الأخفياء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الأخفياء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-12-19, 17:20   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
omar k
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي الأخفياء

بسم الله الرحمن الرحيم :

عن عَامِر بْن سَعْدٍ قَالَ : كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي إِبِلِهِ فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ أَنَزَلْتَ فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ وَتَرَكْتَ النَّاسَ يَتَنَازَعُونَ الْمُلْكَ بَيْنَهُمْ فَضَرَبَ سَعْدٌ فِي صَدْرِهِ فَقَالَ اسْكُتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ } أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الزهد ...
نريد أن نقف ولو باختصار على ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من الأوصاف والأخلاق التي يحبها الله تعالى في عبده قبل أن أخصص كلامي على الصفة الأخيرة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ } ،ما المقصود بالغني ، هل هو الإنسان الذي يملك أموالا طائلة ، هل هو العبد الذي يملك في رصيده الملايير والدولارات والسيارات والعقارات والمنقولات ، لا بل المقصود بالغني هنا غنى النفس لا غنى المال ، أن يكون هذا الإنسان غنيا بما أعطاه الله من يقين وحب لله ورسوله عليه الصلاة والسلام ، أما التقي : فهو الذي يجعل بينه وبين الله وقاية بفعل الواجبات واجتناب المحرمات ، الذي يستشعر وجود الله تعالى دائما في السر والعلن ، هذا هو العبد الذي يحبه الله تعالى ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ } عرفنا معنى الغنى ، عرفنا معنى التقى ، بقي لنا أن عرف ما معنى العبد الخفي ، ما المقصود بالخفاء هنا ، الخفي هو الذي لا يحب الشهرة ولا الظهور ولا يجعل ذلك مقصده ، الخفي هو من عرف ربه وأحبه وحرص على أن يكون بينه وبين ربه أسرارا حتى يكون مخلصا صادقا معه ، الخفي هو من يخاف أن تفسد أعماله بالعجب والغرور والرياء ومجاملة الناس ، الخفي هو من يسعى في حاجة إخوانه حينما يغفل الناس فيتحسس أحوال الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام حتى يفك عنهم كربهم ويفرج عنهم همومهم ، الأخفياء هم أولئك الذين لا يعرف أعمالهم الناس ، ولكن الله سبحانه وتعالى يعرفهم، وكفى بالله شهيداً فهنيئاً لهم.
فالأعمال والأقوال أيا كان نوعها إذا فقدت خلوص النية لله عز وجل انتقلت من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات ، وكلنا يسمع بحديث النبي صل الله عليه وسلم في بيان أول من تسعر بهم النار يوم القيامة وهم ثلاثة: قارئ القرآن، والمجاهد، والمتصدق بماله! أفضل الطاعات، وأفضل القربات إلى الله جل وعلا، يوم صرفت لغير الله أصبحت من أحط المخالفات، بل أصبحت هي التي تقود أصحابها إلى النار والعياذ بالله....كان سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عنهم لما يسمعون ويتذكرون هذا الحديث كان الواحد منهم يقع مغشيا عليه ، منهم معاوية رضي الله عنه وأرضاه ، اسمعوا ماذا قال : { : [ قد فعل بهؤلاء هذا، فكيف بمن بعدهم، أو فكيف بمن بقي من الناس؟! ثم بكى معاوية رضي الله عنه وأرضاه بكاءً شديداً، حتى ظن بأنه هالك! ] انظروا صحابة رسول الله يخشون على أنفسهم عندما يسمعون هذا الحديث، فماذا نقول نحن عن أنفسنا؟! ثم أفاق معاوية ومسح وجهه ودمعه بيده رضي الله تعالى عنه وقال: [ صدق الله ورسوله، صدق الله ورسوله ] { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [هود:].أي يجازى بما يقدم من أعمال في الدنيا أما في الآخرة فلا حسنة له.
الخفاء هو منهج شرعي ، وقد جاء في هذا الباب آيات وأحاديث تبين هذا المنهج لقول الحق عز وجل في الصدقة: { وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } [البقرة:271] فهو خير لكم! فهذه الآية كما يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ظاهرة في تفضيل صدقة السر وإخفائها. ويقول سبحانه: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً – أي تذللا واستكانة وبخشوع القلب - إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [الأعراف:55]. ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، قال: ( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه ) انظر لدقة الخفاء في هذه الصدقة، فقد أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة ، وقال أيضاً الحافظ ابن حجر : وهو من أقوى الأدلة على أفضلية إخفاء الصدقة. وفي الحديث نفسه صورة أخرى يذكرها صلى الله عليه وسلم: ( ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )....
هذا هو معنى الأخفياء كما جاء ذكره في القرآن الكريم ، والسنة النبوية ، أخفياء الطاعة والعبادات وكل أوجه البر والصالحات .
واليوم في هذا الزمن الذي نعيشه كثر الأخفياء، ولكنهم أخفياء من نوع آخر، أخفياء يختفون عن أعين الناس، و يحرصون كل الحرص ألا يطلع أحد من الناس على أعمالهم. هؤلاء الأخفياء هم الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً ) نعوذ بالله! يقول راوي الحديث ثوبان رضي الله تعالى عنه: ( يا رسول الله، صفهم لنا، جلهم لنا، ألا نكون منهم ونحن لا نعلم! ). فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )....وكذلك أخفياء من نوع آخر، وهم المقصرون الفاترون، أهل الخمول والكسل، فلو أنك نصحت أحدهم وصارحته بحاله وسألته عن أعماله، لأجابك هذا الشخص بقوله: هذا بيني وبين الله!! وهل كل عمل أعمله لا بد أن أطلعك عليه؟؟!! وما أكثر أولئك وللأسف، وهذا لا شك خداع للنفس، وتشبع بما لم يعط، وهكذا التصنع والتزين والتظاهر.
فنعوذ بالله من حالهم، ونستغفر الله لحالنا. فنحن لا نريد أن نكون من أمثال هؤلاء ، بل نحن نريد أن نكون من الذين يسارعون في الخيرات ويجتبون المنكرات يخفونها عن أعين الناس حتى تكون خاصة لوجه الله تعالى .
صور من حياة الأخفياء :

- نذكر حال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مع الصدقة في ظلمة الليل : خرج عمر بن الخطاب يوماً في سواد الليل وحيداً حتى لا يراه أحد، ودخل بيتاً، ثم دخل بيتاً آخر، ورآه رجل لم يعلم عمر أن هذا الرجل رآه، رآه طلحة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، فظن أن في الأمر شيئاً، أوجس طلحة في نفسه، لماذا دخل عمر هذا البيت؟! ولماذا وحده؟! ولماذا في الليل؟! ولماذا يتسلل؟! ولماذا لا يريد أن يراه أحد؟! ارتاب طلحة في الأمر، والأمر عند طلحة يدعو للريبة. ولما كان الصباح، ذهب طلحة فدخل ذلك البيت، فلم يجد إلا عجوزاً عمياء مقعدة، فسألها: ما بال هذا الرجل يأتيك؟! وكانت المرأة لا تعرف أن الرجل الذي يأتيها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، قالت العجوز العمياء المقعدة: إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا بما يصلحني ويخرج الأذى عن بيتي. أي يكنس بيتها ويقوم بحالها ويرعاها عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه. ولا نعجب! لا نعجب أن رئيس الدولة وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب يفعل ذلك، فكم من المرات فعل ذلك عمر رضي الله تعالى عنه، فهذه المواقف ليست عجباً في حياة عمر ، ولكننا نعجب من شدة إخفاء عمر لهذا العمل حتى لا يراه أحد، وفي الليل، في سواد الليل، ويمشي لواذاً خشية أن يراه أحد فيفسد عليه عمله الذي هو سر بينه وبين الله.
- ومن آثار السلف أيضا أيضا داوودبن أبي هند ، صام أربعين سنة –نفلا- لايعلم به أهله ولا أي أحد ، وكان له دكان يحمل معه غذاءه من عند أهله فيتصدق به في الطريق ، ويرجع عشيا يفطر معهم ، فيظن أهل السوق أنه قد أكل في بيته ، ويظن أهله أنه قد أكل في السوق
-كان منهم من يقوم الليل أكثر من عشرين سنة ولم تعلم به حتى زوجته ، فأي إخفاء للعمل هذا
-كان منهم من يحمل جراب الخبز عل ظهره بالليل فيتصدق به ولا أحد كان يعرفه، من بين هؤلاء علي بن الحسين كان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل، فيتصدق به ويقول: ( إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل ).قال عمرو بن ثابت قال: لما مات علي بن الحسين فغسلوه، جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره، فقالوا: ما هذا؟! قالوا: كان يحمل جرب الدقيق -يعني: أكياس الدقيق- ليلاً على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة .
-من أعمال السلف ما قاله محمد بن واسع : لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه على رأس امرأته على وسادة واحدة قد بل ما تحت خده من دموعه لا تشعر به امرأته.......ويقول رحمه الله تعالى: إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم، ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جنبه!
هكذا كان حرصهم على هذه الصفة، صفة الخفاء في الأعمال، تلك الصفة التي عشقوها رحمهم الله تعالى، فإذا فشل أحدهم في إخفاء دمعته أو بكائه أو اصطناع المرض لإخفاء هذه الدمعة؛ كان يقوم من مجلسه مباشرة خشية أن يكشف أمره، ذكر ذلك الإمام أحمد في كتابه الزهد يوم قال: إن كان الرجل ليجلس المجلس فتجيئه عبرته فيردها، فإذا خشي أن تسبقه قام.


اللهم إنا نسألك الإخلاص في العمل وفعل الخيرات واجتناب المنكرات.









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-12-20, 22:10   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
taleb2011
بائع مسجل (ج)
 
الصورة الرمزية taleb2011
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم إنا نسألك الإخلاص في العمل وفعل الخيرات واجتناب المنكرات.
اميييين.. ربي يبارك فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-21, 09:24   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
omar k
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

امين يارب ، وفيك بارك الله










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأخفياء

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc