علم الدلالة" السيميولوجيا "خطة بحث - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى اللّغة العربيّة

منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

علم الدلالة" السيميولوجيا "خطة بحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-11-22, 16:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
امالو محمد
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي علم الدلالة" السيميولوجيا "خطة بحث

المستوي الدلالي وتطوره عند علماء اللغة والبلاغة العرب والأسلوبين المحدثين


تضمن هذا البحث ثلاثة مباحث وخاتمة, عنونت المبحث الأول بـ (الدلالة لغةَ واصطلاحاَ), وكان عنوان المبحث الثاني (المستوى الدلالي عند علماء البلاغة العرب), أمّا المبحث الثالث فكان بعنوان (المستوى الدلالي عند الأسلوبيين الغربيين), وأمّا الخاتمة فكانت مخصصة لأهم النتائج التي وُفِّقنا إلى التوصل إليها من خلال هذا البحث


المقدمة
اهتم علماء اللغة والبلاغة العرب في بحوثهم اللغوية والبلاغية بالمستوى الدلالي وأولوه عناية فائقة, ويمكن أن نستدل على ذلك من خلال التراث الضخم الذي حُقِّقَ بعضه وما يزال الكثير منه ينتظر التحقيق عدا ما ضاع منه.. واستمر ذلك حتى العصر الحديث. فقد أولاه علماء الألسنيات الأجانب والأسلوبيون جلَّ اهتمامهم فأفردوا له حيزا كبيرا في دراساتهم اللغوية, وصار هناك مختصون في هذا النوع من الدراسات حتى في جامعاتهم.
إهتم المستوى الدلالي بالمعنى وظلاله وطرائق التعبير عنه بأشكال مختلفة والصلة بين اللفظ ودلالته.
لقد دأب البلاغيون العرب والأسلوبيون المحدثون على الاهتمام بالمدلول اللغوي للمفردة في السياق الذي وردت فيه, كما اهتموا بمعنى الجملة من خلال الأداء الفني للمنشيء وامكاناته اللغوية وصولا إلى المعنى المراد التعبير عنه بحسب تنوع الأداء اللغوي..
لقد عُنِيَ علماء البلاغة العرب بالسبل التي تكفل إبراز الناحية الجمالية في التعبير لا مجرد إفهام المتلقي وإيصال المعنى له.. لذلك انصب اهتمامهم على المفهوم الدلالي وتنوع مستوياته للمفردة الواحدة ضمن السياق التعبيري الذي وردت فيه, ثم الانتقال بعدها إلى التكوين الدلالي للجملة وطرائق صياغتها.. كما أولوا عنايتهم لمعرفة الظواهر اللغوية ووظائفها, وأحوال اللفظ, ووضوح دلالته وبخاصة في القرنين الرابع والخامس الهجريين, ومثل هذا الاهتمام والعناية نجدها عند الأسلوبيين في العصر الحديث أيضا.
ومثلما نشأت البلاغة من الدراستين اللغوية والنحوية ثم أخذت تستقل عنهما فان الأسلوبية مفهوم قديم نشأ من الألسنية, ويقصد به دراسة اللغة الأدبية, لذلك هو أكثر ارتباطا بالبلاغة منه بالفنون الأدبية الأخرى, لأنه ذو تأثير عميق بالمدرك الشعري وبالأفكار النقدية.. وقد أثبتت الدراسات الحديثة هذا الارتباط (بين الأسلوبية والبلاغة), ولعلَّ ذلك هو الذي حفَّزَنا أن نتتبع هذا الارتباط في تراثنا اللغوي والنحوي والبلاغي والنقدي , محاولةً منّا تأصيل جهود علمائنا في هذا الجانب اللغوي والبلاغي بالمستوى الدلالي المتعارف عليه حديثا..
وما هذا البحث الموجز إلا محاولة لتبين جهد علمائنا الأفذاذ الذين لم يغفلوا دراسة شيء يستحق الخوض في غماره, ولم يفتهم شيء دون أن يقفوا عليه ويشيروا إليه بعين الخبير المقتدر..
لقد ساهمت جهود علمائنا في بناء صرح الإرث الإنساني الحضاري الحديث, وكان لهم في كثير من الميادين قصب السبق في الدراسات اللغوية والنحوية والبلاغية والنقدية, استطاع المحدثون كشف بعضها وما زال الكثير منها لم يكشف عنه النقاب بعد..
تضمن هذا البحث ثلاثة مباحث وخاتمة, عنونت المبحث الأول بـ (الدلالة لغةَ واصطلاحاَ), وكان عنوان المبحث الثاني (المستوى الدلالي عند علماء البلاغة العرب), أمّا المبحث الثالث فكان بعنوان (المستوى الدلالي عند الأسلوبيين الغربيين), وأمّا الخاتمة فكانت مخصصة لأهم النتائج التي وُفِّقنا إلى التوصل إليها من خلال هذا البحث..




المبحث الأول
الدلالة لغةً واصطلاحاً


1-الدلالة لغةً: للفعل (دلَّ) الثلاثي صور صرفية متعددة بفتح حرف (الدال). دلَّهُ على الطريقِ يَدُلُّهُ بالضم (دَِلالة) بفتح الدال وكسرها و(دُلولةً) بالضم, والفتح أعلى([1]) وتدلَّلَت المرأةُ على زوجِها , ودَلَّت تَدِلُّ , وهي حسنة الدلِّ والدَّلال وذلك أن تريه جرأة عليه في تغنُّج وتشكُّل([2]).
ودلَّلَت بهذا الطريق عرفته, ودلَلتُ به أَدُلُّ دلالةً. وقال ابن دُريد الدَّلالة, بالفتح, حرفة الدَّلاّل وهو الذي يجمع بين البَيعَين([3]). والدل: حالة السكينة وحسن السيرة وهذا قريب المعنى من الهَدي, الدَّلال: الوقار.والدليل مفرد الجمع منه أَدِلَّة و أدلاء, والدلالة جمع دلائل: ما يقوم به الإرشاد أو البرهان أو المُرشِد([4]).
ودَلَّ دَلَلاً الرجل: تغنَّجَ وتلوّى, وأَدَلًَّ إدلالاً عليه اجترأ عليه. والدالَّة مؤنث الدّال: ما تَدُّلُّ بِهِ على صديقِكَ([5]). ونظرة سريعة في المعجمات اللغوية لمعاني هذه المفردة تجدها قد قصرت على الدلالة المادية, المتصلة بمفهوم الدليل..
2- الدلالة اصطلاحا: يقصد بها الكيفية التي يتم فيها استعمال المفردات ضمن سياق لغوي معين, وبيان علاقاتها بالعملية الذهنية([6]), لأن الألفاظ لا تدل على الأمور الخارجية بل على الأمور الذهنية, يدل عليه وجوده:
الأول / إن الشكل المرئي على بُعد تختلف أسماؤه لاختلاف تخيلـه. أي تختـلف
الألفاظ باختلاف التخيل.
الثاني / إن الشكل المعين قد يثبته واحد وينفيه آخر ولو كان اللفظ كما في الخارج
للزم اجتماع النقيضين.
الثالث / إن اللفظ دليل على المعنى.
الرابع / إن دلالة ((خرج زيد)) في الصدق والكذب واحدة, ولـو أفـادت الثبـوت الخارجي لاختلفت الدلالة, وإنما أفاد الحكم بالوجود, ولذلك اتحدت دلالته فيهما([7]).
والدلالة إما أن تكون وضعية أو عقلية, فالوضعية كدلالات الألفاظ على المعاني التي هي موضوعة بإزائها كدلالة السماء والأرض والجبال على مسمياتها ولا شك في كونها وصفية وإلاّ لامتنع اختلاف دلالتها باختلاف الأوضاع([8]).
وإما العقلية فأما على ما يكون داخلا في مفهوم اللفظ كدلالة لفظ البيت على السقف الذي هو جزء من مفهوم البيت ولا شك في كونها عقلية لامتناع وضع اللفظ بإزاء حقيقة مركبة ولا يكون متناولا لأجزائها. وإما على ما يكون خارجا عنه كدلالة لفظ السقف على الحائط([9])..
وقد أدرك الجاحظ أن الألفاظ لا تبقى محتفظة بمعانيها الأولى, بل تنتقل إلى غيرها وتكتسب صورا جديدة لم تكن معروفة من قبل([10]). وعرف بأن اللغة تتطور دلاليا بتطور الحياة([11]).
علم الدلالة:
يعرف علم الدلالة بأنه دراسة كيفية استعمال الكلمات وبيان علاقاتها بالعملية الذهنية, كما سبق الإشارة إليه, فلا عجب لو أطلقنا على العلاقات بين الفكرة والكلمة والشيء بالمثلث الدلالي الموضح هنا:



العملية الدلالية تحدث لكل حافز في حقل معين, ومن خلال التخطيط يتضح لنا أن الفكرة تأتي على رأس العلاقة, فهي ترتبط بعلاقات ذهنية متبادلة مع كل من (الكلمة) و (الشيء) وهو ارتباط ايجابي([12]).
لقد قال العالم العربي الشريف الجرجاني عن الدلالة ما نصه: (( الدلالة هي كون الشيء بحالة يلزم من العلم به, العلم بشيء آخر, والشيء الأول هو الدالة, والثاني هو المدلول. وكيفية دلالة اللفظ على المعنى باصطلاح علماء الأصول محصورة في عبارة النص, وإشارة النص, ودلالة النص, واقتضاء النص, ووجه ضبطه, إن الحكم المستفاد من النظم إما أن يكون ثابتا بنفس النظم أو لا, و الأول: إن كان النظم مسوقا له فهو العبارة وإلاّ فالإشارة. والثاني: إن كان الحكم مفهوما من اللفظ فهو الدلالة أو شرعا فهو الاقتضاء))([13]).
إن الأساس الذي تقوم عليه الدلالة هو المعنى, لأنه يخضع للتحليل الدقيق فعلى المتلقي أن لا ينظر إلى المدلول اللغوي للكلمة بل ينظر الى استعمالها([14]) في مجرى السياق الذي وردت فيه. وهو ما عبَّر عنه عبد القاهر الجرجاني(4) بالمعنى ومعنى المعنى, فالمعنى: هو المفهوم من ظاهر اللفظ وهو الذي يفهم منه بغير واسطة, ومعنى المعنى: أن يفهم من اللفظ معنى ثم يعيد ذلك المعنى معنىً آخر.
منهم من يرى أن الدلالة هي إشارة اللفظ للمعنى الذهني. أي لمدلوله, وبين اللفظ والمعنى في كل لغة إثارة متبادلة ونزاع مستمر والمعروف باسم (Semantigue). أي مبحث الدلالة أو علم دلالة الألفاظ([15]).

المبحث الثاني:

المستوى الدلالي وتطوره في علم البلاغة العربية
إن المستوى الدلالي ((Semanties)) بمعناه المستعمل عند المحدثين لا تجده عند علماء اللغة العرب([16]), فهم أولوا عناية فائقة في دراستهم للفظة ومكانها في الاستعمال.([17]). أما المحدثون فدراستهم تندرج تحت الدراسات الأسلوبية.
ومن الكتّاب المحدثين من يرى أن المستوى الدلالي هو: ((الذي يُشغَل بتخيير المعاني المباشرة وغير المباشرة والصورة المتصلة بالأنظمة الخارجة عن حدود اللفظ التي ترتبط بعلوم النفس والاجتماع وتمارس وظيفتها على درجات في الأدب والشعر))([18]).
استأثرت قضية اللفظ والمعنى باهتمام علماء اللغة والبلاغة وكان لنزول القرآن الكريم أثر في تطور دلالة الألفاظ, فقد تُرِكَت ألفاظ كانت مستعملة في الجاهلية([19]). واستُحدِثَت أسماء لم تكن, وقد اشتُقَّت من أسماء متقدمة على التشبيه([20]).
لقد نزل القرآن الكريم بألفاظ ذات دلالات جديدة, فقد تغيرت كثير من قيم العرب وجاءت قيم جديدة, وكان لا بُدَّ من التعبير عن هذه القيم والمعاني الجديدة. وكان نزول القرآن الكريم أكبر دافع إلى تطور اللغة([21]). يعد النص القرآني الأساس فيما ابتدع العرب من علوم البلاغة, هذا ما قرره علماء العرب أنفسهم حينما جعلوه مقياسا للتطبيق وميزانا للمحاكمة ومعيارا للمفاضلة بين نصٍّ ونص, وفنٍّ وفن.. وما هذه الدراسات البلاغية المتعددة إلاّ ألَق فيضِهِ, ولمسة بهائِهِ, ونقطة انطلاقِه([22]).. فالنص القرآني أرقى نص أدبي وبلاغي
في لغة العرب, فلم لا يكون الأساس فيما ابتدع العرب من علوم البلاغة([23])
لقد قرر علماء البلاغة أن لكل كلمة مع صاحبتها مقاما, وارتفاعا بشأن الكلام في الحسن والقبول بمطابقته للاعتبار المناسب, وانحطاطه بعدمها, فالبلاغة راجعة إلى اللفظ باعتبار إفادته المعنى بالتركيب([24]).. ومن خلال ذلك, نتوسل إلى أن للقرآن وقع في قلوب العرب بعد أن وقفوا أمام روعة نُظُمِهِ موقف الإعجاب والذهول والحيرة.. كما يتَّضِح الأثر البلاغي للقرآن في نفوسهم.
إن التطور اللغوي ((يحدث من تلقاء نفسه بطريقٍ آليّ لا دخل فيه للإرادة الإنسانية))([25]) لأنه مرتبط بعوامل كثيرة لا سبيل إلى دفعها وفي كتب اللغة تفصيل وافٍ لهذه العوامل([26]). فبمجرد إلقاء ((التركيب إلى التداول اللغوي وتتناقله الألسن يفلت من إرادة مخترعه ويخضع في سيره وتطوره وحياته لقوانين ثابتة لا يستطيع الفرد ولا الجماعة إلى تعويقها أو تغييرها أن يجدوا سبيلاً))([27]), فلذلك استأثرت مباحث الدلالة لدى اللغويين والبلاغيين القسط الأكبر من اهتماماتهم, ويمكن أن نستدلَّ على هذا الاهتمام من خلال تطور المستوى الدلالي وتطبيقاته في تراثهم المتنوع والغزير([28]), وما مصطلح المعنى عندهم والذي تجده عند أغلب الفلاسفة والنقّاد والبلاغيين إلاّ دليل على بحثهم في مفهوم الدلالة, ذلك الذي ينتقل من ذهن إنسان إلى ذهن إنسان آخر بوساطةٍ ما([29]).
اهتمت الدراسات البلاغية العربية اهتماما كبيرا بالبحث في المعنى فلا تجد مؤلِفا لم يبحث ويولي اهتمامه بهذه الناحية منذ أن بدأت الدراسات البلاغية تتعمق و تتفرد عن الدرس النحوي واللغوي وإن اختلفت أساليبها ومناهجها وذلك باختلاف مدارس البلاغيين أنفسهم.. ومن يستقريء ما خلَّفَهُ العلماء من مؤلَفات في هذا الجانب يستطيع أن يَتَبَيَّن الاتجاهات العامة للبحث الدلالي وسيتوصل إلى نتائج مذهلة والكشف بذلك عن كثير ما نجده في مناهج البحث الدلالي الحديث([30]), فمن خلال اهتمام علماء البلاغة العرب بالمعنى استطاعوا أن يرصدوا الكثير من الظواهر الأسلوبية المرتبطة بها وحاولوا كشفها وبيانها([31]).
وكان نزول القرآن الكريم أكبر دافع إلى تطور اللغة, وقد قال الجاحظ وهو يتحدث عن ألفاظ كتاب الله: ((فإذا كان العرب يشتقّون كلاما من كلامهم وأسماءَ من أسمائهم.. فالذي أعارهم هذه النعمة أحَقُّ بالاشتقاق وأوجبُ طاعةً..))([32]).
لقد أدرك الجاحظ بِسِعَةِ عِلمِهِ وصِدقَ حِسِّهِ أن الألفاظ تنتقل من معنى إلى آخر, وأن المعاني الجديدة تُغَيِّر كثيرا من دلالة الألفاظ التي تنتقل من معنى الباحث إلى معاني هذه الكلمات وغيرهما([33]). وهذه نظرة عميقة في فهم اللغة وما يطرأ عليها من تَحَوُّل يقتضيه تَطَوُّرَ الحياة([34]). فالمستوى الدلالي عند الجاحظ نجده متنوعا يختلف في طرائق إيصاله للمعنى ويمكن أن نستشف ذلك مما ورد في كتبه, من ذلك قوله: ((وجميع أصناف الدَّلالات على المعاني من لفظٍ وغير لفظ خمسة أشياء لا تنقص ولا تزيد: أوَّلها: اللفظ, ثم الإشارة ثم العقد ثم الخط ثم الحال التي تسمى نصبة))([35]). فالألفاظ كما صرَّحَ بذلك الجاحظ تنتقل من معنى إلى آخر, وان المعاني الجديدة تُغَيِّر من دلالة الألفاظ([36]).
ويتجلّى المستوى الدلالي عند أبي هلال العسكري المتوفى سنة (395 هـ) في كتابه ((الصناعتين)), وهذا الكتاب ينقد ما في كتاب الجاحظ من نقص وعدم ترتيب, ويبدأ فيه بمناقشة التصورات العامة من بلاغةٍ وفصاحة, ويناقش فيه الظواهر البيانية العامة التي عرفها الفكر العربي الإسلامي, وقد صرَّحَ أن الكلام ألفاظ تشتمل على معانٍ تدُلُّ عليها وتُعَبِّرَ عنها, لأن المعاني تَحُلُّ من الكلامِ مَحَلَّ الأبدانِ, والألفاظ تجري معها مجرى الكسوة([37]).
وكانت غاية أبي هلال العسكري إصابة المستوى الدلالي, فالبلاغة كما يراها كأنها مقصورة على المعنى, فمِن إصابة المعنى يَتَّضِحُ المستوى الدلالي([38]). فبتضافر المعاني النفسية الجزئية يتم تصوير المعنى الكلي([39]). فلا عجبَ حينما نجِدَ الأسلوبيين المُحدِثين يَتَّبِعون خُطى العسكري لاسيما (شارل بالي) في أثر العامل النفسي والوجداني في ابتكار المعاني . ولا يفوتنا ما لابنِ قُتَيبَةَ أحد أعلام الأدب والبيان والمتوفى سنة (276 هـ) لاسيما في كتابه ((مشكل القرآن)) من اتِّضاح المستوى الدلالي في مناقشاته وآرائِه([40]).
ويتَّضِح المستوى البلاغي عند ابن قُتيبة من خلال توجيه عنايته إلى بيان أسلوب القرآن وجريِهِ على مجازات العرب في كلامها, والقصد بلفظ الخصوص لمعنى العموم وبلفظ العموم لمعنى الخصوص. وكان مفتاح حديثه في الموضوع كون القرآن جامعا لكثير من المعنى في القليل من اللفظ([41]).
أمّا أبو الحسن علي بن عيسى الرُّمّاني المتوفى سنة (374 هـ) في رسالة ((النكت في إعجاز القرآن العظيم)) فيتَّضِح المستوى الدلالي من خلال اهتمامه بالمعنى والبلاغة عنده: ((إيصال المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ)) وقرَّرَ أن أعلاها طبقة في الحسن بلاغة القرآن, وأعلى طبقات البلاغة ((معجزة العرب والعجم))([42]).
ويتَّضِح المستوى الدلالي عند أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاّني المتوفى سنة (403 هـ) في كتابه ((إعجاز القرآن)), فيبني فكرته على أن نظم القرآن على تصَرُّفِ وُجوهِهِ واختلاف مذاهبِهِ خارج عن المعهود من نظام الأدب العربي و يؤكِّد على أن القرآن يَتَخَيَّرَ الألفاظ للمعاني المبتكرة والأسباب المستحدثة, لا ينسج في شيءٍ من ذلك على منوالٍ سابق.. ويرى أن فـي القـرآن أنماطـاً تَهِـزُّ وتَعجَب, لذلك يرى أن الخصائص البلاغية وحدها لا تُفَسِّر الإعجاز, بل تُرشِد وتُساعد فحسب([43]).
وفي القرن الخامس الهجري نجد (ابن سنان الخفاجي) المتوفى سنة (466 هـ) في كتابه ((سرَّ الفصاحة)) يتَّضِح المستوى الدلالي عندهُ برؤية متقدِّمة في هذا المجال, وذلك من خلال وقوفه على حقيقة الفصاحة وفائدتها في العلوم الأدبية. إذ يُعَرِّف النظم بها (نظم الكلام) على اختلاف تأليفه, ومعرفة ما يختار منه مما يكره, وفي العلوم الشرعية إذ أن المعجز الدال على نُبُوَّة النبي محمد (ص) هو القرآن.. وقد بحث في كتابه هذا أصوات اللغة وفصاحة المفرد والمُرَكَّب, وبلاغة نعوت الكلام البليغ([44]).. ما نجدهُ في تطبيقات الأسلوبيين المحدثين بشكلٍ جليّ.
أمّا عبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة (471 هـ) فقد كان من أكثر البلاغيين إفادة في بيان الأصول الدلالية في مباحث البلاغة العربية. وهو من العلماء الذين آثروا المعنى على اللفظ, يقول: (( إنَّ المعاني لا تَدين في كل موضع لما يجذبها التجنيس إليه, إذ أن الألفاظ خَدَمُ المعاني والمُصَرَّفَة في حكمِها, وكانت المعاني هي المالكة سياستِها, المُستَحَقَّةُ طاعتِها, فمن نَصَرَ اللفظَ على المعنى كان كمن أزالَ الشيءَ عن جِهَتِه وأحوالِهِ عن طبيعتِه..))([45]).. وحينما يتحدث عن (النظم) يرى أن أساسه هو المعنى, وتتالي الألفاظ في تراكيب مختلفة للدلالة على المعاني المتفاوتة, ولا يعني عبد القاهر بتتالي الألفاظ أن تُرصَف بعضها إلى جنبِ بعض بل يعني به التناسق الدلالي بين هذه الألفاظ المرصوفة([46]).. وينفرد عبد القاهر برؤية خاصة, فهو لا يجعل اللفظ جهة للمعارضة, والمعنى عندهُ قوام اللغة و الأساليب البلاغية, لذلك يرى أن الفصاحة والبلاغة ما هي إلاّ أوصاف راجعة الى المعاني لا إلى الألفاظ([47]).
والمستوى الدلالي عنده أيضاً في التفريق بين أصل المعنى والزيادة فيه لذلك عدَّ البلاغيين الذين سبقوه قد جانَبوا الصواب لأنَّهم وصفوا اللفظَ بأنهُ شريف وأن لهُ ديباجة طلاوة من الزيادات في المعنى وسبب ذلك عدم تَوَصُّلِهِم للتفريق بين أصل المعنى والزيادة فيه فجعلوا الخصائص الدلالية التي هي من باب الزيادة في المعنى والكيفية له والخصوصية فيه أوصافاً للفظ([48]).
ونجد المستوى الدلالي واضحاً جلياً عنده من قوله ((إن الألفاظ لم توضع ولتعرف معانيها في أنفسها, ولكن لأن يُضَمَّ بعضها إلى بعض))([49]).
وفي رأيِه أن معاني الألفاظ المفردة ليست سوى أجزاء متناثرة من عُقَد نُظِّمَت فيها الألفاظ بتناسق دلالي للتعبير عن المقاصد المختلفة, ومن هنا تختلف الأساليب بين إنسان وآخر, وتفترق الأوصاف التي تُضاف إلى بليغٍ دونَ آخر([50]).
وقد مَيَّزَ عبد القاهر بين الدلالة الوضعية والدلالة الأسلوبية, فالدلالة الوضعية ثابتة برأيه, أمّا الدلالة المُحَصَّلَة من الأسلوب فهي متغيرة ومرتبطة بعامل من عوامل الأسلوبية في منهجية تحليلها الفني والجمالي([51]).
أمّا الراغب الأصفهاني المتوفى سنة (502 هـ) صاحب كتاب ((المفردات في غريب القرآن)) فيرى أن الدلالة ما يُتَوَصَّل بهِ إلى معرفة الشيء كدلالة الألفاظ على المعنى ودلالة الإشارات والرموز والكتابة والعقود في الحساب وسواء كان ذلك بقصد ممن يجعله دلالة أم لم يكن بقصد كمن يرى حركة إنسان فيعلم أنه حي , قال تعالى: ﴿ ما دَلَّهُم على مَوتِهِ إِلاّ دابَّةَ الأَرضِ ﴾ سبأ / 14 . فأصل الدلالةِ مصدر كالكناية والأمارة, والدال من حصل منه ذلك والدليل في المبالغة كالعالم, وقادر, وقدير, ثم يُسَمّى الدالُّ والدليل دلالة كتسمية الشيءِ بمصدره.
وقد عالج موضوع الإعجاز القرآني أيضاً العالم الزّمخشري المتوفـى سنـة (538 هـ), ويتضح المستوى الدلالي عنده من خلال كتابه ((الكشّاف)), فقد ذهب فيه إلى أن الله عزَّ وجلّ قد خصَّ العرب بالنصيب الأوفر من سحر البيان فتصرَّفوا في ألوان القول المختلفة(). ويرى أنه لفهم القرآن دلالياً يجب الإلمام بعلمي المعاني والبيان. ويتضح في تفسيره ((الكشّاف)) المترع البلاغي إلى جانب المترع الدلالي في التفسير.
ويبرز في أواخر القرن السادس وأوائل القرن السابع الهجري ضياء الدين إبن الأثير المتوفى سنة (637 هـ) بكتابه المشهور ((المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر)), فيرى في كتابه هذا ((أن الدلالة دلالتان: عامة وخاصة, فالنحوي ينظر في دلالة الألفاظ على المعاني من جهة الوضع اللغوي وتلك دلالة عامة وصاحب علم البيان ينظر في فضيلة تلك الدلالة وهي دلالة خاصة, والمراد بها أن تكون على هيأةٍ مخصوصة من الحسن وذلك أمر وراء النحوِ والإعراب))([52])..
ونستشفَّ من كلامِهِ هذا أنه يشير بِهِ إلى الدلالة الحقيقية التي يسعى إليها النحو, إلى الدلالة المجازية التي تُعنى بها البلاغة والبيان في بحثها بتجاوز النظام القاعدي إلى انتهاكه بأسلوبية المُنشيء الخاصة([53]).
أمّا العلاّمة فخر الدين الرّازي المتوفى سنة (606 هـ) في كتابه ((نهاية الإيجاز في دراسة الإعجاز)) فيرى ((إن الفصاحة لا يجوز عودها إلى الدلالات الوضعية للألفاظ)), ويفسر قوله هذا ((إن الذين يجعلون الفصاحة للفظ فالأظهر أنهم يجعلونها صفة للألفاظ لأجل دلالتها الوضعية على مسمياتها.. ويُحتَمَل احتمالا بعيداً أن يجعلوها صفة للألفاظ باعتبار دلالتها على مسمياتها..)) ويحاول أن يوضح بطلان الاحتمال الأول بقوله: ((إن من المستحيل أن يكون بين اللفظين تفاضل في الدلالة الوضعية حتى يكون أحد المترادفَين أَدَلُّ على مفهومه من الآخر سواء أكانا من لغة واحدة أو من لغتين أم يكون الموضوع لمفهوم أَدَلُّ عليه من الموضوع لمفهومٍ آخر ولَمّا امتُنِعَ التفاوت في الدلالة امتُنِعَ التفاوت في الفصاحة, الثاني: لو كانت الفصاحة لأجل الدلالة اللفظية لكانت مُقابِلة اللفظة بمرادفها مُعارِضةً لها وكانت الترجمة مُعارضةً لها..)) , ويستمر في الإتيان بالأدلة على بطلان الاحتمال الثاني([54]).. كما يتحدث عن ((الدلالة الإلتزامية)) فينقل رأيَ من سبقه في الحكم على الكلام بوصفه بالبلاغة ((حتى يسابق معناهُ لفظَهُ ولفظِهِ معناه ولا يكون لفظه أسبقُ إلى سمعِك من معناهُ إلى قلبِك..))([55]) ويمضي موضحاً ذلك السياق الدلالي قائلاً: ((وجملة الأمرِ أن التفاوت بالسرعة والبطء إنما يكون في فهم المعاني فأمّا في الدلالات الوضعية فذلك مُحال لأن طريـق معرفتـها التوقيف..))([56]).
والباحث عن المستوى الدلالي في تراثنا العربي عليه أن يجمعَ شتاتهُ من مختلف المصادر اللغوية والنحوية, لاسيما ابن جني العلاّمة اللغوي المُبرِز, وكذلك ابن فارس, فقد جعل المعنى والتفسير والتأويل من المقاصد المتقاربة للتعبير عن الأشياء, ولذلك عقد باباً في كتابِهِ بعنوان: ((باب معاني ألفاظ العبارات التي يُعَبَّر بها عن الأشياء))([57]).
وهناك ظواهر كثيرة في لغتنا يمكن للباحث أن يتخذها مُنطَلَقاً لدراستهِ أو لبحثهِ في المستوى الدلالي مثل ذلك (الترادف والمشترك) فهما من الظواهر الدلالية في اللغة العربية, وهي ترتبط بالدراسات المعجمية والتاريخية, ولها علاقة بعلم اللغة الجغرافي([58])..
وكان للعلاّمة اللغوي العربي ابن جنّي أثر في الكثير من المباحث اللغوية ومثلما بحث البلاغيون مقولة المفاضلة بين اللفظ والمعنى, فإنه من الفريق الذي جنح إلى تفصيل المعنى وعدَّه أساساً للعلاقات الدلالية في البنية التركيبية للغة وقال في المفاضلة بين اللفظ والمعنى وبَيَّنَ أن الألفاظ خدم للمعاني ((فكانت العرب إنَّما تُحَلّي ألفاظها وتدبجها وتشيها عناية بالمعاني التي وراءها وتَوَصُّلاً بها إلى إدراك مطالبها))([59]).
والدلالة عند الدكتور (إبراهيم أنيس) نوعان: دلالة مركزية ودلالة هامشية فالدلالة المركزية تكاد تكون واضحة في أذهان الناس, فدلالة كلمة ((الشجرة)) مثلاً تتضح في ذهن الطفل منذ السنين الأولى من حياته, وتظل واضحة في ذهنه طوال حياته دون زيادة أو نقصان في دلالتها المركزية, في حين أن كلمة ((الحزن)) أو ((الغضب)) تتطور دلالتها المركزية معنا, وتأخذ في طفولتنا وضعاً غير الذي تأخذه في شبابنا, ثم تستقر على حالة معينة في شيخوختنا([60]).
أما الدلالة الهامشية فهي تلك الظلال التي تختلف باختلاف الأفراد وتجاربهم وأمزجتهم وتركيب أجسامهم وما ورثوهُ عن آبائِهِم وأجدادِهِم. وتسود الدلالة الهامشية بعض مجالات الحياة, وتصبح حينئِذٍ شرّاً مستطيراً ببني الإنسان. وأوضح مجال للدلالة الهامشية المجال السياسي


المبحث الثالث:

مفهوم المستوى الدلالي عند علماء اللغة المحدثين والأسلوبية الحديثة


أخذ أصل كلمة ((Semantics)) الاشتقاقي من الكلمة الإغريقية ((Se0ma)) التي تعني في اللغة الإنجليزية ((Sign)), ومعناها: ((العلامة))([61]), وهي المعنى نفسهُ الذي نجدهُ لكلمة ((الدلالة)) في الاصطلاح البياني العربي عند الجاحظ فبدون العلامة عندهُ لا يكون لحاجات الفكر المستترة وجود ظاهر محسوس فالدلالة بالنسبة للمعنى , هي إذاً الإشارة الظاهرة التي بواسطتها يمكن تعيينِهِ وتجسيدِه([62]).
وفي اللغة الإغريقية نجد أن هذه المفردة اللغوية ((Semephore)) تعني عمود الإشارات, ويُعَدُّ الفيلوجي الفرنسي (ميشيل بريك) أوَّل مَن استعمل هذه المفردة كمصطلح لغوي وذلك في سنة ((1883)) , ثم انتقل هذا المصطلح اللغوي إلى اللغة الإنجليزية .
وفي عام ((1923)) استطاع (أ 0 ريتشارد) وزميلِهِ (أوكدن) أن يُدخِلا العلاقات الاجتماعية والنفسية إلى الدراسة الدلالية والتطور الدلالي.
ويعزو العالم اللغوي (أولمان) الارتباك في علم المصطلحات النفسية إلى عاملين, الأول: إن استعمال كلمة ((Semantics)) ليس محدداً بعلم اللغة, فهناك أيضاً علم الدلالة الفلسفي([63]).. والثاني: الحد ((Semantics)) غير واضح حتى في علم اللغة ذاته لأن المعنى ليس محدداً بالكلمات ولكنه موجود فوق مستوى الكلمة وتحتها في آنٍ واحد, تحتها على مستوى المستقيات والسوابق واللواحق, وفوقها على مستوى الجمل الناقصة والجمل الفعلية غير التامة, والجمل التامة([64]).
إن علم الدلالة يُعنى بدراسة معاني الكلمات, ويغلب عليه الأسلوب الوصفي البحت فقد عمل بعض الباحثين الدلاليين على وضع مناهج معينة في الوصف الدلالي.
أمّا اللغويون المحدثون العرب فتجد في مؤلَفاتهم شيوع أسماء (علم الدلالة) و (علم المعنى) و (المفردات ودلالتها) أو استعمال مصطلح (علم السيمانتيك)([65]).
أتخذ اللغويون الغربيين من البحوث الدلالية ذات العلاقة بالقضايا الفكرية والنفسية منهجاً في تحليل الظاهرة اللغوية, فمن الذين عمدوا إلى دراسة اللغة من الناحية النفسية العالم اللغوي الفرنسي (برونو), فهو يرى أن الفكر سابق للغة التي ينحصر دورها في التعبير عنه بالذات, وبرأيِهِ أن الظاهرة اللغوية لها جانبان: الجوهري المتمثل بالأحداث الفكرية لدى الإنسان, والشكلي المتمثل بالأحداث اللغوية المعبرة عن الأفكار([66]).
إن الأساس الذي يقوم عليه علم الدلالة هو ((المعنى)), فمعنى الكلمة أو الجملة هو الذي يخضع للتحليل الدقيق لأن المعنى ليس كياناً تمتلكهُ الكلمات أو كيانات لغوية أخرى بالتعبير الأدبي لمعنى ((الامتلاك)) أو ((الاحتواء)). والمعنى ليس بمعزل عن العالم الخارجي, بل يرتبط معه بعلاقات فضلاً عن علاقات الكلمات والجمل بعضها مع البعض الآخر([67]).
ويرى (فندريس) العالم اللغوي أن ((كل كلمة أيّاً كانت توقِظ دائماً في الذهن صورةٍ ما بهيجة أو حزينة.. رضية أو كريهة.. كبيرة أو صغيرة.. معجبة أو مضحكة تفعل ذلك مستقلة عن المعنى الذي تُعَبِّر عنه وقبل أن يُعرَف هذا المعنى في غالب الأحيان))([68]).
ومن قضايا البحث الدلالي المتشعبة في العصر الحديث التمييز بين مصطلحي ((الصلة)) و ((الإحساس))([69]). فالصلة تُعنى بالعلاقة بين العناصر اللغوية والكلمات والجمل والعالم اللالغوي من التجارب وبخاصة الكلمات.. لذلك انصبَّت عناية علم الدلالة على الصلة. أي على الطريقة التي نوصل بها لغتنا بتجربتنا باعتبارها العنصر الجوهري في التحليل الدلالي, وهذا لا يمنع من توضيح أهمية الإحساس لكونهِ يمثل العلاقات الداخلية للعناصر اللغوية في البحث الدلالي.. ولذلك يجب التمييز بين مصطلح ((الدلالة)) ومصطلح ((النظام الدلالي))([70]).
إن إخضاع اللغويين المحدثين ((علم الدلالة)) للبحث لا يخلو من ملابسات عميقة فاللغة هي نظام يربط بين وجهين أو مستويين من الحقيقة: ((الكلام)) و ((المعنى)), لذا فهي تشبه العملة التي لها وجهان مختلفان.. فالكلام يمثل لنا اللفظ أو الشكل في اللغة, والمعنى يمثل المضمون أو الجوهر, فتحديد اللفظ يسمى بالتمثيل الصوتي, أمّا تحديد المعنى فيسمى بالتمثيل الدلالي, إذ ((يتضمن علم الدلالة الرموز بكل وحدات المعنى التي يريد الإنسان توضيحها..))([71]).
اتخذ التمثيل الدلالي عند (كارتز) و (فودر) مجرىً آخر, فقد كانا من ضمن الذين يرون التمثيلات الدلالية ((صوراً للمعنى))([72]).
فلا عَجَبَ أن تجدَ اختلافات كثيرة في مسألة المعنى عند المدارس اللغوية فإنك تجدُ عدداً كبيراً من الدارسين قد أخرجوا المعنى من بحوثهم([73]). فالمدرسة التاريخية تتخذ من المعنى منطلقاً أساسياً لمنهجيتها, في حين أن المدرسة الوصفية لا تمنح المعنى أهمية كبيرة, أمّا المدرسة التحويلية فقد جعلت المعنى عنصراً أساسياً في التحليل وقدمه بعضهم على المستويات الأخرى في دراساتهم, ولعلَّ عرضهم هو الوصول ((إلى معرفة النظام الكامل لدلالات المفردات أولاً, ثم طرق اقتران بعضها ببعض لتكوين الجمل ذات المعنى المفهوم والمقبول, وذلك من خلال اللغة نفسها..))([74]).
الدلالة المفردة للكلمات و تأريخها وتطورها من أهم الأسس التي ارتكز عليها علم اللغة التاريخي, وأقام المنهج الذي اتبعهُ على تتبع معاني الكلمات عبر مراحلها الزمنية([75]).
والمعنى عند (دي سو سور) علاقة بين الدال والمدلول, ولكي نتفهم هذه العلاقة, لا بُدَّ لنا من تحليل ((الإشارة اللغوية ومفهومها عنده))([76]) لقد فرَّقَ (دي سو سور) بين اللغة والكلام, وهذا التفريق اعتمدته المدرسة الوصفية في منهجها, وقد أولى تلميذه هذه الفكرة اهتمامه, فقال: ((ينبغي أن نميِّز بين علم الإشارات وعلم الدلالة الذي يدرس التغيير في المعاني [دراسة التغيير في المعاني جزء من علم الدلالة] ((ولكن (سو سور) لم يدرس هذا العلم الأخير بصورة منتظمة))([77]).
ويبحث (ليو سبيترز) في العلاقة القائمة بين مكونات النص اللغوية ذات الطابع الأسلوبي, وما يقع على المُنشيء من التأثيرات, أمّا (أولمان) فيرى أن هناك نوعين أساسيين من الغموض الدلالي, الأول: المعنى المتكرر, وهو ما تكون الكلمة الواحدة دالة على معنيين أو أكثر.. والثاني: المتماثلات, وهي حينما تكون كلمتان أو أكثر مختلفتين ولهما الشكل نفسه(4).
لعلّنا نوجز القول في بحث وجهات نظر الأسلوبيين في المستوى الدلالي فالمستوى الدلالي عند (شارل بالي) يُحدَّد بالحساسية, فهو يرى أن اللغة تعبير عن الواقع الفكري والعاطفي المتغيرين بحسب استعداد المتكلم الفطري, فالمعاني تظهر بتأثير الحساسية والتعبير الوجداني والعاطفي([78]).
ومِن الأسلوبيين مَن بحث في العلاقة القائمة بين مكونات النص اللغوية ذات الطابع الأسلوبي وما يخضع له الكاتب من تأثير سيكولوجي, وهذا ما يوضح بشكلٍ جليّ عناية المُنشيء بقواعد تنظيم الكلمات والاعتناء بفصاحتها ونقائها وصولاً إلى دلالة عميقة ومِن هؤلاء الأسلوبيين (ليو سبيترز)([79]).
ومِن الأسلوبيين مَن يرى أنه لا يتحقق ولا يمكن أن يتم الوصول إلى المعنى إلاّ إذا وُجِدت دراسة تُعنى بدراسة عناصر النص خدمةً للمضمون المتعلق بالمعنى والتأثير في المتلقي, ومن هؤلاء الأسلوبيين (موسوفيري)([80]) أمّا الأسلوبي (ريفارتير) فيرى أن بيان دلالة الكلمات أو الجمل والعبارات لَيكمن في نسيج العمل الأدبي ضمن السياق الذي ترد فيه([81]).
البنية الدلالية بنظر (ريفارتير) تتضح من خلال المعايير التي استخدمها في تحليل الأسلوب, فهو يرى أن السياق الأسلوبي هو عنصر من عناصر التقوية الأسلوبية, بإضافة إيماءات للمفردات المستعملة, وخلق تعددية لمعاني الكلمات المستعملة ضمن السياق الأسلوبي([82]).
الأسلوبية الحديثة لا تملي على المُنشيء رأياً ما ولا تقدم له نصائح أو إرشادات بشأنِ صياغة الأسلوب, بل إنها تعمد إلى فحص الأساليب المُصاغة, لذلك هي تماثل الدراسات اللغوية.. ولهذا لا يمكن للدراسات الألسنية أن يكون لها دورها الفاعل وتؤدي مهمتها بنجاح إلاّ في بلدٍ لا يخضع إلى سلطة قمعية تعمل على تسييسها قسراً لخدمة أغراضها اللاإنسانية, ومصداق ذلك ما تراه في الربع الأخير من القرن العشرين في العراق..
الأسلوب تمليهِ على الأكثر طبيعة المؤلِّف نفسه, قال العالم (بوفو): ((الأسلوب هو الإنسان نفسه)), ونجد عالم الألسنيات (بلو مفيلد) يقول: ((إنها لفرضية موثوقة في الألسنية أنَّ للتعبيرات إذا اختلفت شكلاً, فإنها تختلف معنىً أيضاً..)) أي أنه يؤكد على اختلاف المستوى الدلالي باختلاف الشكل([83]). ولعلَّ ذلك يبتعد عن فرضية (جو مسكي) في النحو التوليدي , وهذه الفرضية بإيجاز : ((إنَّ التركيب الباطن للجمل قد يكون الأساس لدلالة الألفاظ , وإنها تتخذ أشكالاً نحوية مختلفة ولكنها مترادفة المعنى..)) ويرى (كرام هاف) أن هذه الفروق في الجمل المترادفة هي فروق أساسية([84]).
أمّا عالم اللسانيات (هوكيت) فيؤكد في كتابه ((درس في الألسنية الحديثة)) على أن تعبيرين في اللغة ذاتها ينقلان المعلومات نفسها ولكنهما مختلفان في تركيبهما اللغوي يمكن أن يقال أنهما مختلفان في الأسلوب: ((جاءَ مبكراً جداً)) و ((وَصَلَ قبل الأوانِ)).
وأجد ما يروى في تراثنا العربي يكادُ يُغاير ذلك أو أكثر دقةً وقرباً إلى الصواب, حينما رَكِبَ الفيلسوف العربي (الكندي) إلى (أبي العباس المبرد) وقال له: ((إنّي أجِدُ في علامِ العربِ حشواً)) فقال له: ((أين تجده ؟)), قال: ((إنَّ العربَ تقول عبدُ اللهِ قائم, و إنَّ عبدُ اللهِ قائم, وإنَّ عبدُ اللهِ لقائم.. فالمعنى واحد)), فأجابهُ (المبرد) إجابة العالم اللغوي المقتدر: ((اختلف المعنى باختلافِ الألفاظ.. فالأولى جملة خبرية, والثانية طلبية, والثالثة إنكارية))..


الخاتمة :

يُعد المستوى الدلالي من أبرز ما اهتم به علماء البلاغة العرب وأولوه العناية اللازمة في دراساتهم اللغوية والبلاغية, فلا قيمة لأي نص دون معرفة المستوى الدلالي له, وهذا ما نجده كذلك عند الأسلوبيين المحدثين.. ومن أبرز ما توصل إليه البحث من نتائج:
1- أثر السياق الدلالي في فهم النص فهماً جيداً وذلك بتأثير هذا السياق في المستوى الدلالي كما يبرز ذلك في (مؤلفات عبد القاهر الجرجاني) والمعايير التي اعتمدها الأسلوبي المحدث (ريفارتير).
2- لقد اتسع المستوى الدلالي كما جاء في هذا البحث بإيجاز عند (الجرجاني) الذي بيَّن أثر السياق والترابط في إظهار المعنى ومعنى المعنى.
3- كان لعلماء اللغة والبلاغة العرب دور فاعل في الوقوف على المستوى الدلالي في تراثهم الفكري والأدبي وإعطاء ذلك الأهمية الكبيرة, وهذا ما وجدناه عند (الجاحظ) و (أبي هلال العسكري) و (الرماني) و (الجرجاني) و(ابن الأثير) و (الرازي) و (الراغب الأصفهاني) و غيرهم..
4- وقد استطاع البحث من خلال العرض السريع لأفكار البلاغيين القدماء والأسلوبيين المحدثين إثبات تشابه وجهات النظر في أثر السياق اللغوي في المستوى الدلالي هذا ما يثبت أن علماء اللغة والبلاغة العرب هم السبّاقون في هذا المجال.
5- كما أثبت البحث من خلال عرض ما جاء في المعاجم العربية حول الفعل ((دَلَّ)) أن المعنى الدلالي لهذا الفعل لا يخرج عن المعنى المادي للكلمة ودلالتها اللغوية التي تعني الهداية والإرشاد.
6- أثبت البحث من خلال العرض الموجز السريع لآراء البلاغيين العرب والأسلوبيين أن الهدف وراء ذلك هو تحديد المعنى في ذهن السامع والمتلقي بما يقرب من إرادة المُنشيء.
7- ارتباط الأسلوبية الحديثة بعلم البلاغة أكثر من ارتباطها بالفنون الأدبية والفنية الأخرى, لكونها الأكثر تأثيراً بالمدرك الشعري والأفكار النقدية.
8- تُماثل الأسلوبية الدراسات اللغوية والبلاغية العربية القديمة لكونها لا تملي على المنشيء رأياً ولا تتدخل في صياغة الأسلوب الذي يختاره لإيصال المعنى.

تضمن هذا البحث ثلاثة مباحث وخاتمة, عنونت المبحث الأول بـ (الدلالة لغةَ واصطلاحاَ), وكان عنوان المبحث الثاني (المستوى الدلالي عند علماء البلاغة العرب), أمّا المبحث الثالث فكان بعنوان (المستوى الدلالي عند الأسلوبيين الغربيين), وأمّا الخاتمة فكانت مخصصة لأهم النتائج التي وُفِّقنا إلى التوصل إليها من خلال هذا البحث



ثبت المصادر والمراجع:

1- أبو هلال العسكري ومقاييسه البلاغية والنقدية: د. بدري طبانة, ط2, المكتبة الأنجلو - مصرية, القاهرة – مصر, 1960م.
2- أثر القرآن في تطور النقد العربي: د. محمد زغلول سلام - دار المعارف بمصر, 1961م.
3- أساس البلاغة: جار الله الزمخشري - الهيأة العامة للكتاب في مصر, 1986م.
4- الأسلوب والأسلوبية: بيير جيرو, ترجمة د. منذر عياش, مركز الإنماء القومي, بيروت – لبنان, 1994م.
5- الأسلوب والأسلوبية: كراهم هاف, ترجمة كاظم سعد الدين,دار آفاق عربية العراق ـ بغداد 1985.
6- الأصول – دراسة ابيستيمولوجية للفكر اللغوي عند العرب: د. تمام حسان, ط1, دار الشؤون الثقافية – بغداد, 1988م.
7- أصول البيان العربي (رؤية بلاغية معاصرة): د. محمد حسين علي الصغير, دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد, 1986م.
8- أضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة: نايف حرما, ط1, مطابع اليقظة – الكويت, 1978م.
9- إعجاز القرآن: أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني (403), بيروت – لبنان.
10- البلاغة عند الجاحظ: د. أحمد مطلوب, منشورات وزارة الثقافة والإعلام – بغداد, 1983م.
11- البلاغة والأسلوبية: د. محمد عبد المطلب, ط1, الهيأة المصرية العامة, القاهرة – مصر, 1984م.
12- البيان والتبيين: عمرو بن بحر الجاحظ (ت 255هـ), تحقيق عبد السلام هارون, ط1, مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر – القاهرة, 1367هـ
13- تطور البحث الدلالي: محمد حسين الصغير, مطبعة العاني – بغداد, 1988م.
14- التعريفات: علي بن محمد الجرجاني (816هـ), المطبعة الخيرية, القاهرة – مصر, 1306هـ.
15- التلخيص في علوم البلاغة: جلال الدين القزويني الخطيب, دار الكتاب العربي, بيروت – لبنان, د.ت.
16- جرس الألفاظ ودلالتها في البحث البلاغي والنقدي عند العرب: د. ماهر مهدي هلال, دار الرشيد – بغداد, 1980م.
17- الخصائص: ابن جني, تحقيق محمد علي النجار, دار الكتاب – القاهرة, 1952م.
18- دلائل الإعجاز: عبد القاهر الجرجاني (ت 471هـ), شرح وتعليق: عبد المنعم خفاجي, القاهرة – مصر, 1969م.
19- دلالة الألفاظ: إبراهيم أنيس, مكتبة الإنكلو المصرية, القاهرة – مصر, 1972م.
20- دلالة الألفاظ العربية وتطورها: مراد كامل, الناشر: مكتبة نهضة مصر, د.ت.
21- علم الدلالة: احمد مختار عمر, مطبعة الكويت – الكويت, 1982م.
22- علم الدلالة: بالمر, ترجمة: مجيد الماشطة – بغداد, 1985م.
23- علم اللغة: علي عبد الواحد وافي, الناشر: مكتبة نهضة مصر, د.ت.
24- علم المعاني: د. درويش الجندي, مكتبة نهضة مصر, ط2 - القاهرة, 1962م.
25- فقه اللغة في الكتب العربية: د. عبده الراجي - بيروت, 1979م.
26- فقه اللغة وخصائص العربية: محمد المبارك, دار الفكر, بيروت – لبنان, ط3, 1968م.
27- القاموس المحيط: مجد الدين فيروز, دار الفكر – بيروت, 1983م.
28- القراءة وتوليد الدلالة: د. حميد الحمداني, الدار البيضاء – المغرب, 2003م.
29- لسان العرب: ابن منظور, مطبعة الحوزة في قم – إيران, د.ت.
30- المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر: ابن الأثير, تحقيق: احمد الحوفي وعبد السلام هارون, مطبعة النهضة, القاهرة – مصر, د.ت.
31- مختار الصحاح: الرازي, دار الرسالة – الكويت, 1983م.
32- معايير تحليل الأسلوب: ميكائيل ريفارتير, ترجمة: حميد الحمداني,
البيضاء, 1993م.
33- المجاز في البلاغة العربية: د. محمد صالح السامرائي, دار الدعوة, حماة – سورية, 1974م.
34- مفاهيم الجمالية والنقد في أدب الجاحظ: د. ميشال عاصي, مؤسسة نوفل, بيروت – لبنان, 1981م.
35- المفردات في غريب القرآن: الراغب الأصفهاني (502هـ) دار إحياء التراث العربي, بيروت – لبنان, 2002م.
36- منهج ابن هشام في شرح "بانت سعاد": د. محمود سليمان ياقوت, دار قطري بن الفجاءة, الدوحة – قطر, 1986م.
37- نظرية الثنائية في النقد الأدبي: د. صلاح فضل, دار الشؤون الثقافية, بغداد – العراق, 1987م.
38- النكت في إعجاز القرآن العظيم: أبو الحسن علي بن عيسى الباقلاني, (ت 374), بيروت – لبنان, د.ت.
39- نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز: فخر الدين الرازي (ت 606هـ) تحقيق: إبراهيم السامرائي والدكتور محمد بركات, دار الفكر – عمان, 1985م.


خليل إبراهيم المشايخي

([1]) القاموس المحيط: 3 / 377, ومختار الصحاح: ص 209.
([2]) أساس البلاغة: 1 / 280.
([3]) لسان العرب: 11 / 248.
([4]) القاموس المحيط: 3 / 377.
([5]) المصدر نفسه: 3 / 388.
([6]) منهج البحث اللغوي في التراث وعلم اللغة الحديث: 88.
([7]) البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن : 80 .
([8]) نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز : 39 .
([9]) المصدر نفسه: 39 – 40 .
([10]) البلاغة عند الجاحظ: 45 .
([11]) المصدر نفسه: 46 .
([12] ) منهج البحث اللغوي: 89 , واللغة بين المعيارية والوصفية : 119 .
([13] ) التعريفات: 215 .
([14] ) منهج البحث اللغوي: 91 .
(4 ) دلائل الإعجاز – أسرار البلاغة – مواضع مختلفة .
[15]) ) فقه اللغة وخصائص العربية: 168.
([16]) فقه اللغة في الكتب العربية: 129.
([17]) المصدر نفسه: 163.
([18] ) النظرية الثنائية في النقد الأدبي: 322.
([19] ) الحيوان: 1/ 327-330.
([20]) المصدر نفسه: 1/ 330 وما بعدها.
([21]) البلاغة عبد الجاحظ: 46- 47 .
([22]) أصول البيان العربي : 7 – 8 .
([23]) المصدر نفسه: 8.
([24]) التلخيص في علوم البلاغة: 34 - 35 .
([25]) علم اللغة: 288 .
([26]) دلالة الألفاظ: 135-139. ودلالة الألفاظ العربية وتطويرها:7.
([27])ودلالة الألفاظ العربية وتطويرها:7.
([28]) تطور البحث الدلالي:31-50.
([29]) أسلوبية النظم البلاغي في ضوء الدراسات الغوية الحديثة: 147.
([30]) منهج البحث اللغوي بين التراث وعلم اللغة الحديث: 151 – 152 .
([31]) الأصول – دراسة ايستمولوجية للفكر اللغوي عند العرب: 323 .
([32])الحيوان: 1 / 280 .
([33]) البلاغة عند الجاحظ: 48 .
([34]) البلاغة عند الجاحظ : 49 .
([35]) البيان والتبيين: 1 / 76 .
([36]) جرس الألفاظ: 55 – 58 .
([37]) أبو هلال العسكري ومقاييسه البلاغية والنقدية: 131 .
([38]) جرس الألفاظ: 92 .
([39]) علم المعاني:62 .
([40]) اثر القرآن في التطوير النقد الأدبي: 11.
([41]) مشكل القرآن:5-2.
([42]) النكت في إعجاز القرآن العظيم: صفحات كثيرة متفرقة.
([43]) إعجاز القرآن: صفحات متفرقة.
([44]) سر الفصاحة: ما ذكرناه كان تلخيصا لما قرأناه عن هذا الكتاب.
([45]) دلائل الإعجاز: 105.
([46]) منهج البحث اللغوي: 162 .
([47]) دلائل الإعجاز: 169-170.
([48]) المصدر نفسه: 355.
([49]) المصدر نفسه: 49.
([50]) منهج البحث اللغوي:163.
([51]) دلائل الإعجاز: 94.
([52]) المثل السائر: 1 / 40.
([53]) أسلوبية النظم البلاغي في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة: 155.
([54]) نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز : 45 – 46 .
([55]) نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز: 47.
([56]) المصدر نفسه: 47.
([57]) منهج البحث اللغوي: 100 .
([58]) المصدر نفسه: 167.
([59]) الخصائص: 2 / 442 – 448 .

([60]) دلالة الألفاظ: 107.
([61]) منهج البحث الدلالي: 84 .
([62]) البيان والتبيين: 1/ 75-76.
([63]) منهج البحث الدلالي: 85.
([64]) منهج البحث اللغوي: 100.
([65]) علم اللغة (مجموع آفاق المعرفة): 119.
([66]) منهج البحث اللغوي: 86 – 87.
([67]) اللغة بين المعيارية والوصفية: 119 .
([68]) المصدر نفسه: 120 .

([69]) علم اللغة: 102 .
([70]) منهج البحث اللغوي: 93 .
([71]) منهج البحث اللغوي: 99 .
([72]) المصدر نفسه: 99 – 100 .
([73]) أضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة: 321 .
([74]) مناهج البحث في اللغة: 276.
([75]) مناهج البحث اللغوي: 176.
([76]) منهج البحث اللغوي: 179.
([77]) المصدر نفسه: 182 .

([78]) الأسلوب والأسلوبية: جيرو: 41.
([79]) الأسلوب والأسلوبية: جيرو: 26. وينظر: البلاغة الأسلوبية: 122.
([80]) البلاغة الأسلوبية: 122 – 123.
([81]) معايير تحليل الأسلوب: 56.
([82]) معايير تحليل الأسلوب: 56.
([83]) الأسلوب والأسلوبية: 21 – 22.
([84]) المصدر نفسه: 23.










 


رد مع اقتباس
قديم 2013-12-11, 13:27   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
امالو محمد
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

يسرني أن أعرض عليكم موضوع هام يساعد في إعداد البحث العلمي
مراحل إعداد البحث العلمي

يعرف البحث العلمي بأنه التقصي المنظم باتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها أو بإضافة الجديد إليها.
والتقصي عن الحقيقة يستلزم إتباع منهج وطريقة تخضع لقواعد ومراحل منظمة ومنضبطة طبقا للتفكير المنطقي بدءا بتحديد طبيعة ونطاق موضوع البحث واختيار عنوانه ثم وضع إشكالية وخطة تليها جمع المادة العلمية ودراستها ونقذها ثم الوصول إلى استخلاص النتائج المرجوة.

ويمكننا أن نقسم مراحل البحث العلمي إلى ثلاث مراحل وهي :
1 – المرحلة التحضيرية .
2 – مرحلة جمع المادة العلمية وكتابة البحث.
3 – المرحلة النهائية .

المبحث الأول : المرحلة التحضيرية .

وتشمل اختيار موضوع البحث واختيار أو تعيين المشرف أو المؤطر وإجراءات التسجيل ووضع إشكالية البحث وأخيرا وضع الخطة الأولية للبحث.

1. اختيار موضوع البحث :
يشكل اختيار موضوع البحث الخطوة الأولى في مراحل إعداد البحث العلمي ويقتضي من الباحث أن يكون على دراية وافية بكل القضايا والإشكاليات المطروحة في مجال تخصصه ولا يأتي له ذلك إلا بالقراءة المستفيضة والإطلاع الواسع التي تمكنه من معرفة القضايا والمشاكل التي لم تسبق دراستها والتي تحتاج إلى دراسة مكملة أو إلى مراجعة لإضافة جديدة إليها أو حلها.
واختيار الموضوع يكون إما باقتراح من المؤسسة العلمية أو من الأساتذة أو من اختيار الباحث نفسه بعد أن يرى أن الموضوع يحظى باهتمام خاص لديه ويرغب في البحث فيه.
وتخضع عملية اختيار موضع البحث لجملة من المعايير والشروط يجب على الباحث أن يراعيها وتتمثل فيما يلي :

أ . يجب أن يتعلق الموضوع بنقطة محددة فالمواضيع العامة تجعل الباحث لا يستطيع التعمق في البحث ويلجأ إلى الأفكار العامة مما يجعل نتائج البحث وقيمته محدودة فلو اختار الباحث موضوع مثل "الجريمة المنظمة" فإنه عليه أن يدرس عدة أنواع من الجرائم كالاتجار في المخدرات والإرهاب والتزوير وتبييض الأموال إلخ...، أما إذا اختار موضوع مثل : تزوير أرقام السيارات فيكون موضوعه محددا مما يسمح له بالتعمق أكثر في مادة البحث ويكون للبحث قيمة علمية أفضل ونتائج أنجع.

ب. يجب أن يكون موضوع البحث جديدا أي لم تسبق دراسته دراسة وافية لا تترك للباحث ما يكتشفه أو يعقب عليه أو ينتقده.

ج . أن يكون الموضوع له علاقة بالواقع ويشغل بال الناس ويكون البحث فيه له فائدة ونتائجه يمكن الاستفادة منها.

د . أن تتوفر في موضوع البحث مصادر ومراجع تسهل على الباحث تناول مادته العلمية والحصول على كل المعلومات والبيانات المتعلقة بالموضوع وخاصة في اللغة التي يتقنها.

هـ . أن يكون موضوع البحث مندرجا في التخصص العلمي الذي يمارسه الباحث سواء في مجال التدريس أو في مجال وظيفته باعتبار أن له معرفة وافية بالإشكالات والمعلومات المتعلقة به وكذا بالمصطلحات المرتبطة بطبيعة موضوع البحث.

2. عنوان البحث :
إن عنوان البحث هو بمثابة الاسم الذي يطلقه الوالد على مولوده الجديد ويجب أن تتوفر فيه الشروط التالية :
- أن يكون جديدا ومبتكرا أي يضعه الباحث متجنبا العناوين القديمة التي استعملت ففي بحوث سابقة أو كتب سبق نشرها.
 أن يكون واضحا دقيقا وشاملا لمضمون البحث.
 أن يكون محددا وقصيرا مع مراعاة وضوح ما يدل عليه.
 أن يكون في عبارة جذابة تجلب انتباه القارئ .
 أن يكون موضوعيا يتحرى الحقيقة والصدق فلا يكون من باب الدعاية أو الكذب.
 أن لا يكون متكلفا في عباراته من حيث اللفظ فلا يتضمن ألفاظا غريبة أو مسجوعا.

3. اختيار وتعيين المشرف :

إن إعداد بحث علمي يتطلب دربة ومراسا في مجال المنهجية العلمية وتقنيات البحث عن المعلومات وأسلوب نقذها وتمحيصها ودراستها وذلك أمر قد يتعسر على الباحث لذلك فهو يحتاج إلى مشرف أو مؤطر له خبرة ومستوى علمي رفيع في مجال التخصص يتولى توجيهه وإرشاده والأخذ بيده أثناء كل مراحل إعداد البحث.

ويتم اختيار المشرف من ضمن الأساتذة الدكاترة المؤطرين الذين لهم الخبرة أو الخبراء المتخصصون في مجال البحث ويكون ذلك إما باختبار الباحث بعد موافقة الأستاذ أو بتعيين المؤسسة العلمية أو الهيئة التي يتم إعداد البحث فيها وفي الحالتين فإن موافقة المشرف شرط ضروري إذ يجب أن يقبل الإشراف على البحث ومتابعة الباحث في كل خطوات إعداد بحثه ويوجهه ويساعده في ضبط الخطة وتحديد الإشكالية وصياغة البحث إلى حين الإعداد النهائي للبحث ومناقشته.


4 . تسجيل البحث :
تختلف إجراءات تسجيل البحث تبعا للنصوص القانونية والتنظيمية المطبقة في مجال البحث العلمي والجامعات والمعاهد والمدارس العليا والأكاديميات والمؤسسات المختصة في التعليم العالي ومراكز البحث العلمي.
وعملية التسجيل تتم بعد تقديم الباحث لملف يتضمن :
- الأوراق الإدارية المتعلقة بهويته.
- الشهادات والدبلومات العلمية التي تثبت مستواه ومؤهلاته التي تمكنه من إعداد البحث العلمي .
- تقرير موجز يتضمن موضوع البحث وإشكاليته والخطة الأولية ودواعي اختياره والأهداف المتوخاة من البحث فيه.
(يتم تسجيل البحوث بالنسبة لمتربصي دورة القيادة والأركان على مستوى المدرسة العليا للدرك الوطني بعد دراسة تتم من طرف لجنة تعين لهذا الغرض وتعمل تحت إشراف قيادة المدرسة ثم تحال على القيادة عن طريق قسم التكوين للموافقة عليها).
5 . إشكالية البحث وخطته لأولية :
إشكالية البحث : تعد إشكالية البحث بمثابة الجهاز العصبي للإنسان أو قمرة القيادة بالنسبة للطائرة وتتوقف جودة البحث وقيمته على وجود الإشكالية المضبوطة.

والإشكالية هي الفكرة المحورية التي يدور حولها البحث وتصاغ على شكل سؤال محوري تدور حول الفرضيات التي ينطلق منها الباحث في بحثه والإشكالية هي التي تحدد مسار البحث وتوجه الباحث ليبقى ملتزما بحدود موضوعه.

وتنقسم الإشكالية إلى نوعين :
الإشكالية المبدئية :
يضعها الباحث بمجرد اختيار موضوع بحثه وتحديد عنوانه وهي الفكرة الأساسية التي تصاغ على شكل سؤال وهذه الفكرة ليست نهائية بل يمكن تمحصيها وتعديلها وضبطها أثناء جمع المادة العلمية وكل المعلومات المتعلقة بالموضوع لتصبح نهائية.

الإشكالية النهائية :
بعد جمع المادة العلمية والمصادر والمراجع قد يتضح للباحث أن الإشكالية التي وضعها ليست مضبوطة أو تحتاج إلى تعديل فيعيد صياغتها ويراجع ضبط السؤال المحوري لتكون متوافقة ومتطابقة مع محتوى البحث ومتناسقة ومنسجمة مع الفرضيات والنتائج.

الخطة الأولية للبحث :
إن الباحث عندما يختار موضوع بحثه يكون لديه فكرة عامة وشاملة لنطاق ذلك البحث ومجمل العناصر والنقاط والمسائل التي سوف بدور بحثه حولها. لذلك يبادر بوضع خطة تشمل المقدمة والفصول والمباحث والمطالب على أن تتضمن المقدمة إشكالية البحث والفرضيات ومنهجية البحث وتتضمن الفصول والمباحث والمطالب عناوين للأفكار والعناصر الرئيسية للبحث.

6 . تنظيم عملية البحث :
إن السير في إنجاز أي بحث يتطلب من الباحث أن ينظم نفسه ويصنع خطة عمل يلتزم بها.كما يجب عليه أن يجيب على الأسئلة التالية :

أ/ في أي اختصاص ومجال يندرج موضوع بحثه مثال في العلوم القانونية في المسائل الأمنية في مجال الإتصال في مجال الإسناد والدعم في الفنون العسكرية إن الإجابة على هذا السؤال يسمح للباحث بمعرفة الجهات والمكتبات والمراكز التي يعثر فيها على المصادر والمراجع والدراسات المتعلقة بموضوع بحثه.

ب/ من هم الأشخاص الذين يمكن الإستعانة بهم ويكون ذلك بضبط وحصر الأساتذة دوي الخبرة والإختصاص في موضوع البحث وكذا الإطارات وكل من يمارس نشاطا له علاقة بالموضوع لأن هؤلاء الأشخاص أدرى بالمعلومات والإشكالات المطروحة كما أنهم يمكن أن تكون لديهم أفكار وأراء تفيد البحث أو توجهه أو يمكن أن يستعين الباحث بما لديهم من مراجع ووثائق.

ج/ ما هي المدة الزمنية المخصصة لإنجاز البحث وبذلك يمكن للباحث أن يعد رزنامة زمنية تتضمن فترات متعاقبة تخصص كل فترة لإنجاز جزء محدد من البحث كأن يخصص فترة للبحث عن المراجع وفترة لمقابلة الشخصيات وتواريخ الإتصال بالمشرف أو المدة الزمنية التي ينجز فيها كل فصل من فصول البحث وتلك التي يخصصها لدراسة المادة العلمية وصياغة البحث وهكذا ( أنظر نموذج لإعداد بطاقة لهذا الغرض في الفصل الخامس – المبحث الثاني).

على الباحث أن يحدد الطريقة التي يستعملها في جمع المادة العلمية وهناك أسلوبان:
 أسلوب البطاقات.
 أسلوب الملفات.


المبحث الثاني : مرحلة جمع المادة العلمية وإعداد البحث.
1. البحث عن المصادر والوثائق وجمع الوثائق .

تتمثل هذه المرحلة في التقصي عن الوثائق العلمية بنوعيها المصادر والمراجع .والوثيقة تعني المصدر أو المرجع الذي يتضمن معلومات وحقائق وأفكار تتعلق بموضوع البحث والوثيقة تكون مخطوطا أو كتابا مطبوعا أو شريطا سمعيا – بصريا أو مستندات تتضمن وقائع أو تسجيلات لأحداث تهم موضوع البحث كالمحاضر وأرشيف التقارير والسجلات الخ...

وتعد من الوثائق الرسمية الدوريات والمسموعات ودوائر المعارف ونتائج الأبحاث الميدانية وأطروحات الدكتوراه والماجستير والمراسلات العلمية والأفلام الوثائقية.

وأهم الوثائق التي تعتمد عليها في الأبحاث العلمية تتمثل في المصادر ويقصد بالمصدر الكتاب أو المخطوط الذي يتناول موضوع البحث تناولا شاملا وأصيلا ولا يعتمد على المصدر أو مرجع قديم وبعابرة أخرى فالمصدر هو أقدم وثيقة تحوي المعلومات المتعلقة بالموضوع كالمخطوطات التي لم يسبق نشرها مثل مذكرات القادة السياسيين وكتب الفقه القديمة.

فالقرآن الكريم والسنة النبوية هما مصدران لأحكام الشريعة الإسلامية والقرارات القضائية الصادرة عن المحكمة العليا هي مصدر الاجتهاد القضائي وكذا الإحصائيات الرسمية التي تنشرها الدوائر الحكومية تعد مصدرا لأي دراسة إحصائية.

أما الموجع فهو ما كانت علاقته بالموضوع علاقة تفسير لجزئية من جزئياته ولا يتناول جوهر الموضوع وقضاياه الأساسية ولا يستعين بها في دراسة قضايا الموضوع الأساسية وإنما يستعين في دراسة عنصر أو نقطة من الموضوع.

كيفية البحث عن المصادر :
للبحث عن المصادر والمراجع يجب أن يعرف الباحث أن هناك عدة معايير لترتيبها وتصنيفها في المكتبة :
 معيار موضوع الوثيقة.
 معيار إسم المؤلف.
 الترتيب حسب التاريخ.
 موضوع الجدة والحداثة.
وفي كل مكتبة توضع فهارس عديدة منها :
 فهرس خاص بعناوين الكتب.
 فهرس خاص بعناوين الموضوعات (قانون – تاريخ – جغرافيا ...).
 فهرس خاص بأسماء المؤلفين.

ويكون ترتيب المصادر والمراجع إما تبعا للحروف الهجائية أو حسب الأرقام.
ولقد أصبحت وسيلة الإعلام الآلي من الوسائل الفعالة في ترتيب المراجع وتصنيفها وعلى المكتبات أو التوثيق أصبح علما قائما بذاته.

ويتم العثور على المصادر والمراجع بطرق مختلفة منها الرجوع إلى فهرس المراجع لكتاب يتناول موضوع البحث والشروع في البحث عن تلك المراجع في مظامنها على مستوى المكاتب والمعاهد ومراكز البحث العلمي والمكتبات الجامعية كما يمكن وضع قائمة للكلمات المفتاحية التي لها علاقة بموضوع البحث والإنطلاق منها للبحث عن المصادر والمراجع.

كما يستطيع الباحث أن يرجع إلى فهارس مختلف المكتبات أو لقائمة الكتب التي تنشرها دور النشر و يستفيد الباحث أيضا بالرجوع إلى ما يعرف بمصادر المصادر و هي كتب ألفت خصيصا لتتضمن تدوين أسماء مختلف الكتب مثل الفهرست لابن النديم و تاريخ الأدب العربي لبروكلمان .

2- جمع المادة و طرق تسجيل المعلومات :
إن جمع المادة العلمية يشبه ما يقوم به البناء من جمع للمواد اللازمة لتشييد مبنى ، فالمادة العلمية هي التي يقوم عليها بنيان موضوع البحث .
و يمر جمع المادة العلمية بمرحلتين مرحلة الجمع التحضيري للمادة ثم مرحلة التدوين للمعلومات .
و يمكن اعتماد طريقتين أو أسلوبين تبعا لمنهجية دقيقة و هما :
أسلوب البطاقات و أسلوب الملفات.

و يتمثل أسلوب البطاقات في قيام الباحث بإعداد جملة من البطاقات يسجل عليها المعلومات التي يستقيها من المصادر و المراجع ، و يتم ترتيب تلك البطاقات حسب عناوين الأبواب و الفصول و المباحث .

و تتضمن البطاقة عنوان الفصل أو البحث و الاسم الكامل للمؤلف و اسم الكتاب و دار النشر و مكان وجود الكتاب و رمز حفظه في المكتبة – الملاحظات الشخصية – و يمكن للباحث أن يرتب تلك البطاقات ترتيبا يناسب الطريقة التي يعمل بمقتضاها و يراعي في ذلك سهولة الرجوع لها أثناء مرحلة الصياغة .

أما أسلوب الملفات فهو الأسلوب المحبذ لدى الباحثين و يتمثل في لجوء الباحث إلى فتح ملف لكل باب و فصل من فصول البحث و يتضمن كل ملف ملفات فرعية يضع فيها ما يجمعه من معلومات تتعلق بكل نقطة في البحث .

و من مميزات هذه الطريقة أنها عملية تسمح للباحث بإضافة التعديل و يجمعه من المعلومات و يمكن للباحث أن يجمع بين الطريقتين أو الأسلوبين فيفتح ملفات و يدرج فيها البطاقات .

3- مرحلة القراءة و الدراسة و التفكير و تمحيص المعلومات:
بعد الفراغ من جمع المادة العلمية يرجع الباحث إلى هذا المعلومات فيقرأها قراءة متأنية و يضبط أفكاره و يتمثل و الهدف من هذه القراءة في :
- استيعاب كل المعلومات المتعلقة بموضوع البحث .
- الفهم الجيد لكل الأفكار المرتبطة بالبحث .
- تحليل الآراء و نقدها و مقارنتها و ترتيبها و تصنيفها .
- وضع الفرضيات و استخلاص النتائج و النظريات و القوانين العلمية .
- من الضروري أن يولي الباحث عناية للقواعد اللغوية و الاهتمام بالمصطلحات العلمية.

1.3 – مقومات القراءة الجيدة :
- يجب أن تكون القراءة واسعة وشاملة لكل الوثائق والمصادر والمراجع.
- يجب أن يتحلى الباحث بالذكاء والفعالية ويعمل على التمييز بين المصادر والمراجع ويصنفها من حيث أهميتها.
- على الباحث أن يتحلى بالانضباط والمداومة ويعرف اختيار الوقت والمكان المناسبين ولقد أثبتت التجربة أن أنسب الأوقات للقراءة هي الفترة التي تعقب النوم والفترة الصباحية.
- على الباحث أن يتجنب القراءة ودراسة الأفكار عندما يكون قلقا أو مرهقا أو في حالة صحية غير جيدة وعليه أن يأخذ قسطا من الراحة قبل أن يشرع في القراءة.
2.3 – أنواع القراءة :
تنقسم القراءة إلى :
أ. قراءة سريعة أو ما يعرف بالإطلاع وهدفها اكتشاف الوثائق والمصادر والمراجع وتحديد مكان وجود المعلومات والأفكار التي تتعلق بموضوع البحث.

وللإطلاع على محتوى كتاب مثلا يكفي أن نقرأ عنوانه ثم نقرأ مقدمته ثم نقرأ فهرس المواضيع وفهرس المراجع فبذلك تتكون لدينا فكرة عن مضمون الكتاب ونستكشف الفصول أو البنود التي تهم البحث الذي نحن بصدد إعداده.

ب . القراءة العادية : وتتمثل في جمع الأفكار وترتيبها وتصنيفها وتحليلها ونقدها واستخلاص النتائج وتدوينها في الملفات أو البطاقات.

ج. القراءة المركزة : وتشمل خاصة المصادر الهامة و الوثائق التي تتناول موضوع البحث تناولا شاملا وعميقا بحيث يقوم الباحث بدراسة تلك المصادر دراسة وافية ومستوعبة ويمحص الأفكار ويرتبها وينتقدها ويقارن بين الآراء ويرجع ما يراه أكثر صوابا وموضوعية وينتقد الآراء التي يراها محل انتقاد كل ذلك مع التعليل والإدلاء بالأفكار الشخصية.
4 – ضبط الإشكالية وخطة البحث النهائية :
بعد القراءة والدراسة وتمحيص المادة العلمية يكون الباحث قد كون فكرة أكثر وضوحا حول موضوع بحثه ويكون قد لاحظ ما تتضمنه الإشكالية الأولية والخطة المدونة من ثغرات أو نواقص ويبادر لتصحيحها وضبطها وتدقيقها ويضبط ويدقق الإشكالية والخطة بصورة نهائية مسجلا كل العناوين والأفكار الرئيسية والفرعية ثم يشرع في عملية الصياغة للأفكار والمعلومات التي درسها.

5 – صياغة البحث :
لا يبدأ الباحث في صياغة المادة العلمية إلا بعد أن تكون الأفكار والمعلومات أي المادة العلمية للموضوع قد نضجت وأنها كافية لتغطية كل عناصر موضوع البحث .
وتعتبر هذه المرحلة أساسية ، في إعداد البحث ويجب أن يراعي الباحث فيها جملة من الضوابط هي :
أ‌) على الباحث أن يلتزم التزاما صارما بقواعد المنهجية العلمية والخطوات المتعلقة بإعداد البحوث العلمية .
ب‌) على الباحث أن يلتزم عند صياغة البحث بقواعد النحو والصرف وقواعد التنقيط وعند الاقتضاء يستعين بخبير في اللغة ليراجع ما كتبه (أنظر قواعد علامات التنقيط وكيفية استخدامها في نهاية هذا الفصل) .
ت‌) إن مراعاة استعمال المصطلحات والعناية بها ضرورة لا مناص منها للباحث في صياغة بحثه.
ث‌) ينبغي على الباحث أن يتجنب الحشو وتكرار الأفكار وتضاربها والمبالغة في تعابيره أو في أحكامه وآراءه وذلك لا يتأتى له إلا بالالتزام بالتسلسل المنطقي والزمني في عرض أفكاره والاعتدال ففي أحكامه.
ج‌) على الباحث أن يتحرى الموضوعية والدقة أي تجنب الاختصار المخل والإطناب الممل.
ح‌) ينبغي على الباحث أن يقلل من الاقتباس حتى لا يكون بحثه نقلا عن غيره وهو ما يتنافى مع الأمانة العلمية إذا اقتبس عليه أن يشير إلى مؤلف الفكرة والمصدر أو المرجع الذي أخذها منه طبقا لقواعد التهميش المعتمدة في البحوث العلمية.

6 - توثيق البحث وإعداد الفهارس:
أ) توثيق البحث : إن توثيق البحث أمر ضروري لأي بحث علمي لأن ذلك يدل على أن المعلومات التي يتضمنها البحث موثقة ومستقاة من مصادر ومراجع لها قيمتها العلمية وهو ما يضفي على البحث قيمة ويكون له مصداقية ويمكن الاعتماد عليه.
وينبغي على الباحث أن يقوم بإعداد قوائم تتضمن كل المصادر والمراجع التي اطلع عليها الباحث أو اقتبس منها بعض المعلومات أو الأفكار التي تضمنها بحثه.
يقسم الباحث المصادر والمراجع إلى :
- مصادر ومراجع باللغة العربية .
- مصادر ومراجع باللغة الفرنسية.
ويتم كتابة هذه المصادر والمراجع في فهرس المراجع بالترتيب التالي :
- الكتب.
- الدوريات.
- الوثائق الرسمية.
- الدراسات غير المنشورة.

ب) فهارس البحث : إن توثيق البحث يختلف عن التهميش فالأول يعني وضع فهارس لكل المراجع والمصادر التي اطلع عليها الباحث أو اقتبس منها أي استعان بها في بحثه أما التهميش فالمقصود به نسبة كل فكرة إلى صاحبها مع الإشارة إلى اسم الكتاب أو الوثيقة واسم المؤلف ورقم الصفحة طبقا للقواعد المعتمدة في تهميش البحوث العلمية.
والفهارس أنواع تختلف حسب طبيعة الموضوع :
- فهرس الأعلام (أي قائمة الأعلام الواردة في البحث ترتب حسب الحروف الهجائية للأسماء).
- فهرس الآيات القرآنية
- فهرس الأحاديث النبوية.
- فهرس المصادر والمراجع.
- فهرس الملاحق والخرائط.
- فهرس موضوعات البحث.

المبحث الثالث : مرحلة تنظيم البحث ومناقشته.
1- طباعة البحث :
طباعة البحث : إن التطور الذي حصل في مجال استخدام وسيلة الإعلام الآلي وانتشار هذه الوسيلة ييسر من عملية النسخ أو الطباعة بحيث أصبحت كتابة البحوث عادة تتم بهذه الوسيلة واصبح متيسرا على الباحث أن يختار حجم الخط ونوعية الخط الذي يريد استخدامه كما يختار حجم الصفحات وطريقة كتابة عناوين الفصول والمباحث والمطالب والمسافات بين الأسطر وبداية الفقرات ... إلخ.

2- عدد نسخ البحث :
تختلف عدد النسخ المطلوبة في الجامعات و المعاهد و المدارس غير أن المتفق عليه أن يكون عدد تلك النسخ كافيا لتسليم نسخة لكل عضو من أعضاء لجنة المناقشة و عدد من النسخ يكون مخصصا للمكتبة و على العموم لا يقل هذا العدد عن عشر نسخ.

3- تجليد البحث و ترتيبه و ترقيمه:
على الباحث أن يقدم ثمرة عمله المتمثلة في البحث في شكل أنيق لذلك عليه أن يجلد بحثه تجليدا فاخرا أو يضع له غلافا بالورق المقوى يحمل عنوان البحث بخط بارز و جميل فالشكل الذي يقدم فيه البحث له أهمية و يعطي فكرة عن شخصيته و ذوق الباحث .

4- ترتيب البحث : يتم على النحو التالي :
أ / صفحة الغلاف الخارجي و يكتب عليها :
- اسم الكلية و الجامعة و المدرسة أو المعهد التي تم البحث فيه.
- عنوان البحث و اسم الباحث و اسم المشرف و أسماء الأعضاء لجنة المناقشة .
- السنة التي نوقش فيها البحث (أسفل الصفحة)
ب / صفحة الغلاف الداخلي (نفس البيانات التي تضمنتها صفحة الغلاف الخارجي).
ج / الإهداء (في صفحة مستقلة) .
د / التقديم (عادة ما يتولى أحد الأساتذة أو الشخصيات تقديم البحث).
هـ/ التمهيد (عند الإقتضاء).
و/ المقدمة .
ز/ المتن(الأبواب و الفصول).
ح/ الخاتمة.
ط/ الملحقات.
ي/ الفهارس.
ك/ المحتويات (فهرس موضوع البحث) و أحيانا تدرج صفحة المحتويات قبل المقدمة.

5- ترقيم صفحات البحث :
الترقيم نوعان : ترقيم بالأحرف الأبجدية (أ ب ج د ه و ز ح ط ك ل م ن س ....الخ).

و يبدأ الترقيم بحرف "أ" في الصفحة الأولى من المقدمة . أما الصفحات التي تسبقها فلا ترقم.

الترقيم بالأعداد : و ترقم به صفحات الأبواب و الفصول و المباحث و الخاتمة و الفهارس و عدد صفحات هذه الأرقام هو عدد صفحات البحث .

6- مناقشة البحث:
مناقشة البحث هي المرحلة الختامية في إعداد البحث العلمي و خلالها يتم مناقشة النتائج التي توصل إليها الباحث :
- تسليم كل عضو من أعضاء لجنة المناقشة نسخ من البحث في شكله النهائي على أن يكون ذلك بفترة زمنية كافية (عادة شهر) قبل تاريخ المناقشة .
- إعداد تقرير يعتمد عليه الباحث في عرضه لبحثه.
- تحديد تاريخ المناقشة و مناقشة البحث .
و نبين فيما يلي بعض الإرشادات المتعلقة بالنقاط و العناصر التي تتضمنها مناقشة البحث العلمي ثم نشير بإيجاز لما يتضمنه تقرير البحث.

مناقشة البحث العلمي :
أ‌. الناحية الشكلية : و يتم من خلالها مناقشة :
- عنوان البحث (مدى تعبيره عن مضمون البحث) و طريقة صياغته و مدى الجدة و الابتكار فيه.
- التزام الباحث في أسلوبه بقواعد النحو و الصرف و التنقيط و عدم تكرار الألفاظ و الصيغ و دقة المصطلحات.
- خطة البحث – هل عناوين الأبواب و الفصول و المباحث منسجمة ومتناسقة وهل وفق الباحث في خطته ومدى شمولها لكل عناصر الموضوع.
- مدى احترام قواعد التهميش والاقتباس.
- مدى احترام الباحث لكتابة العناوين بخط بارز والهوامش المرعية في بداية العناوين والفقرات وحجم الخطوط المستعملة في الطباعة.
- ترتيب الفهارس والمصادر والمراجع الخ...

2 – الناحية الموضوعية :
- هل تضمنت المقدمة – إشكالية البحث والفرضيات والسؤال المحوري للإشكالية وهدف البحث وأهمية ومنهجية البحث والصعوبات التي اعترضت الباحث والمصادر والمراجع التي اعتمد عليها والأبحاث السابقة التي عالجت الموضوع وخطة البحث.
- تسلسل الأفكار الواردة في المتن – مدى إحاطة الباحث بكل عناصر الموضوع – مدى قدرة الباحث على مناقشة الأفكار ومهارته في اقتباس الأفكار عن غيره ونقدها وترجيح ما يراه صحيح – هل أتى الباحث بشيء جديد أفكار جديدة – تصحيح مفاهيم خاطئة وبيان مفاهيم غامضة جمع معلومات مفرقة وترتيبها – اقتراح تعريفات جديدة – هل أجاب البحث عن االإشكالية واستطاع أن يثبت بطريقة علمية الفرضيات سواء عن طريق التجربة أو المقارنة أو الوصف أو الإحصاء الخ...
ما هي النتائج التي توصل إليها الباحث ؟
عرض الباحث لتقريره:
- يجب على الباحث أن يحضر تقريرا ليعرضه أمام لجنة المناقشة يتضمن خلاصة مركزة لمضمون البحث ويشمل عنوان البحث وإشكالية البحث والفرضيات ومنهجية البحث والمصادر والمراجع المستعملة وخطة البحث وأهم الأفكار الرئيسية الواردة فيه والنتائج التي توصل إليها ، انظر نموذجا لهذا التقرير ص .....
على الباحث أن يعرض بحثه خلال فترة زمنية بين 15 و30 دقيقة ويراعي ما يلي :
- تجنب قراءة تقرير البحث بل عرضه شفاهة.
- عدم مقاطعة أي عضو عندما يكون بصدد تقديم ملاحظاته.
- عدم التدخل إلا بإذن من رئيس اللجنة.
- مراعاة قواعد اللياقة والأدب أثناء الإجابة على التساؤلات أو تقديم توضيحات أمام أعضاء لجنة المناقشة.

علامات التنقيط :
إن إنجاز أي بحث علمي يتطلب صياغته وإخراجه في شكله النهائي وكتابته بأسلوب يخلو من الأخطاء النحوية والصرفية ، ومن شروط البحث الجيد أن يراعي فيه الباحث احترام علامات التنقيط المختلفة من نقطة وفاصلة وعلامة استفهام وغيرها.
وعدم احترام الباحث لعلامات التنقيط يدل إما ع ل عدم معرفة الباحث لهذه العلامات أو عدم معرفة مدلولاتها أو عدم المبالاة وعناية بالإخراج الجيد للبحث وهذا عيب وتقصير من قيمة الرسالة أو البحث أو المؤلف.
لذلك ينبغي على من ينجز أي بحث علمي أن يراعي علامات الوقف وقواعد النحو والصرف حتى تكون أفكاره معروضة بطريقة سليمة وجيدة ، وفيما يلي نبين مدلول هذه العلامات وكيفية استخدامها.

1. النقطة (.) : تستعمل في الحالات التالية :
- في نهاية الجملة التامة المعنى ، المستوفية مكملاتها اللفظية.
- بعد الكلمات المختصرة مثل : (هـ.) (م.) اختصارا للكلمتين "هجرية" و "ميلادية" و ت.د أي التاريخ بدون.
تحذف في حالة وجود تلبس بينها وبين الصفر في الرقم فمثلا : ج.و ص. اختصارا لكلمة "جزء" و "صفحة" فوضع الصفر بعدها يوجد لبسا في زيادة الرقم الذي يليه من أجل ذلك وجب حذفها.
- بين اسم المؤلف وعنوان الكتاب ومعلومات النشر في قائمة المصادر (الببلوجرافية). أنظر فهرس المراجع في هذا البحث.

2. الفاصلة (،) : تستعمل في الأحوال الآتية :
- بين الجمل المتعاطفة.
- بين الكلمات المترادفة في الجملة.
- بين الشرط والجزاء، بين القسم والجواب إذا طالت جملة الشرط أو القسم.
- بعد "نعم" أو "لا" جوابا لسؤال تتبعه الجملة.
- بعد المنادى في الجملة، وبعد مخاطبة المرسل إليه في الرسائل وبعد عبارة الختام التي تجيء قبل توقيع المرسل.
- بعد أرقام السنة حين يبتدأ بها في الجملة ،أو بعد الشهر أو اليوم.
- بين اسم المؤلف ، وعنوان الكتاب، ومعلومات النشر أثناء تدوين المصادر في الهامش.
- بين شهرة المؤلف ، واسمه إذا تقدم اسم الشهرة .
3. الفاصلة المنقوطة ( ؛) : تستعمل في الأحوال الآتية :
- لتفصل بين أجزاء الجملة الواحدة حين تكون العبارة المتأخرة سببا أو علة لما قبلها .
- بين الجملتين المرتبطتين في المعنى دون الإعراب مثل : إذا رأيتم الخير فخذوا به ، وإن رأيتم الشر فدعوه.
- في تدوين المصادر في الهامش حين يعتمد المؤلف للفكرة الواحدة أكثر من مصدر واحد توضع عندئذ الفاصلة المنقوطة بين المصادر تحت رقم واحد.

4. النقطتان الرأسيتان ( : توضعان في الموضع التالية :
- بعد كلمة "قال" وما شابهها معنى أو اشتق منها مثل : عبرو "بقوله" إلخ. وبعبارة أخرى بين القول والمقول.
- بين الشيء وأقسامه ، وأنواع مثل الكلمة ثلاثة أقسام : اسم ، فعل و حرف.
- قبل الأمثلة التي توضح القاعدة.
- قبل الجملة أو الجملة المقتبسة.
- بعد البلدة في تدوين المصادر في قائمة المصادر الببلوجرافية وفي الهامش.

5. علامة الاستفهام (؟) : تستعمل في الأحوال التالية :
- بعد الجملة الاستفهامية ، سواء كانت الأداة ظاهرة أو مقدرة.
- بين القوسين للدلالة على الشك ففي رقم أو كلمة أو خبر.

6. علامة التعجب والانفعال (!) : تستعمل في الأحوال التالية :
- للتعبير عن شعور قوي سخطا كان أو رضا ، استنكارا أو إعجابا وتساعد القارئ على التعبير بنغم خاص.
- بعد الجملة المبتدئة بـ "ما" التعجبية مطلقا ، استحسانا كان أو استهجانا وبعد الجملة المبتدئة بـ "نعم" ، و "بئس" ، وبعد الإغاثة.

7. الشرطة (-) : تستعمل في الأحوال التالية :
- في أول السطر في حال المحاورة بين اثنين إذا استغنى عن تكرار اسمهما مثل : قال معاوية لعمر بن العاص :
ما بلغ من عقلك ؟
- ما دخلت في شيء غلا خرجت منه.
- أما أنا فما دخلت في شيء قط ، وأردت الخروج منه.
- بين العدد والمعدود إذا وقع في أول السطر مثل : 1 - ، 2 - .
- بين كلمات في جملة واحدة للدلالة على بطء النطق بها ، إذ تساعد القارئ على التعبير بنغم خاص .
- في أواخر الجمل غير التامة ، دلالة على التردد في إنهائها لسبب ما.
- بعد الأرقام ، أو الحروف ، أو الكلمات دلالة على نقص فيها.
- بين الرقمين المتسلسلين بالنسبة لتدوين رقم الصفحات بالهامش مثل : أنظر ص 32-3.

8. الشرطتان (-..-) : تستعمل في الحالات التالية :
- ليفصلا جملة ، أو كلمة معترض فيتصل ما قبلها بما بعدها.

9. الفاصلتان المزدوجتان ( )).. (( ) : أو (القوسان الصغيران):
- توضع بينهما العبارة المقتبسة حرفيا من كلام الغير ، والموضوعة في ثنايا كلام الناقل ، ليتميز الغير عن كلام الناقل.
- كما توضع حول عناوين القصائد و المقالات في الدوريات.
- عناوين المصادر المخطوطة ، وعناوين البحوث في الموسوعات.

10. القوسان ( ) : يجري استعمالها في الأحوال الآتية :
- يوضع بينهما معاني العبارات و الجمل التي يراد توضيحها .
- يوضعان حول الأرقام ، وقعت في النص أو في الهامش ، دلالة على المصدر المعتمد .
- حول الأرقام الواردة في الجمل في النص .
- حول إشارة الاستفهام بعد خبر ، أو كلمة ، أو سنة ، دلالة على الشك فيه.
- حول الأسماء الأجنبية الواردة في سياق النص ، على أن تكون بأحرفها الأجنبية .
- حول معلومات النشر المدونة بالهامش قصد التوثيق .

11. القوسان المربعان ، أو المعكوفان ] [ :
- يوضعان حول كل زيادة تقع في الاقتباس الحرفي ، أو حول كل تقويم فيه و هناك من يفضل الإشارة إلى التقويم و التصحيح في الهامش .
- يوضعان حول أي من بيانات النشر غير الموجودة في صفحة العنوان .
- يوضعان في حالة ذكر معلومات النشر داخل قوسي التوثيق المختصر المباشر.

12. النقط الأفقية (....):
- توضع بعد الجملة التي تحمل معاني أخرى لحث القارئ على التفكير .
- لاختصار و عدم التكرار بعد جملة أو جمل .
- للدلالة على أن هناك حذفا في الاقتباس الحرفي .
- بدلا من عبارة أخره (الخ) في سياق الحديث عن شيء ما .

أتمنى أن تكونو قد استفدتم










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-14, 17:14   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سليم *
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية سليم *
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي
ممكن طلب خطة بحث حول الدلالة عند اليونان
وجزاك الله خير










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-12, 13:33   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
حسام الدين محمد
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية حسام الدين محمد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-14, 14:22   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الإدريسي العلوي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية الإدريسي العلوي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2014-02-14, 17:15   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
djamel brahmi
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-14, 17:23   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
امالو محمد
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااا









رد مع اقتباس
قديم 2014-08-12, 22:56   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
chemseddine
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 2 
إحصائية العضو










افتراضي

افتح صندوق الرسائل










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-13, 14:00   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
وليد1990
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية وليد1990
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رائع........ بارك الله فيـــــــــــــك....شكرا على الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-27, 23:03   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
chemseddine
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 2 
إحصائية العضو










افتراضي

يا أخي أنا دفعت لك منذ شهرين من اجل الدولارات و طلبت منك فتح الرسائل الخاصة و اتصلت بك في النقال و لكنه لم يعد في الخدمة ، هل ستدفع 25.92 دولار أم أطلب من الادارة نفيك من المنتدى

أنتظر ردك










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-07, 16:24   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
سارة النايلية
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hot News1 ساعدوني في خطة البحث ارجوكم

عندي بحث حول مباحث علم الدلالة واريد خطوة بحث من فضلكم










رد مع اقتباس
قديم 2016-03-23, 21:22   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
الثقبة
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hot News1 مساعدة في كتابة خطة بحث

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو مساعدتي في كتابة خطة بحث حول المباحث الدلالية .
قمت باستخراج المادة العلمية من الكتاب المخصص لمجال الدراسة ، وجدت كثيراً من المباحث والظواهر اللغوية منها : التعبيرات الاصطلاحية، والمشترك اللفظي، والترادف، والفروق اللغوية، والتقابل الدلالي ... الخ .
لكني لم استطع كتابة خطة البحث وتصنيفها إلى فصول ومباحث، فمن لديه القدرة على مساعدتي فجزاه الله خير الجزاء .










رد مع اقتباس
قديم 2016-03-23, 22:34   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
بلقاسم الأمين
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2016-03-25, 10:06   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ilyasoran
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

Chokran ala el khota konte ahtajha










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-30, 23:02   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ocean1
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية ocean1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا .










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
"خطة, الحمامة", السيميولوجيا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc