الحمد لله ظهر الحق ولو حاول طمسه الظالمون - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحمد لله ظهر الحق ولو حاول طمسه الظالمون

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-03-08, 19:27   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
alkachif
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلافة والحجاز والدولة القومية السعودية- الوهابية
23
أما بخصوص السؤال الثالث )كيف يتم تحقيق أو عقد الخلافة؟( فقد كانت إجابة اللجنة كما يلي:
-6 "النص من الخليفة السابق.
-9 "بيعة أهل الحل والعقد من المسلمين، أي الرجال الذين يطيعهم عامة الناس كالعلماء والأمراء
والوجهاء وأهل الرأي والتدبير.
-9 ) "التغلب والقهر من شخص مسلم حتى لو لم تتوفر فيه الشروط الأخرى". ) 67
وقد أدى تقديم اللجنة الثانية لهذا التقرير إلى مناظرة مهمة ومثيرة جد اً بين عبد العزيز الأفندي، وهو
أستاذ تونسي وكان أحد الموفدين العراقيين، وبين رئيس الوفد المصري الشيخ محمد الأحمدي
الظواهري ) 62 ( حول إمكانية تطبيق المبادئ الإسلامية النظرية وضرورة الاجتهاد:
ثعالبي أفندي:
" لا يشك شاك في أن مسألة الخلافة من أهم المسائل ، والبت فيها من الصعوبة بمكان عظيم . فأقترح
تأجيل المؤتمر سنة حتى نقتل هذه المسألة بحثًا . وأن البحث الفقهي في هذه المسألة غير كاف .
فللظروف أحكام وللأمكنة أحكام . وتأثر النظم الإسلامية ببعض السياسات الأجنبية له حكم آخر".
الشيخ الظواهري:
" نحن لم نرد فيما اجتمعنا لنظره من المسائل العلمية أن نكون مجتهدين لنحدث آراء جديدة ومذاهب
جديدة في الإسلام . أن بحثنا ينحصر فيما نقول المذاهب المعتبرة في الإسلام . أما التطبيق فلكم أن
تقولوا : إن هذا ليس من اختصاصنا".
ثعالبي أفندي:
" لا أريد مذهبًا جديدًا أو القول بالاجتهاد ، إنما أقول ذلك مستفتيًا . فإن كنتم تنقلون مسائل غير قابلة
للتطبيق في هذا العصر فماذا يكون الحكم ؟"
الشيخ الظواهري:
" إن فتح باب تطبيق الأحكام الشرعية في عصر دون عصر خطر على الإسلام . نحن نعرف أن تطبيق
) أحكام الدين العامة شيء واحد ، أما مراعاة أحكام الأزمنة في إحداث شروط جديدة فلا نقول بها". ) 69
إن إصرار الشيخ الظواهري على أن الشريعة أو القانون الإسلامي المقدس المنزّل غير خاضع
للتنقيحات لملائمة الظروف والأوقات المختلفة كان أمراً سائغا تماما بالطبع. فلا بد للشريعة أن تبقى
محفوظة بشكلها الذي نزلت به بغض النظر عما إذا وجد المسلمون أنفسهم قادرين أم لا لتطبيقها في
عصر معين. لذلك فإن استعادة الخلافة بالنسبة للشيخ الظواهري كان واجبا دينيا.ً وقد كان مصيبا بذلك
فعلاً!
وكان طرح الثعالبي أفندي للسؤال الذي لم يتلقّ أي إجابة عليه أكثر من سائغ، ذلك السؤال الذي مفاده إذا
ما كانت استعادة الخلافة واجبا دينيا في عنق المسلمين فماذا ستكون العواقب عليهم إذا فشلوا في سعيهم
لاستعادة الخلافة؟








 


رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 19:29   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
alkachif
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلافة والحجاز والدولة القومية السعودية- الوهابية
24
إن الخلل الرئيسي في طريقة كل من الظواهري والثعالبي أفندي تمثل في عدم التفاتهم إلى النص القرآني
) الصريح الذي يشير إلى أن اله قد جعل لكل مجتمع ديني شريعةً ومنهاج ا )أو طريقا مفتوحا(ً. ) 91
ونتيجة لذلك فبالإضافة إلى القانون المقدس الخالد الذي لا يتغير والذي أصر الظواهري على أن نظل
أوفياء له على الدوام، فهناك أيضا منهاج مرن حيث يمكن للعبقرية البشرية أن تتجلى فيه بتكييفه حسب
الأوضاع والحالات مع الحفاظ على القانون في الوقت ذاته.
إن المشكلة الأساسية، التي فشلت اللجنة الثانية والمؤتمر بأسره في إدراكها وفي معالجتها والتي نتج
عنها فشل المؤتمر، كانت مشكلة إعادة النظر في ما يسمى بالتفسير التقليدي للنظام الإسلامي العام )دار
الإسلام( وللمفهوم الإسلامي للنظام العالمي. فمؤسسة الخلافة لم تنشأ في فراغ. وإنما مثلت جزءً من دار
الإسلام. ودار الإسلام لم تعد موجودة في العالم في العام 6991 . بل إنها لم تكن موجودة حتى في مكة
أو المدينة. لقد عاد العالم الإسلامي إلى مرحلة ما قبل الهجرة من وجوده.
إن حل هذه المشكلة يتمثل بتأسيس جماعات متعددة في كافة أرجاء العالم الإسلامي، وكل جماعة لها
أمير أو إمام يبايعه أعضاء تلك الجماعة، ومن ثم يتولى الأمير شؤون الجماعة بحذر وإلى أقصى حد
ممكن بطريقة تتلاءم مع الشريعة. حتى إذا ما ظهرت إمكانية إنهاء الحكم السعودي الوهابي على –
الحجاز وصار بمقدور المسلمين استعادة الاستقلال الحقيقي للحجاز فحينئذ سيكون من الممكن استعادة
دار الإسلام. وفي ذلك الوقت سيكون لدار الإسلام أمير وسيكون على أمير كل جماعة إعطاء البيعة
لأمير دار الإسلام 2
وقد أمر الرسول في حالة كان هنالك رجلان يدّعيان الإمارة على جماعة المسلمين في الوقت نفسه )أي
في دار الإسلام( فينبغي قتل الثاني منهم.
إنه لأمر بالغ الأهمية أن نلاحظ أن الآية القرآنية:
"يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" النساء 19
لم تأمرنا أن نطيع شخصا واحداً كونه ولي الأمر. بل إنها أمرتنا بطاعة أولي الأمر )بالجمع(. لذا فإن
القرآن يقر بوضوح إمكانية وجود قيادة جماعية )مؤقتة( في الأمة ما دامت دار الإسلام غير موجودة.
في المرحلة المبكرة لتاريخ الإسلام بعد وفاة الرسول، أعطت الأمة السلطة على كامل المجتمع لشخص
واحد. وكان هذا، ولا يزال، أمر لا غنى عنه لتدعيم التكوين السياسي الإسلامي. وبالتأكيد فقد اتضح،
ولنفس السبب، ضرورة تحديد اختيار القائد ليكون من قبيلة قريش، وهي القبيلة التي ينتمي إليها
الرسول.
إلا أن القيادة المركزية، على الرغم من ذلك، دامت قرابة قرن من الزمان قبل أن تظهر التعددية. وحينئذ
لم تفلح الأمة طوال بقية تاريخها في استعادة القيادة المركزية. ولكنها، مع ذلك، ظلت موجودة كأساس
عقائدي من المفترض على الأمة أن تطمح إليه.
2 بعد حوالي أربعين سنة من تأليف هذا الكتاب وبعد دراسة المؤلف لعلم اخر الزمان توصل الى نتيجة ان عودة الخلافة الإسلامية الحق لن تتم
سوى بعد ظهور الامام المهدي في اخر الزمان وأن الحل حتى ذلك الوقت هو في القرى الإسلامية في الريف البعيد التي يكون لها امير وشورى
وتطبق بأقصى قدر ممكن نموذج الخلافة الإسلامية على مستوى هذه القرية الصغيرة.
الخلافة










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 19:31   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
alkachif
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلافة والحجاز والدولة القومية السعودية- الوهابية
25
ولكن ينبغي أن نفهم أن القرآن حينما أقرّ إمكانية تعددية القيادة فقد مكّن الأمة من استعادة نظام القيادة
المركزية في دار الإسلام من خلال عملية تدريجية تعترف مؤقتا بتعددية القيادة على جماعات مختلفة ما
دامت دار الإسلام غير موجودة.
لقد فشلت اللجنة الثانية في النظر في هذه الإمكانية، ونتيجة لذلك انتهى المؤتمر نفسه بالفشل. وقد احتوى
تقرير اللجنة الثانية على خلل خطير آخر، وهو خلل يعود للنظرية السياسية الإسلامية القديمة. فالتقرير
يقول إن منصب الخليفة من الممكن أن يعطى عن طريق تعيين الخليفة السابق أو عن طريق التغلّب.
فليس هنالك لا في القرآن ولا في السنة النبوية ولا في نموذج الخلفاء الراشدين أي أساس يدعو إلى
اعتقاد أن القيادة في الإسلام يمكن تكتسب عن طريق التغلّب أو بتعيين الخليفة السابق. ومع هذا فمن
الجدير بالذكر ملاحظة أن الإمارة الإسلامية في أغلب أزمان التاريخ الإسلامي بل وحتى في العالم
الإسلامي المعاصر كانت بصورة مطردة في الغالب على شكل سلالات حاكمة أو عن طريق التغلّب
)والحكم العسكري المعاصر الآن يشكل جزءً من "التغلّب"(.
لقد أساءت الأجيال اللاحقة من علماء المسلمين فهم الطبيعة الحقيقية لتعيين الخليفة الأول أبو بكر
)رضي اله عنه( المزعوم للخليفة الثاني عمر. و قد يشك المرء بالتأكيد بأن الكثير من علماء السنة قد
استغلوا الفهم الخاطئ الذي ساد قرون التنظير اللاحقة لإعطاء الشرعية العقائدية لقرون السلالات
الملكية الحاكمة في الإسلام. وفي الواقع فإن تعيين أبي بكر )رضي اله عنه( لعمر )رضي اله عنه( لم
يكن بسبب أن منصب الخليفة أعطاه الحق لذلك، ولكن بسبب أن الناس الذين كان لهم الحق في تعيين
الخليفة الجديد وكلوا ذلك الحق بحرية لأبي بكر )رضي اله عنه(.
لقد كان العلماء في الحقيقة مخطئين خطأ فادحا في إعلانهم أن الشريعة أجازت أن يقوم الخليفة الحالي
بتعيين من يخلفه وأخطئوا في دعمهم نتيجة لذلك للسلالات الملكية الحاكمة على مر تاريخ الخلافة – -
وحتى يومنا هذا كالأمويين والعباسيين وكالخلافة العثمانية والمملكة السعودية في الجزيرة العربية
والمملكة الهاشمية في الأردن والمملكة الشريفية في مراكش فضلاً عن الممالك الخليجية المتعددة.
و بعد ذلك، ولخلط الأمور أكثر، قام العلماء بمنح كل من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي )رضي اله
عنهم أجمعين( لقب "الخلفاء الراشدين" مؤكدين بذلك أن ثمة شيئا خاطئا بصورة جدية في خلافة معاوية
وكل من جاء بعده. والأمر اللافت للنظر في خلافة الخلفاء الأربعة الأول بالطبع كان الغياب التام حتى
لشائبة الشبهة في وجود السلالة الملكية الحاكمة أو اكتساب المنصب عن طريق التغلّب. )هذا وإننا ندرك
أن هناك البعض ممن يتساءل عن الحكمة في قيام العلماء بإسدال ستار الخلفاء الراشدين بموت علي.
وهم سوف يصرون على أن يُضم معاوية إليهم أيضا.ً ورغم ذلك فإن هؤلاء يشكلون أقلية ضئيلة في
صفوف علماء الإسلام السنة(.
إن المأزق الذي وقع فيه العلماء في مؤتمر الخلافة عام 6991 كان ولا يزال سببا للقلق الحقيقي. فقد
احتجوا عام 6991 على إلغاء الخلافة العثمانية التي كانت في الواقع سلالة ملكية حاكمة. وكانوا في عام
6991 عاجزين تماما،ً حتى على مستوى التحليل النظري، عن استبدال النظام اللاإسلامي المتمثل
بالسلالة الملكية الحاكمة بالنظام العام الذي يتوافق مع متطلبات الدين.










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 19:35   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
alkachif
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلافة والحجاز والدولة القومية السعودية- الوهابية
26
فالآية القرآنية الأساسية التي تخص آليات القيادة في النموذج الإسلامي تبين أن على المسلمين القيام
بشؤونهم على أساس التشاور المشترك:
"وأمرهم شورى بينهم" الشورى 12
لقد كان المعنى الأساسي لهذه الآية هي أن تنصيب القائد وعزله واستبداله بغيره في المجتمع الإسلامي
)وهذه الأمور هي الأهم من بين الشؤون المشتركة للمؤمنين( لا بد أن يتم من خلال عملية شورى
مشتركة بين جميع المؤمنين. وعندما اعترف العلماء ) 96 ( بحق الخليفة السابق في تعيين من يخلفه أو
بصحة منصب الخليفة المكتسب بالتغلّب فقد وقعوا في تناقض واضح مع القرآن، فالمؤمنون قد حُرموا
حقا أعُطوه من اله نفسه.
والمؤمنون بالتأكيد قد أصابهم بالغ الضرر خلال تاريخ الأمة بأسره تقريبا.ً فقد كانوا يُستدعون )لأداء
الواجب الديني المتمثل بالبيعة( وأرواحهم على المحك، للمصادقة على تعيين قيادة لم يكن لهم أي دور
في صنعها. إذ كان من الجلي أن رفض المصادقة كان يعد عصيان ا،ً والذي بدوره يشكل تهديداً واضحا ) للخليفة الحالي الذي كان يطمح فقط في إعطاء الشرعية لحكمه. ) 99
لقد كان جواب اللجنة الثانية على السؤال " كيف يتم عقد الخلافة؟" ناقصا من ناحية أخرى. فالطريقة
الأولى والثالثة )التعيين والتغلّب( كانت كما أسلفنا معارضة لصريح القرآن ولا يوجد ما يساندها في
نموذج الرسول والخلفاء الراشدين. بل حتى فيما يتعلق بالطريقة الثانية، أي "اختيار الناس"، فإن اللجنة
الثانية فشلت في تبيين الآلية التي كان من الممكن استخدامها في عام 6991 لغرض تطبيق هذه الطريقة.
وفي النهاية فلنا أن نلاحظ مجدداً أن مداولات اللجنة الثانية قد أظهرت بوضوح أن علماء الأزهر، الذين
يبدو أنهم لم يدرسوا الفكر المعاصر، كانوا في الواقع غافلين عن الطبيعة الحقيقية لنظام الدولة الحديثة
الذي كان على وشك أن يُفرض على العالم الإسلامي ويفتن وعي المسلم السياسي ويحبسه.
اللجنة الثالثة
لقد كانت اللجنة الثالثة صريحة إلى حد بعيد وواقعية في مداولاتها فاستنتجت بشجاعة في تقريرها ما
يلي:
) "... إن الخلافة ... لا يمكن تحققها في الوقت الحاضر نظراً للوضع الذي عليه المسلمون الآن. ) 99
وكانت أسباب ذلك هي:
"... ففي المقام الأول لم تظهر حتى الآن جماعة من الثقات تكون مسئولة شرعا عن إعطاء البيعة".
)91(
إن اللجنة الثالثة اعترفت هنا إن الآلية التقليدية )أهل الحل والعقد(، والتي من المفترض أن تسُتخدم
لتقرير خيار الشعب، كان تطبيقها متعذراً عام 6991 . وكانت اللجنة لتبدو أكثر صراحة لو أنها ذكرت
أيضا أن هذه الآلية لم تطبق في الحقيقة بشكل صحيح في التاريخ الإسلامي. ومع هذا فقد كانت صريحة
بما يكفي لتعترف بالتالي:









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 19:36   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
alkachif
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلافة والحجاز والدولة القومية السعودية- الوهابية
27
".. فإن الخلافة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية بالمعنى الحقيقي للكلمة وجدت فقط في الصدر الأول من
) الإسلام." ) 91
وقد لاحظت اللجنة أن المؤتمر حاول أن يجمع الممثلين عن كل الشعوب الإسلامية في القاهرة وأن
يدرس إمكانية توليتهم مهمة اختيار خليفة جديد. لكن اللجنة لفتت الانتباه إلى أن المؤتمر لم يمثل كل
العالم الإسلامي حيث إن الكثير من الشرائح المهمة في المجتمع الإسلامي العالمي لم ترسل ممثليها.
وينبغي أن نلاحظ أن هذا الإعلان يفهم منه ضمنا أن المؤتمر لو استقطب ممثلين من كل الشعوب
الإسلامية، لتمكن من اختيار خليفة. ولكان ذلك، بصرف النظر عن حقيقة كونه انتخابا،ً الأول من نوعه
في التاريخ الإسلامي كله.
ولكن ربما كان الأمر الأكثر إثارة من بين كل الأسباب التي قدمتها اللجنة الثالثة لتفسير استحالة تحقيق
الخلافة في ذلك الوقت بالتحديد متمثلاً في الحقيقة بما يلي:
"... إن الخليفة، إذا ما نُصب، لن يكون بمقدوره أن ينجز واجبه الأساسي في ممارسة النفوذ الفعلي على
دار الإسلام. فالكثير من أجزاء دار الإسلام كانت تحت السيطرة الأجنبية. والقلة القليلة الباقية، التي
كانت تتمتع بالحرية والاستقلال، كانت مشحونة بالنزعة القومية التي تأبى على إحدى الجماعات أن تقبل
) قيادة جماعة أخرى، ناهيك عن السماح لها بالتدخل في شؤونها العامة." ) 91
ويبدو أن اللجنة الثالثة لم تكن واعية حتى لحقيقة أن المفهوم السياسي لدار الإسلام كان نفسه متعرضا لهجوم شرس يشنه الفكر السياسي العلماني الغربي، وكان على وشك أن ينتقل إلى عالم النسيان.
بل إن الأمر الأغرب كان حقيقة أن تسمى أجزاء من العالم الإسلامي التي كانت تحت الاحتلال الأجنبي
بدار الإسلام. فهي ما دامت تحت السيطرة الأجنبية لم تعد تشكل جزءً من دار الإسلام )لأن التعريف
الأساسي لدار الإسلام يتطلب أن تكون أرضا حيث السلطة الكبرى لله هي الغالبة على المؤمنين(. ثانيا،ً
إذا لم يستطع خليفة معين من بسط نفوذه الفعال على باقي العالم المسلم الحر فهذا بالتأكيد لم يكن بالشيء
الجديد في الإسلام. وهذا لم يمنع الخلافة من العمل لأكثر من ألف وثلاثمائة سنة.
إن الحقيقة التي كان على اللجنة الثالثة أن تبينها هي أن مدن مكة والمدينة كانت تحت السيطرة السعودية
الوهابية، ونتيجة لذلك فان أي خليفة يتم تعيينه سيعاني من مسؤوليات لا تحصى تتمثل في عدم قدرته –
على بسط نفوذه على الحرمين. وفي الوقت الذي لم يكن ثمة خليفة وكانت المؤسسة نفسها متعرضة
للهجوم، وبشكل أكثر منه في الأوقات الاعتيادية، فقد كان من الواجب على أي رجل يتم تعيينه للمنصب
أن يفرض سيطرته على الحرمين ومن ثم على الحج. ولقد كان هذا في الواقع أساس مسعى الشريف
حسين في ادعاء الخلافة لنفسه.
إن الحاكم السعودي الوهابي الذي بسط نفوذه على الحرمين قد أعطى مثالاً واضحا عن حقيقة كونه –
قوة تؤخذ بعين الاعتبار فضلاً عن عدم كونه مهتما بالخلافة أصلاً. وهنا تكمن أهم المآزق التي واجهت
مؤتمر الخلافة.
وما كان على اللجنة أن تفعله، وهي لم تفعله، هو أن تخلص إلى الاستنتاج اليسير الذي يقول بعدم
إمكانية تعيين خليفة يحظى باعتراف المسلمين طالما أن الغرب قد سيطر على الحرمين وعلى الحج.
وسيستمر الغرب في ممارسة هذه السيطرة السياسية ما دام الوهابيون مسيطرين على الحرمين. وبالتالي










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 19:37   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
Terrified-dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اوجعكم موضوعي عن الروافض و كشف مخططهم لقتل السنيين
هههههههههه و خرجتوا خرجة جديدة حيث تريدون تسويق قصة ال سعود ههههه و هل ال سعود يمثلون الاسلام
نحن نتكلم عن دين الروافض و ليس شخصهم فلا تتخدونا اغبياء
الله فضحكم يا روافض
تكلم عن الاسلام الصحيح الدي يتبعه اغلبية المسلمين و تكلم عن الكذب الرافضي و قارن بين الدين الرافضي و سأتيك بالفتاوي الرافضية من كتبهم
لا داعي للاغنية ال سعود لانهم ليسوا انبياء او صحابة










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 19:43   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
alkachif
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلافة والحجاز والدولة القومية السعودية- الوهابية
27
".. فإن الخلافة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية بالمعنى الحقيقي للكلمة وجدت فقط في الصدر الأول من
) الإسلام." ) 91
وقد لاحظت اللجنة أن المؤتمر حاول أن يجمع الممثلين عن كل الشعوب الإسلامية في القاهرة وأن
يدرس إمكانية توليتهم مهمة اختيار خليفة جديد. لكن اللجنة لفتت الانتباه إلى أن المؤتمر لم يمثل كل
العالم الإسلامي حيث إن الكثير من الشرائح المهمة في المجتمع الإسلامي العالمي لم ترسل ممثليها.
وينبغي أن نلاحظ أن هذا الإعلان يفهم منه ضمنا أن المؤتمر لو استقطب ممثلين من كل الشعوب
الإسلامية، لتمكن من اختيار خليفة. ولكان ذلك، بصرف النظر عن حقيقة كونه انتخابا،ً الأول من نوعه
في التاريخ الإسلامي كله.
ولكن ربما كان الأمر الأكثر إثارة من بين كل الأسباب التي قدمتها اللجنة الثالثة لتفسير استحالة تحقيق
الخلافة في ذلك الوقت بالتحديد متمثلاً في الحقيقة بما يلي:
"... إن الخليفة، إذا ما نُصب، لن يكون بمقدوره أن ينجز واجبه الأساسي في ممارسة النفوذ الفعلي على
دار الإسلام. فالكثير من أجزاء دار الإسلام كانت تحت السيطرة الأجنبية. والقلة القليلة الباقية، التي
كانت تتمتع بالحرية والاستقلال، كانت مشحونة بالنزعة القومية التي تأبى على إحدى الجماعات أن تقبل
) قيادة جماعة أخرى، ناهيك عن السماح لها بالتدخل في شؤونها العامة." ) 91
ويبدو أن اللجنة الثالثة لم تكن واعية حتى لحقيقة أن المفهوم السياسي لدار الإسلام كان نفسه متعرضا لهجوم شرس يشنه الفكر السياسي العلماني الغربي، وكان على وشك أن ينتقل إلى عالم النسيان.
بل إن الأمر الأغرب كان حقيقة أن تسمى أجزاء من العالم الإسلامي التي كانت تحت الاحتلال الأجنبي
بدار الإسلام. فهي ما دامت تحت السيطرة الأجنبية لم تعد تشكل جزءً من دار الإسلام )لأن التعريف
الأساسي لدار الإسلام يتطلب أن تكون أرضا حيث السلطة الكبرى لله هي الغالبة على المؤمنين(. ثانيا،ً
إذا لم يستطع خليفة معين من بسط نفوذه الفعال على باقي العالم المسلم الحر فهذا بالتأكيد لم يكن بالشيء
الجديد في الإسلام. وهذا لم يمنع الخلافة من العمل لأكثر من ألف وثلاثمائة سنة.
إن الحقيقة التي كان على اللجنة الثالثة أن تبينها هي أن مدن مكة والمدينة كانت تحت السيطرة السعودية
الوهابية، ونتيجة لذلك فان أي خليفة يتم تعيينه سيعاني من مسؤوليات لا تحصى تتمثل في عدم قدرته –
على بسط نفوذه على الحرمين. وفي الوقت الذي لم يكن ثمة خليفة وكانت المؤسسة نفسها متعرضة
للهجوم، وبشكل أكثر منه في الأوقات الاعتيادية، فقد كان من الواجب على أي رجل يتم تعيينه للمنصب
أن يفرض سيطرته على الحرمين ومن ثم على الحج. ولقد كان هذا في الواقع أساس مسعى الشريف
حسين في ادعاء الخلافة لنفسه.
إن الحاكم السعودي الوهابي الذي بسط نفوذه على الحرمين قد أعطى مثالاً واضحا عن حقيقة كونه –
قوة تؤخذ بعين الاعتبار فضلاً عن عدم كونه مهتما بالخلافة أصلاً. وهنا تكمن أهم المآزق التي واجهت
مؤتمر الخلافة.
وما كان على اللجنة أن تفعله، وهي لم تفعله، هو أن تخلص إلى الاستنتاج اليسير الذي يقول بعدم
إمكانية تعيين خليفة يحظى باعتراف المسلمين طالما أن الغرب قد سيطر على الحرمين وعلى الحج.
وسيستمر الغرب في ممارسة هذه السيطرة السياسية ما دام الوهابيون مسيطرين على الحرمين. وبالتالي









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 19:45   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
alkachif
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلافة والحجاز والدولة القومية السعودية- الوهابية
28
فان الواجب الحتمي في تلك الساعة كان إيجاد الطرق والوسائل لمقارعة الدبلوماسية البريطانية في شبه
الجزيرة وإنهاء السيطرة السعودية البريطانية على الحرمين واستعادة السيطرة على الحرمين وعلى –
الأمة.

إن التقرير الذي قدمته اللجنة الثالثة قد ناشد المؤتمر أن لا تثبط عزيمته بسبب عدم النجاح في حل
مشكلة الخلافة وفي تعيين خليفة جديد:
) "يكفي المؤتمر أن يعلم أنه قد قدم خدمة جليلة للمسلمين في تحديد الداء وتسمية الدواء لهم." ) 97
وكان هذا الدواء متمثلاً في التوصية التالية:
"... أن تتضافر الشعوب الإسلامية على تنظيم عقد مؤتمرات بالتوالي في البلاد الإسلامية المختلفة
لتبادل الآراء بين أعضائها من وقت إلى آخر حتى يتيسر لهم مع الزمن تقرير أمر الخلافة على وجه
يتفق مع مصلحة المسلمين )92( ".
قرارات المؤتمر
إن المؤتمر قد أصابه الذعر بسبب التشاؤم الذي ملأ تقرير اللجنة الثالثة. حتى إن الشيخ الظواهري أطلق
عليه "تأبين الإسلام". أما الوفود التي قامت مسبقا بفتح المؤتمر للعموم وللصحافة فقد قرروا الآن إخفاء
فقرة من فقرات التقرير عن الصحافة. ) 99 ( أما الشيخ الظواهري، والذي قاد المعارضة ضد تقرير
اللجنة الثالثة، فقد قدم مسودة قرار تبناه المؤتمر. ) 91 ( وقد أكد القرار على أن الخلافة يمكن تحقيقها.
ويجب عقد مؤتمر آخر تكون فيه كل الشعوب الإسلامية ممثلة بصورة كافية وسوف يتخذ ذلك المؤتمر
الإجراءات اللازمة لتأسيس الخلافة التي تتوفر فيها كل الشروط التي حددتها الشريعة. وباختصار، فان
مؤتمر اً كهذا سوف ينتخب خليفة جديداً.
وعلى هذه الملاحظة المتفائلة اختتم المؤتمر. أما اللجنة الثالثة، والتي رفضها المؤتمر، فقد وجدت أن
شكوكها قد تحققت في النهاية إذ إن المؤتمر المقترح، والذي كان من المفترض أن ينتخب خليفة جديداً،
لم ينعقد أصلاً. وكان العالم الإسلامي في الواقع داخلاً في مرحلة ما بعد الخلافة من وجوده. والسبب
الرئيسي لهذا كان الحكم السعودي الوهابي على الحجاز والحرمين، ومن ثم تأسيس الدولة القومية –
السعودية الوهابية المتمثلة بالعربية السعودية كدولة عميلة للغرب الملحد. –
وحالما هدأت الأوضاع المتعلقة بمبادرة الأزهر في الرد على إلغاء الخلافة العثمانية، كان من الواضح
أن الإستراتيجية العدائية لبريطانيا وصهاينة اليهود قد تمخضت عن إنجاز استثنائي، ألا وهو: إسلام ما
بعد الخلافة!









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 19:46   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
alkachif
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الفصل الرابع
البديل السعودي الوهابي المخادع للخلافة –
– مؤتمر العالم الإسلامي في مكة في حزيران تموز من عام 6291
إن مؤتمر العالم الإسلامي، والذي عقد في مكة في شهر تموز من عام 6991 ، قد بدأ نشأته في جزيرة
العرب على أثر إلغاء الخلافة العثمانية وبالتحديد في بيت آل سعود الذي بسط نفوذه حديثا على الجزيرة.
فقد استعاد عبد العزيز بن سعود أرض نجد بعد سلسلة صراعاته التي بدأت بسيطرته على الرياض عام
6919 . وإذ إن اللبنة السياسية لحكم آل سعود قد بنيت على الأسس الدينية للحركة الوهابية فقد كان من
المحتم لنجد الوهابية أن تتحدى الحجاز كلما سنحت الفرصة من أجل إخضاع قلب الإسلام بالقوة ل
)المفهوم الوهابي( للإيمان الحقيقي.
وقد لاحت الفرصة حين انتزع الشريف حسين )شريف مكة الذي عينه العثمانيون( والذي كان يعمل -
بانسجام مع إستراتيجية قوى الحلفاء في الحرب العالمية الأولى الحجاز من أيدي العثمانيين الأتراك -
عام 6961 وبسط عليها نفوذ البيت الهاشمي للحسين. وهو بفعله هذا قد منع الوهابيين من أداء الحج.
وبصرف النظر عن الصراع العقائدي مع الوهابيين الذي استخدمه لتبرير هذا المنع، فقد كان واعيا لحقيقة أن نجداً الوهابية تمثل أقوى تهديد لحكمه على الحجاز.
وقد دخل كل من حسين وابن سعود في تحالف مع البريطانيين خلال الحرب، لذا فلم يكن ابن سعود
ليحاول أن يأخذ الحجاز ما دامت الحرب مستمرة. وحتى بعد انتهاء الحرب فقد كان من الحكمة أن
يتريث ليرى ما هي الخطوات التي سيتخذها الخليفة في اسطنبول لاستعادة السيطرة على الحجاز.
وما كان إلا أن ألغيت الخلافة حتى حان الوقت أخيراً ليتحرك ابن سعود ضد حسين. وكان حسين بالطبع
مدركا تماما لذلك، ولم يكن ثمة جدوى في محاولة حشد دعم العالم الإسلامي ليقوي جانبه ضد ابن سعود
فقد نادى بالخلافة لنفسه في 7 آذار من عام 6991 )أي بعد مرور أربعة أيام على إلغاء الخلافة
العثمانية(.









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 19:51   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
Terrified-dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

يا مسكين ال سعود لا يمثلون الاسلام
المسلمين لا يأخدون الاسلام من ال سعود بل من القران و السنة
الروافض يقولون القران محرف
هل تعتقد ان الجزائريين اغبياء لكي يصدقوا خزعبلات اليهود الشيعة

انت واهم










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 19:52   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
alkachif
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلافة والحجاز والدولة القومية السعودية- الوهابية
30
لقد أصبحت سنة 6991 أكثر سنة للحوادث في تاريخ الإسلام. فقد رد ابن سعود على إعلان خلافة
حسين بالهجوم على الحجاز. واحتلت القوات النجدية لابن سعود مدينة الطائف في 1 أيلول من عام
6991 واحتلت مكة في 69 كانون الثاني من عام 6991 أما جدة فقد تم الاستيلاء عليها وذهب "الخليفة"
و "ملك العرب" المنحوس إلى المنفى. ولم يكن من المفاجئ أن يجد أعيان مكة أن من الملائم أن ينادوا
بابن سعود ملكا على الحجاز.
وبدأت جزيرة العرب، التي أضحت موحدة تحت الحكم السعودي الوهابي، وعلى الفور تقريبا في –
تأكيد دعواها في قيادة الأمة، وعرضت ، خلال هذه المسيرة، طريقا بديلا للوحدة الإسلامية سوى
الخلافة، ألا وهو طريق التضامن الإسلامي "الإقليمي" داخل نظام للدول القومية الإسلامية ذات السيادة.
لقد كان جميع حكام الحجاز السعوديين الوهابيين مدركين بشكل جيد أن العالم الإسلامي لن يقبل قيادة –
وهابية. لذا فقد كانت الخلافة السعودية الوهابية أمراً مستحيلاً. ومن ناحية أخرى فإذا ما اجتمع –
المسلمون ونصبوا خليفة فان ذلك سيكون أمراً ينطوي على خطر فعلي كبير على الحكم السعودي –
الوهابي على الحجاز. وقد ينتج عنه تكرر التجربة الكارثية التي حدثت قبل أكثر من قرن حينما تم طرد
الوهابيين خارج الحجاز على يد جيش أرسل من مصر.
ونتيجة للتهديد الوشيك الذي فرضه مؤتمر الخلافة المنعقد في القاهرة في شهر أيار من عام 1926 ، فقد
بدأ السعوديون في البحث عن مؤسسة وميدان سياسي بديل للخلافة. وقد وجدوا ضالتهم في نظام الدول
القومية الإسلامية و نظام التضامن والتعاون الإسلامي العالمي. ) 96 ( إن أسس النظام الجديد كانت قد
وضعت مسبقا،ً وبشكل ملائم فعلاً للسعوديين الوهابيين، مع تأسيس جمهورية تركيا على يد مصطفى –
كمال في مركز الخلافة نفسه.

ولم يلقوا بالاً لكون نظام الدول القومية والذي كان الابتكار السياسي للغرب العلماني، والذي شكل -
حجر الأساس لنموذج المجتمع العلماني الجديد متعارضا بشكل واضح مع الأحكام الشرعية للنظام -
الإسلامي العام. فما كان مهما بالنسبة لهم هو أن نظام الدول القومية الإسلامي سيضع الحكم السعودي –
الوهابي على الحجاز في موقع حصين من الناحية العملية. إن الدولة الوهابية التي رفعت أعظم
الاعتراضات على البدعة أصبحت الآن، بنفسها، تقترح أعظم البدع على الإطلاق في تاريخ الأمة !
وبناء على ذلك فإن الإستراتيجية السعودية الوهابية تمثلت بتنظيم مؤتمر منافس لمؤتمر الخلافة الذي –
عقد في حزيران من عام 6991 . وقد أطلقوا على مؤتمرهم اسم )مؤتمر العالم الإسلامي( وعقدوه في
مكة في شهر تموز من عام 6991 في موسم الحج. وبالنظر إلى طبيعة وسائل النقل المتوفرة في عام
6991 فقد كان من الصعوبة بمكان على الوفود أن يحضروا المؤتمرين كليهما. وهكذا كان السعوديون
يقومون بمبادرة سياسية محسوبة وماكرة ترغم العالم الإسلامي على اختيار حضور أحد المؤتمرين فقط.
لقد كان الغرض الوحيد للمؤتمر الذي أشرف عليه السعوديون هو تعليق النظام الإسلامي العام التقليدي
وإدخال نظام الدول القومية الإسلامية. ففي هيكلية النظام الإقليمي الإسلامي الجديد سيسعى السعوديون
الوهابيون إلى كسب الاعتراف بحكمهم على الحجاز. –
إلا إن الأعمال التحضيرية للمؤتمر أظهرت أن القائد السعودي قد أبرز نفسه بمكر لجميع المدعوين على
أنه "بطل" الإسلام وتعهد باستعادة الإسلام الأصلي إلى جزيرة العرب.










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 19:55   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
alkachif
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلافة والحجاز والدولة القومية السعودية- الوهابية
31
لقد كان الوهابيون، كما لاحظنا مسبقا،ً يدركون أن العالم الإسلامي لن يقبل بخليفة وهابي. ولكن قبل ذلك
بزمن طويل كان محمد بن عبد الوهاب نفسه قد تأثر بآراء ذلك المفكر الإسلامي الحاذق الإمام بن تيمية.
وكانت وجهة نظرهم تتمثل في إن الخلافة الأصلية، وبسبب أنها لم تؤسس بشكل صحيح، قد عملت
كأداة لتفريق الأمة. وبناءً على ذلك، فلا يمكن أن تكون الخلافة رمز وأساس وحدة الأمة. فهذا الدور لا
بد أن يعطى للشريعة.
ولذلك، فقد بدا من الطبيعي أن تبقى نجد والحجاز الوهابيتان بمعزل عن مؤتمر الخلافة في القاهرة.
وبسبب المكانة الإستراتيجية التي احتلتها نجد والحجاز من حيث سيطرتها التي اكتسبتها حديثا على قلب
الإسلام، فقد كان من المتوقع أن تنتهز القيادة السعودية الوهابية الفرصة التي توفرت بسبب إلغاء –
الخلافة العثمانية وهزيمة الخلافة الشريفية قصيرة الأمد، ليقودوا الأمة قدما في مسيرة جديدة للوحدة.
)99(
– إن حقيقة التاريخ الذي حدده ابن سعود لعقد مؤتمر العالم الإسلامي في حزيران تموز من عام 6991
)أي بعد شهر واحد من عقد مؤتمر الخلافة في القاهرة( كان يعني بوضوح أن هذا المؤتمر قد نُظم
ليكون بديلاً لمؤتمر الخلافة.
وعلاوة على ذلك فقد كان هناك سبب آخر لقرار عقد مؤتمر العالم الإسلامي في مكة. فقد أراد ابن
سعود اعترافا إسلاميا عالميا بسلطته على الأرض المقدسة. وكان هذا أمراً بالغ الأهمية بالنسبة
للوهابيين إذ كانت هنالك اختلافات دينية كبيرة بينهم وبين بقية العالم الإسلامي. وكان أحد هذه
الاختلافات حقيقة أن الوهابيين قد اتبعوا المذهب الحنبلي في الفقه وكانوا أقلية صغيرة في عالم إسلامي
) هيمن عليه أتباع المذهب الحنفي والشافعي والمالكي. ) 99
وعندما كسب الوهابيون في القرن الثامن عشر سيطرة قصيرة الأمد على الأرض المقدسة ارتكبوا –
بتعصبهم الأعمى حمامات دم شنيعة. وكان هنالك غضب وكراهية لهم منتشرة بشكل واسع في العالم –
الإسلامي وتمكن جيش مصري أرُسل إلى الحجاز من هزيمتهم وطردهم إلى الصحراء. لذا فقد أراد
) الوهابيون في المرة الثانية ضمان أن العالم الإسلامي سيعترف بحكمهم على الأرض المقدسة. ) 91
وكان هذا هو الهدف الأساسي الثاني من وراء عقد مؤتمر العالم الإسلامي.
وفود المؤتمر
إن مؤتمر العالم الإسلامي الذي عقد في مكة في شهر حزيران من عام 6991 كثمرة لجهود ابن سعود
قد لقي ترحيبا كبيراً لكونه أول اجتماع من نوعه في تاريخ الإسلام. حتى إن ابن سعود نفسه أشار إلى
ذلك في خطبته الافتتاحية قائلاً:
) "لعل اجتماعكم هذا، في شكله وموضوعه، أول اجتماع في تاريخ الإسلام." ) 55
وقد كان المقصود من المؤتمر منذ البداية أن يكون منظمة دائمية:
) "ونسأله تعالى أن يكون هذا المؤتمر سنة حسنة، تتكرر في كل عام )في موسم الحج(." ) 53










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 19:57   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
alkachif
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلافة والحجاز والدولة القومية السعودية- الوهابية
32
وخلافا لمؤتمر الخلافة في القاهرة فان مؤتمر مكة قد استقطب تجمعا تمثيلي ا إضافة إلى التمثيل عالي
المستوى. فقد كانت كل المجتمعات الإسلامية المهمة وكل الدول الإسلامية المستقلة ممثلة )ما عدا
إيران(. فمن شبه القارة الآسيوية الجنوبية جاء ممثلون على أعلى مستوى عن كل المنظمات الإسلامية
المهمة. فعلى سبيل المثال ترأس السيد سليمان الندوي الوفد الممثل لجمعية الخلافة الهندية. ) 53 ( أما
أعضاء الوفد الثلاثة الآخرين فقد كانوا الملا محمد علي جوهر وأخاه الملا شوكت علي وصهره شعيب
قرشي. وكان ثمة وفد ترأسه السيد محمد كفاية اله يمثل جمعية العلماء الهندية ووفد آخر ترأسه الشيخ
ثناء اله يمثل جمعية أهل الحديث الهندية.
وترأس مفتي فلسطين العام السيد أمين الحسيني وفد فلسطين، وترأس اللواء غلام جيلاني خان وفد
الأفغان وترأس أديب سارويت الوفد التركي وترأس الشيخ الظواهري الوفد المصري وترأس رياض
الدين فخر الدين وفد مسلمي روسيا. وكان بمرافقة فخر الدين على ذلك الوفد وفود من أوفا وأستراكان
وكريميا وسيبيريا وتركستان. وجاءت وفود أيضا من جاوة وسوريا والسودان ونجد والحجاز واليمن
...الخ.
وقد دُعي بعض الأفراد بصورة خاصة إلى المؤتمر. وكان من بينهم الشيخ رشيد رضا العالم السوري
الشهير الذي كان تلميذاً للشيخ محمد عبده وسردار إقبال علي شاه العالم الأفغاني المستقر في لندن الذي
كتب سلسلة من المقالات عن المؤتمر لتنشر في بريطانيا. ) 53 ( وكان الغائبون المهمون عن المؤتمر هم
إيران والصين والحركة السنوسية في ليبيا وبقية دول المغرب.
وقد اختلف تكوين مؤتمري القاهرة ومكة في أمر مهم آخر. ففي الوقت الذي لم تكن أي من الوفود التي
حضرت مؤتمر القاهرة رسمية، بل كانت جميعها مشاركة بصفتها الشخصية، لم يكن الأمر كذلك في
مؤتمر مكة. فبالنسبة لهذا الأخير أرسلت الدول والمنظمات الإسلامية وفوداً رسمية، وهي بفعلها هذا قد
أعطت أفضلية لاجتماع مكة وللمسيرة الجديدة للوحدة. وهنا يكمن تفسير سهل ولكنه أساسي لمنظمة
العالم الإسلامي المعاصر كنظام للدول القومية، بمعنى: إن الجماهير الإسلامية مالت إليه من دون
تمحيص لسببين:
الوضع القاتم الذي كان يواجه العالم الإسلامي آنذاك،
لأن العلماء لم يستطيعوا أن يوضحوا بصورة فاعلة أسس النظام الإسلامي العام )دار
الإسلام( فضلاً عن المفهوم الإسلامي للنظام العالمي الذي تقام فيه دار الإسلام.
الملك عبدالعزيز والمؤتمر
لقد تسلم المؤتمر رسالتين من الملك عبد العزيز بن سعود. وفي الرسالة الأولى، والتي كانت الخطبة
الافتتاحية للمؤتمر، أشار الملك إلى التاريخ المؤسف للحجاز انتهاءً بطغيان حسين الذي كان من بين
خطاياه أن وضع الحجاز تحت "النفوذ الأجنبي الكافر". ) 53 ( وبما أنه أمر قد حرمه النبي، فقد أعُطي
النجديون مبرراً لغزو الحجاز. ونتيجة لذلك الغزو، وهو أمر كان الملك مسروراً ليبينه، لم يكن ثمة أمان
في الحجاز. وقد دُعي المؤتمر لعقد جلساته في ذلك الجو من الأمن والحرية الكاملة. والتحفظ الوحيد في
المؤتمر كان التحفظ حيال الشريعة الإسلامية و "عدم التدخل في السياسات العالمية أو في الخلافات التي
تفصل مسلمين معينين عن حكوماتهم." ) 04 ( ومع هذا فلم يكن ابن سعود صادقا في خطابه الافتتاحي ما
دام مذنبا حاله حال حسين في تواطئه في مساندة التغلغل البريطاني في شبه الجزيرة.










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 19:57   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
Terrified-dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

(قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ * وَلَقَدْ أُوحِيَ إلَيْكَ وَإلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ * وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (الزمر : 64-67 )










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 19:58   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
alkachif
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلافة والحجاز والدولة القومية السعودية- الوهابية
33
ويلاحظ على خطاب الملك أمران. الأول إن القيادة الوهابية كانت تبرز أفضل وجوهها لتتملق دعم
المؤتمر، ومن ثم الحصول على "الأمن" و "الحرية الكاملة" الموعودة. ولكن الأمر الثاني وهو الأهم –
هو إن منع الكلام عن السياسات العالمية في مناقشات المؤتمر أوحتى بوضوح أن أمن الدولة السعودية -
الوهابية والمحافظة على علاقاتها مع حلفائها )وعلى الخصوص بريطانيا( كان لهما الأولوية على –
الآراء المعتبرة للأمة حتى حينما تطرح تلك الآراء خلال عملية الشورى في مؤتمر إسلامي "غير
مسبوق" في تاريخ الإسلام.
وقد عهد الملك إلى المؤتمر بالمهمة "الآمنة" التي تمثلت في "النظر في الطرق والوسائل الضرورية
لجعل الأماكن المقدسة أفضل مراكز الثقافة والتعليم الإسلامي، وأحسن المناطق من حيث الرفاهية
) والصحة، ولجعلها الدولة الإسلامية الأكثر بروزاً بسبب اهتمامها الخاص بالإسلام." ) 04
لقد كان من الواضح جداً في هذا الخطاب أن الملك كان يحاول أن يدس في المؤتمر تفريقا مصطنعا بين
"الدين" و "السياسة"، و نظرية جديدة تعطي انطباعا عن إن الموضوع الذي يستحق دراسة المؤتمر
الإسلامي كان موضوع "الدين" و "الشؤون الدينية". وكان هذا في الواقع بدعة ذات طبيعة مقيتة بالفعل
نظراً لكونها في تعارض واضح مع التعاليم القرآنية والسنة النبوية والقواعد الأساسية للتراث الإسلامي.
وكان الملك في الحقيقة يحاول تحويل )الإسلام( الذي كان )الدين( إلى )ديانة( بالمعنى الضيق والمشوه
الذي كان يستخدم في الحضارة الغربية العلمانية.
وفي الثاني من تموز من عام 4393 وبمناسبة الجلسة 45 بكامل الأعضاء، وجه الملك رسالة ثانية
للمؤتمر، سعى من خلالها إلى تحقيق أحد الأهداف الرئيسية للمبادرة الوهابية، وهو الحصول على
الاعتراف والقبول الإسلامي العالمي بالسيطرة السعودية الوهابية على الحجاز. –
وقد أسهب الملك في شرح سياسته على الحجاز كما يلي:
-4 "نحن لا نسمح بأي تدخل أجنبي في هذه البلاد المقدسة مهما كانت طبيعة هذا التدخل.
-9 "نحن لا نسمح بأي امتيازات تكون ممنوحة للبعض وممنوعة عن الآخرين، فأي شيء يحصل
في هذه البلاد لا بد أن يكون متوافقا مع الشريعة.
-5 "لابد أن يكون للحجاز نظام حكم محايد خاص. ويجب ألا يشن حربا ولا يُعتدى عليه، وعلى
جميع الدول الإسلامية المستقلة أن تضمن هذه الحيادية.
-0 "هنالك حاجة للنظر في مسألة المساعدات المالية التي ترد "إلى الحجاز" من العديد من الدول
) الإسلامية، وفي طريقة توزيعها و )الحاجة إلى ضمان( استفادة الأماكن المقدسة منها." ) 09
وما كان يحاول الملك أن يفعله في خطابه هذا لم يكن سوى عرض لنظرية إسلامية سياسية جديدة. وبدا
وكأن السعوديين الوهابيين كانوا مقتنعين بأنهم هم المسلمون الوحيدون، ومن ثم فان الحجاز ونجد، –
والتي كانت تحت سيطرتهم، كانت دار الإسلام الحقيقية. لذا فان كل الأراضي خارج نجد والحجاز )أو
العربية السعودية المعاصرة( كانت "أجنبية". وعندما تكلم الملك عن الحاجة إلى منع أي تدخل "أجنبي"
في الحجاز، فانه كان يشير بوجه خاص إلى صورة ذلك التدخل الذي طرد الوهابيين من الحجاز قبل
أكثر من قرن من الزمن. وفي إشارته إلى أن العالم الإسلامي برمته يعد "أجنبيا"ً، فان الملك كان قريبا جداً من ارتكاب عمل )كفري(.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الحمد, الحق, العاملون, حاول, طمسه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc