موضوع مميز تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم - الصفحة 407 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-09-09, 12:21   رقم المشاركة : 6091
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 فتاوي الشيخ عبدالسلام

هل يجوز للإنسان ألاَّ يضحّي بسبب الدَّين الّذي عليه؟
إذا لم يطالب المدين بالوفاء جاز له أن يستدين ليضحي إن علم أنّه يستطيع الوفاء، وإلاّ فإن الله لا يكلّف نفساً إلاّ وسعها، والأضحية سُنّة مؤكّدة على القادر عليها، ولقد ضحّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن نفسه وعن فقراء أمّته والحمد لله. وعليه إن ضمن تسديد الدَّيْن استدان وضحّى وإن لم يضمَن فلا يُضحّي والله يغفر له ولجميع المسلمين، قال تعالى: {لا يُكلِّف الله نفساً إلاّ وُسعَها} البقرة: 286.









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-09-09, 12:22   رقم المشاركة : 6092
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 فتاوي الشيخ عبدالسلام

هل يجوز ذبح الأضحية في ثاني يوم أو ثالث يوم بعد يوم العيد؟
نعم يجوز ذلك، حيث يجوز ذبح الأضحية يوم العيد وسائر أيّام التّشريق وهي ثلاثة أيّام بعد يوم العيد.










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-09, 12:25   رقم المشاركة : 6093
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 وحدة الأمّة أسمى الغايات من الحجّ-الشيخ عبد المالك واضح -إمام مسجد عمر بن الخطاب-بن غازي ـ براقي

حثّ الإسلام على الاعتصام والوحدة. فالاجتماع والاتفاق سبيل القوّة والنّصر. والتفرّق والاختلاف طريق الضعف والهزيمة. وما ارتفعت أمّة من الأمم وعلت رايتها إلاّ بالوحدة والتّلاحم. والتاريخ أعظم شاهد على ذلك. ومن هنا جاءت نصوص كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم تدعو إلى هذا المبدأ العظيم، وتحذّر من الاختلاف والتّنازع: {وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}. وفي الصّحيح من حديث أبي مسعود الأنصاري: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح مناكبنا في الصّلاة، ويقول: “استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم.”
الحجّ موسم تتجسّد فيه وحدة المسلمين في أبهى صورها وأجمل حللها.. حيث تذوب الفوارق، وتتلاشى الحواجز، ويجتمع المسلمون في مشهد جليل يبعث على السّرور، ويسعد النّفوس ويبهج الأرواح. فيجتمع المسلمون من أقطار الأرض حول البيت العتيق، البيت الّذي يقصدونه بقلوبهم وأفئدتهم من خلال صلواتهم في بلادهم. هاهم الآن يجتمعون حوله، يتصافحون ويتشاورون. خلعوا تلك الملابس المختلفة المتباينة من على أجسادهم، ووحّدوا لباسهم، ليجتمع بياض الثياب مع بياض القلوب، وصفاء الظّاهر مع نقاء الباطن. إنّها لحظات رائعة وهم يتحرّكون جميعًا من منى، ثمّ يقفون ذلك الموقف العظيم في عرفة، وقد اتّحدوا في المكان والزّمان واللّباس والوِجهة.
