موضوع مميز تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم - الصفحة 452 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-12-10, 03:18   رقم المشاركة : 6766
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 أمنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ـ .

هي أوّل زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأمّ أولاده ، وخيرة نسائه ، وأول من آمن به وصدقه ، أم هند ، خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية ، وأمها فاطمة بنت زائدة ، قرشية من بني عامر بن لؤي .ولدت خديجة رضي الله عنها بمكة ، ونشأت في بيت شرف ووجاهة ، وقد مات والدها يوم حرب الفجَار .

تزوجت مرتين قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم – باثنين من سادات العرب ، هما : أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمي ، وجاءت منه بهند وهالة ، وأما الثاني فهو عتيق بن عائذ بن عمر بن مخزوم ، وجاءت منه بهند بنت عتيق .

وكان لخديجة رضي الله عنها حظٌ وافر من التجارة ، فكانت قوافلها لا تنقطع بين مكّة والمدينة ، لتضيف إلى شرف مكانتها وعلوّ منزلتها الثروة والجاه ، حتى غدت من تجّار مكّة المعدودين .

وخلال ذلك كانت تستأجر الرجال وتدفع إليهم أموالها ليتاجروا به ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحداً من الذين تعاملوا معها ، حيث أرسلته إلى الشام بصحبة غلامها ميسرة , ولما عاد أخبرها الغلام بما رآه من أخلاق الرسول - صلى الله عليه وسلم – وما لمسه من أمانته وطهره ، وما أجراه الله على يديه من البركة ، حتى تضاعف ربح تجارتها ، فرغبت به زوجاً ، وسرعان ما خطبها حمزة بن عبدالمطلب لابن أخيه من عمها عمرو بن أسد بن عبدالعزى ، وتمّ الزواج قبل البعثة بخمس عشرة سنة وللنبي - صلى الله عليه وسلم - 25 سنة ، بينما كان عمرها 40سنة ، وعاش الزوجان حياة كريمة هانئة ، وقد رزقهما الله بستة من الأولاد : القاسم و عبد الله و زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة .

وكانت خديجة رضي الله عنها تحب النبي - صلى الله عليه وسلم – حبّاً شديداً ، وتعمل على نيل رضاه والتقرّب منه ، حتى إنها أهدته غلامها زيد بن حارثة لما رأت من ميله إليه.

وعند البعثة كان لها دورٌ مهم في تثبيت النبي – صلى الله عليه وسلم – والوقوف معه ، بما آتاها الله من رجحان عقل وقوّة الشخصيّة ، فقد أُصيب عليه الصلاة والسلام بالرعب حين رأى جبريل أوّل مرّة ، فلما دخل على خديجة قال : ( زمّلوني زمّلوني ) ، ولمّا ذهب عنه الفزع قال : ( لقد خشيت على نفسي ) ، فطمأنته قائلةً : " كلا والله لا يخزيك الله أبداً ، فوالله إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكلّ ، وت**ب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق " رواه البخاري ، ثم انطلقت به إلى ورقة بن نوفل ليبشّره باصطفاء الله له خاتماً للأنبياء عليهم السلام . ولما علمت – رضي الله عنها – بذلك لم تتردّد لحظةً في قبول دعوته ، لتكون أول من آمن برسول الله وصدّقه ، ثم قامت معه تسانده في دعوته ، وتؤانسه في وحشته ، وتذلّل له المصاعب ، فكان الجزاء من جنس العمل ، بشارة الله لها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب، رواه البخاري و مسلم .

وقد حفظ النبي – صلى الله عليه وسلم – لها ذلك الفضل ، فلم يتزوج عليها في حياتها إلى أن قضت نحبها ، فحزن لفقدها حزناً شديداً ، ولم يزل يذكرها ويُبالغ في تعظيمها والثناء عليها ، ويعترف بحبّها وفضلها على سائر أمهات المؤمنين فيقول : ( إني قد رزقت حبّها ) رواه مسلم ، ويقول : ( آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء ) رواه أحمد ، حتى غارت منها عائشة رضي الله عنها غيرة شديدةً .

ومن وفائه – صلى الله عليه وسلم – لها أّنه كان يصل صديقاتها بعد وفاتها ويحسن إليهنّ ، وعندما جاءت جثامة المزنية لتزور النبي – صلى الله عليه وسلم أحسن استقبالها ، وبالغ في الترحيب بها ، حتى قالت عائشة رضي الله عنها : " يا رسول الله ، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ " ، فقال : ( إنها كانت تأتينا زمن خديجة ؛ وإن حسن العهد من الإيمان ) رواه الحاكم ، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا ذبح الشاة يقول : ( أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة ) رواه مسلم .

وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا سمع صوت هالة أخت خديجة تذكّر صوت زوجته فيرتاح لذلك ،كما ثبت في الصحيحن .
وقد بيَّن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فضلها حين قال: ( أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران رضي الله عنهن أجمعين ) رواه أحمد ، وبيّن أنها خير نساء الأرض في عصرها في قوله : ( خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد ) متفق عليه .

وقد توفيت رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقبل معراج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولها من العمر خمس وستون سنة ، ودفنت بالحجُون ، لترحل من الدنيا بعدما تركت سيرةً عطرة ، وحياة حافلةً ، لا يُنسيها مرور الأيام والشهور ، والأعوام والدهور ، فرضي الله عنها وأرضاها .








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-12-10, 09:54   رقم المشاركة : 6767
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-10, 09:56   رقم المشاركة : 6768
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-10, 09:58   رقم المشاركة : 6769
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-10, 09:59   رقم المشاركة : 6770
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-10, 10:06   رقم المشاركة : 6771
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 الكلمة الطيبة وآثارها الحسنة--خطبة--عبدالله بن عبده نعمان العواضي


الخطبة الأولى
الحمد لله الرحيم الرحمن، خلق الإنسان، علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله القائل: ï´؟ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ï´¾ [إبراهيم: 24-26]. وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله جاء بالحق ونطق به، القائل: (والكلمة الطيبة صدقة) [2].

صلى الله عليه وعلى آله الطيبين، وصحابته الصادقين، وزوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين، وسلم تسليما. أما بعد، فاتقوا الله-عباد الله-؛ فإن تقوى الله أطيب الأعمال وأزكاها، وأفضل الوصايا وأسماها، فما أوصى موصٍ بمثلها.

قال تعالى: ï´؟ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً ï´¾ [النساء: 131].

فمن اتقى الله نال الفلاح كله. ï´؟ أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ï´¾ [البقرة: 5].

أيها الناس، ذكر بعض المؤرخين أن يهودياً مرَّ بإبراهيم بن أدهم رحمه الله، فأراد ذلك اليهودي أن يستفز إبراهيم، فقال له: يا إبراهيم، ألحيتك أطهر من ذنب الكلب، أم ذنب الكلب أطهر من لحيتك؟! فقال إبراهيم: إن كانت في الجنة فهي أطهر من ذنب الكلب، وإن كانت في النار فذنب الكلب أطهر منها. فلما سمع اليهودي هذا الجواب الحليم من المؤمن الكريم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

فتأملوا -أيها الأخوة الكرام- ماذا صنعت الكلمة الطيبة- مع ذلك الاستفزاز المقيت- في نفس اليهودي وكيف أنبتت نباتاً حسناً بإذن ربها.

قال تعالى: ï´؟ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ï´¾ [الإسراء: 53].

عباد الله، إن الكلمة الطيبة ثمرة طيبة تخرج من نفس طيبة، وزهرة حسنة تقطفها يد كريمة من حديقة قلب معمور بالطيب وروائح الحب السليم. والكلمة الطيبة حروف مضيئة تنبثق من صدر يتلألأ بالنور، ويزهر بالسرور. تولد الكلمة الطيبة من ذلك المكان المشرق لتضيء القلوب والأرواح والوجوه. الكلمة الطيبة بسمة الحياة، وعطر الشفاه، وبلسم الجروح، وشفاء الجسد والروح.

والكلمة الطيبة عنوان المتكلم ودليله، ولباسه الساتر وجماله الظاهر، وعطره الفواح، ومفتاحه إلى القلوب والأرواح، وسفيره الذي يصعد إلى السماء ليجد حسن الجزاء.

قال تعالى: ï´؟ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ï´¾ [فاطر: 10].

والكلمة الطيبة تكشف عن مكنون صاحبها من رجاحة العقل وصفاء القلب، قال الشاعر:
وزنِ الكلامَ إذا نطقت فإنما يُبدي عقولَ ذوي العقول المنطقُ

أيها المسلمون، إن الكلمة الطيبة هي الألفاظ الحسنة التي تخرج من فم الإنسان ابتداء أو جواباً، وتحمل معها الخير والنفع للناس، وتبتعد عن الفحش والبذاء، والإضرار والإيذاء، والشتم والاستهزاء.

إنها ليست كلمة واحدة، بل كلمات تنبع من مشكاة مليئة بما لذ وطاب من الكلام الذي ينبت في القلب السليم وينشره اللسان المستقيم.

والكلمة الطيبة ذكر لله تعالى وتسبيح، وتهليل وتكبير، وحمد ودعاء، وشكر وقراءة قرآن، وعلم نافع، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، ونصيحة نافعة، وغير ذلك من العبادات القولية.

والكلمة الطيبة أقوال طاهرة من السباب وجرح الأعراض، وإيذاء الأسماع، وإيجاع القلوب، وإنبات وغر الصدور.

وهي جواب حسن، ورد لطيف على القريب والبعيد، والصديق والعدو. فالمؤمن طيب ولا يتكلم إلا بطيب الكلام. قال تعالى: ï´؟ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ï´¾ [النور: 26].

إن صاحب النفس الشريفة لا تضيق عليه الألفاظ والأساليب فيلجأ إلى القول السيء، بل لديه معجم رحب من الجمل النظيفة التي يستطيع أن يصل بها إلى مراده الحسن دون اللجوء إلى الكلمات الجارحة، ولو كانت على سبيل المزاح والدعابة، أو استرجاع الحق وإثباته.

عباد الله، إن الكلمة الطيبة نبتة حسنة تثمر وتزهر في نفوس الخلق وترسل لهم ألذ الثمر وأطيب العرف الشذي.

هذا النبتة التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها لابد لها من أرض تنبت عليها، فما هذه الأرض الطيبة التي خرجت منها الكلمة الطيبة؟
هذه الأرض الطيبة هي نفس المؤمن الذي يحسن عبادة الله تعالى، ويحسن معاملة الخلق، فقد دعاه علمه ومراقبته لله تعالى إلى أن تصدر منه الكلمات الحسنة.

أيها المسلمون، إن الطبع الصافي والتربية الأسرية الناجحة والبيئة الصالحة، والقدوة الحسنة منابت خصبة تنبت المسلم الذي ينبلج من فمه النور الذي يبهج عيون الآخرين ويشرح صدورهم.

هذه الكلمة الطيبة تصدر من المؤمن عن يقين بثواب الله عليها، وحسن جزائه لقائلها، وتصدر عن حب الخير للناس، وإرادة إدخال السرور عليهم. وتصدر الكلمة الطيبة من المؤمن عن قوة عظيمة في الانتصار على النفس خاصة عند الخصام والجدال والعداوة، والقوي الحق هو الذي ينتصر على نفسه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) [3].

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم حنين بالجعرانة فقال ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم: يا رسول الله، اعدل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل). فقال عمر: يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال (دعه...) [4]. فانظروا إلى حلم رسول الله أمام هذه الكلمة الخبيثة التي خرجت من هذا الرجل وقالها لأعدل الناس صلى الله عليه وسلم.

أيها الأحبة، إن النفس الإنسانية فيها من الشرور والأذى شيء كثير لا يحصى، ومن ذلك: أنها قد تستثار لتنطق برديء الكلام وسيء المقال، وفي هذه الحال يبرز دور تربية الإنسان نفسه ومجاهدته لها، ومحاسبتها على ما تتفوه به اللسان وتقوله، مستعيناً في تربية لسانه على الكلمة الطيبة بما في الكلمة الطيبة عند الله من الثواب الجزيل، والخير الكثير.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والكلمة الطيبة صدقة) [5].

وقال: (إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أنها تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أنها تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه) [6].

وقال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة) [7].

أيها المسلمون، ما أجمل أن يكون الإنسان ذا كلمة طيبة مع الناس جميعاً، من عرف ومع من لم يعرف، ولكن أجمل الجميل أن تكون مع أخص الناس به.

فالكلمة الطيبة مع الوالدين ولو قسواْ وأغلظا في الكلام والتعامل؛ فإن لهما حقاً في حسن الخطاب، قال تعالى: ï´؟ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ï´¾ [الإسراء: 23].

والكلمة الطيبة بين الزوجين، بدل التراشق بالألفاظ الجارحة، والكلمات النابية التي قد توصل إلى ما لا تحمد عقباه.

والكلمة الطيبة بين الإخوة والأخوات والأقارب والأرحام، والكلمة الطيبة بين الجيران في المنازل والأسواق والوظائف وأماكن العمل. والكلمة الطيبة بين المدير وموظفيه والمعلم وتلاميذه، والكلمة الطيبة بين السائقين والراكبين، وبين الباعة والمشترين. والكلمة الطيبة من الغني للفقير ومن رب المال للسائل بدلاً من النهر والمنِّ ورفع الأصوات بالطرد. قال تعالى: قال تعالى: ï´؟ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ï´¾ [الضحى: 10]. وقال: ï´؟ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ï´¾ [البقرة: 263].

والكلمة الطيبة حتى مع الكافر، قال تعالى: ï´؟ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ï´¾ [طه: 34-44].

قيل: تصدى رجل للرشيد فقال: إني أريد أن أغلظ عليك لي في المقال، فهل أنت محتمل؟ قال: لا؛ لأن الله تعالى أرسل من هو خير منك إلى من كان شراً مني! فقال: ï´؟ فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ï´¾ [طه: 44].

والكلمة الطيبة مع الحيوان، فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وتضايق بهم الجبل فقالت: حل، اللهم العنها قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة) [8].

والكلمة الطيبة مع الجماد أيضاً، فعن ابن عباس أن رجلاً لعن الريح - وقال مسلم إن رجلاً نازعته الريح رداءه على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فلعنها - فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تلعنها؛ فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه) [9].

إذن أيها المسلم، ليس هناك مجال للكلمة الخبيثة في حياة المسلم.

عباد الله، إن الكلمة في حياة الإنسان لها شأن عظيم؛ فهي بوابة الخير أو بوابة الشر، وهي منطلق الأعمال الكبيرة، بل هي الوقود الأول للمعارك. والصراع الحقيقي اليوم صراع كلمة وفكرة تنتج عن ذلك أفعال وأحداث. فانظروا إلى الإعلام اليوم ماذا يصنع؟ سواء كان إعلام خير أم إعلام شر. فلا يستهينن أحد بالكلمة مهما قلت، ومن أي فم خرجت، فرب كلمة أضاءت الدنيا أو أظلمتها.

فالكلمة الطيبة لها آثارها الحسنة العاجلة والآجلة على صاحبها وعلى من بلغته، فكم من كلمة طيبة غيرت مجتمعاً من الشر إلى الخير، ومن الذل إلى العز، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة.

فمصعب بن عمير رضي الله عنه خرج إلى المدينة داعياً إلى الله تعالى، وفي يوم من الأيام بينما كان جالساً مع أسعد بن زرارة جاءهما أسيد بن حضير فقال لهما: "ما جاء بكما إلينا؟ تسفهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة، فقال له مصعب: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمراً قبلته، وإن كرهته كف عنك ما تكره، فقال: أنصفت، ثم ركز حربته وجلس، فكلمه مصعب بالإسلام، وتلا عليه القرآن. قال أسيد: فو الله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم، في إشراقه وتهلله، ثم قال: ما أحسن هذا وأجمله! ثم جاء سعد بن معاذ فقال مثل ما قال أسيد، فقالا له: أو تقعد فتسمع؟ فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره، قال: قد أنصفت، ثم ركز حربته فجلس. فعرض عليه الإسلام فأسلم، ثم أخذ حربته فأقبل إلى نادى قومه، فلما رأوه قالوا: نحلف بالله لقد رجع بغير الوجه الذي ذهب به فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمرى فيكم؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا رأيًا، وأيمننا نقيبة، قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم علىّ حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله. فما أمسى فيهم رجل ولا امرأة إلا مسلمًا ومسلمة". لقد كلمة مصعب الطيبة آسرة لهذين الخيِّرين رضي الله عنهما حتى أسلما، ثم سمعتم كيف كانت نتيجة إسلامهما بين قومهما.

ومن آثار الكلمة الطيبة:
أنها قد توحد الصفوف وتجمع الشمل، وتؤلف بين القلوب، وتقرب بين الأباعد، وتحبب بين المتباغضين، وتذهب أحقاد الصدور، وتعين على إصلاح ذات البين.

يذكر أن علي بن الحسين رحمه الله كان بينه وبين حسن بن حسن رحمه الله شيء من الجفاء، فجاء يوماً حسنُ بن حسن وعلي بن الحسين جالس مع أصحابه في المسجد، فما ترك شيئاً إلا قاله له، وعليّ ساكت، فلما كان الليل، أتى علي بن الحسين حسن بن حسن في منزله، فقرع عليه بابه، فخرج إليه، فقال له: يا أخي، إن كنت صادقاً فيما قلت لي فغفر الله لي، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك.. السلام عليكم. وولى.. فما كان من الرجل إلا تبعه، والتزمه من خلفه، وأخذ يبكي، ويقول: لا جرم لا عدت في أمر تكرهه.. فقال له علي: وأنت في حل مما قلت لي.

ومن الآثار الحسنة للكلمة الطيبة: أنها تجعل لصاحبها محبة بين الناس واحتراماً ومكانة مرموقة.

والكلمة الطيبة قد تنجي صاحبها يوم القيامة، فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني بشيء يوجب لي الجنة قال: (عليك بحسن الكلام وبذل السلام) وفي رواية (عليك بالسلام وبذل الطعام) [10].

والكلمة الطيبة قد يُعز بها بعد الذلة، ويغتنى بعد القلة، ويشرف بعد الخفوت.

خرج الشاعر الأعشى إلى سوق عكاظ-وهي السوق الأدبية في ذلك الزمان التي كانت تعرض فيها بضاعة الأدب- فتلقاه رجل فقير يقال له: المحلَّق له ثمان بنات لم يتزوجن، فأراد أن يكسب منه كلمة من شعره بين العرب لعل بها تزويج بناته، فنحر له ناقته التي لا يملك غيرها وأكرمه، وبينما كان الأعشى عند المحلق تحلّقت البنات بالأعشى فقال لأبيهن: ما هؤلاء الجواري؟ فقال: هؤلاء بنات أخيك، فذهب الأعشى من بيته ولم يقل شيئاً، فلما وافى عكاظ قال قصيدته القافية التي منها قوله:
لعمري لقد لاحت عيون كثيــــــــــرة إلى ضــــوء نار باليفاع تَحرّق
تُشب لمقرورين يصطليــــــــــــــانها وبات على النار الندى والمحلَّق
ترى الجود يجري ظاهراً فوق وجهه كما زان متنَ الهندواني رونق

ثم نادى: يا معاشر العرب، هل فيكم مذكار يزوج ابنه إلى الشريف الكريم؟ فما قام من مقعده إلا وقد زوجت البنات الثمان على أشراف من العرب.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أيها المسلمون، يذكر أن عمرو ابن هند قال ذات يوم لندمائه: هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي؟ فقالوا: نعم، أم عمرو بن كلثوم، فأرسل عمرو ابن هند إلى عمرو بن كلثوم يطلب زيارته مع أمه، فأقبل ابن كلثوم مع أمه، فدخل هو على ابن هند، ودخلت أمه على هند أم عمرو. وكان عمرو ابن هند قد أمر أمه أن تنحي الخدم، وتستخدم ليلى أم عمرو بن كلثوم، فلما حضر الطعام قالت هند لليلى: يا ليلى، ناوليني ذلك الطبق، فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فأعادت عليها وألحّت، فصاحت ليلى: وا ذلاه!، يا لَتغلب، فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه فاخترط السيف فضرب رأس عمرو ابن هند وذهب، وقال معلقته المشهورة التي أولها:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبق خمور الأندرينا

أرأيتم ماذا صنعت الكلمة الخبيثة التي قالها عمرو ابن هند؟!
عباد الله، إن الكلمة الخبيثة نفخة شيطانية، وصفة عدوانية، سببها ضعف النفس وغرورها وقوة الشر فيها وسيطرة الحمق عليها، وقلة المراقبة لله تعالى فيما يتفوه به الإنسان.

إن الكلمة الخبيثة قد تفسد على الإنسان الدنيا والآخرة، وتجلب له شقاء كان في غنى عنه لولاها.

قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء- يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه-، فقال له عوف بن مالك: كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقة فقال: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث بحديث الركب يقطع به عناء الطريق. قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقاً بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكبه وهو ويقول: إنا كنا نخوض ونعلب. فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون، فالتفت إليه وما يزيده عليه.
قال تعالى: ï´؟ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ ï´¾ [التوبة65-66].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أنها تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه) [11].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: (ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروته وسنامه؟ قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون مما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم!) [12].

فاتقوا الله-يا عباد الله- وانتبهوا للكلمة؛ فإنها جنة أو نار، وربح أو خسارة، وسعادة أو شقاء. فسارعوا إلى الكلمة الطيبة ولا تحقروها مهما قلت؛ فإنه كالحبة قد تنبت ولو بعد حين ولو في أرض لم يردها صاحبها؛ فإن الزمان يذهب والأعمار تذهب ولكن الكلمات تبقى. قال لقمان لابنه: "يا بني، إن من الكلام ما هو أشد من الحجر، وأنفذ من الإبر، وأمرّ من الصبر، وأحرّ من الجمر، وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة؛ فإنها إن لم تنبت كلها نبت بعضها".
واحذروا الكلمة الخبيثة مهما صغرت؛ فإنها قد تكون شرارة صغيرة تلد حريقاً عظيماً من الشقاء على صاحبها وعلى غيره.
نسأل الله أن يطهر ألسنتنا، ويصلح قلوبنا وأعمالنا.هذا وصلوا وسلموا على خير البشر...
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

[2] متفق عليه.
[3] رواه مسلم.
[4] متفق عليه.
[5] متفق عليه.
[6] رواه أحمد وابن حبات والترمذي وابن ماجه، وهو صحيح.
[7] متفق عليه.
[8] رواه مسلم.
[9] رواه أبو داود والطبراني، وهو صحيح.
[10] رواه ابن حبان والحاكم والبخاري في الأدب المفرد، وهو صحيح.
[11] رواه أحمد وابن حبات والترمذي وابن ماجه، وهو صحيح.
[12] رواه الترمذي والنسائي وأحمد، وهو صحيح.









رد مع اقتباس
قديم 2016-12-10, 10:12   رقم المشاركة : 6772
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-10, 10:13   رقم المشاركة : 6773
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-12, 01:43   رقم المشاركة : 6774
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-12, 01:58   رقم المشاركة : 6775
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-12, 01:59   رقم المشاركة : 6776
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-12, 02:00   رقم المشاركة : 6777
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-12, 02:04   رقم المشاركة : 6778
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

عن أنس -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين))

البخاري ومسلم.










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-12, 02:13   رقم المشاركة : 6779
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-12, 02:15   رقم المشاركة : 6780
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
القسم, تلميذ(ة), تخفيظ, جيدة, زريف

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc