أنصتوا لهذه السيول البشرية الجارفة

[Mohand_Zekrini]

إن السيول البشرية الجارفة التي تسير كل يوم جمعة في كامل التراب الوطني، بالنسبة لقائد الجيش لاتمثل شيئا، فهي لا حدث، بل مجرد شرذمة وأذناب للعصابة.
أما تلك العشرات بل أقول المئات التي تسير في بعض مناطق الوطن في مسيرات غير بريئة تأييدا للانتخابات ولقائد الجيش، فهي بالنسبة إليه هي الشعب ويزف إليها "إعجابا شديدا واعتزازا أشد".
وانه حتى اليتيمة وأخواتها الشقيقات وغير الشقيقات في الإعلام الخاص، أدارت ظهرها للحراك الشعبي، وأصبحت تلهث وراء هذه المئات وتمنح لها حيزا هاما في نشراتها الإخبارية، والإعلام اليوم أصبح يهلل ويسبح بحمد قائد الأركان ولأجندته.
وهنا أستذكر تلك المقولة الشهيرة التي كان يرددها أحمد عطاف عن اجتماع المعارضة الجزائرية بسانت سانت إيجيديو بأنه "لا حدث" ويصف القادة التاريخيين للثورة النوفمبرية أحمد بن بلة، حسين آيت أحمد وعبد الحميد مهري بالخونة، في تسعينيات القرن الماضي، وليت تلقفت السلطة آنذاك مبادرة العقد الوطني، لجنبنا الجزائر سنوات الدم والدمار للعشرية الحمراء.
واليوم السلطة ترتكب الأخطاء نفسها، ما أشبه اليوم بالبارحة تصم أذانها لمطالب الشعب الذي يسير بالملايين، بل تقمع تلك المسيرات وتسجن نشطاء الحراك على تهم واهية، وتنبهر من المسيرات غير البريئة وتصفها بالهبة الشعبية.
لكن هيهات، أن هذا الشعب خرج ولن يعود إلا غانما، ولن يثنيه لا التضييق ولا القمع ولا الاعتقال ولا السجن ولا سياسة فرق تسد.
لكن، تأملوا يا حكامنا برهة من الزمن، إن الضغط سيولد الانفجار لا محالة، ان هذا الشعب لن يبقى سلميا إلى أبد الدهر، تصوروا لو يجنح إلى العنف، فمن سيوقف هذه الملايين، وهذه السيول البشرية الجارفة، ويومها لن ينفع الندم.

بقلم الأستاذ زكريني محند