السلام عليكم و رحمة الله
اسعد الله اوقاتكم بكل الخير
ادخل مباشرة في الموضوع
أنثى مُحجّبة ،، روحُها مُرهقة ... تحتاج لـ فضفضة .. خافت فتح فمها فيقول عنها العالم عاهرة .. فـ طرقت باب الطبيب النفسي .. فوحده هو يحفظ سرّها ولا يفضحها ..
و في زيارتها الأولى كانت تقول : دكتور في عالمي .. رأيت أنّ الصغيرات حين يكبُرن يلبسن الحجاب .. و حين تسألهنّ عن السبب تكون الإجابة : "لأنّ الدين أمر .." ..
و كذلك أنا فعلتُ .. حين كبرتُ ارتديتُ الحجاب .. تماما مثلهنّ .. حجاب موضة لا أكثر .. "سروال ، قميص ، رقعة قماش تُغطي الشعر،، و قليل من أحمر الشفاه .." كُنتُ
جميلة بحق .. و الدليل أنّ الرجال يطلبون مُواعدتي ..
صرتُ وصديقاتي نتنافس .. من منّا تلبس أجمل حجاب ؟ ومن منّا تواكب الموضة .. وفي كلّ مرّة يجتمع حشد أكبر من الرجال حولنا ..
حتى أني صرت لا أستطيع الخروج مع أمي و أبي .. لا لشيء فقط حتى لا أنحرج أمامهما من كلام الرجال حين أمرّ أمامهم ...
تفاقمت مُشكلتي .. إذ أنّ الخروج من الأساس صار بالنسبة لي كارثة .. الكلّ صار ينهشني بـ عيونه .. يتمنى لو أقع بين يداه فيأكلني ..
مُرهقة جدا .. جدا .. جدا .. أرجوك يا دكتور ساعدني ..
صمت بُرهة من الزمان ثمّ قال لها بـ حكمة : حِينَ تَحتَشمِينْ ؛ سَتخَجلْ عُيُون الرَجَالْ مَنك
انتهت الجلسة و عادت لـ منزلها .. لم تزره في موعد الجلسة الثانية ، ولا الثالثة ، وكذلك الرابعة ..
فاجأته في جلسة أخرى دون موعد مُسبّق قائلة :
دكتور .. هل يمكنني الدخول ؟
إبتسم و قال : أهلا أهلا بك .. تفضّلي ..
قالت : زيارتي اليوم زيارة شُكر أكثر من كونها زيارة مريضة لـ طبيبها .. حين عدت لمنزلي بقيت عبارتك تتردّد في ذهني .. تساءلت : أيعقل أن يكون الاحتشام هو السر ؟
لا أظن .. ثم قلت لا بأس بالتجربة و المُحاولة ،، لن أخسر أيّ شيء فـ قمت بـ تغيير حجابي كما ترى ،، وارتديت الحجاب الشرعي الذي أمر الله به .. حين خرجت لـ أوّل
مرّة كنت أنتظر ضحكات الأحبّة .. أنتظر أسئلة لا أملك لها أجوبة .. لكن فاجأني أنّ الكلّ بارك لي كـ أنّي كنت عارية من قبل و اليوم سترت نفسي ..
و في ثاني مرّة بدأت أرفع بصري لـ النساء الأخريات و أتساءل أيعقل أني طيلة تلك السنين مُخطئة حين ارتديتُ مثلهنّ؟ وهكذا .. بدأت الأسئلة تتسرّب لي .. أحلّلها و
أبحث لها عن أجوبة .. حتى كانت النتيجة قناعة تامّة بهذا الحجاب الذي ألبسه أنّه الأفضل .. لذا .. بارك الله فيك يا دُكتوري .. لأنّك لم تُناقشني كثيرا .. فقط تكلّمت بـ
حكمة و صمتّ و جعلتني أفكّر .. شكرا لك لأنّك .. لم تقل لي : لا تُبالي لهم والبسي ما يحلو لك .. لأنّك مُتمسّك بـ دينك و لأنّك ساعدتني بـ العودة لـ الطريق السويّ ..
هي تلك المُنحرفة التي عشقتها عيون الرجال .. صارت نفس العيون تستحي النظر لها ..
فرضت هيبتها واحترامها بـ حجاب شرعي غطّت به جسمها ..
هنيئا لـ كلّ أنثى طاهرة عرفت الصواب وارتدت ما أمر الله به لا ما أمر به الضالون هداهم الرحمان.
عسى ان ينفع الموضوع كل اخت أظلتها الدنيا
منقول