الكفر بالنعم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الكفر بالنعم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-01-25, 17:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علي خنيش
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الكفر بالنعم

الكفر بالنعم
الكفر أنواع ، ومنه الكفر بالنعم ، لقد فكرت في كتابة هذا الموضوع ، لأني شاهدت الجميع يتساءل عن سر السعادة التي كنا نعيشها في زمن لا يوجد فيه غاز المدينة ولا حنفيات المياه ولا الهاتف ولا التلفاز ولا الثلاجة ، ولا أتحدث عن الهاتف المحمول ولا عن الانترنت ولا عن الأجهزة المتطورة والمتوفرة في جل البيوت كأجهزة الاستقبال وشاشات التلفاز والكمبيوتر و...، واليوم كل هذه النعم متوفرة لعامة الناس ، لكن كل ما اقتربت منا هاته النعم أفقدتنا لذة السعادة ، نعم ، من حقهم السؤال ، لان السؤال في حد ذاته نوع من التدبر ، والذي يتدبر هو الذي يسأل ومن يسال يتعلم ، ولا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون .
أولا إن الدنيا جنة الكافر ، فهذه النعم الدنيوية هي في الأصل لذة للكافر وابتلاء للمؤمن ، وما دمنا نحن مؤمنين مسلمين فإننا لا نأمن جمع السعادة والخوف في قلب واحد ، فالمسلم قد يفرح بملابس وأطعمة ومساكن وسيارات فاخرة و ...لكن الخوف ينتابه عند تذكر الحساب يوم القيامة ، وهو في كل مرة يتأمل في الموت التي تأخذ الكبار والصغار، المرضى والأصحاء ، الضعفاء والأقوياء ...فالعاقل لا يأمن الموت ولا يأمن الدنيا التي غدرت بوالديه وبأبنائه وأهله وعشيرته وأحبابه وأصدقائه وجيرانه وخدمه و ... ، فهو يعيش الخوف والقلق لأنه يخاف من حساب الله ، عكس الكافر والمنافق الذي يطمئن للدنيا وملذاتها ولا يفكر إطلاقا أو لا يخاف أصلا يوم لقاء ربه ، عندما نزلت سورة التكاثر وسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله ثم لتسألن يومئذ عن النعيم لزمه المرض أياما ، حتى عاده الصحابة رضوان الله عليهم في بيته ، فماهي النعم التي كان الناس يعيشها قبل أكثر من أربعة عشر قرنا حتى أفزعت عمر بن الخطاب ، وخاف ربه لأنه سوف يسأل عنها ، فما نحن فاعلون أمام هاته النعم ، أحيانا اسمع من القليل قولهم العامي الخاطئ إننا في ستين نعمة ، والله عزوجل يقول وان تعدوا نعم الله لا تحصوها ، فلا نستطيع إحصاء النعم التي أنعمنا الله إياها.
أحبائي في زمن سابق كنا نأكل الطعام الواحد فصلا كاملا ، إلى درجة انك تمشي حيا كاملا تجد نفس الطعام في كل البيوت ، واليوم عندما تدخل سوق الخضر تجد كل الخيرات وفي كل الفصول .
نعم أنا من الذين يقولون إن النعم موجودة لكن هناك من لا دخل له وليس بوسعه شراء ولو حبة طماطم ، لكن العاقل يتذكر أن الرسل والأنبياء وأصحابهم وأولياء الله ، عانوا أكثر منا ربما بآلاف الأضعاف ، هذا هو ثمن الجنة ، فالجنة سلعة الله ، وسلعة الله غالية ، سال رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ، وعلينا الاقتداء بخير وأحب خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يشبع من خبز الشعير ولا الرديء من التمر .
ثم إن الله سبحانه انعم علينا بأعظم النعم ألا وهي نعمة الإسلام ، والتي اصطفانا بها وحرم منها الكثير من خلقه ، إن العالم اليوم به حوالي سبعة ملايير ساكن والمسلمين هم خمس هذا العدد أي حوالي مليار ونصف ، أفلا تعقلون .
إننا نكافئ الذي يصنع لنا معروفا ، وقد نكافئ الذي يبتسم لنا فقط ، فكيف تقابل ربك وقد نجّاك من الكفر وجهنم ، وهداك إلى الإسلام والجنة ، لما اشتد مكر الكفار برسول الله وطلبوا منه المعجزات كالتي أعطاها الرسل من قبله ، ضاقت بنبينا الكريم اليتيم الفقير محمد صلى الله عليه وسلم الدنيا ، وأكرمه الله بعد صبره على كفار قريش ، وعلى انقطاع الوحي ، بمعجزة الإسراء والمعراج ، والتي عرج فيها سيدنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلى ، وتقدم إلى مكان لم يصل إليه الروح الأمين جبريل عليه الصلاة والسلام ، بعدها ذكّره الله عزّوجل بنعمة الهداية في سورة الضحى " ووجدك ضالا فهدى " ، ثم أرضى الله حبيبه صلى الله عليه وسلم حين قال له في نفس السورة " ولسوف يعطيك ربك فترضى "، وقال صلى الله عليه وسلم يا رب لن أرضى وواحد من أمتي في النار .
إن العبد التقي يقابل نعم ربه بالشكر، لقد عرفت الجزائر أيام الشاذلي بن جديد رخاءا لم تعرفه من قبل ، حتى شاهدنا القناطير من الدقيق مرمية في القمامات ، وكانت أسواق الفلاح والأروقة الجزائرية ممتلئة بكل الخيرات ، وبكل المنتوجات العالمية ، من أجهزة الكترونية ومنزلية وغيرها ، لكن اقسم لكم أني سمعت الناس يدعون في يوم عيد النحر وهو أفضل الأيام في السنة وفيه الدعاء مستجاب ، يدعون على الجزائر بالدمار يقولون بالعامية "العقوبة للداير وتخلا الدزاير" ، أهكذا نقابل النعم ، لكن ما لبثنا حتى ابتلانا الله بدعاء الكثير ، ومرت الجزائر بعشرية دمرت وأحرقت الأخضر واليابس .
لكننا ندمنا وتضرعنا إلى الله بالدعاء ، فعاد الأمن بفضل الله ، ثم بفضل حكمة الرجال المخلصين من العلماء و السياسيين و قوات الجيش ورجال الدرك والشرطة والمقاومة والحرس البلدي ...وكل من ساهم في إطفاء نار الفتنة .
ذاك الوقت كان كل العالم بأسره يشاهد الجزائر تحترق وكان قادة الإخوان المسلمين ، يصبون البنزين بالفتاوي التي تجيز الخروج عن الحكام ، لكنهم لم يتعضوا ولم يشكروا الله على العافية ، وأصابهم الذي أصابنا ، فهل يحتاج الإنسان منا إلى حرق نفسه أو حرق أخيه كي يعرف خطورة النار ، وها نحن نشاهد ما كانوا يشاهدون ، فيجب الحفاظ على النعم بالشكر والعبادة ، يقول الله عزوجل " فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " ، ولا نملك سوى الدعاء لإخواننا ، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، نسال الله العافية والسلامة لنا وللأمة الإسلامية جمعاء ، اللهم ارفع عنا وعنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن .
لقد انعم الله على بني إسرائيل بكل النعم ، ورزقهم من ثمار الجنة ، وفضلهم على العالمين ، لكن قابلوا تلك النعم بالكفر والجحود ، ووصل بهم الأمر إلى طلب الأدنى من ذلك يقول الله عزوجل " وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها " وعجب موسى عليه الصلاة والسلام لطلبهم ، كيف يملّون من المن والسلوى ، ويريدون الثوم والعدس ، ثم قال عزوجل " قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير"
أخيرا و جوابا عن السؤال الذي يطرحه العامة في بحثهم عن العيش الكريم و سعادة الدارين هو في قوله عز و جل " وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " إن الفرق بيننا وبين من سبقونا ، هو في معرفتهم لقيمة النعم فشكروا الله وطلبوا العافية والسلامة فقط ، لذلك عاشوا اسعد منا ، أما نحن فنطلب الكثير من متاع الدنيا وملذاتها ، لكننا لا نعرف القناعة التي عرفها السابقون فالسر يكمن هنا ، و لمن أراد العكس فيقول الله عزو جل " وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون . كما نسأل الله السلامة والعافية والهداية لنا ولولاة الأمور وللأمة الإسلامية جمعاء .
مسعد يوم : 25/01/2014 خنيش علي









 


قديم 2014-01-25, 18:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
maramelmess
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية maramelmess
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع رائع و وجهة نضر صائبة ، هذا هو الواقع المعاش










قديم 2014-01-29, 14:53   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الجليس الصلح
عضو ماسي
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
يقول الله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث
فما أكثرها من نعم لكننا لا نعطي لها بال
شكرابارك الله فيك










قديم 2014-01-29, 18:50   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
adil555m
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لاجتهادك اخي الكريم










قديم 2014-04-03, 19:20   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
safia 35
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على الموضوع المفيد










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الكفر, بالنغم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc