خرج علينا في طلة لا تختلف عن طلة مرسي ، فالإخوانية تسري فيه كما يسري الدم في العروق ، موهما بعض المخدوعين بأنه " سوبرمان " الجزائر ، من سينقذ الجزائر ،إلتف حوله لفيف ممن قيل أنهم دبلوماسيون غربيون وشباب ، كان يضع صبغة سوداء على أسه وشنبه ، فالعمر أخذ منه الشيء الكثير وبدأ الهرم يغزو مفاصل بدنه وهذا ما تفضحه ملامح الوجه بالتجاعيد والحفر التي ارتسمت في هذا الوجه ، و ليدغدغ عواطف الناس ، ذلك أن الناس عندنا لا تسير إلا بالعاطفة ولا تخدع إلا بها وضع حول رقبته قطعة من قماش بألوان العلم الجزائري ، ثم بدأ يخطب ... وفي مخيلتي الفساد الذي لحق بمشارعيه وهو القادم من حركة حماس ، ذلك أنه عندما تعلق الأمر بمصلحته الشخصية نفض يده من الإخوان ولكن إلا حين ، وذهب ليؤسس حزبا جديد يحمل اسما رقيقا فيه بريق أعمى الكثيرين " أمل " وكأن الأمل لا يكون إلا مع الإسلاميين أو من يحمل خلفية إسلامية ، ولعل الأحداث في مصر أو سوريا أو ليبيا أو تونس .... تعرض في مشهد تراجيدي هذا الأمل الذي يسعى صاحبنا لتحقيقه على أرض الجزائر ، فهل استطاع مرسي العياط تحقيق هذا الأمل للمصريين ، وهل إستطاع الغنوشي تحقيق هذا الأمل للتونسيين ... هذا الأمل ماهو إلى وهم يراد تمريره للوصول إلى السلطة في ثواب ديني فقط . سيكون مخطئا من يعتقد أن هذا الرجل ليس له خلفية دينية ، فالرجل يتشبه بأردوغان العثماني رغم المسافة الجغرافية والثقافة الاستعمارية له والتعجرف البادي في سلوكه والتكبر والتعالي الذي يبديه نحو غير الأتراك . إن من تلوثت يداه لا يرغب فيه الجزائريون .