إنّ مظاهر الوحدة في الحجّ تتجلّى في وحدة الزّمان والمكان؛ فالحجّ له زمان ومكان محدَّد يؤدَّى فيه، فلا يجوز أن يكون في غيره: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}. ويقول عليه الصّلاة والسّلام: “الحجّ عرفة”. وكذا وحدة المناسك، فالجميع مطالب بأداء مناسك الحجّ، من إحرام وطواف وسعي ووقوف بعرفة ورمي للجمار. فالكلّ يقوم بنفس الأعمال. ما يجسّد روح الأخوة والمحبّة. أضف إلى ذلك وحدة الهدف والغاية والشعور. فالجميع جاؤوا من كلّ فجّ عميق، يحدوهم الأمل، ويحفّهم الخوف والرّجاء. رافعين أكفّ الضّراعة إلى ربّهم، راغبين في مغفرته، طامعين في فضله ورضوانه. ومن بين مظاهر الوحدة في الحجّ وحدة المنهج ومصدر التلقي؛ حيث يتحرّك الحجيج في أداء مناسكهم تبعًا لمنهج رسمه لهم قائدهم وقدوتهم يوم أن حجّ بالمسلمين حجّة الوداع وحوله ما يزيد عن مائة وعشرين ألفًا، فقد وقف عليه الصّلاة والسّلام ليوضِّح لهم معالم دينهم، ويعلّمهم مناسك حجّهم. وأمام هذا الحشد الضّخم رسم لهم الخط الأوّل: “خذوا عنِّي مناسككم”. وبهذه العملية تمّ إلغاء ما كان من مناسك الوثنية.
إنّنا ينبغي أن نأخذ من الحجّ دروسًا لا تنسى، نجعلها محلّ تطبيق في حياتنا ومجتمعاتنا؛ فالقِبلة واحدة، والربُّ واحد، والمشاعر واحدة، واللّباس واحد، وكلّ ذلك يجتمع في هذا الموسم المبارك. تأمّل حواليك تلك الأمواج المتلاطمة.. ألوف بل ملايين، اختلفت ألوانهم، وتناءت ديارهم، واختلفت ألسنتهم، وتعدّدت لغاتهم.. عرب وعجم، هنود وزنوج، سود وبيض، حمر وصفر، رجال ونساء، صغار وكبار، جمعهم شيء واحد هو رضا الله. ثمّ انظر إلى ذاك المشهد الرّائع في بطحاء عرفة، وخذ لمحة ذات اليمين وأخرى ذات الشّمال، أرجع البصر كَرّتين، هل ترى إلاّ ثيابًا بيضًا قد علت الأبدان، ووجوها وضيئة من شتّى الأصقاع تناجي الرّحمن. التقت في صحراء عرفة، بثياب رثة لا تصلح لخيلاء، ولا تنفع لكِبر، نشيدهم العذب: لبّيك اللّهمّ لبّيك، وحلو كلامهم: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. وجميل منطقهم: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}. وعذب حديثهم: لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّا كنّا من الظّالمين. وعالي صوتهم: لبّيك حقًّا حقًّا، تعبّدًا ورقًّا. وزفير أنفاسهم: ربّ اغفر وارحم إنّك أنت الأعزّ الأكرم. وحشرجة صدورهم: اللّهمّ حجّة لا رياء فيها ولا سمعة. ونبضات قلوبهم: اللّهمّ إنّا نسألك العفو والعافية في الدّنيا والآخرة. وتقلّب أبصارهم: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
أجل، إنّها الوحدة الّتي أكّد المصطفى صلّى الله عليه وسلّم على أمّته أن تلزم غرزها، وتتمسّك بمعصمها، وحذّرها من مغبّة فرقتها واختلافها. وقد كانت أقواله عليه الصّلاة والسّلام محرِّضة على ذلك: “يا أيّها النّاس: ألاَ إنّ ربّكم واحد، وإنّ أباكم واحد، ألاَ لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلاّ بالتّقوى”.
ألاَ فلنتعلّم من الحجّ كيف نتّحِد، ونوثّق الأواصر، فلن يجمع شملنا، ويرفع كلمتنا، ويعيد مجدنا شيء مثل اجتماعنا على كلمة التّوحيد الصّافية النقيّة، وأخلاق المصطفى الرّاقية. وليكن نبراسنا الّذي نستضيء به قوله الحقّ سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا}. والله وليّ التّوفيق.









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-09, 12:29   رقم المشاركة : 6094
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 العيد وصلاة العيد في الإسلام -للشّيخ محمّد المأمون مصطفى القاسمي الحسني -خادم العلم الشّريف بزاوية الهامل ببوسعادة -

العيد في الإسلام عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ الله قد أبدلكم خيرًا منهما: يوم الفطر ويوم الأضحى” رواه أبو داوود.

❊ يُندَب إحياء ليلتي العيدين بطاعة الله؛ وذلك بتلاوة القرآن وذِكر الله وبالنّوافل، والحرص على إقامة صلاة المغرب والعشاء والصّبح جماعة. عن عُبادة بن الصّامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن أحْيَا ليلة الفطر وليلة الأضحى، مُحْتَسِبًا، لم يَمُت قلبه يوم تموت القلوب”. كما روى ابن عساكر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن أحيا اللّيالي الأربع وجبت له الجنّة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النّحر، وليلة الفطر”. ومعنى عدم موت القلب: أن يكون قلبه مطمئنًا يوم ترتجف القلوب فرقًا وخوفًا؛ فيجد الطّمأنينة والسّلام، في الموقفين العظيمين: عند النّزع، ويوم القيامة. ويحصل الإحياء بمعظم اللّيل؛ وقيل يحصل بالقليل. ويُتأكّد الإحياء في الثلث الأخير من اللّيل.
أمّا صلاة العيد، فقد شُرعت في السنة الأولى من الهجرة؛ وهي سُنّة لكلّ مَن تلزمه الجمعة. وتؤدّى مِن وقت حلّ النّافلة إلى الزّوال، أي بعد الشّروق بقدر عشرين دقيقة، إلى ما قبل الزّوال. ولا تُقضى بعد ذلك.
يُندَب الغُسل للعيدين، والتّطيّب والتزيّن ليوم العيد، كما يُندَب أن يخرج المُصلّي ماشيًا، وأن يُكبِّر في حال خروجه جهرًا، ويستمرّ على تكبيره إلى أن يقوم الإمام إلى الصّلاة.
تؤدّى صلاة العيد بغير أذان ولا إقامة. فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى العيد بغير أذان ولا إقامة؛ وكان يخطب خطبتين قائمًا، يفصل بينهما بجلسة.
وصلاة العيد ركعتان كالنّوافل، ويُسنّ أن يزاد في الرّكعة الأولى ستّ تكبيرات، بعد تكبيرة الإحرام، وقبل القراءة. وفي الرّكعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام، وقبل القراءة.
ويُندَب خروج النّساء لمشاهدة صلاة العيد، وقد وردت أحاديث كثيرة تدلّ على مشروعية ذلك. فعن أمّ عطية فيما رواه مسلم قالت: “أَمَرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن نخرجهنّ في الفطر والأضحى: العواتق، وذوات الخدود، فأمّا الحُيّض فيَعتزلن الصّلاة، ويشهدن الخير ودعوات المُصلّين”. وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: “خرجتُ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم فطر أو أضحى؛ فصَلّى، ثمّ خطب، ثمّ أتَى النّساء فوعظهنّ وأمرهنّ بالصّدقة” رواه البخاري. وهذا الحديث يفيد أنّ النّساء كنّ يحضرن صلاة العيد؛ وأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يخصهنّ بالوعظ؛ وأنّهنّ كنّ يسارعن إلى الصّدقة بحليهنّ، تقرّبًا إلى الله، ومشاركة منهنّ في بناء الأمّة الإسلامية.
كما يُندب الرُّجوع من غير الطّريق الّذي قدم منه المُصلّي إلى الجامع. فقد روى البخاري عن جابر قال: “كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا خرج في طريق رجع في غيره”. ومن سنن عيد الأضحى التّكبير ثلاثًا، عقب الصّلوات المكتوبة إلى صبح اليوم الرابع. جعل الله عيدنا سعيدًا؛ وليكن لنا مناسبة للإحسان وصِلة الأرحام، ولزوال الإحن والأحقاد، وذهاب أثر القطيعة والخصومات؛ والله وليّ ذلك والقادر عليه.









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-09, 22:58   رقم المشاركة : 6095
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي












رد مع اقتباس
قديم 2016-09-10, 07:24   رقم المشاركة : 6096
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 وقفات تربوية في قصة (أوس وخولة) رضي الله عنهما للمجتمع الإسلامي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

الوقفة الأولى:
إن هذه الواقعة حلت مشكلة اجتماعية كانت موجودة فبل الإسلام . قال الإمام الشافعي: (سمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول كان أهل الجاهلية يطلقون بثلاث الظهار، والإيلاء ، والطلاق فأقر الله الطلاق وحكم الإيلاء والظهار ما في القرآن ) فتح البارئ (9/433)

وقال ابن كثير: ( كان الظهار عند الجاهلية طلاقا فارخص لهذه الأمة وجعل في الكفارة ولم يجعله طلاقا،كما كانوا يعتمدون في جاهليتهم وهكذا قال غير واحد من السلف ) تفسير القرآن العظيم (4/321).

وقال فخر الدين الرازي: (إن الظهار كان من اشد طلاق الجاهلية لأنه التحريم أوكد ما يمكن ،وإن كان ذلك صار مقررا في الشرع كانت ناسخة له ، وإلا لم يعد نسخا لأن نسخ إنما يدخل في الشرائع لاعادات جاهلية) التفسير الكبير(29/218) ياالقارئ الكريم لقد أثبت نصوص المنقولة عن علماء الأجلاء أن هذه مشكلة لم وليدة في مجتمعنا الإسلامي .كما أن هذه الواقعة كانت رحمة وتخفيفا عما كان معمولا لدى أهل الجاهلية.


الوقفة الثانية:-إن معرفة السبب يوثر العلم والفهم على المسبب
قال شيخ الإسلام بن تيمية:معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب . مجموع الفتاوى (13/339) قبل أن تدخل تفسير أية من القرآن الكريم أو قصة من قصص تاريخ الإسلام أفضل للباحث أن ينظر ويراجع أصل هذه الآية أو القصة من مصادرها ودواوين السنة كى لايكون فهمه معوجا ولا رأيه شاذا ولا اجتهاده مع النص, إن كان أهلا للاجتهاد والنظر. قال تعالى : وإذا جاءهم من الأمن أو الخوف أذاعوابه ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر لعلمه الذين يستنبطونه منه ولو فضل الله ورحمته لتبعتم الشيطان إلا قليلا.

الوقفة الثالثة:-سبب النزول أيات الظهار
روى أبو داود والترمذي والبيهقي والدا قطني والحاكم وابن حبان بأسانيدهم عن عائشة وابن عباس قالت عائشة رضي الله عنها تبارك الذي وسع سمع كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفي علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى الرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي تقول يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبرت سني وأنقطع له ولدي ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك. قالت عائشة فما برحت حتى نزل جبريل عليه السلام بهؤلاء الآيات : (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع عليم الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور والذين يظاهرون منكم من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون والله بما تعملون خبير فلم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فلم يستطع فإطعام ستين مسكنا ذلك لتؤمنوا ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب اليم) المستدرك (2/523) وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن جميلة كانت امرأة أوس بن الصامت وكان أويس إمرءا بريه لمم فإذا أشد لممه ظاهر من امرأته فأنزل كفارة الظهار. المصدر نفسه.

وعن يوسف عبد الله ابن سلام عن خويلة بن ثعلبة رضي الله عنها قال في وفي أوس بن الصامت أنزل الله جل وعلا صدر سورة المجادلة .قالت كنت عنده يوما وكان شيخا كبيرا ساء خلقه وضجر،قالت فخل علي فراجعته في شيء فغضب وقال أنت علب كظهر أمي ،ثم خرج يجلس في نادي قومه ساعة ،دخل علي فإذا هو يريد نفسي قالت قت كلا والذي نفس خويلة بيده لاتخلص إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه فواثبني فامتعنته منه فغلبته بما تغلب المرأة الشيخ الضعيف فألقيته تحتي ،ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابا،ثم خرجت حتى جئت رسول الله فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه فجعلت أشكو إليه ما ألقي من سوء خلقه .قالت فجعل رسول الله يقول ياخويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه فوالله ما برحت حتى أنزل الله القرآن فتغشى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما كان يغشاه ثم سري عنه فقال ياخويلة قد أنزل الله جلا وعلا فيك وفي صاحبك . قالت :ثم قرأ علي قد سمع الله … فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم مريه فليعتق رقبة.قلت يا رسول الله ما عنده ما يعتق. فال فليصم شهرين متتابعين .قالت فقلت والله يارسول الله إنه شيخ كبير ما به من صيام .قال فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر. فقلت والله يارسول الله وما ذاك عنده قالت قال رسول الله فإنا سنعينه بعرق من تمر.قالت فقلت وأنا يارسول الله سأعينه بعرق آخر.فقال أصبت وأحسنت فأذهبي فتصدقي به عنه ثم استوصي بابن عمك خيرا قالت ففعلت) . سنن أبي داوود( 2/566) صحيح ابن حبان( 10/108) قال أبود اودد : ( إنها كفرت عنه من غير أن تسامره. وقال السخاوي : نزلت سورة المجادلة بعد سورة المنافقين وقبل سورة الأحزاب. التحرير والتنوير (28/6)


دروس وعبر التي يستفاد من هذه القصة1/ استحضار عظمة الله تعالى في القلب عند الدعاء

قال ابن عاشور : وقد استحضرت المرأة بعنوان الصلة تتجها بمجادلتها وشكواها لأنها دلت على توكلها الصادق على رحمة ربها بها وبأبنائها وبزوجها. التحرير والتنوير(28/8) كما ينبغي لنا أن نحسن الظن بالله عند الدعاء ونقطع أنه يستجيبنا مالم ندعو إثما أو قطيعة الرحم قال أبو هريرة رضي الله عنه : (ما أخاف أن أحرم الإجابة،ولكني أخاف أن أحرم الدعاء) التمهيد ( 10/299) وقال ابن عبد البر: (وقد علمنا أن ليس كل الناس تجاب دعوته ولا في كل وقت تجاب دعوة الفاضل ،وأن دعوة المظلوم لاتكاد ترد) المصدر نفسه.

وقال القرطبي قيل معنى ظن عبدي ظن الإجابة وظن القبول عند التوبة وظن المغفرة عند الاستغفار وظن المجازاة فعل العبادة بشروطها تمسكا بصادق وعده … ولذا ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام مما عليه موقنا بأن يقبله ويغفرله) فتح البارئ (13/386)

2/ كان رسول الله يربي أصحابه مبدأ المبادرة في جميع الميادين وهذه الواقعة منها حيث عرض علي خويلة أنه سيعينه نصف كفارة زوجها ليدخل قلبها السرور والفرحة ويفرج هم العائلة . واقتدت خولة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فتحملت النصف الباقي من الكفارة في نفس المجلس الذي أنزل فيه القرآن ودون علم زوجها .فيالها من شجاعتها فرضي الله عنها حتى قال الأمام أبوداد قوله السابق فليتدبر .

3/ إن تقوى الله كفيلة أن تسيير أمور العائلة على خط مستقيم ، ومعلوم أنه لايخلو بيت من مشاكل إجمتاعية سواء كانت هذه المشكلة كبيرة أوصغيرة ،عندما تبدأ شرارة الخلاف بينهم فإنهم إن يتقوا الله فلا شك أنهم يجدون مخرجا ولهذا كرر النبي خولة عند بداية شكاواها وفي نهايتها وقال تعالى : ( ومن يتق يجعله مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب).

4/ إن سوء الخلق كفيلة من هدم أركان العائلة بأدفه السبب قال ابن عاشور : افتتحت السورة سبب نزولها التي وجهت شكواها إلى الله تعالى بأنها لم تقتصر في العدل في حقها وحق بيتها ولم ترض بعنجهية زوجها وابتدرالى تنثير عقد عا ئلة دون تبصر وروية، وتعليما للنساء الأمة الإسلامية ورجالها واجب الذود عن مصالحها) التحرير والتنوير(29/6)

5/ إن سددت عليك جميع الأبواب فلا تنس أن باب الله لا يغلق أبدا في وجوه الطارق فما لنا لانطرق بابه ونرفع شكاوانا إليه قال فخر الدين الرازي إن هذه الواقعة تدل على من انقطع رجاؤه عن الخلق ولم يبق له في مهمه أحد سوى الخالق كفاه ذلك المهم ) التفسير الكبير(29/218).

6/ إن تكرار لفظ الجلالة له دلالة عظيمة ومعان جليلة.قال ابن عاشور : ( وتكرار أسم الجلالة في موضع إضمار ثلاث مرات لتربية المهابة وإثار تعظيم منته تعالى ودواعي شكره وتنزل رحمته) التحرير والتنوير(28/6).

الوقفة الثالثة:-غرض نزول هذه القصة
إن للقرآن أغراضا في علاج المشاكل الاجتماعية فما غرض سورة المجادلة ؟
قال ابن القيم : فتضمن هذه الأحكام أمورا منها:-
أ/ إبطال ما كلن عليه الجاهلية وفي صدر الإسلام من كون الظهار طلاقا.
ب/ إن الظهار لايجوز الإقدام عليه. زاد المعاد (5/325-326).
قال ابن عاشور: أغراض السورة في قصة مظاهرة أوس من زوجه خولة وأبطال ما كان الجاهلية من تحريم المرأة إذا ظاهر منها زوجها فإن عملهم مخالف لماأراه الله وأنه من أوهامهم وزورهم التي كتبهم بأبطالها. التحرير والتنوير(28/6).
وواضح من كلام الشيخين أن غرض هذه السورة هو أبطال مما كان عليه أهل الجاهلية وتحقيق الحق وانتظام نظام الأسرة وفق ماأراد الله ورسوله ، وليأخذ المسلمون منهما لاالعادات الجاهلية.


الوقفة الخامسةفي طيات هذه القصة ما ليس بثات فلا نغتر بها.
لقد ملأ كتب التفاسير أخبارا بهذه القصة دون نظر سندها ورواتها وهل آفة الأخبار إلا رواتها ومجمل هذه القصة ما أورده ابن كثير في تفسيره عن جرير بن حازم قال سمعت أبا يزيد يحدث قال لقيت امرأة عمر بن الخطاب يقال خولة ثعلبة ،وهويسيرمع الناس فاستوقفته فوقف لها ودنا لها وأصغى إليها رأسه ووضع يده على منكبها حتى قضت حاجتها وأنصرفت ,فقال له رجل ياأميرالمؤمنين حبست رجالات قريش على هذه العجوز ؟ . قال ويحك وتدري من هذه ؟ قال لا.قال هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع السموات هذه خولة بنت ثعلبة . والله لولم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت عتها حتى تقضي حاجتها إلا أن تحضر صلاة فأصليها ثم أرجع إليها حتى تقضي حاجتها. تفسير القرآن العظيم (4/319) قال ابن كثير : هذا منقطع بين أبي يزيد وعمر بن الخطاب . وممن رد هذه القصة الحافظ ابن حجر فقال: هكذا قال أبو عمر في خولة بن حكيم امرأة عبادة بن الصامت وهو وهم اسمها وزوجها وخليدضعيف سيء الحفظ .الإصابة (7/72).

ومما يدل بطلان هذه القصة وضع عمر بن الخطاب يده على منكبها .كيف عمر أن يضع يده على منكب امرأة أجنبية عنه؟بل وكيف ترضى خولة أن يضع عمر منبكبها يده؟وهي ممن بايعت النبي و لم من زوجها بعد أن ظاهر أن يمسها ؟كل هذا يدل أنها غير صحيحة والله أعلم .

الوقفة الساسةمع أوس بن وزوجه خولة بنت مالك
1/ هو أوس بن قيس أصرم بن فهر بن تميم بن عوف بن عمر بن عوف بن الخزرج أخو عبادة بن الصامت ممن شهد بدراً مات في خلافة عثمان سنة(35هـ) الثقات (3/116). هذا الصحابي جليل لا نذكر في سيرته إلا ثناء حسنا لأنه ممن شهد بدر وقد غفر لهم، كما انه من الأنصار الذين آووا النبي والمهاجرين في ديارهم قال تعالى : ( والذين تبوأا الدار والإيمان يحبون من هاجرهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون). وقد بين النبي أن من علامة إيمان الشخص حبه للأنصار. والله أعلم .

2/ أما خولة فهي بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر كانت عند أوس بن الصامت وقال الإمام مسلم :خويلة بنت ثعلبة امرأة أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت لم يرو عنها إلا يوسف بن عبد الله بن سلام. المنفرات والوحدان (1/90) قلت وقد رواه أيضا زهير كما قاله الحافظ بن حجر الإكمال لرجال أحمد (1/620)

اختلف المترجمون لها في اسمها واسم أبيها فقالوا : ( خولة وخويلة وجميلة) وقالوا اسم أبيها مالك وثعلبة والذي يظهر لي أن أصح اسمها هو خولة أو خويلة بن مالك لأن جميع الروايات غير رواية يوسف بن عبد الله لا تخلو من ضعف في سندها .وقد حسن الحافظ ابن حجر رواية يوسف . الإصابة (1/156). وأما جميلة فقد يكون لقبها قال الحافظ ابن حجر : ويقال جميله فلعل جميلة لقب.المصدر نفسه ، وأما اختلاف اسم أبيها فلا إشكال فيه حيث ينسب الشخص مرة إلى أبيه ومرة إلى جده. والله أعلم .


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-10, 10:43   رقم المشاركة : 6097
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-11, 06:30   رقم المشاركة : 6098
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 العيد فرصة للتّجديد---الشيخ عبد المالك واضح - إمام مسجد عمر بن الخطاب ---بن غازي، براقي

ممّا اختصّ الله به هذه الأمّة من دون سائر الأمم عيد الأضحى المبارك، فها هو يحلّ ضيفًا عليها في أصقاع الأرض، شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، في القرى والمدن، في الصحراء وعلى ضفاف الأنهار وسواحل المحيطات والبحار، حيث يُظهر فيه المسلم توحيده لله وذكره وشكره على نعمه الّتي لا تعدُّ ولا تحصى، وهو يوم فرح وسرور وتواصل وتعاون وتكافل بين أفراد هذه الأمّة الواحدة في عقيدتها ومبادئها وأخلاقها.

فالعيد في حياة الأمّة يعدّ مظهرًا من مظاهر التّجديد في حياتها، تجديد للإيمان في نفوس أبنائها، في مستدرك الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، يقول صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ الإيمان لَيَخْلَقُ في جوف أحدكم كما يخلق الثّوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدِّدَ الإيمانَ في قلوبكم”، فحجاج بيت الله ما قصدوا البيت الحرام إلاّ توحيدًا لله، واستجابة لنداء الخليل إبراهيم عليه السّلام عندما أمره ربّه بأن يؤذِّنَ في النّاس بالحجّ: “وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”، وصيام يوم عرفة ووقوف الحجاج فيه، مظهر من مظاهر تجديد الإيمان والوفاء بالعهد والميثاق الّذي أخذه الله على كلّ إنسان بأن يعبده ولا يشرك به شيئًا: “إنّ الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمانَـ يعني عرفة، وأخرج من صلبه كلّ ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذرّ، ثمّ كلّمهم قِبَلاً، قال: “أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ”.

فالعيد يأتي ليؤكِّدَ هذه الحقيقةَ، ويشهد على هذا التّجديد في نفس المسلم وسلوكه، والمسلم عندما يقدم بين يدي الله أضحيّة العيد لا يريد بها غير وجه الله شعارُهُ: “قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”، فليحافظ كلّ مسلم على إيمانه، وليتعاهده بالأعمال الصّالحة ومراقبة الله حتّى يلقاه على فطرة الإسلام، فتزكى نفسه وتطيب حياته ويسعد في آخرته.

ويظهر التّجديد في سلوك المسلم، من خلال معاملة من هم حوله، ففي العيد يظهر برّ الوالدين وصلة الأرحام وزيارة الأقارب والجيران والمرضى، ويظهر التّكافل والبذل والعطاء والصّدقة والإنفاق والتّسامح والتّغافر بين المسلمين والتّصافح والسّلام: “إذا تصافح المسلمان لم تفرّق أكفّهما حتّى يغفر لهما”، “ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلاّ غفر لهما قبل أن يتفرّقَا”، فكلّ هذه الأعمال وغيرها في العيد تدفع المسلم إلى معالجة أخطائه والإحسان في معاملة من حوله، فيظهر المجتمع المسلم مجتمعًا متعاونًا ومتآلفًا ومترابطًا، يسود بين أبنائه الحبّ والتّراحم.









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-11, 06:34   رقم المشاركة : 6099
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 اسلاميات أحكام وشروط الأضحية للشيخ تواتي بن تواتي -أستاذ الشريعة بجامعة الأغواط

جاء عيد الأضحى بعد القيام بركن من أركان الإسلام، إذ أُمِر النّاس بشدّ الرِّحال إلى البيت العتيق حيث الآيات البينات للوقوف عند سرّ الوجود. ❊ قال تعالى: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا” آل عمران97، ليدخل المقام طمعًا في ربّ العالمين ليجعله من الآمنين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم، قال الله تعالى: “فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا”.

دليل مشروعيتها:
قال الله تعالى: “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ” الكوثر:1-2، قال بعض أهل التفسير: المراد به الأضحية بعد صلاة العيد. وجاء الحثّ على الأضحية في كثير من الأحاديث النّبويّة الشّريفة. روى أنس بن مالك رضي الله عنه فقال: “ضحّى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمّى وكَبَّر ووضع رجله على صفاحهما” متفق عليه.

صفات الأضحية:
يشترط في الأضحية السّلامة من العيوب الّتي تمنع الجواز كالعور والعرج، وعلى هذا يجب أن يجتنب في الضحايا: العوراء البيّن عورها (وهي فاقدة جميع أو معظم نور إحدى عينيها). العرجاء البيّن عرجها أو ضلعها (الفاحش ضلعها، يُروَى بالضّاد المفتوحة، والظاء أي: عرجها بحيث لا تلحق الغنم فتكون مهزولة اللحم). المريضة الّتي لا يُرجى بُرْؤُها (المرض البيّن وهو الّذي لا تتصرّف معه تصرّف غيرها لأنّ المرض البيّن يفسد اللحم ويضرّ بمن يأكله). العجفاء الّتي لا تنقي (وهي التي لا شحم فيها لشدّة هزالها والأكثر تفسيرها بأنّها الّتي لا مخّ في عظامها لأنها إذا كان في عظامها مخّ تجزئ ولو لم يكن فيها شحم). والعضباء (والعضب ذهاب أكثر من نصف الأذن أو القرن، وإن اشتراها سليمة وأوجبها فعابت عنده ذبحها وكانت أضحية).

حكمها في الشرع:
الأضحية سُنّة مؤكّدة في مذهبنا المالكي وإن كان يتيمًا، لأنّ مالكا رضي الله عنه لمّا سُئِل عن التّضحية عن يتيم له ثلاثون دينارًا، قال: يُضحّي عنه ورزقه على الله.
وذهب جمهور العلماء من الإباضية إلى أنّ الأضحية سنّة مؤكّدة على أهل الأمصار لعدم الدليل على إيجابها، ويستحبّ للمسلمين إثباتها، والتقرّب إلى الله بها.

شرط الاستطاعة:
إنّ كلّ مستطيع يطلب بضحية مستقلّة فلا يجوز التّشريك كأن يشتري أهل قرية بقرة ويذبحونها ضحية عن جميعهم فهذه لا تجزئ. وأجازه أبو حنيفة والشّافعي، حيث لم يزد عددهم على سبع، وأمّا التّشريك في الأجر فلا بأس به وله صورتان: الأولى أن يشرك المضحي جماعة معه، شرط أن يكون الذي أشركه معه قريبًا له ولو حُكمًا لتدخل الزّوجة وأم الولد، وأن يكون في نفقته، وأن يكون ساكنًا معه وإن كان ينفق عليه تبرّعًا كأخيه أو جدّه أو عمّه، وأمّا لو كان ينفق عليه وجوبًا فيكفي الشرطان الأولان. والثانية: أن يشرك جماعة في ضحية، ولا يدخل نفسه معهم، وهذه جائزة، ولا يشترط في الصورتين عدد بل ولو أكثر من سبعة.

نوع الأضحية:
والأضحية من الثمانية كما ورد في القرآن، قال تعالى: “مِنْ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ”، وقوله تعالى: “وَمِنْ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ” الأنعام، وتجزئ البُدْنَة والبقر ولا يجزئ إلاّ الجَذع من الضأن والثني ممّا سواه والجذع من الضأن الّذي له ستة أشهر وقد دخل في السّابع.

واختلف الفقهاء في التفاضُل بين التضحية بهذه الأنعام: أيّهم أفضل؟ فمذهب مالك على ما بينّاه أعلاه وهو أنّ الضأن أفضل من غيره، ولهم حجّتُهم في هذا التفضيل حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “نزل عليّ جبريل في يوم عيد فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: يا جبريل كيف رأيت عيدنا؟ فقال: يا محمّد لقد تباهى به أهل السّماء، وقال: يا محمّد اعلم أنّ الجَذع من الضأن خير من السيد من البقر والجذع من الضأن خير من السيد من الإبل ولو علم الله ذبحًا هو خير منه لفدى به إبراهيم ابنه”. قال ابن عبد البر رحمه الله: هذا الحديث عندهم ليس بالقويّ والحنيني عنده مناكير.









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-11, 06:36   رقم المشاركة : 6100
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 فَصَلِّ لِرَبِّك وَانْحَرْ ---الشيخ طاهر بدوي -

يوم النّحر هو يوم الهدي للحجيج ويوم الأضاحي لغيرهم من الموسرين، والجميع ينحر ما لديه من الأنعام ابتغاء مرضاة الله تعالى. قال عزّ وجلّ: “وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ” الحجّ36-37.
ويخصّ البُدن بالذَّكَر لأنّها أعظم الهدي، فيقرّر أنّ الله أراد بها الخير لهم، فجعل فيها خيرًا وهي حيّة تُركَب وتُحلَب، وهي ذبيحة تهدى وتطعم. والأضحية سُنّة مؤكّدة. وقد ضحّى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عن نفسه بكبشين أملحين أقرنين عنه وعن آل بيته قال: “اللّهمّ هذا عن محمّد وآله”، وضحّى عمّن لم يضحّ من أمّته صلّى الله عليه وسلّم..
ولقد شرع الله الأضحية لتكون يوم العيد وما بعد العيد توسعة على النّاس كزكاة الفطر بعد رمضان، ووقتها يبدأ من بعد صلاة العيد أسبق صلاة العيد في البلد بعد ذبح الإمام إن ضحّى وقبل ذلك لا تكون أضحية، وقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من ذبح قبل صلاة العيد أن يعتبر شاته شاة لحم، ليست شاة نُسُك، ليست شاة عبادة وقُربَة حتّى لو تصدق بها كلّها، فإنّه يُكتَب له ثواب الصّدقة ولا يكتب له ثواب الضحية، لأنّ التّضحية عبادة، والعبادات إذًا حدّ الشّارع لها حَدًّا ووقّت لها ميقاتًا لا ينبغي أن نتجاوزه أو نتقدّم عليه كالصّلاة والصّيام مثلاً.
فالأضحية سُنّة مؤكّدة على كلّ حرّ مسلم، كبيرًا كان أو صغيرًا، ذكر أو أنثى، مسافرًا أو مقيمًا، غير حاج لأنّ الحاجّ يقرّب هَدْيًا بالغًا محلّه، وغير فقير يُذَكّيها قُربانًا لله تعالى عن نفسه وعمّن تلزمه نفقته بقرابة كالأولاد والآباء والفقراء.
وأقلّ ما يجزى فيها من الغنم (الضّأن والمعز) ما أوفى سنة ودخل في الثانية، وفي البقر (دخل فيه الجواميس) ما دخل في الرابعة، وفي الإبل (دخل فيه البُخْت) ما دخل في السادسة. والأفضل عند غير الحجيج الضّأن لجودة اللّحم فيها، فالمعز فالبقر فالإبل، والذَّكَر على أنثاه، والفحل على الخصر إن لم يكن الخصر أسمن، والأفضل للمضحي الجمع بين الأكل منها والإهداء والصّدقة.









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-11, 18:24   رقم المشاركة : 6101
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 للتذكير










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-11, 18:24   رقم المشاركة : 6102
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 للتذكير










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-11, 18:25   رقم المشاركة : 6103
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 للتذكير










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-11, 18:26   رقم المشاركة : 6104
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 للتذكير










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-11, 18:26   رقم المشاركة : 6105
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 للتذكير










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
القسم, تلميذ(ة), تخفيظ, جيدة, زريف

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:07

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc