واجبات المعلم تجاه زملائه المعلمين - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات النقابية واقوال الصحف

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

واجبات المعلم تجاه زملائه المعلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-07-28, 11:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المخ طار
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية المخ طار
 

 

 
إحصائية العضو










B1 واجبات المعلم تجاه زملائه المعلمين

واجبات المعلم تجاه زملائه المعلمين

أولاً: الاحترام والتقدير:
الاحترام وتقدير الآخر قيمة من القِيَم الإنسانية الرَّاقية، تنسجم مع التَّكريم الذي خصَّ الله تعالى به بني آدم، بقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الإسراء: 70]، وقد علَّمَنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه القيمة حتى مع الأعداء، فحين أرسل كتبه إلى الملوك خاطب كلاًّ منهم بوصفه الذي هو فيه، فمن ذلك أنه خاطب هرقل بقوله: « بِسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ الله وَرَسُولِهِ إلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلاَمٌ على مَنْ اتَّبَعَ الهُدَى..» [1].

والمعلم أولى الناس بالتَّحلي بهذا الخُلق العظيم، ولذلك ينبغي عليه أن يُحْسِن التَّعامل مع زملائه المعلمين على أساس من الاحترام والتقدير المُتبادل، ويَحْذَر أشدَّ الحَذّرِ انتقاصَ واحد منهم، أو الاستخفاف به أو بعلمه وخبرته[2].

ثانياً: النَّصيحَةُ لا الفَضِيحَة:
من طبيعة الإنسان أن يقع في الخطأ والنِّسيان[3]، فإذا ما بَدَرَ من أحد الزُّمَلاء خطأٌ أو سوءُ تصرُّف، أو سهوٌ عن واجب أو نسيان، فلا ينبغي للمُعلِّم (إن كان يتولَّى مُهمةً إشرافية) أن يتعامل مع ذلك بالتَّشهير والفضيحة والانتقاص، بل الواجب عليه شرعاً وعرفاً أن يسلك مسلك النُّصح والتَّوجيه، ويتحلَّى بِغَضِّ الطَّرْف والسِّتر، ويتعامل مع الآخرين كما يُحبُّ أن يعامِلُوه[4].

ثالثاً: العَفو عن الإساءة:
وصف الله عبادَه المتقين المُستحقين لجناتٍ عرضها السموات والأرض ببذل المال في سبيله، وكتم الغيظ، والعفو عن الناس، فقال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133، 134]، كما بيَّن بأن العفو يقرِّب الإنسان من تقوى الله تعالى فقال: ﴿ وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 237] .

والعفو عن إساءة المسيء ليس ضَعفاً ولا مَذَلَّة، بل هو رِفعة وعِزٌّ لمن تحلى به، والإنسان لا يبلغ مبلغ الحكماء العظماء إلا إذا اتَّصف بالحِلم والعفوِ عن إساءة المسيء، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:« مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ»[5] .

ولذلك ينبغي على المُعلِّم إن بَدَرَ من أحد زملائه خطأٌ أو سُوءُ تصرُّف أن يقابله بالعفو والصَّفح، ولا يحمل ذلك في قلبه فيدفعُه إلى العداوة وحُبِّ الانتقام والتَّشَفِّي، مما يتناقض مع الأخلاق الفاضلة التي ينبغي على المُعلِّم أن يتحلَّى بها.

ففي العفو رحمة بالمسيء، وتقدير لجانب ضعفه البشري، وامتثال لأمر الله تعالى، وطلب لرحمته وغفرانه ورضاه، كما أنَّ فيه توثيقاً للروابط الاجتماعية وتقوية لها، وكسباً لقلوب الناس، وزرعاً للقيم والفضائل بين أفراد المجتمع المسلم.

رابعاً: التَّواضعُ وعدم الترفع عليهم:
التواضع خلق عظيم، ولا يزيد الله تعالى صاحبَه إلا عزَّاً ورِفعَة ومكانة في قلوب الآخرين، ومِن تواضُعِ المُعلِّم لزملائه: أن لا يترفَّعَ عليهم بما آتاه اللهُ من علم، مُظهراً إعجابَهُ بنفسه وإمكاناته، وكذلك لا يستخفُّ بإمكاناتهم العلمية، ولا يستهجنُ أقوالهم وآراءهم، بل عليه أن يحفظَ حقَّهم، ويحترمَ رأيَهُم، ويبادلَهم النُّصحَ والمشورةَ، مع لينٍ في الجانب، وهَضمٍ للذَّاتِ، ورحَابةٍ في الصَّدرِ، وإشراقةٍ في الوجه[6].

خامساً: التعاون المتبادل معهم:
أمَرَ اللهُ تعالى عبادَه المؤمنين بالتعاون على الخير، فقال: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، كما حثَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال: « واللهُ في عَونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عَوْنِ أخيهِ»[7].

فينبغي على المُعلِّم أن يتعاوَن مع إخوانِه المُعلِّمين، ويمتلكَ روحَ الفريق، وذلك لتتضافرَ الجُهودُ، ويتجلَّى تعاونُهم فيما يلي:
أ - تبادل الوسائل التَّعليميَّة، كاللوحات التَّوضيحية، والعُروض التَّقديميَّة، والتَّجارِب المخبريَّة، والكتب والمراجع والمصادر....، وغير ذلك.

ب - الاستفادة من خُبْرَات زملائه ممن سبقه في ميدان التعليم، وتكوَّنت لديه تجربةٌ أوسع في التَّعامل مع الطلاب، فيتشاورُ معهم فيما يطرأ له من مواقف.

ج - العمل الجماعي فيما بينهم، للوصول إلى الغاية المنشودة.

سادساً: تَجنُّبُ المِرَاءِ والجَدَلِ مع الزُّملاء:
لا ينبغي للمُعلِّم أن يدخل مع زُملائه في مِرَاءٍ وجدلٍ عقيم[8]، لا يعود عليهم إلا بالشرِّ، وفسادِ المَودَّةِ فيما بينَهم، ويُقصَدُ بالمِرَاءِ هنا: أن يَعتَرِضَ على كلامِ الغيرِ بإظهار خَللٍ فيه، إمَّا في اللفظ وإمَّا في المعنى وإمَّا في قصدِ المُتَكلمِ، وليس ذلك لمصلحةٍ، إنَّمَا بقصدِ التَّرفعِ بإظهار العلمِ والفضلِ، والتهجم على الغير لإظهار نقصه وضعفه[9].

سابعاً: تَجَنُّبُ الحسد والمُنَافَسَة غيرِ الشرعية:
الحسد محرَّم وكبيرة من الكبائر، وهو أوَّل خطيئة عُصِي اللهُ تعالى بها، عندما حسد إبليسُ آدمَ عليه السلام، كما أنَّ أوَّل جريمةِ قتلٍ في بني آدم إنَّمَا كانت بسبب الحسد، عندما قرَّب ابنا آدم عليه السلام قُرباناً فتُقبِّل من أحدهما ولم يُتَقبَّل من الآخر، فقام بقتل أخيه من أجل ذلك.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناهياً عن التَّحاسد:« لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً»[10]، وقال صلى الله عليه وسلم:« إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ»، أَوْ قَالَ:« الْعُشْبَ »[11].

وقد قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: « كلُّ النَّاس أقدِرُ على رِضَاه إلا حاسدَ نعمةٍ، فإنَّه لا يرضيه إلا زوالُهَا»[12]، ولذلك قيل:
كلُّ العداواتِ قد تُرجى إماتتُها = إلا عداوةَ من عادَاك من حَسدِ

فلا يجوز للمُعلِّم أن يقع في الحَسد المُحرَّم لزملائه، وذلك بأن يتمنَّى زوالَ النِّعمَة التي أنعم الله تعالى بها على أحدهم، فيزاحمَهُ وينافسه عليها، ويَكيد له وينصب له الشِّبَاك.

أما كان ذلك من قبيل الغِبْطَة، بأن يتمنَّى أن يُكرمه اللهُ تعالى بما أكرم به زميلَه، مع عدم تمنِّي زوالِ النِّعمةِ عنه، فهذا لا حرج فيه، وهو من قبيل التَّنافسِ على الخير، والمسابقة إليه.

وقد دعانا اللهُ إلى ذلك وحثَّنا عليه فقال: ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26]، وهو ما أشار إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقوله: « لا حسدَ إلا في اثنتين: رجلٌ آتاه اللهُ مالاً فَسَلَّطَهُ على هَلَكَتِه في الحَقِّ، ورَجلٌ آتاه اللهُ تعالى عِلمَاً فهو يعمل به ويعلِّمُه النَّاسَ»[13].

[1] أخرجه البخاري 1/ 7 برقم7؛ ومسلم 3/ 1393 برقم 1773.
[2] فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحذِّراً من ذلك:« بحسب امرئ من الشرِّ أن يَحْقِرَ أخاه المُسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرام دمُه ومالُه وعِرضُه»، أخرجه مسلم عن أبي هريرة 4/ 1986.
[3] وقد قال أحدهم: وما سُمِّيَ الإنسانُ إلا لِنَسْيه ولا القلبُ إلاَّ أنَّهُ يَتَقَلَّبُ
[4] وهذا ما أرشد إليه الحبيبُ الأعظمُ صلى الله عليه وسلم بقوله: «الدِّينُ النَّصِيحَة»، قلنا: لمن يا رسولَ الله؟ قال:« لله ولرسوله ولكتابِه ولأئمة المسلمين وعامتهم». أخرجه مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه 1/ 74 برقم 55؛ وقال صلى الله عليه وسلم:« من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة» أخرجه البخاري 2/ 862 برقم 2310؛ ومسلم عن أبي هريرة 4/ 2074 برقم 2699.
[5] أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب برقم 2588؛ والترمذي في البر والصلة برقم 2029.
[6] وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: « إنَّ اللهَ قد أوحى إليَّ‌:‌ أن تَوَاضَعوا حتى لا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ، ولا يَبْغي أحدٌ على أحد»، أخرجه مسلم عن عياض رضي الله عنه 4/ 2198 برقم 2865؛ وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه:« الكِبرياءُ رِدَائي، والعَظَمَةُ إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النَّار»؛ أخرجه أبو داود برقم 4090، وابن ماجه برقم 4174، وهو صحيح.
[7] أخرجه مسلم عن أبي هريرة 2/ 2074برقم 2699.
[8] وقد حثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على ترك المِرَاء فقال: « أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا...» أخرجه أبو داود عن أبي أمامة 4/ 253 برقم 4800؛ والترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه وحسنه برقم 1993؛ والنسائي 6/ 21؛ كما حذَّرَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من الجدل وبيَّن بأنَّه سببُ الضلالِ فقال: « مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ»، أخرجه أحمد في مسنده 5/ 252؛ والترمذي 5/ 378 وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ برقم 3253؛ وابن ماجه 1/ 19.
[9] يقول الإمام الغزالي رحمه الله:« المناظرة الموضوعة لقصد الغلبة والإفحام، وإظهار الفضل والشرف والتشدق عند الناس، وقصد المباهاة والمماراة ، واستمالة وجوه الناس، هي منبع جميع الأخلاق المذمومة عند الله ، المحمودة عند عدو الله إبليس» انظر: إحياء علوم الدين 1/ 76؛ والمستخلص في تزكية الأنفس لسعيد حوى ص391.
[10] أخرجه البخاري 5/ 2256 برقم 5718؛ ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه 4/ 1983برقم 2559.
[11] أخرجه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه 4/ 276 برقم 4903، وانظر كشف الخفاء 1/ 319.
[12] انظر: المستخلص في تزكية الأنفس لسعيد حوى ص177.
[13] أخرجه البخاري 1/ 39 برقم 73؛ ومسلم 1/ 558 برقم 815.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المعلم, المعلمين, تجاه, زملائه, واجبات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:09

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc