السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
وقد روى البخاري (1717) ومسلم (1317)
واللفظ له عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ :
أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ
وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا
وَأَنْ لَا أُعْطِيَ الْجَزَّارَ مِنْهَا .
قَالَ : نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا .
قال في "زاد المستقنع" :
" ولا يبيع جلدها ولا شيئا منها ، بل ينتفع به ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه (7/514) :
" وقوله : "ولا يبيع جلدها" بعد الذبح
لأنها تعينت لله بجميع أجزائها
وما تعين لله فإنه لا يجوز أخذ العوض عليه
ودليل ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
أنه حمل على فرس له في سبيل الله
يعني أعطى شخصاً فرساً يجاهد عليه
ولكن الرجل الذي أخذه أضاع الفرس ولم يهتم به
فجاء عمر يستأذن النبي صلّى الله عليه وسلّم
في شرائه حيث ظن أن صاحبه يبيعه برخص
فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: (لا تشتره
ولو أعطاكه بدرهم) ، والعلة في ذلك أنه أخرجه لله
وما أخرجه الإنسان لله فلا يجوز أن يرجع فيه
ولهذا لا يجوز لمن هاجر من بلد الشرك
أن يرجع إليه ليسكن فيه ؛ لأنه خرج لله من بلد
يحبها فلا يرجع إلى ما يحب إذا كان تركه لله عزّ وجل
ولأن الجلد جزء من البهيمة تدخله الحياة كاللحم
.[يعني لا يجوز بيعه كما لا يجوز بيع اللحم]
وقوله : "ولا شيئاً منها"
أي لا يبيع شيئاً من أجزائها ، ككبد ، أو رجل
أو رأس ، أو كرش ، أو ما أشبه ذلك
والعلة ما سبق " انتهى .
اخي الفاضل
بارك الله فيك