هل سيكون رد أردوغان الإعتراف بضم القرم إلى روسيا؟

[الزمزوم]

هل سيكون رد أردوغان الإعتراف بضم القرم إلى روسيا؟

"كرامة تركيا والأتراك هي الآن متوقفة على موقف تاريخي وشجاع من أردوغان".

40 عاماً هو تاريخ موضوع أحداث الأرمن في فترة الدولة العثمانية الغابرة، طوال هذه الفترة وفي ظل تعاقب رؤساء أمريكا لم يجرؤ أي رئيس أمريكي من الحزب الجمهوري أو من الحزب الديمقراطي على الإعتراف بما يسمى بأحداث الأرمن في فترة الدولة العثمانية، بسبب أن الولايات المتحدة كانت طيلة تلك الفترة في حاجة لتركيا لصد المد الشيوعي وبعد ذلك لمساعدتها في احتلال المنطقة العربية ونهبها وفي آخر المشوار لمحاربة ما يسمى بالإرهاب.
اليوم وعلى لسان "جوزيف بايدن" تعلن الولايات المتحدة عن عدم حاجتها إلى تركيا فالشيوعية قد انتهت والهيمنة على المنطقة العربية قد تمت، والكيان الصهيوني تم تثبيته وتحصينه، والإرهاب تم القضاء عليه [القاعدة وداعش] وحتى الإخوان اليوم في حالة ضعف وفي حالة من الشتات وبلا شعبية أي لا يشكلون خطراً على أمريكا ولا على حلفائها بخاصة في منطقة الخليج [الأسر الحاكمة في الخليج].
اليوم أمريكا تأخذ أخطر قرار والذي تريد به انهاء ما تبقى من مستقبل للرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، هذا القرار الخطير إذا لم يكن سبباً في فراق تركيا مع الأمركان والغرب فإننا لا ندري ما هو أخطر من هذا القرار والموقف لحدوث مثل ذلك الأمر.
أمريكا تريد بهذا القرار رأس أردوغان في الرئاسيات القادمة وعدم ترك أي حظوظ يمكن أن تمكنه من الإستمرار في الحكم ولو بقي في ذلك الحكم ديمقراطياً وعن طريق الإنتخابات وبالإقتراع، أمريكا تريد أن تقول لمن تبقى من الشعب التركي الذي ما زال يؤيد أردوغان هذا هو الشخص الذي فرط في حقوق الأتراك وضرب الدولة التركية الحديثة التي بنيت على انكار حادثة الأرمن، تقول لهم إنه شخص ضعيف لم يستطع حتى المحافظة على إرث أتاتورك.
بالمقابل تركيا وأردوغان يملكان العديد من الأرواق، لكن قبل ذكر أهم وأخطر ورقة يمكن أن يلعب بها أردوغان يجب أن نذكر:
أولاً، أن بايدن على علاقة سيئة بــ بوتين وهذا الموقف هو امتداد لموقف أوباما وإدارته.
ثانياً، بايدن لا يعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم الروسية ولا بالوضع القائم شرق أوكرانيا والجمهوريات ذات الأغلبية الروسية من السكان والتي انفصلت وأعلنت استقلالها من جانب واحد.
ثالثاً، أرمينيا باشينيان المتحالف مع الغرب وليس الجيش الأرميني وأوكرانيا المتحالفة مع الغرب هي خصوم لــ بوتين.
أمريكا اليوم تقف مع أوكرانيا ضد روسيا.
وتقف مع أرمينيا ضد تركيا بدليل اعترافها بأحداث الأرمن في زمن الخلافة العثمانية.
الجميع يعلم أن لأردوغان أطماع في شبه جزيرة القرم التي ينحدر جزء كبير من سكانها من أصول تركية في إطار احياء إمبراطورية جديدة على أساس العرق واللغة والدين [الإسلام] وفق خارطة الدولة العثمانية السابقة.
وأن أردوغان تجمعه علاقات قوية بأوكرانيا وأنه بعد أن أوقفت عنه كندا توريد تقنيات صناعة الطائرات بدون طيارمنها توجه لأخذ هذا النوع من التقنية من أوكرانيا ناهيك عن سوق السلاح المبرم معها وفي الجانب الاقتصادي على وجه الخصوص.
ولكن أمريكا اليوم ضربت تركيا من خلال أرمينيا [أحداث الأرمن في الفترة العثمانية] هذه أرمينيا التي هي العدو التاريخي للعثمانيين والأتراك.
فلماذا لا تضرب تركيا الأمريكان من خلال أوكرانيا [بالإعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم] هذه أوكرانيا التي إذا ما سقطت في يد الأمريكان ستكون بديلاً عن تركيا [وستنقل إليها في المستقبل قاعدة أنجرليك التركية ] لجعل تركيا دولة هامشية بلا فائدة عكس ما كانت عليه في فترة الحرب الباردة والتي كانت جبهة متقدمة وقتها في صد الشيوعية.
بايدن باعك لدولة هامشية مثل أرمينيا فلماذا تركيا وأردوغان لا تتنازل في سبيل حفظ كرامتها وتوجه صفعة مدوية للأمريكان وأرمينيا باشينيان.
لو فعلت تركيا ذلك فإنها لن تجد صُعوبة في ايجاد بديل عن أوكرانيا في صناعتها العسكرية ولا حتى في الجانب الاقتصادي ولا حتى في ايجاد أسواق وعملاء جدد لها في موضوع تقنيات صناعة الطائرات من دون طيار مثل: الصين أو روسيا.

بقلم: الزمزوم رئيس حزب الصين الجزائر [p c a] "قيد التأسيس".