القفص الذهبى .. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > ممّا راقـــنـي > قسم القصة، والرّواية، والمقامات الأدبية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

القفص الذهبى ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-08-22, 20:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زهرة المسيلة
جَامِـعَـةُ الزُّهُـورْ
 
الصورة الرمزية زهرة المسيلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي القفص الذهبى ..

القفص الذهبى






كانت الفكرة فكرته،
فقد أصرَّ فريد ابن التاسعة
على أن يشتريَ له أبوه قفصًا ذهبيًا
وفيه طائرا كَنارى ،

انّه يحبّ الكناري
بلونه الأصفر المائل إلى الحُمرة
وصوته العذب الرخيم ،
فقد شاهده عند صديقه منير .

كان ذلك منذ سنة ،
ولكن فريدًا
تغيّر في هذه الأيام كثيرًا ،
فقد علّمته
معلمة الصّفّ والتي يحبّها كثيرًا ،
علّمته
أنّ الطيور والعصافير
خُلقت لتعيش حُرّة
تنعم بالفضاء والحريّة والربيع
الذي ملأ الأرجاء ،
لا أن تُحبس في أقفاص.

لقد فكّر فريد وفكّر ...
كيف يمكن
أن يحرّر هذين الطائرين الجميلين
من الأسر ،
صحيح أن والده دفع ثمنهما
مبلغًا من المال ،
ولكنّ الحريّة أغلى ثمنًا

احتار فريد
هل يخبر امّه أم أباه بالأمر ،
أم يتصرّف بنفسه ،
وحكّ رأسه وضحك...

وفي اليوم التالي
عندما جاءت الأم لتطعم الكناريين ،
تعجّبت
حين لم ترَ الا كناريًا واحدًا.
أين الثّاني تساءلت ،
وتساءل الأب ،
وتساءل حتّى فريد ،
فباب القفص مقفَلٌ
ولا أثر للريش بجانبه.
وظلّ اللغز لغزًا ،
رغم أن الوالدين نظرا إلى ولدهما
نظرة فيها شيء من الشّكّ .

مرّت الأيام
والكناري يعيش الوحدة والحزن ،
فأقترح الأب أن يشتري كناريًا آخر ،
ولكنّ فريد

حاول ان يمنع هذه الخطوة ،
فاتفق الجميع على التأجيل.


اخذ فريد في عصر احد أيام
الربيع المتأخرة
القفص الذهبيّ والكناري في داخله،
أخذه إلى الحديقة
وعلّقه بغصن شجرة التوت ،
وما هي إلا لحظات
حتى هبط الكناري الثاني على القفص ،
وأخذ يزقزق
ويشارك شريكه الغناء.

نادى فريد
والديه ،
ونظر إليهما طويلا ،
وكأنه يرجوهما شيئًا .
ولم يخب ظنّه ورجاه ،
فها هو الأب
يقوم إلى باب القفص الذهبيّ فيفتحه ،
لينطلق الكناري الأسير
إلى الخارج مسرعًا ومزقزقًا
وكأنه يقول :
شكرًا ... شكرًا .


وطار الكناريان بعيدًا،
وطار معهما فريد إلى غرفته
ليعود حاملاً
من حصّالته مبلغاً من المال ،
وعرضه على أبيه
لقاء حريّة العصفورين ،
ومعتذرا
بأنه هو هو الذي حرّر الكناري الأول ،
في خطوة لتحرير الثاني .

ضحك الوالدان كثيرًا،
ورفضا قبول المبلغ ،
بل مدحاه على أخلاقه ومبادئه.

ظلّ القفص الذهبيّ
مُعلَّقًا بشجرة التوت ،
مفتوح الباب ، عامرًا بالطعام ،
يبيت فيه الكناريان ليلا،
ليطيرا صباحًا على أجنحة الحُريّة ،
ليس قبل أن يُغرّدا
أغنية الصّباح الجميلة
على نافذة غرفة فريد.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc