الشيتة، داء في بلادي
أستغرب كثير الاستغراب إلى الحال التي وصل إليها الجزائري في التزلف للحاكم والغلو في الإشادة والتبجيل والتفنن في استعمال كل أنواع الشيتة.
والأغرب أنه حتى القنوات الخاصة، فالشيتة هي هواياتها المفضلة، ولا يمكن أن تفرق بينها والقنوات العمومية.
ويزيد استغراب الأمر أن رواد الشيتة من بينهم مثقفون.
وبلغت الشيتة اليوم أوجها لم تبلغها من قبل، قلنا أن الشيتة ستذهب مع عهد بوتفليقة البائد، الذي صحر الساحة السياسية، إلا أن العكس هو الحاصل.
فهل حقا أن هذه النماذج البشرية من سليل الشعب المكافح، الذي وجه أعتى قوة استعمارية.
أو أن الفيلسوف مالك بن نبي أصاب عندما قال أن الشعب الجزائري له القابلية للمركوبية، وعلى هذا الأساس كان عرضة للاستعمار المتتالي.
إن المسؤول الجزائري بدءا ببوتفليقة وعصابته إلى اليوم، انحط مستواه، ما يجعله يتلذذ عندما "يوشيت" له، حتى أن مستوى الشيتة الذي بلغته اليوم، لم يكن موجودا في أنظمة الحكم ما قبل بوتفليقة، ولا حتى في السنوات الأولى من حكم بوتفليقة.
إن الهدف المرجو من الشيتة، هو الحصول على رضى الحاكم ورعايته.
إن الشيتة، داء في بلادي لابد من محاربتها بل استئصالها، إنها أخطر من النميمة، وفي رحابها يتيه المسؤول ومعه الجزائر.
بقلم الأستاذ محند زكريني