إمهال الله تعالى للظالمين لا يعنى إهمالهم والتاريخ كله عبر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إمهال الله تعالى للظالمين لا يعنى إهمالهم والتاريخ كله عبر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-05-24, 14:25   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الوادعي
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي إمهال الله تعالى للظالمين لا يعنى إهمالهم والتاريخ كله عبر

قد يمهل الله الظالمين لكنه لا يهملهم وقد يرجئهم لكنه لا ينساهم هذا ما يقتضيه العدل الإلهى حين يغيب العدل بين العباد والتاريخ الإسلامى ملئ بالعبر والعظات التى تجعل العاقل يقف حائرا ويفكر ألف مرة قبل أن يقدم على ظلم أحد من الناس ففى عهد الرشيد كان البرامكة قد بلغوا فى الدولة شأوا عاليا أمرا ونهيا وزارة وإدارة للبلاد والعباد وكان الرشيد ينادى يحى بن خالد البرمكى بيا أبى لأنه كان أباه من الرضاع ثم انقلب الحال وتغير مزاج الرشيد نحوهم لسبب أو لآخر فلما دخلوا السجن قال له بعض بنيه - وهم فى السجن والقيود - يا أبت بعد الأمر والنهى والنعمة صرنا إلى هذا الحال فقال يا بنى دعوة مظلوم سرت بليل ونحن عنها غافلون ولم يغفل الله عنها ثم قال:



رب قوم قد غـدوا فى نعمة زمنا والدهر ريان غدق



سكت الدهـر زمـانا عنهم ثم أبكاهم دما حين نطق



يحى بن خالد البرمكى يقول هذا مع أنه كان معروفا بالفضل والعقل وحسن تدبير الأمور حتى إنه كان يمنح سفيان بن عيينة - المحدث والعالم المعروف -كل شهر ألف درهم وكان سفيان يدعو له فى سجوده يقول اللهم إنه قد كفانى المؤنة وفرغنى للعبادة فاكفه أمر آخرته فلما مات يحيى رآه بعض أصحابه فى المنام فقال ما فعل الله بك قال غفر لى بدعاء سفيان لكن الرجل رغم هذا يعرف قيمة دعوة المظلوم وخطورتها فيتوقع أن يكون ما حل به هو بسبب دعوة مظلوم لم يحسب لها حسابا فما بالكم بمن يظلم جهارا نهارا ولا يستطيع أحد معارضته ولا حتى مناصحته؟!



وهذا أنموذج آخر أسوقه للعبرة أيضا لمن يريد أن يعتبر هى قصة المنصور بن أبى عامر مع الحاجب جعفر بن عثمان المصحفى حيث كان المنصور بن أبى عامر أولا يعمل عند الحاجب جعفر بن عثمان المصحفى مدبر مملكة هشام المؤيد وكان المنصور رجلا ذكيا استطاع أن يستجلب القلوب بجوده وحسن خلقه والمصحفى ينفرها ببخله وسوء خلقه وظلمه للناس إلى أن قضى الله أمرا كان مفعولا فاستولى المنصورعلى الحجابة وسجن المصحفى سجن قد طال أمده حتى يئس من عفو المنصور فقال وهو فى السجن يسوق العبرة للظلمة من أمثاله:



لـى مدة لا بد أبلـغها فإذا انقـضت أيـامها مت



لو قابلتنى الأسد ضارية والموت لم يقرب لما خفت



فانظر إلى وكن على حذر فى مثل حالك أمس قد كنت



وقال أيضا:



صبرت على الأيـام لما تولـت وألزمت نفسى صبرها فاستمرت



فوا عجبا للقلـب كيف اعترافـه وللنفس بعد العز كيف اسـتذلت



وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى فإن طمعت تـاقت وإلا تسـلت



وكانت على الأيام نفسى عزيزة فلما رأت صبرى على الذل ذلت



فقلت لها يا نفـس موتى كريمة فقد كانت الدنـيا لـنا ثم ولَّـت







ويذكر صاحب كتاب " نفح الطيب فى غصن الأندلس الرطيب " أن المصحفى لما هم المنصور بسجنه ودَّع أهله وودَّعوه وداع الفرقة وقال لهم: إنكم لن ترونى بعدها حيا فقد أتى وقت إجابة الدعوة وما كنت أرتقبه منذ أربعين سنة وذلك أنى شاركت ظلما فى سجن رجل فى عهد الناصر وما أطلقته إلا برؤيا رأيتها بأن قيل لى أطلق فلانا فقد أجيبت فيك دعوته فأطلقته وأحضرته وسألته عن دعوته علىّ فقال دعوت على من شارك فى أمرى أن يميته الله فى أضيق السجون فقلت إنها قد أجيبت فإنى كنت ممن شارك فى أمره وندمت حين لا ينفع الندم.



وكان المصحفى قد كتب للمنصور يستعطفه ويستجديه أن يخرجه من السجن فقال:



هبنـى أسأت فأين العفـو والكـرم إذ قـادنى نحوك الإذعان والندم



يا خير من مدت الأيدى إليـه أمـا ترثى لشـيخ نعـاه عندك القلم



بالغت فى السخط فاصفح صفح مقتدر إن الملوك إذا ما استرحموا رحموا



فأجابه المنصور قائلا:



الآن يا جاهلا زلت به القدم تبغى التكرم لما فاتك الكرم



ندمت إذ لم تعد منى بطائلة وقلما ينفع الإذعان والندم



نفسى إذا غضبت ليست براضية ولو تشفع فيك العرب والعجم



فبقى فى السجن حتى مات فنعوذ بالله تعالى من دعوة المظلوم ، ولعل الظالمين أن يعتبروا نختم بقول الله عز وجل : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ *مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ العَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ * وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالُ * فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ * يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ * وَتَرَى المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وَجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسَابِ هَذَا بَلاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ }
منقول,









 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc