الثقافة البيئية..لماذا نحن بحاجة اليها؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى الثّقافة العامّة

منتدى الثّقافة العامّة منتدى تـثـقـيـفيٌّ عام، يتناول كُلَّ معرفةٍ وعلمٍ نافعٍ، في شتّى مجالات الحياة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الثقافة البيئية..لماذا نحن بحاجة اليها؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-02-14, 16:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الأسمر
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية الأسمر
 

 

 
إحصائية العضو










17 الثقافة البيئية..لماذا نحن بحاجة اليها؟

بسم الله الرحمان الرحيم
ثقافة البيئة، أو ما ينبغي عمله من أجل الحفاظ على البيئة وحمايتها أو التفاعل والتعاطي معها، تقوم على عدّة ركائز، منها:
1 ـ الشعور بالمسؤولية:الإحساس بالمواطنة، وأنّك جزء من هذا الوطن أو البلد، وأنّه بيتك الكبير، وأبناؤه إخوانك.. سعادتك من سعادته وما يصيبه يصيبك.. ثقافة تتلقى دروسها الأولى من أمّك وهي تعلِّمك كيف تُلقي المُهمَل في سلّة المهملات، وأن تبقى نظيفاً ومرتباً في البيت والمدرسة والشارع.. وفي أولى وصايا أبيك في أن لا تقطع شجرة ولا تقتل عصفوراً.. ولا تُخرِّب أو تعتدي على ممتلكات غيرك..
إنّ الطالب أو التلميذ الذي يكتب على مقعد الدراسة ويحوّله إلى لوحة مشوّهة تتداخل فيها الرسوم والخطوط والكلمات المبعثرة والألوان المتنافرة.. لا يقدِّر المسؤولية..
وراكب الحافلة الذي ينقش على المقعد المخصّص للركّاب والمسافرين قلباً وسهماً وكلمات ورموز غير لائقة.. يسيء لنفسه أوّلاً.. وللمال العام ثانياً.. ولأبناء وطنه ثالثاً..
والذي يأكل الموزة ويرمي قشرها على قارعة الطريق ثمّ يضحك من الذين يسقطون بسببه.. انسان عديم الذوق والإحساس..
وذاك الذي يبصق في مرأى ومسمع من الناس القريبين منه.. لا يُقدِّر مدى الاشمئزاز والقرف الذي يصيبهم جرّاء فعلته، ناهيك عمّا يُسبِّبه لهم من أذى نفسي وصحّي..
والشواهد اليومية.. كثيرة.
وعكسها موجودة.. أيضاً.
فالذي يرفع القمامة من غرفة الدرس حتى لو لم يكن هو الذي رماها.. تلميذ مسؤول..
والذي يمتنع عن التدخين ـ وهو مدخّن ـ في مكان عام أو مغلق.. انسان يحترم حريّة وصحّة ومزاج الآخرين..
والذي ينظف أنفه في الحمام.. أو يستخدم المنديل عند العطاس يعطي انطباعاً عن ذوق ولطف وكياسة..
والذي يزيح الحجارة أو القناني المكسورة أو أي شيء يُسبِّب الأذى في الطريق.. يعمل بمبدأ اسلامي وهو (إماطة الأذى عن طريق الناس).
هذه هي المسؤولية.. أشعرُ بها حتى ولو لم تكن هناك لافتة أو تحذير أو إشعار..
كيف أشعر بالمسؤولية إزاء البيئة؟
إذا أحببتُ لغيري ما أحبّ لنفسي.. هذا أوّلاً.
وثانياً: أن أكون أنموذجاً صالحاً لغيري.
إنّ الموظف أو التلميذ أو الفرد في الأسرة الذي لا يترك التبريد أو التدفئة أو الإضاءة مفتوحة وهو خارج غرفته.. انسان أو مواطن مسؤول.
أمّا الذي لا يشعر لا برقابة داخلية (وخزة ضمير) ولا برقابة خارجية.. فهو عديم المسؤولية، وقد تكون اللافتة أمام ناظريه لكنّه يتعمّد خرقها.. وربّما عرف الصحيح لكنّه يستسهل الخطأ..
2 ـ النظافة والصحّة:
كيف نحصل على بيئة نظيفة وصحّية؟
ليست هناك إجابة جاهزة على هذا السؤال.. كلّ ما من شأنه أن يحقِّق النظافة، ليصبّه في خدمة البيئة النظيفة..
نَظِّف الزاوية التي أنت فيها.. وبدوري سأقوم بتنظيف المكان الذي أنا فيه.. وبهذا تتسع دوائر النظافة.. وإذا اتسعت حلّت الصحّة والعافية وشاع الصفاء والنقاء والبهجة.. للبولونيين مثل يقول: (لو قام كلُّ امرئ بالتنظيف حول بيته لأصبحت كلُّ مدينة نظيفة)! فالنظافةُ بعضها من بعض وهي لا تتجزّأ.
قد يكون للتعليمات الصحّية الصادرة عن وزارات الصحّة نفع في دفع الذين لا يلتزمون بالنظافة إلاّ بالإنذار والقانون أن يراعوها للغرامات المالية أو العقوبات المترتبة على مخالفتها، لكنّ هؤلاء سرعان ما يديرون ظهرهم للقانون إذا كان القانون نائماً أو مشغولاً عنهم..
عين الرقابة المفتوحة تساعد في التطبيقات الحازمة لكنّها لا تجلب النظافة دائماً.. ثقافة النظافة أن نعتبر المحلّة أو المدينة هي بيتنا الثاني.. الصينيون يذهبون أكثر من ذلك.. هم يقولون: (العالم هو بيتنا.. حافظ على نظافته)!
في ثقافتنا الاسلامية الصحّية.. الطهارة تعني النظافة لأنّها تحصل بازالة القذارات والنجاسات.. وهل النظافة غير ذلك؟ يقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّ الله طيِّب يحبّ الطيب، نظيف يحبّ النظافة».
وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يربط بين النظافة وتحسّن الأحوال المعيشية: «كنس البيوت ينفي الفقر». وورد في الأمثال: «النظافةُ نصفُ الغنى». فما علاقة النظافة بالغنى؟
إنّ المتجر النظيف أجلب للزبائن.
والبيت النظيف أشرح للصدر.. وأكثر بهجة للضيوف.
والحديقة النظيفة تسرّ الناظرين.
وحافلة النقل النظيفة، والقطار النظيف، والطائرة النظيفة تستقطب الركاب والمسافرين أكثر من غيرها..
المطاعم والفنادق الواقعة في المناطق النظيفة، والتي تراعي شروط النظافة يرتادها زبائن وسيّاح أكثر..
أمّا سواحل البحار والأنهار النظيفة فيتكاثف الناس فيها ممّا يحقِّق لمقاهيها ومطاعمها ونواديها النظيفة أرباحاً طيِّبة..
بعد هذا.. أليست النظافةُ تجلبُ الغنى؟!
ليس الغنى وحده.. بل الصحبة والعشرة الطيِّبة أيضاً.. ففي الحديث: «تنظّفوا بكلّ ما استطعتم (من أدوات النظافة) فإنّ الله بنى الاسلام على النظافة، ولن يدخل الجنّة إلاّ كلّ نظيف».
التفت.. النظافةُ لا تجلب الغنى فقط.. إنّها سبب لدخول الجنّة أيضاً!
هل تعلم أنّ الأشياء النظيفة (تُسبّح)؟!
كيف؟
لا ندري.
هكذا جاء في بعض الأحاديث، غير أنّ نقاء الثياب والأماكن وطهارتها جزء من طهارتنا.. وكلّما كانت طاهرة ونظيفة.. كانت أدعا إلى الصفاء وذكر الله..
3 ـ الثقافة الجمالية والذوقية:
شيء من النظافة + شيء من الذوق الفنّي يُحيلان البيوتات البسيطة أو الفقيرة إلى جنينات..
ليست فخامة الأثاث والديكور هما الجمال الوحيد..
انظر إلى متجر يكدِّس البضاعة فوق بعضها البعض.. وقارنهُ بآخر يعرض بضاعته ومنتوجاته بطريقة فنّية فيها لمسة جمالية راقية.. قد تكون بضائع الأوّل أغلى وأثمن.. لكن أسلوب العرض هو الذي جعل الزبائن يقبلون على الثاني ويُعرضون عن الأوّل..
الذوق الجمالي ليس شيئاً ترفياً في العناية بالبيئة.. هو جمالها المكمّل.. هو مسؤوليتك ومسؤوليتي ومسؤولية الدولة..
صاحب البلدية ذو الذوق الرفيع يساهم في توفير أسباب الجمال في المدينة..
فأعمدة الكهرباء ذات الأبعاد المتناسقة والألوان المتجانسة والمصابيح الموحّدة تضفي على جوّ المدينة ـ خاصة في الليل ـ طابعاً شاعرياً قريباً من القلب..
والحدائق العامة التي تتوزع فيها النوافير وكأنّها ولدت هناك.. وأصص وأحواض الورود الزاهية المبثوثة في جنباتها، والتي لا تفتر يد البستانيين في تقليمها وتشذيبها والعناية بسقايتها، وهندسة أشجارها.. تغرسُ في مخيلة الناظر نشوة جمالية.. وقد تعلِّمه درساً في تذوّق الجمال.
السير المروري المنتظم أو المنظّم وفق اشارات ضوئية تُراعى من قبل السائقين.. يقفون حيث تُضيء اشارة الوقوف.. ويتحركون عندما تشتعل اشارة الحركة.. هو نهرٌ جار من السيارات المتدفقة في تناسق بديع.. (قارن ذلك مع ما تشاهده من فوضى مرورية في بعض بلداننا)!!
قد لا نحتاج إلى أقوال طائلة حتى نُدخل الجمال أو نزرعه في كلّ مكان.. ما نحتاجه ـ أحياناً ـ الذوق والروح التعاونية واللمسات الجمالية..
البيئة لوحة فنية رائعة.. ومَن يتعامل معها على أنّها كذلك فيراعي نظافتها.. وجمالها وروائحها وألوانها وظلالها.. هو فنان حتى ولو لم يدرس الفنّ!
هل أنت معنا في أنّ البيئة لا تحتاج النظافة فقط وإنّما إلى الروح الفنّية الجميلة أيضاً؟!
4 ـ الالتزام الشرعيّ:
نحنُ مسلمون.. والإحساس بمسؤولية المواطنة.. والاعتناء بالصحّة والنظافة ومراعاة الذوق الجماليّ الرفيع من صُلب أدبنا وثقافتنا..
إنّ الاسلام الذي يعلّمني أن أرفع الأذى عن طريق المسلمين ويعتبر ذلك صدقةً لي أُثاب وأُكافئ عليها، يدعوني إلى احترام البيئة وعدم الإضرار بها حتى ولو لم أجد لافتة مكتوب عليها (ممنوع) وأخرى عليها (جمجمة تتقاطع عليها عظمتان) وثالثة عليها علامة (× ) .. الخ.
هذا الاسلام نفسُه يطالبني بعدم الاعتداء على جيراني بأن أرفع حائطاً بيني وبينهم يحجبُ عنهم الضوء والهواء، وهو ذاتُه الذي يربّيني على أن لا أخدش حاسّة الشمّ لديه بما ينبعث من بيتي من روائح كريهة أو أصوات مزعجة!
فهل أحتاج ـ أنا المتأدِّب بتعاليم الاسلام ـ إلى أن أُحذِّر من عدم السعال والعطاس والبصاق بدون منديل يمنع انتشار الفيروسات أو العدوى؟
هل أنا بحاجة إلى تنبيه أو إلفات نظر أنّ رائحة الثوم والبصل والجوارب المتعرّقة تثير الاشمئزاز والتقزّز؟
الثقافة البيئية.. هي ثقافة شرعية.. فما دام فيها احترام لصحّة وذوق ومشاعر الانسان نفسه، وصحّة وذوق ومشاعر الآخر، فهي في الصميم من ثقافتنا الشرعية والاسلامية حتى ولو لم ترد فيها نصوص صريحة!
إنّ معنى الجار الصالح ليس فقط الذي يُلقي التحية عليَّ في الصباح، بل الذي لا يتعمّد الإساءة إليَّ في إلقاء نفاياته أمام بيتي..
ومعنى المواطنة الصالحة ليس الالتزام بالتعليمات والقوانين الرسمية فقط، بل التي لا تتجاوز على حقوق الآخرين.. فالذين يكتبون الشعارات، ويُلصقون الصور والإعلانات على جدران البيوت والمحلاّت بدون إذن أصحابها يتصرّفون في أموال الناس بدون رضاهم، ممّا لا يجيزه الاسلام لهم، فخارجُ البيت كداخله وتابعٌ له.. فكما لا يحقّ لي الاعتداء أو التعدّي على حرمته..
أرأيت كيف أن تعاليم الشريعة الاسلامية هي في مصلحة الانسان أوّلاً وأخيراً؟









 


رد مع اقتباس
قديم 2007-02-26, 12:14   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نصرو
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية نصرو
 

 

 
الأوسمة
تكريمات يوم العلم وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا أخي الاسمر على الموضوع المميز والي يتكلم عن البيئة واصل تميزك تقبل تحياتي










رد مع اقتباس
قديم 2007-04-06, 20:56   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
cd_nail
قدماء المنتدى
 
الصورة الرمزية cd_nail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



موضوع مهم ويستحق التثبيت لأن ثقافة البيئة في مجتمعنا تكاد تصل إلى نقطة الصفر، فلا معايير للمحافظة عليها، ولا قواعد تنظم التعامل معها. وإنما تركت لأمزجة المتعاملين يتصرفون فيها ومعها حسب الأمزجة الفردية لكل واحد.
بل إن الأسلوب الذي تظهر فيه ملامح التعامل يدل على أن هناك شبه إجماع على أن أرض الله واسعة، وأن كل فرد حر في التصرف بالبيئة كما يشاء في حين أن كل القيم الدينية والاجتماعية تحث على صيانة البيئة والمحافظة عليها من التلف والتدهور.
فالدين ينهى عن إلقاء القاذورات في الطرقات. بل إن إحدى شعب الإيمان هي: «إماطة الأذى عن الطريق» وبالتالي فإن القاءه في الطريق ينافي الإيمان. وإذا لم نحافظ على بيئتنا فسوف نفقد الكثير مما أفاء الله به علينا في هذه الأرض الطيبة من نبات، وجبال وسهول، ووديان تتكاتف كلها لكي تكون مكاناً للتمتع بما فيها من خير وانشراح صدر.
وإذا كان الطفل فينا يُولد على الفطرة فإن سلوكه يتكون طبقاً لما يراه من سلوك الآخرين من حوله بدءاً بوالديه وإخوته وأقرانه.

بارك الله فيك وجزاك خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2007-04-08, 11:32   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
خالد
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية خالد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور اخي على هذه المعلومات القيمة والله لو يطبق جزء قليل ممن جئت به لرئينا بلادنا قمة من الاناقة فكل واحدا منا لو ازال الاوساخ من حول داره لكانت بلادنا جنة فهذه يلزمها ثقافة خاصة وتربية الجيل الجديد عليها مشكور مرة اخرى اخي الكريم










رد مع اقتباس
قديم 2007-04-16, 19:06   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو إسحاق
صديق منتديات الجلفة
 
الصورة الرمزية أبو إسحاق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور اخي الأسمر على حرصك وتفانيك في المحافظة على نظافة البيئة










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc