شكرا على المجهد .لكن لا ينبغي تسمية الجمعة بالسوداء يمكنك ان تقول الجمعة البيضاء
ساقتبس في الاسفل بعض الكلام من موقع اسلام ويب لعله يستفيد منه الناس .
موقف الشرع من هذه التسمية
لنا مع هذه القضيّة عدّة وقفات:
الأولى: نحن معاشر المسلمين، ننظر إلى يوم الجمعةٍ بأنه يومٌ ذي دلالةٍ خاصّة مليئة بالتفاؤل، فقد فضّل الله هذا اليوم على ما سواه من بقيّة الأيام، كما قال-صلى الله عليه وسلم-: (أضلَّ الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة) رواه مسلم، وفي حديثٍ آخر: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي) رواه أبو داود وابن ماجه، وقال عليه الصلاة والسلام: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها) رواه مسلم.
ونعتقد بأن من مات في هذا اليوم أو ليلته وقاه الله فتنة القبر، مصداقاً لقوله عليه الصلاة والسلام: (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر) رواه الترمذي، وأفضلُ صلاةٍ يصلّيها المسلم طيلة أسبوعه، هي صلاة فجرِ يوم الجمعة، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إن أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
ثانياً: ديننا يحرّم التشاؤم بكلِّ أنواعِه جملةً وتفصيلاً؛ لما تضمّنه من توقّعٍ لحصول الشرّ وحلول المصائب بأنواعها، وذلك يتنافى مع ما تُنادي به قيم التفاؤل من إحسان الظنّ بالله عز وجل ورجاء الخير منه، وغفلةٌ عن مغفرة الخالق ورحمته، وعفوه وجوده، وإرادته النافذة ومشيئته العامّةٌ المرتبطة بصفات العدل وتمام المُلك، والرحمة والإحسان، وقدرته التامة، وعلمه المحيط، والحكمة البالغة في كل ما أعطى وما أخذ، وما منح وما سَلَب، وقد ذمّ الله أقواماً فقال: {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون} (الأعراف:131)، وجاء تحريم التشاؤم في الكثير من الأحاديث الصحيحة الصريحة، منها حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله وعليه وسلم- قال: (الطيرة شرك) قالها ثلاثاً. رواه أصحاب السنن إلا النسائي، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله وعليه وسلم- قال: (لا عدوى، ولا طِيَرة) متفق عليه.
ثالثاً: إذا لم تكن جذور هذه التسمية من باب التشاؤم -كما مرّ معنا في رأي بعض الباحثين-، فإن إبقاء تسميةٍ موهمةٍ مثل هذه، وتداولها أمرٌ لا ينبغي؛ إذ قد تفتحُ باباً من أبواب التشاؤم من حيث لا يدري الإنسان، وقد كان من منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- الإعجاب بالأسماء الحسنة، وفي الحديث أنه صلى الله وعليه وسلم كان (يعجبه الفأل الحسن، ويَكرَهُ الطِيَرة) رواه ابن ماجه. بل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغيّر الأسماء القبيحة، ويستبدلها بأخرى أجمل دلالة.
يقول الإمام ابن القيّم: "وهذا الذي جعله الله سبحانه في طباع الناس وغرائزهم من الإعجاب بالأسماء الحسنة والألفاظ المحبوبة، وهو نظير ما جعل في غرائزهم من الإعجاب بالمناظر الأنيقة، والرياض المنورة، والمياه الصافية، والألوان الحسنة، والروائح الطيبة، والمطاعم المستلذّة، وذلك أمر لا يمكن دفعه، ولا يجد القلب عنه انصرافاً، فهو ينفع المؤمن، ويسرّ نفسه وينشطها، ولا يضرها في إيمانها وتوحيدها".
وتغيير الأسماء القبيحة إلى أسماءٍ حسنةٍ بابٌ واسع، نجد مظانّه في الكتب التي عُنيت بتراجم الصحابة رضي الله عنهم، ففيها العديد من الأسماء التي غيّرها النبي -صلى الله عليه وسلّم- وبدلها من أسماءٍ قبيحةٍ المعنى، أو رديئة المبنى، أو مخالفةٍ للشرع ومقتضيات العقيدة، وغيرها من الأسماء المنفّرة والمستهجَنة، إلى أسماء حسنة الدلالة، جميلة الصياغة، تؤول إلى محاسن الفضائل، وجميل الشمائل، وكانت تلك سنّة نبويّة جارية، يدلّ عليها أن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يغيّر الاسم القبيح" أي إلى اسم حسَنَ، رواه الترمذي.
أخيراً: فليس المقصود من هذا الموضوع تحريم أساليب التخفيض التجاري، أو ذمّه طالما كان مضبوطاً بضوابط المعاملات الشرعية، إنما المراد بيان جذور هذه التسمية، وموقفنا الرافض لها، ودعوتنا إلى استبدالها بما يعبّر عن جماليّتها وقيمتها الحقيقيّة عند الله تعالى.