إنتشر السحر

[جواهر الجزائرية]

يجوز التداوي اتفاقا. للمسلم أن يذهب الى دكتو أمراض باطنية أو جراحية أو عصبية او نحو ذلك .ليشخص له مرضه ويعالجه بما يناسبه من الأدوية المباحة شرعا حسبما يعرفه في علم الطب.لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العداية ولاينافي التوكل على الله .وقد أنزل الله سبحاته وتعالي الداء وأنزل معه الدواء .وعرف ذلك من عرفه وجهله من جهله .ولكنه سبحانه لم يجعل شفاء عباده فيما حرمه عليهم.
فلا يجوز للمريض أن يذهب الى الكهنة الذين يدعون معرفة المغيبات .ليغرف منهم مرضه .كما لا يجوز له أن يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون رجما بالغيب .أو يستحضرون الجن .ليستعينو بهم على علم الغيب.وقد روى مسلم في صحيحهأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((من أتى عرافا فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين يوما))وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ((من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ))صلى الله عليه وسلمرواه اهل السنن وداوود وصححه الحاكم .
وعن عمران ابن حصين رضي الله عنه قال ..قال ..رسول الله صلى الله عليه وسلم((ليس منا من تطير أو تطير له .أو تكهن أو تكهن له.أو سحر أو سحر له.زمن أتى كاهنا قصدقه كفر بما أنزل على محمد ))رواه البزار بإسناد جيد.
ففي هذه الاحاديث الشريفة النهي عن إتيان العرافين والكهنة والسحرة وأمثالهم وسؤالهم وتصديقهم والوعيد على ذلك.
يجب أن ينكر لهم والأنكار على من يجيئ منهم فإنهم جهال لايجوز اغترار الناس بهم ونهي عن إتيانهم وتصديقهم لما في ذلك منكر عظيم والخطر الجسيم والعواقب الوخيمة .لانهم كذبة فجرة كما لايجوز لأحد من المسلمين ليسألهم عمن سيتزوج ابنه او ابنته أو قريبه عما يكون من زوجين وأسرتين من محبة ةالوفاء أو عداوة وفراق ونحو ذلك لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.
والسحر من المحرمات الكفرية.
قال الله تعالى ((وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرؤ وزوجه .وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علمو لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ماشروا به.لو كانو يعلمون))فدلت الآية أن السحر كفر.وأن السحرة يفرقون بين المرء وزوجه كما دلت الآيو أن السحر ليس بأثر ولذاته نفعلا ولا ضارا وإنما يؤثر بإذن الله الكوني القدري.لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الخير والشر.