استفتاء أدعياء العلم وأنصاف المتعلمين ، ومن يتصدرون للفتوى وهم في الحقيقة جهال أدعياء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

استفتاء أدعياء العلم وأنصاف المتعلمين ، ومن يتصدرون للفتوى وهم في الحقيقة جهال أدعياء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-08-25, 17:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










B9 استفتاء أدعياء العلم وأنصاف المتعلمين ، ومن يتصدرون للفتوى وهم في الحقيقة جهال أدعياء

أهمية الإفتاء وخطورته


الإفتاء مسؤولية عظيمة ، وأمانة ثقيلة ، كما أنه منصب جليل ، ووظيفة شريفة ، وأثره في إصلاح الأفراد والمجتمعات ظاهر ، والحاجة إليه من أمس الحاجات ، بل تبلغ مبلغ الضرورات ، فليس كل الناس بل ولا أكثرهم يحسن النظر في الأدلة ، ويعلم حكم الله فيما يعرض له من مسائل ومشكلات ، فكان بحاجة إلى سؤال أهل العلم ، ومعرفة حكم الله تعالى فيما يحتاجه من خلال فتاواهم وأجوبتهم ، كما قال ربنا سبحانه : [النحل: 43] ، وقال حاثًا على الرجوع إلى أهل العلم والصدور عن رأيهم : [النساء: 83] .
ومع هذه العودة الحميدة إلى الله ، وانتشار الوعي لدى الناس ، والرغبة
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 142)
في الاستقامة والتمسك بالدين ، وتيسر التواصل مع العلماء وطلبة العلم ، وتوفر وسائل الإعلام والاتصال وتنوعها ، وكثرة معطيات الحياة العصرية وتجددها ، وتشعب الحياة وتعقدها ، والتداخل بين الدول والشعوب ، وسعة التعامل بين المسلمين وغير المسلمين ، وكثرة النوازل المعاصرة والحوادث المستجدة ، وتسابق أهل البدع والأهواء ، وأتباع الديانات والمذاهب المنحرفة إلى نشر أفكارهم ، وإقناع الناس بضلالاتهم وبدعهم ، زادت حاجة الناس وعظمت رغبتهم في معرفة المشروع والممنوع ، والحق والباطل ، وتمييز الحلال من الحرام ، والسنة من البدعة ، وقد كشفت الدراسات الإعلامية أن برامج الإفتاء في القنوات الفضائية والإذاعية من أكثر البرامج قبولاً ، وأوسعها انتشارًا ، وأعمها نفعًا وتأثيرًا .
ويدل على حاجة الناس إلى الفتوى وشدة اضطرارهم إليها ما جاء من الآيات والأحاديث الكثيرة الآمرة بسؤال أهل الذكر ، والدالة على فضل العلماء ومعلمي الناس الخير ، والمحذرة من كتمان العلم وجحد الحق .
كما يدل عليه ما جاء من الأحاديث الكثيرة في التحذير من الأئمة المضلين والرؤوس الجاهلين ، الذين يتخذهم الناس مرجعًا لهم حين يقل العلماء أو يقبضون ، أو يقعدون عن القيام بما أوجبه الله عليهم من البلاغ والتبيين ، فلجوء العامة لأئمة الضلالة هؤلاء وخاصة عند قبض العلماء الربانيين دليل على مدى حاجة الناس إلى الفتوى وعدم استغنائهم عنها .
وغني عن القول أن (الفتوى) الشرعية المعاصرة مع هذا القدر الكبير
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 143)
من الأهمية والتأثير ، فإنها لا تنفرد وحدها بقيادة الحركة العلمية ، ونشر الدعوة الإسلامية ،والإسهام في التنمية والرقي الحضاري ؛ لأن (الفتوى) ليست كل الشريعة الإسلامية ، وليست الوسيلة الوحيدة للدعوة والتعليم ، وحل مشكلات الناس والتجاوب مع حاجاتهم وهمومهم .
والتأكيد على هذه الحقيقة في غاية الأهمية ؛ لكي نضع الأمور في نصابها الصحيح ، وحتى لا نضيق واسع الشريعة ، ولا نتهم أحدًا أو نبخسه حقه ، أو نبالغ في تقدير الأمور .
ولما كانت الفتوى ذات أثر كبير في حياة الأفراد والمجتمعات ، ونظرًا لكثرة المفتين ، وتعدد مشاربهم ، وما آل إليه الإفتاء في واقعنا المعاصر ، وما شابه من المكدرات ، والممارسات الخاطئة ، وتصدي بعض أهل الجهل والأهواء لهذا المنصب الخطير ؛ مما انعكس أثره سلبًا على أمتنا وديننا الإسلامي ، وحرصًا على ضبط منهجية الفتوى ، وتحقيقًا للتواصل بين الفقهاء والمعنيين بقضايا الأمة وشريعتها الغراء ، فقد عقدت عدة لقاءات علمية ، اشترك فيها عدد كبير من الفقهاء والشخصيات العلمية البارزة من شتى أنحاء العالم للبحث في منهجية الإفتاء وشروطه وضوابطه ، ووضع الأسس والقواعد والمواثيق الجامعة لأصول الإفتاء وبيان أحكام الفتيا وشروطها ، وأدب المفتي والمستفتي ، وقطع الطريق على الأدعياء وأهل البدع والأهواء ، ومعالجة التحديات التي تواجه علماء الأمة والمتصدرين للفتوى ، وإحياء أدب الاختلاف ومنهج الائتلاف ، والتأكيد على أهمية
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 144)
الاجتهاد الجماعي والمؤسسي الذي يجمع بين خبراء العصر وفقهاء الشرع .
وبسبب تعاظم فوضى الإفتاء بمختلف مسبباتها ، وجدنا أن بعض الناس - وربما بدافع من غيرتهم على الدين وأهله - يحاربون الإفتاء الفضائي ، ويشنعون كثيرًا على من يسمونهم (مشايخ الفضائيات)!! ، وينادون بمنع برامج الإفتاء الفضائية جملة وتفصيلاً ، فيعالجون الخطأ بخطأ أشنع منه ، ويحرمون كثيرًا من الناس في شتى البلدان من خير عظيم لم يكن متيسرًا لهم من قبل ، مع شدة حاجتهم إليه ، وحرصهم عليه ، وانتفاعهم به ، وربما تسببوا في توهين عزائم بعض العلماء الثقات عن القيام بهذا الواجب العظيم ، والتصدي لهذه المهمة الجليلة ، وسد هذه الحاجة الملحة ، وحرمان الناس من علمهم وتوجيهاتهم ، ويجهل هؤلاء المخذلون أو يتجاهلون أثر هذه البرامج في نشر العلم الشرعي ، وتبصير الناس ، وأداء الأمانة ، والنصيحة للأمة ، وإشاعة الخير في الأرض ، وإصلاح المجتمع ومحاربة الفساد والمفسدين ، وقطع الطريق على الأدعياء والمتعالمين ، وأثرها الكبير في حل مشكلات الناس والتجاوب مع همومهم وحاجاتهم ، والإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم .
ولا يخفى على من له أدنى معرفة بأحوال الناس وحاجتهم إلى الفتيا أن الفتوى إذا كانت مؤصلة تأصيلاً شرعيًا سليمًا ، لها أثر كبير في هداية الناس وإسعادهم ، وحل مشاكلهم ، وتخفيف معاناتهم ، وتفريج كرباتهم ، وإصلاح ذات بينهم ، وتعليمهم حكم الله في عباداتهم ومعاملاتهم وشتى شؤون حياتهم ،
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 145)
وتحذيرهم من المعاصي والبدع والأهواء والضلالات ، وحفظ عقولهم من الشعوذة والدجل والخرافات ، وحملهم على أداء الأمانات ،والقيام بالحقوق والواجبات ، مما يسهم كثيرًا في إقامة الدين وإعلاء كلمة الله ، وحفظ حقوق العباد وحماية مصالحهم ، وتحقيق النهوض الحضاري للأمة الإسلامية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية .
وفوق هذا كله فإن الإفتاء فريضة ربانية ، وواجب شرعي ، فالدين هو النصيحة ، وقد بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ، وجعل القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أخص أوصاف المؤمنين ، وأخذ العهد على العلماء أن يقولوا الحق ولا يداهنوا فيه ، وأن يبينوه للناس ولا يكتموه ، ولعن من يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى ، وتوعد من سئل عن علم فكتمه بأن يلجم بلجام من نار يوم القيامة ،والآيات والأحاديث في هذا الباب معلومة مشهورة.
فالفتوى بهذا الاعتبار واجب شرعي ، وفرض كفائي لا يجوز التخلي عنه أو التقليل من شأنه ، فضلاً عن محاربته والتنفير منه لمجرد وجود بعض الممارسات الخاطئة في تطبيقه ، أو انتهاك بعض المتعالمين وأهل الأهواء لجنابه .
ويكفي في أهمية الإفتاء وشدة الحاجة إليه وأثره في إقامة الدين وحفظ مصالح الناس أن الله عز وجل تولى هذا المنصب العظيم بنفسه ، فأفتى عباده في مسائل كثيرة في كتابه العظيم ، يقول سبحانه : [النساء: 176]
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 146)
، ويقول : [النساء: 127] ، ويقول : [البقرة: 189] ، وأمثالها كثير .
والإفتاء هو مهمة الرسل والأنبياء ، وعلى رأسهم محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث كان يفتي الأمة في كل ما يعرض لها من مسائل وقضايا ، وما يستجد لها من نوازل ومشكلات ، وكان ذلك مقتضى ما كلف به من البلاغ والتبيين ، كما قال ربنا سبحانه وتعالى : û [النحل: 43، 44] ، وقال : [النحل: 64] ، وتولاها من بعده الخلفاء الراشدون والصحابة الكرام ، ومن جاء بعدهم من العلماء الأعلام على مر العصور وكر الدهور
ولا يخلو زمان من قائم لله بحجة ، ولا يزال ربنا سبحانه يقيض لهذا الدين من العلماء الأكفاء ، والأئمة الفقهاء من يبلغ هذا الدين ، وينصح للمسلمين ، ويكون مرجعًا للأمة في معرفة دينها ، وحل مشكلاتها ، وبيان حكم الله تعالى في سائر معاملاتها ، كما قال ربنا سبحانه : [الأحزاب: 23] ، ووجود هؤلاء الصادقين المصلحين جزء من حفظ الله تعالى لكتابه ، حيث
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 147)
يقول : û û [الحجر: 9] فهذا يقتضي حفظ كتابه الكريم في الصدور والسطور ، وحفظ السنة النبوية المبينة له ، ويقتضي كذلك حفظ العاملين بالوحيين والحاكمين بهما إلى آخر الزمان ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين
وفي هؤلاء يقول الإمام أحمد - رحمه الله - في خطبته المشهورة في مقدمة كتابه (الرد على الزنادقة والجهمية ) : (الْحَمْدُ ِللَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي كُلِّ زَمَانِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ بَقَايَا مِنْ أَهِْل الْعِلْمِ يَدْعُونَ مَنْ ضَلَّ إِلَى الْهُدَى ، وَيَصْبِّرُونَ مِنْهُمْ عَلَى الْأَذَى ، وَيُحْيُونَ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَوْتَى ، وَيُبَصِّرِونَ بِنُورِ اللَّهِ أَهْلَ الْعَمَى ، فَكَمْ مِنْ قتِيلٍ لِإِبْلِيسَ قَدْ أَحْيَوْهُ ، وَكَمْ مِنْ ضَالٍّ تَائِهٍ قَدْ هَدَوْهُ ، فَمَا أَحْسَنَ أَثَرَهُمْ عَلَى النَّاسِ وَمَا أَقْبَحَ أَثَرَ النَّاسِ عَلَيْهِمْ ، يَنْفُونَ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ ، الَّذِينَ عَقَدُوا أَلْوِيَةَ الْبِدْعَةِ ، وَأَطْلَقُوا عَنَانَ الْفِتْنَةِ ، فَهُمْ مُخْتَلِفُونَ فِي الْكِتَابِ ، مُخَالِفُونَ لِلْكِتَابِ ، مُجْمِعُونَ عَلَى مُفَارَقَةِ الْكِتَابِ ، يَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ وَفِي اللَّهِ وَفِي كِتَابِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، يَتَكَلَّمُونَ بَالْمُتَشَابِهِ مِنَ الْكَلاَمِ ، وَيَخْدَعُونَ جُهَّالَ النَّاسِ بِمَا يُشَبِّهُونَ عَلَيْهِمْ ، فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمُضِلِّينَ )
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 148)
وقد روي نحوه عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
وقال عنهم ابن القيم : (فقهاء الإسلام ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام ، الذين خصوا باستنباط الأحكام ، وعنوا بضبط قواعد الحلال والحرام ، فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء ، بهم يهتدي الحيران في الظلماء ، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب ، وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب ، قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا ü [النساء: 59] ، قال عبد الله بن عباس في إحدى الروايتين عنه ، وجابر بن عبد الله ، والحسن البصري ، وأبو العالية ، وعطاء بن أبي رباح ، والضحاك ، ومجاهد في إحدى الروايتين عنه :
(أولوا الأمر) هم : العلماء ، وهو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد ، وقال أبو هريرة ، وابن عباس في الرواية الأخرى ، وزيد بن أسلم ، والسدي ، ومقاتل : هم الأمراء ، وهو الرواية الثانية عن أحمد .
والتحقيق أن الأمراء إنما يطاعون إذا أمروا بمقتضى العلم ، فطاعتهم تبع لطاعة العلماء ، فإن الطاعة إنما تكون في المعروف وما أوجبه العلم ، فكما أن طاعة العلماء تبع لطاعة الرسول ، فطاعة الأمراء تبع لطاعة العلماء ، ولما كان قيام الإسلام بطائفتي العلماء والأمراء ، وكان الناس كلهم لهم تبعًا ، كان صلاح العالم بصلاح هاتين الطائفتين ، وفساده بفسادهما ، كما قال عبد الله
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 149)
ابن المبارك وغيره من السلف : (صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس ! قيل : من هم ؟ قال الملوك والعلماء)
ولقد أدرك العلماء خطورة هذا المنصب وعلو منزلته ،وعظيم شرفه ، وشدة أثره على الناس ، فجعلوا المفتي قائمًا في الأمة مقام النبي - صلى الله عليه وسلم - في تبليغ الأحكام ، وتبيين الحلال من الحرام ، بل جعله بعضهم موقعًا عن رب العالمين ، وحاكيًا لحكمه سبحانه فيما يفتي فيه ، فهو حين يفتي بإباحة شيء أو تحريمه أو إيجابه ليس يعبر عن رغبته وهواه ، أو ما يظهر له بادي الرأي ، فدين الله ليس بالهوى والتشهي ، ولا بالخرص والتخمين ، وإنما يعبر عن حكم الله تعالى فيما يفتي فيه ، وأن الله تعالى هو الذي أباحه أو كرهه أو حرمه أو استحبه أو أوجبه ، قال ابن القيم : ( لا يجوز للمفتي أن يشهد على الله ورسوله بأنه أحل كذا أو حرمه أو أوجبه أو كرهه إلا لما يعلم أن الأمر فيه كذلك مما نص الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - على إباحته أو تحريمه أو إيجابه أو كراهيته ... قال غير واحد من السلف : ليحذر أحدكم أن يقول : أحل الله كذا أو حرّم كذا ، فيقول الله له : كذبت لم أحل كذا ، ولم أحرمه) وقال ابن المنكدر : (العالم بين اللّه وبين خلقه ، فلينظر كيف يدخل بينهم ؟) وشبه الإمام القرافي المفتي بالمترجم عن الله من جهة إخباره الناس بالأحكام
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 150)
الشرعية أما ابن القيم فوصف المفتي (بالموقع عن الله) وعقد لذلك فصلاً كاملاً جعله بعنوان (ما يشترط فيمن يوقع عن الله ورسوله) ، ثم قال : (ولما كان التبليغ عن الله سبحانه يعتمد العلم بما يبلغ ، والصدق فيه ، لم تصلح مرتبة التبليغ بالرواية والفتيا إلا لمن اتصف بالعلم والصدق ؛ فيكون عالما بما يبلغ ، صادقًا فيه ، ويكون مع ذلك حسن الطريقة ، مرضي السيرة ، عدلاً في أقواله وأفعاله ، متشابه السر والعلانية في مدخله ومخرجه وأحواله ؛ وإذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله ، ولا يجهل قدره ، وهو من أعلى المراتب السنيات ، فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسموات ؟ فحقيق بمن أقيم في هذا المنصب أن يعد له عدته ،وأن يتأهب له أهبته ، وأن يعلم قدر المقام الذي أقيم فيه ، ولا يكون في صدره حرج من قول الحق والصدع به ، فإن الله ناصره وهاديه . وليعلم المفتي عمن ينوب في فتواه ، وليوقن أنه مسؤول غدًا وموقوف بين يدي الله)
ويقول النووي : (اعلم أن الإفتاء عظيم الخطر، كبير الموقع ، كثير الفضل ، لأن المفتي وارث الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - وقائم بفرض الكفاية ، لكنه معرض للخطأ ، ولهذا قالوا : المفتي موقع عن الله تعالى ، وروينا عن ابن المنكدر قال : العالم بين الله تعالى وخلقه فلينظر كيف يدخل بينهم ؟ وروينا عن السلف وفضلاء الخلف من التوقف عن الفتيا أشياء كثيرة معروفة نذكر منها أحرفًا تبركًا :
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 151)
روينا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا ، وهذا إلى هذا ، حتى ترجع إلى الأول .
وفي رواية : ما منهم من يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه إياه ، ولا يستفتى عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا .
وعن ابن مسعود ، وابن عباس رضي الله عنهم : من أفتى عن كل ما يسأل فهو مجنون .
وعن الشعبي ، والحسن ، وأبي حصين - بفتح الحاء - التابعيين قالوا : إن أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لجمع لها أهل بدر .
وعن عطاء بن السائب التابعي : أدركت أقوامًا يسأل أحدهم عن الشيء فيتكلم وهو يرعد .
وعن ابن عباس ، ومحمد بن عجلان : إذا أغفل العالم لا أدري أصيبت مقاتله .
وعن سفيان بن عيينة ، وسحنون : أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما .
وعن الشافعي وقد سئل عن مسألة فلم يجب ، فقيل له : حتى أدري أن الفضل في السكوت أو في الجواب .
وعن الأثرم ، سمعت أحمد بن حنبل يكثر أن يقول : لا أدري ، وذلك فيما عرف الأقاويل فيه .
وعن الهيثم بن جميل : شهدت مالكًا سئل عن ثمان وأربعين مسألة ، فقال في ثنتين وثلاثين منها: لا أدري .
وعن مالك أيضًا : أنه ربما كان يسأل عن خمسين مسألة ، فلا يجيب في واحدة منها ، وكان يقول : من أجاب في مسألة فينبغي قبل الجواب أن يعرض
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 152)
نفسه على الجنة والنار وكيف خلاصه ، ثم يجيب .
وسئل عن مسألة فقال : لا أدري ، فقيل : هي مسألة خفيفة سهلة ، فغضب وقال : ليس في العلم شيء خفيف .
وقال الشافعي : ما رأيت أحدًا جمع الله تعالى فيه من آلة الفتيا ما جمع في ابن عيينة أسكت منه عن الفتيا .
وقال أبو حنيفة : لولا الفرق من الله تعالى أن يضيع العلم ما أفتيت ، يكون لهم المهنأ وعلي الوزر .
وأقوالهم في هذا كثيرة معروفة ، قال الصيمري والخطيب : قلَّ من حرص على الفتيا وسابق إليها وثابر عليها إلا قلَّ توفيقه ، واضطرب في أموره ، وإن كان كارهًا لذلك غير مؤثر له ما وجد عنه مندوحة وأحال الأمر فيه على غيره كانت المعونة له من الله أكثر ، والصلاح في جوابه أغلب)
وقد تكاثرت نصوص الكتاب والسنة في التحذير من الأئمة المضلين ، والجهلة المتعالمين ، والمتصدرين للفتوى وليسوا من أهلها ؛ ولهذا أمرنا الله تعالى بسؤال أهل الذكر خاصة ، فقال : [الأنبياء: 7] ، وأهل الذكر هم : العلماء الراسخون ، الذين شهدت لهم الأمة بالعلم والإمامة في الدين ، أما أدعياء العلم ، وأنصاف المتعلمين ، والمتطفلون على موائد العلماء ، فليسوا أهلاً لأن يستفتوا ويصدر عن رأيهم ، وبخاصة في
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 153)
الأمور العامة التي تمس مصالح الأمة .
والنبي - صلى الله عليه وسلم - يحذر من هؤلاء تحذيرًا شديدًا ، فيقول : إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يُبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
وهذا يتضمن التحذير من ترئيس الجهال ، وتخلية الساحة لهم ، بقعود العلماء الراسخين عما أوجبه الله عليهم من البلاغ والتبيين .
وفيه التحذير من استفتاء أدعياء العلم وأنصاف المتعلمين ، ومن يتصدرون للفتوى وهم في الحقيقة جهال أدعياء .
وفيه التحذير الشديد لهؤلاء من القول على الله بلا علم ، وإقحام أنفسهم فيما لا يحسنون ، والخوض في بحر لا يجيدون السباحة فيه ، فيَضلون ويُضلون ، ويتحملون أوزارهم وأوزار من يضلونهم بغير علم .
وقد صح عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال : (يهدم الإسلام زلة عالم ، وجدال منافق بالقرآن ، وأئمة مضلون) فإذا كانت زلة العالم تهدم الإسلام ،وتضل الأنام ، فكيف بفتاوى أئمة الضلالة وأرباب الجهالة والغواية !! فليس شيء أخطر على الأمة ، ولا أضيع لدينها من جاهل دعي ،
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 154)
أو منافق ذكي ، يستعمل ذكاءه وعلمه وفصاحته في إضلال الخلق ، وصدهم عن الهدى ودين الحق ، فعن أبي عثمان النهدي قال : إني لجالس تحت منبر عمر - رضي الله عنه - وهو يخطب الناس فقال في خطبته : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان
فإذا كان المنافق عليمَ اللسان ، قويَّ البيان ، كان ذلك سببًا لفتنة الناس ولبس الحق بالباطل ؛ ولهذا كان أخوف شيء يخافه النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته هم أئمة الضلالة هؤلاء ؛ وذلك لشدة خطرهم ، وعموم ضررهم ، فعن ثوبان - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، وفي رواية : أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون
بل كان يخاف على أمته منهم أشد من خوفه عليهم من فتنة المسيح الدجال ، الذي أُمرنا بالتعوذ من فتنته في كل صلاة ، وما من نبي إلا وأنذر أمته الدجال ؛ وذلك لعظيم خطره ، وشدة فتنته ، ومع ذلك فأئمة الضلالة أشد
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 155)
ضررًا على الأمة من فتنته ، فعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : كنت مخاصر النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا إلى منزله ، فسمعته يقول : غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال ، فلما خشيت أن يدخل قلت : يا رسول الله ، أي شيء أخوف على أمتك من الدجال ؟ قال : الأئمة المضلين وعن علي - رضي الله عنه - قال : كنا جلوسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو نائم ، فذكرنا الدجال ، فاستيقظ محمرًا وجهه فقال : غير الدجال أخوف عندي عليكم من الدجال : أئمة مضلون
ويؤكد ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين حذر من فتنة الخوارج ، وأمر بقتلهم ، بين أنهم إنما أُتوا من قبل جهلهم ، وقلة فقههم ، فجنوا على أنفسهم وعلى أمتهم ، ولم يشفع لهم حسن نيتهم ، وسلامة قصدهم ، وكثرة عبادتهم ، فعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : سيخرج في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية ، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة
(الجزء رقم : 97، الصفحة رقم: 156)
وكلما تقادم الزمان ، وبعد الناس عن عهد النبوة ، كثر جهلهم ، وقلَّ فقههم ، ورق دينهم ، وتصدوا لما لا يعنيهم ، وخاضوا فيما ليس من شأنهم ، وتكلم الجهلة والغوغاء ، والمنافقون وأهل الأهواء في مصالح الأمة وقضاياها العامة ، فلبسوا الحق بالباطل ، واستحلوا الحرمات ، ووقعوا في المنكرات ، واتبعوا الأهواء والشهوات ، وتجرؤوا على حمى الشريعة ، وحرماتها المنيعة ، وهذا من أشراط الساعة ، التي نبه عليها نبينا - صلى الله عليه وسلم - في قوله : إن بين يدي الساعة سنين خداعة ، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ! قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة وفي الصحيحين عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ،ويفشو الزنى ، ويشرب الخمر ، ويذهب الرجال ، وتبقى النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد .

منقول








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-08-25, 17:57   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

للفائدة يرجى مراجعة ما يلي:

تصفح موضوعي > أصول الفقه > الإفتاء والاستفتاء > الت

ساهل في المفتي
القول في دين الله بغير الحق
الفتوى بغير علم
القول في دين اللّه بالجهل والهوى
الذين يتجرأون على الدين والعلماء
إثم الجرأة على الفتوى،
الالتفاف حول " المحكمات " وأثره في الفتوى وحماية المعتقد
أخذ أحكام النوازل من بيانات مجهولة المصدر
استفتاء أدعياء العلم وأنصاف المتعلمين ، ومن يتصدرون للفتوى وهم في الحقيقة جهال أدعياء
لتتبع الشاذ من الفتاوى، والساقط من الآراء
لا يحل لمفت ولا لقاض أن يحكم بما يشتهي
الأخذ بنص واحد أو ببعض النصوص الواردة في المسألة وإهمال بقية ما فيها من النصوص
ولا يجوز للمفتي أن يتساهل في
فتواه

مجلة البحوث الإسلامية التابعة لهيئة كبار العلماء









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-25, 18:03   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
mouhamedmouh
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الافادة بارك الله فييك










رد مع اقتباس
قديم 2016-08-25, 18:14   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
النسي الهلالي
عضو جديد
 
الصورة الرمزية النسي الهلالي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المصيبة تغلغل بعض الخونة بايعاز من اسيادهم في هذا المجال بالذات لاصدار فتاوى تخالف العقل والنقل ليلتبس على العامة امور دينهم وليحدث انفصام بين الشعوب والدين وهذا هو مانراه اليوم ماثلا امام اعيننا في كثير من البلدان الاسلامية حسبنا الله ونعم الوكيل
لا اله الا الله محمد رسول الله









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-25, 18:44   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم و أحسنإليكم


التعالم وأثره على الفكر والكتاب

للشيخ بكر أبو زيد

يحوي الكتاب عناوين خمسة:
الأول: المؤلفات في التعالم.
الثاني: أمثلة للتعالم من السير والتاريخ ذكر خمسة عشر مثالاً .
الثالث: إجمال الحال في الحياة المعاصرة ذكر فيها أسباب التجنس الفكري وضعف التحصيل.
الرابع: ظواهر التعالم ذكر خمسة عشر مظهراً.
الخامس: أبحاث ستة:
-1 إخلاص النية لله سبحانه وتعالى.
-2 أن العالم لا يتبع بزلته.
-3 الزجر من حمل الشواذ والرخص.
-4 التوقي من الغلط على الأئمة.
-5 فصل الخصام بين داعي الدليل وداعي التقليد.
-6 جرم القول على الله تعالى بلا علم



لتحميل الكتاب










رد مع اقتباس
قديم 2016-08-25, 18:53   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كم من إمام مسجد بل و حتى من سمع درس أو درسين أو قرأ كتابا أو كتابين و يفتي على أي سؤال يرد إليه بل و يفتي في النوازل و كم يوجد من يتعصب له بغير وجه حق و هو لا شيء و طالب علم كبيرة عليه و يا لله العجب من المتعالم و المعصب الجاهل










رد مع اقتباس
قديم 2016-08-25, 19:01   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شرح كتاب
شرح كتاب "التعالم وأثره على الفكر والكتاب " للشيخ بكرأبو زيد رحمه الله
للشيخ العلامة صالح بن سعد السحيمي


لتحميل الشرح
منقول
https://archive.org/details/Sharh_Kitab_t3lom










رد مع اقتباس
قديم 2016-08-25, 19:02   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المجموعة العلمية (التعالم-حلية طالب العلم-آداب طالب الحديث-الرقابة-تغريب الألقاب)

خمسة كتب في غلاف واحد:
1. التعالم وأثره على الفكر والكتاب
2. حلية طالب العلم
3. آداب طالب الحديث من الجامع للخطيب
4. الرقابة على التراث
5. تغريب الألقاب العلمية

لتحميل الكتاب

منقول
https://waqfeya.com/book.php?bid=134










رد مع اقتباس
قديم 2016-08-25, 23:51   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل من مستفيد









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-26, 16:06   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
kaderr09
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2016-08-27, 12:20   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kaderr09 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الشلف, الغروور!!, الفتوى, علماءأهل الحديث


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc