلى أن يصل إلى البلد الذي يريده ، وهو عكا أو إسكندرية ، وهذا الاستئمان ، فرنسا هي من طلبته من الأمير ، من أن تقوم به ، ولقد غدرت وعودها كما هو معروف عنها من طبعها وأخلاقها عبر التاريخ بالخيانة والغدر ، وعدم الوفاء بالعهود ، ورد الجميل لمن أحسن إليها في وقت شدتها

على كل حال ، وافقت فرنسا على تلك الشروط مع ما فيها من الثقل عليها ، ولكن فرنسا الخبيثة الماكرة الخائنة غدرت الاتفاقية وخانت العهد فكان ما كان من توجيه السفينة إلى فرنسا وحدث ما حدث من السجن .
وعرضت عليه فرنسا حينها القصور والأرضي ، وأن يعيش في فرنسا فقال لها : ( لو ملكتموني فرنسا كلها فلن أقبلها بديلا عن وطن عربي إسلامي أعيش فيه ، ولو وضعتم فرنسا كلها في برنسي هذا وفرشتموها بالديباج لنفضته إلى أمواج هذا المحيط ) ا.هـ ، انظر كتاب
( تحفة الزائر في مآثر الأمير)

البيان الثالث : ليعلم أن الأمير الجزائري لما اختار وقف الحرب مع فرنسا بتلك الشروط ، وللعوامل التي حملته على ذلك ، فهو عرف وتقرر عنده أن فرنسا تريده هو كما جاء في اتفاقيتها مع سلطان المغرب .
وتقرر عنده أن المقاومة بيد الشعب الجزائري ولن تقف إلا بزوال وانقراض الاحتلال وخروجه من أراضي الجزائر .
وأن الشعب الجزائري سيكشف - عاجلا أو آجلا - أكاذيب المحتلين وغدرهم ، وهذا الذي حصل ، فقال الأئمة كما جاء في مقدمة آثار الإمام ابن باديس أن الثورة الجزائرية هي بذرة الأمير عبد القادر زرعها في أرض الجزائر .

البيان الرابع : الأمير لم يستسلم لفرنسا ولم يخضع لها ، بل كان يترقب أحوال المجاهدين في الجزائر ويوصي بهم كما كانت بينه وبين عائلة المقراني مواصلة وهو في الشام ، وأحفاده قاموا بالجهاد بعده .
وقام هو بالنهضة العلمية التي تحث على العمل والجهاد وطلب الحرية واستقلال الشعوب في ترابهم ، فهذا كله أرادت فرنسا طمسه ودفنه وشاركهم في ذلك الكُتاب ممن تأثر بمدرستها والذين يغرفون من بضاعتها ، من كتبها وكُتابها ، وهؤلاء لا خير فيهم لأبناء الجزائر ، فهم بؤرة التضليل وإفساد عقول الشباب ، وتحريف تاريخ بلادنا العريق ، ورجاله العظماء فضحهم الله .
البيان الخامس : الشخصيات الجزائرية العظيمة فلقد عرفت قدر الأمير عبد القادر في الأمة وديانته ونزاهته ، وهي تعلم أنه لم يرضخ لفرنسا أو يستسلم لها ، بل جعلت تلك اتفاقية الأمير عبد القادر مع الجنرال لاموريسيير من اتفاقيات بين الدول التي تركن وتضطر إليها عند عقد السلام والهدنة فيما بينها كما هو عند أعراف الأمم ، وهذا ما هيج وأزعج البرلمان الفرنسي ضد معاهدة الجنرال لاموريسيير التي عقدها من سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر .
قال إمام القومية العربية الجزائرية وشيخها مولود نايت بلقاسم عن هذه المعاهدة في كتابه ( شخصية الجزائر الدولية /ج٢ص٢٧٥) :
( معاهدة بين الأمير عبد القادر رئيس الدولة الجزائرية ولويس فيليب ملك الفرنسيين أمضاها عنه الجنرال لاموريسيير، وبموافقة ومصادقة ابن الملك الدوق دومال الحاكم العام الفرنسي بالجزائر يوم 23 ديسمبر 1847م ، ومصادقة حكومة لويس فليب : وهي معاهدة وضع الأمير بموجبها السلاح ، ولكنها على كل – أي حكومة الجزائر ، وفرنسا - ، معاهدة حسب الغرف الدبلوماسي الدولي ..
وقد كان ذلك بعد خمش عشرة سنة من الكفاح الدائب ، وبعث الدولة الجزائرية بإقامة دولة خلفت سابقتها بعد أقل من سنتين من سقوطها، وبعد إلحاق هزائم فادحة بأكبر جيش أوروبي إذ ذاك – الجيش الذي دوخ به نابليون أوروبا - ، خاصة منها في معركة المقطع سنة 1835 ، ومعركة سيدي إبراهيم- الغزوات – في سبتمبر 1845م ، وبعد فرض معاهدتين على إحدى كبريات الدول في العالم إذ ذاك !
ولئن فرضت عليه هي فرنسا في الأخير المعاهدة الثالثة – أي بسبب الضغط الذي نزل به ، والحصار عليه من كل جهة - ، فلم يكن الأول ولا الأخير الذي غلب في تاريخ الحروب !
فكم من مرة غلبت انكلترا ؟ وكم من مرة هزمت ألمانيا ؟
أما فرنسا فحدث عنها ولا خرج ، وكم أحدثت انهزاماتها من هرج ! وما كارثة 1940م عنا ببعيد !
وحسب المؤرخ الفرنسي ديطايور شانترين " فقد طلب الأمير عبد القادر من الدوق دومال أن بنقل إلى اسطنبول ، أو عكا ، أو الإسكندرية ، هكذا بهذا الترتيب ، ولكن الدوق دومال رفض له اسطنبول ، وقال له إنه سيرسل إلى الإسكندرية "
ومن هنا لا نجد ذكرا في المعاهدة لعاصمة الخلاقة العثمانية " اسطنبول " ، ولم يريد فيها إلا اسما عكا والإسكندرية .
وها هي الصيغة التي أوردها محمد بن الأمير عبد القادر، ابنه الأكبر ، رفيق سلاحه .. )

قلت ( بن سلة) : وذكر نص المعاهدة كما جاء حرفها في كتاب ( تحفة الزائر) .
ثم قال : ( أما المؤلف الانكليزي تشرشل ، فيقول عن هذه المعاهدة :" وقد اضطر الجنرال لاموريسيير أن يدافع عن نفسه في البرلمان الفرنسي أمام هجمات عنيفة على السماح للأمير عبدالقادر بهذا المخرج ، وأنه ارتكب خطأ فادحا بعقد تلك الوثيقة معه ، بيننا كان يجب عليه أن يجعل منه مجرد أسير مستسلم لا غير ، اضطر الجنرال لاموريسيير أن يبرر سلوكه ويحدد موقفه ، ويعرض الأسباب التي دفعته إلى إمضاء المعاهدة التي كانت موضوع تلك التهكمات .."
فوضع إذن – ونكرر – أنها كانت معاهدة بالمعنى المتعارف عليه دوليا )

➖ قلت ( بن سلة) : في هذا النص من الوزير المؤرخ مولود نايت بلقاسم يتبين أن الأمير الجزائري عبدالقادر لم يستسلم لفرنسا ، بل عقد معها معاهدة بموجب وقف الحرب من كلي الطرفين " الجزائر ، وفرنسا" ، ومما يدل على بند هذا في الاتفاقية أن الجنرال لاموريسيير أرسل بسيفه إلى الأمير عبدالقادر علامة على قبولهم وقف الحرب، وبعث معه بورقة بيضاء عليها ختمه وإمضاؤه ليكتب ويملي الأمير الجزائري شروطه .
وفي المعاهدة ذكر طلب الأمير عبدالقادر للتوجه إلى اسطنبول ، ولكن هذا لم يورد ذكره عند المدرسة الفرنسية، أو من يعتمد النقل عنها من كُتاب الجزائر أو غيرهم من العرب المسلمين ، ولم يأت ذكره أيضا في نسخة كتاب ( تحفة الزائر في مآثر الأمير عبدالقادر ) المنتشرة والمطبوعة الآن في العالم الإسلامي !
وهذا مصداق ما نبه عليه الدكتور خلدون بن مكي الحسني من أن كتاب (تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر) ، فيه بعض السقط ، أو إخفاء بعض الحقائق وتغييرها ، وتسلط مدرسة الاستشراق وفرنسا على إفساد الكتاب .
قال المؤرخ خلدون بن مكي الحسني في رسالته ( إظهار المعارف في تبرئة الأمير عبد القادر من كتاب المواقف ) : ( نحن نعلم أن كتاب " تحفة الزائر" كتبه محمد باشا في حياة والده الأمير ثم حرق الكتاب كله بعد وفاة الأمير ، وحاول محمد باشا كتابته وأعانه بعضهم في ذلك ، فكان نتيجة ذلك أم شمل كتاب " تحفة الزائر " الكثير من الأحداث المغلوطة ، ودخل فيه ما كان يزوره المزورون ، ويدسه المبطلون ، فلا يمكن الاعتماد على ما فيه ، وخصوصا نسبة كتاب " المواقف " للأمير عبدالقادر، بعد ذكر كل تلك الأمور التي تنفي عن الأمير هذا الكتاب ...)

➖ قلت ( بن سلة) : هذه الحقيقة التي ذكرها خلدون بن مكي الحسني يعرفها المؤرخ المدقق ممن درس كتاب ( تحفة الزائر) ، حيث يقف فيه على بعض تواريخ الأحداث متغيرة ، وذكر استسلم الأمير عبد القادر، وكتاب المواقف ، وغير ذلك ، مما يوجب الاحتراس من الكتاب ، وينبغي أن لا ينظر فيه إلا المؤرخ الناقد الخريت .
ومن أفحش الأغاليط التي وقعت في الكتاب ما هناك من سقط كلمة ( اسطنبول) ، فهي بالأهمية من الذكر في تاريخ سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر ولكن لم تذكر !

البيان السادس : لقد نبه على هذه الأهمية الإمام البشير الإبراهيمي ، من أن الأمير عبد القادر قصد الهجرة إلى اسطنبول بغرض إعادة تكوين جيشه واسترجاع دولته الراشدة .
قال الإمام البشير الإبراهيمي - رحمه الله - مبينا شبهة استسلام الأمير عبد القادر التي أثيرت في حقه : ( إنه لم يكن بدعا من قادة الحرب في التسليم - يريد بالهجرة الاختيارية - ، فقد اتبع سنة من قبله .
أما أسباب تسليمه فنحن نعرف منها أشياء ، ونظن به أشياء هي الأشبه بحاله ومقامه .
أما ما نعرفه فهو اختلال صفوفه ، وخذلان كثير من المارقين له ومنهم بعض مشايخ الزوايا الصوفية ، وبعض الأمراء من الجيران ، خذلانا تكون نتيجته اللازمة الاضطرار إلى قتالهم ، ومعنى هذا أنه بين عدوين ومضطر إلى الحرب في ميدانين .
وأما ما نظنه به فهو أنه كان ينوي إعادة الحرب مع الفرنسيين بعد اتصاله بمقر الخلافة واجتماعه بأهل الحل والعقد فيه ، وهذا ما نفسر به اختياره اسطمبول دار هجرة ، ويؤيد هذا التفسير تلكؤ فرنسا في السماح له بالسفر إليها ، كأنما خامرها شيء من هذا المعنى ، أو استدلت بالقرائن عليه ) ا.هـ ، انظر ( آثار الإمام )
➖ قلت ( بن سلة ) : هذا كلام المحدث الإمام الإبراهيمي العالم بالمناهج وتاريخ الأمم ، فإذا بهذا التبيان الواضح من إمام الجزائر ، فما معنى لكلام فرنسا وكلابها وأتباعها ومن يقلدها في بضاعتها أن الأمير استسلم لها ، واعترف لسيادتها وملكها على الجزائر ، وانشأ علاقة الصداقة معها !!

وأيضا : ما نبه عليه الإمام الإبراهيمي ، من أن قبلة الأمير الجزائري كانت اسطنبول للنهوض بالجهاد المرة الثانية ، هي عين ما ذكره المؤرخ مولود نايت بلقاسم مما يدل أن هذا الذي كان مشتهرا عن علماء الجزائر وقيادتها إبان الثورة ، وإنما الذي أذاع استسلم الأمير الجزائري لفرنسا هو الضابط البريطاني تشرشل ، وهو أول من كتب هذا وهرف به ، ولكن علماء الجزائر لم يلتفتوا إلى هذا الهراء وما هو عليه من الكذب والمغالطة ، إنما وقع في مصيدته هم ممن تأثر بالمدرسة الفرنسية والمستشرقين واعتمد عليها في تقرير تاريخ الجزائر!!
على كل الحال كان وجهة الأمير الجزائري ومقصده هو مقر الدولة العثمانية لكي يعود إلى الجزائر بالعدد والعدة من الجديد من المشرق، ولكن لم تنجح مساعي الأمير عبد القادر في ذلك ، بسبب ما كان هناك من الضغط على الدولة العثمانية من حروبها مع روسيا وشرق أوروبا ، والخسائر التي تعرضت لها .
وانشغالها بالحروب في بلاد الحجاز ، ومع ولي مصر محمد علي باشا
وفتنة الدروز وما كان من ورائها بريطانيا وفرنسا ، فكل هذه العوامل ، هي مما أضعفت استرجاع سيادة الدولة الجزائرية في تلك الفترة

البيان السابع : أيضا مما ينبغي أن ننبه عليه في خاتمة هذا البيان : أن مقولة ، فرنسا نفت الأمير عبد القادر إلى الشام !
هذه لا يقولها إلا جاهل أجهل من حمار أهله ، فالنفي لا يقع إلا من كانت سيادته عليك ، وأنت تحت إمارته ، هل الأمير عبد القادر كان تحت سيادة وإمارة فرنسا وقدم البيعة لها ؟!
هل الأمير عبد القادر اعترف بالحكومة الفرنسية على الجزائر ؟!
لا أحد يقول بذلك إلا كلاب فرنسا ممن تنبح على إسلام الجزائر وعروبتها ، وتريد تشويه تاريخها ، وتقدس تاريخ الرومان ، فهؤلاء لا حيلة معهم ، والله المستعان .
ولقد اغلظت القول والنكير المؤرخة الأميرة بديعة الحسني على ممن نسب إلى الأمير الجزائري عبدالقادر النفي ، وقررت أن خروج الأمير عبد القادر من الجزائر فهو من جنس الهجرة الشرعية والعبادة في هذا المقام .
قالت في تعليقاته المتمثلة في ردها على الدكتور يحيى بوعزيز ، بعدما ذكرت الشروط التي فرضها الأمير الجزائري عبدالقادر على حكومة فرنسا: ( ... هذه الطلبات كانت تخضع للقبول أو الرفض ؟ ولكنها قبلت وتم بشأنها اتفاق رسمي ، فأين كل هذا الاستسلام؟!
أولا : الاستسلام لا يخضع للقبول أو الرفض
ثانيا : ليس من حق المستسلم الحربي وضع شروط أو تقديم طلبات لأنه باستسلامه وتسليم نفسه للعدو انتهى أمره ، ولعدوه الحق بأن يفعل به ما يشاء ، ولكن ما حدث مع الأمير مختلف تماما فعندما قرر الهجرة كانت الموانئ القريبة منه كلها مختلة ، فكان عليه عقد اتفاق يمكنه من المرور إلى الباخرة التي ستقله إلى عكا ، وخاطب الأعداء باللغة التي يفهمونها إذ لم يقل لهم : أريد الهجرة الشرعية لأنها وجبت عليه ، فخاطبهم باللغة التي يفهمونها وهي العقود ، فعقد معهم ، ولكنهم أثناء رحلته وفي عرض البحر جولوا سير الباخرة إلى طولون وأخبروه بإلغاء الاتفاق وهذا ألا يسمى غدرا أو خطفا ؟! ) .
انتهى البيان بعون الله وتوفيقه .


كتبه الباحث : بشير بن سلة الجزائري










 


رد مع اقتباس
قديم 2022-10-04, 13:54   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي



[17] بيان فرية أن الأمير عبد القادر كان ماسونيا !

حرب أعداء الإسلام لعقيدته وعروبته وتاريخه وإسقاط شخصياته ، والسلوك في هذه الحرب كل وسائل القذرة وأساليب الخبيثة الشيطانية لم تحط ركابها إلى قيام الساعة ، إذ هذه الحياة الدنيوية دار الابتلاء والامتحان ، والجولات والصولات بين عسكر الرحمن ، وعسكر الشيطان .
فقد عرفنا بضاعة المفسدين وخصوم القيم ، ونفاة الشيم .
ومن ذلك ما عليه الماسونية الكفرة ، والمبتدعة الفجرة ، من رميهم الإمام سلطان الجزائر الأمير عبد القادر - رحمه الله - بالماسونية ، ولا نستغرب بضاعتهم البائرة ، وسلعتهم الكاسدة ، فقد رمتني بدائها وانسلت .

الأمير عبد القادر الذي عرف بالطهارة والشجاعة والديانة ، فلم يتنازل عن حقوق الأمة في دينها ودنياها في شعرة واحدة ولم يفاوض على ذلك ، ولم يعش على خبيث المطاعم .

فقد عرفت الأمة الجزائرية المسلمة من يريد أن يحرف تاريخ الأمير المؤسس لدولتها ، والذي بذر بذور جهادها ، وخط طريق كفاحها لمن يأتي بعده .

فهؤلاء يريدون من الأمة الجزائرية وخاصة في هذا الوقت الراهن كما قال إمامنا البشير الإبراهيمي - رحمه الله - : " تحركهم المطامع الدنيا ، والأيدي الخفية إلى مناوشتها والتحرش بها ، ليشغلوها بالباطل عن الحق ، وبغير المفيد عن المفيد ، وليفتحوا معها واجهة من الخصام الداخلي ، ليس من مصلحة الأمة ، ولا من مصلحتهم لو كانوا يعقلون .
ولكن - مدرسة الأمير عبد القادر ، ونهضة ابن باديس - تفطنت لكيدهم وما يضمرون ، فأعرضت عنهم ، فلجوا فاحتقرتهم ، ثم وزنتهم فوجدت الغش والتزوير والتضليل والتدجيل وإنكار الحقائق الملموسة ، ووزنت - الأمة وتراث الأمير وأعماله - التي يحاربونها ، فوجدت العلم والأعمال المفيدة والمدارس المشيدة ، فترك - تجديد الأمير ونضاله - الكلمة لهذه الأعمال لتدمغ بنفسها تلك الأقوال "
لو شاءت أقلام الأمة الجزائرية لأوقفت كل سفيه عند حده ولسقته من الرد حميما وغساقا .
ومن غريب في أمر هؤلاء أنهم يعمدون إلى سيئاتهم التي صارت طبيعة فيهم فيحاولون عمدا إلصاقها بعظماء الإسلام ومنهم الأمير الجزائري عبد القادر !
وهذا نوع من التضليل وتغطية الاجرام لا يطول أمده ، ولا يلبث أن يفتضح صاحبه ، وهم يجهدون في أن يقلبوا حسنات الأمير عبدالقادر سيئات ، وأنهم لا يستطيعون ذلك ، وكيف يستطيعون ؟!

➖ قلت ( بن سلة ) : رمي الأمير عبد القادر بالماسونية ، أكل عليها الدهر وشرب ، وافتضح أمرها ، ولا يروجها الآن إلا من هو أبلد من الحمار ، وأنجس من الكلب .
والرد على هذه الفرية يكون من وجوه :

الأول : الماسونية جمعية سرية ، ولها بيعتها وطقوسها وشروط الانتساب إليها والدخول فيها ، وهذا لم يذكر في مقالات الأمير عبد القادر ، ولم يشير إليه أبرز تلامذته ومنهم القاسمي وعبد الرزاق البيطار وطاهر الجزائري وأولاده .
بل حتى من نسبه إلى الماسونية لم يذكر ما هي علاقة الأمير بالماسونية ، وكيف دخل إليها ؟
والأمير لم يعرف بالسرية في دعوته وجهاده ، بل لايزال رافع سيف مواجهة فرنسا وإفساد مخططاتها - كما وقع في حادثة الدروز - ، وهذا قد اعترف به الأعداء فضلا عن الأصدقاء

الثاني : الأمير عبد القادر كتب رسالته
( المقراض الحاد ) في فرنسا ، وفي عقر ديار الإلحاد والماسونية ، والتي تتضمن الرد على نظريات الصهيون الماسون من ماركس ولينين وداروين ودور كايم .
وأيضا أجوبته العقائدية المنشورة في كتاب
( تحفة الزائر ) فهي رد على هذا الكيان الصهيوني .
فلو كان الأمير عبد القادر ماسونيا هل يخالف تنظيمه ويسفه معتقداته ؟!

الثالث : الماسونية تعيش على الثورات والانقلابات ، بل هذا هدفها وأصل أصولها وغايتها ، ومادة عيشها .
ولكن الأمير عبد القادر أوقف الحرب في الجزائر ليحافظ على دماء الأمتين الجزائرية والمغربية ، وقدم هذه المصلحة وهي حرمة دماء المسلمين وصونها واجتماع كلمتهم ، التي جاءت بها جميع رسالات الرسل ، ورأى طاعة وعبادة الهجرة أصلح له في ذلك الظرف .

وأيضا في الشام عرض عليه المناصب والإمارة والملك فاكتفى أن يكون تحت طاعة الدولة العثمانية المسلمة ، وواجه الثوار في الشام ، وأفسد مخطط ( بريطانيا وفرنسا ) الذي كان يحركه الماسونية النورانية من أوروبا .
هل من كان ماسونيا يخرج ويتمرد على مخطط أسياده ؟

الرابع : مراجع من يرمي الأمير عبد القادر بالماسونية هي كتابات ومقالات المستشرقين والماسون وكُتاب فرنسا !

هل ديننا وتاريخنا يؤخذ من أعدائنا ؟!
أين إعمال قوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} في هذا المقام؟
وقول السلف : ( إنّ هذا العلم دين؛ فانظروا عمّن تأخذون دينكم ) .

فأحكام الدين ، والأحكام على الرجال ، والكلام في التاريخ ، ونقل الأخبار لا يكون إلا عن طريق العدول ، وممن عرف بالعلم والورع والعدل ، لا يؤخذ من فرنسا وقنوات الماسون والثورات والخروج والرفض .

الخامس : تعرف بضاعة الكذاب الوضاع ، بعرض أخباره ومروياته على التاريخ ، ومتى قيلت ؟ ومتى تحملها صاحبها؟ ومتى اجتمع بمن أخذ عنهم ومن نسب إليهم تلك الأقوال ؟
حتى قال السلف : (لما استعمل الرواة الكذب ، استعملنا لهم التاريخ ) .
وعليه : فالذين ينسبون الأمير عبد القادر إلى الماسونية والاجتماع به ، فبعضهم قال : أنه انضم إليهم قبل سنة ( ١٨٦٠م )
وتارة يقولون : كان ذلك سنة ( ١٨٦٤ ) .
وتارة يقولون : كان ذلك سنة ( ١٨٦٩ ) .
بالله عليكم بأي تاريخ نؤرخ ماسونية الأمير عبد القادر ؟ ومن نصدقه منهم ؟

السادس : الماسونية من أبرز أساليب مكرها ، وأخبث شرها ، وتلاعبها على الشعوب أنها تحرص وتظهر احترام ممن له السمعة والكلمة والإمامة في قومه وأمته .
ويسعون بكل الطرق ، ولو الاجتماع به مرة واحدة ء ولو على قارعة الطريق ، فيطيرون بهذا الاجتماع كل مطار ، وينسبون هذا الرجل إليهم ويضفون أعماله إليهم .
وهذا الذي حدث للأمير عبد القادر معهم إذ نسبوا إنجازه الذي قام به في القضاء على فتنة الدروز إليهم ، فهذا هو سبب تكلف الماسونية لربط الأمير عبد القادر بهم !

السابع : أيضا من مكر اليهود وهذا منذ ظهور البدع في الأمة إلى يومنا هذا ، أنهم يسعون إلى اختلاق الأحاديث الموضوعة والكتب المكذوبة والمقالات المبتدعة فينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلى الصحابة ، وإلى أئمة الإسلام وأمرائه ليغتر بها اتباعهم وشعوبهم
وأيضا ليشكك في ديانة أولئك الأئمة وفي عقيدتهم ، وليطعن فيهم بناء على ما فيها من الخرافات والدجل، وما لا يقبله العقل والشرع .

وهذا عين المسلك اتخذته الماسونية وفرنسا مع الأمير عبد القادر ، فكم من كتب نسبت إليه ؟ ، وكم من مقالات ألصقت به ؟ وكم من عقائد تتنافى مع ديانته وعلمه أضيفت له ؟
وكل هذا غرضه لتشويه عقيدته والطعن فيه ، أو ليغتر بها ممن يعظمه فيأخذ بها مسلما ، والواقع يدل على ذلك .
الثامن : تلاميذ الأمير عبد القادر وهم من خيرة علماء الحديث في العصر الحديث ، بل هم رواد التجديد ، ومحاربة الماسون والاستعمار والشعوبية وعلى رأسهم : عبدالرزاق البيطار وطاهر الجزائري وجمال الدين القاسمي ، ما عرف عنهم إلا تبجيل وتعظيم شيخهم في مصنفاتهم ، وكتب تراجمهم وسيرهم .

وأيضا أحفاد الأمير وأولاده وابن عمومته كل هؤلاء تحدوا الماسونية ، ومن يرمي الأمير بذلك بأن يأتيهم بمصدر ووثيقة تدل على ماسونيته ، فبهت الذي كفر !
لو كان الأمير ماسونيا ، فما الذي يمنع عائلته من الاعتراف بذلك ؟
ولماذا يثني عليه علماء الحديث في عصره وهو يتآمر على الإسلام مع اليهود ؟
ولماذا لا يرد عليه علماء السنة والنقاد وعلى رأسهم ابن باديس والبشير الإبراهيمي ورشيد رضا ؟
هل خفي أمره على نقاد الإسلام حتى يعرف أمره كُتاب فرنسا ؟!
هذه - والله - مهزلة ومضحكة على العقول ، ولا يصدقها إلا الأغبياء والحمقى .

أما أهل العلم والإيمان فهم يتحاكمون إلى العلم وأصوله فما وجدنا الأمير عبد القادر إلا كما قال المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله - رحمه الله - أن جهاد الأمير عبد القادر حرب على الماسونية والصهيونية ، وصدق في ذلك ، فجهاده بالسنان واللسان يدل على صحة ديانته وسلامة معتقده ، فهو ما دخل الماسونية حتى يتكلف لإخراجه منها .

▪️الأمير عبد القادر أذكى من أن يتلاعب عليه شرذمة من كُتاب الماسون ، فهو قهر أعظم إمبراطورية وجنرالاتها ، ويعرف ويشتهر بالحنكة في قيادة الحروب العسكرية والنفسية ، وجهاز المخابرات .
وهو كان يدري عن مخططات فرنسا وبريطانيا التي كانت تحاك ضد المشرق في الشام والحجاز ، فأنى يتلاعب به الماسون ، بل جعل السياسة والأحداث في ذلك الزمان كلها في صالحه .
إذ توصل إلى حقن دماء مسلمي الروس .
وأيضا توصل إلى إنجاح مشروع قناة السويس
وأيضا منع دخول فرنسا إلى الشام بذريعة حماية النصارى من الدروز .
وأيضا أسس مدرسة الحديث والعروبة التي كان تلامذتها هم حصن الإسلام والعروبة وقلعتها بعده ، وهم رواد السيادة الوطنية الإسلامية ، ودعاة الحرية في المشرق والمغرب
والحمد لله رب العالمين .

كتبه : بشير بن سلة الجزائري











رد مع اقتباس
قديم 2022-10-04, 13:57   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي



[18] ألا تعلم أن نهضة وجهاد الأمير الجزائري عبد القادر كانت
في مقابل ومواجهة قوى الدولة اليهودية ومحافلها السرية ؟


إن الدارس لعصر الأمير عبد القادر وتحولاته الدينية والسياسية والاقتصادية يجده عصر تأسيس دولة اليهود ومعابدها ومحافلها السرية على يد وايزهاوبت وماركس وكارل ريتر وداروين ودور كايم ، فكل رجال ومفكري ومخططي الحركة النورانية الماسونية عاشوا في عهد الأمير عبد القادر وفترته ، وقبله بدأ التخطيط لتأسيس وتكوين دولة اليهود الوهمية ، وإنشاء المخططات والجمعيات السرية في الغرب والشرق لتحقيق هذا الهدف الشيطاني بتمويل عائلة روتشيلد ، حركة النورانية هي من كانت تحرك بريطانيا وفرنسا وروسيا وعملائها داخل الدولة العثمانية .
فمع هذا كله صمد الأمير عبد القادر في وجهها في الجزائر ، وحصد ضباطها وجيوشها الجرارة ، وكتب رسالته ( المقراض الحاد ) في فرنسا بيّن فيها عقيدة الإسلام الصحيحة ، وأثبت فيها النبوة والتوحيد ومحاسن التشريع الإسلامي ، وسفه فيها عقائد أهل الكلام والملاحدة التي كانت تنشط في ذلك الوقت في العلن والسر .

وفي الشام وقف في وجه بريطانيا وفرنسا وأفسد مخططهم المتمثل في فتنة الدروز .

وقام بتجديد دعوة أهل الحديث وترميم مدارسها وتأسيسها ، فمنه انطلقت نهضة التوحيد والحديث ، والرجوع للعروبة ومواجهة فساد أتاتورك في المشرق .

فقد شلت محاولات رجال النورانية الماسونية في مواجهته في حياته ، فلما مات تحركت مطامعهم لإلصاق به تلك التهم والأكاذيب وتحريف تاريخه ، فصدقها الجهلة ، ونشرها تلامذتهم ومن يخدمهم بالثمن ، أو بغير الثمن إلا أن يكون من أبواقهم العميان الأغبياء .

نقول ( بن سلة ) : من يتهم الأمير عبد القادر في عقيدته وجهاده وإسلامه ، يا هذا ! من قام من أجدادك وأسيادك بجهاده ومواجهته لتلك الحركة النورانية في عز قوتها ووفرة رجالها في ذلك العهد ؟
أن لم يكن كذلك فارحنا من جهلك وسفهك ، أما إذا كنت من عملاء الماسون تكذب على الأمير الجزائري عبدالقادر ، فقد ظهر كذبكم ، وافتضح مؤامرتكم على تاريخ الجزائر وعلى رجال الإسلام ، فالماسونية لم يسلم منها حتى نبينا صلى الله عليه وسلم ، والخلفاء الراشدين ، وعظماء الإسلام ، فما بالك الأمير عبد القادر ، ولكن نحن أهل الإسلام نعرف فضل شخصياتنا العظيمة النقية التقية ، والحمد لله رب العالمين .

كتبه : أبو أنس بشير بن سلة الجزائري










رد مع اقتباس
قديم 2022-10-04, 14:04   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي



[19] حقيقة الأوسمة التي تظهر في صورة الأمير عبد القادر

بسم الله الرحمن الرحيم .
لقد تتبعنا كل الفرى والطعونات التي نسجها أعداء الجزائر للطعن في سلطانها الأمير عبد القادر ، فبيناها على حقيقتها ، وكشفنا ما هي عليه من الوهاء والفساد ونسفناها فهي
شبه تهافت كالزجاج تخالها
حقا وكل كاسر مكسور

لقد بينا سلفية الأمير عبد القادر بكل صفاء ونقاء ، وما هو عليه من التوحيد والديانة الواضحة ، والوطنية الخالصة ، فلما عجزت كلاب فرنسا ، ومقلدة المستشرقين أن تواجه حججنا الساطعة ، والبراهين القاطعة لمقرراتنا الواضحة وعلومنا الصحيحة ، فما وجدت حجة تواجهنا بها للتشكيك في الإمام الأمير عبد القادر والطعن فيه إلا حجة أخيرة ، وهي قولهم : ( لو كان الأمير تقيا ،صاحب عقيدة ، ووطنيا ، لما تقلد تلك الأوسمة النصرانية وتشبع بها ، وتعاظم بها ، وتظاهر بها ) !!
قالوا : ( هذا مما يدل على عدم صفاء عقيدته ، ونقاء وطنيته ) !!

أقول :
لبيان هذه الشبهة الواهية ، والطعنة المضحكة مما تدل على سفه أهلها ، وأنهم مجرد كلابا للماسونية تعوي في الشوارع ، تقلد عن جهل وغباء وبلادة ، بيانها يكون على نقاط تالية :

الأولى : هل هذه الأوسمة خفيت على أئمة الإسلام الذين أثنوا على الأمير عبد القادر ومنهم : عبد الرزاق البيطار ، طاهر الجزائري ، جمال الدين القاسمي ، ابن باديس ، البشير الإبراهيمي ، أبو يعلى الزواوي ، أحمد توفيق المدني ، بهجت البيطار ، رشيد رضا ، أبو القاسم سعد الله ؟
كيف تُجهل عن هؤلاء الأعلام ويعلمها هؤلاء السفهاء الذين يطعنون في الأمير بناء عليها؟
إما هؤلاء الأئمة لا يعرفون ما معنى الإسلام والديانة والوطنية ويعلمها هؤلاء أبواق فرنسا والمستشرقين .
أو أن هؤلاء الأعلام غدروا بالأمة وخانوا القضية ، وقام بها بعدهم هؤلاء أبواق الغرب؟!
أحلها مر .

الثانية : قصة هذه الأوسمة هو في مقابل ما قام به الأمير عبد القادر من الجهود الإسلامية الجبارة في القضاء على فتنة الدروز التي عجزت عنها الدولة العثمانية العظيمة للقضاء عليها ، فكرمته الدولة العثمانية وملوك أوروبا .
قال الدكتور خلدون بن مكي حفيد الأمير عبد القادر : ( أوّل مَنْ منح الأمير تقديرًا ونيشانًا ووسامًا هو الخليفة والسلطان العثماني ، وباسم الدولة العثمانية . فهذا يدل أنّ موقف الأمير من أحداث فتنة النصارى في الشام ، كان في جانب الدولة العثمانية وخدمة مصالحها ، ونصرة سلطانها ، ولذلك استحقّ هذا التكريم.
وأما النياشين والأوسمة الأوربيّة فقد علمتم سببها ومناسبتها ، والقضية كما رأيتم لا علاقة لها بالماسونية لا من قريب ولا من بعيد!! وإنما هي أوسمة منحتها الدول والحكومات ، وليس جمعيات سريّة )

الثالثة : هذه الأوسمة تسعى الماسونية لنشرها وترويجها عن الأمير الجزائري لكي تظهره أنه معها ، وقد صدقها الأغبياء الحمقى في هذه الحماقة !، ولكي تطعن فيه من حيث أنها تزعم أنها تكرمه ، مع أنها صورة واحدة وهم يظهرون صورا عدة عنه .
قال الدكتور خلدون بن مكي مبينا هذه الحقيقة : ( الأمير لم يضعها إلاّ مرّة واحدة وأُخِذَت له صورة واحدة ، ولم يكن سعيدًا بذلك ؛ كما روى عنه أبناؤه )
وقال : ( ليس بين أيدينا للأمير عبد القادر الجزائري سوى أربع صور فوتوغرافية شخصية، واحدة منها فقط فيها تلك الأوسمة! أمّا الثلاث الأُخَر فيظهر فيها الأمير بزيّه المعروف - الجبّة والعِمامة - .
ونحن لا نشاهد هذه الصور الأربع في معظم وسائل الإعلام والنشر! في حين أن الصور الأخرى المنتشرة ـ ويا للأسف ـ في الصحافة والإعلام العربي والغربي إنما هي صور مرسومة ومتخيّلة وفيها اختلاف كبير في شكل الأمير وهيئته!
والصور الفوتوغرافية الحقيقية للأمير أُخِذَت له في عدّة مناسبات أشهرها تلك التي كان حاضرًا فيها حفل افتتاح قناة السويس سنة 1869م ، والناظر إلى تلك الصورة يجد الأمير فيها بلباسه البسيط - الجبة والعمامة- ولا وجود لأي أوسمة أو نياشين - سواء التي حصل عليها سنة 1860م أو غيرها!-، مع أنّ الحفل يحضره ملوك وأباطرة العالم ، وكانت العادة في ذلك العصر أنّ الشخصيات المرموقة إذا حضرت مثل تلك الاحتفالات تزيّنت بكل ما تملكه من أوسمة ونياشين!
ولو نظرنا إلى صورة بعض رجال الدولة العثمانية في ذلك الوقت لرأينا صدره وبطنه قد غُشّي بالأوسمة والنياشين والأشرطة ، والمتصفح لكتب التراجم والأعلام المصوَّرَة يرى صور الوُلاة ورجال الدولة العثمانيين وكثيرًا من الوجهاء في تركيا ومصر والشام وقد غشّيت صدورهم بالأوسمة ، وكانت عادة منتشرة!
في حين أن المعروف عن الأمير أنه لم يكن يضع تلك الأوسمة حتى في المناسبات الرسمية وكان مظهره دائمًا عاديًا وبسيطًا ، كيف لا وهو الذي كلما ازدادت شهرته وتعظيم الناس له ازداد تواضعًا وتبسّطًا ، هذا كان منهجه وطريقته كما وصفه المترجمون له. والأمير كان ذائع الصيت مُحْتَرَمًا عند الجميع ومآثره معروفة فلا حاجة له إلى إظهار الأوسمة أو ما شابهها ليلفت انتباه الآخرين بخلاف غيره )

الرابعة : ملوك أوروبا أمام هذه الأوسمة" مكره أخوك لا بطل" ، بودهم لا يظهر الأمير عبد القادر بمظهر منتصرا في معركة الدروز التي خططت لها فرنسا للقضاء على الشام وعلى أهلها ، لقد أضطر ملوك أوروبا لمجاملة شعوبهم ، وإظهار شفقتهم على من منهم في الشام ، والتضامن معهم .

هكذا ينتصر الأمير عبد القادر المرة الثانية على فرنسا وهو في الشام .

الخامسة : الأمير عبد القادر كان له مقصد كبير من وراء هذا الظهور وهو إفشال أنظمة الغرب ومقتها في عين شعوبها ، وإظهار ما يتميز به الإسلام من العدالة الاجتماعية والمحافظة على الحقوق والعهود ، وحقن الدماء ، ولو كان ذميا نصرانيا .
قال خلدون بن مكي : ( كان الغرض من تلك الصورة أن تنشر في الصحف الأوربيّة فيرى الشعب الأوربي بنفسه تكريمَ ملوكه وحكَّامه للرجل الذي كانوا بالأمس يطعنون فيه ويظهرونه بصورة العربي المسلم المتعصِّب والحاقد على المسيحية ، والهمجي المتعطش للدماء ، وأن حربه مع الفرنسيين كانت فقط لأنهم مسيحيون لا لأنهم غزاة معتدون!!
واليوم هم يعترفون بأنه داعية سِلم لا سفّاح ، ولا يحقد على الديانة المسيحية وإنما يتعامل مع أصحابها المعاهَدِين - أهل الذمَّة - وفقًا لأحكام الإسلام ، فلا يسمح بالاعتداء عليهم وتقتيل العُزَّل منهم ، بخلاف المعتدين والغزاة.
تقول الأميرة بديعة بنت مصطفى الحسني متحدِّثَةً عن قصة صورة الأمير بالأوسمة: "... وما من شيء يُحمل إلا لهدف، وهدف الأمير لم يكن للتزيّن أو التفاخر، لأنه كان يحمل وسامًا واحدًا يعتزّ به، وهو وسام الجهاد .
والدليل على ذلك عدم ظهوره في أي مناسبة بهذه الأوسمة، وأنه لم يذهب بها إلى احتفالات افتتاح قناة السويس عام 1864م ولا غيرها.
وكانت غايته من أخذ صورة بها هو تحذير جميع الأطراف من العودة إلى مثل تلك المغامرات الخطيرة .
لقد أراد من إشهارها القول للمستعمرين إني جعلت خططكم هباءً منثورًا ، وما أرسلتموه من تقدير لعملي هو ميثاق منكم بعدم العودة للتفريط في حقّ الإنسانية.
وأراد القول للذين أسرفوا على أنفسهم: حذار أن تثقوا بالمستعمرين! فلقد غرّروا بكم ودفعوكم إلى عمل طائش طالما حذّرتكم منه ، انظروا، لقد تبرّؤوا منكم وقدموا الأوسمة صاغرين لمن وقف ضد طموحاتهم .
هذا ما كنت أسمعه من جدتي زينب عندما كانت تنظر إلى صورته هذه وتقول: كم كان أبي حزينًا عندما وضعنا له هذه الأوسمة لأخذ صورة فوتوغرافية له، وقد وُضعت مرة واحدة ولغاية واحدة كما أسلفت".انتهى ، انظر (أصحاب الميمنة إن شاء الله)

السادسة : الأمير عبد القادر كان رجل سياسة ، ووزير قضايا الإسلام في المغرب والمشرق ، فكان يتعامل مع هؤلاء الملوك ويلتقي بهم ويجتمع بهم لخدمة الإسلام والمسلمين ، ومشاريع الإسلام .
فكان من وراء هذا الظهور واللقاء كما أسلفنا القضاء على فتنة الدروز التي كانت من مخططات فرنسا لاحتلال الشام ، ولكن الأمير عبد القادر أفسد عليها هذا المخطط والمؤامرة .

وأيضا كان من وراء هذا الظهور حقن دماء مسلمي روسيا
وأيضا إنجاز مشروع قناة السويس
وأيضا تخفيف الضغط على من بقي في الجزائر ، وليخلق منافذ التواصل بشمال إفريقيا .
وأيضا ليبعد خطر فرنسا وبريطانيا المتمثل في احتلالهما للشام ، والتوغل في الحجاز .

السابعة : إذا عرفنا بأن الأمير عبد القادر كان صاحب سياسة ودولة وأنه وزير قضايا الإسلام في المغرب والمشرق ، هل تلك المؤتمرات والمحافل التي يعقدها حكام المسلمين في العالم الإسلامي كله مع حكام الغرب النصراني ، وتلك الهدايا والأوسمة التي يحظى بها هؤلاء الحكام المسلمين وتقدم لهم تكون ذريعة للطعن فيهم ، وتكفيرهم ؟!
أما أن هذا يتنزل إلا على الأمير عبد القادر ، ويخص به دون غيره ؟!

الثامنة : هذا العمل عد من اجتهاد الأمير عبد القادر وهو من أئمة الاجتهاد في الدين والسياسة وهو معروف بالمناورات وتخطيط الحروب العسكرية ومنها النفسية ، فهذا من الحروب النفسية .
قال الدكتور خلدون بن مكي حفيد الأمير عبد القادر : ( ومن بين الأوسمة الأوربية يوجد وسام فيه صليب!
وأنا لا أدافع عن الأمير في وضعه لذلك الوسام الذي فيه صليب ، ولكن بناءً على كل ما ذُكر ، لا يجوز لأحد أن يزعم أنّ وضعه لذلك الوسام دليل على الماسونية أو العمالة فضلاً عن الردّة!!
فالموضوع كلّه عبارة عن اجتهاد فيما يُسمّى بالتكتيك السياسي ربما يُخطئ فيه الرجل وربما يُصيب ؛ فهو يضع وسامًا فيه صليب ولا يضع صليبًا مستقلاً وبين الحالين فرق واضح ؛ فإذا أراد بعض الباحثين المتخصصين والمطّلعين أن يحكم في القضيّة فله أن يقول: أخطأ الرجل أو أصاب.
وليس له أكثر من ذلك ، ولا يجوز له أن يسرح بخياله إلى ما هو أبعد من ذلك ) ا.هـ

➖ قلت ( بن سلة ) : هذه الاجتهادات لايزال أهل العلم تصدر منهم من الصدر الأول إلى يومنا هذا ، ولكن يراعى ما هم فيه من بحر الحسنات ، وتكرم مزلتهم ، فلا ينجس البحر بقطرة وقطرتين .
منهج أهل السنة والجماعة أعدل المناهج وأعلمهم في هذا الباب ، وعند هذا المقام ، والحمد لله رب العالمين .

كتبه : بشير بن سلة الجزائري











رد مع اقتباس
قديم 2022-10-04, 14:08   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي



[20] منهج الإمام الأمير عبدالقادر الحسني الجزائري السلفي في الرد على المخالف

بسم الله الرحمن الرحيم

إننا أمام مدرسة المستشرقين وكُتاب فرنسا ، وأمام هجوم جيوش التغريب والتمييع ، هذه عساكر الشيطان ، ودعاة وحدة الملل والأديان ، حملت حملة شرسة مسعورة لضرب شعائر الإسلام ، وتعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتحريف تاريخ الإسلام ، والقضاء على عروبته ، وتمييع شخصياته ، فهم يحاولون بكل سبيل أن يصنعوا شخصيات على منهج ما يريدون ، فقد تكلفوا في صنع وصياغة منهج الإبراهيمية على وفق ما يريدون من إدخال جميع الطوائف المحرفة ، والمناهج المبتدعة في هذه الديانة الإبراهيمية المزعومة التي تخالف توحيد خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وملته الحنيفية السمحة ، وادعوا أن جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام على نهج مصنعهم – قبحهم الله - ، وما من عالم من علماء الإسلام أو من أمرائه إلا وتسلطت أيديهم على تحريف عقيدته وتغيير سيرته .
ومن أخرهم سلطان الجزائر ناصر الدين قامع المبتدعة والكفرة الأمير عبد القادر الحسني .

لقد تسلطت يد فرنسا والمستشرقين على تحريف عقيدة الأمير عبد القادر وتزوير تاريخه ، ونسبته إليهم أو أنه منهم ، وإن لم يكن منهم فهو صديقهم وخادمهم في المحفل الماسوني ، وفي تنظيمهم ومنظمتهم التي تدعو إلى وحدة الأديان!
ورتبوا لتأصيل وتقرير هذه المقالة الفاجرة ، والكذبة السافرة ، فرية أن الأمير عبد القادر استسلم لفرنسا وأقر بملكها وسيادتها على الجزائر .
وحكّم قضاء الله الكوني على قضاء الله الشرعي بوضع السلاح وتعطيل الجهاد!
وأيضا جعلوه بعد وضعه للسلاح أنه خادم لمنهج ابن عربي الاتحادي الحلولي وخليفته في تلك العقيدة الوثنية التي تستمد أصولها من الديانات المحرفة من المجوس واليهود والنصارى ، ومن الباطنية والرهبانية المبتدعة التي تدعو إلى تعطيل شرع الإسلام وجهاده وتدعو إلى وحدة الأديان ، وتنعم بالنيران !

➖ومن حظ المدرسة المستشرقة والفرنسية أن وجدت الأغبياء ممن يدعي السنة ، وأيضا من الطرقية الصوفية ، وأيضا من الأكاديميين الجهلة ممن صدقها في بضاعتها ، ولم يحكم العلم وأصوله التي يجب وينبغي أن تتوفر وتراعى عند البحث والتحقيق للحكم على الرجال ومناهجهم وتاريخهم .
وصدق من قال : ( إذا قرأ الغبي الكثير من الكتب الغبية سيتحول إلى غبي مزعج وخطير جداً، لأنه سيصبح غبيا واثقا من نفسه وهنا تكمن الكارثة )

➖ قلت ( بن سلة ) : هكذا حال جماهيرنا من الأكاديميين والمتسلفة الصعافقة ، فمنهم من أكتفى بالجهل وجعله مدرسة ومزرعة يتغذى منها ، ومنهم من أغتر بعلوم الغرب الكافر وهجر علوم الإسلام وفي مقدمتها علوم الحديث الذي يعرف به السنة والعقائد والتاريخ ، فالذي لا يحوم حول علم الحديث فهو أجهل من حمار أهله ، فلا يتعنت ويتكلم في العلوم وخاصة التاريخ والسير والتراجم .

الأكاديمية وشهادتها المبردعة خرجت لنا جهلة بهذا العلم الشريف ، وهذا ما يريده نظام وبرنامج التدريس الغربي الأوروبي .

➖ التاريخ لا يتكلم فيه إلا علماء الحديث ، أما ما يمر في هذه القنوات ، فهو مشروع من صنعها وأسسها من الكيان الصهيوني ، يراد منها تغييب تاريخ الإسلام الصحيح وتحريفه ، وتبديل عقائد شخصيات الإسلام ، خدمة لمشروع الماسون الذي يدعو إلى التطبيع ووحدة الأديان وتعطيل شعائر الإسلام من الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والرد على المخالف .

هكذا أرادوا من منهج الإمام الأمير عبد القادر – رحمه الله - ، لقد صنعوا له لباسا على مقاييس التي يريدونها ، ولكن عند التحقيق ، وعند تحكيم منهج البحث العلمي الصادق ، ينكشف كذبهم ، وينجلي ضبابهم ، ويفتضح تلاعبهم .

▪️ الأمير عبد القادر حياته كلها في الجهاد ، ودعوته كلها في ترسيخ الأوتاد ، منهجه في تقرير العلم والدعوة هو منهج أهل الحديث حتى في طريقة عرضه للعلم فكانت على طريقة الرعيل الأول من الإسماع وإعطاء الإجازة في صحيح البخاري ، وتدوين السؤلات عنه ، كما هي منشورة في كتاب ( تحفة الزائر ) لمحمد باشا ابن الأمير عبدالقادر ، أيضا باعترافات تلامذته عنه بذلك ، ومنهم عبد الرزاق البيطار .

▪️ منهج الأمير عبد القادر عرف بالرد على المخالف واشتهر بذلك وذاع صيته ، فلا يخفى إلا على من أعمى الله بصيرته ، ومن"رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ"

الأول : الأمير عبد القادر أسس دولته على الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة الصالح وعلى الجماعة ، فكانت سلفية قحة ، ونبذ جميع الطوائف والخوارج وحاربهم باللسان والسنان ، انظر كتاب ( تحفة الزائر )

الثاني : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان من أبرز مؤسسات دولة الأمير عبد القادر الجزائرية ، فكانت هناك هيئة تعاقب من يشرب الدخان ، أو يتأخر عن صلاة الجماعة ، أو النساء المتبرجة ، وتدور في الأسواق والشوارع والمساجد .

الثالث : مؤسسة القضاء لدولة الأمير عبد القادر كانت متكونة من الفقهاء الكبار أهل الاجتهاد والنظر .

الرابع : كتاب ( أجوبة التسولي عن مسائل الأمير عبد القادر في الجهاد )، أكبر الدليل على الرد على المميعة ودعاة الوحدة الأديان ، فهذا الكتاب لا يسمع أو ينطق على ألسنة الأكاديميين الجهلة المميعة صنيعة المدرسة الفرنسية ، مع أن هذا الكتاب يعد مرجع دولة الأمير عبد القادر في فقه الجهاد ، ويقرر فيه السنة والرد على أهل البدع وأهلها من المتصوفة المتكلمة والخوارج ، وقمع الخونة من أهل النفاق والمرتزقة والعملاء الزواف .
الخامس : رسالة ( المقراض الحاد لقطع لسان الطاعن في دين الإسلام بالباطل والإلحاد ) ، وأجوبته في العقيدة والمناهج المنشورة في كتاب ( تحفة الزائر ) ، كلها في الرد على المخالف وبيان الطوائف المنحرفة ، فلقد بين بكل وضوح وشفافية فرق المجوس واليهود والنصارى ، وشرح عقائدهم ، ورد على الفلاسفة والمتكلمة من غلاة الصوفية والمعتزلة ، وبين عقائد التوحيد ، ووضح ما يناقضه من أنواع الشرك والكفر بما يكفي ويشفي .
وأشار إلى افتراق الأمة .
قال في رسالته ( المقراض الحاد ) بعدما عدد أصول الفرق : ( وانقسمت كل منها إلى اثنتي عشرة فصارت اثنتين وسبعين وتمام الثلاث والسبعين الفرقة الناجية وهم أهل السنة ) .
وقال في أجوبته المنشورة في كتاب ( تحفة الزائر ) مبينا الشرك : ( فاعلم أن الشرك هو إثبات شريك لله تعالى في ألوهيته وفي خلقه لمخلوقاته وفي أفعاله )

➖ قلت ( بن سلة ) : ليعرض هذا التقرير على علماء العقيدة السلفية فسيقولون لكم : كلام الأمير عبد القادر هنا يشمل تقرير توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات .
وقال أيضا : ( إن الكافر : اسم لمن لا إيمان له بمحمد ، وبما جاء به من الشرائع والأحكام
ومن أخفى الكفر وأظهر الإيمان فهو المنافق .
وأن طرأ عليه الكفر بعد الإيمان فهو مرتد
وإن كان متدينا ببعض الأديان والكتب المنسوخة فهو الكتابي .
وإن قال بقدم الزمان والدهر ونسب الحوادث له فهو الدهري .
وإن كان لا يثبت الباري تعالى فهو المعطل .
وإن كان يجعل مع الله إلها آخر فهو مشرك .
وشريعة محمد عليه السلام نسخت الشرائع المتقدمة كلها ، فلا يقبل الله تعالى دينا اليوم من أحد ولو عبد الله بعبادة الثقلين الإنس والجن إلا من عبد اتباعا بمحمد عليه السلام ) ا.هـ ، انظر قسم الأجوبة من كتاب ( تحفة الزائر ) .

➖ قلت ( بن سلة ) : إذا لم يكن هذا هو التقرير السلفي للتوحيد والإتباع فلا ندري ما هو المنهج السلفي في العقيدة !
ففي هذا الكلام قرر – رحمه الله - قوله تعالى : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85]
وهذه الآية الكريمة أصل في الولاء والبراء الإسلامي ، وتنسف دعوة وحدة الأديان التي تدعو إليها قنوات التمييع ، ومنابر التطبيع .
وبيّن أن أي دعوة لا تكون على طريقة ومنهج محمد صلى الله عليه وسلم فلا تقبل ، فنسف وسفه جميع الجماعات المبتدعة ، وطرائقهم المخترعة .

- وقال أيضا : ( وبالجملة فالنصارى أجهل الناس بالمعقول والإلهيات ) ا.هـ ، انظر قسم الأجوبة من كتاب ( تحفة الزائر )
➖ قلت ( بن سلة ) : أي قيمة بقيت للأمة النصرانية ولملوكها الذين يعظمهم دكاترة التمييع ، وقنوات التطبيع الذين يدعون أن الأمير عبد القادر كان يجل نابليون ويعظمه ، ويعظم ديانة رهبان النصارى ؟!
لماذا هذا الكذب على الشخصية السلفية الإسلامية مثل الأمير عبد القادر الذي ترجع أصوله إلى أهل البيت ، ومنهجه إلى أهل الحديث ؟!
أنتم عندكم نابليون هو من صنع أمة عظيمة ، وحضارة كبيرة ، وفرنسا أم الديمقراطية ، فتركناها لكم ، وتركنا لكم نابليون فهو عظيمكم .
ولكن اتركوا لنا سلطاننا الأمير عبد القادر وشأنه، لأن عقيدته وأعماله ومقالاته ومواقفه تكذبكم وتخالف ما أنتم عليه .

لو ندرس ونتطرأ إلى مسألة واحدة من مسائله وهي قضية الاختلاط بالنساء ومصاحبتكم لهن ، لوجدتم أن الأمير عبد القادر متشدد فيها ، ولو يقف أمامكم الآن لرميتموه بالرجعية والتخلف والتشدد والتطرف والغلو والوهابية ووو ، فدعكم من الكذب على أميرنا !
سَـارَتْ مُشَـرِّقَةً وسِـرْتُ مُغَـرِّباً
شَـتَّانَ بَيْـنَ مُشَــرِّقٍ ومُغَـرِّبِ

السادس : الأمير عبد القادر في رده على المخالف قد يصرح في رده ، وقد يسلك منهج " ما بال أقوام يفعلون ، أو يقولون : كذا وكذا" .
فهو قد كان يعرض عليه أقوال ابن عربي ، وأحمد بن المبارك صاحب كتاب ( الابريز ) وغيرها من المقالات فيرد ويوضح المنهج الصحيح من تلك المقالات ، ويشرح ويفصل على طريقة الإمام ابن تيمية ، ويعرف ذلك من اشتغل بعلم الرجلين ، ودرسه .
فهو يبين ويقرر منهج أهل الحديث الذي تأثر به بكل وضوح في مقالاته وأجوبته ، فهو يثبت التوحيد بأقسامه الثلاثة ، وأصل استدلاله هو الكتاب والسنة ومنهج الصحابة ، ويثبت صفة الكلام والنبوة والقدر والأسباب ، وجعل العقل وسيلة للفهم وليس مستقلا وفي هذا ردا على الأشاعرة المتكلمة وغلاة الصوفية ، وأيضا يرد على المعتزلة في كم من موطن .
ويثبت منزلة الصحابة على وفق عقيدة المنهج السلفي من استدلاله بمعاوية وبغيره من الصحابة الكرام – رضي الله عنهم – وهذا فيه الرد على الرافضة والخوارج .
ويثبت الإمامة والخلافة الإسلامية والجماعة وفي هذا ردا على جميع طوائف المبتدعة من الرافضة والخوارج والماسونية والدول المستعمرة.
ويثبت شرائع الإسلام من الأحكام العملية من أعمال القلب والجوارح وفي هذا ردا على المرجئة وغلاة الصوفية التي عطلت شرائع الإسلام العملية .
ينبذ التقليد الأعمى والجمود في الفقه الذي عليه المتفيهقة المقلدة اليوم .
حتى أنه صنفه المحدث جمال الدين القاسمي بمن تأثر بالإمام ابن حزم الظاهري الذي عرف بحرصه على الأخذ بالأثر وترك الرأي ، وهذا لحرص الأمير عبد القادر على الأثر ومنهج المحدثين .
كيف لا ، وهو من أسس مدرسة أهل الحديث في الشام كانت هي النهضة السلفية في الشام والمغرب والحجاز بعده ، وهي ممن تأثر بها الإمام المجدد المحدث ناصر الدين الألباني .
وكما نعرف أن الإمام الألباني قد تأثر كثيرا في مسائل كثيرة بالإمام ابن حزم .
هذا يدل أن منهج الأمير عبد القادر بعد حلوله ونزوله بالشام غير الدعوة في الشام إلى نحو منهج أهل الحديث والأثر ، وبدأت الدعوة تتجه إلى تأسيس مدرسة أهل الحديث التي أصبحت حصنا قويا في مواجهة التغريب ، والتتريك ، وخرافات غلاة الصوفية ، وهي من نشرت وأخرجت كتب الإمام ابن تيمية ، ووقفت مع دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وقامت بمساندتها بالمال والسلطة والمنابر والصحافة وبكل وسيلة تستثمر في تعزيز الدعوة السلفية وتمكنها .

السابع : من أثر الأمير عبد القادر، ومن منهجه القولي والعملي قوله :
قالت السيدة المؤرخة الأميرة بديعة عند كلامها على نفي نسبة كتاب ( المواقف ) للأمير ، قالت : ( أقول : إن معرفتي بالأمير كأنني من معاصريه وكم سمعت جدتي زينب تقول : كان والدي يردد أمامنا هذا البيت :
عليك بشرع الله فالزم حدوده
حيثما سار سر وإن وقف قف ) ا.هـ

➖ قلت ( بن سلة ) : أليس هذا الأثر يضاف إلى الآثار السلفية التي تحث على الإتباع ونبذ الابتداع ؟
وأنه من معدن الإمام الأوزاعي ومالك وأحمد وغيرهم من أهل الحديث والسنة .

وأيضا من أقواله في الإتباع قوله عند رده على صاحب كتاب ( الابريز ) ، قال :
( الحق ضالة المؤمن يأخذها عند من وجدها عنده ، ومن عرف الحق بالرجال تاه في متاهات الضلال ) ا.هـ ، انظر قسم الأجوبة من كتاب ( تحفة الزائر )

▪️ هذا المنهج السلفي مع وضوحه في دعوة الإمام الأمير عبد القادر وعقيدته ودولته وعمله ، وفي مقالاته ورسائله ومراجعه، وفي تلامذته ومحيطه ، لا يعرج عليه قنواتنا ودكاترة الأكاديمية الذين في جامعاتنا، لماذا؟!
لأنهم تربوا على ثقافة فرنسا وعلى عقائد غلاة الصوفية ، وعلى التمييع ، وعلى تعظيم الدنيا والغلو فيها ، فلضعفهم وجهلهم وانحرافهم وتمييعهم ورقة ديانتهم وفسادهم، يريدون ويتكلفون أن يلبسوا الأمير عبدالقادر لباس عقيدتهم وجهلهم ، ويريدون أن ينزلونه إلى مستواهم الهابط المنحط ، وأنى لكم ذلك ؟!
فالأمير عبد القادر هو من طرز ومعدن محدثي الإسلام ، والأمراء العظام ، وأهل التقوى والأحكام ، وأفراد الأنام .

➖ أقول :
لاستحواذ واحتكار وتسلط هؤلاء الدكاترة الجهلة للكلام على سيرة الأمير عبد القادر في هذا العصر الحديث ظنت الأمة ، وشبابها أن الأمير عبد القادر طرقي مميع عميل !!

ولكن يا إخوتاه لو الأمة رجعت إلى البحث العلمي من أصوله وأبوابه ، ودرست تاريخ الجزائر لوجدت أن مراجع تاريخها ومؤسس دولتها هي الدعوة السلفية بدأت بالأمير عبد القادر الحسني ، وانتهت بجمعية العلماء المسلمين السلفية ، فهم من كتب تاريخ الجزائر ، وهم من كون رجال الثورة الجزائرية وقيادتها ، ولكن المدرسة الفرنسية ومن تأثر بها تتعنت لتخفي الحقائق وتغيبها وتبعدها عن الأجيال اليوم والمستقبل .
ولتدخل عليهم الشك والريب والاضطراب فيما يخص تاريخهم الإسلامي ورجاله ، فتصيرهم – أي فرنسا - وسيلة للطعن في تاريخهم وإسقاطه ، وهذا ما تريده المدرسة الفرنسية .
وهذا متجسدا على منابر هذه قنوات التمييع فلا تسمع صوت السلفية على موائدها ، وأسماع أخبارها ، بل يعلو فيها إلا صوت التيجانية ، ودعوة وحدة الأديان ، والصداقة مع فرنسا ، وهذا كله ينافي تاريخ وعقيدة دولة الأمير عبد القادر ، وينافي دعوة الإمام ابن باديس والإبراهيمي وأبي يعلى الزواوي وأحمد توفيق المدني وأبي القاسم سعد الله وغيرهم من رموز الجزائر ، والله المستعان .

كتبه وحرره : بشير بن سلة الجزائري











رد مع اقتباس
قديم 2022-10-04, 14:12   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي



[21] بيان أن ما رمي به دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ودولة آل سعود من الافتراء ، هو عين
ما رمي به دولة الأمير عبد القادر الجزائرية .

بسم الله الرحمن الرحيم .
لما نقلب صفحات التاريخ ، ونتأمل المعارك الإسلامية التي حمل رايتها أمجاد الأمة الحديثة من عهد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ، إلى قيام دولة الأمير عبد القادر الجزائرية ، نجد عدوهم واحدا ، وطعونات واحدة صنعت في مصانع بريطانيا وفرنسا ، فما رمي به دولة آل سعود هو عين ما رمي به دولة الأمير عبد القادر ، ومن ذلك :

١ - رميت دولة آل سعود بأنها خارجية متطرفة ، وكذا وصفت دولة الأمير عبد القادر الجزائري .

٢- وصف الأمير عبد القادر بأنه يريد الزعامة والرياسة ، وبهذا رميت دعوة محمد بن عبد الوهاب .

٣ - رمي الأمير عبد القادر بأنه يقصي ويقتل الأولياء والعلماء ، ويضاد دين الإسلام ، وبهذا رميت دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب .

٤ - وصفت دولة آل سعود بأنها عميلة لبريطانيا للإطاحة بالإسلام ودولته ، وبهذا رمي الأمير عبد القادر بأنه عميل فرنسا ، بل ماسوني .

٥- رميت دعوة محمد عبد الوهاب بالتشبيه ، ودعوة الأمير عبد القادر بغلاة الصوفية والتعطيل .

ولكن إذا حققت ذلك تجد أن أصل هذه الافتراءات هي من غلاة أهل البدع ومن المستشرقين وكُتاب فرنسا وبريطانيا .
إلا أن علماء السنة في بلاد التوحيد المعاصرين قاموا بواجبهم ولم يستسلموا لبضاعة المستشرقين وأعداء الدعوة ، فنفوا عن دعوة محمد بن عبدالوهاب كل الأباطيل التي ألصقت بها ، وهذا بخلاف دعاة الجزائر المعاصرين فقد استسلموا لبضاعة المستشرقين وأعداء الدولة الجزائرية ، واغتروا بها ، والله المستعان .

كتبه الجامع والباحث في تاريخ الجزائر :
بشير بن سلة الجزائري











رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc