الأموات لا يعودون - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الأموات لا يعودون

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-11-27, 21:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
sellaw
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية sellaw
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الأموات لا يعودون

كان الوَقْتُ خريفا ، والجوُّ ليْس لطيفا.. تجمَّعتِ الأوراقُ لتمْلأَ أرْجاءَ الزُّقاقِ.. لمْلمْتُ أشْلائي المُتناثِرة ، وكفَّنْتُ قلْبي المَبْتورُ، وأرْسلْتُ في طلبِ منْ يزُفُّه إلى مَثْواه الأخير ....
جاءتْ تمْشي على استِحْياءٍ كأنّها ليْستْ في حضرة جنازة .. شفَتاها مُخضّبتانِ بالعَقيقِ الأحمرِ ، وكأنّها ارْتشفتْ من نَخْبِ قلبي .. خدَّاها مُتوَهِّجان كأن نورَ الأزهار التي وُضعتْ على نعْشِ قلبي انْعكسَ عليْهما ليَصْبَغهما بمزيجٍ من الألوان الزاهية.
بكلِّ بُرودة أعْصابِ ، امْتدّت يدها لِتُربِّت على كتفي ، وغيْثُ الكذبِ يَتهاطلُ من عيْنيها، كأوْديةٍ تنْحدِرُ من سفْح جبلٍ ..
لمْ يَرْتعش جسْمي .. مثلما كان يرْتعشُ كلما مرّ طيْفُها بخاطري .. لم تتعلَّق الكلماتُ في حلْقي مثلما كانت ،كلما قابلْتها صُدفة بإحدى المنعطفات الضيّقة .. لم تَتَوهّج وجْنَتاي مثْلما كانت عندما تُقابلُ عيناها عيْنايَ.. فالأمواتُ لا يُبْعثون إلى الحياة من جديد ....
كلماتُها المَبْحوحةُ مثْلَ الدّبابيس تنغَرزُ في جسدي ، لكنها لا تؤلمني لأن جسمي تَخَشَّبَ ولم تعُد فيه روحٌ.
حَملتْني رِجْلايَ بعيدا ، وحيْثُ أَتوارى عن الأنْظار .. أسندْتُ جِسمي المُنْهك إلى جِذْع شجرةِ، وأرْسلْت ذاكرتي لتبْحث عن ماضٍ ليْس فيه أوْجاعٌ .. ربّما الأقدارُ تجْمع ..وربّما محْض الصّدفة .. كان جذْع الشجرة الذي أسندت عليه ظهري خاويًا ، تنبعثُ منه أصوات ، مثل التي تصدُر من داخلي ، لأوّل مرّة أشعُر أنَّ نَبَأ نَعْيِ قلبي المبتور قد انتشر ، وهاهي ذي الطبيعة تُرسِلُ أول وُفُود التّعزِية .
ليس ثمّة شيء أُفكّرُ فيه ، لكنّني مُسْتغرقٌ في التفكير إلى حدِّ الشّرودِ .
عُصْفورتان تقفان على غصْنٍ في الشجرة التي تنتصبُ أمامي ، تُوَشْوِشُ إحداهما الأخرى وهي تَرْمُقني بعيْن الرأفة والشّفقة ، وكأنّها تُرْثي لحالي ..
يا لَسُخْرية الأقدار .. أإلى هذا الحدِّ تسْكن الحياة في جسدي ، ويتوقف نبْضها..؟؟ أإلى هذه الدّرجة بلغتْ روائحُ احتراقي لتشتمها كل الكائنات ..؟؟ وأنا الذي طالما سخرت من الأقدار، وشَنَّفتْ ضحكاتي الأجواء..
لا بُدَّ من فعل شيْء .. لا بُدّ أن أحمل هِمَّتي وأنزع رِداء الإحباط ، وأجمع ما بقي من رَمادٍ قبل أن تذْروهُ الرياح .. وأسْتقبل أيامي برباطة جأْشٍ ..
لكن .. هيهات ..هيهات فالذي كُسِر، أحدث صدْعًا يوازي ثُقب الأوزون..









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-08-08, 16:26   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
fatimazahra2011
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية fatimazahra2011
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي



















رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأموات, يعودون


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc