...::: كيـف ينبُـتُ النفـاق فـي القلـب ؟ :::... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

...::: كيـف ينبُـتُ النفـاق فـي القلـب ؟ :::...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-02-27, 21:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










B11 ...::: كيـف ينبُـتُ النفـاق فـي القلـب ؟ :::...

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كيف ينبُتُ النفاق في القلب ؟
للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله تعالى

قال ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه-:
«
الغناء يُنْبِت النفاق في القلب؛ كما يُنْبِت الماءُ الزرعَ ».
وهو صحيح عن ابن مسعود من قوله. وقد روى عن ابن مسعود مرفوعا؛ رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "ذم الملاهي".

فإن قيل : فما وجه إنباتِه للنفاق في القلب من بين سائر المعاصي ؟!
قيل : هذا من أدل شيء على فقه الصحابة في أحوال القلوب وأعمالها، ومعرفتهم بأدويتها وأدوائها، وأنهم هم أطباءُ القلوب
دون المنْحَرفين عن طريقتهم، الذين داوَوْا أمراض القلوب بأعظم أدوائها، فكانوا كالمداوي من السّقم بالسُّم القاتل ...

فاعلم أن للغناء خواصَّ لها تأثير في صَبغ القلب بالنفاق، ونباتِه فيه كنبات الزرع بالماء.
فمن خواصِّه : أنه يُلهي القلبَ ويَصُدُّه عن فَهم القرآن وتَدَبُّرِه، والعمل بما فيه؛ فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبداً
لما بينهما من التضادّ؛ فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى، ويأمر بالعِفَّة، ومُجانبةِ شهوات النفوس، وأسبابِ الغَيِّ، وينهَى عن
اتباع خُطُوات الشيطان، والغناء يأمر بضد ذلك كلِّه، ويُحَسِّنه، ويُهيِّج النفوس إلى شهوات الغيِّ، فيُثير كامِنَها، ويُزْعج قاطنها
ويُحركها إلى كلِّ قبيح، ويسُوقُها إلى وصْل كل مليحة ومَليح، فهو والخمرُ رَضيعا لِبانٍ، وفي تهييجهما على القبائح فرسا رِهان
فإنه صِنْوُ الخمر ورَضيِعُه، ونائبه وحليفه، وخَدينُه وصديقه، عَقَدَ الشيطانُ بينهما عَقْدَ الإخاءِ الذي لا يُفْسخ، وأحكم بينهما شريعة
الوفاء التي لا تُنسخ، وهو جاسوس القلب، وسارق المروءة، وسُوس العقل، يتغلغل في مَكامِن القلوب، ويطّلع على سرائر الأفئدة
ويّدِبُّ إلى محل التخيل، فيُثير ما فيه من الهوى والشهوة والسخافة والرّقاعة، والرّعونة والحماقة!


فبينا ترى الرجلَ وعليه سِمَة الوَقارِ وبَهاء العقل، وبَهجة الإيمان، ووقار الإسلام، وحلاوة القرآن، فإذا استمع الغناء ومال إليه
نقص عقلُه، وقلّ حياؤه، وذهبت مروءته، وفارقه بَهاؤه، وتخلّى عنه وَقاره، وفرح به شيطانه، وشكا إلى الله - تعالى – إيمانُه
وثَقُل عليه قرآنه، وقال : يا رب! لا تجمع بيني وبين قرآنِ عدوِّك في صدرٍ واحد، فاستحْسنَ ما كان قبل السَّماعِ يَستقبِحه، وأبدَى
من سِرِّه ما كان يكتمه، وانتقل من الوقار والسكينة إلى كثرة الكلام والكذب، والزهزهةِ والفرقعة بالأصَابع، فيميل برأسه
ويَهُزُّ منكبيه، ويضرب الأرض برجليه، ويدق على أُمِّ رأسه بيديه، ويَثِبُ وَثَباتِ الذِّباب، ويدور دوران الحمار حول الدّولاب
ويُصَفِّق بيديه تصفيق النسوان، ويخُور من الوَجْد ولا كخُوار الثيران، وتارةً يتأوّه تأوّه الحزين، وتارةً يَزْعَقُ زَعَقات
المجانين
ولقد صدق الخبيرُ به من أهله حيث يقولُ :

أتذْكُرُ ليلَةً وقدِ اجتمعـنا ... على طيب السَّماعِ إلى الصَّباحِ

ودارتْ بيننا كأسُ الأغـاني ... فأسْكَرَتِ النُّفوسَ بغـيرِ رَاحِ

فلم تَـرَ فيهِمُ إلاَّ نَشَـاوى ... سُرُوراً والسُّرورُ هُناكَ صَاحيِ

إذا نادَى أخُو اللَّذاتِ فـيهِ ... أجابَ اللَّهو: حَيَّ على السَّماحِ

ولم نَمْلِك سِوىَ الْمُهجَاتِ شيئاً ... أرَقنَـاهَا لأَلْحـاظٍ مِلاحِ

وقال بعض العارفين :
السماع يورث النفاق في قومٍ، والعنادَ في قومٍ، والكذب في قومٍ، والفجورَ في قومٍ، والرعونة في قوم.

وأكثرُ ما يُورث : عشقُ الصور، واستحسانُ الفواحش، وإدمانُه يثقِّل القرآن على القلب، ويُكَرِّهه إلى سماعه بالخاصية، وإن لم
يكن هذا نفاقاً؛ فما للنفاق حقيقة!

وسِرُّ المسألة : أنه قرآن الشيطان، فلا يجتمع هو وقرآن الرحمن في قلب أبداً.
وأيضا؛ فإن أساس النفاق : أن يخالف الظاهرُ الباطنَ، وصاحبُ الغناء بين أمرين: إما أن يتهتّكَ فيكون فاجراً، أو يُظهرَ النُّسك
فيكون منافقاً، فإنه يُظهر الرغبة في الله والدار الآخرة؛ وقلبه يغْلي بالشهوات، ومحبةِ ما يكرهه الله ورسوله - من أصوات
المعازف، وآلات اللَّهو، وما يدعو إليه الغناء ويُهَيِّجُه -، فقلبه بذلك معمور، وهو من محبة ما يحبُّه الله ورسوله وكراهةِ
ما يكرهه قَفر، وهذا محض النفاق.

وأيضاً؛ فإن الإيمان قول وعمل : قولٌ بالحق، وعمل بالطاعة، وهذا ينْبُتُ على الذكر، وتلاوة القرآن، والنفاقُ: قولُ الباطل
وعملُ البغيِّ، وهذا ينبُتُ على الغناء.

وأيضاً؛ فمن علامات النفاق : قِلّةُ ذِكر الله، والكسلُ عند القيام إلى الصلاة، ونقرُ الصلاة، وقلَّّ أن تجدَ مفتوناً بالغناء إلا
وهذا وصفُه.

وأيضاً؛ فإن النفاق مُؤَسَّسٌ على الكذب، والغناء من أكذب الشِّعر؛ فإنه يحسِّن القبيح ويزيِّنُهُ، ويأمرُ به، ويُقبِّح الحسن ويُزَهِّد فيه
وذلك عين النفاق.

وأيضاً؛ فإن النفاق غِشٌّ ومكر وخِداع، والغناء مؤسَّسٌ على ذلك.
وأيضاً؛ فإن المنافق يُفسِد من حيث يظنُّ أنه يُصلح، كما
أخبر الله سبحانه بذلك عن المنافقين، وصاحبُ السماع يُفسدُ قلبَه وحالَه من حيث يظن أنه يُصلحه، والمغنِّى يدعُو القلوب
إلى فتنة الشهوات، والمنافق يدعوها إلى فتنة الشبهات.

قال الضحاك :الغناء مفسدة للقلب، مسخطة للرَّب.
وكتب عُمر بن عبدالعزيز إلى مؤدِّب ولده : ليكن أوّلَ ما يعتقدون من أدبك بغضُ الملاهي، التي بدؤُها من الشيطان
وعاقبتُها سَخَطُ الرحمن؛ فإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم: أن صوت المعازف، واستماع الأغاني، واللَّهجَ بها: ينبت
النفاق في القلب كما ينبُتُ العشب على الماء
.


فالغناء يفسِدُ القلب، وإذا فسد القلب؛ هاج فيه النفاق.
وبالجملة؛ فإذا تأمَّل البصير حالَ أهل الغناء، وحالَ أهل الذكر والقرآن؛ تبيَّن له حذق الصحابة، ومعرفتهم بأدواء
القلوب وأدويتها، وبالله التوفيق.

من كتاب إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ( 1 / 444 )
- التصفية والتربية -








 


رد مع اقتباس
قديم 2015-02-28, 07:49   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
oum salim
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية oum salim
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم جنبنا النفاق والشقاق والرياء
بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-02-28, 08:13   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبد القادر الطالب
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله لك موفق إن شاء الله

وصدق من قال :كثير من الأشياء إن تركتها تذبل،

إلا القران إن تركت قراءته تذبل أنت !!

قيل للحسن البصري: فلان يحفظ القرآن

فقال: بل القرآن يحفظه

طلبت معلمة من تلميذاتها رسم الربيع

فرسمت طالبه مصحفاً

لأنها تربت على قول :

اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا










رد مع اقتباس
قديم 2015-02-28, 08:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
تاييد
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية تاييد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم انا نعوذ بك من النفاق وموت القلب
الحمد لله على نعمة القران
جزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2015-02-28, 17:13   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
abdelhalim22
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...:::, :::..., النفـاق, القمـة, ينبُـتُ, كيـف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc