حكم الاحتفال بعيد المرأة يوم 8 مارس من كل سنة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حكم الاحتفال بعيد المرأة يوم 8 مارس من كل سنة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-08, 15:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
minoucha dame paris
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي حكم الاحتفال بعيد المرأة يوم 8 مارس من كل سنة

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إسلام ويب - مركز الفتوى - حكم تكريم الزوجة في اليوم العالمي للمرأة -
تعريف اليوم العالمي للمرأة
اليوم العالمي للمرأة هو الثامن من شهر مارس/اذار من كل عام، وفيه يحتفل عالمياً بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء. وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا يحصلن النساء على إجازة في هذا اليوم.
الاحتفال بهذه المناسبة جاء على اثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام1945. ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية ، و كان أول إحتفال عالمي بيوم المرأة العالمي رغم أن بعض الباحثين يرجح ان اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية.
ما جاء في السنة عن اليوم وما حكم الاحتفال به؟
فإن ما يعرف بعيد المرأة، والذي يحتفل به كثير من الناس في الثامن من مارس كل سنة، هو من جملة البدع والمحدثات التي دخلت ديار المسلمين، لغفلتهم عن أحكام دينهم وهدي شريعة ربهم، وتقليدهم واتباعهم للغرب في كل ما يصدره إليهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. متفق عليه.
ولم تأت بدعة محدثة من البدع إلا وهجرت أو أميتت سنة من السنن، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة. رواه أحمد. وقد استفاض العلم بأنه لا يجوز إحداث عيد يحتفل به المسلمون غير عيدي الأضحى والفطر، لأن الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك، قال الله تعالى: لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ {الحج:67}، وتكريم الزوجة هو من مقتضيات المعاشرة بالمعروف التي أمر الله بها، وأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.
فعلى الزوج أن يكرم زوجته في كل حين، وأما تكريمها بخصوص هذه المناسبة فهو من البدع والإحداث في الدين.
واسمحو لي إن كان الموضوع قصيرا جدا
خير الأمور ما قل ودل
منقول للأمانة








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-03-08, 15:53   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
تائبة الى ربها
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية تائبة الى ربها
 

 

 
الأوسمة
المرتبة  الرابعة في مسابقة نبع الثقافة 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكورة على الموضوع بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 11:26   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
minoucha dame paris
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiiiiiii










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 11:42   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ايوب ناصر
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ايوب ناصر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 14:35   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
minoucha dame paris
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiiiiii










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 14:36   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 14:39   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا الوضوع منقول من سحاب حفظها الله



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد،

فقد تألمت لوجود أولاد أهدوا لأمهاتهم الهدايا والعطايا بمناسبة ما يسمونه عيد الأم، وكذلك بنات تحروا صباح هذا اليوم لإهداء أمهاتهن، وهن وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

والمؤلم كذلك أن هناك أمهات غضبن من أولادهن بسبب عدم إهدائهن في هذا اليوم، وحصلت المشاكل الأسرية بسبب ذلك، وظن بعض الأولاد والبنات أنهم عاقين بسبب غضب الأم منهم لعدم إهدائها في هذا اليوم. فالله المستعان.

كما أن المؤلم أن معظم المدارس احتفلت صباح هذا اليوم بهذا المسمى بعيد الأم، وشارك فيه مدرسوا الدين كذلك بدلا من أن يكونوا منكرين له، مبينين للبقية حكم الاحتفال بهذا اليوم في الشرع.

والأشد مما سبق، أن بعض الإذاعات التي ينبغي منها أن تبين الحكم الشرعي في هذا الأمر، وهي متخصصة في بث القرآن، والعلوم الدينية، خصصت هذا اليوم للكلام عن الأم، والاحتفاء بها، والاحتفال، وبيان فضلها ووجوب برها، مع أن هذا يجب التذكير به طول العام، وعدم تخصيص هذا اليوم بالذات للتذكير بفضلها.

ولهذا أسوق بعض فتاوى علماء الأمة الموثوقين في حكم الاحتفال بهذا اليوم عسى أن ينفع الله بها:

سئل‎ ‎فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم الاحتفال بما يسمى عيد الأم ؟‎

فأجاب‎ :

إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة لم تكن‎ ‎معروفة في عهد السلف الصالح وربما يكون منشؤها من غير المسلمين ‏أيضا؛ فيكون فيها مع‎ ‎البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى ،

والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام‎ ‎، وهي عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، ‏وعيد الأسبوع ( يوم الجمعة ) وليس في الإسلام‎ ‎أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة ،

وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها‎ ‎وباطلة ‏في شريعة الله سبحانه وتعالى ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث في‎ ‎أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أي : مردود عليه غير مقبول عند ‏الله وفي لفظ : " من‎ ‎عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ،

وإذا تبين ذلك فإنه لا يجوز في العيد الذي ذكر‎ ‎في السؤال والمسمى عيد الأم ، لا ‏يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد ، كإظهار الفرح‎ ‎والسرور ، وتقديم الهدايا وما أشبه ذلك ،

والواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر‎ ‎به ‏وأن يقتصر على ما حده الله تعالى لعباده فلا يزيد فيه ولا ينقص منه ،

والذي‎ ‎ينبغي للمسلم أيضا ألا يكون إمعة يتبع كل ناعق بل ينبغي أن يُكوِّن ‏شخصيته بمقتضى‎ ‎شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعا لا تابعا ، وحتى يكون أسوة لا متأسياً ؛

لأن‎ ‎شريعة الله - والحمد لله - كاملة من جميع ‏الوجوه كما قال تعالى { اليوم أكملت لكم‎ ‎دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ،

والأم أحق من أن يحتفى بها‎ ‎يوماً واحداً في ‏السنة ، بل الأم لها الحق على أولادها أن يرعوها ، وأن يعتنوا بها‎ ‎، وأن يقوموا بطاعتها في غير معصية الله عز وجل في كل زمان ومكان‏‎ .

" ‎فتاوى‎ ‎إسلامية " ( 1 / 124 ) ومجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / 301 ، 302‏‎ ) .

فتاوى نور على الدرب – ابن باز‏:

وأما الأشخاص الذين يجعلون لأنفسهم عيدا لميلادهم فعملهم منكر وبدعة كما تقدم، وهكذا إحداث أعياد لأمهاتهم ‏أو لآبائهم أو مشايخهم كله بدعة يجب تركه والحذر منه.

‎وقال الشيخ‎ ‎صالح الفوزان‎ حفظه الله:

ومن الأمور التي يجري تقليد الكفار فيها : تقليدهم في أمور‎ ‎العبادات ، كتقليدهم في الأمور الشركية من البناء على القبور ، وتشييد المشاهد‎ ‎عليها ‏والغلو فيها . وقد قال صلى الله عليه وسلم : " لعنة الله على اليهود والنصارى‎ ‎اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ، وأخبر أنهم إذا مات فيهم الرجل ‏الصالح بنوا على‎ ‎قبره مسجدا ، وصوروا فيه الصور ، وإنهم شرار الخلق ، وقد وقع في هذه الأدلة من‎ ‎الشرك الأكبر بسبب الغلو في القبور ما ‏هو معلوم لدى الخاص والعام وسبب ذلك تقليد‎ ‎اليهود والنصارى‎ .

ومن ذلك تقليدهم في الأعياد الشركية والبدعية كأعياد الموالد‎ ‎عند مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وأعياد موالد الرؤساء والملوك ، وقد تسمى ‏هذه‎ ‎الأعياد البدعية أو الشركية بالأيام أو الأسابيع – كاليوم الوطني للبلاد ، ويوم‏‎ ‎الأم وأسبوع النظافة – وغير ذلك من الأعياد اليومية ‏والأسبوعية، وكلها وافدة على‎ ‎المسلمين من الكفار ؛ وإلا فليس في الإسلام إلا عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى ، وما‎ ‎عداهما فهو بدعة وتقليد ‏للكفار ،

فيجب على المسلمين أن ينتبهوا لذلك ولا يغتروا‎ ‎بكثرة من يفعله ممن ينتسب إلى الإسلام وهو يجهل حقيقة الإسلام ، فيقع في هذه الأمور‎ ‎عن جهل ، أو لا يجهل حقيقة الإسلام ولكنه يتعمد هذه الأمور ، فالمصيبة حينئذ أشد ،‎ }‎لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله ‏واليوم الآخر وذكر الله‎ ‎كثيراً } الأحزاب/21‏‎ .

من خطبة " الحث على مخالفة الكفار‎".

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز‎ :

اطلعتُ على ما نشرته‎ ‎صحيفة (الندوة) في عددها الصادر بتاريخ 30 / 11 / 1384 هـ تحت عنوان (تكريم الأم‎.. ‎وتكريم الأسرة) فألفيت ‏الكاتب قد حبذ من بعض الوجوه ما ابتدعه الغرب من تخصيص يوم‎ ‎في السنة يحتفل فيه بالأم وأَوْرَدَ عليه شيئا غفل عنه المفكرون في إحداث هذا ‏اليوم‎ ‎وهي ما ينال الأطفال الذين ابتلوا بفقد الأم من الكآبة والحزن حينما يرون زملائهم‎ ‎يحتفلون بتكريم أمهاتهم واقترح أن يكون الاحتفال للأسرة ‏كلها واعتذر عن عدم مجيء‎ ‎الإسلام بهذا العيد ؛ لأن الشريعة الإسلامية قد أوجبت تكريم الأم‎ .

ولقد أحسن‎ ‎الكاتب فيما اعتذر به عن الإسلام وفيما أورده من سيئة هذا العيد التي قد غفل عنها‎ ‎من أحدثه ولكنه لم يشر إلى ما في البدع من مخالفة ‏صريح النصوص الواردة عن رسول‎ ‎الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام ولا إلى ما في ذلك من الأضرار ومشابهة المشركين‎ ‎والكفار فأردت ‏بهذه الكلمة الوجيزة أن أنبه الكاتب وغيره على ما في هذه البدعة‎ ‎وغيرها مما أحدثه أعداء الإسلام والجاهلون به من البدع في الدين حتى شوهوا ‏سمعته‎ ‎ونفروا الناس منه وحصل بسبب ذلك من اللبس والفرقة ما لا يعلم مدى ضرره وفساده إلا‎ ‎الله سبحانه‎.

وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‎ ‎التحذير من المحدثات في الدين وعن مشابهة أعداء الله من اليهود والنصارى ‏وغيرهم من‎ ‎المشركين مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد‎ " ‎متفق عليه وفي لفظ لمسلم " من عمل ‏عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " ،

والمعنى‎ :

فهو مردود على ما أحدثه وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة‎ : " ‎أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد ‏صلى الله عليه وسلم وشر‎ ‎الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " خرجه مسلم في صحيحه ، ولا ريب أن تخصيص يوم من‎ ‎السنة للاحتفال بتكريم ‏الأم أو الأسرة من محدثات الأمور التي لم يفعلها رسول الله‎ ‎صلى الله عليه وسلم ولا صحابته المرضيون ، فوجب تركه وتحذير الناس منه ، ‏والاكتفاء‎ ‎بما شرعه الله ورسوله‎ .

وقد سبق أن الكاتب أشار إلى أن الشريعة الإسلامية قد‎ ‎جاءت بتكريم الأم والتحريض على برها كل وقت وقد صدق في ذلك فالواجب على ‏المسلمين أن‎ ‎يكتفوا بما شرعه الله لهم من بر الوالدة وتعظيمها والإحسان إليها والسمع لها في‎ ‎المعروف كل وقت وأن يحذروا من محدثات الأمور ‏التي حذرهم الله منها والتي تفضي بهم‎ ‎إلى مشابهة أعداء الله والسير في ركابهم واستحسان ما استحسنوه من البدع, وليس ذلك‎ ‎خاصا بالأم بل قد ‏شرع الله للمسلمين بر الوالدين جميعا وتكريمهما والإحسان إليهما‏‎ ‎وصلة جميع القرابة وحذرهم سبحانه من العقوق والقطيعة وخص الأم بمزيد ‏العناية والبر؛‎ ‎لأن عنايتها بالولد أكبر ما ينالها من المشقة في حمله وإرضاعه وتربيته أكثر قال‎ ‎الله سبحانه: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ‏وَبِالْوَالِدَيْنِ‎ ‎إِحْسَاناً } الإسراء/23 ، وقال تعالى : { وَوَصَّيْنَا الأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ‎ ‎حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ‎ ‎لِي وَلِوَالِدَيْكَ ‏إِلَيَّ الْمَصِيرُ } لقمان/14 ، وقال تعالى : { فَهَلْ‎ ‎عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا‏‎ ‎أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ ‏وَأَعْمَى‎ ‎أَبْصَارَهُمْ } محمد/22 ، 23‏‎ .

وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‎: ‎ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ،‎ ‎وعقوق الوالدين وكان ‏متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور ، وسأله‎ ‎صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله أي الناس أحق بحسن صحابتي ؟ قال ‏‏: أمك‎ ‎، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال‎ : ‎أبوك ثم الأقرب فالأقرب‎ .

وقال عليه الصلاة والسلام " لا يدخل الجنة قاطع‎ " ‎،‎ ‎يعني : قاطع رحم ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أحب أن يبسط له في ‏رزقه‎ ‎ويُنسأ له في أجَله فليصل رحمه " ،

والآيات والأحاديث في بر الوالدين وصلة الرحم‎ ‎وبيان تأكيد حق الأم كثيرة مشهورة وفيما ذكرنا منها ‏كفاية ودلالة على ما سواه وهي‎ ‎تدل مَنْ تأملها دلالة ظاهرة على وجوب إكرام الوالدين جميعا واحترامهما والإحسان‎ ‎إليهما وإلى سائر الأقارب ‏في جميع الأوقات وترشد إلى أن عقوق الوالدين وقطيعة الرحم‎ ‎من أقبح الصفات والكبائر التي توجب النار وغضب الجبار نسأل الله العافية من ‏ذلك‎‎.

وهذا أبلغ وأعظم مما أحدثه الغرب من تخصيص الأم بالتكريم في يوم من السنة فقط‎ ‎ثم إهمالها في بقية العام مع الإعراض عن حق الأب وسائر ‏الأقارب ولا يخفى على اللبيب‎ ‎ما يترتب على هذا الإجراء من الفساد الكبير مع كونه مخالفا لشرع أحكم الحاكمين‏‎ ‎وموجباً للوقوع فيما حذر منه ‏رسوله الأمين‎ .

ويلتحق بهذا التخصيص والابتداع ما‎ ‎يفعله كثير من الناس من الاحتفال بالموالد وذكرى استقلال البلاد أو الاعتلاء على‎ ‎عرش الملك وأشباه ذلك ‏فإن هذه كلها من المحدثات التي قلد فيها كثير من المسلمين‎ ‎غيرهم من أعداء الله وغفلوا عما جاء به الشرع المطهر من التحذير من ذلك والنهي ‏عنه‎ ‎وهذا مصداق الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : " لتتبعن سَنن‎ ‎من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا ‏جحر ضب لدخلتموه ، قالوا : يا رسول‎ ‎الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن‎ " ‎،‎

وفي لفظ آخر: " لتأخذن أمتي مأخذ الأمم‎ ‎قبلها شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، قالوا : يا رسول الله فارس والروم ؟ قال : فمن ؟‎ " ‎، والمعنى فمن ‏المراد إلا أولئك فقد وقع ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه‎ ‎وسلم من متابعة هذه الأمة إلا من شاء الله منها لمن كان قبلهم من اليهود ‏والنصارى‎ ‎والمجوس وغيرهم من الكفرة في كثير من أخلاقهم وأعمالهم حتى استحكمت غربة الإسلام‎ ‎وصار هدي الكفار وما هم عليه من ‏الأخلاق والأعمال أحسن عند الكثير من الناس مما جاء‎ ‎به الإسلام وحتى صار المعروف منكرا والمنكر معروفا والسنة بدعة والبدعة سنة عند‎ ‎أكثر الخلق بسبب الجهل والإعراض عما جاء به الإسلام من الأخلاق الكريمة والأعمال‎ ‎الصالحة المستقيمة فإنا لله وإنا إليه راجعون‎.

ونسأل الله أن يوفق المسلمين‎ ‎للفقه في الدين وأن يصلح أحوالهم ويهدي قادتهم وأن يوفق علماءنا وكتابنا لنشر محاسن‎ ‎ديننا والتحذير من البدع ‏والمحدثات التي تشوه سمعته وتنفر منه‎ ‎إنه على كل شيء قدير‎ ‎وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ومن سلك سبيله واتبع ‏سنته إلى يوم‎ ‎الدين‎ .

‎" ‎مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 5 / 189‏‎ ) .


فتاوى العلماء عن ((عيد الأم))‎

‎. ‎قال علماء اللجنة‎ ‎الدائمة‎ :

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد‎ :

أولا : العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر‎ ‎أو الأسبوع أو نحو ذلك فالعيد يجمع أمورا منها : يوم عائد كيوم ‏عيد الفطر ويوم‎ ‎الجمعة‎.

ومنها : الاجتماع في ذلك اليوم ،

ومنها : الأعمال التي يقام بها في‎ ‎ذلك اليوم من عبادات وعادات .

ثانيا : ما كان من ذلك مقصودا به التنسك ‏والتقرب أو‎ ‎التعظيم كسبا للأجر ، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو‎ ‎بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول ‏النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا ‎هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم ،

مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد‎ ‎الأم والعيد ‏الوطني لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله ، وكما في ذلك‎ ‎التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة ،

ولما في الثاني والثالث من التشبه ‏بالكفار ،‎ ‎

وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلا لمصلحة الأمة وضبط أمورها كأسبوع المرور‎ ‎وتنظيم مواعيد الدراسة والاجتماع بالموظفين ‏للعمل ونحو ذلك مما لا يفضي إلى التقرب‎ ‎به والعبادة والتعظيم بالأصالة ، فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى‎ ‎الله عليه وسلم : " من ‏أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فلا حرج فيه بل يكون‎ ‎مشروعاً‎ .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‎ .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء‎
‎" ‎فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3‏‎ / 59‎‏ ، ‏‎61 ) .

حكم الاحتفال بعيد الأم وأعياد الميلاد:

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: ‏
‏ ‏
ما حكم الشرع في نظركم بالاحتفال بعيد الأم وأعياد الميلاد وهل هي بدعة حسنة أم بدعة سيئة؟ ‏
‏ ‏

الجواب: ‏

الاحتفال بالموالد سواء مواليد الأنبياء أو مواليد العلماء أو مواليد الملوك والرؤساء كل هذا من البدع التي ‏ما أنزل الله - تعالى - بها من سلطان وأعظم مولود هو رسول الله - صلى الله عليه و سلم -،

ولم يثبت ‏عنه ولا عن خلفائه الراشدين ولا عن صحابته ولا عن التابعين لهم ولا عن القرون المفضلة أنهم أقاموا ‏احتفالاً بمناسبة مولده - صلى الله عليه و سلم -، وإنما هذا من البدع المحدثة التي حدثت بعد القرون ‏المفضلة على يد بعض الجهال، الذين قلدوا النصارى باحتفالهم بمولد المسيح - عليه السلام -،

‏والنصارى قد ابتدعوا هذا المولد وغيره في دينهم، فالمسيح - عليه السلام - لم يشرع لهم الاحتفال ‏بمولده وإنما هم ابتدعوه فقلدهم بعض المسلمين بعد مضي القرون المفضلة.‏

فاحتفلوا بمولد محمد - صلى الله عليه و سلم - كما يحتفل النصارى بمولد المسيح، وكلا الفريقين ‏مبتدع وضال في هذا؛ لأن الأنبياء لم يشرعوا لأممهم الاحتفال بموالدهم، وإنما شرعوا لهم الاقتداء بهم ‏وطاعتهم واتباعهم فيما شرع الله - سبحانه وتعالى -، هذا هو المشروع.‏

أما هذه الاحتفالات بالمواليد فهذه كلها من إضاعة الوقت، ومن إضاعة المال، ومن إحياء البدع، وصرف ‏الناس عن السنن، والله المستعان.‏

انتهى كلام العلماء.

وكلامهم وكلام غيرهم من علماء السنة كثير في إنكار هذه البدع والاحتفالات المنكرة التي لم يأت بها الدين الإسلامي. فنسأل الله أن يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح، وأن ينشر العلم في بلادنا الإسلامية ويزيل الجهل عن المسلمين، وأن ننصح لله ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر بالطرق المشروعة ولا نخاف في الله لومة لائم، حتى لا يعمنا الله بعذاب إذا كثر الخبث.

والله المستعان، والحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 17:06   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
minoucha dame paris
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fort1fort مشاهدة المشاركة
هذا الوضوع منقول من سحاب حفظها الله



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد،

فقد تألمت لوجود أولاد أهدوا لأمهاتهم الهدايا والعطايا بمناسبة ما يسمونه عيد الأم، وكذلك بنات تحروا صباح هذا اليوم لإهداء أمهاتهن، وهن وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

والمؤلم كذلك أن هناك أمهات غضبن من أولادهن بسبب عدم إهدائهن في هذا اليوم، وحصلت المشاكل الأسرية بسبب ذلك، وظن بعض الأولاد والبنات أنهم عاقين بسبب غضب الأم منهم لعدم إهدائها في هذا اليوم. فالله المستعان.

كما أن المؤلم أن معظم المدارس احتفلت صباح هذا اليوم بهذا المسمى بعيد الأم، وشارك فيه مدرسوا الدين كذلك بدلا من أن يكونوا منكرين له، مبينين للبقية حكم الاحتفال بهذا اليوم في الشرع.

والأشد مما سبق، أن بعض الإذاعات التي ينبغي منها أن تبين الحكم الشرعي في هذا الأمر، وهي متخصصة في بث القرآن، والعلوم الدينية، خصصت هذا اليوم للكلام عن الأم، والاحتفاء بها، والاحتفال، وبيان فضلها ووجوب برها، مع أن هذا يجب التذكير به طول العام، وعدم تخصيص هذا اليوم بالذات للتذكير بفضلها.

ولهذا أسوق بعض فتاوى علماء الأمة الموثوقين في حكم الاحتفال بهذا اليوم عسى أن ينفع الله بها:

سئل‎ ‎فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم الاحتفال بما يسمى عيد الأم ؟‎

فأجاب‎ :

إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة لم تكن‎ ‎معروفة في عهد السلف الصالح وربما يكون منشؤها من غير المسلمين ‏أيضا؛ فيكون فيها مع‎ ‎البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى ،

والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام‎ ‎، وهي عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، ‏وعيد الأسبوع ( يوم الجمعة ) وليس في الإسلام‎ ‎أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة ،

وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها‎ ‎وباطلة ‏في شريعة الله سبحانه وتعالى ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث في‎ ‎أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أي : مردود عليه غير مقبول عند ‏الله وفي لفظ : " من‎ ‎عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ،

وإذا تبين ذلك فإنه لا يجوز في العيد الذي ذكر‎ ‎في السؤال والمسمى عيد الأم ، لا ‏يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد ، كإظهار الفرح‎ ‎والسرور ، وتقديم الهدايا وما أشبه ذلك ،

والواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر‎ ‎به ‏وأن يقتصر على ما حده الله تعالى لعباده فلا يزيد فيه ولا ينقص منه ،

والذي‎ ‎ينبغي للمسلم أيضا ألا يكون إمعة يتبع كل ناعق بل ينبغي أن يُكوِّن ‏شخصيته بمقتضى‎ ‎شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعا لا تابعا ، وحتى يكون أسوة لا متأسياً ؛

لأن‎ ‎شريعة الله - والحمد لله - كاملة من جميع ‏الوجوه كما قال تعالى { اليوم أكملت لكم‎ ‎دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ،

والأم أحق من أن يحتفى بها‎ ‎يوماً واحداً في ‏السنة ، بل الأم لها الحق على أولادها أن يرعوها ، وأن يعتنوا بها‎ ‎، وأن يقوموا بطاعتها في غير معصية الله عز وجل في كل زمان ومكان‏‎ .

" ‎فتاوى‎ ‎إسلامية " ( 1 / 124 ) ومجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / 301 ، 302‏‎ ) .

فتاوى نور على الدرب – ابن باز‏:

وأما الأشخاص الذين يجعلون لأنفسهم عيدا لميلادهم فعملهم منكر وبدعة كما تقدم، وهكذا إحداث أعياد لأمهاتهم ‏أو لآبائهم أو مشايخهم كله بدعة يجب تركه والحذر منه.

‎وقال الشيخ‎ ‎صالح الفوزان‎ حفظه الله:

ومن الأمور التي يجري تقليد الكفار فيها : تقليدهم في أمور‎ ‎العبادات ، كتقليدهم في الأمور الشركية من البناء على القبور ، وتشييد المشاهد‎ ‎عليها ‏والغلو فيها . وقد قال صلى الله عليه وسلم : " لعنة الله على اليهود والنصارى‎ ‎اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ، وأخبر أنهم إذا مات فيهم الرجل ‏الصالح بنوا على‎ ‎قبره مسجدا ، وصوروا فيه الصور ، وإنهم شرار الخلق ، وقد وقع في هذه الأدلة من‎ ‎الشرك الأكبر بسبب الغلو في القبور ما ‏هو معلوم لدى الخاص والعام وسبب ذلك تقليد‎ ‎اليهود والنصارى‎ .

ومن ذلك تقليدهم في الأعياد الشركية والبدعية كأعياد الموالد‎ ‎عند مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وأعياد موالد الرؤساء والملوك ، وقد تسمى ‏هذه‎ ‎الأعياد البدعية أو الشركية بالأيام أو الأسابيع – كاليوم الوطني للبلاد ، ويوم‏‎ ‎الأم وأسبوع النظافة – وغير ذلك من الأعياد اليومية ‏والأسبوعية، وكلها وافدة على‎ ‎المسلمين من الكفار ؛ وإلا فليس في الإسلام إلا عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى ، وما‎ ‎عداهما فهو بدعة وتقليد ‏للكفار ،

فيجب على المسلمين أن ينتبهوا لذلك ولا يغتروا‎ ‎بكثرة من يفعله ممن ينتسب إلى الإسلام وهو يجهل حقيقة الإسلام ، فيقع في هذه الأمور‎ ‎عن جهل ، أو لا يجهل حقيقة الإسلام ولكنه يتعمد هذه الأمور ، فالمصيبة حينئذ أشد ،‎ }‎لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله ‏واليوم الآخر وذكر الله‎ ‎كثيراً } الأحزاب/21‏‎ .

من خطبة " الحث على مخالفة الكفار‎".

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز‎ :

اطلعتُ على ما نشرته‎ ‎صحيفة (الندوة) في عددها الصادر بتاريخ 30 / 11 / 1384 هـ تحت عنوان (تكريم الأم‎.. ‎وتكريم الأسرة) فألفيت ‏الكاتب قد حبذ من بعض الوجوه ما ابتدعه الغرب من تخصيص يوم‎ ‎في السنة يحتفل فيه بالأم وأَوْرَدَ عليه شيئا غفل عنه المفكرون في إحداث هذا ‏اليوم‎ ‎وهي ما ينال الأطفال الذين ابتلوا بفقد الأم من الكآبة والحزن حينما يرون زملائهم‎ ‎يحتفلون بتكريم أمهاتهم واقترح أن يكون الاحتفال للأسرة ‏كلها واعتذر عن عدم مجيء‎ ‎الإسلام بهذا العيد ؛ لأن الشريعة الإسلامية قد أوجبت تكريم الأم‎ .

ولقد أحسن‎ ‎الكاتب فيما اعتذر به عن الإسلام وفيما أورده من سيئة هذا العيد التي قد غفل عنها‎ ‎من أحدثه ولكنه لم يشر إلى ما في البدع من مخالفة ‏صريح النصوص الواردة عن رسول‎ ‎الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام ولا إلى ما في ذلك من الأضرار ومشابهة المشركين‎ ‎والكفار فأردت ‏بهذه الكلمة الوجيزة أن أنبه الكاتب وغيره على ما في هذه البدعة‎ ‎وغيرها مما أحدثه أعداء الإسلام والجاهلون به من البدع في الدين حتى شوهوا ‏سمعته‎ ‎ونفروا الناس منه وحصل بسبب ذلك من اللبس والفرقة ما لا يعلم مدى ضرره وفساده إلا‎ ‎الله سبحانه‎.

وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‎ ‎التحذير من المحدثات في الدين وعن مشابهة أعداء الله من اليهود والنصارى ‏وغيرهم من‎ ‎المشركين مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد‎ " ‎متفق عليه وفي لفظ لمسلم " من عمل ‏عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " ،

والمعنى‎ :

فهو مردود على ما أحدثه وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة‎ : " ‎أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد ‏صلى الله عليه وسلم وشر‎ ‎الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " خرجه مسلم في صحيحه ، ولا ريب أن تخصيص يوم من‎ ‎السنة للاحتفال بتكريم ‏الأم أو الأسرة من محدثات الأمور التي لم يفعلها رسول الله‎ ‎صلى الله عليه وسلم ولا صحابته المرضيون ، فوجب تركه وتحذير الناس منه ، ‏والاكتفاء‎ ‎بما شرعه الله ورسوله‎ .

وقد سبق أن الكاتب أشار إلى أن الشريعة الإسلامية قد‎ ‎جاءت بتكريم الأم والتحريض على برها كل وقت وقد صدق في ذلك فالواجب على ‏المسلمين أن‎ ‎يكتفوا بما شرعه الله لهم من بر الوالدة وتعظيمها والإحسان إليها والسمع لها في‎ ‎المعروف كل وقت وأن يحذروا من محدثات الأمور ‏التي حذرهم الله منها والتي تفضي بهم‎ ‎إلى مشابهة أعداء الله والسير في ركابهم واستحسان ما استحسنوه من البدع, وليس ذلك‎ ‎خاصا بالأم بل قد ‏شرع الله للمسلمين بر الوالدين جميعا وتكريمهما والإحسان إليهما‏‎ ‎وصلة جميع القرابة وحذرهم سبحانه من العقوق والقطيعة وخص الأم بمزيد ‏العناية والبر؛‎ ‎لأن عنايتها بالولد أكبر ما ينالها من المشقة في حمله وإرضاعه وتربيته أكثر قال‎ ‎الله سبحانه: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ‏وَبِالْوَالِدَيْنِ‎ ‎إِحْسَاناً } الإسراء/23 ، وقال تعالى : { وَوَصَّيْنَا الأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ‎ ‎حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ‎ ‎لِي وَلِوَالِدَيْكَ ‏إِلَيَّ الْمَصِيرُ } لقمان/14 ، وقال تعالى : { فَهَلْ‎ ‎عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا‏‎ ‎أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ ‏وَأَعْمَى‎ ‎أَبْصَارَهُمْ } محمد/22 ، 23‏‎ .

وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‎: ‎ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ،‎ ‎وعقوق الوالدين وكان ‏متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور ، وسأله‎ ‎صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله أي الناس أحق بحسن صحابتي ؟ قال ‏‏: أمك‎ ‎، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال‎ : ‎أبوك ثم الأقرب فالأقرب‎ .

وقال عليه الصلاة والسلام " لا يدخل الجنة قاطع‎ " ‎،‎ ‎يعني : قاطع رحم ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أحب أن يبسط له في ‏رزقه‎ ‎ويُنسأ له في أجَله فليصل رحمه " ،

والآيات والأحاديث في بر الوالدين وصلة الرحم‎ ‎وبيان تأكيد حق الأم كثيرة مشهورة وفيما ذكرنا منها ‏كفاية ودلالة على ما سواه وهي‎ ‎تدل مَنْ تأملها دلالة ظاهرة على وجوب إكرام الوالدين جميعا واحترامهما والإحسان‎ ‎إليهما وإلى سائر الأقارب ‏في جميع الأوقات وترشد إلى أن عقوق الوالدين وقطيعة الرحم‎ ‎من أقبح الصفات والكبائر التي توجب النار وغضب الجبار نسأل الله العافية من ‏ذلك‎‎.

وهذا أبلغ وأعظم مما أحدثه الغرب من تخصيص الأم بالتكريم في يوم من السنة فقط‎ ‎ثم إهمالها في بقية العام مع الإعراض عن حق الأب وسائر ‏الأقارب ولا يخفى على اللبيب‎ ‎ما يترتب على هذا الإجراء من الفساد الكبير مع كونه مخالفا لشرع أحكم الحاكمين‏‎ ‎وموجباً للوقوع فيما حذر منه ‏رسوله الأمين‎ .

ويلتحق بهذا التخصيص والابتداع ما‎ ‎يفعله كثير من الناس من الاحتفال بالموالد وذكرى استقلال البلاد أو الاعتلاء على‎ ‎عرش الملك وأشباه ذلك ‏فإن هذه كلها من المحدثات التي قلد فيها كثير من المسلمين‎ ‎غيرهم من أعداء الله وغفلوا عما جاء به الشرع المطهر من التحذير من ذلك والنهي ‏عنه‎ ‎وهذا مصداق الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : " لتتبعن سَنن‎ ‎من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا ‏جحر ضب لدخلتموه ، قالوا : يا رسول‎ ‎الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن‎ " ‎،‎

وفي لفظ آخر: " لتأخذن أمتي مأخذ الأمم‎ ‎قبلها شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، قالوا : يا رسول الله فارس والروم ؟ قال : فمن ؟‎ " ‎، والمعنى فمن ‏المراد إلا أولئك فقد وقع ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه‎ ‎وسلم من متابعة هذه الأمة إلا من شاء الله منها لمن كان قبلهم من اليهود ‏والنصارى‎ ‎والمجوس وغيرهم من الكفرة في كثير من أخلاقهم وأعمالهم حتى استحكمت غربة الإسلام‎ ‎وصار هدي الكفار وما هم عليه من ‏الأخلاق والأعمال أحسن عند الكثير من الناس مما جاء‎ ‎به الإسلام وحتى صار المعروف منكرا والمنكر معروفا والسنة بدعة والبدعة سنة عند‎ ‎أكثر الخلق بسبب الجهل والإعراض عما جاء به الإسلام من الأخلاق الكريمة والأعمال‎ ‎الصالحة المستقيمة فإنا لله وإنا إليه راجعون‎.

ونسأل الله أن يوفق المسلمين‎ ‎للفقه في الدين وأن يصلح أحوالهم ويهدي قادتهم وأن يوفق علماءنا وكتابنا لنشر محاسن‎ ‎ديننا والتحذير من البدع ‏والمحدثات التي تشوه سمعته وتنفر منه‎ ‎إنه على كل شيء قدير‎ ‎وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ومن سلك سبيله واتبع ‏سنته إلى يوم‎ ‎الدين‎ .

‎" ‎مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 5 / 189‏‎ ) .


فتاوى العلماء عن ((عيد الأم))‎

‎. ‎قال علماء اللجنة‎ ‎الدائمة‎ :

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد‎ :

أولا : العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر‎ ‎أو الأسبوع أو نحو ذلك فالعيد يجمع أمورا منها : يوم عائد كيوم ‏عيد الفطر ويوم‎ ‎الجمعة‎.

ومنها : الاجتماع في ذلك اليوم ،

ومنها : الأعمال التي يقام بها في‎ ‎ذلك اليوم من عبادات وعادات .

ثانيا : ما كان من ذلك مقصودا به التنسك ‏والتقرب أو‎ ‎التعظيم كسبا للأجر ، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو‎ ‎بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول ‏النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا ‎هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم ،

مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد‎ ‎الأم والعيد ‏الوطني لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله ، وكما في ذلك‎ ‎التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة ،

ولما في الثاني والثالث من التشبه ‏بالكفار ،‎ ‎

وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلا لمصلحة الأمة وضبط أمورها كأسبوع المرور‎ ‎وتنظيم مواعيد الدراسة والاجتماع بالموظفين ‏للعمل ونحو ذلك مما لا يفضي إلى التقرب‎ ‎به والعبادة والتعظيم بالأصالة ، فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى‎ ‎الله عليه وسلم : " من ‏أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فلا حرج فيه بل يكون‎ ‎مشروعاً‎ .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‎ .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء‎
‎" ‎فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3‏‎ / 59‎‏ ، ‏‎61 ) .

حكم الاحتفال بعيد الأم وأعياد الميلاد:

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: ‏
‏ ‏
ما حكم الشرع في نظركم بالاحتفال بعيد الأم وأعياد الميلاد وهل هي بدعة حسنة أم بدعة سيئة؟ ‏
‏ ‏

الجواب: ‏

الاحتفال بالموالد سواء مواليد الأنبياء أو مواليد العلماء أو مواليد الملوك والرؤساء كل هذا من البدع التي ‏ما أنزل الله - تعالى - بها من سلطان وأعظم مولود هو رسول الله - صلى الله عليه و سلم -،

ولم يثبت ‏عنه ولا عن خلفائه الراشدين ولا عن صحابته ولا عن التابعين لهم ولا عن القرون المفضلة أنهم أقاموا ‏احتفالاً بمناسبة مولده - صلى الله عليه و سلم -، وإنما هذا من البدع المحدثة التي حدثت بعد القرون ‏المفضلة على يد بعض الجهال، الذين قلدوا النصارى باحتفالهم بمولد المسيح - عليه السلام -،

‏والنصارى قد ابتدعوا هذا المولد وغيره في دينهم، فالمسيح - عليه السلام - لم يشرع لهم الاحتفال ‏بمولده وإنما هم ابتدعوه فقلدهم بعض المسلمين بعد مضي القرون المفضلة.‏

فاحتفلوا بمولد محمد - صلى الله عليه و سلم - كما يحتفل النصارى بمولد المسيح، وكلا الفريقين ‏مبتدع وضال في هذا؛ لأن الأنبياء لم يشرعوا لأممهم الاحتفال بموالدهم، وإنما شرعوا لهم الاقتداء بهم ‏وطاعتهم واتباعهم فيما شرع الله - سبحانه وتعالى -، هذا هو المشروع.‏

أما هذه الاحتفالات بالمواليد فهذه كلها من إضاعة الوقت، ومن إضاعة المال، ومن إحياء البدع، وصرف ‏الناس عن السنن، والله المستعان.‏

انتهى كلام العلماء.

وكلامهم وكلام غيرهم من علماء السنة كثير في إنكار هذه البدع والاحتفالات المنكرة التي لم يأت بها الدين الإسلامي. فنسأل الله أن يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح، وأن ينشر العلم في بلادنا الإسلامية ويزيل الجهل عن المسلمين، وأن ننصح لله ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر بالطرق المشروعة ولا نخاف في الله لومة لائم، حتى لا يعمنا الله بعذاب إذا كثر الخبث.

والله المستعان، والحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا لك على المعلومة اخيتي









رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 21:34   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


لكني ولد










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-10, 18:09   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
minoucha dame paris
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

hhhhhhhhhhhhhhhhhh



merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiiiiiiiiiiiiii










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 20:09   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
الشاذلي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hourse الاحتفال بيوم الأم وحكمه في الدين

[QUOTE=minoucha dame paris;9123245][SIZE=4][COLOR=#0033ff]وأما تكريمها بخصوص هذه المناسبة فهو من البدع والإحداث في الدين.


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين واله واصحابه المكرمين

الاحتفال بيوم الأم وحكمه في الدين

السؤال عن حكم الاحتفال بيوم الأم، وهل هو بدعة؟


الـجـــواب : فضيلة الأستاذ الدكتورالعلامة علي جمعة محمد مفتي مصر

الإنسان بنيان الرب، كرمه الله تعالى لآدميته؛ فصنعه بيديه، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وطرد إبليس من رحمته لأنه استكبر عن طاعة أمر الله بالسجود له، فكان احترام الآدمية صفة ملائكية قامت حضارة المسلمين عليها، وكانت إهانة الإنسان وإذلاله واحتقاره نزعة شيطانية إبليسية زلزلت كيان الحضارات التي بنيت عليها، {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} [النحل: 26]، {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} [النساء: 119] {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف: 50].
وكما جاء الإسلام بتكريم الإنسان من حيث هو إنسان بِغَضِّ النظر عن نوعه أو جنسه أو لونه فإنه أضاف إلى ذلك تكريمًا آخر يتعلق بالوظائف التي أقامه الله فيها طبقًا للخصائص التي خلـقه الله عليها، فكان من ذلك تكريم الوالدين اللذين
جعلهما الله تعالى سببًا في الوجود، وقرن شكرهما بشكره؛ فقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14] وجعل الأمر بالإحسان إليهما بعد الأمر بعبادته سبحانه وتعالى فقال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23] ، وكان ذلك لأن الله جعلهما السبب الظاهر في الإيجاد فكانا أعظم مظهر كوني تجلت فيه صفة الخلق، وناهيك بذلك شرفًا على شرف وتكريمًا على تكريم.
والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يجعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة، بل ويجعلها مقدمة على الأب في ذلك؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: ((جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ)) متفق عليه، ويقرر الشرع الإسلامي أن العلاقة بين الولد وأمه علاقة عضوية طبعية؛ فلا تتوقف نسبته إليها على كونها أتت به من نكاح أو سفاح، بل هي أمه على كل حال، بخلاف الأبوة التي لا تثبت إلا من طريق شرعي.
ومن مظاهر تكريم الأم الاحتفاء بها وحسن برها والإحسان إليها، وليس في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمر تنظيمي لا حرج فيه، ولا صلة له بمسألة البدعة التي يدندن حولها كثير من الناس؛ فإن البدعة المردودة هي ما أُحدث على خلاف الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ)) متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، ومفهومه أن من أَحدث فيه ما هو منه فهو مقبول غير مردود، وقد أقر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- العرب على احتفالاتهم بذكرياتهم الوطنية وانتصاراتهم القومية التي كانوا يَتَغَنَّوْنَ فيها بمآثر قبائلهم وأيام انتصاراتهم، كما في حديث الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- ((أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان بغناء يوم بُعاث))، وجاء في السنة ((أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- زار قبر أمه السيدة آمنة في أَلْفَيْ مُقَنَّع، فما رُؤِيَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ)). رواه الحاكم وصححه وأصله في مسلم.
إن معنى الأمومة عند المسلمين هو معنًى رفيع، له دلالته الواضحة في تراثهم اللغوي؛ فالأم في اللغة العربية تُطلق على الأصل، وعلى المسكن، وعلى الرئيس، وعلى خادم القوم الذي يلي طعامهم وخدمتهم, -وهذا المعنى الأخير مَرْوِيٌّ عن الإمام الشافعي -رضي الله عنه- وهو من أهل اللغة-، قال ابن دُرَيد: وكل شيء انضمت إليه أشياء من سائر ما يليه فإن العرب تسمي ذلك الشيء "أُمًّا". ولذلك سميت مكة "أم القرى"؛ لأنها توسطت الأرض، ولأنها قبلة يؤمها الناس، ولأنها أعظم القرى شأنًا، ولما كانت اللغة هي وعاء الفكر فإن مردود هذه الكلمة عند المسلم ارتبط بذلك الإنسان الكريم الذي جعل الله فيه أصل تكوين المخلوق البشري، ثم وطَّنه مسكنًا له، ثم ألهمه سياسته وتربيته، وحبب إليه خدمته والقيام على شؤونه، فالأم في ذلك كله هي موضع الحنان والرحمة الذي يأوي إليه أبناؤها.
وكما كان هذا المعنى واضحًا في أصل الوضع اللغوي والاشتقاق من جذر الكلمة في اللغة؛ فإن موروثنا الثقافي يزيده نصاعةً ووضوحًا وذلك في الاستعمال التركيبي "لصلة الرحم" حيث جُعِلَت هذه الصفة العضوية في الأم رمزًا للتواصل العائلي الذي كانت لَبِنَاتُه أساسًا للاجتماع البشري؛ إذ ليس أحدٌ أحق وأولى بهذه النسبة من الأم التي يستمر بها معنى الحياة وتتكون بها الأسرة وتتجلى فيها معاني الرحمة. ويبلغ الأمر تمامه وكماله بذلك المعنى الديني البديع الذي يصوره النبي المصطفى والحبيب المجتبى -صلى الله عليه وآله وسلم- بقوله: ((الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ)) متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفي الحديث القدسي: ((قَالَ اللَّهُ عز وجل: أَنَا اللَّهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي؛ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ)) رواه أبو داود والترمذي وصححه من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
وبتجلي هذا المعنى الرفيع للأمومة عندنا مدلولا لغويًّا وموروثًا ثقافيًّا ومكانةً دينية يمكننا أن ندرك مدى الهوة الواسعة والمفارقة البعيدة بيننا وبين الآخر الذي ذابت لديه قيمة الأسرة وتفككت في واقعه أوصالُها، فأصبح يلهث وراء هذه المناسبات ويتعطش إلى إقامتها ليستجدي بها شيئًا من هذه المعاني المفقودة لديه، وصارت مثل هذه الأيام أقرب عندهم إلى ما يمكن أن نسميه "بالتسول العاطفي" من الأبناء الذين يُنَبَّهون فيها إلى ضرورة تذكر أمهاتهم بشيء من الهدايا الرمزية أثناء لهاثهم في تيار الحياة الذي ينظر أمامه ولا ينظر خلفه.
ومع هذا الاختلاف والتباين بيننا وبين ثقافة الآخر التي أفرز واقعها مثل هذه المناسبات إلا أن ذلك لا يشكل مانعًا شرعيًّا من الاحتفال بها، بل نرى في المشاركة فيها نشرًا لقيمة البر بالوالدين في عصر أصبح فيه العقوق ظاهرة تبعث على الأسى والأسف، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الأسوة الحسنة؛ حيث كان يحب محاسن الأخلاق ويمدحها من كل أحد حتى ولو كان على غير دينه؛ فـ((لما أُتِيَ بسبايا طَيئ كانت ابنة حاتم الطائي في السبي؛ فقالت للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: يا محمد، إنْ رأيتَ أن تُخَلِّيَ عني ولا تُشْمِت بي أحياء العرب؛ فإني ابنة سيد قومي، وإن أبي كان يحمي الذِّمار، ويَفُكُّ العاني، ويُشبع الجائع، ويكسو العاري، ويَقري الضيف، ويطعم الطعام، ويُفشي السلام، ولم يَرُدّ طالب حاجة قط. وأنا ابنة حاتم طَيئ. فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: يَا جَارِيَةُ، هَذِهِ صِفَةُ المُؤْمِنِينَ حَقًّا، لَوْ كَانَ أَبُوكِ مُؤْمِنًا لَتَرَحَّمْنَا عَلَيْهِ؛ خَلُّوا عَنْهَا فَإِنَّ أَبَاهَا كَانَ يُحِبُّ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ، وَالله تَعَالَى يُحِبُّ مَكَارِمَ الأخْلاقِ، فقام أبو بُردة ابن نِيار -رضي الله عنه- فقال: يا رسول الله، واللهُ يحب مكارم الأخلاق؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ أَحَدٌ إِلاَّ بِحُسْنِ الخُلُقِ)). أخرجه البيهقي من حديث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وقال عليه الصلاة والسلام: ((لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ، وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الإِسْلاَمِ لأَجَبْتُ)) أخرجه البيهقي عن طلحة بن عبد الله بن عوف،
وعليه فإن الاحتفال بيوم الأم أمر جائز شرعًا لا مانع منه ولا حرج فيه، والبدعة المردودة إنما هي ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا ولا إثم على فاعله.
والله سبحانه وتعالى أعلم

المصدر / دار الافتاء المصرية رقـم المسلسل : 2268 تاريخ الإجابة : 16/08/2004
اطلعنا على الطلب المقيد برقم 538 لسنة 2005م









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-24, 18:40   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
minoucha dame paris
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiiiiiii










رد مع اقتباس
قديم 2013-04-24, 18:48   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
htc.ws
عضو متألق
 
الصورة الرمزية htc.ws
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-03-08, 21:46   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
امنة ب
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك جزاك الله خيرا موضوع في محله........................










رد مع اقتباس
قديم 2016-03-09, 23:35   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ماهر السامري
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا لك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مارس, المرأة, الاحتفال, تعدى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:05

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc