*** كيفية الحوار الناجح *** - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى الثّقافة العامّة

منتدى الثّقافة العامّة منتدى تـثـقـيـفيٌّ عام، يتناول كُلَّ معرفةٍ وعلمٍ نافعٍ، في شتّى مجالات الحياة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

*** كيفية الحوار الناجح ***

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-09-10, 14:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عمي صالح
مشرف عام
 
الصورة الرمزية عمي صالح
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام أفضل خاطرة المرتبة  الثانية وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










Flower2 *** كيفية الحوار الناجح ***

كيفية الحوار الناجح


الحوار
الحوار (بالإنجليزيّة: Dialogue) هو مُحادثة تتمّ بين شخصين أو مجموعة من الأشخاص من أجل الحديث حول موضوع ما، أو الوصول إلى حلٍّ لمشكلة مُعيّنة. يُعرَّف الحوار بأنّه تبادل الآراء أو الأفكار حول قضية ما بهدف الوصول إلى اتّفاق حولها. من التعريفات الأخرى للحوار أنّه الحديث الذي يتمُّ بين أكثر من شخص ضمن عمل قصصيّ، أو مجموعة من المُمثّلين في المسرح أو السينما.
كيفيّة الحوار الناجح
يعدُّ تفعيل دور الحوار الناجح من الأمور الضروريّة التي لا يمكن الاستغناء عنها من وجهة نظر المُفكّرين في العديد من المجالات، مثل الإدارة، وعلم الاجتماع، والاقتصاد، والسياسة. ويَعتمد تطبيق الحوار النّاجح على وجود مجموعة من المَهارات الأساسيّة الآتية:
الإنصات: هو من المَهارات المُهمّة في أيّ جلسة حوار بين أكثر من مُتحاور، ويُؤثّر الإنصات على المُستمع للحوار في خمس حالات هي:
التجاهل: هو عدم الاهتمام في كلام المَحاور، مثل الانشغال بشيء ما، كالهاتف، أو قراءة مجلّة، أو مشهد خارج قاعة الحوار.
التظاهر: هو ليس إنصاتاً صادقاً أو تجاهلاً واضحاً، بل هو ظهور تعابير على الشخص تدلّ على أنّه مُنصت، ولكنّه يُفكّر بأشياء أخرى خارج موضوع الحوار.
الانتقاء: هو اختيار جزء مُحدّد من الحوار والتركيز عليه؛ إذ يختار المُستمِع ما يُهمّه في الحوار ويُهمل العناصر أو المَحاور الأخرى؛ لأنّه يبحث عن شيء يخصّه في كلام المحاور.
الانتباه: هو الإنصات الكامل لكافّة كلام المحاور، والفهم التام لمَضمونه، وليس بالضّرورة أنّ يكون المُستمع مُوافقاً عليه.
التفاعل: هو عدم اكتفاء المُستمع بالانتباه فقط، بل يتفاعل مع المحاور ويحاول مُناقشته والتعرّف على رأيه؛ وخصوصاً في حال وجود اختلاف في الآراء بين المُستمع والمحاور.
المهارات اللفظيّة: هي من المهارات الأساسيّة للحوار التي تُساهم في جعله مُؤثّراً على المُستمعين، ومن أهمّ هذه المهارات ما يأتي:
التأني في الحوار، ممّا يؤدي إلى وجود ثقة في الغالب بين أطرافه.
التركيز على أهمّ الكلمات أثناء الحوار.
الحرص على استخدام طُرق مُتنوّعة في تكرار الأفكار.
التنويع في نبرة الصّوت أثناء التكلّم، ممّا يُؤدّي إلى تقليل الشّعور في الملل.
تغيير طبيعة سرعة الحوار على نحو مُتدرّج،
والتوقّف قبل وبعد الحديث عن الأفكار ذات الأهميّة.
تجنّب رفع الصوت (الصراخ)؛ إذ إنّ خفض الصّوت أثناء الحوار مع الأفراد الآخرين يُعتَبر مُؤثِّراً؛ لأنّ المُستمِعين ينجذبون إلى المحاور الذي يتحدّث بصوت مُنخفض،
ويكون كلامه أكثر قبولاً عندهم.
المهارات غير اللفظيّة: هي عبارة عن مجموعة من المهارات التي تُقسَم إلى ثلاثة مُؤثّرات، هي:
تعابير الوجه: هي مجموعة من الإيماءات التي تعتمد على حركات عضلات الوجه، ومن المُهمّ استخدامها وتوظيفها في الحوار.
التواصل البصريّ: هو الاتّصال المُعتَمد على التّواصل بالعيون وتوزيع النظر بين الأفراد بالتّساوي.
حركة اليدين: هي من المهارات التي تُشكّل انطباعاً إيجابيّاً حول شخصيّة المحاور.
الأخلاق: هي عبارة عن صفة تُركِّز على الاهتمام في آداب الحوار، وتُعدُّ ذات تأثير أساسيّ على سير النقاش وتضمن استمراريّته بطريقة صحيحة؛ لذلك يجب تجنّب مجموعة من الأشياء التي لا تتوافق مع أساسيّات الأخلاق في الحوار، وهي:
عدم إصدار الأوامر أو استخدام الكلمات التي تحتوي على تعابير إلزاميّة. عدم الأكل والشرب أثناء عقد الحوار إلّا في حال كان ضمن مائدة الطّعام.
تجنّب الانشغال عن الحوار بأيّ مُؤثّرات خارجيّة، مثل تلقّي مُكالمات هاتفيّة.
خصائص الحوار الناجح

يتميّز الحوار الناجح بمجموعة من الخصائص، منها:
وجود هدف مفهوم وواضح لموضوع الحوار.
عقد الحوار في مكان وزمان مُناسبين. وجود استماع إيجابيّ بين أطراف الحوار، ممّا يُساهم في استمراريّته.
عدم تركيز الحوار على جزء مُعيّن منه على حساب الأجزاء الأخرى.
استخدام الحوار لأسلوب مختصر وواضح وبسيط دون وجود إطالة في الكلام، مع الاعتماد على مجموعة من الأمثلة والأدلة والشواهد. يجب أنّ تكون نهاية الحوار إيجابيّة وهادئة.
أهميّة الحوار الناجح
إنّ الحوار الناجح يتميّز بأهميّة كبيرة في العديد من المجالات، هي:
الأهميّة المعرفيّة: هي التنميّة المعرفيّة والفكريّة التي تظهر في الحوار من خلال الأمور الآتية:
تنمية التّفكير: هي التأثير الكبير على الفكر من خلال تحفيزه ودعم طرح الأسئلة ومُناقشتها للإجابة عنها أثناء الحوار.
التحصيل المعرفيّ: من أهم الوسائل التي يُساهم الحوار في تحقيقها؛ إذ يعدُّ من أفضل الأساليب للحصول على المعرفة، ممّا يُؤدّي إلى زيادة الثقافة عند الإنسان.
الأهميّة النفسيّة: هي الأهميّة التي تدعم الثقة في النفس، والشّعور بتحقيق الإنجاز، والقدرة على تحمّل المسؤوليّة؛ إذ إنّ الحوار يُساهم في بناء ثقة قويّة بين أطرافه، ويجعلهم قادرين على تحقيق الفائدة المُرتبطة بالهدف من الحوار.
الأهميّة التربويّة: هي تفعيل دور الصدق في التواصل والتعامل، والاعتماد على دعم التفاهم، وتجنّب الصّراعات والنّزاعات بين أطراف الحوار، وتَنتج هذه الأهميّة عن تربية الأفراد على أساس الجدّ والصّدق في الحوار.
الأهميّة الاجتماعيّة: هي الأهميّة التي تعتمد على تعزيز التعاون والتفاعل؛ من أجل تحقيق أحسن وأفضل أنواع الحوار بين الأفراد. آداب الحوار الناجح يعتمد تنفيذ حوار ناجح على تميّزه بمجموعة من الآداب، من أهمّها ما يأتي:
الإخلاص والصدق: هو توفّر حُسن النيّة وسلامة المقصد في الحوار من خلال ابتعاد المحاور عن الرياء ومُحاولة التفوّق على الآخرين.
العدل: هو من الآداب الرئيسيّة للحوار، ويعتمد على قبول الآراء المُتنوّعة،
وإبداء الإعجاب بالأفكار الجيّدة والنماذج الصحيحة.
حُسن الخلق والتّواضع: هما الالتزام بالأدب عموماً والتّواضع خصوصاً، فعندما يحترم المحاور الآخرين ويتميّز بخُلُقٍ كريم فإنّه يحصل على احترام المُستمعين.
ــــــ









 


آخر تعديل عمي صالح 2017-09-10 في 14:41.
رد مع اقتباس
قديم 2017-09-10, 14:56   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
zokhrofa
مؤهّلة منتدى هُنّ
 
الصورة الرمزية zokhrofa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على المعلومات القيّمة










رد مع اقتباس
قديم 2017-09-19, 23:52   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
younsilarbi
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراا جزيلا










رد مع اقتباس
قديم 2018-08-16, 21:45   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عمي صالح
مشرف عام
 
الصورة الرمزية عمي صالح
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام أفضل خاطرة المرتبة  الثانية وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










Flower2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zokhrofa مشاهدة المشاركة
شكرا على المعلومات القيّمة
بسم الله.الرحمن.الرحيم
الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته
جزاك.الله.خيرا.أسعدني.مرورك..الكريم.وملاحظاتك.القيمة.و بارك.الله.فيك
و السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-16, 22:51   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابن الجزائر11
مؤهّل منتديات التّصميم والجرافيكس
 
الصورة الرمزية ابن الجزائر11
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك عمي صالح
نظر الإسلام للحوار نظرة مميزة ، لأنه مفتاح الدعوة وتنوير العقول لذا حاور القرآن الكريم أعتى الجبابرة والأباطرة بأسلوب لين ذو أدب جم ......

قال تعالى ( قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا) الكهف 37

لذا يجب علينا أن نتحاور فيما بيننا وأن لا نقتل أدبيات الحوار .










رد مع اقتباس
قديم 2018-11-15, 17:57   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عمي صالح
مشرف عام
 
الصورة الرمزية عمي صالح
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام أفضل خاطرة المرتبة  الثانية وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










Flower2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة younsilarbi مشاهدة المشاركة
شكراا جزيلا
بسم الله.الرحمن.الرحيم

الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:

السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته

جزاك.الله.خيرا.أسعدني.مرورك..الكريم.وملاحظاتك.القيمة.و بارك.الله.فيك

و السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-15, 20:21   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
noureddine-dz
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا اخي الكريم










رد مع اقتباس
قديم 2018-11-17, 18:07   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

دليل رائع للحوار ... يبتغية كل شخص .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-17, 18:19   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


المنهج القرآني في الحوار
بنى القرآن الكريم نهجه في الحوار على مجموعة من القواعد التي تضمن سلامة الحوار وتحقيقه لأهدافه والغايات المرجوة منه وتتمثل هذه القواعد كما ذكرها أهل العلم في ما يلي:
1 - امتلاك الحرية الفكرية: لابد لكي يبدأ الحوار ان يمتلك أطرافه حرية الحركة الفكرية التي يرافقها ثقة الفرد بشخصيته الفكرية المستقلة، فلا ينسحق أمام الآخر لما يحس فيه من العظمة والقوة التي يمتلكها الآخر فتتضاءل ازاء ذاك ثقته بنفسه وبالتالي بفكره وقابليته لان يكون طرفاً للحوار فيتجّمد ويتحول الى صدى للأفكار التي يتلقاها من الآخر.
لذلك أمر الله رسوله ان يحقق ذلك ويوفره لمحاوريه: (قُلْ اِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى اِلَيَّ) «(الكهف:110) «قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا الاّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ اِنْ أَنَا الا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» (الأعراف:188).
2 - مناقشة منهج التفكير: فاذا امتلك أطراف الحوار الحرية الكاملة فأول ما يُناقش فيه هو المنهج الفكري قبل المناقشة في طبيعة الفكر وتفاصيلها في محاولة لتعريفهم بالحقيقة التي غفلوا عنها؛ وهي ان القضايا الفكرية لا ترتبط بالقضايا الشخصية فلكل مجاله ولكل أصوله التي ينطلق منها ويمتد اليها: «وَاِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَ نَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا ولا يَهْتَدُونَ» (البقرة:170) ( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ الاّ قَالَ مُتْرَفُوهَا اِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَ نَا عَلَى أُمَّةٍ وَاِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ، قُلَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءكم قَالُوا اِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ» (الزخرف:23-24).
3 - الابتعاد عن الأجواء الانفعالية: من عوامل نجاح الحوار ان يتم في الأجواء الهادئة ليبتعد التفكير فيها عن الأجواء الانفعالية التي تبتعد بالانسان عن الوقوف مع نفسه وقفة تأمل وتفكير فانَّه قد يخضع للجو الاجتماعي ويستسلم لا شعورياً مما يفقده استقلاله الفكري: «قُلْ اِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ اِنْ هُوَ اِلاّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ» (سبأ:46) فاعتبر القرآن اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالجنون خاضعاً للجو الانفعالي العدائي لخصومه لذلك دعاهم الى الانفصال عن هذا الجو والتفكير بانفراد وهدوء.
4 - التسليم بامكانية صواب الخصم: ولا بد لانطلاق الحوار من التسليم الجدلي بانَّ الخصم قد يكون على حق فبعد مناقشة طويلة في الأدلة على وحدانية الله تأتي هذه الآية من سورة سبأ: «قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاوَاتِ والأرض قُلْ اللَّهُ وَاِنَّا أَوْ اِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (سبأ: 24) فطرفا الحوار سواء في الهداية أو الضلال ثم يضيف على الفور في تنازل كبير بغية حمل الطرف الآخر على القبول بالحوار: « قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا ولا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ». (سبأ: 25) فيجعل اختياره هو بمرتبة الاجرام على الرغم من انه هو الصواب ولا يصف اختيار الخصم بغير مجرد العمل ليقرر في النهاية ان الحكم النهائي لله: «قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ(26)» (سبأ: 26).
5 - التعهد والالتزام باتباع الحق: لا بد من التعهد والالتزام باتباع الحق ان ظهر على يديه حتى ولو كان التعهد باتباع ما هو باطل أو خرافة اذا افتُرِض انه ثبت وتبين انه حق: «قُلْ إنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ» (الزخرف:81).
6 - الانضباط بالقواعد المنطقية في مناقشة موضع الاختلاف: فاذا تم الالتزام بهذه الأسس فانَّ الحوار ينطلق معتمداً على قواعد العقل والمنطق والعلم والحجة والبرهان والحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن: فما أكثر ما يرد في القرآن: «هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ» (البقرة:111- الانبياء:24- النمل:64 القصص:75) وقال تعالى مرشداً الى اعتماد العلم والحجة في الحوار: «وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ» (الحج:8، لقمان:20) «هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ «، (آل عمران:66) «إنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إنْ فِي صُدُورِهِمْ الاّ كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ» (غافر:56) «أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (الصافات:156-157).
7 - ختم الحوار بهدوء مهما كانت النتائج: اذا سار الحوار جادَّاً وفق هذا المنهج من قبل جميع الأطراف فلا بد ان يصلوا جميعاً الى ما التزموا به في بداية الحوار من الرجوع الى الحق وتأييد الصواب فاذا رفض المحاور الحجج العقلية كان لم يقتنع بها فانه بذلك يمارس حقاً أصيلاً كَفِلَه له رب العزة وسيكون مسؤولاً عن ذلك أمام الله تعالى.
وفي هذه الحالة ينتهي الحوار بهدوء كما بدأ دون حاجة الى التوتر والانفعال: «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إنْ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ اإجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ» (هود:35) وَاِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُواعَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (القصص:55).
8 - التأكيد على استقلالية كل من المتحاورين ومسؤوليته عن فكره: قبل الانفصال بين المتحاورين يتم التأكيد على استقلالية كل ومسؤوليته عن نفسه ومصيره: «إنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ، قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ اِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ»، (الانعام:134-135).
9 - الاشهاد على المبدأ وعدم تتبع الأخطاء الناتجة عن الانفعال أثناء الحوار: وفي آخر الحوار يتم اشهادهم على المبدأ والتمسك به: «فَإنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ» (آل عمران:64).
ولا حاجة في ان يُتَابَعَ الخصم على ما بدر منه من اساءات في الحوار وليكن العفو والصبر أساساً وخلقاً في التعامل مع الجاهلين (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف:199) «اصبر على ما يقولون» (طه: 130- ص:17) «فاصبر على ما يقولون» (ق:39) «فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ اِنَّهُمْ مُنتَظِرُونَ «(السجدة:30) «فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ الاّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا» (النجم:29) «وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً» (المزمل:10). هكذا يرشد المنهج القرآني في الحوار الى انهائه بمهمة وأداء رسالة يبقى أثرها في الضمير ان لم يظهر أثرها في الفكر، انه أسلوب لا يسيء الى الخصم بل يؤكد حريته واستقلاليته ويقوده الى موقع المسؤولية ليتحرك الجميع في اطارها وينطلقوا منها ومعها في أكثر من مجال.

منقوول كما وردني عبر البريد الألكتروني .










رد مع اقتباس
قديم 2018-11-17, 18:22   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



الحوار مع المشركين نموذجاً

وصف القرآن حالة المشركين النفسية تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان موقفهم انفعالياً فجعلوا يردون بالتهم والتعجب ليريحوا انفسهم من عناء التفكير بالاتكاء على تقليد الآباء: «وَعَجِبُوا أَنْ جَاء هُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الآلهة اِلَهًا وَاحِدًا إنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وَانطَلَقَ الملأ مِنْهُمْ أَنْ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ اِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخرة إنْ هَذَا إلا اختلاق» (ص:4-7).

فقابلهم الرسول بكل هدوء، وطلب منهم ابداء الدليل على ما هم عليه من شرك:«قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأرض أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ اِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» (الأحقاف:4)«سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إنْ تَتَّبِعُونَ إلاّ الظَّنَّ وَإنْ أَنْتُمْ اِلَّا تَخْرُصُونَ» (الانعام:148).

ولما عجز المشركون عن اقامة الدليل اذ مستندهم التقليد واتباع الظن أقام الدليل عليهم:«أَمْ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنْ الأرض هُمْ يُنشِرُونَ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلاّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (الانبياء:21-24).

ولما لم يُجدِ الدليل العلمي العقلي على بطلان مُدَّعَاهم أتاهم بأدلة حسية مادية من الواقع تثبت بطلان ألوهية الأصنام: «أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ وَإنْ تَدْعُوهُمْ اِلَى الْهُدَى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ اِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ اِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِي فَلا تُنظِرُونِي (الأعراف:191-195).










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:15

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc