|
منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2016-08-13, 23:07 | رقم المشاركة : 5836 | ||||
|
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ : (مَا مِنْ عَبْدٍ يُصْرَعُ صَرْعَةً مِنْ مَرِضٍ إِلا بَعَثَهُ اللَّهُ مِنْهَا طَاهِرًا) رواه الطبراني
|
||||
2016-08-13, 23:08 | رقم المشاركة : 5837 | |||
|
قال صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ - لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ - ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى) رواه أبو داود |
|||
2016-08-26, 11:31 | رقم المشاركة : 5838 | |||
|
السّعي لحُسن الخاتمة غاية الصّالحين--الشيخ عبد المالك واضح إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي ـ براقي
|
|||
2016-08-26, 11:32 | رقم المشاركة : 5839 | |||
|
هل تصح التوبة من كلّ الذنوب حتّى الصغيرة منها وكيف يكون ذلك؟ من نِعَم الله عزّ وجلّ على المؤمنين ومن رحمته بهم أن جعل التوبة مكفّرة للذنوب في الدنيا قبل الموت، وهي واجبة على الفور قال صلّى الله عليه وسلّم: “كلّ ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التّوابُون” أخرجه الترمذي وابن ماجة وغيرهما وهو حديث حسن.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: “لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم” رواه مسلم. ولكن المشكلة في الإصرار على الذنب وتأخير التوبة، قال الله تعالى: {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} النساء: 17. كما أنّ التوبة تصح من كلّ الذنوب وهي ممكنة حتّى تطلع الشّمس من مغربها، أو تغرغر الروح في سكرات الموت. وجزاء التائب إن كان صادقًا في توبته أن تبدّل سيئاته حسنات إن كثرت وإن كبرت، فلا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار. قال تعالى: {والَّذينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بالحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إلاّ مَنْ تَابَ وآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا * ومَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا} الفرقان: 68-71. - |
|||
2016-08-26, 11:33 | رقم المشاركة : 5840 | |||
|
فتاوي الشيخ عبدالسلام
زوج يَطلُب الإرشاد والتّوجيه لحلّ خلاف وقع مع زوجته بسبب رفضها المشاركة في مصاريف البيت اليومية، وهي عاملة تتقاضى أُجرَة لا بأس بها، والزّوج يقول إنّه لم يُجبرها على الإنفاق لكن يرجو لو تعينه في المصاريف حتّى يواجها الغلاء الّذي تشهده المعيشة اليوم. مع العلم أنّ لديهما ثلاثة أبناء؟ النّفقة واجبة على الزّوج. وهي ما ينفقه على زوجته وأولاده من طعام وكسوة وسكنى ونحو ذلك. وعمل المرأة خارج المنزل عملاً مُباحًا ولو برضى الزّوج فإنّه لا يُسقِط حقّها في النّفقة.
لكن العِشرة الزّوجية القائمة على المودّة والرّحمة تقتضي تعاون أفراد الأسرة فيما فيه صلاح الأسرة واستقامتها وسعادتها، ولا حرج إن أعانَت الزّوجة زوجَها في النّفقة إن أعسر، قال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}. والله أعلَم. - |
|||
2016-08-26, 11:34 | رقم المشاركة : 5841 | |||
|
فتاوي الشيخ عبدالسلام
امرأة متزوّجة منذ عشر سنوات من رجل زوجته متوفاة وله أطفال راشدون، تشتكي من سوء معاملته، ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى الضّرب والشّتم إذا لم تستجب لطلباته المُخلّة بالحياء والآداب الإسلامية في الفراش. مع العِلم أنّها تبلغ من العمر ثلاثًا وخمسين سنة؟ إنّ الحياة الزّوجية أخذ ٌ وعطاء في ظِلّ المودّة والرّحمة. فلكلّ واحدٍ من الزّوجين حقوق واجبات. فالزّوجة الصّالحة تقوم بواجباتها نحو زوجها وتدعو الله أن يُصلِح زوجَها، وتصبِر على أذاهُ وتقصيره وتفريطه ما لم يكُن أذًى مُؤدِّيًا إلى الظلم وإلحاق الضّرر.
فعليكِ أيّتُها السّائلة أن تستجيبي لطلبات زوجكِ ما لم يكُن حرامًا كالوطء في الدُّبُر والوطء في الحيض. أمّا ما كان حلالاً ولو كان مُخِلاًّ بالحياء كما تقولين فمِن الواجب عليكِ تحصينُ زوجكِ من الوقوع في الحرام. والله أعلَم. - |
|||
2016-08-26, 11:36 | رقم المشاركة : 5842 | |||
|
اسلاميات عبادة الله في السِّرّ --الجزائر: عبد الحكيم ڤماز -
خلق الله الإنس والجنّ ليَعبدوه، قال سبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات: 56. فأرسل إليهم الرّسل ليُبيّنوا لهم طريق الهُدى، ويحجزوهم عن طريق الرّدَى، قال سبحانه {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَن اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ} النّحل: 36.
وعبادة الله سبحانه وتعالى في السِّرّ وطاعة عزّ وجلّ في الخفاء، عبادة مَن اعتادها طهّر قلبه وهذّب نفسه وعوّدها الإخلاص. وهي أن تعبُد الله عزّ وجلّ حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد غير الله سبحانه وتعالى. ونبيُّنا الكريم محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ينصحنا: “مَن استطاع منكم أن يكون له خبء مِن عَمَل صالح، فليفعل”. والخبيئة من العمل الصّالح هو العمل الصّالح المُخْتَبِئ، يعني المختفي. روي عن سيّدنا الزبير بن العوام رضي الله عنه قوله: “اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصّالح كما أنّ لكم خبيئة من العمل السَّيِّئ”. في حين يُنبِّهنا الصّحابي الجليل الزبير رضي الله عنه إلى أمر غفل عنه الكثير من النّاس وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة؛ فلكلّ إنسان عمل سيِّئ يفعله في السِّرّ، فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السِّرّ أيضًا لعلّه أن يغفر له الآخر. وتتمثّل عبادة السِّرّ في: عبادة القلب، وهي الإيمان بالله جلّ في علاه، وهو سرّ بين العبد وربّه، تترجمه الأقوال الصّادرة، والأفعال الظّاهرة، والعلم، وأعظمه معرفة الله تعالى، وقراءة القرآن، وذِكْرُ الله عزّ جلّ، وصلاة النّوافل في الخلوات، والدّعاء. قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً}. والصّيام، ذكر الذهبي في السير، قال الفلاس: سمعتُ ابن أبي عليّ يقول: (صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان خزازًا يحمل معه غذاءه فيتصدق به في الطّريق). والصّدقات، قال تعالى: {إن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّر عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} البقرة: 271. والبُكاء في الخلوات، وخدمة الضعفاء، وقضاء الدُّيون وغيرها. وأعمال السِّرّ لا يثبت عليها إلاّ الصّادقون العارفون بالله تعالى، فهي زينة الخَلَوَات بين العبد وبين ربِّه. وليعلَم كلّ إنسان أنّ الشّيطان لا يرضى ولا يقرّ إذا رأى مِن العبد عَمَل سرّ أبداً. وإنّه لَن يتركه حتّى يجعله في العلانية؛ ذلك لأنّ أعمال السِّرّ هي أشدّ الأعمال على الشّيطان، وأبعد الأعمال عن مخالطة الرِّيَاء والعُجْبِ والشُّهْرَة. وإذا انتشرت أعمال السِّرّ بين المسلمين، ظَهَرت البركة وعَمّ الخير بينهم. قال سفيان بن عيينة: قال أبو حازم: “اكْتُم حسناتك أشَدَّ ممّا تكتُم سيِّئاتك”. وقال أيوب السختياني: “لأن يَسْتُرَ الرجل الزُّهْد خيرٌ له مِن أن يُظْهِرَه”. وعن محمد بن زياد قال: “رأيتُ أبَا أُمَامَةَ أَتَى على رجلٍ في المسجد وهو ساجد يبكي في سجوده، ويدعو ربَّه، فقال له أبو أمامة: أنتَ أنتَ لَوْ كان هذا في بيتك”. وقال الحارث المحاسبي رحمه الله: الصّادِق هو الّذي لا يُبالي لو خَرَج كلّ قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه، ولا يُحبّ اطلاع النّاس على مثاقيل الذر من حسن عمله. وقال بشر بن الحارث: لا يجد حلاوة الآخرة رجل يُحبّ أن يعرفه النّاس. وإنّ من العوامل المُعِينَة على الخبيئة الصّالحة: تدبُّر معاني الإخلاص: فالتربية على الإخلاص لله سبحانه وتعالى وتذكير النّفس به دائماً هي الدافع الأول على عمل السِّرّ، ذلك إن الباعث على عمل السِّرّ هو أن يكون العمل لله وحده وأن يكون بعيداً عن رؤية النّاس. استواء ذم النّاس ومدحهم: وهو معنى لو تربَّى عليه المرء لأعانه على عمل السِّرّ، إذ إنّه لا تمثل عنده رؤية النّاس شيئاً، سواء مدحوه لفِعله أو ذمُّوه له. صدقة السِّرّ: قال الله سبحانه تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم} البقرة: 271. فهي طريقة عملية سهلة لتطبيق عمل السِّرّ عملياً. فبالإكثار من صدقة السِّرّ يُعَوِّد الإنسان نفسه على أعمال السِّرّ ويتشرّبُها قلبه وتركن إليها نفسه. |
|||
2016-08-26, 11:37 | رقم المشاركة : 5843 | |||
|
خواطر ايمانية--- متناقضات قاتلة -- الشّيخ محمّــد الغــــزالي
|
|||
2016-08-27, 07:10 | رقم المشاركة : 5844 | |||
|
وأعمال السِّرّ لا يثبت عليها إلاّ الصّادقون العارفون بالله تعالى، فهي زينة الخَلَوَات بين العبد وبين ربِّه. وليعلَم كلّ إنسان أنّ الشّيطان لا يرضى ولا يقرّ إذا رأى مِن العبد عَمَل سرّ أبداً. وإنّه لَن يتركه حتّى يجعله في العلانية؛ ذلك لأنّ أعمال السِّرّ هي أشدّ الأعمال على الشّيطان، وأبعد الأعمال عن مخالطة الرِّيَاء والعُجْبِ والشُّهْرَة. وإذا انتشرت أعمال السِّرّ بين المسلمين، ظَهَرت البركة وعَمّ الخير بينهم. |
|||
2016-08-27, 07:12 | رقم المشاركة : 5845 | |||
|
|
|||
2016-08-27, 07:13 | رقم المشاركة : 5846 | |||
|
|
|||
2016-08-27, 07:14 | رقم المشاركة : 5847 | |||
|
|
|||
2016-08-27, 07:15 | رقم المشاركة : 5848 | |||
|
|
|||
2016-08-28, 11:32 | رقم المشاركة : 5849 | |||
|
رسالة الإسلام كما عرضها جعفر بن أبي طالب بين يدي النجاشي (ملك الحبشة)- محمد صلاح الدين المستاوي -
مهما كانت طاقة التحمل للأذى الذي سلطه كفار قريش على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرة فإنها تبقى دائما محدودة ولا بد من البحث لهؤلاء المضطهدين عن مخرج ولن يكون المفكر فيه غير رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يؤلمه شديد الألم ما يرى عليه أصحابه. وكيف لا تكون مشاعره عليه الصلاة والسلام كذلك وهو الموصوف في القرآن الكريم بالرأفة والرحمة بالمؤمنين حيث قال جل من قائل (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم وبالمؤمنين رؤوف رحيم). وكان لا بد لرسول الله صلى الله عليه وسلم من التخطيط وإحكام اختيار المكان الذي سيهاجر إليه أصحابه حتى يجعلهم في مأمن من أذى قريش وملاحقتها. * قال ابن إسحاق: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية بمكانه من الله ومن عمه وانه لا يقدر أن يمنعهم من البلاء قال لهم “لو خرجتم إلى الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده احد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما انتم فيه”. والذي يستوقفنا في هذا النص أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلك يختلف عن أصحابه في الصبر والتحمل وفي المكانة من المجتمع. فقريش مهما تطاولت ومهما حاولت إلحاق الأذى برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها لن تصل إلى مرادها وذلك باعتبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعصمه من الناس ربه سبحانه وتعالى (والله يعصمك من الناس) ثم إن في قريش بقية من عرف وتقاليد تمنعها “وأبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد من سادة قريش موجود” من أن تصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن هذه الحماية والرعاية لا تتجاوزانه عليه الصلاة والسلام إلى المؤمنين به وهذا ما وقع فعلا فقد آذتهم قريش وعذبتهم وهذا ما رآه الخاص والعام وما لا يمكن أن يتحمل استمراره رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هنا جاء قوله عليه الصلاة والسلام لأصحابه “لو خرجتم إلى الحبشة...” فقد اختار لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم المكان الذي سيهاجرون إليه ألا هو الحبشة من أرض إفريقيا. وبذلك حصل الوصل المبكر بين أرض الجزيرة مهبط الوحي وأرض إفريقيا وبلاد الحبشة بالخصوص وعلل رسول الله صلى الله عليه وسلم للإقناع وحصول الاطمئنان لدى أصحابه لهذا الاختيار بان (في بلاد الحبشة ملكا لا يظلم عنده احد) وهي شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ملك من ملوك زمانه وقد كانوا كثرا على اليمين وعلى الشمال ولكن الذي استحق من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الشهادة والتزكية إنما هو ملك الحبشة فقط دون سواه من الملوك. * فلملك الحبشة خصلة ألا وهي رفضه للظلم وهو بهذه الخصلة يلتقي مع الإسلام الذي اعتبر الظلم ظلمات يوم القيامة وهو درجات. وسنتبين فيما يأتي أن هذا الملك كان حقيقة عند حسن ظن رسول الله به. * ثم أضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم تزكية أخرى تجاوزت شخص هذا الملك العادل إلى بلاده الحبشة ومن ورائها إفريقيا حيث قال عليه الصلاة والسلام (وهي أرض صدق). * وهذه الشهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ارض الحبشة من إفريقيا هي بمثابة التوصية التي لا مبرر لتقييدها بزمانه هو عليه الصلاة والسلام ما دام لم يرد ما يوجب تقييدها. * فالتواصل ينبغي أن يظل قائما بين إتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأهل إفريقيا وقارتهم إذ المسلمون أهل صدق وأفريقيا (الحبشة) أرض صدق. * قال موسى بن عقبة: وخرج جعفر بن أبي طالب وأصحابه فرارا بدينهم إلى الحبشة فبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بن المغيرة وأمرتهما أن يسرعا ففعلا واهديا للنجاشي (ملك الحبشة) فرسا وجبة ديباج وأهديا لعظماء الحبشة هدايا، فقبل النجاشي واجلس عمرو على سريره فقال: إن بأرضك رجالا منا سفهاء ليسوا على دينك ولا ديننا فادفعهم إلينا. فقال (النجاشي) حتى أكلمهم وأعلم على أي شيء هم. فقال عمرو: هم أصحاب الرجل الذي خرج فينا وإنهم لا يشهدون أن عيسى ابن الله ولا يسجدون لك إذا دخلوا. فأرسل النجاشي إلى جعفر وأصحابه فلم يسجد له جعفر ولا أصحابه وحيوه بالسلام. قال عمرو: ألم نخبرك بخبر القوم. فقال النجاشي : حدثوني أيها الرهط ما لكم لا تحيونني كما يحييني من أتاني من قومكم واخبروني ما تقولون في عيسى وما دينكم؟ * أنصارى انتم؟ قالوا: لا قال: أفيهود انتم؟ قالوا: لا قال: فعلى دين قومكم؟ قالوا: لا قال: فما دينكم؟ قالوا: الإسلام قال: وما الإسلام؟ قالوا: نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا قال: ومن جاءكم بهذا؟ قالوا: جاءنا به رجل منا قد عرفنا وجهه ونسبه، بعثه الله كما بعث الرسل إلى من كان قبلنا فامرنا بالبر والصدقة والوفاء والأمانة ونهانا أن نعبد الأوثان وأمرنا أن نعبد الله فصدقناه وعرفنا كلام الله فعادانا قومنا وعادوه وكذبوه وارادونا على عبادة الأصنام ففررنا إليك بديننا ودمائنا من قومنا. قال النجاشي: والله إن خرج هذا الأمر إلا من المشكاة التي خرج منها أمر عيسى. قالوا: وأما التحية فرسولنا اخبرنا أن تحية أهل الجنة السلام فحييناك بها وأما عيسى فهو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم روح منه وابن العذراء البتول. خفض النجاشي يده إلى الأرض وأخذ عودا فقال: والله ما حاد ابن مريم عن هذا وزن هذا العود. فقال عظماء الحبشة: والله لئن سمعت هذا الحبشة لتخلعنك. فقال: والله لا أقول في عيسى غير هذا أبدا، وما أطاع الله الناس في حين رد إلى ملكي فأنا أطيع الناس في دين الله! معاذ الله من ذلك! وفي رواية أخرى قال النجاشي: وهل معك مما جاء به من عند الله من شيء؟ قال جعفر: نعم وقرأ عليه صدرا من “كهيعص” فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم. ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما ولا يكاد. وقد أوردت هنا النص الذي توجد له روايات أخرى نظرا لما يحتويه من معان وقيم ودروس وعبر نذكر منها: * أن الذي اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أميرا على المهاجرين إلى الحبشة هو جعفر بن أبي طالب الملقب بجعفر الطيار وهو رجل من خيرة أبناء أبي طالب: شجاعة واقداما وفدائية وعمق إيمان كما انه أحد فرسان البلاغة والخطابة مما يتناسب مع ما يمكن أن يعترض سبيل هذه الهجرة من صعوبات وعراقيل. وهذا ما وقع فعلا إذ أرسلت قريش ممن يرد هؤلاء (الهاربين) واختارت لهذه المهمة عمرو ابن العاص وهو من هو دهاء وقدرة على المناورة. وقد بدأت المناورة فعلا بالهدايا التي قدمت للنجاشي وحاشيته حتى بلغ بذلك إلى درجة أن قربه النجاشي وأجلسه على سريره. وبدأ عمرو بإيغار صدر النجاشي فقال في هؤلاء المهاجرين بأنهم سفهاء وأنهم ليسوا على دين النجاشي ولا على دين قومهم ولكن النجاشي هذا الملك الذي لا يظلم عنده أحد أبى إلا أن يسمع منهم ومع ذلك فإن عمرو أوغل في الإيغار، فقال: إن هؤلاء الفارين لا يؤمنون بأن عيسى هو ابن الله ولا يسجدون لك إذا دخلوا. وفعلا فإن إتباع محمد صلى الله عليه وسلم يعتقدون أن عيسى هو عبد الله ورسوله وأنهم لا يسجدون إلا لله. ودخل جعفر وصحبه على النجاشي وكان أول ما سألهم عنه هو لماذا لم يسجدوا مثلما يفعل الداخلون عليه وماذا يقولون في عيسى وما هو دينهم؟ فأجاب جعفر وأحسن الجواب بدون تلكؤ أو تردد أو تلعثم ودون زيادة أو نقصان وعرض معالم الدين الذي آمن به هو وأصحابه فأحسن العرض ثم تلا للنجاشي من القرآن الكريم حول عيسى وأمه عليهما السلام مما جعل النجاشي يعلن التطابق الكامل بين ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام وما جاء به عيسى وأن ما اخبر به محمد عليه الصلاة والسلام هو الحق الذي به يؤمن النجاشي ويلاقي عليه ربه غير آبه بتحذير من حوله مؤثرا الحق ورضا الله عن رضا الناس. ثم رد النجاشي مبعوثي قريش بيد فارغة واخرى لا شيء فيها وأحسن وفادة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واكرمهم أحسن إكرام. * وبذلك يكون النجاشي كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ملكا عادلا لا يظلم عنده أحد وتكون الحبشة من إفريقيا أرض صدق إلى يوم القيامة. * وتتجلى مرة أخرى مدى حكمة وحنكة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدرته على التخطيط والاختيار للرجال والمواقع سنده في ذلك طبيعة الحال عظمة الدين الذي بعثه به الله تبارك وتعالى للناس أجمعين: دين عدل وإنسانية مع الحق والخير والأخيار مهما نأت بهم الديار. |
|||
2016-08-28, 22:21 | رقم المشاركة : 5850 | |||
|
فتاوي الشيخ عبدالسلام
شاب يسأل عن حكم صنع الأجسام للإنسان وغيره بزعم المحافظة على التقاليد والتراث التقليدي؟
إن التصوير وصنع التماثيل باليد حرام بالكتاب والسُنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: “ومَن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة” أخرجه البخاري ومسلم. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون” أخرجه البخاري ومسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يُقال لهم أحيوا ما خلقتم” أخرجه البخاري ومسلم. وعن أبي جحيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: “نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي، ولعن آكل الربا وموكله، والواشمة والمستوشمة، والمصور” أخرجه البخاري. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “مَن صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيه الروح وليس بنافخ” أخرجه البخاري ومسلم. وعن سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: ادنُ مني، فدنا منه، ثم قال: ادنُ مني، فدنا منه، حتى وضع يده على رأسه فقال: أنبئُك بما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعتُ رسول الله عليه وسلم يقول: “كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفساً تعذبه في جهنم” وقال: “إن كنتَ لابد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له” أخرجه البخاري ومسلم. وعليه فحكم التصوير باليد وصنع الأجسام ذوات الأرواح كالإنسان والحيوان هو التحريم للأحاديث السابقة. أما التصوير بالآلة وما يُسمى بالتصوير الفوتوغرافي فهو محَل خلاف بين الفقهاء، فمنهم مَن ألحقه بالتصوير باليد، ومنهم مَن لم يعتبره تصويراً، بل حبساً للظل فأجازه بشروط وضوابط منها: عدم أخذها للذكرى، وعدم تعليقها من أجل التعظيم، وعدم أخذ صور للنساء وهن غير مرتديات لباسهن الشرعي، أو وهن مختلطات بالرجال، وغير ذلك من المجالات الإشهارية غير الشرعية للصور والتصوير. والله أعلم.... |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
القسم, تلميذ(ة), تخفيظ, جيدة, زريف |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc