✿ تفسير سورة هود ✿, تابعة لـ حلقة " لحفظ سورة هود"برعاية~*~ مُلْتَقَــى مُحِبَّآتِ الْجَــنَّـــةِ ~*~ - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

✿ تفسير سورة هود ✿, تابعة لـ حلقة " لحفظ سورة هود"برعاية~*~ مُلْتَقَــى مُحِبَّآتِ الْجَــنَّـــةِ ~*~

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-08-15, 10:45   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الظل الخفي مشاهدة المشاركة



آميــــــن
شكرا لك ولمرورك
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-08-15, 11:17   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
أبو رقية 19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو رقية 19
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-08-15, 12:27   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو رقية 19 مشاهدة المشاركة
شكرا لك ولمرورك
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2011-08-15, 12:29   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم العاشر 77-84

وَلَمَّا جَاءَتْ رُ‌سُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْ‌عًا وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴿٧٧﴾ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَ‌عُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ
السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَـٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ‌ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَ‌جُلٌ رَّ‌شِيدٌ ﴿٧٨﴾


(وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا) أي: الملائكة الذين صدروا من إبراهيم لما أتوا لُوطًا( سِيءَ بِهِمْ) أي: شق عليه مجيئهم،( وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ
عَصِيبٌ
)أي: شديد حرج، لأنه علم أن قومه لا يتركونهم، لأنهم في صور شباب، جرد، مرد, في غاية الكمال والجمال، ولهذا وقع ما خطر بباله.

فـ (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ) أي: يسرعون ويبادرون، يريدون أضيافه بالفاحشة، التي كانوا يعملونها، ولهذا قال:
(وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ) أي: الفاحشة التي ما سبقهم عليها أحد من العالمين.

(قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ )من أضيافي، [ وهذا كما عرض لسليمان صلى الله عليه وسلم، على المرأتين أن يشق الولد
المختصم فيه, لاستخراج الحق ولعلمه أن بناته ممتنع منالهن، ولا حق لهم فيهن. والمقصود الأعظم، دفع هذه الفاحشة الكبرى ] .

(فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي) أي: إما أن تراعوا تقوى الله, وإما أن تراعوني في ضيفي، ولا تخزون عندهم.

(أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) فينهاكم، ويزجركم، وهذا دليل على مروجهم وانحلالهم، من الخير والمروءة.




قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِ‌يدُ ﴿٧٩﴾ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُ‌كْنٍ شَدِيدٍ ﴿٨٠﴾ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا
رُ‌سُلُ رَ‌بِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ‌ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَ‌أَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ
الصُّبْحُ بِقَرِ‌يبٍ ﴿٨١﴾


فـ (قَالُوا) له لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ )أي: لا نريد إلا الرجال، ولا لنا رغبة في النساء.

فاشتد قلق لوط عليه الصلاة والسلام، و (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) كقبيلة مانعة، لمنعتكم.

وهذا بحسب الأسباب المحسوسة، وإلا فإنه يأوي إلى أقوى الأركان وهو الله، الذي لا يقوم لقوته أحد، ولهذا لما بلغ الأمر منتهاه واشتد
الكرب.

(قَالُوا) له: (إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ )أي: أخبروه بحالهم ليطمئن قلبه، (لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ )بسوء.

ثم قال جبريل بجناحه، فطمس أعينهم، فانطلقوا يتوعدون لوطا بمجيء الصبح، وأمر الملائكة لوطا، أن يسري بأهله( بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ)
أي: بجانب منه قبل الفجر بكثير، ليتمكنوا من البعد عن قريتهم.

(وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ )أي: بادروا بالخروج، وليكن همكم النجاة ولا تلتفتوا إلى ما وراءكم.

(إِلا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا) من العذاب (مَا أَصَابَهُمْ )لأنها تشارك قومها في الإثم، فتدلهم على أضياف لوط، إذا نزل به أضياف.

(إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ) فكأن لوطا، استعجل ذلك، فقيل له: (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ).




فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُ‌نَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْ‌نَا عَلَيْهَا حِجَارَ‌ةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَ‌بِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾
وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُ‌هُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَ‌اكُم بِخَيْرٍ‌ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ
عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ ﴿٨٤﴾


(فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا )بنزول العذاب، وإحلاله فيهم( جَعَلْنَا )ديارهم (عَالِيَهَا سَافِلَهَا )أي: قلبناها عليهم (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) أي:
من حجارة النار الشديدة الحرارة (مَنْضُودٍ) أي. متتابعة، تتبع من شذ عن القرية.

(مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ) أي: معلمة، عليها علامة العذاب والغضب،( وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ) الذين يشابهون لفعل قوم لوط (بِبَعِيدٍ) فليحذر العباد،
أن يفعلوا كفعلهم، لئلا يصيبهم ما أصابهم.

(وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا )

أي: ( و ) أرسلنا ( إِلَى مَدْيَنَ ) القبيلة المعروفة، الذين يسكنون مدين في أدنى فلسطين، ( أَخَاهُمْ ) في النسب ( شُعَيْبًا ) لأنهم يعرفونه،
وليتمكنوا من الأخذ عنه.



فـ (قَالَ) لهم (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )أي: أخلصوا له العبادة، فإنهم كانوا يشركون به، وكانوا - مع شركهم - يبخسون
المكيال والميزان، ولهذا نهاهم عن ذلك فقال وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ )بل أوفوا الكيل والميزان بالقسط.

(إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ )أي: بنعمة كثيرة، وصحة، وكثرة أموال وبنين, فاشكروا الله على ما أعطاكم، ولا تكفروا بنعمة الله، فيزيلها عنكم.

(وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ )أي: عذابا يحيط بكم, ولا يبقي منكم باقية.













رد مع اقتباس
قديم 2011-08-15, 12:31   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان 
إحصائية العضو










افتراضي



اليوم الحادي عشر الآيات من 85-91

وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْ‌ضِ مُفْسِدِينَ ﴿٨٥﴾ بَقِيَّتُ اللَّـهِ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ۚ
وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿٨٦﴾


(وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ )أي: بالعدل الذي ترضون أن تعطوه،( وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ )أي: لا تنقصوا من أشياء الناس،
فتسرقوها بأخذها، بنقص المكيال والميزان.

(وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) فإن الاستمرار على المعاصي، يفسد الأديان، والعقائد، والدين، والدنيا، ويهلك الحرث والنسل.

(بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ )أي: يكفيكم ما أبقى الله لكم من الخير، وما هو لكم، فلا تطمعوا في أمر لكم عنه غنية، وهو ضار لكم جدا.

(إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) فاعملوا بمقتضى الإيمان،( وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ)أي: لست بحافظ لأعمالكم، ووكيل عليها، وإنما الذي يحفظها الله تعالى،
وأما أنا، فأبلغكم ما أرسلت به.



قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُ‌كَ أَن نَّتْرُ‌كَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّ‌شِيدُ ﴿٨٧﴾ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَ‌أَيْتُمْ إِن كُنتُ
عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّ‌بِّي وَرَ‌زَقَنِي مِنْهُ رِ‌زْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِ‌يدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِ‌يدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ ۚ
عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿٨٨﴾


(قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا )أي: قالوا ذلك على وجه التهكم بنبيهم، والاستبعاد لإجابتهم له.

ومعنى كلامهم: أنه لا موجب لنهيك لنا، إلا أنك تصلي لله, وتتعبد له، أفإن كنت كذلك، أفيوجب لنا أن نترك ما يعبد آباؤنا، لقول ليس عليه دليل
إلا أنه موافق لك، فكيف نتبعك، ونترك آباءنا الأقدمين أولي العقول والألباب؟!

وكذلك لا يوجب قولك لنا: (أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا) ما قلت لنا، من وفاء الكيل، والميزان، وأداء الحقوق الواجبة فيها، بل لا نزال نفعل فيها ما
شئنا، لأنها أموالنا، فليس لك فيها تصرف.

ولهذا قالوا في تهكمهم: (إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ )أي: أئنك أنت الذي، الحلم والوقار، لك خلق، والرشد لك سجية، فلا يصدر عنك إلا رشد، ولا تأمر إلا برشد، ولا تنهى إلا عن غي، أي: ليس الأمر كذلك.

وقصدهم أنه موصوف بعكس هذين الوصفين: بالسفه والغواية، أي: أن المعنى: كيف تكون أنت الحليم الرشيد، وآباؤنا هم السفهاء الغاوون؟!!

وهذا القول الذي أخرجوه بصيغة التهكم، وأن الأمر بعكسه, ليس كما ظنوه، بل الأمر كما قالوه. إن صلاته تأمره أن ينهاهم، عما كان يعبد آباؤهم
الضالون، وأن يفعلوا في أموالهم ما يشاءون، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأي فحشاء ومنكر، أكبر من عبادة غير الله، ومن منع
حقوق عباد الله، أو سرقتها بالمكاييل والموازين، وهو عليه الصلاة والسلام الحليم الرشيد.

(قَالَ) لهم شعيب: (يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي) أي: يقين وطمأنينة، في صحة ما جئت به،(وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا) أي: أعطاني
الله من أصناف المال ما أعطاني.

( وَ ) أنا لا (أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ )فلست أريد أن أنهاكم عن البخس، في المكيال، والميزان، وأفعله أنا، وحتى تتطرق إليَّ التهمة
في ذلك بل ما أنهاكم عن أمر إلا وأنا أول مبتدر لتركه.

(إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ )أي: ليس لي من المقاصد إلا أن تصلح أحوالكم، وتستقيم منافعكم، وليس لي من المقاصد الخاصة لي وحدي،
شيء بحسب استطاعتي.

ولما كان هذا فيه نوع تزكية للنفس، دفع هذا بقوله وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ )أي: وما يحصل لي من التوفيق لفعل الخير، والانفكاك عن الشر إلا
بالله تعالى، لا بحولي ولا بقوتي.

(عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ )أي: اعتمدت في أموري، ووثقت في كفايته،( وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) في أداء ما أمرني به من أنواع العبادات، وفي هذا التقرب إليه بسائر
أفعال الخيرات.

وبهذين الأمرين تستقيم أحوال العبد، وهما الاستعانة بربه، والإنابة إليه، كما قال تعالى: (فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) وقال: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) .




وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِ‌مَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ۚ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ ﴿٨٩﴾ وَاسْتَغْفِرُ‌وا رَ‌بَّكُمْ ثُمَّ
تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَ‌بِّي رَ‌حِيمٌ وَدُودٌ ﴿٩٠﴾ قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرً‌ا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَ‌اكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَ‌هْطُكَ لَرَ‌جَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا
بِعَزِيزٍ ﴿٩١﴾



(وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي) أي: لا تحملنكم مخالفتي ومشاقتي( أَنْ يُصِيبَكُمْ )من العقوبات( مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ
وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ
) لا في الدار ولا في الزمان.

(وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ) عما اقترفتم من الذنوب (ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ )فيما يستقبل من أعماركم، بالتوبة النصوح، والإنابة إليه بطاعته، وترك مخالفته.

(إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ )لمن تاب وأناب، يرحمه فيغفر له، ويتقبل توبته ويحبه، ومعنى الودود، من أسمائه تعالى، أنه يحب عباده المؤمنين
ويحبونه، فهو "فعول" بمعنى"فاعل" وبمعنى "مفعول"

(قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ) أي: تضجروا من نصائحه ومواعظه لهم، فقالوا: (مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ) وذلك لبغضهم لما يقول,
ونفرتهم عنه.

(وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا) أي: في نفسك، لست من الكبار والرؤساء بل من المستضعفين.

(وَلَوْلا رَهْطُكَ) أي: جماعتك وقبيلتك( لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) أي: ليس لك قدر في صدورنا، ولا احترام في أنفسنا، وإنما احترمنا قبيلتك،
بتركنا إياك.









رد مع اقتباس
قديم 2011-08-15, 12:32   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان 
إحصائية العضو










افتراضي

الآيات من 92 -101

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَ‌هْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَ‌اءَكُمْ ظِهْرِ‌يًّا ۖ إِنَّ رَ‌بِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿٩٢﴾ وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ
سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْ‌تَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَ‌قِيبٌ ﴿٩٣﴾وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُ‌نَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَ‌حْمَةٍ مِّنَّا
وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِ‌هِمْ جَاثِمِينَ ﴿٩٤﴾ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ﴿٩٥﴾


( قَالَ )لهم مترققا لهم يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ )أي: كيف تراعوني لأجل رهطي، ولا تراعوني لله، فصار رهطي أعز عليكم من الله.
(وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا) أي: نبذتم أمر الله، وراء ظهوركم، ولم تبالوا به، ولا خفتم منه.
(إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) لا يخفى عليه من أعمالكم مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، فسيجازيكم على ما عملتم أتم الجزاء.
(و) لما أعيوه وعجز عنهم قال: (يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ )أي: على حالتكم ودينكم.
(إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ) ويحل عليه عذاب مقيم أنا أم أنتم، وقد علموا ذلك حين وقع عليهم العذاب.
(وَارْتَقِبُوا )ما يحل بي (إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) ما يحل بكم.
(وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا) بإهلاك قوم شعيب( نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) لا تسمع
لهم صوتا، ولا ترى منهم حركة.
(كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا )أي: كأنهم ما أقاموا في ديارهم، ولا تنعموا فيها حين أتاهم العذاب.
(أَلا بُعْدًا لِمَدْيَنَ )إذ أهلكها الله وأخزاها (كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ )أي: قد اشتركت هاتان القبيلتان في السحق والبعد والهلاك.



وَلَقَدْ أَرْ‌سَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٩٦﴾ إِلَىٰ فِرْ‌عَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ‌ فِرْ‌عَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ‌ فِرْ‌عَوْنَ بِرَ‌شِيدٍ ﴿٩٧﴾يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَ‌دَهُمُ
النَّارَ‌ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْ‌دُ الْمَوْرُ‌ودُ ﴿٩٨﴾ وَأُتْبِعُوا فِي هَـٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ بِئْسَ الرِّ‌فْدُ الْمَرْ‌فُودُ ﴿٩٩﴾ ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَ‌ىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ
وَحَصِيدٌ ﴿١٠٠﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ‌ رَ‌بِّكَ ۖ وَمَا زَادُوهُمْ
غَيْرَ‌ تَتْبِيبٍ ﴿١٠١﴾


يقول تعالى: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى) بن عمران ( بِآيَاتِنَا) الدالة على صدق ما جاء به، كالعصا، واليد ونحوهما، من الآيات التي أجراها الله على
يدي موسى عليه السلام.
( وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ) أي: حجة ظاهرة بينة، ظهرت ظهور الشمس.
(إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ )أي: أشراف قومه لأنهم المتبوعون، وغيرهم تبع لهم، فلم ينقادوا لما مع موسى من الآيات، التي أراهم إياها، كما تقدم
بسطها في سورة الأعراف، ولكنهم (فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ )بل هو ضال غاو، لا يأمر إلا بما هو ضرر محض، لا جرم - لما
اتبعه قومه - أرداهم وأهلكهم.(يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ * وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ) أي في الدنيا (لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ )
أي يلعنهم الله وملائكته والناس أجمعون في الدنيا والآخرة

(بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ) أي بئس ما اجتمع لهم وترادف عليهم من عذاب الله ولعنة الدنيا والآخرة
ولما ذكر قصص هؤلاء الأمم مع رسلهم قال الله تعالى لرسوله( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ )لتنذر به ويكون آية على رسالتك وموعظة وذكرى
للمؤمنين
(مِنْهَا قَائِمٌ) لم يتلف بل بقي من آثار ديارهم ما يدل عليهم ( وَ) منها ( حَصِيدٌ) قد تهدمت مساكنهم واضمحلت منازلهم فلم يبق لها أثر
(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ) بأخذهم بأنواع العقوبات (وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بالشرك والكفر والعناد
(فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) وهكذا كل من التجأ إلى غير الله لم ينفعه ذلك عند نزول الشدائد
(وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) أي خسار ودمار بالضد مما خطر ببالهم










رد مع اقتباس
قديم 2011-08-15, 12:33   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان 
إحصائية العضو










افتراضي




الآيات من 102-111

وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَ‌بِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَ‌ىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴿١٠٢﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَ‌ةِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ
يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ﴿١٠٣﴾ وَمَا نُؤَخِّرُ‌هُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ ﴿١٠٤﴾ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴿١٠٥﴾


(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ )أي: يقصمهم بالعذاب ويبيدهم، ولا ينفعهم، ما كانوا يدعون, من دون الله من شيء.

(إِنَّ فِي ذَلِكَ )المذكور، من أخذه للظالمين، بأنواع العقوبات، (لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ )أي: لعبرة ودليلا على أن أهل الظلم والإجرام، لهم
العقوبة الدنيوية، والعقوبة الأخروية، ثم انتقل من هذا، إلى وصف الآخرة فقال: (ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ )أي: جمعوا لأجل ذلك اليوم، للمجازاة،
وليظهر لهم من عظمة الله وسلطانه وعدله العظيم، ما به يعرفونه حق المعرفة.

(وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ )أي: يشهده الله وملائكته، وجميع المخلوقين.

(وَمَا نُؤَخِّرُهُ) أي: إتيان يوم القيامة (إِلا لأَجَلٍ مَعْدُودٍ )إذا انقضى أجل الدنيا وما قدر الله فيها من الخلق، فحينئد ينقلهم إلى الدار الأخرى، ويجري
عليهم أحكامه الجزائية، كما أجرى عليهم في الدنيا, أحكامه الشرعية.

(يَوْمَ يَأْتِ) ذلك اليوم، ويجتمع الخلق( لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ )حتى الأنبياء، والملائكة الكرام، لا يشفعون إلا بإذنه، (فَمِنْهُمْ )أي: الخلق (شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) فالأشقياء، هم الذين كفروا بالله، وكذبوا رسله، وعصوا أمره، والسعداء، هم: المؤمنون المتقون.



فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ‌ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ‌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْ‌ضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَ‌بُّكَ ۚ إِنَّ رَ‌بَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِ‌يدُ ﴿١٠٧﴾
وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْ‌ضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَ‌بُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ‌ مَجْذُوذٍ ﴿١٠٨﴾



وأما جزاؤهم( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا) أي: حصلت لهم الشقاوة، والخزي والفضيحة، فَفِي النَّارِ منغمسون في عذابها، مشتد عليهم عقابها،
(لَهُمْ فِيهَا )من شدة ما هم فيه (زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) وهو أشنع الأصوات وأقبحها.

(خَالِدِينَ فِيهَا )أي: في النار، التي هذا عذابها (مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ )أي: خالدين فيها أبدا، إلا المدة التي شاء الله,
أن لا يكونوا فيها، وذلك قبل دخولها، كما قاله جمهور المفسرين، فالاستثناء على هذا، راجع إلى ما قبل دخولها، فهم خالدون فيها جميع
الأزمان، سوى الزمن الذي قبل الدخول فيها.

(إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) فكل ما أراد فعله واقتضته حكمته فعله، تبارك وتعالى، لا يرده أحد عن مراده.

(وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا) أي: حصلت لهم السعادة، والفلاح، والفوز (فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ) ثم أكد
ذلك بقوله: (عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ )أي: ما أعطاهم الله من النعيم المقيم، واللذة العالية، فإنه دائم مستمر، غير منقطع بوقت من الأوقات، نسأل الله
الكريم من فضله.



فَلَا تَكُ فِي مِرْ‌يَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـٰؤُلَاءِ ۚ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ ۚ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ‌ مَنقُوصٍ ﴿١٠٩﴾

يقول الله تعالى، لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: (فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ) المشركون، أي: لا تشك في حالهم، وأن ما هم عليه باطل,
فليس لهم عليه دليل شرعي ولا عقلي، وإنما دليلهم وشبهتهم، أنهم (مَا يَعْبُدُونَ إِلا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ).

ومن المعلوم أن هذا، ليس بشبهة، فضلا عن أن يكون دليلا لأن أقوال ما عدا الأنبياء، يحتج لها لا يحتج بها، خصوصا أمثال هؤلاء الضالين،
الذين كثر خطأهم وفساد أقوالهم, في أصول الدين، فإن أقوالهم، وإن اتفقوا عليها، فإنها خطأ وضلال.

(وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ) أي: لا بد أن ينالهم نصيبهم من الدنيا، مما كتب لهم، وإن كثر ذلك النصيب، أو راق في عينك, فإنه لا يدل
على صلاح حالهم، فإن الله يعطي الدنيا من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان والدين الصحيح، إلا من يحب، والحاصل أنه لا يغتر باتفاق
الضالين، على قول الضالين من آبائهم الأقدمين، ولا على ما خولهم الله، وآتاهم من الدنيا.



وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّ‌بِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِ‌يبٍ ﴿١١٠﴾ وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَ‌بُّكَ
أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ‌ ﴿١١١﴾


يخبر تعالى، أنه آتى موسى الكتاب، الذي هو التوراة، الموجب للاتفاق على أوامره ونواهيه، والاجتماع، ولكن، مع هذا، فإن المنتسبين إليه،
اختلفوا فيه اختلافا، أضر بعقائدهم، وبجامعتهم الدينية.

(وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) بتأخيرهم، وعدم معاجلتهم بالعذاب (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) بإحلال العقوبة بالظالم، ولكنه تعالى، اقتضت حكمته، أن أخر
القضاء بينهم إلى يوم القيامة، وبقوا في شك منه مريب.

وإذا كانت هذه حالهم، مع كتابهم، فمع القرآن الذي أوحاه الله إليك، غير مستغرب، من طائفة اليهود، أن لا يؤمنوا به، وأن يكونوا في شك
منه مريب.

(وَإِنَّ كُلا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ) أي: لا بد أن الله يقضي بينهم

يوم القيامة، بحكمه العدل، فيجازي كلا بما يستحقه.

(إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ) من خير وشر (خَبِيرٌ) فلا يخفى عليه شيء من أعمالهم، دقيقها وجليلها.









رد مع اقتباس
قديم 2011-08-15, 12:35   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان 
إحصائية العضو










افتراضي

الآيات من 112-123

فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْ‌تَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ‌ ﴿١١٢﴾ وَلَا تَرْ‌كَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ‌ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِنْ
أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿١١٣﴾


أمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، ومن معه، من المؤمنين، أن يستقيموا كما أمروا، فيسلكوا ما شرعه الله من الشرائع، ويعتقدوا ما أخبر الله
به من العقائد الصحيحة، ولا يزيغوا عن ذلك يمنة ولا يسرة، ويدوموا على ذلك، ولا يطغوا بأن يتجاوزوا ما حده الله لهم من الاستقامة.

وقوله: (إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) أي: لا يخفى عليه من أعمالكم شيء, وسيجازيكم عليها، ففيه ترغيب لسلوك الاستقامة، وترهيب من ضدها، ولهذا
حذرهم عن الميل إلى من تعدى الاستقامة فقال: (وَلا تَرْكَنُوا) أي: لا تميلوا (إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) فإنكم، إذا ملتم إليهم، ووافقتموهم على ظلمهم،
أو رضيتم ما هم عليه من الظلم (فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) إن فعلتم ذلك (وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ) يمنعونكم من عذاب الله، ولا يحصلون لكم شيئا،
من ثواب الله.

(ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) أي: لا يدفع عنكم العذاب إذا مسكم، ففي هذه الآية: التحذير من الركون إلى كل ظالم، والمراد بالركون، الميل والانضمام إليه
بظلمه وموافقته على ذلك، والرضا بما هو عليه من الظلم.

وإذا كان هذا الوعيد في الركون إلى الظلمة، فكيف حال الظلمة بأنفسهم؟!! نسأل الله العافية من الظلم.




وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَ‌فَيِ النَّهَارِ‌ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَ‌ىٰ لِلذَّاكِرِ‌ينَ ﴿١١٤﴾ وَاصْبِرْ‌ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ‌ الْمُحْسِنِينَ ﴿١١٥﴾

يأمر تعالى بإقامة الصلاة كاملة ( طَرَفَيِ النَّهَارِ ) أي: أوله وآخره، ويدخل في هذا، صلاة الفجر، وصلاتا الظهر والعصر، ( وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ )
ويدخل في ذلك، صلاة المغرب والعشاء، ويتناول ذلك قيام الليل، فإنها مما تزلف العبد، وتقربه إلى الله تعالى.

( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) أي: فهذه الصلوات الخمس، وما ألحق بها من التطوعات من أكبر الحسنات، وهي: مع أنها حسنات تقرب إلى الله،
وتوجب الثواب، فإنها تذهب السيئات وتمحوها، والمراد بذلك: الصغائر، كما قيدتها الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل قوله: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن
ما اجتنبت الكبائر
"، بل كما قيدتها الآية التي في سورة النساء، وهي قوله تعالى:
إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا .

ذلك لعل الإشارة، لكل ما تقدم، من لزوم الاستقامة على الصراط المستقيم، وعدم مجاوزته وتعديه، وعدم الركون إلى الذين ظلموا، والأمر بإقامة
الصلاة، وبيان أن الحسنات يذهبن السيئات، الجميع ( ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) يفهمون بها ما أمرهم الله به، ونهاهم عنه، ويمتثلون لتلك الأوامر الحسنة
المثمرة للخيرات، الدافعة للشرور والسيئات، ولكن تلك الأمور، تحتاج إلى مجاهدة النفس، والصبر عليها، ولهذا قال:

( وَاصْبِرْ ) أي: احبس نفسك على طاعة الله، وعن معصيته، وإلزامها لذلك، واستمر ولا تضجر.

( فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) بل يتقبل الله عنهم أحسن الذي عملوا، ويجزيهم أجرهم، بأحسن ما كانوا يعملون، وفي هذا ترغيب عظيم،
للزوم الصبر، بتشويق النفس الضعيفة إلى ثواب الله، كلما ونت وفترت.



فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُ‌ونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْ‌ضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِ‌فُوا فِيهِ وَكَانُوا
مُجْرِ‌مِينَ ﴿١١٦﴾



لما ذكر تعالى، إهلاك الأمم المكذبة للرسل، وأن أكثرهم منحرفون، حتى أهل الكتب الإلهية، وذلك كله يقضي على الأديان بالذهاب والاضمحلال،
ذكر أنه لولا أنه جعل في القرون الماضية بقايا، من أهل الخير يدعون إلى الهدى، وينهون عن الفساد والردى، فحصل من نفعهم ما بقيت به
الأديان، ولكنهم قليلون جدا.

وغاية الأمر، أنهم نجوا، باتباعهم المرسلين، وقيامهم بما قاموا به من دينهم، وبكون حجة الله أجراها على أيديهم، ليهلك من هلك عن بيِّنة ويحيا
من حيَّ عن بيِّنة

(وَ) لكن (اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ) أي: اتبعوا ما هم فيه من النعيم والترف، ولم يبغوا به بدلا.

(وَكَانُوا مُجْرِمِينَ) أي: ظالمين، باتباعهم ما أترفوا فيه، فلذلك حق عليهم العقاب، واستأصلهم العذاب. وفي هذا، حث لهذه الأمة، أن يكون فيهم
بقايا مصلحون، لما أفسد الناس، قائمون بدين الله، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصرونهم من العمى.

وهذه الحالة أعلى حالة يرغب فيها الراغبون، وصاحبها يكون, إماما في الدين، إذا جعل عمله خالصا لرب العالمين.





وَمَا كَانَ رَ‌بُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَ‌ىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴿١١٧﴾

أي: وما كان الله ليهلك أهل القرى بظلم منه لهم، والحال أنهم مصلحون, أي: مقيمون على الصلاح، مستمرون عليه، فما كان الله ليهلكهم،
إلا إذا ظلموا، وقامت عليهم حجة الله.

ويحتمل، أن المعنى: وما كان ربك ليهلك القرى بظلمهم السابق، إذا رجعوا وأصلحوا عملهم، فإن الله يعفو عنهم، ويمحو ما تقدم من ظلمهم.



وَلَوْ شَاءَ رَ‌بُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّ‌حِمَ رَ‌بُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَ‌بِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ
وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩﴾



يخبر تعالى أنه لو شاء لجعل الناس كلهم أمة واحدة على الدين الإسلامي، فإن مشيئته غير قاصرة، ولا يمتنع عليه شيء، ولكنه اقتضت حكمته،
أن لا يزالوا مختلفين، مخالفين للصراط المستقيم, متبعين للسبل الموصلة إلى النار، كل يرى الحق، فيما قاله، والضلال في قول غيره.

( إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) فهداهم إلى العلم بالحق والعمل به، والاتفاق عليه، فهؤلاء سبقت لهم، سابقة السعادة، وتداركتهم العناية الربانية والتوفيق
الإلهي.

وأما من عداهم، فهم مخذولون موكولون إلى أنفسهم.

وقوله: ( وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) أي: اقتضت حكمته، أنه خلقهم، ليكون منهم السعداء والأشقياء، والمتفقون والمختلفون، والفريق الذين هدى الله,
والفريق الذين حقت عليهم الضلالة، ليتبين للعباد، عدله وحكمته، وليظهر ما كمن في الطباع البشرية من الخير والشر، ولتقوم سوق الجهاد
والعبادات التي لا تتم ولا تستقيم إلا بالامتحان والابتلاء.

( وَ) لأنه ( تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) فلا بد أن ييسر للنار أهلا يعملون بأعمالها الموصلة إليها.



وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّ‌سُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَـٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَ‌ىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿١٢٠﴾ وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا
عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ ﴿١٢١﴾ وَانتَظِرُ‌وا إِنَّا مُنتَظِرُ‌ونَ ﴿١٢٢﴾ وَلِلَّـهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَإِلَيْهِ يُرْ‌جَعُ الْأَمْرُ‌ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ
وَمَا رَ‌بُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿١٢٣﴾



لما ذكر في هذه السورة من أخبار الأنبياء، ما ذكر، ذكر الحكمة في ذكر ذلك، فقال: ( وَكُلا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ) أي:
قلبك ليطمئن ويثبت ويصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، فإن النفوس تأنس بالاقتداء، وتنشط على الأعمال، وتريد المنافسة لغيرها, ويتأيد
الحق بذكر شواهده، وكثرة من قام به.

( وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ) السورة ( الْحَقُّ) اليقين، فلا شك فيه بوجه من الوجوه، فالعلم بذلك من العلم بالحق الذي هو أكبر فضائل النفوس.

( وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) أي: يتعظون به، فيرتدعون عن الأمور المكروهة، ويتذكرون الأمور المحبوبة لله فيفعلونها.

وأما من ليس من أهل الإيمان، فلا تنفعهم المواعظ، وأنواع التذكير، ولهذا قال: ( وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) بعد ما قامت عليهم الآيات،
( اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ) أي: حالتكم التي أنتم عليها ( إِنَّا عَامِلُونَ) على ما كنا عليه.

( وَانْتَظِرُوا) ما يحل بنا ( إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) ما يحل بكم.

وقد فصل الله بين الفريقين، وأرى عباده، نصره لعباده المؤمنين, وقمعه لأعداء الله المكذبين.

( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) أي: ما غاب فيهما من الخفايا، والأمور الغيبية.

( وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأمْرُ كُلُّهُ) من الأعمال والعمال، فيميز الخبيث من الطيب ( فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) أي: قم بعبادته، وهي جميع ما أمر الله به
مما تقدر عليه، وتوكل على الله في ذلك.

( وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) من الخير والشر، بل قد أحاط علمه بذلك، وجرى به قلمه، وسيجري عليه حكمه، وجزاؤه.



تم تفسير سورة هود، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وسلم.










رد مع اقتباس
قديم 2011-08-16, 07:41   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان 
إحصائية العضو










Icon24

السلام عليكم
رمضان كريم

الى كلمن يريد الانظمام الي حلقة تحفيظ سورة هود برعاية~*~ مُلْتَقَــى مُحِبَّآتِ الْجَــنَّـــةِ ~*~

اتمنى تفاعلكم
مع تحيات اعضاء












رد مع اقتباس
قديم 2011-08-17, 05:43   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
boulboul211
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع وجزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2011-08-17, 10:54   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك
اتمنى انظمامك الى الحلقة










رد مع اقتباس
قديم 2011-08-17, 17:00   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
الزعيم الأول
قدماء المنتدى
 
الصورة الرمزية الزعيم الأول
 

 

 
الأوسمة
المرتبة الرابعة المركز الاول في مسابقة التميز في رمضان وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-08-17, 18:49   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان 
إحصائية العضو










افتراضي

شكــ لك ــرا ولمرورك اخي
جزاك الله خيرا اتمنى انظمامك لنا
ودي واحتراميـ ..










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
صورة, فسير


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc