بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الناس ذو البسمة والأساس محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد غد العيد فهناك الفارح والسعيد وهناك من لم يجد القوت وأثوابه رثة ولم يستطع أن يلبس الجديد ، فمن كان راض بقضاء الواحد المجيد فلن يخيب وستغمر قلبه الطمأنينة حتى لو أوصدت أمامه أبواب من الحديد ،واليوم سأكتب قصة نسجتها بمناسبة قدوم العيد ،عيد الأضحى الذي أرجو أن يكون فيه كل المؤمنين قد طلقوا الدنيا وكان في إيمانهم تجديد ، محورت أحداثها عن كبش عنيد ربما يكون لذاك المسكين أو الفقير أو المحتاج أضحية عيد إذا أحبتي أعلم أنكم عرفتم عنوان القصة منذ أن قلت إنه كبش عنيد وهو عنوانها فتابعوا إلى آخرها لعلنا كلنا نستفيد.
كان حملا وديعا ولدت به أمه في الحقل وعن الزريبة كان المرعى بعيد ، غطته الحشائش وزاد المرعى اخضرار العشب الذي ذاب عنه الجليد ، دارت الأغنام بالشاة والحمل الصغير بمأمأته يزيد، لكن صياح الأغنام أفاق الراعي من عزف ناي بأنغام تذكره بزمان بعيد ، هرول مسرعا اتجاهها وهو يعيد يا رب اجعل
اليوم سعيد ، يا رب إنها شاة كانت لها ذكرى مع والدي المتقي لله و الصنديد .
وصل الراعي فوجد للشاة وليد ، ضحك وخاطبها هل ؟كان حملا خفيفا ماءت الشاة برأسها وكأنها عرفت ما يقول الراعي أو ما يريد ، حمله بدهشة وهو يقول خروفي الصغير ليس مثلك من الخرفان وليد، ثم سقاه بعض قطرات اللبى من ثدي أمه لعله يقف من على الأرض ولن يتخلف عن القطيع ولن يكون وحيد ، فتارة يحمله وتارة يتركه حتى وصل إلى البيت وبركن من الزريبة جعل له ولأمه مكان غير بعيد
وتوالت الأيام وكبر الحمل وأصبح للخروف قرون قوية كالمطرقة الحديد ، وكل يوم يصارع غيره من الخرفان وهو الفائز وهو العنيد ، لكنه إذا رأى الراعي هرول مسرعا إليه وهو يدور به ويلحسه بلسانه
والراعي يفرح بذلك ويعطيه بعض الشعير و هو سعيد.
سعد الراعي بصحبة خروفه الذي أصبح كبشا فحلا لا يضاهيه بالمنطقة العديد.
لكن جاء اليوم الذي أتى في طلبه من يريد، صبي مدلل لا يرفض له والده طلبا إلا ولباه دون عائق أو تقييد، أراد الراعي أن يبيعه رغم أنه متعلق به لان ثمنه مرتفع وغال والشاري عن طلبه لا يحيد.
قبض الراعي ثمنه وقلبه منقبض ولا يريد لكن الاحتياج جعله يبيعه حتى لا يكون تحت رحمة بعض العبيد
أخذ الشاري الكبش وعاد به صاحبة إلى المدينة ليجعله أضحية للعيد لكن الكبش خرج من المنزل قبل يوم العيد واتجه مباشرة صوب رجل كان متكأ على حائط وقضبان من حديد ، وقد كان هذا الرجل من المتعففين الذين لا يسألون أحدا وقلوبهم معلقة بالحميد المجيد ، وقف الكبش بقرب هذا الرجل وكأنه يعرفه منذ زمن بعيد ، فرح الرجل به خاصة وأنه وضع شاربه على خده وكأنه يقبله او اشتاق للراعي الذي كان مكانه بعيد ، سار الرجل والكبش يتبعه حتى وصل مجموعة من الناس وهو ينادي يا من له كبش ضاع فأنا أعيد ، بحث صاحب الكبش وابنه بالبيت فلم يجدوا الكبش ومع سماع الصوت قالوا هذا هو المفيد ، انطلقوا مسرعين لكن الكبش رفض الرجوع معهم والناس تتعجب من المنظر وتقولوا الله الله لم نرى بحياتنا مثل هذا الكبش العنيد، قال صاحب الكبش للرجل إعطاني ثمنه فالكبش أظن أنه لصحبتك يريد ، قال الرجل ما حيلتي فأنا ليس لدي ثمنه فأخذ كبشك فانا لا أريد لكن الكبش مرح مرحة وانطلق مسرعا فأردى شاريه على الأرض مديد ثم عاد للرجل ووضع رجليه على يديه وكأنه يقول أنا هنا عميد، ضحك الجمع وقالوا إن للرجل صغار لابد أن يفرحوا بالعيد ثم جمعوا ثمنه وأعطوها لشاري الكبش لعله يقبل ولماء وجهه يعيد، سار الرجل والكبش يتبعه وكأنه صاحب قديم
التقاه من جديد ، ويوم الحج الأكبر كان هذا الكبش هدي ومدرقبته لسكين الرجل ساكنا وكأنه يقول هذا ما أريد ، فرح أولاد الرجل المتعفف وقالوا رحماك يا رازق الطير والحيوان والعبيد.
أحبتي هذه قصتنا انتهت بهدي بكبش عنيد عاش فحلا ومات ذبحا كأضحية بيوم العيد.
اللهم اجعل يوم عيد الأضحى خيرا على كل المؤمنين وارزق كل من أراد أضحية هديا مقبولا يا رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2021-07-18, 15:02
*** الكبش العنيد ***
العرض العادي
